كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

مهرجان "كان" يشغل الصحافة البريطانية

لندن- عدنان حسين أحمد

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع واالستون

   
 
 
 
 

تتابع الصحافة البريطانية بدأبٍ كبير فعاليات مهرجان "كان" السينمائي في دورته السابعة والستين. وبما أن المملكة المتحدة قد اشتركت هذا العام بفيلمين مهمين في المسابقة الرسمية التي تضم ثمانية عشر فيلماً وهما "مستر تيرنر"  لمايك لي و "صالة جيمي" لكين لوش فإن توقعات الكتّاب ونقاد السينما البريطانية تذهب صوب ترجيح فيلم "مستر تيرنر" لأكثر من جائزة فقد قوبل الفيلم باستحسان النقاد السينمائيين على وجه التحديد الذين رأوا فيه تحفة فنية نادرة في حقل السينما السيرية التي تتمحور حول ذات البطل ولا تعير اهتماماً كبيراً لحبكة القصة السينمائية التي تعوّل عليها الأنواع الأخرى من الأفلام الروائية والوثائقية ورسوم التحريك.

حيث أسمتْ مجلة "فرايَتي" فيلم "مستر تيرنر" بـ "المنافس الطبيعي للجوائز" بينما ذهبت صحيفة "الإندبندنت" إلى أن النجم المتألق تيموثي سبال سوف يكون  بين المتنافسين الأوائل لجائزة أفضل ممثل في المهرجان".

لقد وُصف فيلم "مستر بيرنر" بأنه قطعة موسيقية في انسيابه الذي استمر على مدى ساعتين ونصف الساعة من دون أن يتسرّب الملل إلى نفوس مشاهديه، فقد اختار المخرج قصصاً من حياة الفنان تيرنر رتبّها في سياق درامي لا يخلو من الرؤية الارتجالية التي تلامس العناصر الجمالية والإبداعية على وجه التحديد. وجدير ذكره أن المخرج قد انتقى هذه القصص التي تبدأ بزيارة تيرنر إلى هولندا عام 1825 وتنتهي بموته عام 1851.

لا يرى مايك أن هناك فرقاً يُذكر في صناعته للأفلام بين فيلم "مستر تيرنر" وبقية أفلامه المعروفة "عارية"، "الحياة حلوة" و "أسرار وأكاذيب" ولكن ثمة سرّ موارَب قد لا يراه الجميع لأنه يقتصر على المخرجين المبدعين تحديداً حيث يقول في هذا الصدد: "بإمكانكَ أن تقرأ كل الكتب، وأن تبحث ملايين السنين، لكنك لا تستطيع أن تجعل الوقائع تحدث أمام الكاميرا". وهو يعني بذلك أنك لا تستطيع أن تخلق شخصية من لحم ودم، شخصية تتنفس أمامك وكأنها كائن حي. وتيرنر هو فنان كبير بكل تأكيد، بل أن البعض يصفه بأنه أكبر فنان على مرّ العصور ، وفي كل الأمكنة.

إن شخصاً فناناً مثل تيرنر هو الذي يحرّض المخرج المبدع لأن يصنع منه أنموذجاً "لدراسة الشخصية"، ذلك لأن شخصيته معقدة، وخارقة في تجاوزها للمألوف من القيم والتقاليد السائدة آنذاك. لم يتزوج تيرنر لكنه كان علاقة مع أرملة تُدعى سارة دنبي ويُعتقد أنه كان الأب البيولوجي لابنتيها اللتين وُلدتا عام 1801 و 1811، كما كان مرتبطاً بصديقته صوفيا بووث التي توفي في منزلها.

تتسم غالبية أعمال تيرنر بالتحليق والتسامي واللمسات التي تشدّ انتباه المتلقي. وربما تكون "الانهماك" هي الكلمة التي ركزت عليها الصحافة البريطانية أكثر من غيرها فهم يعرفون انغماس تيرنر بجمال الطبيعة ورعبها، فثمة رعب في جمال الطبيعة، وثمة جمال في رعب الطبيعة ملخصة النقاش الذي كان يدور آنذاك بأن "الجمال هو الرعب" فأن تظل مرعوباً حينما تقف في مواجهة امرأة فاتنة أو لوحة جميلة، أو منظر آسر للألباب.

لا يجد الفنان تيموثي سبال حرجاً في القول بأن تيرنر كان شكله مضحكاً، فقد كان سميناً مثله، لكن كان لديه أشياء كثيرة يقولها كي يتخلص من الأصوات المدوية في داخله.

لقد فاز مايك لي بالسعفة الذهبية عام 1996 عن فيلمه ذائع الصيت "أسرار وأكاذيب" الذي مثّل فيه تيموثي سبال. كما أُختيرت ثلاثة من أفلامه للمسابقة وهي "عارية" الذي فاز عنه بجائزة أفضل مخرج و "الكل ولا شيئ" و "سنة أخرى"، وليس من المستبعد أن يفوز "السيد تيرنر" بجائزة مهمة أو يفوز بطل الفيلم تيموثي سبال بجائزة أحسن ممثل مرة أخرى لأنه جسّد شخصية فنان كبير مثل تيرنر كان يقيس بصدق وإثارة، على حد قول الناقد البريطاني جون رسكن، أمزجة الطبيعة، ويوثقها على سطوحه التصويرية لأنه كان مسحوراً بالقوى العنيفة للبحر، ومُجسداً بارعاً للظواهر الطبيعية مثل ضوء الشمس، والعواصف، والمطر، والضباب كما فعل في عمله الأثير "الفجر بعد الحطام" أو في بقية أعماله ذائعة الصيت مثل "قناة شيشستر"، "حُطام ساحل نورثيمبرلاند"، " قصر برودهام"، "جسر اللبلاب"، "معركة تيمرير" وغيرها من الأعمال المعروفة لتيرنر.

الجزيرة الوثائقية في

21.05.2014

 
 

الحياة ليست وردية في مدينة "كان"..

ماريون كوتيار والأخَوان داردان في انتظار السعفة الذهبية!

كان من عصام زكريا 

الحياة في مدينة "كان" صعبة، الأسعار تتضاعف خلال فترة انعقاد المهرجان لثلاثة وربما خمسة أضعاف أحيانًا، هذه الزيادة يتحملها الضيوف ويفترض أن يفرح بها سكان المدينة، وبالطبع معظمهم سعداء خاصة أصحاب المطاعم والفنادق والعقارات السكنية القابلة للإيجار، ولكن الحياة صعبة بشكل عام في أوروبا هذه الأيام، الإضرابات تجتاح معظم البلاد والمدن، وحتى هنا لا يمر يوم تقريبًا بدون إضراب أو مظاهرة صغيرة، أمس الأول انضممت إلى مسيرة صغيرة حمراء قام بها الحزب الشيوعي الفرنسي، وبالأمس نظم سائقو الأتوبيسات إضرابًا آخر استمر لساعات.. الانتخابات البرلمانية على الأبواب، والنقابات العمالية ساخطة على الظلم الذي تتعرض له الطبقات الفقيرة التي تدفع عادة ثمن خطايا وسفاهات الأغنياء.

الناس في واد، وأهل مهرجان "كان" في واد آخر، غائبون في عالم وهمي تصنعه الأفلام ويسكنه النجوم، ولكن بين الحين والآخر تتداخل المسافات بين العالمين على طريقة أفلام السحر والخيال العلمي، السحر الوحيد الذي يمكنه إلغاء المسافات بين العوالم هو الفن العظيم، وهذا يتحقق عادة في بعض الأفلام الكبيرة التي يصنعها فنانون موهوبون قادرون على "ضبط" الخلطة السرية ومكوناتها بطريقة سحرية لا يعلمها غيرهم.

من بين هؤلاء السحرة العظام المخرجان البلجيكيان الأخَوان جان بيير ولوك داردان، واللذان استطاعا في فيلمهما الجديد "يومان وليلة" أن يزيلا الحدود بين قاعة العرض والحياة في الخارج.

سر الأخوان داردان..

في السينما الأمريكية هناك الأخوان كوين، والأخوان وارشوسكي، وفي السينما العالمية هناك الأخوان الإيطاليان تافياني، والأخوان داردان، هناك أيضًا المخرج التركي نوري بيلج جيلان وأخته إبرو التي كتبت كل أفلامه تقريبًا، لا أعلم سر هذه الثنائيات الأخوية وأسباب نجاحها، ولكن الملاحظ أنها تسفر في معظم الحالات عن أسلوب خاص له مذاق مميز، تذكر مثلاً الأخوين رحباني في عالم الغناء العربي.

الأخوان داردان أيضًا لهما أسلوب ومدرسة فنية ومذاق خاص لأفلامهما يمكن للعين الفاحصة التعرف عليها بمجرد مشاهدة ولو جزء صغير من أفلامهما، هذا الأسلوب هو امتداد لعملهما طوال سنوات طويلة جدًا في مجال السينما الوثائقية الاجتماعية والملتزمة سياسيًا، جان بيير عمره الآن 63 عامًا ولوك يصغره بثلاث سنوات، وقد قاما بصنع أول أفلامهما الروائية "روزيتا" عام 1999، الذي حصل على السعفة الذهبية من مهرجان "كان"، ومنذ ذلك الحين يحصل كل فيلم يصنعانه على جائزة من "كان"، وبالإضافة إلى حصولهما على سعفة ذهبية أخرى فقد حصلا على الأوسكار والكثير من الجوائز الدولية الأخرى.

هل يحصل الأخوان داردان على ثالث سعفة ذهبية لهما هذا العام أيضًا؟ هكذا تساءل الكثيرون في المهرجان بعد مشاهدة آخر أعمالهما "يومان وليلة" المشارك في المسابقة الرسمية، أم ستكتفي لجنة التحكيم بمنح الفيلم جائزة أفضل ممثلة للفرنسية ماريون كوتيار؟ هل تحصل "العصفورة" على السعفة؟

كوتيار عرفها الجمهور في معظم أنحاء العالم من خلال فيلمها "العصفورة" أو "الحياة الوردية" للمخرج أوليفييه داهان وحصلت عنه على الأوسكار والكثير من الجوائز العالمية الأخرى، وعلى العكس من دورها في "الحياة الوردية" الذي لعبت فيه دور المغنية الفرنسية إديث بياف تلعب كوتيار في "يومان وليلة" دور امرأة عاملة وزوجة عادية، مريضة بالاكتئاب، يتم فصلها من عملها في أحد المصانع الصغيرة، وتسعى مع زوجها للحفاظ على عملها عن طريق إقناع زملاء العمل بالتخلي عن علاواتهم.

"يومان وليلة" فيلم "دارداني" تمامًا، يتناول حياة الطبقة العاملة ومعاناتهم اليومية، ويرسم صورة "واقعية"، "طبيعية"، لأشخاصها بدون تمجيد أو إدانة أو حكم على سلوكهم، أو محاولة تفسيره إيديولجيًا، وبدون جمل حوارات "كبيرة" غالبًا ما تعبر عن ثقافة ووجهة نظر كتاب السيناريو وليس الشخصيات نفسها، كل ذلك بأسلوب سينمائي متقشف أميل للسينما الوثائقية، تتعرف فيه على صفات الشخصيات ودوافعها ودرجة صدقها وكذبها من خلال السلوك وليس من خلال الجمل الحوارية، وهذا الأسلوب يمتد إلى الأداء التمثيلي الذي يتسم بالطبيعية والتعبير المقتصد والبعد عن المبالغة أو الميلودرامية أو المشاهد الدرامية "الفاقعة". 

قوة فيلم "يومان وليلة" تنبع من شيئين، الأول هو الصورة البانورامية التي يرسمها الفيلم لحياة الطبقة العاملة، في الحقيقة لم أستطع منع نفسي من المقارنة بينه وبين فيلم "فتاة المصنع" للمخرج المصري محمد خان، في "فتاة المصنع"، بالرغم من إعجابي بالفيلم والروح التي يصنعها خان، لا تفكر الشخصيات سوى في الجنس والحب والزواج، ولا مجال إطلاقًا للحديث عن العمل، العمل كتعبير عن الطبقة الاجتماعية، وعن الصراع الجماعي بين طبقة وأخرى وبين الفرد وزملائه داخل الطبقة الواحدة وداخل مكان العمل الواحد، العمل باعتباره مسئولاً عن تكوين الشخصيات نفسيًا وأخلاقيًا، وجنسيًا أيضًا.

بريشة رسام ماهر يرسم الأخوان داردان صورة للمجتمع في غاية الدقة السياسية، ولكن بدون كلمة واحدة في السياسة، ويرسمان شخصيات في غاية الدقة النفسية، ولكن بدون "مونولوج" أو حوار درامي واحد، من خلال الفيلم نعرف مثلاً أن بطلته كانت تعاني من الاكتئاب، وأن علاقتها الجنسية بزوجها لم تكن على ما يرام على مدار الشهور السابقة، وتأتي هذه المعلومات بالصدفة عبر جمل حوار عابرة، ولا نعلم الأسباب، ولكننا نستشف من السياق العام للفيلم أن ضغوط العمل والفقر هي السبب الرئيسي وراء كل هذه المعاناة النفسية والجسدية للشخصيات.

الفيلم يرسم أيضًا بانوراما عرقية للمجتمع، الأبيض والأسود والمسلم والمسيحي، أهل البلد والمهاجرين، الكبار والصغار، وكل ذلك بضربات فرشاة سريعة ودقيقة في فيلم كبير وعميق لا يزيد عن خمس وتسعين دقيقة!

أما ماريون كوتيار فهي أشبه بصفحة المياه الشفافة أو المرآة البلجيكية البلورية التي تنعكس على عينيها وملامح وجهها وجسدها كل هذه المعاني والتعبيرات.

إن لم يكن هذا هو فن التمثيل في أرقى صوره.. فماذا يكون الفن إذن؟!

البوابة نيوز المصرية في

21.05.2014

 
 

"يومان وليلة" فيلم عن غياب التضامن المجتمعي بأوروبا

كان (فرنسا) - سعد المسعودي 

في فيلمهما الجديد "يومان وليلة" يعود الأخوان جان بيير ولوك داردين إلى مهرجان "كان" السينمائي هذا العام بتحفة سينمائية جديدة تبحث في عمق العلاقات الإنسانية في المجتمع الأوروبي، من خلال حكاية فتاة تعمل في مصنع وتكون جزءاً من عملية تسريح جماعية.

وتجسد الممثلة الفرنسية العالمية ماريون كوتيّار دور "ساندرا" التي تفقد عملها وتوضع في موقف غريب.. ولكي تحافظ على عملها عليها إقناع 7 من زملائها الـ16 بالتصويت لبقائها بالشركة.. مما يعني تخليهم عن مكافأة سنوية (قيمتها 1000 يورو) وعدتهم بها الشركة حال تسريح ساندرا.

وعلى ساندرا القيام بهذه المهمة في مهلة قصيرة، وهي عطلة نهاية الأسبوع. فتبدء ساندرا، بمساعدة زوجها، بالاتصال وبزيارة زملائها الذين يؤكدون لها أنهم بحاجة إلى هذا المبلغ، حيث يخطط بعضهم لتغيير أثاث بيته أو تسديد ديون متراكمة، في حين أن البعض الآخر راتبه لا يكفيه أصلاً للعيش الكريم.

إلا أن بعض الأصدقاء يقف مع ساندرا.. لكن هذا لم يكفها، وفي يوم التصويت لم تنل الأصوات المطلوبة فتصبح ساندرا في الشارع من دون عمل.

"يومان وليلة" عمل سينمائي يعالج مشكلة أصحاب الدخل المحدود في أوروبا ويدعو إلى التضامن وعيش كريم للجميع.

قد تبدو قصة الفيلم عادية، لكن كاميرا الأخوين داردين القلقة في معظم مشاهد ساندرا وهي تبحث بصعوبة عن فرصة البقاء في عملها تبين حالة الإحباط والقلق التي يعيشها الكثير من الأسر في أوروبا.

هكذا هي سينما الأخوين داردين.. تبحث في عمق العلاقات الإنسانية وتضع عمال المصنع ومعهم المشاهد بين رغبته في مساعدة ساندرا، وبين الحاجة للمال، وسط عالم صعب وعلاقات معقدة.

ماريون كوتيّار نجمة الجوائز

النجمة الفرنسية ماريون كوتيّار، الحائزة على الأوسكار وجوائز سينمائية عديدة، أدت دور ساندرا عاملة المصنع بعفوية وبحرفة عالية جداً.

واستقبل نقاد مهرجان "كان" الفيلم بحفاوة كبيرة وتوقفوا بإعجاب عند الإخراج الرائع لهذه القصة التي تبدو في شكلها بسيطة، لكن الأخوين داردين صنعا منها فيلماً كبيراً ربما سيقودهما لخطف السعفة الذهبية.

وإن حدث هذا الأمر سيجعل الأخوين داردين يفوزان بجائزة "كان" لثالث مرة، وإن لم يحدث فهناك فرصة كبيرة لتكريم ماريون كوتيّار بجائزة أفضل ممثلة لدورة المهرجان لهذا العام.

الثلاثاء 21 رجب 1435هـ - 20 مايو 2014م

تونسيتان في مهرجان "كان" دعماً للسجناء السياسيين

العربية.نت

قرّرت فنانتان تونسيتان استغلال فرصة التواجد الإعلامي الكثيف في مهرجان "كان" السينمائي للمطالبة بالإفراج عن سجينين سياسيين في تونس هما عزيز عمامي وجابر مجري.

وحضرت الرسامة الكاريكاتيرية ناديا خياري الملقبة بـ"ويليس" جلسة تصوير مع عدد من رسامي كاريكاتير عالميين الذين أتوا إلى "كان" لتقديم فيلم حول جمعية "رسامي كاريكاتير من أجل السلام"، وقد فاجأت ناديا المصورين الصحافيين بإبراز ساعديها اللذين كتبت عليهما عبارات: "جابر حر" و"عزيز حر"، في إشارة لتحرير السجينين السياسيين، وهما مدوّنان تونسيان معروفان تم توقيفهما وسجنهما لأسباب مختلفة.

وفي المساء حضرت على السجادة الحمراء المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي بدورها وقفت مع منتجيها وفتحت يدها اليسرى للمصورين والتي كتبت عليها عبارة: "فري عزيز" أو "عزيز حر"، في إشارة لنفس المدوّن عزيز عمامي.

وتؤكد الفنانتان التونسيتان في هذه المبادرة المزدوجة على نوع جديد من التظاهر يعتمد على التواجد الإعلامي الكثيف، وعلى رسالة بسيطة وسهلة بدلاً من البحث على استنفار جماهيري كبير ومظاهرات كبرى قد لا تحظى بنفس التغطية الإعلامية.

العربية نت في

21.05.2014

 
 

العرب وآلامهم أبطال الأسبوع الأول لمهرجان كان

رسالة كان من:أحمــــد عاطـــف 

رغم قلة عدد الافلام الطويلة القادمة من العالم العربى لدورة مهرجان كان السينمائى الدولى هذا العام، الا انها استطاعت جميعها ان تخطف انظار رواد المهرجان والصحافة العالمية. وعلى رأس تلك الأعمال الفنية ( تمبكتو) للمخرج الموريتانى عبدالرحمن سيساكو.

ورغم ان بلده الأصلى لا يمتلك صناعة سينما بالمعنى الحقيقى إلا انه استطاع من خلال اربعة افلام سينمائية أن يحفر لنفسه اسما بين مخرجى العالم المهمين.

فى فيلمه الجديد يثبت سيساكو انه سينمائى كبير مهموم بالقضايا الانسانية الكبرى ويمتلك موهبة التعبير المتفرد عنها بخصوصية. فى لقطاته الاولي، يطالعنا الفيلم بغزال ضعيف البنية يحاول الهروب من قناصيه الذى نتعرف عليهم سريعا انهم جماعة متشدة تحكم احدى المدن بالقرب من تمبكتو الواقعة شمال مالي. يبدو من لغتهم العربية الفصحى انهم هجين من شخصيات عربية وافريقية تنتمى لهذه الجماعة الغريبة على اهل المكان والتى تطبق حكم الحديد والنار عليهم. يجبرون سيدة على ارتداء قفازات وترفض لانها بائعة سمك وتحتاج ليديها حرة. ويحكمون على آخرين بالجلد لقيامهم بالغناء، ويزوجون احدهم عنوة من التى كانت تغنى رغم اعتراض امها، ويرجمون رجلا وامراة فجأة لاكتشافهم علاقة بينهما، بل ويمنعون الصبية من لعب كرة القدم لانها ( حرام ) فى عرفهم. يسيطرون على المدينة الصحراوية ويراقبون سكانها من فوق الاسطح وفوق الطرقات، وهم يرتدون زيا عسكريا مكتوبا عليه الشرطة الاسلامية. حتى المساحات الصحراوية المجاورة لم تسلم منهم. فيقدم الفيلم فى حبكته الرئيسية رجلا من قبيلة الطوارق (كيدانيعيش فى خيمته مع زوجته ساتيما وابنته تويا وراعى بقره المراهق (ايسان).ويصر الرجل على البقاء تمسكا بمدينته رغم هجرة كل جيرانه، ويبدو زعيم التنظيم المتشدد يتحرش بزوجته وقت غيابه، ويراودها عن نفسها رغم ادعائه الفضيلة وتطبيق الشريعة هو وزملاؤه. نجح سيساكو فى صنع صورة سينمائية بليغة وشاعرية ذات قدرة على ترجمة بساطة روح سكان المدينة وقسوة من يحتلوهم. لكن مشكلة الفيلم الرئيسية فى التشظى وهجوم الحكايات على السرد بشكل مفاجئ بدون تمهيد أو حتى هارمونى وتجانس فيما بينها. ففجأة ننتقل من حكاية كيدان والصياد امادو الذى قتل بقرته إلى سيدة افريقية اقرب للمجذوبة تقوم بعمل طقوس واشارات غريبة لرجل فرنسى يرقص رقصة تعبيرية. طبعا كل تلك الحكايات تنتمى للمكان وللموضوع لكنها لا تتداعى بطريقة ما او تتناقض او تنتمى لاى وسيلة فنية كالمجاز أو المفارقة. طبعا لكل فيلم قانونه الداخلى لكن الفيصل ان نستشعر هذا التجانس والربط وهو ما هو مفتقد فى (تمبكتو). العيب الاخير ان الفرضية الدرامية الاخرى التى بنى عليها الفيلم الجانب الاكبر من حبكته ليست مرتبطة بقضية الفيلم. ان كيدان يقتل الصياد امادو انتقاما منه لقتل بقرته، ويقبض عليه المتشددون لتنفيذ حكم الاعدام عليه لكن بعد سؤال أسرة القتيل عما اذا كانوا سيصفحون عنه ام لا فترفض امه. اهدر الفيلم الكثير من وقته لهذه القصة رغم انها لا تخدم هدف الفيلم وهو اظهار مدى التخلف والجهل والظلم الذى يمارسه المتطرفون على اهالى القرية. حتى صوت شيخ المسجد المستنير الذى يرفض تلك الجماعة ويناقشهم بالحجة ان ما يفعلوه بعيد عن الاسلام الذى يحض على التسامح والبعد عن العنف، جاء باهتا وكان يحتاج لمزيد من العناء ليدخل فى دراما الاحداث ويؤدى بشكل طبيعى بعيدا عن الاسلوب الجاف الذى ظهر به. ورغم وجود مشاهد قاسية على مرهفى الحس كالرجم والجلد، لكن تظل بالفيلم العديد من اللحظات المضيئة مثل رعى الطفل للابقار بحب ودأب ومشاعر الطفلة الحانية نحو اهلها وصحرائها، وبكاء الاب الذى لا يخاف الموت لكن يحزن لانه لا يستطيع ان يرعى ابنته بعد موته

الفيلم العربى الآخر الذى جلب الدموع والآهات كان ( ماء الفضة. بورتريه عن سورياللمخرجين السوريين أسامة محمد ووئام بدرخان. كان عرض الفيلم بكان مليئا بالمشاعر الجياشة التى عبر فيها المخرجان عن اشتياقهما للعودة لوطنهما لانهما يعيشان بباريس. لكن الحكاية بالفيلم حكاية اخري، اذ اعترف اسامة محمد الراوى الاول للاحداث عن اقراره بصعوبة صنع فيلم عن الثورة السورية وما تلاها، ولهذا امتلئ الفيلم فى ثلثه الاول بمشاهد تسجيلية من اليوتيوب صورها سوريون منذ بداية انطلاق ثورتهم فى 15 مارس 2011 خاصة عندما انطلقت من مدينة درعا وساندها السوريون فى كل المدن، ثم كيف تطورت الاحداث حتى استخدم بشار الاسد السلاح الثقيل. يعترف اسامة ايضا ان فيلمه شارك فى اخراجه الف سورى وسورية صوروا المأساة لحظة بلحظة خاصة بالتليفونات المحمولة، حتى القتلة يصورون من يقتلوهم ويصورون انفسهم فى حالة تعذيب الآخرين. ان الامر يحتاج للتساؤل الفلسفى العميق عن اثر التكنولوجيا وسهولتها على البشر، هل فجرت رغبات السادية والمازوخية المختبئة بداخلهم. ونمضى من مظاهرة لاستعراض للجثث لآخر حتى نصل للجزء الاكثر حميمية الذى يميز الفيلم وهو علاقة المخرجين ببعضهما والتى تكونت عبر الانترنت وكان احد نتاجاتها هذا الفيلم. صداقة فى عالم افتراضى بين وئام بدرخان ذات الاصول الكردية التى صورت مدينتها حمص بعد ان تحطمت تماما وهجرها اغلب اهلها ولم يبق فيها الا الحيوانات التى احترق جسمها وقطعت ارجلها (!)، وبعض العائلات التى سمحت لوئام ان تجمع اطفالهم فى مدرسة تم صنعها لتعويضهم نقص كل شيء حولهم. تقول المخرجة ان بعض العائلات سحبت أبناءها الصغار من مدرستها لانها ليست محجبة ، وتتابع المخرجة إن احد الاطفال شديد العذوبة وتطلق عليه الكافر الصغير. لا اعرف حقيقة ما علاقة ما قالته المخرجة بمأساة الوضع فى سوريا، فإذا كانت تقصد الاشارة الى انتشار الجماعات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة على بعض المناطق السورية فكان عليها بالاحرى ان تواجه ذلك مباشرة. ولذلك تكمن مشكلة الفيلم ايضا فى ضعف التجانس بين مقاطع الفيلم، وعدم وجود وحدة اسلوبية بين اجزائه، والتعليق الصوتى المتفذلك الذى لا اضاف شعرية ولا اظهر جانبا من الحقيقة فظل فى منطقة رمادية من الكلام المجوف الاشبه بنصوص الهواة الذى يبدأون التجارب الادبية.يحسب للفيلم تذكيرنا بوحشية الاسد ورجاله، والتأكيد على صمود الشعب السورى الذى قدم تضحيات تفوق الخيال حفاظا على وطنه الذى اصبح لعبة الامم. شخصيا لم اخرج من الفيلم بتحليل سياسى عميق او برؤية جمالية استثنائية، بالذات ان أسامة محمد اصر على برود معملى سجن الفيلم فى سياق عقلى بارد، لكن يحسب للفيلم سبق الاصرار على محاولة صنع فيلم عن الوضع المعقد للبلد الشقيق فى الوقت الذى يتقاعس فيه الكثير من الموهوبين السوريين عن المشاركة بسلاح الفن فى معركة تحرير وطنهم من الفاشية والارهاب الدينى والالعاب السياسية العالمية.

فى قسم هامشى للمهرجان عرض الفيلم العربى الثالث بنجاح كبير وهو فيلم (من يعيش)، للفرنسية ماريان تارديو. وهو عن شخصية شريف الفرنسى من عائلة عربية و المغلوب على امره فى احدى ضواحى المدن - ولعب الدور بأداء مرهف الفرنسى الجزائرى رضا كاتب ابن اخ الكاتب الاشهر كاتب ياسينحيث يعانى شريف اثناء عمله كحارس لاحدى اسواق السوبر ماركت من مضايقات صبية مارقين من اصول عربية وافريقية يريدون الاشتباك معه يوميا. ويظهر الفيلم كم المعاناة التى يلقاها عرب فرنسا حتى الان فى الحصول على حياة كريمة بالاستعداد لخوض امتحان العمل كممرض، والمحزن ان من يمنعهم من ذلك ليس فقط المجتمع الفرنسى غير العادل معهم، لكن ابناء بلادهم ومهمشين مثلهم. يبدو شريف رقيقا وناجحا فى عمله السابق كحارس بمدرسة الاطفال، فيقع فى الحب سريعا مع مدرسة اطفال بنفس المدرسة ويحاول الحفاظ على الحب، فيطلب من ( ديدااحد ابناء الحى الذى يعيش به ان يمنع عنه مضايقات المراهقين، فيشترط ديدا عليه ان يفصح له عن موعد وصول سيارة بضاعة كبيرة قادمة للمكان الذى يعمل به، يقبل مضطرا ولكن تتطور الامور فيقتل احد افراد عصابة ديدا فى الاشتباك مع الحراس. يهرب ديدا وتحوم الشكوك حول شريف، لكن الفيلم ينتهى بنجاته بعد ان كاد يذهب بلا رجعة للسجن. المعالجة الرقيقة والبساطة الاسلوبية ومعرفة المخرجة بما تريد ان تحكى جعلت شحنة المشاعر تصل بقوة للمتفرجين الذين تفاعلوا الى اقصى درجة مع الفيلم.

اما آخر الافلام ذات البعد العربى القوى جاءت على يد النجمة المكسيكية الامريكية سلمى حايك التى قدمت سهرة كاملة مع مقاطع من فيلمها الذى تنتجه بعنوان النبى عن كتاب الشعر والفلسفة للكاتب اللبنانى الكبير جبران خليل جبران الذى امضى هو الاخر جزءا كبيرا من حياته بأمريكا. الجميل ان الفيلم هو من افلام الرسوم المتحركة، وقد ادهشتنا المقاطع التى عرضت من الفيلم لانها تأتى من 9 مخرجين عالميين شاركوا فى صنعه، تركت لهم حايك الفرصة لكى يختار كل منهم الاسلوب الذى يريده، وخرج الناتج متوهجا ومتوحشا ابداعيا فى ذات الوقت. كتاب جبران عبارة عن مقاطع كل منها تحمل فلسفته فى الحياة، وكلماته تحتاج لعقول كبيرة عميقة لفهم واستشعار ما يقصد.ما شاهدناه يشى بأن الفيلم القادم سيصل للاطفال قبل الكبار لذكاء اختيار رؤيته الفنية، حيث تحكى الاحداث من خلال طفلة شقية، يحكى لها قريبها الرسام مصطفى حكايات لكى تهدأ. وفى كل حكاية حكمة وبأسلوب أخاذ. فى سهرة عرض مقاطع فيلم جاء جيرار ديبارديو خصيصا لكى يقرأ مقاطع من الكتاب وكذلك الممثلة الفرنسية جولى جاييه وقالت حايك انها كانت تتمنى تقديم اى عمل يعبر عن اعتزازها بأصلها اللبنانى وبكونها امرأة عربية، ولم تجد لسنوات طويلة دورا يمنحها ذلك، ولذلك انتجت هذا الفيلم بمفردها بميزانية تبلغ 12 مليون دولار. قال لى الصديق المخرج د احمد ماهراين ممثلاتنا ونجماتنا من مثل هذه المشاريع، وضحكنا لا نعرف حزنا ام تندرا؟؟

الأهرام اليومي في

21.05.2014

 
 

"سبات شتوي" نوري جيلان يقدم الاستلاب الإنساني تحت رتابة الحياة اليومية في مهرجان كان

صفاء الصالح/ بي بي سي- كان 

في فيلم "سبات شتوي"، يعزز المخرج نوري بيلجي جيلان نهجه السينمائي الواقعي الخاص الذي وضعه في مقدمة المشهد السينمائي العالمي كأبرز مخرج في السينما التركية، وبين أبرز المتنافسين هذا العام على سعفة مهرجان كان الذهبية (منحته مجلة سكرين 3.4 في سلم تقييم نقادها المكون من أربع درجات متنافسا مع المخرج البريطاني مايك لي).

إنه نهج قائم على اكتشاف جماليات اليومي والعادي وتصوير واقع الاستلاب الإنساني وتحليل العلاقات الإنسانية وظلال العلاقات الطبقية عليها.

ويستعير جيلان من المسرح ومن الأدب بعض الياته السردية ، ليسندها بحساسية بصرية عالية تحدرت من دربته الطويلة في مجال التصوير الفوتغرافي وإحساسه العالي بجماليات الطبيعة.

فواقعية جيلان تستمد جذورها من التقليد الأدبي الواقعي وتحديدا من أدب القرن التاسع عشر ونزعته الإنسانية المهيمنة، وإذا شئنا التخصيص أكثر نجد مصادر جيلان بوضوح في أدب القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين الروسي الذي يكن له احتراما كبيرا، إذ يشير في إحدى مقابلاته "قد يكون للأدب الروسي التأثير الأكبر في أفلامي" مستندا في ذلك الى التشابهات الكبيرة بين ما تمر به تركيا من تحولات، وما مرت به روسيا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين "بالتأكيد اذا لم اكن ارى في الأدب الروسي انعكاسات الناس الأتراك، لم أكن استخدمه. وهو أيضا صالح للانسانية جمعاء".

المعلم الأول

وفي المقدمة من هذا الأدب، القاص والكاتب المسرحي إنطوان بافلوفيتش تشيخوف، الذي نراه يمثل المعلم الأول لجيلان ولا يكاد يخلو فيلم من أفلامه من استعارة أو إشارة مباشرة أو غير مباشرة إليه، فضلا عن استلهامه الدائم لطريقته في بناء الشخصيات وفي تصوير حياة الناس العاديين في حياتهم اليومية بينما تمور في دواخلهم براكين من الغضب واليأس والاحباط تمثل مادته الدرامية المميزة، على سبيل المثال لا الحصر في فيلمه السابق " حدث ذات مرة في أناضوليا" ينثر في حوارات شخصياته نحو 15 عبارة من تشيخوف على الرغم من أن العمل قد يبدو في أحداثة وشخصياته تركي خالص وبعيد عنه.

يحلو لجيلان ان يصف تشيخوف بأنه : الانسان الكبير" او "سوبر هيمان" ويضيف في احدى لقاءاته إن "الطريقة التي أنظر بها الى التفصيل متأثرة بتشيخوف. حيث تفاهة وعادية اليومي يمكن ان تصبح شيئا مهما".

وفي "سبات شتوي" (وهي الترجمة التي اقترحها لعنوان الفيلم بدلا من العنوان الشائع في الصحافة العربية "نوم الشتاء") يقدم جيلان اوضح مثال على مرجعياته هذه ، اذ يقدم معالجة تبدو على قدر كبير من الحرية لشخصيات اختارها من مسرح تشيخوف وأعاد زراعتها وأقلمتها في بيئة تركية محلية.

فجيلان يشير في العناوين في نهاية فيلمة الى اعتماده على مسرحيات تشيخوف في سيناريو الفيلم، لكنه لا يلتزم بتحديد عمل لينقله كاملا الى الشاشة، يختار شخصيات معينة وطريقة المعالجة والنظرة الى العالم.

ولحظة النجاح الاولى لجيلان تتمثل في اختيار المكان الطبيعي وإعادة زرع شخصياته التشيخوفية وسط جمالياته، واستثمار عناصر الطبيعة كمعادل موضوعي صوري يعكس من خلاله أو من خلال العلاقة معه حالة شخصياته الداخلية، ويتجلى هذا النهج لديه بدءا من اختيار العنوان "سبات شتوي".

ويقدم جيلان، المتحدر من التصوير الفوتغرافي، براعته التصويرية هنا واستثماره لجماليات اللقطة العامة التي يبرع في اختيار زواياها وتوزيع حركة شخصياته ضمنها في لقطات طويلة على قدر عال من الجمال والاهتمام بميزانسين اللقطة الطويلة التي تنساب حركة الشخصيات بسلاسة داخلها دون حاجة إلى قطع مونتاجي حاد.

وقد اختار هنا قرية جبلية من قرى الاناضول، تبدو بيوتها وكأنها منحوته في الجبل، بمعمارها المعتمد على الخطوط المنحنية وأنصاف القباب وليس الجدران المستقيمة.

كما يبرع جيلان في استخدام سينما الطريق، في تصويره المميز لحركة السيارات وشخصياته في الطرق في لقطات طويلة معبرة، وان كان هذا الاستخدام في هذا الفيلم بدا بنسبة أقل من أفلامه السابقة كما هي الحال مع "حدث ذات مرة في أناضوليا" و" القرود الثلاثة".

"فندق عطيل"

يختار جيلان شخصيته الرئيسة "آيدن" (أداها ببراعة الممثل هايوك بيلجنر) وهو أحد ملاك الأراضي وممثل سابق معتزل، يدير فندقا كما يمتلك عددا من المنازل في قرية صغيرة مجاورة، وكما هي الحال عند تشيخوف تتعلق مصائر كل الشخصيات الأخرى به. وتبدو شخصيته خليط من شخصيتي بلاتونوف في مسرحية "بلاتونوف" والبروفسور المتقاعد الكساندر سيربياكوف في "شيطان الغابة" والذي اعاد تقديم صورة مشابهة له في "الخال فانيا"، إلى جانب زوجته الشابة "نهال" التي تتذكر بزوجة البروفسور "هيلينا" في مسرحية تشيخوف (الممثلة ميليسا سوزين) واخته التي تعاني من آثار تجربة طلاق "نجلاء" الممثلة ديميت أكباج.

وكعادة تشيخوف يبدأ جيلان برصد ملامح من الحياة اليومية لشخصياته ويقدم "فرشة" على مساحة زمنية طويلة لحركة شخصيته الرئيسية في الطبيعة، حيث يبدأ معه وهو في الجبل يسلي نفسه في التقاط الفطر، ثم عودته إلى فندقه الذي اعطاه اسما مسرحيا من شكسبير "فندق عطيل" وعلاقته بزبائنه من السياح الأجانب في الفندق.

وهنا ينثر جيلان بهدوء التلميحات إلى قضاياه وثيماته الأساسية، على سبيل المثال ذاك الحوار مع السائح الأجنبي عن الخيول في المنطقة، ونفيه لوجودها بكثافة فيها (الثيمة من تشيخوف أيضا) وإن الصور التي وضعها في موقعه هي لمجرد الدعاية، وواضح ما تمثله الخيول البرية من رمز للحرية يصبح لاحقا معادلا للحرية المفقودة لدى شخصياته، كما نراه لاحقا يقوم باصطياد واحدا من هذه الخيول وسجنه لديه.

ويقدم جيلان حوارات ومناقشات طويلة بين ايدن واخته يستعرض فيها آيدن مثله وثقافته واستعاراته الأدبية والفلسفية، لاسيما عند مناقشة العمود الذي يكتبه في صحيفة محلية. ويبدو آيدن هنا منطقيا ومثاليا في كثير أفكاره ومحبا للخير والعمل الخيري.

ويمهد جيلان عبر هذه المناقشات النظرية لما يراه لاحقا من ازدواجية في سلوك شخصيته (ازدواجية الأخلاق البرجوازية) في الواقع إذ أنها مسؤولة بشكل اساسي عن واقع الاستغلال والفقر والظلم الذي تنتقده.

ففي أحد المشاهد يتحدث إلى جاره عن رسالة وصلته من أحد معلمي القرية يدعوه لتبني مشروع خيري، لكنه يصر على الاستعراض بأن يدعو زوجته المهتمة بالعمل الخيري ليقرا الرسالة متباهيا بحضورها وكأنه يطلب الاستشارة ولكنه في واقع الحال لا يفعل شيئا، وعلى العكس من حقيقتها ترفض نهال المشروع فتبدو للوهلة الاولى وكأنها رافضة لعمل الخير، لكنها في الحقيقة تبحث عن عمل خيري فاعل ونافع لا استعراضي.

يمضي كل شي برتابة وسكون لكنهما يتفجران مع قيام طفل في القرية برمي حجر على سيارة ايدن ومساعده وسائقه "هدايت" (الممثل آيبرك بيكجان) ليكسر زجاجتها الجانبية عند مرورهما بالقرية، فيلاحق السائق الطفل ويمسك به ليعيده إلى أهله في القرية مطالبا معاقبته، وهنا نرى شخصية "اسماعيل" (الممثل نجات آيسلير) الأب الذي يبدو عصابيا ومبالغا بانفعاله دون ان نعرف لماذا وبعد إن يعاقب طفله يتشاجر مع السائق.

يحرص جيلان على أن يقدم آيدن في صورة المترفع عن الصغائر، المتسامح، والذي لا يتدخل في التفاصيل تاركا إياها لمساعده، بيد أنه في حقيقة الحال نموذج برجوازي استغلالي يحمي صورته عبر هذا الترفع لكنه يواصل استغلال الآخرين تاركا قساوة التنفيذ لمساعديه.

إزدواجية

وتتكشف الصورة مع اصرار عم الطفل امام المسجد على ان يقدم الطفل اعتذاره وان يقبل يد آيدن، ويجلبه في رحلة طويلة في جو شتائي قارس إلى منزله، يرفض آيدن فكرة تقبيل يده لكنه يقدمها في الوقت للطفل ليقبلها لا مباليا وكان الموضوع استجابة لطلب العم لكن الطفل يسقط مغشيا عليه.

ونعرف أن الطفل محمل بالغضب لأنه رأى الشرطة تهين والده المتأخر في دفع الايجار لآيدن، كما أخذت بعض ممتلكاته ومن بينها تلفزيون العائلة، عندما لم تستطع العائلة المكونة من الأخوين وأمهما وزوجة اسماعيل وطفله، لا سيما أن إسماعيل قد أدمن الشراب هربا بؤس أوضاعه.

وهذا الموقف يفجر الأزمة الكامنة بين نهال (الزوجة الشابة والمثالية والضجرة من حياتها) وبين آيدن المرائي في سلوكه بين المثل التي يتحدث عنها وسلوكه الواقعي الاستغلالي.

وتلجأ نهال إلى العمل في مشروع خيري لجمع المال لمساعدة عائلة إسماعيل دون أن تشرك زوجها بذلك، لكنه يصر على التدخل في المشروع والتعامل معها بوصاية، وتتصاعد الأزمة بينهما لكنه يحاول أن يغير باي شكل من الاشكال صورة نهال عنه، ويتبرع بمبلغ كبير من المال إلى مشروعها الخيري الذي لا يعرف بدقة تفاصيله.

ويقرر آيدن السفر الى المدينة رغم سقوط الثلوج وانقطاع الطرق ويأخذه هدايت في رحلة الى القرية، لكنه يعدل عن السفر بعد تأخر القطار في المحطة ويعود سرا إلى منزل صديقه ليشربا برفقة معلم القرية الشاب ذي الأصول الفقيرة والمتحمس للعمل الخيري والذي يشعر بقربه من زوجته، وهنا يخوض نقاشا آخر يعمق جيلان من خلاله (كما تشيخوف) أزمة شخصيته وازدواجية أخلاقها البرجوازية.

ويصل الفيلم الى ذروته مع ذهاب نهال إلى منزل عائلة إسماعيل لاعطائهم المال الذي يكفي لشراء المنزل، وهو أحد اجمل مشاهد الفيلم، حيث يستقبلها الأخ الشيخ وتعاملها الام العجوز والطفل بحذر، وحين تحاول إعطاء المبلغ الى الشيخ على انفراد يدخل إسماعيل مخمورا ويأخذ المبلغ ويبدأ بتقسيمه على دفعات يصورها كتعويضات عن ما ارتكب بحق عائلته من عائلة آيدن، لكنه في النهاية ينتصر لكرامته بإلقاء كامل المبلغ في نار الموقد، لتعود نهال كسيرة وتفشل تلك المحاولة (المثالية) للمصالحة الطبقية.

وينهي جيلان فيلمه بالعودة الى آيدن شخصيته الرئيسية ليصوره وقد قرر التفرغ لمشروع كتاب كان يحلم بكتابته عن تاريخ المسرح التركي.

براعة أسلوبية

واذا كنا قد أشرنا إلى براعة جيلان في مشاهد الطريق وفي اللقطات العامة الطويلة واحساسه العالي بجماليات المشهد الطبيعي، نجده في هذا الفيلم يثبت براعة أخرى في بناء المشهد الداخلي وفي أماكن مغلقة محدودة، مقدما لقطات قريبة رائعة لوجوه شخصياته وسط توزيع رائع للظلال والضوء يعكس في الغالب حالتها النفسية.

ونجح مدير تصوير الفيلم جوخان تيرياكي أن في توزيع مصادر إنارته واستثماره للظلال والبقع المعتمة أن يوفر أجواء تعبيرية عكست تلك الكآبة والرتابة التي تلف الشخصيات، وقد انسحب ذلك أيضا على استخدامه التكرار واللقطة الثابتة المتكررة المتبادلة بين الشخصيات المتحاورة وبشكل خاص حوارات آيدن مع نهال ونجلاء.

وكان جيلان يتنقل ببراعة بين الداخلي والخارجي، في تقديمه ذاك المضمون الروحي العميق والتحولات الباطنية لشخصياته، محاولا إيجاد معادلات موضوعية بصرية لتلك التحولات التي تتكشف وسط حوارات مكتوبة بدقة عالية وباحساس سخرية عال يتكشف وسط واقع تراجيدي، وضمن بناء تصاعدي يكشف تحولات شخصياته المأزومة (مع التأكيد على أن تشيخوف هو نموذجها الأساسي أيضا).

واقترب جيلان في فيلمه هذا أيضا من سينما المخرج السويدي أنغمار برغمان لاسيما في تلك الحوارات الطويلة التي تناقش قضايا ميتافيزيقية واسئلة وجودية، وسط ميل لاستثمار آليات التحليل النفسي لأزمات شخصياته.

وأمام فيلم يستغرق عرضه على الشاشة 3 ساعات و16 دقيقة، يمكننا الحديث عن أهمية البطء والاحساس بالملل في فيلم جيلان، الذي يعمق احساسنا برتابة وكآبة الحياة اليومية التي تجري على وتيرة واحدة وواقع الاستلاب الذي يتكشف على مهل، وكعادة تشيخوف يمور تحت رتابة الحياة اليومي توتر داخلي وصراع حاد في دواخل شخصيات مأزومة غير قادرة ابدا على تغيير واقعها.

الـ BBC العربية في

21.05.2014

 
 

حملة دعائية مكثفة لمهرجان القاهرة السينمائى فى "كان

أصدر وفد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، المشارك فى مهرجان "كان"، برئاسة الناقد المخضرم سمير فريد، بيانا رسميا كشف فيه عن تفاصيل الدورة 36، والتى ستنطلق فى القاهرة فى الفترة من 19 إلى 18 نوفمبر القادم، وبذل الوفد جهودًا دعائية لاستعادة الوجود للمهرجان بعد إلغائه دورتين.

وتعرض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للإلغاء عامى 2011 و2013، فيما أقيمت دورة ضعيفة عام 2012، بسبب الاضطرابات السياسية التى شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير 2011.

وأصدرت إدارة المهرجان نشرة خاصة بالعربية والإنجليزية وزعتها فى مختلف أقسام وقاعات عرض وندوات المهرجان، تضمنت أهم بنود اللائحة الجديدة، وأقسام المهرجان العشرة؛ ومنها السينما الوطنية وضيف الشرف لهذه الدورة (السينما الكردية)، ومعرض المهرجان عن مئوية ميلاد المخرج المصرى الراحل بركات، وحلقة البحث عن المهرجانات السينمائية الدولية فى العالم العربى، وجوائز المهرجان والجائزة التقديرية التى تحمل اسم نجيب محفوظ (الهرم الذهبى التذكارى).

ونشرت صحيفة "فارايتى" السينمائية الشهيرة، الثلاثاء، فى الملحق اليومى الذى تصدره أثناء مهرجان "كان"، تقريراً كتبه "نك فيفاريللى" عن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى تحت عنوان "مهرجان القاهرة يعود برئيس جديد ومفهوم جديد". ومن المعروف أن "فارايتى" هى أهم وأعرق صحف السينما والعالم، وتصدر يومياً منذ 1905، ويوزع عددها الأسبوعى فى أكثر من مائة دولة.

وجاء فى التقرير "بعد فترة من الاضطرابات السياسية يعود مهرجان القاهرة برئيس جديد ومفهوم جديد وموعد جديد، مشيرة إلى أن المهرجان والذى يعد الأقدم فى العالم العربى وأفريقيا، والوحيد المسجل كمهرجان دولى فى منظمة (فياف)، يعقد برئاسة الناقد السينمائى المخضرم سمير فريد".

وكان المهرجان ينعقد عادة فى الأسبوع الأول من ديسمبر كل عام، وبالنسبة إلى احتمالات إلغائه مرة أخرى قال سمير فريد رئيس المهرجان، فى تصريحات لمجلة "فارايتى": "إنه يأمل بعد الانتخابات الرئاسية يومى 26 و27 مايو أن تعود الأمور إلى طبيعتها".

وقال فريد إنه اشترط على وزير الثقافة عندما عرض عليه المنصب شرطين، وهما "لا رقابة والجودة العالية للعروض من حيث الصوت والصورة"، وحسب رؤيته كان أول تغيير أحدثه فريد أن يتضمن المهرجان الأفلام التسجيلية وأفلام التحريك لأول مرة فى تاريخه، وكشف فريد عن الفيلم الأول الذى سيتم عرضه فى مسابقة الأفلام الطويلة، وهو الفيلم التسجيلى الإماراتى "أحمر أزرق أصفر"، إخراج نجوم الغانم، عن الفنانة التشكيلية الإماراتية نجوم مكى.

وأضاف رئيس مهرجان القاهرة أنه لأول مرة سيعرض المهرجان برامج موازية، وهى برنامج (آفاق السينما العربية) الذى تنظمه نقابة السينمائيين فى مصر، و(أسبوع النقاد) الذى تنظمه جمعية نقاد السينما المصريين، و(سينما الغد الدولى) للأفلام القصيرة و(أفلام الطلبة) الذى ينظمه اتحاد طلبة معهد السينما".

وقال فريد: "لا أعرف إذا كان هناك أى مهرجان فى العالم ينظم برنامجاً من وجهة نظر الطلبة"، مشيرا إلى أن المهرجان سيعرض 16 فيلماً كردياً.

وقرر "فريد" استبعاد فعالية "سوق الفيلم" والتى كانت تنظم على هامش المهرجان للتسويق والترويج للأفلام وشركات الإنتاج، مؤكدا أنه سيتم بدلاً منه دعوة ممثلين لجميع الشركات التى سيتم اختيار أفلامها، وذلك على أمل أن يؤدى ذلك إلى التفاعل مع صناعة السينما فى مصر.

يذكر أنه لأول مرة يتم نشر ثلاثة إعلانات عن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى الملاحق اليومية لأكبر ثلاث صحف دولية متخصصة فى السينما، وهى "فارايتى" و"هوليود ريبورتر" و"سكرين إنترناشيونال".

وفى حفل عشاء خاص أقامه مهرجان كان، التقى سمير فريد مع جيل جاكوب أحد رؤساء المهرجان المعروفين، وقدم له هدية باسم مهرجان القاهرة ووجه إليه الدعوة لحضوره، ورحب جاكوب بالدعوة وتمنى أن يكون فى حالة صحية تسمح له بالسفر.

اليوم السابع المصرية في

21.05.2014

 
 

مشاهير

* مهرجان «كان» يشهد العرض الأول لأحدث أفلام المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي

* شهد مهرجان كان السينمائي أمس الثلاثاء العرض الأول للفيلم الجديد للمخرجة اليابانية ناعومي كاواسي، والذي تدور أحداثه حول الحياة والموت بين أفراد مجموعة صغيرة من الناس، تعيش على إحدى الجزر. وتسيطر قوى الطبيعة على أحداث الفيلم الرومانسي الجديد «ستيل ذا ووتر»، وذلك على غرار الأفلام التي قدمتها كاواسي (44 عاما) من قبل، حيث تدور أحداث الفيلم الجديد حول كارثة فوكوشيما النووية في اليابان، وكيف يمكن للطبيعة أن تتحكم في حياة البشر.

وقالت كاواسي (44 عاما) في مؤتمر صحفي عقد بمناسبة عرض فيلمها الجديد في المهرجان: «مازال الناس يعيشون في مثل هذه الأماكن.. تعيش الناس مهددة بهذا الخطر.. ربما تكون الطبيعة عنيفة بشكل غير طبيعي وجميلة في نفس الوقت». يذكر أن كاواسي هي الممثلة الوحيدة للسينما الآسيوية في مهرجان «كان» هذا العام، حيث أن «ستيل ذا ووتر» هو الفيلم الآسيوي الوحيد الذي تم اختياره للتنافس ضمن 18 فيلما للحصول على أهم جوائز المهرجان وهي «السعفة الذهبية».

* مغني البيتلز سابقا بول مكارتني يلغي حفلا في اليابان لمرضه

* ألغى بول مكارتني نجم فريق البيتلز سابقا حفلا كان من المزمع اقامته في اليابان ضمن جولة اسيوية يقوم بها بسبب عدوى فيروسية ألمت به ما يتطلب حصوله على راحة تامة.

قال منظمو الحفل ان مكارتني مرض بعد وصوله الى اليابان الاسبوع الماضي وان الاطباء أمروه بالحصول على «راحة تامة».

وقال مكارتني في بيان «كنت أتطلع حقا لتقديم حفل في اليابان ثانية بعد أن أمضيت وقتا رائعا هنا في نوفمبر... أود أن أشكر المعجبين اليابانيين لحبهم ورسائل الدعم التي أرسلوها لي». وكان مكارتني (71 عاما) قام بجولة في اليابان في نوفمبر تشرين الثاني نظم خلالها عددا من الحفلات. وألغى مكارتني بالفعل حفلين في طوكيو ولكن كان من المفترض أن يقيم حفلا في صالة بودوكان غدا الاربعاء وفي مدينة أوساكا بغرب اليابان يوم السبت. ولم يتضح بعد ما سيحدث في بقية جولته الاسيوية. وعرضه التالي من المقرر أن يكون في سول يوم 28 مايو (ايار).

* قاض جنوب افريقي يأمر بوضع العداء بيستوريوس تحت الملاحظة النفسية 

* أعلن القاضي ثوكوزيلي ماسيبا أمس أن العداء الجنوب أفريقي أوسكار بيستوريوس المتهم بقتل صديقته، سيخضع للتقييم النفسي بصفته مريض غير مقيم، وذلك في أحد مستشفيات العلاج النفسي الحكومية في بريتوريا بدءا من 26 مايو (أيار) الجاري. ومن المقرر أن تستمر الفحوصات والملاحظة في مستشفى «ويسكوبايز» الكائن في بريتوريا لمدة أقصاها 30 يوما. وسيتم تقييم العداء مبتور الساقين (27 عاما) من قبل أربعة من أبرز خبراء الطب النفسي في البلاد. ويحتاج بيستوريوس إلى البقاء في المستشفى بشكل يومي حتى بعد الظهر بقليل، إلا إذا سمح له الاطباء بالمغادرة قبل ذلك. ووافق ماسيبا على طلب الادعاء الاسبوع الماضي بإرسال بيستوريوس لوضعه تحت الملاحظة العقلية، وذلك بعد أن أوضحت شاهدة نفي في القضية تعمل طبيبة نفسية، أن العداء الاوليمبي يعاني من مرض اضطراب القلق العام. ويتهم بيستوريوس بقتل صديقته عارضة الازياء ريفا ستينكامب عمدا، حيث أطلق عليها النار عبر باب حمام مغلق في منزله ببريتوريا في فبراير (شباط) الماضي، ظنا منه أنها لص حسب قوله.

وقال محامي الدفاع عن بيستوريوس إن خوفه الشديد هو الذي دفعه للضغط على زناد المسدس عندما سمع ضجة في الحمام ليلة وقوع الحادث. وقال ماسيبا إن التقييم النفسي لبيستوريوس يهدف إلى تحديد ما إذا كان مدركا لمدى بشاعة فعلته عندما أقدم على قتل صديقته.

الشرق الأوسط في

21.05.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)