كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

يوسف إدريس يكتب:

فاتن حمامة.. عبقرية سينمائية

كتب : الوطن

عن رحيل سيدة الشاشة العربية

   
 
 
 
 

تأمل أى صورة لفاتن حمامة، أو شاهد لها أى فيلم وثق بأنك من أول لحظة ستقف إلى جانبها وتتحمس لها، لا لجمالها وأناقتها ولا لأى اعتبار يتعلق بالجنس أو الإثارة، ففاتن ليست من ممثلات الجنس، ولكنها فى رأيى من ممثلات نوع آخر، ممثلات العطف.

الشخصية التى ظهرت بها فاتن فى أفلامها، ولاقت نجاحاً مدوياً هى شخصية الفتاة الضعيفة التى تحيا فى ظل ظروف قاهرة أقوى منها ومن كل قدراتها وحيلها الشخصية السلبية التى لا تؤذى أحداً، ولكن الناس والمقادير هى التى تجور عليها وكل ما تفعله حينئذ أن تتألم أمام المتفرجين لتجسد مأساتها.

شخصية لا تطارد ظالماً حتى تقهره.. ولا تجرى وراء قضية وتصر حتى تكسبها ولكنها تظل طوال الرواية كالعجينة التى تنغرس فيها الأحداث وتعتصرها المواقف وتسحقها الأقدام، ولهذا فهى دائماً مريضة أو يتيمة أو تعانى من زوجة أب، دائماً شهيدة تتعذب كفقراء الهنود على مسامير كتاب السيناريوهات والقصص.

وقد يقول البعض إن فاتن لا ذنب لها فى شخصية كهذه، فهى تؤدى ما يعهد إليها به من أدوار، وهذا صحيح لو كان هذا قد حدث فى رواية واحدة أو دور واحد.. ولكن هذه الشخصية هى الشخصية التى تظهر بها فاتن فى السينما، وفى كافة أدوارها حتى دورها الناجح فى «دعاء الكروان» كان من نفس اللون.

شخصية قد أصبحت طابعاً لها، مثلما أصبح النواح طابعاً لفريد الأطرش فى كل أغانيه حتى المرحة منها، والحقيقة التى لا جدال فيها أن فاتن قد برعت فى أداء هذه الشخصية براعة دفعت الكل للإجماع على أنها ممثلتنا الأولى بلا منازع، ولكن فن التمثيل ليس هو فن أداء الأدوار أداءً متقناً، هو أولاً فن خلق الأدوار والشخصيات وتجسيدها بكامل أبعادها.

الدور المكتوب فى أى رواية ليس إلا مجرد قوس يرسمه المؤلف.. والممثل الموهوب هو القادر على أن يكمل القوس ويجعل منه دائرة تحيط بالشخصية كلها من أصغر تصرفاتها إلى أعنفها.

فاتن ترسم الأقواس المكتوبة ببراعة منقطعة النظير ولكنها تظل أقواساً، بل تتشابه لتصبح فى النهاية قوساً واحداً أو شخصية واحدة ظهرت بها فاتن فى السينما، وظلت تتذبذب حولها.. قد تختلف، ولكنها أبداً لا تتغير فهى دائماً فاتن التى تحب المأساة وتحمل هموم الدنيا فى صدرها.. والغريب أنها شخصية مختلفة تماماً عن شخصيتها الحقيقية، فهى فى الحياة إيجابية منطلقة تلعب البريدج وتكسب وتريد الشىء وتناله وتختار الشخص وتتزوجه، ولكنها فى أفلامها لا تختار ولا تنطلق ولا تثور ولا رأيتها مرة تضحك ضحكة صافية من أعماق قلبها.. اللهم إلا دورها فى فيلم «يوم سعيد» الذى أدته وهى طفلة ببراعة منقطعة النظير وبكل نزق الأطفال وعفرتتهم ومكرهم.. أما أدوارها كلها وهى كبيرة فهى أدوار عطف.. والعطف ليس عيباً، ولكنه طريق سهل لإثارة المتفرجين وإثارة العطف وحده.. مثلها مثل إثارة الضحك وحده أو الجنس وحده.. زوايا واحدة.. وكما أن النظر إلى الحياة من خلال زاوية واحدة خطأ، فكذلك تجسيد الحياة درامياً من خلال عاطفة واحدة خطأ أكبر.

فاتن عبقرية سينمائية، ولكن لماذا هذه النظرة المستدرة للعطف لماذا هذا اللعب على شفقة المتفرجين، لماذا لا تؤثر فى الناس عن طريق حركتها فى خلق الشخصية بدلاً من التأثير عن طريق ما تقاسيه وتعانيه؟

لماذا لا تترك التمثيل بكل ضعفها كامرأة وتمثل بكل قوتها وكامرأة أيضاً؟!

صحف غربية: «أيقونة» السينما العربية وفنانة من «العصر الذهبى»

«إى بى سى» الأمريكية تنقل مقتطفات من بيان الرئاسة لنعى الفنانة الراحلة و«بى بى سى»: دافعت بأفلامها عن حقوق المرأة

كتب : رغدة سليمان

سلّطت مختلف الصحف الغربية الضوء على نبأ وفاة «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة واستحوذت مسيرتها الفنية التى جمعتها بالفنان العالمى عمر الشريف وأفلامها عن حقوق المرأة على نصيب الأسد من اهتمام الصحف العالمية.

ووصفت شبكة «إى بى سى» الإخبارية الأمريكية الزوجة السابقة للفنان عمر الشريف بأنها «أيقونة السينما العربية»، وأنها فنانة من العصر الذهبى للسينما المصرية، كما لفتت إلى مسيرتها المهنية الحافلة التى بدأتها فى سن مبكرة، عندما ظهرت على الشاشة للمرة الأولى ولم يتجاوز عمرها 7 سنوات، فى عام 1939 فى فيلم «يوم سعيد» مع الفنان محمد عبدالوهاب أحد أعلام الموسيقى العربية. وأضافت أن سيدة الشاشة قدمت ما يقرب من 100 فيلم وعملت مع أساتذة صناعة السينما الضخمة فى مصر، بمن فى ذلك المخرج الشهير يوسف شاهين.

كما اهتمت الشبكة الأمريكية بمسيرتها السينمائية وحياتها الشخصية التى جمعتها مع الفنان عمر الشريف، حيث قدمت العديد من أدوار البطولة أمامه، الذى وُلد مسيحياً، واعتنق الإسلام ليتزوج فاتن حمامة التى وصفها بأنها الحب الوحيد فى حياته، وأوضحت أن الزوجين ظهرا معاً فى فيلم «نهر الحب» عام 1961، وذلك استناداً لرواية الأديب الروسى ليو تولستوى أنا كارنينا، كما انفصلا فى عام 1974 عندما انطلقت مسيرة عمر الشريف السينمائية فى «هوليوود»، لافتة إلى أنها قامت ببطولة أفلام رومانسية أمام «العندليب الأسمر» عبدالحليم حافظ، كما نقلت الشبكة مقتطفات من بيان الرئاسة الذى ينعى «سيدة الشاشة»، حيث قال: «مصر والعالم العربى فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصرى بأعمالها الفنية الراقية».

وفى سياق متصل، اهتمت شبكة «بى بى سى» البريطانية بمسيرة سيدة الشاشة الفنية التى وصفتها بأنها بلغت ذروتها فى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضى مع الفنان عمر الشريف، مضيفة أنها قدمت العديد من الأفلام التى تدافع عن حقوق المرأة والتى تدين الظلم الاجتماعى.

اقرأ.. "ماذا كتب الممثل ذكي طليمات عن سيدة الشاشة ؟"

كتب : الوطن

وفى العام الأول من افتتاح الدراسة فى «المعهد العالى لفن التمثيل العربى» الذى يؤلف طبعة ثانية، ومنقحة من «معهد التمثيل الحكومى»، أول معهد أنشأته وزارة المعارف عام 1930، ثم أغلقته الوزارة نفسها باسم مخالفته للتقاليد والآداب، بعد عام واحد من قيامه.

أقول كان ذلك فى اليوم الأول من افتتاح الدراسة.

الطلبة الذين سينتظمون فى الدراسة بعد نجاحهم فى امتحان القبول، مجتمعون فى أحد فصول الدراسة، وهم يترقبون المجهول، ويحسبون ألف حساب لأول لقاء سيتم بينى وبينهم. بعد برهة قصيرة من الزمن، وبعد أن سمعتهم يطلقون علىّ اسم «الجرادة» لأننى كنت أثناء تأديتهم امتحان القبول، دائم التنقل بين خشبة المسرح والصالة، أقفز من مكان إلى آخر، من أجل تحقيق رؤية شاملة وتفصيلية فى وقت واحد، وفى سبيل إيجاد زوايا نظر مختلفة لما يقدمونه.

ودخلت الفصل، حيث اجتمع هؤلاء الطلبة وأنا أسير قفزاً ووثباً.. جرادة آدمية.

ووقفت أمامهم فى الفصل..

الشبان كثرة.. والفتيات قلة ضئيلة.. كالعادة، ومستوى الجمال بينهم يشكو فقر الموظف فى آخر الشهر. واستقر بصرى على فتاة وسيمة، وجه صغير بالغ الوسامة كوجه العرائس الغالية، تتحرك فيه وبلا انقطاع عينان واسعتان يكمن وراءهما قلق يدق وفضول لا ينقطع.

وأشرت قائلاً:

- تعالى هنا يا عروسة.

وقفت صاحبة الوجه الذى يشبه العروسة وهى تحتج:

- أنا مش عروسة يا أستاذ.

- طيب ما تزعليش.. بكرة تبقى «عروسة»

- اسمك إيه؟

- فاتن حمامة

وسألتها أن تصعد إلى المنصة لتمثل أى دور يحلو لها مما قامت بحفظه.

ولم يكن فيما قدمته «فاتن» شىء من الحذق الفنى.. من الصنعة فى أحسن حالاتها، ولكن كانت هناك أشياء تنبئ عن فطرة سليمة وخصبة، صوتها ضعيف، ولكنه ثاقب وساخن ينفذ إلى ما وراء الأذن، إلى القلب، إنها تحس ما تقوله إحساساً عميقاً يرتسم على كل أعضاء جسمها، مثل صندوق آلة «الكمان»، أو «العود» الذى يهتز بكل كيانه عندما تلامسه ريشة العازف.

ولكننى لاحظت أن حرف «الراء» على لسانها يتحول إلى حرف «غين».. على طريقة أهل باريس حينما ينطقون اسم «باريس»، إن حرف الراء يتحول إلى حرف «غين» من باب الدلع والدلال.

وهذا عيب من عيوب النطق باعتبار أن لكل حرف من حروف الهجاء مخرجاً فى الفن وله صفات خاصة بتكوينه، كما ينص على هذا «علم التجويد» الخاص بتحقيق الحروف الهجائية فى لغتنا العربية.

إن فاتن حمامة «لدغاء».. ويا للأسف لأن اللدغة مرض من أمراض النطق.

التفت فجأة إلى فاتن صائحاً:

- طلعى لسانك.

وجمت الفتاة، ثم فتحت فمها، وإذ تقدمت نحوها ارتفع صوت «التخين» المحشور فى «التختة».

- مش شايفين حاجة يا أستاذ.

- اخرس.

- دى بتتكلم من بطنها.

قذفته بماسحة «السبورة» ولا أعرف إذا كان تلقاها بفمه، أو بيده، ولكنه أمسك عن الكلام.

وكنت قد نسيت صاحبة الفم المفتوح والتفت إلى الطلبة، وقلت: إننا سنبدأ اليوم أول درس فى «فن الإلقاء».. النطق الفصيح ومخارج الحروف.

وهنا ارتفعت حشرجة من فم «فاتن».. رأيت فمها لا يزال مفتوحاً، كما أمرت منذ برهة، فضحكت، وأغلقت هى فمها لتفتحه من جديد وتحتج على هذه المعاملة، وتؤكد أن لسانها «مش ناقص حتة».

اقرأ.. ماذا كتب والد فاتن حمامة عنها فى عام 1960

كتب : الوطن

كانت ابنتى فاتن لامعة الذكاء منذ طفولتها.. كانت أذكى طفلة فى العائلة، حتى إن والدتها كانت تخشى عليها من الحسد ولكنها لم تكلف نفسها هذا العناء الضائع فى صنع التعاويذ والأحجبة لكى تحفظ «فاتن» من الحسد، لم يتعد الأمر حد الخوف، لأن أم فاتن كانت سيدة مثقفة. وعندما كانت فاتن فى السادسة من عمرها كانت موضع حب سيدات الأسرة جميعاً، وكانت إحداهن كلما ذهبت إلى السينما صحبت فاتن معها، وكانت فاتن تعود من السينما وتجلس إليّ لتروى لى قصة الفيلم بتسلسل عجيب لم يكن يفوتها مشهد واحد، ثم تعقب تلخيصها للقصة بأسئلة عن الهدف الذى ترمى إليه، وهذا هو أول الدروس ومعرفة نواحى القوة والضعف فى كل فيلم لأنها كانت ناقدة بفطرتها. وكانت فاتن لا تملّ مشاهدة الأفلام مع هذه السيدة أبداً، بل كانتا أحياناً تدخلان السينما فى حفلتين متعاقبتين، حفلة الساعة الثالثة ثم حفلة الساعة السادسة وتعود فاتن أكثر نشاطاً وأكثر تفتحاً لمذاكرة دروسها، وكانت لى هواية هى تصوير فاتن فى مشاهد ومواقف مختلفة، وما زلت أحتفظ بألبوم حافل من صور فاتن وهى بين الخامسة والسابعة، وكما قلت كانت فاتن ذكية لامحة تفهم ما أعنيه دون إفصاح، وفى أثناء زيارة بعض الأقارب لنا ذات مرة نظرتُ إلى فاتن نظرة فهمتْ منها ما أعنيه على الفور ولم تتمالك إحدى السيدات نفسها فقالت:

الله إحنا فى سينما ولا إيه؟

وضحكنا وعقبت أنا ضاحكاً قائلاً: إننى سأقدم فاتن حمامة للسينما فعلاً، وبالطبع لم أكن أعنى ما أقوله، ولكن الأمر لم يلبث أن أصبح جداً، كنت قد أرسلت صورة لفاتن وهى ترتدى ثياب الهلال الأحمر إلى المسابقة التى نظمتها مجلة «الاثنين» لاختيار أجمل طفلة، وفوجئت بفاتن تفوز بلقب أجمل طفلة، وبعد أيام من نشر الصورة تلقيت خطاباً من المخرج محمد كريم يستدعينى لمقابلته أنا وفاتن، وبعد أيام وقفت فاتن تؤدى الامتحان أمام كريم الذى أعجب بها وقال لى إنه سيخطرنى عند البدء فى تصوير الفيلم الذى سيحتاجون فيه إلى طفلة.

وتصادف أن نُقلت للعمل فى المنصورة فى اللحظة التى أرسل فيها محمد كريم خطاباً يستدعينى للاتفاق معى على أن تعمل ابنتى فى السينما ولكن الرسالة لم تصلنى وردت إليه ثانية وحدث أن جاء محمد كريم فى تلك الفترة إلى المنصورة ليحضر عرض أحد أفلام عبدالوهاب وعندما سمعت بوجوده ذهبت لأزوره، وما كاد يرانى حتى صاح: انت فين أنا بعت لك جواب ولم تستلمه، واتفق معى كريم على أن أزوره فى القاهرة لتوقيع الاتفاق وهنأنى لأن ابنتى هى أذكى طفلة فى الدنيا. وبدأ العمل فى فيلم «يوم سعيد» وهو أول فيلم تظهر فيه فاتن وكان الدور فى البداية صغيراً جداً ولكن إعجاب كريم بفاتن وذكائها جعله يطيل الدور حتى أصبح دوراً بارزاً فى الفيلم، وأثناء تصوير الفيلم أبدى المسئولون فى استوديو مصر رغبتهم فى احتكار جهود فاتن، وظهرت فاتن بعد ذلك فى عدد من الأفلام، ثم شرع يوسف وهبى فى إخراج فيلم «ملائكة الرحمة».. وكانت شركة النحاس فيلم قد جاءت بفتاة من لبنان حاولت أن تجعل منها ممثلة بلا جدوى.. وذهب يوسف وهبى مصادفة ليشاهد فيلم «رصاصة فى القلب» وشاهد فاتن تمثل فيه وفوجئت به يدعونى إلى مقابلته، وذهبت أنا وفاتن لنقابله وما كاد يراها حتى قال لى:

بكرة فاتن تشتغل فى الفيلم وبعد بكرة نتفق.

واشتغلت فاتن فى «ملائكة الرحمة» وتقاضت أكبر أجر تقاضته طفلة.

فاتن ومصر.. عندما يتقابل الوجهان

كتب : سماح عبدالعاطى

تصوير : محمد مسعد

آن للأضواء أن تنطفئ، وللأصوات أن تخفت، وللحركة أن تستقر وتستكين، فها هى السيدة الكبيرة قد رقدت، وشدت على جسدها النحيل إزارها، ستطول رقدتها للأبد، لن تظهر بعد ذلك فى لقاءات نادرة قصيرة تتحدث فيها عن مشوارها الفنى أمام كاميرات السينما التى أثرتها بأعمالها الرائعة، ولن تجتمع مع أبناء وسطها فى مقابلة لرئيس الجمهورية فيترك كل شىء ويهبط من علٍ ليصافحها فى سعادة بادية، لن تصرّح للصحف ولا للفضائيات فى السياسة والشأن العام، لن تتابع ما يجرى فى الوسط الفنى، لن تبدى إعجابها بنجمة أو ممثل، لن تستمع للجديد فى الغناء، أو حتى تعود فتستمع للقديم منه، كل ذلك صار فى حكم الماضى من الزمن، بعد أن غيّبها الموت مساء أمس الأول، وأصبحت فى عداد الراحلين.

«فاتن حمامة»، أو «سيدة الشاشة العربية»، أو «سيدة السينما»، تعددت الألقاب والأسماء للشخصية نفسها، الممثلة ذائعة الصيت التى طبقت شهرتها الآفاق منذ أن أطلّت للمرة الأولى على جماهير مصر والوطن العربى فى عام 1940 من خلال فيلم «يوم سعيد»، لم تكن وقتها قد جاوزت التاسعة من عمرها حين اختارها المخرج «محمد كريم» لتواجه المطرب الشهير «محمد عبدالوهاب»، بعد أن شاهد صورة لها وهى ترتدى زى ممرضة، لاحقاً ستشاهد «فاتن» نفسها وهى تؤدى الدور بعد أن كبرت وصارت ممثلة محترفة، ستسجل الكاميرات التليفزيونية تعبيرات وجهها المندهشة وهى ترى تلك الطفلة الصغيرة تتنقّل فى خفة ولطف باديين، ستعبّر فى اللقاء عن دهشتها وهى تعلق على المشاهد القديمة: «اكتشفت إن ابنى طارق فيه شبه كبير منى لما كنت صغيرة»، تبتسم المذيعة وتواصل تقديم برنامجها.

بأدوات تبدو للبعض محدودة اخترقت «فاتن أحمد حمامة» المولودة فى عام 1931 عالم السينما، لم تكن الفتاة الصغيرة تجيد الغناء أو الرقص، بضاعتها الوحيدة هى الإحساس وإجادة التقمص، بدا التحاقها بأول دفعة تدرس فى معهد الفنون المسرحية مجرد تحصيل حاصل، يشهد بذلك أستاذها زكى طليمات، مؤسس المعهد وممثل المسرح الشهير، كما تشهد موهبتها التى راحت تتدفق بسهولة ويسر عبر أدوار صغيرة فى سينما الأربعينات، أدوار الفتاة المقهورة المغلوبة على أمرها، هكذا كانت مصر فى تلك الفترة، بلداً يقوده ملك يتحكم فيه كما يحلو له، لا سبيل للخلاص من الفساد الذى يزكم الأنوف، تستكين البلاد كما تستكين «فاتن» فى أفلامها، قبل أن تأتى الخمسينات بالانفراجة للاثنتين «فاتن» ومصر.

مع تباشير ثورة عام 1952 ترتدى البلاد ثوباً جديداً بعد أن يرحل الملك، وتعلن الجمهورية، هكذا راحت «فاتن» تختار أدوارها بعناية، كما يليق بشابة صغيرة فى مجتمع يضع قدمه على أول طريق الحرية، هى الآن زوجة للمخرج «عز الدين ذو الفقار» وأماً لابنته «نادية»، سيُخرج لها «عز» أفلاماً متميزة، قبل أن تنفصل عنه وتتزوج من الممثل «عمر الشريف» وتنجب له «طارق»، ثم تنفصل عنه فترتبط بزوجها الأخير الدكتور «محمد عبدالوهاب»، ستتعاون «فاتن» مع عدد من المخرجين فيضعون بصمتهم فى مشوارها الفنى، ستشكل ثنائياً فنياً مع المصور السينمائى وحيد فريد، ومع المخرج هنرى بركات الذى يخرج لها أروع أفلامها، ستحمل للعالم صورة مصر الجديدة فى أفلام تجسد مراحل هامة من عمر الوطن، ومن عمرها هى نفسها.

عشرات الأفلام قدمتها «فاتن» للسينما، جسّدت خلالها أدوراً يصح أن يشاهد فيها الناس انعكاساً لصورة مصر فى الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات أيضاً، مصر التى تقلبت بين الرؤساء، فانتقلت من علٍ إلى أسفل، ومن الرخاء إلى الشدة، هكذا بدت «فاتن» فى أدوار «عزيزة» فى فيلم «الحرام»، و«عيشة» فى «يوم حلو ويوم مر»، و«ليلى» فى «الباب المفتوح»، و«فايزة» فى «لا وقت للحب»، و«هدى» فى «أيامنا الحلوة»، و«حميدة» فى «صراع فى المينا»، و«آمال» فى «صراع فى الوادى»، و«فاطمة» فى «الأستاذة فاطمة»، و«آمنة» فى «دعاء الكروان»، و«منى» فى «الخيط الرفيع»، وحتى فى أدوارها على الشاشة الصغيرة مثل «ضمير أبلة حكمت»، و«وجه القمر»، كانت «فاتن» تعكس أوضاعاً يعيشها الناس، وتعيشها معهم مصر، ولم يكن غريباً أن يتوّجها الناس «سيدة»، ليس لـ«للشاشة العربية» فقط، ولكن للقلوب التى ستفتقد «السيدة الكبيرة» إلى الأبد.

6 خصال تميزت بها فاتن حمامة في عيون النقاد

كتب : أميرة قطب ومروى جمال

حملت بين طيات أعمالها جزءا كبيرا من ذاكرة مصر، رسمت لأدوار المرأة بعدا جديدا لم يكن مطروحا على الساحة الفنية من قبل، أخذتها لمنحى مميز بعيدا عن الوتيرة الواحدة، فما بين الأفلام الرومانسية والاجتماعية وأخرى تنادى بحقوق المرأة، نجحت "سيدة الشاشة العربية" بذكاء وبساطة معهودة أن تحتل 8 من أفلامها قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، «الوطن» جمعت مقولات عدد من النقاد حول مشوار فاتن حمامة على شريط السينما وأدوارها فى أعمالها الفنية.

طارق الشناوى: "فاتن فيها ذكاء يحمل موهبة، واختياراتها تنم عن بعد اجتماعى، والتعبير لديها فى الأداء مكثف، وفيه رهافة فى الحس، وكانت تتطور فى الأداء التمثيلى على مدار رحلتها مع الفن، من هنرى بركات، وصلاح أبوسيف ويوسف شاهين، حتى حسين كمال وسعيد مرزوق وخيرى بشارة وداود عبدالسيد".

ماجدة موريس: "مشوار «فاتن» كان علامة فارقة فى تاريخ السينما، وأفلامها شكلت مثالاً يحتذى به فى الاختيار والانتقاء، وكان عمرها سلسلة من العناية بالموهبة والتعبير".

نادر عدلى: "كانت تختار أدوارها بعناية وتدقيق، وربما هذا الذى أهلها لأن يتم اختيار 18 فيلما لها فى قائمة أهم 150 فيلما مصريا، فى احتفالية 100 سنة سينما، وهى سابقة لم تحدث من قبل ولم تتكرر لأى فنان، لذا كان يتمنى أى مخرج أن يعمل معها، حيث كانت ممثلة طيعة جداً، وطوال حياتها لم نسمع أنها اختلفت مع مخرج ما".

الناقدة ماجدة خيرالله: "تركت من خلال أفلامها بصمة مهمة جداً فى السينما، بدأت بالفتاة الرقيقة المغلوب على أمرها، إلى دور المرأة التى لها دور فى المجتمع، والتى لها القدرة فى أن تنزع حقها كفيلمها «الباب المفتوح»، ولها دور اجتماعى كما عملت "الخيط الرفيع"، "وأريد حلاً"، بأداء مختلف فى الشكل والنوع وأسلوب الحوار ونوعية الفيلم".

الناقد محمد صلاح الدين: "ممثلة من المعيار الثقيل نالت جميع الألقاب فى حياتها، ومن النادر أن يكون هناك ممثل يواصل التمثيل منذ طفولته حتى نهاية مشواره الفنى مثل فاتن حمامة، كانت سارقة الكاميرا من النجوم الكبار وعمالقة الغناء والتمثيل فى العالم العربى".

الناقد رامى عبدالرازق: "الممثلة الوحيدة التى عملت مع كل الأجيال من المخرجين فى السينما المصرية حتى التسعينات، وكان فيلم «العصفور» أكثر الأفلام التى كان يوسف شاهين يتمنى أن تقوم ببطولته فاتن حمامة، وبعد رفض فاتن حمامة للدور عرضه على محسنة توفيق".

الوطن المصرية في

19.01.2015

 
 

صناع الفن يودعون «سيدة القصر»

بحزن شديد ودع عشاق السينما سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» إلى مثواها الأخير حيث رحلت عن عالمنا عن عمر يناهز 84 عاما تاركة وراءها رصيداً لا يضاهى من الأعمال الرائعة حيث يرى عشاق الفن أن فاتن حمامة اسم يوازى تاريخ السينما المصرية، «وجه القمر» عاشت فى هدوء وحرصت أيضا على أن ترحل فى قمة الهدوء بعيدا عن الصخب حيث أوصت ألا يقام لها عزاء ولكن صناع الفن وعاشقيه حرصوا على أن يشاركوا فى العزاء ويعلنوا حبهم وحزنهم فى كلمات بسيطة تضمنها هذا الملف.

ماجدة الرومى وشريهان والسقا : لن ننساك يا «فاتنة القلوب»

فور اعلان خبر رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، خيم الحزن على الوسط الفنى والعربى وقام عدد كبير من الفنانين فى مصر والعالم العربى بكتابة كلمات رثاء حارة يعبرون فيها عن مدى حزنهم الشديد لرحيل هذه العظيمة اسطورة نهر الحب ولم ينتظرون سرادق العزاء فكان البديل مواقع التواصل الاجتماعى.

البداية مع الفنانة شريهان التى عبرت عن مدى الالم الشديد والحزن الذى ملأ قلبها على حسابها الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر وكتبت قائلة «تبكيك طفولتى، ذكرياتى، تنعاك نظرتى لك، منذ أن كنت لا أعلم من هى هذه القيمة الإنسانية والفنية الإبداعية، التى أقابلها يوميًا، ومن أنا سأكون؟ تنعاك من كنت تأخذى بيدها لتضعيها بجوار السائق لطريقها إلى مدرستها، تنعاك من عاشتك جارة وأم وحبيبة وصديقة لأمى وأخى، تنعاك بنايتنا التى ولدت وكبرت فيها على يد كبار المبدعين، وأنا أيضًا لا أدرى، وسبحان ربى، حتى أولى أعظم جوائزى فى الطوق والأسورة تنعاك.. كنت أنت من تأخذى بيدى فى مهرجان «نانت» بباريس، وتصفقى لى وتبكى بنيتى فى شريهان الطفلة والإنسانة والفنانة قواعد ومبادئ، دون أن تدرى شريهان أن قدرها جعلها تعيش مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. وأضافت: «كنت وستظلى علمًا مصريًا رائعًا مبدعًا، قيمة وشرفًا وكبرياءً، وقارًا للفن والإبداع المصرى والعالم العربى، كنتى وستظلى تاريخًا يتعلم منه أجيال وأجيال».

أما الفنانة اللبنانية ماجدة الرومى فكتبت قصيدة رثاء فى رحيل سيدة القلوب على الفيس بوك قائلة:

رحلت فاتن حمامة.. رحلت سيدة القلوب والشاشة العربية.. رحلت فاتنة كل دار.. ووجه القمر وتوأم الإبداع ووردة الخلود.. رحلت فاتنتنا جميعا.. فيا مصر الغالية ماذا أقول لكِ الليلة؟؟ تعازينا وأكتفى». وتابعت ماجدة الرومى عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: «يا أيها الشرق الحزين كيف أُعَزِّك وكيف أعيد لكَ بسمة زمنكَ الجميل يا مَنْ لكَ فى كل يوم دمعة تُزاد على دموعِكَ؟؟ يا سيدتى لو فقط تعلمين كم أحببتك.. وكم سأحبّك دوما؟ كنتِ مذ كنتِ وكنتُ وستبقين إلى الأبد مثلى الأعلى وحبيبة قلبى والفاتنة والسيّدة المجلّلة بالعَظَمة والبساطة والوقار.. الرافعة علم مصر الحبيبة بسُموّ وأى سُموّ.. يا الغالية جدا.. سيِّدتى». واختتمت: «حتى نلتقى على دروب السماء تفضلى بقبول فائق تقديرى واحترامى لمصرك العظيمة وفنّك الخالد.. مع بالغ التأثُر..

أما الفنان احمد السقا فكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى كلمات يرثى فيها سيدة الشاشه العربية قائلا :

رحلت أيامنا الحلوة» السيدة فاتن حمامه، إنا لله وإنا إليه راجعون، الله يرحمها.. وطالب محبيها وعشاقها بالدعاء لها وقراءة الفاتحة

الفنان هانى رمزى نعى سيدة القلوب على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قائلا:

الله يرحم سيدة الشاشة العربية قيمة وقامة فنية ورمز من رموز الفن العربى، كانت فردًا من كل أسرة فى مصر والعالم العربى.

نادية لطفى: القدوة والمثل الأعلى لـ«جيلى»

ودعت الفنانة نادية لطفى سيدة القصر بكلمات يختلط فيها الدموع والالم وقالت: فاتن حمامة لم تكن مجرد فنانة عادية بالنسبة لى وللوطن العربى لكن اسطورة فنية من الصعب ان تتكرروكانت لى المثل والقدوة فى فنها ورقيها وبساطتها لذلك اخترت اسمى الفنى من أحد أفلامها وهو فيلم «لا أنام» التى كانت تحمل فيه اسم نادية لطفى وهى ليست سيدة الشاشة فقط بل سيدة القلوب والحب الكبيرة، وأدعو الله أن يلهمنا الصبر والسلوان فصداقتنا كبيرة وكانت دائما مرتكزة على الاحترام، فهى مثال للبساطة والأناقة وعدم الابتذال والأداء الراقى فهى مثل حقيقى للفتاة والمرأة المصرية.

وتابعت قائلة: كنت التقى بها باستمرار فى المناسبات وجمعنى بها فيلم « لا تطفىء الشمس» للاستاذ احسان عبد القدوس ثم التقينا عن قرب فى احد المهرجانات الفنية بباريس.
اما يسرا فعبرت عن حزنها الشديد برحيل اسطورة السينما المصرية قائلة:

لا اجد كلمات تعبر عن الالم الشديد الذى اشعر به برحيل هذه الفنانة العظيمة مؤكدة أنها كانت الأم الروحية لها ولزوجها خالد سليم، وكانت دائما راقية وسيدة مصرية حقيقية.. اما الفنانة ليلى علوى فقالت: رحلت الانسانة والفنانة الراقية صاحبة الاعمال الخالدة والمكانه العظيمة فى قلوب كل محبيها وعشاقها فقد كان جميع الفنانين فى الوطن العربى يعتبرونها مثلا أعلى وقدوه مشرفة يحتذى بها.. الفنانة الشابة غادة رجب حرصت على رثاء سيدة القلوب قائلة: فقدنا قيمة كبيرة وتاريخا طويلا وعظيما ومشرفا من النجاحات ومن حسن حظى اننى التقيت بها عن قرب فى لقاء الرئيس السيسى بالفنانين العام الماضى وتحدثت معها وأبدت إعجابها بصوتى رحم الله سيدة الشاشة العربية واسكنها فسيح جناته.

فى آخر تصريحاتها لنا

دخلت عالم إحسان عبدالقدوس بـ«لا أنام»

انفردنا بآخر تصريحات صحفية أدلت بها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى خصتنا بها فى الذكرى الـ 25 لرحيل إحسان عبدالقدوس التى قدمت معه مجموعة من أهم أفلامها السينمائية بدأتها بفيلم لا أنام.

وقالت فاتن حمامة: عندما أذكر إحسان أعود لأيام جميله بعيدة عندما بدأت صداقتى به ولا أعلم بالضبط الوقت الذى التقيت به وبدأت تتوطد علاقتنا كأصدقاء لانى دخلت الفن صغيرة جدا وعمرى لم يتعد 6 سنوات وكان من خلال فيلم «يوم سعيد» مع موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب فمنذ هذا التوقيت بدأت اتعرف على عالم جديد وأكون صداقات فى عالم الصحافة والأدب والفن وكان احسان من اوائل الشخصيات التى بدأت تتوطد علاقتى بهم وشارك وكنت وقتها بدأت اكون فكرى وكان يشجعنى واستشيره فى الكثير من تفاصيل افلامى وقدمت اهم اعمالى السينمائية من خلال بطلات روياته اللاتى احببتهن جميعا وكانت بدايتى مع رويات احسان من خلال فيلم «الله معنا» الذى قدمته مع عماد حمدى ومحمود المليجى الذى تناول قضية الاسلحة الفاسدة وحرب فلسطين والضباط الاحرار وقيام ثورة 23 يوليو ثم جاء فيلم «لا أنام» هذا العمل كان من انتاج استديو مصر واعتبره من العلامات فى مشوارى وقدمنى فى نمط جديد من الادوار لم اكن قدمتها من قبل وتوالت اعمالى انا واحسان وقدمنا العديد والعديد من الافلام الناجحة التى تحمل روح الثورة والتمرد على اشياء كثيرة خطأ كانت فى مجتمعنا مسكوت عنها فهناك «الطريق المسدود» و «لا تطفىء الشمس» و «الخيط الرفيع» و«امبراطورية ميم».. وتابعت بطلة لا أنام حديثها عن علاقتها بصانع الحب قائله: بجانب صداقتى الشخصية بإحسان لكن جمعتنى به وباسرته ايضا صداقه كبيرة خاصة زوجته وكنا نتبادل الزيارات العائلية فى المناسبات.

روز اليوسف اليومية في

19.01.2015

 
 

كيف نعى لبنان بقاماته السياسية والفنية «سيّدة القصر» فاتن حمامة؟

ناديا الياس - بيروت – «القدس العربي»

شكّل رحيل الفنانة المصرية القديرة فاتن حمامة صدمةً حقيقية في نفوس اللبنانيين الذين ألمهم رحيل سيّدة الشاشة العربية، التي باتت رمزاً من رموز السينما المصرية والعربية. 

وقد ضجتّ مواقع التواصل الإجتماعي بالتعليقات التي عبّرت عن مقدار الحزن الذي يعصف برحيل «سيّدة القصر» هذه القامة التي صنعت مجداً فنيّاً زاهراً والتي بكاها ونعاها المجتمع اللبناني بكلّ فئاته، وكانت لافتة للغاية التعليقات الصادرة عن عدد من رجال السياسة والفنّ أبرزهم الرئيس فؤاد السنيورة، الذي كتب قائلاً:»برحيل فاتن حمامة فقدنا آخر عمالقة الفن السابع من الزمن الجميل والشاشة العربية باتت من دون سيّدتها المحترمة والرصينة».

ونعى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة قائلاً: «برحيل فاتن حمامة يرحل ماض مجيد ومشرق من السينما المصرية والعربية ومعها يرحل تراث أصيل لن يعود».

ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه «بغياب الممثلة القديرة فاتن حمامة يخسر الفنّ العربي والمصري فنانة مثقفة ورصينة، حيث كانت مشاركتها في الأعمال الدرامية السينمائية فناً قائماً بذاته نظراً لأدائها المميز بشهادة كل من تعاونت معهم وجمهورها العريض». 

وأضاف: «مما لا شك فيه أن رحيل فاتن حمامة سيُفقد القطاع الدرامي والسينمائي فنانة قديرة ومتألقة لها بصمتها الخاصة، فسيدة الشاشة العربية ستبقى ذكرى جميلة في وجداننا ومدعاة فخر لكل المصريين والعرب».

كما توالت رسائل النعي من قبل الفنانين اللبنانين وكان مؤّثراً جدّاً ما كتبته سيّدة الغناء الفنانة ماجدة الرومي التي عبّرت عن بالغ الحزن برحيلها ونعتها قائلة: 

«رحلت فاتن حمامة رحلت سيدة القلوب والشاشة العربية

رحلت فاتنة كل دار

ووجه القمر وتوأم الابداع ووردة الخلود

رحلت فاتنتنا جميعاً

فيا مصر الغالية ماذا أقول لكِ الليلة تعازينا ؟؟

أوتكفي؟؟

يا أيها الشرق الحزين كيف أُعَزِّيك وكيف أعيد لكَ بسمة زمنكَ الجميل يا مَنْ لكَ في كل يوم دمعة تُزاد على دموعِكَ؟؟

يا سيدتي لو فقط تعلمين كم أحببتك

وكم سأحبّك دوماً؟؟

كنتِ مذ كنتِ وكنتُ وستبقين الى الأبد مثلي الأعلى

وحبيبة قلبي والفاتنة والسيّدة المجلّلة بالعَظَمة والبساطة والوقار

الرافعة علم مصر الحبيبة بسُموّ

وأيه سُموّ!

يالغالية وال جداً سيِّدتي

حتى نلتقي على دروب السماء تفضلي بقبول فائق تقديري وإحترامي لمصرك العظيمة وفنّك الخالد مع بالغ التأثُر».

بدوره، عبّر وليد توفيق عن بالغ حزنه بالقول: «بمزيد من الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة سيدة الشاشة العربية والملحن اليمني أبو بكر سالم تغمدهما الله بواسع رحمته واسكنهم فسيح جناته».

«ورحلت سيدة الشاشة العربية.. وداعاً «يا زمن لن يعود» هكذا عبّرت نوال الزغبي عن فقدان الممثلة الكبيرة .

راغب علامة اشار الى أنه «فعلاً خبر محزن جداً الذي ورد عن وفاة الفنانة العملاقة. هذه الفنانة التي أعشقها منذ صغري رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه». 

نجوى كرم اشادت بالراحلة التي قالت عنها «إنها أمضت حياتها مثالاً أعلى للفنّ الراقي وهي كانت كبيرة في حياتها كما في مماتها الله يرحمها وتكون نفسها بالسماء».

«يا زمن لن يعود» هكذا عبّرت هيفا وهبي وّدعتها على طريقتها: «وداعاً سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة».

سيرين عبد النور عبّرت عن نظرة تشاؤمية اذ كتبت: «شو صرت أكره الزمن والعمر سيدة الشاشة العربية الله يرحمها».

نانسي عجرم قالت: «وداعاً سيدة الشاشة العربية… مشوار حافل بالتواضع والاحترام والعطاء.. رحمك الله».

كارول سماحة آلمها خبر رحيلها إنما قالت «للأسف الخبر صحيح… وداعاً سيدة الشاشة العربية».

الممثل مازن معضم كتب معّلقاً: «الشاشة العربية حزينة لوفاة سيدتها والقمر أمسى من دون وجهه الجميل.. بسببك وبسبب العظماء أمثالك عشقنا المهنة.. رحمك الله».

الممثلة رلى حمادة رأت أنه «برحيل فاتن حمامة تغلق معها صفحة السينما في عصرها الجميل». 

الممثلة كارمن لبس وصفت رحيلها بالخسارة الكبرى للفن بالوطن العربي. 

الممثلة انطوانيت عقيقي علّقت مستغربة «ما أجمل الراحلة وما أقبح الخبر. وداعاً فاتن حمامة».

الممثلة ماغي بوغصن قالت «رحلت سيدة الشاشة العربية، الله يرحمك فاتن حمامة».

وفي الختام تبقى سيّدة الشاشة العربية فاتن حمامة ملكة مترّبعة في قلوب وذاكرة كلّ عارفيها وهي ستبقى حيّة من خلال أعمالها السينمائية والتلفزيونية الفاتنة التي لا تموت كيف لا وهي التي ردّدنا معها: «توته توته توته ولا تخلص الحدوته….».

القدس العربي اللندنية في

19.01.2015

 
 

فاتن حمامة.. في وداع أيقونة الواقعية

صالح ذباح

قد تكون فاتن حمامة (1931 - 2015) أكثر من ينطبق عليه وصف إدغار مورين، الفيلسوف والباحث في علوم الاجتماع، لنجوم الأفلام بأنّهم المعادل العلمانيّ في القرن العشرين للآلهة القديمة التي بناها الإنسان في أساطيره الأولى؛ وذلك للمكانة الوجدانيّة الكبيرة التي استطاعت أن تشكّلها بطلة "سيّدة القصر"، والمرتبطة بالدرجة الأولى بالطهارة والهالة الملائكيّة التي نسجتها بنجاح من حولها، عبر أرشيف سينمائيّ ممتدّ على مدار خمسة عقود من العطاء الفنيّ الخاصّ، تغيّرت فيه أنظمة سياسيّة، وأعلنت فيه ثورات وحروب، وبقيت هي سيّدة الشاشة.

تأتي أهميّة تجربة الفنانة المصريّة الراحلة في كونها من أوائل البطلات المرافقات لموجة الواقعيّة التي اجتاحت السينما المصرية مطلع الخمسينيات، واستطاعت، رغم صغر سنّها، وبذكائها الفنيّ، أن تكرّس نفسها في أفلام ميلودراميّة اعتياديّة مثّلتها منذ أواخر الأربعينيات وبداية العقد الذي تلاها، لتبدأ مرحلة الأفلام الهامّة التي جعلت منها وبجدارة سيدة الشاشة العربيّة، في أعمال مثل "صراع في الوادي" (1956) ليوسف شاهين، و"لا أنام" (1957) لصلاح أبو سيف، و"دعاء الكروان" (1959) لهنري بركات وغيرها.

"لا يمكننا الحديث عن فاتن حمامة من دون الولوج إلى الجانب النسويّ الطاغي على أدوارها"

نجحت حمامة من خلال تلك الأفلام في الخروج من النمط الذي كان سهلاً أن تبقى سجينته، وهو شخصيّة الفتاة الأرستقراطيّة "البيضاء"، التي غالباً ما تصفّق وتبكي على وقع أغاني حبيبها المطرب، لتثبت أنّ نجاحها ليس محض صدفة وأنّها قادرة على التلوّن، مطوّعةً، إلى جانب تلقائيّتها المعهودة في التمثيل، أحد أهم مقوّمات أدائها، وهو وقع صوتها الساحر، الذي أصبح "علامة مسجّلة" لصاحبته، لم يسرق منه مرور الزمن أثره الأخّاذ في الأذن العربيّة.

لا يمكننا الحديث عن بطلة "إمبراطوريّة مين" (1972) من دون الولوج إلى الجانب النسويّ الطاغي على أدوارها، كنموذج لفنانة وكصاحبة قضايا اجتماعيّة تطرحها في أفلامها. إذ يتجلّى اهتمام فاتن حمامة بالقضايا العصريّة للمرأة في المجتمع العربيّ في سبعينيات القرن الماضي، من خلال أعمال كالشريط الآنف الذكر، طرح وضع المرأة الأرملة المعيلة لأبنائها وبناتها، وسط محاولتها إيجاد رفيق درب جديد، في عمل لم يكن ثوريّاً بما فيه الكفاية كي يسمح لها بذلك، لكنّه بلا شكّ من الأعمال البارزة في السينما العربيّة عبر نقاشه للحريّات الفردية والعامّة في الأسرة والمجتمع.

وكانت النقلة اللافتة في تأثيرها على وضع المرأة في مصر من خلال فيلم "أريد حلّاً" (1975) لسعيد مرزوق، الذي تطرّق لقضيّة حقّ المرأة بطلب الطلاق، وكان له من الإسقاطات القانونيّة التي أجازت حق "الخُلع" للنساء في مصر، إضافة إلى أفلام من قبيل "أفواه وأرانب" و"لا عزاء للسيّدات".

وفي استكمال لمسيرتها السينمائيّة، يلحظ المتابع ظهور الكآبة في أعمالها منذ عقد الثمانينيات، متّجهة إلى دور المرأة الأكبر سنّاً والأكثر تعرّضاً للظلم، بما يناسب تقدّمها في العمر،  في أعمال من قبيل "ليلة القبض على فاطمة" (1984) في آخر تعاون لها مع مخرجها ورفيق دربها هنري بركات، وفي تعاونها مع مخرجي الجيل الثاني من الواقعية مع خيري بشارة في "يوم حلو.. يوم مرّ" (1988)، وداوود عبد السيد في "أرض الأحلام" (1993) في آخر أعمالها السينمائيّة.

وإلى جانب مشروعها السينمائي العريق والجادّ، أثرَت الدراما التلفزيونيّة بأحد أهمّ أعمالها "ضمير أبله حكمت" (1991) والذي كتب قصّته وحواره أسامة أنور عكاشة، مناقشاً وضع التعليم في مصر والمشاكل الاجتماعية من فقر وفساد، وكأنّه استشراف للتفاقم الذي ازداد عاماً بعد عام، وجعل مصر في أمسّ الحاجة إلى الأمل الذي نادت به وتمنّته في آخر لقاءاتها المصوّرة والذي يعود إلى عام 2010، أي قبل ثورة يناير بأشهر معدودة، امتدحت فيه عهد السادات وأشارت إلى الخوف الذي عاشه المصريون في عصر جمال عبد الناصر، آثرت في السنوات الأخيرة لحكمه الابتعاد عن مصر والعيش في لبنان.

ورغم امتداحها مبارك في ذلك اللقاء الأخير، وكانت قد قاربت الثمانين، أضافت: "عِشرة برضه"، في تلميح قد يُفهم على أنّه بقي في منصبه أكثر ممّا ينبغي، خصوصاً أنها أيّدت في ذلك اللقاء تحديد مدّة الرئاسة.

بعد رحيلها، تغيب أيقونة أخرى، كان وجودها ملمحاً من ملامح الثقافة العربية الحديثة، ومؤشّراً لحقبة هامّة في تاريخ الأمّة، ستظلّ بأعمالها نموذجاً لمبدعة عربيّة جادّة في مشروعها الفنيّ.

العربي الجديد اللندنية في

19.01.2015

 
 

أمنيتها الأخيرة بزيارة مشروع قناة السويس لم تتحقق

فاتن حمامة ورؤساء مصر: هروب وتكريم ولقاءات لم تنقطع

أحمد عدلي

بنت الفنانة الراحلة فاتن حمامة خلال مسيرتها الفنية علاقات جيدة بالرؤساء المصريين، إلا أن إيمانها بمبادئ ثورة 23 يوليو(تموز) والرئيس عبد الناصر لم يكن كافياً لاستمرار إقامتها في مصر، حيث قررت الرحيل في أواخر عهده، بينما كُرِّمَت من الرئيسين أنور السادات وعدلي منصور في الفترة الإنتقالية الأخيرة، علماً أنها ارتبطت بعلاقة جيدة مع السيدة جيهان السادات حتى وفاتها، وأعلنت دعمها لانتخاب "السيسي".

القاهرةتميّزت علاقة الفنانة الراحلة فاتن حمامة بالرؤساء المصريين على مر العهود باستثناء الفترة الأخيرة من حكم الرئيس جمال عبد الناصر والتي قررت خلالها السفر إلى الخارج وتنقلت ما بين بيروت ولندن والولايات المتحدة برفقة زوجها في ذلك الوقت الفنان العالمي عمر الشريف. علماً أن سفرها للإقامة خارج مصر خلال عهد عبد الناصر جاء بسبب المضايقات التي تعرضت لها بعد رفضها العمل بالمخابرات، وهو الطلب الذي كان يقدم لغالبية فنانات الجيل في تلك الفترة وقوبل بموافقة غالبيتهن، فيما كان قرار السفر والإقامة بالخارج هو الأصعب بالنسبة لها بحسب تصريحاتها الصحافية بعد ذلك. إلا أن سفرها للإقامة في الخارج لم يمنعها من المشاركة في حملات جمع التبرعات لصالح الجيش المصري من أجل خوض معركة الكرامة واسترداد الأراضي في سيناء، وهي الخطوة التي لم تتردد بالاشتراك فيها رغم تحفظها على الخداع الإعلامي الذي رافق حرب 1967.

يُذكر أن سفر "حمامة" جاء رغم إيمانها بمادئ ثورة 23 يوليو(تموز)، ومشاركتها في قطار تعريف المواطنين بالثورة ومناقشة قضايا الثورة بأعمالها الفنية لكن قرار السفر جاء نتيجةً لشعورها بعدم الطمأنينة في حال استمرارها في الإقامة بمصر بعد أن رفضت طلب المخابرات بالتعاون معها. وعادت إلى مصر خلال فترة حكم الرئيس أنور السادات في بداية السبيعنات بعد ثورة التصحيح التي أقال خلالها عدداً من مراكز القوى بالدولة بعد وصوله للحكم بعدة شهور، فربطتها علاقة جيدة معه ومع عائلته وخاصة السيدة جيهان السادات التي كانت على تواصل معها حتى رحيلها، فنالت التكريم الفني في عيد الفن وتحدثت عنه بإيجابية في المناسبات المختلفة.

أما علاقاتها بالرئيس الأسبق حسني مبارك فكانت جيدة أيضاً، وهي كان تقول أن عهده لم يكن فاسداً في أول عقدين من رئاسته للجمهورية، لكن الفساد انتشر في العقد الأخير فقط قبل الثورة، مؤكدة على أنه من الظلم الحديث عن سلبياته فقط دون ذكر أي إيجابيات قام بها.

واللافت أن علاقة "حمامة" بالسياسية والرؤساء بعد الثورة المصرية شهدت ابتعاداً نسبياً، فهي غالباً ما كانت  تتحدث بدبلوماسية في لقاءاتها وتتمنى عودة الإستقرار إلى أن عادت بقوة للمشهد الفني والسياسي مع تكريمها في عيد الفن الأخير خلال شهر فبراير(شباط) 2014 من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور، فيما أعلنت تأييدها للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حملته الإنتخابية وشاركت في لقاء جمعه مع الفنانين الأمر الذي دفعه لتحيتها بشكلٍ خاص حيث قام من مقعده وتوجه لها ليحييها بشكلٍ استثنائي، بينما بادر بإرسال مندوب للإطمئنان عليها خلال الوعكة الصحية التي مرت بها بالإضافة إلى إرسال مندوب للمشاركة في عزائها.

الجدير بالذكر هو أن الأمنية الأخيرة لسيدة الشاشة العربية قبل وفاتها كانت زيارة مشروع قناة السويس الجديدة بعد تحسن حالتها الصحية، لكن القدر لم يمنحها الوقت لزيارة هذا المشروع الجديد الذي أبدت تفاؤلاً كبيراً به لمصر في السنوات القادمة.

نعتها الرئاسة المصرية وفي سجلها العديد من التكريمات

سيدة الشاشة فاتن حمامة أوصت بعدم إقامة عزاء لها

أحمد عدلي

توفيت الفنانة فاتن حمامة بعد إصابتها بهبوطٍ حاد في الدورة الدموية فيما تُشيّع الجنازة اليوم الأحد من مسجد الحصري بمنطقة 6 أكتوبر، علماً أن أسرته قد أبلغت نقيب الفنانين أنه لن يُقام عزاء لها بناءً على وصيتها.

القاهرةتوفيت مساء أمس الفنانة القديرة فاتن حمامة بعد إصابتها بهبوطٍ مفاجئ بالدورة الدموية لتفقد السينما المصرية واحدة من أفضل فناناتها وأكثرهم شهرةً بعدما قدمت أعمالاً بناءة ستكون كفيلة بخلود اسمها بأفلامها وأعمالها التي ساهمت من خلالها بنشر الوعي في المجتمع ونقل معاناته. وكانت قد نُقِلًت إلى المستشفى قبل شهرين بعدما عانت من مشاكل في القلب استلزمت خضوعها لمتابعة طبية استمرت لأكثر من أسبوع قبل أن تخرج وتعود لمنزلها وتكتفي بمتابعة الطبيب بين الحين والآخر، علماً بأنها كانت تقيم في سنواتها الأخيرة بين القاهرة ومدينة الجونة على شاطئ البحر الأحمر.

السيرة الذاتية:

ولدت الفنانة الراحلة في 27 مايو(أيار) 1931، بحي عابدين في القاهرة، وبدأت التمثيل في مرحلة عمرية مبكرة عندما أرسل والدها صورتها للمخرج محمد كريم حيث قام باختيارها للمشاركة في فيلم "بورسعيد"، لتبدأ بعده مسيرتها الفنية وتقرر الإلتحاق بمعهد التمثيل حيث دخلت مرحلة جديدة من حياتها خاصة بعدما شاهدها الفنان الكبير يوسف وهبي وقدمت معه فيلم "ملاك الرحمة" ليكون بمثابة "ميلاد فني" لها كفنانة شابة بعدما اشتركت في بطولة عدد من الأفلام كفتاة صغيرة.

تزوجت من الفنان القدير عمر الشريف وشكلت معه دويتو فني لسنواتٍ طويلة، علماً أنه اعتنق الإسلام ليتمكن من الزواج منها، لكنهما انفصلا في مطلع السبيعنات، إلا أنه  لا يزال يؤكد أنه يحبها في إطلالاته التليفزيونية. وقدمت في مسيرتها الفنية على مدار أكثر من 55 سنة العديد من الأعمال المميزة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "لا أنام"، "لا وقت للحب"، "بابا أمين"، "صراع في الوادي"، الأستاذة فاطمة"، "دعاء الكروان"، "أريد حلا" وغيرها من الأعمال التي تُحاكي وجدان أجيال كاملة ولا تزال تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة عند عرضها على الفضائيات.

ورغم غيابها عن المشهد السياسي منذ سنوات طويلة إلا أنها كانت حاضرة بقوة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة إذ أعلنت تأييدها للرئيس عبد الفتاح السيسي، واجتمعت به مرتين خلال فترة ترشحه، فيما تسلم درع التكريم في عيد الفن من الرئيس السابق المستشار عدلي منصور، وحرصت على الإدلاء بصوتها في الإنتخابات، فيما بادر الرئيس بالاتصال بها خلال فترة مرضها الأخيرة، ونعتها رئاسة الجمهورية المصرية بعد وفاتها.

نالت "حمامة" العديد من الجوائز والتكريمات والدكتوراه الفخرية من بينها دكتوراه فخرية من الجامعة الأميركية في القاهرة وأخرى من الجامعة الأميركية في بيروت وجائزة ميدالية الشرف في مصر ولبنان بالإضافة إلى ميدالية الإستحقاق من المملكة المغربية.

هذا ومن المقرر أن تخرج جنازة الفنانة الراحلة من مسجد الحصري عقب صلاة الظهر اليوم الأحد، ويتوقع أن يشارك فيها عدد كبير من الفنانين نظراً للصداقة القوية التي جمعتها بالوسط الفني رغم غيابها عن الساحة منذ تقديم آخر أعمالها الدرامية "وجه القمر" عام 2000، علماً أن نقيب الفنانين أشرف عبدالغفور، طلب من الفنانين حضور الجنازة لأن أسرة الفنانة الراحلة أبلغته أنه لن يقام لها ليلة عزاء، وذلك بناء على وصيتها.

إيلاف في

19.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)