كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

المخرجة سها عراف تصر على تقديم فيلمها

«فيلا توما» بهوية فلسطينية

باتشينو في كل مكان مع عرض فيلميه

«الإذلال» و«مانغلهورن»

فينيسيا: محمد رُضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

آل باتشينو وصل إلى جزيرة الليدو لحضور حفل افتتاح فيلميه «الإذلال» و«مانغلهورن». الأول كوميديا من إخراج باري ليفنسون صاحب «أفالون» (1990) و«سليبرز» (1996) و«رجل العام» (2006)، والثاني دراما للمخرج ديفيد غوردون الذي عرض في فينيسيا قبل خمس سنوات «باينأبل إكسبريس» وفي برلين في العام الماضي «برينس أفالانش».

لجانب أن الفيلمين جيّدان للغاية، فإن الطاغي عليهما تمثيل باتشينو المتراوح بين المتميّز والممتاز. في سن الرابعة والسبعين من عمره لا يزال باتشينو شعلة من الموهبة التي تتحرّك جيّدا بصرف النظر عن قيمة العمل الفنية، لذلك عندما يأتي العمل جيّدا في شتّى ضروبه وجوانبه يدرك المرء أن باتشينو لم يُهزم حينما ملأ سنواته القريبة الماضية أفلاما عابرة لا قيمة لها. من بين تلك الأفلام، على سبيل المثال، «88 دقيقة» (2007) و«قتل صائب» (2008) و«ابن لا أحد» (2011).

عودته إلى الأفلام المتميّزة مزدوجة هذا العام وفي عملين يختلف كل منهما عن الآخر في كل ناحية رئيسة ما عدا ناحية أن باتشينو يبدو كما لو أنه خرج من أحدهما ليلتحق بالثاني على الفور. وهو لا يبدو أنه كان مضطرا لإجراء أي تغيير شكلي، فهو يلعب سنوات عمره على شاشتي الفيلمين، بل وهناك خيط واحد يجمع بين الشخصيّتين رغم اختلافهما في معظم الجوانب الأخرى.

أول ما حطّ فيلم «الإذلال» على شاشة هذا المهرجان ومن قبل أن ينتهي عرضه مساء أول من أمس بدأت شركات التوزيع تتجاذبه. كل هذا والفيلم من دون نجومية شابّة، وبل من دون نجومية على الإطلاق على اعتبار أن آل باتشينو لم يعد نجما كما كان حاله في السبعينات والثمانينات، بقدر ما هو اسم معروف.

القوّة الشرائية الثانية للفيلم هي الفيلم ذاته من حيث حبكته وحساسيته العاطفية وهو يتناول حياة ممثل يكتشف أنه لم يعد مطروحا في سوق العمل فيقرر الاعتزال في الوقت الذي يقع فيه في حب فتاة تصغره بسنوات كثيرة.

في النشاطات الموازية الحديث تكرر حول موضوع فيلم «فيلا توما»، إذ نشرت مجلة «فاراياتي» مقالا قصيرا عن هذا الفيلم والخلاف الحاصل بين مخرجته سها عراف وبين صندوق دعم السينما الإسرائيلي. فصندوق الدعم فوجئ بقيام المخرجة بتقديم الفيلم كعمل فلسطيني، في حين أن تمويله جاء من ذلك الصندوق بقيمة 400 ألف دولار، مما جعل المسؤولين هناك يطالبون المخرجة برد المبلغ فيما لو أرادت تقديم الفيلم تحت علم فلسطيني.

على هذا ذكرت المخرجة أنها «حرة في تقديم الفيلم على النحو الذي أختاره. أنا فلسطينية أعيش في دولة إسرائيل وبالنسبة لي يُكنّى الفيلم بهوية مخرجه وليس بهوية منتجه».

زاد في الطين بلّة أن تقديم الفيلم تم خلال حرب غزّة الأخيرة، مما جعل الإسرائيليين أكثر تمسّكا بموقفهم مقابل تمسّك المخرجة بهويّتها الفلسطينية علما بأن الفيلم، الذي سيعرض اليوم الأحد، لا يتناول الوضع السياسي أو الاجتماعي الحالي من دون أن يعني ذلك أن ظلال الوضع ليس منعكسا على الفيلم.

أفلام اليوم: ممثل يبحث عن حب

* الفيلم: «الإذلال» (The Humbling)

إخراج: باري ليفنسون

تمثيل: آل باتشينو، غريتا غرويك، دايان وايست، تشارلز غرودين.

تقييم الناقد: (* 3)

يبدأ «الإذلال» مثل بداية «بيردمان»: الممثل يناجي نفسه. لكن في حين أن المناجي في فيلم أليخاندرو غونزاليس إيناريتو هو الصوت الآتي تعبيرا عن ماضي الممثل، فإنه هنا تعبير عن صوته في الحاضر وهو يلقي نظرة على الماضي. في كليهما يحث صاحبه أن ينفض عنه الأمس ويقدم على الالتحاق بالحاضر، وأن يغض عن الفن ويخطو في العصرنة التجارية. النظر إلى المسيرة المتألّقة كوضع غير قابل للعيش أبدا والطلب من صاحب الصوت أن يصوغ نفسه كشخص جديد غير متمسّك بماضيه متشابه وإن اختلفت النوتات الموسيقية بين وضع وآخر.

في الحقيقة من المهم إلى حد كبير أن كلا الفيلمين يتناول الموضوع العريض ذاته، لكن كل بحكاية مختلفة. فيلم «الإذلال» مأخوذ عن رواية لفيليب روث. في مطلع الفيلم يوزع المخرج صورة ممثله الأول باتشينو على مرايتين وأصل واحد. الكاميرا من مرآة سفلية ثم ترتفع لمرآة تواجه سايمون أكسلر (باتشينو) ثم حركة «بان» قصيرة للوجه الأصلي وهو يتحدّث لنفسه. خلال الحديث يبدو منشغلا في تعريف التمثيل لنفسه وكيف يحضّر له. ثم إذ ينطلق إلى منصّة المسرح بعد ذلك يبدأ في لعب الدور. هنا يقع أمر لافت آخر: يلقي بنفسه من حافة المنصّة إلى أرض الصالة، وكان مايكل كيتون شهر مسدّسا حقيقيا وأطلق النار وأصاب أنفه خلال لعب دوره في المسرحية، ولو أن هذا المشهد جاء في النهاية وليس في البداية.

بالنسبة لسايمون فإن هذا الفعل كان إشارة لقراره وقف التمثيل، عندما دخلت باغين (غرويك) حياته. كان على علاقة غرامية بأمها (دايان وايست) قبل عقدين من السنين. الآن ها هي ابنتها تبوح له بأشكال شتّى بأنها تتمنّى العيش معه. لكنها ليست امرأة من دون مشكلة: إنها مثلية ولو أنها تبحث عن بديل مستقيم. التباعد الشديد من ناحية العمر بين الاثنين ليس مشكلة لديها. سايمون سيحاول مطارحتها الغرام لكنه سيفشل. وهذا كله في الوقت الذي تلاحقه فيه مريضة نفسية اسمها سيبيل (نينا أرياندا) طالبة منه قتل زوجها ومتمسّكة باختيارها له لتنفيذ الجريمة لأنه «ممثل».

يبدأ الفيلم من مستوى عال. لباري ليفنسون حب السرد الناعم والواضح، لكن ذلك لا يعني أنه فيلم سهل البلوغ أو سريع التفاعل مع الجمهور. في الحقيقة بعد نصف ساعة نجد الفيلم وهو مضطر لتكرار بعض ما جسّده من قبل من معطيات. لكن إذا ما كان منتصف الفيلم منخفضا دراميا، وملكية المخرج لما يود تقديمه تتأثر بميلودرامية المواقف، فإن الفيلم يعاود الوقوف على قدميه سريعا من بعد عندما يقبل الممثل العودة إلى المسرح لتمثيل شخصية الملك لير في اقتباس عصري. ما يحدث على المسرح مهم لأنه متّصل بما حدث في حياته وما آلت إليه تلك العلاقة غير المكتملة مع امرأة شابّة ما زالت في حال نزاع بين رغباتها. سايمون أراد أن يصنع منها امرأة كاملة (حسب قوله) وما إن نجح قليلا حتى فقدت توازنها وتمنّعت. لكن تمنّعها وخروجها من حياته عصف به أيضا وجعله في النهاية يفكر في أن يكون «الملك لير» آخر أنفاسه.

.. وباتشينو عاشقا

* الفيلم: «مانغلهورن» (Manglehorn)

إخراج: ديفيد غوردون غرين

تمثيل: آل باتشينو، هولي هنتر، هارموني كورين.

تقييم: (* 3)

آل باتشينو هنا لا يختلف عن باتشينو في الفيلم أعلاه. ليس فقط من حيث الملامح التي لا تتغير طبعا، ولا حتى بالنسبة لرونق عمله وعملقة تجربته، بل أيضا لناحية تمثيل شخصية تقف عند ذلك المفترق القاسي بين الأمس واليوم ومن دون مستقبل.

إنه مانغلهورن: يملك محل صنع مفاتيح. كان متزوجا من امرأة لا يحبها وأنجب منها ابنه جاكوب (كريس ماسينا) الذي ما إن نضج حتى بدأ العمل مضاربا في البورصة. لكن مانغلهورن لا يعيش في يومه الحاضر إلا من حيث الوجود البدني. في الواقع يكره الحاضر ويكره الناس المحيطين به. لقد سطا الأمس عليه كما سطا عليه في «الإذلال» ولو لسبب مختلف: كان يحب امرأة اسمها كلارا وخسرها لخطأ يذكره عابرا ولا يتحدث فيه. يكرر أن كلارا كانت الفرصة التي بحث عنها وحين وجدها أخفق في احتوائها. خسرها وهو لا يزال يعاني من وطأة تلك الخسارة. هولي هنتر تلعب دور موظّفة المصرف المستعدة للعب دور الحبيبة فهي معجبة به، لكن مانغلهورن متمسّك بكلارا التي لم يعد هناك وجود لها والتي يرسل لها يوميا الخطابات ويوميا ما تعاد إليه فيخرجها من صندوق البريد ويضمّها إلى عشرات الرسائل في غرفة صغيرة.

«مانغلهورن» ليس فيلم متساويا في توزيع أحداثه ولا في ترميم غاياته. هناك حكاية ليست مهمّة إلا من حيث أن المراد منها لا يتحقق. وهي حكاية حبّه لقطة ابتلعت مفتاحا. واللقاء بينه وبين موظّفة المصرف كان يمكن له ألا يقع. رجل مثله كان سيرغب في تجنّبه لأنه لا يريد التملّص من ماضيه والوقوف على مشارف علاقة جديدة. قيام المخرج بتصوير اللقاء دافئا في البداية ثم باردا وقاسيا في النهاية يطيح بقيمته. إلى ذلك، علاقته مع ابنه لا تحمل الكلمات الصحيحة للتعبير عنها. كلاهما يتحدّث على خط مختلف، لكن إذا ما كان هذا مقصودا فإن القليل من النجاح تحقق على صعيد منطقيّة العلاقة أو صدقها. وحين يخطو مانغلهورن ليخرج من الماضي ساعيا للعيش في الحاضر قبل نهاية الأوان فإن ذلك لا يتواكب جيدا مع كل المعطيات السابقة.

ما هو جيّد في هذا هو العنصر البصري. اختيارات المخرج من المشاهد الرمزية وطريقته في المزج بين اللقطات لخلق حالة وجدانية لا بأس بها. لكن هذا يتحوّل إلى تفاصيل للأسف، لأن المخرج يأتي بما يحتاجه من أحداث يملأ بها الفيلم من دون أن تكون لديه قصّة كاملة. من دونها لا يثير الفيلم ما يكفي من الفضول ولو أنه في الوقت ذاته لا يسقط في أي ملل أو ركاكة.

* المجتمع الإيراني على دواليب

الفيلم: «حكايات» Tales

إخراج: رخشان بني اعتماد

تمثيل: فاطمة معتمد، بيمان معادي، باران كوشاري، فرهد أصلاني.

تقييم: (* 3)

لا علم لهذا الناقد بالسبب الذي من أجله رأينا ولا نزال هوس المخرجين الإيرانيين بالتصوير داخل السيارات والباصات. من «البالون الأحمر» إلى «الدائرة» ومن «خمسة» إلى هذا الفيلم، مرورا بأعمال كثيرة أخرى، يقوم المخرجون بالتصوير في داخل سيارة (وغالبا هي تاكسي) أو في داخل حافلة (قد تكون حافلة للأجرة أيضا).

في فيلم الممثلة والمخرج رخشان بني اعتماد «حكايات» عدّة، قصص ثلاث منها تقع فوق العجلات الأربع، بما في ذلك الحكايتان الأولى والأخيرة. هل لأن التصوير تحت سقف المركبة هو بمثابة وضع داخلي يمكن البوح به على نحو آمن، أكثر من التصوير في الشوارع؟ ربما. الفيلم المذكور تم تصويره على مراحل تفاديا للفت نظر النظام الإيراني ثم تم تجميع هذه الحكايات تحت مظلّة واحدة. كل حكاية تكشف عن جوانب اجتماعية قد يعتبرها النظام مسيئة (حكايات عن النساء اللواتي يعانين من اغتصاب حقوقهن والرجال العنيفين والفساد الإداري الذي يطال الجنسين)، لكن الفيلم في نهاية أمره ليس منتقدا لدرجة المعاداة. والفيلم لم يمر بفلتر العلاقات الخاصة بين السينمائية بني اعتماد والمهرجان الدولي، بل سمحت به الدولة.

التصفيق الكبير الذي حصده الفيلم في نهايته (لخمس دقائق) هو تحية أوروبية لامرأة عرفت بأعمالها المؤيدة لحقوق المرأة والتي تسرد هنا، بين الحكايات، بعض تلك القصص التي تكشف عن هذا الضغط الذي تعيشه المرأة هناك. مهما يكن، حقيقة أن الفيلم خرج برضا النظام يدل على قدر من الحرية الآنية التي يبدو أن السُلطة في ذلك البلد بدأت توفّرها.

ذلك التصفيق ربما كان عاطفيا بدوره. الأوروبيون لا يجدون إشكالا في الإعجاب بأفلام تدور داخل السيارات مهما تشابهت، ولا بأفلام تتألف سيناريوهاتها من سطور حوار لا تنتهي. هناك أداء طبيعي جيد من قبل الجميع والحكايات تنسج من بعضها البعض. شخصيات من كل حكاية تدلف إلى الحكاية الأخرى. فالأم في الحكاية الأولى (غولاب أدينه) التي نرى فيها ابنها (حبيب رضائي) يلتقي، خلال عمله كسائق تاكسي، بالجارة المختفية (مهرافا شريفينيا) وقد تحوّلت إلى عاهرة، لديها مشكلة إدارية تبدأ في الحكاية الرابعة عندما يواجه موظف أمضى ثلاثين سنة من العمل مديرا فاسدا يمضي الوقت في الحديث مع زوجته حول ما أعدته من طعام ويرفض أن يمنحه الوقت والاهتمام الذي يطلبه لعرض حالته. بعد عرض المزيد من الحكايات بشخصيات تنتقل هنا وهناك (لتشكل النسيج الاجتماعي بمراميه النقدية) نصل إلى الحكاية الأخيرة التي تدور في حافلة بين السائق وموظفة في جمعية تنقل مريضة لمنزلها.

كل ما يمت للمواضيع المطروحة كان يمكن تلخيصه بكلمات أقل، وبصور أكثر. المفقود هو نسيج فني وجدناه مفقودا أيضا في فيلم محسن مخملباف «الرئيس»، ولو أن الموضوع هناك لم يفتقد إلى التنويع البصري بل إلى التوليف الأجدى.

مايكل كيتون يعود نجما في «بيردمان»

تجسيدا لرغبته في أدوار أكثر رصانة

* خلال حفل المهرجان يوم الأربعاء تجاذبنا أطراف الحديث مع الممثل مايكل كيتون. كان حضر قبل عدة سنوات عن فيلمه الكوميدي «تضاعف» حول رجل يستنبط طريقة لتكوين نفسه في أكثر من شخصية. أذكّره بذلك الفيلم فيقول: «لم يتغير الكثير في الحفاوة التي يستقبل بها فينيسيا ضيوفه. يجعلونك تشعر بأنك مرحب بك على نحو خاص. والجمهور محب. أعتقد أن فينيسيا من بين كل المهرجانات الدولية هو أقلّها ترفّعا من دون أن يخسر شيئا من قيمته وأهمّيته».

·        دعني أسألك بصراحة، هل عبّر «بيردمان» عن مسيرتك الخاصة أيضا وليس عن شخصية خيالية؟

- بالتأكيد، لكن المثير فيه أنه يعبّر عن أكثر من مهنتي أنا. هناك عشرات الممثلين الذين أصبحوا نجوما كبارا ثم عادت بهم خطواتهم إلى الوراء حالما وصلوا إلى السن التي يصبح فيها من الصعب جدا إيجاد دور جيّد يمنح الممثل فرصة البطولة.

·        هذا هو نظام النجوم أو شروط العرض والطلب في كل الأوقات.. أليس كذلك؟

- نعم، لكن الأمر من وجهة الممثل هو أن عليه أن يتأقلم جيّدا مع هذا الوضع. والبعض يستطيع التأقلم جيّدا والبعض الآخر لا يستطع. انظر إلى الممثل بروس ديرن، لم يظهر في دور بطولة منذ عقود، ثم فجأة عاد إلى الواجهة عندما لعب في السنة الماضية «نبراسكا». لذلك الحال يتعدّى حال ممثل واحد أو ممثلين قليلين.

·        هل شعرت بأنك تركت شخصية «باتمان» كما أديتها في الجزءين الأول والثاني من السلسلة السابقة، قبل الأوان.. وأنه كان عليك أن تمثلها لجزء ثالث وربما رابع؟

- لا أستطيع أن أقول إنني لم أكن سعيدا بتمثيل شخصية باتمان. كانت متعة، لكنني رغبت في تمثيل أدوار مختلفة وأكثر رصانة. لذلك لن أندم على أنني تركت «باتمان» وقتما تركته.

الشرق الأوسط في

31.08.2014

 
 

المخرج الإيراني يعرض فيلمه «الرئيس» في فينيسيا ويتهم السلطات الإيرانية بأنها حاولت تسميمه وإرسال مسلحين لقتله

محسن مخملباف لـ {الشرق الأوسط}:

نحتاج لأكثر من مانديلا ولأكثر من غاندي

فينيسيا: محمد رُضا

جمع المخرج الإيراني محسن مخملباف أكثر من حاجياته الضرورية عندما قرر مغادرة إيران والهجرة إلى فرنسا قبل أكثر من عشرة أعوام. جمع أيضا أسرته كلها: زوجته مرزية وابنتيه سميرة وهانا وابنه ميسم والأربعة لحقوا بخطى رب العائلة السينمائية وكوّنوا شركة إنتاج يديرها محسن ويعمل بها كل أفراد أسرته.

فيلمه «الرئيس» يفتح بؤرته على حال متعدد وحاضر اليوم: ديكتاتور تسلم المهام كرئيس دولة لا يسمّيها الفيلم، يجد نفسه فجأة وقد أصبح مطاردا من قبل السلطات والشعب الذي رزح تحت حكمه طويلا. معه في رحلة الهرب حفيده الصغير الذي لا يعرف ما يدور ويعتقد أن جدّه يشترك في لعبة كبيرة. الهروب يدوم طوال الفيلم ما يتيح له أن يسرد جوانب ويتعرّض لشخصيات أخرى يتعرّف عليها الديكتاتور ليكتشف من خلالها سوء أفعاله.

التقيت بمحسن مخملباف في مقابلة منفردة بعد خروجه من سلسلة مقابلات من تلك التي يشترك فيها صحافيون ونقاد كثيرون. بدا منشرحا وهو يجد شخصا واحدا يحادثه وأكثر انشراحا إذ انتهج الحديث مواقع غير سياسية أيضا:

«من الصباح والأسئلة هي نفسها ومعظمها سياسي عن الفيلم ولماذا صنعته وما قصدت به مع العلم بأنني أعتقد أن الفيلم واضح وبعيد عن الغموض. طبعا لا ألوم الإعلام لأنهم يطرحون هذه الأسئلة فالفيلم له وجهة سياسية بالطبع».

* يبدو كما لو أن سنوات مضت منذ أن شاهدنا لك فيلما جديدا..

- لا. في العام الماضي صوّرت في كوريا فيلما عنوانه «ابتسامة دائمة». أحب هذا الفيلم التسجيلي لأنه حول رجل كوري أقدم على إخراج أول فيلم له وهو في الرابعة والسبعين من العمر. كان رئيس مهرجان بوسان السابق وقرر أن يقدم على الإخراج في مثل هذه السن المتقدّمة قليلا، اسمه سونغ كي آن. أحب هذا الفيلم ويجب أن تسعى لمشاهدته في أقرب فرصة.

·        سأحاول. قبل ذلك بعامين تقريبا ذهبت إلى إسرائيل وصوّرت فيها فيلما كذلك؟

- نعم. «الحدائقي».

·        لماذا صوّرت هذا الفيلم هناك؟

- «الحدائقي» فيلم عن الأديان وهو فيلم تسجيلي آخر لي حاولت فيه أن أتحدّث عن الروحانيات المتعددة. هو عني وعن ابني ميسم وقصدنا أن نصوّر شيئا عن البهائية التي ولدت في إيران لكنها ممنوعة الآن هناك.

·        ولماذا هذا الموضوع مهم في نظرك؟

- لأني أردت أن أصوّر شيئا عن هذه الطائفة الدينية وبما أنني لا أستطيع التصوير في إيران على الإطلاق فقد اخترت الموقع القريب التالي لهذه الطائفة وهو إسرائيل.

·        دائما ما تحب العمل مع أفراد عائلتك؟

- نعم. لقد فرضوا أنفسهم علي كسينمائيين. كل منهم أراد أن يتبع خطواتي ولم أستطع أن أقول لا. لأي منهم. هناك ابني ميسم وابنتي هانا (كانت هانا، خلال الحديث، تقوم بتصويرنا فيديو) وابنتي سميرة وزوجتي. ابنتي سميرة كانت في الرابعة عشر من عمرها عندما هددت بالانتحار إذا لم تصبح مخرجة. كنت أعلم أننا جميعا نخاطر بحياتنا إذا ما استمررنا بالعمل داخل إيران وكان لا بد لنا من أن نهاجر وإصرار عائلتي على العمل معي في السينما يعطيني راحة كبيرة فنحن نفهم تماما ما نقوم به ونصنع الفيلم كما نعايشه جميعا كعائلة واحدة. لكن لأنني كنت أفهم المخاطر لم أرغب أن يعمل أحد من عائلتي في السينما. لكن عائلتي فرضت نفسها علي وأصبحت تساعدني في عملي وتساعد بعضها بعضا في العمل. وفي النهاية نظرت حولي ووجدت أننا جميعا بتنا نعمل في السينما.

·        هذا القرار بالعمل في السينما لجانبك ما زال حاضرا في «الرئيس» كما في سواه.

- نعم. في البداية اعتقدت أن عائلتي ستمل وتتركني لكنها لم تفعل. في فيلمي الأخير زوجتي عملت على السيناريو وابني كان أحد المنتجين وهانا عملت مساعدة وشريكة في المونتاج.

·        سميرة هي الغائبة عن الإخراج فعليا. بعد «طرق خلفية» سنة 2000 و«حصان بساقين» سنة 2008 هل هناك مشروع جديد؟

- نعم، لكن الأمور ليست سهلة إلى درجة أن تجد ابنتي الموضوع الذي يستهويها سريعا.

·        هل حال العالم الذي نعيش فيه هو الذي دفعك لتقديم «الرئيس»؟

- طبعا.

·        لماذا اخترت أن يبقى اسم الدولة غير ظاهر؟ الأحداث لها رنّة واقعية لكن في بلد خيالي.

- صحيح. أعتقد أن الدلالة واضحة وهي أن ما يعرضه الفيلم حدث ويحدث وسيحدث. هذه حكاية عن الديكتاتورية والثورة وكيف تقود الديكتاتورية نفسها إلى التهلكة لكن الثورة قد تضيع أيضا. انظر لما حدث في ليبيا أو ما حدث في العراق. هل الوضع الحالي في العراق أفضل مما كان عليه في السابق؟ صدّام حسين قتل مواطنين لكن الانقلاب عليه أدّى لمقتل مئات الألوف أو أكثر. أيهما أفضل؟ لماذا يحدث هذا وفي أماكن كثيرة.

·        تترك فيلمك في النهاية من دون أن تظهر الرئيس في الفيلم إذا ما مات أو بقي حيّا.

- صحيح، لأنها ليست حكاية رئيس واحد. لو جرى قتله في الفيلم لكانت الحكاية شخصية في اعتقادي وتتعارض مع الموضوع بأسره. أردت أن يطرح الفيلم أسئلة حول ما الذي يحدث بعد ذلك؟ هل يعيش؟ هل يموت؟ وكيف يتصرّف الجميع وقد جرى إلقاء القبض عليه.

·        تقول في كلمتك عن الفيلم إن السعي إلى الديمقراطية يمر أيضا عبر العنف..

- نعم. يكفي أن ننظر إلى ما يحدث حولنا ليس فقط في الشرق الأوسط بل في الكثير من الدول حول العالم. هناك حاجة ماسة لنبذ العنف. فيلمي مع البحث عن هذه الحاجة وتفضيلها على الحلول العنيفة. والسينما عندي طريق للتغيير. لديها القوّة على تغيير تفكير الإنسان. هناك شيء يحدث في البال عندما يشاهد الإنسان فيلما. يساعده على التفكير والتغيير.

·        خلال السنوات الأخيرة شهدت السينما الإيرانية ذاتها بضعة انتصارات عالمية ومن مخرجين لم يهاجروا كما فعلت أنت وعبّاس كياروستامي. ما رأيك في السينما الإيرانية اليوم؟ ألا توافق على أن بعض أفلامها الانتقادية المهمّة ما زالت تنتج هناك؟

- سأخبرك. خلال السنوات الخمس الأخيرة تعرّضت السينما الإيرانية لمزيد من الضغوط خصوصا بعد الانتخابات الأخيرة. الوضع لم يكن ممكنا. كل عائلتي خارج إيران لأنه إما أن نهاجر أو ندخل السجن. بعدما غادرنا إلى باريس أرسلوا إرهابيين لقتلنا. حاولوا تسميمي وأرسلوا مرة ثانية مسلحين لتصفيتي. البوليس الفرنسي أنذرني وأرسل لحمايتي حرسا شخصيا. لكني لم أطق ذلك وغيّرت مكان سكني.

·        ماذا عن الداخل اليوم بالنسبة للسينمائيين مثل جعفر باناهي؟

- الحال واحد في الداخل والخارج. بهمان قبضاهي يعيش الآن في كردستان. كياروستامي يعيش في إيران ويحقق أفلامه في الخارج. وهناك مخرجون يتعرّضون للقضاء.

·        لكن ماذا عما حققته تلك السينما في السنوات الأخيرة؟ هل تراه يعود إلى قيمة الأفلام أم إلى الوضع السياسي؟

- أعتقد أن الأفلام هي التي فرضت نفسها مع رغبة المهرجانات الدولية طبعا في مساندة المخرجين الإيرانيين. لكن يجب أن أقول إن السينما الإيرانية هي سينما جيّدة.

·        كانت انتقادية أيضا قبل عزل الشاه.

- طبعا. الشعب الإيراني يحب السينما. في البداية كان الشعر هو صوت الثقافة الإيرانية. اليوم السينما. هل تذكر فيلمي «سلام سينما»؟

·        نعم.

- لقد أعلنت أن لدي بضعة أدوار أريد أن أسندها لمن يرغب وفوجئت بتدفق ألوف الناس تريد الفوز بهذه الأدوار القليلة. هذا هو حب السينما. الجمهور يحب السينما ويعرف قوّتها. الأفلام الممنوعة يجري تداولها في السوق السوداء وملايين النسخ يجري بيعها. بيعت ثلاثة ملايين نسخة من أحد أفلامي الممنوعة.

·        أستطيع أن أتكهن بأن الحديث عن فيلمك «الرئيس» سيكون غالبا ذا منحى سياسي؟ هل يزعجك ذلك؟ هل تتمنّى نقاشا حول صنع الفيلم ذاته؟

- طبعا أرحب بالنقاش حول تقنيات العمل وصنعه وإنتاجه، الحديث في الجانب السياسي وحده متعب لأن الفيلم كما ذكرت واضح. رغم ذلك أعلم أن الرسالة السياسية هي التي تجذب الاهتمام الأول. لا مهرب من ذلك. هذه حقيقة.

·        تحديدا، ما الرسالة السياسية التي تقصد طرحها في هذا الفيلم؟

- أولا أعتقد أننا حين نولد، نولد جميعا سواسية بمن فينا الديكتاتوريون. لكن كيف يصل بعضنا إلى مصاف الديكتاتورية هو أمر تتداخل فيه الكثير من الظروف. رسالة الفيلم ليست فقط عن رئيس جمهورية ديكتاتوري وكيف هرب متخفيّا خوفا على حياته وحياة حفيده. حاولت في الفيلم تعريف الفرد كإنسان ونقد جانبه السلبي من شخصيته. هذا على الجانبين معا، جانب الديكتاتور وجانب المعارضة. لذلك الرسالة الأساسية لي في هذا الفيلم هي نقد العنف أكثر من نقد الديكتاتورية. لقد أظهرت سلبياته وأظهرت أيضا سلبيات المعارضة التي قد تقود أيضا إلى ديكتاتورية مماثلة. وسط هذا العنف نريد أكثر من مانديلا وأكثر من غاندي. نحتاج إلى نشر ثقافة السلام في كل مكان وهذه تبدأ من الجذور.

لدينا شعر جيّد في هذه المناسبة وسأحاول أن أترجمه لك:

الإنسان هو جزء من الجسد نفسه

كل الناس تأتي من نبع واحد

ولذلك إذا ما شعر جزء من هذا الجسد بالمرض فإن الجسد كله يصبح مريضا

وإذا لم تتعرض للألم فإنك لست آدميا.

فيلم اليوم: المفهوم يصل لكن الفيلم لا يتوقف

الفيلم: «الرئيس» The President

إخراج: محسن مخملباف

إنتاج: فرنسي/ ألماني (2014)

التظاهرة: آفاق

تقييم الناقد:(3*) 

من بداية الفيلم ينصب «الرئيس» فخا لنفسه ويسقط فيه. يحدث ذلك على الشاشة بعد دقائق قليلة من المشهد الأول عندما نرى «الرئيس» (بزي عسكري) يعلم حفيده معنى السُلطة. يجلس الرئيس على شرفة قصره ويتّصل بإدارة الكهرباء ليطلب منها قطع الكهرباء عن المدينة. في ثوان تنطفئ الأضواء جميعا إلا أضواء قصره ثم يأمر بإعادة النور.

«هل تحب أن تعطي أمرا؟». يسأل الرئيس حفيده الصغير ويطلب ممن على الطرف الآخر من الهاتف الامتثال. يأمر الحفيد بقطع الكهرباء فتنقطع. يأمر بإعادتها. تعود. في المرّة الرابعة من هذه اللعبة تنقطع الكهرباء ولا تعود. عوض ذلك، يسمع الرئيس وحفيده أصوات رصاص تنتشر في المدينة. لقد ثار الناس عليه.

المشهد الذي يجيء بمثابة فخ لما سيقع طوال العرض هو ذاك الذي يصوّر الرئيس وعائلته وقد وصلوا إلى المطار، زوجته وابنتاه وحفيده معه في السيارة المضادة للرصاص. عليه أن يبقى. حفيده يريد البقاء معه فإذا به يوافق على بقائه وتوافق والدة الطفل على ذلك على الرغم من خطورة الوضع وبقرار يقذف بالمنطق من النافذة.

كان يمكن للسيناريو أن يتحاشى هذا المأزق لو أن الفيلم بدأ من النقطة التالية. لا يهم لماذا وكيف يجد الرئيس نفسه مطلوبا هاربا من مطارديه مع حفيده. يمكن إرجاع ذلك إلى تفرّق العائلة المفاجئ وليس إلى قرار لا أساس منطقيا له لأنه لا توجد أم ستترك ابنها في عهدة رئيس مخلوع، ولا الرئيس المخلوع، وهو ما زال حتى ذلك الحين يعتقد أنه سيعود إلى القصر ويجهز على معارضيه، لديه الوقت للاهتمام بطفل.

في الوقت ذاته الرئيس وحفيده هما صلب الحكاية. السيارة التي أقلت العائلة إلى المطار لم تستطع العودة إلى القصر بسبب المظاهرات. سريعا من بعد ما تنقلب قوى الأمن على ما بقي من نظام. سيارة الرئيس مطاردة من مكان إلى آخر. مساعده الأول يُقتل. سائق السيارة يهرب والرئيس يدخل محل حلاقة في قرية على أطراف المدينة ويجبر الحلاق العجوز على حلق شعر رأسه ويضع «باروكة» شعر مستعار ويخلع عنه وعن حفيده الزيين العسكريين متنكرين بثياب الحلاق ويهربان.

واحدة من رغبات الفيلم هي تصوير كيف يجد الرئيس نفسه وهو مضطر للعيش كأفراد الشعب الذين عانوا في زمنه من الفاقة والجوع. معدم وجائع ولديه حفيد ما زال يعتقد أن جدّه يشركه في لعبة غريبة لا يفهم منها شيئا، على الرئيس أن يواصل النزوح من مكان إلى آخر بحثا عن الأمان وسعيا للاقتراب من شاطئ بعيد بأمل لقاء زورق ينقله وحفيده خارج البلاد. إنه هناك فوق ذلك الشاطئ وعند الدقائق الأخيرة يجري إلقاء القبض عليه. الجموع الغاضبة تريد شنقه تارة وقطع رأسه تارة وحرقه تارة ثالثة. المفهوم يصل لكن الفيلم لا يريد التوقّف. تلك النهاية، بصرف النظر عن الغاية من ورائها، كانت أيضا تحتاج لإعادة كتابة هذا من دون أن نعد أن كل ما ورد في سياق الفيلم ركيك التأليف (الصدفة وحدها تجمع بين سجين قضى سبع سنوات في التعذيب وبين الرئيس الذي يحمله على كتفيه كون السجين فقد القدرة على المشي).

في الحقيقة، هناك رغبة في تسديد النقد لا للرئيس وحده بل للجموع الثائرة عليه أيضا ولرجال البوليس والجنود الذين يتحوّلون إلى السرقة والقيام باغتصاب النساء بعدما انتشرت الفوضى. يمكن للمرء أن يعيد المسألة إلى جذورها: لولا الديكتاتورية لما وقعت الثورة الجانحة.

لتجنّب ذكر دولة ما جرى إسقاط اسم المكان لكن الممثلين يتحدّثون اللغة الجورجية ولو أن اسم جورجيا لا يرد ذكره. مواقع التصوير مقبولة لا تحتاج إلا لتغيير اللغة حتى يصبح ممكنا تحديد الدولة التي يرمز لها الفيلم سواء كانت إيران أو دولة عربية أو دولة أخرى تعيش النوع نفسه من النظام المنتقد هنا.

أسلوب عمل مخملباف بسيط التكوين لكنه مشغول بقوّة بصرية لا تحتاج لكثير من التوضيح. في شتّى ظروفه، يصنع المخرج عملا واقعي الأسلوب يحمل خامة فنية أفضل من معظم ما حققه المخرج سابقا. بطل هذا الفيلم، كما يؤديه الممثل الجورجي ميشا غومياشفيلي، يذكّر قليلا بحال إحدى شخصيات الكاتب وليام شكسبير بعدما هجرته بناته الثلاث واستولين على حكمه وماله («الملك لير») ولو أن الممثل نفسه يحمل ملامح ليست بعيدة عن ملامح الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. الطفل هو الجورجي أيضا داشي أوفالشفيلي، الذي يؤدي ما يؤديه جيّدا ولو أنه يزعج من حين لآخر عندما يطرح المزيد من الأسئلة ذاتها.العلاقة بينهما كشخصيّتين متلازمتين تثير الاهتمام دوما، لكنها تبقى، نتيجة الهفوة الأولى، تفتقر إلى الأرضية المقنعة.

مهرجان فينيسيا السينمائي

* الحفلة الرسمية للمهرجان، تلك التي توجه فيها الإدارة الرسمية الدعوة لمن تختارهم من الحضور، والتي أمّتها «الشرق الأوسط» كالعادة، شملت على قاعتين. واحدة كبيرة والأخرى أكبر منها. الكبيرة خصصت للسينمائيين ومنهم فريق فيلم الافتتاح «بيردمان»، والثانية لمدعوين كثيرين منهم ينتمون إلى النوع الذي تخاله المهرجانات لأجل الحفلات وليس لأجل الأفلام.

لكن الجو الساهر كان ممتعا بفضل من توزّع حول الموائد: شخصيات سينمائية وثقافية وإعلامية متعددة معظمها أوروبي لكن الوجود الهوليوودي فيها كان أيضا متاحا. ومن بقي لما بعد انصراف الغالبية وجد أن فريق فيلم «بيردمان» من المخرج أليخاندرو غونزاليز إيناريتو إلى الممثلين الرئيسين فيه وهم مايكل كيتون وإيما ستون وإدوارد نورتون ملّ الجلوس بمعزل عن الغالبية ونزح إلى حيث جالسنا وأخذ يروي الحكايات عن الفيلم وعن المهرجان وانعكاسات الحفل الكبير عليه.

خلال هذا، وبعد أن جرى الافتتاح الرسمي للمسابقة بعرض «بيردمان»، جرى افتتاح تظاهرة «آفاق» بفيلم «الرئيس» وهو فيلم للمخرج الإيراني محسن مخملباف ونال، كما الأول، الكثير من الاستحسان مع وجود فريق من المناوئين. البعض يعيبون عليه أنه لم يقم بإدانة الشخصية المحورية بما فيه الكفاية. كلام غريب إلى حد بعيد على أساس أن الفيلم كله يتحدّث عن هذا الديكتاتور في واحدة من الجمهوريات غير المحددة الذي أفاق يوما ليجد نفسه مضطرا للنفاذ بجلده بعدما انقلب عليه الشعب والجيش معا.

لكن إيران بقيت في الصورة على أكثر من وجه يوم أول من أمس، فلجانب أن محسن مخملباف من المخرجين الإيرانيين الهاربين من النظام وفيلمه يدور عنه كما عن أي من الجمهوريات التي يتحوّل فيها منصب الرئيس إلى وظيفة أبدية، أصدر المهرجان بيانا أدان فيه قيام السلطات الإيرانية باعتقال السينمائية الإيرانية مهناز محمدي وإصدار حكم بالسجن لخمس سنوات، ارتفعت إلى سبع قبل صدور البيان بأيام قليلة.

مساء عرض فيلم إيراني في المسابقة الرئيسة من تلك المناوئة للحال السائد عنوانه «حكايات» للمخرجة راشخان بني اعتماد ولو أن مناوأته تلك مكتوب عليها أن تأتي متداخلة مع الخطوط العريضة للمشكلات الفردية التي تطرحها. هذا ليس كل ما هو إيراني، لأن المهرجان عرض أيضا الفيلم الجديد للأميركي ذي الأصل الإيراني رامين بحراني وعنوانه «99 منزلا»، وهو الذي كان قدّم قبل عامين، وفي المسابقة ذاتها، «بأي ثمن». في أفلامه عموما يعمد المخرج للنقد الاجتماعي، وإذا ما تحدث «بأي ثمن» عن متاعب أصحاب المزارع في الوسط الأميركي، فإن «99 منزلا» يتناول جشع المؤسسات العقارية التي تسلب المواطنين بيوتهم.

الشرق الأوسط في

30.08.2014

 
 

"مخملباف" يعود لمهرجان البندقية عبر "الربيع العربي"

إيطاليا - فرانس برس

تتماهى المشاهد الأخيرة لفيلم المخرج الإيراني محسن مخملباف "الرئيس" مع النهاية التي لقيها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في عمل عرض في مهرجان البندقية السينمائي، مسجلا عودة مخملباف إلى السينما الروائية من باب "الربيع العربي".

ويعود مخملباف إلى السينما الروائية بعد سنوات من إنجازه لفيلمه الوثائقي "ربيع طهران"، الذي تناول الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام في إيران، تزامنا مع إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في العام 2009، والتي تمكنت السلطات من إخمادها بالقوة.

وعن فيلمه "الرئيس"، شرح مخملباف في مؤتمر صحافي أعقب عرض الفيلم، قصة الفيلم المستوحاة من ثورات "الربيع العربي"، حيث يروي رحلة الحاكم الهارب بعد ثورة شعبه على نظام حكمه الظالم، متنكرا بزي موسيقي جوال، ما يتيح له التعرف عن قرب على جزء من المظالم التي ألحقها هو وجيشه بالشعب.

ويرافق الحاكم الديكتاتور، حفيده الطفل، الذي يمثل "ضمير الطاغية" وفقا لمخملباف.

كما يناقش العمل مرحلة ما بعد الثورات، التي تعم فيها الفوضى والتطرف والقتل والعنف، وحكم المتسلقين على الثورة، فيما وجد الثوار الحقيقيون أنفسهم مجددا، في دائرة الاستهداف والقمع والسجن.

وقال مخملباف حول هذه النقطة: "من جاء بعد الحكام كان أكثر سوءا.. وإنه لشيء يستدعي التساؤل ألا تنجب كل بلدان العالم من القادة المسالمين فعليا والمدافعين عن الحق، سوى غاندي ومانديلا طوال التاريخ الحديث".

مضيفا: "أود إرسال هذا الفيلم لجميع الطغاة في العالم وأدعوهم لمشاهدته مع أحفادههم".

وصور مخملباف فيلمه في جورجيا، بعد ابتعاده عن بلده إيران، حيث يتعرض كثير من المخرجين المعارضين للسجن والقمع، حيث ينتمي مخملباف إلى الموجة الجديدة في السينما الإيرانية، وقد سجن في أيام الشاه، لكنه عاد وثار على نظام الجمهورية الإسلامية.

وتجذب السينما الإيرانية منذ التسعينات اهتمام منظمي الأفلام والنقاد في العالم، لكن أهم صانعيها اليوم باتوا في المنفى.

وعرض الفيلم في مسابقة آفاق ضمن الدورة 71 لمهرجان البندقية، أقدم المهرجانات السينمائية في العالم.

ويشارك أيضا في المهرجان، مخرجون إيرانيون آخرون، مثل: رخشان بني اعتماد ورامين بحراني ونيما جويدي

العربية نت في

31.08.2014

 
 

"إيليا سليمان" يقابل "أتياس" فى "فينيسيا"

كتبت - حنان أبوالضياء:

بعيداً عما تردد حول الصراع الفلسطينى الإسرائيلى الذى أشعلته المواقع الإلكترونية.

فى الوقت الذى لا يحرك هذا ساكنا ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا بمشاركة المخرج الفلسطيني إيليا سليمان في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، واختيار الممثلة الإسرائيلية موران أتياس في لجنة تحكيم مسابقة «أفق» بالمهرجان نحن أمام اختيار فنى لا يخضع لتلك الرؤى.. ومع أن إيليا المولود في الناصرة عام 1960 واعتقلته قوات الأمن الإسرائيلية وعمره 17 عاماً، بينما كان في تل أبيب وطلب منه الاعتراف بعضويته في منظمة التحرير الفلسطينية، رفض إيليا ذلك وبعد هذه الحادثة هاجر إلى لندن ثم إلى فرنسا ثم عاد إلى إسرائيل. بعد أن أقام في الناصرة لعدة سنوات أبدى فيها اهتماما في السينما، هاجر ثانية إلى نيويورك عام 1982، حيث أقام لمدة 12 عاماً. وعام 1990 أخرج فيلمه الأول مقدمة لنهاية جدال الذي حصل على جائزة أفضل فيلم تجريبي في مهرجان أطلنطا السينمائي بنفس العام وفى عام 1991 أخرج فيلم «تكريم بالقتل» الذي ينتقد فيه حرب الخليج الثانية وحصل الفيلم على العديد من الجوائز، عام 1996 قام بإخراج أول أفلامه الروائية، «سجل اختفاء» الذي حصل على الجائزة الأولى بمهرجان فينيسيا للأفلام. أما شهرته فجأت من فيلمه (يد إلهية) الذى كان مشبعا بالإشارات والرموز. وحصل الفيلم علي جائزتين، جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي 2002 وجائزة (سكرين) العالمية في مهرجان السينما الأوروبية لفيلم غير أوروبي.. الفيلم سجلّ حب وألم.. قصة حب بين فتي فلسطيني من سكان الأرض الفلسطينية 1948 (إيليا سليمان) وفتاة فلسطينية من سكان الضفة (منال خضر) يلتقيان في سيارة فارهة علي حاجز إسرائيلي (نقطة تفتيش)، ويراقبان الوجع المتناثر والمعاناة علي حواجز الاحتلال الإسرائيلية.. وتحول الفيلم الي فيلم عائلي بيوجرافي في قالب روائي. يتابع فيه المخرج حكاية والده الذي مات بجلطة بسبب الظروف المحيطة به وقد جرده الاحتلال من سيارته ومنزله لأنه مقصر في دفع الضرائب أو دفع أقساط مالية. يموت الوالد من الحسرة. أجمل مشاهد الفيلم عندما قام الفتي العاشق بتطيير من نافذة سطح سيارته بالوناً عليه صورة ياسر عرفات أقلق الجنود علي الحاجز، واستطاع البالون بصورة عرفات الافلات من حاجز المحتل وطلقات الجنود، وهكذا يزور عرفات المرسوم علي البالون الأحمر القدس بكنائسها ومساجدها ويستقر علي قبة مسجد الحرم القدسي. يروي فيلم «الزمن الباقي» قصة حياة إيليا سليمان نفسه، حيث يبدأ من قصة والده، فؤاد، ومقاومته العنيفة لقيام دولة إسرائيل في الأربعينات وينتهي بقصة سليمان كرجل. فخلال حياته، شهد سليمان تحولات الواقع الاجتماعي والسياسي للشعب الفلسطيني. ويستخدم سليمان المقاومة والتعايش في أشكالهما المتعددة في ذلك الفيلم.

يبدأ الفيلم وينتهي مع مشهد لسليمان مستقلا سيارة أجرة في إسرائيل، حيث يتحدث سائق التاكسي اليهودي الإسرائيلي على الهاتف إلى أحد زملائه قائلاً إنه قد ضل طريقه. ولا يبدو أن سليمان يعرف الطريق أيضا، فكلاهما عالق في تلك السيارة التي تسير باتجاه ما. ومن المعروف أنه قام بزيارة قصيرة للقاهرة في عام 1992 ثم جاء للمرة الثانية ولكن هذه المرة في استضافة بانوراما السينما الأوروبية، وشارك فيها بفيلمه «الزمن الباقي».. وفى الواقع أن الأفلام الثلاثة «سجل اختفاء»، «يد إلهية» و«الزمن الباقي» التي قام بإخراجها وكتابتها، تبدو وكأنها (ثلاثية)، إذ تدور أحداثها في نفس الأمكنة (المنزل، الحارة.. إلخ)، حتى إن الكاميرا في بعض المشاهد من الفيلم الأول لم يتغير موقعها سنتيمترا واحدا في الفيلم الثالث. ويقول إيليا سليمان عن أسلوبه السينمائى انا اتجه من الواقع إلى الواقعية المفرطة (hyper realism)، فإن أفلامي تعكس تضخيم الواقع. لا أتكلم عن الشارع الفلسطيني. لكن ربما عن الشارع النصراوي. إنه تأليف سينمائي. كل تابلو هو قطعة معينة. وله مزاجه واستقلاليته وإيقاعه. ليس فيه بالضرورة شيء سخيف. هناك سياق كلامي، ربما دون الوعي العقلاني، أو المنطق، لكن استمراريته تنبع من لعبة المونتاج الذي يضبط بدوره الأشياء. المونتاج هو أكثر ميتافيزيقية، مما هو «علاجي». تحضير السيناريو يستغرقني الكثير من الوقت.

أما موران أتياس فهى ممثلة إسرائيلية، من مواليد 9 أبريل 1981 في حيفا لأبويين يهوديين من أصل مغربي. كانت خطتها أن تصبح فرداً في جيش الدفاع الإسرائيلي، ظهرت في برنامج شعبي للمراهقين في التليفزيون الإسرائيلي.ý ýفي سنّ 17 عامًا انتقلت للعيش في ألمانيا مع أختها، وبدأت بمهنة عرض الأزياء، حيث بدأت بالازدهار حين أخذها المصمّم الإيطالي روبيرتو كابلي تحت رعايته. انتقلت أتياس للعيش في إيطاليا في سن 19 عامًا، وفازت هناك بالقفزة الكبيرة: «حيث اشتركت في عدد من عروض الأزياء، قدّمت عروضًا لدار الأزياء دولتشي آند جابانا، وقدّمت برنامجًا تليفزيونيًا وظهرت على أغلفة المجلات، وبعدها اتجهت للعمل بالتمثيل. من أشهر أفلامها «الشخص الثالث» الذى يروي ثلاث قصص حب متداخلة، تجري أحداثها بين نيويورك، وروما، وباريس،، وقامت ببطولة فيلم الأيام الثلاثة الباقية مع راسل كرو، وهو إعادة صنع لفيلم فرنسياسمه Pour Elle، بلغت ميزانية الفيلم 30 مليون دولار. وقامت ببطولة فيلم أرض التائهين Land Of The Los.

الوفد المصرية في

31.08.2014

 
 

عودة "فينيسيا" السينمائي مع "الرجل الطائر"

كتبت - حنان أبوالضياء:

مهرجان ڤينيسيا السينمائي، الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي دورته 71 اختار أن يطل على الجمهور بفيلم «الرجل الطائر» Birdman  للمخرج المكسيكي الشهير أليخاندرو جونزاليس إيناريتو (صاحب أفلام بابل إلى جانب أموروس بيروس وبيوتيفيل).

وهو من افلام الكوميديا السوداء التى تجيء على رأس قائمة تضم 55 فيلما تتطرق في غالبيتها الى الحرب والكساد. وتدور قصته حول ممثل معروف بتجسيده للشخصيات البطولية، يكافح من أجل المشاركة فى عمل على مسارح برودواى»، وفى أثناء كفاحه، ينتابه صراع مع نفسه ومع أسرته ومع مشواره الفنى.ويلعب دور البطولة في الفيلم النجم الأمريكى مايكل كيتون 62 عاما، (عمل كيتون في بداية حياته كمصور تليفزيوني بمحطة حكومية تنوعت ادوار كيتون بين السينما والمسرح والتليفزيون وكذلك بين الكوميديا والدراما وقد شارك كيتون بالفيلم الشهير باتمان عام 1989 و ظهر في العديد من الأفلام ورشح لجائزة جولدن جلوب تزوج كيتون من الممثلة كارولين ماك حتى عام 1990 ولديهم ابن واحد هو شون ماكسويل وكان على علاقة بالممثلة كورتني كوكس حتى عام 199).. ويشاركه بطولة الفيلم زاك جاليفياناكيس وإدوراد نورتن وأندريه رايزبورو وإيمى رايان وإيما ستون وناعومى واتس  من المعروف أن نشأة المخرج حددت ملامح اختياره لمواضيع أفلامه. فهو من عائلة من الطبقة الوسطى في المكسيك، عانت لاحقاً من صعوبات مالية بعد فقدان الأب لعمله وانتقالها من الثراء إلى الإفلاس، ثم عمله في سفينة شحن، وترحاله بين أفريقيا وأوروبا، وقراءته كلاسيكيات الوجودية.. وصولاً إلى دراسة الاتصالات في الجامعة... كل هذه العوامل شكّلت تجربة مهمّة في مسيرة إيناريتو، انعكست على أعماله ، خصوصاً «ثلاثية الموت»: «أموريس بيروس» (2000) الذي أطلقه عالمياً، و«21 جراماً» (2003)، و«بابل» (2006). سلّط في أعماله نظرة ثاقبة على التفاوت الطبقي، والعلاقات الإنسانية، وترابط المصائر. وتناول ثيمة الموت التي تشكل تبريراً وجودياً بنيت عليها الأفلام الثلاثة. هذه الثلاثية كتبها صديقه غييّرمو أرياجا، وتعاون معه إيناريتو في كتابة «بابل». بعدها، اختلف الاثنان وأنهيا التعاون بينهما.ونفس الشيء ينطبق على فيلم «بيوتيفول» 2010....وأعلن مهرجان فينيسيا السينمائي عن جائزة شرفية (الأسد الذهبي) سيمنحها للمخرج الأمريكي الكبير فريدريك وايزمان (أحد معلّمي السينما الوثائقية في العالم. وقدم أكثر من أربعين فيلماً، سيطر فى معظمها على الاقتراب من المؤسسات الأميركية، وفي شؤونها وآلية عملها. يميز أعماله التعليق الصوتي والموسيقى التصويرية، والذهاب الى عملية التقاط المشاهد بعين نظيفة مجردة من الأفكار المسبقة، من عاشقى الغوص فى النفس البشرية. وعكف منذ خمسين عامًا على تصوير العالم من حوله، وفى أحد أفلامه وضع الكاميرا الخاصة به في أحد نوادي الملاكمة الصغيرة القابعة بأحد الأحياء الشعبية بولاية «تكساس» الأمريكية لالتقاط لحظة بلحظة كل ما يجري في هذا العالم الذي تحكمه «الضربة القاضية»..وتكرم أيضا المونتيرة الأمريكية ثيلما شونماكر، التى حصلت على الكثير من الجوائز عن أفلامها الشهيرة خاصة الأفلام التي قامت بعمل المونتاج له من اخراج مارتن سكورسيزي مثل «الثور الهائج» و«رفاق طيبون»، و«الطيار» و«ذئب وول ستريت». ولقد جاء قرار التكريم باجماع مجلس ادارة المهرجان.

واختار المخرج المهرجان ملصقه الرسمي عبارة عن صورة تحاكي اللقطة الأخيرة في فيلم «400 ضربة» لفرنسوا تريفو (1960) التي يظهر فيها بطله وهو يتحدث في الكاميرا، بعد هروبه من اصلاحية للأحداث، وقد قام بالدور الممثل جان بيير ليو. وهو أول أفلام المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو وهو التجربة الأولى لما أطلق عليه الموجة الفرنسية الجديدة، التي اشتهرت بأسماء مخرجين كبار على رأسهم تروفو وجودار وشابرول وغيرهم، ممن قادوا التيار الذي يعد بازان الأب الروحي المؤسس له، والذي ظهر كتيار يغاير سينما هوليوود، ويحمل عناصر تمثل الثورة على مفاهيم سائدة في وقتها، لتبرز مكانها مفاهيم جديدة مثل «الفيلم يشبه مخرجه»، و«عمق المجال»، و«هامش التفاصيل»، وتحتفي بسينما رينوار وويلز وهيتشكوك...الملصق من تصميم سيمون ماسي، للمرة الأولى في تاريخ مهرجان فينيسيا السينمائي يرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، الموسيقار الفرنسي الكسندر ديسبلات. يعتبر أهم صناع اغاني وموسيقى الاطفال في العالم. والذي قدم توليفة موسيقية تأسر المشاهد وتجهله حتى رغم مشهديات العنف القاسي، مشغولين بالاحاسيس الشذية التي تمنها تلك المفردات الموسيقية لذلك رشح لجائزة الأوسكار لأحسن موسيقى ست مرات من قبل، ومن ضمن أفلامه «أرجو» Argo و«الملكة» The Queen و«السيد فوكس الرائع» Fantastic Mr Fox و«خطاب الملك» King's Speech و«فيلومينا» phelomina. ولقد نال الجولدن جلوب وسيزار واثنتين من جوائز السينما الأوروبية وبافتا البريطانية، وقد كتب موسيقى لأفلام من اخراج عدد من أهم السينمائيين في العالم مثل بولانسكي وتيرنس ماليك وجاك أوديار وكاثرين بيجلو وديفيد فينشر وأنج لي....ويدعم المهرجان فى هذا العام بعرض مجموعة من الافلام من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين. واختيرت ستة أفلام من العالم العربي لتقديمها الى الموزعين والمنتجين ومسؤولي المهرجانات الدولية لتسهيل حصولها على دعم لاستكمال العمليات الفنية في مرحلة ما بعد التصوير، وتعزيز فرص الانتاج المشترك وعرض الأفلام في بلدان مختلفة....من المعروف أن مهرجان البندقية السينمائي الدولي أقدم مهرجان سينمائي في العالم. أسسه جوزيبي فولبي في عام 1932 ومن حينها يفتتح المهرجان كل عام في أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر بشكل دوري.. ويعتبر المهرجان من أكثر مهرجانات العالم تألقا، ويعد جزءا من بينالي ڤينيسيا، الذي يعد معرضا فنيا ضخما ومهرجانا للفن المعاصر، جائزة المهرجان الرئيسية هي الأسد الذهبي «Leone d’Oro»، والتي تمنح لأفضل فيلم يعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان. إضافة لجائزة كأس فولبي «Coppa Volpi» التي تمنح لأفضل ممثل وممثلة.

الوفد المصرية في

30.08.2014

 
 

«باتمان» يكشف عن موهبة جديدة بمشاركة إيما ستون وناعومي واتس

مخرج فيلم الافتتاح بفينيسيا: وراء كل مبدع «رجل طيور»

شريف حمدي

قال الميكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو، مخرج فيلم «رجل الطيور»، الذي افتتح الدورة الـ71 بمهرجان فينيسيا: إن كل إنسان وبالأخص الإنسان المبدع وراءه «رجل طيور» يطلب منه دائمًا أن يكون الأفضل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي أعقب عرض الفيلم الأربعاء الماضي.

وأضاف المخرج المكسيكي، في تصريحات خاصة لـ«بوابة الشروق»، اليوم السبت، أن الفيلم مختلف تمامًا عن أفلامه الأربعة السابقة، حيث إنه أراد أن يخرج من الإطار الدرامي الذي غلب على تلك الأفلام، والذي أطلق عليه اسم «منطقة الدفء» التي تعود عليها، في محاولة لاكتشاف الجانب الكوميدي لديه.

وهذا هو الفيلم الخامس للمخرج الميكسيكي بعد فيلم «جميل» عام 2010، حيث يتصدّى فيه لقضية الصراع النفسي الذي يتعرض له أي فنان أو مبدع، سواء كان ذلك في مجال السينما أو المسرح أو أي مجال فني بوجه عام، عندما يتقدم به العمر وتنحسر عنه الأضواء، وكيف أن حب الشهرة قد يطغى أحيانًا على واقع ذلك المبدع، بمعنى أنه في كثير من الأحيان يظل متشبثًا بالخيط الرفيع الذي يصل بين عالم الفن الذي يبتعد عنه تدريجيًّا وعالم الواقع الذي يعيشه بالفعل. وسبق للفنان الكبير الراحل تشارلي شابلن التعرض لهذه القضية في آخر أفلامه «أضواء المسرح» حيث سجّل فيه مشاعر المبدع حين يكتشف أن وقته قد حان وأن عطاءه الفني أصبح لا يتقبله الجمهور. كما تطرق المخرج الأمريكي دارين أرونوفسكي لنفس الموضوع من خلال فيلمه «البجعة السوداء»، ولكن من زاوية أخرى، وهي رغبة الفنان في الوصول للكمال الفني حتى يظهر بأبدع صورة أمام جمهوره.

وفيلم «رجل الطيور» بطولة الممثل الأمريكي مايكل كيتون البالغ من العمر 63 عامًا، ويشاركه الأمريكيان إدوارد نورتون وإيما ستون مع الأسترالية ناعومي واتس. ويلعب كيتون في الفيلم دور ممثل يحاول العودة لأضواء الشهرة مرة أخرى بعد أن انحسرت عنه لفترة طويلة، وذلك من خلال تقديم مسرحية جديدة على مسارح برودواي. وتؤدي إيما ستون دور الابنة التي تساعده في هذه المسرحية والخارجة مؤخرًا من مصحة نفسية كانت تخضع فيها هي نفسها للعلاج، بينما يؤدي إدوارد نورتون وناعومي واتس دور شخصيتين مهمتين في المسرحية.

ويشير اسم الفيلم إلى الشخصية التي كان يؤديها ذلك الممثل وهو في أوج مجده، وهي شخصية الرجل الخارق رجل الطيور، التي قدمها في ثلاثة أفلام سينمائية في الماضي.

المخرج «إينياريتو»، أضاف خلال المؤتمر الصحفي، أن الفيلم يمكن تصنيفه في إطار ما يُسمّى بالكوميديا السوداء، بمعنى إظهار الواقع الأليم الذي يعيشه ذلك الفنان من خلال مضمون ساخر يجمع بين الضحك والآلام. كما أضاف أن اختياره لمايكل كيتون لأداء دور البطولة في هذا الفيلم يرجع إلى اقتناعه بأن أداء كيتون في السابق لشخصية «باتمان» التي لعبها في سلسلة الأفلام التي اشتهر بها قد أظهر لديه موهبة الجمع بين الميلودراما والكوميديا.

ويعتمد فيلم «رجل الطيور» بشكل كلي على المشاهد الطويلة التي لا يوجد بها مونتاج إلا قليلا، فيمكن أن يستمر المشهد الواحد من أربع إلى خمس دقائق بدون قطع. وتدور أحداث الفيلم بالكامل تقريبًا داخل كواليس المسرحية التي يؤديها الأبطال، وتعكس المشاهد الصراع وأحيانًا الصراخ الدائر بين الشخصيات، وهنا لعبت الكاميرا دورًا مهمًّا في متابعة حركة الممثلين، وكانت الكاميرا تلهث وراء تتابع الأحداث.

ودافع مخرج الفيلم عن هذا الأسلوب قائلا: إنه أراد أن يجعل المشاهد ينتقل إليه نفس الإحساس بذلك الشعور المنغلق الذي يستشعره صناع أي عمل فني، أو بمعنى آخر أراد أن يُظهر الكواليس وكأنها جحور صغيرة يتحرك بداخلها الفنان وكأنه فأر تجارب حتى يقف في النهاية أمام الجمهور الذي لا يعلم شيئًا عن حقيقة ما يدور خلف الستار.

وأضاف «إينياريتو» أن كل مشهد من هذه المشاهد الطويلة تطلب ساعات طويلة من الإعداد والتمرين حتى يخرج على أكمل وجه. واختتم كل من المخرج ومايكل كيتون، المؤتمر الصحفي بالقول: إن كل إنسان، وبالأخص الإنسان المبدع، وراءه «رجل طيور» يطلب منه دائمًا أن يكون الأفضل، وهو ما يجعله في صراع مستمر قد يقوده في النهاية إلى طريق الصواب، وفي أحيان كثيرة قد يؤدي به إلى الجنون.

الشروق المصرية في

30.08.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)