كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

فوز الفيلم الأردني (ذيب)

في مهرجان فينيسيا السينمائي

عمان - ناجح حسن

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

قطف الفيلم الروائي الاردني الطويل (ذيب) لناجي ابو نوار جائزة افضل مخرج في قسم (آفاق جديدة) في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الذي اختتم يوم اول أمس السبت فعاليات دورته الحادية والسبعين.

والفيلم الذي اضطلع باداء ادواره جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة، مشهدية جمالية تدور وقائعها في الصحراء الاردنية ابان فترة تاريخية مطلع القرن الفائت خلال التواجد العثماني.

ويسرد الفيلم قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

فيلم (ذيب) الذي اشاد بأسلوبيته الجمالية والدرامية النقاد العرب والاجانب ممن تابعوا فعاليات المهرجان هو التجربة الثانية لناجي أبو نوّار عقب تحقيقه لفيلمه الروائي القصير (موت ملاكم) الذي شارك فيه بالعديد من المهرجانات العربية والدولية.

تم تصوير فيلم (ذيب) في وادي رم جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمع المحلي، وجرى اختيار ممثلي الفيلم من ابناء تلك المنطقة، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء.

قام بإنتاج الفيلم شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني باسل غندور، بالتعاون مع نور بيكتشرز من خلال المنتج البريطاني روبرت لويد، وشركة الخلود للإنتاج الفني، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ.

انجز ابو نوار الفيلم بعد ثلاثة اعوام من العمل المتواصل في البحث عن التمويل والكتابة ونال منحة صندوق سند في أبو ظبي، ومنحة مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى من سويسرا.

بدأ أبو نوار مسيرته السينمائية العام 2005، عقب دراسته الجامعية في لندن وشارك عقب عودته الى عمان في ورشة راوي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تُنظّم بالاشتراك بين الهيئة الملكية الاردنية للأفلام ومعهد ساندانس.

وقال الناقد السينمائي اللبناني محمد رضا الذي تابع فعاليات مهرجان فينيسيا هذا العام، حكاية فيلم (ذيب) تقع في الزمن العثماني حين نتعرّف على الصبي ذيب في الواحة التي تعيش فيها قبيلته في الصحراء الأردنية، ذات ليلة يصل رجل من قبيلة أخرى ومعه بريطاني، ترحب بهما القبيلة وتنحر الغنم ثم تستمع إلى السبب وراء الزيارة: البريطاني عسكري في مهمّـة والرجلين بحاجة إلى دليل.

شقيق ذيب حسّان دليل جيّـد وهذا يوافق على مساعدتهما بلوغ مقصدهما. يلحق ذيب بشقيقه ويفرض على القافلة حضورها. الأجنبي يحمل صندوقاً يثير فضول الصبي والتوتر يسود هؤلاء عندما يحاول ذيب معرفة ما في الصندوق فينهره البريطاني بعنف ما يثير حسّان فينبري للدفاع عن شقيقه. لكن ما ينتظر الجميع إثر ذلك هو أكثر أهمية: مجموعة من قطّـاع الطرق تهاجم القافلة. البدوي المصاحب والبريطاني يسقطان قتيلين، وحسّـان يأخذ شقيقه إلى الصخور المرتفعة ويبلي بلاء حسناً في الدفاع عن نفسيهما. لكن في صبيحة اليوم التالي يسقط حسّـان برصاصة أحدهم.

باقي الفيلم (بعد نحو ثلث ساعة من بدايته) هو عن كيف بقي ذيب على قيد الحياة وكيف ساعد جريحاً على البقاء حيّـاً واصطحبه إلى النقطة العسكرية التي كان البريطاني يريد تسليم الصندوق إليها.

يواصل رضا قراءته النقدية لفيلم (ذيب): جميل الصورة لوناً كما تصويراً، القول بأن التصوير في الصحراء العربية متعب مردود عليه في أفلام سابقة مثل (لورنس العرب) و(الرسالة)، لكنه يتجدد هنا بفعل مدير تصوير جاهز للتأقلم هو وولفغانغ تايلر، سيناريو أبو نوار يعمد إلى الغموض والتشويق لكنه لا يخون المنحى الرصدي والتأملي للأحداث لصالح إيقاع متسارع أو فيلم مغامرات عادي.

ويختم رضا في موقعه الالكتروني (ظلال واشباح): «أبو نوّار يعترف بأنه صنع هذا الفيلم لم يكن سهلاً: «هذا كان ثالث أو رابع مشاريعي التي حاولت إنتاجها، ذهبت بهذا المشروع تحديداً إلى أكثر من جهة، ثم قررت أنه إذا ما أردت تحقيقه فإن عليّ أن لا أنتظر، وفي النهاية أتممناه».

الرأي الأردنية في

08.09.2014

 
 

الملكة رانيا العبد الله: أنا فخورة بالمواهب الأردنية

مهرجان فينيسيا: «ذيب» لناجي أبو نوار يحصد جائزة أفضل مخرج في «آفاق جديدة»

عمان: محمد الدعمة

حصد الفيلم الروائي الأردني الطويل (ذيب) لناجي أبو نوار جائزة أفضل مخرج في قسم «آفاق جديدة» ب مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الذي اختتم يوم السبت فعاليات دورته الحادية والسبعين.

وقسم «آفاق جديدة» متخصص في عرض أفلام تحمل اتجاهات تعبيرية وجمالية جديدة في السينما العالمية، حيث شهدت المسابقة هذا العام تنافس 29 فيلما من جنسيات مختلفة.

ويتناول الفيلم مشاهد جمالية تدور وقائعها في الصحراء الأردنية إبان فترة تاريخية مطلع القرن الماضي خلال الوجود العثماني.

ويسرد قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وحضر عرض الفيلم المخرج ناجي أبو نوار، والأبطال جاسر عيد، وحسن مطلق، وحسين سلامة وجاك فوكس، والمنتجان باسل غندور وروبرت لويد، والمنتج المنفذ نادين طوقان، والمنتجان المشاركان ناصر قلعجي وليث المجالي، والمنتجان المساعدان يانال كاساي، وعيد سويلحين، ومدير الإنتاج ديالا راعي، والملحن جيري لين، ومدير التصوير وولفغانغ تالر.

وفيلم «ذيب» هو مغامرة صحراوية ضخمة مدتها 100 دقيقة، وهو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب أبو نوار الذي بدأ الكتابة والإخراج منذ عام 2010. ونال مشروع الفيلم منحا مقدمة من صندوق «سند» في أبوظبي، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرقي السويسري.

والفيلم من إنتاج شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني باسل غندور، بالتعاون مع «نور بيكتشرز» من خلال المنتج البريطاني روبرت لويد، وشركة الخلود للإنتاج الفني، وشارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوفان بدور المنتج المنفذ.

فيلم «ذيب» هو ثاني أفلامه وأول أفلامه الطويلة، وقد بدأ أبو نوار مسيرته المهنية في عام 2005، حيث كان في الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل راوي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تنظم بالاشتراك مع معهد ساندانس.

وقال ناجي أبو نوّار، بعد حصوله على الجائزة: «إنها بالفعل تجربة استثنائية، ففيلم (ذيب) هو أول أعمالي الطويلة، كما أن هذا هو المهرجان الأول الذي أحضره وأنا صانع أفلام، أريد أن أعبر عن اعتزازي بالعمل مع مجموعة عظيمة، وسعادتي بتسليط الضوء علينا في فعالية مرموقة مثل مهرجان فينيسيا السينمائي، فهذا يمكن اعتباره حلما وتحقق، كما أن الفضل في هذا كله يرجع إلى فريق (ذيب)».

وباركت الملكة رانيا العبد الله فوز فيلم «ذيب» الأردني بجائزة عالمية في «فينيسيا»، أمس (الأحد)، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وقالت الملكة رانيا العبد الله، في تغريدة لها: «مبارك للمخرج الأردني ناجي أبو نوار وفريقه على فوز فيلم (ذيب) بجائزة أوريزونتي (آفاق جديدة) عن أفضل مخرج في مهرجان فينيسيا للأفلام». وقالت في تغريدة مماثلة باللغة الإنجليزية: «أنا فخورة بالمواهب الأردنية ومبروك لكل فريق (ذيب)».

جرى تصوير فيلم «ذيب» في صحراء جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية التي جرى التصوير بالقرب منها، وجرى اختيار ممثلي الفيلم من العشائر التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر قبل بدء التصوير، وقام بدور الشخصية الرئيسة في الفيلم الطفل جاسر عيد، بالاشتراك مع حسين سلامة، حسن مطلق ومرجى عودة، بالإضافة إلى الممثل جاكفوكس.

وقد شارك ناجي أبو نوار في كتابة السيناريو بالاشتراك مع باسل غندور. ويجمع الفيلم فريق عمل عالميا، يأتي في مقدمتهم مدير التصوير النمساوي وولفغانغ تالر الحائز الكثير من الجوائز السينمائية، والملحن البريطاني جيري لين، ومصممة الديكور البريطانية آنا لافيل، بينما قام روبرت لويد بمونتاج الفيلم.

بدأ أبو نوار مسيرته المهنية في عام 2005، حيث كان في الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل راوي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تنظم بالاشتراك مع معهد ساندانس للأفلام.

والمؤلم أن الفيلم الأردني الذي أبهر لجنة التحكيم في المهرجان الدولي (فينيسيا)، كان صناعه عانوا في البحث عن رعاة محليين وداعمين، إذ رفضت كل من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وصندوق الملك عبد الله دعم الفيلم.

ومن المقرر أن يشارك الفيلم بعد ذلك في مهرجان تورونتو السينمائي في دورته المقبلة.

ومن ناحية اخرى قال مدير مهرجان البندقية السينمائي ألبرتو باربرا، إنه ينبغي على المهرجانات السينمائية الرائدة أن تتعاون بدلا من خوض حروب لكي تظل جذابة لكبرى استوديوهات هوليوود.

وقال باربرا خلال مقابلة أجريت معه: «أعتقد أن بدء الحرب والمنافسة بين المهرجانات خطوة سخيفة»، حسب «رويترز».

وأضاف: «لا نحتاج إلى أن نتنافس فيما بيننا. نحن هنا للقيام بمهامنا التي هي عرض الأفلام الجيدة لصناع الأفلام لمساعدتهم في الدخول إلى السوق وهكذا.. أليس كذلك؟».

وقال باربرا إنه التقى رؤساء مهرجانات آخرين في كان وبرلين، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في تورنتو لمناقشة العمل على نحو أكثر تعاونا. وأضاف أن إحدى المشكلات الكبرى التي تواجه جميع المهرجانات هي أن هوليوود لم تعد تنظر إليها بالضرورة على أنها وسيلة جيدة لطرح الأفلام التي تلقى إقبالا.

وقال باربرا: «عندما تحصل على واحد فستشعر أنك محظوظ لأن بالنسبة لمعظم أفلام هوليوود فإن الاستوديوهات لا تعتبر المهرجان كخيار أولي للترويج لفيلمها. المنتجون لا يحبون فكرة الحرب بين المهرجانات. إنهم يحتاجون إلى الترويج لأفلامهم ولا يريدون التورط في هذه الحرب».

إلى ذلك، انتهت مساء السبت فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ71 بإعلان هيئة التحكيم للجوائز الممنوحة للأعمال الفائزة وهي كالتالي:

- جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم وحصل عليها فيلم «حمامة فوق غصن تتأمل الوجود»، «إيه بيجون سات أون إيه برانش ريفليكتينج إجزيستانس» للمخرج السويدي روي أندرسون.

- جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج وذهبت للمخرج الروسي أندريه كونتشالوفسكي عن فيلمه «الليالي البيضاء لساعي البريد».

- جائزة لجنة التحكيم الكبرى لفيلم «نظرة الصمت» للمخرج جوشوا أوبنهايمر (الولايات المتحدة).

- جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج التركي كان موجديسي عن فيلمه «سيفاس».

- جائزة كأس فولبي لأفضل ممثل: وحصل عليها الممثل آدم درايفر «الولايات المتحدة «عن دوره في فيلم «قلوب جائعة». وسميت الجائزة علي اسم الكونت جوزيبي كولبي مؤسس مهرجان فينيسيا السينمائي.

- جائزة كأس فولبي لأفضل ممثلة: وحصلت عليها الممثلة إلبا روروتشر (إيطاليا) عن دورها في فيلم «قلوب جائعة».

- كأس ماستروياني لأفضل ممثل/ ممثلة صاعدة: روما يول عن فيلم ضربة المطرقة الأخيرة «لو درنيير كوب دو مارتو (فرنسا).

- أفضل سيناريو: فيلم «حكايات» راخشان بني اعتماد (إيران).

الشرق الأوسط في

08.09.2014

 
 

«حمامة...» يفوز بالأسد الذهبى..

وأول جائزة دولية للسينما الأردنية.. وانتصار مزدوج للسينما الهندية

بقلم   سمير فريد

أعلنت جوائز مهرجان فينسيا ٧١ وفاز الفيلم الروائى الطويل السويدى «حمامة تقف فوق غصن تفكر فى الوجود» إخراج روى أندرسون بجائزة الأسد الذهبى لأحسن فيلم عن جدارة (انظر رسالة «المصرى اليوم» الأحد الماضى)، كما فاز الفيلم الدنماركى التسجيلى الطويل «نظرة الصمت» إخراج جوشوا أوبينهايمر بجائزة لجنة التحكيم الكبرى عن جدارة أيضاً (انظر رسالة «المصرى اليوم» عدد ٣١ أغسطس).

إنها سنة سينما سكاندنافيا (شمال أوروبا) بامتياز، كما أنها سنة السينما الأوروبية حيث لم تفز السينما الأمريكية بأى جائزة رغم اشتراك خمسة أفلام، منها فيلم الافتتاح، فقد فازت ثلاثة أفلام أوروبية من روسيا وفرنسا وإيطاليا بأربع من جوائز المهرجان الرسمية الثمانى، وفازت السينما الآسيوية بجائزتين لفيلمين من إيران وتركيا.

فاز بالأسد الفضى لأحسن إخراج المخرج الروسى الكبير أندريه كونتشالوفسكى عن فيلمه «ليالى ساعى البريد البيضاء»، وهو المخرج الكبير الوحيد الذى اشترك فى المسابقة من أعلام السينما فى ستينيات القرن الماضى، وبدت الجائزة تكريماً لمسيرته وتقديراً للفيلم فى نفس الوقت.

وفاز الفيلم الإيطالى «قلوب جائعة» إخراج سافيرو كوستانزو بجائزتى أحسن ممثل (آدم دريفر) وأحسن ممثلة (ألبا رواشر)، وفاز الفيلم الفرنسى «ضربة المطرقة الأخيرة» إخراج ألكس ديلابورت بجائزة مارشيليو ماسترويانى لأحسن ممثل أو ممثلة جديدة (ورمان بول). وبدت جوائز التمثيل لصنع توازن مع اشتراك السينما الفرنسية بأربعة أفلام، واشتراك السينما الإيطالية بثلاثة أفلام فضلاً عن أنها سينما البلد المضيف للمهرجان، أكثر منها لتفوق من فازوا بهذه الجوائز عن غيرهم من الممثلين والممثلات الذين تنافسوا على تلك الجوائز.

وكذلك بدت جائزة أحسن سيناريو التى فاز بها الفيلم الإيرانى «حكايات» إخراج راكشان بنى اعتماد، والتى كتبت السيناريو مع فريد مصطافافى، وجائزة لجنة التحكيم التى فاز بها الفيلم التركى «سيفاس» إخراج كان موجيس، حتى لا تكون كل الجوائز للسينما الأوروبية.

اللجنة والنقاد

أعلنت أمس الأول أيضاً مجموع نتائج استفتاء النقاد الدوليين (٨ نقاد) والذى اشترك فيه كاتب هذه السطور ممثلاً لجريدة «المصرى اليوم» واستفتاء النقاد الإيطاليين (١١ ناقداً). وكان الاتفاق بين النقاد ولجنة التحكيم، التى رأسها الموسيقار الفرنسى العالمى الكبير ألكسندر ديسبلات، على فيلم «نظرة الصمت» الذى جاء الأول فى الاستفتاء، وفيلم كونتشالوفسكى الذى جاء فى المرتبة الثالثة. وجاء فى المرتبة الثانية الفيلم الأمريكى «الإنسان الطائر» إخراج إيناريتيو الذى عرض فى المسابقة والافتتاح. ومن المؤسف حقاً أن فيلم «حمامة...» جاء فى المرتبة السابعة حيث منحه نجمة واحدة كل من ناقد «لاستامبا» وناقد «مانيفستو» من الصحف الإيطالية.

ومن المؤسف أيضاً اتفاق اللجنة مع النقاد على عدم تقدير الفيلم الألمانى «القطع» إخراج فاتح أكين لمجرد أنه فيلم كلاسيكى من الإنتاج الكبير، وكأن الحداثة وما بعد الحداثة تلغى الكلاسيكية، وكأن الإنتاج الكبير تهمة. وقد جاء الفيلم فى المرتبة ١٨ فى استفتاء النقاد، ولم يفز بأى جائزة رغم استحقاق ممثل الدور الأول طاهر رحيم لجائزة أحسن ممثل من دون منافس بين أفلام المسابقة العشرين.

وفى استفتاء النقاد جاء فيلم «حكايات» فى المرتبة العاشرة، و«قلوب جائعة» فى المرتبة ١٢، و«ضربة المطرقة الأخيرة» فى المرتبة ١٣، و«سيفاس» فى المرتبة العشرين والأخيرة!

السينما الأردنية تخرج إلى العالم

فاز الفيلم الأردنى «ذيب» إخراج ناجى أبونوار بجائزة أحسن إخراج فى مسابقة «آفاق» للأفلام الطويلة، ولها لجنة تحكيم خاصة رأستها المخرجة الصينية الكبيرة آن هيو. وهى الجائزة الوحيدة التى فاز بها فيلم عربى هذا العام فى كل مهرجانات السينما الدولية الكبرى (برلين وكان وفينسيا)، ومن الجوائز القليلة المعدودة التى فازت بها السينما العربية فى فينسيا الأعرق بين كل مهرجانات العالم، وأول جائزة دولية تفوز بها السينما الأردنية الطالعة، وتؤكد نجاح سياسة الهيئة الملكية الأردنية للسينما بعد نحو عشر سنوات من إنشائها.

الفيلم إنتاج أردنى إماراتى قطرى بريطانى، وأول فيلم طويل لمخرجه الذى ولد فى بريطانيا عام ١٩٨١، وأخرج فيلماً قصيراً بعنوان «موت ملاكم» عام ٢٠٠٩. وتدور أحداث الفيلم عام ١٩١٦ عن قبيلة بدوية فى الجزيرة العربية أثناء الحرب العالمية الأولى واحتدام الصراع بين الجيش البريطانى والجيش العثمانى من ناحية، والثورة العربية من أجل الاستقلال من ناحية أخرى. ولكن الأبعاد السياسية فى الخلفية، والثقافة البدوية فى المقدمة من خلال حياة ذيب الذى فقد والده مبكراً ويقوم شقيقه حسين بتربيته.

وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى نفس المسابقة الفيلم الإيطالى «بيلوسكونى: حكاية صقلية» إخراج فرانكو مارسيكو، وبجائزة أحسن تمثيل أمير هادهافيز بيجوفيك عن دوره فى الفيلم الكرواتى «هذه هى القواعد» إخراج أوجنين سفليشيش، وبجائزة أحسن فيلم فى مسابقة آفاق للأفلام القصيرة، والتى تقررها نفس لجنة التحكيم الفيلم الإندونيسى «مريم» إخراج سيدى صالح. وترشح اللجنة فيلماً قصيراً للاشتراك فى جوائز السينما الأوروبية السنوية، وقد رشحت الفيلم الإسرائيلى «بيت لحم» إخراج إيدان هوبيل.

انتصار كبير للسينما الهندية

وكانت أكبر وأجمل مفاجآت حفل إعلان جوائز المهرجان فوز الفيلم الهندى الروائى الطويل «محكمة» إخراج شاتانيا تامانى بجائزة أحسن فيلم فى مسابقة «آفاق»، وجائزة لويجى دى لورينتس لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول، ولها لجنة تحكيم خاصة رأستها المخرجة الإيطالية أليس رواشر، وتشترك فيها كل الأفلام الأولى فى كل أقسام المهرجان والبرنامجان الموازيان، وهى الجائزة الوحيدة التى لها قيمة مالية إلى جانب القيمة الأدبية، وقدرها مائة ألف دولار. أى أن لجنتى تحكيم، وليس لجنة واحدة، قررتا تقدير الفيلم.

هنا أيضاً فى مهرجان فينسيا عام ٥٥ خرجت السينما الهندية إلى العالم عندما فاز فيلم ساتيا جيت راى الأول «أنين فى الممر»، وأعلن مولد أحد كبار فنانى السينما فى كل تاريخها. وقد ولد تامانى عام ١٩٨٧ فى مومباى، وأخرج فيلمين قصيرين عامى ٢٠٠٦ و٢٠١٠، وحصل مشروع فيلمه «محكمة» على منحة مؤسسة هيربرت بالس فى هولندا.

جائزتان لأول مرة

أصبحت النسخ الجديدة المرممة من أفلام قديمة من أقسام المهرجانات الدولية الأساسية، وكذلك الأفلام التسجيلية عن السينما. وفى هذا العام، ولأول مرة، شكلت إدارة مهرجان فينسيا لجنة تحكيم خاصة رأسها المخرج الإيطالى الكبير جوليانو مونتالدو، وذلك لمنح جائزة لأحسن نسخة جديدة من فيلم قديم، وفاز بها الفيلم الإيطالى «يوم خاص» إخراج إيتورى سكولا عام ١٩٧٧، وجائزة لأحسن فيلم تسجيلى عن السينما، وفاز بها الفيلم الإيطالى «مقاومة التحريك» إخراج فرانشيسكو مونتاجنير وألبرتو جيروتو عن فنان التحريك الإيطالى سيمون ماسى الذى لايزال يرسم الأفلام بيديه ولا يستخدم الكمبيوتر.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

10.09.2014

 
 

«رجل الطيور» و«حمامة» تلتهم «أسد» جوائز فينيسيا

فينسيا – شريف حمدي

جاءت جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته رقم 71، التي أعلنت مساء السبت الماضي، في محلها وبعضها كانت مفاجئة للنقاد، ولعل أهم مفاجآت المهرجان في قسم المسابقة الرسمية، التي أعلن نتائجها رئيس لجنة تحكيمها الموسيقار الفرنسي ألكسندر ديسبلات، هو خروج فيلم الافتتاح «رجل الطيور» صفر اليدين رغم أن غالبية النقاد الإيطاليين ومن الجنسيات المختلفة الأخرى أجمعوا على أن الفيلم ضمن أهم ثلاثة أفلام عُرضت في المسابقة.

وخابت توقعات النقاد بحصول الفيلم على واحدة من الجوائز الثلاث الكبرى للمهرجان؛ لأنه فريد من نوعه من حيث تناوله لقصة ذلك الممثل كبير السن الذي يعاني من اضطراب انحسار مجد الشهرة وعدم اعترافه بالواقع وبعده عن حقيقته.

ربما يكون موضوع الفيلم متكررًا، ولكن تناوله في هذا الفيلم كان فريدا وجديدا من نوعه، وكنت أتوقع على الأقل أن يحصل إينياريتو على جائزة الإخراج للمجهود الذي بذله لإخراج سيمفونية سينمائية مسرحية متكاملة، ومع ذلك أتوقع أن يحصد الفيلم ترشيحات عديدة في أوسكار 2015 وأن يكون ضمن قائمة الأفلام المرشحة كأحسن فيلم.

أما أرفع جوائز المهرجان وهي جائزة «الأسد الذهبي» فقد ذهبت للفيلم السويدي ذي العنوان الغريب والطويل «حمامة جلست على فرع شجرة تتأمل في الوجود» للمخرج والكاتب السويدي «روي أندرسون» البالغ من العمر 71 عامًا. والفيلم يعتبر ختامًا لثلاثية بعد فيلميه «أنت، أيها الكائن الحي» عام 2007 وفيلم «أغاني من الدور الثاني» عام 2000.

والفيلم هو من أجمل ما عرض في المهرجان، فهو عمل سينمائي فريد من نوعه وفي عرض موضوعه، وربما لا يكون لكل الأذواق، ومن الصعب شرح أحداث ومعنى الفيلم، فهذا متروك لكل متأمل أن يُفسره على هواه، وعند استلامه الجائزة، قال المخرج أندرسون: إن معظم أفلامه تتحدث عن الإنسانية ومعنى الوجود وعلاقة الإنسان بواقعه.

والفيلم ليس له موضوع واحد مستمر ولكنه يتكون من مقاطع مختلفة، كل مقطع منها يتحدث عن شعور ومعنى يستشعره الإنسان للحياة، وتتكون المقاطع كلها من مشهد واحد في مكان ما بلا انقطاع يؤديه الممثلون للتعبير عن ارتباط الإنسان بالوجود والحياة.

ولعل القاسم المشترك لتلك المقاطع هو الرجلان اللذان يعملان كرجال مبيعات لبيع بعض اللعب، في محاولة لإدخال البهجة على النفوس، ورغم ذلك نجد الاثنين من أتعس الذين يعيشون على ظهر الأرض.

وقد رمز المخرج في المقاطع الأولى للفيلم إلى الموت من خلال ثلاثة مقاطع مختلفة، بينها مقطع المرأة العجوز على فراش الموت التي ما زالت تتمسك بحقيبتها التي تحتوي على كل مجوهراتها، وفي نفس الوقت نرى أبناءها حولها يحاولون خطف تلك الحقيبة منها.

وهنا يسخر المخرج من ذلك الشعور الإنساني؛ فهذه امرأة على مشارف الموت ما زالت تتشبث بالأشياء المادية في حياتها، بينما أبناؤها يتنافسون على حقيبتها المادية ويتمنون لها الموت سريعًا.

وفي كل مقطع كانت الكاميرا تبعد خطوات واسعة عن الشخصيات في الكادرات التي رسمها أندرسون بعناية، وكأنه يريد أن يقول إننا كجنس بشري نتعامل مع بعضنا البعض دائمًا عن بُعد، ولا نتغلغل داخل أنفسنا رغم قربنا من بعض، مما يؤدي إلى الغُربة الإنسانية، فكل إنسان يعيش لمطامعه، ويلهث خلف مادية الوجود، ويفقد المعنى الحقيقي للتلامس والشاعرية.

أخرج «روى أندرسون» عملا سينمائيًّا فلسفيًّا تحليليًّا يمتلئ بالرمزية، هو من أروع ما أنتجت السينما العالمية، ولكنه كما ذكرت ليس لكل الأذواق.

وآلت جائزة الأسد الفضي لأحسن مخرج للمخرج الروسي «أندريه كونسالوڤسكي» عن فيلمه «الليالي البيضاء لساعي البريد»، ويتناول

الفيلم قصة قرية صغيرة على جزيرة في شمال روسيا ما زال سكانها يعيشون حياة بدائية وأصبح معظمهم من المسنّين الذين يتعاملون مع العالم الخارجي عن طريق التليفزيون فقط، وتأتيهم أخبار روسيا عن طريق ساعي البريد الذي ينتقل إليهم في مركب صغير ناقلا إليهم الأخبار.

وقد استعان المخرج بالسكان الحقيقيين الذين يعيشون على تلك الجزيرة لأداء أدوارهم في الفيلم، وربما وجد أعضاء لجنة التحكيم صعوبة مهمة المخرج الروسي في تحريك هؤلاء الممثلين الهواة، إضافة إلى إظهار الأماكن الجميلة بتلك الجزيرة، ولذلك منحوه جائزة الإخراج، والمعروف أن هذا المخرج هو الشقيق الأكبر للمخرج الروسي نيكيتا ميخالكوڤ الحاصل على جائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي عام 1994 عن فيلمه «محروق من الشمس». 

نشر فى : الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 - 9:16 م

«البندقية» تكتب السطر الأخير في قصة حب «كلوني وأمل»

الشروق

ذكرت مجلة «بيبول» أن الممثل الأمريكي جورج كلوني سيتزوج من خطيبته اللبنانية أمل علم الدين، بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

ووفقا للملحق الإعلامي للثنائي فإن مدينة البندقية الإيطالية ستستضيف حفل الزفاف.

وأوضحت المجلة التي تعنى بأخبار المشاهير أن الممثل والمخرج والمنتج البالغ 53 عامًا قال خلال حفلة خيرية في منطقة توسكانة في إيطاليا «التقيت خطيبتي الرائعة هنا في إيطاليا وسأتزوجها بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في البندقية».

وذكرت الصحف الإيطالية موعد 26 سبتمبر إلا أن الناطق باسم كلوني لم يؤكد التاريخ.

وأوضح ستان روزنفيلد لوكالة فرانس برس «لم يعطِ تاريخًا محددًا لكن يمكنني فقط أن أؤكد أنه سيتزوج في البندقية».

وقد فاز كلوني بأوسكار أفضل ممثل في دور ثانوي عن فيلم «سيريانا» في عام 2006، وكان أحد منتجي فيلم «أرغو»، الذي حاز أوسكار أفضل فيلم عام 2013. وقد شارك العام الماضي في بطولة فيلم «جرافيتي» إلى جانب ساندرا بولوك، وقد برز أولا في التليفزيون من خلال مسلسل «آي آر» الشهير.

وأعلن كلوني الذي كان يعتبر من أكبر معارضي الزواج، في أبريل، خطوبته على أمل علم الدين (36 عامًا) مثيرًا اهتمامًا كبيرًا في العالم بأسره، ولا سيما في لبنان، حيث ولدت هذه المحامية اللامعة التي هاجرت إلى بريطانيا مع عائلتها في سن الثالثة خلال الحرب اللبنانية (1975ــ1990). وقد تزوج جورج كلوني لأول مرة من الممثلة تاليا بالسام، واستمر زواجهما بين عامي 1989 و1993، وكانت له علاقات كثيرة في السنوات التالية.

الشروق المصرية في

10.09.2014

 
 

وستيرن أردني يطوف العالم ويقطف استحسانا وجوائز

فيلم «ذيب» عن المقاومة ضد الحكم العثماني يقدم صورة بدوية غير مسبوقة

هوليوود: محمد رُضــا

هناك ما هو مشترك بين الوستيرن الأميركي والساموراي الياباني والفارس البدوي: الثلاثة يذودون عن النفس والعدالة ضمن تقاليد وتعاليم خاصّـة بكل منهم. لكن في حين أن هناك آلافا من أفلام الوستيرن ومئات من أفلام الساموراي، فيما لا توجد أفلام بدوية إلا بمقدار حفنة من الأعمال تم إنتاجها في مصر ولبنان (على نسيج «عنتر وعبلة» و«بدوية في باريس»). هذه الأعمال ذات بداوة مصطنعة ومن البعد عن الحقيقة بمكان بحيث سقطت عنها البداوة تلقائيا لتنضم إلى أفلام المغامرات أو أفلام الكوميديا.

إذن، إليكم الفيلم البدوي الأول: «ذيب» ليس الأول فقط من حيث إنه واقعي التصوير والشخصيات والبيئة ذاتها، بل هو الأول الذي يشبه، من دون تدخل من صانعيه، فيلم الوستيرن الأميركي: فهناك الشخصيات البسيطة تبعا لتكوينها الثقافي والاجتماعي، والموقع الصحراوي والحكاية المدفونة بين رمال ذلك الموقع وعند صخوره وتحت أزيز معاركه.

بطله هو أيضا يدافع عما يراه صوابا ولو من دون أن ينطلق من أي فهم قانوني لذلك. الأحداث تقع في فترة الاحتلال العثماني سنة 1916، تلك الفترة التي كانت تصلح، لو كانت سينمانا ذات زخم وتنوّع حقيقي، لأن تكون مرتع «أفلام وستيرن» مثالية توظف ذلك التشابه بينها وبين الأفلام الوطنية الأخرى في السينما الأميركية وتلك اليابانية. وهي الفترة التي نتج عنها، غالبا، بضعة أفلام سورية سابقة («بقايا صور» لنبيل المالح و«اليازرلي» لقيس الزبيدي) والكثير من المسلسلات التلفزيونية المصرية والسورية. لكن لم يسبق لها أن تعاملت وأحداث تقع في الصحراء الأردنية على أطراف الحجاز في تلك الفترة التي لم يتم تغطيتها سينمائيا بما يكفي. ديفيد لين فتح البؤرة واسعة عليها في «لورنس العرب» سنة 1962 لكن الفيلم لم يكن إنتاجا عربيا وما هو عربي يمكن الارتياب بأمره على أي حال من زاوية الأحداث المساقة.

* ثقافات

بقيام المخرج الأردني الشاب ناجي أبو نوار بوضع أحداث فيلمه في العام 1916 دلف تلقائيا تحت سماء المعارضة العربية للاحتلال التركي في تلك الآونة. أو كما يقول لنا في مقابلة جرت في فينسيا قبل فوز المخرج بجائزة أفضل إخراج في قسم «آفاق» وقبل انتقاله وفيلمه إلى تورونتو حيث قوبل باستحسان مماثل: «أحببت هذه الفترة المحددة لكون الثورة العربية ضد العثمانيين منحت للفيلم التبرير للبحث عن ملامح مشتركة مع أفلام الوستيرن الأميركية الكبيرة مثل أفلام جون فورد وسام بكنباه».

على صحة هذا المنظور، إلا أن الغطاء السياسي المتوفّـر لا يقل أهمية. صحيح أن الفيلم يملك المواصفات البيئية والمكانية والشخصيات اللازمة لمثل هذا التشابه، لكنه صحيح أيضا أنه في قلب الحكاية تكمن النظرة الممانعة لتلك الحقبة التي شهدت فيها البلاد العربية في الشرق الأوسط ذلك الصراع بين ثقافتين ومنهجي حياة: الثقافة العربية وضمنها الثقافة البدوية والثقافة العثمانية التي حكمت بقوّة السلاح.

ومصدر هذه النظرة هو السيناريو الذي وضعه المخرج بنفسه والذي يتضمّـن حكاية صندوق غامض يلحظه بطل الفيلم ذيب (جاسر عيد) عندما يصل مجنّـد بريطاني إلى مضرب القبيلة باحثا ومترجمه عن دليل يقودهما إلى نقطة محددة في قلب الصحراء. الدليل هو الأخ الكبير لذيب، حسين (حسين سلامة) الذي ينطلق وصاحباه. ذيب لا يستطيع فراق أخيه فينطلق بدوره في أثر المجموعة حتى يلحق بها. مرتان يحاول الصبي النبيه معرفة محتوى ذلك الصندوق. وفي المرتين ينهره الضابط البريطاني (جاك فوكس) عن ذلك.

لاحقا، في نهايات الفيلم يكتشف حقيقته فهو صندوق تفجير يدوي تحتاجه المقاومة العربية في أعمالها العسكرية ضد العثمانيين. خلال الأحداث الفاصلة بين بدايات الفيلم ونهاياته، يغير قراصنة الصحراء على المجموعة ويبيدون الرجال الثلاثة وبينهم شقيق ذيب الذي ينجح قبل مقتله في قتل المهاجمين وإصابة زعيمهم بجرح بالغ.

من هنا يدلف الفيلم لنحو نصف ساعة في تمحيص علاقة حذر بين المصاب الذي يستولي على الصندوق وذيب الذي يضطر لإسعافه مقابل بقائه على قيد الحياة. هذا قبل أن يكتشف أن الرجل يريد بيع الصندوق إلى المقاومة العربية ليس ذودا بل تجارة وأن شقيقه دفع ثمن هذا العمل من دون طائل.

* إجادة

في حديثنا، تكلم المخرج عن مصاعب تحقيق الفيلم من أكثر من زاوية عددها لنا: «كان الإنتاج برمّـته صعبا. هذا كان المشروع الثالث أو الرابع الذي حاولت تحقيقه وتقدمت به إلى عدة شركات في بريطانيا وفي العالم العربي. في البداية أخذت معونة تطوير من صندوق سند (صندوق الدعم الذي أنشأه مهرجان أبوظبي السينمائي قبل سنوات والذي وفر مساعدة قيمة للكثير من المشاريع العربية الصغيرة والهائمة).

أبو نوّار يعرف تماما ما يريد تحقيقه كما يدرك مراكز اللقاءات بين فيلمه هذا وأفلام الساموراي والوستيرن لذلك قال في حديثه هذا ثم ردد في أحاديث أخرى له: «ترعرعت على أفلام أكيرا كوروساوا (صاحب «الساموراي السبعة») وجون فورد («الباحثون» و«عربة» وعشرات الأفلام الأخرى) وسام بكنباه («بات غاريت وبيلي ذ كِـد» و«الزمرة المتوحّـشة») لكنني لم أكن أريد أن أقلّـد بل كان يكفيني أن أستمد من واقع البيئة البدوية معالمها لأجد نفسي أحقق أفلاما تتشابه وأفلام المخرجين المذكورين ولو في سماتها العامّـة».

شيء من «كلاب من قش» لسام بكنباه في فيلم أبو نوّار «ذيب»، ولو أن ذلك الفيلم من بطولة دستين هوفمن وسوزان جورج ليس وستيرن. هذا الشيء هو الهجوم الذي يقوم به أفراد العصابة ليلا على ذيب وشقيقه حسن مطلقين صرخات وأصوات ترهيب (مثله في فيلم باكنباه الحصار الذي يفرضه الأشرار على منزل هوفمن وزوجته).

على صعيد سينمائي بحت: «ذيب» هو فيلم صور صحيحة في أجوائها وفي معالمها وفي نقل الطبيعة كما هي بألوان مضبوطة وبتفاعل واقعي مع شروط الحياة الصحراوية. لا ينوي أبو نوّار، وليس بحاجة إلى، أن يُـضيف شيئا على ذلك بل يكتفي بتصوير الواقع كما هو وبتحريك ممثليه، غير المحترفين في بعض الحالات، على نحو طبيعي. الناتج، وبسبب من مزج ذلك كلّـه بحكاية صراع بين صبي ضد الصحراء وضد الإنسان معا، عمل جيّـد ولافت. فني بما يكفي وجماهيري من دون تنازل.

* فوز آخر للسينما الأردنية

* من حيث الجوائز الدولية، ينضم «ذيب» إلى بضعة أفلام أردنية نالت جوائز عالمية بدأت بفيلم نديم مطالقة «كابتن أبو رائد» الذي حقق جائزة «أفضل فيلم أول» في مهرجان دوربن في جنوب أفريقيا وجائزة (المخرج جون شليسنجر) في مهرجان «بالم سبرينغز» الأميركي وجائزة أفضل مخرج في مهرجان سياتل الدولي وجائزة الجمهور في مهرجان صندانس عدا جائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي سنة 2007. أفلام أردنية أخرى نالت جوائز عالمية: «إعادة تكوين» لمحمود المساد (من مهرجاني سان سابستيان وصندانس): «الجمعة الأخيرة» ليحيى العبد الله (من دبي، فريبورغ وسان سيباستيان) و«مدن ترانزيت» لمحمد حشكي (دبي).

الشرق الأوسط في

12.09.2014

 
 

نهايات عالم من السويد ومخدرات وانهيار أخلاقي من إيران

البندقية - سعيد مشرف

اختتمت الدورة الـ71 من مهرجان البندقية التي استمرت من 27 آب (أغسطس) الى 6 ايلول (سبتمبر)، بفوز المخرج السويدي روي اندرسون بجائزة «الاسد الذهبي» عن فيلمه الاحدث «حمامة جالسة على غصن تتأمل في الوجود»، واحد من 20 فيلماً كانت تسابقت على ارفع جائزة في اعتق مهرجان سينمائي في العالم. للوهلة الاولى، نشعر ان هذه الجائزة تأتي حصيلة مكافأة لمسيرة مخرج بلغ الـ71 من العمر، وأصبح «مستقبله» خلفه، وقد لا يتسنى له بعد اليوم اقتناص المزيد من الأمجاد... خصوصاً انه يحتل مركزاً حداثياً فريداً في السينما المعاصرة ولم يفز بجوائز مهمة قبل هذا «الاسد» البندقيّ، باستثناء جائزة واحدة في «كان» عام ٢٠٠٠ عن رائعته «أغنية الطبقة الثانية»، وعاد بعدها بسبعة اعوام الى مهرجان «كان» من جديد بفيلم «أنت، العيش»، ولكن لم يفز هذه المرة بأي جائزة. وقيل يومها ان المخرج الدنماركي لارس فون ترير المشارك عام ٢٠٠٠ في المسابقة عينها بفيلمه «راقصة في الظلام»، قال ان اندرسون هو المخرج الوحيد الذي يخاف أن يسرق منه «السعفة الذهبية».

خمسة في أربعة عقود

بيد ان المهرجانات لا تتحمل وحدها مسؤولية اهمال اندرسون. فالرجل لم يقدّم في خلال اربعة عقود سوى اربعة افلام و «حمامة» هو الخامس له. ولعل انقطاعه عن السينما طوال ربع قرن مرتبط بالنحو السيئ الذي استقبل به فيلمه الثاني «غيلياب». اياً يكن السبب، فإن اندرسون الساعي دائماً الى الكمال في افلامه لم يعتزل مهنة الصورة، بل استمر في تحقيق دعايات تتضمن نفَساً سينمائياً، سواء في التأطير او التعاطي مع الفكرة. فهذه الاعلانات التجارية التي صوّرها هي في الواقع جواهر صغيرة (متوافرة على موقع «يوتيوب»). حتى تعامله مع الزمن دليل على اننا أمام سينمائي لديه مفرداته الخاصة، وليس مجرد حرفي شاطر.

«حمامة» يقترحه اندرسون باعتباره الجزء الأخير من ثلاثية سمّاها «أن تكون انساناً»، عنوان فضفاض يتوضح قليلاً بعد مشاهدتنا الفيلم الذي يفتتح بثلاثة مشاهد لأناس يحتضرون. الاول يصاب بوعكة صحية وهو يسعى الى فتح قنينة نبيذ، والثاني سيدة عجوز ترقد في المستشفى بين الحياة والموت، والثالث يقع ارضاً وهو يشتري طعامه من المطعم. ما الرابط بين هذه الاحداث الثلاثة؟ لا شيء سوى مخيلة مخرج يضعنا امام عبثية الحياة وتفاهة المواقف. ويبدو ان عنوان الفيلم اقتبسه اندرسون من لوحة للفنان التشكيلي بيتر بروغل حيث مجموعة طيور تحط على اغصان خلال فصل الشتاء. تخيل اندرسون ما يدور في مخيلة الطيور وهي تنظر الى البشر.

انتصرت اذاً لجنة التحكيم بقيادة الموسيقي الفرنسي الكسندر دبلا، لفنان تتسم السينما التي يقدمها منذ مطلع السبعينات بالغرائبية، وتتضمن مواقف تخرج عن سياق المعقول، وشخصيات تقف على حافة الوجود من الفراغ الذي تتخبط فيه ربما في بلاد (السويد) تتوافر فيها كل شيء. شخصيات تعيش حالة من الضجر المزمن، مثلما تظهره الكادرات ذات الحجم المتوسط التي تهدر اعصاب المُشاهد، واضعة اياه في الحالة النفسية ذاتها للشخصيات.

تجاهلت لجنة التحـــكيم الكثير من الأفلام كرمى لأندرســون. افلام لم تكن بسيطة، بل من العيار الثقيل، نذكر منها «بردمان» لأليخاندرو غونزاليث ايناريتو، الذي كان احد الأفلام المـــفضلة عند النقــاد، الايطاليين خصوصاً. هناك ايضاً «بازوليني» لآبيل فيرارا الذي انقسم حوله النقاد. فهذه السيرة للمخرج الايطالي الملعون، على رغم تضمنها بعض المشاهد الجميلة وتمثيل متـــقن لوليم دافـــو في دور بازوليــــني، الا انها لم تكشف النقاب عن معطيات جديدة في ملف مقتله عام ١٩٧٥، كما وعدنا فيرارا.

وامتنع دبلا وفريقه عن اعطاء «ليالي ساعي البريد البيضاء» الجائزة الاولى، وهي الجائزة التي يستحقها بلا أدنى شك مخرج هذا الفيلم اندره كونتشالوفسكي، وهو اكبر المخرجين سناً شارك في المسابقة. ولكن العزاء انه توافر له ثاني اهم مكان في لائحة الجوائز: «الاسد الفضي». كونتشالوفسكي احد معلمي السينما الروسية، شقيق المخرج القدير والمعروف نيكيتا ميخالكوف، عاد بقوة من خلال هذا الفيلم بعد مجموعة اعمال باهتة. من خلال جماليات بصرية مدهشة، يتعقب الفيلم يوميات ساعي بريد أثناء زياراته المتكررة الى منطقة سكانها معزولون عن بقية المناطق بسبب وجود بحيرة تفصلهم عن بقية الاراضي.

انجز كونتشالوفسكي تحفة سينمائية وحدهم الروس بجيدون كيفية إنجازها. فهذه سينما تأملية كل لحظة فيها تنطوي على إبهار. انه من نوع السينما التي لا تحتاج الى كلام، او أداء ممثل، فقط سلطة مخرج يعرف ماذا يريد. كونتشالوفسكي يلتقط الروح الروسية في الفيلم، في تصويره العلاقات البشرية في مكان اشبه بنهاية العالم. فيلم ممتع يجد فيه كل مشاهد ما يبحث عنه في الفنّ. شخصية ساعي البريد ترمز الى الحال التي آلت اليها أمة مجيدة. شخصيات الفيلم أناس عاديون من منطقة هامشية في سورية. مخرج «سيبيرياد» يعرف ماذا يريد وكيف يضرب في الصميم من خلال استعماله أحاسيس سينمائية مضبوطة.

ذاكرة جماعية

وعلى رغم ان فيلم جوشوا اوبنهايمر، «نظرة الصمت»، كان احد الافلام التي تصدرت لائحة النقاد، الا انه لم تذهب اليه إلا جائزة لجنة التحكيم الكبرى. يواصل هذا المخرج الاميركي مع هذا الفيلم، استجواب الذاكرة الجماعية من خلال حكاية شاب اربعيني خسر شقيقه خلال المذابح التي نظمتها السلطات الاندونيسية لتطهير البلاد من الشيوعيين، ما ادى الى قتل مليون شيوعي عام 1965. «نظرة الصمت» يأتي كجزء مكمل لفيلم «فعل القتل»، الذي عرّف العالم إلى أوبنهايمر وشرّع له آفاقاً واسعاً، وصولاً الى ترشحه الى جائزة «اوسكار» افضل فيلم أجنبي. جديده عن الضحايا، عن اولئك الذين حافظوا على الصمت خوفاً من جلاّديهم الذين لا يزالون في مواقع القوة. «نظرة الصمت» يخترق هذا المحظور من خلال الشقيق الذي قرر ان يواجه قتلة شقيقه ووضعهم امام مسؤولياتهم الاخلاقية. فيلم موجع يحرك الضمير، يظهر ما النتائج التي تترتب على المجتمع عندما يعيش في النفاق والخوف.

وعليه، ذهبت جائزة السيناريو الى المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد عن فيلمها «حكايات». الفيلم رحلة الى اقاصي الواقع الايراني، تطرح من خلالها المخرجة بجرأة كبيرة مواضيع تعتبر من التابوات في السينما الايرانية. المخدرات، الدعارة، الخ... أخيراً، كانت المفاجأة الكبيرة نيل «سيفاس»، باكورة المخرج التركي الشاب كانّ مودجاسي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، من خلال حكاية صبي يربي كلباً من النوع الذي يشارك في المصارعات... قدّم مودجاسي فيلماً لفت الأنظار تدور أحداثه في بوادي الاناضول.

الحياة اللندنية في

12.09.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)