كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

"البندقية 71": العنف دائماً وأبداً

البندقية - هوفيك حبشيان

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

تختتم موسترا البندقية عروضها غداً بعد 11 يوماً من المشاهدة النهمة. ترى، من نصيب من سيكون "الاسد الذهب" في دورةٍ، كثيرون يقولون إنه لم تُكتشَف فيها تحفة سينمائية تليق بتاريخ أعرق التظاهرات السينمائية في العالم؟ روي أندرسون جاء بفيلم "أقل" من أفلامه السابقة، فاتي أكين لم يفز بقلوب معظم النقاد هذه المرة، أما الياباني تسوكاموتو، فلم يستطع أن ينسينا كون إيشاكاوا. في الآتي، قراءة لبعض العناوين التي تناضل ضد العنف المستشري في المجتمع.

"تجربة الاقتراب من الموت":

"تجربة الاقتراب من الموت" (قسم أوريزونتي) للفرنسيين بونوا ديليبين وغوستاف كيرفيرن: جوهرة سينمائية صغيرة عن معنى أن يبقى الانسان حياً بعد أن يكون استنفد كل طاقاته الدفاعية، وخسر (أو حتى ربح) كل المعارك الكبرى، من الحبّ الى العائلة فالجنس والمهنة وكل الملذات التي تتيحها الحياة. "أليست قمة الانانية أن أبقى على قيد الحياة في مثل هذا العمر؟"، يسأل ميشال ويلبيك (56 عاماً)، هذا المحبط الطريف الذي يؤدي في هذا الفيلم الكئيب دور موظف بسيط اسمه بول يخرج من البيت للذهاب في نزهة قصيرة، ولكن بدلاً من النزهة يقصد الجبال والطبيعة المتوحشة، بحثاً عن "ظروف" انتحار. هذا الانتحار هو له فرصة لإنهاء كل شيء، أو القيام بشيء لم يعد من الممكن تأجيله.

أجمل فيلم على الاطلاق عن الانتحار بعد "طعم الكرز" لعباس كيارستمي. يتأمل بول ظلّه الذي ينعكس في الارض، ويسأل: ما الذي تغيّر مذ كنت طفلاً؟ ظلّي هو هو. ويلبيك، الذي تحوّل فجأةً الى ممثل في الـ56 مع "اختطاف ميشال ويلبيك" لغيوم نيكلو الذي عُرض في برلين الدورة الفائتة، هائل الحضور في هذه القصيدة السوداوية التي تسمح له بأن يقدم "وان مان شو" طوال 100 دقيقة. نراه متسلقاً الجبال ومبالغاً في أداء الحركات ومحاولاً بين وقت وآخر تحقيق هذا الانتحار الذي لن يكون من السهل تحقيقه.

يضع ويلبيك الكثير من ذاته وكاراكتيره في الدور: اللامبالاة التي تقفز من عين إلى أخرى، السيكارة التي لا تفارق الشفتين. كلما حاول ويلبيك أن ينهي حياته، حدث ما يؤخره. لكن الانتحار مسألة وقت... وحظّ كما يقول ويلبيك، إذ لا تكفي الشجاعة وحدها لتحقيقه.

"نيران في السهل":

فيلم ياباني يعني فيلماً لا يتراجع في منتصف الطريق ولا يساوم أو يمزح. يعني هارا كيري، ساموراي، الخ. سينمائياً: شوجي تيراياما، كوجي واكاماتسو، وطبعاً ناغيثا اوشيما. مع "نيران في السهل" (مسابقة)، جاءنا المخرج الياباني شينيا تسوكاموتو بدرس في السينما، تلك السينما القادرة على التأثير في المُشاهد. تجربة قاطعة كالسيف. نصّ متطرف، دموي، سيليني (من لوي فردينان سيلين وروايته "رحلة إلى اقاصي الليل") في رؤيته لفظائع الحروب وعبثيتها. شغل مايسترو من الافتتاحية حتى النفس الأخير. طبعاً، لن يرضى به كثيرون ممن يحبّون السينما النظيفة التي، تحت ذريعة "يجب عدم الوقوع في ما ندينه"، يفرض علينا قيوداً أخلاقية وجمالية ورقابية. عام 1959، نقل كون ايشاكاوا رواية شوهيه اوكا التي صدرت عام 1951 الى السينما. فكانت النسخة الأولى من نصّ مُعادٍ للحرب بات من كلاسيكيات السينما اليابانية. الآن، يأتينا تسوكاموتو بنخسة ثانية تنطوي على كمّ هائل من العنف المجسَّد، ما يجعل الفيلم يدنو الى تجربة قريبة من "تعال وشاهد" لكليموف. كانيبالية، أعضاء بشرية مقطعة، أشلاء تتطاير، أرجل تزحف على الارض غارقة بالدم. بعض المشاهد ينبغي صرف النظر عنها من شدة تلصصيتها.

هذا فيلمٌ مُقلّ من حيث المعلومات وغنيّ من حيث الانفعال. الاخراج يقتفي خطى أفلام "السسلسة باء" ويجاري منطقها السردي، لكنه على قدر كبير من الفاعلية، إذ يستعين بمونتاج ذي تقطيعات حادة سريعة وكاميرا محمولة في معظم المشاهد. الشخصية الأساسية جندي ياباني مصاب بالسلّ (تسوكاموتو يضطلع بالدور) يجد نفسه وقد انزلق في نزاع مسلّح خلال الحرب العالمية الثانية. كل ما سينغمس فيه سيكون عكس إرادته. من مستنقع الى آخر، سنراه في أدغال الفيليبين وقد تحول الى آلة في خدمة القتل والقتل المضاد.

"حمامة على غصن تتأمل في الوجود":

هذا الفيلم لروي اندرسون يعيد المخرج الأسوجي الغريب الأطوار، العصيّ على التصنيف، الى السينما، بعد سبع سنوات من الصمت، أمضاها على الأرجح وهو يعمل على فيلمه الجديد. ماذا يمكن الكتابة في أفلام هذا الرجل ونحن نعلم أنها أولاً وأخيراً تجربة بصرية لا شفهية، أي أن الكلام لا يستقيم عنها من دون مشاهدتها ولمس ألوانها الباهتة القريبة من حالة احتضار. هذا الفيلم الثاني عما يمكن تسميته بالملل الاوروبي في تشكيلة هذه السنة. الأول، "في القبو"، لأرولريش زيدل. دائماً بكادراته وبمقاربته الجغرافية للقطة، وبالحركات الجسمانية القليلة، ينجز اندرسون فيلماً تجري حوادثه في غوتنبرغ مانحاً إيانا إحساساً رهيباً بالمكان والزمان.

بائعان متنقلان يجوبان المدينة بهدف بيع ألعاب تافهة. لا أحد يشتري منهما هذه الألعاب المضحكة، ولكن في فيلم لأندرسون، هذا ليس سبباً كي يوقف جوناتان وسام البزنس الذي بدآه. عندما يعلنان أنهما يريدان إمتاع الناس، ونراهما في مظهرهما الكئيب، قد لا نكتفي بالضحك بل بالشماتة أيضاً. يقترح اندرسون الفيلم باعتباره الجزء الثالث من ثلاثية عن معنى أن يكون الانسان انساناً! هذا الكلام وحده، محفورٌ في أسفل الجنريك، برنامج كامل.

بعدها، يأخذنا الفيلم مباشرة الى ثلاثة مشاهد، أي ثلاثة موتى لا نعرف مَن هم ولا ما علاقتهم بالفيلم الذي سيلي، سوى افتراض مفاده أن الأسوجيين يموتون من الملل. ففي فيلم اندرسون، كما في أفلامه السابقة، كل شيء لامع، نظيف، مهذّب، الى حد الاختناق، والانفجار. كعادته، قطّع اندرسون فيلمه مجموعة لوحات. الحانة مكان أساسي. سيدخل اليها فوج من العسكر يتقدمهم ملك. الدافع: على جلالته أن يدخل الحمّام لقضاء حاجة. بيد أن الحمّام مشغول.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

05.09.2014

 
 

«بعيداً عن الرجال» ... يثير غضباً لدى الفرنسيين

البندقية - أمل الجمل

يتميز فيلم «بعيداً عن الرجال»، بخصائص عدة إلى جانب لغته السينمائية الطاغية. إنه أحد الأفلام التي تستحضر الوجود العربي في مهرجان فينيسيا الحادي والسبعين – الذي يختتم فعالياته غداً السبت – فأحد بطليه الرئيسيين عربي إذ إن أحداث الفيلم تدور على خلفية فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر وحرب التحرير. كما أنه أحد الأفلام التي نجحت في تصوير الصحراء بأسلوب جمالي أكثر مما فعل العرب أنفسهم - ربما باستثناء التونسي ناصر خمير –. وهذا الفيلم قد يبدو متفوقاً في مجال تصوير الصحراء على فيلم «القطع» للمخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين والذي يدور جزء كبير منه هو الآخر في الصحراء - راجع مكاناً آخر في هذه الصفحة -. وإضافة إلى هذا فإن «بعيداً عن الرجال» الذي يحمل توقيع المخرج الفرنــسي دافيد أولهوفن – وينافس على جائزة الأسد الذهبي - يعتبر من بين قلة من الأفلام المأخوذة عن أعمال أدبية وتشارك في المهرجان الإيطالي العريق هذا العام ويبدو فيه السرد السينمائي متفوقاً على النص الأدبي.

في أعماق الأطلس

يتمحور الفيلم من حول دارو وهو مدرس أسباني يعرف العربية قليلاً، اختار أن يعيش في إحدى القرى النائية في عمق جبال الأطلس حيث يساعد الأهالي ويقوم بتعليم القراءة باللغة الفرنسية للأطفال الجزائريين. لكن عالمه يتملكه الاضطراب الكامل عندما يتقاطع مصيره مع مصير محمد القروي الذي ارتكب جريمة قتل، إذ تم تسليمه إلى دارو لكي يقوم هو الآخر بتسليمه إلى البوليس الفرنسي لمحاكمته.

كان الأسباني رافضاً فكرة المحاكمة، وفي نفس الوقت كان يشعر بالتقزز والاشمئزاز من محمد لأنه قتل ابن عمه. لكن الأمور تتبدل عندما بدأ العربي يحكي قصته مع الثأر بسبب الغلال، وأنه يخطط للهرب بعيداً حتى لا يقتله أبناء عمومته ومن ثم يصبح أخوه الأصغر مطالباً بالثأر له. هنا، ومنذ تلك اللحظة، يحدث تماس إنساني بين الرجلين، وذلك على رغم أنهما متناقضان في الشخصية والطباع وينتميان إلى ثقافتين مختلفتين، وإلى نوعين متباينين من القوانين، قانون العرب وبدو الصحراء وقانون الفرنسي المحتل، لكن يجمع بينهما الرغبة في الحرية، وإن كان لكل منهما طريقته في تحقيقها.

لذلك يقرر دارو أن يساعد محمد على الهرب... لكن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن، إذ تنحو الأمور إلى مزيد من التعقيد. فأبناء عمومة محمد يطاردون الرجلين في الصحراء، ويضطر دارو لإطلاق النار وارتكاب جريمة قتل، ثم يقعان معاً في أيدي الثوار الجزائريين، وأثناء ذلك يعلم الفرنسيون بوقوع المدرس الأسباني في الأسر فيهاجمون الثوار ويقتلونهم من دون رحمة، حتى من استسلم منهم قتلوه، ما جعل دارو يصف ما حدث بأنه «جريمة حرب». وهو المشهد الذي أثار غضب عدد من الصحافيين الفرنسيين – في المؤتمر الصحافي الذي أعقب عرض الفيلم - واعتبروه يتحامل على الجيش الفرنسي وأنه قد يتسبب في إعادة فتح جراح قديمة. لكن أولهوفن دافع عن فيلمه قائلاً: «إنه مأزق تاريخي، لقد قتل الجيش الفرنسي 50 جزائرياً في تلك المنطقة عام 54، إنها حقيقة تاريخية، ويجب أن نعرض الأشياء كما وقعت».

ويسترن غير تقليدي

قد يبدو لبعضهم من خلال سرد القصة أننا أمام فيلم ويسترن، والأمر صحيح إلى حد ما، لكنه ويسترن غير تقليدي، فالفيلم إلى جانب إيقاعه المتوازن وزمنه النفسي المعبر عن وجدان ودواخل الشخصيات ووعيها ومشاعرها المتبدلة، يبدو أيضاً مليئاً بالتفاصيل الإنسانية في العلاقة التي تقوم بين المدرس والعربي القروي خصوصاً عندما يصاب الأخير بالحمى فيحاول دارو علاجه، أو حتى خلال رحلتهما عبر دروب الصحراء بعواصفها الرملية المهلكة وأمطارها الغزيرة المفاجئة عندما اضطرا للهروب سوياً عبر جبال الأطلس في منتصف الشتاء الجليدي. أو كما في تلك العلاقة القوية المرهفة التي تخلقت بين المدرس وبتلاميذه الصغار والتي نستشعرها من نظرته إليهم كأنهم أطفاله وكل ما يملك في هذا العالم المنغمس في القتل، بينما نلمح الحزن وقد كسا وجوه وأرواح الأطفال عندما يعلمون أنه اليوم الأخير لهم في فصل دارو. الفيلم يزخر أيضاً بالتيارات التحتية والمشاعر المدفونة التي تخفي حكاية دارو وقصة الفقد المؤلم لزوجته، وهو الأداء الذي تفوق فيه فيغو مورتنسن بدوره شديد الخصوصية والذي يستحق عنه جائزة أحسن ممثل في ظل منافسة شرسة.

والمقارنة بن النص الأدبي «الضيف» – قصة قصيرة للكاتب الجزائر الفرنسي ألبير كامو التي تدور أحداثها عام 1954 وقد صدرت عام 1957 ضمن مجموعة «المنفى والمملكة» - وبين نظيره السينمائي «بعيداً عن الرجال» تكشف عن «خيانة رائعة» قام بها أولهوفن، ليس فقط بدءاً من العنوان الذي يحتمل تأويلات عدة ملتبسة عند محللي نصوص كامو فكلمة «L’hote» تترجم أحياناً بمعنى «الضيف» لكنها أيضاً تحتمل معنى «المضيف»، و»العدو».

كذلك اختلفت الشخصية العربية كما رسمها المخرج إذ منحها اسم «محمد» بعد أن كانت صامتة حيوانية مجهولة الاسم – أو نكرة - عند كامو، فجعلها المخرج موسومة بالرحمة تتحدث وتطرح أفكارها – حتى ولو بتلعثم - وتخطط للهرب إلى طنجة للإفلات من دوامة هذا الثأر وإنقاذ الأخ الأصغر. لكن يبقى الأهم في هذه المعالجة السينمائية هو قدرة أولهوفن في التحرر من قصة كامو واتخاذ موقف مغاير وأكثر عدلاً عند تصوير الشخصية العربية وقدرتها على اتخاذ قرار، وكذلك برؤيته المغايرة للمحتل، ونجاحه في تجسيد عمل مفعم بالمشاعر على رغم أن الأحداث قليلة وذلك لأنه قبض على روح القصة التي يريدها هو، على رغم أنه وصف قصة كامو بأنها «مقتضبة جداً لكنها تتمتع بجمالية ساحرة. إنها تتحدث عن الالتزام السياسي، وعن صعوبة الرؤية بوضوح في عالم مضطرب حيث العنف يجرف الجميع».

الحياة اللندنية في

01.09.2014

 
 

بين آل باتشينو المنتحر على الخشبة وإبادة الأرمن على طريقة آكين

البندقية - سعيد مشرف

كان هيتشكوك ينصح المخرجين: المستحسن أن يبدأ الفيلم بكليشيه من أن ينتهي به. هذا ما تفعله المخرجة الفرنسية أليكس دولابورت في فيلمها الروائي الطويل الثاني «ضربة المطرقة الأخيرة»، مذكرة إيانا - سواء من خلال عنوانه أو بطله المراهق - بفيلم فرنسوا تروفو الأول «الضربات الأربعمئة»، في دورة من البندقية تتصدر فيها صورة أنطوان دوانيل - شخصية فيلم تروفو الرئيسية - الملصق الإعلاني للمهرجان (٢٧ آب/ أغسطس - ٦ أيلول/ سبتمبر). فيلم دولابورت ينطوي على سردية متصاعدة. حكاية مراهق وأمه ووالده والعلاقات المتشابكة بينهم. عائلة مفككة وأم تخضع لعلاج كيميائي كونها مصابة بالسرطان. المراهق فيكتور لا يعرف والده، إلى اليوم الذي يأتي فيه الأخير إلى مونبيلييه لقيادة أوركسترا. انطلاقاً من هذه اللحظة ستأخذ حياة فيكتور منعطفاً جديداً. هل سيرى النور مع هذا المنعطف؟ الفيلم ممتاز إيقاعاً وإخراجاً، على رغم إحساسنا في لحظات بأنه يتخبط في فراغ ما لعدم وجود مادة سردية كافية لـ٨٢ دقيقة. الفيلم يشارك في السباق على جائزة «الأسد الذهبي» التي ستوزع غداً.

مستويات متفاوتة

«موسترا» البندقية قدمت هذا العام أفلاماً متنوعة ذات مستويات متفاوتة. ولكن في العموم، جاءنا المدير الفني ألبرتو باربيرا بتشكيلة ترضي كل الأذواق السينمائية وتتضمن الغث والسمين. هناك الفيلم الجماهيري التقليدي المشغول بحرفية عالية، وهناك إلى ذلك أعمال شبه تجريبية تأتي بمقترحات بصريات وحكائية أخرى. الشيء المشترك بين كل هذه الأفلام تيماتيكي أكثر من أنه شكلي. ثمة الكثير من العنف في هذه الطبعة، وبعضه مجسَّد، أي أنه لا يكتفي بأن يكون ضمناً في الشخصيات.

إذاً، العلاقات المكلومة بين أعضاء العائلة الواحدة هي التي كانت طاغية في العام الماضي، فالفردية الغربية الغارقة في أنانيتها وانغلاقها ألهمت الكثيرين من السينمائيين المشاركين في «البندقية ٧١». أكبر دليل على هذا، هو الفيلم الذي قدمه أولريش سيدل خارج المسابقة في عنوان «في القبو». يتجول المخرج النمسوي الصادم من قبو إلى آخر بغية إظهار ما يجري في تلك العوالم الخفية البعيدة من الأنظار. بمقاربته الساخرة وكادراته المتقنة التي تلتقط وجوه الناس من بعيد، نكتشف شخصيات غريبة الأطوار. حيناً نتعرف إلى سيدة تحتفظ بطفل رضيع في علبة كرتون وتزوره مرة بعد مرة، وحيناً آخر يضعنا ســـيدل أمام عجوز لا يزال يحن إلى الحقبة النازية ويعلق لوحة لهتلر في قبو منزله. وبين الشخـــصية الأولى والثانية، يمر أمامنا نصف دزينة من الشخــــصيات التي لا تتوانى عن إخبارنا عن استيهاماتها الجنسية. النماذج البشرية كلها مستقاة من صميم المجتمع النمسوي، ولكن صاحب ثلاثية «جنة» يحيك الفيلم في نمط يبقى في منتصف الطريق بين الروائي والوثائقي.

بنمط مشابه، ولكن بعقلية أكثر نضجاً، أنجز المخرج السويدي المعروف روي أندرسون «حمامة جالسة على غصن تتأمل في الوجود» (مسابقة). هذا فيلم آخر عن الحياة الأوروبية المملة في إحدى المدن البعيدة من العاصمة استوكهولم. بائعان متجولان يلفان المدينة وفي حوزتهما ثلاثة أنواع من البضاعة: قناع وجه عجوز بسن واحدة، «غادجت» يصدر صوت شخص يضحك، وطاقم سن دراكولا. بهدوء واستمرارية رتيبة يصلان إلى حد الإحباط، يصور أندرسون الذي لم يقدم أي جديد منذ سبع سنوات، ثالث أجزاء ثلاثيته عن «أن تكون إنساناً» (!)، مفتتحاً السيرة كلها بثلاثة مشاهد موت نرى فيها أشخاصاً يُحتضرون. بألوان باهتة قريبة إلى الموت وكادرات تنظر إلى الناس من مسافة واحدة، يستعرض الفيلم واقعاً ممسرحاً يتكون من لقطات طويلة يمنحك إحساساً كاملاً بالمكان والزمان. أفلام أندرسون تتشكل من أشياء بسيطة ولحظات ملهمة، كدخول مجموعة عسكر إلى حانة يتقدمها الملك، وعودتها إليها مهزومة بعد لقطات عدة. أو لقطة الحريق الذي يتفرج عليه بورجوازيون ويصفقون. ليس سهلاً اختراق العقل الباطني للفيلم، ولكن هذه المشاهد التي تقدم تأويلات عدة للواقع هي ما تغني عمل أندرسون.

الخائبون

الإحباط والأقدار الشخصية الخائبة لا تحضر في الخطاب المنتشر في أفلام أوروبا الشمالية وحدها. يكفي أن نلقي نظرة على الفيلم الفرنسي «تجربة قريبة من الموت» (قسم أوريزونتي) للثنائي الفرنسي غوستاف كيرفيرن وبونوا ديليبين كي ندرك أن تراجع الأمل في النفوس أصبح حالة عامة. موظف في شركة اتصالات يقصد الجبال البعيدة كي يتحضر لانتحاره. في الجزء الأول من الفيلم، كل محاولاته تنتهي بالفشل. ثم، شيئاً فشيئاً، يدخل في مونولوغ داخلي عن غريزة البقاء وعن عمر أمضاه وهو يحاول أن يكون شخصاً آخر. الدور يجسده ببراعة كبيرة الكاتب الفرنسي ميشال ولبك الذي يخوض التجربة الثانية له كممثل بعد «اختطاف ميشال ولبك» غيوم نيكلو. يروي المخرجان أنه لم يكن ممكناً إنجاز هذا الفيلم لولا مشاركة ولبك فيه، إذ إنهما استلهما كثيراً منه لإنجاز هذه المرافعة الحزينة التي تعبر عن أزمة الفرد الغربي في مجتمع استهلاكي غير قادر على منحه السعادة.

السعادة هي ما ينقص أيضاً آل باتشينو في فيلم «تحقير» لباري ليفينسون المعروض خارج المسابقة والذي يصور حكاية ممثل نجم يلقي بنفسه من على الخشبة خلال أدائه دور البطولة في أحد العروض المسرحية، لنراه بعد ذلك صار أشبه بحطام ممثل. فنان صار مجده خلفه، والأرجح أن الأيام المقبلة هي أيام فقدان أمل وانتظار للموت وآلام في الظهر. مرة أخرى بعد «الرجل الطائر» لايناريتو (فيلم افتتاح هذه الدورة)، لدينا فيلم عن مأساة ممثل يعاني من أزمة ما بعد النجومية. الفيلم يقدم فرصة لباتشينو كي يعود إلى الضوء بفيلم يليق بموهبته العبقرية، بعد أن خاض تجارب سينمائية غير موفقة في السنوات الأخيرة. باتشينو الذي حضر إلى المهرجان، يشارك أيضاً بفيلم «مانغلهورن» لديفيد غوردن غرين في المسابقة.

بعيداً من الزمن الحديث ودائماً في إطار أزمة الإنسان في مواجهة الشر الذي يحدق به، قدم المخرج الياباني شينيا تسوكاموتو فيلماً دموياً صادماً اسمه «نوبي» (مسابقة) عن جندي ياباني يضطر إلى القتال في الفيليبين خلال الحرب العالمية الثانية. هذا الجندي سيُرمى في الجهنم التي لا عودة منها. الفيلم إعادة حديثة لفيلم بالعنوان نفسه أخرجه كون إيشاكاوا عام ١٩٥٩. الشريط ينحدر بنا إلى أحط ما في التجربة الإنسانية: أن تقتل كي لا تُقتل. يتضمن «نوبي» مشاهد قتال قاسية جداً، حيث نرى الحرب بأفظع تجلياتها.

فيلم آخر كان منتظراً جداً عن أحد الفصول السود في التاريخ الحديث شق طريقه إلى مسابقة البندقية: «القطع» للمخرج التركي الألماني فاتح آكين الذي لم يُستقبل للأسف بحفاوة كبيرة. فبعضهم انتقد استعانة آكين باللغة الإنكليزية لتصوير إبادة الأرمن على يد الدولة العثمانية عام 19١٥. والبعض الآخر أخذ على الفيلم ميلودراميته المفرطة. ولكن، عموماً، هذا النوع من النقاش صحي، لا سيما أن الفيلم سيكون مادة دسمة للجدل لدى خروجه إلى الصالات التجارية، كونه الفيلم الأول الذي ينجزه مخرج تركي عن الإبادة الأرمنية متحدياً الصمت والنكران اللذين يحيطان بهذه القضية في تركيا. للفيلم نفس ملحمي واضح ينهل من أفلام سرجيو ليوني وإيليا كازان. من ناحية الشكل، نحن أمام وسترن مدعوم بموسيقى بديعة. نازاريت (طاهر رحيم) أب عائلة أرمني يفلت من الموت بأعجوبة ويصبح مشرداً بين تركيا وسوريا ولبنان، قبل أن يقطع الأطلسي إلى كوبا فأميركا بحثاً عن ابنتيه. الإبادة خلفية لحكاية ميلودرامية ولكنها أيضاً محرك الفيلم وقضيته الأم. نازاريت يفقد صوته وهو يحاول النجاة من القتل، فيصبح كإحدى شخصيات الأفلام الصامتة، وهي السينما التي يلقي آكين تحية عليها، لا سيما أن الأحداث تجري في الفترة الذهبية للسينما الصامتة. يقدم آكين الحائز «الدب الذهبي» في برلين، قراءة تاريخية شاملة بموارد سينمائية عالية وبذهنية تنبذ ثنائية الخير والشر. «القطع» عمل مؤثر قد يفوز بقلب الجمهور، وإن لم ينل دعم النقاد.

الحياة اللندنية في

05.09.2014

 
 

مهرجان البندقية السينمائي:

«نظرة الصمت» بين الضحايا والقتلة

BBC

في فيلمه الجديد "نظرة الصمت"، وهو الفيلم الوثائقي الوحيد الذي يتنافس على الأسد الذهبي للمسابقة الرسمية للدورة 71 من مهرجان البندقية (فينيسيا) السينمائي، يواصل المخرج جوشوا أوبنهايمر مشروعه الذي بدأه في فيلمه السابق "فعل القتل"، بمزيد من الغوص والتحليل والبحث في قصص إبادة أكثر من نصف مليون من الضحايا في اندونيسيا بعد الانقلاب العسكري على سوكارنو في منتصف الستينيات، والتحول التدريجي للسلطة إلى الجنرال سوهارتو.

وقد يبدو التشكيك مشروعا، للوهلة الأولى، بالنسبة لمن شاهدوا "فعل القتل"، الذي حظي باحتفاء نقدي واسع النظاق، ورشح لنيل جائزة الاوسكار، وعده بعض النقاد أحد أفضل أفلام العام الماضي، في أن أوبنهايمر قد قال كل ما اراده في هذا الفيلم، ويصعب أن يخرج بجديد يوازي أو يفوق ما قدمه في الفيلم السابق من جماليات أو معالجة موضوعية صادمة.

بيد أن أوبنهايمر ظل يحفر في مادته وبتأن ونضج أكبر، ليقدم عملا فنيا رائعا، يضيف الكثير لسابقه ويعزز نهجه الفني القائم على تجاوز حدود النوع الفني (الجنره)، والمزج بين الروائي والوثائقي، وبين الواقعي والسريالي، وبين الجمالي والسياسي. إلى آخره من الثنائيات.

وإذا كانت ضربة أوبنهايمر الأساسية في الفيلم السابق هو عثوره على بعض قتلة الضحايا واقناعهم لإعادة تمثيل أفعالهم على وفق اسلوب الأفلام السينمائية التي يحبونها، وسط حس عال من السخرية السوداء، والرصد الدقيق والتحليل لدوافعهم النفسية وانماطهم السلوكية ودوافعهم لارتكاب هذه الافعال الوحشية، فإنه في الفيلم الجديد يعود إلى منظور الضحايا (عبر الناجين منهم وعوائلهم) مقابل منظور القتلة، ويجمعهما في مشاهد مشتركة لتذكر الحدث من منظورات متناقضة، فيستجوب القتلة عبر شقيق أحد الضحايا، ثم يرصد استجابات وردود أفعال الطرفين.

قتلة وممثلون

لقد كان العثور على أنور كوجو، أحد رجال العصابات الذي انتقل من المتاجرة ببطاقات السينما بالسوق السوداء ليكون أحد زعماء فرق الموت التي تولت تصفية الحزب الشيوعي الاندونيسي والمتعاطفين معه وبعض ذوي الأصول الصينية، ويفتخر بأنه قتل أكثر من 1000 منهم بيده، اكتشافا رسم مسار الفيلم الاول (كان اوبنهايمر وزميلته يعمل على أجراء مقابلات عن مجزرة منتصف الستينات في اندونيسيا لفيلم " اشرطة العولمة" عام 2003، عندما عثر مصادفة على كوجو ليغير مسار عمله ويصنع فيلما عن القتلة).

بيد أن العثور على أدي وعائلته هو الاكتشاف الذي اعتمد عليه فيلم "نظرة الصمت"، فأدي هو ابن جيل لم يشهد المأساة التي قتل فيها شقيقه، إذ أنه ولد بعدها بقليل، لكنه ظل يعاني من آثارها عليه وعلى عائلته، التي تعرضت للعزل والاضطهاد كغيرها من عوائل الضحايا أو الناجين من المجزرة الذين اضطروا لتغيير قناعتهم، مادام مرتكبي المجزرة هم المنتصرون الذين امسكوا بالسلطة وما زالوا فيها إلى يومنا هذا، فباتت المساهمة فيها مصدر فخر لهم داخل النظام القائم.

ويحرص اوبنهايمر على أن نخوض رحلة الاكتشاف والبحث عما حدث مع أدي، ولكننا في الوقت نفسه نتابع استجاباته وردود أفعاله، كما استجابات وردود أفعال القتلة الذين يلتقيهم في الجانب الاخر، فتبدو شهادات تنبض بالحياة عن حدث وقع قبل أكثر من نصف قرن وكل شهوده من الشيوخ والعجائز الان، ويقدم رصد حياتهم كبشر في شيخوختهم إلى جانب تذكرهم للحدث، موضوع الفيلم، عنصر قوة إضافي للفيلم.

ونرى هذه اللمسة الإنسانية العالية في متابعته للحياة اليومية لوالدي أدي، وهما من المعمرين، فالأب كما تقول زوجته اكثر من 103 اعوام والأم تجاوزت المئة أيضا، حسب تعبيرها. ويقدم عبر رصد تفاصيل الحياة الإنسانية بينهما، بعض اجمل وأكثر مشاهد الفيلم عذوبة وتعبيرا إنسانيا.

فنرى العجوز التي مازالت تحتفظ بقوة ما ترعى زوجها العجوز الذي يعاني من الخرف (الزهايمر) وفقدان ذاكرته، وتقوم بغسل جسده بيديها، العناية به. كما تتذكر بقوة ما حدث عند قتل ابنها الكبير، بينما ينعم الأب بالنسيان، ولايسترجع من تلك المرحلة سوى أغنية غزل يغنيها.

تقويم الرؤية

يسير بحث أوبنهايمر في الفيلم جنبا لجنب مع الحياة، فهو لا يصورها من الخارج بل هو جزء متفاعل منها، وليس واقعا فيلميا خارجيا. وذاك أهم عناصر اسلوب اوبنهايمر في مشروعه هذا في كسر الحدود بين الفيلم والواقع، الصورة ومادتها.

فتكتشف لشخصياته الكثير من الحقائق التي يكشفها بحث مخرجه وتنمو وتتصرف استجابة لها، على سبيل المثال اكتشاف الأم ان اخيها كان هو الحارس لمجموعة المعتقلين وبينهم ابنها قبل إعدامه، الأمر الذي تكشف في الفيلم عبر حوار أدي مع خاله، أو شخصية أدي الذي يتعمق وعيه وتزداد حدة استجاباته مع ما يكتشفه من خلال بحثه ومقابلاته في الفيلم.

واستثمر اوبنهايمر مهنة أدي، كتقني لفحص النظر وتجريب العدسات لتقويم النظر، في قيامه بزيارة عمل لتقويم نظر بعض من يزورهم من القتلة وشهود الحدث من كبار السن ومحاورتهم اثناء ذلك عن الماضي.

فتبدو تلك اللقطات التي يضع فيها أدي العدسات على أعين الشخصيات ويسألهم هل تغيرت رؤيتهم وماهو الفرق عن الماضي أو اللحظة السابقة، هي المعادل الموضوعي والاستعارة البصرية التي تختصر موضوع الفيلم عن رؤية الماضي وتقويم المنظور إليه.

كما يحرص المخرج على أن يرصد أدي في حياته اليومية مع عائلته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلتيه، ويتابع تاثير اكتشافته عليه في فضاء عائلته. وفي مشهد رائع نراه يراجع الدروس مع ابنتيه ويستمع إلى البروبجاندا التي تبثها السلطة في كتبهم المدرسية ومنظورها عما حدث، عندما تنقل له ابنته منظور المعلم الذي يقول لهم إن الشيوعيين أشرار، كفرة، لا يؤمنون بالله، مشاعيون يتبادلون زوجاتهم وقساة القلوب، مبررا ما حدث لهم من ابادة.

ويواصل الفيلم عبر ادي استجواب القتلة (ورصد الاستجابات العفوية لكلا الجانبين)، فنراهم في بداية المقابلات يفتخرون بما فعلوا، ويصفون أفعالهم الوحشية وكأنها بطولات: أحدهم وهو عجوز برفقة ابنته، يقول إنه كان يشرب دماء ضحاياه لأن ذلك يجعله يحتفظ بعقله ولا يتعرض للجنون، ويصف العملية بسادية واضحة، بينما ينظر إليه أدي بنظرة صامتة، لكنها محملة بالكثير من الأسى ولا تظهر ما يعتمل في داخله من غضب او اشمئزاز او انفعال.

هي نظرة الصمت التي استعار الفيلم منها عنوانه، ورصدناها في أكثر من لحظة على وجه أدي كما هي الحال في اللقطة التي ترصده الكاميرا فيها وهو يشاهد شريط حديث قاتلي أخيه عن جريمتهم البشعة، لا رد فعل خارجيا منه بل نظرة صمت عميقة.

بيد أن لهجة الفخر تلك سرعان ما تتغير عندما يُسألون عن المسؤولية أو التقييم الأخلاقي لاعمالهم، لتظهر إجابات مناورة، لكنها تظل في الوقت نفسه مصحوبة بنزعة للانكار وتجاهل الاعتراف بالذنب او المسؤلية الاخلاقية. أحد القتلة يقول "إذا كانوا اناسا سيئين، ستقطعهم أربا"، آخر يرد على ادي "اسئلتك عميقة جدا، وانا أكره الاسئلة العميقة".

عودة إلى الوثائقي

في "نظرة الصمت" يبدو أوبنهايمر أكثر اخلاصا للفيلم الوثائقي التقليدي من فيلمه السابق "فعل القتل"، الذي وضع فيه العديد من المشاهد التمثيلية الخيالية بل والسريالية احيانا، فنراه يعتمد اسلوب المقابلة، ويلتقط تفاصيل من الحياة اليومية لشخصياته، ولا يتدخل كثيرا في إعادة تجسيد الحدث كما فعل في فيلمه السابق، بل يترك بنائه لخيال المشاهد بناء على شهادات شخصياته.

كما حرص أوبنهايمر على أن يقدم بعض المقاطع الوثائقية الارشيفية من التغطية الإخبارية للمجزرة في اندونيسيا، عبر تغطية مراسل تلفزيوني امريكي في حينها. ليظهر مدى التجاهل الذي تعامل فيه العالم، ولا يزال، مع هذه المأساة الانسانية، فضلا عن الدور الامريكي في دعم النظام الذي قام بها، وانكارها، و"مساهمتها في تجاهلها" وهو ما ظل يكرره في الكثير من مقابلاته.

نجح مدير تصوير الفيلم لارس سكري في استخلاص مشاهد على قدر كبير من الجمال في البيئة الاستوائية التي صور فيها الفيلم، فضلا عن قدرته الرائعة وبراعته في تحريك كاميرته في الحوارات بين الشخصيات والتقاط مشاعر واستجابات شخصياته في لقطات قريبة مميزة.

حمل الفيلم أيضا توقيع المخرج الالماني الشهير فيرنر هيروزج ومخرج الأفلام الوثائقية المعروف أيرول موريس بوصفهما منتجين للفيلم، وسبق بهما أن شاركا في انتاج فيلم اوبنهايمر فعل القتل، بعد مشاهدتهما جزء مما صوره في اندونيسيا.

وأوبنهايمر هو مخرج أمريكي من مواليد تكساس عام 1974، اختار الانتقال والعمل في الدنمارك، وأخرج أكثر من 10 أفلام وثائقية قبل ان يخرج فيلم "فعل القتل" عام 2012 ، وهو مشروع بدا العمل عليه منذ عام 2001، وأكمله في فيلمه الجديد "نظرة الصمت".

ومن أفلامه السابقة "تلك الامكنة التي تعلمنا أن نسميها وطنا" و"تحدي التصنيع" و"التاريخ الكامل لصفقة لويزانا" الذي حصل عليه على الجائزة الذهبية في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي 1998.

لاشك أن خلف الفيلمين الأخيرين جهد واضح لمخرج مساعد اندونيسي، على خبرة كبيرة ببلاده، ظل اسمه مجهولا لأسباب أمنية، فضلا عن أكثر من 40 فنيا اندونيسيا اشتركوا في انجازه (امتلأت قائمة اسماء العاملين في نهاية الفيلم بكلمة مجهول)، فكثير من رموز تلك المرحلة التي تناولها الفيلم ما زال لهم نفوذهم في السلطة ويخشى انتقامهم من العاملين فيه.

وهذا الأمر كان مبعث انتقادات وجهت لمخرجه في استغلاله لشخصياته والعاملين فيه على الرغم من المخاطر التي قد تتهدد حياتهم بسبب فيلمه.

لا يحفل اوبنهايمر بتقديم أي معلومات عن السياق التاريخي للحدث الذي يتناوله، أو تقديم أي تحليل في سياق ايديولوجي معين لما حدث، ففيلمه عن الحاضر بالدرجة الاساس، وعن الإنسان ودوافعه، عن العنف والذاكرة والاعتراف بالذنب والتسامح، وكل تلك المشاعر المتناقضة التي تصبح تراجيديا الماضي مدخلا لرصدها وتحليلها والبحث في اسبابها.

الشروق المصرية في

05.09.2014

 
 

"آل باتشينو" عبقرى السينما العالمية يغرد فى فينسيا بفيلمين

كتبت: حنان أبوالضياء

مهرجان  فينسيا  هذا العام  يحظى بتواجد مميز لصاحب الإبداع الفريد آل باتشينو من خلال عملين الأول خارج المسابقة الرسمية هو فيلم «الهزيمة» للمخرج باري ليفنسون.

بطل الفيلم «سيمون أكسلر» (آل باتشينو). ممثل مسرحي كبير في السن فقد قدرته على التمثيل ويعاني من الاكتئاب، الفيلم مأخوذ من رواية لفيليب روث. ويعرض له فى المهرجان أيضا  فيلم  للمخرج ديفيد جوردون جرين وهذا الفيلم يتنافس على جائزة الأسد الذهبي يلعب «باتشينو» دور عامل يصنع الأقفال لم ينس أبدا حب حياته الذي تخلى عنه ومن ثم ينقطع عن التواصل بشكل طبيعي مع الناس.

ولأن الشخصيتين في الفيلمين شائكتان وبهما بعد نفسى يعزف على الإحساس بالخوف والاكتئاب لذلك كانت الأسئلة الموجهة الى «باتشينو» فى المؤتمر الصحفى الذى أقيم بالمهرجان حول ما إذا كان أداؤه لهذه الأدوار نابعا من تجربة شخصية. وأجاب «باتشينو»: «لا يمكن ألا أكون مكتبئا أحيانا.. وهذا هو حالنا كلنا. فثمة أشياء فى الحياة تجعلك تميل للاكتئاب ومتشائما ولكننى أقاوم وفى الجزء الثانى من فيلمى الاب الروحى كان  مايكل كورليون مكتئبا وأنا كنت محظوظاً لأنى لم أنجرف إلى هذا الشعور العارم الذي انزلق إليه كثيرون من المشاهير آخرهم النجم الراحل روبن وليامز. ولكننى قد أكون مكتئباً من دون أن أعرف.

قد يصاب الناس بالاكتئاب الذي يكون قاسياً ومحزناً جداً، ويدوم طويلاً. هذا أمر مرعب. صحيح أنّني أصبت بنوبات شبيهة، لكن ليس بهذه الكثافة لحسن حظي.. وقال «باتشينو» إنه لا يعتبر نفسه من نجوم هوليوود بالمعنى التقليدي ولكنه لا ينتقدها. فهوليوود مازالت كما هي. وارتباطي بها لم يكن غير ودي ولكنه ما زال غير واضح».

إن آل باتشينو هذا الفنان المعجزة تستطيع التعرف عليه من خلال سلسلة من  الحوارات المنفصلة بدأت من عام 1979 إلى 2007، جمعت فى كتاب عنه غطي فترة كبيرة من حياته.. ومقدمة الكتاب التي كتبها الفنان نفسه والتي يتضح من خلاله إعجابه الكبير بالفنان الأسطوري مارلون براندو.

وتطرق «باتشينو» لقصص حميمة وخاصة جدا، أهمها علاقته بوالده الذي هجره، بينما كان بعمر الثانية فقط، الأمر الذي تسبب بجرح بداخله لم ينغلق على رغم مرور الأعوام الطويلة. اما أمه فيرى أنها كان لها الفضل بإبعاده عن حياة الشوارع في ساوث برونكس في نيويورك، ولكن رحيلها المبكر قد تسبب بجرح كبير في حياته...ويعترف بأن شخصية «مايكل كلوريوني» التي لعبها في الفيلم الشهير «الاب الروحى» كانت السبب في بزوغ شهرته. ويقول «باتشينو» إنه يعد الجزء الثاني من العمل هو الأفضل بالنسبة إليه، أما الجزء الثالث فلم يحظ بإعجابه. ولكن آل باتشينو تحدث عن الصرخة الشهيرة في نهاية الجزء الثالث، التي ربما كانت أهم مشاهد الجزء، وتحدث «باتشينو» عن الشخصية الحقيقية لفيلمه «سربيكو» وهو الشرطي الذي كشف عن شبكة فساد من رجال الشرطة أنفسهم. يقول «باتشينو» إنه جلس مع سربيكو مرة وسأله محاولا فهم دافعه العميق، لماذا فعل ذلك وخاطر بحياته. رد عليه سربيكو بإجابة بليغة بأنه لا يعرف من سيكون عندما يستمع للموسيقى التي يحبها. إنه يعني سيخسر قيمه الأخلاقية التي تعكس حقيقته وجوهره، ويكشف «باتشينو» أنه فتح شخصية «توني مونتانا» في الفيلم الشهير «سكار فيس» أول مرة لشخصيات كوبية يعرفها على عكس ما يفعل بالعادة، حيث يقوم شخصيا بالاشتغال على شخصياته. الغريب عن «باتشينو» المعروف بجدية أدواره أنه عاشق لعب الأدوار الكوميدية، التي يقول إنه انطلق منها في بداياته عندما كان طالبا، وعبر عنها بشكل أكبر في فيلم «ديك تريسي» عندما مثل شخصية «big boy» التي تعتبر واحدة من انجح الأدوار التي قام بها.

وآل باتشينو له آراء صادمة أحدها في الفيلم الشهير «وطار فوق عش الواق واق» للنجم جاك نيكلسون الذي قال عنه إنه يفتقد العمق، ولا يستحق الأوسكار. ورد على انتقاد الفنان انتوني هوبكنز العملية المتكررة لعرض مسرحيات شكسبير بأنه يجب إذن وقف إعادة إحياء موسيقى موتزرات بحجة أنها عملية متكررة. وإضافة إلى أن ميزة الأعمال الخالدة أنها تبعث من جديد. ويتحدث «باتشينو» عن قدرته على تقمص الشخصيات. قائلا: «هذا كل ما أحاول القيام به طول الوقت. الوصول إلى نقطة تشعر فيها بغريزية الشخصية. وعند سؤاله عن سبب قيامه المتكرر بعرض مسرحيات شكسبير قال إنه يشعر بأنها تعالجه.

من المعروف أن آل باتشينو عاش في عائلة فقيرة. أبوه كان بائعا متجولا سلفاتور باتشينو وأمه هي روز باتشينو، الأمر الذي جعله ينتقل إلى العيش مع جدته. خلال فترة المراهقة كان قد سجن ثلاثة أيام بتهمة حيازته سلاحاً دون ترخيص. كان الفريدو مهتما بالتمثيل منذ صغره حيث كان شغوفا بالمسرح الذي بدأ فيها كممثل مسرحي.أدى في المسرح أدوارا مميزة أثارت اهتمام الجمهور والنقاد، في ذلك الوقت كان يريد شق طريقه إلى السينما في منتصف السبعينات وبالطبع لم يكن يظن يوما انه سيصبح نجما كبيرا ولامعا، أو حتى أن يكون له دور بطولة فيلم بعد مشاركة الفريدو في فيلمي (The Panic in Needle Park)و (Me, Natalie) كما سبقتهما مشاركته في مسلسل (Deadly Circle of Violence) في ذلك الوقت كان المخرج  فرانسيس فورد كوبولا يعد العدة لتقديم فيلم The Godfather، ووقع الاختيار على الفريدو للقيام بدور شخصية (مايكل كورليوني) زعيم المافيا.

لم يكن الفريدو آنذاك يريد القيام بالدور، وكان يطمح في الحصول على دور في أحد الأفلام الكوميدية لاعتقاده بأن الجمهور لا يحب من يؤدي الأدوار الشريرة. ولكنه قام بالدور فظهرت موهبة الفريدو، وإمكانياته الكبيرة. بعدها قام بعمل فيلمين مهمين مقدما أدوارا خالدة جعلت له مكانا في ذاكرة التاريخ السينمائي ففي عقد السبعينات تعاون الفريدو مع المخرج الكبير سيدني لوميت حيث شارك معه في عملين مهمين هما (Serpico 1973) و(عصر يوم قائظ 1975) في العمل الأول يؤدي دور شرطي نزيه يصطدم بتيارات الفساد التي أحكمت سيطرتها على قطاع الأمن في ولايته، وقد حاز جائزة  الجولدن جلوب كأفضل ممثل عن دوره هذا، ونال ترشيحاً للأوسكار كذلك. أما في الفيلم الثاني فيظهر بدور شاب فقير يسطو على أحد البنوك فتفشل الخطة وتتطور المسألة إلى أن تحاصره قوات الأمن هو وزميله.

ودوره الأسطوري عندما لعب دور الشيطان فى الفيلم شديد الروعة والإمتاع: «محامى الشيطان» The Devil’s advocateشاركه فى الفيلم: «كيانو ريفز» و«شارلز ثيرون»، ونرى الأداء الجميل لـ«باتشينو» وهو يلعب دور «چون ملتون» أو الشيطان، حيث يضع ابنه «ريفز» فى لعبة قاسية بهدف السيطرة عليه وضمه اليه فى رحلته القادمة ضد البشر! وطبعا هناك رائعته «عطر امرأة» Scent of women يدور حول جنرال متقاعد يقرر السفر فى رحلة لنيويورك، ويقوم بالاستعانة بشاب يتورط فى جريمة منافية للأخلاق فى مدرسته، مما يجعله فى مأزق حرج فعلا ويسافر الشاب مع الجنرال «فرانك سلايدر» وهناك تنشأ علاقة بينهما استطاع «باتشينو» فيها أن يصل لذروة أدائه التمثيلى وحصل أخيرا على جائزة أوسكار أحسن ممثل.. إن افلام آل باتشينو تعد فى حد ذاتها تاريخا للإبداع فى العالم.

الوفد المصرية في

05.09.2014

 
 

محسن مخملباف يطارد الطغاة والمستبدين في دول القوقاز

العرب/ عدنان حسين أحمد

الفيلم يجسد هرب رئيس مستبد بعد الإطاحة بحكمه الدكتاتوري، ليتنكر بزي موسيقي، ويجوب البلاد فيلمس عن كثب حجم المعاناة والآلام التي سببهـا لشعبه.

البندقية - انطلقت في الـ27 من شهر أغسطس الماضي فعاليات الدورة الـ71 لمهرجان فينيسيا (البندقية) السينمائي الدولي، وتستمر إلى غاية يوم غد السبت 6 سبتمبر الجاري. ويعرض خلال أيام المهرجان 55 فيلما روائيا ووثائقيا وقصيرا تمثل 39 بلدا، كان أولها فيلم الافتتاح “الرئيس” للمخرج الإيراني محسن مخملباف.

لم يقتبس فيلم “الرئيس” للمخرج الإيراني محسن مخملباف عن قصة معروفة أو رواية شائعة، لكننا بالنتيجة نتعامل مع قصة سينمائية كتبها مخرج الفيلم بالتعاون مع زوجته مرزية مشكيني.

لا تقوم بنية الفيلم على حكاية متخيلة على الرغم من تسلل الكثير من اللمسات الخيالية إلى بنية النص القصصي. إن تأكيدنا على أن وجود القصة السينمائية متأت من أن بنية الحكاية سطحية أو أفقية على نحو أصحّ، بينما بنية القصة عموما، أية قصة هي بنية عميقة أو عمودية إن جاز لنا التعبير.

ذلك لأن هذه الأخيرة فيها “سبب ونتيجة”، بينما تفتقر الأولى إليهما معا، أي أن السرد الحكائي هو سرد أفقي يتحرك على السطح دائما، ولا يقدّم لنا أسبابا ونتائج منطقية تُرضي الذهنية البشرية المتعارف عليها.

من هنا فإن مخملباف ومرزية لا يهدفان إلى سرد حكاية شعبية أو أسطورية، وإنما يقصان قصة، أو يرويان رواية بالمعنى الأوسع، وقد أرادا لها منذ البداية أن تكون قصة أو رواية عالمية لا تخص بلدا بعينه، ولا تستهدف دكتاتورا بحدّ ذاته.

لقد أحسن الكاتبان اختيار الثيمة القصصية أول الأمر بحيث جعلاها مقنعة جدا، كما أنها تنطوي على نقد لاذع، وشجاعة نادرة، خصوصا وأن رأس مخملباف، أو رؤوس أسرته برمتها مطلوبة من قبل الحكومة الثيوقراطية في إيران التي لم تكف عن محاولاتها المتكررة في القبض عليه أو تسميمه، أو اغتياله إن سنحت لها الفرصة.

تتجسد قصة الفيلم في هرب الرئيس المستبد بعد الثورة عليه والإطاحة بحكمه الدكتاتوري، الأمر الذي اضطره للتنكر بزي موسيقي جوال يجوب البلاد التي حكمها بالحديد والنار على مدى سنوات طوال، فيلمس عن كثب حجم المعاناة والآلام والعذابات التي سببهـــــا هو وجيشه وبطانتـه المقربة منه إلى شعبه المغلوب على أمره.

لا تكمن أهمية الفيلم في عرض هذه الثيمة التي باتت شائعة ومألوفة في غالبية البلدان التي تحكمها أنظمة دكتاتورية مستبدة، ولكن الأكثر أهمية في هذا الفيلم هو معالجة المخرج لمرحلة ما بعد الثورة، حيث يعمّ العنف، وتتغلب الفوضى، ويسود التطرّف إلى الدرجة التي يصبح فيها الثوار هم الضحايا الجدد. لا شك في أن هذا الفيلم يحمل بصمات واضحة من ثورات الربيع العربي، حتى أن بعضهم قد قارن بين نهاية الدكتاتور في هذا الفيلم وبين المشاهد الأخيرة لمقتل الرئيس معمّر القذافي، على الرغم من أن أحداث الفيلم التي صورت في جيورجيا تدور في دولة من دول القوقاز.

العرب اللندنية في

05.09.2014

 
 

صور| سر وشم جيمس فرانكو المميز في مهرجان فينيسيا

ترجمة– أحمد عزمي:

يعرف الممثل الشاب جيمس فرانكو في هوليوود بالممثل الجريء قليل الظهور، الممثل الذي لم تخذله جرأته عند تشخيص السيرة الذاتية للممثل الراحل جيمس دين في فيلم تلفزيوني بنفس الاسم، حصد عنه جائزة جولدن جلوب لأحسن ممثل، أو أن يشارك في دور شرفي في فيلم "لافليس" Lovelace ليجسد شخصية "هيو هفنر" صاحب مؤسسة "بلاي بوي" المثيرة للجدل.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية رصدت دورا آخر قد يضاف إلي قائمة جرأة جيمس فرانكو، فالممثل الأمريكي الذي تعدي بالكاد الخامسة والثلاثين على وشك تصوير فيلمه الجديد "زيروفيل"، وقد بدأ فرانكو الاستعداد للدور، فتخلى عن شعره، ووشم رأسه بصورة تجمع إليزابيث تايلور ومونتجمري كليفت، من فيلمهما "مكان في الشمس" في أوائل الخمسينيات، وشارك فرانكو صورته مع معجبيه على تطبيق "إنستجرام" بالفعل.

وفي فيلم "زيروفيل"، يلعب فرانكو دور آيك جيروم، طالب الهندسة المعمارية الذي تطارده أحلام هوليوود ويعشق أفلامها، وهو سر الوشم الذي يلازمه على جلد رأسه، ليجسد الممثل الشاب على الشاشة أحد أكثر الكتب مبيعا في عام 2007 للروائي الأمريكي ستيف إريكسون، والمتوقع الانتهاء منه خلال هذا العام، وعرضه على الشاشات خلال العام المقبل.

كما رصدت عدسة "ديلي ميل" الممثل الشاب أثناء حضوره لمهرجان فينيسيا السينمائي في إيطاليا الخميس الماضي، بشخصيته الآسرة ووشمه المميز، ورصدت لقطاتها جولته الحرة على متن قارب، متخليا عن قميصه الذي يخفي جسمه ممشوق القوام.

موقع "دوت مصر" في

06.09.2014

 
 

فينسيا يعرض فيلماً يفضح مجازر الأتراك

كتبت - حنان أبوالضياء:

فى الآونة الأخيرة بدأ يطفو على السطح الكلام عن ثانى مذبحة عرقية شهيرة بعد الهولوكست التى يتاجر بها الصهاينة. وهى المذبحة التى راح ضحيتها الأرمن فى نهاية الدولة العثمانية على يد الأتراك.

وضمن المسابقة الكبرى لمهرجان البندقية السينمائي عرض فيلم «القطع» للمخرج فاتح أكين، وهو أول فيلم لمخرج من أصول تركية يتناول مجازر الإبادة التي تعرض لها الأرمن في أواخر الدولة العثمانية، خلال فترة الحرب العالمية الأولى حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمينية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموجرافية تلك المناطق.. فمن المعروف تاريخيا أنهم أجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم. غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915, حيث قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينة. بعدها أمرت جميع العائلات الأرمينية في الأناضول بترك ممتلكاتها والانضمام إلى القوافل التي تكونت من مئات الآلاف من النساء والأطفال في طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة. وغالبا ما تم حرمان هؤلاء من المأكل والملبس. فمات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75% ممن شارك بها وترك الباقون في صحاري بادية الشام. يتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون غير أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300٫000 أرميني فقط،بينما تشير مصادر أرمينية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرميني وعندما دخل الإنجليز إلى إسطنبول محتلين سنة 1919، أثاروا المسألة الأرمينية، وقبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم غير أن معظم المتهمين هربوا أو اختفوا فحكم عليهم بالإعدام غيابيا، ولم يتم إعدام سوى حاكم يوزغت الذي قام بإبادة مئات الأرمن في بلدته. ومن أشهر الافلام التى تكلمت عن مأساة الارمن فيلم المخرجة تمارا استيبانيان «جمر»، الحائز جوائز عدة، والذي يتناول قصة نضال عائلة أرمينية خلال الحرب العالمية الثانية.. والفيلم إحياء ذكرى جدة المخرجة، من خلال الحديث مع اصدقائها المسنين في مسقط رأسها في أرمينيا. للكشف عن جانب من تاريخ أرمينيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وفيلم «القطع» من إخراج فاتح أكين الذي يعتبر من أهم المخرجين العالميين، وقدم مجموعة من الأفلام أثارت كل واحد منها ضجة كبيرة عند عرضه داخل وخارج ألمانيا وفي المهرجانات السينمائية الدولية لان معظم أفلامه تتعرض بجرأة كبيرة للتمييز العنصري الذي يعاني منه المهاجرون إلى ألمانيا والألمان وهي صفة لازمت أفلامه، لأن فاتح أكين المولود في ألمانيا عام 1973 من أصل تركي. ومن أفلامه (سريع وبدون ألم) من إنتاج عام 1998 وهو أول فيلم لفاتح أكين ويحكي عن ثلاثة أصدقاء تركي وصربي ويوناني في هامبورج حيث يزج بأحدهم في السجن بتهمة قتل. وفيلم (في شهر تموز) من إنتاج عام 2000 ويحكي الفيلم قصة رحلة يقوم بها مدرس من هامبورج إلى استانبول للقاء فتاة تركية. و(سولينو) من إنتاج عام 2002 يروي أكين من خلال هذا الفيلم حكاية وصول المكرونة الإيطالية إلى منطقة الرون عام 1914 مع عائلة إيطالية. و(عبور الجسر) من إنتاج عام 2005 والفيلم رصد لشوارع استانبول. و(على الجانب الآخر) وهو من أهم أفلامه من إنتاج عام 2007 وقد رشح هذا الفيلم لجائزة الأوسكار عام 2007 وحصل في نفس العام على الجائزة الأولى لأفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان إيطاليا السينمائي، والعديد من الجوائز الأخرى. وفيلم حافة الجنة، وتدور أحداث الفيلم بين تركيا وألمانيا شاب ألماني من أصل تركي يسعى للبحث عن ابنة رفيقة أبيه بعد موتها، فيذهب إلى تركيا بحثًا عنها، بينما تكون هي فرت من إلى ألمانيا بعد ملاحقة البوليس التركي لها لنشاطها السياسي.. من المعروف أن المخرج فاتح أكين كان يود تصوير فيلم عن «هارنت دينك» الصحفي الأرميني الذي قتل في تركيا، من قبل شبان ينتمون لميليشيات قومية شوفينية. لكن «أكين» لم يجد أحدا من الممثلين الأتراك قبل القيام بهذا الدور خوفا من القوى القومية المتطرفة. ولم يرغب أكين أن «يدفع أي أحد للخطر»، كما صرح المخرج لصحيفة «آجوس» التركية الأرمينية، مما دفعه إلى التخلي عن مشروعه ليقدم فيلم «القطع».

عبر قصة رجل يعيش في مدينة ماردين فقد ابنته. وهذا الفيلم أثار بدوره حفيظة القوميين المتطرفين، لكونه تطرق لهذه القضية الشائكة.. ولكن «أكين» كان يرى من وجهة نظره أن تركيا وصلت إلى «حالة نضج» تجعلها تتقبل الفيلم. وبعد هذا الحوار الذي أجراه أكين مع صحيفة «آجوس»، نشر القوميون المتطرفون تهديدات على الإنترنت، موجهين رسالتهم إلى الصحيفة «آجوس»، إلى من وصفوهم بالأرمن «الفاشيين» والمثقفين «الهدامين»، أما فيلمه الحالى «قطع» فتكلف إنتاجه 21 مليون دولار وشارك فيه العديد من الشركات فى (ألمانيا، فرنسا، ايطاليا، روسيا، بولندا، كندا، وتركيا) وشاركه في كتابة السيناريو مارديك مارتن وهو من أصول أرمينية، عاش طفولته وصباه في العراق...وقام ببطولته الممثل الفرنسي من أصول جزائرية (هو ممثل فرنسي من أصل جزائري. ولد في بيلفور، فرنسا، في عائلة ترجع أصولها لمنطقة وهران، الجزائر.. أول دور رئيسي له كان في فيلم «النبيّ» للمخرج «جاك أوديار» في عام 2009. لقي أداؤه كممثل قبولا حسنا من طرف الصّحافة خلال عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي. لعب فيه طاهر رحيم دور «مالك الجبنة», شاب ذو 19 سنة فاقد للمعالم، ينتهي به المطاف لدخول السّجن لمدّة ستّ سنوات. هذا الدور أكسبه جائزة أفضل ممثّل أوروبي في عام 2009. فاز بجائزتي سيزار لأفضل ممثل واعد وأفضل ممثل في النسخة 35 للمهرجان في 27 فبراير 2010. وتزوّج في 2010 من الممثلّة ليلى بختي التي هي أيضا من أصل جزائري)...مدير تصوير الفيلم راينر الألماني راينر كلاوسمان (المصور المفضل لأكين) ومن أشهر أفلامه حافة السماء وشاركه الان ستارسكي (مصمم مواقع التصوير) لينقل لنا بيئات مختلفة من الصحراء الأردنية الى البيئة الأمريكية المتنوعة. صور الفيلم في الصحراء الأردنية، والموسيقى التصويرية التي وضعها الموسيقى ، ألكسندر هاكه. وهو الذى قدم مع أكين فيلم «عبور الجسر – أصوات استانبول» كتوثيق لاثنتي عشرة فرقة موسيقية في بوتقة استانبول. ويعرض ثقافاتهم وأساليبهم في التعبير الموسيقي، وكذلك تجاربهم.

الوفد المصرية في

06.09.2014

 
 

فيلم سويدي يفوز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي

كتبرويترز

فاز الفيلم الكوميدي السريالي (حمامة فوق غصن تفكر في الوجود) A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence للمخرج السويدي روي اندرسون بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان البندقية السينمائي يوم السبت.

وذهبت جائزة أفضل مخرج لاندري كونتشالوفسكي -77 عاما- عن فيلمه "ليالي رجل البريد البيضاء ""The Postman's White Nights  .

وفاز فيلم "نظرة الصمت"The Look of Silence  الوثائقي عن المذابح التي ارتكبت في اندونيسيا في الستينات في اعقاب انقلاب شيوعي فاشل وهو من إخراج الأمريكي جوشوا اوبنهايمر بجائزة لجنة التحكيم لافضل فيلم.

صدى البلد المصرية في

06.09.2014

 
 

مهرجان البندقية السينمائي:

استلهام أفلام "الويسترن" في بيئة بدوية أردنية

صفاء الصالح/ بي بي سي - البندقية

بعد أكثر من نصف قرن على تصوير فيلم المخرج ديفيد لين "لورانس العرب" في البادية الأردنية، والمشاهد البانورامية الساحرة التي قدمها مديره تصويره فريدي يونغ في هذا الفيلم الملحمي، يقوم مخرج أردني بالتصوير في البادية ذاتها وفي وادي رم قرب موقع البتراء التاريخي الشهير في فيلم تشويق ومغامرة يضاف إلى الأفلام الأردنية التي تعد على أصابع اليدين طوال تاريخها منذ القرن الماضي حتى يومنا هذا.

ولفيلم "لورانس العرب" حضور كبير في الذاكرة الأردنية، فإذا كان موضوعه تي اي لورانس ودوره في الثورة العربية التي أعلنها الشريف حسين ضد الدولة العثمانية، فإن تصوير الفيلم نفسه كانت فاتحة لفت الانتباه إلى جماليات الصحراء والبادية الأردنية في السينما العالمية.

كما أن لحظات تصويره في الأردن (صور لين أيضا بعض مشاهده في اسبانيا والمغرب) حظيت بدعم سخي من الملك الاردني الراحل حسين، الذي زار مواقع التصوير غير مرة، وينسب البعض تعرفه على زوجته الثانية انطوانيت غاردنر التي تحولت بعد الزواج منه إلى الأميرة منى الحسين الى هذه اللحظات، حيث أنها ابنة ضابط بريطاني رفيع عمل في الأردن وكانت تعمل ضمن كادر الفيلم حينها.

اليوم، يعود المخرج نادي أبو نوار إلى هذه الجغرافيا وإلى الفترة التاريخية ذاتها، أي عام 1916 وأجواء الثورة العربية، ليقدم فيلمه "ذيب" ولكن في سياق أفلام المغامرة والتشويق والسينما التجارية السائدة، ولكنه يراهن في الوقت نفسه على خصوصية البيئة المحلية ومعرفته بها.

يبدو الفيلم أقرب إلى فيلم من أفلام الغرب الأمريكي "الويسترن" منفذ في بيئة بدوية، ويبدو هذا هدف معلن لمخرج الفيلم الذي لا يخفي اعجابه بأفلام الوسترن والمخرج جون فورد أو المخرج سيرجيو ليوني.

ذئب الصحراء

واذا كان هذا هدف أبو نوار المعلن، فهو لا يدعي البحث عن أي رسالة ايديولوجية أو تعبير عن هم سياسي أو مشكل اجتماعي كتلك التي تمتلئ بها الأفلام العربية، لنقفز ألى استنتاج هنا، قبل مناقشة التفاصيل الفنية للفيلم لنقول أنه نجح في خلق فيلم مغامرات مشوق ينتمي الى تيار السينما التجارية السائدة.

على الرغم من توقعنا أن الفيلم سيواجه كثير من المشكلات في العالم العربي، عند محاكمته في ضوء الاتجاهات الايديولوجية والمواقف الفكرية السائدة، وفي محاكمة الأنماط التي قدمها للشخصية العربية فيه والملابسات التي تثيرها عند النظر الى مجمل المرحلة التاريخية التي جرت فيها احداث الفيلم.

تتركز قصة الفيلم على الطفل "ذيب" المتعلق بأخيه الأكبر حسين، الذي يقوده خطاه نحو عالم الرجولة وتعلم القوة والصبر ومستلزمات العيش في عالم الصحراء القاسي.

ومع وصول أحد الضيوف برفقة ضابط بريطاني إلى مضارب القبيلة، يتطوع حسين لأن يكون دليلهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في البادية الأردنية.

ونعرف لاحقا من سياق الفيلم ان الضابط البريطاني كان يريد الوصول إلى ثوار الثورة العربية وايصال معدات وجهاز تفجير كما يبدو لمهاجمة سكة حديد الحجاز التي يستخدمها الجيش العثماني لنقل جنوده.

يصر ذيب على ملاحقة أخية والرجلين على حمار، فيضطرون إلى أخذه معهم، ووسط البيئة الصخرية الجرداء، يتحول الفيلم إلى فيلم مطاردات بظهور مجموعة من قطاع الطرق من البدو، أو من قبيلة منافسة، تهاجمهم قرب بئر للماء في المنطقة، وينتهي الأمر بعد مناوشات بمقتل كل من الانجليزي ومرافقه وحسن، ليبقى الطفل ذيب وحيدا في مواجهة اللصوص.

وبعد مطاردتهم له يسقط في البئر، فيقوموا بقطع حبل البئر وتركه لمصيره فيه.

وهنا تتركز أحداث الفيلم على الطفل ذيب في مواجهة هذه البيئة المقفرة، وكيف تنضج هذه التجربة فيه رجولة مبكرة، وتبعث فيه شجاعة لمواجهة قسوة الموقف والطبيعة، ولعل تلك كانت يمكن أن تشكل مادة فيلم على قدر كبير من العمق وتقديم معالجة لعزلة إنسان (طفل) في مواجهة قسوة الطبيعة.

بيد أن المخرج، كما أشرنا، يهدف إلى صنع فيلم مغامرة وتشويق، لذا يعيد أحد اللصوص مصابا ومغمى عليه، ونستنتج هنا أن بقية اللصوص قد اختلفوا بينهم على الغنيمة وقتلوا بعضهم.

وهنا تبدأ علاقة صعبة في صورة كر وفر بين الطفل واللص، تنتهي بأن يقبلا العيش معا لحاجتهما إلى بعض في مواجهة الطبية القاسية.

وبعد أن يساعد الطفل اللص في استخراج الرصاصة من رجله ينطلقان معا في رحلة، تنتهي عند مقر حامية الجيش العثماني في المنطقة، حيث يقوم اللص ببيع ما سرقه من الضابط الانجليزي لضابط الحامية العثمانية، فيقوم الطفل ذيب باطلاق النار عليه بعد خروجه من مقر الحامية انتقاما لمقتل أخيه.

ويثير هذا المشهد اكثر من تساؤل بشان اختيار هذه اللحظة، بعد بيع الأشياء للعثمانيين، رغم أنه وثق بذيب الذي توفرت له اكثر من فرصة للتخلص منه قبل ذلك، كما هي الحال مع لقاء البدو الثوار الذين يفترض أنهم أقرب إلى عشيرة اهل ذيب المتعاطفة معهم.

جماليات البادية

بعيدا عن أي مناقشة لمضامين الفيلم، يمكن القول أن أبو نوار تمكن في تجربته الاخراجية الأولى قيادة كادر فني اجنبي على قدر معقول من الاحتراف سمحت به امكانياته الانتاجية، لصنع فيلم مغامرة مشوق.

وشمل الكادر مدير التصوير النمساوي فولفغانغ تاله والموسيقي البريطاني جيري لين والمصممة آنا لافيل والمونتير روبرت لويد.

ونجح عبر مدير تصويره فولفغانغ تاله في أن يسثمر جماليات البيئة الصحراوية في البادية، وطبيعة وادي رم المميزة، لاسيما تلك التلال والمرتفعات الحجرية فيها، ويعكسها عبر لقطات عامة غنية عبرت عن أزمة الشخصيات وعزلتها ضمن بيئة قاسية.

على أن خبرة تاله كمدير تصوير تتركز في عالم التلفزيون والأفلام الوثائقية، ومنها فيلم " شهرة مومس" الذي حصل عليه على جائزة أفضل تصوير في جوائز السينما في النمسا عام 2011.

وقدم جيري لين موسيقى تصويرية ركزت على تعزيز طابع التشويق في مشاهد الفيلم المتوترة والضياع في الصحراء، ولم يوغل لين في اكتشاف العناصر الموسيقية المحلية واستثمارها في عمله.ويمثل "ذيب" أول تجربة له في وصع موسيقى فيلم روائي، بعد أن وضع موسيقى عدد من الافلام الوثائقية والقصيرة والبرامج التلفزيونية.

تركز عمل أبو نوار على تقديم الخصوصية المحلية وجعلها محور فيلمه، وهي هنا البيئة البدوية الاردنية، التي نهل فيلمه كثيرا من موروثها الشفاهي وعاداتها وتقاليدها وشعرها البدوي وغنائها ونثره في ثنايا فيلمه، الذي افتتح بمقولة من هذا التراث الشفاهي، واستثمر مقولات أخرى في سياق الفيلم.

ويعرف أبو نوار ان تلك هي نقطة قوته الأساسية وما يشكل مصدر الدهشة والاكتشاف للآخرين عن بيئة يجهلون تقاليدها وعاداتها وتفاصيل حياتها اليومية الخاصة.

ولا شك أنها عودة للجذور بالنسبة لأبي نوار الذي ولد في بريطانيا وعاش فيها طفولته حتى العاشرة، ليعود بعدها إلى الأردن ويقضي بقية حياته متنقلا بين البلدين.

وقد استعان بمنتج محلي على معرفة دقيقة بالبيئة البدوية في مساعدته في العثور على أشخاص ما زالوا يعيشون التقاليد البدوية على اصولها، في وقت باتت فيه نادرة بعد استقرار معظم القبائل البدوية وسكن الكثير من ابنائها في مدن وبلدات الاردن.

ويقول أبو نوار في إحدى مقابلاته إنه قضى فترة 6 أشهر إلى سنة في مرحلة البحث اثناء إعداد السيناريو الذي اشترك في كتابته كما الانتاج باسل غندور عبر شركته "بيت الشوارب"، قبل أن يقضي سنة اخرى من المعايشة في بيئة انتاج الفيلم.

ووفق هذا السياق، حرص ابو نوار على ألا يلجأ إلى ممثلين محترفين لتجسيد أدوار فيلمه بل أن يكتشف ممثليه من الناس العاديين الذين يعيشون في البيئة البدوية نفسها وفي محاولة لتحقيق أكبر قدر من الواقعية وتجنب مشكلات عدم اتقان تفاصيل العيش والتصرف في بيئة على قدر كبير من الغنى الاشاري في اعرافها وتقاليدها وسلوك افرادها، ومن الصعب لغير البدوي إتقان هذه الاعراف (الاشارية) الغنية. (لقد ظل بدو الاردن يتندرون على الممثل القدير بيتر اوتول عندما مثل لورانس العرب وكان يستعين بوسادة اسفنجية عند جلوسه على ظهر الجمل، فلقبوه "ابو اسفنجة").

واجتهد كل من الصبي جاسر عيد الذي جسد شخصية ذيب وحسن مطلق وحسين سلامة في تجسيد ادوار الفيلم، بعد أن أدخلهم المخرج دورة لتعلم التمثيل لغرض التمثيل في الفيلم، فبدا أدائهم مقنعا، رغم بعض الهنات البسيطة، ونجحوا في تجسيد أدوارهم بحضور مميز على الرغم من أنهم لم يمثلوا سابقا.

بدا أبو نوار حياته المهنية عام 2005 بعد تخرجه من ورشة السرد لكاتبي السيناريو التي اقيمت في الأردن بالاشتراك مع مؤسسة "صندانس" السينمائية، و"ذيب" هو باكورة انتاجه في الفيلم الروائي الطويل بعد فيلمه القصير "موت ملاكم" عام 2009، ومساهمة موفقة على صعيد بناء السينما الأردنية، التي بدأت في السنوات الأخيرة بتقديم عدد من المحاولات الواعدة.

الـ BBC العربية في

06.09.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)