كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

الفيلم الأمريكي “نوح” يُعيد تفجير الأزمة

بين مؤسسة الأزهر والمثقفين المصريين

كتب محمود الغيطاني 

ملف خاص عن فيلم (نوح Noah)

   
 
 
 
 

يبدو أن الأزمات المتتالية التي تتفجر بين الفينة والأخرى، بين مؤسسة الأزهر الشريف- كمؤسسة دينية-، وبين المثقفين المصريين ستظل أبدية لا تنتهي، ولعل آخر هذه الأزمات تلك الأزمة الجديدة بسبب محاولة منع الأزهر الشريف عرض الفيلم الأمريكي “نوح” إخراج “دارين أرونوفسكي” وبطولة راسل كرو، وأنتوني هوبكنز في السينمات المصرية، باعتبار أن الفيلم يُقدم شخصية النبي نوح عليه السلام، مما قد يسيء إلى الأنبياء- من وجهة نظر الأزهر-، لاسيما وأنهم يرون أن تقديم الأنبياء على شاشات السينما يُعد حراما لا يمكن قبوله.

بدأت الأزمة الجديدة بمجرد وصول خبر الفيلم إلى مؤسسة الأزهر الذي اعترض على الفيلم وطالب بمنعه، بل وتطور الأمر إلى درجة أن طالب أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، وهو الدكتور محمود مهنى، بإحراق دور العرض التي قد تعرض الفيلم، وهدمها.

وكانت جبهة الإبداع قد أصدرت بيانا أوضحت فيه أن ما صرح به الأزهر يُعد بمثابة التعدي على دور جهاز الرقابة على المصنفات الرسمية، وهي الجهة الرسمية الوحيدة المنوط بها قبول أو رفض عرض الأفلام السينمائية في مصر، مؤكدا أن فكرة تحريم تصوير الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، ليست إلا مجرد اجتهادا من الشيوخ والفقهاء، وهي فكرة لا تستند إلى أي نص قرآني أو حديث شريف، مما أدى إلى رد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية قائلا: “إن تحريم تجسيد وتشخيص الرسل والأنبياء في الأعمال الفنية ممنوع بناء على قرار مجمع البحوث الإسلامية عام 1963م”، مؤكدا أن هذا القرار اجتهادا جاء بناء على إجماع لعلماء الأزهر.

وهو الأمر الذي دفع وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان إلى إرسال خطابات رسمية إلى وزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين، ووزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب يطالبهم فيه بالتصدي ومنع عرض الفيلم في السينمات المصرية، على الرغم من أن مسئولية عرض الأفلام في السينمات المصرية من عدمها، هي من اختصاص وزارتي الإعلام والثقافة وليس من اختصاص مؤسسة الأزهر الدينية.

ولكن يبدو أن هذا الصراع الديني سيظل أبديا، ما دامت مؤسسة الأزهر تحاول التدخل الدائم في شئون الفن استنادا إلى قرارات وفتاوى صدرت منذ سنوات طوال.

من الجدير بالذكر أن ممثل شركة بارامونت لإنتاج وتوزيع الأفلام، قد أكد أن العديد من الدول العربية حاولت منع الفيلم قبل عرضه الأول في جميع أنحاء العالم، وهو الفيلم الذي تبلغ تكلفته 125 مليون دولار.

الإتحادي المغربية في

17.03.2014

 
 

بعد منع عرض فيلم «نوح» .. كان فيه زمان ثورة

كتبت: جيهان الجوهري 

فيلم «نوح» للنجم راسل كرو الذى يجسد شخصية النبى «نوح» للمخرج دارين أرنوفسكى من الأفلام التى ثار عليها شيوخ الأزهر الأجلاء، ومن المتوقع إثارة أزمة أخرى عند العرض الجماهيرى لفيلم «الخروج» للمخرج ريدلى سكوت الذى يجسد فيه الممثل كريستيان بيل شخصية النبى موسى علية السلام الجارى تنفيذه حالياً.

المخاوف والهواجس التى يصدرها رجال الدين على مثل هذه النوعية من الأعمال لا مبرر لها، وإذا تأملنا الأعمال الفنية الأجنبية التى تناولت قصص الأنبياء منذ العشرينيات وما قبلها حتى وقتنا هذا سنجد أنها لم تؤثر بالسلب على من شاهدها، ومثل هذه الأفلام موجود على الإنترنت ومشاهدتها متاحة للجميع وفتاوى شيوخنا الأجلاء بحرمانية مشاهدة مثل هذه الأفلام لا يخرج عن مجرد اجتهادات غير مدعمة بآيات قرآنية لتؤكد حرمانية صناعتها ومشاهدتها.

نكن كل الاحترام والتقدير للأزهر وشيوخه وعلمائه، لكن مثل هذه الأعمال هى بمثابة نافذة تطل منها الأجيال الجديدة لتنعكس على وعيهم الدينى، فكم من الأبناء لا يحبون القراءة، سواء من خلال المطبوعات الورقية أو من خلال الإنترنت ويفضلون مشاهدة عمل فنى مرئى عن الشخصية، ولذلك المنع التعسفى لهذه النوعية من الأعمال ليس له سوى معنى واحد أن جهات المنع تتعامل مع المتفرج على أنه فاقد للوعى لا يفكر، ويقبل كل ما يصدر له خاصة إذا كان يتعارض مع معتقداته الدينية الراسخة والحقيقة المؤكدة أن منع عرض هذه النوعية من الأعمال لن يفيد والعمل الممنوع عرضه جماهيريا سيحقق نسبة مشاهدة مرتفعة بأى وسيلة مرئية أخرى بعيدا عن شاشات السينما.

منذ سنوات قليلة عرض المسلسل الإيرانى «الصديق» وحاز العمل على نسبة مشاهدة مرتفعة وحقق نجاحات جيدة رغم عدم عرضه بالفضائيات المصرية، ورغم أن هناك قلة لم يعجبها إلا أن ذلك لم يخصم من نجاحه ولا من قدر وقيمة ومكانة يوسف عليه السلام .

أيضا اعتدنا منذ سنوات مشاهدة أعمال دينية تتميز بضخامة الإنتاج على القنوات الدينية، وكان المتفرج يتابع هذه الأعمال بشغف وإذا لم يستطع العمل جذبه لأى سبب أو تحقيق قدر من الرضا عنه فالمؤكد أن المتفرج لديه الوعى الكافى لإدراك أنه فى النهاية أمام عمل فنى، وسواء كان جيدا أو سيئا، فإن مثل هذه الشخصيات تتمتع بمكانة وقدر لا يستطيع أى عمل فنى مهما كانت جودته أن يفى بحق الأنبياء ورسالتهم، ويجب على الأزهر تشجيع الإنتاج الضخم لمثل هذه الأعمال فى مصر وتقديم الدعم والمساندة بدلا من صرخاتهم وتهديداتهم، ولا أدرى لماذا لم تثر ضجة عند عرض فيلم «آلام المسيح» لميل جيبسون جماهيريا عام 2004 رغم الاختلافات الموجودة بالفيلم المتعلقة بصلب المسيح عما ذكر بالعقيدة الإسلامية.

فى الوقت الذى تثار ضجة حول عرض فيلم «نوح» جماهيرياً فاجأنا الباحث السينمائى سامح فتحى بكتاب من تأليفه يضم 13 فيلما أجنبيا عن قصص الأنبياء أبرزها فيلم «ملك الملوك» إخراج سيسيل دى ميل عام 1927 وفيه يتناول قصة عيسى عليه السلام «وهو من أنبياء أولى العزم الخمسة» والذى أعاد تقديمه بنفس الاسم المخرج نيكولاس راى علم 1961 ويذكر أن هذا الفيلم عرض وقتها جماهيريا فى مصر، لكن لم يستمر كثيراً فى دور العرض نظرا لاعتراض الأزهر على تجسيد الأنبياء على الشاشة أيضا من أبرز الأفلام التى تناولها كتاب «أنبياء فى السينما العالمية» فيلم «الكتاب المقدس» إنتاج 1966 الذى رشح لجائزة أفضل موسيقى تصويرية بجوائز الجولدن جلوب والأوسكار وهو إخراج جون هيوستن ويتناول الفيلم عهد آدم وحواء وأبنائهما قابيل وهابيل ونوح وإبراهيم عليهما السلام وهما من أنبياء أولى العزم، والمثير أن الفيلم أتى بتفاصيل مذكورة فى التوراة وغير مذكورة فى القرآن الكريم فيما يخص قصة سيدنا «نوح» أيضا ورد بالفيلم أن الذبيح الذى أمر به الله سيدنا إبراهيم كان إسحاق بينما ذكر القرآن الكريم أن الذبيح هو إسماعيل.

تلك الاختلافات بين ما ذكر فى الكتب السماوية حرص الباحث والناقد السينمائى على ذكرها بكتابه باستفاضة بكل فيلم تعرض له بالنقد والتحليل، ورغم بعض الاختلافات الموجودة فى الأفلام حول الحقائق الموجودة بالكتب السماوية لم تر فيلما منها غير المعتقدات الدينية الراسخة لكل من شاهدها، لكنها فى النهاية كانت تهدف إلى الوعظ الدينى وتقديم نماذج إيجابية يقتدى بها الشباب فى ظل انتشار ظواهر سلبية سيئة مثل «الإلحاد» و«الشذوذ» بخلاف السلوكيات المنحرفة للشباب. ولا أعتقد أن الجهات الأجنبية التى أقدمت على الإنتاج الضخم لهذه النوعية من الأفلام كانت لديها نية الإساءة للشخصيات الدينية أثناء تنفيذ هذه النوعية من الأفلام فهم فى النهاية لا يريدون الخسارة، ويدركون جيدا خطورة وحساسية ما يقدمونه وانعكاسه على المتفرج أيا كانت جنسيته وعقيدته. نفس الإدراك والوعى متوافر فى المتفرج نفسه فهو يعلم جيدا أن الممثل مهما كانت درجة ألقه الفنى فى تجسيد الشخصيات الدينية إلا أنه لن يفى تلك الشخصيات حقها ومكانتها، ولن تغير هذه الأعمال معتقداته الراسخة، لذلك على الأزهر إعادة التفكير فى الرفض التعسفى للأعمال الدينية التى تتناول قصص حياة الأنبياء خاصة أن هذه الأعمال لا تحمل إساءات وتتم مراجعتها من قبل رجال الدين. ليس مقبولا على الإطلاق فرض وصاية على الأعمال الدينية فى عصر الإنترنت وتطور المجتمعات.

صباح الخير المصرية في

18.03.2014

 
 

أزمـة نـوح!

كتب : محمد الرفاعي 

يبدو أن المواجهة التى بدأت بين الأزهر، وخلفه عمائم المجاهدين الشارخين فوق جمال الفجيعة، وبين المثقفين وخلفهم تراث من الوجع والقهر الطويل، سوف تتحول إلى معركة عنيفة ولا داحس والغبراء، تلقى بظلالها على الحياة الثقافية، والمجتمع المصرى كله لفترة طويلة، وتفتح جروحاً عميقة لن تندمل سريعاً، خاصة إذا انتصر مشايخ الأزهر شاهرو سيوف المنع والتكفير والحرق، وانتهت الأحلام الكبيرة بالتنوير والوعى، الذى دافع عنها الرواد العظام، وتم اتهام بعضهم بالكفر مثل طه حسين، وبدأنا مرحلة العمائم المقلنسة.. والحلال والحرام.. بل وانتهاج طريقة الإخوان ذاتها.

لقد أخذ الأزهر موقفاً متشدداً ـــ أقرب إلى مواقف التكفيريين والجهاديين بمنع عرض فيلم نوح دون أن يشاهده واحد من المشايخ، ويرى بأم عينه كما يقول النحاة، هل يسىء إلى الإسلام؟! أم يقدم صورة إبداعية لفترة إسلامية ضاعت من ذاكرة الأيام؟! بل وصل التشدد لدرجة أن بعض الأصوات الصارخة صرخة الموت، أخذت تطالب بحرق السينما التى ستعرض الفيلم، فلماذا يعترضون الآن على عمليات الحرق والقتل التى يقوم بها شماريخ الإخوان؟! وصدرت فتوى بأن من يشاهد الفيلم آثم، يعنى اللى ها يشوف الفيلم- وأعتقد أن المصريين سوف يشاهدونه بطريقة أو بأخرى- سيظل الثعبان الأقرع يرزعه بالمزربة، حتى يهد حيله وحيل اللى خلفوه كمان.. هكذا ببساطة.. ارتأى الأزهر أن يضع عمامة السلفية فوق دماغه، ويصدر قراراً بالحجر على الإبداع الفنى، مع أن الأصل هو العرض وليس المنع.

نسى الأزهر الذى يتميز بالوسطية والاعتدال ـــ فى غمرة بعض مشايخ السلفية ـــ أن عرض مسلسل عمر بن عبدالعزيز، ومسلسل عمر بن الخطاب على الشاشة، قد قدم صورة مشرفة لعدالة وسماحة وعدل الاسلام، تلك الصورة التى حولها الإخوان والسلفيون وبتوع القاعدة، إلى صورة دموية بشعة، يكبر فيها المسلم، وهو يقطع رأس مسلم آخر، أو يخرج قلبه ويأكله نياً، حتى صارت كلمة مسلم فى العالم كله، مرادفة لكلمة إرهابى، ولكن يبدو أن الأزهر المخترق من بعض مشايخ الفتنة والقتل بتوع جماعة الإخوان والسلفية، قد قرر إقامة محاكم التفتيش، ومنع أى إبداع فنى من باب.. من خاف سلم .. المصيبة الكبرى.. أن الحاجة درية شرف الدين التى جاءت شهرتها من برنامج نادى السينما، رحبت بالمنع وعدم عرض الفيلم، وما تفهمش عرضه منين بالظبط، إذا كانت لا تملك أى سلطة على السينما، والفيلم لن يعرض إذا عرض فى التليفزيون بتاع إيش تاخد الريح من البلاط، إلا بعد عمر طويل، كما سارع الشيخ صابر عرب بعد أن رقص فى السمبزيوم نكاية فى معارضيه، بتأييد قرار المنع، مع أنه وزير الثقافة وليس مقرئا فى القرافة، أو أحد مشايخ مد إيدك طلع لحمة، ليضيف إلى إنجازاته الرائعة فى تخريب الثقافة إنجازاً جديداً يؤهله لتولى منصب وزير الأوقاف.

صباح الخير المصرية في

18.03.2014

 
 

محمد خان يكتب:

فيروس المنع 

بمناسبة قرار منع فيلم «نوح»، أثارنى ما كتبه الناقد اللبنانى هوفيك حبشيان «لم تعد المرجعيات الرقابية البائسة فى العالم العربى تسلّينا، تفاجئنا، أو تستفزنا. هذه رقابات شاخت كثيرا كثيرا، كستها تجاعيد السنين الطويلة. تحولت هياكل عظمية تمشى على أربع. لقد حان وقت التقاعد فى زمن الفضاء المفتوح، فى زمن دمقرطة المعلومات، فى زمن الركون إلى الطاقة البشرية، لا يزال هناك أوصياء على عقولنا، رقباء على أخلاقنا، قضاة على نياتنا». زمن الفضاء المفتوح الذى يلمح إليه هوفيك هو واقع يتجاهله أصحاب القرار، كأنه ليس له وجود فى الحياة، ففيلم «نوح» الذى منعوه ستشاهده الملايين فى بيوتهم عن طريق الأسطوانات الرقمية الـ«dvd» سواء مُتاحة أو مُقرصنة، وحريفة «الداونلودنج» سينسخونه عبر قنوات متخصصة أفلام، والدفاع الوحيد الذى سيدعونه هو أنهم على الأقل يحمون الأغلبية، معتبرين إياهم يجهلون الزمن الذى نعيشه. الواقع أن فئة كبيرة من الأغلبية هذه يشاهدون الأفلام الممنوعة على القهاوى والكافتريات بالمدن والقرى، وأحيانا كثيرة عبر القنوات الفضائية، سواء كانت مُتاحة تجاريا أو مقرصنة. فيروس المنع الذى يصيب المجتمعات تحت حجة الأديان أو مقاييس التقاليد والأخلاقيات، هو فيروس عنفوانه يزول بسرعة البرق، فى زمن لا يعرف الانتظار ويلجأ إلى التكنولوجيا لإسعافه الفورى. مثلما كان لصفحات التواصل الاجتماعى دور فعال فى ثورة ٢٥ يناير، فلها دور فعال أمام قرار المنع. من ضمن ردود الفعل الغاضبة ما كتبه أحد نشطاء «فيسبوك» فى موقع خاص به «ABDELWAHAB CINEMANIA»: «الكل يعرف أننا سنشاهد «نوح»، فى الصعيد سيشاهدونه، فى العرائش سيشاهدونه، فى الرياض سيشاهدونه، فى الزرقة سيشاهدونه، فى المنامة سيشاهدونه. سيشاهدونه فى كل بقعة يوجد فيها كابل موصول بشاشة. عالم الغد لن يعود على ضفتيه سودا وبيضا، مسيحيين ومسلمين، أغنياء وفقراء. عالم الغد سيتواجه فيه مَن يصنع ومَن يمنع. سيكون الصراع بين عقلية تطل برأسها من جحر القرون الوسطى، وعقلية تذهب بالإنسان إلى أبعد تجربة ممكنة». هناك فقرة مهمة وذكية فى بيان لجنة السينما والمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة بخصوص المنع أكدت «أن سلاح المنع والمصادرة لا يمكن اعتباره سلاحًا فعالًا فى مواجهة السماوات المفتوحة وثورة الاتصالات؛ بل إنه يشجع على اختراق القواعد المقررة وأن الحرية والرد على الفكر بفكر حر، هو السبيل الوحيد لمواجهة التطرف والخروج على صحيح العقائد».  

التحرير المصرية في

19.03.2014

 
 

الأنبياء فى السينما

إعداد ــ وليد أبوالسعود  

أثارت أزمة فيلم «نوح» من جديد، التساؤلات القديمة عن ظهور الأنبياء على شاشة السينما، وتباينت ردود الفعل بين الرؤية الشرعية التى تبناها الأزهر الشريف، والتى تستند إلى ما استقر عليه الفقهاء من تحريم تجسيد الأنبياء فى الأعمال السينمائية والدرامية، والرؤية المناقضة التى عبر عنها بيان الفنانين والمثقفين فى الأسبوع الماضى، والذى يرى أن التطور فى أساليب وسائل الاتصال، يفرض اجتهادا جديدا بالإباحة، بعدما تعددت وسائل العرض الإلكترونية، وصار الحجب إرثا من الماضى.

«الشروق» ترصد فى السطور التالية، أهم الأفلام التى تناولت الأنبياء.

عرض الآم المسيح (The Passion of the Christ) عام2004، ساعد فى كتابته وإنتاجه الممثل ميل جيبسون وأخرج الفيلم بمفرده، الفيلم مقتبس من الأحداث التى حدثت للمسيح من اعتقال ومحاكمة وأخيرا الصلب ومن ثم قيامة المسيح، الفيلم ينطق باللغات الآرامية واللاتينية والعبرية، ويعتبر أكثر الأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية نجاحا فى تاريخ إيرادات شباك التذاكر فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الفيلم أثار غضبا عارما من اليهود والمسلمين فى معظم انحاء العالم، ولم تعرضه من الدول العربية سوى مصر ولبنان وسوريا واتهم اليهود جيبسون بمعاداة السامية. الفيلم مدته 127 دقيقة وميزانيته 30 مليون دولار وتجاوزت إيراداته حاجز الـ 611 مليون دولار أمريكى.

الإغواء الأخير للمسيح.. تمرد سكورسيزى

الإغواء الأخير المسيح (The Last Temptation of Christ) فيلم أمريكى، من إخراج مارتن سكورسيزى سنة 1988، (مدة العرض 163 دقيقة)، وهو مقتبس عن رواية نيكوس كازانتزاكيس التى صدرت عام 1953 والتى تحمل الاسم نفسه. الفيلم من بطولة ويليم دافو وهارفى كيتل وتم تصويره بالكامل فى المغرب.

الفيلم، كما الرواية، أثار جدلا فى الثمانينيات لأنه كان يصور العلاقة بين السيد المسيح وماريا المجدلية، صور المسيح بطريقة أثارت استياء الكثيرين من المسيحيين، ومنع عرضه فى عدة بلاد أوروبية وقدم مخرج الفيلم للمحاكمة فى روما بسبب الفيلم.

فى عام 1989 سادت موجة عنيفة من الانتقادات من قبل أهالى طلاب مدرسة ألباكركى الثانوية بعد أن قام أحد المدرسين بعرض الفيلم أمام الطلاب وفى بعض الدول كتركيا والأرجنتين والمكسيك وتشيلى تم منع الفيلم لعدة سنوات، بينما استمر المنع فى دول أخرى مثل سنغافورة والفلبين.

فى 22 أكتوبر 1988 قامت إحدى الجماعات المسيحية المتشددة، بإلقاء المولوتوف داخل إحدى قاعات السينما أثناء عرض الفيلم، مما أدى إلى إصابة ثلاثة عشر شخصا. ومنعت مصر عرض الفيلم.

الوصايا العشر.. فيلمان لنفس المخرج وبنفس القصة

الوصايا العشر The Ten Commandments فيلم صامت، يحكى قصة حياة موسى النبى وخروج شعب إسرائيل من مصر، تم إنتاجه عام 1923 وكان من إخراج سيسيل بى ديميل وبطولة ثيودور روبرتس فى دور موسى النبى.

تم إعادة إنتاج الفيلم مرة أخرى عام 1956 بالألوان، أخرجه أيضا ديميل، من بطولة شارلتون هيستون عن رواية Pillar of Fire للكاتب جى. إتش.إنغرهام ورواية On Eagle,s Wing. مدة الفيلم حوالى 4 ساعات، العديد من النصوص فى الفيلم والحوار مأخوذة من سفر الخروج فى الكتاب المقدس، مع وجود بعض الاختلافات كإضافة شخصيات أو أحداث وحوارات. وتم تصوير الفيلم فى مصر فى الأقصر وأبو رواش وأبو رودس وبنى سويف، كما تم تصويره فى مدينة غوادالبى فى كاليفورنيا. لقى الفيلم نجاحا باهرا فجمع أكثر من 185 مليون دولار فى (شباك التذاكر الأمريكية) وقت عرضه، وجمع حتى (2010) حوالى 977 مليون و260 ألف دولار.

أمير من مصر.. فيلم كارتون عن حياة موسى أمير من مصر (بالإنجليزية: The Prince of Egypt)

وهو فيلم ملحمى تم إنتاجه فى الولايات المتحدة وعرض فى سنة 1998.

وقام بالاداء الصوتى له كل من فال كيلمر، رالف فاينس، ميشيل فايفر، ساندرا بولوك، وجيف غولدبلوم. وغنت كل من ويتنى هيوستن وماريا كارى اغنية الفيلم الشهيرة «عندما تؤمن». الفيلم مدته 98 دقيقة وحقق ايرادات 70 مليون دولار وتم منع عرضه بمصر.

المهاجر.. فيلم مصرى عن حياة يوسف الصديق

فيلم «المهاجر» للمخرج يوسف شاهين، أثار ضجة عند نزوله فى السينما حتى انه منع من العرض، لتناوله قصة مأخوذة عن حياة النبى يوسف. يتميز الفيلم بضخامة الإنتاج، وكان البعض رفع دعوى قضائية للمطالبة بوقف عرض الفيلم، لكن المحكمة قضت بعرضه، وقام شاهين بوضع لافتة فى مقدمة الفيلم تؤكد انه من وحى الخيال واطلق شاهين على بطله اسم رام. تدور قصته حول رام، وهو ابن قبيلة فقيرة تعيش فى بلد جاف وقاس، يحلم بتغيير حياته، يرفض الفقر الذى تعيشه قبيلته، فيقرر الهجرة إلى مصر لتعلّم فنون الزراعة يصحبه إخوته السبعة، الذين قرروا الخلاص منه بدافع الغيرة، فيلقون به فى مركب متجهة إلى مصر، معتقدين أنهم تخلصوا منه إلى الأبد، لكن رام يصل إلى مصر ويتعلم فنون الزراعة. أثناء ذلك يتعرف على قائد الجيوش اميهار وزوجته سيمهيت التى تقع فى حبه، لكنه ينسحب ليعيش فى الأرض التى وهبه إياها اميهار عند حدود مصر لزراعتها، وهناك يقع فى حب فتاة مصرية توافق على الزواج منه.

الفيلم بطولة خالد النبوى ويسرا ومحمود حميدة وصفية العمرى وحنان ترك واحمد سلامة ومدته 155 دقيقة.

بن هور.. المسيح يصنع المعجزات

بن هور (بالإنجليزيةBen-Hur) وهو من إخراج وليام وايلر، وهو أكثر أفلام الآكشن شعبية من روايات لويس والاس، «بن هور.. حكاية السيد المسيح» (1880).

الفيلم من بطولة تشارلتن هيستون وستيفن بويد، عرض لأول مرة فى دور عرض لويوس فى مدينة نيويورك فى 18 نوفمبر 1959 ربح 11 جائزة أوسكار، من ضمن تلك جائزة أفضل فيلم فى مهرجان الأوسكار لعام 1959. أحداثه تدور حول العلاقة التى جمعت يهودا بن هور كأمير، وتاجر يهودى ثرى فى القدس فى بداية القرن الأول الميلادى، وكلاهما يحمل وجهات نظر مختلفة فى الحياة.

الكتاب المقدس.. من بدء الخليقة وحتى إسحق

الفيلم اخرجه جون هيوستن عام 1966، ويتناول قصة بداية الخليقة وحتى عصر النبى اسحق، ويظهر فيه من الأنبياء ابراهيم ونوح، وهو من بطولة مايكل باركس وجون هيوستن وريتشارد هاريس وافا غاردنر ومدته 174 دقيقة وحقق 18 مليون دولار ايرادات. وأثار ضجة ومنعت بعض الدول عرضه وتعرض صانعوه لسيل من الاتهامات والانتقادات.

إلى ذلك ظهر فى العشرينيات من القرن الماضى فيلما حمل عنوان «سفينة نوح»، وقبله كانت هناك أفلام «قضاء سليمان» عن قصة سليمان والمرأتين، وفيلم «موسى» الذى قدم عام 1910 وأعيد إنتاجه عام 1975، وقدم الممثل شارلتون هستون دور يوحنا المعمدان فى فيلم «أجمل القصص المحكية» للمخرج جورج ستيفنز عام 1963، وجسد يول براينر دور النبى سليمان فى فيلم «سليمان ومملكة سبأ» الذى أخرجه كينج فيدور عام.1959. وظهر نبى الله يحيى فى أكثر من عشرة أفلام منها «سالومي» عام 1918 و«سالومي» 1953 و«ملك الملوك» 1961 و«سيمون الصياد» 1959 و«سالومي» 1974 وفى الثلاثينيات تم تقديم العديد من الأفلام التى ظهر بها أنبياء مثل «أغنية المهد» و«جحيم دانتي» و«حديقة الله» و«الضوء الأخضر» و«أبناء المدينة»، ومع بداية الخمسينيات عادت هوليوود وقدمت مسرحية أوسكار وايلد «سالومي» و«سدوم وعمورة» وفيلم «يوسف على أرض مصر» من إنتاج شركة تانهاوزر الأمريكية، وتميزت هذه الأعمال بالإبهار البصرى وضخامة الإنتاج وكثرة عدد الممثلين، وتعد حسب النقاد توثيقا سينمائيا لقصص الأنبياء، وقام أغلبها بطرح الخلفيات التاريخية وحكمة ظهور الرسل والأنبياء فى إطار وعظى يثمن ويؤكد تعاليم الرسالات السماوية.

الشروق المصرية في

19.03.2014

 
 

منع فيلم "نوح" والمحكمة تأمر بسجن كرم صابر هل هذه هي الحرية التي يعدوننا بها في مصر؟

إبرهيم فرغلي 

مرة أخرى، تتعرض حرية التعبير في مصر لاختبار صعب، بعدما أيدت إحدى المحاكم المصرية الحكم بسجن الكاتب المصري كرم صابر خمس سنوات وتغريمه بدفع كفالة مقدارها ألف جنيه، بتهمة ازدراء الأديان، بسبب مجموعة قصصية نشرت له في العام 2010 تحت عنوان "أين الله"، وكان سبق لنا أن تناولنا تفاصيلها الفنية.

تعود وقائع القضية إلى 12 نيسان 2011، عندما قدّم عدد من المواطنين في محافظة بني سويف بلاغاً إلى المحامي العام لنيابات بني سويف، يتهمون فيه كرم صابر، بإصدار مجموعة قصصية تحمل اسم "أين الله"، "تدعو إلى الإلحاد وسب الذات الإلهية وتحض على الفتن وإهدار الدماء"، بحسب البيان.

بعد يومين على تأييد الحكم، أعربت مؤسسة "حرية الفكر والتعبير" و"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، عن إدانتهما حكم محكمة الجنح في بني سويف، وأشارتا إلى أن "الحكم الصادر ضد الكاتب يتنافى مع ما هو منصوص عليه في الدستور القائم الذي حظرت المادة 67 منه توقيع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بسبب علانية المنتج الفني أو الأدبي أو الفكري، التي لا تدخل في نطاق الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو التمييز بين المواطنين أو الطعن في أعراض الأفراد".

حين توجهتُ بالسؤال إلى كرم صابر عن الموقف المتوقع في 9 نيسان المقبل، وهو الموعد المقرر للنطق بالحكم النهائي، أكد لي أنه لا يمكن التنبؤ بشيء، موضحا "أن المحامين فعلوا المستحيل امام المحكمة، وقدموا أدلة براءة من النواحي الأدبية والدينية والقانونية، ومع ذلك أيدت المحكمة الحكم. ومن جهتنا سوف نستأنف الحكم لمرة أخيرة، ونقدم دفوعنا ونتمنى ان نحصل على البراءة. لكن من الممكن والمتوقع أن يكون الحكم نهائيا فى الجلسة المقبلة. وإذا حدث ذلك فلن اخرج من القفص ولا مفر من الحبس".

عن دور المثقفين المصريين أكد كرم أن في إمكانهم ان يتوجهوا الى الحاكم الذى يدير مصر الآن ويلزموه تطبيق نصوص الدستور والقانون. فاذا كانت المؤسسات ترفض التزام نصوص الدستور الذى اقره الشعب ومؤسسات الدولة ذاتها، فماذا يبقى للمواطنين في كيفية معاملتهم وتنظيم حياتهم؟ هل يريدون ان يقدموا نموذج الفوضى ليسود الخراب فى المجتمع؟

من جهة أخرى يقيم عدد من المثقفين المصريين ندوة عاجلة يوم الخميس في مقر "دار العين للنشر" في القاهرة لإصدار بيان تضامن ورفض لقرارات المحكمة المخالفة للدستور، وبحث سبل التضامن مع كرم صابر والتأكيد أن قضية حرية التعبير ينبغي أن تكون أحد أهم مكتسبات ثورة 25 يناير، وخصوصا أن الأسبوع الأخير شهد عددا من الأحداث المتلاحقة الخاصة بحرية التعبير حيث منعت الرقابة عرض فيلم "نوح" في قاعات العرض، بدعوى أن تشخيص الأنبياء حرام وفقا لتقرير صادر عن "مؤسسة الأزهر".

جدير بالذكر أن مجموعة "أين الله" لكرم صابر تستعرض مشاعر البسطاء من نماذج البشر الذين يعيشون في الهامش، وتحديدا في قرى الريف في مصر، وتلقي الضوء فنيا على تساؤلاتهم حول فكرة الخلق، والعدل، وتنتهي نهاية ذات منحى صوفي لافت، وإن كان هاجسها الرئيسي فكرة العدالة الاجتماعية. وكنت قد أشرت في قراءتي لها هنا في "النهار"، إلى عدد من المآخذ الفنية من مثل المباشرة أحيانا، أو عدم إحكام بعض القصص، او اتساع المساحة الزمنية لبعض القصص بما لا يتلاءم مع إيقاع السرد. لكن أسئلتها الأساسية تظل على قدر كبير من الاهمية والجدية لأنها في جوهرها أسئلة عن الحقوق الأساسية للبشر، وعن الظلم الاجتماعي في دولة لا تمنح العدالة الاجتماعية لمواطنيها، وهي أيضا في جوهرها أسئلة عن فكرة العدل والحق، وتجسد السؤال الوجودي عن ماهية الحياة ومآلها.

اللافت أن التصعيد المستمر من جهة المحكمة، على الرغم من تعارض الحكم مع أحكام الدستور الجديد في مصر، ربما يعود في جانب منه إلى تخاذل المثقفين المصريين في هذه القضية وقضايا أخرى تزامنت مع هذه الواقعة بينها منع عرض فيلم "نوح" في قاعات العرض السينمائية بناء على توصية من الأزهر أشارت إلى تحريم تشخيص حياة الأنبياء، على الرغم من أن قاعات العرض السينمائي في مصر عرضت فيلم "آلام المسيح"، قبل سنوات.

لعل مؤسسات الوصاية الدينية تريد ان تحقق مكاسب خلال هذه الفترة الانتقالية التي يبدو فيها الجمهور مستكينا ومترقبا لما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية، ومدى تدخل الجيش في الحياة المدنية للأفراد في مصر في الفترة المقبلة، وخصوصا أن هناك اعتقالات لعدد من الناشطين بلا محاكمات، إضافة إلى بعض التقارير التي أشارت إلى شواهد تعذيب غير ممنهجة في السجون المصرية ما يلقي الشكوك حول عودة الدولة الأمنية من الباب الخلفي.

لا ينبغي للمثقفين الرضوخ لأي من هذه المظاهر المقيدة لحريات التعبير، بل يجب أن تعلو اصواتهم ضد هذا الحكم الذي لم تشهده مصر ربما منذ قضية نصر أبو زيد، وأن يتضامنوا كما فعلوا مسبقا في قضايا شبيهة بينها قضية كتاب "وليمة لأعشاب البحر".

إن خروج غالبية المصريين في 30 حزيران الماضي لتأكيد رفضهم لحكم "الإخوان" لم يكن فقط رفضا لفصيل فاشل أثبت عدم معرفته بمعنى "الدولة"، بل وأيضا وعن سبق ترصد؛ رفضا للفاشية الدينية، بكل ما يرتبط بها من وسائل القمع السياسي والفكري والديني، وضد التمييز الديني الذي كان سمة واضحة من سمات حكم "الإخوان".

يتصور البعض أن الشعبية التي يحظى بها الفريق السيسي اليوم قد تسوغ لحاشية قريبة منه، أو لبعض المؤسسات الرقابية ذات الطابع الديني، أن يلعبوا في المياه العكرة ويمسكوا ببعض الأوراق التي قد تكسبهم بعض النفوذ مستقبلا مثل الأزهر وجهات الرقابة والمؤسسات الدينية المختلفة، لكن على هؤلاء جميعا أن يحذروا. فهذا شعب، يحب حريته كثيرا. ووقود الثورة وروح شبابها المتقدة لم تصبح جمرا خابيا، بل هي لا تزال تلفظ اللهيب في الأنفاس، قادرة على إشعال كل شيء مرة أخرى حين يصبح ذلك ضرورة.

النهار اللبنانية في

19.03.2014

 
 

فجر يوم جديد: {نوح} !

كتب الخبرمجدي الطيب 

ذات يوم من عام، لا أفضل تحديده حتى لا أكشف شخصية الرجل الذي كان يتولى جهاز الرقابة وقتها، وقع في يدي الملف الرقابي لفيلم  «الرسالة» للمخرج الكبير مصطفى العقاد الأميركي الجنسية السوري المولد، واكتشفت أن الملف لا يحتوي على وثيقة واحدة تُشير إلى أن الأزهر الشريف اتخذ قراراً بحظر عرض الفيلم، الذي أنتج في السبعينيات، وأن منعه من العرض في مصر وعدد من الدول العربية لم ينطلق من قرار رسمي، بل وشاية ضد الفيلم أو كذبة روجت لها جهة ما أو شخصية بعينها، وصدقها البعض، فظل الفيلم ممنوعاً من العرض، قرابة 22 سنة، إلى أن تهاوت الكذبة، واخترقت القنوات الفضائية قرار الحظر الوهمي، وهو ما شجع التلفزيون المصري على عرضه... ووصلت {الرسالة}!

تذكرت تلك الواقعة، وأنا أتابع الجدل المحتدم هذه الأيام حول فيلم {نوح}، والمواقف المتباينة بين الرفض القاطع من جانب بعض شيوخ الأزهر لعرضه في مصر، والتأييد الكامل من المثقفين والمبدعين للعرض الجماهيري، وهو الموقف الذي عبرت عنه لجنة السينما التابعة لوزارة الثقافة في اجتماعها، برئاسة المخرج خالد يوسف، ولجنة المسرح التابعة للوزارة نفسها، برئاسة سامح مهران، والبيان المشترك الذي أكد أن الفيلم {لا يمثل إهانة للصحابة والأنبياء}، وأن عرضه يأتي من قبيل الاحترام لمدنية الدولة، ودستورها، وإحدى ثمار حرية الإبداع.

أضاف البيان أن الجهات الرقابية هي المخولة، وفقاً للقانون ونصوص الدستور، بالحكم على الأفلام، كذلك  استنكر فرض أحد أنواع الوصاية على الفن والإبداع، وجدد التأكيد على أن أحداً في اللجنتين {لا يسعى إلى صدام مع مؤسسة الأزهر الشريف، لكن يربأ بها اتخاذ موقف مضاد لهذه الأفلام التي تهذب سلوك المواطنين}، وانتهى البيان بإعلان اللجنتين تأييد عرض فيلم {نوح}، والتأكيد، مرة أخرى، أن عرضه أو مصادرته أمر يتعلق بالرقابة فحسب.

انتهت موقعة فيلم {الرسالة} بانتصار حرية الإبداع، في أعقاب عرض الفيلم عبر القنوات الفضائية، وكان الظن بأن جهة، أيا كانت قداستها، لن تجرؤ على تكرار اتخاذ قرار حظر عرض الأعمال الفنية، بدليل أن السعودية التي كانت سبباً في شن الحرب على فيلم {الرسالة}، ومخرجه، وحالت دون عرضه في أكثر من بلد عربي، هي التي مولت مسلسل {عُمر}، وأسقطت، بشكل نهائي، الفتوى التي تحظر تجسيد الأنبياء والصحابة على الشاشة، كذلك العشرة المبشرين بالجنة، بما يعني أن السعودية نفسها أدركت أن الزمن تغيّر، وأن القبضة القوية للمؤسسات الدينية (الأزهر والكنيسة على حد سواء) على مقاليد الأمور انهارت، وأن السماوات المفتوحة، فضلاً عن الطفرة التكنولوجية في مجال {الميديا}، أسقطت الحواجز {الكهنوتية}، وأصبح بالإمكان رفع الحظر، بل كسر أنواع القمع والمصادرة كافة، بكبسة زر على الـ {ريموت} !

لا يعني هذا القبول، من جانب أحد الأطراف المناصرة لحرية الإبداع، إهانة الأنبياء أو تمرير أي محاولة للتجريح أو التشكيك بالعقائد أو الأديان السماوية، لكنه تحذير من أولئك الذين استمرأوا دفن الرؤوس في الرمال، كالنعام، ورفضوا مجاراة العصر؛ فالإسلام هو الذي أقر الاجتهاد وإعمال الفكر والعقل، وعلماء الدين الإسلامي هم الذين قالوا: {من اجتهد في مسألة ما وكان من الاجتهاد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر}، واشترطوا أن يُحصر الاجتهاد بالعلماء المؤهلين للاجتهاد.

كشفت الموقعة تخاذل الرقابة على المصنفات الفنية عن أداء دورها، ما أدى إلى انتقاد موقفها المائع في القضية، بل اتهمها البعض بأنها السبب في احتدام المعركة، لأن القانون رقم 430 لسنة 1955 يخول لها، وحدها، حق الرقابة على الأعمال المتعلقة بالمصنفات الفنية؛ أي أنها {سيدة قرارها}، وتحويلها، بين حين وآخر، المصنفات الفنية إلى مؤسسة دينية (الأزهر أو الكنيسة) أو مؤسسات سيادية، لاتخاذ القرار بالإنابة عنها، هو نوع من خيانة الأمانة، وتفريط في الواجب المنوط بها القيام به، وتخاذل عن أداء مهمتها على الوجه الأكمل !

هل يمكن القول إن معركة «نوح» اندلعت، بالمصادفة، أم تقف وراءها أياد مشبوهة أو جاهلة في أضعف الإيمان؟

الأمر المؤكد أن قليلاً من الحكمة كان من شأنه التخفيف من غلو الموقعة، ونتائجها، في حال أداء الرقابة دورها، خصوصاً أن ثمة سوابق تفيد بأن ضجة كهذه غالباً ما تحمل مبالغة في التحذير من  خطورة الفيلم المحظور على السلم الاجتماعي، والخشية من تفعيل التهديدات المعلنة بإحراق الصالات التي تعرض الفيلم، ثم يتضح أنها «زوبعة في فنجان»، وأن ردود الفعل التي أعقبت العرض جاءت فاترة، وأن الفيلم «مر مرور الكرام»، وهو ما سيتكرر مع «نوح» في حال عرضه!

الجريدة الكويتية في

24.03.2014

 
 

الجمهوريّة والطوفان

بيار أبي صعب 

نوح» دارن آرونوفسكي متوقع على الشاشة أواسط الشهر المقبل. الفيلم الذي أجازته الرقابة «بتحفّظ» حسب موزّعه، قد يزعج مرجعيّات دينيّة، كما حدث في مصر. لكن بيروت ليست القاهرة! في الظروف السياسيّة المتشنّجة التي تعيشها المنطقة، يُخشى أن تنزلق المؤسسة الدينيّة خارج دائرتها الشرعيّة، لتقتحم الفضاء العام وتمارس وصاية على الحياة المدنيّة. هل نذكّر بـ «تنورة ماكسي» (جو بو عيد)، و «السيد المسيح» ، و «فتح 1453» (فاروق أكسوي)؟ كلّها أعمال ابداعيّة قائمة على الخيال ضُربت بحجّة «ايمانيّة». أين ينتهي الاحتكام إلى القانون (وهو بحاجة إلى تطوير)، لتبدأ استنسابيّة تحددها الأعراف التي تقوم عليها جمهوريّة المحاصصة والنظام الطائفي؟

«نوح» (راسل كرو، إيما واتسون) انتاج هوليودي، يتعامل بأدوات معاصرة مع قصّة مرجعيّة في الحضارة الانسانيّة. ليس صادماً أن يشتمل الفيلم على تناقضات مع الرواية الدينيّة، فهو لا يملك أي ادعاء توثيقي، ديني. هل يجعل منه ذلك «مسيئاً» إلى الأديان؟ ألا تكفي اشارة في البداية إلى أن الفيلم لا يمثّل الرواية الدينيّة بل يحرّفها على هواه كما يحق لعمل ابداعي متخيل أن يفعل؟ الأمثلة كثيرة: «يسوع المسيح سوبر ستار» (نورمان جيوبسون)، «الانجيل حسب القديس متى» (بازوليني)، «يسوع الناصري» (زفريلي). هل كان ينبغي لتلك الأفلام أن تطابق النسق الايماني كشرط لعرضها؟

نتمنّى على «دار الفتوى» أن تتحفّظ على فيلم دارن آرونوفسكي من وجهة نظر ايمانيّة وفقهيّة، لكن من دون أن تطالب بمنعه، احتراماً لسائر المواطنين، وطالما أن هدف الفيلم ليس التجريح والتشويه والاساءة. الموروث الديني ملك الحضارة الانسانيّة جمعاء، ومن حق كل انسان استيحاؤه على طريقته. وهناك في الحاضرة وجهات نظر وعقائد متعددة لا بد من أن تتعايش بسلام. هناك مواطن من حقّه أن يشاهد الاعمال العالميّة ويحكم بنفسه. ليفعل في ظل القانون، بدلاً من أن يفعل عبر الافلام غير الشرعيّة المهرّبة.

يمكنكم متابعة بيار أبي صعب عبر تويتر PierreABISAAB@

الأخبار اللبنانية في

24.03.2014

 
 

كان من المفترض عرضه غدا..

أطراف أزمة "نوح".. الأزهر يرفع شعار "لا تراجع ولا استسلام".. والرقابة خائفة من شىء ما.. والمبدعون يرفضون منع عرضه.. والفيلم مصيره غامض.. وموزعه: النسخ لم يفرج عنها

كتب العباس السكرى 

بعد حالة الجدل التى أثارها مؤخرا، الفيلم العالمى "نوح"، مازال موقفه غامضا من توقيت طرحه بالسينمات المصرية، حتى الآن، حيث أكد وسيم عادل، مدير الشركة المسئولة عن توزيع الفيلم، أن العمل لن يطرح غدا الأربعاء فى موعده الرسمى، مرجعا الأسباب إلى أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية لم يفرج عن نسخ الفيلم إلى الآن، قائلا "لم نخطر بجديد من قبل الرقابة".

ومع تصاعد الموقف تتحفظ الرقابة إلى الآن بإبداء رأيها فى عرض الفيلم من عدمه وكأنها خائفة من شىء ما، رغم أن التقرير النهائى للفيلم على مكتب أحمد عواض رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وحاول "اليوم السابع" الاتصال بالرقيب لمعرفة التفاصيل لكنه لم يرد.

وفى بيان للجنتى السينما والمسرح حول أزمة الفيلم، أكدتا من خلاله على معارضتهما لمنع الفيلم رغم تقديرهما لموقف الأزهر، وأكدتا "المنع والمصادرة لا يمكن اعتبارهمما سلاحًا فعالاً فى مواجهة السماوات المفتوحة وثورة الاتصالات"، وجاء فى البيان "تثمن لجنتا السينما والمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة دور الأزهر الشريف الرائد والعظيم فى بيان وسطية الإسلام واستنارته وقدرته على التعايش مع وسائط التعبير الحديثة فى مواجهة أمواج التطرف والتكفير التى كادت تكلف الوطن حاضره ومستقبله لسنوات لا يعلمها إلا الله؛ لذلك فوجئ السينمائيون والمثقفون المصريون بموقف الأزهر من عرض فيلم سينمائى بدعوى أنه يعرض قصة النبى نوح عليه السلام، وأن المبدأ المستقر لدى الأزهر منذ 1926 هو عدم جواز تجسيد الأنبياء والرسل والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وأمهات المؤمنين بأى شكل من أشكال التجسيد؛ ورأى البيان أن هذا المنع هو حماية للعقيدة بتوقير هؤلاء، وكأن مجرد تجسيدهم هو نوع من أنواع الإهانة لمقامهم الرفيع".

ويأتى غموض مصير الفيلم بعد اتخاذ الأزهر موقفا بمنع عرضه، معللين السبب بأنه لا يجوز ظهور الأنبياء أو تجسيد شخصياتهم فى الأعمال الفنية، حيث أكد الأزهر فى بيان له "هناك قرار بالإجماع لدى مجمع البحوث بعدم ظهور وتجسيد الأنبياء فى أشخاص".

اليوم السابع المصرية في

25.03.2014

 
 

الناقد الأمريكى دان جولين يحتفى بـ"NOAH":

الفيلم سيغير حياة مخرجه دارين أرونوفسكى.. وبطله راسل كرو برع فى تجسيد الدور.. والعمل يدهش المشاهد بقدرته العالية على توظيف التكنولوجيا المتطورة

كتبت شيماء عبد المنعم 

كتب الناقد الأمريكى دان جولين مقال بعنوان "Noah And the gale"، أى "نوح والعاصفة"، على موقع embire الأمريكى عن الفيلم العالمى نوح، وأعطى للفيلم 4 نجوم من 5، وكتب أن الفيلم أنتج على نطاق إنتاجى واسع وبأستديو من أكبر الأستديوهات بهوليود ومع ذلك الفيلم يعتبر ثمرة معدلة من أعمال المخرج دارين أرونوفسكى، لكنه اجتهد فى أن يجعل قصة الفيلم التى أحسن اختيارها مخلوطة بأسلوب الخاص الجذاب، وهذا ما جعل الفيلم يصف ملحمة مأخوذة من الكتاب المقدس، وهذا ما سيغير حياة دارين أرونوفسكى المهنية بأكملها

وعن بطل الفيلم راسل كرو، كتب دان جولين، أن مخرج الفيلم وظف كرو فى قصة ذات تسلسل رائع تتعلق ببداية الخلق، وقدمه برؤية مضيئة وتصميم ذكى، يجعل المشاهد يرى ويشعر بقصة الخلق منذ آدم وحواء وحتى قام الله ببناء الكون فى ستة أيام

كما أشار إلى أن مخرج الفيلم قدم كرو متماثلا مع بطل الرواية تماثلا خلابا ملفتا للأنظار، وكأنه تماهى مع الشخصية، حيث رأيناه، عنيدا وقوى البنية، وجعله يجسد قصة النبى نوح هو الرجل الذى وحد الخلق بحرفية شديدة.

وأضاف الناقد أن هناك لحظات تضع المشاهد فى حالة من الدهشة والإبداع والرهبة ويكفى قدرته الإبداعية والبصرية فى تجسيد مشاهد العاصفة وغرق الأطفال المكثفة والصعبة والتى جسدت معانى الطغيان من أجل التطهير الكبير، وهو ما جلعنى كناقد وكإنسان بالأساس أشعر بالامتنان تجاه هذا العمل

وشدد الناقد دان جولين على أن مخرج الفيلم سيدهش المشاهد بقدرته العالية على توظيف التكنولوجيا المتطورة وتحديدا فى مشاهد تجويف الأرض، وبناء المدن، وحفر المناجم، والصيد، والانقراض وانهيار الصخور والحمم البركانية.

اليوم السابع المصرية في

25.03.2014

 
 

رقابة إندونيسيا تمنع عرض فيلم «نوح»:

من المحرمات الخطيرة في المجتمعات المسلمة

كتب: غادة غالب 

ذكرت مجلة «هوليوود ريبورتر» الأمريكية، أن إندونيسيا فعلت مثل العديد من دول الشرق الأوسط، ومنعت عرض فيلم «نوح»، معللة ذلك بـ«مخالفته للشريعة الإسلامية، وتصويره أحد الأنبياء»، على غرار قطر والبحرين والإمارات.

وقال رئيس شركة الأفلام الإندونيسية «بي تي»، شاند برويز سيرفيا: «القرار ليس مفاجأة في ضوء الانتخابات التشريعية المقبلة في البلاد، 9 أبريل المقبل، فهم يريدون تجنب الجدل، الذي قد يستخدمه حزب منافس ضدهم»، مضيفا: «أعتقد أن المسألة سياسية بحتة، وليست لها علاقة بالدين كما يدعون، والدول المسلمة الأخرى فعلت نفس الشيء».

وأوضحت الصحيفة أن مجلس الرقابة في إندونيسيا قرر، بعد التصويت بالإجماع، منع عرض الفيلم، الذي كان مفترضا أن يعرض، الجمعة، وبرر ذلك بتصويره للنبي، وهو ما يعتبر من المحرمات الخطيرة في المجتمعات المسلمة.

ونقلت الصحيفة عن العضو في مجلس الرقابة الإندونيسية، زينات توحيد السعدي، تصريحه للوكالة الفرنسية: «رفضنا عرض الفيلم في إندونيسيا، لأن التصوير المرئي للنبي ممنوع في الإسلام»، مضيفا «عرض الفيلم سيغضب كل الطوائف المسيحية والمسلمة».

وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 88% من سكان إندونيسيا البالغ عددهم 240 مليون نسمة مسلمون.

ولفتت الصحيفة إلى أنه منعت مجالس الرقابة في قطر والبحرين والإمارات، عرض الفيلم في أراضيهم، موضحة أنه من المتوقع إصدار قرارات مماثلة في مصر والأردن والكويت، خاصة بعد إصدار الأزهر بيانا يدين فيه الفيلم، مطالبا بحظر عرضه.

المصري اليوم في

25.03.2014

 
 

مخرج فيلم نوح:

المياه قوة عظمى من قوى الطبيعة لديها قوة تدمير هائلة وهي منشأ الحياة

رويترز 

كانت الأمطار تهطل بغزارة من السماء وذرية قابيل يتدافعون ويدهسون بعضهم بعضًا وهم يحاولون العثور على موضع قدم في سفينة نوح الخشبية وكانت أيضا النهاية محسومة وبالقطع غير سارة. 

لم يكن المخرج دارن أرونوفسكي الذي اشتهر بأفلامه الدرامية السوداء مثل فيلم (البجعة السوداء) الفائز بجائزة الأوسكار ليرضى لنفسه بأن يقدم شيئا أقل مستوى في فيلمه الملحمي (نوح) بطولة راسل كرو والذي يبدأ عرضه في الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى يوم الجمعة القادم. 

يقول أرونوفسكي "هناك شيء متعلق بالمياه كقوة عظمى من قوى الطبيعة. المياه لديها قوة تدميرية لا تصدق وهي أيضا منشأ الحياة. إنها قوة مذهلة. كنت أتعجب دوما لماذا لم يقدم أحد هذا على الشاشة الفضية." 

وفيلم (نوح) هو أول اختبار للمخرج أرونوفسكي في قيادة فيلم بهذه الميزانية الضخمة لتحقيق النجاح في شباك التذاكر. 

ويرى أرونوفسكي (45 عاما) المولع بالمغامرة أن الفيلم سيثير قلق البعض لانه يمزج بين قصة النبي نوح الواردة في كل الأديان السماوية وعشقه الشخصي في إخضاع أبطاله إلى محن نفسية أصبحت من العلامات المميزة لافلامه. 

ويقول المخرج "قصة نوح بداخلنا جميعا من الصغر" شارحا أسباب قناعته بأنها ستلقى رواجا واستطرد "لها جذور عميقة لا في الحضارة الغربية فقط لكن كل من على وجه الأرض سمع بقصة نوح حتى لو لم تكن تدخل في معتقداته". 

وتلعب دور زوجة نوح جنيفر كونولي أما شخصية جد نوح فيقدمها الممثل المخضرم أنتوني هوبكنز بينما يلعب دور ابنه دوجلاس بوث ودور زوجة الابن إيما واطسون. 

وتقول شركة بارامونت المنتجة إن ميزانية الفيلم بلغت 125 مليون دولار. وتوقع موقع (بوكس أوفيس دوت كوم) إن يجني الفيلم 41 مليون دولار في عطلة الأسبوع الأول لعرضه في الولايات المتحدة.

بوابة الأهرام في

26.03.2014

 
 

استقبال "نوح" في أميركا وكندا واستراليا ومنعه عربياً

أرونوفسكي: السينما ابتعدت عن أساس الحياة بلا مبرر

لوس انجليس- رويترز:

كانت الامطار تهطل بغزارة من السماء وذرية قابيل يتدافعون ويدهسون بعضهم بعضا وهم يحاولون العثور على موضع قدم في سفينة نوح الخشبية وكانت أيضا النهاية محسومة وبالقطع غير سارة.

لم يكن المخرج دارن أرونوفسكي الذي اشتهر بافلامه الدرامية السوداء مثل فيلم “البجعة السوداء” الفائز بجائزة الاوسكار ليرضى لنفسه بأن يقدم شيئا أقل مستوى في فيلمه الملحمي “نوح” بطولة راسل كرو الذي يبدأ عرضه في الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى يوم الجمعة المقبل.

يقول أرونوفسكي “هناك شيء متعلق بالماء كقوة عظمى من قوى الطبيعة. المياه لديها قوة تدميرية لا تصدق وهي أيضا منشأ الحياة. انها قوة مذهلة. كنت أتعجب دوما لماذا لم يقدم أحد هذا على الشاشة الفضية”.

وفيلم “نوح” هو أول اختبار للمخرج أرونوفسكي في قيادة فيلم بهذه الميزانية الضخمة لتحقيق النجاح في شباك التذاكر.

ويرى أرونوفسكي المولع بالمغامرة ان الفيلم سيثير قلق البعض لانه يمزج بين قصة النبي نوح الواردة في كل الاديان السماوية وعشقه الشخصي ممثلاً في اخضاع أبطاله الى محن نفسية أصبحت من العلامات المميزة لافلامه.

ويقول المخرج: “قصة نوح بداخلنا جميعا من الصغر” شارحا أسباب قناعته بأنها ستلقى رواجا واستطرد “لها جذور عميقة ليس في الحضارة الغربية فقط لكن كل من على وجه الارض سمع بقصة نوح حتى لو لم تكن تدخل في معتقداته”.

وتلعب دور زوجة نوح جنيفر كونيلي أما شخصية جد نوح فيقدمها الممثل المخضرم أنتوني هوبكنز بينما يلعب دور ابنه دوغلاس بوث ودور زوجة الابن ايما واتسون.

وتقول شركة “بارامونت” المنتجة ان ميزانية الفيلم بلغت 125 مليون دولار. وتوقع موقع “بوكس أوفيس دوت كوم” ان يجني الفيلم 41 مليون دولار في عطلة الاسبوع الاول لعرضه في الولايات المتحدة.

كما قال ممثل لشركة “بارامونت” في وقت سابق: إن ثلاث دول عربية حظرت عرض فيلم “نوح” Noah لأسباب دينية حتى قبل عرضه الأول في أنحاء العالم, مضيفا أنه من المتوقع أن تحذو دول أخرى حذو الدول الثلاث.

وكانت وسائل اعلام أوروبية واميركية أثارت مرارا احتجاجات في دول اسلامية خلال العقد الماضي بسبب رسوم مسيئة للنبي محمد أو تجسيد أنبياء في الأفلام.

وقال ممثل الشركة التي أنتجت “نوح” بتكلفة 125 مليون دولار: رفضت الرقابة في قطر والبحرين والامارات العربية المتحدة رسميا عرض الفيلم في هذه الدول. وقال إن البيان الصادر عن الدول الثلاث يوضح أن “السبب يرجع إلى أن الفيلم يتعارض مع تعاليم الاسلام, مضيفا ان الشركة ابلغت ايضا بحظر مشابه في مصر والأردن والكويت.

وأصدر الأزهر في مصر فتوى بتحريم عرض الفيلم, وأضاف في بيان “يجدد الازهر الشريف.. رفضه عرض أعمال تجسد أنبياء الله ورسله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, مؤكدا ان هذه الأعمال تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل وتمس ثوابت الشريعة الإسلامية وتستفز مشاعر المؤمنين”.

السياسة الكويتية في

27.03.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)