كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

أصداء جيدة لمشروع المصرى محمد زيدان

بقلم: سمير فريد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

ربما لأول مرة خصص مهرجان فينسيا يوماً باسم يوم آل باتشينو، حيث تم عرض أحدث فيلمين اشترك فى تمثيلهما من الإنتاج الأمريكى، وهما «مانجلهورن» إخراج دافيد جوردون جرين داخل المسابقة، و«الإذلال» إخراج بارى ليفينسون خارج المسابقة.

ومن المعروف أن آل باتشينو من كبار ممثلى ونجوم هوليوود والعالم منذ أربعة عقود ويزيد، وعادة ما يعتزل الممثل مع سن الشيخوخة أو يعزل، ولكن آل باتشينو لايزال يعمل أكثر من أى ممثل آخر من جيله، بل يخوض تجارب جديدة كمخرج فى فيلميه عن مسرحية شكسبير «ريتشارد الثالث»، ومسرحية وايلد «سالومى»، ويمكن اعتبار يوم آل باتشينو فى فينسيا تحية إليه على صموده فى وجه الزمن.

فى كلا الفيلمين يمثل آل باتشينو دورين فى عمره الحقيقى من دون ماكياج، والأرجح أن يكونا قد كتبا وأنتجا على أساس قيامه بالدورين. هنا الممثل هو الفيلم بمعنى أن أداءه يصنع القيمة الأساسية من دون التهوين من فنون السينما الأخرى بالطبع، وعلى سبيل المثال فإن العديد من أفلام ممثلنا الراحل أحمد زكى لم تكن لتشاهد مرة ثانية مع ممثل آخر.

يتكامل الدوران بالنسبة لآل باتشينو، ففى «الإذلال» يقوم بدور ممثل فى سن الشيخوخة، وفى «مانجلهورن» يقوم بدور أب وجد فى نفس العمر، يعمل فى بيع الأقفال والمفاتيح، ويعيش وحيداً فى بيته يجتر الماضى مثل أى شيخ.

فى «الإذلال» يعمل باتشينو مع مخرج من أبناء جيله، وهو ليفينسون الذى فاز بأوسكار أحسن إخراج عن فيلمه «رجل المطر» عام ١٩٨٨، وفى «مانجلهورن» يعمل مع مخرج من جيل العقد الأول من القرن الميلادى الجديد، وهو جرين الذى فاز بجائزة أحسن إخراج فى مهرجان برلين العام الماضى عن فيلمه «برنيس أفالانشى»، وكلاهما من مخرجى السينما الأمريكية الذين يحاولون دائماً الخروج من أسر الأفلام الهوليوودية السائدة.

يعبر «مانجلهورن»، وهو اسم الشخصية التى يقوم بدورها آل باتشينو، عن العلاقة المركبة بين الشيخ والواقع، والانفصال الحاد بين الأجيال فى العلاقة بينه وبين ابنه الوحيد الذى يعمل فى إحدى شركات الأوراق المالية، ويفشل عندما يحاول إقامة علاقة مع موظفة البنك التى تقوم بدورها ممثلة كبيرة، هى هولى هنتر. وفى المشهد الرئيسى الذى يلتقيان فيه فى أحد المطاعم لتناول العشاء تقدم مع آل باتشينو مباراة مدهشة لا تنسى فى الأداء التمثيلى، حيث يستغرق فى الحديث عن الماضى، وتحاول أن تعيده للحاضر من دون جدوى.

والجديد فى الفيلم ذلك الاستخدام الدرامى للمزج بين اللقطات من البداية إلى النهاية فى أسلوب الإخراج، فهى طريقة تقليدية قديمة قدم فن السينما، ولكن جرين يثبت أنه لا توجد طريقة عفا عليها الزمن، وإنما يتوقف الأمر على استخدامها. والمزج هنا يلتحم عضوياً مع معنى امتزاج الماضى فى الحاضر. واللقطة الأخيرة تحلق بعيداً عن كل الأزمنة عندما ينسى «مانجلهورن» مفتاح سيارته داخل السيارة، ويرى بهلواناً فى الشارع يعطيه مفتاحاً وهمياً، ولكن المفتاح يفتح باب السيارة.

عندى صورة

من أهم إضافات مدير مهرجان فينسيا الحالى ألبرتو باربيرا ورشة عمل «المونتاج قبل الأخير» التى عقدت للمرة الثانية هذا العام.

الورشة مخصصة لدعم الإنتاج المستقل فى العالم العربى وأفريقيا، وذلك بجوائز مالية يصل مجموعها إلى مائة ألف يورو. وفيها يتم عرض نسخ ما قبل المونتاج الأخير، أو بمصطلحات السينما نسخ العمل فى إحدى قاعات المهرجان، وينشر عنها فى الكتالوج الرسمى بنفس مساحة ومنهج التعريف بكل الأفلام بما فى ذلك أفلام المسابقة، وتذكر مواعيد العروض فى البرنامج الرسمى، ولكن الدخول مقصور على مندوبى شركات الإنتاج والتوزيع، وغير مسموح للصحافة، وهذا صحيح تماماً لأنها ليست النسخ النهائية.

ومن بين مئات المشروعات التى تقدمت تم اختيار ستة مشروعات فقط، وكلها لأفلام تسجيلية طويلة، وهى:

- «عندى صورة» إخراج محمد زيدان من مصر

- «ملبوسة بالجن» إخراج داليا الخورى من الأردن

- «المجلس» إخراج يحيى العبد الله من فلسطين

- «خادمة لكل منهم» إخراج ماهر أبى سمرة من لبنان

- «رجل القمصان» إخراج توفونيانياراسوانافو من مدغشقر

- «رولابال» إخراج إيدى إدواردز من جنوب أفريقيا

حتى موعد كتابة هذه الرسالة لم تعلن جوائز الورشة، ولكن هناك أصداء جيدة لمشروع محمد زيدان الذى ينتجه مارك لطفى، وقد عرض ١٠٥ دقائق، ويستهدف أن تكون النسخة النهائية ٨٥ دقيقة. وزيدان أحد المخرجين الستة الذين اشتركوا فى إخراج «أوضة الفيران» الذى عرض فى مهرجان دبى العام الماضى، ويعتبر من أهم تجارب شباب حركة السينما المستقلة فى الإسكندرية.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

03.09.2014

 
 

«فارايتى»:

مهرجان القاهرة ٢٠١٤ بداية جديدة لمصر جديدة

بقلم   سمير فريد

تصدر «فارايتى»، أهم وأعرق صحف صناعة السينما فى العالم، نشرة يومية فى مهرجان فينسيا. وفى تقرير خاص بتوقيع ديبرا كامين عن مهرجانات الخريف العربية ذكر أن المنطقة سوف تشهد أربعة مهرجانات من أكتوبر إلى ديسمبر تقام بين مهرجان فينسيا فى سبتمبر ومهرجان صاندانس فى يناير، وهى أبوظبى (٢٣ أكتوبر– أول نوفمبر) والقاهرة (٩- ١٨ نوفمبر) ومراكش (٥- ١٣ ديسمبر) ودبى (١٠- ١٧ديسمبر).

وعن مهرجان القاهرة جاء فى التقرير أنه المهرجان الأكبر فى الشرق الأوسط، وأن الاضطرابات السياسية حالت دون إقامته عامى ٢٠١١ و٢٠١٣ وإقامة دورة ضعيفة عام ٢٠١٢، ولكن- حسب نص التقرير- «مصر ٢٠١٤ تبدو مختلفة على نحو جذرى، وهناك قيادة مختلفة لمهرجان القاهرة مع تولى الناقد سمير فريد الذى تحظى إدارته بالاحترام. الوعد أن يكون مهرجان القاهرة بداية جديدة لمصر جديدة».

فيلا توما

عرض فى البرنامج الموازى «أسبوع النقاد» الفيلم الروائى الطويل «فيلا توما» إخراج سهى عراف وهى فلسطينية من إسرائيل، وذلك بعد الضجة التى أثارها لعرض الفيلم باسم فلسطين، بناءً على طلب مخرجته، رغم أنه فيلم إسرائيلى، وحصل على دعم من عدة جهات إسرائيلية حكومية. وقد نشرت «فارايتى» يوم عرضه تقريراً عن الاحتجاجات الإسرائيلية على عرضه باسم فلسطين تحت عنوان «أزمة هوية».

الواقع أن لكل فيلم فى العالم هوية قانونية هى هوية الشركة منشأ الإنتاج، وهوية ثقافية ترتبط بأسلوب التعبير عن موضوعه، ورؤية هذا الموضوع. والأصل أن ينسب أى فيلم إلى الهوية القانونية، ولكن الوضع الخاص للأفلام الفلسطينية يجعل من حق المخرج أن ينسبه إلى الهوية الثقافية للتأكيد على الهوية الفلسطينية.

وقد دافعنا فى مقالين سابقين على إقامة مهرجان فينسيا عن حق المخرجة فى عرض الفيلم باسم فلسطين، وعن حقها فى الحصول على دعم من جهات إسرائيلية حكومية بحكم أنها من دافعى الضرائب لهذه الحكومة. ولكن تقييم الفيلم ذاته كعمل فنى مسألة أخرى. صحيح أن الهوية القانونية ليست خارج العمل الفنى ولا تنفصل عن الهوية الثقافية، ولكن العلاقة بينهما لا تتضح إلا من داخل الفيلم. وقد جاء «فيلا توما» من دون أى هوية ثقافية لا فلسطينية ولا إسرائيلية، وإنما ميلودراما يمكن أن تدور فى أى مكان أو زمان.

ومن الممكن تفسير الهوية الضائعة للفيلم بأن المخرجة فلسطينية تعيش فى إسرائيل، ولكن هذا لا يبرر افتقاد الهوية. ففى إسرائيل أيضاً عاش أميل حبيبى ومحمود درويش وسميح القاسم، ويعيش محمد بكرى، وفيها نشأ ميشيل خليفى وإيليا سليمان، ومع ذلك عبروا عن الهوية الثقافية الفلسطينية.

سهى عراف سينمائية فلسطينية، ولكنها تعمل فى السينما الإسرائيلية، حيث كتبت السيناريو لفيلمى «العروس السورية» ٢٠٠٤ و«شجرة الليمون» ٢٠٠٨ من إخراج الإسرائيلى عيران ريكليس وهو من أنصار السلام بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، وأخرجت ثلاثة أفلام قصيرة هى «صباح الخير يا أورشليم» ٢٠٠٤، و«احتفال شاق» ٢٠٠٧، و«نساء حماس» ٢٠١٠، قبل أن تكتب وتخرج «فيلا توما» أول أفلامها الطويلة.

الصراع فى المجتمع الفلسطينى

كل فريق الفيلم من وراء الكاميرا من السينمائيين الإسرائيليين، وكل فريق التمثيل أمام الكاميرا من السينمائيين الفلسطينيين ما عدا نيكولاس جاكوب فى دور خالد. والفيلم مباراة فى التمثيل بين أولا تابورى (فيوليت) ونسرين فاعور (جولييت) وشيرين دعبس (أنطوانيت) وماريا زريق (بديعة)، فى الأدوار الرئيسية، ويشترك فى المباراة حسين ماجينى (أبوحسين) رغم قصر دوره مثل دور خالد. والمباراة شائقة فى العديد من المشاهد، ولكنها ليست كافية لإضفاء قيمة أكبر للفيلم، خاصة مع أسلوب الإخراج التقليدى الرتيب والخيال المحدود باستثناء مشاهد معدودة.

أولى ملامح الخصوصية الثقافية المكان والزمان الذى تدور فيه الأحداث، وزمان الفيلم غير واضح، هل يدور عقب احتلال الضفة الغربية عقب حرب ١٩٦٧ أم بعد ذلك، والمكان رام الله، ولكن أغلب الأحداث تدور داخل فيلا توما، ولا نخرج منها إلا فى مشاهد قليلة.

تغادر بديعة دار الأيتام فى إحدى الكنائس وقد اقترب عمرها من عشرين سنة لتعيش مع عماتها فيوليت وجولييت وأنطوانيت فى فيلا توما وحارس الفيلا وراعى الحديقة أبوحسن. وندرك أن استدعاء بديعة إلى الفيلا بغرض أن تتزوج، وأن سبب إيداعها فى دار الأيتام أن والدتها كانت مسلمة تزوجها والدها أنيس الذى توفى مبكراً، ولذلك حكمت العائلة على بديعة بالحياة بعيداً عنها، بل ودفن أنيس فى مقبرة بعيداً عن مقابرها. فالصراع الأساسى فى المجتمع الفلسطينى كما يبدو من الفيلم بين المسلمين والمسيحيين، ويؤكد ذلك قصة الحب التى تربط بين بديعة وخالد أحد سكان مخيم قلنديا، والذى يستشهد فى عملية فدائية ضد الاحتلال ويترك بديعة حاملاً، بل وتحتمل المعالجة أن تكون العمات الثلاث قد اشتركن فى قتل بديعة بعد أن تلد، خاصة أنهن يطلبن من أبوحسين دفنها فى الحديقة، ولكنهن يحتفظن بالمولود.

الفيلم من تأليف وإخراج امرأة، وتمثيل أربع نساء، ولكنه فيلم ذكورى بامتياز، فكل مشكلات النساء فيه مع الرجال سواء فى الماضى أو الحاضر. حقاً لقد جاء «فيلا توما» ضجة بلا طحن.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

02.09.2014

 
 

حضرت عرض فيلمها في مهرجان فينيسيا السينمائي

الممثلة إيما ستون: نجاح «سبايدر مان» ساعد مهنتي كثيرا و«بيردمان» غيرها تماما

فينسيا: محمد رُضا

حطت الممثلة إيما ستون لثلاثة أيام مع فريق فيلم «بيردمان» الذي تكون من زملائها إدوارد نورتون ومايكل كيتون وناومي ووتس والمخرج أليخاندرو غونزاليس أناريتو. وبعد أن حضروا الافتتاح أموا المؤتمر الصحافي وأجرى كل منهم بعض المقابلات بعد أن التقوا بأعضاء جمعية الصحافيين الأجانب في هوليوود، في سهرة استمرت لبضع ساعات. في نهاية هذا الأسبوع سيتوجه فريق الفيلم إلى تورنتو حيث يعتقد أن الفيلم سيسجل حضورا كبيرا تتلقفه الصحافة الأميركية مما يساعده على تحقيق نجاح جماهيري أيضا هو بحاجة إليه.

إيما ستون، ابنة السادسة والعشرين أنجزت الكثير من الأفلام في فترة قصيرة نسبيا. بعد عامين من العمل في التلفزيون، التحقت بركب السينما 2007 وأنجزت حتى الآن، أي في أقل من 10 سنوات، 21 دورا من بينها «زومبيلاند» (2009) و«المساعدة» (2001) و«سبايدر مان المذهل» (2012) ومثلت بصوتها في الفيلم الكرتوني «ذ كرودز» (2013) ثم عادت إلى جزء ثان من «سبايدر مان» قبل أن تؤدي شخصية ابنة مايكل كيتون التي تنظر إلى والدها بقلق رغم العلاقة الصعبة بينهما.

«الشرق الأوسط» التقت النجمة الشابة ودار معها الحوار التالي:

·        تؤدين في «بيردمان» دور ابنة مايكل كيتون.. الطريقة الوحيدة لكي تمثلي فيها أمام هذا الممثل الجيد؟

- (تضحك) تستطيع أن تقول ذلك. إنه سبب مهم ولكن يجب أن أقول إنه ليس السبب الوحيد (يتدخل كيتون الجالس على مقربة ويقول: سمعت ذلك … I heard that) 

·        هل أستطيع أن أقول إنك تابعت أفلامه السابقة وبالتالي فإن السؤال هو ما الشعور الذي انتابك حين علمت أنك ستمثلين أمامه؟

- بالتأكيد شاهدت أفلامه التي قام بها في مراحل متعددة. شاهدت «باتمان» على الأخص واعتقدت منذ البداية أنه قدم لونا من تلك الشخصية لم يقدمها أحد سواه. من الصعب التمثيل تحت قناع، لكنه فعل.

·        هل كنت تشاهدين الأفلام وأنت في مطلع سنوات الشباب؟

- كانت حياتي العائلية هادئة. والداي شجعاني على الاتجاه للتمثيل منذ أن أدركا أنني متعلقة بحلم أن أصبح ممثلة. مثل شخصيتي في فيلم «آل كرودز» (The Croods) ولا أدري إذا شاهدته، كنت أقرر خطواتي تبعا لأحلامي وليس لأي سبب آخر. كنت أشاهد الأفلام كثيرا وكنت أتحيز للتمثيل. أظن أنني شاهدت الأفلام من زوايا التمثيل وليس من زوايا القصة أو الكتابة أو الترفيه مثلا. نعم كنت أشاهد السينما منذ صغري وأحببت التمثيل بسبب ذلك.

·        هناك شيء تفصيلي دقيق في دورك هنا: أنت تحبين والدك في هذا الفيلم وفي الوقت ذاته تختلفين معه، ثم هناك ذلك الممثل الآخر، إدوارد نورتون، الذي تختلفين وإياه أولا ثم يشملكما نوع من التقارب. هل طلب منك أن تدرسي هذه الناحية وتتصرفين أداء على أساس تحليلها مثلا؟

- السيناريو المكتوب لهذا الفيلم هو سبب الأساسي الذي من أجله أحببت جدا العمل فيه. في الواقع هو فيلم مايكل (كيتون) بالكامل لكن السيناريو في اعتقادي يولي نفس الاهتمام لكل الشخصيات الأخرى المحيطة به. الناحية التي تذكرها كانت واضحة كخط سرد في الفيلم، لكني لاحظت بالفعل أن شخصيتي هي لفتاة ما زالت في طور التطور اجتماعيا وعاطفيا. الذي أعجبني كثيرا أيضا هو أنها صادقة جدا مع نفسها وفي الوقت ذاته هي نوع من الذي يدرس الطباع ولديها فكرة عما يمر به والدها لذلك هي قريبة منه رغم اختلافهما في المواقف. كانت شخصية مثيرة جدا بالنسبة إلي لم أمثل مثلها من قبل.

·        اسمها سام.. وهي اسم شخصية لم تمثليها من قبل أيضا.

- (تضحك) لا أعتقد أنني فعلت. معك حق.

·        هناك شيء أليف حول المكان نفسه.. المسرح وشخصياته. هل وجدت أن الفيلم يغازل حبك للمسرح على نحو ما؟ هل أيقظ عندك الرغبة في العودة إليه؟

- المكان الذي صورنا فيه كان كبيرا. وصورنا في جزء محدد منه. لكنه كان كافيا لأن يظهر ذلك الانتماء إلى المسرح.. أليس كذلك؟ اعتقدت حين شاهدت الفيلم هنا لأول مرة أنني أشتم رائحة الخشب القديم والهواء المضغوط. نعم هناك ألفة تنبع بين جدران الكواليس. وتعلم شيئا؟ كوني في الفيلم لست ممثلة بل الفتاة التي تعمل وراء الكواليس فتح أمامي الباب على الجانب الآخر من العمل في المسرح. (المخرج أليخاندرو (إيناريتو) رسم الصورة كاملة في اعتقادي في ذلك السيناريو.

·        ذكرت قبل قليل فيلم الأنيميشن السابق «ذ كرودز» الذي أفهم الآن أنك سوف تعودين لهذا الدور في جزء ثان؟ كيف يختلف التمثيل لفيلم أنيميشن عن فيلم حي؟

- من ناحية هما متشابهان جدا. التمثيل للأنيميشين والتمثيل لفيلم حي يتشابها في أن الخطوات لتنفيذ كل منهما هي واحدة. ونحن نؤدي الشخصيات في كلتا الحالتين على الأساس نفسه. أقصد أن هناك قدرا من التمثيل في أفلام الرسوم ولو أن المشاهد لا يرى الممثل وهو يؤدي. لأنه من غير المطلوب أن يقرأ الممثل الحوار أمامه بل عليه أن يؤديه تماما كالأفلام الحية. المختلف هو التحضير. الدراما فيها تحضير مختلف تماما لأن وجودك على الشاشة عليه أن يملأ تاريخ الشخصية وسلوكها الفعلي أيضا.

·        هل أثر فيلم «سبايدر مان» الأول الذي قدمك في شخصية الفتاة التي تحب سبايدر مان إيجابيا في مسيرتك؟

أعتقد أن الجواب هو نعم إلى حد كبير. في الكثير من الحالات تجد أن الممثل يستفيد من فيلم تجاري ناجح خصوصا في مطلع سنوات مهنته. تقدمه إلى الجمهور الواسع الذي قد لا يقبل على أفلامه الأخرى. نجاح ذلك الفيلم ونجاح الجزء الثاني أيضا ساعد مهنتي بحيث إنني بت أمتلك فرصا لم تكن معروضة علي من قبل.

·        ماذا عن «بيردمان». كيف تشعرين حيال الاستقبال الكبير الذي حظي به هنا؟

- أوه.. أنا سعيدة جدا. لا تتصور مقدار سعادتي أنني جزء صغير من هذا المشروع. قلت لك أن سبايدر مان ساعد مهنتي كثيرا. لكني أعتقد أن «بيردمان» غير مفهومي للفن. بت أكثر طموحا. هذا من الصعب شرحه لكني أريد في المستقبل أن أمثل دورا أول فيه مثل هذا الثراء النفسي وفيه مثل هذه الدراما المعقدة.

·        كنت بدأت تلفزيونيا هل ساعدك ذلك على نحو معين؟

- لا أستطيع أن أقول إنه ساعدني في الانتقال إلى التمثيل في السينما، لأن ما حدث هو أنني عملت لعامين فقط في حلقات تلفزيونية (عام 2005) ثم ساعدني وكيل أعمالي في إيجاد الفرصة التي أنتظرها على الشاشة الكبيرة (سنة 2007). لكن ربما ساعدتني تلك التجربة بالانضباط. تستطيع أن تعتبريها تدريبا.

·        ظهرت في فيلم جديد آخر هذه المرة مع وودي ألن هو «سحر في ضوء القمر»… كيف كانت هذه التجربة بالنسبة إليك؟

- أحببتها لأنها المرة الأولى التي أمثل فيها في فيلم من إخراج وودي والمرة الأولى التي التقي فيها مع ممثلين وممثلات كثيرين انغمسنا جميعا في العمل كما لو كنا في خلية نحل. كنا جميعا مشغولين في المشاركة في عمل واحد وأنت تعرف أفلام وودي وكيف يكتبها.. هناك شيء خاص لكل شخصية وشخصياته كثيرة. وبيننا كنت أتوق لأن ألعب دورا كوميديا.. وفعلت.

الشرق الأوسط في

03.08.2014

 
 

في مهرجان فينيسيا: 3 أفلام و3 حكايات عائلية أفضلها فلسطيني

براعة مخرجة فيلم «عائلة توما» تعوضه عن نقص الميزانية

فينسيا: محمد رُضا

قبل أن تتّجه المخرجة سهى عراف إلى صندوق الدعم الإسرائيلي لتمويل فيلمها الروائي الأول «فيلا توما»، بعثت بالمشروع إلى عدد من المؤسسات العربية ولم تحظ بجواب، ناهيك عن الدعم ذاته، تقول: «طرقت الكثير من الأبواب عربية وغير عربية ولو تجاوبت مؤسسة واحدة ومنحت المشروع الدعم المادي الذي يمكنني من إنجازه لما اتجهت إلى ذلك الصندوق. لكن ما العمل؟ يبدو لي أن صناديق دعم المشاريع العربية لا تمانع في أن ألجأ إلى صندوق الدعم الإسرائيلي. أما الإعلام فينقض على الفيلم مهاجما إياه لأن تمويله مقبل من الدولة الإسرائيلية».
حدث هذا سابقا مع أكثر من مخرج فلسطيني بينهم محمد بكري وإيليا سليمان. فلا وجود لمنهج تعاون واستثمار في مشروع سينمائي عربي لمخرج يعيش في الداخل الفلسطيني لكن هناك استعداد لاتهام ذلك المخرج بأنه «يبيع نفسه» لأجل نيل دعم إسرائيلي. تكمل عراف: «أساسا هذا الدعم هو حقي كفلسطينية. نحن الفلسطينيين الذين يسموننا (عرب الداخل) نشكل عشرين في المائة من سكان الدولة الإسرائيلية، لكننا نتقاضى من الخدمات والمنافع لقاء ما ندفعه من ضرائب بما لا يتجاوز الواحد في المائة. إذن هذا المال الذي أنجزت به الفيلم هو حقّي جاء مني ومن دافعي الضرائب الفلسطينيين. فالمخرجون الإسرائيليون هم الذين يستفيدون من الضرائب التي ندفعها».

هذا القول لا يتكفّل بالرد على منتقدين عرب، بل على الإعلام الإسرائيلي وأجهزة ثقافية وحكومية مختلفة طالبت المخرجة المولودة على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان، بإعادة ما دفعه الصندوق إليها بعدما أصرّت على تقديم الفيلم باسم فلسطين: «حاربوني بشراسة، مارسوا علي ضغطا رهيبا وتلقيت تهديدات ونعتوني بالإرهابية لموقفي هذا، لكني لن أستجيب لهذه الضغوط. فليفعلوا ما يريدون».

* عائلة لا تخرج عن التقاليد

«فيلا توما» هو نوع مختلف من الأفلام الفلسطينية. بصرف النظر عن رأي المخرجة من أن الفيلم فلسطيني ورأي صندوق الدعم الإسرائيلي بأن الفيلم إسرائيلي، هو فلسطيني الروح بالكامل. ليس فقط لأنه لا توجد شخصية يهودية أو إسرائيلية في الفيلم، بل لأنه يوفر نظرة اجتماعية كاملة على موضوعه الذي يدور حول حياة أربع شخصيات نسائية ينتمين إلى عائلة مسيحية واحدة. العمّات جولييت (نسرين فاعور) وشقيقتاها فيوليت (علا طبري) وأنطوانيت (شيرين دعيبس) يستقبلن في الفيلا التي يعشن فيها في رام الله (ولو أن التصوير جرى في حيفا) ابنة شقيقهن الراحل بديعة (ماريا زريق) لأنه لم يعد لديها من تلجأ إليه بعد وفاة والدها. لكن جولييت وفيوليت تعاملان بديعة معاملة جافّة فهن يعددن أنها جاءت من حياة وضيعة كون والدها المسيحي خرج عن التقاليد المتوارثة وتزوّج أمّها المسلمة.

تقرر جولييت أن الوقت قد آن لرفع درجة حياة بديعة من مستوى العموم إلى مستوى الطبقة البرجوازية. تصرف العائلة على الفتاة المال لتعلمها الفرنسية وتجلب لها مدرّسة بيانو لكني تلقنها العزف وذلك بغرض تزويجها. جولييت هي المدفوعة لهذه الغاية، أما أنطوانيت فلا تكترث ودائما ما تكشف عن حقدها الدفين تجاه بديعة. أما أنطوانيت فهي الأصغر سنّا بين الثلاث والأكثر تعاطفا مع بديعة إلى حد بعيد. تبدأ عائلة توما تحضر حفلات زفاف وصلوات يوم الأحد وتؤم الجنازات، لكن العائلة كانت ابتعدت كثيرا عن الاختلاط بالخارج لدرجة أن العائلات المسيحية الأخرى لم تتحمس كثيرا ولم يتقدم منها أحد لطلب يد الفتاة. خلال حضور أحد الأعراس تلتقي بديعة بشاب مسلم جيء به للغناء، وخلافا لتقاليد العائلة المترفّعة ترقص معه. ثم ها هو يقفز فوق بوابة الفيلا ويقابلها سرا خلال الليل، ونتيجة أحد تلك اللقاءات أن تحبل منه لكنه ينقطع عنها ويفتضح أمرها بعد شهرين. ذات مرّة تكتشف أن سبب انقطاعه يعود إلى استشهاده خلال إحدى عمليات المقاومة. ومن دون إفشاء تطورات قصة الفيلم الذي لم يعرض تجاريا بعد نستطيع القول إن المخرجة تنتقل به إلى تطوّر جديد سيؤسس لنهاية مرحلة وبداية أخرى.

سهى عرّاف كتبت سيناريوهات أفلام إسرائيلية سابقا، مثل «عروس سورية» و«شجرة الليمون»، والمختلف هنا هو أنها كتبت سيناريو هذا الفيلم لكي تخرجه هي. بالتالي كتبت ما أرادت تنفيذه ثم صوّرت ما كتبته وكانت النتيجة موضوعا متماسكا من حيث تعامل الممثلات مع شخصياتهن وتعامل المخرجة معهن. «فيلا توما» فيلم رائع كصنعة وكمادة مروية. عيبه الوحيد، ليس من مسؤولية المخرجة، هو أن الميزانية لم تسمح للفيلم بأن يتنفس جيّدا خلال التصوير ومن حيث احتمال التوسّع قليلا بإضافة مشاهد استكمالية، فنسمع عن أن بديعة بدأت دروسا فرنسية، لكننا لا نرى ذلك، وتمر بضعة أيام على لقاءات بديعة والمغني لكنها تبدو كما لو كانت مجرد يومين أو ثلاثة. لكن براعة المخرجة هي في أن تأقلمت مع المتاح جيّدا وصاغته كأسلوب بصري ومونتاجي مدروس. في نصف ساعته الأولى على الأقل هو أكثر من مجرد عمل جيّد. في باقي فترة عرضه لا يشهد أي هبوط في مستوى الأداء، لا أداء مخرجته ولا أداء ممثلته ولا أداء تصويره.

* امرأتان ورجل

هناك عائلة أخرى خطفت قدرا من الإعجاب هي تلك التي نراها في فيلم بنوا جاكو الجديد «3 قلوب». لكن كل شيء هنا يختلف تماما عن كل شيء في «فيلا توما» وفي المقدّمة صلب الموضوع والشؤون المثيرة للاهتمام.

يأتي المخرج الفرنسي جاكو (أشهر أفلامه إلى الآن «وداعا، ملكتي») بحكاية عاطفية ويعاملها بقدر من الميلودراما ثم لا ينجح في صياغة فيلمه بمزايا فنية عالية. يدور الفيلم حول أم (كاثرين دينوف) تدرك أن ابنتيها (شيارا ماستروياني وشارلوت غينزبورغ) تعيشان في مأزق، فقد وقعتا في حب شاب واحد اسمه مارك (بنوا باولفورد) الذي يعمل موظّف ضرائب يفوته القطار في تلك البلدة الصغيرة التي تقع فيها الأحداث. يدخل الحانة لكي يسهر فيتعرف على سيلفي (غينزبورغ) ويخرجان لسير طويل في أرجاء البلدة. بعد ذلك، عندما يعود إلى باريس، يتعرّض لنوبة قلبية ويفقد الاتصال بسيلفي التي تحضّر نفسها لمغادرة فرنسا. حين يعود إلى البلدة يتعرّف على شقيقتها التي تقع في حبّه وتبادر إلى فسخ ارتباطها مع صديقها من أجله.

سيناريو بنوا يتّكل على توليفة لا تخلو من الصدف ولا من ابتزاز عاطفي ومواقف ميلودرامية غالبا ما ستؤجج شباك التذاكر الفرنسي لكنها ستبقى بعيدة عن فعل الشيء نفسه بين النقاد.

التمثيل هنا جاف أو مفهوم، فلا تحديات كبيرة هناك ومع ممثلة في مكانة دينوف فإنه بات من الصعب أن يجد السينمائي لها دورا مختلفا هذه الأيام.

* عواطف مهدورة

المرأة في واجهة فيلم «أوليف كيتريدج» للمخرجة ليزا شولودنكو. فيلم أميركي يعاني من طول مدّة عرضه (232 دقيقة) كونه إنتاجا تلفزيونيا لحساب فضائية HBO أساسا، لكن إذا ما تجاوز المشاهد مسألة الوقت فإنه سيستطيع الاستمتاع بعمل جيّد من حيث دراسته لمنوال حياة أستاذة حساب في مدرسة من مدارس البلدات الأميركية الصغيرة. المدرّسة أوليف (فرنسيس مكدورماند التي اشترت حقوق الرواية التي كتبتها إليزابث ستراوت ونالت عنها جائزة بوليتزر سنة 2008) امرأة جادّة وغير محبوبة. ليس فقط لأن قلة من تلامذتها ينالون رضاها وتقديراتها الإيجابية في نهاية كل شهر، بل لأنها تشعر وتتصرف كما لو أن معظم أهل البلدة من غير مستواها الثقافي. ليست غنية وليست مترفّعة لكنها تعيش وسط بيئة فقيرة ثقافيا وبسيطة التفكير.

وهي لا تجد السلوى لدى زوجها الصيدلي هنري (رتشارد جنكينز) ولا هو بقادر على أن يعيد فتح باب العاطفة والحب بينهما رغم أنهما ما زالا موجودين. كل منهما يجد في رفيق آخر بعض ما بات يفتقده: هو مع فتاة تعمل معه (زاو كازان) وهي مع أستاذ زميل (بيتر مولان). ومن هنا تتوزع خيوط أخرى تذهب في واد من المشكلات العاطفية لشخصيات متّصلة (ابنهما، معلّم الرياضة الخ..).

الفيلم الذي جرى تشكيله من أربع حلقات يكشف عن معالجة سينمائية رصينة من المخرجة شولودنكو التي سبق لها أن أدارت جولييت مور وآنيت بانينغ في «الفتيان بخير».

لكن فرنسيس ماكدورماند إذ تبقى المحور الوحيد في كل ما يمر من أحداث، تبرهن على أنها خامة جيّدة لم تستغل جيّدا. إنها ليست الوجه المحبب ولا تعيش في هوليوود ثم ليست من النوع الذي سيؤدي دورا شبيها بما أدّته سكارلت جوهانسن في «لوسي» أو «المنتقمون» مثلا، بل هي من ينتظر الفرص الفنية والأدبية المتباعدة لتواكبها. من حسن حظّها أن توم هانكس أحب المصدر ذاته ووافق على إنتاج هذا الفيلم عبر شركته.

الشرق الأوسط في

02.09.2014

 
 

مهرجان البندقية السينمائي:

"القطع" مأساة الأرمن من منظور مخرج تركي

صفاء الصالح/ بي بي سي - البندقية

ضمن المسابقة الكبرى لمهرجان البندقية السينمائي عرض فيلم "القطع" للمخرج فاتح أكين، وهو أول فيلم لمخرج من أصول تركية يتناول مجازر الإبادة التي تعرض لها الأرمن في أواخر الدولة العثمانية، في وقت تصر فيه تركيا على انكار عملية الابادة ومسؤوليتها عنها، أو الرواية الأرمنية عنها على الأقل، وترفض الاعتراف بها والاعتذار عنها.

ووفرت بطاقة الهوية تلك تمويلا سخيا فاق نحو 21 مليون دولار لانتاج فيلم ملحمي صخم، جاء من عدد من الشركات الانتاجية الألمانية والأوروبية بالدرجة الاساس، (ألمانيا، فرنسا، ايطاليا، روسيا، بولندا، كندا، وتركيا).

ولكن هل تكفي النوايا والهويات والتمويل الضخم ومواقع التصوير المتعددة، التي امتدت على أكثر من قارة، لصنع فيلم جيد؟

شارك اكين في كتابة سيناريو الفيلم السينارست مارديك مارتن (مواليد ايران 1934)، وهو من أصول أرمنية، عاش طفولته وصباه في العراق الذي ظلت عائلته تعيش فيه، قبل أن ينتقل الى الولايات المتحدة. وكان المخرج مارتن سكورسيزي الذي زامله في الدراسة في الستينيات جواز مروره إلى عالم السينما، إذ تعاون معه في عدد من مشاريعه وكتب له "الثور الهائج" و "نيويورك نيويورك".

ونرى في هذا السيناريو، الذي كان يهدف إلى خلق فيلم ملحمي بمشاهد بانورامية في بيئات مختلفة على شاكلة أفلام ديفيد لين الشهيرة "دكتور زيفاكو" أو "لورانس العرب".

ومشكلة الفيلم الأساسية، في إغراقه في التفاصيل ونزوعه الميلودرامي الجارف، ومراهنته على استدرار التأثير العاطفي الصادم من حدثه المأساوي.

قد يرد البعض بأن الواقع الذي تناوله هو واقع ميلودرامي، ونقول ان حدثا مثل مجازر الإبادة يمثل المأساة الإنسانية في أقصى صورها، وان تناوله بعد مرور سنوات طويلة عليه يستدعي اشتغالا عقليا وسبرا عميقا للوقائع والآليات التي قادت وتقود الى مثل هذه التراجيديا الإنسانية، لا التعكز على الشحنة العاطفية الصادمة في إعادة تجسيد الحدث.

والمشكلة الاخرى التي يواجهها الفيلم، تنبع من المقارنة مع أفلام أخرى كبيرة تناولت الحدث ذاته من زوايا متعددة ووقف وراءها مخرجون كبار معظمهم من أصول أرمنية، كما هي الحال مع فيلم "أرارات" للمخرج أتوم ايغويان، و "أمريكا أمريكا" لايليا كازان و "مايرنغ" لهنري فيرنوي، فضلا عن فيلم الاخوين تافياني "مزرعة القبرة" عن رواية انتونيا أرسلان ومثل فيه الممثل الفلسطيني محمد بكري.

بحث متواصل

يرى أكين أن هذا الفيلم يمثل الجزء الثالث من ثلاثيته "الحب، الموت والشيطان"، بعد فيلميه "وجها لوجه" و "حافة الجنة"، حيث تتداخل مصائر الشخصيات ويصبح بحثها عن بعضها موضوعة أساسية لدية. فنرى في الفيلم الأخير بحثا متبادلا لكل شخصيات الفيلم عن أقاربها: ابن مهاجر تركي في ألمانيا يبحث عن ابنة امرأة احبها والده وقتلها في تركيا، والبنت تبحث عن امها في المانيا، وام المانية تبحث عن ابنتها التي غادرت إلى تركيا لانقاذ صديقتها الناشطة اليسارية التركية من السجن فتقتل هناك.

يبدأ الفيلم بعبارة تحمل في طياتها تساؤلا أكثر مما تقدم معلومة، تشير إلى أن الامبراطورية العثمانية كانت تضم عددا كبيرا من الاقليات، لكنها بعد الحرب العالمية الأولى فجاة باتت تصنف ضمن أعداء هذه الدولة، وفي ذلك احالة مبطنة الى تحالف الدولة العثمانية مع ألمانيا والنمسا في هذه الحرب، وهي مقدمة تحتاج إلى مناقشة بالتأكيد، وهل حقا أن هذا التحول في السياسة ضد الاقليات كان مفاجئا فعلا أم سياسة متأصلة؟

ويتابع الفيلم قصة نزار (نزاريت) مانوغيان (أدى دوره بحضور مميز الممثل الفرنسي من أصول جزائرية طاهر رحيم)، وهو حداد أرمني يعيش في بلدة ماردين، تقع الان في تركيا قرب الحدود السورية، وعائلته المكونة من زوجته (المغنية المغربية زهرة هندي) وابنتيه التوام لوسين وارسين (زينة ودينة فاخوري).

يساق نزاريت للخدمة في الجيش والعمل في السخرة في شق الطرق كغيره من الرجال الأرمن، وهنا يرى بعينه ما حدث لأهله في عام 1915 من قتل وتهجير وإباده.

وبعد مشاهد اضطهاد عمل السخرة يتركهم الضباط العثمانيون لمجموعة من المساجين والقتلة الذين اطلق سراحهم ويأمرونهم بذبح الرجال الأرمن الذين لم يتحولوا إلى الإسلام.

ويقدم هنا مشهدا بشعا ينتمي الى ثقافة الجماعات المتطرفة التابعة للقاعدة في أسلوب الذبح الهادف إلى الصدمة والترويع الذي تعتمده، لا ندري إلى أي مدى كان ذلك سائدا مطلع القرن العشرين.

لكن نزار ينجو لأن اللص السابق الذي كلف بذبحه يكتفي بجرح رقبته دون اكمال ذبحه، ثم يعود لاحقا لانقاذه والهرب معه، لينضما الى مجموعة من المتمردين في البادية، وليبدأ نزار بعد ذلك رحلته منفردا للبحث عن عائلته.

رحلة البحث تبدأ من بادية الشام، ينزل نزار في ضيافة شيخ عائلة بدوية مقابل المال.

ونرى كيف يعامل الشيخ بقسوة فتاة ارمنية يستعبدها، وعندما يصل إلى رأس العين، يصور أقصى صور البؤس في مخيم النازحين الأرمن هناك، الجميع ملقى على الارض بين ميت من الجوع او المرض.

ويقدم اكين مشهدا يقوم فيه نزار بخنق امرأة من عائلته لانهاء معاناتها، ونجد أن هذه المبالغة الميلودرامية أضعفت كثيرا ما نجح في تقديمه من صور البؤس وعبر تلك المشاهد البانورامية الكابية التي قدمها مدير تصويره للمخيم.

رحلة العذاب

وينجح نزار بعد ذلك في الوصول إلى حلب بمساعدة تاجر صابون حلبي (الممثل الفلسطيني، من عرب 48 في إسرائيل، مكرم خوري)، يخفيه عن أعين الجندرمة الأتراك ويشغله عنده، بل أنه بعد نهاية الحرب يخصص مجمل مصنعه والخان الذي يملكه لمنظمة إغاثة لإيواء اللاجئين الأرمن.

يقطع أكين إلى اواخر عام 1918 ونهاية الحرب العالمية الأولى وتحرير قوات الحلفاء المدينة، عبر مشهد الأتراك المنسحبين من المدينة وسط شتائم الناس والحجارة التي يلقونها عليهم، فيرفض نزار المشاركة في ضربهم بالحجارة.

ويقحم اكين بعد ذلك مشهدا، بدا خارجيا على السرد رغم جماليته، وربما احتوى على خطأ تاريخي اذا حسبنا بدقة مسار السرد في الفيلم، حيث يجلس نزار وسط الأطفال والأهالي في الساحة الذين يشاهدون فيلما لشارلي شابلن هو فيلم الصبي، فتتساقط دموعه وسط ضحكات الآخرين.

وإذا كان هذا المشهد يقع بعد نهاية الحرب في عام 1918 في تسلسل السرد أي قبل أن يبدأ البطل رحلة البحث الثانية الى لبنان وكوبا، بينما يعود تاريخ بدء عرض فيلم الصبي إلى عام 1921.

وكان شابلن بدأ تصويره في آب - أغسطس 1919 ولم يكتمل الا في مايو-أيار 1920 ولتبدأ عروضه في العام الذي يليه، فمن المستحيل أن يكون قد وصل حلب في السنة نفسها في ذلك الوقت.

وهنا يلتقي نزار بليفون، الصبي الذي كان يتدرب عنده، ويخبره بأن ابنتيه ما زالتا على قيد الحياة، وأن أمهما أودعتهما عند عائلة بدوية قبل موتها.

ليبدأ نزار رحلة بحث طويلة تستمر لعدة سنوات وتأخذ زمن النصف الثاني من الفيلم وتمتد في عدد من البلدان، تبدأ من ملاجئ الأطفال الأرمن في سوريا ولبنان، حتى يعرف انهما تزوجتا وانتقلتا من ملجأ في لبنان إلى كوبا.

في كوبا يبحث نزار عن حلاق أرمني اخذ ابنتيه واساء معاملتهما يدعى هاكوب نقاشيان، وعندما يصل الى كوبا يكتشف أن ابنتيه رحلتا الى الولايات المتحدة، وهناك تتواصل رحلة طويلة أخرى تبدا من فلوريدا حيث يحاول احد الامريكيين قتله لأنه أراد سرقة دجاجة من منزله، إلى مينيابوليس حيث يعمل في مد سكك الحديد وانتهاء بنورث داكوتا حيث يجد إحدى ابنتيه وقد اصيبت في عاهة برجلها ويكتشف أن اختها الثانية قد توفيت.

في الجزء الاخير، تحضر ظلال "امريكا" إيليا كازان بقوة، ويحاول أكين أن يقدم صورة وحشية بائسة لواقع المهاجرين تتناقض تماما مع تصورات السائدة عن الحلم الامريكي، كما يتنقل في بيئات مختلفة: مناطق جرداء أو زراعية أوشواطئ بحرية أو مناطق مغطاة بالثلج.

نهل اكين كثيرا من الموروث الديني المسيحي ونثر الكثير من رموزه في سرده السينمائي، بدءا من اختيار اسم (نزاريت) لبطله، ومرورا بتقديم كثير من المشاهد التي اعتمدت على الرسوم والمنحوتات التي صورت آلام المسيح، كما هي الحال مع مشاهد مخيم رأس العين.

كما بدا واضحا ترسم المخرج في اسلوبه لجماليات أفلام الغرب الأمريكي وانتاجات هوليود الكبرى، لاسيما في تصوير تلك اللقطات العامة في البيئات الطبيعية المختلفة.

وبرع مدير تصوير الفيلم راينر الالماني راينر كلاوسمان (المصور المفضل لأكين) بالتعاون مع الان ستارسكي (مصمم مواقع التصوير) في تقديم مشاهد بانورامية رائعة (وايد سكرين) تنقلت في بيئات مختلفة من الصحراء الأردنية الى البيئة الأمريكية المتنوعة.

واستخدم كلاوسمان عدسات 40 ملم لتقديم تلك اللقطات الطويلة الرائعة التي صورت في الصحراء الأردنية، كما استخدم مرشحات لتقديم مشاهد مبتسرة الألوان وكالحة ومغبرة، كما هي الحال في مشاهد المخيم.

وبذل الممثل طاهر رحيم جهدا كبيرا في تجسيد شخصية نزار، لاسيما أنها شخصية رجل فاقد للقدرة على الكلام، وعلى ممثله أن يجد بدائل تعبيرية واشارية للتعبير عن مشاعر الشخصية.

ولكن يعاب عليه هنا مكياجه الذي ظل ثابتا، بوجهه الذي يوحي بملامح طفولية، ولم يتغير شكله على الرغم من كل تلك السنوات وظروف القحط والعذاب الطويلة، فلم نشهد سوى اضافة بعض خصلات الشعر البيضاء الى شعره.

بقي أن نشير إلى أن الموسيقى التصويرية التي وضعها الموسيقى المفضل لدى أكين، الكسندر هاكه، فشلت في استثمار الغنى الموسيقي الهائل الذي تتمتع فيه المنطقة التي دارت فيها الاحداث في الشرق الآوسط او التنوع لاحقا بين بلدان مختلفة، وظلت خارجية معتمدة على نمط من الموسيقى الالكترونية الغربية، إذا استثنينا الأغنية الأرمنية التي ظلت تتردد في بعض مشاهد الفيلم.

الـ BBC العربية في

02.09.2014

 
 

«فيلا توما» فيلم الفلسطينية سهى عرّاف والعودة إلى سؤالَي الهوية والتمويل

سليم البيك*

في كل مشاركة لفيلمٍ مخرجه فلسطيني في مهرجان سينمائي عالمي، يُعاد طرح الأسئلة بخصوص: أولاً، الهويّة الفلسطينية للفيلم. وثانياً، التمويل الإسرائيلي له. يتكرّر طرح الأسئلة مرات خلال السنة، كلّما برزت عناوين أفلام فلسطينية بين مهرجان وآخر.

عُرض فيلم «فيلا توما» ضمن «أسبوع النقاد» قبل أيام في مهرجان البندقية السينمائي، في عرض أول له وخارج المسابقة الرسمية. ورافق الفيلم جدل حول تصنيفه بين إسرائيلي وفلسطيني.
«فيلا توما» من إخراج وكتابة سهى عرّاف، وهي فلسطينية من قرية معليا في الجليل، من الفلسطينيين الحاملين لجوازات إسرائيلية، ما نعرفهم بفلسطينيي الـ (28). الفيلم من بطولة نسرين فاعور وأخريات فلسطينيات كذلك. ويحكي قصّة لعائلة فلسطينية مسيحية في رام الله خلال الأيام الأولى للاحتلال الإسرائيلي. كل ذلك يرجّح أن يكون الفيلم فلسطينياً، لسبب أساسي هو الهوية الوطنية لمخرجته وكاتبته، وإن حملت عشرين جواز سفر، ولأسباب ثانوية هي هويّة الممثلين في الفيلم وموضوعه ولغته. من هنا يمكن القول أن الفيلم فلسطيني، خاصة وأن عرّاف أصرّت على هويّته الفلسطينية، وهي صانعة الفيلم.

الجهات المنتجة لا تملك بتمويلها الفيلم الذي تنتجه ولا ينتمي الفيلم، وهو عمل فنّي، إليها. ويمكن أن يشارك في الإنتاج عدّة جهات، حكومية وغير حكومية، ومن عدّة دول، إلا أن ذلك لم يكن ليسلب انتماءَ الفيلم لصانعه، ويوزّعه على مموليه، فكيف بإصرار صانعه على انتماء الفيلم له ولهويته الوطنية، ويشاركه في ذلك موضوع الفيلم وممثلوه؟

صنّفت عرّاف الفيلم كفلسطيني ورفضت ذلك الجهاتُ الإسرائيلية المنتجة للفيلم. و «فيلا توما» تم إنتاجه بتمويل عدّة جهات، الثلاث الأساسية منها كانت حكومية إسرائيلية. وقد طالبت هذه الجهاتُ، مع وزيرة الثقافة الإسرائيلية، عرّافَ أن تعيد لهم أموالهم.

لنتخطّى هذه المسألة، ونتّفق على أن الفيلم كنتاج فنّي ينتمي لصانعيه لا لصناديق التمويل، وأحياناً لموضوعه وممثليه ولغتهم، وهنا كل هذه العوامل تلاقت لتسم الفيلم بالفلسطيني.

يجرّنا ذلك إلى السؤالي الثاني، وهو التمويل الإسرائيلي للأفلام الفلسطينية. وهي مسألة تُثار كلّما أُنتج فيلم لمخرج فلسطيني بتمويل إسرائيلي. يصعب الإقناع ان تمويل جهات حكومية إسرائيلية لفيلم فلسطيني، غايته دعم السينما الفلسطينية أو مجمل النتاج الثقافي الفلسطيني، ويصعب الإقناع أن التمويل الإسرائيلي لن يتضمن شروطاً والتزامات على المخرج، أو اعتراضات وإرشادات على مضمون الفيلم، فأي تمويل لأي مشروع ثقافي سيتضمّن ما يتراوح بين المراعاة والالتزام لمنظومة أفكار ومواقف سياسية قد تضطر الجهة المنتجة للتذكير بها إن لم يكن المخرج «لمّاحاً» بما يكفي.

أيّ سينما فلسطينية يمكن أن يبنيها مخرجوها بتمويل إسرائيلي؟ وهذا التمويل ليس قدَراً بالمناسبة لأن أفلاماً كـ «عمر» لهاني أبو أسعد) أُمكن إنتاجها بتمويل عربي وأجنبي متعدّد، وبعيداً عن الشيكل وارتداداته. هذا الكلام يشمل جميع الأفلام الفلسطينية المموّلة إسرائيلياً، وليس الفيلم موضوع المقالة وحسب، مهما بلغت قدرة المخرج على المراوغة وتخطّي أفكار ومواقف للممولين.

ردّت عرّاف في أكثر من مكان أن الفيلم ينتمي لمخرجه، ليس لمؤسسات تمويلية، وبالتأكيد ليس لدول، وبأنها تعرّف عن الفيلم كفلسطيني لأنها قبل كل شيء فلسطينية. وطرحت المسألة الوطنية لفلسطينيي الـ (48) في ردّها في جريدة «هآرتز» مُرجعة الجدل إلى أساس الصراع، كتبت أنه منذ اليوم الذي تأسست فيه دولة إسرائيل تم وسمنا كأعداء ومعاملتنا بتمييز حاد على شتى الصعد، لماذا يُتوقّع مني إذن أن أمثّل إسرائيل بفخر!

عرّاف محقّة في ردّها، وجيّد أنها أعادت الجدال إلى أساسه، وهو الاحتلال وما تعرّض له الفلسطينيون، والفئة من هذا الشعب التي تنتمي إليها عرّاف تحديداً. وهذه واحدة من معارك الهويّة والثقافة الفلسطينية التي يحاول الإسرائيليون محوها. وهذه فرصة كذلك للتفكير مجدّداً بالتمويل الإسرائيلي لانتاجنا الإبداعي، للمشاركة الإسرائيلية في تحديد معالم ومضامين الانتاج الإبداعي الفلسطيني.

لتكن هذه فرصة لرفض التمويل الإسرائيلي للسينما الفلسطينية كي لا تتحدّد، تراكمياً، هذه السينما بهذا التمويل. كي لا يكون، مستقبلاً، الأرشيف السينمائي الفلسطيني بشكل أو بآخر وبنسبة أو بأخرى، إسرائيلياً.

* كاتب من فلسطين

القدس العربي في

03.09.2014

 
 

السبت .. ختام مهرجان فينسيا "71"

الصحافة تشيد بفيلم الافتتاح..

و"ملبورن" الإيراني مفاجأة أسبوع النقاد

السبت القادم تنتهي فعاليات مهرجان فينسيا السينمائي الدولي "71" وقد نجح المدير الفني للمهرجان البرتو باربيرا في اختيار مجموعة رائعة من الافلام داخل المسابقة الرسمية. وأولها فيلم الافتتاح "الرجل الطائر" للمخرج المكسيكي اليخاندرو جونزاليس. ويحكي الفيلم عن التجربة القاسية لممثل أمريكي قديم يدعي ريجان طومسون "قام بالدور مايكل كيتون" قدم في هوليود 3 أفلام لشخصية الرجل الطائر "مثل باتمان" لكنه رفض الاستمرار في تقديم تلك الشخصية وأراد أن يبدأ تجربة جديدة بالتمثيل علي خشبة المسرح. 

وبعد سنوات وعلي مسارح برودواي بنيويورك يحاول الممثل شبه المعتزل أن يعود للعمل. ويواجهه بعض التحديات سواء من زميلاته الممثلات "ناعومي واتس" أو زميله الممثل الشاب "إدوارد نورتون" الذي يستخدم تقنية جديدة في التمثيل لم تكن علي أيام البطل ريجان الذي بدا ضعيفاً مهزوماً أمام زميله ويصاب بحالة نفسية تجعله يفكر في الانتحار علي المسرح. واستخدم المخرج جونز اليس تقنية الكاميرا المتحركة طوال الفيلم وقد اختار أسلوباً خاصاً في التصوير مع مدير التصوير لوبيزكي الذي حصل علي الاوسكار العام الماضي عن فيلم "جرافيتي" لمخرج مكسيكي عبقري آخر أسمه ألفونسو كوارون. وقد أشادت الصحافة الايطالية بمستوي فيلم الافتتاح. 

وفي مسابقة فينسيا فيلم "الهزيمة" اخراج باري ليننسون وبطولة النجم الكبير آل باشينو الذي يقوم بور ممثل مسرحي عجوز يعاني من مشاكل صحية عديدة يضطر للذهاب إلي المصحة النفسية. وهناك يتعرض للعديد من المشاكل مع السيدة المريضة بالوسواس التي تريده قتل زوجها. والفتاة المثلية التي تقع في حبه ولكن تظهر صديقتها التي تحولت لرجل لتعيد العلاقة بينهما مرة أخري. ورغم كوميديا الفيلم إلا أنه ينتهي بانتحار البطل. 

عرض أسبوع النقاد في فينسيا الفيلم الايراني "ملبورن" للمخرج نيما جافيدي وكما هو معروف الاسم للمدينة الاسترالية الشهيرة التي يسعي للهجرة إليها زوجان من الشباب "أمير وسارة" ويستعدان للسفر وباعا محتويات شقتهما. ولكن كان في ضيافتهما طفلة صغيرة ابنة الجيران أثناء ذهابهم للعمل. واذا بهما يكتشفا وفاة الطفلة ويظلا في محاولة للخروج من المأزق حتي النهاية. 

وقد عرض برنامج كلاسيكيات فينسيا 19 فيلما منها: الايطالي "يوم خاص" لاينوري سكولا و"أمبرنو دي" لروسيلليني والأمريكي "ماكبث" اخراج رومان بولانسكي و"الصين قريبة" لجان لوك جودار و"رجال ودمي" اخراج جوزيف مانكوفيتش و"العروس" للمخرج التركي عمر لطفي العقاد و"بلا نهاية" للمخرج البولندي كريستوفر كيشلونسكي والفرنسي "قبلات مسروقة" لفرانسوا تريفو. بالاضافة إلي فيلم تسجيلي طويل عن الناقد الايطالي جان لويجي روندي وآخر عن المخرج الامريكي أرثر بين وثالث عن حياة المخرج بيتر بوجدانوفيتش. وفي افتتاح برنامج "آفاق" عرض فينيسيا الفيلم الايراني "الرئيس" للمخرج المهاجر محسن مخملباف الذي يقدم تحليلاً سينمائياً لشخصية الديكتاتور والمنعزل عن شعبه ومعاناته. ولكن الثورة تقوم ضد نظامه ويضطر إلي الهرب وسط الناس والاختباء في أماكن متفرقة حتي يتم العثور عليه في النهاية وقتله تماماً كما حدث مع القذافي. ويهرب مع الديكتاتور حفيده الطفل ويعبر به المخرج عن ضميره كأنسان عادي قبل أن يتحول إلي حاكم ظالم. من ناحية أخري عرض مهرجان فينسيا في المسابقة الرسمية الفيلم الوثائقي "نظرة الصمت" للمخرج الامريكي جوشوا أوبنهايمر الذي يستكمل فيه التعبير عن أحداث القتل الجماعي في اندونيسيا عام 1965 وكيف تم قتل اكثر من نصف مليون اندونيسي بدعوي انتمائهم للفكر الشيوعي. جدير بالذكر أن الفيلم الفائز بالأسد الذهبي العام الماضي كان فيلماً وثائقياً وهو الايطالي "ساكرو جرا" ويبدو أن المدرسة الوثائقية الحديثة في السينما باتت قادرة علي منافسة الأفلام الروائية رغم استخدامها لشخصيات حقيقية لا تحترف التمثيل في الحديث عن موضوع أفلامها. 

الجمهورية المصرية في

03.09.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)