كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

نوح يغرق في طوفانه!

"النهار"/ هوفيك حبشيان

ملف خاص عن فيلم (نوح Noah)

   
 
 
 
 

"نوح" ليس سوى فيلم عن الأصولية والتطرف والقتل في سبيل الله. من أسطورة عنفية تخيف الأطفال، اقتبس المخرج الأميركي دارن أرونوفسكي ملحمة جبارة في رؤيتها الدرامية، مهولة من حيث تجسيدها الاسطورة التوراتية. عمل يكاد يتفوق على أصله "الأدبي" لشدة قابليته للتصديق، ذاهباً أبعد مما كُتب عن الشخصية الخيالية تلك. لعل أهم ما في الفيلم انه استطاع تحديث المواضيع التي يطرحها، ليكون ذا رابط بواقعنا الراهن، حيث صار "الايمان" عبئاً ثقيلاً. أكبر مجزرة في تاريخ البشرية باتت لحظة مناسبة لأرونوفسكي لمناقشة علاقة الأرضي بالسموي والمادي بالروحاني، وإن كان الحوار يحصل من طرف حاضر الى طرف غائب، ومن تحت الى فوق. في هذا المعنى، لا يقدّم مخرج "البجعة السوداء" فيلماً كلاسيكياً يرضي الكهنوت والمحتشدين أمام تمثال يبكي زيتاً. الهوليوود التي يغازلها أرونوفسكي هنا ليست هوليوود سيسيل ب دوميل.

لا حاجة للعودة الى تفاصيل حكاية نوح والطوفان والنهاية الأبوكاليبتية لعالم بدأ فيه الناس يأكل بعضهم بعضاً. فالكلّ حفظها عن ظهر قلب. يخطئ مَن يعتقد اننا امام نسخة ملونة بأقلام الرصاص. أرونوفسكي مخرج الفشل والانحدار والنزول التدريجي الى الجحيم، وهذا ما تكشفه أفلامه الثلاثة الأخيرة. هنا، يبقى مخلصاً لأجوائه الى أبعد حدّ، واضعاً إيانا أمام فيلم عن الشكّ والضغينة ومساءلة الذات والمعضلة الأخلاقية. والأرجح ان أروع اللحظات في الفيلم (الى تلك التي ترينا هجرة الحيوانات الى السفينة "المقدسة")، ليست تلك التي يتواصل فيها الله مع نوح، بل تلك التي ينعدم فيها التواصل بينهما: يقف نوح على حافة سفينته العملاقة مديراً ظهره للكاميرا، في محاولة لاستشارة سيده. لكنّ، لا صوت لمَن ينادي. لا شيء سوى العدم. يبرع "نوح" في التقاط تلك اللحظة الحميمة، لحظة ولادة الضمير الذي لا يحتاج الى أيّ قوة ربانية ليكون.

أرونوفسكي يجعل من نوح شخصية غير كاريزماتية البتة: انه الملتزم الذي لا يبتسم، القبضاي الحاد المهموم بعلاقته بصاحب الكون، بالبيئة، بالصوت الخافت الطالع من أعماقه، وبالانسان الخفي داخل الانسان الظاهر. تعابير وجهه قاسية دائماً ومتطلبة، تحركه موتور، صوته جهوري. لا أحد يحبّ نوح فعلاً. فهو رجل لا يمكن أن نحبه. قلبه كالصخر والتربة التي يصورها الفيلم، صلبٌ ككل شيء يحيط به. الأرض الجافة التي تنتظر ان تغمرها مياه الله الغاضبة تعكس ما في داخله. نوح مكلف مهمة يريد تنفيذها في أدق تفاصيلها مهما كلف الثمن: انقاذ "كل ما يدب ويسير ويزحف" من الحيوانات، واغراق البشرية في غضب خالقها. يفضل نوح صوتاً يأتيه من بعيد على صيحات النجدة لـ"الأشرار" القريبين منه الذين سيغرقون في طوفان، شأنه ازالة البشرية عن بكرة أبيها. نوح الذي يقدمه أرونوفوسكي، شكسبيريّ، يسكنه القلق والفوبيا وهاجس الانتصار والذكورية، وكل ما يعتري الانسان العصري الحديث. صحيح أن نوح يأتي من مجاهل التاريخ، لكنه شخصية مؤلفة من حواضر البيت، من كلّ ما هو متوافر في زمننا الحالي.

لا يقدّم أرونوفسكي فيلماً مشهدياً فحسب، شغله أقرب الى تلك القصيدة التي كتبها حين كان مراهقاً. انه، كما عهدناه، شاعري النبرة، قاسي الفحوى، سوداوي الرؤية. يأخذ من اسطورة نوح ما يطيب له من خطوط عريضة (استناداً الى سفر التكوين والتوراة). وكونه مأخوذاً بثنائية الخير والشر منذ بداياته، هذا يحمله الى الأصل: الى حكاية قايين وهابيل ونوح التي تعتبر ينبوع تلك الحكايات. اللافت هنا ان العلاقة بين الله ونوح ليست شفهية بل محض صورية، فهو يتلقى رسائله من خلال تلك الصور التي تجتاج مخيلته. هذا بالنسبة للخطّ العام، أما بقية التفاصيل فيطلق من أجلها أجنحة مخيلته. أقر أرونوفسكي وشريكه في كتابة السيناريو أري هاندل أنهما نبشا في فصول اخرى من التوراة لا علاقة لها بحكاية نوح، بحثاً عن شخصيات تغني الفيلم، ولم يترددا في الإستلهام من النبي ابرهيم وزوجته سارة.

لم ينجز أرونوفسكي هذا الفيلم سوى من أجل الانزلاق التدريجي الى الأسئلة. فالأسئلة تطل برأسها منذ منتصف الفيلم، ما إن تصبح اللعبة السينمائية على السفينة الضخمة ويُزجّ بالجميع في وحدة المكان، بحيث يتحول القارب المنقذ الى مسرح عائم. هناك دائماً هذا السؤال الداخلي الذي يحمله نوح في أحشائه ويحاول قمعه: الى أين يمكن أن يحملنا الايمان الأعمى؟ وفي أيّ لحظة علينا أن نقول "لا" للقناعة العمياء؟ الاقتناعات عدوة الحقيقة وأكثر خطورة من الأكاذيب، قال نيشته مرة، الخاطرة التي تليق بإيديولوجيا الفيلم. فنوح أرونوفسكي ليس بطلا خارقا لفيلم أكشن، يكفي أن يكون انتصاره مخططاً له، مسبقاً وربانياً، ليكون مهزوماً. فهذا الرجل على صراع مستمر مع هواجسه التي تحمله الى التساؤل الأهم في الفيلم: هل هو أهل للحياة أكثر من الآخرين الذين سُحقوا تحت أقدام المخلوقات الحجرية العملاقة؟

الوحوش الحجرية تلك تجتاح الشاشة محوّلةً الفيلم الى تجربة من نوع الخيال العلمي. هذه الكائنات ستساعد نوح وتقف سداً منيعاً أمام اكتساح جيوش الملك الشرير طوبال قايين لباب السفينة. نعم، يتجرأ أرونوفسكي أشكالاً سينمائية كثيرة في فيلم واحد. هناك شيء من "المتحولون" (مايكل باي) وهناك شيء من "أفاتار" (جيمس كاميرون)؛ فأرونوفسكي يستثمر كلّ مناطق مخيلته لوضع فيلم يمجّد البيئة والحيوانات، ملقياً الضوء على حاجة الانسان الى ان يتصارع في داخله الموت والحياة، الشرّ والخير، الحبّ والكراهية. "نوح" ليس أكثر من دعوة لاعادة قراءة ما يُسمّى "نصوص دينية"، انطلاقاً من نظرتنا اليوم، بعد دخول الوعي والتطور الانساني اليها. لذلك، لا يتوقف الفيلم عند التفاصيل الصغيرة التي قد يرى فيها المُشاهد خيانة للأصل وتعدياً على "الحقيقة التاريخية". بالنسبة إلى أرونوفسكي، لا شيء أكثر حقيقة من الخيال. ويمكن القول ان الشيء الوحيد الذي يؤمن به هو السينما وقدرتها على الإبهار.

(*) Noah ــ يُعرض حالياً في الصالات اللبنانية.

بعد منعه في عدد من البلدان العربية، حطّ "نوح" منذ الخميس الفائت في بيروت، لكن "دار الفتوى" أصرت على استباق كل العروض بإعلان مضحك (يستغرق دقائق طويلة!) يقول ان "هذا الفيلم يستند الى حكاية تاريخية ولا علاقة له بالعقيدة الاسلامية"، علماً انه كان اتفق سابقاً على جملة أخرى أكثر اثارة للسخرية من الجملة الحالية، وهي: "هذا الفيلم يعكس وجهة نظر مخرجه". لبنان بلد العجائب!

النهار اللبنانية في

15.04.2014

 
 

الرقابة تنفى صلتها بـ «son of God»

و «نوح» قيد الدراسة حتى الآن 

نفى د.عبدالستار فتحى مدير مراجعة الأفلام بجهاز الرقابة ما تردد حول وجود مشاكل جديدة بالجهاز حول فيلم «son of God» أو «ابن الرب» الذى تدور أحداثه حول حياة السيد المسيح.. حيث قال إنهم لو يتلقوا الفيلم من الأساس ولم يطالبهم أحد بتصريح عرض لكى يتم شن هجوم عليهم أو لكى يرفضوه، مؤكدًا أنه لأول مرة يسمع عن مشكلة الفيلم الرقابية من بعض المواقع التى تداولت الخبر.

وكان بعض المواقع قد قامت بنشر أخبار تفيد بوجود مشكلة جديدة حول هذا الفيلم، بجانب مشكلة فيلم «نوح» للفنان راسل كرو، الذى لم يتم التصريح بعرضه حتى الآن.. وعن فيلم «نوح» قال عبدالستار «لقد أشدت بإبداع هذا الفيلم من قبل وكتبت تقريرى الخاص بوجوب إجازته للعرض خاصة أنه لا يوجد قانون يجعلنا نلتزم بقرارات مشيخة الأزهر.. وإذا تم رفضه سيكون الموضوع مجرد احترام لرأى الأزهر لا غير.. لكن الفيلم من الناحية الفنية لا أدرى ما الذى يعرقله حاليًا، والفيلم لا يزال فى مرحلة الدراسة والمناقشة.

ومن جانب آخر أكد عبدالستار أن جميع الأفلام المعروضة بموسم شم النسيم تمت إجازتها بعد حذف الملاحظات الرقابية جميعها خصوصًا فيلم «حلاوة روح» للفنانة هيفاء وهبى الذى نشرت حوله أخبار بأنه تم التوصل إلى حل وسط لتقليل ملاحظات الرقابة عليه، حيث قال إن صناع الفيلم التزموا بحذف 11 مشهدًا ولفظ خارجى جاء على لسان أطفال داخل الفيلم، وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم «سالم أبو أخته» الذى حذف عدد كبير من الألفاظ الخارجة عن الآداب العامة.

روز اليوسف اليومية في

14.04.2014

 
 

بعد تحقيق الفيلم "نوح" 250 مليون دولار فى السينما العالمية..

أزمة حلاوة روح تلقى بظلالها على فيلم نوح وتزيد من أزماته

كتب محمود ترك 

تأكيدات متواصلة من مصادر خاصة داخل جهاز الرقابة على المنصفات الفنية بأن الرقيب أحمد عواض وافق بالفعل على عرض الفيلم السينمائى الأجنبى المثير للجدل "نوح" noah بطولة راسل كرو، بعد منعه لاعتراضات الأزهر الشريف، لكن يبدو أن الفيلم وقعة ضحية مرة أخرى لأزمة فيلم هيفاء وهبى "حلاوة روح"، فبعد خروج أنباء عن استعداد دور العرض لاستقبال الفيلم، ووجود تأكيدات من مصادر خاصة بأن الفيلم سوف يعرض خلال أيام فى السينمات، أكدت شركة فور ستار فيلمز الموزعة للفيلم أنه حتى الآن لم تتسلم أى قرار وتصريح رسمى من الرقابة بالموافقة على عرض الفيلم.

ويبدو أن الرقابة تتجنب أزمة ثانية وجديدة مع بعض الآراء المحتفظة التى ترى أنه لا يجوز الاقتراب من تابوهات الجنس والدين والسياسة، حتى إن لم تكن تلك الأعمال الفنية تخترق هذه التابوهات، لكن الأجهزة الرقابية تعمل بمبدأ "الاحتياط واجب" وتقف بالمرصاد لأى عمل فنى لمجرد وجود شبهة أو أقاويل أو حتى مجرد اجتهادات بأن الفيلم يقترب من الممنوعات الثلاث.

ورغم تأكيدات الشركة المنتجة لفيلم noah بأن أحداث العمل مستوحاة من قصة سيدنا نوح لكنها لا تجسد قصة حياته، إلا أن أحمد عواض رئيس الرقابة يخشى أن يمسح بعرض الفيلم، وكان يترقب هدوء العاصفة المضادة للعمل حتى يرسل الموافقة رسميا للشركة الموزعة فى مصر، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن ووجد عواض نفسه فى أزمة أخرى متعلقة بفيلم "حلاوة روح" وتساؤلات وتحقيقات من وزارة الثقافة تحاصره بسبب موافقته على عرض العمل، الذى ترى بعض الجهات أنه مسيئ، ليقع فيلم "نوح" ضحية مرة أخرى لكن بسبب أزمة هيفاء وهبى والمنتج محمد السبكى.

ويحقق فيلم "نوح" نجاحا كبيرا فى دور العرض العالمية، لدرجة أنه حقق حتى الآن أكثر من250 مليار دولار بعد 50 يوما من بدء عرضه، مع وجود توقعات بأن إيرادات العمل سوف تحقق على الأقل 400 مليون دولار فى حين أن ميزانيته تكلفت 125 مليون دولار.

والفيلم مستلهم من قصة سيدنا نوح وسفينته الشهيرة، ففى عالم دمرته خطيئة الإنسان، يتم تكليف نوح بمهمة إلهية وهى بناء سفينة لإنقاذ الخليقة من الفيضان، والفيلم يضم فريق عمل مميزا، يتضمن جينيفر كونلى والتى تجسد دور زوجة نوح، وإيما واتسون، وأيضا لوجان ليرمان ودوجلاس بوس فى دور أبنائه، والطفل داكوتا جويو الذى يجسد دور سيدنا نوح وهو طفل، وأنطونى هوبكنز فى دور جده "متوشلخ".

اليوم السابع المصرية في

18.04.2014

 
 

أبرز الشخصيات تجسيدا لشخصية المسيح فى السينما والتليفزيون

كتبت: رانيا علوى 

ظهرت شخصية المسيح فى عدد كبير من الأعمال الفنية العالمية سواء تليفزيونية أو سينمائية، وكان أبرز النجوم الذين جسدوا شخصية المسيح هو ديوجو مورجادو فى مسلسل " The Bible " الذى تم عرضه فى 2013، فعرض العمل الأحداث التاريخية التى أدت إلى صلب يسوع المسيح، حيث أظهرت الأحداث احترام الكثيرين له من قبل المليارات حول العالم.

وبعد نجاح ديوجو مورجادو فى مسلسل " The Bible " قدم هذا العام شخصية المسيح فى فيلم " Son of God " الذى قام بإخراجه كريستوفور سبينسر، والفيلم يضم مشاهد قوية إضافة إلى أكثر من لغة غريبة، ومؤثرات بصرية مذهلة، تبدأ من مولد عيسى وحتى صلبه وصعوده للسماء.

بينما استطاع النجم العالمى جيم كافيزيل أن يخطف الأنظار بتقديمه دور المسيح فى فيلم " The Passion of the Christ " أو "آلام المسيح" الذى تم تقديمه فى 2004 وقد أعلنت مجلة كريستسان بوست أن الفيلم يعد أعلى الإيرادات كفيلم المسيحية فى كل العصور، بينما كان الفيلم محط إشادة الكثير من النقاد حول العالم بسبب أداء جيم الذى وصفوه بالأداء المذهل.

أما النجم هنرى إيان كواسيك فقدم دور المسيح عام 2003 من خلال فيلم درامى تاريخى يحمل اسم " The Visual Bible: The Gospel of John " والذى قام بإخراجه فيليب سافيل، فكتب الكثيرين عن العمل أنه ظهر بطريقة وتقنية "مذهلة وموجهة جيدا بينما ظهرت أن الأحداث تسلسلت بشكل جيد".

كذلك الممثل الإنجليزى روبرت باول والذى قدم شخصية المسيح عام 1977، حيث كان باول مثار جدل الكثيرين، حيث قدم الشخصية فى مسلسل تليفزيونى " Jesus of Nazareth " وشاركه بطولة الفيلم أوليفيا هوسى ولورانس أوليفيار.

وعن الممثل السويدى ماكس فون سايدو فكان تجسيده لشخصية المسيح فى فيلم " The Greatest Story Ever Told " عام 1965، حيث رشح ماكس عن هذا الدور وباقى فريق عمل الفيلم لنيل لخمسة جوائز أوسكار كونه أحد أهم وأعمق الأعمال الفنية السينمائية فى ذلك الحين.

النجم جيفرى هنتر كان من أهم النجوم المجسدين لشخصية يسوع المسيح من خلال فيلم "King of Kings " الذى تم عرضة فى 1961 وفى ذلك الحين تفاجأ الكثير بمشاهد صلب المسيح والتى كانت الأكثر صدقا على الإطلاق.

اليوم السابع المصرية في

21.04.2014

 
 

فيلم

إلى الشاشة من دون النقاد!!!

بقلم محمد حجازي

«نوح» على الشاشات.

وحدة العرض الخاص للنقاد ألغي.. وربما كان السبب تلازمه مع موعد العرض الخاص لـ:«حلاوة روح».

«نوح» على شاشات بيروت، بينما هو لم يظهر على الشاشات العربية الأخرى، عندنا تم الاكتفاء بعبارة: الفيلم صوّر وفق رؤية خاصة للمخرج.

راسل كراو صرح منذ أيام أنه يسعد حين يكون هناك خلاف حول فيلم صوّره، يرى أن مرور الكثير من الأفلام من دون أن يحس بها أحد أمر سيئ. لكن ما فعلناه بـ «نوح» كان رائعاً، نحن اشتغلنا على أهمية الخطوة بناء سفينة عملاقة أقلّت شعباً بكامله مع حيواناته. كان الإنسان هو الهم الأول وليس شيئاً آخر.

الشريط واجهته حالة من الرفض في العالم الإسلامي لأنه يجسّد النبي نوح وهو ما يتعارض مع الدين الإسلامي، وحصل أن الأزهر الشريف رفضه بشكل قاطع في مصر، بينما وافقت عليه الرقابة، ولجنة خاصة من وزارة الثقافة إضافة إلى جموع المثقفين الذين اعتبروا أن أحداً لا يحق له رفض أو منع عمل فني، وحتى كتابة هذا النص لم يكن الفيلم خرج للعرض في الصالات المصرية، مما يعني أن هناك حرجاً في اتخاذ قرار

اللواء اللبنانية في

14.04.2014

 
 

رسمياً ..

فيلم "نوح" في دور العرض المصرية 

دخل جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية ، صداماً قوياً، مع مؤسسة الأزهر، التي رفضت عرض فيلم "نوح" في مصر، الأمر الذي أخذ جدلاً طويلاً، بعد أن وافقت الرقابة سرياً على العرض، وبالتدريج أصبح طرح الفيلم أمراً واقعاً، حيث طرحت بوسترات العمل في دور العرض المصرية، وسط إقبال كبير من جانب المواطنين لحجز تذاكر العرض الأول، الذي من المقرر أن يكون يوم 16 إبريل الجاري. 

ووضع عدد من السينمات، لافتات كبيرة للفيلم، وقال مدير سينما "رينيسانس نايل سيتي"، إنه من المقرر أن تصل نسخ العرض قبل الموعد المحدد بساعات، لافتاً إلى أن الفيلم دخل في أزمات ما بين العرض والتأجيل، ثم الإلغاء، وأخيراً الموافقة، موضحاً في تصريحات خاصة لـ"إرم"، أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين حرصوا على حجز تذاكر الفيلم، إلا أن عدم وصول النسخ لدور العرض حال دون ذلك.

أخبار النجوم المصرية في

14.04.2014

 
 

الفنانون اختلفوا حول فيلم "نوح"

أماني عبدالفتاح 

اختلفت آراء عدد كبير من الفنانين حول عرض الفيلم الأمريكي "نوح" وفي الوقت الذي وافق فيه عدد كبير من الفنانين علي العرض باعتباره مجرد فيلم ولن يؤثر إطلاقاً علي عقائد المصريين.. أشار آخرون إلي أن آراء الأزهر لابد أن تحترم خاصة أنه جهة فقهية لا يمكن إغفال آرائها

"المساء" رصدت عدداً من تلك الآراء فماذا يقولون؟ 

الفنانة القديرة سميرة أحمد قالت: أنا مع عرض الفيلم لأن هناك جيلاً كاملاً من الشباب للأسف لا يقرأ أي شيء عن حياة الرسل والانبياء وإذا كان لا يقرأ فالأفضل أن نقدم له نحن تلك القصص من خلال المشاهدة. وأتمني من الأزهر الشريف وهو منارة دينية كبيرة أن يهتم أكثر بالتركيز علي مصداقية القصة وأحداث الفيلم ومطابقته بما ورد في الكتب الدينية حتي تكون المعلومة كاملة ويستفيد منها الجيل الحالي كباراً وصغاراً

واتفقت معها سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب وقالت: أنا أؤيد عرض الفيلم لأن هذه النوعية من الأفلام تعرض في الكثير من الدول من باب المعرفة والتثقيف وليس من باب التشكيك في الرسالات أو عقائد الناس. ولا أري مانعاً في أن نقدم قصة من القرآن بشكل مبسط من أجل أن يفهمها البسطاء طالما أنها لا تخدش حياء أحد أو تجرح أحداً أو تسيء إلي شخص بعينه. أشارت إلي أن الأزهر عليه دور أكبر وأعمق من مناقشة التجسيد وهو التأكد من عدم تحريف الأحداث أو الزج بشخصيات علي غير الحقيقة وهذا في رأيي دور يخدم الكثير من البسطاء والأطفال والشباب الذين قد يجهلوا مثل تلك القصص الدينية

أما الفنانة القديرة فردوس عبدالحميد فقالت: أعتقد أن الأمر اتخذ شكلاً أكبر من حجمه. فنحن في النهاية نتحدث عن مجرد فيلم ولن يؤثر علي الدين أو العقيدة في شيء. كما أن هناك العديد من الشخصيات التي سبق وتم تجسيدها من قبل كالسيد المسيح الذي تناولت سيرته العديد من الأفلام وكذلك النبي يوسف والسيدة مريم ومن الصحابة عمر بن الخطاب وغيرها من الشخصيات التي تم تناولها بشكل محترم وصادق للتسهيل والتيسير علي الناس ولاقت نجاحاً كبيراً

الكاتب والسيناريست مجدي صابر قال: كلنا نحترم الأزهر الشريف كمرجعية دينية ولكن أنا ضد أن يتدخل في الفن خاصة أن هناك جهات رقابية تقوم بذلك الدور

أضاف أنه لا يري أي ضرر في أن يظهر السيد المسيح علي الشاشة طالما أن ذلك سيكون بصورة لا تسيء إليه خاصة أن كل ما يقال عن منع تجسيد الأنبياء مجرد اجتهادات ولا أري أي سند حقيقي لها في القرآن أو السنة

انتقد مجدي الأصوات التي تقول إن "اليوم تجسيد الأنبياء وغدا تجسيد سيدنا محمد" مؤكداً أنه لا أحد يقبل أن يتم تجسيد صورة سيدنا محمد بأي حال من الأحوال نظراً لقدسيته باعتباره خاتم الانبياء ولكنه لا يري أي مانع في تجسيد باقي الانبياء طالما أن ذلك في إطار المصداقية في الأحداث وعدم الإساءة من قريب أو بعيد للشخصية المطروحة

وعلي النقيض تماماً كان رأي الفنان أحمد بدير الذي أكد أنه يؤيد رأي الأزهر في منع عرض الفيلم قائلاً: "أسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" فالأزهر هو جهة المرجعية التي تعرف مدي حرمانية تجسيد الأنبياء والرسل وبالتالي فلن أضع نفسي في موقف المدافع عن الحريات وأنا أعرف أن هناك تأكيداً لحرمانية ظهور الأنبياء في الأفلام والمسلسلات

المساء المصرية في

23.04.2014

 
 

«نوح» في سينما «ما بعد الحداثة»:

انفصام الذات الإلهية

زينب طحان* 

«في فيلم Pi سألوني لماذا استعملت الأبيض والأسود. وفي فيلم Requiem For Dream لماذا تكلمت على المخدرات وفي The Fountain لماذا خلطت الأزمنة. أنت تعرف، أن كل ما يعدّ بلا معنى ومضخم لا يعود كذلك بعد مدّة، وعليّ أن أعطي الانطباع بأني أفعل كل شيء لأطرد من هوليوود». هذا تصريح للمخرج الأميركي «دارين أرنوفسكي» حول فيلمه الأخير «نوح».

يبدو فيه للوهلة الأولى انبعاث ثورة ما على قيم سينما هوليوود التي سطّرت عبر عقود طويلة خطاً ثقافياً انقلابياً لمفاهيم العقل التنويري الغربي، مدّعماً برؤى رأسمالية «حداثية» تدفعها إلى الأمام السياسة الأميركية المهيمنة على العالم. وفي قراءة متأنية لهذا التصريح تظهر معان أخرى في دلالات تعبيره «المفشكل» التي لا يظهر منها أي ترابط فكري منطقي في عملية إعادة إحياء فنية مبهرة لثورة النبي «نوح» (عليه السلام) والتي اتفق اصطلاحا دينياً على تسميتها بالطوفان. في قوله «إن كل ما يعد بلا معنى ومضخم لا يعود كذلك بعد مدّة»، يتمظهر بوضوح في تقديمه قراءة سينمائية شبكية معقّدة تضرب بعمق فلسفة أصالة وجود الإنسان وانتمائه الرسالي الى السماء الى قصة تاريخية اعتدّت بها أساطير شعوب ما قبل الحضارات قبل أتباع الأديان السماوية بعصور. ويلفت الآن نفسه إلى مفهوم التشظي والتفكيك الذي نشأت عليه «ما بعد الحداثة» والقدرة على قلب العوالم الإنسانية نحو الانفصال التام عن الشكل والصيرورة لعملية المعرفة التراكمية لتاريخ الشعوب وحضاراتها من جهة وإنشاء قطيعة مع كل مرجعية تؤمن الإحساس بالتوحيد، الذات المركزية والفردية والهوية التوحيدية، بالاتجاه نحو الإحساس بالذات المتشظية وغير المتمركزة ونحو هويات مضاعفة متصارعة من جهة أخرى. فما معنى أن يصور تلك الفاجعة الوحشية حيث يتضارب البشر فيما بينهم، القوي يستعبد الضعيف ويبني لنفسه عالمه ليحصنه من الانتقام المحتم الآتي، لا يجد من يستكين إليه أو يلجأ لرحمته متروكاً لمصيره الأسود، وبعد اشتداد الأزمة يبدأ الجميع بأكل بعضهم بعضاً لأن «نوحا» الوصي من الرب المكلّف بتنفيذ مشيئته الإلهية حرمهم من مصدر مأكلهم وهم الحيوانات التي انساقت بقدرة قادر باتجاه السفينة «الفلك» التي صنعها لإنقاذهم من شرور الإنسان نفسه. وهم حين راحوا يطالبونه بحقهم بالنجاة أفشل أملهم بأي رحمة من ربهم «المتشفي» بهم. وتزداد ضراوة هؤلاء في الدفاع عن حياتهم عندما يدركون تماماً أنهم صنفوا على أنهم الأشرار ووحده نوح وعائلته الأخيار الذين يستحقون النجاة... وفي لحظات هستيرية يفقدون بها كل صلة بعالم السماء يقررون تحدي قرار الرب بالنجاة والصعود إلى السفينة رغماً عن الوصي المخلص «نوح».

في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، تأكيدٌ أن طوفان النبي «نوح» كان عبارة عن تشكيل انطلاقة جديدة لبنى الإنسان، مؤلفة من نوح وبعض أفراد عائلته مع زوجاتهم وفي الرواية القرآنية إضافة إليهم كان هناك عدد لا يتجاوز المئة من أصحابه وأتباعه وزوجاتهم أيضاً الذين أمنوا برسالته، أما بقية البشر فقد رفضوا الانضمام إليه بل كانوا يسخرون منه. وهذا مضمون مغاير تماماً لرواية أرنوفسكي السينمائية، التي أوحت منذ اللقطات الأولى أن البشرية تسير باتجاه العدمية والبقاء وحده وحق التناسل من نصيب الحيوانات «البريئة»... فأي رب عادل هو هذا الذي يأخذ الضعيف بجريرة القوي الشرير ويأخذ المسكين المستضعف بخطئية المسعتبد المجرم؟! ويحصر نعمة الحياة بالبهائم. وتزداد الصورة سواداً عن الرب عندما يعاقب ملائكة من السماء تعاطفوا مع الإنسان الأول «المخطئ» رغم إرادته فعاقبهم أن أنزلهم إلى الأرض على شكل حجارة عملاقة، وبقوا مئات السنين يستغفرونه ولكنه أبى الرحمة والمغفرة حتى عادوا مرة أخرى وتعاطفوا مع الإنسان «الخيّر» هذه المرة وضحوا في سبيله حتى غفر لهم خطيئتهم الأولى واعادهم ملائكة إلى «الوطن».

لا بد من مشاهدة الفيلم على أن ترافقه ندوات تثقيفية فاضحة لكل مقولات الهدم
هذه الثنائية، الرحمة والعقاب، جسّدها «أرنوفسكي» في رؤيته الفنية حيثية من الصفات «المزاجية» للإله والتي لا تعتمد على معايير محددة إنما هي ملحوظة بمدى رضاه أو غضبه. وهنا لا يعرف الإنسان متى وفجأة يغيّر الرب مزاجه بين الرضا والغضب من جهة وبين تغيير قراراته بين الحين والآخر. وما يفجّر غضب الإنسان على ربه أنه قاس ومنتقم، وهذا ما يدفعه نحو مزيد من التعنت والتحدي. وكأن الصراع الأساسي هو بين هاتين الإرادتين في تساو بين الذات الإلهية والطبيعة البشرية. فتستحيل الروح البشرية كلها عديمة الفائدة وغير ذات قيمة لأن مجموعات من أفرداها مارسوا الظلم وارتكبوا الفواحش وأسالوا الدماء في الأرض، فتستحق بذلك عقاباً إلهياً شديداً لا مثيل له على الإطلاق وهو إفناء جنس الإنسان بشكل أبدي. قد يرى بعض في هذه الصورة تقديماً لأسطورة من الميثولوجيا ولكنها، وهي التي تبتعد حتى عن نص التوارة الحالي والمحرف، وفيه ما يتضمن نتفاً من هذه الرؤية الصدامية بين الرب ومخلوقه، ولكنها رؤية متقصدة في إسقاطها على عصرنا الراهن بأن مشيئة الرب نحو الهلاك الأبدي للإنسان دائماً واردة وانتقامه سيعاد تمثيله في أجيال لاحقة. والمخرج والسيناريست يعترفان أن هذا النص السينمائي يحتل مكانا ضئيلاً في التوارة، ويستطردان في تأكيدهما أنهما اقتبسا هذه القصة من أجل جمهور اليوم، فماذا أرادا به القول لنا؟!

اعتقد أنّ الصورة واضحة في خاتمة الفيلم إذ تنتصر إرادة الانسان في حب الحياة على رغبة الرب في فنائه، عندما يعفو «نوح» فجأة عن حفيدتيه اللتين ترمزان إلى استمرار البشرية ويضرب عرض الحائط بقرار الرب الذي عاد، على ما يبدو، فاستحسن رأي «نوح» ومنح البقاء لذريته. وتلفتني في الفيلم إشكالية أخرى، تعدّ من منتجات فكر ما بعد الحداثة، هو ضربه مركزية المكان وتهميشه في سبيل عولمة الانزياح إلى الكونية الواحدة المختزلة للتاريخ وتشويهه، عندما لا يأتي على أي ذكر لمكان الحوادث التي يجري فيها الطوفان وقصة نوح مع قومه، ما يحيلنا إلى الاعتقاد بتجهيل متعمّد للمشاهد حول مركزية الشرق، ومعه المشرق العربي، في احتضان كل الرسالات السماوية بدءاً من قصة الخلق الأولى ونزول آدم وحواء إلى لأرض انتهاء برسالة الإسلام.

وفي المضمون البنيوي لنص الفيلم تظهر المنظومة الدينية أنها تواجه التفكك والتشظي على أساس إلغاء هوية الإنسان وتأكيد اللامعنى واللامعقولية، والتفكيك والهدم هو الطابع الأساسي لما بعد الحداثة، إضافة إلى التلفيق والخلط ومزج الأشكال وتداخل المفاهيم ورفض النسقية وإنكار النظريات الكبرى وتفكيك مقولة الذات ومركزية العقل والثنائيات الميتافيزيقية والتشديد على فكرة المسافة والابتعاد والانزياح.

وكلما توغلت في عالمنا رؤى ما بعد الحداثة، وعُمل على ترسيخها في جنبات حياتنا، تقاعس أرباب الأديان في الدفاع عن أصالة التأريخ والانتماء وحق المقاومة في تثبيت الهويات المحلية، الفاتيكان في صمته «السكوني» إزاء الفيلم تراجع فظ عن دور الكنيسة المسيحية المشرق في هداية البشرية نحو الرب العادل والرؤوف، والإسلام الذي جسّد الأزهر الشريف موقفه كان اختزالاً مخجلاً لكل هذه الرؤية الخطيرة بتحريم تجسيد الأنبياء!

لا بد من مشاهدة الفيلم، على أن ترافقه ندوات تثقيفية فاضحة لكل مقولات الهدم لنظريات الدين والتاريخ والمعرفة، كي نوقف اتجاه التاريخ نحو الفوضى الخلاقة. هكذا يكون فعل حرية الرأي والرأي الآخر وليس في القمع على أساس الهروب إلى الأمام لأننا عاجزون عن التحدي والدفاع عن معتقداتنا!

* باحثة لبنانية

الأخبار اللبنانية في

08.05.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)