كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

موسترا البندقية تختتم الويك أند الأول

بأفلام مُلهمة:

أزمة الفرد من أميركا إلى النمسا

ومن آل باتشينو إلى سكان الأقبية!

البندقية - هوفيك حبشيان

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

اختُتم الويك اند الاول من موسترا البندقية أمس (27 آب - 6 أيلول) بتشكيلة من الأفلام الجيدة التي تُحمّس على ترقب ما تخفيه بقية اختيارات المدير الفني ألبرتو باربيرا في الأيام المقبلة، علماً ان الادارة الفنية تقترح مستوى لائقاً من الأعمال السينمائية التي تسيطر عليها أزمة الفرد والضمير ومأزق العيش وصعوبة التأقلم مع ما آلت اليه أحوال العالم. في الآتي، قراءة لخمسة عناوين، في انتظار افلام أصبحت على بُعد نظرتين من عيوننا، كـ"القطع" لفاتي اكين و"بازوليني" لأبيل فيرارا.

¶ "99 بيتاً" لرمين بهراني:

سادس أفلام الأميركي الايراني رمين بهراني (مسابقة) يحملنا الى ازمة العقارات في الولايات المتحدة بأسلوب ايقاعي يقطع الانفاس. الافتتاحية ملهمة والاهداء للناقد الراحل روجر ايبرت الذي كان دعم بهراني في بداياته. التوتر العالي يرافق تقريباً كل فصول الفيلم المتحولة والمتبدلة، وعندما يتراجع أحياناً ليدع المُشاهد يلتقط أنفاسه، نراه يحافظ على حال من التشدد والرهبة. الممثل الشاب أندرو غارفيلد يضطلع بدور ناش، عامل متواضع يعيش مع أمه وابنه (الزوجة غائبة) في واحدة من تلك المدن الأميركية التي يحلو للإيراني الآخر، أمير نادري، تصويرها ونقل واقعها. المخرج نادري، المُشارك في السيناريو، يعرف جيداً هذا الهامش المنسي، بكل ما يتضمنه من نمط حياة يتطور في شبه العزلة وشبه الاقصاء.

فيلم بهراني لا يصوّر الفقراء ولا متعاطي المخدرات ولا المجرمين، بل هؤلاء الناس العاديين من الطبقة تحت الوسطى الذين لا يحلمون الا بمنزل مع حديقة من دون ان يؤمنوا بالضرورة بالحلم الأميركي. ولكن، هناك مَن يتربص بهم وبأحوالهم المادية ويريد انتزاع املاكهم وتحطيم آمالهم، ولا يهم اذا كان "الهدف" شاباً لا يزال قادراً على العمل أو شيخاً في خريف عمره. الشرّ كله مجسد هنا في شخص نيك كارفر (مايكل شانون في قمة فنه)، سمسار عقارات، وحش مادي يتعامل مع مصرف يرهن الناس بيوتهم فيه. ناش هو واحد من هؤلاء الضحايا الذين سيتلقّون زيارة من نيك يُعلمه فيها بأن لديه دقيقتين فقط لإفراغ محتوى المنزل والرحيل. اللحظة قاسية، يصورها بهراني بكل تفاصيلها النفسية والضغط الذي يمارسه المتواطئون على الضحية. قبل ذلك، رأينا ناش وهو يحاول اقناع القاضي عبثاً بمنحه المزيد من الوقت لتسديد المبلغ الذي استدانه من المصرف. طبعاً، الكل متواطئ، الشرطة تخدم صاحب المال وليس المواطن، الخ.

ينطوي الفيلم في جزئه الأول على نقد لاذع لسيستام مصرفي يضاجع العالم من الخلف. الاخراج يمسك بالمُشاهد ولا يتركه الا بعد 112 دقيقة. الهنة الوحيدة في الفيلم هي في تحول شخصية ناش. فجأةً، تصبح لديه صحوة ضمير عندما يدرك أنه يقف في مكان الجلاّد بعدما كان الضحية. فهذا نظام يعيد تدوير الناس وضمائرهم الى ما لا نهاية. سينمائياً، المشكلة ليست في عذاب الضمير، فالشاب لا يُبدي أيّ نزوع الى الشر منذ البداية، إنما في تقديمه على هذا النحو العاطفي والسهل: ذلك المكان الخطر الذي تنزلق اليه دائماً السينما الأميركية.

¶"فدية المجد" لكزافييه بوفوا:

فيلم ما دون الـ"جانر" (الاستيلاء على شيء وطلب فدية لإعادته)، فرنسي في أدق التفاصيل. نتكلم عن فترة السبعينات. اعادة تجسيد المرحلة تلك ليست اقوى ما في الفيلم، ويبدو ان مخرجه فضّل ان يسطّحها ويتركها لخيال المشاهد. بعد "رجال وآلهة" ("سيزار" أفضل فيلم عام 2010)، يلجأ بوفوا الى موضوع أقل سقامة تزيّنه موسيقى تصويرية بديعة لميشال لوغران (82 عاماً). نشعر انه يتسلى بمكوّنات الفيلم الجماهيري. مبادرة جيدة لولا انه حصر تركيزه بالتمثيل ووضع نصب عينيه اللقاء الحاصل بين ضدين: بونوا بولفورد رجل فاشل يخرج من السجن ولا يعرف ماذا يفعل وأين يذهب، فيؤويه صديقه عثمان (رشدي زمّ)، لكن لا افق في هذه البقعة الضائعة من سويسرا عشية عيد الميلاد.

نحن في العام 1977، ولن يتأخر الرجلان في تلقي خبر وفاة تشارلي شابلن. نجد انفسنا وقد ركبنا مغامرة النصّابين التي تقتضي سرقة تابوت شابلن وطلب فدية من عائلته مقابل استرجاعه، من دون أن يزودنا الفيلم أي معطيات إضافية عن مكان وجود قبر الكوميدي. بيد ان رعونة الرجلان وغبائهما المستمر، يجعلان العملية ساقطة لا محالة. أولاً، الحبكة لا تصدَّق وإن كانت الحكاية صحيحة، اي انها حدثت فعلاً (في الواقع، كان الرجلان بلغاريا وبولونيا). ولكن، شتان بين ما هو حقيقي وما يُنقَل بواقعية تؤكد حقيقته. هذه واحدة من القواعد السينمائية التي لا يجهلها بوفوا، لكن اختباره الكوميديا للمرة الأولى يضع قدراته في هذا المجال على المحك.

يعالج بوفوا كوميديا المواقف على طريقته غير الإيقاعية والألوان الرمادية والمشاهد الطويلة، في محاولة لاستخراج الدراما منها. بونوا بولفورد رهيب في دور المهرّج الفاشل، رشدي زمّ كان أفضل حالاً في أفلام سابقة، أما نادين لبكي التي تطلّ من خلال خمسة مشاهد قصيرة فتقدم ما يمكن اعتباره تمثيلاً هو غاية في السوء. يبقى الخطاب الذي يأتي به بوفوا عن التهريج، مُظهراً كم أن التهريج مصدر اعجاب عندما يكون نظرياً وسينمائياً وممسرحاً، وكم يصبح متعباً ومثيراً للشفقة اذا مورس في الحياة (الفيلم مشارك في المسابقة).

¶ "في القبو" لأولريش زيدل:

في مقابلة سابقة مع اولريش زيدل نُشرت في "النهار"، كان يخبرنا الآتي: "ستفاجأ ربما اذا قلتُ لك ان أشياء مهمة كثيرة في بلادنا تحصل في الكهوف. انها الأماكن المفضلة للناس، فهم يفعلون فيها ما يحلو لهم، علماً ان سواد هذه الأمكنة مقلق وما تخفيه لا حدود له. يمكنك قول الكثير عن مجتمعنا وعالمنا وأنت جالس في كهف".

بعد سنوات على هذا التصريح، يأتينا مخرج "استيراد/ تصدير" بهذا الفيلم (خارج المسابقة) عن تلك العوالم السفلية التي يمارس فيها مواطنوه أفظع هواياتهم. معظمهم تجاوز أزمة منتصف العمر، احدهم حتى يدعى فريتس لانغ. في هذه الأقبية، نجد مثلاً احد المتعاطفين مع النازيين يحتفظ بكل مقتنياته التي تعود الى أيام الرايخ الثالث، ومنها لوحة هتلر التي تلقّاها هدية لعيد زواجه. وقد نعثر على سيدة تدلل طفلاً تخفيه في علبة، او رجل يزيّن جدران القبو برؤوس حيوانات مصبّرة. أما الأكثر استفزازاً، فهي مشاهد المازوشية والخضوع، نرى فيها رجلاً ينظف حمّام "معبودته" بلسانه.

مثلاً: لا يتوانى زيدل عن طرح أفكاره غير المستقيمة سياسياً عبر مجموعة رجال يتكلمون عن المهاجرين المسلمين وعدم قدرتهم على التكيف والانتماء، وفي نظرتهم شيء من التعميم وشيء من الصواب. زيدل من معلّمي السينما الحديثة، ولكنه هنا يذهب بعيداً في السخرية الهدامة ولا يحفظ خط الرجعة. الأهم: لا يرحم. بيد أن أهم ما عنده هو هذه الضبابية التي يخلقها بين المفاصل. لا ولن نعرف اذا كان ما نراه وثائقياً أم روائياً، اذا كانت الشخصيات تصدق ما تفعل أم انها تتظاهر بذلك. الفيلم مُهندَس على هذا النحو. وسحر أفلام زيدل الذي يواصل تشكيلاته البصرية الثابتة والباردة بلا اي حراك، يتأتى من هذه النقطة تحديداً. زيدل من أروع المراقبين والمتأملين للطبيعة البشرية. لؤمه لا حدود له. يكفي كيف يحول ملل النمسويين هنا الى مادة تلصص عجيبة. كل مشروع زيدل يقوم على هذه المنطقة الضائعة بين ما نعتقده وما يدفعنا الى اعتقاده. في النهاية، نتخلى عن هذا الهمّ حباً بالمتعة!

¶ "تحقير" لباري لافينسون:

الفيلم (خارج المسابقة) يتشابه بشكل كبير مع مضمون "بردمان": تقهقر ممثل يواجه شياطينه. لكن آل باتشينو يأخذ السيرة الى مكان آخر. نضحك عليه ومعه. للمناسبة، هناك ثلاثة أفلام تأتي على ذكر "برودواي" في هذه الدورة من البندقية: "بردمان" لأليخاندرو غونزاليث ايناريتو، "هي مضحكة هكذا" لبيتر بوغدانوفيتش، وهذا الفيلم. آل باتشيتو (74 عاماً) الذي اذعن في السنوات الأخيرة الى ادوار "غذائية" في افلام تجارية رديئة، يعود هنا بفيلم ينطوي على خطاب ضمني بين واقعه كممثل وبين الدور الذي يضطلع به. العمر، المرض، العجز الجنسي، التعاسة، العزلة، كل هذا يقاربه لافينسون في افلمته هذه لرواية فيليب روث الصادرة عام 2009.

في "تحقير"، يضطلع آل باتشينو بدور ممثل مسرح معروف يرمي نفسه من الخشبة في احد العروض فيرتطم أرضاً. حادثة ستوقعه في إحباط هائل لا يعود يعرف على إثرها اذا كان يمثل او يعيش. نراه يقتل ما له من وقت في منزله الفخم قبل أن تدخل حياته فتاة لعوب تصغره سناً (الموهوبة غريتا غرويك)، التي ستجعله يدرك اكثر فأكثر مساوئ الشيخوخة، وخصوصاً انه يشكو ايضاً من آلام رهيبة في الظهر تسمّره في الفراش أحياناً. باتشينو، هذا الشكسبيري، الممثل الذي يمثل كثيراً، محامي الشيطان، كل هذه الجوانب منه، يدركها لافينسون جيداً ويوظفها في عمل يفتقر الى الاسلوب، لكنه ممتع الى حدّ ما. فالاسلوب الوحيد هنا هو باتشينو نفسه الذي يسرق الفيلم من يدي المخرج. يذكر ان باتشينو يشارك في المهرجان بفيلم آخر ايضاً: "مانغلهورن" لديفيد غوردون غرين الذي يتسابق على "الأسد الذهب".

¶ "الرئيس" لمحسن مخملباف:

بعيداً من عالم الفنّ والـ"شوبيز"، قدّم المخرج محسن مخملباف، احد أسياد السينما الإيرانية المعاصرة، فيلماً سياسياً اسمه "الرئيس" (قسم "أوريزونتي") عن رجل عجوز باعتباره ديكتاتوراً حكم بلاداً وهمية لسنوات قبل أن يطيحه الثوار. يفتتح الفيلم على مشهد "سوريالي" يتخطى حدود العقل للرئيس المخلوع لاحقاً وهو جالس على كرسيه يعلّم حفيده كيف يتحكم بالناس عبر التحكم بالتيار الكهربائي. نراهما يتصلان بجهة تقطع التيار عندما يطلبان منها ذلك، وتعيده نزولاً عند رغبتهما. الفيلم بأكمله مغامرات هذا الرجل برفقة حفيده الطفل، وتنقّلاته من مكان الى آخر هرباً من الخطر الذي يلاحقه، في "رود موفي" نبرته شرق أوسطية. لم يستمع الديكتاتور الى مطالب الشعب ورغباته، لذا عليه ان يدفع الآن ثمن التجاهل. خطاب مباشر يجعل الفيلم يبدو كنكتة في أحايين كثيرة، على الرغم من الحرفة العالية التي يتمتع بها مخملباف. المشكلة في الحجة السيناريستية وليست في كيفية تقديمها، وهي حجة يصعب تصديقها. المشكلة الثانية تتجسد في اننا نعرف مسبقاً كل ما يريد قوله. "الرئيس"، خلافاً لفيلم ايناريتو، لا ينطوي على اي اختراق، فهو يتبلور كمسار نهر يصبّ في المكان الذي تصب فيه مئات الأفلام ذات البال المرتاح. يبقى اننا نلتفت الى ضوء من هنا، فكرة من هناك، لكن هذا كله لا يصنع فيلماً مجيداً تصل أهميته الفنية الى أهمية الموضوع المطروح. ما اراد مخملباف قوله قاله باختصار في جملة خلال المؤتمر الصحافي: "بعضهم ينسى مَن كان قبل ان يصبح صاحب قوة. يتعاطى مع النفوذ كأنه ملكه منذ الأزل".

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

01.09.2014

 
 

الإيرانى «ماخمالباف» كبير ضد الديكتاتورية

بقلم   سمير فريد

عُرض فى افتتاح مسابقة آفاق الأفلام الطويلة ضمن البرنامج الرسمى لمهرجان فينسيا الفيلم الجورجى الروائى «الرئيس» إخراج محسن ماخمالباف، وهو من أعلام السينما الإيرانية بعد الثورة الإسلامية فى إيران عام ١٩٧٩، ولكنه هاجر بعد فشل ثورة الشعب على الحكم الإسلامى عام ٢٠٠٩.

جاء «الرئيس» من أفضل أفلام ماخمالباف، كما أنه فيلمنا الذى لم يصنعه مخرج عربى، وإنما إيرانى يهمه العالم العربى المجاور لبلاده، التى يتداخل تاريخها مع تاريخه، وحاضرها مع حاضره، ومستقبلها مع مستقبله. يقول ماخمالباف فى بيان عن الفيلم: «سقطت ديكتاتوريات عديدة مع ثورات الربيع العربى، وقتل مئات الألوف وجرح الملايين، ولكن لاتزال هناك أكثر من ٤٠ ديكتاتورية فى العالم».

ولأن الفيلم يتجاوز واقع العالم العربى أو ما يسمى «الشرق الأوسط»، ولا يعبر عن أحداث معينة فى هذا البلد أو ذاك، وإنما عن الحرية التى ينشدها كل الناس فى كل الدنيا، اختار ماخمالباف أن تدور الأحداث فى بلد خيالى لا وجود له على الخريطة، ولكن ما يحدث فيه هو ما يحدث فى كل البلاد الديكتاتورية من إيطاليا موسولينى إلى عراق صدام وليبيا القذافى... وغيرها. إنها نفس الآليات وإن اختلفت الدرجات.

ينتهى الفيلم بأن الطريق إلى الحرية والديمقراطية طويل، ولكن قيمة الفيلم- مثل كل عمل فنى كبير- ليست مستمدة من موضوعه أو موقفه السياسى، وما أكثر الأعمال الفنية التى تدعو إلى الحرية، وإنما من العمق الفكرى، حيث استجمع الفنان خبرته المركبة مع الثورة ثم ضد نفس الثورة، ومن أسلوبه السينمائى الخالص، ومن جذور هذا الأسلوب المرتبطة بثقافته الوطنية الفارسية، ولا يجب أن ننسى أن «ألف ليلة وليلة» فارسية وإن عُرفت بـ«الليالى العربية».

مثل شكل ألف ليلة يتكون الفيلم من مقاطع مختلفة يربط بينها الرئيس (ميشا جوما شفيللى) وحفيده (داشى أورفيلاشفيللى) أو ما يعرف فى السينما باسم «أفلام الطريق». والمقاطع ليست متجانسة كما فى الثقافة الغربية، فبعضها فى عشر دقائق أو أكثر والبعض الآخر فى دقائق أقل. ولا يتردد الفنان فى الخروج عن الزمن الحاضر عدة مرات للحفيد وهو يتذكر كيف تم تدريبه على الرقص والمراسم الملكية، ومنها أن يطلب من الساقى أو الطاهى أن يتناول بعض ما يقدمه له حتى يطمئن إلى عدم وجود سم فى الطعام أو الشراب.

ويبدو الأسلوب السينمائى الخالص منذ أول مشهد لشوارع المدينة مضاءة بالأنوار والزينات فى لقطات طويلة متوالية، والراديو يعلن أن الرئيس أمر بإعدام المتمردين، ثم نرى الرئيس وأحد أفراد الحاشية يحذره من أن أحد المحكوم عليهم عمره ١٦ سنة وسوف يثير إعدامه منظمات حقوق الإنسان الدولية، ولكن الرئيس يرد: بل يُعدم. وفى مشهد مبتكر يكثف معنى الديكتاتورية يطلب الرئيس عبر التليفون إطفاء أنوار المدينة، فتطفأ، ثم إعادة الكهرباء فتعود، وتبدو المسألة بالنسبة إلى حفيده أقرب إلى ألعاب الأطفال فيعطيه جده الرئيس التليفون ليواصل نفس الأمر بقطع الكهرباء ثم إعادتها، وفجأة يعطى الحفيد الأمر بإعادة الكهرباء فلا تعود. لقد سقط النظام. وإن لم تكن هذه هى السينما الخالصة التى تعبر بالضوء والظلام، فماذا تكون؟!

وفى لقطة واحدة من عدة ثوان نرى الزوجة/ الملكة تُغيّر الحذاء فى لقطة كبيرة لشخصين كل منهما يمسك بفردة ويضعها داخل قدمها، وتلك هى البلاغة السينمائية عن حق. وبينما تغادر الزوجة البلاد مع الأسرة فى طائرة خاصة، يصر الرئيس على البقاء لثقته فى الانتصار على الثورة، كما يصر حفيده على البقاء معه، وتبدأ رحلتهما عبر الطرق أثناء الثورة، ويضطر الرئيس إلى التنكر كشحاذ يعزف على آلة موسيقية ويرقص حفيده على وقع الموسيقى.

يشاهد الرئيس شعبه لأول مرة ويعرف مدى معاناته، ويشاهد العنف فى كل مكان: العروس التى يغتصبها بعض الجنود فتصرخ وتطلب قتلها، وبالفعل يطلقون النار عليها، والعاهرة التى عرفها الرئيس فى شبابه وأصبح الجنود يقفون على بابها فى طابور، ولكن لا يدفعون. ويضطر الرئيس لمزيد من التخفى إلى حمل أحد السجناء السياسيين الذين أفرج عنهم ولا يستطيعون السير على الأرض من شدة التعذيب. وعندما يصل هذا السجين إلى قريته يفاجأ بأن زوجته، التى كانت قصة حبهما حديث القرية، قد تزوجت فلا يحتمل الموقف وينتحر برشق المنجل الرباعى فى عنقه.

يتعرف أحد الفلاحين على الرئيس فيهجم عليه عدد كبير من سكان القرية لقتله فى الحقول كما حدث مع موسولينى، وعندما يختبئ داخل ماسورة كبيرة مثل القذافى يتم إخراجه منها، ويقرر «الثوار» إعدامه شنقاً، وتطالب امرأة من الضحايا بإعدام حفيده أولاً حتى يتألم كما تألمت عند إعدام ابنها. وهنا تبدو خلاصة الخبرة الطويلة العميقة للفنان على لسان أحد السجناء السياسيين المفرج عنهم، إذ يمنع إعدام الحفيد، بل ولا نرى إعدام الرئيس، ويقول للغاضبين وقوات الأمن التى انضمت إليهم: ألستم الشعب الذى علّق صورته فى المنازل عشرات السنين؟! ألستم القوات التى كانت تحميه وتنفذ أوامره مهما كانت هذه الأوامر؟! وإذا كررنا نفس ما كان يفعله فلن نحصل على الحرية أبداً.

ويستجمع ماخمالباف كل ما بقى من قدرة على الأمل فى المستقبل، وينهى الفيلم على شاطئ البحر الممتد حتى الأفق، والحفيد فى رعاية موسيقى عجوز كان من السجناء السياسيين.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

01.09.2014

 
 

البندقية تخذل إيناريتو... وترنو إلى «المهمّشين»

محمد الأمين/ البندقية

أعرق مهرجان سينمائي في العالم بحاجة ماسة إلى المفاجآت للحفاظ على النجاح الذي حققه في النسخة الماضية. منطق المقارنات ليس صحيحاً ما دام «مهرجان البندقية السينمائي الدولي الـ 71» في أيامه الأولى (يستمر حتى 6 سبتمبر).

مع ذلك، فإن النقد الذي تعرّض له فيلم الافتتاح «الرجل الطائر» للمكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، سيؤكد أنّه يصعب أن نتوقع له نجاحاً مشابهاً للنجاح الذي حققه فيلم «جاذبية» الذي افتتح الدورة الماضية، وحصد حصة كبيرة من جوائز الأوسكار، وأعاد الصرح الأعرق إلى أجواء التنافس على صدارة المهرجانات العالمية مثل «كان» و«برلين». صحيح أنّ «بيردمان» قدم مادة إعلامية جيدة من خلال جمع كوكبة من النجوم الكبار أمثال مايكل كيتون وإدوارد نورتون وايما ستون، إلا أنّ حظوظ المخرج المكسيكي كانت دون مستوى المنافسة على «الأسد الذهبي». يتناول «الرجل الطائر» أو «الفضيلة اللامتوقعة للجهل» حياة نجم سينمائي في منتصف العمر، يعاني من انحسار شهرته رغم أنه أدى في حياته الفنية دوراً بعنوان «الرجل الطائر» أكسبه نجومية واسعة، ويسعى إلى الحصول على دور جديد يعيد له المجد الغابر. لكن الشريط اكتظ بتفاصيل مملة لتشريح شخصيته المحورية بنفس ساخر تهكمي. صحيح أن إيناريتو صوّر أبعاداً عميقة في شخصية البطل وتناقضات حياته بصبغة سوريالية، لكن هذه الأبعاد مجتمعةً، هي ما أضعف بناء الفيلم، وجعلت حظوظ السينما الأميركية في نيل «الأسد الذهبي» تذهب إلى الأفلام الثلاثة الأخرى أبرزها «تسعة وتسعون منزلاً». خصّص المخرج الإيراني المقيم في أميركا رامين بحراني شريطه هذا للمهمشين اجتماعياً، وهم الشريحة التي يهتم بحراني بموضوعاتها وهمومها. يتناول بحراني قصة رجل أميركي يعيش مع والدته وابنه الصغير في مدينة نيو أورلينز، قبل أن يطردوا من الدار بسبب تأخرهم في دفع الإيجار.

يقارب أبيل فيرارا الأيام الأخيرة من حياة بازوليني

بعد عرض الفيلم، قال بحراني في مؤتمر صحافي: «هدفي كان التركيز على مشاعر الشخصيات، والرواية قد تحدث في بقاع مختلفة من العالم. وليس فقط في مدينة في فلوريدا، أي في كل مكان يهمين عليه الفساد الاقتصادي ويكون ذا طابع مؤسساتي منظم». الفيلم الأميركي الآخر المنافس على «الأسد الذهبي» يحمل عنوان «مانجل هورن» لديفيد غوردون غرين. ويؤدي آل باتشينو دور رجل مسن يعيش في بلدة صغيرة، يهتم بقطته ويتناول يومياً الطعام في مكان مختلف. لكن هذه ليست الصورة الحقيقية لمانجل هورن. إنّها مجرد قناع يضعه رجل ذو تاريخ أسود حافل بالجرائم. قبل أربعة عقود، تخلى عن امرأة أحلامه، من أجل مهمة كبيرة. وها هو في سن متقدمة يعيد التفكير في ذاك القرار. قصة حب عن أشخاص أضاعوا فرصاً في شبابهم كان لها أن تغير مسار حياتهم وتجعلها أقل مأسوية. «القتل المتقن» هو عنوان الفيلم الأميركي الآخر الذي يتنافس على «الأسد الذهبي بتوقيع المخرج والسيناريست النيوزلندي أندرو نيكول. ويتوقع النقاد أن يعود إلى ثيماته الأساسية أي فضاء علمي تخيلي مع نافذة نحو المستقبل والمشاغل الدائمة للانسان، مثل الأبدية والعدالة.

أما حصة الافلام الفرنسية في المسابقة الكبرى، فتبدو لافتة تفوق عدد الأفلام التي شاركت في «مهرجان كان». خمسة أعمال فرنسية تشارك في «البندقية» أبرزها «ضريبة الشهرة» لكزافييه بوفوا الذي يسجل عودته الى الإخراج بعد غياب أربع سنوات، أي منذ تحفته «آلهة وبشر». المخرج التركي فاتح أكين يشارك بفيلم «القطع» من إنتاج فرنسي ألماني ايطالي، وديفيد اولهوفن بفيلم «بعيداً عن الرجال»...

ولا بد أيضاً من الاشارة الى فيلم «بازوليني» للمخرج الاميركي الايطالي الأصل أبيل فيرارا. يتمحور الفيلم حول الأيام الأخيرة من حياة الشاعر والسينمائي الايطالي بازوليني الذي قُتل في ضواحي روما عام 1976. ثلاثة أفلام هي حصة البلد المضيف، والسينما الإيطالية لم تكن موفقة في السنوات الأخيرة في صيد الأسد الذهبي. مع ذلك فإن الحظوظ قائمة مع ثلاثة أفلام هي: «القلوب الجائعة» لسافيريو كوستانزو، و«Anime Nere» لفرانشيسكو مونزي الذي يتناول حياة أعضاء عصابة. ويتنافس ماريو مارتوني على الأسد الذهبي بفيلمه الجديد «Il giovane favoloso» الذي يدور حول حياة الشاعر جياکومو ليوباردي.

في المسابقة الكبرى ذاتها التي يترأس لجنة تحكيمها السينمائي الفرنسي ألكسندر ديبلا، تتجه الأنظار الى «الليالي البيضاء لساعي البريد» للروسي الكبير أندريه كونتشالوفسكي، وفيلم «حمامة تحط على الغصن، دليل الوجود» للسويدي روي أندرسون وجميعها أفلام قوية ستتنافس على الأسد الذهبي. فيلم «حكايات» للمخرجة الايرانية رخشان بني اعتماد، يتنافس بدوره على الجائزة وبالطبع سيكون انجازاً كبيراً للسينما الإيرانية المستقلة إذا استطاعت بني اعتماد نيل «الأسد الذهبي» الذي سبق لمواطنها جعفر بناهي نيله على فيلمه «الدائرة» عام 2000. وثمة مَن يعتقد أنّ حظوظ المخرجة ضعفت في نيل «الأسد الذهبي» مع التصريحات التي أدلت بها في المؤتمر الصحافي. إذ قالت إنّ هدف الفيلم تسليط الضوء على الآثار المدمرة للحصار الاقتصادي على الشعب الإيراني، مشيرة إلى معاناة لأطفال المصابين بالأمراض الخطيرة ممن لا يجدون الدواء بسبب الحصار.

في موازاة المسابقة الرسمية، تحضر الأسماء الكبرى خارج المسابقة، مثل الصربي الشهير أمير كوستوريتسا الذي يقدم فيلماً مع تسعة مخرجين، يقدم منظوره الخاص للإيمان الديني.

التوازن بين الأسماء الكبرى في عالم الفن السابع واكتشاف المواهب الجديدة وتوفير انطلاقة عالمية من منصة المهرجان، هي الاستراتيجية التي راهن عليها فريق عمل ألبرتو باربيرا للحفاظ على قدرة المهرجان في التنافس مع المهرجانات المرموقة، خصوصاً أنه يقع من حيث فترة انعقاده بين مهرجانين مهمين: «كان» العريق المتربع على القمة، و«تورنتو» الذي نجح في السنوات الأخيرة في استقطاب افلام تحظى باهتمام السوق الأميركية.

الأخبار اللبنانية في

01.09.2014

 
 

مهرجان البندقية السينمائي الدولي

عدنان حسين أحمد

انطلقت في السابع والعشرين من الشهر الجاري فعاليات الدورة الحادية والسبعين لمهرجان  فينيسيا السينمائي الدولي وتستمتر لغاية السادس من سبتمبر 2014. وسوف يُعرض خلال أيام المهرجان 55 فيلماً روائياً ووثائقياً وقصيراً تمثل 39 بلداً. وعلى الرغم من أهمية المسابقات والمحاور الأخرى للمهرجان إلاّ أن هذا المقال سيكون مقتصرا على المسابقة الرسمية لهذا العام والتي يتنافس فيها 20 فيلماً روائياً ووثائقياً طويلاً تمثل عدداً من بلدان العالم وهي أميركا، روسيا، فرنسا، إيطاليا، السويد، تركيا، إيران، المكسيك، نيوزلندا، الصين واليابان. وقد تلقت لجنة فحص الأفلام 3.377 فيلماً بينها 1.600 فيلم روائي ووثائقي و 1.777 فيلماً قصيراً، وهو عدد كبير تتلقاه غالباً المهرجانات العريقة مثل مهرجان "كان" و "روما" و "روتردام" و "كارلو فيفاري" وسواها من المهرجانات العالمية المعروفة.

كما أن غزارة الإنتاج النوعي قد شملت إيطاليا هذه السنة حيث تقدّم المخرجون السينمائيون الإيطاليون بـ 177 فيلماً وهو عدد كبير أيضاً يكشف عن ازدهار الإنتاج السينمائي في إيطاليا، وربما يعزو البعض غزارة إنتاج هذه الأفلام إلى شيوع التقنية الرقمية التي لا تثقل كاهل المخرجين بميزانيات ضخمة كما هو الحال قبل عقدين من الزمان.

ثيمات جريئة

قبل أن نسلّط الضوء على بعض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لابد من الإشارة إلى الحضور الدائم الذي تسجّله تركيا وإيران على حدٍ سواء في المهرجانات العالمية، بل يندر أن تجد مهرجاناً عالمياً يخلو من أفلام تركية أو إيرانية سواء للمخرجين الراسخة أسماءهم في أذهان محبّي الفن السابع أم لصنّاع الأفلام الجُدد الذين يضعون خطواتهم الأولى على سكّة الفن السابع مثل المخرج التركي "كان موژدجي" الذي اشترك بفيلم (Sivas).

وفي السياق ذاته فقد اشتركت تركيا هذا العام بفيلم "الجُرح" لفاتح آكين المولود في عام 1973 بمدينة هامبورغ الألمانية. ثمة موضوعات تتكرر في أفلامه الروائية مثل تصادم الثقافات والقيم الأخلاقية بين الشرق والغرب، أو موضوعات الألمان من أصول تركية وما إلى ذلك، ولعلي أشير هنا إلى فيلم "وجهاً لوجه" و "حافة الجنة" و "أحبك يا نيويورك". ومن بين آرائه الأخرى المثيرة للجدل هي اعتقاده أن الإدارة الأميركية في عهد الرئيس بوش الابن كانت فاشية، كما سعى غير مرة لأن يتفِّه فكرة الهولوكوست التي أثارت جدلاً واسعاً في عموم المدن الألمانية. فلاغرابة أن يتقدّم آكين هذه المرة بفيلم آخر مثير للجدل، يستفز الحكومة التركية، ويقض مضاجع بعض الأتراك الشوفينيين المتطرفين.

الإبادة الجماعية

يتمحور فيلم "الجُرح" على فكرة الإبادة الجماعية للأرمن التي طالما رفضتها الحكومات التركية المتعاقبة ولا تزال تُنكرها حتى يومنا هذا. لقد تتبع آكين شخصية نزاريث مانوجيان، الشاب الذي يُرحّل من قريته الأصلية ماردين. وبعد الترحيل يعلم أن بناته يمكن أن يكنَّ على قيد الحياة لذلك يقوم بالسفر إلى أجزاء متعددة من العالم بحثاً عن فلذات كبده! لا شك في أن هذه الثيمة إنسانية جداً وأنها سوف تلامس قلوب المشاهدين وتدغدغ مشاعرهم الإنسانية العميقة. وربما ينتزع هذا الفيلم إحدى الجوائز الكبرى في المهرجان وذلك لحساسية الفكرة الرئيسة التي انتقاها آكين بعناية فائقة.

تتضح معالم الدقة على كل فيلم تم اختيارة في هذه المسابقة تحديداً أو سواها من المسابقات والمحاور الأخرى للمهرجان. ففيلم "حمامة تقف على غصن وتفكر بالوجود" للمخرج السويدي روي أندرسون يدفعنا إلى التأمل في الأدب والفن خاصة والحياة بصورة عامة. ولو دققنا في تفاصيلة لوجدنا أن فكرة الفيلم المهيمنة فيه مستوحاة من لوحة للفنان التشكيلي الهولندي المعروف بيتر برويغل الأكبر التي تنضوي تحت عنوان "الصيادون في الثلج" أو "عودة الصيادين" في تسمية أخرى حيث يتألق الفنان في رسم مشهدٍ شتوي مغطى بالثلوج بينما نرى ثلاثة صيادين يعودون من رحلتهم منهكين، ترافقهم كلابهم المطأطئة رؤوسها. فالرحلة لم تكن موفقة، ويمكن استخلاص هذه النتيجة من إحساس الصيادين بالخيبة، وشعور الكلاب بالتعاسة!
في فيلم أندرسون نرى عدداً من الحمائم المنهمكة في المراقبة والتأمل، لكن السؤال المنطقي الذي يمكن أن يثيره المتلقي هنا مفاده: تُراقب مَنْ هذه الطيور من عليائها، وبماذا تفكر حقاً؟ يتخيل أندرسون أن الطيور تراقب الناس الذين تحتها، وتتساءل في سرِّها: ماذا يفعل هؤلاء البشر طوال النهارات الأبدية؟ وإذا لم تسعفه الإجابة فإنه يعيد صياغة السؤال بطريقة مباشرة موجهاً إياها إلى الضمير الجمعي بصيغة استفهامية صريحة: "ماذا نفعل نحن حقاً في هذا الوجود؟".

نُذكِّر فقط بأن روي أندرسون قد أنجز أربعة أفلام روائية طوال ثلاثة عقود، وفيلمين قصيرين، إضافة إلى 400 فيلمٍ إعلاني. ومن أبرز أفلامه الروائية "قصة حُب سويدية" و "أغانٍ من الطابق الثاني". ويتميز أسلوبه باللقطات الطويلة، والمَشاهِد الكوميدية العبثية التي لا تخلو من تهكم وسخرية واضحتين.

سيدة السينما الإيرانية

على الرغم من إتكاء المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد على البنية السردية في فيلمها الجديد "حكايات" الذي سوف يتنافس على جوائز هذه المسابقة إلاّ أن أفلامها في الأعم الأغلب تعتمد على اللغة البصرية أكثر من اعتمادها على اللغة السردية. يروي فيلم "قصة" بعنوانه المحلي، و "حكايات" بالعنوان الأجنبي المترجم ربما، قصة عالم الرجال، وحيوات النساء الذين يتوجب عليهم دائماً أن يكافحوا من أجل نيل حقوقهم كالسينمائيين والعمّال والمثقفين وموظفي الدولة وما إلى ذلك، غير أنها تتساءل كما زمليها السويدي أندرسن مستفهمة: "هل أن ضوء الحُب والأمل سوف ينير لهم حياتهم؟". جدير ذكره أن رخشان أو سيدة السينما الإيرانية قد أنجزت عدداً كبيراً من الأفلام المهمة نذكر منها "الكناري الأصفر"، "العملة الأجنبية" و "تحت جلد المدينة".

تحضى الأفلام الكوميدية الساخرة بحضور قوي في غالبية المهرجانات العالمية وربما يكون أحد أسباب هذا التركيز على الهزل والكوميديا حتى وإن كانت سوداء للتخفيف من ضغوط الحروب المتلاحقة، والانهيارات الاقتصادية، وصعوبات الحياة التي تتفاقم يوماً إثر يوم. لقد اشتركت فرنسا بأربعة أفلام في هذه المسابقة من بينها فيلم "ثمن الشهرة" للمخرج إكزافير بوفوا، وهو فيلم كوميدي تجري وقائعه في (فيفي)، وهي مدينة صغيرة تقع على ساحل بحيرة جنيف في أواخر السبعينات. وحينما يخرج إيدي ريكارت من السجن للتو يرحب به صديقه عثمان بريغا، ويعقد معه صفقة. فمقابل استضافته في المنزل يتوجب على إيدي أن يعتني بسميرة، ابنة عثمان، ذات السبعة أعوام، لأن زوجته نور راقدة في المستشفى تتلقي العلاج الطبي. كان إيدي بحاجة ماسة إلى النقود، وفي عشية عيد الميلاد كان التلفزيون يعلن عن وفاة الممثل الكوميدي تشارلي شابلن فخطرت على باله فكرة خطف التابوت وطلب فدية من العائلة. "ثمن الشهرة" هو الفيلم السادس عشر في رصيد بوفوا، صاحب الأفلام الشهيرة "لا تنسى أنك سوف تموت" و "آلهة ورجال" و "الحِرباء".

يتمحور فيلم "ضربة المطرقة الأخيرة" للفرنسية أليكس ديلابورت على شخصية فكتور الذي يدفع باب أوبرا مونبيله ولم يكن وقتها يعرف شيئاً عن الموسيقى. ولم يكن يعرف أباه صموئيل روينيسكي. وحينما يطل ماهلر السادس سيغيّر مسار مستقبله الذي أصبح فجأة غير مؤكد بالنسبة لأمه نادية. قرر فكتور أن يكشف عن مشاعرة تجاه لونا التي أحبّها، وسوف يذهب في هذه المغامرة إلى أقصاها. من بين أبرز أفلام أليكس الروائية "أنجيلا وتوني" ووثائقيها المعروف "زين الدين زيدان". 

يعتمد فيلم "ثلاثة قلوب" للفرنسي بينوا جاكو على مفارقة فنية بناها المخرج مع الكاتب جولياف بوا? بدراية تامة لتمتين البنية العميقة للفيلم. يلتقي مارك في قرية ريفية بسلفي حين يفوته القطار العائد إلى باريس، ويتجولان في شوارع المدينة حتى ينبلج الصباح، ويتحدثان خلال هذه الليلة عن كل شيئ ما عدا نفسيهما في اتفاق عجيب. حين يأخذ مارك القطار الأول يضرب موعداً لسلفي بعد أيام في باريس. لا يعرف الاثنان أي شيئ عن بعضهما. تذهب سيلفي إلى موعدها فلا تجد مارك، لسوء الحظ، لقد كان يبحث هو الآخر لكنه وجد امرأة أخرى تُدعى صوفي، ومن دون أن يعلم ستكون هذه الأخيرة هي شقيقة سيلفي. أما الفيلم الفرنسي الرابع والأخير فهو "بعيداً عن الرجال" لديفيد أولوفين الذي يستعيد الحرب الجزائرية من خلال شخصية مدرِّس اللغة الفرنسية الذي يتوجب عليه أن يرافق قروياً جزائرياً متهماً بجريمة قتل.

تطهير فكري

من بين الأفلام الأميركية المشاركة في هذه المسابقة هو فيلم "شكل الصمت" للمخرج الأميركي جوشوا أوبنهايمر المقيم في كونبهاغن. يركز هذا الفيلم الوثائقي على عمليات قتل الأندونيسيين عامي 1965-1966 حيث شُنت حملة تطهير مناهضة للشيوعية في أعقاب الانقلاب الفاشل لحركة 30 سبتمبر في أندونيسيا. وتشير التقديرات الأكبر قبولاً إلى أن أكثر من نصف مليون شخص لقوا مصرعهم. وكان التطهير حدثاً محورياً في التحوّل إلى النظام الجديد حيث تمّ القضاء على الحزب الشيوعي الأندونيسي كقوة سياسية وأدت الاضطرابات إلى سقوط الرئيس سوكارنو وبدء رئاسة سوهارتو لثلاثين عاماً قادمة. ومن بين أفلام أوبنهايمر "أشرطة العولمة"، "بوسكارت من مدينة الشمس" و "فعل القتل" الذي لا يختلف كثيراً في مضمونه عن "شكل الصمت".

لا يمكننا، بطبيعة الحال، التوقف عند أفلام المسابقة كلها، لذلك سنختتم هذا الباب بفيلم "الرجل الطائر" للمكسيكي أليخاندرو غونزالس إنياريتو، وهو للمناسبة فيلم الافتتاح. يروي الفيلم قصة ممثل "كيتون" مشهور بصناعة شخصيات أيقونية خارقة. يكافح هذا الممثل كي يقدِّم مسرحية "برادوي". وفي الأيام التي تسبق ليلة الافتتاح يصارع هذا الممثل أناه ويحاول مرات متعددة كي يستعيد أسرته ومهنته ونفسه. الفيلم مقتبس عن مجموعة قصصية  تحمل عنوان "ما الذي نقوله حينما نتحدث عن الحب" للكاتب الأميركي رايموند كارفر.

البلد المضيّف له حصة جيدة من هذه المسابقة فقد اشتركت إيطاليا بثلاثة أفلام وهي: "قلوب جائعة" لسافيرو كوستانزو، "الشباب الرائع" لماريو مارتوني، و "الأرواح المظلمة" لفرانشيسكو مونزي. أما أميركا التي سجلت مشاركة واسعة في محاور المهرجان الرئيسة فقد اشتركت هنا بفيلم  Manglehorn لديفيد غوردن غرين، إضافة لفيلم "99 منزلاً" لرامين بحراني، الأميركي المتحدِّر من أبوين إيرانيين. و "قتل جيد" للنيوزلندي أندرو نيكول، و "الليالي البيضاء لساعي البريد" للروسي أندريه كينجيولوفسكي، و "حرائق السهل" للياباني شينيا سوكاموتو، و "البلاهة الحمراء" للصيني وانغ شاو شواي.

الجزيرة الوثائقية في

01.09.2014

 
 

"فيللا توما" يعرض تحولات المجتمع الفلسطيني في مهرجان البندقية

البندقية (إيطاليا) - أ ف ب

يقدم العمل الروائي الأول للمخرجة الفلسطينية سهى عراف وصفاً للتحولات الطارئة على المجتمع الفلسطيني وعزلة الأقليات، من خلال عائلة مسيحية تبقى في رام الله خلال الانتفاضة الأولى التي اندلعت في العام 1987.

وشارك فيلم "فيللا توما" في "أسبوع النقاد" في مهرجان البندقية في دورته الحادية والسبعين التي تختتم بعد أسبوع، كذلك يشارك في "اكتشافات" في مهرجان تورنتو، قبل أن يفتتح مهرجان الإسكندرية في العاشر من هذا الشهر.

ويصف الفيلم حالة العزلة التي عاشتها عائلة مسيحية ثرية من ثلاث أخوات في ظل التفكك الذي ضرب المجتمع الفلسطيني جراء الاحتلال، بحسب المخرجة.

و"فيللا توما" هي الدارة الأنيقة التي ورثتها الأخوات، وهن لا يكدن يخرجن منها نظراً لتحولات الخارج وتغير أحوال الناس وأخلاقهم، بينما هن يتمسّكن بتقاليد لم تعد تلقى كثير التفات.

ومن خلال هذا الواقع، تتطرق المخرجة لواقع كل الأقليات في الشرق الأوسط في ظل التحولات الجارية، من خلال مقاربة اجتماعية.

وفيلم "فيللا توما" هو العمل الروائي الأول لسهى عرّاف التي سبق أن انجزت أعمالا وثائقية وكتبت سيناريوهات للسينما الإسرائيلية مثل "شجرة الليمون" و"زيتون". والفيلمان أخرجهما عيران ريكليس.

وقالت سهى عراف لوكالة "فرانس برس" بعد عرض فيلمها للمرة الأولى في البندقية "إنها المرة الأولى التي أرى فيها الفيلم على شاشة كبيرة، حاولت أن أنظر اليه نظرة المشاهد، أنا سعيدة بالنتيجة وبتفاعل الجمهور وبالإهتمام الذي لقيه".

ويدخل "فيللا توما" إلى عالم نسائي مقفل ومعزول وبارد، علاقته الوحيدة مع العالم تتلخص في أبو حسن، الذي يقوم بخدمة المنزل وإحضار اللوازم من الخارج. ولم تكن محاولات الأخوات الخروج من عزلتهن مشجعة، بل زادت من رغبتهن في العزلة.

وقالت سهى عراف "كأن الزمن في الفيلم تجمد في فقاعة، أردت أن أصور هذا الإنكار للتحول وكيف أن الاحتلال يمكن أن يؤثر عليك ويدفعك للتقوقع والعزلة عن كل شيء خارجي".

وتدور أحداث الفيلم في رام الله خلال عام، أثناء الانتفاضة الأولى التي انتهت بتوقيع اتفاق أوسلو. لكنها تسترجع ثلاثة وثلاثين عاماً ماضية، وتجري مقارنات بين الواقع والماضي.

وحول اختيار الموضوع، قالت سهى "حين وقعت اتفاقية أوسلو وكان الكل فرحاً ومتأملاً ويتوقع حلول السلام، ذهبت الى فندق رام الله الذي تعزله الأشجار ويوحي وكأنه في عالم زمن آخر، بابه يقود الى ما قبل خمسين عاماً، كل الأثاث والصور قديمة وصاحبته تعيش على الذكريات".

اختارت المخرجة هذا الفندق لتصور فيه أحداث الفيلم، وأسندت أدوار البطولة الى نسرين فاعور، الأخت الكبرى المتسلطة، وعلا طبري، الأخت الوسطى البسيطة، وشيرين دعيبس، الأخت الصغرى ذات الشخصية المركبة.

وضع سيناريو الفيلم قبل خمس سنوات، لكن المخرجة لم تجد الدعم لانتاج عملها قبل أن تموله جهات إسرائيلية. لكن المخرجة رفضت أن يكون الفيلم ممثلا لاسرائيل، فخرج من دون اسم دولة يمثلها.

وقالت سهى "بالنسبة لي الفيلم فلسطيني، وقصته فلسطينية، وأحداثه تدور في رام الله، وينطق بالعربية".

وتختم سهى المقيمة في اسرائيل "أنا أقيم في الداخل وأدفع مع أهلي أموالا للضرائب الإسرائيلية، لكني أنا منتجة الفيلم ولا أريد وضع اسم اسرائيل عليه".

الحياة اللندنية في

01.09.2014

 
 

فى مهرجان فينيسيا السينمائي.. تكريم الممثلة الأمريكية فرانسيس ماكدورماند وعرض فيلم عن " الهولوكست"

الألمانية

يعتزم القائمون على مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، اليوم الإثنين، تكريم الممثلة الأمريكية "فرانسيس ماكدورماند" بمنحها جائزة وعرض أحد أعمالها ضمن مجموعة الأعمال التي يتم عرضها في المهرجان خارج نطاق المسابقة الرئيسية. 

وقع الاختيار على المسلسل التليفزيوني "أوليف كيتيريدج" ليتم عرضه، وهو يضم العديد من النجوم وتقوم فيه ماكدورماند -57 عاما، الحائزة على الأوسكار عام 1997 عن فيلم"فارجو"، بدور البطولة. 

ويشار إلى أن ماكدورماند متزوجة من جويل وهو أحد "الأخوين كوين" اللذين عادة ما تفضل النجمة الشهيرة العمل معهما في أفلامها، وهما مخرجان ومنتجان أمريكيان. 

ومن المقرر أن تحصل ماكدورماند في فينيسيا على جائزة يطلق عليها اسم "فيجوناري تالنت" أو "الموهبة المثالية". 

يذكر أن "أوليف كيتيريدج" هي معالجة درامية من أربعة أجزاء لرواية حائزة على جائزة "بوليتزر" للكاتبة "إليزابيث ستراوت". 

ومن المقرر أن يتم اليوم الإثنين عرض فيلم "إل جيوفاني فابولسو"، وهو سيرة ذاتية عن حياة شاعر القرن الثامن عشر جياكومو ليوباردي ومن إخراج ماريو مارتوني. 

ويشار إلى أن الفيلم ينافس للحصول على أرفع جوائز المهرجان وهي جائزة "الأسد الذهبي". 

من ناحية أخرى، يعتزم المخرج الدنماركي المثير للجدل "لارس فون ترير -58 عاما"، الذي لا يشارك بأي أفلام في المسابقة، أن يقدم الجزء الثاني من فيلمه "نيمفوماينياك"، فيما سيقدم المخرج الإسرائيلي "أموس جيتاي -63 عاما" فيلم "تسيلي" الذي تدور أحداثه حول المحرقة النازية (الهولوكوست).

بوابة الأهرام في

01.09.2014

 
 

السينما العربية الشابة تقرع أبواب البندقية دون منافسة

العرب/ أحمد باشا

خمسة أفلام عربية تتنافس خارج المسابقة الرسمية، والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان ضمن لجنة التحكيم وهو من سيمنح الجائزة الكبرى لأحد الأفلام المشاركة.

البندقية -تختتم الدورة الحادية والسبعين من “مهرجان البندقية السينمائي الدولي” فعاليتها في السادس من شهر سبتمبر الجاري، بإعلانها عن الفيلم الفائز بجائزة “الأسد الذهبي” التي يتنافس عليها عشرون شريطا.

لا ينافس أي شريط عربي في المسابقة الرسمية للمهرجان، غير أن برامج البندقية المرافقة تضم في أجندتها خمسة أفلام عربية، روائيين اثنين، ووثائقيين، وآخر قصيرا.

في المقابل، ثمة حضور عربي لافت في لجنة التحكيم والمتمثل في المخرج الفلسطيني إيليا سليمان الذي سيمنح الجائزة الكبرى لأحد الأفلام المشاركة، بالتعاون مع ثمانية من اللجنة التي يرأسها الموسيقي الفرنسي أليكسندر ديبلات.

تجتمع الأفلام العربية المشاركة في البندقية بأن معظم صانعيها شباب، ويأتي في مقدمة المشاركين المخرج الأردني يحيى العبدلله (1978)، الذي سيعرض شريطه الوثائقي “المجلس” ضمن تظاهرة Final Cut in Venice المخصصة للمشاريع التي تبحث عن دعم لمراحل الإنتاج الأخيرة منها.

ويتتبع الشريط رحلة عدد من طلاب مرحلة التدريس الأساسي لتشكيل مجلس منتخَب في ما بينهم يسعون من خلاله إلى حل المشاكل التي تواجههم. المخرج الفلسطيني الأصل، الذي درس الفن السابع في العاصمة الفرنسية، أثبت حضورا مميزا في السنوات القليلة الماضية، خصوصا بعد فيلمه الروائي الطويل “الجمعة الأخيرة” الذي حصد عدة جوائز وقوبل بانطباعات وآراء إيجابية من النقاد والجماهير في المحافل التي حل بها.

“ذيب”، لناجي أبو نوار، هو الفيلم الأردني الثاني المشارك في احتفالية المدينة العائمة على الماء، والذي سيعرض ضمن تظاهرة “آفاق جديدة”.

الشريط الروائي الأول لصاحبه، تدور أحداثه عام 1916 في شبه الجزيرة العربية أواخر الحكم العثماني، ويروي سيرة ذيب وشقيقه الأكبر حسين، ابني أحد شيوخ قبائل البدو. بعد موت الوالد، سيتكفل حسين برعاية شقيقه، وستعرف حياتهما تغيرات جديدة ومفصلية مع وصول ضابط بريطاني رفيع إلى المنطقة لإنجاز مهمة غامضة.

كما يشارك فيلم أردني آخر، قصير، حمل عنوان “في الوقت الضائع” والإمضاء للفلسطيني الأصل أيضا رامي ياسين. يحكي الشريط عن العلاقة المتوترة بين أمير، الذي يبلغ من العمر 40 عاما، ووالده المريض في المستشفى.

الأفلام العربية المشاركة في البندقية معظم صانعيها ينتمون إلى جيل الشباب

وفي مسابقة “أسبوع النقاد”، التي تتنافس ستة أفلام على جائزتها، يشارك الفيلم الفلسطيني الروائي “فيلا توما” للمخرجة سهى عراف، الذي يروي قصة عائلة مسيحية من رام الله.

ثلاث أخوات فاتهن قطار الزواج، ستعرف حياتهن الرتيبة تغيرات مفصلية مع وصول ابنة أخيهم، اليتيمة، لتعيش معهن. الشريط الذي اعتمد في جزء من إنتاجه على تمويل إسرائيلي، واجه اعتراضا إسرائيليا على تمثيله فلسطين، وحدها، في المهرجان الإيطالي. وفي الرابع من الشهر الحالي، سيعرض، ضمن تظاهرة “آفاق جديدة”، الوثائقي “أنا مع العروسة” (إيطاليا - فلسطين)، لخالد سليمان الناصري وأنتونيو آغوليارو وغابريله دل غرانده.

وكان الشريط قد أثار ضجّة منذ إعلان الانتهاء منه، بسبب قصته ومجرياته التي يعدّها القانون الإيطالي جرما، فيما يعتبر الناصري، في حديث لـ”العرب”، أنها مدعاة للشرف.

ويستعرض الشريط رحلة استغرقت أربعة أيام للعبور بخمسة لاجئين فلسطينيين وسوريين من إيطاليا إلى السويد. رحلة محفوفة بالمخاطر، ستضطر المخرجين وزملاءهم إلى اللجوء لحيلة كي تكتمل: ادعاء أن رحلتهم من ميلانو إلى ستوكهولم ليست إلا “زفة” عرس يقومون بها، ولا تلفت أنظار الشرطة إليهم.

كل هذا، وكل فكرة العرس، وربما حتى الفيلم، ليس إلا حيلة لإيصال هؤلاء القادمين من سوريا إلى بر الأمان.

وعن مشاركته في المهرجان يستكمل الناصري قائلا: “كان “البندقية” هدفنا منذ أن أنهينا تصوير الفيلم، فالفيلم قد تأسس على فعل، وهو رفض ما يجري من انتهاك لحقوق المهاجرين الهاربين من الحرب”.

العرب اللندنية في

02.09.2014

 
 

مهرجان "فينسيا" يحتفل بكلاسيكيات السينما

كتبت- حنان أبوالضياء:

مهرجان فينسيا في هذا العام يحتفي بالسينما الإيطالية علي وجه الخصوص، إلي جانب تكريم المجددين في السينما الفرنسية والأمريكية من خلال الأفلام الكلاسيكية التي تعرض في فينسيا «قبلات مسروقة» لفرنسوا تريفو «فرنسا» و«بلا نهاية» noend لكريستوف كيشلوفسكي «بولندا» و«العروس» لعمر لطفي العقاد «تركيا» و«رجال ودمي» لجوزيف مانكيوفتش «أمريكا» و«الصين قريبة» لجودار «فرنسا» و«موشيت» لروبير بريون «فرنسا» و«بدون شفقة» لألبرتو لا أتوادا «إيطاليا» و«ماكبث» لرومان بولانسكي «أمريكا» و«أمبرتو د» لروسيلليني «إيطاليا» و«يوم خاص» لأيتوري سكولا «إيطاليا»، واحتفاء بالمخرج الأمريكي الكبير أرثر بن.

«قبلات مسروقة» 1968 للمخرج الفرنسي فرنسوا تريفو وهو من أهم الأفلام في مسيرة هذا المخرج، حصد الفيلم جائزتين في مهرجانين مختلفين، وأفضل مخرج من المجتمع الوطني لنقاد الفيلم في الولايات المتحدة والفيلم هو الجزء الثالث عن «أنطوان دونيل» بعد 400 ضربة الذي أخذ من شعار المهرجان وأنطوان وكوليت، الفيلم يراه البعض محتوي علي تفاصيل من حياة المخرج، وتلك أشياء لها علاقة كبيرة بسينما تريفو.

وفيلم «بلا نهاية» noend لكريستوف كيشلوفسكي «بولندا» الذي ولد في عام 1941 في وارسو في بولندا، وعاش طفولته متنقلاً بين عدة بلدات صغيرة في بولندا بسبب عمل أبيه كمهندس معماري مما يحتم عليه التنقل كثيراً وعدم الاستقرار.. وفي عام 1959 قرر دخول كلية للتقنيين المسرحيين في وارسو علي أمل أن يصبح مخرجاً مسرحياً.. أما فيلمه noend فقد أحدث ضجة كبيرة حينما تكلم فيه عن الحكم العسكري وتناول من خلاله القوي الثلاث في بولندا «السلطة والمعارضة والكنيسة» إن كيشلوفسكي بفلسفيته الشاعرية تناول النفس البشرية في عواطفها، ومشاعرها المتضاربة ويضعها دائماً أمام مفارقات ومآزق أخلاقية أو حياتية، من شأنها أن تحدد حقيقتها ومبادئها وطبيعتها وانتماء عواطفها مما يجعلنا نقف أمام انعكاس للنفس البشرية في مختلف أشكاله.. الفيلم نظرة متشائمة للغاية إزاء العواقب والحالات التي قد تصيب الذين يعيشون تحت الأحكام العرفية في الدولة الشيوعية، والمحن التي قد تجلبها إلي المواطن.

أما فيلم «العروس» لعمر لطفي فهو أحد أجزاء علي ثلاثيته السينمائية المعروفة «العروس» و«الزفاف» و«الدية» وتطرق من خلالها إلي إشكاليات الهجرة الداخلية من خلال عائلة مهاجرة من مدينة «يوزكات» إلي أسطنبول، تلك الثلاثية حوت انطباعات اجتماعية قاسية، من خلال شخصيات واقعية متوازنة ودرامية مؤثرة من خلال أسلوب غاية في البساطة، ويعرض أيضاً فيلم «رجال ودمي» لجوزيف مانكيوفتش واستطاع العمل أن يحقق ست جوائز أوسكار وأنتج العمل عام 1950 وفي تلك الفترة أجمع الجميع علي تطور السينما، أما «الصينينية» لجان لوك جودار، وهو مخرج أفلام فرنسي وأحد أبرز أعضاء حركة الموجة الجديدة السينمائي، ويدور حول مجموعة من الشباب تحاول أن تغير العالم من خلال الإرهاب، وهناك فيلم «موشيت» لروبير بريون أحد أفلام المخرج الأكثر خصوصية والأكثر تمسكاً برأيه من المخرجين المهمين، بمعني أنه كان يحاول دائماً أن يقدم ما يريده بدقة دون التنازل لاعتبارات تجارية أو شعبية جماهيرية أو لاعتقادات الناس السائدة حول السينما المتعارف عليها، وعلي الرغم من الآراء التي تقول إن شروعه باستخدام الألوان في أفلامه بدءاً من unefemmedouce سنة 1969 حتي آخرها كان أمراً خارجاً عن إرادته، فقد أثبت براعة فائقة في استخدام الألوان، الفيلم مأخوذ عن قصة للكاتب جورج برنانوس.

أما رائعة رومان بولانسكي «ماكبث» وهي إحدي المسرحيات الشهيرة لشكسبير «عن القائد الاسكتلندي ماكبث الذي يغتال ملكه دنكن ليجلس علي عرش اسكتلندا مكانه» ماكبث أقصر تراجيديات شكسبير، ولا حبكة جانبية فيها تتعلق بأي شخصية أخري، كتبت هذه المسرحية في وقت ما بين 1603 و1606 واعتمد فيها شكسبير بشكل طفيف علي شخصية ماكبث الاسكتلندي أحد ملوك اسكتلندا، مثلت هذه المسرحية مراراً وأنتجت للسينما والأوبرا والتليفزيون، ولكن الفكرة الفلسفية للفيلم فتتحدث عن الغيرة وحب السلطة والغرائز الموجودة داخل الإنسان والصراع النفسي بين النفس البشرية من أجل التحكم والسيطرة، وتتحدث أيضاً عن كيد النساء متجسدة في زوجة ماكبث التي كانت تؤسس له وتبرئه من جرائمه للوصول إلي السلطة.

ويعرض المهرجان أيضاً «أمبرتو د» لروسيلليني «إيطاليا» هو مخرج إيطالي ومن أهم المخرجين في السينما الإيطالية، وفيلم «يوم خاص» لأيتوري سكولا الذي بدأ في عالم السينما من خلال كتابة السيناريوهات في عام 1953، وأخرج أول فيلم لتتحدث عن النساء في عام 1964 بعد عشر سنوات في عام 1974 انضم سكولا لقائمة المخرجين الإيطاليين العالميين، من خلال فيلمه «أوه كم نحب بعضنا بعض» في عام 1976 فاز بجائزة مهرجان «كان» عن فيلمه الرائع «قبيح قذر وسيئ» منذ ذلك الحين وأيتوري سكولا يخرج العشرات من الأفلام الرائعة، خصوصاً فيلم «يوم خاص» 1977 و«ليلة في فارين» 1982، و«كم الوقت الآن؟» 1989 و«رحلة القائد فراكاسا» 1990، أيتوري أخرج قرابة الأربعين فيلماً في 40 عاماً وأحدث «يوم خاص» عن يوم تاريخي كان شديد الخصوصية في التاريخ الإيطالي خلال الأعوام السابقة للحرب العالمية الثانية، حين وصل التحالف بين هتلر وموسوليني إلي ذروته، أما المخرج الأمريكي آرثر بن الذي فارق عالمنا في 28 سبتمبر 2010 فكان من أول السينمائيين في هوليوود تأثراً بالسينما الأوروبية، وبدأ العمل في السينما مع ظهور تيار السينما الجديدة عام 1958 والمعروف باسم الموجة الجديدة الفرنسية، وتأثر قبل ذلك بالواقعية الإيطالية التي ظهرت في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أثرت سينما آرثر بن في كثير من مخرجي السينما في الولايات المتحدة الأمريكية الذين أتوا من بعده مثل رومان بولانسكي، وفرنسيس فور كوبلا، ومارتين سكورسيسي، ولد آرثر بن في فيلادلفيا عام 1922، بعد انفصال والديه ليعيش في مدينة نيويورك مع أمه وأخيه وأصبح مصوراً لمجلة «فوج» دارس الدراما في الولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية وعمل في التليفزيون بداية من عام 1951 وأعد وأخرج أكثر من 200 لقاء تليفزيوني، وبدأ الإخراج المسرحي في برودواي عام 1954 أول أفلامه في السينما عام 1958 «القاتل الأعسر» مع بول نيومان، وفيلمه الثاني «معجزة العاملة» عن حياة «هيلن كيلر» رشح للأوسكار، ويعد «ميكي واحد» 1964 أول لقاء له مع وارن وله فيلم «المطاردة» مع مارلون براندو وحين فوندا.

الوفد المصرية في

02.09.2014

 
 

مخرج فيلم ألمانى عن مذابح الأتراك ضد الأرمن:

سحبته من «كان» وفضلت فينيسيا

رشا عبدالحميد

يعود المخرج الألمانى التركى فاتح أكين، للمرة الثالثة، إلى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى مع أحدث أفلامه «القطع»، بعد فوزه فى عام 2009 بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «مطبخ الروح»، وترأسه فى العام التالى لجنة تحكيم جائزة الفيلم الأول.

وتدور أحداث فيلم «القطع» حول رجل ينفصل عن عائلته بسبب الجنود العثمانيين فى عام 1915 فى بداية الإبادة الجماعية للأرمن ولكنه ينجو بأعجوبة، ويعلم ان ابنتيه التوأم تنجوان أيضا، وهنا يبدأ رحلته فى البحث عنهما، ويقوم ببطولة الفيلم طاهر رحيم، سيمون ابكاريان ومكرم خورى.

وقال «أكين» لمجلة «هوليوود ريبورتر»، المعنية بأخبار المشاهير، إن الفكرة الأولى للفيلم تعود إلى عام 2007 عندما حلمت بصنع عمل حول فقدان الشخص لمنزله، هويته، والعثور على منزل جديد فى أمريكا، وأجلت المشروع بعدما أدركت إلى أى حد سيكون مكلفا، ثم عدت إليه مرة أخرى بعد النجاح المالى لفيلم «مطبخ الروح» فى أوروبا".

وأضاف «أنا كاتب ألمانى، وعندما بدأت التفكير فى كتابة الفيلم باللغة الإنجليزية، وهو ما كان أمرا ضروريا لتوسيع دائرة اختيار الممثلين، كنت بحاجة لشخص يكون أكثر من مترجم، كنت بحاجة إلى كاتب سيناريو على دراية وعلم بالمادة التى يطرحها الفيلم، وهنا جاء اسم الكاتب الإيرانى مارديك مارتن الذى لديه خلفية أرمينية، فقمت بزيارته فى لوس أنجلوس لمدة عشرة أيام وبدأنا فى السيناريو".

وحول كيفية سرد القصة من خلال الصور بدلا من الحوار حيث لعب طاهر رحيم شخصية صامتة فى الفيلم قال «أكين»: "كان الأمر مريحا جدا لأنه لم يكن عليك التركيز على الكلام على الإطلاق وإنما تذهب مباشرة إلى جوهر المشهد، فتبدأ فى التفكير بطريقة مختلفة حتى أنك تتوقف عن الحديث كثيرا كمخرج، وبعد هذا الفيلم أود تصوير الأفلام الصامتة إلى الأبد".

وردا على سؤال حول نجاحه فى جمع ثمانى دول للمشاركة فى تمويل الفيلم، قال "يمكن فعل هذا فقط إذا كان شركاؤك من محبى السينما مليئين بالعواطف، مخلصين، ويؤمنون بالنتيجة الفنية أكثر من شباك التذاكر، وبالفعل كان لدينا هؤلاء".

وعن تلقى إحدى الصحف فى تركيا تهديدات بسبب تصريحه لها بأن البلاد (تركيا) مستعدة لفيلم يتناول الإبادة الجماعية التى ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن، قال فاتح، إنه "يتمسك بموقفه، ولم يغير رأيه".

وتابع أنه يعتقد أن تركيا مستعدة لهذا الفيلم، لدى صديقى الاثنين منتجين وقد قرأ كل منهما السيناريو، أحدهما قال إن الأتراك سوف يردون بالحجارة والآخر قال إنهم سوف يلقون بالزهور، وهذا ما هو عليه البنادق والزهور.

وأضاف "عرضت الفيلم على أشخاص ينكرون حقيقة أن ما جرى فى العام 1915 كان إبادة جماعية وأشخاص يقبلون ذلك، وكان لكلا الفريقين نفس التأثير العاطفى، ولكنى أتمنى أن تتم رؤية الفيلم كجسر وبالتأكيد هناك الجماعات المتطرفة والجماعات الفاشية الذين يخشون أى نوع من المصالحة".

وشدد فاتح على أنه يشعر بالقلق من عرض الفيلم فى مهرجان فينيسيا قائلا: أنا متحمس وعصبى فى نفس الوقت، فقد قضيت الكثير من الوقت فى هذا العمل فعادة يقضى الناس عامين فى الفيلم أما هذا الفيلم فقضيت فيه سبعة أعوام وخلال الأربع سنوات الماضية كنت أعمل كل يوم وهو ما يجعلنى أشعر بالقلق والعصبية.

وكان من المقرر أن يعرض الفيلم فى مهرجان كان، ولكن سحب فاتح الفيلم فى اللحظة الأخيرة وقال حينها إن القرار يعود لأسباب شخصية، وفق ما قاله للمجلة. وكشف حقيقة الأمر قائلا «عرضنا الفيلم على مهرجان كان وفينيسيا فى نفس الوقت وكان رد فينيسيا متحمسا جدا وفى «كان» أكثر حذرا .. فشعرت بالقلق واتبعت غريزتى، ولكن لم أستطع أن أتحدث عن قرارى فى الصحف لأنهم فى فينيسيا طلبوا منى الانتظار حتى يقوموا بإعلامهم، فى «كان» لم يرفضوا الفيلم لكن كان لدى شعور أنه لم يكن ما توقعوه منى لأنه تاريخى، أو باللغة الإنجليزية.. لست متأكدا».

الشروق المصرية في

02.09.2014

 
 

«ثمن شهرة» شارلى شابلن فى فينيسيا..

محاولة سرقة تابوته

فينيسيا- شريف حمدى

ينافس فيلم «ثمن الشهرة»، على الجائزة الكبرى بمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى فى دورته الـ71 المقامة حاليا، حيث نال إعجاب المشاهدين عند عرضه، وهو للمخرج الفرنسى المعروف زاڤييه بوڤوا، والفيلم اسمه الأصلى بالفرنسية «فدية المجد».

وتدور أحداثه، فى بلدة سويسرية صغيرة فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى، عندما يخرج «إيدى» من السجن، ذلك النصاب البلجيكى البالغ من العمر 40 عاماً، بعد قضاء مدة العقوبة، حيث يستقبله صديقه «عثمان» الذى يدين لإيدى بالفضل لأنه أنقذه من الموت قبل دخوله السجن. ويتفق الاثنان على أن يعيش إيدى مع عثمان فى سكنه المتواضع مقابل رعايته لابنة عثمان «سميرة» البالغة من العمر 7 سنوات.

وفى أحد الأيام يسمع إيدى فى التليفزيون خبر وفاة «شارلى شابلن» وكيف أنه ترك ثروة هائلة لورثته، فتلعب برأسه فكرة مجنونة وهى سرقة التابوت الذى يحوى جثمان شابلن ثم مطالبة أسرته بفدية كبيرة لإعادة الجثمان، وهكذا يستطيع صديقه عثمان توفير المال اللازم لإجراء العملية الجراحية التى تحتاجها زوجته العاجزة.

والفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية ولكن الغرض منه، كما يقول المخرج، ليس توثيقاً لحدث لا يستحق فى الواقع قدراً كبيراً من الأهمية، لكنه يهدف لتقديم قصة مضحكة ومؤثرة فى الوقت نفسه، فيما يُعرف بالكوميديا على الطريقة الإيطالية، تعتبر بالأساس تكريماً متواضعاً ومخلصاً لأحد عباقرة صناعة السينما، يقصد طبعاً «شارلى شابلن»، الذى قال عنه آينشتاين على لسانه «الجميع كانوا يفهمونه، بينما لا يفهمنى أحد على ظهر الأرض».

والفيلم بطولة الممثل التونسى الجزائرى الأصل رشدى زيم بالاشتراك مع الفرنسية كيارا ماسترويانى واللبنانية نادين لاباكى وآخرين، ووضع الموسيقى التصويرية له الموسيقار الفرنسى الكبير ميشيل لوجران البالغ من العمر 82 عاماً والحائز على الأوسكار ثلاث مرات.

وخلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب عرض الفيلم، أكد المخرج بوڤوا، على عشقه للتراث السينمائى لشارلى شابلن وأنه شاهد كل أفلامه عدة مرات وكان لها تأثير مهم على رؤيته كمخرج.

وأضاف المخرج، أن "عبقرية شابلن تنبع من قدرته على الجمع بين الكوميديا والتراجيديا فى آن واحد، وكيف أن معظم أفلامه نرى فيها الجانبين المضىء والمظلم معاً".

وفى هذا الصدد ربما تمثل الشخصيتان الرئيسيتان فى فيلم «ثمن الشهرة» وجهين لنفس العملة، تماماً كما انعكس ذلك فى أعمال الراحل شارلى شابلن. فهناك البطل الخارج للتو من السجن بشخصيته المرحة التى تحاول إظهار الجانب المشرق للحياة، بينما على الجانب الآخر صديقه الجزائرى الذى يتعامل مع الحياة بكل جدية.

وقد أشاد الموسيقار ميشيل لوجران خلال المؤتمر الصحفى باختيار إدارة المهرجان لألكسندر ديسبلات كأول موسيقار يرأس لجنة تحكيم المهرجان الرئيسية، وهو ما لم يحدث فى أى مهرجان من قبل.

ومما يؤكد أن الفيلم بمثابة تكريم لعصر شارلى شابلن الجميل لاحتوائه على مشاهد قصيرة (كيليبات) من أهم أفلامه مثل فيلم «أضواء المدينة» وبعض أفلام الستينيات المشهورة مثل فيلم «فتيات روشفور»، ولعل الرسالة الرئيسية لهذا الفيلم هى تأكيده على أن الفن الجميل لا يموت وأن أمثال هذا الفنان العظيم الذين أضحكونا وأبكونا حال حياتهم ما زالوا يضحكوننا ويحركون مشاعرنا بعد موتهم.

الشروق المصرية في

02.09.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)