كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

أفلام عن حياة أشخاص تتفاوت نوعا وقيمة..

ورحلة تركية تقطع القارات في دقيقتين

مهرجان فينيسيا يسدل ستاره مع شخصيات

السينما الألمانية والإيطالية الكلاسيكية

فينيسيا: محمد رُضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

هل كانت شخصية نوسفيراتو مصاص الدماء، التي قام بتقديمها على الشاشة الألمانية الصامتة فردريك ولهلم مورناو في سنة 1922 في فيلم «نوسفيراتو» ترمز إلى هتلر الكامن في مستقبل ألمانيا آنذاك؟ وهل شخصية دكتور غاليغاري في «كابينة دكتور كاليغاري» لروبرت واين (1920) الرمز لشخصية الديكتاتور الطاغي ذاك؟ وتواصلا مع هذين السؤالين المطروحين في الفيلم التسجيلي «من كاليغاري إلى هتلر» لروديغر سوشلاند، هل عمدت السينما الألمانية الصامتة ومخرجوها ما بين 1918 و1933 إلى التنبؤ بقدوم زعيم نازي كبير يثير الهلع بين الأبرياء، ويحول هدوء الحياة إلى خوف مستعر؟

حسب ذلك الفيلم نعم. هاتان الشخصيتان ترمزان أكثر من غيرهما من شخصيات السينما الألمانية الكلاسيكية في ذلك الحين، إلى ما ينتظر ألمانيا في المستقبل المنظور. كانت ألمانيا خرجت من الحرب الأولى مجروحة ومهزومة، وكل ما تحتاج إليه هو تضميد جراحها، لكن حزبا قويا مضى لما هو أبعد؛ تجييش الحماسة الوطنية لصياغة مشروع جديد يفضي إلى ألمانيا عسكرية ترفض الهزيمة وتحضر لحرب جديدة تفرض فيها عنصرها الخاص على سواه، وتحتل لتستوطن وتحكم. في «نوسفيراتو» (الذي هو دراكولا باسم جديد، بعد امتناع أرملة المؤلف برام ستوكر عن منح المخرج حق تصوير الرواية) يتمثل زعيم ذلك الحزب في شكل ذلك المخلوق الذي يبغي الوصول إلى روح الزوجة الشابة والجميلة والآمنة.. ألمانيا. هو مصاص دماء البراءة.
في «كابينة دكتور كاليغاري» هو ذلك المهووس بالقتل الذي شيّد عالمه الذي يحتل فيه دوري الطبيب النفسي والمريض النفسي في الوقت ذاته. تلك اللقطات ذات الزوايا المائلة وتصاميم الديكورات الغريبة أكثر دلالات الفيلم على عالم قلق وغير طبيعي. ومثل «م» لفريتز لانغ (1931) الحكاية غلاف يستر المرامي والأبعاد: حكاية مرعبة في هذين الفيلمين وتشويقية في الفيلم الثالث، وهناك سواها.

يقول لنا المخرج سوشلاند في لقاء بعد عرض الفيلم في تظاهرة «كلاسيكيات السينما التسجيلية»: «لست وحدي الذي يدرك اليوم أن السينما الألمانية في العشرينات أساسا كانت ثرية بالمضامين الخاصة. إنها أضاءت معالم الطريق الذي سيؤدي بألمانيا إلى الحقبة النازية في الثلاثينات. لكن الإلمام بتاريخ السينما الألمانية عموما محدود، خصوصا في ألمانيا نفسها».
*
ألا يمكن أن تكون الأفلام التي تتحدث عنها مجرد انعكاسات لمخاوف منفصلة عن النبوءات التي تجدها فيها؟

- تقصد أنها نتيجة مشاعر فردية بالقلق الاجتماعي؟ حتى ولو كانت كذلك، فإن لهذا القلق مصدرا، وفي بحثي لم أجد ما ينفي العلاقة بين هذا المصدر ونشأة النازية مطلقا، لأنه على افتراض أن دكتور كاليغاري مثلا جرى تحقيقه بمعزل عن التفكير بشكل السنوات المقبلة، فإنه سينتهي إلينا كمجرد فيلم مرعب، لكنه فيلم تعبيري متقدم ولكي يكون ذلك لا بد أن «مخرجه» واين كان يفكر في مستقبل الكيان المقبل لألمانيا. حتى مع صعوبة برهان ذلك، إلا أنه بمجرد تحليل الفيلم نقديا تجد نفسك أمام ذلك الوضع كاحتمال وحيد. في نظري، لا يمكن التفريق بين أي من هذه الأفلام والرؤية المستقبلية لألمانيا.

* حياة وموت بازوليني

تظاهرة «كلاسيكيات السينما التسجيلية» التي عرضت هذا الفيلم، وشملت أيضا 9 أفلام أخرى، هي واحدة من ذروات هذه الدورة التي حفلت بسجل من الاهتمامات المتعددة في أفلام المسابقة وخارجها. هذه التظاهرة ذاتها عكست كل تلك الاهتمامات، فقد عرضت أفلاما عن تاريخ السينما عموما مثل الفيلم الإيطالي «بارما والسينما» لفرانشسكو باريللي وأخرى عن مخرجيها، مثل الفيلم الأميركي «التمن» لرون مان، إلى السينما المعاصرة، كما في فيلم «زهور تايباي - السينما التايلاندية اليوم» للمخرجة سيه شينلن، إلى فيلم ماركو سبانوللي عن الممثلة صوفيا لورين وعنوانه «نساء عظيمات: صوفيا عن لورين». وتناول السينما والسينمائيين امتد ليشمل أحد أفلام المسابقة، وهو «بازوليني» للأميركي آبل فيرارا: شريط درامي عن الأيام الأخيرة من حياة المخرج الإيطالي الراحل بيير باولو بازوليني، الذي مات مقتولا سنة 1975، في حادثة يتداولها التاريخ من دون قرار، فبينما صحيح أن الشرطة الإيطالية ألقت القبض على شاب اعترف بأنه هو من قتل بازوليني بدهسه عدة مرات بسيارة بازوليني نفسه على شاطئ قريب من روما، فإنه هو أيضا من أقر لاحقا بأن اعترافه السابق جرى تحت التهديد بقتل أهله، وأن القتلة هم 3 صقليين داهموا بازوليني والشاب الذي كان معه خلال علاقة مثلية على ذلك الشاطئ، وضربوا بازوليني حتى الموت.

كما لو أن فاريرا لا يريد أن يتبنى رأيا بين أي من هذين الاحتمالين يصور لنا المشهد من جانبيه؛ مداهمة 3 شبان مسلحين بالعصي لبازوليني وضربه بعنف وتركه ينزف، وقيام ذلك الشاب الذي كان معه بدهسه حين هربه من المكان.

قبل الوصول إلى نهاية بازوليني المروِّعة، بصرف عن الرواية الصحيحة، يمضي فيرارا 80 دقيقة يصور فيها بازوليني، كما يقوم به الممثل ويلام دافو، الذي يمتلك ملامح قريبة الشبه بملامح المخرج الراحل، وهو يكتب ويقرأ ويفكر بصوت عالٍ. كشيوعي كان عالي الصوت في نقده حياة المترفين والبرجوازية الإيطالية والأحزاب اليمينية، والبعض يقول إن القتل جرى بسبب مواقفه السياسية، وليس نتيجة ذلك الحادث. خلال تلك الرحلة يدلف المخرج فاريرا في نص أراد بازوليني تصويره فيلما بعدما كتبه كمزج ما بين «المقالة والشعر والنقد والرسائل الشخصية»، كما يكتب لألبرتو مورافيا طالبا منه مساعدته على معرفة ما إذا كان أصاب أو أخطأ في هذا المزج. فيرارا يصور بعض مقاطع ذلك النص كفيلم وارد في مخيلة المخرج الإيطالي، لكنه يقدم مشاهد جنسية من فيلم بازوليني الأخير «سالو أو الأيام الـ120 من سودوم» أيضا. والجنس يلعب دورا هنا، لكن ليس من باب أخلاقي، بل لأنه كان واقعا في حياة بازوليني.

بالنتيجة، هذا فيلم يُقرأ في حياة وأوراق بازوليني من دون أن يتبنى شكل ومهام السيرة ويعاني من تبعثر وصلات الربط في هذه القراءة، متنقلا ما بين حالات لغاياتها، وليس في سبيل سرد حكاية تلك الأيام والساعات الأخيرة لبازوليني.

* ليوباردي معانيا

سيرة حياة أخرى، ولو أنها أكثر اكتمالا من حيث الفترة الزمنية التي يستعرضها الفيلم، متوفرة في فيلم «ليوباردي» للمخرج ماريو مارتوني. جياكومو ليوباردي كان أحد أهم شعراء إيطاليا في القرن الـ19 (والبعض يقول الأهم) والمخرج مارتوني يمنحنا أكثر من مجرد قصة حياة، فهو يقدم صورة واقعية لبطله كما لحياته والأماكن الفعلية التي جرى التصوير فيها، وبذلك يعكس أهم ملامح السينما الأوروبية التي تولت عبر عقود طويلة تناول شخصياتها الأدبية والفنية بالأسلوب والطموحات نفسها.

حسب مراجعة سريعة، هذا أول فيلم روائي طويل عن شخصية الشاعر المذكور التي يقوم بها إليو جرمانو. والمنهج الذي يختاره المخرج مارتوني لعرض تلك السيرة تقليدي، إذ يبدأ من تعريفنا به شابا يافعا في جو أسري مفعم بالطموح صوب الثقافة ويتألف من والده وشقيقه وأخته. هذا التأسيس يستمر لنحو 40 دقيقة ننتقل بعدها إلى مرحلة متقدمة من حياة ذلك الشاعر الذي وقع في الحب وعاني منه. لكن معاناته العاطفية ليست الوحيدة. ليوباردي كان مصابا بمرض في العظام يجعله هشا وحين ننتقل إلى الساعة الثانية من الفيلم نراه بظهر منحنية. هذا ما يجعله، وشعره، يميلان في أواخر عمره إلى الدكانة بعدما خسر حبه لصالح صديق له (ميشيل ريوندينو) وانحدرت آماله وتلقى من المجتمع بسبب عاهته ما لم يستطع تحمله.
في الوقت الذي لم نعد نرى فيه أفلاما إيطالية كبيرة، يعود هذا الفيلم إلى ذلك النمط الإنتاجي وليس من دون مغامرة تقف في نقطة الوسط بين احتمالات النجاح والخسارة.

بمثل هذه الأفلام يزداد التنوع المنشود من المشاركات التي ضمتها الدورة الـ71 من مهرجان فينيسيا. فالسيرة المتوفرة عبر هذين الفيلمين لا تمنع من ترتيب سير أخرى ولو باعتماد قدر من الخيال الذي يخرج به عن الواقع. في الوقت ذاته هناك نسبة لا بأس بها من الأفلام التي تتيح قدرا من النقد الاجتماعي لجانب تلك التي توفر خامة درامية وميلودرامية واسعة.

الفيلم التركي - الألماني «The Cut» هو واحد من تلك الأفلام التي تريد ممارسة كل هذه الشؤون معا. كما هو معلوم فإن للكلمة عدة معان. إنها «القطع» كما في حال تشكيل قطعة ما، وهي «الجرح» كما «الحصة» و«الاختصار» وعندما تسبق كلمات أخرى تتوسع معانيها أكثر وأكثر. لكن هذا الإنتاج يترك العنوان جانبا بصرف النظر عما يعنيه تحديدا به. المخرج الألماني، التركي الأصل، ينطلق من حكاية تقع في عام 1915 حول عائلة أرمنية تعيش تحت جناح النظام العثماني وتعاني من المعاملة العنصرية التي تتلقاها. رب الأسرة الشاب نزارت مانوجيان (الممثل الفرنسي طاهر رحيم) يُقتلع من بيته وعائلته ويُبعث به إلى بعض الجبال الصخرية المقفرة لكي يعمل مع مواطنيه في كسر الأحجار ونقلها. خلال ذلك يكون النظام العثماني أتى على الأرمن وأباد منهم من أباد (لا نرى ذلك في الفيلم إذ نبقى مع بطله نزارت) وشتت من شتّت. موجة الإبادة سريعا ما تصل إلى المساجين فيُذبحون، لكن تركيا واحدا يؤول إليه أمر ذبح نزارت يكتفي بطعنه قليلا في الرقبة لإبقائه على قيد الحياة. هذه الطعنة لا تقتل نزارت، لكنها تعدمه القدرة على النطق.

* أميركا في دقيقتين

بعد ذلك يفلت نزارت من العسكر ويصل حلب بعدما سمع أن ابنتيه نجتا من الموت وربما كانتا في الجوار. يؤويه حلبي (مكرم خوري) لبعض الوقت، وعندما يتأكد لنزارت أن عائلته ليست في الجوار يمضي إلى بيروت ومنها إلى أثينا حيث سمع أن ابنتيه أصبحتا هناك. لن يجدهما هناك ويأتيه خبر من رجل طيب آخر أنهما في عهدة أرمني يعيش في كوبا. المسافة بين أثينا وكوبا يختصرها الفيلم إلى دقيقتين. في كوبا يبحث عنهما بمساعدة من رجل طيب رابع قبل أن يقف على حقيقة أنهما غادرا الجزيرة إلى فلوريدا بعدما رفض الأرمني الزواج من إحدى ابنتيه. يجمع بعض المال ويسرق البعض الآخر وها هو في عرض البحر مرة ثانية متسللا إلى الولايات المتحدة. لا يجدهما في فلوريدا بل يسمع أنهما في منيابوليس، ويقطع المسافة في بضع دقائق أخرى. في منيابوليس يصل إليه نبأ أنهما في بلدة خارج المدينة. يعمد إليها ويجد إحدى ابنتيه. الأخرى كانت ماتت.

إنها رحلة كبيرة تنطلق من تركيا وصولا إلى منتصف أميركا مرورا بعدد من البلدان الفاصلة. يتجاوز المخرج المصاعب الكثيرة التي لا بد لهذه الرحلة أن صادفتها. ليس لديه الوقت لمنحها وجودا، ويكتفي بالقليل منها، ومعظمه في مطلع الفيلم. هذا ما يجعل بعض مراحل تلك الرحلة غير واقعية على الإطلاق، ففي الولايات المتحدة يلتقي بامرأتين فقط: واحدة من مواطني القارة الأصليين فيذود عنها ضد رجل أراد اغتصابها، ثم - مباشرة بعد ذلك - ابنته. حين يصل إلى البلدة من دون عنوان ويمشي وحيدا هائما في الشارع الرئيس، فإن الباب الوحيد الذي يُفتح والمرأة الوحيدة التي تخرج من البيت هي ابنته.

بمثل هذه الرحلة المعصورة في 133 دقيقة، لا عجب أن الممثل طاهر رحيم لا يمتلك في هذا الفيلم إلا القليل من الوقت ليوفر للشاشة عمقا ما لشخصيته، ولا المخرج أكين لديه الوقت لبلورة درامية تصاحب هذا السرد المطول وتمنحه السبب لتقديمه.

«ذيب».. حكاية بدوية اردنية تستحق أن تروى

«ذيب» هو فيلم عربي روائي طويل آخر في المسابقة بعد «فيلا توما» لسهى عراف ومثله يستحق الإعجاب. لكن في حين أن أسباب الإعجاب في ذلك الفيلم الفلسطيني - الإسرائيلي محددة بنطاقه الاجتماعي من ناحية وبمنوال تنفيذه الفني من ناحية ثانية، يأتي «ذيب» للأردني ناجي أبو نوار بما يثير الإعجاب من ناحية ثالثة؛ إنه الفيلم العربي الروائي الأول الذي يتناول حكاية بدوية كاملة تدور في رحاها البيئي ومكانها الطبيعي ناطقة بلغة ممثليها الذين لم يسبق لهم أن غادروا الصحراء الأردنية، فما البال بالنزول في البندقية؟

المخرج كان قلقا قبل وصول فريق ممثليه، وأخبرني في حفل أقامته شركة «فورتسيمو» التي تشرف على ترويجه وتوزيعه، قائلا: «لا أخفيك قلقي من صدمة الحضارات التي ستتأتي حين يحط ممثلو الفيلم في أرض المطار. هؤلاء لم يغادروا ربوعهم البيئية ولا مرة في حياتهم، ولم يركبوا سوى الخيل والجمال، وما طلبناه منهم هو ركوب السيارة والطائرة واليخت وصولا إلى هذا الجو المختلف تماما عن أجوائهم وثقافاتهم».

أبو نوار ليس من بينهم. أردني الأب ولد في لندن وعاش فيها حتى بلغ العاشرة من العمر ثم نزح والعائلة إلى عمان وانتقل ما بين العاصمتين. قبل سنوات قليلة شارك في ورشة عمل وفرها مهرجان صندانس في عمان، وانصرف بعدها لكتابة سيناريو هذا الفيلم: «3 سنوات وأنا أسعى لتدبير التمويل الكافي لهذا العمل. إيماني به استولى على حياتي. وذلك لأنني لم أرد أن أخوض العمل السينمائي به فحسب، بل أردت خوض العمل بفيلم مختلف تدور أحداثه في البيئة الحقيقية ومن دون أن تدخل من أي نوع».

أبو نوار أشاع في أحاديثه أن الفيلم هو «أول وسترن عربي» وإلى حد يمكن الموافقة على ذلك، لكن الأكثر أهمية هو أنه من صميم البيئة العربية ما يجعله «فيلم إيسترن» أكثر منه فيلم وسترن. يقول: «أحب سينما الوسترن الأميركية. أحب أفلام جون فورد وسام بكنباه، وفي الحقيقة هناك مشاهد نفذتها وحين شاهدت الفيلم كاملا اكتشفت ذلك الخيط بينها وبين بعض أفلام بكنباه».

حكاية الفيلم تقع في الزمن العثماني أيضا شأنه شأن «القطع» للمخرج الأكبر باعا فاتح أكين. نتعرف على الصبي «ذيب» في الواحة التي تعيش فيها قبيلته في صحارى الأردن. ذات ليلة يصل رجل من قبيلة أخرى ومعه بريطاني. ترحب بهما القبيلة وتنحر الغنم ثم تستمع إلى السبب وراء الزيارة؛ البريطاني عسكري في مهمة، والرجلان بحاجة إلى دليل. شقيق ذيب حسان دليل جيد وهذا يوافق على مساعدتهما في بلوغ مقصدهما. يلحق ذيب بشقيقه ويفرض على القافلة حضورها. الأجنبي يحمل صندوقا يثير فضول الصبي والتوتر يسود هؤلاء عندما يحاول ذيب معرفة ما في الصندوق فينهره البريطاني بعنف، مما يثير حسان فينبري للدفاع عن شقيقه. لكن ما ينتظر الجميع إثر ذلك هو أكثر أهمية؛ مجموعة من قطاع الطرق تهاجم القافلة. البدوي المصاحب والبريطاني يسقطان قتيلين، وحسان يأخذ شقيقه إلى الصخور المرتفعة، ويبليان بلاء حسنا في الدفاع عن نفسيهما. لكن في صبيحة اليوم التالي يسقط حسان برصاصة أحدهم. باقي الفيلم (بعد نحو ثلث ساعة من بدايته) هو عن كيف بقي ذيب على قيد الحياة، وكيف ساعد جريحا على البقاء حيا واصطحبه إلى النقطة العسكرية التي كان البريطاني يريد تسليم الصندوق إليها.

«ذيب» جميل الصورة لونا، كما تصويرا. القول بأن التصوير في الصحراء العربي متعب مردود عليه في أفلام سابقة مثل «لورنس العرب» و«الرسالة»، لكنه يتجدد هنا بفعل مدير تصوير جاهز للتأقلم هو وولفغانغ تايلر. سيناريو أبو نوار يعمد إلى الغموض والتشويق، لكنه لا يخون المنحى الرصدي والتأملي للأحداث لصالح إيقاع متسارع أو فيلم مغامرات عادي.

أبو نوار يعترف بأن صنع هذا الفيلم لم يكن سهلا: «هذا كان ثالث أو رابع مشاريعي التي حاولت إنتاجها. ذهبت بهذا المشروع تحديدا إلى أكثر من جهة، ثم قررت أنه إذا ما أردت تحقيقه، فإن علي أن لا أنتظر أحدا. وفي النهاية أتممناه».

الشرق الأوسط في

06.09.2014

 
 

تحفة روي أندرسون تفوز بالأسد الذهبي في فينيسيا

أمير العمري- مهرجان فينيسيا

كما توقعنا منذ عرضه قبل أربعة ايام في مسابقة الدورة الحادية والسبعين من مهرجان فينيسيا السينمائي، منحت لجنة التحكيم الدولية برئاسة الموسيقار الفرنسي ألكسندر ديشبلات جائزة الأسد الذهبي، أرفع جوائز المهرجان وأهمها، لفيلم "حمامة جلست على غصن تتأمل في الوجود" للمخرج السويدي روي أندرسون.

وحصل المخرج الروسي أندريه كونتشالوفسكي على جائزة الأسد الفضي لأحسن إخراج عن فيلمه "ليالي ساعي البريد البيضاء" الذي كان أحد عشرين فيلما عرضت في المسابقة الرسمية.

وحصل المخرج الأمريكي جوشوا أوبنهايمر على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه التسجيلي الطويل "نظرة الصمت".

أما جائزة أحسن ممثل فقد حصل عليها الممثل الأمريكي آدم درايفر، كما حصلت زميلته الممثلة الايطالية الأصل ألبا روروتشر،  على جائزة أحسن ممثلة، وذلك عن دوري البطولة في فيلم المخرج الايطالي "قلوب جائعة" الناطق بالانجليزية وتدورأحداثه في نيويورك.

وحصلت المخرجة رخشان بني اعتماد على جائزة أحسن سيناريو (بالاشتراك مع الكاتب فريد مصطفاوي) عن فيلم "حكايات" أحدث أفلامها الايرانية الذي عرض بالمسابقة.

وحصلت الممثلة الفرنسية روان بول على جائزة مارسيللو ماستروياني التي تمنح لأحسن ممثل أو ممثلة في الدور الأول، وذلك عن دورها في الفيلم الفرنسي "ضربة المطرقة الأخيرة" Le dernier coup de marteau

ونال الفيلم التركي "سيفاس" (اول أفلام مخرجه خان موجديسي) على جائزة خاصة من لجنة التحكيم.

وبهذا يسدل الستار على الدورة التي امتدت بين 27 أغسطس حتى 6 سبمتبر، وعرض خلالها أكثر من 130 فيلما في جميع أقسام المهرجان.

السبت 06 سبتمبر 2014 21:11:00

جوائز قسم "آفاق" في مهرجان فينيسيا

أمير العمري- فينيسيا

على غرار ما يحدث في مهرجان كان فيما يتعلق بمسابقة قسم "نظرة ما"، أصبحت هناك مسابقة ثانية توازي المسابقة الرئيسية في مهرجان فينيسيا السينمائي للأفلام المشاركة في قسم ؟’فاق" (وهو أمر لا نفهمه ولا نظن أنه يقوي المهرجان، أي مهرجان بل ينتقص من مصداقيته) فهناك منافسة بين المهرجانات على جذب الأفلام الأمر الذي يدفعها الى الافراط في منح الجوائز وأحيانا تذهب الجوائز لترية بعض الاطراف فقط لكي يقال ان هذا المهرجان أو ذاك، يشجعه أفلام المظلومين، وكأن المظلوم يجب أن نبالغ في تقدير قيمته السينمائية، تماما كما حدث منذ 3 سنوات، مع فيلم محدود القيمة والموضوع يحمل عنوان "ياحبيبي راسك خربان" الذي حصلعلى جائزة كبرى في مهرجان دولي كبير يقام في العالم العربي وكان رئيس لجنة التحكيم بكل أسف، مخرج معروف ومشهود له!

مسابقة قسم "آفاق" أو "أويزونتي" في مهرجان فينيسيا تكونت لها لجنة تحكيم خاصة (لا يهمنا كثيرا الأسماء بعد ان اصبح باستطاعة أي مدير مهرجان أن يختار اي أسماء يراها دون أن تكون لها خبرة حقيقية في السينما او مقدرة على تقييم الأفلام!!).

وقد منحت اللجنة عددا من الجوائز فذهبت الجائزة الأولى الى الفيلم الهندي "الساحة" Court(قد يكون المقصود "محكمة" فلم نشاهد هذا الفيلم وليس من الممكن ان نحكم عليه)، ومنحت الجائزة الثانية الى فيلم "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، وهو فيلم جيد كعمل أول سنكتب عنه لاحقا، وذهبت الجائزة الخاصة للجنة الى الفيلم الايطالي "بولوسكون.. قصة صقلية" للمخرج فرانكو ماريسكو.

ومنحت اللجنة جائزة أحسن فيلم قصير الى الفيلم الاندونيسي "مريم" لسيدي صالح.

ورشحت اللجنة لجوائز مهرجان الفيلم الأوروبي الفيلم الاسرائيلي "بات- لحم" Pat- Lehem(الحبر اليومي) للمخرجة الاسرائيلية إيدا هوبيل، وواضح أنها تلعب على كلمتي "بيت لحم".. وبهذا تكون اسرائيل قد اصبحت دولة أوروبية بقدرة قادر، جون أن يعلم المجتمع الدولي، وهكذا أيضا أصبحت هناك جائزة ليست جائزة بل ترشيحا من مهرجان مرموق لمسابقة أخرى تماما، وهي بدعة جديدة لا نعرف لها أصلا ولا فصل!

عين على السينما في

06.09.2014

 
 

جوائز المهرجان اليوم.. و«فقد الذاكرة الحمراء» ينافس بقوة

بقلم   سمير فريد

تعلن اليوم جوائز مهرجان فينسيا ٢٠١٤ بعد أن اكتمل، أمس، عرض أفلام المسابقة العشرين. توقفت النشرة اليومية لجريدة «فارايتى»، بعد إصدار خمسة أعداد أثناء انعقاد السوق، ولكن نشرة مجلة «كياك» الإيطالية، التى تصدر بالإيطالية والإنجليزية مستمرة. وفى هذه النشرة ثلاثة استفتاءات عن أفلام المسابقة (من نجمة إلى ٥ نجوم) يمكن اعتبارها مؤشرات للجوائز، ولكن ليس من الضرورى بالطبع أن تتفق مع قرارات لجنة التحكيم.

الاستفتاء الأول بين نقاد الصحف الإيطالية الكبرى وعددها ١١، وفيه يتصدر القائمة الفيلم الدنماركى «نظرة الصمت» إخراج جوشوا أوبينهايمر، والاستفتاء الثانى بين ١١ فرداً من الجمهور تختارهم إدارة مجلة «كياك» من القراء، وفيه يتصدر القائمة الفيلم الأمريكى «الإنسان الطائر» إخراج أليخاندرو جونزاليس إيناريتيو الذى عرض فى الافتتاح داخل المسابقة، والاستفتاء الثالث بين ١٠ نقاد ينشر تحت عنوان: «نقاد دوليون» منهم ثلاثة يمثلون «سكرين إنترناشيونال»، وسبعة يمثلون صحفا ومجلات فرنسية وبريطانية وألمانية مثل «التايمز» و«لوموند»، ومنهم كاتب هذه السطور عن «المصرى اليوم».

لم يتم حساب نجوم نقاد هذا الاستفتاء حتى موعد كتابة هذه الرسالة، ولكن الأفلام التى حصلت على خمس نجوم من ناقد أو أكثر هى الفيلم السويدى «حمامة تقف فوق غصن تفكر فى الوجود» إخراج روى أندرسون، و«الإنسان الطائر» (٣ لكل منهما)، والفيلم الألمانى «القطع» إخراج فاتح أكين (٢)، وثلاثة أفلام حصل كل منها على تقدير ٥ نجوم وهى: «نظرة الصمت»، والفيلم الفرنسى «ثلاثة قلوب» إخراج جاك بينو، والفيلم الأمريكى «بازولينى» إخراج أبل فيرارا. ودخل المنافسة بقوة، أمس، الفيلم الصينى «فقد الذاكرة الحمراء» إخراج وانج زاى شواى.

آل باتشينو وطاهر رحيم

لست أدرى على أى أساس يتنافس آل باتشينو فى الفيلم الأمريكى «مانجلهورن» إخراج دافيد جوردون جرين للفوز بجائزة أحسن ممثل، وهو الممثل الكبير الذى دخل تاريخ السينما، ولن يخرج منه أبداً، وربما يكون ذلك بمنطق ألا أحد خارج المسابقة فعلياً. ومن يستحق الفوز فى تقديرى الممثل الفرنسى جزائرى الأصل طاهر رحيم عن دوره فى «القطع»، وقد دخل به تاريخ السينما بدوره، سواء فاز أو لم يفز.

جوائز المهرجان

جوائز المهرجان ثمانية لأحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو وأحسن ممثل وأحسن ممثلة وأحسن ممثل أو ممثلة من الوجوه الجديدة، وتحمل هذه الجائزة اسم الممثل الإيطالى الكبير مارشيليو ماسترويانى، ثم جائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

ولا يكف ألبرتو باربيرا، مدير مهرجان فينسيا الحالى، عن الابتكار والخروج على السائد فى أمور عديدة، ومنها هذا العام اختيار مؤلف موسيقى لرئاسة لجنة التحكيم، لأول مرة فى تاريخ المهرجانات الكبرى الثلاثة (برلين وكان وفينسيا)، وهو الموسيقار الفرنسى ألكسندر ديبلا الذى رشح للأوسكار ست مرات، وفاز بثلاث جوائز سيزار، وبجائزتين فى جوائز السينما الأوروبية، وبجائزة فى مسابقتى بافتا وجولدن جلوب، وألَّف الموسيقى لأفلام عدد من كبار مخرجى العالم مثل بولانسكى وماليك وفيرارس وأنج لى وغيرهم.

ولأول مرة أيضاً، اختار باربيرا مصممة أزياء لعضوية لجنة التحكيم، وهى البريطانية ساندى باول التى فازت بالأوسكار ثلاث مرات.

الأسد الذهبى الشرفى

ولأول مرة ثالثاً، اختار باربيرا أن يمنح الأسد الذهبى الشرفى عن مجمل الأعمال لمخرج تسجيلى، وهو الأمريكى فردريك ويزمان، ولمونتيرة، وهى الأمريكية ثيلما شونماكر.

فردريك ويزمان

أخرج ويزمان ٤٠ فيلماً من ١٩٦٧، وفيلمه الـ٤١ «المتحف الوطنى» عرض فى مهرجان كان فى مايو الماضى. وهو من كبار مخرجى الأفلام التسجيلية فى تاريخ السينما، ولو أنه لا يحب كلمة «تسجيلى»، وربما يكون عنده الحق، فالفيلم هو فيلم، والسينما الآن تتجاوز بالفعل الأجناس الثلاثة المعروفة فى عصر الثورة التكنولوجية وما بعد الحداثة فى الأدب والفن. و«ويزمان» نموذج لمؤلف السينما بالمعنى الكامل، فهو كاتب ومخرج ومونتير ومهندس صوت كل أفلامه، كما أنه المنتج والموزع لهذه الأفلام.

ثيلما شونماكر

أما ثيلما شونماكر التى بدأت المونتاج عام ١٩٦٦ فقد عرفت بمونتاج أغلب أفلام سكورسيزى حتى «ذئب وول ستريت» العام الماضى، وفازت بالأوسكار ثلاث مرات عن عملها فى ثلاثة من أفلام المخرج الكبير، وهى «حلبة المصارعة» و«الملاح» و«المغادر».

فيلم الختام

ويعرض فى ختام المهرجان، اليوم، الفيلم الصينى «العصر الذهبى» إخراج آن هيو، التى ترأس لجنة تحكيم مسابقتى «آفاق» للأفلام الطويلة والقصيرة، وهى من كبار مخرجى السينما الصينية فى هونج كونج، وبدأت إخراج الأفلام منذ عام ١٩٧٩.

وفى فيلمها الجديد (١٧٨ دقيقة)، تعبر آن هيو عن تاريخ الصين الحديث فى فترة الغزو اليابانى، وذلك من خلال حياة الكاتبة زياو هونج التى عرفت برواياتها منذ عام ١٩٧٠، وتوفيت وهى فى الحادية والثلاثين من عمرها.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

06.09.2014

 
 

جوائز مهرجان البندقية السينمائي :

حمامة اندرسون تقطف الأسد الذهبي

صفاء الصالح/ بي بي سي - البندقية

توج فيلم المخرج السويدي روي أندرسون "حمامة تقف على غصن تتأمل الوجود" بجائزة الأسد الذهبي للدورة 71 لمهرجان البندقية السينمائي، ومنحت لجنة التحكيم في المهرجان جائزتها الكبرى لفيلم المخرج جوشوا أوبنهايمر "نظرة الصمت".

ولأندرسون (71 عاما) فرادة اسلوبية واضحة، على الرغم من أنه لم يخرج سوى 5 أفلام في مجمل حياته المهنية منذ سبعينيات القرن الماضي (اول افلامه قصة حب سويدية عام 1970).

ويمول اندرسون افلامه من عمله في الاعلانات التجارية التي انتج اكثر من 400 منها.

يشكل فيلمه الجديد الجزء الثالث من ثلاثيته "العيش" بعد فيلميه "أغان من الطابق الثاني" و"أنت، العيش"، ويواصل فيها نهجه القائم على اكتشاف الشعري والجمالي في اليومي والمبتذل.

ضحك ومرارة

يشبه أندرسون بطلي فيلمه الأخير، جونثان (هولغر أندرسون) وسام (نيسي فيستبولم) ، وهما بائعان يزوران مدينة غوتمبرغ، ويعرضان سلعهما للبيع ولا أحد يشتريها، وهي اسنان دراكيولا وصندوق الضحك وقناع بلاستيكي لعجوز بسن واحدة، وكلما يفشلان في البيع يكرران عبارة "نريد أن نساعد الناس على أن يستمتعوا" رغم تجهم ملامحهما والكآبة الطاغية عليهما.

فأندرسون يسعى لامتاع جمهوره، لكنه الكوميديا التي يقدمها تمتزج بالمرارة، واحساس فاجع بمأساوية الوجود الانساني. فهو يحفر في المسافة بين الالم والضحك، محاولا تقديم جماليات العادي واليومي والتافه والتعبير عن هموم الانسان الهامشي والمهمل والمستلب.

يصف اندرسون فيلمه الأخير بأنه "محاولة لعرض ما يمكن أان يكون وجودا إنسانيا"، ويغلف سعيه هذا في اطار من الكوميديا السوداء، فنراه يفتتح فيلمه بثلاث مشاهد تحمل عنوان لقاءات مع الموت.

نرى في الأول رجلا يموت بالذبحة القلبية اثناء محاولته فتح قنينة من النبيذ على بعد أمتار من زوجته التي لا تسمع شيئا بسبب صوت الخلاط الكهربائي. في اللقاء الثاني ثلاثة ابناء يزورون امهم العجوز المحتضرة في المستشفى والمصرة على ان تظل ممسكة بحقيبتها التي وضعت فيها كل مجوهراتها لتأخذها معها الى العالم الاخر، ويثار خلاف بين الابناء الثلاثة مع محاولة الابن الاكبر انتزاع الحقيبة من يد الام المحتضرة.اما اللقاء الثالث فنرى رجل سقط ميتا على ارضية كافتريا ونادلة الكافتريا لا تهتم به بل تخاطب الزبائن بحثا عمن يعيد شراء ما طلبه ويدفع ثمنه.

ويواصل اندرسون مقاطع فيلمه التي لاتتنامى في سياق سرد خطي تقليدي، وتزواج في بنائها بين الخيالي السريالي والقضايا الواقعية الحاضرة في الذاكرة والحياة اليومية، على سبيل المثال في احد مقاطع الفيلم يحيل الى الاتهامات التي تعرضت لها شركة تعدين وصهر سويدية بعد بيعاها الاف الاطنان من بقايا المعادن المصهورة الى تشيلي في الثمانينيات ورفع ضدها عدد من القضايا القانونية لاتهامها بالتسبب في تسمم المئات، ومن بينه أطفال ممن كانوا يلعبون في مواقع الفضلات تلك. فيظهر اندرسون الناس يدخلون في وعاء اسطواني نحاسي ضخم يدور على محور وسطه.

ومن اروع مشاهد الفيلم هو دخول جونثان وسام كافتريا وبار تطل واجهتها الزجاجية على شارع يتمر فيه جيش الملك السويدي تشارلس الثاني عشر في حملته الشهيرة ضد الروس في القرن 18. ويدخل الملك إلى الكافتريا بحصانه من اجل دخول الحمام لكنه يجده مشغولا، ثم يتكرر المشهد مع عودة الجيش ذاته مهزوما.

وعلى الصعيد التقني تميز فيلم اندرسون بصورة خاصة لا يمكن أن تشاهدها في أي فيلم اخر، اذا استخدم مرشحات للحصول على صور شاحبة تغلب عليها الالوان الفاتحة، ولا تشبه أبدا الوان الواقع لكنها توحي ببرودته وجموده ، ويصف اندرسون نفسه أنه مولع بتصوير "الهايبر ريالتي" وليس الواقع.

وفي احدى مقابلاته يقول اندرسون عن عنوان فيلمه " أنا من كان يفكر في الوجود وقد عرضت نفسي كحمامة"، فالعنوان يحيل إلى لوحة بيتر برويغيل الأكبر "الصيادون في الثلج"، حيث تظهر طيور تقف على الاغصان في مشهد شتائي، يقول اندرسون إنه تخيلها تراقب البشر تحتها وتعجب لما يفعلون.

ودعا اندرسون لحظة تسلمه الجائزة إلى أن تكون السينما "انسانية"، كما استذكر باعتزاز المخرج الايطالي ورائد الواقعية الجديدة فيتوريو دي سيكا، واصفا فيلمه "سارق الدراجات" بأنه الفيلم الذي أثر فيه كثيرا.

أفضل مخرج

وذهبت جائزة الأسد الفضي التي تمنح لأفضل مخرج للروسي اندريه كونتشالفسكي عن فيلمه "ليالي ساعي البريد البيضاء"، الذي قدم فيه اسلوبا زاوج بين الروائي والوثائقي، في تقديم حكاية قرية صغيرة منعزلة على بحيرة في شمالي روسيا.

ونجح كونتشالفسكي في استثمار جماليات الطبيعة وعزلة شخصياته التي اداها ممثلون غير محترفين، ليقدم فيلما على قدر كبير من الجمال والاتقان، ومختلفا كليا عن مرحلته الهوليودية.

وعن استحقاق توج فيلم المخرج جوشوا أوينهايمر "نظرة الصمت" بجائزة لجنة التحكيم الكبرى.

وفي هذا الفيلم يواصل المخرج أوبنهايمر مشروعه الذي بدأه في فيلمه السابق "فعل القتل"، بمزيد من الغوص والتحليل والبحث في قصص إبادة أكثر من نصف مليون من الضحايا في اندونيسيا بعد الانقلاب العسكري على سوكارنو في منتصف الستينيات، والتحول التدريجي للسلطة إلى الجنرال سوهارتو.

وإذا كانت ضربة أوبنهايمر الأساسية في الفيلم السابق هو عثوره على بعض قتلة الضحايا واقناعهم لإعادة تمثيل أفعالهم على وفق اسلوب الأفلام السينمائية التي يحبونها، وسط حس عال من السخرية السوداء، والرصد الدقيق والتحليل لدوافعهم النفسية وانماطهم السلوكية ودوافعهم لارتكاب هذه الافعال الوحشية، فإنه في الفيلم الجديد يعود إلى منظور الضحايا (عبر الناجين منهم وعوائلهم) مقابل منظور القتلة، ويجمعهما في مشاهد مشتركة لتذكر الحدث من منظورات متناقضة، فيستجوب القتلة عبر شقيق أحد الضحايا، ثم يرصد استجابات وردود أفعال الطرفين،(أنظر المقال التفصيلي عن الفيلم في صفحة فنون في الموقع).

جوائز التمثيل

وعلى الرغم من مشاركة أفلام لممثلين كبار في هذه الدورة، كما هي الحال مع آل باتشينو الذي اشترك في فيلمين، ومايكل كيتون الذي ظهر في فيلم الافتتاح "بيردمان" وليم ديفو الذي جسد دور المخرج والكاتب الايطالي بيير باولو بازوليني، وفي الجانب النسائي مع تحارب ادائية قوية مع الممثلة الأذرية فاطمة معتمد اريا في فيلم "نبات"، والممثلة الصينية لو تشونغ في فيلم "ريد أمنيسيا"، الا ان جوائز التمثيل (فولبي كبس) ذهبت الى ممثلين اقل شهرة هما آدم درايفر ورورواكر عن فيلم "قلوب جائعة".

ومنحت لجنة التحكيم التي ترأسها الموسيقار الفرنسي الكسندر ديسبلات، جائزة ماستريو ماسترياني التي تمنح لأفضل موهبة تمثيلية واعدة للممثل رومان بول عن فيلم "ضربة المطرقة الاخيرة" والمقصود في الفيلم عصا الطبل في اشارة الى ضربات العصا على "الدرامز" في سيمفونية ماهلر السادسة التي بنيت احداث الفيلم عليها.

كما توجت المخرجة الإيرانية راخشان بني اعتماد بجائزة افضل سيناريو عن فيلمها المميز "حكايات" الذي شاركها في كتابته فريد مصطفاوي.

ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة لفيلم "سيفاس" للمخرج التركي كان موجيدتشي الذي تناول فيه حكاية في احدى قرى الاناضول حيت تجري عمليات مصارعة الكلاب.

وكان للسينما العربية نصيبها في جوائز تظاهرة أفاق (أوريزونتي)، عبر فوز المخرج الأردني ناجي ابو نوار بجائزة الاخراج عن فيلمه "ذيب"، الذي قدم محاولة ناجحة لصنع فيلم تشويق ومغامرة في بيئة بدوية( تناولناه تفصيليا في مقال بصفحة فنون في الموقع).

وقد منحت الجائزة الكبرى في هذه التظاهرة للفيلم الهندي "محكمة" للمخرج جيتانا تامهاني، الذي يتناول فيه اتغلال بطء النظام القضائي لاضطهاد المعارضين السياسيين في الهند، وقد معاجة بسيطة وعميقة لموضوعته، وتصويرا امينا لواقع الحياة في الهند وعلاقات القوة فيها.

الـ BBC العربية في

07.09.2014

 
 

فيلمان أردنيان يظفران بمنح دعم في مهرجان فينيسيا

عمان - ناجح حسن

ظفر فيلمان تسجيليان اردنيان في طور الانجاز، بمنح ورشة دعم الأفلام في ركن (القطع الاخير) احد ابرز اقسام فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في ايطاليا الذي اختتم فعالياته يوم امس.

وجرى عرض الفيلمان (المجلس) ليحيى العبدالله و(مسه الجن) لداليا الكوري، بحضور العديد من القائمين على شركات الانتاج السينمائي والقنوات التلفزيونية المتخصصة بعرض الافلام التسجيلية والمنتجين والموزعين العرب والعالميين.حصل فيلم (المجلس) الفيلم الثاني الطويل لمخرجه العبدالله الذي قدم قبل سنوات فيلمه الروائي الطويل الاول (الجمعة الاخيرة)، منحة دعم من شركة ايطالية متخصصة بتصحيح الالوان على شريط الفيلم بقيمة 15 ألف يورو، كما نال عشرة آلاف يورو مقابل شراء حقوق البث من قبل تلفزيون راي الايطالي، ومنحته شركة ساب تاي ليمتد البريطانية ستة آلاف يورو لانتاج نسخ جديدة بترجمة الى اللغتين الانجليزية والايطالية.

أما فيلم (مسه الجن) لداليا الكوري فقد فاز بعشرة آلاف يورو تستخدم في تصحيح الألوان وانتاج نسخة ماستر وترجمة الى الفرنسية والانجليزية ، اضافة الى عشرة آلاف يورو من المركز الوطني السينمائي للصور المتحركة في فرنسا.

تجدر الاشارة الى ان الفيلم الروائي الاردني الطويل (ذيب) للمخرج ناجي ابو نوار يشارك في مهرجان فينيسيا في مسابقة (افق جديد) بالمهرجان، وهو فيلم روائي طويل يتناول حكاية بدوية كاملة تدور ابان الايام الاخيرة للتواجد العثماني في فضاء بيئة طبيعية بوادي رم جنوب المملكة، والفيلم ناطقة بلهجة ممثليها التلقائية والعفوية.

المخرج أبو نوار شاب أردني ولد في لندن وعاش فيها حتى بلغ العاشرة من العمر ثم عاد وعائلته إلى عمان، وشارك في ورشة عمل نظمت بالشراكة بين مهرجان صندانس والهيئة الملكية الاردنية للافلام في عمان، واتجه بعد ذلك الى كتابة سيناريو هذا الفيلم بعد ان قدم للسينما الاردنية فيلمه القصير المعنون (موت ملاكم) الذي عرض بنجاح في اكثر من مهرجان ومناسبة محلية ودولية.

الرأي الأردنية في

07.09.2014

 
 

"ذيب" لناجي أبو نوّار يحصد جائزته الأولى في البندقية

بعد العرض العالمي الأول لفيلم "ذيب" في مهرجان البندقية السينمائي، فاز مخرج الفيلم ناجي أبو نوّار بجائزة أفضل مخرج، وذلك بعدما نافس فيلمه الروائي الطويل الأول في مسابقة "آفاق جديدة" ضمن الدورة الـ 71 من المهرجان الذي انتهت فاعلياته أمس.

الفيلم مغامرة صحراوية ضخمة مدتها 100 دقيقة تحفر عميقاً في كثبان الرمال المنسية بالتاريخ العربي، وهو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار الذي بدأ في كتابته وإخراجه منذ عام 2010، ونال مشروع الفيلم منحاً مقدمة من صندوق سند في أبوظبي، مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري.

تدور حوادث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

ويجمع الفيلم فريق عمل عالمي، يأتي في مقدمتهم مدير التصوير النمسوي وولفغانغتالر الحائز على العديد من الجوائز السينمائية، الملحن البريطاني جيري لين، مصممة الديكور البريطانية آنا لافيل، بينما قام روبرت لويد بمونتاج الفيلم.

"ذيب" هو ثاني أفلام أبو نوّار، وأول أفلامه الطويلة

النهار اللبنانية في

07.09.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)