كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

أسلوب.. فاتن حمامة

كمال رمزي

عن رحيل سيدة الشاشة العربية

   
 
 
 
 

على سلالم المحكمة، فى «أريد حلا» لسعيد مرزوق 1975، تجلس فاتن حمامة جوار السيدة الأكبر سنا، أمينة رزق، كلتاهما فى مأزق، لكن الفارق بينهما بالغ الاتساع، وذلك أن الأخيرة، إلى جانب مشكلات الطلاق، وقوانينه المنحازة للرجل، تعانى ضيق ذات اليد، وها هى، تفتح حقيبة يدها القديمة، المهترئة، لتخرج منديلا، تفركه بين أصابعها، بديلا عن البكاء، وتشكو حالها لفاتن حمامة.. المشهد للقديرة أمينة رزق، التى تعبر عن انكسارها الداخلى، بعيونها الحزينة، وصوتها المتهدج بالأسى. لكن قوة وعمق تأثير الموقف، يكتمل بذلك الحنو النابع من قلب فاتن حمامة. إنها تكاد تحتضن المظلومة، الحائرة، بنظرة مفعمة بالتفهم والشفقة، مع ما يشبه شبح ابتسامة تشجيع.

هنا، تتجلى إحدى قدرات فاتن حمامة: تكثيف الإحساس بالآخر، فهى، بموهبتها وخبرتها، تدرك أنها ليست مفردة داخل الفيلم، حتى لو كانت البطولة المطلقة لها، لذا، يصل المشاركون معها، إلى أعلى مستوياتهم، إلى جانبها.. وأحيانا، بأداء بارع، تعبر ببلاغة، عن أحداث قد لا نرى تفاصيلها. آية ذلك ما حققه معها مخرجها الأثير، هنرى بركات، فى «دعاء الكروان» 1959، وبالتحديد فى مشهد قتل «هنادى».. بركات، بشاعريته المرهفة، يتحاشى تماما تصوير الدم، أو الإيغال فى تجسيد القسوة، وبالتالى، اكتفى برصد مقبض الخنجر يرتفع فى الفضاء، فى يد الخال، ثم يهوى على زهرة العلا، وينتقل بركات سريعا، إلى فاتن حمامة، المذهولة، المذعورة، وقد وضعت أصاعبها على فمها، وبنظرات زائعة، متألمة، نكاد نرى تفاصيل لحظات الموت التى لم تعرضها الشاشة.

فاتن حمامة، تمثل وكأنها لا تمثل، تعتمد على حساسية داخلية قائمة على إدراك عقلى للمواقف، ولطبيعة بقية الشخصيات، ونوعية علاقاتها بهم، وعلاقتهم بها، فضلا عن استيعاب الانفعالات البسيطة والمركبة، فى هذا المشهد أو ذاك.. تعبر عنها على نحو سلس، بالغ النعومة، خلال وجهها الدقيق الملامح، بقسماته الجميلة، البعيدة عن الصخب، القريبة إلى النفس، المتميز بعينين واسعتين، صادقتين، معبرتين، تجعلانك تطل من خلالهما على عوالم رحبة من أحاسيس متباينة، متداخلة، متعددة الألوان والدرجات.

أما عن صوتها، الذى غالبا لا يرتفع، فإنه يتسلل إلى القلب حاملا معه شحنات انفعالية، تتجسد بفضل قدرتها على منح الكلمات معانيها، الظاهرة والخفية، وتلوينها بالأحاسيس التى تريد التعبير عنها.. وأحيانا، يتحول صوتها إلى «معزوفة»، تهز وجدان المتلقى، وتظل باقية فى الذاكرة السمعية، فى «الحرام» لبركات 1965، على سبيل المثال، تردد، فى نوبات الحمى التى تنتابها، أربع كلمات بنغمة أقرب للأنين، تلخص مأساة كاملة «عرق البطاطا كان السبب».

«الأخذ والعطاء»، عند فاتن حمامة، ليس مقصورا على علاقاتها بغيرها من البشر «الممثلين»، ولكن يمتد إلى الإكسسوارات التى حولها، ومن الممكن أن يغدو ثلاثى الأطراف، هى، والممثل، وقطعة الإكسسوار.. فى «يوم مر.. يوم حلو» لخيرى بشارة 1988، تؤدى دور امرأة من شبرا، أرملة ربان سفينة تحمل أربعة أبناء، عليها الحفاظ على سلامتهم وسط متاعب لا تنتهى.. إحدى بناتها تزوجت من شاب فالت العيار، أقرب للبلطجى، يؤدى دوره محمد منير.. تزداد شروره مع الأيام.. تقرر مواجهته، وإيقافه عند حده.. وها هى، بإرادة من حديد، تتأسد، وتلتمع عيون فاتن بالعزيمة والتحدى، لكن الوغد، الذى يعرف، كما نعرف نحن، ما الذى تعنيه ماكينة الخياطة بالنسبة لها، وبالنسبة لكل من تعتمد عليها كمصدر رزق.. زوج الابنة، برعونة، يكاد يرفع الماكينة مهددا بتهشيمها على الأرض. حينئذ، فى لحظة، يتلاشى غضب فاتن حمامة، تتحول إلى أرنب هادئ لطيف، ناعم ومحب، طبعا كى تتحاشى غضبه.. تظهر له مودة مزيفة، بينما نحن نعرف ما الذى يدور فى داخلها. هنا، يصبح الأخذ والعطاء بين فاتن، والماكينة، وزوج الابنة.

فى مشوارها الطويل، على الشاشة، طوال ستة عقود، قدمت عشرات الصور المتباينة، وربما المتناقضة، للمرأة المصرية.. عملت مع أجيال متوالية من مخرجين تختلف أساليبهم، من «ميلودرامات» حسن الإمام إلى رومانسيات عز الدين ذوالفقار، ومن طبيعية صلاح أبوسيف إلى واقعية خيرى بشارة، ومن بوليسيات كمال الشيخ إلى كوميديات فطين عبدالوهاب.. وبرغم تنوع الادوار التى قدمتها، فإن موهبتها الكبيرة، اعتمدت على ركائز أساسية، عظيمة الشأن، فعالة، حققت بها لقب «سيدة الشاشة العربية» عن جدارة، وكانت سببا فى نجاح عشرات الأعمال، لكن يبقى السؤال، ليس بالنسبة لفاتن، ولكن بالنسبة لأفلامها: كيف قدمت صورة البنت المصرية، عبر ما يزيد على النصف قرن.. علينا البحث عن إجابة.

الشروق المصرية في

24.01.2015

 
 

حكايتى مع فاتن حمامة فى أريد حلا. ومفاجآتها

بقلم:   سعيد عبدالغنى

لم أستطع أن أجد لها صفة جديدة تحمل كل الأوصاف التي قيلت عنها. وبعد فترة حيرتي للوصول إلي وصف جديد لها. وأنا أردد لذاتي بجملة. أريد حلا. أريد حلا. جاء الحل بوصف لها يجمع كل الأوصاف التي قيلت عنها. انه اسمها وحده. هو الذي يحمل بعمق كل الأوصاف!.

إنها. فاتن حمامة!

وهذه حكايتي معها عن فيلم. أريد حلا!.

بدأت الحكاية بمفاجأة أخبرنا بها أنا وصديقي الطيب الممثل شعبان حسين. أننا تم ترشيحنا من المنتج والنجم الكبير صلاح ذوالفقار. لأن نكون أبطالا للفيلم الجديد الذي ستقوم ببطولته. فاتن حمامة. النجمة الكبيرة. وأنها طلبت أن نلقاها في منزلها. غدا. وأنها تحب المواعيد المضبوطة. والالتزام. وعشان كده سوف ندق جرس الباب غدا. الساعة التاسعة صباح الغد. إلا دقيقة!.

وجاء الغد. وثلاثتنا الآن نركب سيارة النجم صلاح. وأنا. وصديقي الممثل الطيب. في طريقنا إلي منزل النجمة الكبيرة. ووصلنا إلي المنزل. وفعلا دق النجم الكبير جرس الباب في التاسعة إلا دقيقة تماما. خلف هذا الباب سنلتقي بالنجمة الكبيرة. ودقات قلبي كانت أعلي من دقاب قلب صديقي. الحاج الطيب التي كانت شفتاه تعلن عن قراءة لآيات قرآنية!

فتح الباب. ظهرت سيدة. وضح عليها أنها تعمل في المنزل. صوتها هاديء جدا. لدرجة أنني لم أسمع منها شيئا. بالاشارة فهمت أنها تدعونا للدخول. ودخلنا. المكان هاديء جدا. السكون شامل. اللون الأبيض في كل مكان. الأثاث. لونه أبيض هاديء. تابلوهات رقيقة علي الجدران. أوان نحاسية لامعة يخرج منها زرع أخضر. علي الأرض نسير عليها. بها سجاد أبنوسي اللون. وبإشارة من السيدة بيدها التي لم نسمع خطواتها أو خطواتنا إلي الجلوس. وسرنا وكأننا نسير علي أطراف الأصابع. وجلسنا ثلاثتنا. أنا وصديقي الطيب علي كنبة. والنجم الكبير صلاح. جلس علي مقعد في مواجهتنا. 

دارت في مخيلتي الاحتمالات. وحاولت أن أبعد منها ما قد يجعلني مرتبكا علي غير عادتي. أخذت أتصور أنه مجرد لقاء عادي. بين نجمة تريد أن تلتقي بمن سيكونان من الأبطال معها في فيلمها الجديد وقلت لنفسي. عادي جدا!.

صباح الخير. صوت جاء هادئا. رائعا. مطمئنا. إنها هى. النجمة الكبيرة الشهيرة. فاتن حمامة. ورأيتها لأول مرة حقيقية. ليست حلما. ولا شريطا سينمائيا. وقفنا ثلاثتنا مرة واحدة. وأقبلت إلينا. مادة يدها بالسلام!.

أهلا. بكم. وهي تسلم علي كل واحد وجلست وقالت. طبعا أنا أعرفكم جميعا. وخصوصا أنت. يا أستاذ. وقلت اسمي. واسم النجم صلاح. ونظرت إلي صديقي وقلت لها اسمه وشهرته الطيب. وقالت تشربوا أيه. فطلب من معي. الشاي. وأنا طلبت فنجان قهوة. فقالت بتشرب قهوة سكر ايه. قلت أشرب قهوة علي الريحة. وقالت. أنا كمان بأشرب قهوة علي الريحة زيك. وكانت السيدة التي تعمل في المنزل. قد سمعت الطلبات. وأحسست بأمان كبير. وبدأت بأسئلة كثيرة عن السينما. وعن الفن. وعن الأعمال التي قدمتها أنا. وكانت توجه معظم الكلام لي. وأنا بطبيعتي صريح. ومتحدث جدا. ومعلوماتي التي أبهرتها من خلال مشواري الصحفي. والفني. وكثيرا من جولاتي الصحفية. ووجدت نفسي منطلقا في حواري معها. وهي تستمع وتسأل. وتجيب. وأحاورها في كثير من الأسئلة. والآراء. وهي أيضا تزيد في الحوار بمعلومات. وثقافة. جميلة في مجالات العمل الفني والاجتماعي. والسياسي أيضا. وفي العالم الخارجي. وأحداثه. وسينماها وأنا أجيب بكل ثقة عن كل ما تريد معرفته. ونحن نشرب القهوة. والشاي واكتشفت قدرتها في المعرفة. وقصدها الفني لاكتشاف من سيكون بطلا في فيلمها الجديد. وانطلقت أنا كعادتي في كل المجالات التي تحدثت فيها. ومر الوقت سريعا. وطلبت بهدوء الانصراف حتي لا نحتل مساحة كبيرة من وقتها. وعلي الرغم من ذوقها كمحاولة عدم الانصراف. إلا أن النجم صلاح. وافق علي انتهاء الزيارة علي خير. ورحبت النجمة بالزيارة. بكل صدق. وإعجابها لزيارتنا. انصرفنا!.

وكانت المفاجآت تسبق الأيام. حيث أول مفاجأة. كانت من خلال اتصال من النجم صلاح ذوالفقار لي تليفونيا. بأن النجمة. لم توافق علي أن أكون أنا وصديقي الطيب أبطالا في الفيلم. ولم يفصح عن الأسباب لأنها لم تخبره بها. والمهم. أنني رشحت له زميلا مهندسا في هندسة طباعة الأهرام. وصديق له. كان يقدم برنامجا موسيقيات في القنوات الفضائية الأجنبية. وشكرني علي ذلك. وأخبرني بعد أيام أنها وافقت علي اشتراكهما في الفيلم. 

والمفاجأة الجديدة. أنها حضرت إلي الأهرام لتصوير بعض المشاهد الصحفية في الجريدة. والتقيت بها. لأنني كنت المسئول الثقافي في الأهرام. واخترت لها حجرة مكتبى في الأهرام. لتجلس فيها. وسألتها عن احتياجها لأي شيء. فطلبت مني بصداقة حقيقية. إنها تريد أن تكوى جزءا من ملابسها. واتصلت بمن يستطيع القيام بكي الملابس وتم كيها بسرعة. ونزلت إلي صالة تحرير الأهرام الجديد. وتم تصوير مشاهدها. وانصرفت وهي تشكرنى. وأنا أرحب بها وبزيارتها. 

ومرت الأيام. وتم عرض الفيلم في عام 1975. واستمر عرضه ستة عشر أسبوعا. وهو من إخراج سعيد مرزوق. وحوار سعدالدين وهبة. وبطولتها مع النجم رشدي أباظة. ليلي طاهر. محمد السبع. رجاء حسين. والنجمة الكبيرة أمينة رزق. وتأليف الصحفية بالأخبار الزميلة. حسن شاه. ونجح الفيلم في تغيير أسلوب الطلاق في قانون الأحوال الشخصية!

وجاءت المفاجأة الكبيرة. وهي. حصولي علي جائزة أفضل ممثل في فيلم جديد قدمته. وفي نفس الفيلم حصل صديقي الطيب جائزة أفضل ممثل دور ثاني. ونحن نستلم جوائزنا. مال علي صديقي الطيب وقال لي. هامسا. ياليت النجمة فاتن حمامة. تكون تشاهدنا الآن ونحن نستلم جوائزنا وسط تصفيق حضور المهرجان. الذي تنقل أحداثه القنوات التليفزيونية. وضحكت وقلت له إنت لسه فاكر! وعدت إلي منزلي. وجلست علي مكتبي. وأمامي جائرة المهرجان. وفجأة دق جرس التليفون الذي علي مكتبي. وحاولت أن لا أرد مرتين. ومن تكرار الرنين. رفعت السماعة. وقلت- آلو مين المتكلم. وجاء الرد. أنا أيها النجم العنيد القوي! قلت. من المتكلم إذا سمحت؟!

قالت. طبعا نسيت صوتي كمان. طبعا. ألف مبروك علي الجائزة. قلت لها. أنا آسف. بس إذا سمحت مين اللى بيتكلم؟ هي. قالت. طيب قوم دلوقتي أعمل لنفسك فنجان قهوة علي الريحة واشربه وأنت تعرفني! قلت لها. بصراحة مفاجأة كبيرة. النجمة الشهيرة. فاتن حمامة. انتظري إذا سمحت. أنا حاعمل ألف فنجان قهوة علي الريحة لإستقبال صوتك الرائع يا رائعة السينما المصرية. قالت هي. متشكرة قوي ألف شكر علي الألف فنجان القهوة. أنا أريد أن أقولك حاجة. أنت عندك وقت لسماع ما أريده. قلت لها- ارجوكي قولي! قالت هي. أنا لم أقول رفضت اشتراكك أنت والطيب في فيلمي الجديد. اسمع وأنصت لكلامي الصادق الهادي للأسباب. أولا أنت لم تقرأ سيناريو وحوار الفيلم. وأنا حصلت علي تليفونك من صديقك النجم المنتج. وأريد أن أقو انك نجم قوي متفرد بكل عناصرك الخاصة بالأداء الفني. وخصوصا قوة تعبير عيونك المعبرة بأسلوب يجعل أي ممثل أمامك يتوه ويفقد توازنه ويؤدي إلي وقف التصوير. أنت مخيف في التمثيل. وأنت البطل المحب لي ولك القوة خاصة وهبها الله إليك. وتعبر بها بخصوصية ليست عند كثير من الممثلين. وأنا المفروض إني متزوجة. وأطلب الطلاق وزوجي يرفض. وكل ما خشيت منه أنك بقدراتك القوية ونظرات عيونك ولا أحبك وأوافق علي حبك. وهذا كان يدمر سير أحداث الفيلم وهدفه. وهذا الكلام كنت أريد قوله لك من زمان. وارجو أن تكون عند حسن ظني بك كفنان كبير قد فهمت مقصدي. وأرجو أن لا ترد علي الآن. ولكن أرجوك تعيش فرحك بجائزة أفضل ممثل. التي تستحقها ولنا لقاء قريب بعد أن أتمرن علي مقاومة قدراتك. حتي نتساوي في الإبداع. معا، واسمح لي بالانصراف. وإلي لقاء. وأغلقت التليفون! وجلست أسمع صوت النجمة الصريحة الشهيرة يتردد أمامي من جديد!.

هذه حكايتي مع. فاتن حمامة. في أريد حلا. ووداعا. وإلي لقاء!. 

الأهرام المسائي في

25.01.2015

 
 

حكاية ورا كل باب

رائد عزاز

الراحلة القديرة فاتن حمامة قامت ببطولة فيلم رائع اسمه «حكاية ورا كل باب»، كان مؤلفا من ثلاث قصص منفصلة تعبر كل منها عن حالة خاصة تستدعى التوقف والتأمل. سأسمح لنفسى باقتباس نفس العنوان قبل أن أروى لكم حكايات عجب العجاب حدثت بالفعل داخل الوسط الرياضى المصرى خلال الأيام القليلة الماضية.

(الأولى): يوم الأحد الماضى فوجئ متابعو مباراة وادى دجلة وطلائع الجيش فى دورى الناشئين لكرة القدم بأن الحكم الذى سيدير اللقاء سيدة وليس رجلا! هى سارة سمير المولودة فى الشرقية عام 88 والحاصلة على بكالوريوس كلية الإعلام جامعة القاهرة. لعبت ضمن صفوف نادى الطيران قبل أن تتجه إلى سلك التحكيم وتتدرج فيه حتى تقلدت الشارة الدولية عام 2013 لتصبح واحدة من 7 مصريات يحملن نفس الشارة حاليا. أدارت عددا من المباريات الدولية الهامة فى تصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات مونديال السيدات، كما حكمت لقاءات محلية عديدة للرجال مستوى الشباب وكذلك الكبار فى الدورى الممتاز، وكان أصعبها مواجهة قوية جمعت بين بلدية المحلة والرجاء حضرها 50 ألف متفرج! أطرف المواقف التى تذكرها خلال مسيرتها أن بعض اللاعبين الناشئين كانوا يخاطبونها داخل الملعب بلقب أبلة لكنها كانت تنهرهم قائلة: ماحدش يقول يا أبلة، إحنا مش فى مدرسة.. اسمى كابتن! . شيماء منصور هى أول مصرية تعمل كحكم ساحة للسيدات والرجال، لكنها اعتزلت بعد حصولها على لقب وصيفة ملكة جمال العرب عام 2007.

(الثانية): محمد عبد الوهاب حارس مرمى غزل دمياط كان موضوعا رئيسيا لإحدى الصحف الرياضية الإسبانية التى نشرت صورته وهو يرتدى الزى الرسمى الكامل لنادى ريال مدريد خلال مشاركته مع فريقه فى مباراة رسمية أمام وادى دجلة ضمن منافسات بطولة كأس مصر. الجريدة استغربت بشدة من عدم انتباه المراقب أو طاقم التحكيم إلى هذه المخالفة الواضحة الفاضحة التى قد تكبد اللاعب وناديه غرامة مالية فادحة نتيجة انتهاك حقوق الملكية لنادٍ آخر. عشاق الميرنجى كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعى عديدا من التعليقات الساخرة، كان أبرزها:

- فين غزل دمياط ده؟ أنا دورت عليه فى جوجل لكن مالوش أى أثر... انتم متأكدين ان فيه فريق اسمه كده؟

- طيب والحكم كان لابس إيه؟ تيشيرت برشلونة ولا أتليتكو مدريد؟

- أكيد فهموه ان الزى ده هو اللى بيكسب على طول علشان كده صمم عليه!

(الثالثة): الفتوة إبراهيم مجاهد رئيس نادى المنصورة -الذى يحمل للأسف لقب لواء- قام باقتحام الملعب خلال لقاء فريقه مع الداخلية فى إطار بطولة كأس مصر، وقام بالاعتداء اللفظى والبدنى على الحكم محمد حسان بدعوى عدم تدخله لإيقاف الخشونة المتعمدة ضد لاعبيه! الحكم الضعيف اكتفى فقط بطرد أحد إداريى فريق المنصورة قبل أن يستكمل المباراة التى انتهت بفوز الداخلية 1/2. اتحاد الجبلاية لم يقُم حتى الآن بإجراء تحقيق حول الواقعة المثبتة بالصوت والصورة والتى تستلزم اتخاذ قرار رادع بشطب إبراهيم مجاهد كى يكون عبرة لمن لا يعتبر.

التحرير المصرية في

25.01.2015

 
 

فاتن حمامة والدراما... أعمال قليلة ونجومية كبرى

كتب الخبرهند موسى

تقتصر أعمال فاتن حمامة الدرامية على مسلسلي {ضمير أبلة حكمت}، إلى جانب مسلسلات إذاعية من بينها: {أفواه وأرانب}، و{البراري والحامول}. ولكن رغم ذلك، حققت سيدة الشاشة العربية نجومية من خلالها، إلى جانب نجوميتها على الشاشة الفضية.

رغم مرور 15 سنة على تصوير {وجه القمر}، ما زال المخرج عادل الأعصر يذكر تمسك فاتن حمامة بالجانب الإنساني في شخصيتها أكثر من كونها {سيدة الشاشة العربية}، وتحليها بالتواضع وحرصها على أن تكون أول من يحضر إلى موقع التصوير، ويساند المشاركين في العمل أمام الكاميرا وخلفها، لا سيما غادة عادل، نيللي كريم، أحمد الفيشاوي الذين قدمتهم كنجوم، بعدما منحتهم جزءاً من خبرتها في الكواليس، لذا وصفها بأنها نجمة وإنسانة صعب أن تتكرر.

بدورها تؤكد الناقدة ماجدة خير الله، مؤلفة مسلسل {وجه القمر}، أنها تشرفت بقبول سيدة الشاشة العربية قصة المسلسل، وأداء دور البطولة، ما سمح لها بالتعرف عن قرب إلى هذه الفنانة.

تضيف: {كشفت لي الكواليس الكثير من شخصيتها، فهي تتسم بوعي وإدراك لكل ما يحدث من حولها، ولعل هذا ما يجعلها تحكم عقلها وتتأنى في خياراتها، إذ لديها هدف واضح من عملها في الفن، ولم تتوانَ عن التصريح في المواقف الصعبة التي تتطلب منها الخروج لإبداء رأي أو إظهار موقف ما}.

تلفت إلى {أن فكرة اعتزال التمثيل لم تخطر ببال فاتن حمامة}، مشيرة إلى أن حمامة، بعدما قدمت {وجه القمر} (2000) عُرضت عليها موضوعات من مؤلفين ومخرجين يتمتعون بقيمة فنية عالية، لكنها اعتذرت لعدم وجود ما يجذبها فيها أو يدفعها لتصويرها، وبعض المشروعات التي وافقت عليها توقفت لأسباب إنتاجية، وأخرى تراجعت عن قبولها لرغبة صانعيها في تنفيذها بأقصى سرعة من دون التدقيق في التفاصيل، وهو ما كانت ترفضه تماماً}.

تتابع: {لم تحترم فاتن حمامة جمهورها فحسب، بل كل من يعرض عليها عملاً، فكانت تقرأه كاملاً ثم توضح أسباب قبولها له أو رفضها، وذلك اعترافاً منها بأن هذا المبدع احترمها ورغب في أن تقدم فيلمه أو مسلسله، لذا عليها في المقابل احترامه وتقدير مجهوده، على عكس كثر من الجيل الجديد الذين لا يقرأون الأعمال ويرفضون من بعيد أو قد يقبلون من دون قراءتها.

توضح أنها ظلت على تواصل مع فاتن حمامة بعد الانتهاء من {وجه القمر} وعرضه، ثم قل التواصل بينهما، وأصبح يقتصر على المناسبات والأعياد، مشيرة إلى أن بساطة فاتن كانت واضحة حينما يتحدث إليها أي شخص، وهي ترد على هاتف منزلها من دون أي وسيط.

خيارات ودهشة

بقدر ما أدهشت فاتن حمامة جمهورها في السينما، فعلت ذلك في الدراما التلفزيونية، برأي الناقد كمال رمزي، وذلك عبر خياراتها المتميزة التي أبرزت مواقفها من القضايا التي تواجه المرأة والوطن. مثلاً، عالجت مشكلة تردي حال التعليم في مصر في «ضمير أبلة حكمت»، وسلطت الضوء على المشكلات التي تواجه التلامذة أثناء دراستهم، كذلك قدمت مشكلة اجتماعية تواجه نساء كثيرات في الوطن العربي في «وجه القمر».

يضيف: «رغم النجاح الذي حققته في مسلسليها، غياب فاتن حمامة عن الدراما التلفزيونية مبرر، وتبين لي ذلك أثناء حواري معها خلال تكريمها في مهرجان دبي السينمائي».

يتابع: «ذكرت فاتن أنها تلقت عروضاً كثيرة ولكنها رفضتها خشية أن يؤثر وضعها الصحي على هذه الأعمال. ربما تقبل بطولة عمل تتراجع عنه ولا تعود قادرة على استكمال التصوير، فتضيع أموال المنتج ومجهود العاملين فيه. كذلك تلقت عروضاً بأدوار مكررة، وهي لم تكن ترغب في ذلك، حفاظاً على المكانة التي احتلتها خلال سنوات طويلة. أتمنى أن يكون مشوارها ملهماً للأجيال الصاعدة من الممثلات».

أما الناقد نادر عدلي فيؤكد أن فاتن حمامة حققت معادلة صعبة من خلال حفاظها على مكانتها في السينما والتلفزيون، فحضرت في الأولى عبر أجيال سينمائية متنوعة، وبقيت نجمة شباك من الدرجة الأولى. أما في التلفزيون فقدَّمت موضوعات أثارت اهتمام المشاهد العربي لاقترابها منه، وتمتعها بنسبة مصداقية عالية لديه. ويشدد على أن هذه المعادلة لا يمكن لأي فنان تحقيقها، فغالباً ما يكون ناجحاً سينمائياً وفاشلاً تلفزيونياً أو العكس، لكن نادراً ما يحافظ النجوم على النجاح في الشاشتين.

يتابع عدلي أن اقتناع فاتن حمامة بأنها حققت هذه المعادلة الصعبة جعلها تبتعد عندما لم تجد أفكاراً قد تغري سيدة في هذه المرحلة المتقدمة من العُمر، أن تترك منزلها وتقصد موقع التصوير، وكلما زاد الابتعاد كانت المعايير التي تدفعها إلى قبول المسلسلات أكثر صعوبة.

سمة الجودة

يعتبر الناقد محمود قاسم أن الجودة هي السمة التي تجمع بين المسلسلين الوحيدين اللذين قدمتهما فاتن حمامة، عازياً ذلك إلى موهبتها الفريدة من نوعها، واهتمامها في التفاصيل بدقة، بدءاً من القصة والمخرج الذي سيقدمها للمشاهد، وصولاً إلى الممثلين.

يضيف: «قدمت العملين في فترات الغنى الفني لديها، وعملت مع مخرجين ومؤلفين كبار شكلوا فريق عمل قوياً، وأعطت الفرصة للجدد لينطلقوا معها، على غرار المخرج عادل الأعصر في أول أعماله التلفزيونية «وجه القمر»، كذلك شكل «ضمير أبلة حكمت» علامة مميزة في تاريخ المخرجة إنعام محمد علي.

يُرجع توقفها عن العمل في التلفزيون بعد «وجه القمر» إلى كونها وصلت إلى نجومية جعلت بعض الكتّاب يقدم أعمالاً خصيصاً لها، مثلما حدث مع شادية ونجمات في مثل هذه المرحلة العمرية، بعدما وجدن أن موضوعات المسلسلات الراهنة لا تناسبهن.

الجريدة الكويتية في

25.01.2015

 
 

فاتن حمامة. أم كلثوم الشاشة

بقلم:   محمد شمروخ

عندما تناثر النبأ الحزين والمفجع بوفاة أم كلثوم الشاشة فاتن حمامة ما بين مصدقين ومكذبين، لم أكن من بين المكذبين وصدقت النبأ على الفور، مع حزنى وجزعى من وفاة سيدة الشاشة العربية فى كل العهود بالأمس واليوم وغدا. بل مع هذه الفيوض من الأحزان التى داهمتنى، تسرب فى نفسى شعور عجيب من الارتياح!. وللأسف لم يسعفنى الحظ أن ألقاها وجها لوجه ولو بالصدفة ولا سعيت لذلك، ربما مكتفيا بأننى أشعر وكأنها عضو أساسى فى أسرتى الصغيرة، فقد عرفتها على الشاشة بوجهها الملائكى وهى صغيرة غضة أوفى وقارها المرهوب وهى كبيرة ناضجة وهى فى الحالين تتحدث بصوت لم تتغير نبراته يفيض طهرا وعفافا وبراءة ومفعما بكل معانى الأنوثة والظرف واللباقة. مثلت فاتن أدوارا لا حصر لها، فلم تسف ولم تبتذل ولم ترخص قيمتها ولا أرخصت قيمة الفن وظلت فاتن حمامة قيمة كبرى لا تقل عن رموز وقمم وعظماء الفكر والفن فى مصر، إذا ذكرت السينما العربية، ذكر معها اسمها. فلتضعها إن شئت فى مكانة لا تقل عن مكانة أم كلثوم فى الغناء ومحفوظ فى الرواية وعبدالوهاب فى الموسيقى، هل أبالغ إذا قلت إن مكانتها مثل مكانة حرب فى الاقتصاد والعقاد فى الفكر وشوقى فى الشعر وطه فى الأدب وبيرم فى الزجل. ولا أدرى ما كانت عليه فاتن حمامة فى أيامها الأخيرة، هل جلست تتابع فيلما من الأفلام إياها تم تقديم مسوخ من الناس فيها على أنهم ممثلون وممثلات؟ وهل رأت بعينيها كيف باع بضع من منتجينا، عرض السينما رخيصا فى أحط المزادات؟ بلطجة وإسفاف وعهر. هذه هى الثلاثية الحاكمة للسينما المصرية فى أيام اختفت فيها سيدتى وسيدة الشاشة العربية، ففى زمن سيطرت فيه السينما السبكاوية، كان لابد لمثل فاتن حمامة أن تتوارى أو تموت، فالموت هنا ليس انسحابا أو هروبا إنما هو ارتفاع للأعلى. فربما كان هذا هو سبب الارتياح الغامض الذى سرى فى نفسى عند سماع خبر وفاتها!. 
فوداعا فاتن التى من على شاشة الواقع وإن بقيتى يا سيدتى خالدة على شاشة السينما، فما يذكر اسم الفن الراقى فى كل العصور إلا وكان وسيكون قرينا باسمك، فسامحينا على ما ختمنا به حياتك حتى تواريت ورحلت فى هدوء مثل كثير من المعانى العظيمة التى تزوى كل يوم. 

الأهرام اليومي في

25.01.2015

 
 

ميلاد مهرجان فاتن حمامة السينمائي

'سفيرة الرومانسية'

القاهرة - أعلن المنتج المصري محمد العدل عن اقامة مهرجان سينمائي باسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة سيقام في دورته الاولى من 28 يناير/كانون الثاني الى 10 فبراير/شباط.
والمهرجان سيحتوي على ثلاث فئات، فئة مختصة بالأفلام الروائية، وفئة مختصة بالأفلام القصيرة، وفئة أخرى مختصة بالرسوم، وتم قبول أكثر من 45 فيلما.

وتم تشكيل لجنة للتحكيم مكونة من الناقدة السينمائية ماجدة موريس، والناقد السينمائي أحمد شوقي، والمخرج السينمائي شريف البنداري، ويترأس المهرجان المنتج المصري محمد العدل.

وسيتم عرض الأفلام بالمهرجان بحضور مخرجيها يوم 27 و28 يناير/كانون الثاني في نادي المنصورة، على أن يقام الحفل الختامي كحفل تأبين للفنانة الراحلة، وذلك بعرض الفيلم المسجل بصوتها في الساعات الأخيرة من حياتها.

وقال محمد العدل إنه سيتم إعلان النتائج وتوزيع الجوائز في نفس اليوم، مضيفا أنه سيقوم بإرسال دعوة للرئيس عبدالفتاح السيسي لحضور حفل التأبين والختام.

وقالت المخرجة الشابة ماجي أنور مؤسسة المهرجان، إنه تم تحويل اسم المهرجان من "مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة" إلى "مهرجان فاتن حمامة السينمائي"، تخليداً لذكراها ولتاريخها الفني المرموق، إضافة للعلاقة الوطيدة التي جمعتها بفاتن حمامة في أواخر أيامها، حيث قامت بدعم المهرجان من خلال تسجيل صوتي يحمل آخر كلماتها الموجهة للجمهور.

ورحلت في 18 يناير/كانون الثاني سيدة الشاشة العربية وصاحبة التاريخ الكبير في الدراما والسينما، بعمر 84 سنة، بعد وعكة صحية مفاجئة.

وولدت حمامة في 1931، وظهرت على شاشة السينما للمرة الأولى حين اختارها محمد كريم مخرج أفلام عبدالوهاب، لتشارك بدور صغير في فيلم "يوم سعيد" الذي عرض في أوائل 1940 وبعده قدمت أكثر من 103 أفلام، آخرها "أرض الأحلام".

كما قدمت في 1991 دورا مميزا حفر في ذاكرة التاريخ بمسلسل "ضمير أبلة حكمت" وبعده بعام مسلسل "وجه القمر".

ونالت فاتن حمامة جوائز عدة في مشوارها الفني الطويل، منها أفضل ممثلة في عام عن فيلم "أنا الماضي"، وأفضل ممثلة للمركز الكاثوليكي، وأفضل ممثلة من وزارة الإرشاد للأفلام، وأفضل ممثلة من وزارة الإرشاد.

كما نالت جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران، وجائزة التميز في الأفلام المصرية، فيما حصدت جائزة أفضل ممثلة بمهرجان القاهرة الدولي، وجائزة الاستحقاق اللبناني لأفضل ممثلة عربية عن فيلم "ليلة القبض على فاطمة".

وحصلت أيضا على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.

وتوجت "سفيرة الرومانسية" بجائزة الإنجاز الفني من مهرجان القاهرة الدولي، وجائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان مونبليه السينمائي، وجائزة المرأة العربية الأولى، وجائزة تقديرية من سالا مهرجان الفيلم الدولي للمراة في المغرب، لمساهمتها في قضايا المرأة من خلال مسيرتها الفنية.

واجمع النقاد ان فاتن حمامة واكبت العصر الذهبي للسينما المصرية بل كانت من احد صناعه، كما انها تميزت في ادوراها بالانوثة الطاغية بعيدا عن الاسفاف والاثارة، وأبدعت في التنويع في ادوراها من البنت الحالمة والرومانسية الى الفتاة اللعوب والمغامرة ومن سيدة المجتمع الى الفلاحة البسيطة، ومن المراة الثرية الى الفتاة الفقيرة.

الرأي الأردنية في

25.01.2015

 
 

عصر فاتن حمامة

بقلم:   جلال امين

إنى أنتمي، بالتقريب، للجيل نفسه الذى تنتمى اليه فاتن حمامة. فهى تكبرنى بنحو أربعة أعوام، ومن ثم فقد عاصرت كثيرا من الأحداث التى عاصرتها، وانفعلت بكثير مما انفعلت به، مع فوارق مهمة بالطبع. 

من ذلك أنها بدأت الاشتراك فى الحياة العامة مبكرة جدا، إذ بدأت التمثيل فى التاسعة من عمرها (فى فيلم يوم سعيد لمحمد عبدالوهاب) فى وقت لم يكن لدى فيه أى فكرة عن السينما أو محمد عبدالوهاب، ثم مثلت فى الأربعينيات مع بعض من كبار الممثلين والمخرجين، قبل أن أعى أهمية أى من هؤلاء، وتألقت كأشهر ممثلة مصرية فى الخمسينيات ومعظم الستينيات بينما كنت أنا أقضى الجزء الأكبر من هذه الفترة فى الدراسة فى انجلترا ففاتنى الكثير من هذه الأعمال. ولكن ظل اسم فاتن حمامة متألقا ويثير دائما الحب والاحترام حتى توفيت منذ تسعة أيام (17 يناير) فودعها محبوها الكثيرون بما يليق بها وتستحقه. 

ما هو سر فاتن حمامة بالضبط؟ إنها طبعا امرأة ذكية وموهوبة، جميلة ومرهفة الحس. 

تنتمى أسرتها إلى شريحة من الطبقة الوسطى من أهل المنصورة، ولكنها ليست من أعلى شرائح هذه الطبقة، فأبوها كان موظفا بسيطا فى الحكومة. المؤكد أنها منذ طفولتها كانت تتمتع بدرجة عالية من قوة الإرادة، فاستطاعت أن تفرض على الأسرة احترام قرارها باحتراف التمثيل، كما كان لديها دائما من الاعتداد بالنفس والكبرياء ما حماها من أى محاولة لكسر إرادتها أو لفرض أدوار عليها لا تريد تمثيلها. 

كان اقتران هذا الحب العارم للتمثيل، ومالها من موهبة فيه، باحترامها التام للتقاليد المصرية، كافيا لأن تكسب فاتن حمامة قلوب المصريين، فلم يعد المصريون يتوقعون من أفلامها إلا الجودة المقترنة باحترام التقاليد، ولا يتوقعون أن يجدوا فى أفلامها أى صورة من صور الابتذال، وهو توقع لم يخب أبدا. ولكني، فضلا عن كل ذلك، أعتبر فاتن حمامة سعيدة الحظ أيضا بالعصر الذى ظهرت فيه. نحن كثيرا ما نشير إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى (وربما الأربعينيات أيضا) باعتبارها "الزمن الجميل" فما الذى جعل ذلك الزمن جميلا على هذا النحو فسمح لفاتن حمامة بأن تتوهج كل هذا التوهج؟ فأحاول أن أذكر القراء ببعض الأسماء المبهرة التى تألقت أيضا فى ذلك العصر، واقترنت، فى فيلم أو آخر، باسم فاتن حمامة. بدأ الأمر مبكرا بمحمد عبدالوهاب، ولكن انضم اليه بعد ذلك يوسف وهبى وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وعمر الشريف، واقترنت هذه الأسماء جميعا، بأسماء أدباء عظام كتوفيق الحكيم ويوسف إدريس، وأسماء ممثلات عظيمات أيضا إلى جانب فاتن حمامة، كتحية كاريوكا وسناء جميل ومريم فخرالدين. الخ واجتماع هذا كله هو ما أرفض أن أرده إلى مجرد صدفة لقد كان زمنا جميلا ليس فقط فى السينما أو فى الفنون عموما، بل فى أشياء أخرى أيضا وليس فى مصر فقط بل فى العالم ككل. 

عندما أعدو إلى تذكر الأحوال فى مصر فى الخمسينيات ومعظم الستينيات تعترينى الدهشة من عدة أشياء إننا كنا نعرف المنحنى الذى اتخذته السياسة المصرية منذ منتصف الستينيات فى ميادين العلاقات الخارجية والعربية، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولكنى لا أملك إلا أن ألاحظ أيضا ميلا قويا فى ذلك الوقت للالتزام الأخلاقى والنظر إلى اعتبارات الصالح العام بجدية أكبر مما ساد بعد ذلك. إن مثل هذا التعميم يحيطه بالطبع الكثير من الخطر، كما أن من الصعب جدا إثبات صحته، ولكى أتكلم عن شعور لدى (أظن أن كثيرين يشاركوننى فيه) تكون من ملاحظة تصرفات السياسيين فى ذلك الوقت (حتى وإن اختلفنا معهم) بالمقارنة بالسياسيين فى العقود التالية، وكذلك تصرفات المثقفين والكتاب وأساتذة الجامعات، وأيضا سلوك الفنانين والفنانات وفى مقدمتهم فاتن حمامة. 

كانت فاتن حمامة فنانة جادة قبل كل شيء، ولكن ألم تكن كذلك أيضا فنانات آخريات كتحية كاريوكا سواء كممثلة أو حتى كراقصة، بالمقارنة بمعظم من جاء بعدها؟ وكذلك مخرج كزكى طليمات وفرقته الرائعة للمسرح الحديث، ويوسف شاهين (حتى لو اختلفنا مع اتجاهه) بالإضافة إلى صلاح جاهين وصلاح عبدالصبور فى الشعر، وبليغ حمدى والطويل والموجى فى الموسيقي. الخ؟

ما الذى نعنيه بالضبط بجدية الهدف واللاتزام الأخلاقى عند هؤلاء جميعا؟ لم يكن الربح هو الهدف بل شيء آخر أفضل ولم يكن الهدف هو المنصب الكبير بل ما يمكن تحقيقه للوطن أو للمجتمع من ورائه، ولم تكن الشهرة مطلوبة فى حد ذاتها، الشهرة مشروطة بإتقان الأداء. المدهش أن شيئا مماثلا يمكن ملاحظته فى العالم ككل فى ذلك الوقت، وأن تطورا مماثلا لما حدث فى مصر حدث أيضا فى العالم منذ أواخر الستينيات. 

فى السنوات الست التى قضيتها فى الدراسة فى انجلترا (58 - 1964) فاتنى كما ذكرت أن أشاهد بعضا من أجمل أفلام فاتن حمامة التى ظهرت فى هذه الفترة ولكن أسعدنى الحظ بأن وجودى فى انجلترا فى ذلك الوقت سمح لى بمشاهدة بعض من أجمل ما أنتجته السينما فى العالم، وعلى الأخص السينما الإيطالية (دى سيكا وفيسكونتى وفيلليني) والسويدية (برجمان) والهندية (ساتياجيث راي) مما يندر أن رأيت مثيلا له بعد انتهاء الستينيات. أظن أن ملاحظة مماثلة يمكن أن تذكر عن أفلام هوليوود، بما فى ذلك ظهور أجمل أفلام عمر الشريف الأمريكية (مثل لورانس العرب ودكتور زيفاجو) لم تكن الأفلام تتسم فقط بارتفاع مستواها الفني، بل أجازف أيضا بالقول بأنها كانت تتسم بدرجة عالية من الالتزام الأخلاقي، سواء كانت المشاكل التى تعالجها هى التفاوت الطبقي، أو العلاقات العائلية، أو الحالة الإنسانية بوجه عام. ما الذى كان يحدث فى العالم فى الخمسينيات والستينيات ثم توقف عن الحدوث أو ضعف تأثيره بعد ذلك، مما يمكن أن يكون له علاقة بتطور السينما فى العالم، بل وبتطور أشياء كثيرة أخري؟ هل كان لهذا علاقة ببداية الحديت عن انتهاء عصر الأيديولوجيات؟ (إذ هل للموقف الأيديولوجى علاقة وثيقة بالموقف الأخلاقي؟) هل كان له علاقة ببداية عصر الوفاق بين المعسكرين المتصارعين (الرأسمالى والشيوعي) أو بزيادة الاهتمام بالتكنيك فى مختلف الفنون على حساب الاهتمام بالموضوع الذى يتناوله العمل الفني؟ هل لكل هذا علاقة بما حققه العالم من تطورات تكنولوجية، وما كان لذلك من أثر على أهمية السوق واتساعها على حساب نوع وطبيعة السلعة التى يجرى تسويقها؟

لا أريد أن أذهب فى التخمين إلى أبعد من هذا، وأترك التفكير فى الأمر للقارئ، ولكنى أذكر أن فاتن حمامة، ابتداء من السبعينيات، وان استمر الناس يحملون لها تقديرا وحبا بالفن، قل عدد الأفلام التى مثلت فيها (7 أفلام فى السبعينيات وفيلمان فى الثمانينيات وفيلم واحد فى التسعينيات بالمقارنة بـ11 فيلما فى الستينيات و26 فيلما فى الخمسينيات) ولكن استمرت أفلامها تحمل السمة نفسها: الالتزام بالمستوى الفنى العالي، والمستوى الخلقى العالى أيضا شاهدت لها فى سنة 1993 آخر أفلامها (أرض الأحلام) الذى اخرجه داوود عبدالسيد وأشترك معها فى التمثيل يحيى الفخراني. اعتبرته من أجمل أفلامها على الاطلاق، ولكنه كان أيضا مختلفا جدا عن الأفلام التى تنتج فى هذه الفترة ثم تصادف أن قابلت فاتن حمامة وجها لوجه، لأول مرة فى حياتي، بل وتبادلت معها الأحاديث فى حفلة عشاء فى بيت الأستاذ أحمد بهاء الدين (الذى كانت تربطه هو وأسرته علاقة حميمة بفاتن حمامة، وتقديرا ومودة متبادلين) وذكرت لها اعجابى الشديد بفيلم (أرض الأحلام) فأبدت أسفها لأنه رغم جودته لم ينجح تجاريا. ليس غريبا بالطبع ألا ينجح تجاريا عمل فنى جيد جدا، فالطلب الواسع عادة يتجه إلى الأعمال الأقل جودة، ولكنى عندما أفكر فى الأمر الآن فى ضوء نجاح أفلام فاتن حمامة المبهر فى الخمسينيات والستينيات يتأكد لدى الشعور بأننا قد انتقلنا من عصر إلى عصر. 

فاتن حمامة فى "المنصورة للأفلام القصيرة"

بقلم:   مريم عاطف

تضع حاليا المخرجة الشابة ماجى أنور مديرة ومؤسسة مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة اللمسات الأخيرة للمهرجان الذى سيقام غدا ولمدة 3 أيام، وتقول ماجى: إن الدورة الثالثة للمهرجان تحمل اسم الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة التى قدمت دعمها المعنوى الكبير للمهرجان، وأضافت ان هذه الدورة يترأسها المنتج د. محمد العدل، ويشارك فيها العديد من الأفلام المتنوعة حيث ستتضمن الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية والرسوم المتحركة وتتكون لجنة التحكيم من الناقدة ماجدة موريس والمخرج والناقد أحمد شوقى وقالت انه تم الاتفاق مع عز الدين وافى مدير مهرجان "رأس سبار طيل" بطنجة فى المغرب على أن يكون هناك تعاون مشترك بين مهرجان المنصورة ومهرجان "رأس سبار طبل" بحيث يتم تخصيص يوم لأفلام مهرجان المنصورة لعرضها بالمغرب فى ابريل القادم، كما يشارك المعهد العالى للسينما بمجموعة من الأفلام وضيف الشرف د. غادة جبارة عميدة المعهد العالى للسينما. 

الأهرام اليومي في

26.01.2015

 
 

اللى اسـمها فاتن

انتهى الشاعر مدحت العدل من كتابة قصيدة شعرية جديدة أهداها لروح الفنانة فاتن حمامة حيث جاءت فكرة القصيدة بعد جلسة جمعت بينه وبين الإعلامية منى الشاذلي، والتى شجعته بقوة لإنهاء القصيدة كنوع من العرفان لسيدة الشاشة العربية، ولم تمض 24ساعة على هذه الجلسة الا وكان مدحت العدل يسجل القصيدة بصوته بعنوان "اللى اسمها فاتن"، وتقول مطلع القصيدة :

زى الشهاب انطلق. زى القمر مايطل. القلب لما صدق. فاتن بلون الفل". 

الأهرام المسائي في

26.01.2015

 
 

في مهرجان الأسكندرية السينمائي..

إطلاق جائزة أحسن ممثلة باسم "فاتن حمامة"

الإسكندرية ـ بوابة الوفد:

قرر المكتب التنفيذي للجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما في جلسة طارئة برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة رئيس مجلس ادارة الجمعية اطلاق اسم الفنانة الكبيرة فاتن حمامة علي جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الأسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الذي تنظمه الجمعية خلال الفترة من 3 – 9 سبتمبر المقبل.

وقال الأمير أباظة ، للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إنه سوف يستمر إطلاق اسم الفنانة الكبيرة علي الجائزة سنويا تقديرا لعطائها الفني الكبير ومكانتها الكبيرة في السينما المصرية والعربية.

وأَضاف أن المهرجان كان قد أهدي الفنانة الكبيرة ميداليته التذكارية التي لا تتكرر عندما تم تكريمها في دورة 2001 التي أطلق عليها دورة القرن بوصفها نجمة القرن العشرين.

من ناحية أخري ، أجلت الجمعية حفل تكريم باسم الفنانة الكبيرة فاتن حمامة حدادا على وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله.

الوفد المصرية في

26.01.2015

 
 

فاتن حمامة هاجرت إلى بيروت بعد النكسة وأمر الرئيس جمال عبد الناصر بعودتها

كمال القاضي - القاهرة – «القدس العربي»

لأنها فنانة مهمة تجاوزت بنجوميتها وظيفتها الأساسية كممثلة لعبت فاتن حمامة أدوارا رئيسية في الحياة الثقافية والاجتماعية فهي الشخصية الجماهيرية ذات التأثير، وربما ذلك ما جعل الحكومة المصرية في الستينيات تستشعر الحرج من هجرتها إلى لبنان بعد نكسة 67 ضمن الفنانين الذين تركوا مصر في تلك الفترة للعمل في بيروت لاستئناف نشاطهم الفني بعد توقف الحركة السينمائية في القاهرة.

في أعقاب النكسة تواترت أنباء عن سفر الفنانة فاتن حمامة مع المخرج يوسف شاهين إلى لبنان لتصوير فيلم، والاستقرار هناك، حتى يهدأ الوضع في مصر، فساء الخبر الرئيس جمال عبد الناصر وأصدر تعليمات لوزير الثقافة أن ذاك ثروت عكاشة بإبلاغ فاتن بضرورة العودة إلى الوطن والإقلاع عن هذه الفكرة والبقاء مع بقية النجوم الكبار أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش في البلاد حتى لا يكون لسفرها صدى سيىء يمكن استغلاله دوليا، وبالفعل استجابت النجمة الكبيرة لمطلب الرئيس عبد الناصر وعادت إلى مصر، وخلال سنوات قليلة دارت عجلة الإنتاج الفني واستمرت في عطائها الفني الثري.

ظلت فاتن حمامة على العهد والوعد لم تنقل نشاطها إلى أي دولة حتى بعد زواجها من النجم العالمي عمر الشريف والسفر معه إلى العديد من العواصم العربية والعالمية. بهذا الالتزام الوطني ضربت الفنانة الراحلة مثالا يحتذى به في الانضباط والمسؤولية وهي حقيقة وردت في بعض شهادات بنات جيلها من النجمات الكبيرات ماجدة الصباحي ونادية لطفي وأمال فريد وإيمان وزهرة العلا وغيرهن، كانت الفنانة القديرة ابنة المنصورة التي عملت بالتمثيل وهي ما زالت طفلة صغيرة وتؤمن بدور الفن والثقافة في تحضر المجتمعات ورقيها، فصاحبة الرصيد الأوفر من الأفلام ناقشت معظم القضايا الحيوية والإنسانية والسياسية والاجتماعية، فمعظم أدوارها يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، بما فيها أدوارها في أفلام لم تعرض كثيرا مثل ذلك الفيلم المجهول «أغنية الموت»، وهو واحد من أفلامها المهمة التي ناقشت قضية الثأر الأزلية في صعيد مصر، ولعبت فيه دور أم الفنان عبد العزيز مخيون، الذي كان هذا الفيلم أول أدواره إذ قام بدور الشاب الأزهري الذي يرفض فكرة الثأر بينما أمه تدفعه دفعا الى القتل انتقاما لأبيه لم تجسد فاتن دور سيدة صعيدية من جنوب مصر إلا في هذا الدور، ولهذا يعتبر دورها في أغنية الموت استثنائيا تماما فهي لم تكرره على مدار رحلتها الطويلة.

وعلى العكس من ذلك جسدت فاتن حمامة دور الفلاحة في أكثر من فيلم، أهمهم دور أمنة الخادمة القروية في دعاء الكروان ونعمة في «أفواه وأرانب» وهذان الفيلمان على وجه التحديد نالت عنهما العديد من الجوائز كأحسن ممثلة، وبالطبع لم تكن جوائز التمثيل فقط هي دلائل التكريم الوحيدة لسيدة الشاشة العربية، وإنما نالت بصفتها الشخصية عشرات الأوسمة وشهادات التقدير، فقد حصلت على «وسام الأرز» من لبنان و»وسام الكفاءة الفكرية» من المغرب، كما حصلت أيضا على الجائزة الأولى للمرأة العربية وفي السياق ذاته فرضت نفسها وفنها كإنجاز إبداعي مهم فاستحقت درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية عام 1999 وفي عام 2000 حصلت فاتن حمامة على لقب فنانة القرن من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وهو تتويج لم تحصل عليه فنانة مصرية من قبل إذا اعتبرت الجمعية أن مجموع أعمالها وإسهاماتها الفنية الكبرى يؤهلانها لحمل اللقب عن جدارة، ناهيك عن أنها ظلت محافظة على توازنها الفني والقيمي طوال مشوارها الطويل، فلم تسجل لها سقطة واحدة ولم يهبط لها فيلم من بين مئة وخمسين فيلما وهو إعجاز وثبات غير مسبوق على القمة.

عملت الفنانة الكبيرة سيدة الشاشة مع أجيال مختلفة من المخرجين ولم تشعر باغتراب أو عزلة مع أي من المدارس الإخراجية، فقد كان أخر أفلامها مع المخرج داود عبد السيد «أرض الأحلام» رؤية جديدة لمفهوم الهجرة ومعالجة غير تقليدية اعتمدت على القراءة المتأنية والتحليل الدقيق للأسباب الداعية إليها والنتائج المؤدية لها وفي هذا الفيلم شاركها البطولة الفنان القدير يحيى الفخراني وهو قامة تكاد تساويها في الكفاءة والموهبة والذكاء، غير أن المخرج الكبير بما لديه من خبرات وضعها كبطلة في السياق المناسب والملائم فجاء الأداء متفوقا كالعادة وبالطبع كان حصولها على جائزة أحسن ممثلة أمرا حتميا.

وفي ما يتعلق بانتقالها إلى الشاشة الصغيرة وهو تحول جاء بعد تفكير ودراسة متأنية لم تستغرق فاتن حمامة في العمل التلفزيوني كنوع من التعويض، ولكنها قامت ببطولتين فقط كانت الأولى في مسلسل «ضمير أبله حكمت» والثانية والأخيرة على الإطلاق في «وجه القمر» عام 2001 حيث قامت بدور مذيعة تفجر قضايا مهمة ذات صلة بمصائر الأوطان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبرغم ما كتب وقتها من انتقادات للمسلسل إلا أنها حصلت على الجائزة الأكبر والأهم عن دورها كأفضل امرأة عربية تقديرا لحسن أدائها وتركيزها على القضايا العربية ذات الاهتمامات المشتركة.

المسيرة الفنية للراحلة تشكلت عبر محطات كثيرة وبتفاصيل أكثر عمقت من تجربتها ومنحتها خصوصية وتميزا وجعلتها الأجدر بكل ما حملته مـن ألقاب، سواء سيدة الـشاشـة الـعربية أو نجـمـة القرن.

القدس العربي اللندنية في

26.01.2015

 
 

عزت العلايلى يدعو لقاعة باسمها بمعهد السينما.. وعلى بدرخان: أفلامها خير تكريم

اقتراحات فنية لتكريم سيدة الشاشة ..مهرجان وفيلم روائى عن حياتها

كتب - محمود مصطفى:

عقب رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة طالب العديد من الفنانين بتكريم يناسب مكانتها فى السينما المصرية والعربية، غير أن طبيعة التكريم المقصود لم يتضح، «الشروق» استطلعت آراء عدد من الفنانين عن اقتراحاتهم لهذا التكريم.

الفنان عزت العلايلى من جانبه أعرب عن أمله فى أن تنال الفنانة الراحلة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة حقها الكافى من التكريم من قبل الدولة، بما يليق بها، وأن يتم تخليد اسمها على أى صرح ثقافى تقديرا لتاريخها الفنى العظيم، وهو ما يعد أقل شىء يتم تقديمه لها.

بينما قالت الفنانة اثار الحكيم: أتمنى أن يظل تكريم سيدة الشاشة العربية باليوبيل الفضى لسنوات عديدة كما يحدث بالنسبة للراحل إحسان عبدالقدوس الذى يتم الاحتفال به منذ 24 عاما، بجانب فنانين عظام مازالوا يعيشون فى وجداننا حتى الآن أمثال الموسيقار محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وأم كلثوم، ففاتن حمامة بالتأكيد مثل هؤلاء النجوم، بجانب أن يتم إطلاق اسم الراحلة على قاعة محاضرات بمعهد السينما.

وواصلت آثار: استوقفنى تعليق على موقع «فيس بوك» لشاب قال «أدخلها الله فسيح جناته سيدة حياء الشاشة العربية»، وهو ما يعنى أن الراحلة كانت تحترم المشاهد وتحترم فنها بتقديم أدوار محترمة بها هدف ومضمون لا يخدش الحياء وهو ما جعلها تستحوذ على قلوب المصريين والعرب جميعا.

بينما رأى المخرج على بدرخان أن أعمال الراحلة فاتن حمامة هى التكريم الحقيقى لها والتى لا تزال يتذكرها الناس حتى الآن على الرغم من مرور سنوات عديدة عليها.

وأضاف بدرخان: حب الجمهور لها لا يقدر بثمن ولكن أرى أنه يجب تكريمها من قبل الدولة بالشكل اللائق تقديرا لاسهماتها الكبيرة والمؤثرة فى الفن والسينما على وجه الخصوص.

فيما أشار الكاتب مجدى صابر إلى أمنيته بتكريم فاتن حمامة من قبل الدولة حيث قال: أرى أنه يجب أن يحمل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى اسم سيدة الشاشة العربية، بالإضافة أن يتم إطلاق اسمها على إحدى القاعات بمعهد السينما، وأن تتولى وزارة الثقافة إنتاج فيلم روائى عن قصة حياة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والمليئة بالأحداث المهمة والدرامية وغيرها من التفاصيل.

أما الفنان حسن يوسف فقال: أرى أن جنازة فاتن حمامة بمثابة التكريم الحقيقى لها من قبل جمهورها وعشاقها فى مختلف البلدان العربية، وأرى أن يتم إقامة مهرجان يطلق عليه مهرجان فاتن حمامة للسينما ويتم من خلاله عرض الأفلام التى تتسابق على نيل الجائزة التى سيطلق اسم فاتن حمامة عليها، وأن تهدى الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة السينمائى لروح السيدة فاتن حمامة.

وعن ذكرياته مع سيدة الشاشة العربية قال يوسف: فاتن حمامة «القيمة والقامة» سواء فى حياتها الفنية أو عندما تفرغت لحياتها الشخصية وأرى أننا فقدنا الألفة فى مجال الفن، فكانت قدوة كبيرة للفنانين وأرى أننى كنت محظوظا بوقوفى أمامها من خلال فيلم «الباب المفتوح» للمخرج هنرى بركات والذى تم إنتاجه عام 1963 وشارك فيه الراحل صالح سليم، ومحمود مرسى.

وأوضح يوسف: أن سيدة الشاشة كانت تتميز بالدقة والانضباط فى مواعيد العمل التى كانت تعشقها للغاية لدرجة أننى قلت لها «علمتينا الانضباط فى العمل والحضور مبكرا للتصوير».

أما على المستوى الشخصى، والكلام لا يزال لحسن يوسف، فقد التقيت بها أكثر من مرة وكانت تربطنى علاقة قوية بصديقى عمر الشريف، وأحمد رمزى وهو ما جعلنا نتواجد فى منزلها بين الحين والآخر وكان طابع الهدوء والسكينة دائما ما تتميز به وسبحان الله أن وفاتها كانت تنطبق مع شخصيتها، فقد توفيت فى هدوء تام دون أن تزعج أحدا حتى المقربين لها.

تاريخ فاتن حمامة بالتأكيد سيتم تقديره من الدولة.. هكذا بدأ الفنان محمود ياسين كلامه، حيث قال: سيدة الشاشة العربية رسخت مبادئ وقيم من خلال فنها الكبير والمتميز الذى أثر فى نفوس وعقول الملايين من الناس سواء فى مصر أو الوطن العربى.

وأضاف ياسين: فاتن حمامة كانت تعشق الفن وكان لها طابع ومذاق خاص تميزت به عن غيرها من الفنانات وهو ما جعل لها بريقا ناصعا وجعل الناس تطلق عليها سيدة الشاشة العربية، فلدى ثقة تامة فى تقدير الدولة لها بالشكل اللائق والمناسب لما تحمله من تاريخ طويل وكبير مازال يعيش معنا حتى الآن.

الشروق المصرية في

26.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)