كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«نوح» الهوليوودي قَتَل الشِّعر واختزل الخير والشرّ

بانة بيضون

ملف خاص عن فيلم (نوح Noah)

   
 
 
 
 

بعد أخذ وردّ، طُرح أخيراً شريط دارن أرونوفسكي في الصالات اللبنانية بعدما مُنع في معظم الدول العربية. ينطلق المخرج من النصوص الدينية وصورها المتخيلة ليجسّدها على الشاشة بأسلوب يغلب عليه الأكشن والاستعراض والضخامة

يقدّم دارن أرونوفسكي (1969) نسخة معاصرة من سيرة النبي «نوح»، منطلقاً من النصوص الدينية وصورها المتخيلة التي يعيد بناءها ويجسّدها على الشاشة بأسلوب يتجه إلى الأكشن الهوليوودي الضخم (كلفة الانتاج 130 مليون دولار). لكن في مضمونه والاستعارات التي يتبناها، يستكشف السينمائي الأميركي مفاهيم أكثر تعقيداً من ثنائية الصراع بين الخير والشر، إلى جدل العلاقة بين الخالق والمخلوق.

إلا أنّ الصحافة الفرنسية أخذت على المخرج الأميركي أنّه حوّل النبي من رجل مسالم إلى محارب مفتول العضلات في خدمة الله (راسل كرو)، كما حوّل النصّ الديني ذا الأبعاد الشعرية إلى استعراض ضخم وتبسيطي. يصوّر المخرج النبي «نوح» المتنازع بين دوره كأب وزوج وكنبي، وبين إيمانه بالله وإيمانه بالإنسان معاً. باستثناء لبنان، منع الفيلم في مصر ومعظم الدول العربية بسبب تصويره للأنبياء، الأمر الذي تحرّمه الشريعة الإسلامية ولو أنها مسألة إشكالية نظراً إلى أنّه تم عرض المسلسل الإيراني «يوسف الصديق» الذي يصوّر النبي يوسف على قناة «الكوثر» وبعدها على قناة «المنار» وغيرهما من الفضائيات. كذلك، لم يلق فيلم «آلام المسيح» لميل غيبسون عام 2004 ردة الفعل العنيفة نفسها رغم تصويره المسيح، فعرض في مصر من دون معارضة الأزهر. قد يعود ذلك جزئياً إلى الطريقة التي صوّر فيها الفيلم دور اليهود في التآمر على المسيح لصلبه، ما لاقى ترحيباً من العرب في حين اعترض عليه بعض اليهود بحجة معاداة السامية. لاقى «نوح» أيضاً انتقادات من المتدينين في أميركا حتى قبل عرضه، خصوصاً بعد تصريح أرونوفسكي بأنّ «العمل سيكون أبعد ما يكون عن الفيلم الديني». لكن ذلك لم يحل دون منعه في الصالات، وهذا هو الاختلاف بين ثقافة تقوم على احترام عقل المشاهد وحرية التعبير والاختيار وأخرى تقوم على المنع والقمع والوصاية.

في الواقع، لم يقم أرونوفسكي فعلياً بتحريف النص الديني في بناء حبكته، بل استمد من سفر التكوين والتوراة العناصر التي يريد، ومزجها بحرفة ليوجّه القصة حيثما يريد. مثلاً، أدخل شخصية طوبال قايين الذي يُفترض أنه من سلالة قايين ابن آدم وحواء، الملك الشرير الذي يرفض الاستسلام لموته المحتوم والخضوع لمشيئة الخالق ووضعه مع البشر في مواجهة متخيلة مع النبي نوح التي تدافع عنه مخلوقات عملاقة من الحجارة. الأخيرة هي ملائكة عصت الخالق فسجنها داخل قوالب من الصخر. هذه المخلوقات تساعد نوح في بناء السفينة المهولة التي ستحمل على متنها كل حيوانات الأرض، اثنان من كل فصيلة. يعتمد المخرج على إضافات مستوحاة من النصوص الدينية، وفي أحيان أخرى على حلول أكثر واقعية لإيجاد مخارج للعقبات التي تعترضه في رواية هذه القصة كطريقة النبي «نوح» وزوجته (جنيفر كونيللي) المبتكرة في تخدير الحيوانات لوضعها في السفينة. كذلك، يدخل عوامل أكثر حداثة كالأسلحة التي نراها في المعارك وقد لا تتفق تماماً مع سياق الفيلم التاريخي. لكن لا يبدو أنّ هدف المخرج الأساسي هو تقديم نسخة أكثر واقعية عن سيرة «نوح» (الأمر مستحيل عملياً)، بل يختار أن ينعتق تماماً من القيود في سرده السينمائي متماشياً مع الجانب الأسطوري من قصة النبي، مالئاً الثغرات بتفاصيل متخيلة. ورغم صور الرعب المتمثلة في المجاعة وتقاتُل الناس وأكلهم لبعضهم بعضاً، أو مشاهد الحشود التي تسحق وتتناثر تحت أرجل المخلوقات العملاقة الصخرية، إلا أنّ هذا الفيلم الذي يجسد نهاية العالم قد يعتبر أقل أعمال أرونوفسكي سوداويةً نسبة لأفلامه السابقة كـ«جناز حلم» (2000) و«البجعة السوداء» (2010). ينجح المخرج ببراعة وبطريقة مستترة غالباً في السير بقصة النبي «نوح» في الاتجاه الذي يريد. يصوّر لنا نوح مثقلاً بالذنب، ينفّذ المهمة التي أوكلها إليه الخالق ببناء السفينة وإنقاذ الحيوانات وترك كل ما تبقى من البشر الخاطئين لملاقاة حتفهم. لكنّه يتساءل أيضاً عن سبب اختياره وعائلته دون غيرهم للنجاة من الطوفان وإذا كانوا هم أنفسهم بلا خطيئة. التساؤل يفضي به في النهاية إلى أنهم ليسوا بمختلفين عن البقية. لذا عليهم أن يموتوا كغيرهم بعد تنفيذ المهمة كي يختفي الجنس البشري عن وجه الأرض. يفسر نوح في أحد المشاهد سبب اختيار الخالق له: «لقد اختارني فقط لأنني أستطيع تنفيذ هذه المهمة». من ناحية أخرى، تتمسّك زوجة نوح وأولاده بحق استمرارية الحياة، فيما يطالب طوبال قايين بحكم الإنسان على الأرض، خصوصاً أنّ الله خلقه على صورته كما يقول لـ«حام» ابن نوح في مشهد من الفيلم.

الصراع الأساسي الذي يتناوله أرونوفسكي هو في ذات الإنسان نفسه المتنازع بين دماره الذاتي وتمسّكه بالحياة واستمرارية الخلق كما غريزة الموت التي يتحدث عنها فرويد الموجودة في كل منّا بالتوازي مع غريزة الحياة. كذلك، فإن صفح النبي «نوح» عن حفيدتيه الصغيرتين في النهاية وتراجعه عن قتلهما هو صفح الإنسان أيضاً عن نفسه وانتصار لنزعة الحياة.

Noah: صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)

تحية إلى دار الفتوى والرقابة

لبنان ما زال بخير رغم كل شيء. هذا ما يشعر به المشاهد مع دخوله الصالات لمشاهدة «نوح». بعد جدل في العالم العربي حول العمل، والتخوف من انتقال العدوى الانحطاطية الى لبنان، يُسجّل للمؤسسة الدينية ترفعها عن أي ضغط على جهاز الرقابة، رغم تضارب سيناريو الفيلم مع الرواية الدينية. هكذا، اكتفت الرقابة في مبادرة حضارية يمكن التأسيس عليها، بوضع تنبيه للمشاهدين، يلفت إلى أنّ العمل من مخيلة مؤلفه ولا علاقة له بالعقيدة الاسلامية. بادرة أمل باستعادة لبنان دوره كمنارة للحريات والإبداع تحت سقف التعددية واحترام الاختلاف، والتمييز بين العمل المتخيل والواقع. إنّها تحية الى المواطن وحقه في أن يختار ويصدر حكمه من دون وصي على وعيه وحريته.

الأخبار اللبنانية في

14.04.2014

 
 

الرقابة السينمائية بين «المسيح» و«نوح»..

لكل نبي معيار سياسي

كتب: صفاء سرور 

اقتربت أزمة فيلم «نوح» للمخرج دارن أرنوفسكي من الحل، حسبما تفيد أنباء نُسب بعضها إلى مصادر داخل الرقابة عن «صدور قرار بالموافقة على العرض»، وذلك بعد جدل بين الأزهر والرقابة حول الفيلم الذي تتواصل عروضه في مختلف دول العالم وأخرها فرنسا وإيطاليا يومي 9 و10 أبريل، حسبما أعلن موقعه الرسمي الذي أشار في وقت سابق إلى أن موعد عرضه في مصر هو 26 مارس الماضي. 

صمت الرقابة طيلة الشهر الماضي ومطالبة «الأزهر» ووزارة الأوقاف بمنع عرض «نوح» محليًا «لحرمة تجسيد الأنبياء»، دفعا شركة «بارامونت بيكتشرز» منتجة الفيلم للإعلان في 31 مارس الماضي عن توقعها رفض الرقابة المصرية له، على الرغم من محاولات جهات بينها «جبهة الإبداع المصري» ولجنتي السينما والمسرح بوزارة الثقافة، الضغط لإخراج الفيلم للنور.

أكدت وزارة الثقافة، الجهة التي تتبعها الرقابة، في وقت سابق، احترامها لفتاوى وآراء الأزهر «غير الملزمة»، فيما لم يرد الدكتور أحمد عواض، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، على مكالمة «المصري اليوم» لمعرفة إجازة أو رفض «نوح»، الذي أثار جدلاً امتد إلى المواقع الافتراضية «فيسبوك، وتويتر» التي تساءل بعض مرتاديها عن أسباب منع الفيلم في دولة عرضت من قبل فيلم «آلام المسيح»، وفي زمن «التورنت».

يُثير «نوح»، بعيدًا عن عرضه أو منعه، جدلاً حول قضية أخرى تتعلق بالرقابة السينمائية في مصر، ومعاييرها لإجازة أو رفض الأعمال الفنية، وحالات وأسباب تدخل جهات غير مختصة فنيًا في عملها.

رقابة دينية

تشير وقائع سابقة بعشرات الأعوام على فيلم «نوح»، ذكرتها الرئيسة السابقة للرقابة اعتدال ممتاز في كتابها «مذكرات رقيبة سينما»، الذي يؤرخ لفترة عملها بالجهاز التي انتهت قرب نهاية السبعينيات ، إلى اهتمام الرقابة وأحيانًا التزامها، بتحفظات السلطتين السياسية والدينية على العمل الفني، وذلك منذ أن كانت الرقابة تابعة لوزارة الداخلية في العهد الملكي، وبعد انتقالها عقب ثورة 1952 لتبعية وزارة الإرشاد القومي «الثقافة»، لدرجة اتخاذها قرارات بمنع أعمال جيدة، استجابة لاعتراضات سياسية ودينية.

وحرصت الرقابة على التأكد من رضا الأزهر والكنيسة عن الأعمال الفنية التي تتعرض لأحداث أو شخصيات دينية، وحدث أن منع اعتراض «الأزهر» في السبعينيات ظهور الإمام الحسين والسيدة زينب في مسرحيتي عبدالرحمن الشرقاوي «الحسين ثائرًا» و«الحسين شهيدًا» واللتين قرأ نسختيهما قبل الرقابة ولم تنفذا، كما اعترض في العشرينيات على تجسيد النبي محمد على الشاشة ظهور فيلم عن حياته كان مقررًا أن يؤدي دور البطولة فيه يوسف وهبي، ولم ينفذ. 

وتسببت الكنيسة في منع عرض أفلام، مثلما حدث عام للفيلم الإيطالي «زوجة القسيس» للمخرج دينو ريسي 1971، الذي رفعته الرقابة من دور العرض السينمائية، لتناوله زواج القساوسة، وبينما نجح حديثًا فيلم «بحب السيما» لأسامة فوزي 2004 في تجاوز الاعتراضات والوصول لدور العرض السينمائي، اعترضت الكنيسة على أفلام أخرى مثل «شفرة دافنشي» لرون هاورد 2006، كما طالبت الرقابة بمنع عرض الفيلم الإسباني «أجورا» لأليخاندرو امينابر، في ختام مهرجان الفيلم الأوروبي 2009، لأنه «يمس العقيدة المسيحية».

وواصلت المؤسسستان الاعتراض على أعمال فنية عالمية ومحلية، بدعاوى «تجسيد نبي أو صحابي، أو مساسها بالعقيدة»، ما أدى لحرمان بعض الأعمال من العرض لسنوات مثل فيلم «الرسالة» لمصطفى العقاد 1977، و«المهاجر» ليوسف شاهين 1994.

الجدل الذي صاحب «نوح» قد يتعرض له قريبًا الفيلم الأمريكي «ابن الإله» لكريستوفر سبنسر، والذي يتناول حياة المسيح ويُفترض طرحه في دور العرض السينمائية المصرية أبريل 2014، وهو الجدل الذي تغلب عليه فيلم «ملحد» لنادر سيف الدين، الذي وافقت الرقابة مؤخرًا على عرضه «للكبار فقط»، كما أجازت فيلم «أسرار عائلية» لهاني فوزي، ويتناول علاقات المثليين.

مصلحة الدولة 

منذ أعوام، خضعت قرارات رقابية لأحكام وأهواء السلطة السياسية، فمنعت الرقابة المصرية عام 1950عرض فيلم يتناول حياة ملكة فرنسا ماري أنطوانيت، بسب تهديدات من القصر الملكي للرقيبة، لاعتقاده أن الفيلم «سيتسبب في نشر الأفكار المناهضة للملكية»، ولهذا السبب كانت الأفلام إما تُمنع أو تُعرض بعد حذف مشاهد، مثلما حدث لفيلم «الفرسان الثلاثة» الذي كان وجه الاعتراض عليه هو مساس بعض عباراته بملك فرنسا.

كان المنع والإباحة بسبب السياسية متغيرًا وفقًا للنظام الحاكم، فالأفلام «المضادة للملكية» التي منعتها السراي عُرضت جميعها دون حذف بعد ثورة 1952، بينما مُنع من العرض أي عمل يمس الثورات وفيما بعد الاتحاد الاشتراكي، وأبرز الأمثلة على ذلك فيلم «ميرامار» لكمال الشيخ 1968، الذي حارت الرقابة في أمره وكاد أن يُمنع من العرض «لاحتوائه على عبارات تنتقد الاتحاد الاشتراكي وقوانينه»، ولم يُجاز إلا بعد عرضه على أنور السادات، رئيس مجلس الشعب في ذلك الوقت، حسبما تذكر اعتدال ممتاز.

كانت حالات إجازة الأفلام بقرار سياسي متكررة، وقد صدرت بعض هذه الإجازات عن رأس السلطة، مثلما حدث مع فيلم «يوميات نائب في الأرياف» لتوفيق صالح 1969، والذي عُرض بأمر من الرئيس جمال عبدالناصر، الذي قرر في العام نفسه عرض فيلم «شئ من الخوف» لحسين كمال، على الرغم من شائعات ذكرت أن بطله الديكتاتور«عتريس» هو تجسيد لشخصية عبدالناصر.

في السبعينيات، وكما أجازت الرقابة بعد الثورة كل الأفلام المهاجمة للملكية، حفلت دور العرض السينمائي بأفلام تدين «فساد مراكز القوة في الستينيات»، ومنها «آه ياليل يا زمن» لعلي رضا 1977، ويشيد بـ«ثورة التصحيح» ويدين فترة التأميم، وكذلك فيلم «وراء الشمس» لمحمد راضي 1978، ويتناول سلبيات هزيمة 1967 وما تلاها، بل أجيزت في السبعينيات أفلامًا تنتقد الستينيات على الرغم مما احتوته مضامينها من عنف بلغ حد التعذيب والاعتداء الجنسي، ومنها فيلمي «إحنا بتوع الأتوبيس» لحسين كمال 1979، و«الكرنك» لعلي بدرخان 1975.

وكانت مصلحة مصر وعلاقاتها من مسببات رفض الرقابة لأفلام جيدة فنيًا، ومنها فيلم «كليوباترا» لجوزيف مانكيفيتس 1963، والذي تسببت مقاطعة أعمال بطلته إليزابيث تايلور، المؤيدة لإسرائيل، في عدم عرضه حتى اُفرج عنه بعد توقيع «معاهدة السلام»، كما مُنِع من العرض فيلم «دكتور زيفاجو» لديفيد لين 1965، حرصًا على علاقة مصر بالاتحاد السوفيتي.

حديثًا، مُنع فيلم «ناجي العلي» لعاطف الطيب 1992 من العرض بدعوى أنه يمجد شخص يسئ للبلد بسبب انتقادات رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي للأنظمة المصري والعربية، خاصة بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، وأن الشخصية المصرية الوحيدة في الفيلم والتي جسدها الممثل محمود الجندي، ظهرت غائبة عن الوعي طوال الأحداث.

وتعرضت أفلام أخرى لحذف مشاهد منها لدواعي مختلفة، ومنها ما حدث لفيلم آخر لعاطف الطيب وهو «البرئ» 1986، ويتناول فكرة تسخير السلطة للإنسان، فلم يعرض الفيلم إلا بعد حذف نهايته التي يطلق فيها المجند «سبع الليل» الرصاص على الضباط والجنود بالمعسكر.
لم يكفل منع الأفلام التي تتعرض للسلطة ورجالها الحماية لهم جميعًا، فأجازت الرقابة أفلامًا ذات محتوى سياسي من بينها «الإرهاب والكباب» لشريف عرفة 1992، وتضمن سخرية من شخصيات سياسية لم تصل لمستوى أعلى من الوزراء، ثم ظهرت شخصية رئيس الوزراء بشكل ساخر في فيلمي «عايز حقي» لأحمد نادر جلال 2003، و«رامي الاعتصامي» لسامي رافع 2008.

استثناء

إذا كان مبرر الرقابة لمنع أفلام تعرضت لقضايا دينية أو أحداث وشخصيات سياسية هو «صون المقدسات، والحفاظ على مصلحة الدولة»، فقد أجازت أفلامًا تتعلق بالضلع الثالث في مثلث «التابوو» وهو الجنس، الذي انتقل مع الوقت إلى وصف «هبوط فني»، على الرغم أيضًا من أن أحد معايير الرقابة للحكم على الأفلام هو الحفاظ على «الآداب العامة».

وأجازت الرقابة، في فترة هزيمة 1967 والسنوات التالية عليها، أفلامًا ذات محتوى جنسي فج، بعضها كان من إنتاج القطاع العام، وصدرت الموافقات عليها إما بقرار الرقيب مباشرة أو بعد تظلم صناع العمل، ومن هذه الأفلام «قصر الشوق» لحسن الإمام 1967 ، و«امرأة ورجل» لحسام الدين مصطفى 1971.

ودخل قطاع الإنتاج والتوزيع السينمائي الحكومي، ممثلاً في «مؤسسة السينما» التي أسستها الدولة عام 1962، في صراع مع الرقابة لتمرير أفلام من إنتاجها أو توزيعها، خلال الفترة من 1963 إلى 1971، وكان منها أفلام «جنسية فجة» مثل فيلمي سعيد مرزوق «سوق الحريم» 1970 و«زوجتي والكلب» 1971، وفيلم «السراب» لأنور الشناوي 1970، و«أوهام الحب» لممدوح شكري 1970، و«أدم والنساء» للسيد بدير 1971، و«حمام الملاطيلي» لصلاح أبو سيف 1973.

وتعلّق اعتدال ممتاز، الرئيسة السابقة للرقابة، على إجازة بعض أفلام القطاع العام الهابطة، بقولها إن الرقابة كانت تتساهل مع أفلام القطاع العام، حرصًا على اقتصاديات مؤسسة السينما المملوكة للشعب، كما أبدت دهشتها من تعارض مسار المؤسستين التابعتين لوزارة واحدة عندما ذكرت أن الرقابة كانت تتلقى تعليمات محددة لتطبيقها، تعبيرًا عن سياسة الدولة، وكانت بعض هذه الأفلام المنتجة أو المستوردة يتعارض تمامًا مع سياسة الوزارة، بل مع موقف الدولة.

المواطن الرقيب 

إذا كانت الرقابة في مصر جهة حكومية تُعبر عن سياسة الدولة، فالأمر يختلف في أغلب دول العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الإنتاج السينمائي الأضخم، وفرنسا أحد أقدم الدول التي عرفت فن السينما.

في الولايات المتحدة، يحدد نظام تصنيف الأفلام الفئة العمرية المسموح لها بمشاهدة الفيلم، ويضم هذا التصنيف 5 درجات لأي فيلم وهي «(G) أي ملائم لكل الأعمار، و(PG) يشاهده الأطفال في وجود الأبوين، و(PG-13) مضمونه غير مناسب للأطفال دون سن 13، و(Restricted) للبالغين، و(NC- 17) أي غير مسموح بمشاهدته لمن هم دون سن 17».

وتعمل «جمعية الفيلم الأمريكي» بنظام التصنيف منذ عام 1968، وتخضع له الأفلام بموجب قرار من مجلس من المواطنين العاديين الذين يشاهدون الفيلم ويقيمونه ووفقًا لمعايير مثل «العنف، والجنس، واللغة، والمخدرات» ويضعون تصنيفًا يُعتقد أن أغلب الآباء الأمريكيين قد يمنحونه للفيلم.


واستطاعت السينما الأمريكية إبعاد الجهات الحكومية عن المشهد الرقابي، حتى من قبل تطبيق نظام تصنيف الأفلام وذلك من خلال نظام «كود هايس» الذي خضعت له الأفلام منذ عام 1930 إلى 1968، وكان يهدف لضمان خلو الأفلام من المحتويات الجنسية وكذلك منع التدخلات الحكومية.
وتعد «جمعية الفيلم الأمريكي» نفسها إحدى محاولات الاستقلال بصناعة السينما عن التدخلات الحكومية، فقد أسستها عام 1922 الشركات الست الكبرى في مجال إنتاج وتوزيع أفلام هوليوود وهي «استوديوهات أفلام والت ديزني، وبارامونت بيكتشرز، وسوني بيكتشرز، وفوكس 20 سنشيري، واستوديوهات يونيفرسال سيتي، ووارنر انترتاينمت» تحت مسمى «جمعية منتجي وموزعي الأفلام» بهدف تطبيق نظام «الرقابة الذاتية» وتنظيم محتوى الأفلام والتفاوض مع الحكومة.

وفي فرنسا، الجهة المسؤولة عن إجازة الأفلام للعرض هي وزارة الثقافة، لكن بناء على توصية من «مجلس تصنيف الأفلام» التابع للمركز الوطني للسينما والصور المتحركة، وهو منظمة إدارية عامة مستقلة ماليًا، ويضع تصنيفات للأفلام هي «(عام) مناسب للعرض لكل الأعمار، وغير مناسب لمن هم أقل من 12سنة، وغير مناسب لمن هم أقل من 16 سنة، وغير مناسب لمن هم أقل من 18 سنة، وأخيرًا ممنوع أو غير صالح للعرض»، كما يمكن أن تصنف أفلامًا أخرى على أنها «إباحية، أو تحرض على العنف».

حماية النظام.. ومرجعية الأزهر

في مصر، توجد تصنيفات للأفلام منذ عام 1954، استنادًا لقانون الأحداث رقم «427/1954»، والذي يمنع القُصّر من دخول السينما، وبموجبه صنفت الرقابة الأفلام إلى «عامة، وللكبار فقط»، أما معاييرها لإجازة أو منع الأفلام فأبرزها بموجب القوانين «مصالح الدولة العليا، والآداب العامة، والنظام العام» دون تعريف واضح لمعنى وحدود هذه المفاهيم.

ويُفسر تدخلات المؤسسات الدينية في صميم عمل الرقابة، قرار وزير الإعلام رقم «220/ 1976» بشأن القواعد الأساسية للرقابة على المصنفات الفنية، والذي نص في مادته الثانية على عدم جواز «إظهار صورة الرسول (صراحةً أو رمزًا)، أو صور أحد الخلفاء الراشدين وأهل البيت والعشرة المبشرين بالجنة أو سماع أصواتهم، وكذلك إظهار صورة السيد المسيح أو صور الأنبياء عمومًا، على أن يراعى الرجوع في كل ذلك إلى الجهات الدينية المختصة».

وحصل الأزهر عام 1994 على سند قانوني للتدخل في عمل الرقابة بموجب فتوى من قسميّ الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، ومفادها أن «للأزهر وحده الرأي الملزم لوزارة الثقافة في تقدير الشأن الإسلامي للترخيص أو رفض الترخيص للمصنفات السمعية أو السمعية البصرية»، حسبما يشير تقرير صادرة عن مؤسسة «حرية الفكر والتعبير».

وأصبحت هذه النصوص والقرارات بالإضافة لقوانين أخرى صادرة منذ الخمسينيات والسبعينيات، وكان آخر تعديل لبعضها في التسعينيات، هي الحاكمة للرقابة إلى الآن، حسبما يؤكد لـ«المصري اليوم» أحمد عزت، مدير الوحدة القانونية بـ«حرية الفكر والتعبير»، التي تطالب منذ 2009 بإلغاء بعض هذه القوانين والقرارات، خاصة رقم «220/ 1976» والقانون رقم «430/1955»، وهو ما لم يحدث حتى بعد قيام الثورة وتغيير الدستور نفسه مرتين.

المصري اليوم في

09.04.2014

 
 

باحثون أمريكيون:«نوح» ضد الكتاب المقدس

كتبت: رقية عزام 

مازال الطوفان يواجه الفيلم الأمريكى «نوح» فبينما يرفض الأزهر عرضه فى مصر لتجسيده النبى «نوح» وانقسام الجميع حوله، يواجه الفيلم نفسه عاصفة من الانتقادات، المفاجأة هنا تكمن فى الرفض الأمريكى له وخصوصا من نقاد والباحثين فى الشئون المسيحية.

تفاصيل الانتقادات نقلتها شبكة «إن بى سى» الإخبارية الأمريكية وأطلقها «ستيفن جريدنس» الناقد السينمائى المتخصص فى الشئون الكاثوليكية على موقعه الخاص، وقال رغم أن كثيرًا من أحداث الفيلم تحاكى القصة الحقيقية فإن النص يحتوى على تحريفات أخرى تخالف الكتاب المقدس.

الشبكة الأمريكية أشارت أيضا إلى أن الباحثين كانوا يتوقعون أن يعكس المخرج الرؤية التوراتية للأحداث وفقا لما جاء فى كتاب العهد القديم، خاصة أنه نص دينى لقصة النبى نوح والطوفان العظيم.

الفيلم الضجة من بطولة «راسل كرو» وإخراج «دارين ارونوفسكى»، وبلغت ميزانيته 130 مليون دولار، مخرج الفيلم قال لمجلة «نيويوركر» إن العمل يعد من أقل الأفلام التى قدمت لها علاقة بالكتاب المقدس، وساعد هذا التعليق على تهدئة بعض المنتقدين.

المفاجأة الأكبر أنه رغم رفض الأزهر عرض الفيلم فإن بعض دور العرض السينمائية فى مصر بدأت فى عرض البرومو الخاص به والإشارة إلى أن عرضه قريبا، ولا نعرف حتى الآن على أى شاطئ سوف ترسو سفينة «نوح»، هل ستنهزم حرية الإبداع على صخرة المرجعية الدينية وتمنع الفيلم، أم سيكون لأصحاب توزيع الفيلم الكلمة العليا.

المصرية في

05.04.2014

 
 

حاكموا أمل دنقل قبل أن تمنعوا فيلم “نوح

أسامة عبد الفتاح \ مصر

**ماذا فعل الأزهر عندما عُرض فيلم “آلام المسيح” في مصر وشاهد ملايين المصريين مسلسلي “عمر” و”يوسف الصديق”؟

**باحث إسلامي: هل اهتزت صورة “حمزة” عندما جسَّده عبد الله غيث ثم قدم بعده دور “علوان” الشرير في “ذئاب الجبل”؟

مر يوم الأربعاء الماضي، وهو التاريخ الذي كان محددا لبدء عرض الفيلم الأمريكي “نوح” في مصر – والذي كان يسبق تاريخ بدء عرضه في الولايات المتحدة بيومين لسبب غير معلوم – من دون طرح الفيلم في قاعات السينما المصرية بسبب رفض الأزهر الشريف عرضه لتجسيده النبي نوح في عمل فني.

وقد تأخرت نسبيا في التعليق على القضية لأنني لم أكن أتصور أن الفيلم سيتم منعه بالفعل، وأن الأزهر الشريف سيصر على موقفه المتعنت حتى النهاية، مع بقاء جميع الجهات والهيئات الثقافية، الرسمية وغير الرسمية، ومنها الرقابة على المصنفات الفنية، عاجزة عن حماية الفيلم وعن حرية الإبداع بشكل عام، وكأن دور الرقابة هو القص والمنع فقط، وليس الدفاع عن حق الأعمال الفنية في الوصول للجمهور طالما لا تحتوي على ما يصدمه أو يخدش حياءه أو يهز ثوابته.

لم أكن أتخيل أن المنع سيتم بالفعل في عصر الفضائيات والإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، التي صار منع الأعمال الفنية في ظل وجودها قمة العبث وأمرا يبعث على السخرية، فالممنوع يمكن مشاهدته بكبسة زر على شاشة تليفزيون المنزل أو الكمبيوتر الشخصي أو حتى على شاشة التليفون المحمول، بعد أن يكون قد حصل على دعاية مجانية كهدية من الجهات التي منعته.

اعتراض بلا جدوى

وفي هذا الإطار، أود أن أُذكِّر مسئولي وعلماء الأزهر الشريف الأجلاء بالأعمال الفنية التي شهدت تجسيدا للأنبياء والرسل وجرى عرضها في دور السينما المصرية أو شاهدها ملايين المصريين عبر الفضائيات من دون أن يحدث شيء، ومن دون أن يستطيع الأزهر الشريف أن يفعل شيئا.

وكان فيلم “آلام المسيح”، الذي أخرجه النجم ميل جيبسون عام 2004، عُرض في مصر والعالم العربي على نطاق واسع رغم موجة اعتراضات علماء الدين الإسلامي، ورغم أنه يدور عن واقعة الصلب التي تنفيها العقيدة الإسلامية.. وفي عام 2012، عرضت إحدى القنوات الفضائية العربية – على مرأى ومسمع من المصريين – مسلسل “عمر” عن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رغم اعتراضات علماء الدين.

ومن ناحيتها، كانت إيران قد أنتجت – في 2008 – مسلسلا ضخما حمل اسم “يوسف الصديق”، وقام بتجسيد شخصية النبي يوسف عليه السلام فيه الممثل الإيراني مصطفى زماني، وكذلك أظهر المسلسل شخصية أبيه النبي يعقوب عليه السلام التي جسدها مواطنه “محمود ياك نيت”، وقد حظي الفيلم بمشاهدات غير مسبوقة في مصر والعالم العربي والإسلامي، رغم الحملات التي شنها عدد من الدعاة والمشايخ عليه.. فأين كان الأزهر الشريف من ذلك كله، وهل كان قراره بالمنع مجديا؟

مصير غامض

وحتى كتابة هذه السطور، لا يزال مصير الفيلم – الذي أخرجه دارين أرونوفسكي وشارك في كتابته مع آري هاندل وقام ببطولته النجم راسل كرو، في دور نوح، والنجم الكبير أنتوني هوبكنز وجنيفر كونيلي وإيما واتسون ودوجلاس بوث – غامضا، ولم يتحدد موقفه بشكل نهائي، حيث أكد وسيم عادل، مدير الشركة المسئولة عن توزيع الفيلم، أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية لم يفرج عن نسخ الفيلم إلى الآن، موضحا: “لم نخطر بجديد من قبل الرقابة”.

ولم تعلن الرقابة رأيها الرسمي النهائي في عرض الفيلم، رغم أن التقرير الخاص به موجود على مكتب رئيسها أحمد عوّاض منذ أيام.. إلا أن عبد الستار فتحي، مسئول الأفلام الأجنبية بالجهاز، قال إن أزمة فيلم “نوح”، سواء فيما يخص مطالبة الأزهر بمنعه أو تهديد بعض المتطرفين بحرق دور السينما في حالة عرضه، مبالغ فيها وأخذت أكبر من حجمها، مشيرًا إلى أنه مع عرض الفيلم وضد المصادرة والمنع.

وأضاف فتحي، خلال تصريحات تليفزيونية: “كنت متحفظًا في البداية قبل مشاهدتي الفيلم لمجرد سماعي أنه يقترب من تجسيد شخصية النبي نوح، لكن بعد ذلك وجدته بعيدا تمامًا عن شخصية النبي، فهو عبارة عن رؤية للعهد قديم ولم يستوح أحداثا أو قصصا من القرآن أو التوراة”. واستطرد: “لم تكن هناك ملحوظات تُذكر، لكنني فور مشاهدته وجدت الأحداث عادية، ويجب على أي جهة تود أن تصدر بيانا أو تعترض على الفيلم أن تشاهده أولًا ثم تقوم بالاعتراض أو إبداء الرأي”.

تشابه أحداث

وأوضح مسئول الأفلام الأجنبية بالرقابة أن مؤلف الفيلم وضع تسلسلا للأحداث والخط الدرامي وهذا يؤكد أن الفيلم ليس تأريخًا لحياة النبي نوح عليه السلام، ولا هو سرد لحياته، فالعمل يحكي قصة حياة رجل صالح طيب اسمه نوح، وتدور الأحداث من خلال سفينة يركبها من هو صالح ومن هو غير ذلك، ولم يقل الفيلم إطلاقًا أنه نبي ولم يُشر حتى لذلك، مشيرًا إلى أنه إذا قام المؤلف بتسمية البطل بأي اسم آخر كان سيمر الفيلم مرور الكرام من دون أن يلحظه أحد، لكن اسمه وتشابه الأحداث جعل البعض يعتقد أنه تجسيد للنبي نوح عليه السلام.

ويعني ذلك أن الرقابة تميل لعرض الفيلم، لكنها لم تعلن ذلك بشكل رسمي، أما الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، فصرح للصحفيين بأنه لم يشاهد بعد فيلم “نوح”، وأن الوزارة ليست ضد الإبداع وما لا يتعارض مع العقل والمصلحة. وأضاف أنه شكل لجنة للدراسة ومشاهدة الفيلم ورفع تقرير إليه، وأن الوزارة لم تتمكن من حجب الفيلم لأنه متاح عبر الإنترنت وكل مواقع التواصل الاجتماعى، منوها بدور الأزهر وفقا للدستور، وأنه إذا كانت القضية لها أبعاد دينية فلابد من تدخل المشيخة.

وكانت تصريحات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مشجعة نسبيا، حيث أكد أن “منع التجسيد يأتي حفاظا على مقام الأنبياء”، إلا أنه لفت إلى أن دور الأزهر يتوقف عند الفتوى، أما أن يُعرض العمل أو لا يُعرض فذلك متروك للمسئولين والقائمين على الإعلام والسينما، مع دعوة الناس لعدم مشاهدة مثل تلك الأعمال الفنية، لأنها غير جائزة شرعا.

كما أشار شيخ الأزهر إلى أن الفتوى بحرق السينما إذا عرض فيها هذا العمل الفنى أمر خطير وخطأ ولا يقبله الإسلام.. وأعتقد أن تصريحاته متوازنة، وتطمئننا على الأقل برفض العنف، وتلقي بالكرة في ملعب المسئولين عن العروض السينمائية في مصر لعلهم يضطلعون بمسئولياتهم في حماية الإبداع وأهله.

 اجتهادات مستنيرة

وقد أعجبتني بعض الاجتهادات الدينية المستنيرة التي تتعلق بالقضية، وأبرزها ما ذهب إليه الباحث الشرعي الشيخ عصام تليمة، الذي ناقش السبب الأبرز في رفض العلماء قيام أحد الممثلين بتجسيد دور نبي، وهو أن الناس ستشاهد الممثل يقوم بأداء دور ديني، ثم بعدها ستراه في دور هازل، أو شرير، وأن ذلك يؤدي إلى اهتزاز صورة الصحابي أو الرسول.

ورد تليمة على هذا الأمر قائلا: “هذا كلام تخيلي، قائم على توقعات ربما كانت أوهاما، وليس لها سند من الواقع، وأضرب بذلك أمثلة رأيناها في السينما والدراما، فهل عندما جسَّد الفنان الراحل عبد الله غيث دور حمزة رضي الله عنه في فيلم (الرسالة)، ثم رأيناه في أدوار أخرى كدور (علوان البكري) في مسلسل (ذئاب الجبل) وهو دور الشرير الظالم، المكروه من الناس، هل عندما رآه المشاهدون قالوا: انظروا إلى حمزة ماذا يفعل، أو قارن المشاهد بين هذا الدور وذاك؟ أو اهتزت صورة حمزة في أذهاننا؟ بالطبع لا لم يحدث شيء من ذلك، إذن هو كلام مناف للواقع تماما، وأدعو المشايخ الأجلاء لمراجعته بدقة، عن طريق إحصاء علمي دقيق، يجري على المسلمين الذين شاهدوا هذه الأفلام الدينية، ويحصي بدقة مدى تأثيرها السلبي والإيجابي”.

أدعو لتحكيم صوت العقل، والاستماع لمثل هذه الاجتهادات المستنيرة القائمة على المنطق السليم.. أما إذا أصر المانعون على المنع، فأدعوهم أولا لمحاكمة الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل، الذي وصف راكبي سفينة نوح – في قصيدته الشهيرة “مقابلة خاصة مع ابن نوح” – بأنهم من خونة الوطن الذين يتخلون عنه هربا من الطوفان، ووصف ابن نوح – الذي يدينه الخطاب الديني لأنه رفض الانصياع لأوامر والده بركوب السفينة – بأنه وطني يدفع حياته ثمنا للدفاع عن الوطن وعدم التخلي عنه في وقت المحن.. كما أدعو لإلغاء الإنترنت والفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة من حياتنا طالما أننا لا نعترف بها ولا نقيم وزنا لتأثيرها

البرقية التونسية في

04.04.2014

 
 

الإفراج عن النبي نوح في لبنان!!

كتب محمود الغيطاني 

أخيرا قررت الرقابة في لبنان الإفراج عن الفيلم الأمريكي “نوح” للمخرج دارين أرونوفسكي، والذي يتعرض فيه لحياة النبي نوح، ورحلة إنقاذ البشرية من الفناء مستخدما سفينته التي بناها.

كان الفيلم الأمريكي الذي قام ببطولته راسل كرو، وأنتوني هوبكنز قد تعرض لهجمة شرسة من جميع المؤسسات الدينية في الكثير من الدول العربية على رأسها مصر ومؤسسة الأزهر التي رأت أن الفيلم يسيء للدين الإسلامي معتمدة في ذلك على فتوى أن تشخيص الأنبياء في أي عمل فني حرام؛ مما أدى إلى وجود أزمة كبيرة بين مؤسسة الأزهر كمؤسسة دينية، وبين المثقفين والعاملين في مجال السينما؛ مما أدى إلى إصدار لجنتي السينما والمسرح التابعتين للمجلس الأعلى للثقافة في مصر قرارا يطالب بعرض الفيلم، ورفض ما وصفته بوصاية الأزهر على الفنون.

تبدأ صالات السينما اللبنانية عرض الفيلم يوم 10 إبريل المقبل، وكان حوالي 500 مشاهد قد حضروا العرض الأول للفيلم في سينما سيتي بعد موافقة المديرية العامة للأمن العام يوم الأربعاء الماضي.

وبحسب صحيفة النهار اللبنانية فإن الموافقة على العرض جاءت مقترنة بشرط إضافة جملة: “الفيلم من وحي الإنجيل وبرؤية المخرج”؛ حتى لا يؤدي عرضه إلى وجود صخب من الطوائف الإسلامية الذين يرفضون تشخيص الأنبياء.

الإتحاد المغربية في

04.04.2014

 
 

رأي نقاد أمريكا في فيلم "نوح"

واقعية سحرية وكائنات غريبة 

أحدث عرض فيلم "نوح" ضجة متوقعة في الصحافة الأمريكية. هاجم النقاد الفيلم لأسباب درامية كثيرة ولكن كلهم أجمعوا علي المستوي الفني والتقني المتميز للمخرج دارين أرونوفسكي وبالأداء التمثيلي الرائع لراسل كرد وجنيفر كونيللي وأنطوني هوبكنز وايما واتسون. وتقول الناقدة الأمريكية كريستي لومير: "نوح" بتوقيع المخرج دارين أرونوفسكي قدم الواقعية السحرية بسبب اختياره الموفق لأماكن التصوير ونقل الإحساس بالأرض القديمة بطريقة مذهلة. وان كاتب السيناريو هاندل الذي اشترك مع المخرج في كتابة السيناريو أدخل تعديلات علي قصة نوح ولم يلتزم بما جاء في الكتاب المقدس. حتي ان نوح يبدو في بعض مشاهد الفيلم وهو يحذر البشرية من الدمار كأنه أحد دعاة حماية البيئة ويتجاهل الفيلم انه يبلغ رسالة من السماء. 

أما الناقد جيمس بيراردنيللي فيقول: أسرف المخرج في استخدام ألعاب الجرافيك في الفيلم فأصبح مليئا بالمعارك وطويلا وبطيئا. والمسيحيون الذين ذهبوا لمشاهدة قصة دينية تعتمد علي الإنجيل أصيبوا بخيبة أمل ثم غضب رغم أن المخرج قال أكثر من مرة انه لن يلتزم بقصة التوراة. لكنه بدأ الفيلم بالحديث عن بدايات خلق الإنسان في "سفر التكوين" وكأنه يستند بالفعل إلي تلك الروايات ولكن الفيلم نفسه يأخذ منحي آخر. 

ويري الناقد كريستوفر أور ان المخرج في فيلم "نوح" صنع مقابلة بينه الذي يمثل الخير كله وتوبقال كايين الذين يمثل الشر كله ورفض دعوة نوح بركوب السفينة العملاقة التي يوجد عليها زوجين من كل الحيوانات لتبحر قبل أن يأتي الطوفان لعقاب الخاطئين. 

ويقول الناقد جلين لوفيل: فيلم نوح يشبه سلسلة أفلام "مملكة الخواتم" مغامرات وصراع وكائنات غرائبية وبعض قصص التوراة. انه الفيلم الذي تكلف 130 مليون دولار لن يعجب المؤمنين بالكتب المقدسة. فيلم مبهر علي مستوي الشكل لا يضيف للرؤية التاريخية أبعادا معاصرة لا سيما الدعوة لإنقاذ الأرض من الدمار ولكن المشاهدين كانوا يتوقعون بالطبع النهاية والطوفان والسفينة وغير ذلك. وبحلول الثلث الأخير من الفيلم كان الجميع لا يتعاطفون مع نوح رغم شاعرية وغنائية الأحداث كملحمة أسطورية والفيلم يناسب العرض قبل عيدالفصح ويلبي حاجة الراغبين في مشاهدة الأفلام الخيالية استنادا إلي مضمون القصة الدينية المعروفة. 

الجمهورية المصرية في

02.04.2014

 
 

بالصور.. العرض الخاص لـ"نوح" بلندن بعد منعه بمصر

كتبت شيماء عبد المنعم 

أقيم أمس العرض الخاص لفيلم "Noah"، "نوح" بلندن، وهو الفيلم الذى أثير حوله ضجة بمصر، وتم منع عرضه، وحضر العرض الخاص أبطال الفيلم، وعلى رأسهم النجم راسل كرو والذى يقوم بشخصية "نوح"، والنجمة إيما واتسون والتى تألقت بفستان أبيض لفت أنظار الجميع لها، والتى أشارت إلى أنها سعيدة للغاية بطرح الفيلم وقامت بتقبيل كرو على السجادة الحمراء فرحا بالعرض الخاص.

حضر العرض النجمة جينيفر كونلى أحد أبطال الفيلم، والتى ظهرت راقية بفستان أسود، وقامت بالتوقيع التذكراى للجمهور على طرفى السجادة الحمراء، كما حضر أيضا مخرج الفيلم والذى وقف أمام الكاميرا هو وكرو ورفعا أيديهم بعلامة القوة.

من ناحية أخرى، حضر بعض من أصدقاء الأبطال المقربين العرض ليباركوا لهم، ومنهم النجم العالمى هيو جاكمان والذى حضر ليساند صديقة راسل كرو.

فيلم Noah إعادة تجسيد لقصة سيدنا نوح وسفينته الشهيرة، ففى عالم دمرته خطيئة الإنسان، يتم تكليف نوح بمهمة إلهية وهى بناء سفينة لإنقاذ الخليقة من الفيضان، ومعه فريق عمل مميز يتضمن جينيفر كونلى والتى تجسد دور زوجة نوح، وإيما واتسون، وأيضا لوجان ليرمان ودوجلاس بوس فى دور أبنائه، والطفل داكوتا جويو الذى يجسد دور سيدنا نوح وهو طفل، وأنطونى هوبكنز فى دور جده «متوشلخ».

تم تصوير الفيلم فى أكثر من بلد ومنها نيويورك وأيسلندا، ويتضمن العديد من المشاهد المثيرة خصوصا فى مشهد هجوم الطوفان وصعود أزواج الحيوانات المختلفة إلى السفينة والكرات النارية التى تتساقط من الأسماء واقتلاع الأشجار من جذورها.

اليوم السابع المصرية في

01.04.2014

 
 

«الطوفان» الأمريكى يعيد الجدل حول تجسيد صور الأنبياء على الشاشة

محمد الدوى 

يفتح اعتراض الأزهر الشريف على عرض الفيلم الأمريكى «الطوفان» فى مصر، من جديد ملف تجسيد صور وسير الأنبياء على الشاشة، وفيما يرى البعض ضرورة الالتزام برأى المؤسسة الدينية وعدم المساس بالمقدسات، يرى آخرون فى ذلك مساسًا بحرية الإبداع، خاصة أن الأزهر سبق ووافق منذ عشر سنوات ، على عرض فيلم «آلام المسيح» تمثيل وإخراج ميل جيبسون، متساءلين ..ما الذى تغير الآن حتى يرفض الأزهر عرض فيلم عن سيدنا نوح عليه السلام؟ وهل يمكن أن يمنع هذا الرفض «هوليوود» من سعيها لإنتاج أفلام عن سيدنا موسى، والسيدة العذراء، وقابيل وهابيل، خلال السنوات القادمة؟

فى البداية، قال منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما، وهى الجهة المسئولة عن التصريح بعرض الأفلام الأجنبية، إن الفيلم الأمريكى «نوح» لم يمر على الغرفة، ولم تصرح بعرضه فى مصر من الأساس، مؤكدا على أن موقف الغرفة تابع ومطابق لموقف الأزهر الشريف.

وأضاف:أن غرفة صناعة السينما بمصر ستمنع عرض أى عمل سينمائى يتعارض مع توجيهات الأزهر أو يرى فيه الأزهر أية شبهة «حرمانية»، وذلك لأن لوائح الغرفة تقوم على الأخذ فى الاعتبار بموقف الأزهر الشريف ورؤيته للعمل الفنى، لافتاً إلى أنه يحق له المطالبة بمنع عرض الفيلم لأى أسباب يراها، بما فيها الحرص على عدم المساس بأحكام وأسس الشريعة الإسلامية . وأشار «منيب» إلى القرار الذى سبق واتخذه الأزهر الشريف منذ ستينات القرن الماضى ويمنع فيه تجسيد صور الأنبياء سواء على شاشة السينما أوالتليفزيون ،قائلاً: «ولهذا طالب شيوخ الأزهر بمنع عرض فيلم «نوح»، وهو ما استجابت له غرفة صناعة السينما على الفور ووافقت على سحب الفيلم من دور العرض المصرية، وعدم التصريح بعرضه على الشاشت المصرية.

وتعليقًا على السماح بعرض شريط الدعاية للفيلم «البرومو»..قال «شافعى» إن غرفة صناعة السينما ليست مسئولة عن عرض هذا «البرومو»، ولم تكن تعرف عنه شيئاً، لأنه لم يتم تمريره عليها، والحقيقة هى أن المسئولين عن دور العرض السينمائى قاموا بالاستعانة بـ «البرومو» الدعائى من على مواقع الإنترنت ,ولكنه لم يدخل إلى مصر بشكل رسمى.

من جانبه، طالب الناقد السينمائى طارق الشناوى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وغرفة صناعة السينما بأن تراجع مواقفها وتعرف جيدا صلاحياتها وحدود عملها وخصائصها، وتسمح بعرض فيلم «نوح»، مشددًا على أن الرقابة على المصنفات الفنية، لابد ان تحتفظ بدورها وصلاحياتها فى إجازة ومنع عرض الأعمال الفنية، بعيدًا عن وصاية الأزهر أو أية مؤسسة أخرى فى الدولة.

وقال الشناوى: الأهم من هذا هو أن هذه الجهات لابد أن تعرف أهمية عرض الأعمال التى تتضمن تجسيد شخصية الممنوعين من الظهور سواء كانت من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، أو غيرهم من الشخصيات الدينية، وذلك لأن السينما أصبحت مصدر الثقافة الأقوى تأثيراً بعد تراجع دور الكتاب.

وفى نفس السياق، طالبت جبهة الإبداع المصرية من الأزهر الشريف كمؤسسة عريقة عدم التدخل فى شئون السينما، والمطالبه بمنع عرض أى عمل فنى، وترك هذه الأمور لأجهزة الرقابة الخاصة بالسينما والمتخصصة فى شئونها. كما أعربت الجبهة عن استيائها الشديد من تدخل الأزهر , وأكدت فى بيان لها على أن فكرة تجسيد الأنبياء على الشاشة ليست محرمة بشكل محسوم، ولا يوجد نص يحرمها، لافتة إلى أنه من الممكن أن يقوم الأزهر بدور توعية الجمهور بأنه من الحرام مشاهدة أمور معينة ووقتها المشاهد وحده هو صاحب الحق فى تحديد موقفه سواء بالمشاهدة أو الامتناع عنها.

وقال المنتج محمد العدل، عضو مجلس أمناء جبهة الإبداع الفنى، إن فكرة تحريم عرض الأعمال الدينية التى تجسد الصحابة والأنبياء فى الأعمال الفنية، مجرد اجتهاد شخصى من علماء الأزهر، حيث لا يوجد نص قرآنى أو حديث شريف يمنع ذلك، ويشير إلى أن الأمر مادام اجتهاداً فتجب مشاركة المبدعين والمثقفين فى المناقشة، حتى لا يتخذ الأزهر قراراً منفرداً يمنع عرض الأفلام الإبداعية، خاصةً أن باب الاجتهاد مفتوح أمام الجميع منذ انقطاع الوحى، مشيرًا إلى أن الأزهر لن يستطيع منع المصريين أو المسلمين عامةً من مشاهدة الفيلم، لوجود مواد بديلة عن السينما مثل مواقع التواصل التى تمكن المشاهدين من المشاهدة.

فيما أكدت الفنانة إسعاد يونس، على أن الأزهر بمواقفه المتباينة حول تحريم عرض الأفلام التى تجسد الأنبياء فى الأعمال الفنية، سيجعل المشاهدين المسلمين تحديدًا متلهفين على مشاهدة الفيلم ومعرفة سيرة النبى نوح، لأن «الممنوع مرغوب» .

وقالت إسعاد: إن الأزهر بحجمه وقيمته الدينية فى العالم العربى والإسلامى، عليه أن يعيد ترتيب أولويات المرحلة القادمة فى تداخل الفن مع الدين، لأن الدين لن يمنع فكرة عمل فنى من الظهور على الشاشات، وهو ما حدث مع المسلسل الإيرانى «يوسف الصديق» الذى حصل على مشاهدة خيالية أثناء عرضه فى مصر.

من جانبه، قال الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية: إن التكنولوجيا لن تمنع أحدًا من مشاهدة ما يحلو له فى العالم، ولا أعتقد أن تجسيد الفنان العالمى راسل ركو شخصية سيدنا نوح، سيجعل المسلمين يقتنعون بأنه سيدنا نوح الحقيقى، موضحًا أن الأنبياء ملامحهم تعجز البشرية عن وصفها، وصورهم مقدسة بعيدة عن التخيل داخل عقل كل مسلم، ولكن الفن يقدم تجربة خيالية للأحداث فى العصر القديم بطريقة درامية.

يذكر أن فيلم «نوح» من اخراج دارين أرنوفسكى، ويشارك فى بطولته راسل كرو وجينفر كونولى، وايما وانسون.

أكتوبر المصرية في

30.03.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)