كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

الرحلة الطويلة والمثيرة لسيدة الشاشة العربية

فاتن حمامة خرجت منتصرة

من أدوار مكررة إلى نجاحات كبرى

لندن: محمد رُضا

عن رحيل سيدة الشاشة العربية

   
 
 
 
 

وفاة الممثلة الكبيرة فاتن حمامة عن 83 سنة يعيد فتح الباب عريضا على تاريخ السينما العربية مرة جديدة وربما أخيرة. ممثلة قوية الأداء والشخصية ليس فقط في أدوارها التي تتطلب مثل هذه القوة، بل عبر الأدوار التي ظهرت فيها امرأة مستضعفة من حين لآخر. مرافعتها الجريئة في «أريد حلا» وشعور المذلة في «الحرام» (وبينهما سنوات كثيرة) هما قطبا تلك الموهبة التي تحلت بها، وكلاهما متعة للتعرف على سمات موهبة تستطيع أن تذهب بأدائها في أي اتجاه وتنجح.

انتمت الراحلة إلى عدة أجيال سينمائية متعاقبة. ترعرعت في زمن السينما التي لم يكن قد مضى على دوران عجلتها الإنتاجية على نحو متواصل سوى عقود قليلة، حيث مثلت بين أول أفلامها، وهو «يوم سعيد» للمخرج محمد كريم (1938)، وحتى نهاية الأربعينات، 24 فيلما.

مع قيام الثورة المصرية سنة 1952 واصلت العمل من دون انقطاع. كانت تحولت إلى واحدة من أبرز النجمات الشابات، وجاءت الخمسينات لتعزز وضعها. مثلت 50 فيلما في ذلك العقد؛ منها 11 فيلما بين 1950 و1952. في الستينات لعبت بطولة 12 فيلما فقط، كونها في الواقع لم تكن بحاجة لتأكيد نجوميتها واختبار حجم نجوميتها. 10 أفلام في السبعينات و3 في الثمانينات، و3 أخرى في التسعينات، والمجموع 102 فيلم.

بذلك، هي انطلقت أيام كان الموسيقار محمد عبد الوهاب ويوسف وهبي وأنور وجدي ملوك الفن المصري، وفي أيام خطا فيها محمود المليجي، الذي شاركها الظهور في أكثر من عمل مهم، خطواته الأولى، وعندما كان سراج منير وميمي شكيب وماري منيب وجوها مساندة تحيط بها في أكثر من عمل. وهذا كله كان أيام المخرج محمد كريم الذي تأصل بين مخرجي الثلاثينات إلى أن اعتزل سنة 1959.

* البداية

كانت في الثامنة من عمرها، وهي التي ولدت في 22 مايو (أيار) 1931، عندما وقفت أمام الكاميرا لأول مرة. كان ذلك في خامس فيلم من إخراج (وسيناريو) محمد كريم «يوم سعيد». بطولة الفيلم النسائية كانت لسواها: علوية جميل وفردوس محمد، والرجالية قادها محمد عبد الوهاب، وكان لعبد الوارث عسر دور مساند بدا فيه أكبر سنّا مما كان عليه، كما اعتاد في غالبية أفلامه إلى أن تقدم به العمر فعلا.

على النقيض، لم يكن أمام ابنة الثامنة، فاتن حمامة، سوى أن تشارك الأدوار. وهناك مشهد لافت يجمعها بالفنان محمد عبد الوهاب تنظر إليه وهو في محنته العاطفية. عيناها المتشبّثتان به وهي تنظر إلى الأعلى، تعكسان تلك النظرة المتألمة والمتفائلة معا.. نظرة نجدها لاحقا في أكثر من عمل لها.

لا هي ولا سواها كان يعرف ما يخبئه القدر لها، ولا كان تحولها إلى ممثلة في حسبان والدها أحمد حمامة عندما أخذها معه لحضور مسرحية من بطولة آسيا داغر وكانت في السادسة من عمرها. عندما ربحت مسابقة جمال للأطفال، شعر والدها بأن ابنته تستحق أن تظهر على الشاشة الفضية، فأرسل إلى المخرج محمد كريم بصورتها بعدما سمع بأنه يبحث عن طفلتين لفيلمه المقبل «يوم سعيد».

مرت 5 سنوات قبل أن يعود محمد كريم ليطلب وجهها. كانت الآن في الثالثة عشرة من العمر. لم يكن دور بطولة؛ إذ ذهب ذلك إلى الممثلة راقية إبراهيم في دور الفتاة التي يقع عبد الوهاب في حبها، بل في دور مساند أسوة بعلي الكسّار وسيد سليمان وبشارة واكيم وسراج منير. اللافت أن دور عبد الوهاب في هذين الفيلمين كان دور الفنان الفقير، وهو دور امتد ليصبح منوالا معتادا أَمّه لاحقا فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ على سبيل المثال.

لم يكن على فاتن حمامة أن تنتظر 5 سنوات أخرى، بل عادت في فيلم «أول الشهر» من بطولة حسين صدقي ومغنية وردت من لبنان وأصبحت نجمة في مصر هي صباح. دور أكبر كان بانتظارها في فيلمها الرابع «الملاك الأبيض»: تراجيديا ميلودرامية من إخراج إبراهيم عمارة مع حسين رياض وعلوية جميل وسراج منير. وفي الإطار الميلودرامي الخازن لمشكلات عاطفية، لعبت فاتن حمامة عددا متلاحقا من الأفلام من بينها «ملاك الرحمة» و«دنيا» و«نور من السماء» حيث الزوج الطيب والثري ينتهي مخدوعا من قبل الطامعين بماله فيضحي بعائلته قبل أن يدرك الخديعة ومغبة ما قام به.

ولم يختلف الوضع كثيرا عندما مُنحت فاتن حمامة فرصة بطولة أول فيلم لها وعنوانه «المليونيرة الصغيرة» سنة 1948. فيه هي ابنة عائلة من أصل تركي بالغة الثراء تتعلق بحب ضابط (رشدي أباظة)، الذي يبادلها الحب، لكنه يتراجع عن الزواج بها عندما يعلم مدى ثرائها. عليها الآن إقناعه بأنها لا تقيم وزنا للمال، بل للحب. تمردها على الأعراف الاجتماعية السائدة كان أحد ملامح أعمال مقبلة لها أيضا ومناسبة لإظهار قوة عزيمتها وشخصيتها.

* نقلة رائعة

على أهمية الدور، إلا أن هذا الفيلم لم يكن، من ناحية فنية صرفة، أفضل حالا مما سبق؛ ومنها «العقاب» و«خلود» و«اليتيمتين» وهذا الأخير (1948 أيضا) من إخراج حسن الإمام وفيه التوليفة التي سار عليها المخرج الراحل طويلا. أما «العقاب» فكان لقاء فاتن حمامة الأول مع المخرج الذي فضلته على كل من عملت معه هنري بركات.

في الإطار نفسه عاد يوسف وهبي لإدارتها في العام التالي بفيلم «كرسي الاعتراف» وفي «بيومي أفندي» (كان هو محور الفيلمين). ثم ها هي في فيلم يوسف شاهين الأول مخرجا وهو «بابا أمين». حينها لم يكن شاهين كشف عن شخصيته الفنية، والفيلم انتمى إلى تلك الأعمال الجماهيرية الصرفة التي لم تتقدم بالممثلة إلى الأمام. لكن شاهين تحسن سريعا وعاد إلى فاتن حمامة في «ابن النيل» حيث قدمت (ربما لأول مرة) أداء مشحونا بالرغبة في تجسيد تلك الشخصية التي تؤديها تجسيدا فاعلا.

حدث ذلك في عام 1951 الذي شهد انتصارا آخر لها، وذلك عندما اختارها صلاح أبو سيف لبطولة «لك يوم يا ظالم». ردد المخرج الراحل في تصريحاته: «كنت أرغب في تقديم هذه الممثلة التي عُرفت بأدوار البراءة في دور معاكس جدا. حين تحدثت إليها عارضا دور الابنة الشريرة في (لك يوم يا ظالم) خافت. لم تكن اعتادت على مثل هذا الدور. لكني طمأنتها للنتيجة واقتنعت».

دورها هنا نقلة رائعة من التمثيل الرومانسي إلى النضج الدرامي. كانت تزوجت، سنة 1947 من المخرج عز الدين ذو الفقار الذي كانت لديه مفاهيمه المختلفة عن كل من يوسف شاهين وصلاح أبو سيف، فقدّمها في فيلمين عاديي الأثر هما «أبو زيد الهلالي» و«موعد مع الحياة» حيث منسوب المادة الترفيهية يرتفع وحده. لذلك جاء عملها مع شاهين وأبو سيف بمثابة خشبة خلاص من تكرار أدوار ابنة المدينة الشابة التي تفتح قلبها للحب وتحصد متاعبه بعد ذلك.لم يتوقف هذا المنوال من الأعمال ولم ينته. مع وجود تقليد عريض من العمل بشروط السينما السائدة، لم يكن محتملا أن تبتعد فاتن حمامة عن مثل تلك الأدوار غير المتعمقة أو تنبذها. فظهرت في أعمال كوميدية لفطين عبد الوهاب (مثل «الأستاذة فاطمة») وتراجيدية لحسن الإمام («كأس العذاب») ودرامية لعز الدين ذو الفقار («سلوا قلبي») وكلها في عام 1952. لكن إلى جانب هذه الوفرة من الأفلام السريعة (بينها فيلم آخر من بطولتها لجانب يوسف وهبي وهو «المهرج الكبير» كما حققه يوسف شاهين) كان هناك فيلم آخر لمخرج ممتاز من الصف الأول هو كمال الشيخ الذي كان ينتظرها بفيلم من كتابة علي الزرقاني هو «المنزل رقم 13».

* اختيارات

كل من حسن الإمام وعز الدين ذو الفقار وجمال مدكور عاد إليها خلال الخمسينات، وهي الفترة التي أصبحت فيها النجمة الأولى بين الممثلات. هذا لم يكن يخلو من منافسة بينها وبين ماجدة ولاحقا بينها وبين سعاد حسني. لكن لقب «سيدة الشاشة العربية» كان بدأ يلتصق بها في ذلك الحين. لقب عززته اختياراتها من الأعمال.. فإلى ذلك الحين، لم يكن المخرج هو الهم الذي تلتفت إليه، ولا الأسلوب الفني لأي من المخرجين.. السينما، في حسبانها، كانت الترفيه المتوجه مباشرة، ومن دون عناء يذكر، إلى الجمهور عبر أفلام عاطفية أو كوميدية تنجز ما تعد الجمهور به.

بالتلاؤم مع كل هذا، ونتيجة له في الوقت نفسه، وجدنا فاتن حمامة تختار من الشخصيات ما يضعها غالبا في دور سيدة القرار. حتى حين تكون حائرة بين عاطفتين، فإنها لا تنجرف أو تنحاز وقلما تخطئ، وإن فعلت، فإن ذلك لن يشوّه صورتها لأنها ستكون ضحية اعتداء ما سيمكنها من استدعاء التعاطف المنشود، وهذا تحديدا ما وقع عندما اختارها هنري بركات لبطولة فيلمه «الحرام» في منتصف الستينات التي قالت عنه في لقاء نادر نشرته «الأهرام»: «أحببت شخصية البطلة جدا. وبمجرد أن قرأت الرواية وافقت عليها فورا».

مما مكنها أيضا من حمل لواء «سيدة الشاشة العربية» هو أنها منذ النصف الثاني من الخمسينات وما بعد، أخذت تعمل بجهد للاشتراك في أعمال ذات مصادر أدبية. حينها كان الأدب فاعلا مؤثرا في السينما، والكثير من أعمال عبد الحميد جودة السحار ويوسف إدريس ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس.. وسواهم، انتقلت إلى الشاشة، وكانت فاتن حمامة من بين من مثل في عدد ملحوظ منها. «الحرام» مثلا من تأليف يوسف إدريس، و«الله معنا» لإحسان عبد القدوس وكذلك حال «الطريق المسدوس» (1957)، ثم «دعاء الكروان» من أعمال طه حسين (أخرجه أيضا هنري بركات).

في كل ذلك، نرى أنه لم يكن هناك من سبيل إلا الاشتراك مع طاقم النجوم الكبار من الذكور أيضا. هي لعبت أمام عماد حمدي وأمام شكري سرحان ومع عمر الحريري ومحمود مرسي ورشدي أباظة وفريد شوقي ومحمود المليجي وأحمد مظهر و(لاحقا) محمود ياسين وبالطبع عمر الشريف.

* مع عمر الشريف ومن دونه

فاتن حمامة تصرفت على نحو يعكس معرفتها بقدرها ومكانتها منذ منتصف الخمسينات عندما كانت رغبة المخرج يوسف شاهين الإتيان بالممثل محسن سرحان لكي يشاركها بطولة «صراع في الوادي» (1954)، لكن فاتن حمامة عارضت، مما دفع بالمخرج للاستعانة بالممثل عمر الشريف بديلا. وهو لم يكن قد ظهر في أي فيلم من قبل، لكن ظهوره مع فاتن حمامة ضرب وترين: على الشاشة ظهرا ثنائيا شابا مندفعا وقابلا للتصديق، فالفيلم يدور حول الجديد ضد القديم.. الفلاح ضد الباشا.. الحب ضد الرغبة في التملك. ومن ناحية ثانية، كان ذلك بداية حب متبادل أوصلهما سريعا إلى طريق الزواج بعدما تطلقت الممثلة من المخرج ذو الفقار وإن عملت معه لاحقا في كثير من الأفلام.

بعد «صراع في الوادي» ظهرت حمامة وعمر الشريف في «أيامنا الحلوة» (1955)، و«صراع في الميناء» (1956)، و«سيدة القصر» (1958)، ثم حصل «لورنس العرب» سنة 1962: المخرج البريطاني ديفيد لين كان يبحث عمن يلعب دور الأمير علي في ذلك الفيلم، ولم يكن عمر الشريف اختياره الأول، لكنه كان الاختيار الأكيد، وكان الفيلم الذي خلق من عمر الشريف نجما عالميا. لكن مع كل فيلم هوليوودي أو فرنسي كان الشريف يقوم بتمثيله (وهو ظهر في 15 فيلما أجنبيا ما بين 1962 و1972 وأكثر من ذلك فيما بعد) كان التباعد يقع بينه وبين الممثلة التي كانت رفضت تقبيل أي ممثل شاركها البطولة قبل أن ترضى أن يقبلها الشريف في «صراع في الوادي».

ستبقى حكايتهما العاطفية شأنا عاما يتردد صداها في المجلات الفنية حتى من بعد أن بات الفراق واقعا. بعض المتابعين لمثل هذه الشؤون الشخصية يؤكدون أن فاتن حمامة لم تعد هي ذاتها بعد ذلك الفراق. كانت قبلت عذر غياب عمر الشريف في السنوات الأولى على أساس أنه ممثل يستحق ما يحققه من نجاح، لكن لاحقا غمرها الحزن على ما ساد علاقتهما من فتور. في عام 1966، وهو العام التالي لقيام عمر الشريف ببطولة «جنكيز خان» وقبل ولوجه بطولة «دكتور زيفاغو»، ظهرت فاتن حمامة في «شيء في حياتي» لهنري بركات عن قصة ليوسف السباعي وأمام وجه جديد اسمه إيهاب نافع. ثم انقطعت عن العمل 3 سنوات لتعود في 4 أفلام متتابعة في عامي 1970 و1971 وهي «الحب الكبير» عن سيناريو كتبه (وأخرجه) بركات وأمام فريد الأطرش ويوسف وهبي، و«الساحرة» مع عادل إمام وصلاح ذو الفقار، و«الخيط الرفيع» لهنري بركات أيضا، و«رمال من ذهب» ليوسف شاهين (لجانب دريد لحام ونهاد القلعي).

إنها الفترة الأقل إلهاما بالنسبة للنجمة المرموقة. لا فيلما هنري بركات (أكثر من وثقت بهم من المخرجين) كانا جيدين، ولا فيلم يوسف شاهين كان مهما، و«الساحرة» مر عابرا من دون أثر. في تلك الفترة، كان نجوم الستينات ما زالوا يؤدون الأدوار ذاتها التي كانوا يؤدونها في سنوات الشباب: عماد حمدي ومحمود ياسين وفريد شوقي وأحمد رمزي ورشدي أباظة، من الرجال، وماجدة وسميرة أحمد وشادية من الممثلات. فاتن حمامة وجدت نفسها ضمن هذا الإطار، ولم تستطع أن تمتنع. صحيح أنها حافظت على قدر كبير من الأنفة واللياقة لاعبة دور سيدة راشدة، إلا أن بعض أدوار تلك الفترة كان يمكن لها أن تقع لها وهي في العشرينات والثلاثينات من عمرها.

* النهاية

ما أنقذ هذا الوضع دخول المخرج حسين كمال على الخط ناقلا إلى الشاشة رواية إحسان عبد القدوس «إمبراطورية ميم» سنة 1972 التي تتحدث عن امرأة مات زوجها وعليها تحمل مسؤولية الإشراف على 6 أولاد تعيلهم من خلال عملها في وزارة التربية. معالجة صادقة النيات في طرحها الاجتماعي للمشكلتين الفردية والعامة وجدت فاتن حمامة فيها الدور الملائم لها تماما. وهو، إلى حد بعيد، كان واحدا من آخر وأهم نجاحاتها السينمائية.

بعده فيلم آخر لبركات وهو العاطفي «حبيبتي» الذي كان اللقاء الثاني بين ثلاثة جمعتها مع محمود ياسين بدءا بـ«الخيط الرفيع» وانتهاء بـ«أفواه وأرانب».

في عام 1975 وضعها المخرج الراحل منذ أشهر قريبة سعيد مرزوق في بطولة فيلم آخر من تلك النجاحات الكبيرة المتأخرة وهو «أريد حلا» (1975): دور ناضج آخر أدت فيه دور سيدة متزوجة تتقدم للمحكمة بطلب الطلاق، ويسبر الفيلم الأسباب الموجبة. معها في البطولة رفيق المهنة رشدي أباظة، وكلاهما كان في السن المناسب والخبرة الرائعة لمنح الفيلم قوة المضمون الاجتماعي المهم.

لكن سيبقى بركات أكثر المخرجين الذين تعاملوا معها تقرّبا فنيا مما طمحت إليه. سيبقى صاحب المعالجة الرشيقة المناسبة لصورتها الأنثوية الرومانسية وهو فهم ذلك وأم المطلوب منه لتأمين هذه الغاية بصرف النظر عن مستوى الأفلام التي أخرجها لها: «الحرام» كان رائعا، لكن معظم ما حققه معها أو بعيدا عنها، لم يصل إلى مستواه.

الثاني بين أكثر المتعاملين معها كان عز الدين ذو الفقار، وهو منحها الخامة العاطفية والاجتماعية بأسلوب مختلف عن ذاك الذي أمّنه بركات. ولم تشتغل كثيرا تحت إدارة كمال الشيخ ولا صلاح أبو سيف، لأسباب محض فنية، لكن أفلامها القليلة مع يوسف شاهين لم تكن بدورها أفضل أفلامه أو أنضجها. الغالب أنها لم تكن على اتفاق معه بشأن طروحاته التي كانت سياسية أكثر منها عاطفية، وذاتية المنطلق أكثر منها حكايات عامّة. بعد تمكنها من الشهرة كانت، وبخيار صائب من وجهة نظر عملية، تنشد أفلاما تكون هي والبطل المواجه محورها. شاهين لم يكن مخرجا نسائيا كما كان بركات، لذا كان من الطبيعي أن يتوقف التعاون بينهما خصوصا مع توجه شاهين المتزايد لتقديم أفلام تعبر عن وجهة نظره وتتوجه إلى معجبيه في المجال الأول.

هل سيخلف رحيل فاتن حمامة فراغا كبيرا؟

بلا شك.. لكن هذا الفراغ ليس جديدا.. الموت هو ختام مرحلة كانت انتهت عمليا من قبل، فهي التزمت البيت وابتعدت عن الأضواء منذ مسلسلها «وجه القمر» سنة 2000. كان العام نهاية عقد وقررت أن يكون نهاية مشوار أيضا.

مصر تودع «سيدة الشاشة العربية» في جنازة تقدمها عمر الشريف

بمشاركة مندوبين عن الرئيس السيسي وملك المغرب والجامعة العربية

القاهرة: «الشرق الأوسط»

وسط أجواء من الحزن خيمت على القاهرة، ودع آلاف المصريين أمس سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، بحضور موفد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اللواء إسماعيل فريد، ووزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، وعمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية، وممثل عن الدكتور نبيل العربي الأمين لجامعة الدول العربية، والفنان عمر الشريف، ولفيف من الشخصيات العامة وعشرات من نجوم السينما المصرية.

كما وصل إلى القاهرة أمس سفير المغرب لدى مصر محمد سعد العلمي قادما من بلاده على متن طائرة خاصة للمشاركة في جنازة الفنانة الراحلة وتقديم خالص العزاء لأسرتها من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وووري جثمان فاتن حمامة الثرى بمقابر الأسرة في مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)، بعد إقامة صلاة الجنازة عليها في مسجد الحصري بالمدينة نفسها. وشهد الميدان اختناقا مروريا نتيجة تجمع الحشود الضخمة المشاركة في تشييع الجثمان، مما اضطر رجال شرطة المرور إلى تحويل مسار السيارات إلى طرق بديلة في محاولة للحد من هذا التكدس.

ونعى إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري ببالغ الحزن، الفنانة القديرة. وقال رئيس الوزراء إنه «برحيل سيدة الشاشة العربية، فقد الفن الراقي أحد أعمدته الأساسية». وأعلن وزير الثقافة وقف الأنشطة والعروض الفنية كافة في جميع قطاعات الوزارة لمدة يومين حدادا على رحيل سيدة الشاشة العربية.

 

الشرق الأوسط في

18.01.2015

 
 

فاتن حمامة ترحل و «الثقافة المصرية» تعلن الحداد ليومين

القاهرة – نيرمين سامي

لم يكن هذه المرة خبر رحيلها شائعة. غابت فاتن حمامة غيابها الأخير بعدما ملأت السينما المصرية والعربية حياة وأفلاماً بديعة. أغمضت سيدة الشاشة العربية السينما عينيها مساء السبت عن 84 سنة، قضت ردحاً طويلاً منها تمثل أمام الشاشة بوجهها الفاتن وابتسامتها المشرقة ونظراتها المفعمة بالمعاني والمشاعر. رحلت «سيدة القصر» إثر أزمة صحية مفاجئة، تعرّضت خلالها لهبوط حاد في الدورة الدموية. وكانت الراحلة قد خضعت لجراحة القلب المفتوح قبل فترة. وكانت آخر إطلالاتها على الشاشة عام 2000 في مسلسل «وجه القمر»، و كرِّمت رسمياً عن أعمالها في عيد الفن قبل أشهر. ونعت الرئاسة المصرية الراحلة في بيان قائلة: «إن مصر والعالم العربي فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الراقية، وستظل الفقيدة التي أضفت السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية، رمزاً للفن المصري الأصيل». ونعى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الراحلة، مؤكداً أنها ستظل رمزاً من رموز الفن المصري والعربي الرفيع على مدار عصوره.

سيدة الشاشة العربية

سيدة الشاشة العربية هو لقب لم تنله مصادفة أو مجاملة، هي التي حلت في المرتبة الأولى في استفتاء حول أفضل مئة فيلم مصري لمناسبة مئوية السينما عام 1996، وتضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها. وتعود قصة اللقب إلى منتصف الخمسينات حين قدمت فاتن فيلم «موعد مع الحياة»، وبعد عرض الفيلم الذي لاقى نجاحاً جماهيرياً، كتب الصحافي فوميل لبيب مقالاً أشاد فيه بالفيلم وبأداء حمامة، واصفاً إياها بـ «سيدة الشاشة العربية».

لم تكن فاتن حمامة مجرد صرح فني عملاق كُتب اسمه في تاريخ السينما المصرية بالذهب بل كانت أيضاً شاهداً على أحد أهم العصور في تاريخ مصر. فاتن حمامة، التي ولدت في 27 أيار (مايو) 1931، بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، وأطلت للمرة الأولى على جمهور السينما في 1940، من خلال فيلم «يوم سعيد». حينذاك كان محمد كريم أحد رواد السينما المصرية يبحث عن طفلة تؤدي دوراً في فيلم «يوم سعيد» لـمحمد عبد الوهاب، وكانت في ذلك الوقت تقيم في المنصورة مع والدها على رغم أنها مولودة في حي عابدين في القاهرة. ثم جاءت إلى القاهرة في التاسعة من عمرها لتؤدي دورها في هذا العمل وتكتب لنفسها شهادة ميلاد فنية تميزت ببراءة ملامحها.

وكان والدها يعمل مدرساً وفاجأه اختيار محمد كريم ابنته بعدما أعجب بصورها التي أرسلها إليه من المنصورة فحضر إلى القاهرة. وبعد هذا الفيلم، مثلت حمامة مجدداً أمام كاميرا الفنان نفسه في فيلم «رصاصة في القلب» عام 1944، ثم شاركت في أفلام قدمت فيها أدواراً ثانوية حتى أسند إليها يوسف وهبي البطولة في فيلم «ملاك الرحمة» 1946 لتودع مرحلة الطفولة وتبدأ فرض ملامحها الملائكية على إطلالاتها السينمائية، كما في أفلام «الملاك الأبيض» 1946 لإبراهيم عمارة، و «ملائكة جهنم» 1947 لحسن إمام و»كانت ملاكاً» 1947 لعباس كامل.

وعلى رغم اختلاف هذه الأفلام بعضها عن بعض بقيت شخصيتها تسير في شكل أحادي في إطار الفتاة الرقيقة المنكسرة وهي صورة ميلودرامية كانت محببة لدى الجمهور. ثم لم تلبث أن تمردت على هذه الأدوار لتظهر في أفلام تجسد فيها دور الفتاة صاحبة الرأي والموقف مثل «صراع في الوادي» ليوسف شاهين 1954، «الله معنا» لأحمد بدرخان 1955، « لن أبكي أبداً» لحسن الإمام 1957، و «لا أنام» لصلاح أبو سيف 1957.

نقلة فنية

ومن بين نحو 103 أفلام، يرى معظم النقاد أن حمامة وصلت إلى مرحلة النضج الفني في فيلم «دعاء الكروان» (1959) هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أفضل ما أنتجته السينما المصرية، وهو مقتبس عن رواية لعميد الأدب العربي طه حسين. وبدءاً من هذا الفيلم راحت تنتقي أدوارها بعناية، فكان فيلم «نهر الحب» (1960) المأخوذ من رواية ليو تولستوي الشهيرة «آنا كارنينا»، وفيلم «لا تُطفىء الشمس» (1961) عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم «لا وقت للحب» (1963) عن رواية يوسف إدريس. وتأتي مرحلة السبعينات لتقدم حمامه عدداً من الأفلام التي تمس المرأة والأسرة المصرية، منها «الخيط الرفيع» لبركات 1971، و»إمبراطورية ميم» لحسين كمال 1973، «ليلة القبض على فاطمة» 1984، و»أريد حلاً» 1975 لسعيد مرزوق»، الذي انتقد بشدة قوانين الأحوال الشخصية في مصر، ما دفع الحكومة المصرية وقتها إلى تغيير هذه القوانين.

وتداول عدد من مستخدمي «فايسبوك» مقطعاً نادراً للفنانة الراحلة من حوار أجراه معها التلفزيون الفرنسي عام 1964، في بيروت، وكان فيلمها «الليلة الأخيرة» مشاركاً في مهرجان «كان». وأثناء الحوار، أشارت حمامة الى إنها مثلت في 50 فيلماً سينمائياً، وهو عدد كبير بالمقارنة بسنها الصغيرة، وأكدت أنها كانت تشارك في العام الواحد في أكثر من 15 فيلماً، لكنها اختارت لاحقاً أن تكتفي بفيلمين أو ثلاثة في العام. وأكدت خلال الحوار، أنها تعتبر نفسها جزءاً من الثورة المصرية في عام 1952، بحيث ترى مصر بعد الثورة أفضل. وتركت حمامة محل إقامتها في مصر عام 1966 لأسباب سياسية فتنقلت بين بيروت ولندن. وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين إقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها «ثروة قومية»، ومنحها وساماً فخرياً في بداية الستينات، لكنها لم تعد إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.

وبعد غيابها الأخير عن الساحة الفنية، سجلت حمامة موقفاً سياسياً برفضها حكم الإخوان المسلمين وتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي كرئيس. وفي أثناء لقائه وفداً من الفنانين المصريين، سأل السيسي وكان مرشحاً لانتخابات الرئاسة المصرية الحاضرين عن سيدة الشاشة العربية وإن كانت ضمن الوفد المشارك، فلما علم بوجودها اتجه نحو باب القاعة وصافحها فور وصولها ورافقها إلى المنصة.

3 زيجات

تزوجت فاتن حمامة من المخرج المصري عز الدين ذو الفقار، وأنجبت منه ابنتها الكبرى نادية وهو أخرج لها أفلاماً عدة، قبل أن ينفصلا لتقترن بالممثل عمر الشريف عام 1955، بعدما مثلا في فيلم «صراع في الوادي» وهو الفيلم الأول له، ولهما ابن واحد هو طارق. وبعد انفصالهما تزوجت من الطبيب محمد عبد الوهاب.

ودشن عدد من محبي الفنانة الراحلة، هاشتاغ بعنوان «فاتن حمامة» و«سيدة الشاشة العربية» للتعبير عن حزنهم لوفاتها.

ونعى عدد من مشاهير الفن والغناء والإعلام الراحلة، فكتبت نانسي عجرم: «وداعاً سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة... مشوار حافل بالتواضع والاحترام والعطاء... رحمك الله». وقال الإعلامي شريف عامر: «فاتن حمامة من هذه الفئة النادرة التي ترحل بعد أن ترهق السنوات الأجساد. لكن هؤلاء باقون روحاً وفكراً وإرثاً لنا ولمن يأتي بعدنا»، وكتب الممثل آسر ياسين: «للأسف خبر تاني محزن. رحيل سيدة الشاشة فاتن حمامة، وداعاً رائدة زمن الفن الجميل»، وقال الفنان اللبناني راغب علامة: «إنه فعلاً خبر محزن جداً الذي ورد عن وفاة الفنانة العملاقة فاتن حمامة. هذه الفنانة التي أعشقها منذ صغري. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته». وأعلن وزير الثقافة المصري جابر عصفور الحداد رسمياً لمدة يومين على مستوى قطاعات الوزارة.

جوائز وتكريمات

حصلت حمامة على جوائز وتكريمات كثيرة، منها جائزة مهرجان طهران عام 1977 عن فيلم «أفواه وأرانب»، واختيرت نجمة القرن العشرين في مهرجان الإسكندرية 2001، فضلاً عن حصولها على جائزة نجمة القرن من منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000، ووسام الأرز من لبنان عام 2001، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001، وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية -بيروت‏ عام 2013 عن عطاءاتها المميزة للسينما المصرية والعربية.

الرئاسة المصرية تنعى فاتن حمامة

القاهرة – رويترز

نعت رئاسة الجمهورية في مصر «ببالغ الحزن والأسى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة» التي وافتها المنية مساء أمس (السبت)، بعد رحلة مع التمثيل بدأت منذ الطفولة قبل نحو 75 عاماً، قدمت خلالها أكثر من 90 فيلماً سينمائياً، وعدداً من المسلسلات التلفزيونية.

وقالت الرئاسة في بيان إنها تتقدم بالعزاء لأسرتها ومحبيها من أبناء مصر والعالم العربي، إذ فقدت «مصر والعالم العربي... قامة وقيمة فنية مبدعة طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية».

واضاف البيان ان الفنانة الراحلة «التي أضفت السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب... ستظل بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية رمزاً للفن المصري الأصيل وللالتزام بآدابه وأخلاقه».

وتوفيت حمامة مساء أمس السبت إثر أزمة صحية مفاجئة، بعد تلقيها العلاج أخيرا في احد مستشفيات القاهرة.

ومن المقرر أن يشيع جثمانها بعد صلاة ظهر اليوم (الأحد) من مسجد الحصري في مدينة السادس من أكتوبر. وقال مقربون من الفنانة الراحلة إنها أوصت بعدم إقامة سرادق عزاء.

وُلدت فاتن أحمد حمامة في السابع من أيار (مايو) 1931، وبدأت رحلة التمثيل في السينما في وقت مبكر، حين اشتركت بدور قصير العام 1940 في فيلم «يوم سعيد» من بطولة المطرب محمد عبدالوهاب.

وأُتيح لها أن تعمل مع معظم مخرجي السينما ابتداءً من محمد كريم في «يوم سعيد»، ثم هنري بركات ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف، وانتهاء بخيري بشارة في «يوم مر... يوم حلو» العام 1988، وداود عبد السيد في آخر أفلامها «أرض الأحلام» العام 1993.

كما وقفت أمام معظم نجوم التمثيل والغناء في مصر، ابتداءً من يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، وانتهاء بمحمود ياسين ومحمد منير ويحيى الفخراني.

وأُطلق عليها في سبعينات القرن الماضي لقب «سيدة الشاشة العربية».

وفي استفتاء حول أفضل مئة فيلم مصري لمناسبة مئوية السينما العام 1996 حلت فاتن حمامة في المرتبة الأولى، وتضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها، متقدمة غيرها من الممثلات المصريات في القرن العشرين.

ومن بين أفلامها في تلك القائمة «ابن النيل»، و«المنزل رقم 13»، و«صراع في الوادي»، و«دعاء الكروان»، و«الحرام»، و«إمبراطورية ميم»، و«أريد حلاً». وتضمن الفيلم الاخير نقداً لاذعاً لقوانين الزواج والطلاق في مصر، وقررت الحكومة المصرية بعده إلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخُلع.

تزوجت فاتن حمامة من المخرج المصري عزالدين ذو الفقار الذي أخرج لها بعض الأعمال. وبعد طلاقهما وزواجها من الممثل عمر الشريف، أخرج لها ذو الفقار أفلاماً منها «موعد مع السعادة» وشاركتها في بطولته ابنتهما نادية عز الدين ذو الفقار و«طريق الأمل»، و«بين الأطلال»، و«نهر الحب»، وقام عمر الشريف ببطولة الفيلم الأخير.

وتزوج الشريف وفاتن في العام 1955 ولهما ابن واحد هو طارق عمر الشريف.

وقامت حمامة ببطولة عدد محدود من المسلسلات التلفزيونية ومن بينها «ضمير أبلة حكمت»، و«وجه القمر».

ونالت الممثلة الراحلة عدداً من الجوائز في مهرجانات عربية وأجنبية منها جائزة مهرجان طهران العام 1977 عن فيلم «أفواه وأرانب»، وجائزة أحسن ممثلة في مهرجان قرطاج عن فيلم «يوم مر... يوم حلو» العام 1988 كما كرمت عن مشوارها الفني في بعض المهرجانات العربية وآخرها المهرجان الدولي الأول لفيلم المرأة في المغرب العام 2004.

وكان آخر تكريم لها في عيد الفن المصري في 14 اذار (مارس) 2014 حيث كرمها الرئيس الموقت آنذاك عدلي منصور.

وظهرت حمامة في أيار (مايو) 2014 ضمن وفد لإعلاميين وفنانين مصريين ذهبوا للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي في اطار حملته للانتخابات الرئاسية. وقطع السيسي حديثه وذهب لمصافحتها وسط تصفيق الحاضرين.

الحياة اللندنية في

18.01.2015

 
 

المئات يشاركون في تشييع "قوّة مصر الناعمة"

المصدر: (أ ف ب)

شارك اكثر من الفي شخص من محبي "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة التي غيبها الموت السبت عن عمر يناهز 83 عاما، في مراسم تشييعها اليوم في القاهرة.

واقيمت مراسم تشييع الممثلة الاكثر شهرة في تاريخ السينما المصرية بعد ساعات قليلة من وفاتها في مسجد الحصري بضاحية "6 اكتوبر" (جنوب غرب القاهرة) ثم نقل جثمانها الى مدافن اسرتها في المنطقة عينها.

وحضر الجنازة العديد من الفنانين من ابرزهم الممثلان المصريان محمود ياسين وحسين فهمي والممثلة المصرية الهام شاهين.

ومن السياسيين، كان ابرز المشاركين الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى الذي اصدر بيانا نعي فيه الى "الشعب المصري والشعوب العربية رمزا من رموز مصر وقوتها الناعمة".

واضاف: "كانت فاتن حمامة سفيرة فوق العادة لمصر، وتراثها وقيمها وللمرأة المصرية، وكانت دائماً تعبر عن أجمل ما فينا، وكانت تنشر الحب والجمال حيثما ذهبت".

كما اصدر رئيس الوزراء المصري ابرهيم محلب بيانا اكد فيه انه بغياب فاتن حمامة "فقد الفن الراقي احد اعمدته الاساسية".

وفي بيان نعاها فيه، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان "فاتن حمامة سوف تظل رمزاً من رموز الفن المصري والعربي الرفيع على مدار عصوره وقيمةً عظيمةً ساهمت في تشكيل والارتقاء بالوعي العربي".

النهار اللبنانية في

18.01.2015

 
 

فاتن حمامة.. كيف رأت رؤساء مصر؟

القاهرة - أشرف عبدالحميد

مثلها مثل أي مواطنة مصرية، لم تنعزل الفنانة المصرية الراحلة فاتن حمامة عن السياسة بل كانت لها آراؤها السياسية الجريئة والمعبرة في العصور التي عاشتها من الرئيس جمال عبد الناصر وحتى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فقد مرت فاتن حمامة بتقلبات سياسية كثيرة ما بين مؤيدة للنظام خلال عهود السادات ومبارك والسيسي ومعارضة خلال حكم عبد الناصر والإخوان.

كانت مرحبة بقدوم الرئيس السيسي لتولي سدة الحكم وعبّرت عن ذلك في أكثر من لقاء وتصريح خاص لها، وهاجمت الإخوان وأكدت في أكثر من تصريح أنهم حاولوا اختطاف مصر والاعتداء على الفن والفنانين.

دافعت فاتن حمامة باستماتة عن القضية التي طالت الفنان عادل إمام والتي اتهم فيها بازدراء الأديان في عهد "الإخوان"، وهو الأمر الذي دفعها للخروج عن صمتها ومُهاجمة كل من تسول له نفسه أن يتحدث باسم الدين.

خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، غادرت فاتن حمامة مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجاً على الضغوط السياسية التي تعرضت لها، وكانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن.

وقالت في مقابلة صحافيه أجريت معها في ذلك الوقت لقد ظلم الناس واقتيدوا من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، ناهيك عن موضوع تحديد الملكية، و تعرضت إلى مضايقات وأدى هذا إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.

أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبدالناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبدالناصر بأنها "ثروة قومية" ومنحها وساماً فخرياً في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.

وعن فترة حكم عبدالناصر، قالت فاتن حمامة في تصريحات صحافيه: "فرحت بقدوم عبدالناصر وأيدته وساعدته وتصورنا أن التغيير سيكون لصالح الجميع، ولكن بعد انفصال سوريا عن مصر حدث تغير كبير في شخصية وحكم عبدالناصر، صار الحكم قاسياً وكرهت الظلم لبعض الوطنيين، عبدالناصر كان رئيساً وطنياً وأميناً لم يسرق البلد، ولكن نظامه كان قاسياً في فترات كثيرة.

وتقول: "لم أهرب من ناصر ولكن من رجاله في ذلك الوقت، فقد كان مطلوباً مني تعاوناً لا أقبله، وكنت مرعوبة، وفي نفس الوقت كنت على ثقة بأن عبدالناصر شخصياً لا يعرف ما يدور حوله في مثل هذه الأمور، مما دفعني للهروب خارج مصر، ولأن أولادي كانوا صغاراً فقد مارست دور الأم كاملاً خلال السنوات الأربع التي قضيناها بالخارج، وكانت أصعب فترة عشتها في حياتي لأن هزيمة 1967 وقعت وأنا في لندن وكنا كمصريين نعتبر بيوتنا مخبأ لنا، فما بين الحزن والشعور بالانكسار عشت كثيراً من سنوات الغربة".

وعن عودتها لمصر، قالت فاتن حمامة في تصريحات لوسائل إعلام مصرية: "قبل شهور من عودتي اتصل بي يوسف إدريس وقال لي كفاية سفر، وأكد لي أن أم كلثوم ستساندني ولن يقترب مني أحد، فقلت له وهل تملك أن تصدر قانوناً بحرية السفر والتنقل، فقد كنا في ذلك الوقت لا نستطيع السفر إلا بتصريح مسبق من السلطات، ومرت سنوات حيث توفي عبدالناصر وتصادف أنني كنت أستقل سيارة تاكسي فالتقيت بسيدة مصرية لا أعرفها وعبرت لي عن مدى افتقاد الجمهور في مصر لي، وكانت كلمات هذه السيدة سبب عودتي دون قيد أو شرط، فعدت إلى بيتي وجمعت حقائبي، وكنت في المطار بعد ساعات عائدة لمصر من العام 1971".

وخلال عهد الرئيس أنور السادات قابلت فاتن حمامة الرئيس الراحل أكثر من مرة ومن بينها إلقائها شعراً باللغة العربية الفصحى على المسرح حيث ألقت الشعر بحضور السادات، وعميد المسرح العربي يوسف وهبي، وزكي طليمات، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.

كما جمعت علاقة صداقة قوية بين فاتن حمامة والسيدة جيهان السادات، وكانتا تتبادلان المكالمات الهاتفية على فترات، كما جمعتهما عشرات المناسبات واللقاءات الخاصة والعامة التي جمعتهما سوياً خلال سنوات ابتعاد سيدة الشاشة العربية عن الأضواء.

وعن السادات قالت فاتن حمامة: "السادات كان رجلاً متفتحاً وإنساناً طيباً ولكنه ذكي جداً، كنت أحبه وأحترمه، وفى عصره تغيرت معايير السياسة والفن أيضاً، لكن ظلت مصر تعاني من كثير من مشاكلها، ومشكلتها الأكبر الزيادة السكانية، وكان فيلمي أفواه وأرانب إشارة لأزمتنا الكبرى".

أما عن علاقتها بالرئيس محمد حسني مبارك، فأكدت أنها تحبه كثيراً ووصفته بأنه طيب ولكنها كان لها رأي مؤيد لثورة 2011، وشجعت ثوار 25 يناير على الحفاظ على مكتسبات ثورتهم وذلك في الذكرى الأولى لها.

وبحسب الفنانة الراحلة ففي سنوات حكم مبارك الأولى كانت مصر تتطور وربما يكون فيلم "يوم حلو يوم مر" الذي قدمته في الثمانينيات هو الذي دفعها لمواجهة واقع مصر الذي كانت تجهله، "فحين عرضوا علي سيناريو الفيلم وقرأته قلت لخيري بشارة هذه مبالغة مصر فيها فقر لكن ليس بهذا الشكل، فاصطحبني إلى حي شبرا الذى كان موقع أحداث الفيلم، وكنت أعرف شبرا في صغري، وكان حياً جميلاً نظيفاً، فيه أغنياء وفقراء، ولكن ليس كما رأيته مع خيري، فالفقر فيه كان مخيفاً، فرأيت خمس أسر تسكن في شقة واحدة وبعد الزيارة وافقت على الفيلم، وكنت أرى أن الفقر وصل في عهد مبارك إلى حد لا يطاق".

وعن فترة حكم الرئيس محمد مرسي، قالت سيدة الشاشة العربية: "كانت فترة صعبة سببت لي توتراً وحزناً وقلقاً، لكن الحمد لله انتهت، صحيح ما زلنا نعاني من تبعات هذا الحكم من إرهاب وغيره لكني على ثقة من أننا سنتجاوز هذه المحنة كما تجاوزنا غيرها". ورغم دعوة مرسي لها لحضور اجتماعه بالفنانين لطمأنتهم على حال الفن في عهده، فلم تحضر وتحججت وقتها بأنها مصابة بـ"نزلة برد".

ثم نأتي لعهد المستشار عدلي منصور، فقالت عنه سيدة الشاشة "إنه رجل واضح وخلوق يقدر الفن والفنانين فقد استمعت لكلمته التي ألقاها وأنا في كواليس المسرح وكانت راقية تدل على رقي الرجل وكلامه عن عبدالوهاب جعلني أشعر بالسعادة الغامرة وابتسامته العريضة لي كانت تعني الكثير وكرمني الرجل بكل حب وترحاب وتقدير".

ونأتي أخيراً لعهد الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، فقد كانت الفنانة الراحلة ضمن من التقوا السيسي خلال حملته الانتخابية إلا أن وضع الفنانة الكبيرة كان مختلفاً، فقد ترك السيسي مقعده وتوجه لها ليلقي سلاماً خاصاً لها، قائلاً: "لا يمكن أن يفوتني أبداً أني أوجه كلمة شكر خاصة لك".

وحينما أصيبت منذ عدة أشهر بوعكة صحية أدخلتها مستشفى دار الفؤاد، كلف الرئيس السيسي أحد أمناء رئاسة الجمهورية بزيارتها والاطمئنان عليها.

تأييدها للسيسي كان سبباً في هجوم الإخوان عليها وفور إعلان خبر وفاتها خرجت صفحات الإخوان ومواقعهم تظهر الفرحة والشماتة في الفنانة الراحلة متناسين أن للموت حرمة.

ماتت فاتن حمامة واختفى معها وجه القمر لكن آراءها باقية وأعمالها ستظل خالدة

مصر تودع "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة

القاهرة - أحمد الريدي

في محيط مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، احتشد المئات من محبي سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، من أجل توديعها بعدما شيعت جنازتها ظهر الأحد إلى مثواها الأخير بمقابر العائلة على الطريق الصحراوي.

مشهد الزحام أمام المسجد تسبب في وصول عدد من الفنانين بصعوبة إلى حيث صلاة الجنازة، وهو ما جعل الفنان حسين فهمي يدخل في البداية إلى مصلى السيدات، قبل أن يغادره بعد دقائق متجها إلى حيث مصلى الرجال، حيث قام بتقديم واجب العزاء لابنة الراحلة.

بينما حرص عدد كبير على التواجد قبل الصلاة بوقت طويل من أجل تفادي الزحام، حيث حضر فاروق الفيشاوي، وخالد النبوي، وإلهام شاهين التي كانت تجهش بالبكاء هي ويسرا، ولم تتمكن الأخيرة من الإدلاء بأية تصريحات بسبب حالة البكاء التي كانت تسيطر عليها.

وحرصت الفنانة الكبيرة نادية لطفي على الحضور، وتواجدت في سيارتها الخاصة طوال مراسم دفن فاتن حمامة، كما حضر نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور، والفنانة التونسية هند صبري، ونيللي كريم، وميرفت أمين، ودلال عبدالعزيز، ورجاء الجداوي، ومحمود ياسين.

انهيار سور المسجد

وبعد انتهاء صلاة الجنازة التف المئات حول الجثمان من أجل إيداعه في السيارة التي ستتوجه إلى المقابر، وهو ما تسبب في انهيار جزء من سور المسجد وسقوط بعض الأشخاص الذين كانوا حول الجثمان، كما قام البعض بإلقاء الورود على النعش أثناء مروره، ورفع عدد من الحضور لافتات كتب عليها وداعا سيدة الشاشة العربية من أجل وداع فاتن حمامة.

وفي مقابر العائلة كانت باقة ورود مرسلة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في انتظار جثمان الراحلة، حيث تم إرسالها وكتب عليها "وداعا سيدة الشاشة العربية.. فخامة الرئيس محمود عباس"، وقام بإحضارها ناجي الناجي، مدير العلاقات العامة بسفارة فلسطين في القاهرة.

كما شارك في الجنازة سفير المغرب كنائب عن الملك، وحضر الفنان سمير صبري الذي لم يكن يعلم كيفية وفاة فاتن حمامة، وكان يسأل عنها بعض الحضور، كما حضر محمد هنيدي الذي لم يمكث طويلا قبل أن يغادر، كما حضر جميل راتب متحاملا على آلامه في نهاية مراسم الدفن.

وكان زوج الراحلة الدكتور محمد عبدالوهاب متواجدا خلال مراسم الدفن، ولكنه كان في حالة حزن كبيرة، بينما حضر طارق عمر الشريف وكذلك نادية ذو الفقار نجلا فاتن حمامة، وكان التساؤل الذي يسيطر على معظم الحضور يدور حول غياب عمر الشريف، الزوج السابق للفنانة الراحلة.

عندما كتب مصطفى أمين "من سرير" فاتن حمامة

القاهرة – أشرف عبد الحميد

كانت الفنانة الراحلة فاتن حمامة شديدة الحساسية تجاه النقد وتغضب بشدة عندما يكتب صحافي مقالا عنها تراه متجاوزا في حقها وفنها، وكانت تثور وتذهب للصحافي نفسه في مكتبه تستوضحه وتناقشه لتخرج من عنده وقد انتهى الحوار باعتذار رقيق وصداقة دائمة.

ورغم ذلك، كان كتاب مصر الكبار من أبرز أصدقاء الفنانة الراحلة، بل إن بعضهم كتبوا لها أفلاما خاصة بها وصنعوا أدوارا لا يؤديها سواها، على رأسهم إحسان عبدالقدوس.

وفاتن حمامة من النجمات اللاتي لم يثرن الجدل حول حياتهن، بسبب التزامها الشديد وأخلاقها العالية وأدبها الجم، لكنها تخلت عن هذا كله عندما كتب الصحافي الكبير الراحل مصطفى أمين مقالا بعنوان "أكتب إليكم من سرير فاتن حمامة"، ومقالا آخر بعنوان" لا تتزوج فاتن حمامة".

فكرة المقال الأول الذي نشر في مجلة "الجيل" في ستينيات القرن الماضي دارت حول إصابة الكاتب الكبير بآلام استدعت تدخل الأطباء لإجراء جراحة عاجلة له، واختار الأطباء غرفة له في المستشفى تصادف أنها كانت نفس الغرفة التي كانت تستضيف فاتن حمامة بعد إجرائها جراحة ناجحة.

ويقول مصطفى أمين إن ما لفت انتباهه أن سرير فاتن حمامة كان صغير الحجم، ولا يناسبه وهو المعروف بضخامة حجمه ووزنه الكبير وكتب يقول: "فاتن صغيرة الحجم، وأنا ضخم الحجم، وكان من المستحيل عليّ أن أتقلّب في السرير، فأي حركة به أجدني واقعا على الأرض، وكتبت مقالا ساخرا أصف هذا السرير تحت عنوان أكتب لكم من سرير فاتن حمامة".

ويقول أمين في مذكراته ما إن قرأت فاتن حمامة عنوان المقال حتى ثارت وغضبت، وسارعت بالذهاب إلي في مكتبي وقالت لي: "كيف تشوّه سمعتي؟ إنني حافظت على سمعتي طوال حياتي ولم يخدشها إنسان".

وحاول مصطفى أمين تهدئة فاتن وسألها مذهولا إن كانت قرأت المقال أم لا، فأجابته سريعا: "لا.. قرأت العنوان"، ليدخل أمين في وصلة ضحك تبعها بجملة تقول: "اقرئي المقال كله ثم استأنفي ثورتك".

وبالفعل ما إن قرأت فاتن مضمون المقال حتى ضحكت بشدة، واتّضح لها أنها تسرّعت بالحكم ظلما على مصطفى أمين.

وأشار مصطفى أمين في مذكراته إلى أنه بعد تعرّضه لهذه الواقعة الطريفة خرج بحكمة مهمة، وهي ألا يسمح لقلمه بكتابة مقالات عن فاتن حمامة، أو أن يكون اسمها في العنوان لأنه اكتشف أنها لا تقرأ إلا سواه.

ويروي الكاتب الكبير موقفا آخر لفاتن معه ويقول "علاقتي بفاتن بدأت بمشاجرة، فقد كتبت مقالاً في الصفحة الأخيرة من أخبار اليوم أنصح الشباب بعدم الزواج من الممثلات، وتكلمت عن المتاعب التي يقع فيها الزوج، وكيف أن أغلب زيجات الممثلات تتعرض لأزمات وتنتهي بالطلاق، وكان عنوان المقال "لا تتزوج من ممثلة" ولم يعجبني العنوان فكتبت "لا تتزوج فاتن حمامة"، وكانت فاتن غير متزوجة آنذاك.

وواصل الكاتب قوله "دخلت فاتن مكتبي في أخبار اليوم ثائرة وغاضبة، وكانت تتصور أنني أعلم أنها مقبلة على الزواج، وأن المقصود هو تخويف خطيبها، فأكدت لها أنني لست على علم بذلك، وأن ما كتبته مجرد مقال ساخر أداعب به صغار الشباب الذين كلما رأوا ممثلة تمنوا الزواج، ومن حقك أن تختاري الرجل الذي يسعدك وليس من حق الجماهير أن تفرض عليك زوجاً، وتزوجت فاتن وتحققت أمنيتي، وبدأت بيننا علاقة صداقة قوية، على حد قول الكاتب.

نادية لطفي: فاتن حمامة كانت رمزاً للذوق والحياء

القاهرة – العربية.نت

بنبرة حزن تخللها بكاء لم ينقطع على رحيل صديقة عمرها، أكدت الفنانة المصرية الكبيرة نادية لطفي أنها غير مصدقة لرحيل الفنانة فاتن حمامة، مؤكدة أنها نادمة لأنها لم تتصل بها منذ فترة.

وقالت لـ"العربية.نت" إن مصر فقدت سيدة من أروع السيدات، وفنانة من أعظم الفنانات، فنانة تستحق عن حق لقب سيدة الشاشة العربية، حيث علمت المرأة كيف ترتدي أفخم وأرقى الملابس، وكانت رمزا للشياكة والوقار والأناقة، وحفرت اسمها بحروف من نور في تاريخ مصر، وقدمت أروع الأعمال التي ستظل علامة مميزة من علامات السينما المصرية والعربية.

وقالت إن الفنانة الراحلة كانت تتمتع بموهبة نادرة ولن تتكرر، وكانت تبهرنا كل يوم بموهبتها وأدائها لأدوارها، حيث أضافت لأدوارها الكثير وجعلت من يعملون معها مبهورين بفنها الراقي السلس، فضلا عن تواضعها وعطفها ومساندتها لكل العاملين معها، مضيفة أن فاتن حمامة احترمت جمهورها كثيرا، وكانت رمزا للشموخ والكبرياء والحياء والذوق والعطاء.

وأكدت لطفي أنها اتصلت بالفنانة الكبيرة منذ فترة ولم ترد عليها مما جعلها لم تعاود الاتصال مرة أخرى على أمل أن تتصل بها الفنانة الراحلة، أما الآن وبعد وفاتها فلا أمل في اتصال آخر، معربة عن ندمها أنها لم تعاود الاتصال لتطمئن على الفنانة الراحلة.

دعاء من فاتن حمامة:

"ربنا مايورينا حكم الإخوان تاني"

لندن- كمال قبيسي

كانت الفنانة الراحلة فاتن حمامة من أكبر المعارضين لحكم الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين" ومن أكبر المؤيدين للمشير عبد الفتاح السيسي ليأتي رئيسا على مصر، إلى درجة أنها تضرعت إلى الله بدعاء مخلص منها بأن لا يعيد حكم الإخوان ثانية. كما تمنت لو كان في مصر"اتنين سيسي: واحد وزير دفاع وواحد رئيس جمهورية".

ففي ديسمبر 2013 أجرت معها صحيفة "الجمهورية" المصرية حوارا قصيرا أبدت فيه قلقها على مصر، وقالت إنها تعيسة وحزينة لما يحدث فيها ذلك العام، واعتبرت أن الصراع بين أبناء الوطن أمر صعب "ومهما كانت الاتجاهات فمصر غالية علينا جداً وأتمني أن تنتهي هذه الفترة بأقصى سرعة، لأن دي مش طبيعة شعبنا" على حد تعبيرها.

ثم أبدت رأيها في الأصوات التي كانت تنادي ذلك الوقت بأن يرشح عبد الفتاح السيسي نفسه رئيساً للجمهورية، وقالت كتعبير منها عن تأييدها لترشيحه: "في نفسي اتنين سيسي: واحد وزير للدفاع وآخر رئيس لمصر، وأنا مبهورة بطريقة تفكيره وبسياسته وجرأته (,,) بصراحة نفسي كل مصر تبقي السيسي نحن في حاجة إلى هذا القائد".

بعدها بشهرين، أي في مارس العام الماضي، عبرت في محادثة هاتفية مع الإعلامية رولا خرسا في برنامج "البلد اليوم" عن استيائها من فترة حكم "الإخوان" بحسب ما نسمعها في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" عن تلك المداخلة، وفيها قالت: "ربنا مايورينا حكم مرسي والإخوان تاني، والحمد لله على عودة مصر لأهلها".

وبعد شهرين تقريبا، كان لفاتن حمامة لقاء في مايو الماضي مع المشير عبد الفتاح السيسي وفنانين آخرين، ممن نراهم في الفيديو المعروض، وهم يستمعون إلى كلمة كان المشير يلقيها بهم، وأتى فيها على السينما المصرية قبل 50 سنة، وتذكر فاتن حمامة وأفلامها، فقطع كلمته وقام ليمضي إليها ويصافحها ويسألها عن صحتها وسط تصفيق الجميع.

العربية نت في

18.01.2015

 
 

وداعاً فاتن حمامة

القاهرة - مروة عبد الفضيل

خيّم الحزن أمس على الجمهور المصري والوسط الفني والإعلامي، بمجرد تداول خبر يقول إن: "فاتن حمامة ماتت". بدايةً عدد كبير منهم لم يصدّق الخبر، حتّى تأكد، و"سيدتي نت" كانت من أول المؤكدين للخبر، من خلال الاتصال بالفنانة المصرية سميرة عبد العزيز، الصديقة المقربة لحمامة.

شريط من الأفلام والمسلسلات مرّ من أمامنا برحيلها، فمن منا ينسى "دعاء الكروان"، و"الحرام"، و"سيدة القصر"، من منّا لم يصفّق لفيلمها "أريد حلا" الذي استطاع أن يغير قانون الأحوال الشخصية في مصر ويقر قانون الخلع، احتراماً لحرية المرأة ، وكان هذا العمل بتوقيع المخرج سعيد مرزوق.

فاتن حمامة التي رحلت عن عمر 84 عاماً، قدمت أول عمل لها قبل أن تكون قد أتمت عامها السابع، حين جسدت شخصية هامة أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلمه "يوم سعيد"، بعدما شاهد صورتها مخرج الفيلم محمد كريم، وكُتب عليها الحاصلة على جائزة أجمل طفلة، فلفتت انتباهه بخفة ظلها، فتعرف على والدها وأوكل لها الدور في الفيلم ووقع عقد احتكار معها، ومن هنا بدأت فاتن حمامة تخطو الخطوات الأولى في الفن فتخرجت من مدرسة محمد عبد الوهاب.

طفولة فاتن كانت كلها عمل في التمثيل، وحينما كبرت عام بعد الأخر كان المنتجون يتلهفون عليها، وعندما بلغت سن الـ16 رشّحها الفنان يوسف وهبي للعمل معه في فيلم "ملاك الرحمة"، حيث عرفت فاتن معنى النجومية في هذا الفيلم، وكانت بطلته مع النجم يوسف وهبي، الذي لطالما حلمت الكثير من الفنانات الأكبر سناً منها أن يقفن أمامه.

في بداية العشرينات من عمرها، بدأت فاتن تختار وترفض وتقبل الأدوار التي تناسبها، وأصبح لها شخصيتها المستقلة فنياً، لكن غير المستقلة عن والدها الذي ظل رافقها سنوات طويلة في الستوديو، أثناء تصوير أياً من أعمالها، فكان يفرض عليها بعض المحظورات والخطوط الحمراء التي منعها من الاقتراب منها، مثل أداء مشاهد ساخنة وما إلى ذلك.

ومرت الأعوام وتعرفت فاتن على المخرج عز الدين ذو الفقا، الذي وجدت فيه رجل أحلامها ليس عاطفياً بل فنياً، فوجدت إنها قد تحقق معه أحلامها الفنية نظراً لعلاقاته القوية في الوسط الفني فتزوجا لمدة ستة سنوات وأنجبا خلالها ابنتهما نادية، ولكنهما انفصلا، لتتعرف بعدها بسنوات بسيطة ومع قيامها ببطولة فيلم "صراع في الوادي"، على النجم العالمي عمر الشريف، ووقتها لم يكن بعد وجهها معروفاً، وبعد مشاهد القبلات بينهما في الفيلم، وقعا في الغرام كما قيل، ولكن الدين كان عائقاً بينهما، حيث أن عمر الشريف ينتمي إلى الديانة القبطية وكان اسمه ميشيل شلهوب، ولكنه اعتنق دين الإسلام وتزوجها سنوات طويلة، أنجبا خلالها ابنهما الوحيد طارق، ومع بزوغ نجم عمر الشريف في هوليود وتحقيقه نجاحات كبيرة، قرر أن يقيم هناك، برفقة زوجته، إلاّ أن فاتن صدمته برفضها ورغبتها في استكمال حياتها في مصر، فحدث الانفصال بسبب هذا الخلاف وتحولت العلاقة بينهما إلى صداقة.

وابتعدت فاتن حمامة لفترة طويلة عن الفن، لكن كانت تظهر بين الحين والأخر في بعض المناسبات القليلة، ومع حبها لمصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو، كانت تحضر بعض المناسبات الوطنية الخاصة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي قام بعمل لافت لم يفعله أي رئيس من قبل، إذ قام بنفسه لمصافحتها قائلاً:"خليكي مكانك أنا اللي هنزل أسلم عليكي"، وهو ما كان له أثر عظيم على فاتن التي نعتها الرئاسة المصرية في بيان جاء فيه:"تنعي رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن والأسى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التي وافتها المنية اليوم، وتتقدم لأسرتها وذويها وكافة محبيها من أبناء مصر والوطن العربي بخالص التعازي والمواساة".

وأضاف البيان: "إن مصر والعالم العربي فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية وستظل الفقيدة التي أضفت السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية، رمزاً للفن المصري الأصيل وللالتزام بآدابه وأخلاقه".

يذكر أن فاتن حمامة فارقت الحياة وهي متزوجة من طبيب الأشعة الشهير محمد عبد الوهاب، واتضح من تصريحات نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، إنها وصت عدم إقامة عزاء لها، فيما ستكون مراسم الجنازة بعد صلاة ظهر اليومِ الأحد، من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر.

فاتن حمامة توفيت في منزلها

القاهرة - مروة عبد الفضيل

كشفت تقارير صحفية أن الفنانة الراحلة فاتن حمامة الملقبة بـ"سيدة الشاشة العربية"، توفيت عصر اليوم السبت في منزلها عقب هبوط حاد في الدورة الدموية.

وكان قد تردد أن زوجها طبيب الأشعة الشهير محمد عبد الوهاب، رفض التصريح للصحافة بوفاتها.

ومن المقرر أن تعود ابنتها نادية من زوجها الأول المخرج عز الدين ذو الفقار، من لندن، للمشاركة في دفن جثمان والدتها.

التشكيك بخبر وفاة فاتن حمامة و"سيدتي نت" تؤكده

القاهرة - مروة عبد الفضيل

في الوقت الذي أطلقت فيه شائعات عديدة، تؤكد أن خبر وفاة سيدة الشاشة العربية مجرد شائعة سخيفة، بل ووصل الأمر إلى وقوع خلافات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ما بين مؤكدٍ ونافي لخبر وفاتها.

وما بين هذا وذاك اتصلت "سيدتي نت" بالفنانة سميرة عبد العزيز وهي الصديقة المقربة لفاتن حمامة، وكانت تلازمها طوال رحلة مرضها الأخيرة التي عانت منها قبل حوالي شهرين من الآن، وأكدت أن الخبر صحيح، موضحةً أنها تمنت من الله أن يكون مجرد شائعة.

رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة

بيروت – سيدتي نت

رحلت الفنانة الكبيرة فاتن حمامة الملقبة بـ"سيدة الشاشة"، مساء اليوم عن عمر يناهز  82 عاماً، بعد تعرضها لأزمة قلبية.

وأكد نجل الفنانة طارق شريف خبر الوفاة لوكالة فرانس برس.

من جهتها، أكدت الفنانة سميرة عبد العزيز الصديقة المقربة لفاتن حمامة خبر وفاتها، وقالت لـ"سيدتي نت" وهي تبكي: "إن الخبر للأسف صحيح"، وقالت إنها كانت تظن في البداية أن الخبر شائعة، موضحةً أنها اتصلت بمنزل فاتن منذ نصف ساعة، فردّ عليها السفرجي وقال أن السيدة فاتن خرجت وغير موجودة في المنزل، فيما أشارت إلى أن الاتصالات تنهال عليها كل دقيقة للتأكد من الخبر، وأكدت أنها كانت تتمنى وتدعو الله أن يكون الخبر غير صحيح ومجرد شائعة سخيفة، لكن للأسف الخبر حقيقي، على حد تعبير سميرة.

كيف تلقى النجوم العرب خبر وفاة فاتن حمامة؟

بيروت – فرح الحسنية

تفاجأ الفنانون بخبر وفاة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وعبّر كل منهم عن حزنه وأسفه على رحيلها بطريقته عبر حسابه الخاص في موقع "تويتر"، علماً أن البعض شكك بخبر وفاتها في بداية الأمر وطلب من المواقع الالكترونية توخي الدقة، ليتأكد بعدها أن الخبر صحيحاً.

فحرص عدد كبير من النجوم على نشر صورة للفنانة الراحلة وأرفقها بتعليق عبّر من خلاله عن حزنه، فتمحورت أغلب التغريدات على وداع الراحلة وطلب لها الرحمة، وأبرز من كتب التغريدات المودّعة هن الفنانات اللبنانيات، فكتبت هيفا وهبي: "وداعاً سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة"، إليسا أيضاً كتبت بالإنكليزية: وداعاً فاتن حمامة، ارقدِ بسلام"، وكذلك دينا حايك: "وداعاً فاتن حمامة"، أما نانسي عجرم فنشرت صورة لها مع الراحلة وأرفقتها بتعليق: وداعاً يا حبيبة القلب...".

والبعض الأخر نعاها وطلب لها الرحمة مثل عمر دياب الذي كتب: "إن لله وإن إليه راجعون، رحم الله الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وأسكنها فسيح جناته"، ومثله أمال ماهر التي كتبت: "البقاء الله الفنانة الكبيرة فاتن حمامة ربنا يرحمك ويدخلك فسيح جناته"، وبدوره كاظم الساهر نعى الراحلة معلقاً: ننعي باسم جمهور كاظم الساهر أسرة الفنانة الكبيرة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والتي وافتها المنية اليوم".

أما محمد حماقي وقصي الخولي أكدا على أن الفنانة ستبقى موجودة بيننا من خلال الأعمال التي قدمتها معلّقاً محمد حماقي: "وداعاً سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة .. رحلتِ عنا و لكن ستظلي باقية في قلوبنا بفنك الرائع وفي أذهاننا دائماً رمزاً للرقي أسألكم الدعاء .. اللهم ارحمها و أغفر لها"، أما قصي الخولي فكتب: "في حضورك وفي غيابك كنت وستظل سيدة الشاشة العربية رحمك الله وأسكنك فسيح جناته".

نوال الزغبي من جهتها، ودعت الراحلة واعتبرت أن زمنها لن يعود:"ورحلت سيدة الشاشة العربية.. وداعاً يا زمن لن يعود"، أما خالد النبوي فلقبها بالأسطورة وكتب: "فاتن حمامة دليل على عبقرية الفن في بلدنا..رحم الله الأسطورة فاتن حمامة".

أما خالد الصاوي فكان غاضباً من البعض الذين سبّوا الفنانة الراحلة على حد قوله: "ماقدمته السيدة فاتن حمامة لفن التمثيل العربي وللمرأة العربية يجعلها أحد أهرامنا البشرية لكنها تموت فنجد حثالة فاشلين يسبونها فلنوقفهم بأيدينا".

كارول السماحة وراغب علامة شككا بدايةً في حقيقة الخبر، حتى أن كارول بدت غاضبة وطلبت من المواقع التي نشرت خبر الوفاة توخي الدقة فكتبت: "أطال الله عمرك يا سيدة الشاشة العربية، ونطالب المواقع الاخبارية تحري الدقة قبل نشر مثل هذه الأخبار الهامة !!!"، لتتأسف بعدها أن الخبر صحيحاً وودعت الراحلة، أما راغب علامة فبدايةُ نعى فاتن حمامة وقال إنه يعشقها منذ طفولته، ولكنه نشر تغريدة ثانية بدا وكأنه غير متأكداً من صحة الخبر.

سيدتي نت في

18.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)