كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

{الشرق الأوسط} في مهرجان «كان» السينمائي (4)

إعجاب كبير بـ {نوم شتوي} التركي.. و{مستر تيرنر} البريطاني لوحة متميزة عن الرسام الشهير

كان: محمد رُضا

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع واالستون

   
 
 
 
 

قد تكون الأفلام الأميركية في الاختيارات الرسمية قليلة، والاستوديوهات الهوليوودية غائبة تماما، كما هي العادة، عن أعمال المهرجان لكن اللغة المحكية في دورة هذا العام إنجليزية. هذه ليست المرة الأولى، لكنها المرة التي تكرس فيها اللغة الإنجليزية نفسها أكثر مما فعلت في الدورات الماضية.

هناك 18 فيلما متشاركا في المسابقة، منها ثمانية ناطقة بالإنجليزية من بينها الأفلام الفرنسية المتسابقة «البحث» لميشيل هارانافيشيوس و«غريس موناكو» لأوليفييه داهان و«سحب سيلز ماريا» لأوليفييه أساياس.

قبل يومين أعلن المخرج الفرنسي لوك بيسون أن ميزانيته للعام المقبل وصلت إلى 450 مليون دولار وأنه سيدفع صوب المزيد في الأعوام المقبلة. بما أن بيسون، وهو منتج ومخرج لا يؤمن بالسينما التي تعرضها المهرجانات وقف وراء كثير من الأعمال التي صورت بالإنجليزية وبعضها داخل الولايات المتحدة، آخرها «قصر طيني»، الذي يشهد وميضا خافتا في عروضه العالمية، فإنه من المتوقع طبيعيا أن يصرف معظم الميزانية على أفلام هوليوودية النزعة والأسلوب، وهذا يتطلب خمسة عناصر: سيناريو مكتوب على نسق الأفلام الهوليوودية وعلى نحو غير ذاتي، ومخرج أميركي أو فرنسي يشتغل حسب المنهج الأميركي، وممثلون يجيدون الإنجليزية وبينهم أميركيون وموضوع عالمي القبول، مثل سلسلة «مخطوفة أو Taken التي قام بإنتاجها ويصور حاليا جزءا ثالثا منها، ولغة إنجليزية ذات لكنة أميركية قدر الإمكان.

في الحقيقة أحد نتاجاته هذه في المسابقة ذاتها تحت عنوان The Homesman، فيلم وسترن جديد للممثل - المخرج تومي لي جونز مع هيلاري سوانك وإياه في البطولة.

وبيسون ليس وحيدا في هذا التوجه، لكنه يقود الحملة وأول فيلم له سيصرف له من هذه الميزانية الضخمة هو جزء جديد من «الناقل» Transporter ذاك الذي أنجز منه بضعة أجزاء قام ببطولتها الإنجليزي جيسون ستاذام.

وهناك سواه بالطبع في محاولات لم تكن حكرا على حقبة زمنية معينة. فالسينما الإيطالية في الستينات أقدمت على إنتاج كثير من الأفلام الناطقة بالإنجليزية، أفلام تشويق وعصابات مافيا ورعب وبالطبع الوسترن سباغيتي. كذلك فعلت ألمانيا وإسبانيا وفرنسا.

لكن ذلك كان في محيط محلي. لم تؤمن تلك الأفلام ومن وقف وراءها من منتجين وموزعين أنه بالإمكان عرض هذه الأعمال في الولايات المتحدة لأن سوق أميركا الشمالية كانت دوما مغلقة وصعبة الاختراق.

أما في هذه السنوات فإن ما نشهده من قبل شركات فرنسية ضخمة مثل غومون وستديو كانال، وتلك التي يملك معظم أسهمها لوك بيسون «يوروبا كوربوراشن»، هو محاولتها تقديم وجبات أميركية للأميركيين وعلى موائدهم.

* قوانين هوليوودية

* هذا مفهوم في إطار الأسواق العالمية في إطار ما هو مطلوب وكيف يمكن تأمينه، لكن حين يعرض المهرجان الفرنسي هذا العدد من الأفلام الناطقة بالإنجليزية، من دون أن تكون بريطانية أو أميركية، فإن التمدد خطير.

في نطاق سينما المهرجانات فإن المعادلة تختلف بعض الشيء، إذ ليس على الفيلم أن يكون إنجليزيا أو أميركيا لينطق بلغة غير لغة الأم. كل ما يحتاجه زرع شخصية غير محلية في صلبه كما الحال في فيلم الافتتاح «غريس موناكو» Grace of Monaco الذي وقفت وراء تحقيقه أموال فرنسية وبلجيكية وإيطالية وأميركية، أو أن تكون أحداثه واقعة، بشخصيات مختلفة، في بلد آخر كحال فيلم «البحث»، المذكور الذي يتناول حكاية تقع أحداثها في بلاد الشيشان.

السينما الكندية مقسومة إلى لغتين، إنجليزية وفرنسية، ودائما ما نجد حضور الإنجليزية هو الغالب هنا. هذا العام فإن اثنين من أبرز مخرجي تلك السينما يتقدمان للسعفة بفيلمين ناطقين بالإنجليزية طبعا هما «خرائط النجوم» لديفيد كروننبيرغ و«الرهائن» لأتوم إيغويان.

الباقي أميركي وبريطاني. السينما البريطانية متمثلة بفيلمين: «قاعة جيمي» لكين لوتش و«مستر تيرنر» لمايك لي. والأميركية من خلال Foxcatcher للمخرج بنت ميلر «كابوتي» و«مونيبول».

قبل أن يرفع بعضنا حاجبيه تعجبا أو إعجابا، لا بد من القول إن وجود أفلام أميركية وبريطانية وكندية أمر طبيعي بلا ريب، لكن وجود أفلام أوروبية تتكلم الإنجليزية ليس مجرد اختيار درامي، بل محاولة مزدوجة: الأولى لتوسيع رقعة الفيلم عالميا وهذه تنص - ثانيا - على استقطاب مواهب غير محلية غالبا. لكن المسألة لا تتوقف عند حرية الاختيار بل تتعداها إلى بدايات جذب قد لا تكون في مكانها. إنها مثل مركب يبتعد عن الشاطئ. هذه رغبة ركابه فكيف تلومهم.. لكنه في الوقت ذاته ابتعاد عن الأصل الثقافي والهوية الوطنية وكل ما يلحق بهما. وما قد ينجح في السينما التجارية قد لا ينجح في سواها.

حين قام لوك بيسون بمحاولة فرض الفيلم المنتج فرنسيا بقوانين هوليوود داخل أميركا - تعود محاولاته منذ أن أخرج «العنصر الخامس» بطولة بروس ويليس سنة 1997 - طوع كل العناصر المذكورة آنفا في صياغة يتقبلها المشاهد الأميركي.

في حين أن تلك الأفلام التي ترفع رايات فنية وثقافية عليها الالتزام بقوانينها المضادة، مما يعني أن مجرد إنطاق الفيلم باللغة الأميركية لن ينفع كثيرا في محاولات نجاحه في القارة الغربية الأخرى. هذا هو موقع الخلاف بين منتجي «غريس موناكو» ومخرجه داهان، وبين منتجه الأميركي (حصة صغيرة) هارفي وإينشتاين. كل يتمسك برؤيته، مما جعل الأخير ينجز نسخة أميركية الهوى. حين يرى نور العرض في الولايات المتحدة سيبقى عملا غريبا كونه يقع في إمارة سمع عنها الأميركيون ولم يكترثوا لها.

كل هذا لا يلغي حقيقة أن التنازل بدأ برغبة داهان ومن وراءه في الشق الأوروبي بتقديم عمل لا يمكن وصفه بالفرنسي تماما. إنه ناطق بالإنجليزية فقط.

* دخان من رماد

* على صعيد المنتج والمعروض شهدنا في اليومين الثاني والثالث مزيدا من الأفلام التي تتراوح بين تلك التي لن تترك أثرا على الإطلاق وأخرى يمكن التجاذب حيالها، من دون أن يكون بينها ذلك العمل الذي تستطيع أن تتوقع له الوصول إلى مصاف السعفة رغم جودة تنفيذه. في هذا الخصوص هناك مثالان: «مستر تيرنر» للبريطاني مايك لي و«نوم شتوي» للتركي نوري بيلج شيلان.

إذا كان التصفيق في نهاية العرض هو مؤشر مهم (وغالبا هو ليس كذلك لأن الغالبية عادة ما تندفع بتأثير الدقائق الأخيرة من الفيلم وتتحرك بفعله)، فإن أكثر الأفلام عرضة للإعجاب حتى الآن هو الفيلم التركي «نوم شتوي» (يختلف العرب حول بعض حروف كتابة الاسم): دراما من ثلاث ساعات وعشر دقائق (وست دقائق أخرى للعناوين والأسماء في الختام) حول… حول… حول… كل سيفسر أيضا المضمون على هواه.

أيدن (هالوك بيلنجير) يعيش في قرية من قرى الأناضول تعيش على مواسم سياحية. يملك منزله ولديه منازل أخرى يؤجرها كما النزل الوحيد في هذه القرية. كان ممثلا ذات مرة قبل أن ينسحب إلى تلك القرية التي لا يحدث فيها شيء، حيث يعيش مع زوجته الأصغر سنا، نهال (ميليسا سوزن) وشقيقته. لكن الهدوء الماثل عبر مشاهد الفيلم العامة البعيدة الأولى ليس هو ذاته داخل البيت. هناك عواصف شتوية بانتظار المشاهد بعدما يتخلص الفيلم وهو من تمهيداته.

يختار شيلان أن يبدأ الفيلم بلقطة تظهر بقايا نار خامدة لم يبق منها سوى ذلك الدخان المتصاعد. الأرض حولها ليست جميلة كما في فيلم المخرج السابق («حدث ذات مرة في الأناضول») ولو أن القرية التي يختارها لفيلمه هي أيضا أناضولية. من ذلك المشهد إلى السيارة التي تقل أيدن وسائقه هداية (أيبرق بيكان). سيرمي صبي حجرا على زجاج السيارة، وحين يواجه السائق والد الصبي تقع مشادة بينهما. لهذه المشادة آثار مستقبلية قبل نهاية الفيلم، لكن لا شيء في المستقبل القريب. مع نهاية هذا الفصل ندخل بيت آيدن ونكاد لا نخرج منه.

من بين ساعات الفيلم الثلاث ودقائقه الـ16، هناك ما مجموعه نصف ساعة أو أقل قليلا من المشاهد الخارجية. وقت أن يدخل أيدن البيت نكتشف أن ذلك الدخان الأول يعيش في ذلك المنزل الذي يحاول آيدن قيادته تبعا لثقافته الشرقية. تستطيع أن تتخيل سيناريو من 300 صفحة مع طن من الحوار الكامن في الخانة النصفية من كل صفحة. لا يتوقف الحديث فيها عن العتب والعتب المضاد. اللوم واللوم المعاكس. القبول والرفض مع كاميرا تنتقل بين المتحدثين بلا ملل. ليست سريعة، ولا تستطيع أن تكون، فالمونتاج عند شيلان ليس ذا أهمية إلا ضمن الكيفية التي يمكن أن تمنح الانتقال من المشهد إلى الآخر ذلك الحس اليقظ والمفاجئ أحيانا.

هناك مشهد من نصف ساعة كاملة يقع بين آيدن وشقيقته التي كانت فقدت زوجها حديثا، وتعيش مرحلة يأس وتفكر في ترك البيت والعودة إلى إسطنبول. لا شيء يمكن أن يدفع المخرج لاختصار المشهد حتى ولو أن قدرا كبيرا من الحوار هو تكرار لما سبق.

مع هذه الحقيقة يكشف المخرج عن اختياره هو للأسلوب الذي أراده. بعض أفلامه السابقة لعبت على عنصر الصمت. كثير منها كان تأمليا. ليس هذا الفيلم. إنه يختلف وحين يلتقي نراه يلتقي في محاولة تقديم رجل يدفع الأمور صوب حافة الانهيار (كما الحال، مثلا في «السعادين الثلاثة») قبل أن يتراجع - هنا - معترفا بخطئه.

«نوم شتوي» مشحون. مهارة المخرج في جعل المشاهد يتجاوز كل «نوم» الحركة فيه والبقاء يقظا يستلهم من مشاهده تلك الدراسة الشخصية عن بطله والشخصيات الأخرى. كل مشهد مبني على قدر من التحضير لنقطة عالية. أحيانا تنجح وأحيانا تتأثر بعامل التطويل أو بقصر قامة النتيجة ذاتها.

* معاناة فنان

* أحد المشاريع النائمة للمخرج البريطاني مايك لي (صيفا وشتاء) كان فيلما عن الرسام جوزيف ويليام تيرنر (المتوفى سنة 1875) وهو حقق هذا المشروع، أخيرا، تحت عنوان «مستر تيرنر» ليتحدث فيه عن آخر 25 سنة من حياة الرسام البريطاني الذي عرف بأنه «عاشق الضوء». الفيلم من بطولة الممثل تيموثي سبول، الذي ظهر في كثير من أفلام مايك لي ضمن أدوار مساندة، ودائما على نحو ملحوظ يؤكد موهبته الفذة في الأداء. هنا لديه الميدان بأسره. الشاشة كلها ليؤكد هذه الموهبة في التشخيص والتجسيد. ليس مهما كيف يؤدي سبول شخصية رسام ليس حاضرا (إلا من خلال رسومات وبضع صور جامدة) لأنه ليس من الممكن تقليده، وهذا هو الشيء المناسب هنا، لأن الممثل في هذا الوضع سوف يبني كل شيء على قدر محدود من المعلومات وعلى كثير من المحرك الذاتي والبداهة. بذلك، سبول رائع. حضوره الجسدي والأدائي يحتل الفيلم بأسره وليس من خلال حجم الدور، بل من خلال تنفيذه ورؤيته. عليه يستحق بلا ريب سعفة أفضل ممثل إذا ما أخفق ممثل آخر في تجاوز عطائه. سبول يداهم المشاهد ببدنه الضخم وبمعرفته أين تقع معاناة ذلك الرسام، وكيف عبر الرسام عنها وكيف سيعبر هو عنها. يؤدي شخصية لافتة أثارت في زمنها الكثير من الاعتراضات والنقد قبل أن تقبل كإحدى أفضل المواهب الأوروبية في الرسم الطبيعي. لكن معاناة الفنان، كما تتبدى هنا، ليست فيمن يقبله أو يرفضه، بل في رغبته المطلقة في تجاوز قدراته والعمل بلا كلل على ذلك. تكمن أيضا في علاقته مع الآخرين. في وحدته. في العواصف الذاتية التي أدت به إلى إدمان الشرب وإلى ارتكابه تصرفات فسرت حينها - ونراها في الفيلم - كتخريفات رجل عجوز يفقد رزانته. يبدأ الفيلم وينتهي وتيرنر سبول واقفا يرسم الشمس في شروقها. لكن المشهد النهائي هو الأول ذاته. عودة إليه لأنه قبل خمس دقائق لفظ الرسام النفس مريضا في منزل عشيقته مسز بوث. علاقاته النسائية كانت، حسب ما وصفته المراجع، متقطعة. خادمته التي تجاوزت سن الشباب كانت وسيلته المتباعدة لشبقه وانعكاسا لطبيعة حياة سادتها (كما هو الحال لدى معظم الفنانين) شجون حزن ومضارب من الحيرة المزمنة.

كل ذلك وسواه مجسد على شاشة اختارها مايك لي عريضة مناسبة للموضوع. لكنه ومدير تصويره الدائم دك دوب لا يحاولان صنع فيلم جمالي عن الموضوع. لذلك هناك القليل من المناظر التي أحب تيرنر رسمها، والكثير من الإتقان لتفاصيل الألوان ولتفاصيل التصاميم والديكورات والملابس وما يؤلفه كل ذلك من جو داخلي.

إلى ذلك، هناك ذلك النحو المسرحي للعمل. شخصيات مايك لي جميعا تذوب في داخله. لا لقطات قريبة للوجوه أو للأيادي. لا أحد يجوز له الانفراد بالكاميرا (الكاميرا هي التي تنفرد به) والجميع ذائب في ذلك النحو البديع من السينما، حيث التمثيل هو أن تكون جزءا من الكل وليس انفصالا عنه.

هناك مقارنة لا بد منها بين فيلم أوليفييه داهان عن أميرة موناكو غريس كيلي وفيلم مايك لي عن الرسام ويليام تيرنر. كلاهما بيوغرافي. لكن في حين أن الأول خلط الحقيقة بالخيال قدر المستطاع ليكون فيلما «يغزو العالم» لو أمكن، فإن الآخر بقي عملا بريطاني الهوية بفضل مخرج لا يهمه أن يغزو الفيلم العالم، بل هو واثق من أنه سيفعل. ليس على نهج «كابتن أميركا» أو «رجال إكس»، بل من النوع الذي يعيش لفترة أطول بكثير.

* أن تكون ناقدا سينمائيا في «كان»

* خطة اليوم كانت جاهزة: الاستيقاظ في الخامسة صباحا (خمس ساعات نوم لا أكثر) والكتابة حتى السابعة. تلك الكتابة التي بدأت قبل النوم ولم تنته. تناول فطورا مكونا من بودرة بروتين وشراب الرمان وحبتي تمر، ثم النزول في السابعة والنصف لحضور أول فيلم. بعد ثلاث دقائق من المشي الحثيث تتوقف عند أحد الفنادق الكبيرة وتتزود بالمجلات اليومية التي تصدر في «كان» خلال المهرجان. تكمل طريقك. ثلاث دقائق أخرى والقصر في مواجهتك. تبرز بطاقتك وتقول «بونجور» ثلاث أو أربع مرات لثلاث أو أربع موظفين آخرهم يفحص حقيبتك ويمرر الكاشف الإلكتروني «سكانر يدوي»، عليك ليتأكد من أنك لا تحمل سلاحا ما. تهرع إلى الداخل وتنظر إلى المكان الذي اعتدت الجلوس فيه. تجده بانتظارك. تجلس وتتساءل عن طول الشخص الذي سيجلس أمامك. هل سيلغي سنتيمترا من الشاشة أم لا؟

الفيلم من ساعتين ونصف تخرج منه وتنتقل إلى صالة أخرى. تقف في الصف الطويل وتتقدم مثل طائرة في مدرج مطارات مزحوم. هذا الفيلم من ساعتين ونصف. بعد ساعة تشعر بالجوع. لا يهم. بعد ساعة أخرى تريد أن تشرب الماء. لا يهم. حين ينتهي، لديك نصف ساعة لكي تلحق الصف الآخر لفيلم ثالث.. تنتقل إلى هناك مدركا أنك - والساعة الآن تقترب من الثالثة بعد الظهر - ما زلت «على الريق»، وذلك الكوب من بودرة البروتين. تهرع إلى الداخل. هناك شروط جديدة لهذا الفيلم، إنه عرض صحافي، لكن معظم الحضور لمن اشترى التذاكر أو لضيوف الفيلم. لا أحد يحتج وأنت وحدك لن تحتج. سيضعونك في صف أمامي تنظر إلى الفيلم برأس مرفوعة. هذا الفيلم من ثلاث ساعات وربع. ما زلت تتمنى شربة ماء.

إذ ينتهي لديك خياران: فيلم المسابقة الثالث لهذا اليوم معروض مرتين: مرة بعد نصف ساعة ومرة بعد أربع ساعات. تفكر أنه من الأفضل أن تأكل شيئا وتشرب شيئا وتلجأ إلى العرض الليلي في العاشرة، لكنك تخاف إذا ما فعلت ذلك أن تعود إلى الشقة وتشعر بالكسل وتقرر عدم الخروج منها. إذن هلم إلى العرض الأول.

تغادره في الساعة التاسعة (لا يهم إنه لم يكن يستحق العرض أصلا)، وهذه المرة أنت واثق من أمرين: ستعود للبيت وفي الطريق ستمر بمطعم تأكل فيه وستعاود الروتين نفسه في اليوم التالي.

الشرق الأوسط في

18.05.2014

 
 

سلمى حايك تعيد الاعتبار "للحضور العربي" في كان عبر "نبي" جبران

صفاء الصالح/ بي بي سي - كان 

خطفت الممثلة سلمى حايك الأبصار عند حضورها في مهرجان كان السينمائي حاملة معها مشروعا ضخما لتقديم عمل الأديب اللبناني جبران خليل جبران الشهير "النبي" في فيلم سينمائي بالرسوم المتحركة.

وفي الوقت الذي انشغل فيه بعض الصحف في الحديث عن حضورها وأناقتها المميزة بفستانها ذي اللون الأحمر، انشغلت حايك بحماس كبير للترويج لمشروعها الانتاجي الضخم "النبي".

وحرصت أن تقدم في حفل خاص على هامش مهرجان كان مقاطع متعددة من العمل وهو في طور الانتاج، وكل المشاركين في انتاجه، كما استضافت عددا من النجوم لتحيته ومن بينهم الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديو الذي حضر لتحية العمل وجبران في حضور نادر في كان هذا العام.

لقد رفضت حايك أن تقدم بوصفها ممثلة مكسيكية بل قالت "انا لبنانية أيضا وأمثل المرأة العربية "، ولعل في هذا التقديم وفي استعادة منجز جبران في هذا المشروع نوع من إعادة الاعتبار للحضور العربي في كان الذي بدا باهتا هذا العام بل ويكاد يكون منعدما، مع فيلم من انتاج فرنسي هو تمبكتو للمخرج الموريتاني الأصل عبد الرحمن سيساكو وتدور احداثه في مالي ويمكن اعتباره ممثلا للقارة الافريقية عبر انتاج فرنسي في المسابقة الرسمية لا العربية كما وصفه البعض، وفيلم "ماء الفضة"الذي عرض خارج المسابقة للمخرج السوري اسامه محمد، فضلا عن فيلم قصير لعمر الزهيري من معهد السينما في مصر.

جمعت حايك لانجاز "النبي" تسعة من أبرز مخرجي افلام التحريك في العالم ليقدم كل واحد منهم رؤيته لجانب من كتاب النبي لجبران خليل جبران الصادر عام 1923 والذي يضم 26 قصيدة، تناولت موضوعات كالحب، الزواح العمل، الفرح والحزن، العمل، البيوت، الطعام، الحرية، الالم، العقل،المتعة، الكلام،الخير والشر،والموت ...وغيرها. وقد اختارت حايك وفريق عملها بعض هذه القصائد لتجسيدها عبر الرسوم المتحركة.

وقد نجحت حايك التي عملت على هذا المشروع منذ عام 2011 ، ان تحول حلمها إلى حقيقة مع فيلم بميزانية نحو 12 مليون دولار، ساهم عدد من الجهات في تمويله، من بينها مؤسسة الدوحة للأفلام، مؤسسة ماي غروب لبنان وبنك أف اف أيه الخاص وشركة كود ريد برودكشن وشركات اخرى.

"نشيد الانسانية"

لقد وصف البعض كتاب النبي لجبران بأنه "نشيد الانسانية"، إذ ظل الكتاب منذ ظهوره بالإنجليزية يحظى بإقبال القراء عليه وبات من اكثر الكتب مبيعا وترجم إلى أكثرمن 50 لغة، واستلهمه الكثيرون في الغرب حتى بات يوصف بأنه كان إنجيلا لكثير من الحركات المتمردة البديلة لدى الشباب الغربي في الستينيات.

لقد كتب جبران الكتاب بالعربية في أول مرة غير أن امه نصحته بأنه من السابق لأوانه نشره، وأعاد صياغته مرة ثانية، ثم ثالثة بعد وفاتها، وبعد عشر سنوات عاد إلى كتابته بالانجليزية بشكل مباشر دون العودة إلى النص العربي الأول، كما لم يترجم النص الإنجليزي الجديد إلى العربية بل ترجم لاحقا بعد وفاته.

لقد بدا واضحا في النبي استلهام جبران لمبدأ وحدة الوجود وتأثره في الفلسفات والديانات الهندية وتأثره بالصوفية في التراث الاسلامي كأبن الفارض وتائيته المعروفة وابن عربي الغزالي والحلاج، فضلا عن تربيته الدينية الأولى وتأثيرات الكتاب المقدس، لاسيما تلك اللغة الشعرية في ترجمة الانجيل في عهد الملك الانجليزي جيمس.

وحرص جبران في أزمة اغترابه ان يزرع وسط عقلانية الغرب روح الشرق التي جسدها في نزعته الروحانية الصوفية ولغته الشعرية العالية في النبي.

في المقاطع التي شاهدناه من الفيلم بدا أن تراث جبران التصويري ،لا سيما تلك الأجساد اللينة ذات المسحة النورانية التي لا تكاد تميز جنسها التي عرف جبران برسمها، شكل خير معين لفناني الرسوم المتحركة لتجسيد لوحاته الرمزية الكتابية وعوالمه الغنية في الفيلم.

اوضحت حايك في تقديمها علاقتها بكتاب النبي الذي كانت تشاهده إلى جانب سرير جدها الذي عرفها عليه، وعندما قرأت الكتاب لاحقا في عمر 18 سنة واثر بها ظلت صورته مرتبطة بجدها الذي أهدت العمل إليه كما ابنتها الصغيرة فالنتينا، بوصفها ممثلة للأجيال الجديدة التي عليها أن تتعرف على هذا التراث الثر وتنهل منه قائلة "لقد تعلمت الحياة عبر هذا الكتاب وأحلم أنها (ابنتها فالنتينا) عندما تكبر أن تتعلم الحياة كما تعلمت عبر جدي من جبران خليل جبران وشعره وكتابه النبي".

تقنيون وممثلون كبار

وأقنعت حايك مخرج أفلام التحريك الحاصل على الأوسكار وصاحب فيلم "الملك الأسد" روجر اليرز ليتولى الاشراف على المشروع وبناء الإطار السردي أو الحكاية الإطارية التي ستجمع رؤى بقية المخرجين لقصائد جبران في إطار قصة تمثل عظة معينة عن جانب من جوانب الحياة.

لقد بنى أليرز حكايته الإطارية على العلاقة بين طفلة تدعى المترا (وهو اسم شخصية العرافة التي تتعاطف مع المصطفى في كتاب جبران ويحكي لها عظاته وقصائده) تتسلل إلى غرفة شاعر منعزل ومنفي يدعى مصطفى. ويتضح من اختيار الطفلة هدف الفيلم في مخاطبة الأطفال وتقريب كتاب جبران إليهم عبر الرسوم المتحركة.

وإلى جانب أليرز نجحت حايك في جمع مجموعة من أفضل فناني الرسوم المتحركة وخبرائها واعطتهم الحرية لتقديم الشكل الفني الذي يختارونه لتجسيد قصائد النبي(يشارك فنان عربي واحد هو الأماراتي محمد سعيد حريبفي هذا الفيلم).

ومن الفنانين المشاركين في المشروع تحدثت فنانة الرسوم المتحركة جوان سي كراتز، (وهي صاحبة تكنيك خاص بها في أفلام التحريك يدعى الرسم بالطين، تقوم فيه باختيار أشكال طينية تقوم بعدها بمزجها مع الألوان ثم تحك خطوطا دقيقة فيها لتوحي بالحركة وتدفق الصور) عن أنها حاولت في المقطع الذي صنعته في الفيلم العودة إلى رسوم جبران نفسه وكذلك مناخ تأثره بالشعراء الرومانتيكيين ولاسيما الشاعر الانجليزي وليم بليك الذي كان رساما أيضا.

وقام فنانا التحريك الفرنسيين المعروفين الأخوان بريسي (بول وجيتان) برسم لوحات القصة التي يستند اليها تطور السرد في الفيلم story board

وأشارت حايك في تقديمها إلى أن لوحاتهما للفيلم ستجمع في معرض فني، وعرض في الأمسية مقطعا يمثل تسلل هذه اللوحات مع موسيقى الموسيقار اللبناني الأصل غبريال يارد ( الحاصل على الأوسكار عن موسيقى فيلم المريض الإنجليزي، وواضع موسيقى أفلام أمثال كاميل كلوديل، مدينة الملائكة، بيتي بلو،طروادة وغيرها) الذي وضع الموسيقى التصويرية لمجمل الفيلم وكان حاضرا في الامسية الاحتفائية.

وقدم فنان التحريك الايرلندي توم مور مزجا رائعا في اخراجه للأغنية المرافقة في الفيلم بين لوحات الفنان غوستاف كليمنت والزخرفة الإسلامية ليقدم مزيجا تشكيليا مبهرا وأشكالا ملونة انسابت بجمالية رائعة مع موسيقى يارد.

وقدم المخرج وفنان التحريك ومصمم الغرافيك الأمريكي بيل بلايمتون (وصفته حايك بأنه اسطورة في عالم الرسوم المتحركة) اسلوبا يعتمد على الاقتصاد في الخطوط والأشكال واستلهام بعض أشكال الموروث التصويري الشرقي فضلا عن استلهام لوحات جبران نفسه.

ولعل أحد اجمل مشاهد الفيلم التي شاهدناها تلك اللقطات التي حاولت ان تجسد فكرة جبران عن الحرية حين تتحول اقفاص الطيور إلى عملاق كبير (رمز الاستبداد) يتبدد لاحقا إلى طيور حرة، أو مشهد الطيور المربوطة بخيوط إلى الشجرة فتقتلعها وتطير بها.

وجسد اصوات الشخصيات في الفيلم إلى جانب حايك عدد من الممثلين المعروفين بينهم فرانك لانغيلا (الباشا) وليام نيسون (مصطفى).

لقد جسدت حايك في عملها مقولة نبي جبران عن قيمة العمل : "انت - حين تعمل- مزمار. تتحول همسات الدهر في جوفه الى أنغام. ومن منكم يود لو يصبح قصبة خرساء بكماء، على حين تغني الكائنات حوله في توحد وألفة"، فنجحت بحماسها وتقديمها أن تعيدنا إلى جبران وان تستعيد نشيده في عمل جماعي بتوحد وألفه تنم الأجزاء التي شاهدناها منه أنه على قدر كبير من الجمال والشاعرية.

الـ BBC العربية في

18.05.2014

 
 

الدبابات وأبطال "الأكشن" يثيرون الفوضى في مهرجان كان

نيل سميث/ مراسل بي بي سي للشؤون الفنية 

ماذا سيحدث إن ركب أكبر نجوم أفلام الإثارة في العالم دبابتين وسط مهرجان كان السينمائي؟

ستكون هذه غالبا أفضل وصفة للفوضى التامة.

ولم يكن الحال أفضل كثيرا في فندق كارلتون في كان حيث اجتمع مئات الصحفيين في قاعة ذات أعمدة مزينة لحضور مؤتمر صحفي صاخب.

ولم يتأثر سيلفستر ستالون بالفوضى، بل تحرك في ثقة مدربة، وبدا بقية أبطال الجزء الثالث من فيلم المستهلكون - الجزء الثالث "ذا اكسبيندابلز" وكأنهم في بقعة هدوء وسط الإعصار.

وكان من أبرز أبطال الفيلم نجوم هوليوود أرنولد شوارزنيجر، وميل غيبسون، وهاريسون فورد، بالإضافة إلى أنتونيو بانديراس من إسبانيا، ودولف لوندغرين من السويد، وجيسون ستاثام من بريطانيا.

وكان ثمة إقبال على الميكروفون حتى أن ويزلي سنايبس - الممثل الذي صدرت ضده مؤخرا عقوبة بالحبس ثلاث سنوات للتهرب الضريبي – بالكاد استطاع الحديث.

وشهدت الأجواء ما كان يشبه عودة اجتماع الأصدقاء القدامى إذ قال فورد عن زملائه "إنهم مجموعة عمل رائعة"، ووصف غيبسون تصوير الفيلم في بلغاريا قائلا إنه كان كالإحتفال.

وقال لوندغرين "إنه مشروع فريد جدا، والجماهير تشعر أن الشخصيات ودودة حقا".

بينما قال شوارزنيجر، 66 عاما، والذي قام بتصوير دوره في الجزء الأول من المستهلكون في 2009 عندما كان ما يزال حاكم ولاية كاليفورنيا، "أنا من أكبر المعجبين بأفلام الإثارة، فهي دائما طريقة رائعة لتسلية الناس، وكأنها لغة عالمية."

وتبادل الممثلون النكات بحرية، كما سخر ستالون وشوارزنيجر من تجاربهم الأقل نجاحا والأكثر كوميديا.

ولكن سرعان ما اتجه الحديث إلى السؤال عن مدة استمرار سلسلة الأفلام في ظل الإصابات المختلفة التي حدثت، والمشاكل التي عاناها الفريق أثناء التصوير.

كانت شاحنة قد وقعت في حوض للسفن بينما كان يقودها ستاثام، وظهرت اللقطة في شريط لكواليس التصوير عرض للصحفيين قبل المؤتمر الذي عقد الأحد.

ولكن مكروها لم يصب ستاثام في هذا الحادث، على عكس الممثل البديل الذي مات في انفجار مركب أثناء تصوير الجزء الثاني من المستهلكون في 2011.

وقال ستالون "إن الجميع يتعرض للإصابة، لا يمكن تجنب ذلك. نحن نحاول إتخاذ إحتياطاتنا، ولكن عندما تقوم بتمثيل لقطات الإثارة واقعيا تشعرنا هذه الكدمات بفخر."

ويأمل فريق الفيلم في الوصول إلى عدد أكبر من المشاهدين حديثي السن، إذ يتمنون الحصول على شهادة بي-جي 13 التي تنص على أن بعض المواد في الفيلم قد تكون غير مناسبة للأطفال دون سن الثالثة عشر، وأن توجيه ولي الأمر مطلوب أثناء المشاهدة.

ويقول ستالون "نحن ندين للجيل القادم، ونريدهم أن يستمتعوا بالفيلم بدون التسلل إلى السينما".

ومن المتوقع أن يعرض المستهلكون 3 في المملكة المتحدة في 14 أغسطس/ آب المقبل، بينما يستمر مهرجان كان السينمائي حتى 25 مايو/ آيار الجاري.

الـ BBC العربية في

18.05.2014

 
 

جيرار ديبارديو يشبه قصة ستراوس-كان بمآسي شكسبير

نيل سميث/ مراسل بي بي سي 

أدلى النجم جيرار ديبارديو بتصريحات وصف من خلالها فضيحة دومينيك ستراوس – كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي، بإحدى أعمال وليام شكسبير المأساوية.

جاءت تصريحات ديبارديو بعد حضور العرض الأول لفيلمه السينمائي المستوحى من قصة السياسي الفرنسي.

وقال ديبارديو لبعض المراسلين بعد عرض فيلم "مرحبا في نيويورك" في إطار فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، إن الفيلم "يتناول السلطة والجنس والمال."

وأضاف أن "تلك العناصر المذهلة سوف نجدها في المآسي الدرامية العظيمة التي تعلمناها على خشبة المسرح."

يروي الفيلم المثير للجدل للمخرج آبل فيريرا قصة الخبير المصرفي الكبير الذي شوهد أثناء اعتداءه جنسيًا على إحدى العاملات بغرفته في أحد فنادق نيويورك.

وكان ستراوس قد غادر منصبه كرئيس لصندوق النقد الدولي في 2011 بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي، وكانت التهم المنسوبة إليه قد أُسقطت وتم التوصل إلى تسوية الأمر وديًا بعيدًا عن المحكمة مع عاملة الفندق التي تُدعى نفيساتو دياللو.

واعترف ديبارديو، الذي لعب دور جورج ديفيرو بالفيلم، بأن "الفيلم مأخوذ عن موضوع معروف للجميع عبر وسائل الإعلام."

لا مجال للمقارنة

وقال ديبارديو، 65 سنة، إن "الصورة التي تمتع بها هذا الرجل كانت تعكس تألقه، وكان من الممكن أن يتولى منصب رئيس فرنسا."

رغم ذلك، نفى ديبارديو أن يكون أداؤه يركز على الشخصية الحقيقة لستراوس- كان، ومن ثم "لا يوجد أي تطابق بين الشخصيتين لنتحدث عنه" وفقًا لبطل الفيلم.

وأضاف أن "المتعة الحقيقية كانت في ألا أعيره اهتمامًا. فجوهر المسألة لم يكن أن أكون مثله على الإطلاق أو أن أبدو كذلك."

وتلعب الممثلة البريطانية، جاكلين بيسيت، دور زوجة ديبارديو في الفيلم، وهي الشخصية التي تحمل أوجه شبه كثيرة بزوجة ستراوس-كان، آن سينكلير.

وقالت جاكلين، 69 سنة، "شعرت بأنها قصة شاملة"

وكانت جاكلين قد وصلت إلى هذا الدور لتحل محل النجمة الفرنسية إيزابيل أدجاني التي رُشحت للدور في مراحل مبكرة من إنتاج الفيلم.

وأضافت النجمة أنه "كان أمامي الكثير من العمل لأؤديه وكإمرأة كان لدي تعاطفًا كبيرًا مع شخصية جيرار."

عشق ودوافع

ويقول ديبارديو إن الشخصية التي يمثلها تعاني من مرض يخرج "الوحش" الذي بداخلها، مضيفا :"لم أتسائل قط عن أخلاقيات الشخصية التي أؤديها."

واستطرد قائلًا "لم يكن هذا الرجل مثل شخصيتي على الإطلاق، ولكني أتفهم دوافعه وولهه."

يُذكر أن الفيلم يبدأ بسلسلة من مشاهد جنسية يظهر فيها ديبارديو أثناء معاشرة بعض العاهرات في جناحه الخاص ببعض الفنادق بواشنطن ونيويورك.

ويظهر في المشاهد التالية مقبوضًا عليه وموضوعًا قيد الاحتجاز الجبري حيث يتعرض للتفتيش الذاتي، ويترك الفيلم الباقي لخيال المشاهدين.

بعدها تبدأ بعض المشاهد الارتجاعية للأحداث التي يظهر فيها البطل وهو يحاول إغواء طالبة حقوق شابة في باريس ويعتدي جنسيًا على صحفية تقاوم محاولته.

ودافع المخرج الأمريكي آبل فيريرا صاحب الفيلم المعروف "ذي باد ليفتينانت" من إنتاج عام 1992 عن تلك المشاهد مؤكدًا أنه لم يكن أمامه أي "خيار آخر" من وجهة نظره.

وأوضح فيريرا :"هذه هي نفس الأماكن، نفس الأحداث، ولكننا لا نتناول بالفيلم تلك الأحداث."

وأضاف أن "السؤال عن مدى العنف الذي تتسم به تلك الأحداث، لابد أو يوجه إليه هو (في إشارة إلى ستراوس-كان) لا لي أنا."

وتابع قائلًا إن "الفيلم مزيج من التوثيق والملحمة الشعرية متصاعدة الأحداث التي تعطي المشاهد فرصة مراقبة ما يحدث دون أن يشعر به أحد."

في المقابل، قال ديبارديو أنه هو نفسه كره أن يؤدي تلك المشاهد التي تحتوي على عنف ضد المرأة واصفًا هذا الجزء من الفيلم بأنه كان "الأكثر إرهاقًا" من شخصية سيرانو دي برغراك، التي رشحته لجائزة الأوسكار عام 1991.

تجدر الإشارة إلى أن "مرحبا في نيويورك" لم يكن من الأفلام التي وقع عليها اختيار اللجنة المنظمة ليكون من بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية.

صورة هزلية

وبدلا من عرض الفيلم تجاريًا في دور العرض في فرنسا، جعله منتجوه متاحا عبر الفيديو عند الطلب.

وفي دول أخرى منها بريطانيا سيعرض الفيلم في دور السينما.

وحتى الآن، تشير تحليلات النقاد التي قيمت الفيلم إلى أنه فيلم جيد. ووصف أحد النقاد في مجلة "فارايتي" الفنية الفيلم بأنه "سوف يوقد نار الفضيحة الحقيقية مرة ثانية بلا شك."

وأكد أيضًا أنه سوف يضاف إلى سلسلة إنجازات ديبارديو في الأداء التمثيلي الرائع.

وقالت مجلة هوليوود ريبوتر إنه أعطى صورة غير محتشمة وأحيانا هزلية لأحداث موثقة بشكل جيد، ولذلك فقد وصفت وقت الفيلم وهو نحو ساعتين بأنه "مرهق".

تتضمن بداية الفيلم إعلان إخلاء المسؤولية الذي يقول "إن الفيلم مستوحى من إحدى قضايا المحاكم "، لكن من ناحية أخرى هو "خيالي تماما".

الـ BBC العربية في

18.05.2014

 
 

عرض «الأسيرة» في مهرجان «كان» يثير غضب النقاد 

(كان - كونا، أ ف ب، رويترز) 

عقدت الدهشة لسان الممثلة أميريكا فيريرا، بسبب تصرف أحد الصحافيين الذي اقتحم السجادة الحمراء، فتملكها الرعب والذعر إلى أن تم التعامل معه.

استمرارا لفصول ردود الفعل الغاضبة، استهجن النقاد عرض فيلم «ذا كابتيف» (الأسيرة) في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ67، وتراوحت الآراء بين الغضب والدهشة والرفض.

ويعيد «هاو تو ترين يور دراجون 2» بعض نجوم أفلام الرسوم المتحركة في هوليوود إلى دائرة الاضواء في المهرجان، بينما يثري فيلم عن اختطاف طفلة تنوع الافلام المشاركة في المهرجان الذي يستمر 12 يوما.

وفيلم الرسوم المتحركة هو الجزء الثاني من عمل يدور حول طفل وصديقه التنين، ويعرض خارج المسابقة الرئيسية، في اليوم نفسه الذي تعرض فيه ثلاثة من 18 فيلما تنافس على جائزة السعفة الذهبية.

ويدور فيلم الأسيرة «ذا كابتيف» للمخرج الكندي توم إيجويان حول اختطاف طفلة عمرها عشر سنوات من سيارة والدها من قبل عصابة تستغل الاطفال جنسيا، ولم يحظ الفيلم بقبول كبير من جمهور النقاد الذين شاهدوا الفيلم في عرض خاص. وكتب برايان دي. جونسون الناقد السينمائي، في حسابه على «تويتر»، عن الفيلم: «لقد أثار استهجان الحضور أثناء عرضه للصحافيين... تراوحت ردود الفعل بين الدهشة والرفض»، وقال إيجويان إنه استلهم فكرة الفيلم من حادثة وقعت في بلدته غرب كندا، عندما تعرض طفل للاختطاف في متنزه حينما انشغلت عنه امه لحظات.

حادثة غريبة

ومن المواقف الغريبة التي تحدث دائما في المهرجان، اقتحم الصحافي الاوكراني فيتالي سيديوك السجادة الحمراء في المهرجان، محاولا الاختباء تحت فستان الممثلة أميريكا فيريرا أثناء حضورها إحدى الفعاليات، لاسيما ان الفستان من النوع العريض من الأسفل، لكن زميلتها النجمة كيت بلانشيت انتبهت للصحافي وحاولت تهدئة فيريرا ريثما يصل الامن للسيطرة على الحدث.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الصحافي الأوكراني الشغب، فقد تلقى صفعة عام 2012 من النجم ويل سميث حين حاول تقبيله على فمه على السجادة الحمراء، في العرض الاول لفيلمه Men In Black 3، وفي حفل غرامي عام 2013 اقتحم المسرح خلال تسلم النجمة أديل الجائزة.

من جانبه، أكد مدير مهرجان ابوظبي السينمائي علي الجابري ان المهرجان يمثل الحاضنة الاساسية للسينما في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، في ظل الاهتمام الذي يوليه لتفعيل السينما بالمنطقة، وتحفيز الشباب الخليجي على المزيد من الاهتمام بها.

وقال الجابري ان مهرجاني دبي وابوظبي يتحركان في مهرجان كان السينمائي تحت مظلة جناح الامارات، مضيفا ان هناك تعاونا بناء هدفه خدمة صناعة الانتاج السينمائي في الامارات ودول مجلس التعاون الخليجي.

وعلى هامش مهرجان كان، اجتمعت إدارة مهرجان مالمو للفيلم العربي بالسويد وإدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بمصر، وتم الاتفاق على توقيع بروتوكول تعاون بين المهرجانين.
وقال رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية سيد فؤاد إنه تم ايضا الاتفاق على تنظيم أحداث فنية وسينمائية مشتركة، من بينها بانوراما عن أفلام الاغتراب في السينما الإفريقية، لتعرض في الدورة الرابعة من مهرجان مالمو، سبتمبر 2014.

وأشار إلى انه سيتم ايضا تنظيم برنامج «إفريقيا بعيون مالمو» ليعرض في الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في مارس 2015.

الجريدة الكويتية في

18.05.2014

 
 

هاريسون فورد:

أرغب في بدء تصوير الجزء السابع من «حرب النجوم»

كان (فرنسا) - إفي 

قال النجم الأميركي هاريسون فورد، اليوم (الأحد)، إنه يرغب في بدء تصوير الجزء السابع الجديد من سلسلة أفلام «حرب النجوم»، والتي سيجسد فيها مجدداً شخصية هانز سولو.

وقال فورد، في مهرجان كان السينمائي، اليوم، حيث جرى تقديم الجزء الثالث من فيلم «المرتزقة»، على هامش الحدث «لم نبدأ التصوير بعد، ولكن السيناريو قويّ، وطاقم العمل رائع».

وأضاف: «أنا أرغب في بدء الأمر، سيكون مسلياً، صناعة الأفلام عمل رائع وممتع».

ومن المُقرّر أن يبدأ تصوير الجزء الجديد من «حرب النجوم» هذا الشهر في لندن، ويمثل عودة نجوم الثلاثية الأصلية للعمل معاً، وهم هاريسون فورد، وكاري فيشر، ومارك هاميل.

ويشارك أيضاً في الجزء الجديد كل من جون بوييغا، وديزي ريدلي، وآدم درايفر، وأندي سيركس، وماكس فون سيدو، وأوسكا إيزاك.

ويدور الجزء الجديد، الذي كتب السيناريو له لورانس كسدن وأبرامز، في الثلاثين عاماً التالية للأحداث التي جرت في فيلم «حرب النجوم: عودة الجيداي».

الحياة اللندنية في

18.05.2014

 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

20.05.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)