كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

"بيردمان" أو "الرجل الطائر":

فيلم الافتتاح في مهرجان فينيسيا

أمير العمري- فينيسيا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والسبعون

   
 
 
 
 

أحسن المدير الفني لمهرجان فينسيا ألبرتو باربيرا، اختيار فيلم "بيردي: الوجود غير المتوقع للجهل" The Unexpected Virtue of Ignorance- وهو الفيلم الأمريكي للمخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إيناريتو- للعرض في افتتاح الدورة الـ 71 من المهرجان العريق، ضمن المسابقة الرسمية التي يتنافس فيها عشرون فيلما على الأسد الذهبي- جائزة المهرجان الأكبر والأهم.

الفيلم بموضوعه الذي يدور في أجواء المسرح والتمثيل المسرحي وكواليس الخشبة والصراعات بين الممثلين وبعضهم البعض، وبينهم وبين أنفسهم، وبإشاراته الأمريكية الموغلة أحيانا في المحلية، كان يمكن أن يسقط لو أن مخرجا آخر تعامل معه بنظرة تقليدية رتيبة، تطغى فيها الكوميديا على التأمل في المصائر. أما بين يدي مخرج موهوب بحجم موهبة إيناريتو (أموروس بيروس، 21 جراما، بابل، بيوتيفيل) يصبح الفيلم عملا فنيا شديد الثراء- دراميا وبصريا.

موضوع الفيلم يدور حول شخصية ممثل يدعى ريجان تومسون (مايكل كيتون) لمع في أفلام هوليوود الخيالية في دور بيردمان، أو الرجل الطائر (شخصية قريبة من الرجل الوطواط) وقام ببطولة 3 من هذه الأفلام لكنه رفض أن يقوم ببطولة الفيلم الراعب من أفلام السلسلة، متمردا على نفسه وعلى انصياعه للنجومية من خلال العمل في الأفلام السطحية التي لا تمنح الممثل ما يصبو إليه من إشباع. وبعد سنوات من تخليه عن دور بيردمان، وبعد أن خبا نجمه وخفتت الأضواء من حوله، يرغب ريجان الآن في استعادة نجوميته وأن يثبت لنفسه أنه يستطيع أن يكون أيضا ممثلا مسرحيا ناجحا، فينتقل الى برودواي ويحول قصة قصيرة لكاتب يدعى ريموند كارفر الى مسرحية بعنوان "ما نتكلم عنه ونحن نتكلم عن الحب". ولكنه يضطر للاستعانة بممثل شاب معه، بديلا عن الممثل الذي تخلى عن الدور، ورغم أنه يحيط نفسه بصديقتين حميمتين معه، احداهما ممثلة سينمائية أيضا (نعومي واطس) في أول دور لها في المسرح، والثانية أقام معها علاقة عاطفية وجسدية، إلا أن الممثل الشاب مايك (ادوارد نورتون) الذي لا يعرفه أصلا، يصدمه ويرعبه فهو ممثل متمكن يستخدم أساليب أقرب إلى واقعية الصدمة (يشرب الكحول بالفعل على خشبة المسرح، يريد أن يضاجع رفيقته الممثلة على الفراش أمام الجمهور..) والأهم أنه يواجه ريجان مواجهات عنيفة ويصدمه ويكشف نقاط ضعفه، مستمتعا بما يفعله.

أضف إلى ذلك أن ابنة ريجان "سامنتا"- التي تقوم بدورها الممثلة إيما ستون على نحو يذكرنا بجودي فوستر في أول ظهور لها في "سائق التاكسي" (1976)، تتهمه بأنه لا يعرف الواقع الذي يعيش فيه ولايزال أسيرا لمعتقداته القديمة البالية وأنه كممثل لا قيمة له لأنه مغيب تماما عن الواقع، ليس لديه صفحة على تويتر ولا فيسبوك!

أزمة الابداع

يصور جونزاليس ببراعة أزمة الممثل – المبدع المتمزق بين رغبته في استعادة مجده القديم كنجم ولو من خلال مسرحية لا قيمة حقيقية لها، وبين رغبته في أن يكون ممثلا راسخا ناجحا. هذا التناقض يمزق بطلنا، ويتبدى له ضميره متمثلا على هيئة بيردي مان (بريشه وجناحيه) يحاسبه ويواجهه ويكشف ضعفه ويسخر منه بقسوة تخنقه وتجعله يكاد ينتحر، لكن الجميل في هذا الفيلم أن جونزاليس الذي اشترك مع أربعة آخرين من الكتاب في كتابة السيناريو، ينتقل ببراعة من الحقيقة إلى الخيال، ومن الواقع إلى الحلم، ومن الحاضر إلى الماضي، ومن التمثيل على المسرح إلى مشاجرات الممثلين الممتدة بعد مغادرة خشبة المسرح.. ويتمكن في خضم تلك الحالة من العصاب الذي يصيب البطل لدرجة تدفعه الى محاولة الانتحار على خشبة المسرح، أن يتوقف ليتأمل ولكي يدفعنا ايضا الى التأمل في مغزى الابداع، ومعنى الفن، كما يتناول العلاقة بين الأجيال، وبين الرجل والمرأة، وبين الممثل والناقد.. (هناك مثلا أكثر من مواجهة في الفيلم بين ريجان وبين ناقدة مسرحية، تقسم له أنها ستدمر مسرحيته (التي كتبها وأنتجها بكل ما لديه من مال) فهي ترفض فكرة أن يأتي "أمثاله" من ممثلي هوليوود "السطحيين" لكي يلوثوا المسرح بتقاليده العريقة!

يسخر الفيلم من ريجان بل ويعريه أمام نفسه وأمام الآخرين بشكل حرفي في واحد من أفضل مشاهد الفيلم، عندما يجعل ريجان يخرج من باب خلفي في المسرح لتدخين سيجارة وهو يرتدي الروب فقط ومن تحته سروال داخلي قصير، لكن الباب يغلق وينحشر الروب فيه ويعجز الرجل عن تحريره ويكون المشهد الأخير في المسرحية الذي يظهر فيه لكي يطلق الرصاص على رأسه، قد بدأ فلا يجد مفرا من أن يتخلى عن الرداء ويتجه الى ميدان تايم سكواير في نيويورك لكي يدلف من الباب الأمامي للمسرح أمام آلاف من رواد الساحة الشهيرة الذين يسخرون منه في حين يريد البعض الحصول على توقيعه ويقومون بتصويره وهو شبه عار.

أسلوب خاص

جونزاليس لم يتعامل كما قلنا، بتكاسل أو تقليدية مع السيناريو، بل ابتكر طريقة خاصة في تصوير الفيلم مستلهما ما فعله هيتشكوك في فيلمه الشهير "الحبل"، فقد صور الفيلم بكاميرا متحركة عبر ردهات وممرات وغرف المسرح الحقيقي الذي صور الفيلم فيه، كما جعل الكاميرا تقتحم أبوابا وتصعد شرفات عالية، أو تهبط الى غرف التحكم أو غرف الماكياج وغيرها، بحيث يبدو الأمر امام المتفرج كما لو كان الفيلم قد صور في لقطة واحدة متصلة (هو بالطبع يستخدم القطع عير المونتاج لكنه يخفي ببراعة- كما فعل هيتشكوك- مناطق القطع من خلال ادخال الكاميرا في ممر مظلم أو التركيز على باب معتم..إلخ).

ويستخدم موسيقى تعتمد على الطبول والنغمات التي تستخدم فيها آلات النفخ النحاسية العالية التي توحي بأننا أمام عرض من عروض التسلية المثيرة. ورغم قتامة الموضوع الذي يجعل بطلنا محاصرا بين ماضيه وحاضره، بين مجده السابق المرفوض منه ومن جمهور المسرح، وبين رغبته في استعادة شهرته، وبين الضغوط التي يمارسها عليه وكيل أعماله الذي يلوح له بما ينتظره من نجاح بعد تلك العروض الأولية التجريبية (في حضور جمهور) التي يقيمها يوميا previewsإلا أن الفيلم يمتعنا أيضا بما يولده من كوميديا من قلب هذه التناقضات كلها، ومما يتداعى من حوار الفيلم المكتوب ببراعة.

ولعل من الصحيح هنا القول إن هذا الفيلم بجماله في الصورة، وطموحه الكبير في تجاوز المألوف من ناحية جعل الممثلين يغوصون في أحشاء عالم المسرح بكل تضاريسه الداخلية، تمتد صراعاتهم من فوق حشبته الى ما تحتها، لم يكن ليحقق كل هذا التوازن الفني الخلاب سوى بكل ما يقدمه مدير التصوير المكسيكي الكبير إيمانويل لوبيزكي (أوسكار أحسن تصوير عن جرافيتي أو جاذبية الأرض).

إنه يتعامل مع الكاميرا فيجعلها طوع بنانه، يحركها كيفما يشاء واينما يشاء، ويجلها أحيانا تدور في الديكور في حركة دائرية 360 درجة محافظا على توزيع الاضاءة في المكان (داخل الغرف الداخلية للمسرح)، مانحا الصورة كل ذلك الرونق والسحر، منتقلا من الخارجي أو شبه الخارجي إلى الداخلي، في حركة مستمرة، تعكس كل ذلك الغليان الذي يسيطر على المشاعر في الفيلم. هناك مشهدان يدوران في شرفة تطل على الشارع حيث يتواصل الممثل الشاب "مايك" مع "سام" ابنة ريجان التي يقع في حبها رغم كلبيته الواضحة من البداية، وهناك المشهد الخارجي الذي يدور في تايم سكواير، ومشاهد ريجان عندما يحلم بمجده السابق فيطير ويرتفع فوق البنايات والبشر فوق شوارع نيويورك. 

مخرج الفيلم

ولاشك أيضا أن الفضل يعود للمخرج في كل ذلك التحكم المذهل في حركة الممثلين (بالتعاون مع مدير التصوير أيضا) بحيث يضع الكاميرا حيثما يجب أن تكون وفي النقطة التي تجعلها قادرة على التقاط الممثل ومتابعته وهو يغادر غرفة ما الى أن يصعد للطابق الأعلى مع دخول ممثل آخر الى المكان والانتقال إليه لمتابعته وهكذا. ولعل أداء مايكل كيتون في الدور الرئيسي هنا، سيكون بكل تعقيداته وانتقالاته الدرامية صعودا وهبوطا، وبقدرته على التعامل مع الدور كما لو كان يضيف إليه من داخل نفسه ومن تجربته هو كممثل، سيكون بلاشك- "حديث المدينة" للفترة القادمة!

عين على السينما في

29.08.2014

 
 

الحضور الإيراني في مهرجان فينيسيا الـ 71

أمير العمري- فينيسيا 

السينما الإيرانية موجودة في معظم المهرجانات السينمائية الاوروبية على الرغم مما تفرضه بلدان الاتحاد الأوروبي من عقوبات على إيران، وبالرغم مما يوجه لنظام الملات العتيق في إيران من انتقادات شديدة في الصحافة والاعلام الغربي عموما، فالفيلم الإيراني أثبت رغم كل التحفظات، أنه يختصر سينما "الشرق"- حسب المفهوم الأوروبي الاستشراقي عن ذلك الشرق.. المختلف.. الغامض.. الغريب.. المليء بقصص القسمة والنصيب والقدر والأعاجيب والمعجزات والإيمان بالغيب إلخ، وما تسلطه الأفلام الإيرانية الحديثة من أضواء على القضايا والمشاكل الاجتماعية في إيران يغري المتفرج الأوروبي، بل والمبرمج الأوروبي أيضا، للتعرف على مثل هذه القضايا والمشاكل من خلال الأفلام التي يصنعها الجيل الجديد من السينمائيية الايرانيين.. جيل ما بعد سطوة كياروستاني. فكأن الغرب يعيد اكتشاف الشرق من خلال أفلام حديثة تمتلك أساليب متميزة في السرد والتعبير من خلال لغة السينما، وهو ما لايزال يمثل "مفاجأة" لنقاد الغرب ومشاهديه!

في الدورة المقامة حاليا من مهرجان فينيسيا السينمائي (وهي الدورة الـ 71) هناك فيلم إيراني في المسابقة الرسمية للمهرجان هو فيلم "حكايات" للمخرجة المخضرمة ركشان بني اعتماد، ويعرض فيلم آخر هو "ميلبورن" في برنامج أسبوع النقاد، كما عرض الفيلم الجديد للمخرج الايراني الكبير محسن مخمالباف هو فيلم "الرئيس" في افتتاح قسم "آفاق" في اليوم الأول من المهرجان، وإن لم يكن هذا الفيلم من الانتاج الايراني، فمخمالباف أخرجه وصوره في جورجيا بتمويل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وجورجيا.

وقد وضعت ادارة المهرجان مقعدا خاليا ضمن مقاعد لجنة التحكيم الدولية كتب عليه اسم المخرجة والناشطة السياسية الايرانية مهناز محمدي كنوع من التضامن معها والاحتجاج على اعتقالها من طرف السلطات بتهمة التآمر على أمن الدولة والدعاية ضد النظام، وهي تقضي حاليا عقوبة في السجن يقول مدير مهرجان فينيسيا- البرتو باربيرا- ان السلطات رفعتها في يونيو الماضي من خمس الى سبع سنوات. وتنفي محمدي الاتهامات الموجهة إليها التي يعتقد انها أثيرت ضدها بسبب اخراجها بعض الأفلام الوثائقية لقناة بي بي سي الفارسية المحظورة في ايران، وقناة الجزيرة الفضائية، واخراجها فيلما عن الانتخابات الرئاسية في ايران عام 2009 وما أعقبها من انتفاضة شعبية.

فيلم مخملباف البديع سنكتب عنه لاحقا كما سننشر نص المقابلة التي أجراها كاتب هذه السطور معه في فينيسيا. أما فيلم "حكايات" لركشان بني اعتماد، فهو أقل في مستواه من مستوى أفلامها السابقة، بل هو في الحقيقة يحوي شخصيات تكمل من خلالها ما سبق ان شاهدناه في أفلامها السابقة من خلال نفس هذه الشخصيات. ويتضمن الفيلم عددا من القصص التي ترتبط ببعضها البعض عن طريق شخصية مخرج أفلام وثائقية يجد صعوبة في القيام بعمله وسط معوقات عديدة.

يتناول الفيلم مشاكل اجتماعية سبق ان شاهدناها في الكثير من الأفلام الايرانية، مثل ادمان المخدرات والدعارة والفساد البيروقراطي وغيرها، ولكن المشكلة الحقيقية ليست في اعادة طرح هذه المشاكل على الشاشة بل في ذلك الأسلوب التقليدي المحافظ الذي يلمس الأشياء من الخارج، لكنه يعجز عن التعمق فيها بحيث يصبح الفيلم أشبه بنظرة خارجية سطحية عابرة تريد أن تدعي أكثر مما تصيب الهدف، ومعروف بالطبع أن المخرجة بني اعتماد من الموالين للنظام السياسي القائم في ايران، وأنها تعالج في أفلامها ما يسمح به النظام نفسه بحيث لا تتجاوز أبدا المسموح، بل هي أصلا لا ترغب في تجاوزه.

يفشل الفيلم بحواراته الكثيفة وايقاعه الهابط وخطابيته في شد انتباه المتفرج، فهناك على سبيل المثال ذلك المشهد الذي يتظلم فيه رجل متقاعد من عدم حصوله على حقوقه بعد أن قضى عمره في العمل الوظيفي، وهو يواجه موظفا بيروقراطيا لا يبالي بالنظر في شكواه، فيقف ويلقي خطابا طويلا في الموظف وفي الواقفين خارج مكتبه بل وفي الجمهور أيضا، عن سوء المعاملة وكيف أن موظفا عاما يلهو عبر الهاتف مع عشيقته ويهمل عمله وكيف يغادر مكان العمل أثناء ساعات العمل، وكيف أنه بذلك يسرق الدولة ويهدر المال العام.. إلخ وهو ما يجعل الفيلم مجرد حزمة من النقد الأخلاقي المتحفظ من خلال أسلوب سينمائي رتيب، جاف، يخلو من الخيال.

انتهزت بني اعتماد فرصة المؤتمر الصحفي الذي اقامه لها المهرجان لكي تشن هجوما على بلدان الغرب، وتحتج بشدة على الحظر والعقوبات المفروضة على ايران بدعوى أن الشعب هو الذي يدفع الثمن (نفس ذريعة النظام العنصري في جنوب افريقيا ونظام صدام حسين في العراق!) وأن الأطفال لا يجدون الدواء وأن الوضع الاقتصادي بشكل عام، ينذر بكارثة سيدفع ثمنها الفقراء، وغير ذلك من التبريرات التي يجد البعض فيها وجاهة. ورغم الوضع الصعب المعروف للمرأة في ايران إلا أن المخرجة أكدت على أن "المرأة تكسب وتحرز الفوز"!

الفيلم الأكثر أهمية وجدارة بالمشاركة في المهرجانات الدولية- وربما كان يصلح أكثر للمسابقة الرسمية في فينيسيا- هو فيلم "ميلبورن، العمل الأول للمخرج نيما جافيدي الذي أخرج عددا من الأفلام القصيرة وفيلمين وثائقيين قبل أن يخرج "ميلبورن" الذي التقطه "أسبوع النقاد" في فينيسيا بعد عرضه في مهرجان "فجر" في ايران.

الفيلم مصور في معظمه داخل شقة زوجين شابين (أمير وساره) اللذان يستعدان لمغادرة إيران مساء اليوم نفسه الى استراليا بدعوى دراسة اللغة الانجليزية، لكننا نعرف أنهما يخططان للمغادرة النهائية، وقد قاما ببيع كل أثاث الشقة وحضر التاجر الذي اشتراها بالفعل لنقلها بمعاونة مساعديه، ولم يبق عمليا سوى سرير في غرفة النوم ترقد فوقه طفلة رضيعة هي ابنة الجيران التي ارتضت ساره أن ترعاها في غياب المربية التي سلمتها اياها وغادرت منذ ساعات ولم تعد. ونكتشف بعد قليل كما سيكتشف الزوجان أن الطفة ميتة، وتبدأ الشكوك: هل كان موتها قبل أن تأخذها ساره من المربية أم أنها ماتت لدى الزوجين، وما سبب الوفاة؟ هل هو الموت السريري الشائع، هل هو خطأ ساره التي أرقدتها على وجهها نظرا لانعدام خبرتها كزوجة لم تنجب بعد؟ أم ماتت بفعل دخان السجائر المستمر في الشقة بسبب ما يشعر به أمير من توتر قبيل السفر. ماذا يمكن أن يفعل الزوجان الآن وماذا سيقولان لوالدي الطفلة؟ هل يبلغان الشرطة؟ وماذا يحدث إذا عادت المربية لتأخذ الطفلة وهو ما يحدث بالفعل، فلا يجد أمير سوى أن يكذب بالقول ان زوجته اصطحبتها للخارج ولم تعد بعد ويصرف المربية ولو الى حين.

هذا القلق والتوتر والتخبط والتهرب من تحمل المسؤولية هو الموقف الدرامي الذي يستخدمه المخرج- كاتب النص، من أجل رمي بعض الاشارات نحو حالة التخبط العام في المجتمع والرغبة في الهرب والنجاة بأي ثمن، حتى على أنقاض طفلة بريئة لا يرغب احد من الزوجين في تحمل مسؤوليتها أو مسؤولية ما وقع لها.

هذا فيلم ينتمي بكل قوة، إلى العالم السينمائي لأصغر فرهادي صاحب "انفصال نادر وسيمين" و"الماضي"، الدراما المحكمة التي تعتمد على الممثلين وعلى ما يتيحه الموضوع من رصد للانفعالات التي كانت مكتومة تحت السطح، وما يفجره الموقف الدرامي الصعب من تناقضات كامنة. وأمام فيلم من هذا النوع لا تملك أنت كمشاهد أن تترك الشاشة ولو لدقيقة واحدة، فالموضوع يشدك ويسيطر عليك، خاصة وأننا أمام مخرج لاشك في قدرته الفائقة على التحكم في أداء الممثلين، وأمام طاقم تمثيلي متمكن ومنسجم بطريقة مثيرة للاعجاب.

صحيح أن الفيلم ينحصر في موضوع أحادي البعد، وصحيح أن رنين الهواتف المحمولة لا يكاد يتوقف في الفيلم: هاتف الزوج والزوجة والتاجر ووالد الطفة..إلخ إلا أن هذا كله ربما يكون عاملا إضافيا يضيف مزيدا من التوتر على الموقف.

عين على السينما في

29.08.2014

 
 

بين 'دبي' و'فينيسيا'... السينما ترفل في ابهى حللها

ميدل ايست أونلاين/ ابوظبي 

مهرجان دبي السينمائي يدعم المواهب الفنية ويروج لها عالميا، ويعرض باقة من الافلام العربية في البندقية.

توجه فريق من "مهرجان دبي السينمائي الدولي" إلى مدينة البندقية الإيطالية للمشاركة في "مهرجان فينيسيا السينمائي" للترويج، وتقديم الدعم للمواهب وانتاجات السينما العربية التي ستعرض في الدورة السبعين للمهرجان، ويعتبر "فينيسيا" فرصة على قدر كبير من الأهمية لصانعي السينما العرب لعرض أعمالهم في تظاهرة سينمائية يشهدها أهم السينمائيين من حول العالم.

وبعد نجاح التجربة في العام الماضي، يعمل "مهرجان دبي السينمائي الدولي" مع "بينالي فينيسيا" من خلال "كلية بينالي – السينمائية" في مدينة فينيسيا على تعزيز العلاقات التي تضمن توفير الفرص والمبادرات الداعمة للمخرجين والمنتجين لصناعة عملهم الأول أو الثاني ذو الميزانية المحدودة.

ويستمر التعاون أيضاً مع "سوق فينيسيا السينمائي" هذا العام، وفقا لبيان صحفي لمهرجان دبي السينمائي- حيث سيشهد السوق عرض 10 أفلام عُرضت العام الماضي في الدورة التاسعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي وقد حظيت بإشادة واسعة.

وسيتم عرضها من خلال مكتبة الفيديو الرقمية التي تتيح لصانعي السينما توفير أعمالهم للعرض على الموزعين، والمشترين، والبائعين، والوكلاء، ووكالات ترويج الأفلام من حول العالم.

وقد حظي بهذه الفرصة كل من فيلم "قصة ثواني" للمخرجة لارا سابا، و"مطر وشيك" لحيدر رشيد و"متسللون" لخالد جرار، و"السلحفاة التي فقدت درعها" للمخرجة باري القلقيلي، و"على مد البصر" للمخرج أصيل منصور، و"عصفوري" لفؤاد عليوان، و"هرج ومرج" لنادين خان، و"محاولة فاشلة لتعريف الحب" لحكيم بلعباس، و"مشوار" لميار الرومي، و"ديترويت أنلادد" لرولا ناشف، وسوف تتوفر الأفلام التي سيتم عرضها في "مهرجان فينيسيا السينمائي" عبر مكتبة سوق دبي السينمائي "سينيتيك" الرقمية.

وافتتح فيلم التشويق الفضائي المرتقب جدا "غرافيتي" من اخراج المكسيكي الفونسو كوارون ومن بطولة جورج كلوني وساندرا بولوك الدورة السبعين للمومسترا في البندقية اقدم المهرجانات السينمائية في العالم.

ويعرض ما مجموعه 50 فيلما تقريبا من انجاز مخرجين متمرسين ومواهب شابة خلال الايام العشرة للمهرجان الذي يضم ايضا سوقا للافلام منذ العام الماضي.

ويشارك في المسابقة الرسمية 20 فيلما يضاف اليها فيلم "مفاجأة"، للفوز بالاسد الذهبي الذي تمنحه في السابع من ايلول/سبتمبر لجنة تحكيم برئاسة المخرج الايطالي برنارد برتولوتشي (73 عاما) محاطا بالمخرجة والكاتبة البريطانية اندريا ارنولد والممثلة الفرنسية فيرجيني لودويان ومدير التصوير الفرنسي-السويسري ريناتو برتا والممثلة الالمانية مارتينا جيدك.

ميدل إيست أونلاين في

29.08.2014

 
 

إيناريتو يطيّـر ريغن ومخملباف يطارد الطاغية وحفيده

البندقية (إيطاليا) - سعيد مشرف

للسنة الثانية على التوالي، يُفتتح مهرجان البندقية بفيلم أميركي أنجزه مخرج مكسيكي. وللمفارقة، مخرج الدورة الماضية، أيّ ألفونسو كوارون («جاذبية») هو صديق مخرج الدورة الحالية، اليخاندرو غونزاليث إيناريتو. ولكن، شتان ما بين الفيلمين. فيلم إيناريتو، «الرجل الطير»، يحملنا الى ضفاف سينمائية نادراً ما نذهب اليها، خصوصاً في الأفلام المحسوبة على السينما التجارية. انه مشروع محفوف بالأخطار، استطاع صاحب «بابل» إيصاله الى برّ الامان، ولم تتم المسألة بالسهولة التي قد تخطر على بالنا. النقطة الأخيرة ليست استنتاجاً، انه الكلام الذي صرح به إيناريتو خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده فريق عمل الفيلم في البندقية بعد ظهر الأربعاء، وغاص في تفاصيل من صميم الفيلم وجوهره، كاشفاً أن انجاز «الرجل الطير» تطلّب منه جهداً كبيراً والتزام الدقة في التصوير، لا سيما أن العمل قائم على خدعة تقنية بصرية مدهشة تمنحك الشعور بأنه مصور باستمرارية، اي من دون اللجوء الى أساليب المونتاج الاعتيادية من قص ولصق.

كوميديا ساخرة

عموماً، لاقى الفيلم استحساناً كبيراً عند النقاد الحاضرين هنا، لفرادة طرحه ولقدرة مخرجه على الانتقال الى نمط سينمائي (الكوميديا الساخرة) لم يكن حتى الأمس القريب من ضمن مشاريعه. مايكل كيتون، العائد من سينما العقود الماضية، يقوم بدور ريغن، ممثل لا نستطيع القول إنه من ابرز مواهب جيله. رجل يعاني مشكلات نفسية وعائلية ومهنية. كل الصفات غير المحببة، من عدائية الى حب الذات، تجمعت في هذا الممثل الذي يأمل العودة الى الواجهة بعد مرحلة طويلة عبر فيها مهنياً الصحراء القاحلة. حياته معلقة وأشياؤه بلغت تاريخ نهاية الصلاحية. هؤلاء الذين من حوله، رفاق درب وزملاء وأهل، يتعايشون معه كيفما تيسر الأمر. وها إنه يستعد الآن لاقتباس مسرحية «ما نتحدث عنه عندما نتحدث عن الحب» للكاتب ريموند كارفر.

بعد تمارين تُحكَم بالفشل، يقع خيار ريغن على ممثل يفوقه اهمية (يؤدي دوره ادوارد نورتون). هنا، ينبغي القول، ان كلاهما، نورتون وكيتون، يستخدمهما الفيلم موظفاً ماضيهما السينمائي لخدمة الدور الحالي. فالفيلم برمته غمزات الى سينما اخرى، بعيدة هماً وهدفاً وشكلاً عن السينما التي يشتغلها إيناريتو، ونعني بها سينما البطل الخارق التي لا تضع نفسها على أي مسافة من الحكاية التي تسردها. اشارة ثانية: جزء كبير من جمالية الفيلم وبراعة التحدي الذي يشكله على الصعيد التقني يعود هنا الى مدير التصوير ايمانويل لوبيزكي الذي أثبت أن اختيار تيرينس ماليك له لالتقاط مَشاهد أفلامه الأخيرة كان جد مبرراً.

اذاً، نحن أمام حالة نرجسية تزداد نرجسية مع دخول ممثل آخر على الخط (نورتون). ريغن مثير للشفقة. ولكن، يملك موهبة تحريك الأشياء من مكانها. الا اذا كان يتخيل انها تتحرك. هنا، يلعب الفيلم على عنصري الممكن وغير الممكن مقحماً إيانا في أرضية ضبابية. صحيح ان الفيلم كله من وجهة نظر ريغن، لكننا احياناً نجد أنفسنا على مسافة منه. هناك ايضاً شخصية كان جسدها في احد الأفلام تلاحقه باستمرار وتتحدث معه وتسدي له النصائح. هذه الشخصية بمثابة الصوت الداخلي لريغن. هذه الشخصية هي التي ستدفعه الى التحليق في واحد من اجمل المشاهد وأكثرها سخرية.

أضعف الايمان ان «الرجل الطير» يشكل بالنسبة الى مخرجه ولادة جديدة. فإيناريتو، بعد اربعة أفلام تتمحور في شكل او آخر على الألم ومأزق العيش، يأخذ منعطفاً جديداً. فلا شيء في هذه التحفة السينمائية، بدءاً من الطريقة التي التُقطت مشاهدها وصولاً الى تعرية مجتمع الـ «شوبيز»، يشبه ما نراه في الأفلام الأخرى. إيناريتو رفع مستوى التحدي عالياً منذ اليوم الاول للمهرجان، والأرجح ان معظم الأفلام التي ستُعرض بعده، ستشكو من عامل المقارنة به.

رئيس على طريقة مخملباف

تزامناً مع «الرجل الطير»، عرض المخرج الايراني القدير محسن مخملباف فيلمه الروائي الجديد، «الرئيس»، الذي يشارك في احد الأقسام الموازية (اوريزونتي) للاختيار الرسمي. الحكاية غريبة بعض الشيء وتزيد من غرابتها حقيقة انها تجري في احد البلدان التي لا يمنحها مخملباف اسماً، ولا يحددها جغرافياً. بلاد تندلع فيها فجأة ثورة شعبية ويكون حاكمها من هؤلاء الطغاة الذين يحكمون البلاد والعباد بلا رحمة. الرئيس الديكتاتور هو الشخصية الرئيسة في الفيلم، نراه يتنقل برفقة حفيده من منطقة الى اخرى هرباً من الثوار الذين أحكموا قبضتهم على البلاد.

الحكاية لا تخضع لمعايير المنطق، فلا الرئيس يشبه الرؤساء الذين نعرفهم، ولا الحالة الثورية تشبه الحالات الثورية. مع ذلك، يتبدى جلياً ان الفيلم ينطوي على بعض الأفكار المقبولة، ولكنه مباشر جداً في اطروحاته. في المؤتمر الصحافي الذي أُقيم مع فريق العمل، تكلم مخملباف عن أمور عدة منها الحال التي آلت اليها الثورة في سورية والأحوال في العراق.

تحدث ايضاً عن كيف تكون حال الابداع والخلق عندما يكون الانسان بعيداً من بيئته. وتطرق كذلك الى الديكتاتورية، موضوع فيلمه، قائلاً إن الديكتاتور شخص يثير الرعب من بعيد ولكنه مضحك من قريب. وتابع: «أتكلم على طغاة في اوزبكستان وفي اماكن عدة من العالم. هؤلاء يحسبون أنفسهم آلهة. نحن الناس، نولد اطفالاً ولكن نقرر التحول الى آلهة لإفساد حياة الآخرين».

وقال مخملباف انه منذ 2001، صار بلا وطن أو عنوان محدد. منذ اضطراره إلى مغادرة البلاد تحت تهديد الضغوط السياسية. عنده، من الصعب جداً ان يكون المرء فناناً ويكون مكبلاً وعاجزاً عن التعبير. يقول: «رسام من دون لوحة أو شاعر من دون قصيدة أو مخرج من دون فيلم... هذا غير ممكن! السينما الايرانية في السنوات الأخيرة شُطرت شطرين. قسم من المخرجين يعمل خارج البلاد هرباً من الظروف الصعبة كبهمن قبادي او حتى عباس كياروستامي الذي انجز أكثر من فيلم خارج ايران. وهناك قسم يعمل في الداخل ولكنه يخضع لسياسة الدولة. القسم الذي لا يكون، لا من هذا ولا من ذاك مصيره السجن».

وصرّح مخملباف انه يتمنى على كل الطغاة في العالم ان يشاهدوا «الرئيس» مع احفادهم: «هذا فيلم ليس فقط عن العنف المرتبط بالطاغية، بل عن العنف الناتج من الثورات والذي أحمل الأنظمة المسؤولية الكاملة فيه. في ظل القمع، لم يعد أمام الناس سوى اللجوء الى العنف. لهذا، حتى عندما تسقط الديكتاتورية، العنف يبقى قائماً. انظروا الى الثورات في سورية. العنف يجر العنف. غاندي ومانديلا نموذجان يُحتذى بهما، ولكنهما ليسا كافيين لهذا العالم العنيف الذي نعيش فيه. اذا اردنا عالماً لا يتغذى فيه العنف، علينا إنماء السلام في داخلنا. هذا الفيلم محاولة لدعم الثقافة المضادة للعنف. اعتقد ان أسوأ انواع الديكتاتوريات هي الديكتاتورية التي تفكك العائلة. في سورية مات 200 الف شخص حتى الآن، ولكن في المقابل ملايين صاروا بلا مأوى. في ايران أيضاً، عائلات افترقت عن بعضها بعضاً. زوجتي مثلاً لا تستطيع العودة الى ايران، بكت رحيل والديها من بعيد. اربع ملايين منا شردوا في العالم».

الحياة اللندنية في

29.08.2014

 
 

ديبلا رئيساً لتحكيم مهرجان البندقية الموسيقى فاعلة في السينما

نديم جرجوره

أن يُكلَّف مؤلِّف موسيقيّ، يصنع أعمالاً خاصّة بالأفلام، رئيساً للجنة تحكيم سينـمائـي في مهرجـان دولي، فهـذا يُعـتبر بمـثابـة تـحدّ إيجـابيّ يتـيح للفنـون التقـنية الأخرى فرصة الـتقدّم خطوات إضافية على هذه الطريق، شرط أن يمتلك صانعوها لغة فنية راقيـة في صـناعة التقنـيات.
ألبرتو باربيا، مدير «مهرجان البندقية السينمائي الدولي (لا موسترا)»، اقترح اختيار المؤلّف الموسيقيّ السينمائيّ الفرنسي ألكسندر ديبلا رئيـساً للجـنة تحكيم المسابقة الرسمية الخاصّة بالدورة الـ 71 للمهرجان (27 آب ـ 6 أيلول 2014): «إنه ليس فقط أحد كبار مؤلّفي الموسيقى المعاصرة للأفلام، بل «سينيفيلياً» شغوفاً ومتحمّساً للسينما. حساسيته الفنية الرائعة والمدهشة تُضاف إلى معرفة عميقة بالسينما، بتاريخها وبلغتها أيضاً».

ربما لهذا كـلّه، وافق مجلس الإدارة على هذا الاقتـراح. ديبلا تسلّم رئاسة اللجـنة: «هـذا تكـريمٌ كبيرٌ لي ومسؤولية صعـبة أن أُصـبح رئيساً للجنة تحكيم مهرجان مرموق. السينما الإيطالية أثّرت في ذوقي الفنيّ وموسيقاي. أنا فخورٌ بأن أكون في هذا المنصب بعد عام واحد فقط على وجود برناردو بيرتولوتشي فيه».

الصحيفة اليومية الفرنسية «لو موند» اعتبرت أن اختـيار ألكسـندر ديبلا يُشكّل حدثاً «أقلّ صخباً» من فيلم الافتتاح «رجل الطير» لأليخانـدرو غونزاليث إيناريتـو، «لكنه من دون شكّ أهمّ رمزياً» لتكريـسه دور مؤلّفي موسيقى الأفلام «الذين باتوا يظهرون إعلامياً أكثر فأكثر، بعد أعوام من الغياب» (27 آب 2014). غير أن الصحيفة اليومية البلجيكية «لو سوار» (28 آب 2014) اعتبرت أن «مرّة واحدة لا تكون عُرفاً»، بينما رأت الصحيفة اليومية الفرنسية «لو كروا» (27 آب 2014) أن تسليم رئاسة لجنة التحكيم لمؤلّف موسيقيّ تزامنت مع اختـيار ثقـافي وفني وجمالي متنوّع لأفلام «منضوية في مسابقة موضوعة تحت عناوين كبيرة: الحروب والأزمة الإقتصادية والأسئلة الوجودية». أي أن المهمة صعبة، تماماً كما قال ديبلا.

معجونٌ بتلاقح ثقافي ثلاثيّ الأنماط (أب فرنسي وأم يونانية تزوّجا في الولايات المتحدة الأميركية)، يُعتبر ألكسندر ديبلا (مواليد باريس، 23 آب 1961) أحد أكثر مؤلّفي موسيقى الأفلام المنتقلين بين أشكال وأساليب سينمائية مختلفة، تبلغ أحياناً حدّ التناقض. تأثّره بـ«تيمة» الحبّ في «سبارتاكوس» (1960) لستانلي كيوبريك دفعه إلى اكتشاف معنى التأليف الموسيقي السينمائي. مرجعه الأول و«المطلق» في الموسيقى هو موزار، «لأن موسيقاه ليست أبداً مرحة ولا حزينة، بل تستحضر هذين الشعورين معاً».

منذ البداية، أراد التأليف الموسـيقيّ للسـينما «وليس لأي شيء آخر». مندفعٌ إلى الاختبار. ميّالٌ إلى الاكشتاف. ساعٍ إلى فهم العلاقة الخفية بين النصّ والموسـيقى. مقتنعٌ تماماً بأن الموسيقى قادرةٌ على أن تكون شخصيـة فاعلـة ومؤثرة في بنية الفـيلم. يرى أن هذا عائدٌ أيضاً إلى براعة المخرجين الذين يحبون الموسيقى السينمائية. يستشهد بـ«الكاتب الشـبح» (2010) لرومان بولانسكي، مُعتبراً أن لموسيقاه التي ألّفها «دوراً حاسماً». يضع بولانسكي في لائحة المخرجين عاشقي الموسيقى: «يُقدِّر الموسيقى كثيراً، لكنّه يحبّ أن تذهب إلى مسارات أخرى، وأن تمـنح طاقـة وقوة، وأن تخلق عالماً لامرئياً وتجعله يُصبح ظاهراً ومكشوفاً».

التنويع الذي حقّقه متـلائم وتنـويعات الأفلام ومضامينها. مـن «لـشدّة خفـقانه توقّف قلبي عن النبـض» (2005) لجـاك أوديار (جائزتا «الدبّ الفضّي» و«سيزار» أفضل موسيقى) إلى «غودزيلا» (2014) لغاريث إدواردز، مروراً بـ«فنـدق بودابـست الكبير» (2014) لوس أندرسن و«سيريانا» (2005) لستيفن غاغان و«كوكـو قبل شانـيل» (2009) لآن فونتـان و«30 دقيـقة بعد منتصف الليل» (2013) لكاثـرين بيغـولو، من دون تناسي «الملكة» (2006) لستيفن فريرز الذي التقاه مجدّداً في «فيلومينا» (2013)، و«خطاب ملك» (2010) لتوم هوبر.

كثيرة هي العناوين. كثيرة هي التنويعات، المتناقضة أحياناً. لكن ألكسندر ديبلا لم يعد مؤلّفاً موسيقياً في الأيام الـ 11 الخاصّة بـ«لا موسترا»، بل قائد أوركسترا مُطالَب بإيجاد «نغمة» تجمع تناقضات الأفكار والتحاليل والأمزجة الفنية، لبلوغ لحظة إعلان النتائج الرسمية.

السفير اللبنانية في

30.08.2014

 
 

3 أفلام أمريكية عن عالم الممثلين في مهرجان فينيسيا

أمير العمري- فينيسيا

لا أعرف هل هي محض مصادفة أن نشاهد في مهرجان فينيسيا حتى الآن، ثلاثة أفلام تنتمي إلى عالم الممثلين والتمثيل، معاناة الممثل بعد أن يتقدم به العمر وتبتعد عنه الأضواء أو يشعر بأنه لم يعد جذابا كما كان الأمر في شبابه، وكيف أن الفصل بين الابداع الفني والخياة الواقعية غير ممكن، وأن الممثل عندما يخرج من الدور فإنه يواصل العيش في جلد الممثل أيضا وإن على نحو آخر، وكيف يحاول أن يتشبث بالحياة لكنه ربما يفقد الحياة طواعية واختيارا في لحظة تصل فيها حدة حالة العصاب إلى أقساها.

هناك أولا الفيلم الأول- فيلم الافتتاح- الذي من الأفضل في رأيي أن يظل بلا ترجمة أي "بيردمان" Birdmanوليس "الرجل الطائر" تماما على غرار "باتمان" لأن هذه شخصية من شخصيات عالم الخيال السينمائي يؤديها بطل الفيلم. وقد سبق ان تناولنا هذا الفيلم الذي أخرجه المكسيكي اليخاندرو جوانزاليس ايناريتو بالتفصيل في مقال سابق بعد افتتاح الدورة الـ 71 من مهرجان فينيسيا.

ولاشك أن هناك الكثير من عوامل التشابه بين هذا الفيلم وبين فيلم "الهزيمة" The Humblingللمخرج باري ليفنسون. فبطل الفيلم "سيمون أكسلر" (آل باتشينو) ممثل مسرحي شكسبيري، تقدم به العمر وأصبحت صحته تخذله، يعيش بمفرده ولكنه ليس سعيدا فقد تضاءل عالمه وشحبت عنه الشهرة والمجد وأصبح مصابا بعقدة عدم التحقق كما كان ينبغي، وظلت بقايا شهرته لدى البعض تتمثل في أفلام "الأكشن" التي مثلها في هوليوود. وهو الآن يعجز عن التحرك بشكل طبيعي وينسى ويكرر الكلمات نفسها، وينتهي به الأمر الى محاولة الانتحار بالقاء نفسه من فوق خشبة المسرح.

المحاولة تفشل وينقل الى مصحة للعلاج النغسي حيث يلتقي بامرأة مصابة بداء الوسواس القهري، ترغب في قتل زوجها وتريده أن يقتله لها متأثرة بالطبع بدوره في فيلم من أفلامه البوليسية المثيرة، لكنه يرفض ويحاول أن يشرح لها أنه لا يستطيع أن يقتل وان هذا يحدث فقط في الأفلام وان الأفلام عالم لا علاقة له بالحقيقة، إلا أنها رغم أنها تظل حتى النهاية تطارده وتحاصره وتحاول بشتى الطرق اقناعه بارتكاب الجريمة!

تزوره ذات يوم امرأة تصغره بثلاثة وثلاثين عاما، هي ابنة ممثلة كانت زميلة له وقد عملا معا في الماضي وربما أيضا أقاما علاقة جنسية، والمرأة الشابة مثلية الجنس لكنها تعترف بأنها كانت دائما مفتونة به، وتقوم باغوائه فيمارسان الجنس وتقيم معه، وتتغير حياته فيصبح أكثر يثقة بنفسه وأكثر حيوية في الحركة والكلام، وتقنعه بأنها قد تخلت عن علاقاتها المثلية وأصلحت ذلك الخطأ الذي استمر لمدة 16 عاما.

يتعامل بطلنا مع طبيبه النفسي عبر سكايب، ويصف له كل شيء يجري مع المرأة الشابة، ويستشيره في أدق الأمور، ويبني ليفسنون فيلمه على الانتقال بين هذه المحادثة التي يروي فيها عبر شريط الصوت (والصورة أيضا) بطلنا للطبيب، في حين نرى نحن ترجمة بصرية لما يرويه بحيث تتداخل أحيانا صورته وهو يروي أمام الكومبيوتر وصورته في الماضي.

يأتي إليه والدا الفتاة المثلية يريدانه أن يقطع علاقته بها. ويكتشف أيضا أن هناك فتاة سوداء كانت على علاقة بصديقته والآن تأتي لكي تطالب باستردادها منه بعد ان أجرت عملية تحول وأصبحت رجلا!

ينتهي الأمر بأن تهجره صديقته وتستأنف علاقاتها المثلية، وينهار صاحبنا وينتهي نهاية تراجيدية على خشبة المسرح في نهاية المسرحية التي يؤدي فيها دور "الملك لير".

يبدو الدورالرئيسي- دور الممثل سيمون- مكتوبا من الأساس، لكي يقوم به آل باتشينو. وهو يؤديه بطريقته المألوفة التي أصبحت علامة مسجلة الآن: الحديث المتدفق الهاديء، البساطة والتلقائية التي لاشك أنها تأتي نتيجة اطلاق الحرية للممثل للارتجال في الحوار والاضافة من خلفياته الشخصية (في المهرجان داخل المسابقة فيلم آخر هو فيلم "مانجلهورن" للمخرج ديفيد جوردون جرين، يقوم بالدور الرئيسي فيه آل باتشينو أيضا، في دور رجل وحيد تقدم به العمر وأصبح لا يستطيع الافلات من احباطات حياته، يريد أن يتحرر لكنه مرتبط بذكريات تجربته الرومانسية التي لم تكتمل).

فيلم باري ليفنسون يعتمد على بعض المبالغات الكاريكاتورية خاصة في شخصية المرأة التي تطارد بطلنا لكي يقتل لها زوجها، وكيف ينتهي الأمر بها وقد قتلته بنفسها، لكنها تقول لرجال الشرطة إن سيمون كان شريكا لها بالتحريض!

وتتفجر الكوميديا أيضا من تلك المواقف التي تنشأ نتيجة اصرار المرأة المثلية على اصطحاب صديقة لها الى المنزل، ثم انقطاع علاقتها الجنسية بسيمون حيث نراها ترقد الى جواره تمارس الجنس الذاتي باستخدام جهاز يصدر الذبذبات داخل المهبل، في حين يستلقي هو ويواصل الحديث معها كأنه لا يلحظ ما تقوم به!

لكن على الرغم من الطابع الكوميدي الهزلي ينتهي الفيلم نهاية تراجيدية تليق بمقام ممثل شكسبيري. ولاشك أيضا أننا نشاهد آل باتشينو في هذا الدور وفي أذهاننا بحثه الشاق عن "ريتشارد الثالث" في فيلمه التسجيلي الشهير الذي يعكس ولعه بعالم شكسبير.

عودة بوجدانوفيتش

الفيلم الثالث هو فيلم "إنها مضحكة كما هي" She Is Funny as She IS  للمخرج الأمريكي المخضرم بيتر بوجدانوفيتش (صاحب الفيلم الشهير "العرض السينمائي الأخير" وصاحب الكتاب الذي يحمل العنوان نفسه. وقد جاء بوجدانوفيتش الى السينما من عالم النقد السينمائي (له أيضا كتاب مهم عن جون فورد وكان مسؤولا في الستينيات عن برنامج الأفلام في متحف الفن الحديث بنيويورك). وهو يعود بفيلمه الجديد بعد غياب استمر 13 عاما، لكي يقدم عملا كوميديا صاخبا يدور حول الخيانات المبتادلة بين الممثلين وزوجاتهم وصديقاتهم وعلاقاتهم المتشابكة المتداخلة التي تنتج عنها الكثير من المفارقات والمشاكل وتكشف عن انعدام الشعور بالامان الشخصي وغياب الثقة بالنفس، على غرار أفلام وودي ألين.

محور الفيلم فتاة تروي قصتها لامرأة ربما تكون مقدمة تليفزيونية أو مؤرخة سينمائية أو كاتبة بيوجرافيا شخصية لتلك الفتاة- التي تدعى اليزابيث وتطلق على نفسها إيزي- وقد أصبحت الآن ممثلة مسرحية معروفة لكنها تعترف بأنها كانت عاهرة تتردد على غرف الأثرياء في الفنادق الفخمة، وتعمل عبر وكالة مخصصة لهذا الغرض. وقد التقت ذات مرة بمخرج مسرحي شعرت معه بمتعة خاصة وعاملها هو برقة شديدة بل ودعاها على العشاء كما قام معها بجولة في المدينة ثم عرض أن يمنحها 30 ألف دولار مقابل أن تعتزل مهنتها وأن تبحث عن التحقق كما كانت تريد أصلا، في عالم التمثيل.

ويتطور الموضوع الى أن تأتي هذه الفتاة الى اختبارات الوجوه الجديدة التي يجريها المخرج نفسه في المسرح، ويصدم هو ويحاول ابعادها خاصة بعد أن تحضر زوجته الممثلة (دلتا) التي تبدو مهتمة باستئناف علاقة سابقة مع ممثل انجليزي من جيلها، وفي الوقت نفسه ينجذب مؤلف المسرحية الى إيزي دون أن يعلم شيئا عن ماضيها، وكل الشخصيات تترددعلى طبيبة نفسية هي في الحقيقة صديقة المؤلف وهي أكثر الشخصيات احساسا بالضياع وعدم التحقق، وفي الوقت نفسه يطارد قاضي من قضاة المدينة متقدم في السن، إيزي التي سبق لها أن قدمت له المتعة المدفوعة الثمن، بل ويخصص لها مخبرا خاصا عجوزا يراقبها يتضح أنه والد مؤلف المسرحية. وهكذا تتعقد الأمور وتكتشف الصديقات والزوجات علاقات أزواجهن وأصدقائهن بالعاهرات، ويكتشف الجميع خيانة رفيقاتهم لهم. ولكن الوحيدة التي تبدو متسقة مع نفسها هي "إيزي".

هذه كوميديا تدور داخل عالم ممثلي وممثلات المسرح، صحيح أنها تدور وراء الكواليس، لكنها تعكس خالة التخبط وانعدام الصدق والافتعال التي نراها على خشبة المسرح. ولكن عيب الفيلم أنه يكرر كثيرا ويبالغ في تصوير الكثير من المواقف، كما يبدو وكأنه يدور في حلقة مفرغة أو في دائرة مغلقة، فلا يتطور الموضوع ولا يصل الى نهاية مقنعة.

ولعل النقطة الأكثر بروزا في الفيلم هي الأداء التمثيلي نفسه الذي يعود الفضل فيه الى الاختيار البارع لبوجدانوفتيش لكل مجموعة الممثلين في الفيلم. ولكن بشكل عام يبدو أسلوب الاخراج وكأنه ينتمي أكثر الى عالم "السوب أوبرا" في مسلسلات التليفزيون الأمريكية التي تنتمي للماضي أكثر من الحاضر، والتي تصف وتبالغ وتصور أكثر مما تكشف وتحلل. ولكن هذا على أي حال، شأن الراغب في العودة إلى اضواء الاخراج بفيلم يرضى عنه الجمهور ويقبل عليه وهو ما نتوقعه لهذا الفيلم بالتأكيد! 

كلاسيكيات السينما في مهرجان فينيسيا

يخصص مهرجان فينيسيا قسما لعرض عدد من أهم الأفلام الكلاسيكية في تاريخ السينما التي تمكن أرشيف الفيلم الايطالي بالتعاون مع بعض المؤسسات الدولية المهتمة بحفظ تاريخ السينما وأشهرها مؤسسة سكورسيزي الأمريكية.

يعرض ضمن هذا القسم 19 فيلما روائيا طويلا، وثلاثة أفلام قصيرة. كما يعرض عشرة أفلام تسجيلية عن السينمائيين (نقادا ومخرجين).

من الأفلام الكلاسيكية التي تعرض في فينيسيا "قبلات مسروقة" لفرنسوا تريفو (فرنسا)، و"بلا نهاية" No Endلكريستوف كيشلوفسكي (بولندا)، و"العروس" لعمر لطفي العقاد (تركيا)، "رجال ودمى" لجوزيف مانكيوفتش (أمريكا)، و"الصين قريبة" لجودار (فرنسا)، و"موشيت" لروبير بريون (فرنسا)، و"بدون شفقة" لألبرتو لااتوادا )ايطاليا)، و"ماكبث" لرومان بولانسكي (أمريكا)، و"امبرتو د" لروسيلليني (ايطاليا)، و"يوم خاص" لايتوري سكولا (ايطاليا).

ومن الأفلام عن السينمائيين فيلم تسجيلي طويل عن مسيرة الناقد الايطالي جيان  لويجي روندي (عمل لفترة مديرا لمهرجان فينيسيا السينمائي)، و"ميز أون سين مع أرثر بن" عن المخرج الأمريكي الكبير أرثر بن، و"يوم واحد منذ أمس: بيتر بوجدانوفيتش والفيلم الأمريكي الأخير" عن المخرج الأمريكي بوجدانوفيتش الحاضر في المهرجان بفيلم خارج المسابقة هو "إنها مضحكة هكذا".

عين على السينما في

30.08.2014

 
 

مهرجان البندقية السينمائي:

فيلم "الرئيس"، صور الاستبداد من الشاه إلى القذافي

صفاء الصالح/ بي بي سي / البندقية

يبني المخرج الإيراني محسن مخملباف صورة رئيسه المستبد من استعارات من كل صور الديكتاتوريات والاستبداد والتسلط التي عاشها عالمنا في القرنين الأخيرين، وإن كان مشهده الأخير يحيل بقوة إلى لحظة القبض على الرئيس الليبي السابق العقيد معمر القذافي.

ففيلم "الرئيس" الذي افتتحت به تظاهرة آفاق في الدورة 71 لمهرجان البندقية السينمائي، حرص أن يضع لافتة في بدايته تشير الى أن أحداثه لا تجري في بلد محدد، إلا أن مواقع تصوير الفيلم في جورجيا وصورة البيروقراطية العسكرية المتسلطة فيه تحيلنا إلى دول جنوبي الاتحاد السوفياتي السابق.

وتحيلنا خلفية المخرج السينمائي وصورة الحاكم المتجبر الذي لا يعرف، ويظن أنه معبود جماهيره، في الوقت الذي تمتلئ شوارع بلاده بالمنتفضين ضده، إلى أحداث الثورة الإيرانية عام 1979 واسقاط الشاه.

كما تفرض الأحداث الجارية في المنطقة العربية وسقوط بعض الأنظمة المستبدة فيها نفسها بقوة على سياق الفيلم، كما في مشهد النهاية الذي أشرنا إليه.

بيد أن ديكتاتور مخملباف يظل صورة استعارية سينمائية، تحمل ملامح من كل هؤلاء وتفرض خصوصيتها في مسار الاحداث في سياق النوع الفني نفسه، ونعني الفنون الأدائية في المسرح والسينما، وبما يذكر بأبطال التراجيديات المسرحية الكبرى، مع احالة شكسبيرية واضحة للملك لير.

ولمسة مخملباف المميزة في تلك الثنائية التي بنى عليها سرده بين الديكتاتورالمسن وحفيده الطفل الصغير، ثنائية الفساد والظلم مقابل البراءة واكتشاف الأشياء على حقيقتها.

وهذه الثيمة التي خبرها مخملباف جيدا، وباتت مفضلة لدى الكثير من السينمائيين الإيرانيين ومتنفسا لهم بعد الثورة الإيرانية لتقديم نقدهم للواقع القائم وتجاوز شروطه الرقابية الصارمة، في اختيار عالم الطفولة وبراءته كمقابل لفساد عالم الكبار وعنفه وظلمه وتسلطه.

فصبي مخملباف في هذا الفيلم يحمل في حكايته بعضا من ملامح سيدهارتا، في هذه الانتقالة من عالم الغنى الفاحش والسعادة المبهرجة المصنوعة إلى التعرف على حجم البؤس والمعاناة والظلم في حياة الناس اليومية، وهو هنا ظلم الديكتاتورية.

لقد قدم مخملباف في الطفل المعادل الموضوعي لشخصية الديكتاتور التي تزيف العالم، عبر اكتشاف الطفل لهذا الزيف بتجربة مباشرة وعلى المعاناة والظلم الذي يخلفه الاستبداد، ليصبح في نهاية الفيلم الشاهد الوحيد الذي عاش التجربة من كل جوانبها.

كما تعطي هذه الثنائية (الطفل ـ الديكتاتور) للسرد الفيلمي شحنة عاطفية مؤثرة طبعت مسار احداثه، ولمسة معالجة انسانية تنقل الشخصيات من فضاء الصورة النمطية العامة عن المستبد إلى العلاقة الإنسانية اليومية. فالمستبد انسان عادي دون هالة القوة والسلطة التي تغلفه، يحب ويغضب ويندم ويحتال ويكذب ويسرق... الخ.

الديكتاتور "إنسان عادي"

الفرضية الثانية التي يبني عليها مخملباف سرده السينمائي، هي ما الذي يحدث للمستبد عند تجريده من هالة السلطة والقوة التي تغلفه، وكيف سيتحول إلى مجرد انسان عادي، وما هو مسار سلوكه بين انماط الناس السلوكية، هل سيستحيل إلى رجل قاتل أو سارق أو لص ومحتال أو شخص يدعي المثل او خليط من كل ذلك؟

إذ يمضي مخملباف في اختبار تجربة التجريد من السلطة إلى نهايتها بفعل الثورة وتحويل الديكتاتور إلى شخص مطارد ولص عادي ومتسول ومهرج وموسيقي جوال ومنتحل لصفة سجين سياسي، أي أنها ليست تجربة تجرد عن السلطة مؤقتة كتلك التي كنا نقرأها في التراث وحكايات ألف ليلة وليلة عن المستبد العادل الذي يتنكر ليرى حياة رعيته ويشاركهم همومهم.

يبدأ مخملباف فيلمه بمشهد لرئيس مستبد عجوز (الممثل المسرحي الجورجي ميشا غومياشفيلي) يطل من علو على عاصمته المنارة بالأضواء والنشرات الضوئية الاحتفالية، وليشرح لحفيده (أدى دوره بحضور مميز الطفل الجورجي داتشي ارفيلاشفيلي) لعبة السلطة وغوايتها، ويجعله يمارسها بأن يعطيه تلفونه الرئاسي ليأمر بإطفاء كل أضواء المدينة واشعالها بكلمة منه.

ومع تكرار اللعبة للطفل تنطفئ الانوار كليا و لا تشعل بأوامر الطفل الذي استعذب اللعبة، بل نسمع صوت الرصاص والانفجارات. إنها الثورة.

يحرص مخملباف على أن يجسم الاحساس بصورة الديكتاتور كإنسان عادي بعد تجريده من السلطة

ويرّحل الديكتاتور عائلته (زوجته وابنتيه) إلى الخارج في طائرة خاصة، إلا أن الطفل يصر على البقاء مع جده الذي كان على ثقة من انه سيسحق التمرد ومن ولاء جيشه وتابعيه له، لكن كل شي يتغير بانقلاب الجيش عليه، ليتحول إلى مطارد مع بعض المقربين منه كسائقه وحارس أمنه الشخصي الذي يقتل دفاعا عنه.

يقدم المخرج هنا مشهدا مشوقا وعلى قدر كبير من الشد والتوتر الدرامي، مع ضياع الرئيس ومحاصرته بسيارته الكاديلاك الليموزين وسط الشوارع الممتلئة بالثوار والمتظاهرين.

وكان آخر المتخلين عن الرئيس، هو سائقه الشخصي الذي يتركه بعد هربه بدراجة نارية يسرقونها من رجل مار ويتجهون بها نحو منطقة نائية.

يحرص مخملباف هنا على أن يجسم الاحساس بصورة الديكتاتور كإنسان عادي بعد تجريده من السلطة، عندما يقضي الطفل حاجته ويصر على أن يقوم جده بتشطيفه، والنقاش بينهما وهو يطلب منه ذلك، ويخاطبه بسيادتكم في الوقت نفسه فيقوم بتشطيفه من بركة ماء مطر آسن قريبة.

ولا يخلو هذا الخيط الدرامي (العلاقة بين الرئيس وحفيده) الذي بنى عليه مخملباف خطه السردي الرئيسي من تأثر واضح بفيلم الكوميدي الايطالي روبيرتو بنيني الرائع "الحياة حلوة"، حيث يصور الأب المعتقل الحياة في معسكر الاعتقال النازي، بكل رعبها، كلعبة يجب على الطفل أن ينجح في الاختفاء فيها، عندما يصور الرئيس لحفيده الثورة والاحداث التي تحيط بهما كلعبة يجب على الطفل أن يتجنب أعداء الرئيس فيها.

وهنا تبدأ رحلة الرئيس في التعرف على البؤس الذي يعيشه شعبه والذي تسببت به سياساته ويخفيه جهازة البيروقراطي خلف الصورة المبهرجة لعاصمته.

فيتسلل الطفل عندما يرى فتاة تشبه صديقة طفولته التي كانوا يجلبونها لمراقصته وتسليته في القصر الرئاسي، وسط مجموعة من الأطفال الذين يعملون في مقالع حجارة في أقصى أوضاع البؤس، بينما يتحول الرئيس إلى شخص عادي بل ومجرد لص يسطو على أحد اكواخ هؤلاء العمال ليسرق متاعهم البسيط، فضلا عن غيتار موسيقى يستخدمه للتنكر في صورة عازف متجول، كما يقوم بتسليب حلاق عجوز وابنه من ملابسهما بعد اجباره على حلاقة شعره وتغيير صورته. والطريف أن الحلاق في هذه المنطقة النائية لا يعرف بالثورة ولا يزال يعلق في قلب محله البسيط صورة كبيرة للرئيس.

رحلة العذاب

وبعد سلسلة أحداث ومفارقات في رحلة هرب الرئيس التي ينثر فيها المخرج صور بؤس الناس ومعانتهم الكبيرة، التي نتعرف عليها عبر عين الطفل وأسئلته البريئة، يذهب مخملباف في أطروحة الاستبدال تلك (الرئيس بمضطهديه،بكسر الهاء) الى اقصاها، ليجعل الرئيس متنكرا وسط مجموعة من الهاربين من سجونه الراحلين إلى قراهم النائية، فيجعله يحمل على ظهره في رحلة طويلة أحد هؤلاء السجناء من الذين قلعت أظافرهم بالتعذيب وأصيبت أقدامهم بالغنغرينا، والمفارقة أنه أحد من قاموا بمحاولة اغتياله التي قتل فيها ابنه.

محسن مخملباف أخرج أكثر من 20 فيلما ونال العديد من الجوائز العالمية

وهكذا تصبح حكاية هرب الرئيس حكاية إطارية يتكشف في سياقها عدد من الحكايات الفرعية لهؤلاء السجناء، كما هي الحال مع قصة السجين الذي يحمله والذي يحلم بالوصول إلى زوجته، وعندما يصل يطلب منهم أن يتركوه يمشي الى البيت واقفا رغم عوق رجليه، وبعد أن يقع ويواصل طريقه زحفا الى الباب، ليكتشف أن زوجته قد تزوجت غيره، فينتحر. ومع مشهد دفنه يصل هذا الخيط الميلودرامي الى ذروته.

وبدت الميلودراما صبغة طاغية في الكثير من الحكايات الفرعية الأخرى التي قدمها المخرج لتصوير معاناة الناس، كما هي الحال مع مشاهد عناصر الجيش الذين يقومون بتجريد الناس من كل ممتلكاتهم البسيطة، ويصل هذا الخيط الى اقصاه مع مشهد ايقاف حاجز تفتيش لموكب عرس وقيام ضابط الحاجز بمراقصة العروس واغتصابها وسط صمت الجميع، لتخرج العروس وتخاطبهم وتحاكم صمتهم.(ولعل تلك السمة الميلودرامية اضعفت الفيلم كثيرا).

وينهي مخملباف فيلمه مع مشهد اكتشاف الرئيس في مخبئه، بعد أن لمحه أحد الفلاحين يتنكر كخيال مآته عند مرور الجنود الباحثين عنه، فيبلغ سكان القرية الذين يطاردونه في لحظة وصوله إلى البحر منتظرا من سيأتي إلى تهريبه إلى بلد أجنبي.

هنا يعيد مخملباف بناء مشهد مشابه لمشهد إلقاء القبض على القذافي بعد اختفائة في نفق لمرور السيول تحت أحد الشوارع، ويبدأ الناس في ممارسة اقصى انواع العنف ضده، في خيارات متعددة بين أن يعدمونه مع حفيده، أو يقطعون رأسه بفأس او يحرقونه حيا، بينما يتعالى صوت أحد المعتقلين السياسيين، الذي كان مغيبا في سجونه، مطالبا بتحكيم صوت العقل وتجنب دوامة العنف والثار والقتل كي لا يستحيل من ثاروا ضده إلى قتلة مثله.

ويصل هذا الخط إلى ذروته عندما يضع السجين رأسه معه أمام الجمهور الهائج لقطعه، وليلقى الديكتاتور لاحقا مصيره على ايدي مضطًهدية، بينما ينتهي الطفل برفقة موسيقي وسجين سابق يغني له وهو يرقص أمام البحر في امتداده الشاسع.

الموقف من الثورة

اللافت لللانتباه هنا موقف مخملباف من الثورة، التي يرى فيها امتدادا لعنف النظام القديم ويمارسه ضحاياه. فالديكتاتورية لديه تفسد حتى الضحايا وتدفعهم لتلبس صورتها بنزعة انتقامية تحرق الأخضر واليابس.

كما تعيد بنية النظام القديم انتاج نفسها في سياق الظروف الجديدة، (يخاطب السجين حشود الجنود المتحمسين لقتل الرئيس بأنهم كانوا بالأمس جنوده المدافعين عنه وأدوات قمعه)، فنرى المتمردين يمارسون قمع النظام السابق نفسه وعنفا ربما كان أقسى مصحوبا بنزعة انتقامية جارفة.

وعلى أهمية فيلمه ومعالجته الدرامية المميزة، لم يخل فيلم مخملباف من نزعة تبسيطية وتعميميه في تناول قضية كبرى كتب عنها الكثير في الفقه السياسي، أعني الاستبداد والديكتاتورية.

فبدا عند حدود المعالجة الخارجية لها وتقديمها في إطار عرض وسرد مشوق وسط شحنة تأثير عاطفي كبيرة وميل لا يمكن اخفائه لمعالجة ميلودرامية لبعض خطوطه السردية.

ولم يقدم غوصا عميقا يفكك جذور هذه الظاهرة ومسبباتها وآليات انتاجها الجمعية، بل ركز كليا على سياق فردي وعلى تقديم صورة الديكتاتور فردا وإنسانا مجردا من هالة السلطة (وهو ما نجح فيه كثيرا في فيلمه هذا)، وليس الديكتاتورية كبنية وآليات انتاجها.

على سبيل المثال لا الحصر، لم نجد أي اشارة لحياة الرئيس السابقة قبل السلطة، سوى في عودته إلى صديقة سابقة تعمل مومسا ونراها تعاني من أشد حالات العنف الجنسي على أيدي زبائنها من الجنود، وقد بدت معالجة هذا الخيط مربكة جدا، ومغرقة أيضا في المبالغة والميلودراما، كما ارتكب المخرج هنا خطأ في تتابع استمرارية المشاهد فنرى الرئيس يخاطبها وهي في الحمام تقوم بغسل نفسها من آثار عنف جنسي من زبائنها، وتنهض إلى غرفة ثانية ليقطع عائدا إلى مشهد نراه ممسكا برجلها وهي جالسة في الحمام، أي من المشهد السابق قبل نهوضها الى الغرفة!

ويجدر هنا التنوية بأداء الممثلة آيا سوخيتاشفيلي التي قدمت تجسيدا تمثيليا مميزا لدور المومس المضطهدة والمتعبة والمنتهكة جسديا.

ونضيف إلى ذلك أن تحولات انتفاضات ما يسمى بالربيع العربي، التي استلهم الفيلم بعض ملامحها، أفرزت واقعا اكثر تعقيدا بدت معالجة الفيلم مبسطة مقارنة بنتائجه وتحولاته.

ولا يخرج هذه الفيلم عن سياق تعامل مخملباف، الذي يحول انتاج الفيلم إلى شأن عائلي، يشاركه في انتاجه اعضاء آخرون من عائلته، وهم هنا زوجته، مرضية مشكيني، التي شاركت في كتابة سيناريو الفيلم معه، وابنتاه، هناء التي ساهمت في مونتاج الفيلم وميسام التي شاركت في الانتاج، وغابت ابنته سميرة التي باتت مخرجة معروفة يشار لها بالبنان.

بقي أن ننوه أيضا بكاميرا مدير تصوير الفيلم الجورجي قسطنطين إيسادزي (مواليد 1972) الذي نجح في تقديم مشاهد بانورامية مغبرة أومقتصدة في اللون جدا لتجسيد صورة الأرض الخراب التي خلفها الديكتاتور وواقع البؤس والمعاناة الذي يعيشه الناس، كما هي الحال في مشاهد عمل الأطفال في الحجارة أو تلك اللقطات العامة للأراضي الجرداء أو الحقول الزراعية اليابسة والأجواء المغبرة.

الـ BBC العربية في

30.08.2014

 
 

فيلمان في المهرجان يعرضان أجواءً قاسية

«قصص» إيرانية حزينة و«نظرة» إندونيسية في «البندقية»

المصدر: البندقية ـــ وكالات

شهد مهرجان البندقية السينمائي، المقام حالياً في إيطاليا أجواء حزينة، أول من أمس، بعد عرض فيلمين: أحدهما عن مذبحة في إندونيسيا خلال الستينات من القرن الماضي، والآخر عن الظروف القاسية التي تعيشها إيران، بسبب العقوبات الدولية؛ وتأثيرها في عامة الناس.

وعرض المهرجان فيلم «ذا لوك أوف سيلنس» (نظرة الصمت) للمخرج الأميركي جوشوا أوبنهايمر، وهو ثاني عمل وثائقي له، ويدور حول فرق إعدام جابت إندونيسيا في أعقاب انقلاب فاشل قاده شيوعيون، وقتلت ما يصل إلى مليون شخص. وينافس الفيلم أيضاً على الفوز بالجائزة الكبرى.

والفيلم هو العمل الوثائقي الثاني لأوبنهايمر عن القضية ذاتها، بعد «ذا اكت اوف كيلينج» (فعل القتل) عام 2012 الذي رشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي.

ورداً على سؤال في مؤتمر صحافي، أمس، عن سبب إخفاء أسماء العاملين في الفيلم، قال أوبنهايمر إنهم قد يتعرضون للخطر في حالة الكشف عن هوياتهم.

وأضاف «توجد خطورة سياسية كبيرة على أي شخص اشترك مع الطاقم في إندونيسيا، إذا كشفت هويته للسلطات الإندونيسية، خصوصاً للجيش والمجموعة شبه العسكرية التي لعبت دوراً بارزاً في فيلمي الأول».

من جهتها، قالت المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد إنها لم تضطر للعمل من دون ترخيص داخل إيران؛ إذ صورت فيلمها «جهيسيها» أو «قصص» الذي يعكس طبيعة الحياة في البلاد.

وقالت عقب العرض الأول للفيلم «الشيء المهم هو أن القصة والمشروع بحاجة للقبول داخل البلد. ينبغي أن يعكس الفيلم حياة الناس».

ويعرض الفيلم صوراً من حياة الإيرانيين الذين لا يجدون سوى القليل من المال الذي يساعدهم على البقاء على قيد الحياة، بينما تسهم البيروقراطية والبطالة وإدمان المخدرات في ازدياد محنتهم.

وأضافت المخرجة رخشان بني اعتماد أن الفيلم يهدف في جزء منه لإظهار التأثير المدمر في الحياة اليومية للعقوبات الدولية المفروضة على إيران بشأن برنامجها النووي، لكن البسمة كان لها مكان في البندقية، أمس، بعرض فيلم كوميدي فرنسي عن واقعة سرقة نعش الممثل تشارلي شابلن بعد فترة وجيزة من وفاته في عام 1977 ضمن 20 فيلماً تتنافس على الفوز بالجائزة الكـبرى المقرر الإعلان عنها مع خـتام المـهرجان.

وقال يوجيني نجل تشارلي شابلن، في مؤتمر صحافي، إنه تردد في بادئ الأمر في التعاون مع المخرج خافيير بيفو، في فيلمه «برنس أوف جلوري» «لأنني لم أر ما يدعو إلى الضحك في سرقة نعش، لكن بعد مشاهدة أفلام بيفو قلت لم لا».

وثائقي يسعى للجائزة

يتتبع فيلم جوشوا أوبنهايمر «نظرة الصمت» قصة رجل يستجوب قتلة أخيه، أحد ضحايا حملات التطهير المناهضة للشيوعية، التي أسفرت عن مقتل كثيرين بين عامي 1965 ــ 1966. وهذا الفيلم واحد من 20 فيلماً تتنافس على جائزة الأسد الذهبيـ التي منحت العام الماضي، وللمرة الأولى، للفيلم الوثائقي الإيطالي «ساكرو جرا».

نجم «سبايدر مان» في «99 منزلاً»

يقوم الممثل الأميركي أندرو جارفيلد، بطل فيلم «سبايدر مان»، بدور البطولة في فيلم درامي أميركي جديد بعنوان «99 منزلاً»، يتناول أزمة المواطنين الأميركيين، الذين يخسرون منازلهم على أيدي سماسرة العقارات الذين يعملون لدى المصارف الجشعة.

وعرض الفيلم للمرة الأولى، أمس، في مهرجان البندقية السينمائي، وهو من إخراج رامين بهاراني المولود في الولايات المتحدة لأبوين إيرانيين. ونال الفيلم إشادة النقاد في عرض مسبق، نظراً لأنه بين الأفلام الـ20 التي تتنافس على جائزة «الأسد الذهبي» الكبرى.

وتدور فكرة الفيلم حول الرأسمالية القاسية التي بدأت في ولاية فلوريدا خلال 2010، ويجسد جارفيلد شخصية عامل يقع ضحية للشخصية الشريرة، وهو سمسار عقارات جشع. وتتحسن أحوال جارفيلد خلال الفيلم عندما يتم توظيفه لدى الشخصية الشريرة، لكنه يبدأ في طرح أسئلة أخلاقية بعد أن تهجره أسرته.

وخلال أحداث الفيلم، تقول إحدى الشخصيات لجارفيلد إن «أميركا لا تنقذ الخاسرين.. لقد أقيمت أميركا لتنقذ الفائزين».

التاريخ:: 02 سبتمبر 2014

فرانسيس ماكدورماند.. نجمة منزل!

المصدر: فينيسيا - د ب أ

قالت النجمة الفائزة بجائزة اوسكار "فرانسيس ماكدورماند"، إنها قد تكون معروفة كممثلة ومنتجة، إلا أن موهبتها الحقيقية تظهر في اهتمامها ببيتها وعائلتها.

وحضرت ماكدورماند، نجمة أفلام الإخوة كوين ومتزوجة من جويل كوين، مهرجان البندقية السينمائي لاستلام ما يسمى بجائزة "فيغناري تالنت" أو "الموهبة المثالية".

يذكر أن "أوليف كيتيريدغ" هي معالجة درامية من أربعة أجزاء لرواية حائزة على جائزة "بوليتزر" للكاتبة إليزابيث ستراوتن تقوم ماكدورماند بدور البطولة فيها طولتها.

وأعربت ماكدورماند (57 عاماً)، الحائزة على الاوسكار عام 1997 عن فيلم"فارجو" عن مدى سعادتها أن يكون لها في نهاية المطاف دوراً رئيسياً بعد "مهنة طويلة من دعم الممثلين الذكور في الافلام - مهنة جيدة جدا، لا بد لي من قول هذا".

ومن المقرر أن يتم عرض فيلم "إل جيوفاني فابولسو" وهو سيرة ذاتية عن حياة شاعر القرن الثامن عشر جياكومو ليوباردي ومن إخراج ماريو مارتوني.

ويشار إلى أن الفيلم يتنافس للحصول على أرفع جوائز المهرجان وهي جائزة "الاسد الذهبي".

من ناحية أخرى، يعتزم المخرج الدنماركي المثير للجدل لارس فون ترير (58 عاما) الذي لا يشارك بأي أفلام في المسابقة، أن يقدم الجزء الثاني من فيلمه "نيمفوماينياك".

الإمارات اليوم في

30.08.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)