كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«أوسكار» الـ 87 يُكرّم سينما سجالية عن الذات والسياسة والأمن والعنصرية

«بيردمان» أفضل فيلم و«القنّاص الأميركي» يروي سيرة «بطل» هوليوودي في العراق

نديم جرجوره

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار)

   
 
 
 
 

كعادته في كل عام، يستقطب حفل توزيع جوائز «أوسكار» الهوليوودية أنظار العالم. حفل يمزج تكريم أسماء وعناوين سينمائية باستعراض بصريّ يمتد ساعات عديدة ليلة 22 شباط. «مسرح دولبي» في لوس أنجلوس يفتح أبوابه أمام نجوم صناعة السينما في هوليوود وأميركا والعالم، ليتسنى لـ «أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية» أن تمنح الفائزين في فئات مختلفة تماثيل صغيرة مذهَّبة اللون. مساء أمس الأول الأحد بتوقيت لوس أنجلوس، كانت الحفلة الـ 87 للأكاديمية، المتوِّجة «بيردمان، أو الفضيلة المُدهشة للجهل» للمكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو بـ 4 جوائز أساسية في فئات أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل تصوير لإيمانويل لوبيزكي، وأفضل سيناريو أصلي للرباعيّ إيناريتو ونيكولاس جياكوبون وألكسندر دينولاريس وآرماندو بو، الذين استوحوا الحكاية من قصة «ما الذي نتحدّث عنه عندما نتحدّث عن الحبّ» (1981) للأميركي ريموند كارفر. إنه الفيلم الأول لإيناريتو الخارج على المسار الدرامي المعروف عنه صاحب «أموريس بيرّوس» (2000) و «21 غراماً» (2003) و «بابل» (2006) و «بيوتيفل» (2010). فيلم يمزج السخرية بالمأزق الوجودي، ويفتح الباب واسعاً أمام معضلة الحياة والمتخيّل، ويُعيد رسم شيء من الملامح الحياتية الواقعية للممثل الأول فيه مايكل كيتون، أحد المرشّحين «الأقوياء» لجائزة أفضل ممثل، الذاهبة إلى إدي ردماين عن دوره في «نظرية كل شيء» لجيمس مارش.

منافسات حادّة

4 تماثيل فقط لـ «بيردمان» من أصل 9 ترشيحات. يستحقّ العمل جائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج. فوزه بجائزتي أفضل سيناريو أصلي وأفضل تصوير. إضافتان أساسيتان، لكونه يتمتّع بسيناريو متماسك وناقد وساخر ومؤلم ومؤثّر وحيوي وحسّاس، يتناول أسئلة الإبداع والفشل والخراب الذاتيّ والتوهان وسط انهيارات شتّى. أما تصويره، فجزءٌ من لعبة التعرية والفضح والنبش في أعماق الروح المحطّمة، أو النفس المنزوية في دمارها الوحشيّ، أو العقل المأخوذ بأوجاع وتحدّيات. مايكل كيتون «مبدعٌ» حقيقي في تأدية دور ريغان تومسن/ بيردمان، تماماً كبراعة إدوارد نورتون تحديداً (إلى جانب عدد آخر من الممثلين المشاركين في تقديم أحد الأفلام الجميلة للعام 2014). لا شكّ في أن «بيردمان» خشبة خلاص فعلية للممثل المنزوي في ما يُشبه العزلة والابتعاد عن المشهد السينمائي الدولي منذ أعوام عديدة. لكن عدم فوزه بالجائزة لا يُمكنه أن يُبقي أبواب الاستديوهات الهوليوودية الكبيرة مغلقة أمامه، ما يعني أن احتمال «تثبيت» عودته إلى قلب المشهد كبيرٌ.

أما «نظرية كل شيء»، المقتبس عن «رحلة إلى اللاتناهي، قصّتي مع ستيفن» لجاين وايلد هوكينغ، فمرتبط أساساً بالبراعة الأدائية للثنائي ادي ردماين في دور عالم الفيزياء الأشهر ستيفن هوكينغ، وفيليستي جونز في دور زوجته الأولى مؤلّفة الكتاب. ذلك أن البنية الدرامية ـ المبنية على سرد تاريخي لمسار هوكينغ منذ دراسته الجامعية وتعرّفه على جاين وبداية مرضه، وصولاً إلى الزمن الراهن في حياته ـ تظلّ عادية في تقديمها مراحل مختلفة لحياته اليومية، ولتطوّر أفكاره، وتفاصيل عيشه. علماً أن الفيلم برمّته مصنوع من وجهة نظر المرأة/ الزوجة/ الحبيبة الأولى، المُقدَّمة بأداء لافت للنظر لجونز.

فيلم آخر ينال 4 جوائز أيضاً: «فندق بودابست الكبير» لوس أندرسن، وإن كانت كلّها في الأطر التقنية المُكمِّلة للفئات الأخرى، أي أفضل موسيقى لألكسندر ديبلا، وأفضل ماكياج للثنائي فرنسيس هانون ومارك كوولييه، وأفضل أزياء لميلينا كانونيرو، وأفضل ديكور للثلاثي آدم ستوكهاوزن وآنا بينّوك وجوزف براندل. استعادات متكرّرة لمحطات تاريخية، عبر حكاية فتاة تقرأ كتاباً يحمل عنوان الفيلم نفسه، فإذا بها تأخذ الجميع في رحلة داخل ذوات وتشعّبات ومرويات مصنوعة بسلاسة سينمائية متضمّنة حيلاً ذكية في مقاربة التفاصيل. يليه فيلمٌ آخر يفوز بـ 3 جوائز في فئات أفضل ممثل ثانوي جي. ك. سيمّونس، وأفضل ميكساج صوت للثلاثيّ كريغ مان وبن ويلكنس وتوماس كورلاي، وأفضل مونتاج لتوم كروس: «ويبلاش» لدانيال شازيل. أندرو (مايلز تيلر) يبلغ الـ 19 من عمره، ويرغب في أن يُصبح أحد أفضل وأهم عازفي الجاز في جيله. لكن المنافسة حادة في معهد الموسيقى في مانهاتن، ما يجعله في تحدّ كبير يُساهم في صنعه الأستاذ تيرينس فلتشر (سيمّونس) الشرس والمتطلّب. في النهاية، يكتشف الأستاذ في تلميذه ما يؤدّي إلى نجاح أندرو في مساره المهنيّ بإشراف تيرينس.

أول مرّة

هي المرّة الأولى التي تنال جائزة «أوسكار» أفضل ممثلة، أو حتى أفضل ممثلة ثانية، مع أنها حاضرة في لوائح الجوائز الخاصّة بمهرجانات مختلفة، أبرزها البندقية وبرلين و «كانّ». جوليان مور، مؤدّية أحد أجمل أدوارها السينمائية في الأعوام القليلة الفائتة، تحصل على هذه الجائزة عن دورها في «تبقى أليس» لريتشارد غلاتزر وواش ويستمورلاند. دور صعب ومركّب، وإن يبدو لوهلة أنه بسيط وعادي. فأليس أم لـ 3 أولاد، وأستاذة معروفة في مجال الألسنية. كل شيء ينهار عندما تبدأ نسيان كلمات عديدة، فيكتشف الأطباء أنها في المراحل الأولى لمرض ألزهايمر. عالم متكامل يتداعى حولها، وممثلة متمكّنة من شرطها الأدائيّ في تمثيل دور امرأة تعاني أحد أقسى المآزق: الانفصال عن الواقع. ممثلة ثانية لم تنل الجائزة نفسها في حياتها المهنية أيضاً: باتريشيا آركيت. في الحفلة الـ 87 لـ «أوسكار»، تُمنح آركيت تمثالاً خاصّاً بأفضل ممثلة ثانوية، عن دورها في «بويهوود» لريتشارد لينكلايتر: إنها أوليفيا، الأم العنيفة لكن القادرة على تحمّل مسؤوليات عديدة. ذات يوم، تجد نفسها مع ولديها الصغيرين إثر تخلّي زوجها عنهما، مع أنه يُقدّم نفسه لهما كصديق أكثر من كونه أباً. حكاية إنسانية عن ذوات متصادمة، وأحلام ملتبسة، ورحلات في أمكنة وخفايا.

إذاً، بعد حصول «بيردمان» و «فندق بودابست الكبير» و «ويبلاش» على أكبر عدد من الجوائز، يخرج «القنّاص الأميركي» لكلينت إيستوود بتمثال واحد فقط: أفضل مونتاج صوت للثنائي بوب أسمان وآلن روبرت موراي. الفيلم المقتبس عن كتاب «القنّاص الأميركي: سيرة حياة القنّاص الأكثر ترهيباً في التاريخ العسكري الأميركي» لكريس كايل، المعروف بكونه «أسطورة» البحرية الأميركية في العراق. قصة حياة «بطل» أميركي يُقرّ بقتله 170 شخصاً قنصاً. فيلم إشكاليّ محتاج إلى مزيد من التأمّل في المفاصل الإنسانية والفنية والدرامية والجمالية، التي يُعتاد إيستوود صنعها بتحدّ كبير للمُشاهدين.

كما «القنّاص الأميركي»، كذلك «سيتزن فور» للورا بويترس، الفائز بـ «أوسكار» أفضل فيلم وثائقي: إنه توثيق سينمائي لاعترافات إدوراد سنودن، العميل السابق في «وكالة الاستخبارات المركزية» و «وكالة الأمن القومي» الأميركيتين، وكاشف أحد أخطر أسرار التجسّس الأميركي على حلفاء الولايات المتحدّة، والمختبئ في روسيا منذ 1 آب 2014. فيلم صداميّ وإشكاليّ، لطرحه أسئلة العلاقات والتحالفات الدولية. هناك فيلم «سيلما» لآفا دوفيرناي، الفائز بجائزة أفضل أغنية أصلية بعنوان «غلوري» للثنائي كومون وجون ليجاند: استعادة إحدى محطات التاريخ الأميركي الملطّخ بالعنصرية ضد السود، المتمثّلة بمسيرات سلمية من «سيلما» إلى «مونتغومري» في ستينيات القرن المنصرم.

أخيراً، هناك جائزة أفضل سيناريو مقتبس لغراهام مور، عن عمله في «تقليد اللعبة» لمورتن تيلدم، المأخــوذ عن كتاب بالعنــــوان نفسه يروي سيرة حياة عالم الرياضيات آلن تورينغ، وضعه أندرو هودجز. وجائزة أفضل مؤثّرات بصرية للرباعي بول ج. فرانكلين وأندرو لوكلاي وإيان هانتر الثالث وسكوت فيشر، عن عملهم المشترك في «إنترستلير» لكريستوفر نولان: فيلم خيال علميّ عن اكشتافات مستقبلية في الفضاء والأزمنة.

السفير اللبنانية في

24.02.2015

 
 

أوسكار لـ «سيتيزن فور»:

هوليوود «تسامح» سنودن

فادي الطويل

لم يأت فوز «سيتيزن فور» بأوسكار أفضل وثائقي، مفاجئاً أو غير مستحق، حتّى بالنسبة لمن لم يرق لهم طرح الشريط، وتبنّيه خطاً مناهضاً للسياسة الأميركية في التجسّس على الانترنت. حظي الفيلم منذ طرحه باستقبال نقدي معقول ومتحمّس. حتى كارهوه، ركزوا على «خطورة» ما يطرحه، من دون التطرق إلى الجوانب الفنيّة التي بدا أنّ ثمة إجماعاً على تحقيقها مستوى يؤهل للمنافسة. وتأتي الأوسكار كتتويج لعمل استقصائي كبير أنجزته المخرجة لورا بويتراس واكبت فيه أضخم عمليّة تسريب معلومات في التاريخ، أو ما عرف بفضيحة برنامج «بريسم».

لذلك لا يبدو فوزه بالأوسكار احتفاءً بالفيلم فحسب، بل بالمواجهة المعلنة بين صانعيه، والسياسة الأميركيّة في انتهاك خصوصيّات الأفراد والمؤسسات (والدول)، عبر العلاقة مع شركات كبرى تسيطر على الفضاء المعلوماتي وقطاع الاتصالات.

بطل الفيلم هو المتعاقد السابق مع «وكالة الأمن القومي الأميركيّة» إدوارد سنودن، وتسرد المخرجة لورا بويتراس قصّته منذ اتخاذه القرار بفضح أنظمة التجسّس، حين أرسل لها بريداً إلكترونياً من عنوان «سيتيزن فور» في كانون الثاني/ يناير 2013. بطل الفيلم الآخر هو الصحافي غلن غرينوالد الذي يصوّر الفيلم لقاءه الأوّل بسنودن في هونغ كونغ، في حزيران/ يونيو من العام ذاته.

تسلّمت بويتراس الجائزة على «مسرح دولبي» في مدينة لوس أنجلس، وكان بجانبها غرينوالد، وليندساي ميلز حبيبة سنودن، فيما غاب الأخير، هو اللاجئ في روسيا، بعد اتهامه «بالخيانة العظمى» في الولايات المتحدة. وذلك ما لمّح إليه مقدّم الحفلة نيل باتريك هاريس، قائلاً إنّ سنودن الغائب لـ «خيانة ما»، في لعب على الكلمات بين reason أي سبب، وtreason أيّ خيانة. وتفاوتت التعليقات على تلك النكتة عبر «تويتر» بين مَن عدّها سمجة، وتتبنّى الخطاب الرسمي ضدّ سنودن، وبين مَن عدّها سخرية مبطّنة من ذلك الخطاب. تجدر الإشارة إلى أنّ بويتراس وغيرنوالد مقيمان خارج الولايات المتحدة أيضاً، لأسباب تتعلّق بسلامتهما، إذ تقيم الأولى في ألمانيا، ويقيم الثاني في البرازيل، وقد تعرّضا لمضايقات عدّة لدى محاولة تنقّلهما بين المطارات.

قالت بويتراس لدى تسلمها الجائزة: «ما كشفه إدوارد سنودن لا يتعلّق بخصوصيتنا وحسب، وإنما بديموقراطيتنا بحد ذاتها. شكراً لإدوارد سنودن على شجاعته، وشكراً للعديد من مسربي المعلومات الآخرين». أما سنودن، فعلّق على الجائزة بتصريح قصير عبر «موقع الاتحاد الأميركي للحريات المدنية»، قال فيه: «عندما سألتني لورا بويتراس إن كان بإمكانها تصوير لقاءاتنا، كنت متردِّدًا بشكل كبير. أنا ممتن لكوني أتحت لها إقناعي. النتيجة هي فيلم شجاع ورائع، يستحقّ الشرف والاعتراف اللذين نالهما. آمل أن تكون هذه الجائزة عاملاً محفّزاً لمزيد من الناس لمشاهدة الفيلم والاستلهام من رسالته: أنّه بإمكان مواطنين عاديين، يعملون مع بعضهم البعض، أن يغيروا العالم».

تعدّ الأوسكار اعترافاً إضافياً، بأهميّة تسريبات سنودن، وتأكيداً أنّ جزءاً كبيراً من الرأي العام في بلاده، يعدّه بطلاً لا خائناً. وذلك ما ظهر من خلال الاحتفاء بالجائزة على مواقع التواصل، وفي وسائل الإعلام. أوّل المرحّبين بتغريدات متحمّسة، كان المخرج مايكل مور الحائز أوسكار أفضل وثائقي العام 2003، فكتب مغرّداً: «تهانيّ لأصدقائي الذين عملوا على إنجاز «سيتيزن فور»، ولإدوارد سنودن أقول، أنت بطل أميركي». وعلى حساب «أنونيموس» غردت المجموعة: «شكراً إدوارد سنودن». من جهته، غرّد حساب موقع «ويكيليكس» مهنّئاً بويتراس وفريقها، ومثنياً على شجاعتهم وتجاوبهم في هذه المغامرة الشجاعة. أما الـ «هاكر» المعروف ومستثمر الانترنت الألماني/ الفنلندي كيم شميتز (المعروف بـ «كيم دوت كوم») فكتب: «أنا أحب هوليوود اليوم. وأتمنى لو كان ممكناً لنا أن نكون أصدقاء». ولم تَخْلُ بعضُ التعليقات من تلميحات ذكية حول توجهات الأكاديمية، فقال أحد المغرّدين: «هوليوود كافأت فريق «سيتيزن فور»، لكن هل هذا يعني أنهم (في الأكاديميّة) لا يحبّون أوباما؟ لأنّه لا يمكنك أن تحب سنودن وأوباما في الآن ذاته».

وكتبت إيمي دافيدسون في مجلّة «ذا نيويوركر» مقالة أسهبت فيها عن أسباب استحقاق الفيلم للجائزة، فنياً وصحافياً، فيما استعادت مجلّة «ذا ايكونوميست» مقالة نشرتها سابقاً، تشير فيها إلى أنّ الفيلم بسيط، لكنّه حاد وشجاع، ومشغول بأسلوب تشويقي يتضح منذ مشهده الأول. أما قناة «آر تي» الروسية فاحتفت بالفيلم، وضربت أكثر من عصفور أميركي بحجر سنودن المقيم حالياً في موسكو.

السفير اللبنانية في

24.02.2015

 
 

جوائز أوسكار عام 2015 ذهبت إلى من يستحقها

العرب/ أمير العمري

جوائز الأوسكار هذا العام لم ترضخ للابتزاز السياسي فلم تمنح أيّة جائزة رئيسية لأيّ فيلم من تلك المشغولة بإبراز السياسي على الجمالي.

أعلنت مساء أمس الأول الأحد جوائز الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون السينما في لوس أنجليس وحملت مفاجآت كبيرة، بعد أن خرج فيلم “قناص أميركي” الذي كان يتصدر الترشيحات (رشح لتسع جوائز)، دون الحصول على أيّة جائزة من الجوائز الرئيسية، وكذلك الفيلم الضعيف شكلا ومضمونا “الصبا”.

“بويهود” (الصبا) الذي بالغ بعض هواة السينما في الإعلاء من شأنه، بسبب مطابقته للحياة الواقعية في حين أن السينما هي فن الخيال المصوّر، خرج خالي الوفاض إلاّ من جائزة أفضل ممثلة مساعدة التي ذهبت إلى باتريشيا أركيت.

ولعل حصول الفيلم البديع “بيردمان” على الجوائز الرئيسية الأربع، هو أفضل تعبير عن هذه النظرة، أي أن فوزه يعدّ انتصارا للخيال السينمائي والفن الرفيع على افتعال محاكاة الواقع.

كما أنه انتصار على فيلم عنصري سخيف يحمل رسالة القوة الأميركية الغاشمة للعالم، وهو فيلم “قناص أميركي” الذي لم يحصل سوى على جائزة فرعية صغيرة محدودة القيمة، هي جائزة مونتاج الصوت تقاسمها التقنيون الذين أدّوا العمل.

وكما توقعنا فازت جوليان مور بجائزة أحسن ممثلة، حيث لم تكن هناك بالفعل منافسة لها يمكنها الصمود أمام أدائها الكبير في فيلم “لا زلت أليس” ، فهي تتفوّق على المنافسات الأربع بمراحل.

وحصل الممثل البريطاني إيدي ريدمين على جائزة أحسن ممثل عن دور عالم الرياضيات المعاق في فيلم “نظرية كل شيء” البديع، وسط منافسة شرسة كان من الصعب التنبؤ بمن سيكون الفائز فيها، فأمامه كان بنديكيت كامبرباتش العظيم في “لعبة المحاكاة”، الفيلم الذي استحق أيضا عن جدارة جائزة أفضل سيناريو عن أصل أدبي.

فيلم آخر ضعيف المستوى لم يحصل سوى على عدد من الجوائز الفرعية الصغيرة، هو “فندق بودابست الكبير”، الذي لم يكن من الصواب أن يرشح أصلا لجائزة أحسن فيلم، وغيرها من الجوائز الرئيسية.

كما سقط من قائمة الجوائز تماما فيلم آخر هو “سيلما”، وهو عمل ضعيف المستوى، تقليدي حدّ الملل، كان قد رشح فقط في موازاة مع فيلم “قناص أميركي” لتحقيق التوازن، وحتى لا تتهم الأكاديمية بالعنصرية.

كذلك خرج الفيلم الضعيف “تمبكتو” من المنافسة على جائزة أحسن فيلم أجنبي، التي حصل عليها عن استحقاق الفيلم البولندي البديع “إيدا”.

والطريف أن الكثيرين يعتبرون “تمبكتو” فيلما عربيا، في حين أن فرنسا منحته عددا من جوائزها الرسمية، باعتباره فيلما فرنسيا خالصا عن التطرف الإسلامي، أي لأسباب سياسية.

ولعل أفضل ما في جوائز الأوسكار هذا العام، أنها لم ترضخ للابتزاز السياسي، فلم تمنح أيّة جائزة رئيسية لأيّ فيلم من تلك المشغولة بإبراز السياسي على الجمالي.

وأفضل احتفال بتكريم الجمالي ورفض السياسي يتمثل في فوز “بيردمان” بالجوائز الرئيسية التي فاز بها.

وهذه قائمة الأفلام الفائزة بالجوائز المهمة:

أحسن فيلم: “بيردمان” (الرجل الطائر)، كما حاز على أحسن إخراج وأحسن سيناريو أصلي التي ذهبت إلى مخرجه أليخاندرو غونزاليس، وفاز بأوسكار أحسن تصوير إيمانويل لوبيزكي.

وذهبت جائزة أحسن سيناريو عن أصل أدبي لفيلم “لعبة المحاكاة”، وجائزة أحسن ممثل لإيدي ريدمين عن “نظرية كل شيء”، وأحسن ممثلة لجوليان مور عن “لا زلت أليس”، وأحسن ممثل ثانوي لج.ك. سيمنز عن “ويبلاش”، وأحسن ممثلة ثانوية لباتريشيا أركيت عن “الصبا”. وتحصل توم كروس على أوسكار أحسن مونتاج عن “ويبلاش”، ونال “بين النجوم” أوسكار أحسن مؤثرات بصرية.

وفاز “فندق بودابست الكبير” بأحسن مزج صوت وأحسن ماكياج وأحسن تصميم ملابس وأحسن موسيقى أصلية وأحسن تصميم مناظر، فيما ذهب أوسكار أحسن مونتاج صوت لـ”قناص أميركي”. وذهبت جائزة أحسن فيلم أجنبي لـ”إيدا” وأحسن فيلم وثائقي طويل لـ”المواطن 4” ، وأحسن فيلم وثائقي قصير لـ”خط ساخن للأزمات”، وأخيرا أحسن فيلم تحريك طويل لفيلم “البطل الكبير 6” .

'سبات الشتاء' تحفة كان السينمائية خارج حسابات الأوسكار

العرب/ أيهم سليمان

المخرج نوري بيلج جيلان يعالج من خلال فيلمه'سبات الشتاء واقع شخصيات اختارها من مسرح تشيخوف وأعاد زراعتها وأقلمتها في بيئة تركية محلية.

غاب الفيلم التركي “سبات الشتاء” الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان الأخير، عن قائمة ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لهذا العام، وسط ذهول معظم المراقبين والمتابعين لجديد السينما العالمية، خصوصا أن فيلم المخرج نوري بيلج جيلان، صنف من قبل لجنة تحكيم مهرجان كان على أنه “تحفة سينمائية”.

هذا الاحتفاء ليس مفاجئا، فمنذ افتتاح الفيلم في المهرجان، كانت جميع التوقعات في صالحه لنيل السعفة الذهبية.

من قرية جبلية باردة تبدأ الحكاية التركية في فيلم “سبات الشتاء”، فرغم استنادها إلى نص أجنبي، إلاّ أن جيلان صاغ أجواء تركية بامتياز، مستندا إلى التقاطعات الإنسانية المضمنة في القصة، موظفا إياها في بناء فلسفي ظاهر في حوارات الشخصيات، وأسئلة كبرى تصدر عنها، تتعدّى الذاتي والشخصي، لتلامس مفاهيم عامة.

أسئلة مفتوحة بلا إجابات، تدخل المتفرج في الورطة، هذا ما سعى إليه الفيلم من خلال مشاهد طويلة ممسرحة، بنفس واحد، كانت أشبه بجلسات استماع في محكمة، أُعطي فيها الجميع فرصا متساوية للدفاع عن أنفسهم، فكان جيلان منصفا بحق شخصياته، ومجحفا بحق المشاهد الذي أشركه في دوامة الحيرة.

تأخذ المشاهد شكل سجالات متوترة، وردود أفعال متباينة لا يمكن التنبؤ بها، رغم وضوح سياقها، ثم تتحول في لحظة أخرى إلى مناسبات للبوح، تكشف فلسفة كل من هذه الشخصيات وفردانيتها.

المخرج ينصف في الفيلم شخصياته، في حين كان مجحفا بحق المشاهد الذي أشركه في دوامة الحيرة

هذه الكيانات المتقابلة على مسرح القرية الصغيرة، لا تقدم رواية كلاسيكية بسيطة، تبدأ وتنتهي دون أثر، إنما تفتح الباب لروايات جديدة لا متناهية، ضمن منظومة السبات الطويل الذي يعيشه الكون.

الفيلم توأمة أبدعها جيلان بين الثقافتين التركية والروسية، إن كان من خلال السيناريو الذي كتبه بمشاركة زوجته إيبرو جيلان، اقتباسا عن نص تشيخوف “الزوجة”، أو الخيار البصري الذي سلكه ومدير تصويره غوكان ترياكي، مقاربا أسلوب أسطورة السينما الروسية المخرج أندريه تاركوفسكي الذي أولى للقيم الجمالية في أعماله عناية كبيرة.

وهو ما ينتهجه جيلان في أفلامه، وهو المصور الفوتوغرافي الذي يحرّك صورته ليخرج منها الدراما، معتمدا على الإضاءة الطبيعية، والأفق اللامحدود كخلفية لمشاهده، ساعده في هذا خياره المميز لموقع التصوير (كبادوكيا فيالأناضول)، ففي أية لحظة تستقر فيها الكاميرا، نجد أمامنا صورة فوتوغرافية جديدة من صور جيلان.

الفيلم توأمة أبدعها نوري جيلان بين الثقافتين التركية والروسية، من خلال السيناريو المقتبس عن نص «الزوجة» لتشيخوف

لا تتوقف الخيارات المميزة لجيلان هنا، حيث وُفّق أيضا في اختيار الممثلين، باعتبارهم المرتكز الأول للسينما الواقعية، فنجح كل من خلوق بيلجينر وميليسا سوزان في تجسيد العلاقة المنتهية الصلاحية، بين الزوجين اللذين يفصل بينهما الفارق الكبير في السن، والاختلاف العميق حول مفاهيم الحياة.

كذلك أبدعت ديميت آكاباغ، الأخت المطلقة المستسلمة لسباتها. حتى على مستوى الشخصيات الفرعية يدخلنا الممثلون في حالة الإيهام، بأدائهم العفوي، وفهمهم العميق لما يقوله الفيلم، وأبرز معالم هذا التألق، هو الظهور الشرفي لكل من النجمين نيجات إيشلر ومحمد علي نور أوغلو، ومشهد الذروة لنادر صاري باجاك.

الفيلم هو الاقتباس الثاني للمخرج من قصص الروسي أنطون تيشخوف بعد فيلم “حدث ذات مرة في الأناضول”، والذي حصل أيضا على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في كان 2011، وقبله أفلام “ثلاثة قرود” و”مناخات” و”بعيد”، التي لم يغب فيها نوري عن منصات التتويج بالمهرجان، ما يبرهن انسجاما يبلغ حدّ التطابق، بين إنتاجات نوري والذهنية التي تحكم تقييمات المهرجان.

العرب اللندنية في

24.02.2015

 
 

في حفل شهد انتقادات سياسية واجتماعية

“بيردمان” الأفضل في “الأوسكار” ومور وريدماين أحسن ممثلة وممثل

حلّق فيلم "بيردمان" الكوميدي في الحفل السابع والثمانين لتوزيع جوائز الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) مساء أمس الأول في هوليوود حاصداً 4 جوائز بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج . وشكّل الفيلم الذي يتناول قصة نجم سابق في أفلام أبطال خارقين يحاول إنعاش شهرته في المسرح، انتصاراً كبيراً للمخرج المكسيكي اليخندرو غونزاليس انياريتو الذي فاز شخصياً بثلاث جوائز أوسكار . وكان الفيلم مرشحاً في 9 فئات .

وحصد فيلم "ذي غراند بودابست هوتيل" 4 جوائز أيضاً أكثرها في الفئات الفنية في حين حقق فيلم "ويبلاش" 3 جوائز بينها أفضل ممثل في دور ثانوي للممثل المخضرم جاي كاي سيمنز .

أما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب البريطاني إيدي ريدماين عن تأديته شخصية عالم الفيزياء الفلكية المشلول ستيفن هوكينغ في فيلم "نظرية كل شيء"، الذي افتتح الدورة الماضية من مهرجان دبي السينمائي .

وأشاد الممثل بشجاعة المصابين بمرض "شاكرو" مثل العالم البريطاني الشهير .

في المقابل فازت جوليان مور بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها أستاذة جامعية مصابة ببدايات مرض الزهايمر في فيلم "ستيل آليس" .

وقالت لدى تسلمها الجائزة على مسرح "دولبي ثياتر" في هوليوود، "أنا سعيدة لأننا تمكنا من تسليط الضوء على مرض الزهايمر . فالكثير من المرضى يشعرون بالعزلة والتهميش" .

وأهدى اليخندرو انياريتو الذي حقق للمكسيك جائزة أفضل مخرج للسنة الثانية على التوالي بعد الفونسو كوارون العام الماضي عن "غرافيتي"، الأوسكار إلى مواطنيه . وتحدث عن المهاجرين المكسيكيين إلى الولايات المتحدة قائلاً "أتمنى أن يعاملوا بالكرامة والاحترام اللذين حظي بهما الذين أتوا قبلهم وشاركوا في بناء أمة المهاجرين هذه" .

أما فيلم "بويهود" الفريد من نوعه والذي صور على مدى 12 عاماً والذي كان يعتبر من الأوفر حظاً في الحفل، فقد فاز بجائزة واحدة فقط بينما كان مرشحا في 6 فئات، حيث نالت باتريسيا آركيت جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي .

واختير "بيغ هيرو 6" من إنتاج استديوهات ديزني أفضل فيلم رسوم متحركة . ونال جائزة أفضل فيلم أجنبي الفيلم البولندي "ايدا" .

أما جائزة أفضل فيلم وثائقي فكانت من نصيب "سيتيزنفور" حول المستشار السابق للاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن الذي سرب وثائق رسمية كشفت حجم برنامج المراقبة والتنصت الأمريكي . وسنودن ملاحق في الولايات المتحدة وهو لاجئ في روسيا .

وأطلق مقدم الحفل نيل باتريك هاريس العرض الذي استمر 3 ساعات ونصف الساعة بأغنية واستعراض حول أوساط صناعة الأفلام تضمنت نكتة عن غياب ممثلين سود في الترشيحات .

وتخلل الحفل انتقادات ومواقف سياسية واجتماعية بدأتها باتريسيا اركيت عندما دعت إلى المساواة في الأجر بين النساء والرجال بقولها "ناضلنا من أجل مساواة في الحقوق للجميع . وحان الوقت لنحصل على مساواة في الأجر بشكل نهائي للنساء في الولايات المتحدة" .

وقد وقف الحضور مطولاً مصفقاً لفيلم "سيلما" حول رمز النضال من أجل الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كينغ .

والفيلم الذي كان مرشحاً للفوز بجائزة أفضل فيلم لم يحصل على ترشيح في فئتي أفضل ممثل وأفضل مخرجة لافا دوفيرناي . وفاز الفيلم بجائزة أفضل أغنية أصلية عن "غلوري"، وقد وقف الحضور مصفقاً بعدما أدى جون ليجند وكومون الأغنية على المسرح .

وقال جوند ليجند عند تسلمه الجائزة إن "الحقوق التي ناضل من اجلها قبل 50 عاماً" أبطال فيلم "سيلما"، "مهددة اليوم" .

وأضاف "نعيش في بلد فيه أكبر عدد من السجناء في العالم، فعدد الرجال السود وراء القضبان اليوم أكبر من عدد العبيد في العام 1850" .

وشاركت كوكبة من النجوم في تقديم الحفل من بينهم بن افليك وسكارليت جوهانسون ونيكول كيدمان وايدي مورفي وليام نيسن وغوينث بالترو وميريل ستريب وأوبرا وينفري .

وادت ليدي غاغا مزيجاً من أغاني "ساوند اوف ميوزيك" بمناسبة مرور 50 عاماً على هذا الفيلم الكلاسيكي، قبل أن ترحب ببطلة الفيلم جولي اندروز على المسرح .

حلم يتحقق بعد 5 ترشيحات

تقر جوليان مور بأن كل ما حققته في حياتها لم يأت مبكراً، فقد شاركت في أكثر من 60 فيلماً، وتحقق حلمها في حصد جائزة أوسكار أفضل ممثلة بعد 5 ترشيحات سابقة .

فالممثلة الصهباء معروفة بطاقتها الكبيرة على العمل، انتظرت حتى سن الرابعة والخمسين للحصول على أعرق جائزة في السينما الأمريكية، بفضل تأديتها المتقنة لأستاذة جامعية مصابة ببدايات مرض الزهايمر في فيلم "ستيل آليس" . ولدت مور في كارولينا الشمالية (جنوب شرق الولايات المتحدة) واسمها الأصلي جولي آن سميث، وقد أمضت طفولتها متنقلة (23 مرة) مع والدتها العاملة في المجال الاجتماعي، بحسب تشكيلات والدها العسكري .

وروت تقول "في المدرسة يوجد دائماً طفل قصير القامة، وآخر يضع نظارات، وثالث لا يبرع في الرياضة، أنا كنت أجمع الثلاثة معاً" .

وفي حين كان والدها يريدها أن تصبح طبيبة أو محامية، اختارت دراسة التمثيل في جامعة بوسطن .

وكانت بداياتها تلفزيونية ومن ثم في أفلام ثانوية في التسعينات، ومن ثم مثلت في "بيني آند جون" إلى جانب جوني ديب (1993) . وبرزت خصوصاً في فيلم "شورت كاتس"، وهو سلسلة من البورتريهات حول الحياة في ضاحية لوس أنجلوس من إخراج روبرت التمان .

ومثلت مع كبار المخرجين من أمثال ستيفن سبيلبرغ (جوراسيك بارك)، والشقيقان كوين (ذي بيغ ليبوفسكي) .

وحازت أول دور كبير لها في سن الخامسة والثلاثين في "سايف" (1995) من إخراج تود هاينز الذي شاركت معه في فيلمين آخرين أيضاً .

ومع بداية الألفية الثانية راحت تتنقل بين أنواع مختلفة من الأفلام لاقت نجاحاً مثل "ذي آورز" و"ايه سينغل مان" وأخرى أقل نجاحاً مثل "هنيبعل" .

ومع بلوغها الخمسين وبينما تهمل الكثير من نجمات هوليوود في هذه السن، بدأ نجم مور يلمع أكثر فأكثر مع مشاركات تلفزيونية مميزة (ثيرتي روك)، وفي دور السياسية المحافظة ساره بايلن (غايم تشينج)، وفي أدوار كوميدية ناجحة ("كريزي ستوبيد لاف" و"ذي كيدز آر آل رايت") ومتأرجحة بين أفلام المؤلف والإنتاجات الكبيرة (هانغر غايمز) .

بطل "نظرية كل شيء" يحقق الثلاثية

حقق الممثل البريطاني إيدي ريدماين (33 عاماً) ثلاثية، بفوزه بجائزة أوسكار أفضل ممثل، بعد نيله المكافأة نفسها في حفل غولدن غلوب وبافتا عن دوره في فيلم "نظرية كل شيء" الذي يؤدي فيه شخصية عالم الفيزياء الفلكية المشلول ستيفن هوكينغ .

ولم يكتف الممثل الشاب بهذا القدر، بل أضاف إليها جائزة أفضل ممثل التي تمنحها نقابة ممثلي السينما والتلفزيون (ساغ) .

ويتناول الفيلم الأول قصة الحب التي جمعت بين ستيفن هوكينغ وزوجته الأولى جاين هوكينغ والتي أمضى معها ثلاثين عاماً أنجبا خلالها ثلاثة أطفال .

والفيلم مقتبس عن السيرة الذاتية التي وضعتها جاين هوكينغ (تؤدي دورها فيليسيتي جونز في الفيلم)، وهو ينطلق خلال سنوات الدراسة قبل أن يحل تشخيص اصابة الطالب بمرض (شاركو) في سن الحادية والعشرين . ويتابع الفيلم حياة الزوجين مع تدهور وضع هوكينغ الجسدي جراء هذا المرض المتلف للأعصاب ونجاحه الباهر كعالم .

وفي لندن أهدى إيدي ريدماين جائزة بافتا إلى "ثلاث عائلات" هي عائلته الخاصة وعائلته المهنية وعائلة هوكينغ "الرائعة" التي حيا فيها "سخاءها" و"لطفها" و"إرادتها المميزة على عيش حياة كاملة وشغوفة" .

وبمساعدة أحد طلاب هوكينغ السابقين، غاص الممثل المولود في السادس من يناير/ كانون الثاني ،1982 في لندن في القراءات العلمية وعمل أيضاً بموازاة ذلك مع راقص ليتمكن من الصمود لساعات عدة في وضعيات غير مريحة .

الممثل الذي درس في مدرسة ايتون العريقة إلى جانب الأمير وليام الثاني في ترتيب خلافة العرش الإنجليزي، تابع دروساً في التمثيل في سن مبكرة بتشجيع من والديه، وهو نجل رجل أعمال ورئيسة شركة والوحيد من بين أولادهما الخمسة الذي امتهن التمثيل . وقبل أن يكرس نفسه لشغفه، درس تاريخ الفن في كلية ترينتي كوليدج في كامبريدج .

وتعود أول مشاركة مسرحية له إلى عام 1994 مع مسرحية "أوليفر" لسام منديس . وأدى بعدها الكثير من الأدوار مع فرقة "ناشيونال يوث ميوزيك ثياتر" .

كانت بداياته على الشاشة الصغيرة مع مسلسلات بريطانية .

الترشيحات "الأكثر بياضاً"

بدأ الممثل نيل باتريك هاريس، الذي قدم الحفل أمس الأول بتوبيخ الأكاديمية على ترشيحاتها.

وقال هاريس مازحاً "الليلة نكرم أفضل العاملين في هوليوود وأكثرهم بياضاً"، ثم قال "آسف أقصد ألمعهم" .

وكانت هذه تبدو دعابة نوعاً ما، ولكن على مدار حفلات الأوسكار التي بدأت منذ 87 عاماً، وفوز أكثر من 2900 مرشح، فإن 31 فناناً فقط من أصحاب البشرة السوداء هم من تمكنوا من الفوز بالأوسكار .

وهذا العام، لم تشمل قائمة الترشيحات أي مرشح من أقلية عرقية . كما أن جميع المرشحين لجائزة أوسكار أفضل مخرج كانوا رجالاً . ووصف النقاد أوسكار هذا العام بأنه "الأكثر بياضاً" منذ أعوام، كما دعوا المواطنين لمقاطعة الأوسكار للمطالبة بمزيد من التنوع في هوليوود .

يذكر أن المخرج الأمريكي من أصل إفريقي ستيف ماكوين فاز العام الماضي بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم "12 عاماً في العبودية"، الذي فاز بثلاث جوائز شملت أيضاً أفضل فيلم وأفضل ممثلة مساعدة للممثلة لوبيتا نيونج . ولكن الانتقادات اندلعت هذا العام عقب عدم ترشيح نجم فيلم "سيلما" ديفيد أويلو ومخرجته إيفا دوفيرناي لأى جوائز، ولكن تم ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم .

وتساءلت دوفيرناني في حوار مع برنامج "ديموكرسي ناو" عن سبب ترشيح الأفلام التي يصنعها أصحاب البشرة البيضاء والتي تدور حولهم الأوسكار دون غيرهم .

ليدي غاغا تثير موجة سخرية

أثار القفازان الحمراوان اللذان وضعتهما المغنية الأمريكية ليدي غاغا في حفل توزيع جوائز "اوسكار" سريعاً موجة من السخرية على الشبكة العنكبوتية .

ولم يتوان موقع "هوليوود ريبورتر" الشهير عن نشر صورة مكبرة للقفازين اللذين وضعتهما الفنانة الأمريكية مع فستان أبيض من تصميم عز الدين علية، معلقاً عليها "ننظر عن كثب إلى قفازي غسل الأطباق" .

وهو أضاف: "يمكننا استخدامهما عند غسل صحوننا" .

ونشرت عدة صور أخرى على الانترنت تسخر من هذا الإكسسوار، مثل واحدة تظهر فيها ليدي غاغا وهي تنظف الصحون وتقف أمام كومة من الصحون .

هدايا بـ 168 ألف دولار

عاد 20 ممثلاً وممثلة ومخرجاً لم يفوزوا بأي جائزة من الحفل إلى منازلهم حاملين مجموعة هدايا من تقديم مجموعة "ديستينكتيف أسيتس" الأمريكية قيمة كل منها 168 ألف دولار . وكتبت مجلة "فانيتي فير" على موقعها الإلكتروني أن "الهدايا المقدمة هذه السنة هي أغلى مجموعة هدايا توزع" في حفل "أوسكار" .

وتتضمن هذه المجموعة التي تتراوح أسعار كل من محتوياتها بين 5 آلاف و25 ألف دولار، بطاقة لاستئجار السيارات مدتها سنة وتذكرة سفر بقطار فاخر إلى الجزء الكندي من جبال روكي، وقسيمة شراء أثاث بقيمة 25 ألف دولار، فضلا عن قسيمة بقيمة اربعة آلاف دولار لإجراء عملية شفط دهون .

نجوم على السجادة الحمراء

توافد عدد من كبار نجوم هوليوود على السجادة الحمراء مساء أمس الأول في طريقهم لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار .

وكان من بين أوائل الوافدين على السجادة الحمراء باتريشيا أركيت وماريون كوتيار وكومون وإيثان هوك وفيليسيتي جونز وكيرا نايتلي وريتشارد ينكليتر علاوة على مقدم الحفل لهذا العام نيل باتريك هاريس .

الفساتين المطرزة موضة

في ليلة مطيرة على غير المعتاد في هوليوود تحولت الفساتين المطرزة إلى موضة وتلألأ الخرز المطرز والحلي والمجوهرات مع وصول نجمات صناعة السينما إلى السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز (الأوسكار) .

وارتدت كل من الممثلة جوليان مور وفيليستي جونز وروزاموند بايك وغيرهن كثر أثوابا مطرزة تلمع وتبرق في الليلة الكبيرة لصناعة السينما الأمريكية .

ومن بداية الحفل تسيد على السجادة اللونان الفضي والأحمر .

وارتدت جونز التي رشحت لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (ذا ثيري اوف ايفريثينج) ثوباً رمادياً يشبه فساتين القصص الخيالية من تصميم ألكسندر مكوين بصدر مطرز بالخرز واللؤلؤ . وقالت جونز انها اختارت هذا الثوب لأنه صمم ليبرز "القوة والأنوثة" في آن واحد .

اما روزاموند بايك التي رشحت لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (جان جيرل) فقد ارتدت ثوبا أحمر مطرزاً يعطي احساس أوراق الورود الحمراء المتداخلة . أما مور فقد ارتدت ثوباً مطرزاً براقاً من تصميم شانيل يبدأ باللون الرمادي لتتداخل في ذيله حبات من الخرز الأسود، بينما ارتدت ناعومي واتس وهي من أبطال فيلم (بيردمان) الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم وهي أرفع جائزة أوسكار ثوباً من تصميم أرماني مطرزا بالكامل بالخرز الفضي والأسود .

الخليج الإماراتية في

24.02.2015

 
 

حفل الأوسكار يحقق أدنى معدل مشاهدة منذ ست سنوات

سجل حفل توزيع جوائز الأوسكار، الذي أذيع على التليفزيون الأمريكي، أقل معدل مشاهدة منذ ست سنوات وتحديدا منذ عام 2009، إذ لم يتجاوز عدد المشاهدين 36.6 مليون مشاهد.

ووفقا لبيانات نشرها موقع فاريتي فإن عدد المشاهدين تراجع العام الحالي بنسبة 16 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

ومع هذا كتب الصحفي الأمريكي مارك هاريس على تويتر، أن نسبة مشاهدة الحفل "مستقرة بشكل أساسي"، وغرد "توقعات أعداد مشاهدي الأوسكار تتراوح بين 36 و46 مليون مشاهد خلال 30 عاما."

وكان الاستعراض الذي قدمه نيل باتريك هاريس للمرة الأولى فاترا، بينما ألقى آخرون باللائمة على عدم ترشيح أفلام تتمتع بالجماهيرية للفوز بالجوائز.

وبلغ عدد المشاهدين العام الماضي 43.7 مليون مشاهد، وقدمته النجمة ألين ديجينيريس.

ونجحت ديجينيريس في أن تجعل من الحفل الماضي الأعلى خلال 10 سنوات، وحققت انجازا يصعب تحقيقه.

وكان المنتقدون غير معجبين بأداء هاريس خلال ثلاث ساعات ونصف التي استغرقها الحفل، ورؤيته يتجرد من ملابسه ويظهر بالملابس الداخلية، في إشارة إلى مشهد الملابس الداخلية للنجم مايكل كيتون في فيلم بيرد مان Birdman، وهو الشيء الذي وصفته صحيفة لوس أنجليس تايمز بأنه "محرج."

وحصل هاريس من قبل على أربع جوائز برايم تايم ايمي.

من ناحية أخرى علقت الواشنطن بوست على الحفل " كان لا بد أن يحدث في نهاية المطاف. نيل باتريك هاريس، الرجل الذي يمكن أن يستضيف أي شيء، تعثر في النهاية."

مخيب للآمال

لم يلق الجميع باللائمة على هاريس في ضعف الإقبال على متابعة الحفل هذا العام، فالبعض يشير إلى أن التوقعات الخاصة بالجوائز ربما كانت السبب وراء ضعف المشاهدة عبر التليفزيون.

وذهبت العديد من جوائز هذا العام إلى نجوم مفضلين لدى الجمهور، ومنهم ايدي ريدماين وجوليان مور واللذان حصلا على جوائز التمثيل الرئيسية هذا العام.

واقتنص فيلم بيردمان جائزة أفضل تصوير سينمائي، وأفضل مخرج للمكسيكي أليخاندرو جونزاليس.

وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز، أن الفجوة بين الأفلام ذات الشعبية في الولايات المتحدة وبين تلك التي فازت بجائزة الأوسكار تشرح أيضا تراجع التصنيف، وقالت عن الجوائز "شيء مخيب لللآمال منفصل عن مشاهدي الأفلام."

ولم يحصل فيلم "قناص أمريكي"، الذي حقق إيرادات قياسية في شباك السينما الأمريكي سوى على جائزة أفضل توليف صوتي، كما خالف فيلم "ايمتاشن جيم" The Imitation Game التوقعات ولم يفز سوى بجائزة أوسكار واحدة، ربما أنه حقق ثاني أفضل إيرادات في أمريكا.

وبعد فوز فيلم بيردمان بجائزة أفضل تصوير، أعلنت شركة فوكس سيرش لايت عن مضاعفة دور العرض التي يعرض فيها الفيلم إلى أكثر من 1000 دار عرض.

الـ BBC العربية في

24.02.2015

 
 

تراجع قياسي للاهتمام بحفل توزيع جوائز الأوسكار

المصدر دويتشه فيله

ش.ع/ع.ج.م (د.ب.أ)

كشفت شبكة إي.بي.اس الأمريكية أنها سجلت هذا العام أدنى معدل نمشاهدة لحفل توزيع جوائز الأوسكار منذ سبعة أعوام، حيث لم تتجاوز نسبة المشاهدة 10,8 بالمائة. فما السبب في ذلك يا ترى؟

يبدو أن الممثل نيل باتريك هاريس لم يستطع اجتذاب المشاهدين لحفل جوائز أكاديمية العلوم والفنون السينمائية "أوسكار"، حيث سجلت شبكة ايه.بي.سي الأمريكية أدنى معدلات مشاهدة للأوسكار منذ سبعة أعوام. وسجل الحفل، الذي جرت مراسمه أمس الاول الأحد في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأمريكية وشهد فوز فيلم بيردمان بجائزة أفضل فيلم، نسبة مشاهدة بلغت 8ر10 بالمائة بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاما . وذكرت صحيفة " ديلي ميل " البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (24 فبراير/شباط) أن حفل أوسكار 2015 سجل تراجعا بنسبة 18 بالمائة مقارنة بحفل أوسكار 2014 الذي قدمته الإعلامية ألين ديجينرس.

من جهتها، أوضحت شركة "نيلسن" الأمريكية للتصنيف وقياس المعلومات المهمة في تقديراتها الأولية تراجع نسب مشاهدة الدورة السابعة والثمانين لحفل الأوسكار لهذا العام، مشيرة إلى أن الحفل حظى بـ6ر36 مليون مشاهدة، متراجعا بنسبة 16 بالمئة عن العام الماضي. وقد تعرض حفل أوسكار هذا العام لانتقادات لكونه لم يكن مرحا. وقالت الصحيفة إن مشكلة أخرى ربما تكون السبب وراء تراجع معدل مشاهدة الأوسكار وهي أن الأفلام المرشحة للجوائز لم تحظ بشعبية كبيرة.

من ناحية أخرى، أظهرت إحصاءات وسائل التواصل الاجتماعي تراجعا أكبر بكثير، حيث تراجع عدد تغريدات العام الحالي ليصل إلى 60 بالمائة بالكاد من تغريدات العام الماضي. وقد بلغ حجم تغريدات العام الماضي 2ر11 مليون تغريدة، فيما بلغت تغريدات العام الحالي 9ر5 مليون تغريدة فقط. ورغم أن فيلم "أمريكان سنايبر " حقق أكثر من 300 مليون دولار في شباك التذاكر، إلا أن أفلاما أخرى مرشحة مثل سيلما وبوى هود لم تحقق نجاحا في شباك التذاكر . وقد حقق فيلم بيردمان 37 مليون دولار فقط في شباك التذاكر. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحفل شهد حضور عدد من أشهر النجوم ومنهم جينفر نستون وجينفر لوبيز وماثيو ماكونهي وبن أفليك. وقد تمكن الممثل إيدي ريدماين من الفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل رئيسي عن دوره في فيلم " ذا ثيوري أوف إيفري ثينج "، كما حصلت جوليان مور على جائزة أفضل ممثلة رئيسية عن دورها في فيلم " ستيل أليس".

البيان الإماراتية في

24.02.2015

 
 

هنأ ريدمين على أدائه

كيف استقبل "ستيفن هوكنغ" الأصلي جائزة الأوسكار؟

24 - إعداد: سامي حسين

في الوقت الذي حبس فيه العالم أنفاسه لمتابعة حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام، والتي نال فيها الممثل إيدي ريدمين جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "نظرية كل شيء"، كان بطل القصة الحقيقي للفيلم العالم الفيزيائي ستيفن هوكنغ يعاني من نوبة مرضية منعته من متابعة الحفل، واكتفى بإرسال تهنئة للممثل عبر فيس بوك.

وبعيداً عن بريق الأضواء في هوليوود، عاد الفيزيائي ستيفن هوكنغ (72 عاماً) والذي يعاني من مرض التصلب الجانبي إلى عمله بهدوء تام، على الرغم من أن الممثل إيدي ريدمين (33 عاماً) الذي لعب شخصيته بكل براعة في الفيلم كان يعيش في قمة المجد.

وشوهد هوكنغ برفقة اثنتين من الممرضات بعد الظهر، وهو يعمل في حرم جامعة كامبردج التي صورت فيها مشاهد عديدة من الفيلم، وكان ملفوفاً ببطانية وهو يخرج من السيارة إلى كرسيه المتحرك المزود بشاشة خاصة للتواصل مع العالم الخارجي.

وهنأ هوكنغ الممثل الشاب عبر فيس بوك بعد فوزه بجائزة الأوسكار وقال في خطاب التهنئة: "أهنئ الممثل إيدي ريدمين على فوزه بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم "نظرية كل شيء"، أحسنت صنعاً يا إيدي، أنا فخور بك".

ويعمل هوكنغ كمدير للأبحاث في قسم الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية بجامعة كامبرديج، ويعد واحداً من أكثر العلماء احتراماً في العالم بحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.

يذكر أن هوكنغ أصيب بمرض عصبي في عمر مبكرة عندما كان لا يزال يحضر لدرجة الدكتوراه في الفيزياء، وفقد قدرته على الحركة والنطق بشكل تدريجي، وعلى الرغم من ذلك تمكن من تأليف عدد من الكتب ووضع نظرية تتحدث عن الثقب الأسود وأبعاد الزمن.

موقع "24" الإماراتي في

24.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)