كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

هذه «السلخانة» المسماة إنسانية ..

«فندق بودابست الكبير»: كوميديا سوداء

بقلم   سمير فريد 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الرابع والستون

   
 
 
 
 

فى الفترة من ٣١ يناير إلى افتتاح مهرجان برلين الـ٦٤ أمس الأول الخميس، فقدت السينما المخرج المجرى ميكلوشيانتشو، أحد أعظم المبدعين فى كل تاريخ السينما، والممثل الأمريكى فيليب سيمور هوفمان، والممثل النمساوى مكسمليان شل، وكلاهما من عظماء فن التمثيل أيضاً، وقررت إدارة مهرجان برلين تذكر الثلاثة بعرض فيلم من أفلام كل منهم.

الأمريكيون غاضبون، ليس لوجود فيلم أمريكى واحد فى المسابقة، وإنما أساساً بسبب ارتفاع تكاليف الاشتراك فى سوق الفيلم الأوروبية. وقد نشرت «هوليود ريبورتر» فى العدد الأول من نشرتها اليومية، التى تصدر أثناء المهرجان، تقريراً عن هذا الغضب، وجاء فيه أن تكلفة فريق عمل قليل يأتى من أمريكا تتجاوز ٣٠ ألف دولار، وأن العرض الواحد فى السوق كان يتكلف فى العام الماضى ٢٥٢٠ دولارا، وفى هذا العام ازداد بنسبة ٥٠ فى المائة وأصبح ٣٧٨٠ دولارا، وبرر المسؤولون الارتفاع بتكاليف تحويل القاعات إلى ديجيتال. وقال البعض إن المهرجان يقام فى الوقت الخطأ، حيث الطقس تحت الصفر وإلى درجة الجليد.

عرض فى افتتاح المهرجان الفيلم البريطانى الألمانى «فندق بودابست الكبير»، إخراج الأمريكى ويس أندرسون، وأول أفلام المسابقة، وذلك على غير المعتاد، حيث يكون فيلم الافتتاح من أفلام خارج المسابقة. هذا هو الفيلم الروائى الطويل الثامن لمخرجه الذى ولد عام ١٩٧٠، ودرس الفلسفة فى الجامعة وأخرج أول أفلامه عام ١٩٩٦.

ومن المعروف أن هناك مدرستين كبيرتين للسينما فى الغرب، وهما المدرسة الأمريكية والمدرسة الأوروبية. ويعتبر أندرسون من المخرجين الأمريكيين القلائل الذين يجمعون بين المدرستين، ولذلك ليس من الغريب أن يكون فيلمه الجديد إنتاجاً بريطانياً ألمانياً، وأن يعرض فى افتتاح أول مهرجانات العام الأوروبية الكبرى، كما أنه فيلم عن أوروبا، ومن أفلام «كل النجوم»، حيث يشترك فيه أكثر من عشرة من كبار نجوم أوروبا وأمريكا، من: رالف فينيس وهيرفيكيتيل وماتيو آلماريك وتيلدا سوينتون وليا سيدو إلى ف. موراى إبراهام ووليم دافو وإدوارد نورتون وجيف جولدمان وبيل موراى وأدريان برودى وجود لاو.

تمر هذا العام مائة سنة على الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ - ١٩١٨)، وتدور أحداث الفيلم عام ١٩٣٢ عندما وصلت فترة الاضطرابات الكبرى التى أعقبت هذه الحرب إلى الذروة، وأدت إلى وصول النازى إلى الحكم فى ألمانيا عام ١٩٣٣، وأصبحت بعد ذلك تعرف بفترة ما بين الحربين العالميتين عندما أشعل النازى الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩ - ١٩٤٥). ولكن الفيلم ليس تاريخياً وإنما كوميديا سوداء بأسلوب خيالى عما أطلق عليه الراوية «السلخانة» المسماة إنسانية.

بعد الحرب العالمية الأولى عُرف فى أوروبا تعبير «الأيام الجميلة الماضية» فى وصف فترة ما قبل الحرب، وكانت دول أوروبا الكبرى تحتل أكثر من نصف العالم، وتشعر بأن الدنيا قد دانت لها، وأن ما تعيشه هو «نهاية التاريخ» كما يقال الآن عن أمريكا بعد سقوط جدار برلين ونهاية النظم الشيوعية، وأدركت أوروبا مع الحرب العالمية الأولى أنها كانت تعيش فى وهم كبير.

الفيلم مصور فى العديد من مدن شرق أوروبا، وعنوانه فندق يحمل اسم عاصمة المجر التى كانت تشكل أحد ضلعى الإمبراطورية النمساوية المجرية قبل الحرب العالمية الأولى، ولكن أحداثه تدور فى بلد خيالى لا وجود له فى الواقع، وحتى شعار النازية (الصليب المعقوف) مع صعودها فى نهاية الفيلم ليس شعارها الحقيقى، وإنما شعار خيالى يسمى «زيجزاج».

وتتمثل أوروبا التى صدمتها الحرب العالمية الأولى فى شخصية الكونتيسة (تيلدا سوينتون) التى عاشت حتى أرذل العمر وهى تملك ثروة هائلة، وأحبت جوستاف (رالف فينيس) مدير فندق بودابست الكبير، وفى بداية الفيلم تودعه وتموت وتوصى بمنحه لوحة تقدر بالملايين، ولكن ابنها ديمترى (أدريان برودى) يتهم جوستاف بخداع أمه وقتلها حتى يحصل على اللوحة. وهذه الحكاية هى جوهر الفيلم، ولكنها تتداخل مع حكايات أخرى حتى إن الفيلم يبدو أقرب إلى شكل «ألف ليلة وليلة»، ولكن شهرزاد هنا هى مصطفى (ف. موراى إبراهام) الذى يروى حكاياته إلى الكاتب شيرفيستيللر (جود لاو)، كما تختلف الأزمنة من الزمن الحالى إلى ١٩٨٥ ثم ١٩٦٨ ثم ١٩٣٢. ويصل أسلوب الفيلم الخيالى إلى حد التجريد كما فى الأفلام التشكيلية (التحريك).

«فندق بودابست الكبير» عن عالم مجنون أو جنون العالم. إنه فيلم ممتع، ويتميز بالبراعة فى الإخراج والتصوير والمونتاج والتمثيل والموسيقى (تأليف الموسيقار الفرنسى الكبير ألكسندر ديسبلات)، ولكنه يتناول موضوعاً كبيراً بخفة غير مناسبة، ويعبر عن رغبة مخرجه فى إطلاق العنان لخياله، ولكنه مقيد بعقلانية باردة تتناقض مع تحقيق هذه الرغبة.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

08.02.2014

 

أول عرض لـ«رجلان في مدينة» الجزائري بـ«برلين السينمائي»..

والنقاد يهاجمونه

كتب: أحمد الجزار 

عرض لأول مرة، الجمعة، الفيلم الجزائري «رجلان في مدينة» للمخرج رشيد بو شارب وهو الفيلم الوحيد الذي يمثل العرب في مسابقة مهرجان برلين السينمائي, وقد شهد العرض حضورا جماهيريا.

وعقب انتهاء العرض أقيمت ندوة صحفية حضرها المخرج إلى جانب أبطال الفيلم، فورست ويتكر، وبرندا بليتين، ودولوريس هيريديا، وقد أكد «بوشارب» عن سعادته بهذه التجربة، مؤكدا أنها مختلفة عن أعماله السابقة وكانت تحمل أيضا مجموعة من التحديات أولها أن «الفيلم نفسه مأخوذ عن فيلم فرنسي معروف بعنوان (رجلان في المدينة) تم إنتاجه عام 1973 بالإضافة إلى أنها المرة الأولي التي يتعامل فيها مع نجوم أمريكيين».

واضاف «بوشارب» أنه «سعيد بنجاحه في تعليم فورست ويتكر تقاليد الإسلام مثل الصلاة، وقراءة القرآن»، مؤكدا أنه أظهر البطل معتنقا للإسلام كنوع من التغيير عن الفيلم الأصلي بالإضافة إلى أنه أيضا قادم من مجتمع إسلامي».

وأشار «بوشارب» إلى أنه استفاد بشكل كبير من تواجد «ويتكر» لأنه «قام بإجراء بعض التعديلات التي أفادت السيناريو بشكل كبير خاصة فيما يتعلق بالجزء الأمريكي لأنني لم أعد أعرف التفاصيل الخاصة بالمجتمع الأمريكي».

وفي السياق نفسه، أعرب «ويتكر» عن سعادته بهذا الفيلم مؤكدا أنه مختلف عن أدواره السابقة كما أنه تعرف على ثقافة مختلفة من خلال العمل مع الجزائري رشيد بوشارب، كما أنه حاول أن يقدم الدور بشكل مختلف ويظهر الجانب الإنساني في الشخصية.

وعلي جانب آخر، تعرض الفيلم لهجوم كبير من جهة النقاد، حيث وجدوا أن «الفيلم لم يطرح جديدا في القضية نفسها ولم يكن هناك أي إضافة من ظهور البطل معتنقا للإسلام، حتى إن اختيار الأبطال لم يكن موفقا حيث ظهرت الممثلة برندا بليتين زائدة في الوزن عن الدور الذي قدمته كمحققة، وأنه حتى ملابس (ويتكر) لم تكن مناسبة للمرحلة ولا لطبيعة شخصيته في الفيلم كما أن قصة حبه مع دولوريس لم تكن منطقية ولم تتطور بشكل درامي محكم»، وكان الفيلم قد تم تغيير اسمه من «طريق العدو» إلى رجلان في مدينة.

ويحكي الفيلم حياة السجين الأسود جارنيت الذي اعتنق الإسلام وبعد مرور 18 عاما في سجن بـنيو مكسيكو يحصل على الإفراج المشروط ليعود إلى مدينته من جديد، وهو يأمل أن يمحو تلك المرحلة من حياته الإجرامية، فيعمل المستحيل للعودة إلى حياته الطبيعية والاندماج بعدها في المجتمع لكنه سيحاصر بالرقيب الذي سيحول حياته إلى جحيم ويتابعه المراقب القضائي وسيطفو ماضيه ثانية على الأحداث وتفتح الملفات القديمة فيعيش كابوسا حقيقيا بسبب ملاحقات وضغوطات عرقية وعنصرية مليئة بالضغينة من طرف العمدة، هارفي كيتيلبنيو مكسيكو.

وزراء الداخلية والثقافة والخارجية الألمان

يفتتحون الدورة الـ64 لـ«برلين السينمائي»

كتب: أحمد الجزار 

افتتحت، مساء الخميس، الدورة 64 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، وشهدت السجاده الحمراء تواجد عدد كبير من الفنانين إلى جانب رجال الدولة، وحضر الافتتاح وزير الداخلية الألماني ووزير الشؤون الخارجية، ووزير الحكومة الاتحادية للثقافة والإعلام.

وتوافد الفنانون منذ السادسة مساء، وكان في استقبالهم مدير المهرجان ديتر كوسليك الذي لفت إليه الأنظار أثناء مداعبته لدب صغير وضعه على كتفه، ومزاحه لضيوفه على السجادة، وفي تقليد جديد قام بعض رجال الأمن في المهرجان بارتداء ملابس خاصة للعاملين في فندق «بودابست» وقفوا لاستقبال الضيوف كنوع من جذب انتباه الجمهور والمداعبة أيضًا، خاصة أن ذلك جاء متماشيا مع فيلم الافتتاح «فندق بودابست الكبير» للمخرج الأمريكي ويس أندرسون الذي جذب انتباه جمهور المهرجان اثناء تواجده برفقة أبطاله بالكامل على السجادة الحمراء وقاموا بالتقاط العديد من الصور التذكارية.

وقامت إدارة المهرجان بالاستعانة بفرقة «جالاكسي باند» لإحياء الحفل على مسرح المهرجان مع الاكتفاء بتحية أبطال فيلم الافتتاح ومداعبة الحضور من خلال مقدمة الحفل ثم بدأ عرض فيلم الافتتاح في التاسعة مساء في حضور أكثر من الفي شخص، وقد سبق هذا العرض في صباح اليوم نفسه عرضان للصحفيين شهدا إقبالًا شديدًا لدرجة أن بعض الإعلاميين فشلوا في حجز اماكنهم واضطروا إلى حجز الفيلم في أيام أخرى.

وشهدت ندوة الفيلم الذي حضرها أبطال الفيلم حالة كبيرة من الزحام واضطر البعض للتواجد خارج قاعة الندوة ومتابعتها عبر الشاشات الخارجية، حتى إن أكشاك بيع تذاكر الأفلام قد شهدت إقبالًا كثيفًا من الجمهور الذي تواجد منذ الساعات الأولى حتى قبل فتح المنافذ نفسها كي يستطيع أن يحجز مكانا والمعروف أن المهرجان يعرض هذا العام ما يقرب من 400 فيلم من دول العالم المختلفة.

المصري اليوم في

08.02.2014

 

مهرجان برلين الدولي :

عرض اولي عالمي لفيلم "تو مان إن طاون" للمخرج رشيد بوشارب 

برلين - قدم الفيلم الدرامي "تو مان إن طاون" (رجلين في المدينة) للمخرج الفرنسي من اصل جزائري رشيد بوشارب امس الجمعة ببرلين في عرض اولي عالمي امام لجنة التحكيم للمنافسة الرسمية للطبعة ال64 لمهرجان برلين الدولي للفيلم.

ويقوم بالأدوار الرئيسية في هذه الدراما الخيالية الممثلان الامريكيان فوريست ويتكر وهارفي كيتل اللذان يمثلان الورقة الرابحة لهذه النسخة الجديدة لفيلم انجزه المخرج الايطالي خوزي جيوفاني سنة 1973.

وتدور احداث هذا الفيلم ومدته 117 دقيقة بين مجرم محكوم عليه سابقا وليام غارنت (فوريست ويتكر) وشرطي مكلف بمراقبة السلوك اميلي سميث (الممثلة البريطانية كبريندا بليثين) وشرطي اخر لا يؤمن بتوبة وليام و يريد اعادته الى السجن بيل اغاتي (هارفي كيتل).

بعد اعتناقه الاسلام في السجن يحاول وليام غارنت خوض حياة عادية بعيدا عن المشاكل التي قد تدخله السجن حيث مكث 18 سنة لارتكابه جريمة يجد عملا في مزرعة يتحكم في مشاعره السلبية ويلتقى بحب حياته.

وبسرعة يقوم الشرطي اغاتي بتنفيذ كل وسائل الاستفزاز لدفع وليام الى فقدان السيطرة على اعصابه ويخضع هذا الاخير بعد اسبوعين من الحرية المؤقتة وهو الخطأ الذي كاد أن يعيده الى السجن لولا تفهم الشرطي المكلف بمراقبة سلوكه.

التوبة بفضل العقيدة وبالنسبة لهذا الفيلم العقيدة الاسلامية كانت المحور الرئيسي الذي دار حوله الفيلم الذي كان يظهر كل مرة وليام غارنت يحاول السيطرة على اعصابه بفضل الصلاة.

وبالموازاة مع ذلك يطلب منه اصدقاء سابيقون وهم مهربين مخدرات الالتحاق بهم و يقتلون رفيقته لاقناعه. وهو الحادث الذي سيكشف شخصية وليام الحقيقية ويدفعه الى التخلي عن ثوبه كمواطن ممتاز و عن دينه لقتل من قتل رفيقته.

وسيعرض هذا الفيلم الذي انتج ايضا مع الوكالة الجزائرية للاشعاع الثقافي في الجزائر تحت عنوان "انمي واي" (طريق العدو) يوم 10 فبراير مباشرة بعد مروره في مهرجان برلين الدولي ال64 الذي سيتواصل الى غاية 16 فبراير.

وكالة الأنباء الجزائرية في

08.02.2014

 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين السينمائي - 2:

آلاف الحالمين في سوق برلين السينمائية

كيف يجد المال الأوروبي طريقه إلى هوليوود وأوسكاراتها؟

برلين: محمد رُضا 

في السيارة التي أقلتنا من المطار إلى الفندق (أميركية، أفريقية الأصل)، جاءت من شيكاغو على جناحي طموحها. تقول: «كتبت سيناريوهات وأريد بيعها»، ثم تفتح حقيبتها وتخرج ورقة عليها ست ملخصات لما كتبته. هل باعت الكاتبة أي نصوص سينمائية من قبل، تجيب ابنة الـ40 بفخر: «لا، جئت بأمل كبير أن أستطيع بيع واحد منها هنا أو الستة معا».

أن تصبح مدينة أوروبية مصنعا لتفريخ الأحلام والآمال فإن ذلك ليس جديدا، لا على برلين ولا على كان ولا على مهرجان فينسيا. إلى كل واحد من هذه المهرجانات، يتوافد المحدقون في الأمل راغبين في التحول إلى كتاب أو مخرجين أو ممثلين أو منتجين. حفنة منهم هي التي تنجح، بطبيعة الحال، لكن المحاولات الدؤوبة لا تتوقف.

مهرجان برلين السينمائي الذي انطلق في السادس من هذا الشهر ويستمر حتى الـ26 منه هو مهرجانان في وقت واحد: مهرجان لأفلام الفن ومهرجان للسوق باسم لامع هو «سوق الأفلام الأوروبية» والمهرجان والسوق يجذبان مئات، إن لم يكن الآلاف، من الساعين إلى النجاح في المهن التي اختاروها.

السبب في أن مهرجان برلين بات أضخم من أن يستطيع المرء الإلمام به (نحو 400 فيلم في عشر تظاهرات وهناك ما يوازيها من أفلام معروضة في السوق، يعود - ولو جزئيا - إلى نجاح السوق القائمة بالموازاة. لكن جوابا عمن يسأل عن السبب الذي من أجله يقام المهرجان في عز الشتاء وليس في الربيع أو الصيف يعود، جزئيا أيضا، إلى أن هذا التوقيت يمنح السوق لأن تكون أول سوق سينمائية في أوروبا والعالم خلال السنة.

هذا العام، أكثر من سواه، هناك آمال أعلى ارتفاعا من المعتاد، كما حال منسوب المياه في سومرست، بريطانيا، الذي كاد يطمر بلدة موكنلي خلال العاصفة الأخيرة. طبعا المهمة على ابنة شيكاغو ليست سهلة، وخصوصا أنها لا تحمل اسما معروفا في مهنتها ولا تمويلا جزئيا لأي من أفكارها، لكن المقياس قائم على أسباب نجاح ملموسة في السنوات الأخيرة. عمليات البيع والشراء هنا والت نجاحها خلال السنوات الخمس الماضية وينتظر منها أن تحقق رقما كبيرا لها هذا العام أيضا. لكن العنصر المهم في تحريك هذا السوق آت من حقيقة مكتشفة: هل لاحظت أن الكثير من الأفلام المرشحة للأوسكار هذا العام من تمويل أوروبي؟

«عمر»، المرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، مستند إلى تمويل أوروبي شبه كامل، لكن هذا ممتد إلى الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم ناطق بالإنجليزية، فالتمويل الأوروبي قاسم مشترك بين ستة منها هي «دالاس بايرز كلوب» و«هي» و«نبراسكا» و«فيلومينا» و«12 سنة عبدا» و«ذئب وول ستريت».

الأخير من تمويل شركة «رد غرانايت بيكتشرز» عبر مكتبها في لوس أنجليس، لكنها شركة أوروبية يشترك في إدارتها منتجون من بينهم شخص باسم رضا عزيز. هذه دفعت ميزانية الفيلم (100 مليون دولار) بالكامل. ليس فقط أن «ذئب وول ستريت»، كما أخرجه مارتن سكورسيزي وقام ببطولته ليوناردو ديكابريو، من بين الأفلام التي تسللت إلى ترشيحات الأوسكار وحظيت باهتمام النقد والإعلام، بل هو الأعلى نجاحا تجاريا للمخرج من بين كل أفلامه حتى الآن. مع نهاية هذا الأسبوع ترتفع إيراداته المسجلة في ألمانيا فرنسا وبريطانيا إلى أكثر من 75 مليون دولار. هذا المبلغ هو جزء من حصيلة عالمية قدرها 265 مليون دولار حتى مطلع هذا الأسبوع.

ما يكشفه ذلك هو أن إنتاج الأفلام من قبل شركات مستقلة، مثل «رد غرانايت بيكتشرز» أو مثل «نبراسكا» أو أي من الأفلام المذكورة أعلاه، بات أكثر جرأة من ذي قبل. الفيلم المستقل الذي يعيش في بال الحالمين بأفلام صغيرة تنقض على السائد وتدمره، مدعوون لمراجعة معلوماتهم لأن ما هو مستقل، إنتاجيا على الأقل، بات من السائد نفسه، لا يميزه عن أفلام ممولة كاملا من هوليوود سوى أنها ذات مواضيع لا تنتمي إلى المسلسلات التقليدية وأفلام السوبرهيرو.

* أفلام برلين

* فيلم الافتتاح: يخطف البصر ويفضل التاريخ The Great Budapest Hotel | Wes Anderson (*3) الذي صنع أفلاما من نوعية «راشمور» و«الحياة المائية لستيف زيسو» و«دارجيلينغ ليمتد» ثم «مملكة سطوع القمر» (Moonshine Kingdom) وميزها بأسلوبه الدقيق، لا يستطيع أن يخرج عن هذا المنهج مطلقا خوفا من فقدان هويته. كل ما يستطيع فعله هو محاولة تطويره. هذا هو حال مخرج هذه الأفلام وس أندرسون في عمله الجديد «فندق بودابست الكبير» الذي افتتح الدورة الـ64 من مهرجان برلين.

كالعادة هو فيلم أسلوبي منفذ بصريا لاستغلال حب المخرج للتصميم المختلف: هناك المشاهد التي يلتقي فيها لون الخلفية مع لون ملابس الممثلين ولون السقف ولون الأرض، وهناك العناوين التي تظهر على الشاشة مشاركة في تأليف المشهد والبدع الصغيرة الأخرى المألوفة في أفلام أندرسون.

أكثر من ذلك، يختار هنا الانتقال من مقاس فيلمي إلى آخر حسب الفترة الزمنية: الستينات مصورة بنظام الشاشة العريض. الثلاثينات بمقياس 35 مم الأصغر من مقاس 35 مم المعمول به حاليا.

العالم الذي يتعامل معه هذا المخرج ليس في الواقع، حتى عندما يذهب إلى الهند في «ذا دارجيلينغ ليمتد» (2007) أو إلى هذه المقاطعة غير المسماة من أوروبا التي تقع فيها الأحداث ما بين الحربين العالميتين وما بعد (تنطلق من اليوم ثم تزور أواخر الستينات ثم تمضي في الأمس أكثر لمشارف سنة 1932). الفندق الذي في العنوان مميز بقدر الفندقين اللذين شاهدناهما في فيلم «سايكو» لألفرد هيتشكوك (1960) و«اللمعان» لستانلي كوبريك (1980) لكن في استخدام مختلف، فهو ليس فيلم رعب، كحال هذين العملين البديعين، بل فيلم ذكرى وذاكرة. حنين إلى أمس يراه المخرج، وربما معه الحق في ذلك، جميلا وشبه منزه عن زلات البشر. إنه عن السلوكيات الاجتماعية التي تبدلت وانحدرت من تصرفاتها الدمثة وسلوكياتها المرهفة إلى ما نحن عليه اليوم. ولا تستطيع أن تخطئ المخرج في هذا الموقف فما نعيشه يتجاوب مع ما نراه على الشاشة ويؤيده.

في ذلك الفندق نتعرف على مالكه مصطفى (ف. موراي أبراهام) وعلى «الكونسييرج» غوستاف الذي لجانب انضباطه في العمل لا يمانع في إقامة علاقات عاطفية مع بعض نزيلاته حين تتاح الفرصة (والفرصة متاحة الآن مع نزيلة أرستقراطية عجوز تؤديها تيلدا سوينتون). ابنها (أدريان برودي) سرعان ما يتهم غوستاف بقتل والدته في تطور لحبكة لا تتوقف عن فتح نوافذ كل منها يطل على حبكة أصغر. قصة داخل قصة والفيلم يتمدد لكن من دون أن يفقد معناه أو متنه الأهم.

لكن في الوقت الذي يستمتع فيه البعض بكل هذا التركيب، يمكن للبعض الآخر، ولن يكون بعيدا عن الصواب، النظر إلى أسلوب أندرسون على أنه مفبرك ومتكلف. كلاهما يحمل قدرا مقبولا من الحقيقة بلا ريب.

* حدث ذات مرة: حرب آيرلندية (*3) | Yanne Demange العنوان هو رقم العام الذي وقعت فيه الأحداث (1971).. أو لعلها لم تقع مطلقا. فيلم يان دمانج، الذي انشغل في السنوات الأولى من مهنته بتحقيق مسلسلات تلفزيونية وأفلام قصيرة، ليس مبنيا على واقعة فعلية، لكنه يستند إلى تاريخ واقعي إذ يدور خلال الحرب الآيرلندية الأهلية التي لا ريب شهدت حكايات تشابه الحكاية المسرودة هنا قسوة إذا لم تتجاوزها.

يؤسس السيناريو لشخصية بطله غاري (جاك أو كونيل) الشاب الملتحق بالخدمة العسكرية حديثا الذي يتلقى فجر أحد الأيام الأمر بالتوجه إلى آيرلندا الملتهبة بالصراع بين البروتستانتيين المخلصين لبريطانيا والكاثوليكيين المناهضين لها.

قبل ركوب السفينة التي ستنقل الحامية، يلاعب غاري ابنه الموجود في مدرسة داخلية والذي يخشى أن لا يعود والده من تلك الحرب. غاري يطمئن ابنه ثم ينطلق. بعد يوم على الأكثر يجد نفسه في أرض العدو. لقد حاصره الآيرلنديون عندما دخلت الحامية منطقة كاثوليكية هو ورفيق معه وانهالوا عليهما ضربا. أحدهم أطلق النار على رفيقه لكن غاري هرب والقاتل في أعقابه. هناك مطاردة، تذكر بأسلوب المخرج بول غرينغراس في سلسلة «بورن» التشويقية، لكنها ليست بقوة مونتاجه، وتقع بين عضو منظمة آيرلندا الجمهورية (IRA) وغاري الباحث عن النجاة.

المطاردة مفتاح الموضوع بأسره. كنه سرده. فالجندي غريب في تلك المنطقة من المدينة ولا يعرف بمن يثق به والمطاردون (ازداد عددهم طبعا) يبحثون عنه. يلتقطه صبي صغير ويقرر مساعدته. لكن انفجارا يقع في المكان الذي لجآ إليه ويصاب غاري فينقله آيرلندي وابنته خفية إلى شقتهما. الجنود البريطانيون يبحثون عنه من ناحية، والمطاردون كذلك، والعوامل والاتجاهات السياسية تتضارب بحيث تتشابك المصالح، وخصوصا أن الإدارة السياسية للحامية البريطانية لديها «أجندتها» الخاصة في هذا الوضع.

لمعظمه هو فيلم تشويقي مع نهاية غير مؤذية لأحد. لكن التشويق ليس على حساب الموضوع وتشعباته. هذا فيلم عن معاناة فرد ويمكن قراءة معاناة الحرب الأهلية ووقعها على المواطنين. ربما ليس من المفضل وصفه بأنه فيلم مضاد للحرب، إذ يأتي هذا عرضا طبيعيا من دون جهد، لكنه بالتأكيد يصفها بالعبثية ولديه ما يقوله عن تصرفات الجيش البريطاني منذ قيامه في مطلع الفيلم بالتراجع أمام ثورة أهل الحي تاركا غاري لمصيره.

أسلوب العمل يعتمد على تصوير متحرك (كاميرا محمولة ومهزوزة لكنها مناسبة) ومونتاج متلاحق والمخرج يعامل الموضوع بأسره حسب الأسلوب التشويقي الملائم إنما بثقة الحريص على توظيف هذا الأسلوب لخدمة الجانب الإنساني من حياة مجند يحاول البقاء حيا والعودة إلى ولده في نهاية المطاف. خلال العرض ينجح المخرج في الإيحاء بأنه في الواقع وراء فيلم حربي. الاختلاف بينه وبين سواه أن الحرب هنا أهلية خمدت نيرانها قبل سنوات قليلة لتنشب في بلاد أخرى وبين مذاهب مختلفة.

الشرق الأوسط في

08.02.2014

 

«الشرق الأوسط» في مهرجان: برلين السينمائي - 3 :

بمناسبة عرض فيلمها الجديد في برلين

كيت بلانشيت: ما يشدني إلى التمثيل ذلك التنوع في الأدوار

برلين: محمد رُضا 

لا علاقة للممثلة كيت بلانشيت بالجدال القائم حول ما إذا كان المخرج وودي ألن تعرّض جنسيا لابنته من شريكته السابقة الممثلة ميا فارو، واسمها ديلان، أم لا. ديلان تقول إنه فعل (حين كانت في السابعة من العمر - وهي الآن في العشرين) وهو يرد قائلا بأنها أكاذيب مفتعلة فترد عليه لتقول إنه هو الذي يكذب. السجال تحوّل إلى فضيحة في الأيام الأخيرة وإذ تحضر حفلة فيلم الافتتاح «فندق بودابست الكبير» التي أعقبت العرض الليلي، تسمع حديثين منتشرين بين الموجودين: موت فيليب سايمور هوفمن وفضيحة وودي ألن.

لكن كيت ليست معنية بالطبع - باستثناء أنها بطلة فيلم وودي ألن الأخير «جاسمين الحزينة» Blue Jasmine وهي مرشحة لأوسكار أفضل ممثلة. البعض في هوليوود يقترح بأنها قد تقع في مرمى إطلاق النار من دون قصد فتخسر الترشيح بناء على موقف أخلاقي قد يعتمده أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية مانحة الأوسكار.

لكن أن يفكر الأعضاء في حجب الأوسكار عن الممثلة بناء على قضية شخصية يخوضها المخرج والكاتب الشهير دفاعا عن سمعته، لمجرد أنها مثّلت بطولة ذلك الفيلم أمر مستبعد، أو - إذا ما كان محتملا - فإن احتماله محدود للغاية.

حين تمّت هذه المقابلة في لوس أنجليس، بعد حصول بلانشيت على غولدن غلوب أفضل ممثلة في فيلم درامي في الشهر الماضي، لم تكن القضية قد وُلدت بعد. وجل الحديث هو الفيلم الجديد الذي تشترك كيت في بطولته تحت عنوان «رجال النُصب» من بطولة وإخراج جورج كلوني. هذا الفيلم بوشر بعرضه تجاريا يوم أول من أمس (الجمعة) وشهد عرضه الأول في مهرجان برلين ضمن المسابقة ظهر يوم أمس (السبت).

إنه الفيلم الواحد والأربعون من بين ما حققته كيت بلانشيت (44 سنة) من أعمال منذ أن مثلت أول أفلامها سنة 1994 في فيلم أسترالي بعنوان «إنقاذ بوليسي» وهي بقيت تعمل في نطاق السينما الأسترالية إلى أن طلبها المخرج الهندي شيخار كابور بطلة لفيلمه البريطاني «إليزابيث» (1998) بعدها انطلقت ولا تزال في رحاب السينما العالمية. و«رجال النُصب» هو ثاني فيلم لها إلى جانب جورج كلوني وذلك بعد «الألماني الطيّب» الذي أخرجه ستيفن سودربيرغ سنة 2006. الفيلم الجديد، كالسابق، يدور حول أحداث تقع في تلك الفترة الزمنية التي شهدت قيام الحرب العالمية الثانية. هذه المرّة يدور البحث حول كيفية إنقاذ لوحات ثمينة من قبضة القوّات النازية التي تعتزم نقلها إلى برلين من متاحفها الأصلية.

·        هل كنت تعلمين الكثير عن الأحداث التي يعرضها «رجال النُصب» حول سرقة النازيين للوحات فنية ثمينة؟

- لا. لم أكن أعلم عن هذا الموضوع أي شيء يذكر. لقد درست مادة الفنون في المعهد واهتممت كثيرا بتاريخ الفنون وأنواعها، لكني لم أكن أعرف شيئا عن هذا الجزء من التاريخ. أعتقد أن جورج (كلوني) و(الكاتب) غرانت هسلوف قاما بعمل رائع هنا كشفا فيه عن قدرة رائعة على سرد حكاية تدور حول فريق ينوي إنقاذ اللوحات الفنية من النازيين ويتعرّض لتلك الفترة السوداء من التاريخ. أعتقد أنني كنت أريد أن أكون جزءا من هذا الفيلم.

·        هل اهتمامك بالرسم من بين الفنون دفعك لاقتناء بعض اللوحات الثمينة مثلا؟

- ليس على نحو كبير. لدي مجموعة صغيرة منها، لكن اهتمامي بها كبير. ليس عندي لوحة لبيكاسو أو رمبرانت لكن المرء لا يمتلك الفن حتى ولو اشترى اللوحة. أنا مؤمنة بديمومة هذا الفن. هذه اللوحات موجودة للعموم لكي يقدروها ويحتفلوا بها كثراء إنساني وفني.

·        كان هناك فيلم سابق يدور حول الموضوع نفسه..

- تقصد «القطار»؟

·        نعم.

- أعتقد أن الفارق أن الفيلم السابق (أخرجه جون فرانكنهايمر سنة 1964) عمد إلى الكثير من الحكايات الخيالية. سمح لنفسه بإضافة أحداث لم تقع بالفعل، وهذا ما حاول «رجال النُصب» تحاشيه، لذلك هو مختلف عن ذلك الفيلم. جورج سعى إلى الحقائق وشاهد فيلما وثائقيا بعنوان «اغتصاب أوروبا» واستوحى منه بعض الأحداث.

·        هناك قدر من الحداثة في هذا الفيلم. صحيح أنه يتحدّث عن وقائع حدثت في الأربعينات، لكن في الآونة الأخيرة تم اكتشاف مجموعة من اللوحات المنهوبة في قبو تاجر في ميونيخ.

- صحيح. الموضوع الذي يطرحه الفيلم لا يزال قائما. متاحف العالم ما زالت تسعى لاسترداد بعض اللوحات ذات المصير المجهول، وهي هناك في مكان ما بالتأكيد. لكن انظر إلى ما يحدث في سوريا من تدمير وخراب وسرقة ثروات تجد أن للفيلم علاقة حالية بما يحدث هناك وبأي سرقة متاحف وقعت خلال حرب ما. من هذه الناحية أعتقد أن الفيلم يتعامل مع تبعات الحروب بشكل عام.

·        ما الذي يعنيه لك ظهورك المتكاثر في السينما اليوم؟ هناك «جاسمين الحزينة» و«ذا هوبيت» و«رجال النُصب»، كما يوجد عدد من الأفلام الجديدة التي سنشاهد بعضها هذه السنة.

- جزء من عمل الممثل أن يكون حاضرا لدخول الشخصيات المختلفة التي يمثّلها. ما دام وافق على تمثيل هذه الشخصيات فهو ملتزم بتأمينها بكل اختلافاتها. وهذا ما يشدّني إلى التمثيل: القدرة على التنوّع والتلوّن لكي ألعب شخصيات مختلفة تماما بعضها عن بعض. وكل شخصية لها جمهورها.. جمهور «رجال النُصب» يختلف في رأيي عن جمهور «ذا هوبيت». الانتقال من نوع إلى آخر يبقي الصلة قائمة بينك وبين القدرة على إحياء حب العمل. تشعر بالانتعاش مع كل دور جديد لأنه مختلف عن الدور الذي مثلته من قبل.

·        هناك مجموعة كبيرة من الأفلام التي قمت بتمثيلها تتناول حقبة الأربعينات. ربما الاختلاف الكبير هنا هو أن «رجال النُصب» يتطرّق أيضا إلى الهولوكوست..

- لا تستطيع أن تأتي على ذكر كل المواضيع المتصلة بما حدث خلال الحرب العالمية الثانية في فيلم واحد. لكن صحيح.. مثلت في «الألماني الطيّب» ولعبت فيه دور متعاونة، ومثلت «تشارلوت غراي» ولعبت فيه دور مقاومة. ومنذ سنين مثلت في مسرحية لديفيد هير حول امرأة خاضت تجربة بقاء خلال تلك الحقبة. «رجال النُصب» يتضمن الحديث عن الهولوكوست لكنه لا يزال أساسا فيلما عن سرقة اللوحات.

·        مثلت سابقا أمام جورج كلوني في فيلم «الألماني الطيّب»، كيف تنظرين إلى هذا التعاون بينكما؟

- للأسف «الألماني الطيّب» لم يجد نجاحا كبيرا رغم أنني فخورة به وأعتقد أنه فيلم جيّد. قبل مدّة سألني زوجي قائلا: «ماذا بينك وبين جورج كلوني والحرب العالمية الثانية» (نضحك). هذا من باب أن جورج وأنا التقينا في فيلمين كل منهما يدور في تلك الفترة. حين جلست مع جورج وحكى لي ما يريد أن يحققه في هذا الفيلم وقعت في حب الفكرة. وما أراده للفيلم حققه بالفعل. جورج يعرض عملا يتناول جوانب تاريخية مؤلمة ويتعامل معه من منطلق إنساني أساسا.

·        أنت الآن في خضم موسم الجوائز. كيف تواجهين ذلك؟ هل هناك ضغط كبير عليك من الناحية الإعلامية على الأقل؟

- هناك ضغط إعلامي كبير دائما (تضحك). انظر، عندما تكون فخورا بما تحققه من أفلام، وعندما تنجح تلك الأفلام في إبراز جهدك فيها، تشعر بأنك تقوم بالشيء الصحيح وأنك في مكان يجلب لك السعادة والرضا. لكن ما تقوله صحيح. قبل أيام اتصلت بوكيلة أعمالي وقلت لها: «عندي أفلام علي العودة إليها». أقصد أن الفيلم حين ينجح في استقطاب الاهتمام بممثليه يجد هؤلاء أنفسهم أمام ضرورة تأجيل أعمالهم لاستيعاب المقابلات وهي كثيرة. لكني لا أشكو. في مثل هذه المواقف أكون سعيدة حيث أنا.

الصوت الصغير للسينما العربية

* مهرجانات السينما العالمية هي مهرجانات أصوات. كل مهرجان يمتلئ بها بلغاتها وثقافاتها وفنونها. هناك الصوت الفرنسي والصوت الإسباني والصوت الألماني والصوت الروسي، كما هناك - من القارة الأخرى - الصوت الأميركي والصوت الأرجنتيني والصوت المكسيكي وفي حيز ثالث أي صوت آخر من أي منطقة من العالم.

مهرجان برلين الحالي (من السادس حتى السادس عشر من هذا الشهر) لا يختلف في هذا الصدد. فكل صوت يعبّر عن سينما معيّنة وكل الأصوات موجودة، بعضها هادر (كأصوات الدول المذكورة أعلاه) وبعضها خافت كأصوات السينما العربية المشتركة فيما يبدو تظاهرة صدفية أكثر منها مخططة.

بالتأكيد هناك أسماء مخرجين عرب، من الجزائر (رشيد بوشارب) ومن مصر (ناجي إسماعيل، جيهان نجيم، فيولا شفيق، مها مأمون) ومن فلسطين (مهدي فليفل) ومن لبنان (غيث الأمين، جو نامي، روي ديب)، لكن هذه الأعمال جميعا (وما قد يُضاف إليها إذا ما وُجد) ليست - في معظمها - من إنتاج عربي.

فهرس المهرجان يضع، مثلا، فيلم رشيد بوشارب «رجلان في البلدة» تحت اسم الجزائر، وهو تمويليا يحمل مساهمة جزائرية لكن تمويله الغالب فرنسي. ويخطأ كثيرون باعتبار أن فيلم «الميدان» لجيهان نجيم مصري، في حين أن تمويله أميركي محض. والفيلم القصير الذي يوفره مهدي فليفل تحت عنوان «غرباء» هو ألماني التمويل، بينما «ابتسم للعالم يبتسم لك» لا يحمل اسم مخرج كونه من إنتاج هيئة حقوق إسرائيلية - فلسطينية قررت إنتاج هذا الفيلم القصير. «أم أميرة» لناجي إسماعيل تمويل ألماني ولو أنه يحمل اسم مصر أيضا.

ويشترك الجزائري كريم عينوز بفيلم من إخراج جماعي اسمه «كاتدرائية الثقافة» (أحد المشتركين فيه أيضا فيم فندرز) وهو تمويل ألماني بالكامل كذلك حال فيلمه المقدّم في المسابقة الرسمية «بيريا المستقبل».

الفهرس الرسمي المعتمد لهذا الحديث لا يذكر فيلم «الأوراق تسقط في كل الفصول» إخراج السعودي أحمد مطر ولا فيلم «وراء الشمس» للكويتية منيرة القديري، لكن تقريرا كتبه الزميل سمير فريد ينص على أنهما فيلمان مشاركان. لو كانا كذلك فهما، على الأرجح، الفيلمان العربيان الوحيدان المموّلان بالكامل محليا.

لكن بصفة عامة وبارزة، الاشتراكات ذات الأسماء العربية مثل السمك الصغير الذي تراه يخاطر بحياته في مياه مليئة بالأسماك الكبيرة. الأصوات الهادرة هي التي تستوجب الإنصات وتشد الاهتمام، والسينما العربية لها صوت صغير عليك أن تتزوّد بجهاز خاص لاكتشافه.

الشرق الأوسط في

09.02.2014

 

الفيلم الجزائري 'طريق العدو' يواجه انتقادات لاذعة

ميدل ايست أونلاين/ برلين 

نقاد: المخرج رشيد بوشارب لم يطرح جديدا في قضية ظاهرة 'الإسلاموفوبيا' في الغرب، ولم يوفق في اختيار الشخصيات.

تعرض الفيلم الجزائري "طريق العدو" للمخرج رشيد بوشارب لنقد لاذع من طرف عدد من النقاد مباشرة بعد عرضه ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في الدورة الـ64 لـمهرجان برلين السينمائي الدولي الذي انطلق منذ يومين ويسدل الستار على فعالياته في الـ16 فيفري/ شباط.

وتدور احداث هذا الفيلم ومدته 117 دقيقة بين مجرم محكوم عليه سابقا وليام غارنت (فوريست ويتكر) وشرطي مكلف بمراقبة السلوك اميلي سميث (الممثلة البريطانية كبريندا بليثين) وشرطي اخر لا يؤمن بتوبة وليام و يريد اعادته الى السجن بيل اغاتي (هارفي كيتل).

بعد اعتناقه الاسلام في السجن يحاول وليام غارنت خوض حياة عادية بعيدا عن المشاكل التي قد تدخله السجن حيث مكث 18 سنة لارتكابه جريمة يجد عملا في مزرعة يتحكم في مشاعره السلبية ويلتقى بحب حياته.

وبسرعة يقوم الشرطي اغاتي بتنفيذ كل وسائل الاستفزاز لدفع وليام الى فقدان السيطرة على اعصابه ويخضع هذا الاخير بعد اسبوعين من الحرية المؤقتة وهو الخطأ الذي كاد أن يعيده الى السجن لولا تفهم الشرطي المكلف بمراقبة سلوكه.

التوبة بفضل العقيدة وبالنسبة لهذا الفيلم العقيدة الاسلامية كانت المحور الرئيسي الذي دار حوله الفيلم الذي كان يظهر كل مرة وليام غارنت يحاول السيطرة على اعصابه بفضل الصلاة.

وبالموازاة مع ذلك يطلب منه اصدقاء سابيقون وهم مهربين مخدرات الالتحاق بهم و يقتلون رفيقته لاقناعه. وهو الحادث الذي سيكشف شخصية وليام الحقيقية ويدفعه الى التخلي عن ثوبه كمواطن ممتاز و عن دينه لقتل من قتل رفيقته.

ويقوم بالأدوار الرئيسية في هذه الدراما الخيالية الممثلان الامريكيان فوريست ويتكر وهارفي كيتل اللذان يمثلان الورقة الرابحة لهذه النسخة الجديدة لفيلم انجزه المخرج الايطالي خوزي جيوفاني سنة 1973.

ويرى النقاد أن هذا العمل المأخوذ عن رواية "رجلان في المدينة" للمؤلف "جوزي جيوفاني"، لم يطرح جديدا في القضية نفسها التي تحكي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب.ولم تكن هناك أي إضافة في إظهار بطل قصة الفيلم معتنقا للإسلام.

وقال بعض النقاد ان اختيار الأبطال لم يكن موفقا خاصة لما ظهرت الممثلة "برندا بليتين" زائدة في الوزن عن الدور الذي قدمته كمحققة، وحتى ملابس ويتكر لم تكن مناسبة للمرحلة ولا لطبيعة شخصيته في الفيلم، كما أن قصة حبه مع "دولوريس" لم تكن منطقية ولم تتطور بشكل درامي محكم.

ورغم هذا، حظي "طريق العدو" الذي يعد العمل السينمائي الوحيد الممثل للعرب في "مهرجان برلين"، بمتابعة جمهور غفير له.

ميدل إيست أنلاين في

09.02.2014

 

أصداء خاصة لـ'رجال الآثار' في برلين السينمائي

ميدل ايست أونلاين/ برلين

المهرجان يشهد العرض الأول لفيلم جورج كلوني في بلد شهد العام الماضي العثور على عدد ضخم من الأعمال الفنية مخبأة في شقة رجل مسن.

شهد مهرجان برلين السينمائي السبت العرض الأول خارج الولايات المتحدة لفيلم جورج كلوني "رجال الآثار" الذي تدور احداثه حول فريق من الخبراء يكلف بمهمة في أوروبا قرب نهاية الحرب العالمية الثانية لانقاذ روائع فنية سقطت في يد النازيين.

وسيكون للفيلم الذي يخرجه كلوني أيضا ويشاركه في بطولته مات ديمون وبيل موراي صداه الخاص في المانيا التي شهدت العام الماضي العثور على أكثر من 1400 عمل فني في شقة شخص مسن منعزل. وساد اعتقاد بأن النازيين نهبوا أغلب هذه الأعمال.

وكان عرض الفيلم أحد أبرز الاحداث المنتظرة في المهرجان الذي يتنافس فيه 20 فيلما من بينها اربعة المانية على جائزة الدب الذهبي.

وشهد المهرجان في وقت سابق يوم السبت المؤتمر الصحفي للعرض الأول لفيلم "بيلفد سيسترز" للمخرج دومينيك غراف الذي تدور احداثه في القرن الثامن عشر حول دائرة من الحب تضم الشاعر الألماني فريدريك شيلر.

وقال كلوني في مؤتمر صحفي حضره عدد كبير من الصحفيين إن فيلمه امتزج بالواقع في المانيا في اشارة الى العثور على عدد ضخم من الأعمال الفنية في شقة في ميونيخ العام الماضي.

وأضاف "هذه قصة ستظل بارزة لانه لا يزال يوجد عدد ضخم من الاعمال الفنية المفقودة سيتم اكتشافها... انه مجرد كشف واحد".

First Published: 2014-02-06

هل يساهم 'رجال الآثار' في حماية تراث سوريا؟

ميدل ايست أونلاين/ الامم المتحدة

اليونسكو تعتبر الفيلم الهوليوودي رسالة لنشر الوعي بشأن خطر التجارة غير المشروعة في التحف المسروقة اثناء الصراعات الحديثة.

شكرت الامم المتحدة هوليوود لنشرها الوعي بالجرائم التي ترتكب في حق التراث في الصراع السوري في فيلم "رجال الاثار" وذلك في الوقت الذي يحاول فيه العالم وقف نهب التراث السوري اثناء الحرب الاهلية المستمرة منذ ثلاثة اعوام.

وقال فرانسيسكو باندارين المدير العام المساعد في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الاربعاء إن المنظمة بدأت الشهر الماضي تدريب مسؤولي الجمارك والشرطة في دول لبنان وتركيا والاردن المجاورة لسوريا على البحث عن التراث المهرب من سوريا.

وقال باندارين إن فيلم هوليوود الجديد - الذي يتحدث عن قصة خبراء مكلفين باستعادة كنز فني سرقه النازيون اثناء الحرب العالمية الثانية - سيساهم في نشر الوعي العالمي بشأن التجارة غير المشروعة في التحف المسروقة اثناء الصراعات الحديثة مثلما هو الحال في سوريا ومالي وليبيا.

كتب الفيلم ويخرجه جورج كلوني، ولهذا يعتبر كلوني هذا العمل مهمة صعبة وتحدٍ كبير، إذ إنه يقع على عاتقه مهام كبيرة تتعلق بدوره كمخرج وكمؤلف وكبطل للفيلم، ويشاركه البطولة كل من كاتي بلانشيت، مات ديمون، بل موراي، وجون جودمان، والأحداث تدور فى إطار درامي وتشويقى حول عملية اتحاد مؤرخي الفن والآثار وأمناء المتاحف من أجل استعادة أعمال فنية شهيرة سرقها النازيون فى عهد أدولف هتلر، حاكم ألمانيا.

وقال باندارين عن الفيلم الذي يفتتح في اميركا الشمالية الجمعة "أود ان اتوجه بالشكر إلى هوليوود للفت انتباه العالم إلى هذه القضية لانه في بعض الاحيان تكون هوليوود اكثر قوة من نظام الامم المتحدة بكل هيئاته مجتمعة".

وقال للصحفيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك " قضية حماية التراث هذه ستكون في عقل الجميع وبالنسبة لنا فهذه فرصة هائلة".

وقال باندارين إن الاتحاد الاوروبي أعطى اليونسكو 2.5 مليون يورو (3.4 مليون دولار) هذا الاسبوع لتشكيل فريق في بيروت لجمع المزيد من المعلومات عن الوضع في سوريا لمكافحة تهريب التحف والاثار ونشر الوعي دوليا ومحليا.

ويمتد التاريخ السوري من الامبراطوريات العظمى في الشرق الاوسط إلى فجر الحضارة الانسانية غير ان المواقع الثقافية والمباني في انحاء الدولة مثل الجامع الاموي نهبت او لحقت بها اضرار او تعرضت للدمار بسبب الصراع.

ومضى باندارين يقول إن بعض التحف والاثار تمت استعادتها بالفعل في بيروت من ضمنها بعض التماثيل التي تم التنقيب عنها بشكل غير قانوني في مدينة تدمر الصحراوية. وقال باندارين ان اعمال التنقيب عن الاثار بشكل غير قانوني في سوريا تمثل تهديدا ثقافيا كبيرا.

وأبلغت الحكومة السورية اليونسكو انها أخلت 24 متحفا ونقلت محتوياتها إلى أماكن أكثر أمنا.

وأبلغ مأمون عبدالكريم المدير العام للمتاحف والاثار في سوريا العام الماضي ان عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي 10 آلاف سنة من عمر حضارة البلاد نقلت إلى مخازن خاصة لتجنب تكرار ما حدث في بغداد عندما نهبت متحف العاصمة العراقية قبل عشر سنوات عقب الغزو الأميركي والإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 100 الف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي بدأ في مارس/ اذار 2011 في صورة احتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الاسد قبل أن يتحول إلى حرب أهلية بعد قمع القوات الامنية لها.

ميدل إيست أنلاين في

08.02.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)