كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«حمامة تقف فوق غصن تفكر فى الوجود»

بقلم: سمير فريد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

تصدر الطبعة الأولى من الجريدة التى تنشر بها هذه الرسالة فى نفس وقت إعلان جوائز مهرجان فينسيا مساء السبت. وسواء فاز الفيلم السويدى «حمامة تقف فوق غصن تفكر فى الوجود» إخراج روى أندرسون بإحدى جوائز المهرجان، وهو جدير بالأسد الذهبى أو جائزة لجنة التحكيم (الكبرى أو الخاصة)، أو لم يفز بأى جائزة، فقد دخل تاريخ السينما ولن يخرج منه أبداً.

لغة السينما لها جذور وأصداء فى لغات الرسم والنحت والموسيقى والتمثيل، ولكنها مثل لغة الكتابة يمكن أن تكتب بها قصة أو رواية أو مسرحية أو قصيدة أو مقال أو بحث أو تحقيق صحفى، وحديثى هنا عما يعرف بالفيلم الروائى أو الفيلم التسجيلى، وليس ما يعرف بفيلم التحريك، فهذا فيلم تشكيلى خالص. ومن المشاكل الجمالية الكبرى للسينما منذ بدايتها البحث عن حلول للتعبير الفلسفى بلغة السينما، فكيف يمكن التعبير عن الأفكار المجردة بينما ما إن تبدأ الكاميرا فى التصوير حتى تجسد وقائع مادية مستمدة من الفوتوغرافيا، وحتى الفيلم الروائى يمكن اعتباره تسجيلاً للتمثيل.

وعائلة الفلاسفة فى السينما تبدأ من دراير وبريسون وبرجمان إلى تاركوفسكى وأنجلوبولوس وماليك، وإليها ينتمى أيضاً روى أندرسون الذى ولد عام ١٩٤٣ فى جيتبورج بالسويد وأخرج ٧ أفلام منذ عام ١٩٧٠ منها ٥ طويلة هى «قصة حب سويدية» الذى فاز بأربع جوائز أساسية فى مهرجان برلين ١٩٧٠، و«جيلياب» الذى عرض فى برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان كان ١٩٧٦، وبعد ٢٤ سنة أخرج فيلمه الثالث «أغنيات من الطابق الثانى» الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان ٢٠٠٠ وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وكان بداية ثلاثية «أن تكون إنساناً» التى عرض الجزء الثانى منها فى برنامج «نظرة خاصة» فى مهرجان كان ٢٠٠٧، واكتملت مع «حمامة..» فى مهرجان فينسيا هذا العام. أما الفيلمين القصيرين فهما «شيء ما حدث» ١٩٨٧، و«عالم المجد» ١٩٩١.

«حمامة..» خلاصة الثلاثية وذروة التعبير عن رؤية أندسون للحياة والعالم والتاريخ الإنسانى، وبأسلوب سينمائى خالص وسويدى خالص وفلسفى خالص، وعلامة من علامات ما بعد الحداثة فى السينما والإبداع الفنى.

تجسيد التجريد

يتحرك أندرسون فى الزمان والمكان بحرية تامة قل أن يكون لها مثيل من الحاضر فى جيتبورج إلى عام ١٩٤٣ وإلى القرن الثامن عشر، كما يتحرك بحرية تامة فى بناء الفيلم الدرامى المكون من مشاهد منفصلة تربط بينها الأفكار الفلسفية المجردة، وإن بدا أن الرابط شخصيتا بائعين متجولين هما جوناثان (هولجر أندرسون) وسلم (نيلز ويستبلوم)، ويتحرك الفنان ثالثاً بحرية تامة بين مشاهد من الحياة الواقعية اليومية وأخرى من الخيال الجامح، ويثير التأمل والتفكير بين الحزن والبهجة المشوبة بالأسى فى مائة دقيقة مع موسيقى مختارة من الألحان الشعبية من دون مؤلف.

وربما يبدو جوناثان وسام مثل دون كيشوت وسانشو بانزا، ولكنهما أقرب إلى فلاديمير وستراجون فى مسرحية صامويل بيكيت «فى انتظار جودو»، بل وأيضاً قابيل وهابيل ولكن من دون أن يقتل أحدهما الآخر. وكما فى مسرحية بيكيت نضحك بعض اللحظات ولكن حتى لا نموت من الألم. وعلى صعيد شريط الصوت هناك عبارة واحدة تتردد طوال الفيلم فى كل الأزمنة والأماكن، وتربط بين مشاهده بدورها وهى عبارة «أنا سعيد بأن أعرف أنك على ما يرام».

لقاءات مع الموت

المشهد الأول فى متحف للطيور والحيوانات المحنطة وأحدهم يتأمل حمامة محنطة تقف فوق غصن شجرة صناعية، وهى التى «تفكر» فى الوجود. ويلى هذا المشهد ثلاثة مشاهد بعنوان لقاء مع الموت ١ و٢ و٣. فى اللقاء الأول يموت رجل وهو يفتح زجاجة نبيذ بينما تعد زوجته العشاء فى المطبخ، وفى الثانى تحتضر أم فى المستشفى وهى تمسك بحقيبة مجوهراتها ويحاول كل من ولديها انتزاع الحقيبة منها، وفى الثالث أحدهم وقد سقط ميتاً على أرض مطعم للوجبات السريعة بعد أن دفع ثمن الغذاء، والسؤال من يحصل على الوجبة مجاناً.

يبيع جوناثان وسام مواد يفترض أنها للتسلية مثل أسنان دراكولا وأقنعة وحوش وما شابه ذلك. وفى صالة للتدريب على رقص الفلامنكو لا تستطيع المدربة أن تكبح رغبتها فى أحد تلاميذها رغم أنها فى عمر والدته. وكذلك لا يستطيع ملك السويد فى القرن الثامن عشر عندما يتوقف فى أحد البارات ليشرب الماء هو وجيشه فى الطريق لغزو موسكو أن يكبح رغبته فى الساقى الشاب. وفى معمل للتجارب يصرخ قرد محاط بالأسلاك من الصدمات الكهربائية.

جهنم على الأرض

وفى مشهد من أعظم المشاهد فى تاريخ السينما يلخص الفنان الفيلسوف الثورة الصناعية فى القرن التاسع عشر عندما نرى آلة يقف عندها جنود الجيش البريطانى وهم يدفعون إلى داخلها طابوراً من الرجال والنساء السود المقيدين بالسلاسل، ثم يشعلون النار أسفل الآلة فتتحرك لتحرقهم وهى تدور، ويخرج للفرجة رجال ونساء فى أرزل العمر وكأنهم فى حفلة يحتسون الشامبانيا. إنه مشهد ينعى الإنسان بقدر ما ينعى «الحضارة» الغربية والكلمة بين قوسين عن عمد.

والمشهد الأخير أمام محل عجلاتى فى الطريق العام ومجموعة من الناس تنتظر وكأنهم محنطون وأحدهم يسأل هل اليوم الثلاثاء أم الأربعاء، وفى آخر لقطة يتطلع إلى السماء، ونسمع لأول وآخر مرة صوت حمامة تغرد من دون أن نراها.

تكامل الأسلوب

ويتكامل أسلوب الإخراج على نحو فذ فى التعبير عن المعنى بحيث يصبح هو المعنى ذاته من البداية إلى النهاية. لا توجد لقطة واحدة كبيرة، وإنما لقطات عامة ومتوسطة لإثارة التأمل والتفكير وإعمال العقل بدلاً من الانفعالات والعواطف. ولا تتحرك الكاميرا على الإطلاق وإنما يتم التعبير من خلال زوايا التصوير المختارة بعناية فائقة ودقة متناهية. وعلى سبيل المثال جيش الغزو يذهب للحرب فخوراً متعالياً، ومن نفس الزاوية يعود ذليلاً منهاراً. وأغلب المشاهد تدور داخل حجرات وأماكن مغلقة، وتتحول عملياً إلى مقابر. والألوان كابية، والضوء متعادل من دون ليل ولا نهار، ولا شمس ولا قمر. وفى عبارة واحدة السيطرة مطلقة على كل مفردات اللغة السينمائية التى صاغ بها أندرسون رؤيته الخاصة. ولو كان بيكيت حياً وشاهد الفيلم لوجه الدعوة إلى أندرسون لكى يحتسى معه شراباً والتزم الصمت تماماً.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

07.09.2014

 
 

الحمامة جلست على ظهر الأسد تتأمل في السينما!

هوفيك حبشيان - البندقية

على الرغم من مشاركة أربعة أفلام فرنسية في مسابقة هذه السنة من مهرجان البندقية (27 آب - 6 أيلول)، فالموسيقي الفرنسي ألكسندر دبلا الذي ترأس لجنة تحكيمه، لم يمنح جوائز مهمة الى أيٍّ من أفلام مواطنيه (تضمنت المسابقة الرسمية 20 فيلماً). منح دبلا وفريقه شريط روي أندرسون المخرب، "حمامة جالسة على غصن تتأمل في الوجود"، "الأسد الذهب"، أرقى جائزة في أقدم تظاهرة سينمائية، بعدما فضّلاه على فيلم بونوا جاكو، "ثلاثة قلوب"، الذي أشاد به الناقد الفرنسي ميشال سيمان معتبراً اياه تحفة سينمائية. هذه ارفع جائزة ينالها الى اليوم هذا السينمائي الأسوجي المُقلّ، البالغ من العمر 71 عاماً. عام 2000 خطف جائزة لجنة التحكيم في كانّ من يد لوك بوسون عن "أغنية الطابق الثاني"، الذي اشتغل اربعة اعوام على تحقيقه. منذ ذلك الحين، لم يقدّم الا فيلماً يتيماً "أنتَ، العيش" (2007)، سجل به مشاركته الثانية في كانّ، ولكن هذه المرة في قسم "نظرة ما".

برغمان المهرّج

بين 1975، تاريخ انجاز فيلمه الثاني، "غيلياب"، و2000 الذي جاء بـ"أغنية الطابق الثاني"، لم يقدّم اندرسون أي عمل جديد، وهذه تقريباً الفترة التي غاب فيها تيرينس ماليك عن الاخراج. ربما لأن "غيلياب"، لم يستحوذ على الإعجاب النقدي ولم يُغوِ الجمهور، فابتعد اندرسون عن السينما. ولكن هذا لا يعني انه جلس على غصن شجرة يتأمل الوجود، بل انجز نحواً من 400 اعلان تجاري لمحطات اسكندينافية مختلفة، صاقلاً بها معارفه التقنية.

لارس فون ترير قال مرة إنه "يخاف" أندرسون، ويشكّل بالنسبة اليه تهديداً حقيقياً. كان الدانماركي الفوضوي يرى أنه الأكثر جدارة بنيل "سعفة" كانّ. صرح بذلك يوم تسابقا معاً على الجائزة المهيبة، التي ذهبت في نهاية الجولة الى ترير وفيلمه "راقصة في الظلام".

ينتج أندرسون، بكادراته الأنيقة والمشغولة والستاتيكية التي تطغى عليها ألوان ميتة كالأزرق والرمادي والبيج والأخضر الباهت، متتاليات بصرية فيها شيء من كآبة الروح والضجر. بعضهم أطلق عليه تسمية "برغمان المهرّج". فلا شيء جدّياً عنده، ولا شيء مضحكاً فعلاً. سينماه بين بين. تستخرج المأساة من الملهاة، والملهاة من المأساة. عبثية المواقف التي يضع فيها شخوصه هي من مقوّمات سينماه. شخوصه نماذج في البلادة، لكنه لا يهزأ منهم، كما هي الحال مع زميله النمسوي اولريش زيدل، اذ يمنحهم أسباباً تخفيفية ويراعي معاناتهم الشخصية. سينماه تحاول إعادة النظر في القيم الاسكندينافية ليعرّيها ويعطّل فاعليتها.

يشرح الماء بالماء

الرجل ليس مهيأ لفيض المشاعر المتضاربة، كمخرج أسوج الأشهر، ذلك أنه يكبتها كي تنفجر تلك الأحاسيس من الداخل. ولا يمكن تجاهل الجسمانية في عمله. فالشخصيات التي نراها هي أولاً حضور جسدي قبل أن تكون قلباً وعاطفة. أفلامه مصممة ومهندسة كي تبقى راسخة في الذهن، وتقيم في الذاكرة السينيفيلية لأطول فترة ممكنة. في "حمامة..." مثلاً، هناك بضعة مشاهد قد تدخل بأسرع وقت في معاجم السينما: 1) رجل يقع على الأرض في مطعم. إنها النهاية بالنسبة اليه: ولكن، بمَ تهتم موظفة الصندوق في تلك اللحظة؟ بالطعام الذي دفع الراحل ثمنه. همّها الآن، مَن الذي سيأخذ هذا الطعام. 2) فوج من العسكر يدخل حانة ومعهم ملك. على جلالته أن يدخل الحمّام لقضاء حاجة. بيد أن الحمّام مشغول!

هكذا يتبلور خامس أفلام أندرسون، بالعبثية واللامنطق والايقاع البطيء. محاولة شرح ما نراه على الشاشة طوال مئة دقيقة، هي أشبه بمحاولة شرح الحياة نفسها. ماذا يمكن الكتابة في أفلام هذا الرجل ونحن نعلم أنها أولاً وأخيراً تجربة بصرية لا شفهية، أي أن الكلام فيها لا يفيد اذا لم يكن مصحوباً بمشاهدة تخوّلك "لمس" ألوان الفيلم الباهتة القريبة من حالة احتضار. مهلاً: لن يفيدك أيضاً أن تسأل اندرسون عما أراد قوله. ولا عن معنى العنوان الذي كان نجم العناوين في المهرجان. فأندرسون غير قابل للتصنيف على الرغم من المحاولات، يشرح الماء بالماء، ويذكّرنا بأن وظيفة المخرج ليست بالضرورة التعليق على فيلمه. وعندما يشرح أن فيلمه هذا مستوحى من "سارق الدراجة" لفيتوريو دو سيكا، عبثاً نحاول أن نفهم العلاقة بين الفيلمين!

أسنان دراكولا

للمناسبة، هذا الفيلم الثاني في المهرجان عما يمكن تسميته الملل الاوروبي، علماً أن الأول هو "في القبو" لزيدل. دائماً بكادراته وبمقاربته الجغرافية للقطة، وبالحركات الجسمانية القليلة، ينجز أندرسون فيلماً تجري حوادثه في غوتنبرغ مانحاً إيانا إحساساً رهيباً بالمكان والزمان، الأمر الذي يفتقر اليه الكثير من الأفلام في هذه الدورة.

بائعان متنقلان يجوبان المدينة وفي حوزتهما أكسسوارات: وجه بسنّ واحدة، لعبة تُصدر أصوات ضحك، ووجبة أسنان دراكولا. الكلّ يرفض شراء هذه المنتوجات التافهة، ولكن في فيلم لأندرسون، هذا ليس سبباً كي يوقف جوناتان وسام المهمة التي بدآها. إنهما الوحيدان اللذان لا ينتبهان الى سماجة ما يفعلانه. وعندما، بوجهيهما المتجهمين وبابتسامتهما المفقودة، يعلنان أنهما يسعيان الى ملء قلوب الناس بالبهجة، فهذه لحظة سينمائية خالصة تختلط فيها السخرية بالشفقة.

يقدّم أندرسون "حمامة..." باعتباره الجزء الثالث والأخير من ثلاثية عنوانها "أن يكون المرء انساناً" (أو شيء من هذا القبيل)! هذا العنوان وحده، المحفور في أسفل الجنريك، يثير الرعشة ويشكّل برنامجاً كاملاً من الإثارة المترابطة. إنه تمرين فيلمي على إضاعة الوقت وإطالته، يبدأ بثلاثة مشاهد: ثلاثة موتى لا نعرف مَن هم ولا ما علاقتهم بالفيلم الذي سيلي، يبرر وجودهم هنا افتراضٌ مفاده أن الأسوجيين يموتون من الملل. ففي فيلم أندرسون، كما في أفلامه السابقة، كل شيء لامع، نظيف، مهذّب، الى حد الاختناق، والانفجار... والموت.

القيامة قريبة

كعادته، قطّع أندرسون فيلمه مجموعة لوحات، لكن اللوحة الاساسية التي استلهم منها كل شيء هي "صيّادون في الثلج" للرسام الفلمنكي الهولندي بيتر بروغل الأكبر (1525 - 1569) المعروف برسمه للأرياف والقرى. اللوحة التي شكّلت مصدر وحي لأندرسون، رسمها بروغل قبل أربع سنوات من رحيله، نرى فيها منظراً ريفياً شتوياً، حيث بعض الطيور تحطّ على أغصان الشجر. دخل أندرسون في جسد الطيور، تخيّل أنها تتأمل الناس وتتسأل عما يفعلونه ولماذا هم مشغولون الى هذا الحد. بالنسبة إلى أندرسون، الطير لا يفكر فقط في الوجود، بل يقلق عليه أيضاً، كما يقلق من تجاهل البشر للقيامة التي باتت قريبة.

تحفة كونتشالوفسكي

فيلم روي أندرسون عمل طَموح ومهمّ، وإن كان لا يحمل مفاجآت كبيرة. لكن الفيلم الأكثر تكاملاً من حيث الفكرة وتماسكاً من حيث الاخراج وثراءً من حيث المعالجة البصرية، هو "ليالي ساعي البريد البيضاء" للروسي المعلم أندره كونتشالوفسكي (77 عاماً) الذي فاز بجائزة الاخراج ("الأسد الفضة") في الـ"موسترا"، وهذا الامر ذروة العبثية والتناقض، اذ كيف لا يستحق الفيلم الجائزة الكبرى، اذا كان إخراجه هو الأفضل (مشكلة الجوائز الأبدية). نصّ أندرسون يتضمن مشهدين بديعين، والباقي يحشر مخرجه بين جدران أسلوبية تمنعه من قول المزيد عن العالم الذي يريد إظهاره. أما كونتشالوفسكي، فقد جاءنا بتحفة سينمائية تبهرنا لحظة بعد لحظة، عبر سرد تصاعدي وتعبئة للأجواء وعودة الى الطبيعة (مشهد الطفل في النهر). يحملنا الفيلم الى العمق الروسي، إلى البشر المتروكين والناس العاديين. روسيا حيث الحيوات المؤجلة والجهد الفارغ. شخصية ساعي البريد استعارة لبلاد شاسعة لا يمكن تأطيرها. هذه عودة كبيرة لمخرج "سيبيرياد"، من خلال سمفونية تجمع المتناهي في الصغر بالمتناهي في الكبر. هذا عمل آخر تتداخل فيه الحدود بين الروائي والوثائقي، يتصاعد منه هذا الاحساس بالصح والأصيل.

فعل الذاكرة

"نظرة الصمت" لجوشوا اوبنهايمر نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى. يواصل المخرج الاميركي تصوير الضمير الميت في اندونيسيا على المستوى الجماعي بعد تحفته السينمائية، "فعل القتل"، العام الماضي. حجم الموضوع جعله لا يكتفي بالذهاب الى القتلة وتحويلهم مجموعة مهرّجين تثير أعمالهم المقززة الشفقة. هذه المرة وضع يده على الشجاع الذي تجرأ على الوقوف أمام قاتل شقيقه ومواجهته. فكما رأينا في الفيلم السابق، هؤلاء القتلة لم يحاكَموا، بل يرهبون الناس الى اليوم، وتروّج وسائل الاعلام لهم باعتبارهم من الأبطال القوميين. بالنسبة إلى أوبنهايمر، كان "فعل القتل" من النتائج التي تترتب على المجتمع عندما يعيش في النفاق والخوف، أما جديده فاسكتشاف لمعنى أن يكون المرء ضحية هذين النفاق والخوف.

"نظرة الصمت" فيلم بديع عن الذاكرة الفردية والضمير وضرورة مواجة الشرّ، وإن لم يكن ببراعة "فعل القتل" وجانبه الابتكاري غير المسبوق. الفيلم رحلة الى أقاصي العنف والعذاب والأسئلة المعلقة، رحلة شقيق لم يعرف شقيقه، يتنقل فيها من مجرم الى آخر، لعل عينيه تلتقيان بعيني القاتل وتعيدان اليه شيئاً من انسانيته المفقودة. فيلم أساسي كي نفهم ماذا يعني ان نعيش في مجتمع يتحكم فيه بعض المجرمين بمصير الجماعة.

دعارة وكلاب

جائزة السيناريو ذهبت الى "حكايات" للمخرجة الايرانية رخشان بني اعتماد، التي تغوص هنا في حال بلادها من خلال مقاربتها المشكلات الاجتماعية المتفشية فيها، كالمخدرات والأمومة العزباء والدعارة. فيلم قاتم مملوء بالأحاسيس والدراما. دائماً من الشرق الأوسط، يأتينا فيلم "سيفاس" التركي الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة. هذه باكورة أعمال الشاب كان مودجاسي الذي وضع كاميراه في بوادي الأناضول ليصوّر حكاية صبي في الحادية عشرة من عمره وكلب المصارعة الذي يربّيه.

جوائز مهرجان البندقية 71:

"الأسد الذهب": "حمامة جالسة على غصن تتأمل في الوجود" لروي اندرسون.

"الأسد الفضة": "ليالي ساعي البريد البيضاء" لأندره كونتشالوفسكي.

جائزة لجنة التحكيم الكبرى: "نظرة الصمت" لجوشوا اوبنهايمر.

جائزة فولبي لأفضل ممثل: آدام درايفر عن "قلوب جائعة" لسافييرو كوستانزو.

جائزة فولبي لأفضل ممثلة: ألبا رورفاكر عن "قلوب جائعة" لسافييرو كوستانزو.

جائزة مارتشيللو ماستروياني: رومان بول عن "ضربة المطرقة الاخيرة" لأليكس دولابورت.

جائزة افضل سيناريو: رخشان بني اعتماد وفريد مصطففي عن "حكايات".

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "سيفاس" لكان مودجسي.

(*) الفيديو الثاني يستعرض مقاطع من الإعلانات التجارية التي انجزها روي اندرسون.

http://www.youtube.com/watch?v=MhpedyLXevo

http://www.youtube.com/watch?v=wzbQbHWrR3E

النهار اللبنانية في

07.09.2014

 
 

جوائز مهرجان البندقية.. احتفاء بالشعر والإنسان

أمير العمري-البندقية

وفقت لجنة التحكيم الدولية برئاسة الموسيقار الفرنسي ألكسندر ديشبلات عندما منحت الجائزة الكبرى لمهرجان البندقية السينمائي -وهي جائزة "الأسد الذهبي"- لفيلم "حمامة تقف فوق غصن تتأمل الوجود" للمخرج السويدي روي أندرسون.

هذا فيلم يقترب من لغة الشعر السينمائي الرفيعة التي تتكون من الصور والإشارات والعلاقات البصرية متحدثة عن نفسها، فالحوار في الفيلم ليست له وظيفة مباشرة في التعبير عن العلاقات بين البشر، بل عن ما وصلت إليه العلاقات الإنسانية، خاصة في المجتمعات الأوروبية، من برودة وانفصال وانعدام القدرة على التواصل، والأهم عدم القدرة على تفهم المأزق الذي يعيشه الآخر، والذي قد يكون مكثفا لمأزق أكبر وأشمل.

فيلم روي أندرسون هو خاتمة ثلاثية بدأها هذا المخرج البالغ من العمر 71 عاما بفيلم "أغنيات من الطابق الثاني" عام 2000، ثم ثناها بفيلم "أنت.. الذي تعيش" عام 2007، وتتميز أفلامه -خصوصا فيلمه الأخير- بطابعها السيريالي الساخر، ومشاهدها الثابتة ولقطاتها الطويلة التي لا تصطف ضمن سياق درامي تقليدي، بل تعتمد على ذكاء المتفرج في التقاط العلاقات الذهنية بين الشخصيات والأماكن التي تظهر فيها، وتحمل نبرة سخرية تميز أسلوب الكوميديا السوداء التي تنتمي لها.

هنا، يقسو أندرسون في هجائه الإنسان الأوروبي، متخلصا تماما من تلك النزعة المركزية الأوروبية، معلنا استنكاره حتى لتاريخ من الانتصارات الزائفة والممارسات الاستعمارية البشعة، ومصورا المستعمر البريطاني تحديدا وهو يقدم تسلية لطبقة رجال الأعمال الأوروبيين عن طريق شواء مجموعة من نساء ورجال وأطفال إحدى المستعمرات الأفريقية داخل أسطوانة نحاسية ضخمة تدور، وتحتها نيران مشتعلة.

ساعي البريد

كما منحت لجنة التحكيم جائزة الأسد الفضي لأفضل إخراج للمخرج الروسي المرموق أندريه كونتشالوفسكي عن فيلم "ليالي ساعي البريد البيضاء" الذي تدور أحداثه في قرية نائية في أقاصي الشمال الروسي، حيث يعيش الأهالي هناك في عزلة تامة عن ما يحدث في روسيا والعالم، ولم تلمس التغييرات التي وقعت منذ سقوط الاتحاد السوفياتي حياتهم ولم تغير فيها شيئا، وسيلتهم الوحيدة للاتصال بالجانب الآخر في المدينة هو ساعي البريد الذي يأتي إلى قريتهم راكبا دراجته النارية، حاملا بعض الخطابات والرسائل التي قد لا تحمل سوى الأخبار السلبية.

ويتميز الفيلم بأسلوبه الذي يموج بين الروائي والوثائقي، ويقوم بالدور الرئيس فيه، أي دور ساعي البريد، موظف حقيقي يعمل ساعيا للبريد في المنطقة، كما استعان المخرج بالكثير من سكان المنطقة للقيام بأدوارهم الحقيقية.

وذهبت جائزة أحسن ممثل إلى الأميركي آدم درايفر، وجائزة أحسن ممثلة إلى زميلته الممثلة الإيطالية ألبا روروتشر، صاحبي الأداء المتميز كثيرا في فيلم المخرج الإيطالي "قلوب جائعة" الناطق بالإنجليزية، وهو الفيلم الذي رشحه عدد من النقاد للجائزة الكبرى، وعلى الرغم من أنه من الممكن اعتباره فيلما من أفلام الرعب فإن أسلوب المعالجة السينمائية لموضوعه الإنساني ترك تأثيرا لا شك فيه على المشاهدين.

ويصور الفيلم كيف ترغب زوجة أنجبت حديثا في حرمان وليدها الصغير من تناول أي طعام بروتيني من أي نوع، وتكتفي بتدليك جسمه بزيت نباتي معين، فهي النباتية تعتقد أن المأكولات الغنية بالبروتين تقتل الإنسان، في حين يشاهد والده كيف يتضاءل جسد ابنه يوما بعد يوم، ويضطر لسرقة الطفل والخروج به بعيدا عن عيني الأم لكي يطعمه بنفسه، ومع تطور شخصية الأم تزداد حالتها النفسية سوءا مع تصاعد رغبتها في الاستحواذ على الطفل وتربيته بطريقتها الخاصة بما يشي بجنونها، ويحاول الأب مستعينا بوالدته انتشال الابن من المصير الذي ينتظره، وذلك على نحو يذكرنا بفيلم "طفل روزماري" لرومان بولانسكي (من عام 1968).

مذابح إندونيسيا

وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى المخرج الأميركي جوشوا أوبنهايمر عن فيلمه التسجيلي الطويل "نظرة الصمت" الذي يستكمل فيه ما بدأه في فيلمه الوثائقي السابق "فعل قتل" (الحاصل على الأوسكار)، ولكن في حين كان الفيلم السابق يعرض اعترافات مباشرة لأشخاص شاركوا في مذابح إندونيسيا ضد أعضاء الحزب الشيوعي في أعقاب انقلاب عام 1965 على الرئيس سوكارنو، يعرض الفيلم الجديد القصة ولكن ليس من خلال وجهة نظر القتلة، بل من وجهة نظر الضحايا والشهود على تلك المذابح التي لا تزال موضوعا يثير الجدل في إندونيسيا حتى اليوم.

ومنحت لجنة التحكيم جائزة أحسن سيناريو إلى المخرجة رخشان بني اعتماد وفريد مصطفاوي كاتبي سيناريو فيلم "حكايات" الإيراني لمخرجته بني اعتماد الذي تلخص فيه ما جاء في أفلامها السابقة منذ فيلم "نرجس" من شخصيات تعاني وطأة الضغوط الاجتماعية والبيروقراطية، ولكن من خلال النقد الاجتماعي الخفيف الذي لا يصل إلى توجيه النقد لجوهر النظام وطبيعته الاستبدادية.

أما جائزة "مارسيللو ماتسروياني" التي تمنح لأحسن ممثل أو ممثلة في الدور الأول فقد ذهبت إلى الممثلة الفرنسية روان بول عن دورها في الفيلم الفرنسي "ضربة المطرقة الأخيرة" الذي تقوم فيه بدور أم انفصلت عن زوجها وأصبحت مسؤولة عن تربية ابنهما المراهق الذي يرغب في استئناف علاقته بأبيه رغم أنه لم يره منذ عشر سنوات، كما أن الأم تعاني من سرطان الدماغ وتستعد لإجراء عملية جراحية.

والفيلم عمل شديد الرقة والتأثير، يفيض بالمشاعر الإنسانية ويقدم صورة شديدة الصدق والواقعية لصبي يتطلع إلى الالتحاق بعالم الكبار لكنه يقاوم البقاء في كنف أمه الوحيدة.

وقد نظر كثيرون إلى الجائزة الخاصة التي منحتها لجنة التحكيم للفيلم التركي "سيفان" على أنها جائزة تحمل نوعا من المجاملة بمناسبة الاحتفال بمائة عام على بدء تاريخ السينما في تركيا، أما الفيلم نفسه فهو عمل غير متميز سينمائيا، كما أنه يمتلئ بالمشاهد التي تثير النفور كتعذيب وإيذاء الحيوانات، وكيف ينساق طفل وراء الكبار في الولع بمصارعة الكلاب حتى الموت.

المصدر : الجزيرة

الجزيرة نت في

07.09.2014

 
 

فيلم" ذيب " يحصد جائزته الأولى بمهرجان فينيسيا السينمائي

دعاء فوده

بعد العرض العالمي الأول لفيلم " ذيب " في مهرجان فينيسيا السينمائي، فاز مخرج الفيلم ناجي أبو نوّار بـجائزة أفضل مخرج.

كان الفيلم نافس في مسابقة آفاق جديدة ضمن الدورة الـ 71 من المهرجان الذي انتهت فعالياته.

وقال المخرج ناجي أبو نوار بعد حصوله على الجائزة إنها بالفعل تجربة استثنائية، ففيلم " ذيب " هو أول أفلامه الروائية الطويلة، كما أن هذا المهرجان الأول الذي يحضره.

فيلم "ذيب" مدته 100 دقيقة، تدور أحداثه في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

تم تصوير فيلم " ذيب" في صحراء جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية التي تم التصوير بالقرب منها، وقد تم اختيار ممثلي الفيلم من العشائر التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر قبل بدء التصوير، وشارك المخرج ناجي أبو نوار في كتابة السيناريو مع باسل غندور.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

07.09.2014

 
 

الأسد الذهبي لفيلم “حمامة فوق الغصن تتأمل الوجود ” .. في ختام مهرجان فينيسيا

أمل ممدوح

انتهت أمس السبت فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الحادية والسبعين بإعلان هيئة التحكيم للجوائز الممنوحة للأعمال الفائزة ، وفاز الفيلم الكوميدي السيريالي “حمامة فوق غصن تتأمل الوجود” “A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence للمخرج السويدي روي أندرسون بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في المهرجان فينيسيا ، وتدور قصته حول زوجين يعملان مندوبى مبيعات يكسو الحزن وجهيهما وهما يبيعان أدوات رخيصة تستخدم في الحفلات .

بينما ذهبت جائزة أفضل مخرج لاندري كونتشالوفسكي -77 عاما- عن فيلمه “ليالي رجل البريد البيضاء ” “The Postman’s White Nights ، وفاز الفيلم الوثائقي “نظرة الصمت”The Look of Silence بجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم وهو يدور حول المذابح التي ارتكبت في أندونيسيا في الستينات في أعقاب الانقلاب الشيوعي الفاشل وهو من إخراج الأمريكي جوشوا اوبنهايمر ، وذهبت جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج للمخرج الروسي أندريه كونتشالوفسكي عن فيلمه “الليالي البيضاء لساعي البريد،”وذهبت جائزة لجنة التحكيم الكبرى لفيلم “نظرة الصمت” للمخرج جوشوا أوبنهايمر ( الولايات المتحدة ) ، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج التركي كان موجديسي عن فيلمه “سيفاس”، أما جائزة كأس فولبي لأفضل ممثلة فحصلت عليها الممثلة ألبا روروتشرـ إيطاليا ـ عن دورها في فيلم “قلوب جائعة ” ، وذهب كأس ماستروياني لأفضل ممثل / ممثلة صاعدة لروما يول عن فيلم “ضربة المطرقة الاخيرة ” ( فرنسا ) ، لتكون أخيرا جائزة أفضل سيناريو لفيلم “حكايات ” لراخشان بني اعتماد ( إيران ) .

البديل المصرية في

07.09.2014

 
 

آل باتشينو وصديقته الجميلة يخطفان الأنظار

فى مهرجان فنيسيا.. مذابح الأرمن والرجل الطائر وفضائح بيرلسكونى

سمر شافعي

ابتعد مهرجان فينيسيا «البندقية» السينمائى الدولى فى دروته 71 هذا العام، عن الأفلام الرومانسية الناعمة التى اشتهر بها، وانشغل بأفلام الإبادة الجماعية والمذابح والأفلام التى يغلب عليها الطابع السياسى.

وبدأت دورة المهرجان الحالية بعرض فيلم «بيردمان» أو «الرجل الطائر» بطولة مايكل كيتون وإيما ستون وإدوارد نورتون وناعومى واتس.

وتدور قصة الفيلم الذى قام بإخراجه المخرج المكسيكى المولد أليخاندرو جونزاليز إناريتو، مخرج فيلمى «اموريس بيروس» و»بابل»، حول ممثل فقد شهرته ويحاول العودة مجددا للأضواء عن طريق المشاركة فى مسرحية فى بروادواي. وقوبل الفيلم باستحسان كبير لدى عرضه على وسائل الإعلام قبل عرضه الافتتاحى فى المهرجان، وفى اليوم الثانى من أيام المهرجان عرض فيلمان أدخلا الحزن على نفوس الجماهير ، حيث تناول الأول مذبحة فى إندونيسيا خلال ستينيات القرن الماضي، فيما عرض الآخر الظروف القاسية التى تعيشها إيران بسبب العقوبات الدولية وتأثيرها على عامة الناس.

كما عرض المهرجان فيلم «ذا لوك أوف سايلنس» للمخرج الأمريكى جوشوا أوبنهايمر خارج المسابقة الرسمية. وتدور أحداث الفيلم حول فرق إعدام قامت بترويع إندونيسيا فى أعقاب انقلاب فاشل قادة شيوعيون وقتلت ما يصل إلى مليون شخص، والفيلم هو العمل الوثائقى الثانى لأوبنهايمر عن نفس القضية بعد «ذا آكت أوف كيلينج» عام 2012، الذى رشح لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي. ورداً على سؤال فى مؤتمر صحفى عن سبب إخفاء أسماء العاملين فى الفيلم، قال أوبنهايمر إنهم قد يتعرضون للخطر فى حالة الكشف عن هوياتهم.

وأضاف أوبنهايمر أن «هناك خطورة سياسية كبيرة على أى شخص اشترك مع الطاقم فى إندونيسيا إذا كشفت هويته للسلطات الإندونيسية، خاصة للجيش والمجموعة شبه العسكرية التى لعبت دوراً بارزاً فى فيلمى الأول».

كما عرض المهرجان فيلم كوميدى فرنسى عن واقعة سرقة نعش الممثل الكوميدى الراحل تشارلى شابلن بعد فترة وجيزة من وفاته عام 1977. 

وقال يوجيني، نجل تشارلى شابلن، فى مؤتمر صحفى إنه تردد فى بادئ الأمر فى التعاون مع المخرج خافيير بيفو فى فيلمه «برنس أوف جلوري» «لأننى لم أر ما يدعو للضحك فى سرقة نعش، لكن بعد مشاهدة أفلام بيفو قلت لم لا».

كما عرض مهرجان فينيسيا فيلم «ذا كت» والذى يدور حول مذابح الأرمن ، كما تم عرض فيلمين آخرين من الأعمال المنافسة على أرفع جوائز المهرجان «الأسد الذهبي»، وفيلم وثائقى حول رئيس الوزراء الإيطالى السابق سيلفيو برلسكوني، ويدور «ذا كت» حول أحد الناجين من الإبادة الجماعية للأرمن، والذى سافر فى جولة حول العالم بحثا عن بناته ، والفيلم للمخرج الألمانى التركى فاتح أكين، وقال الممثل سيمون أبكاريان، الذى يشارك النجم الفرنسى طاهر رحيم البطولة : «إن الفيلم الذى أخرجه فاتح هو الفيلم الذى ينتظره الأرمن».

وتشير تقديرات إلى أن نحو 5ر1 مليون شخص من الأرمن قد قتلوا على أيدى الجنود العثمانيين الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى من خلال مذابح أو ما يعرف بمسيرات الموت.

وأدى طاهر رحيم الذى ذاع صيته منذ دوره فى فيلم «نبي» عام 2009، دورا تمثيليا مثيرا للإعجاب فى بطولة هذا الفيلم.

وقال أكين إن « الفيلم يروى قصة للحرب والنزوح ويصور قوة الحب والأمل ، والتى تمكننا من تحقيق ما لا يمكن تصوره».

وأثار الفيلم بالفعل جدلا فى تركيا ، التى ترفض سلطاتها الاعتراف بالإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الدولة العثمانية عام 1915، وتلقى مسئولو صحيفة تركية أرمينية أجرت حوارا مع أكين فى أواخر يوليو الماضى تهديدات بالقتل.

يذكر أن «ذا كت» ينافس ضمن 20 فيلما على أكبر جوائز مهرجان فينيسيا فى دورته الحادية والسبعين.

وعرض المهرجان أيضا الفيلم الفرنسى «لوان ديزوم» أو (بعيدا عن الرجال) للمخرج الفرنسى دافيد أولهوفن والذى يدور حول الثورة الجزائرية، وفيلم «هانجرى هارتس» للمخرج الإيطالى سافيريو كوستانتسو.

كما ينتظر الإيطاليون مشاهدة فيلم «بيلوسكوني، أونا ستوريا سيسيليانا» الوثائقى الذى يدور حول برلسكونى ، ويربط الفيلم بين مدينة صقلية والمافيا بها وبين برلسكوني.

أكتوبر المصرية في

07.09.2014

 
 

"حمامة جالسة على غصن.." يفوز بجائزة الأسد الذهبي

البندقية (إيطاليا) - أ ف ب

فاز الفيلم السويدي "حمامة جالسة على غصن تفكر بالوجود" لروي اندرسون مساء امس السبت بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية للسينما التي كافأت هذه السنة عملاً يتناول الوضع البشري بأسلوب فريد جداً.

ومن بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية التي طغت عليها الحروب والازمات ومآسي العالم الاخرى ما يعكس الزمن الذي نعيش فيه، يبدو عمل روي اندرسون وكأنه في فئة بحد ذاتها، فمن خلال مجموعة متتالية من "اسكتشات" مضحكة يحاول المخرج أن يغوص في عبثية الحياة ومعناها من خلال بائع اكسسوارات وصديقه المصاب باضطرابات نفسية طفيفة.

وقال اندرسون لدى تسلمه الجائزة على مسرح قصر السينما "أنه لشرف عظيم لي أن احصل على هذه الجائزة ولا سيما هنا في إيطاليا هذا البلد الذي اعطى الكثير من التحف السينمائية". ولم يكن الفيلم بين المرشحين الأوفر حظاً للفوز في المهرجان، لكنه لفت انتباه بعض النقاد الذين اشاروا الى صياغته الفريدة.

وفي المقابل، فاز فيلم "ذي لوك اوف سايلنس" للأميركي جوشوا اوبنهايمر الذي كان مرشحا للفوز، بجائزة لجنة التحكيم الكبرى. وهو فيلم وثائقي يتناول حقبة التطهير الشيوعي في اندونيسيا عام 1965.

ومنحت جائزة افضل ممثلة (كأس فولبي) إلى الإيطالية البا رورواشر عن دورها كأمراة ممسوسة في فيلم "هانغري هارتس" للإيطالي سافيريو كوستانزو. وفاز الأميركي آدم درايفر بجائزة افضل ممثل عن دوره في الفيلم نفسه.

وفي ما يأتي قائمة بقية الفائزين في الدورة الحادية والسبعين للمهرجان:

جائزة الاسد الفضي لأفضل إخراج لأندريي كونشالوفسكي عن "ذي بوستمانز وايت نايتس" (روسيا). وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "شيفاس" لكعان موجديشي (تركيا). وجائزة افضل سيناريو لرخسان بني اعتماد وفريد مصطفاوي عن فيلم "تايلز" (ايران). ونال جائزة مارتشيلو ماستروياني لأفضل ممثل شاب، رومان دولابورت عن دوره في فيلم "لو درنييه كو دو مارتو" لأليكس دولابورت (فرنسا).

الحياة اللندنية في

07.09.2014

 
 

صور| الفيلم الأردني "ذيب" يفوز بالجائزة الأولى من "فينيسيا"

كتب- محمد إسماعيل:

حصد الفيلم الأردني "ذيب" جائزته الأولى عقب عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي، بحصول مخرج الفيلم ناجي أبو نوَّار على جائزة أفضل مخرج، بعد أن نافس 29 فيلماً من جنسيات مختلفة، في مسابقة آفاق جديدة ضمن فعاليات الدورة الـ 71 من المهرجان.

وعقب تسلمه الجائزة، قال ناجي أبو نوَّار "إنها بالفعل تجربة استثنائية، ففيلم ذيب هو أول أعمالي الطويلة، كما أن هذا هو المهرجان الأول الذي أحضره وأنا صانع أفلام. أريد أن أعبر عن اعتزازي بالعمل مع مجموعة عظيمة، وسعادتي بتسليط الضوء علينا في فعالية مرموقة مثل مهرجان فينيسيا السينمائي، فهذا يمكن اعتباره حلم وتحقق، كما أن الفضل في هذا كله يرجع إلى فريق ذيب".

وكان فيلم ذيب لاقى استحسان جمهور المهرجان، في حضور أبطال الفيلم، الطفل جاسر عيد، جاك فوكس، حسين سلامة وحسن مطلق، المنتجين باسل غندور وروبرت لويد، بالإضافة إلى المنتجين روبرت لويد وباسل غندور، والمنتجان المشاركان ليث المجالي وناصر قلعجي، والمنتجان المساعدان عيد سويلحين ويانال كاساي، والمنتج المنفذ نادين طوقان، ومدير التصوير، ولفغانغ تالر ومدير الإنتاج، ديالا راعي، والملحن، جيري لين.

مغامرة صحراوية

"ذيب" هو ثاني أفلام المخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار وأول أفلامه الطويلة، بعد فيلمه الأول القصير "موت ملاكم"، الذي أخرجه عام 2009، وبعدها بدأ في كتابة "ذيب" وإخراجه منذ 2010، وشارك أبو نوّار في كتابة السيناريو بالاشتراك مع باسل غندور. وهو مغامرة صحراوية مدتها 100 دقيقة؛ وتدور أحداثه في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي "ذيب" وشقيقه حسين، اللذان يتركان قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى

تم تصوير الفيلم في صحراء جنوب الأردن، بالتعاون مع مجتمعات بدوية، تم التصوير بالقرب منها، وتم اختيار ممثلي الفيلم من العشائر التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر قبل بدء التصوير.

موقع "دوت مصر" في

08.09.2014

 
 

فيلم "ذيب" ينطلق إلي تورنتو السينمائي الدولي

كتب - محمد فهمي:

إلى مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بكندا يتوجه ناجي أبو نوّار مخرج فيلم ذيب بصحبة منتجي الفيلم باسل غندور وروبرت لويد، حيث يشارك الفيلم في فعاليات الدورة الـ 39 التي تُقام في الفترة من 4 إلى 14 سبتمبر الحالي، وتشهد عرضه الأول في أميركا الشمالية.

ويعرض الفيلم ضمن قسم Discovery الذي يتخصص في عرض الأفلام المميزة الأولى للمخرجين الذين يعتبرهم المهرجان اكتشافاً في الصناعة السينمائية، ويجب تسليط الضوء عليهم، ومن المقرر أن يُعرض ذيب 3 مرات في قاعات سكوشابانك التابعة للمهرجان.

ويأتي هذا بعد فوز فيلم ذيب أمس السبت بجائزته الأولى عقب عرضه العالمي الأول في الدورة الـ 71 من مهرجان فينيسيا السينمائي ضمن مسابقة آفاق جديدة، وذلك بحصول مخرج الفيلم ناجي أبو نوَّار بـجائزة أفضل مخرج.

فيلم ذيب هو مغامرة صحراوية ضخمة مدتها 100 دقيقة تحفر عميقاً في كثبان الرمال المنسية بالتاريخ العربي، وهو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي بدأ في كتابته وإخراجه منذ عام 2010، ونال مشروع الفيلم منحاً مقدمة من صندوق سند في أبوظبي، مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري.

وقام بإنتاج ذيب شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني باسل غندور، بالتعاون مع نور بيكتشرز من خلال المنتج البريطاني روبرت لويد، وشركة الخلود للإنتاج الفني، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ.

تدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.
تم تصوير فيلم ذيب في صحراء جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية التي تم التصوير بالقرب منها، وقد تم اختيار ممثلي الفيلم من العشائر التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر قبل بدء التصوير. وقد قام بدور الشخصية الرئيسية في الفيلم الطفل جاسر عيد، بالاشتراك مع حسين سلامة، حسن مطلق ومرجي عودة، بالإضافة إلى الممثل جاك فوكس. وقد شارك ناجي أبو نوّار في كتابة السيناريو بالاشتراك مع باسل غندور.

ويجمع الفيلم فريق عمل عالمي، يأتي في مقدمتهم مدير التصوير النمساوي وولفغانغ تالر الحائز على العديد من الجوائز السينمائية، الملحن البريطاني جيري لين، مصممة الديكور البريطانية آنا لافيل، بينما قام روبرت لويد بمونتاج الفيلم.

فيلم "ذيب" يحصد جائزته الأولى بمهرجان فينيسيا

كتب- محمد فهمى:

بعد العرض العالمي الأول لفيلم ذيب في مهرجان فينيسيا السينمائي، فاز مخرج الفيلم ناجي أبو نوَّار بـجائزة أفضل مخرج، وذلك بعد أن نافس فيلمه الروائي الطويل الأول في مسابقة "آفاق جديدة" ضمن الدورة الـ 71 من المهرجان الذي انتهت فعالياته يوم السبت 6 سبتمبر.

يتخصص قسم آفاق جديدة في عرض أفلام تحمل اتجاهات تعبيرية وجمالية جديدة في السينما العالمية، حيث شهدت المسابقة هذا العام تنافس 29 فيلماً من جنسيات مختلفة.
قال ناجي أبو نوَّار بعد حصوله على الجائزة "إنها بالفعل تجربة استثنائية، ففيلم ذيب هو أول أعمالي الطويلة، كما أن هذا هو المهرجان الأول الذي أحضره وأنا صانع أفلام، وأريد أن أعبر عن اعتزازي بالعمل مع مجموعة عظيمة، وسعادتي بتسليط الضوء علينا في فعالية مرموقة مثل مهرجان فينيسيا السينمائي، فهذا يمكن اعتباره حلما وتحقق، كما أن الفضل في هذا كله يرجع إلى فريق ذيب".

كان جمهور المهرجان استقبل عرضي فيلم ذيب بحفاوة بالغة، حيث استمر التصفيق عقب عرضه الأول لمدة 10 دقائق كاملة، وذلك في حضور فريق عمل الفيلم الذي تمثل في المخرج ناجي أبو نوَّار، أبطال الفيلم جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة وجاك فوكس، المنتجين باسل غندور وروبرت لويد، المنتج المنفذ نادين طوقان، المنتجين المشاركين ناصر قلعجي وليث المجالي، المنتجين المساعدين يانال كاساي وعيدسويلحين، مدير الإنتاج ديالا راعي، الملحن جيري لين ومدير التصوير وولفغانغ تالر.

فيلم ذيب هو مغامرة صحراوية ضخمة مدتها 100 دقيقة تحفر عميقاً في كثبان الرمال المنسية بالتاريخ العربي، وهو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي بدأ في كتابته وإخراجه منذ عام 2010، ونال مشروع الفيلم منحاً مقدمة من صندوق سند في أبوظبي، مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري.

الوفد المصرية في

08.09.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)