كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

فى آخر حوار قبل حصوله على الجنسية المصرية 

محمــد خــان:

كيف أتحدث فى السياسة وليس من حقى التصويت فى الانتخابات؟

حوار: علا الشافعى 

عن محمد خان وفيلمه الجديد «فتاة المصنع»

   
 
 
 
 

الحوار مع خان يحمل طابعا، خاص ليس لأنه واحد من أهم مخرجى السينما المصرية والعربية، أو لأنه مخرج مصرى الهوى والهوية - رغم أنه لا يزال محروما من الجنسية المصرية - وهو الأمر الذى حوله البعض إلى مجرد شو إعلامى فى الفضائيات دون أن يسفر الأمر عن شىء حقيقى على أرض الواقع،

ولكن لأنه واحد من المخرجين القلائل أصحاب الأسلوب المميز، وهو أسلوب لا ينبع من تكريس لنمط بعينه، ولكن روح خان هى التى تضفى على أفلامه ملمحا لا تخطئه العين أو الروح، وهو ما ينطبق على خان الإنسان الذى يمتلك حضورا خاصا ومميزا، صعب أن تخطئ صوته أو طلته، خان ذلك الطفل العاشق للسينما، والذى يفتش عنها فى كل مكان، كان يدرس الهندسة المعمارية فى لندن ولكن تركها من أجل السينما، التى أخلص لها بشدة ولم يقبل المواءمات، أو التنازلات، وأعتقد أنه لا يصنع أفلامه إلا كيفما يشعر أو يحس لذلك تصل إبداعاته للمتلقى بسهولة، وهو واحد من المخرجين الذين يقدرون جيدا قيمة الممثل، ودائما ما يراهن على أن يخرج أفضل ما فيهم، لتفاجأ بأن عادل إمام مع خان يحلق فى منطقة أخرى من الإبداع، نفس الحال بالنسبة لنجلاء فتحى، وميرفت أمين، أما سعاد حسنى وأحمد زكى فهما حالة نادرة فى سينما خان، وصولا إلى نجمات الجيل الجديد و أخر هؤلاء النجمات هى الفنانة الشابة الواعدة ياسمين رئيس، والتى تقوم ببطولة فيلمه الجديد فتاة المصنع، فى صومعته الخاصة كما يطلق عليها، استقبلنى المخرج المبدع فى مكانه الذى يضم مكتبته الثمينة والمتنوعة لأفلام من مختلف بلدان العالم، وسينمات متعددة الاتجاهات، وكتبه، وعلى منضدة صغيرة يضع خان كتاب إبراهيم عبد المجيد الجديد «هنا القاهرة» والذى يؤرخ ويحتفى بأماكن شهيرة بالمدينة، وهذا يتسق مع احتفاء خان أيضا بالمكان فى إبداعاته، وعلى ضوء الشموع بعد انقطاع الكهرباء فى موعدها اليومى بذلك أجرينا حوارا موسعا حول سينماه، أحدث إنتاجاته، وعلاقته بممثليه والجنسية التى لا تأتى أبدا.

·        فى البداية نحن فى شهر المرأة، وأنت واحد من أهم المخرجين الذين احتفوا بالمرأة وعرضوا نماذج مختلفة لهن سواء المهمشات أو المنتميات للطبقة المتوسطة .. كيف ترى وضع المرأة المصرية الآن، فى ظل صدور تقرير يؤكد أنها الأسوأ وضعا بين نساء المنطقة العربية؟

بشكل عام وليس الآن فقط، أنا أرى أن المرأة مظلومة، فمن يضع القوانين هو الرجل، ومن ينفذها هو الرجل أيضا، لذلك تظل المرأة مظلومة ويتم قهرها، حتى لو وصلت لأعلى المناصب، ويكفى أن هناك دولا فى منطقتنا العربية، لا تستطيع الفتاة أو المرأة فيها أن تقود دراجة، حتى لو تبدو تلك تفصيلة «تافهة» ، لكنها تعكس وضعا اجتماعيا مترديا يعامل المرأة على أنها مواطن درجة ثانية، وأضاف خان:أعتقد أن ما زاد الأمر سوءا هو دخول الدين فى السياسة، وهو ما أفسد الكثير فى حياتنا ، وبالطبع انعكس على كل الممارسات الاجتماعية، موضحا «صحيح أننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك ظرفا عالميا مليئا بالتوترات العرقية والدينية، وبالتبعية تكون المرأة هى الضحية الأولى.

·        للمرأة حضور طاغ فى أفلامك فهل ما يلفت نظرك بداية حال المرأة أم نموذج بعينه يعكس وضعا بأكمله؟

منذ بداية عملى بالسينما و تلفت نظرى الشخصية بملامحها وتركيبتها النفسية، سواء أكانت امرأة أم رجل، وفيها انطلق لبناء عملى السينمائى، ومثلا فيلمى الجديد «فتاة المصنع» تولد من فكرة حول الشخصية فتاة تنتمى لشريحة اجتماعية متواضعة، تعمل فى «مصنع» لأعبر عن هؤلاء الفتيات فى مختلف البلدان وليس مصر فقط، وسبق أن تناولت شرائح مختلفة فى أفلامى السابقة مثل نموذج هند وكاميليا، ونموذج الفتاتان وعلاقة الصداقة بينهما، فى بنات وسط البلد، والفتاة الحالمة، فى شقة مصر الجديدة، ولكن «فتاة المصنع» يرصد عالم الفتيات البسيطات واللائى يعشن مهمشات، وصارحت الكاتبة وسام سليمان بالفكرة، وطلبت منها العمل عليها، وبالفعل قامت بخوض التجربة، حيث اتفقنا مع صديق لنا على أن يجعلها تعمل لفترة فى أحد المصانع لتعايش الشخصيات وتتعرف على عوالمهن عن قرب، وأيضا مفردات الشخصية، والحوار، وبعد فترة طويلة من العمل على السيناريو أنهينا نسخته الأخيرة فى عام 2010.

·        فى فيلمك الجديد قدمت نماذج مختلفة للمرأة، المطلقة المعيلة، والأرملة التى تزوجت بعد وفاة زوجها، والفتاة القوية صاحبة عزة النفس، ونماذج أخرى كثيرة؟

بالفعل الفيلم يضم العديد من النماذج، وعادة ما يستهوينى نموذج المرأة العاملة، و»هيام» بطلة الفيلم هى شخصية قوية رغم صغر سنها، وتملك عزة نفس، رغم أنها تنتمى لطبقة فقيرة، وكل ما تحلم به أن تعيش قصة حب حالمة، ومن حولها نماذج مختلفة، الأم التى تزوجت وأنجبت بعد رحيل زوجها، والخالة المطلقة والتى تعمل خادمة فى البيوت إلى جانب عملها فى أحد «السنترالات» لتعول ابنتها، وهى نماذج حقيقية تعكس واقعا اجتماعيا، دائما ما تكون المرأة هى ضحيته.

·        فريق العمل عندك شديد التميز بدءا من البطلة - النجمة الشابة ياسمين رئيس ـ وصولا للنجمات سلوى خطاب وسلوى محمد على ومعظم الفتيات اللائى شاركن فى التجربة، وجميعهن in cast؟

يضم الفيلم بالفعل عددا كبيرا من النساء الموهوبات، وساعدتنى فى الاختيار «جنيفر»وهى التى كانت مسئولة عن اختيار فريق العمل وعمل «الكاستينج» لهم، وجنيفر أمريكية متزوجة من مصرى وتعيش فى «الكيت كات» فهى تركيبة مختلفة، وسبق وشاهدت عملها فى فيلم روائى قصير، ولفت نظرى قدرتها على توظيف الفنانين واختيارهم بعناية، ووقت إجراء الاختبارات كانت تتعامل بدفء شديد مع المتقدمات للأدوار المختلفة فى الفيلم، وتخرج منهم أفضل ما فيهم، وطبعا كنا نجلس معا ونتشاور ولذلك جاءت جميع الأدوار موفقة، ويضيف خانحتى سلوى محمد على وباقى نجوم العمل - ورغم خبرتهم الفنيةلم يرفضوا عمل اختبار كاميرا جديد.

·        صرحت أنك وعدت النجمة الشابة ياسمين رئيس بجائزة تمثيل وحصلت عليها من مهرجان دبى السينمائى رغم أنها لم تكن اختيارك الأول للدور؟

بصراحة «فتاة المصنع» تجربة خاصة جدا، أغلبنا عمل دون أن يحصل على أجر، والبعض تقاضى أجورا بسيطة - وأنا والكاتبة وسام سليمان - لم نحصل على أجرنا حتى الآن - والإنجاز الحقيقى أن هذا الفيلم خرج للنور، وعرض فى مهرجانات وحصل على جوائز ولاقى ترحيبا نقديا واسعا، وبالفعل لم تكن «ياسمين رئيس»أولى المرشحات للعمل بل كانت الفنانة «روبي» وكان اتفاقى معها ألا ترتبط بأعمال أخرى في أثناء التحضير وتصوير الفيلم، ولكن لظروف مادية خاصة بها، اتفقت على عمل آخر، واستأذنت، وكان من الطبيعى أن أوافق، خصوصا أننا لم نكن دفعنا دفعات تعاقد بعد، وفي أثناء اجراء الاختبارات، جاءت ياسمين رئيس دون أن تكون مرشحة لأى دور، ويوضح خانكنت أعرف ياسمين ولفتت نظرى فى فيلم «واحد صحيح» للمخرج هادى الباجورى، وأيضا فى مسلسل «طرف تالت» ووجدناها ملائمة للدور، وياسمين فنانة مجتهدة حقا، أحبت التجربة وأخلصت لها، وذهبت أيضا للمصنع، وعايشت الفتيات لفترة، والحمد لله كانت على قدر المسئولية ولذلك وعدتها بالجائزة، وكنت أقصد وقتها، أن إخلاص الممثل للعمل وشغله على التفاصيل يجعله مرشحا بقوة للمنافسة وهو ما حدث.

·        مشهد الرقصة فى الفيلم من أصعب المشاهد كيف أخرجت من ياسمين كل تلك الطاقة للتعبير وتكثيف المعنى؟

أتفق معك فالمشهد كان يعنى الذروة، بالنسبة لى وهو من أصعب مشاهد الفيلم وكنت أخشى من تصويره، خوفا من ألا يصل المعنى، ولذلك صورته فى آخر يوم، وكانت ياسمين فى بداية حملها لذلك كان خوفى مضاعفا، ويومها أحضرت الفنانة نيللى كريم لتعطى ياسمين فكرة عن بعض الحركات الإيقاعية، وأحضرنا راقصة شعبية ولكن ياسمين لعبت على روح الشخصية، وأمسكت اللحظة بشكل كبير، فهى ترقص -رقصة الانكسار والمقاومة والرغبة فى التحرر فى فرح حبيبها، وهى مجروحة، ولكن بخطواتها ورقصها تحاول التغلب على هذا الجرح، ووصل المعنى كما كنت أرغب فيه وأشعر به تماما.

·        وماذا عن هانى عادل هل كان اختيارك؟

هانى عادل هو اختيارى الأول لشخصية البطل بعد أن لفت نظرى فى فيلم «أسماء»للمخرج عمرو سلامة، فهو المهندس الوسيم -الطويل - العريضوالذى يدخل عالم الفتيات فى المصنع، فيتسابقن للوصول إليه ويراهن عليه ، وهو من وقعت هيام فى حبه منذ النظرة الأولى وعاشت قصة حب من طرف واحد، ولكن المجتمع كله وقف ضدها، والجميع قهرها بمنطق ذكورى وكأنه لا حق لها فى الحب، وأيضا كانت هناك نظرة طبقية، فكيف لفتاة بسيطة فقيرة أن تقع فى حب مهندس والذى لم يمانع من استغلالها، ويضحك خان قائلا « شاب وسيم بس ندل»، وأضاف خان أعتبر نفسى محظوظا بالتجربة، خصوصا وأنه كان معى عدد كبير من الفنانات الشابات اللاتي كن يرغبن فى خوض التجربة، وفيهن فاطمة عادل، وابتهال وكل من شارك فى الفيلم كان يشعر أنه جزء من التجربة وكانت هناك «كيميا» خاصة بين الجميع، ولم يتعال أحد فيهم على الآخر، ومعظمهن فتيات بعضهن من خريجى معهد فنون مسرحية، ونسبة كبيرة منهن متعلمات ولكنهن أدين الأدوار بصدق، وأذكر أننى مع انتهاء نسخة العمل دعوتهن لمنزلى وشاهدنا الفيلم معا فى حجرة مكتبى.

·        عملت مع الكثير من النجمات وعلى رأسهن سعاد حسنى وميرفت أمين ونجلاء فتحى، وصولا الى غادة عادل ومنة شلبى وآخرهن ياسمين رئيس، ودائما ما يكون حضورهن فى سينما خان مميزا وخاصا جدا؟

يضحك قائلا «البعض يرى أننى لا أحب الممثل»

·        سألته كيف وهن بمثل هذا الحضور؟

صمت خان للحظة وقال فعلا أحب الممثل الذى يعمل معى، وأحمله بكل مشاعر ولحظات تحّول الشخصية، ولكن فى حالة النجمات الكبار مثل نجلاء وميرفت ومديحة كامل، اللاتى يملكن الكثير من الخبرات، لذلك كنت أفتش عن المختلف داخلهن، واعتقد أننى نجحت فى ذلك، ومعظمهن حصلن على جوائز عن الأدوار التى قدمت من خلال أفلامى، أما سعاد حسنى فهى حالة نادرة من الفنانين واعتبر نفسى مدينا لها بالكثير، وأذكر عندما ذهبنا لها أنا وبشير الديك بسيناريو فيلم موعد مع العشاء ، وكانت وقتها نجمة فى قمة التألق، وأنا مخرج شاب لم يقدم فى مشواره سوى أربعة أفلام وكنت أخشى من رفضها العمل، كما أن الكثيرين فى الوسط كانوا يرددون أن سعاد تفرض رأيها فى كل التفاصيل وتجلس فى حجرة المونتاج مع المخرج، لذلك كنت أمام تحد كبير، فانا لا أرى سواها فى الفيلم، وفى حالة الموافقة فقد نصطدم معا، طبقا لما يردد حولها ووافقت على العمل.

·        وهل حدث الصدام فعلا؟

يصمت خان متذكرا تفاصيل المشهد، ويقول فى «الشوت» الذى كان من المفترض أن أحمد زكى يجلس على «ترابيزة السفرة» وتأتى لتحضنه من الخلف، أوحى لى وقتها الديكور، بأن أنفذ المشهد بشكل مختلف عما ورد فى السيناريو، وهو شكل أكثر تأثير دراميا، ويعمق معنى المشهد، ويعطى ثراء بصريا ، فذهبت لحجرتها وأخبرتها فردت سعاد متسائلة ما رأيك أن نصور المشهد مرتين كما ورد بالسيناريو وبطريقتك؟، وبالطبع شعرت بغضب شديد فأنا المخرج ورؤية العمل حق أصيل لى، فخرجت صامتا كاتما غضبى، وطلبت من محسن نصر مدير التصوير والإضاءة، والذى أحضرته قبل أن تطلبه سعاد أن يحضر المشهد كما أراه وبالفعل صورنا المشهد وبدأ نصر فى تغيير الإضاءة وزوايا الكاميرات لتصور المشهد كما ورد فى السيناريو وكما تريده سعاد، ولكننى جلست فى حجرتى ولم أخرج وبعد مرور نصف ساعة وأكثر وجدتها «تخبط على بابى»، وسألتنى وقتها أنت زعلت؟ فانفجرت وأخبرتها أن الموقف يغضب اى مخرج يخاف على عمله، ولم أصدق رد فعلها الذى كان فى منتهى الهدوء، وقالت :»خلاص يا محمد حقك علىّ أنت صح»، وأطفأت الإضاءة وصورنا مشهدا مختلفا، ولم تحضر سعاد مرة واحدة الى غرفة المونتاج كما كان يتردد، ولم تفرض رأيا فى شىء، وأذكر أنها شاهدت الفيلم بعد أن انتهينا من نسخة العمل مثل كل الحضور، ويومها جاءت الى قاعة الوزير بالمركز القومى للسينما وكانت ترتدى فستانا أزرق منقطا، وكانت مرعوبة من التجربة وتخشى من رد الفعل وشاهدت الفيلم بأكمله وهى واقفة، لم تجلس لحظة، ويضيف خان مبتسما سعاد كانت حالة استثنائية واعتقد أنها ظلمت كثيرا وجرحت إعلاميا.

·        قلت انك مدين لها هل لذلك حمل فيلمك «فتاة المصنع» اهداء لها؟ كما أن شريط الصوت كان مليئا بمقاطع من أغانيها؟ والتى اخترتها لتعبر عن التطورات الدرامية للبطلة؟

بالفعل أنا مدين لها، فهى كانت صديقة مخلصة وفنانة يصعب تكرارها وكنت ارغب فى أن نتذكرها جميعا، وان تعرفها الأجيال الجديدة، سعاد مثلت جزءا من الثورة، وما أوحى لى بالفكرة أنى شاهدت البعض يحمل صورا لها فى ميدان التحرير.

·        تقصد أن فكرة الأغانى لم تكن فى السيناريو؟

لا .. لم تكن واردة فى السيناريو ولكن عملنا على تضفيرها دراميا واشتغلت على اختيار المقاطع.

·        هل السندريلا كانت إنسانة ضعيفة هشة؟

لا.. سعاد أبدا لم تكن «هشة»، ولكنها كانت شخصية شديدة الحساسية وكانت محبطة جدا.

·        كانت هى اختيارك الأول فى «أحلام هند وكاميليا»، فلماذا لم تقم ببطولة الفيلم رغم عمق الصداقة وموهبتها؟

وقتها كنت أفكر فى الجمع بينها وبين فاتن حمامة، وكانت سعاد متحمسة جدا، وفاتن لم تعط ردا نهائيا، وأذكر أننى حينها التقيت سعاد فى نادى الجزيرة لنتحدث حول السيناريو، ولكن فوجئت أنها تحمل وجهة نظر مغايرة تماما عما أراه فى العمل، وفى هذه اللحظة أيقنت أن الدور لن يكون لها، وقمت مع الناقد اللبنانى سمير نصرى بإرسال السيناريو الى نجلاء فتحى مع باقة ورد، وذهبت إليها بعد ذلك لأعرف رأيها، وفاجأتنى نجلاء بأن قابلتنى وقتها وهى ترتدى ملابس الشخصية ووجدت إنها تلبست روحها وقد كان.

·        الم تفكر وقتها أن تقدم الفيلم مع سعاد حسنى فهى النجمة الأكثر بريقا؟

إطلاقا، فإحساس الممثل بالشخصية يجب أن يكون متماهيا مع إحساس المخرج، وفى فيلمى «عودة مواطن» قمت بتغيير ممثل بعد أن صور 5 أيام، وهو محمود مسعود واستبدلته بالفنان احمد عبد العزيز، ورغم قسوة الواقعة، والمشاكل التى أثارتها وقتها مع النقابة إلا أننى أصريت، والممثل الذى يحب الدور يستطيع أن يمسك بكل اللحظات، فهو ليس مجرد ترديد لجمل الحوار، لذلك استبدلته لأنه لم يعطنى ما أريد، وأنا لا اقبل الموائمات فى تلك المنطقة أو فى عملى عموما، وليس عيبا أن سعاد لم تشعر بالدور أو رأته بشكل مختلف عنى.

·        بصراحة شديدة كان لدينا نجمات متنوعات على مستوى الشكل والأداء وجميعهن كن يملكن بريق النجومية، لماذا يفتقد الجيل الحالى ذلك؟

وبنفس صراحتك، السبب يعود لأن النجوم قبل ذلك كانوا يخلصون للمهنة، وكان كل همهم انجاز أعمالهم بمهنية واحتراف وكانوا يهتمون بكل التفاصيل، ولكن فى ظنى أن الجيل الجديد مشغول بحاجات أخرى غير الفن، ومنها الفلوس، ونجوميتهم التى تشغلهم أكثر من العمل وجودته.

·        رغم الوضع الاجتماعى المتردى والمشهد السياسى هل خان متفاءل؟

«طول عمرى» متفاءل، ولا اعرف التشاؤم، وبداخلى شعور أن القادم أفضل، ورهانى بالأساس على الشخصية المصرية، تلك الشخصية القادرة دوما على التكيف، والمقاومة وتخطى العقبات، وإذا نظرت لأفلامى ستجدين أن النهايات جميعها سعيدة، أو تحمل طاقة من الأمل، فمثلا فى فيلم «عودة مواطن» والذى صور واحدا من أجمل السيناريوهات، كانت النهاية فى السيناريو قاتمة، البطل يغادر البلاد ويقفل المشهد على الطائرة وهى تحلق، ووقتها تجادلت كثيرا مع كاتب السيناريو الموهوب عاصم توفيق، وقلت له «كده إحنا بنقفلها فى وش الناس»، لذلك قمت بتصوير البطل يحيى الفخرانى وهو يجلس فى المطار ممسكا بـ»الباسبور»، لا يقوى على الحركة، أو المغادرة وكأنه رغم الظروف كان هناك شيئا أكبر منه يربط بالبلد، نفس الحال فى أحلام هند وكاميليا، كانتا يجب أن تجدا الفتاة الصغيرة، وأيضا فيلمى الأخير «فتاة المصنع» هيام البطلة، قوية وتقاوم كل الظروف الإحباطات والجرح حتى لو كانت المقاومة داخلية.

·        خان أنت مصرى؟

يضحك.. طبعا مصرى ولا أعرف سوى أن أكون مصريا، وكل أفلامى حصلت على جوائز باسم مصر.

·        إذن لماذا لم تحصل على الجنسية حتى الآن، رغم الحديث فى الإعلام عن منحك الجنسية وتوصية الرئيس عدلى منصور بذلك؟

كل ما حدث حتى الآن كلام، ولم يتصل بى أحد أو يخبرنى بشىء بشكل رسمى، وعن نفسى يشرفنى أن أحصل على الجنسية المصرية ولكن لن «اخبط على المكاتب» من أجلها فكل إنسان حق له فى وطنه.

·        هل لهذا السبب مقل فى حديثك عن المشهد السياسى؟

أبدا .. قلت أننى متفاءل بمصر، والسيسى أمامه تحديات كبيرة، ولكن كيف يحق لى الحديث باستفاضة وأنا «مش من حقى أروح انتخب».

الأهرام اليومي في

22.03.2014

 

«فتاة المصنع» أمام جمهور الصالات

أفلام محمد خان شجرة تظلل السينما العربية

هوليوود: محمد رُضا

تنطلق عروض فيلم المخرج المصري محمد خان الجديد «فتاة المصنع» في أكثر من عاصمة ومدينة عربية بموازاة عروضه داخل مصر ومن بينها دبي وأبوظبي وبيروت. ويقع ذلك وسط اهتمام إعلامي كبير لا بالفيلم وحدة، بل أيضا بالمخرج المولود سنة 1942 ولو أنه لا يزال أكثر شبابا من الكثير من المخرجين الأصغر كثيرا من عمره.

بدأ مشوار محمد خان مع السينما وهو في العشرينات من عمره. يقول: «بدأ المشوار بلحظة عبثية عقب تبادل تحية الصباح مع جاري السيريلانكي الذي أخبرني أنه يدرس السينما»، ويكمل: «توترت أحلامي وتحولت فكرة دراسة البناء المعماري إلى شغف لمعرفة البناء الدرامي».

وفي حين أن كل ما يستطيع المرء أن يقوله في هذا الاختيار أنه موفق بلا ريب، إلا أن الهاوي الشاب لم يكن يعلم ذلك لكنه لن يجلس ليفكر في أي مستقبل ينتظره. لقد اختار من تلك اللحظة أن يمارس السينما بأي شكل ممكن. والانطلاقة الفعلية كانت من لندن الستينات التي كانت مسرحا لنشاط سينمائي هادر ومبدع كما الحال في جاراتها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. لكن خان لم يكتف بمتابعتها وحدها:

اكتشف غودار وتروفو وأنطونيوني وفيلليني وفيسكونتي وبرغمن وكوروساوا وساتياجيت راي وقائمة طويلة لمخرجين وكتاب لا حصر لهم من جميع أركان العالم جعلوا من لندن نقطة لقاء وانطلاق لإبداعاتهم.

* نوعا وكما وإذ ينطلق «فتاة المصنع» لعروضه التجارية، بعد أن تم افتتاحه في مهرجان دبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن على المشاهد العربي، الحذر بطبعه من كل فيلم ناطق بالعربية هذه الأيام، أن ينسى حذره هذا وأن يقبل على واحد من أهم أفلام السينما العربية، وليس المصرية فقط، تم إنتاجه في العامين الأخيرين.

فيلم محمد خان مختلف إلا عن أفلامه هو، وهذا لسبب بسيط وبالغ الأهمية معا: لمحمد خان عين سينمائية جيدة يستخدمها بمهارة وكثيرا ما يجعل منها وسيلة التعريف الأولى بما يعرضه. إنها في المقدمة في كل مشهد من أي فيلم يحققه. المضمون يأتي، كما يجب أن يكون دائما، في داخل العمل وليس أمامه أو فوقه أو على جانبيه. وعبر خبرات الأمس، التي انطلقت في السبعينات بأفلام مثل «ضربة شمس» و«الرغبة» وتتابعت في الثمانينات بأفلام أفضل من سابقاتها مثل «موعد على العشاء» و«الحريف» و«خرج ولم يعد» و«أحلام هند وكاميليا» و«زوجة رجل مهم»، بات من التلقائية بمكان كبير أن ينجز بعد ذلك تلك الأعمال المتميّزة في السينما المصرية مثل «فارس المدينة» و«كليفتي» و«في شقة مصر الجديدة» وصولا إلى هذا الفيلم الجديد له.

بين كل السينمائيين العرب، أفلام خان، نوعا وكمّا، أقرب إلى شجرة تظلل السينما العربية. ليست الوحيدة بالطبع، لكنها ما زالت شجرة خضراء وارفة تنبت لها غصون جديدة ولو كل أربع أو خمس سنوات. كل فيلم يأتي به هو حدث وهذا ماثل أمامنا في «فتاة المصنع».

* تأصيل الشعور يهدر فيلم محمد خان الجديد بحياة اليوم من دون صريخ. وبمهارته المعهودة يلتقط خان ملامح الحياة البسيطة والعميقة لمجموعة من الفتيات العاملات في أحد مصانع الملابس في القاهرة. حين يصوّرهن معا وراء الآلات العمل اليدوية يستخدم، أحيانا، تلك الكاميرا العليا التي ترينا صفوفهن الرتيبة ويحصد في المقابل هذه الصورة، هيمنة الحاجة الاجتماعية لهن. جل فتياته لسن سعداء ولو أنهن يضحكن ويتندّرن ويقمن بكل ما تقوم به مجموعة من الإناث المتشابهات في الزمالة والعمل والمستوى الطبقي.

تعيش بطلة الفيلم هيام (ياسمين رئيس) مع والدتها (سلوى خطاب) وشقيقتها، ووالدتها متزوّجة برجل غير أبيها، نراه في مطلع الفيلم يتعارك مع شخص آخر حول حقّه في ركن العربة في المكان الذي اختاره. شابّة جميلة هي هيام وفي مثل سنها تستقبل المهندس الوسيم (نسبيا) الجديد صلاح (هاني عادل) الذي يحمل قامة ممشوقة. لا تقع هيام في هيامه وحدها، بل يلفت اهتمام زميلاتها البنات. هيام تتجاوز الاهتمام إلى الرغبة في التقرّب من الرجل. تريد أن تنشد صداقة بريئة فيها الكثير من الرومانسية لكنها محفوفة بخطر أن تكون حبا من طرف واحد. تتسلل إلى منزل أسرته وتقابل والدته وشقيقتها. إنه من أسرة متوسطة لكن الفارق الطبقي بين الاثنين (بين أسرة هيام وأسرة المهندس) كبير. حين يتعرّض المهندس لوعكة صحية هيام هناك تساعد الأم في العناية به. لكن الوقت يحين لصرف هذا الضيف وصلاح خاطب ولا يود الارتباط بأي علاقة عاطفية معها.

هناك فترة ما بين هذا الصد الذي تتلقفه هيام وبين ما يحدث بعد ذلك يشتغل فيها المخرج على تأصيل الشعور بالإحباط والإخفاق. لا يمكن لوم هيام لوقوعها في الحب، ولا لمداركها المحدودة حول كيف يمكن أن تتصرّف إذا ما اصطدمت بمثل تلك النتيجة. لكن خان لن يمضي في نوع من المناجاة. سوف يتركها تكتشف واقعها بنفسها وتتعلمه في الوقت الذي كانت فيه مظاهرات يونيو (حزيران) 2010 بدأت تنزل الشوارع.

«فتاة المصنع» هادر بالثورة غير المسيّسة. تلك التي تعيشها المرأة تحت هيمنة التقاليد و - بالطبع - تحت هيمنة الذكور ولو أن المخرج يتحاشى تحويل فيلمه إلى نحن (النساء) وهم (الرجال). ما يسعى إليه وينفّذه جيّدا هو توفير عمل من تلك التي تسرد حكاية تكشف عن حالات وتنتقد أوضاعا سائبة. لا يريد أن يعالجها بل أن يعرضها لكنه في عرضه لها لا يتخلى عن عنصر التحفيز المناوئ لها. يضع المخرج في عمله - المهدى بالكامل للفنانة سعاد حسني - هذا كل خبرته وبراعة حرفته. فهو لاقط وجاذب لسهولة عرضه وعميق في تكثيف مراميه. ممثلوه لا يعرفون السقوط في الهفوات واختياراته من اللقطات دائما لتأكيد مستوى عال من الاحتراف تتشكل أمام العين تلقائيا.

اهتمام محمد خان بالمرأة علامة فارقة وشبه متواصلة. نعم لديه «نص أرنب» و«الحريف» و«خرج ولم يعد» و«فارس المدينة»، لكن لديه في المقابل «زوجة رجل مهم» و«أحلام هند وكاميليا» و«سوبرماركت» و«بنات وسط البلد» و«شقة مصر الجديدة»، وكلها تحتفي بالمرأة وبقضاياها ومشكلاتها كما لم يفعل مخرج عربي بنفس النوعية والتعدد. حتى تلك «الرجالية» المذكورة (وفوقها «كليفتي» و«عودة مواطن») تزخر بموقف المرأة وحضورها. في مجملها هي أفلام تؤرخ لمسيرتها الاجتماعية ومن خلفها مسيرة وطن.

* مخرج ـ مؤلف

* على الرغم من أن محمد خان زار هوليوود في التسعينات ومكث فيها أكثر من أسبوع، فإن السينما الأوروبية هي التي يقدّر أكثر من سواها. تبعا لتصنيفاتها، فإن محمد خان مخرج - مؤلّف بامتياز كبير. وهو ليس مجرد مخرج يصنع الأفلام على هواه، بل - مثل هتشكوك - يصنع الأفلام بأسلوبه الخاص لجمهور واسع متعدد الاهتمامات.

الشرق الأوسط في

21.03.2014

 

دعاء سلطان تكتب:

اسمه خان وأصبح مصريًّا بختم النسر 

محمد خان: حصولى على الجنسية وعرض «فتاة المصنع» فى نفس اليوم دليل حى على أن الأحلام من الممكن أن تصبح حقيقة «أصبحت الآن مصريا وفقا للأوراق الرسمية»!

ذلك كان أول تصريحات المخرج محمد خان لجريدة «التحرير» عقب علمه بالقرار الجمهورى الصادر أول من أمس بمنحه الجنسية المصرية.. إنه اليوم الأول للعرض الجماهيرى لفيلمه الثالث والعشرين «فتاة المصنع». أخيرا.. تكرمت مصر على المخرج محمد خان وأهدته الجنسية المصرية، بعد أن أهداها هو مكانا ومكانة عالمية بفنه الذى قدمه من مصر وفى وعن مصر. بدأت حملات المطالبة بمنح الجنسية المصرية لمحمد خان بعد ثورة 25 يناير مباشرة، بمبادرة من المخرج أحمد رشوان مع وزير الثقافة حينها د.عماد أبو غازى.. جمع رشوان توقيعات لمنح خان الجنسية المصرية، ولم يهتم المسؤولون بالحملة، ولا بالمخرج. قبل ثورة 25 يناير حاول خان كثيرا، وطلب الحصول على الجنسية المصرية من الرئيس الأسبق مبارك بعد عرض فيلمه «زوجة رجل مهم»، ثم بعد عرض فيلم «أيام السادات»، ولا أحد يجيب. وبعد عيد الميلاد الحادى والسبعين للمخرج محمد خان، أطلقنا فى ديسمبر الماضى ومن خلال جريدة «التحرير» حملة أخرى عنوانها: «اسمى خان ولست أجنبيا» من خلال حوار مع المخرج الكبير.. تناثرت الأنباء -بعده- عن منح خان الجنسية المصرية، ووقفت وزارة الداخلية حائلا دون حصوله عليها، ثم مات الكلام وتجمد! حصل خان على جائزة اتحاد النقاد الدوليين «فيبريسى» بفيلمه «فتاة المصنع» من مهرجان دبى فى دورته الماضية، بينما حصلت بطلة الفيلم ياسمين رئيس، على جائزة أفضل ممثلة فى نفس المهرجان، وعاد خان بالجائزتين لمصر. أول من أمس الأربعاء كان اليوم الأول لعرض فيلم «فتاة المصنع».. وفى هذا اليوم منح الرئيس عدلى منصور الجنسية المصرية للمخرج مصرى الروح والقلب والعقل والهوى محمد خان بقرار جمهورى، فصارت فرحته فرحتين.. وفرح الجميع بمخرج كثيرا ما حمل الجنسية البريطانية، لكنه لم يحمل سوى الجنسية المصرية فى قلبه. صار محمد خان مصريا بخاتم النسر.. عاش مصريا ولن يموت إلا مصريا.. ومثل محمد خان لا يموت أبدا، فهو باق بفنه. وكما انفردنا بإطلاق حملة حصوله على الجنسية منذ ثلاثة أشهر، التى حصل بعدها على الجنسية المصرية بقرار جمهورى، ننفرد اليوم بأول حوار معه بعد حصوله على الجنسية. حصلت أخيرا على الجنسية المصرية.. ما الجديد.. ما المفيد.. ماذا بعد؟ ضحك وقال: أصبح لى الحق فى الانتخاب والترشح ما عدا رئاسة الجمهورية، وبعد ذلك المساواة فى التعاملات الحكومية. قلت له: سآتى معك وأنت تستخرج الرقم القومى وسأسجل لحظة التقاط صورتك فيه كمسجل خطر، مثلما نبدو جميعا فى الرقم القومى. بالطبع كان السؤال مجرد دعابة، لكنه قال بصدق وسعادة: جاءت لى الجنسية المصرية تكريما، بعد أن طلبتها مرات كثيرة.. أخيرا كرمونى بالجنسية التى كثيرا ما تمنيتها وطلبتها.. قلت فى عيد ميلادى الحادى والسبعين إننى أتمنى أن أموت وأنا أحمل الجنسية المصرية، وقلت إننى لن أستجديها، وأخيرا حصلت عليها وأخيرا أصبحت مصريا وفقا للأوراق الرسمية، وسأستخرج جواز سفر مصريًّا بدلا من جواز سفرى البريطانى. محمد خان ابن تاجر الشاى الباكستانى الذى عاش فى مصر وأحبها، لم يعرف وطنا سوى مصر.. حمل جواز السفر الباكستانى، ثم حصل على الجنسية البريطانية وحمل جواز سفر بريطانيًّا، لكنه لم يرغب إلا فى جواز السفر المصرى، ولم يسع إلا إليه. سألته: لماذا سعيت للحصول على الجنسية المصرية بكل هذا الدأب؟ قال: لا يمكن أن أنسى والدى وهو يقول لى «هذا هو بلدك».. هنا ولدت وهنا ربيتك، وفيه ستبقى إلى نهايتك.. أنا دخلت مدارس مصر وأحفظ شوارعها منذ طفولتى حتى بالمطبات التى فيها.. أحببتها لأن أبى وأمى زرعا فىَّ حبها، وأحببتها لأننى تربيت فيها وأحفظ تفاصيلها وملامح أهلها.. أنا لا أنتمى إلا إليها. هل كنت تحتاج إلى خاتم النسر لتكون مصريا؟ أنا مصرى «غصب عن عين الكل»، ولكن نعم كان مهما بالنسبة لى الحصول على الجنسية المصرية كتكريم.. كنت أرغب فى اعتراف رسمى بمصريتى.. أعرف أنى حصلت على الجنسية المصرية قبل الاعتراف الرسمى، من خلال مشوارى السينمائى ومن خلال كل الشخصيات والعوالم المصرية التى قدمتها فى أفلامى.. وأعرف أن حب الناس وشغفهم بأفلامى قد منحنى الجنسية المصرية دون خاتم رسمى أو بطاقة هوية.. أفلامى منحتنى الجنسية المصرية، فقد نقلت ما بداخلى من حب لهذا البلد وعبرت عما بداخلى من عشق لأهله، ولكن الاعتراف الرسمى مختلف.. ولائى وانتمائى لمصر لا يحتاج إلى أوراق رسمية، فقد مثلت مصر فى مهرجانات دولية وأنا حامل لجواز السفر البريطانى، كما أن حب الناس لى ولأفلامى عبر سبعة عقود أشعرونى أنى واحد منهم، فالجمهور المصرى منحنى الجنسية قبل أن أحملها بقرار جمهورى. حصل محمد خان على الجنسية المصرية أخيرا، بعد ثورتين.. أصبح مخرج «ضربة شمس» و«خرج ولم يعد» و«أحلام هند وكاميليا» و«سوبر ماركت» و«موعد على العشاء» مصرى الجنسية رسميا، وهو الذى لم يعرف حتى بعض العاملين معه أنه غير مصرى.. تزامن حصوله -رسميا- على الجنسية المصرية مع اليوم الأول للعرض الجماهيرى لفيلمه الثالث والعشرين فى مسيرته السينمائية «فتاة المصنع».. كيف كان وقع هذا عليه؟ أجاب محمد خان: حصولى على الجنسية المصرية والعرض الجماهيرى لفيلم «فتاة المصنع» هما هديتان متشابكتان، كلاهما مر بمشوار طويل، فحصولى على الجنسية بعد سبعة عقود من عمرى، وعرض فيلم «فتاة المصنع» الذى أنجزته بعد كفاح استمر لثلاث سنوات، دليل حى على أن الأحلام من الممكن أن تصبح حقيقة. «الأحلام من الممكن أن تصبح حقيقة».. هكذا أنهى المخرج المصرى الهوى والجنسية حواره معنا، لكن من الذى وقف عقبة أمام تحقيق حلمه فى الحصول على الجنسية المصرية طوال السنوات الماضية؟! كانت وزارة الداخلية هى العقبة أمام حصول محمد خان على الجنسية المصرية، فقبل ثورة 25 يناير وبعد مساع عدة للمخرج، كانت التقارير دائما ترفع إلى كل الجهات المختصة وتوافق على طلبه، وتبقى فى النهاية موافقة وزارة الداخلية التى كانت تحطم كل المساعى بالرفض.. القرار كان أمنيا بالأساس، ووزارة الداخلية كانت ترفض لأن فيلمه المهم «زوجة رجل مهم» يزعجهم! احتاج منح محمد خان الجنسية المصرية إلى ثورتين، وقد حصل عليها أخيرا، لأنه الأحق بها من كثير من المصريين الذين يحملون هذه الجنسية كأنها عبء عليهم. كيف نرد الجميل لهذا المخرج الذى عشق تراب بلد أنكره لسنوات؟ ليس أقل من أن نشاهد فيلمه المصرى «فتاة المصنع» المعروض الآن فى دور العرض.  

التحرير المصرية في

21.03.2014

 

«فتاة المصنع» ..

الحياة فيلم لسعاد حسنى

أمجد جمال

أؤمن بأن اعظم الرابحين من علاقة الارتباط الفنى والحياتى التى نشأت بين المخرج محمد خان والكاتبة وسام سليمان فى مطلع هذا القرن هن البنات المصريات خاصة، والعربيات عامةً، فليس اجمل من ان تشاهدى نفسك بفيلم من اخراج شاعر الواقعية وتأليف ساحرتها، ايا كان موقعك فى تلك الشريحة، سواء كنتى فتاة الطبقة العاملة القاهرية، او الفتاة الصعيدية الساذجة الباحثة عن الحب، او الفتاة المتحررة دارسة الفن، او الفتاة الشعبية الرومانسية، او حتى لم تكونى احداهن، فإنك قطعاً ستجدى بكل نموذج منهن كثير من الملامح التى تشبهك، والهواجس التى تشغلك، والاحاسيس التى تثقلك، أحلام ضائعة، وواقع باطش، ومشاعر مع وقف التنفيذ، ونقطة ضوء وسط ظلام دامس تسيرين نحوها بخطى غير واثقة فى جدوى الرحلة التى لا تجدين بديل عن خوضها، او عزاء عن عدم خوضها سوى فى اغنية لليلى مراد او فيلم لسعاد حسنى، او رقصة على ايقاع أغنية لفرقة "المصريين" تؤكد لك كلماتها ان كل شىء على ما يرام.

أتى فيلم فتاة المصنع ليتوج ذلك الارتباط الوجدانى -قبل اى شىء- بين الكاتبة والمخرج على قمة النضج السينمائى المصرى فى السنوات الأخيرة، من خلال قصة "هيام" عاملة مصنع الملابس، تلك الشابة الصغيرة الحالمة التى يوقعها تأثرها برومانسية أفلام سعاد حسنى وحقها الانسانى بأن تحب فى صدام مع واقعها الطبقى والثقافى والقيمى، وذلك عندما تغرم بالمهندس الشاب "صلاح" أحد شباب الطبقة المتوسطة والذى يُشرف على عملها بالمصنع، وتقودها غريزتها الرومانسية المبالغ فيها لفعل المستحيل للفت انتباهه الى مشاعرها الوليدة والمتصاعدة بفضل الوهم، وبفضل لا انتمائيتها لواقعها المزعج ورغبتها الطفولية فى التحليق بعيداً عن صديقاتها المشاكسات وعائلتها الفظة، وشارعها الصاخب المشحون بالعنف، وأغانى التكاتك التى تطاردها أينما تذهب، وباقى عوامل القبح التى تحاصرها. رغم ذلك لم تكن رغبتها فى التحليق بعيداً شديدة التطرف، فقد كان يكفيها قبلة رقيقة تلامس شفتاها كقبلة شكرى سرحان وسعاد حسنى، او اختلاس صورة لحبيبها من طرف واحد، او اهدائه كمية لا بأس بها من الجبن القريش تخفيفاً على مصرانه الأعور المصاب كلافتة تعتبر قمة فى التعبير عن طموحها الرومانسى البسيط، وكأنشطة كفيلة بتحويل لون حياتها "بمبى بمبى" كما عرفت من الأفلام، لكن الحياة لم تكن كالأفلام.

الفيلم يسحب روحك معه منذ البداية بايقاع مناسب وحس مبهج وصورة مُفعمة بالحياة، ولكن مع منتصف زمن الفيلم تشعر انه قلب مسلسل "الحقيقة والسراب"!، لدرجة تجعلك -إذا كنت احد مهاويس السينما مثل كاتب هذه السطور- تصاب بوسواس سينمائى يصور لك انك قد تعرضت لعملية نصب من دار العرض وأنهم يعرضون الفيلم الخطأ .. خواطر قد تنتابك ان هذا بالتأكيد ليس فيلم للعبقرى محمد خان، من المستحيل ان يكون الرجل قد أفلس لدرجة ان يُعيد تدوير قصص العذرية التى أكل عليها الفن وشرب، ولكن على أى حال فإن الشغف السينمائى وتفاصيل الصورة وتعقيد العلاقات والابداع السردى هو ما سيجبرك على مواصلة المشاهدة باستمتاع؛ حتى تكتشف فى النهاية ان الأمر لم يكن كما ظننت، وان ما حدث فى منتصف الفيلم كان مجرد إنذار كاذب أطلقته وسام سليمان لتدلل به على رؤية اجتماعية اكثر عمقاً مما بدا عليه الأمر، ومحفز درامى للكشف عن أبعاد ووجهات جديدة للشخصيات.

"كويس انك عارفة انها ما كانتش اكتر من بوسة"

فى رأيى ان تلك الجملة هى أهم جمل الفيلم، وكانت على لسان المهندس "صلاح" أثناء المواجهة التى تمت بينه وبين "هيام" فى مقهى "جروبى"، كل شىء يدور حول هذه الجملة، حتى الانذار الكاذب الذى اطلقته سليمان فى منتصف الفيلم صنع تمهيداً لتلك المواجهة وتلك الجملة الحوارية، التى يتضح مغزاها أكثر قبل نهاية الفيلم. انها المقارنة بين موقفين غير متشابهين عند جميع شخصيات الفيلم، ماعدا "هيام"، هى الوحيدة التى لم ترى فرقاً جوهرياً بين قبلة العشق وما اهو أكثر، فى قاموسها البرىء الشيئان يعبران عن نفس الموقف ونفس الالتزامات. ساهمت تلك المقارنة وذلك التباين فى الرؤى فى اثراء الفيلم موضوعياً، كما قدمت خطاب إدانة ذكى لنفاق وفساد وخلل معايير المجتمع بطبقتيه الوسطى المتمثلة فى "صلاح"، والطبقة الفقيرة المتمثلة فى المحيطين بـ "هيام". فعندما يقع الحب بين سندان الجبن ومطرقة الجهل، تفقد المفاهيم معناها ويقع ذوى القلوب الصادقة فى فخ قواعد متعسفة يفرضها مجتمع مريض كانت "هيام" ضحيته.

الصورة فى أفلام خان دائماً مختلفة، فهذا الرجل لديه مخزون بصرى حقيقى يجعله لا يلجأ لتقديم المكان بمرجعيته السينمائية التقليدية بل بنظرته شديدة الخصوصية لمجتمعه والتى لا تتصادم ابداً مع الحقيقة، فتجد حارة "الحريف" ليست كالحارة التقليدية التى عرفتها السينما المصرية، وريف "خرج ولم يعد" ليس كالريف التقليدى للسينما الذى تبنته لاحقاً مسلسلات السابعة والربع، كما كان المنزل فى "عودة مواطن" شديد الخصوصية، هذا ينبطق ايضاً على المصنع فى "فتاة المصنع" خاصة باللقطات شديدة الطزاجة التى صوّرت الممثلين داخل الدهاليز الضيقة للمصنع، ومكان تناولهم للطعام، فضلاً عن تصوير نهم تناول الطعام نفسه الذى ذكرنى بـ "خرج ولم يعد" رغم بساطة اصناف الطعام هذه المرة بالمقارنة، كما ذكرتنى القبلة بقبلة "بنات وسط البلد" بين خالد ابوالنجا ومنة شلبى التى وقعت داخل المطبخ ايضاً، مثلما جاء مشهد لحاق "صلاح" باتوبيس الرحلة ليحاكى مشهد لحاق خالد ابو النجا لغادة عادل فى "فى شقة مصر الجديدة". حسناً يمكننى الاختصار بقول ان خان مازال محتفظاً بسماته المميزة وبشبابه السينمائى، بل يزداد شباباً، ويعيد احياء ما تم اسقاطه بالتقادم، فمن كان يتصوّر ان يرى فيلماً من انتاج 2014 يتقابل بطليه فى مقهى كـ"جروبى"؟! وهذا بالطبع لم يمنعه المعاصرة وعدم التخاصم مع مستجدات الواقع، فمن كان يتصوّر ايضاً ان يرى مشهد احضار أهل فتاة لعشيقها فى "شوال" بفيلم للمخرج الأكثر رقة وشاعرية؟!

أفلام خان التمانيناتية شهدت لمسات ونزعات سياسية معادية للانفتاح والرأسمالية والقبح وتفسخ القيم وغيره، وكانت موظفة بشكل مُحكم ومُتسق مع عمومية الموضوع، تلك اللمسات غابت مع سلسلة افلامه الاخيرة مع وسام سليمان، حتى عادت مرة أخرى بهذا الفيلم أو لنقل بدأت، من خلال مشهد لمظاهرة يتمثل بها شعارات احتجاجات يناير 2011، من عيش وحرية وعدالة إجتماعية، فى محاولة لخلق نوع من التناغم بين مأساة البطلة والوضع السياسى، وفى رأيى انها لم تكن محاولة موفقة، وبدت مُقحمة وغير ذات صلة، حيث ان مأساة البطلة لم تكن السلطة سبب فيها بشكل مباشر او غير مباشر، بل ان المجتمع هو من قهرها.

تعطى "ياسمين رئيس" بدورها فى هذا الفيلم روحاً جديدة للتمثيل فى السينما المصرية، اداءها شديد الصدق، لو راجعنا مشهد القبلة على سبيل المثال وراقبنا تزايد معدّل تنفسها الذى ظهر جلياً بانقباضات وانبساطات صدرها النحيل مع اقتراب القبلة فى موقف لطالما تمنته فى احلامها وافلامها، لادركنا اننا امام ممثلة محترفة فى تقمصها، لم تكن الشخصية كثيفة الملامح مثل شخصية خالتها التى ادتها "سلوى محمد على"، وربما كانت تلك هى النقطة، ربما قلة ملامح الشخصية كانت فى حد ذاتها من اهم ملامح الشخصية، لم تختلف باقى شخصيات الفيلم عنها فى جودة التصميم، ماعدا شخصية "صلاح" التى أتت أحادية ومتطرفة أنثوياً فى رؤيتها، وهذه أهم نقطة الضعف فى السيناريو.

مشهد النهاية وإن كان من أقوى مشاهد النهايات فى تاريخ السينما المصرية على المستوى الجمالى والدرامى، فإنه على المستوى الفكرى به بعض الالتباس، حيث قد يفسره البعض على انه يمثل بذرة لثورة وتمرد أنثوي واعلان قوة، وقد يفسره البعض الآخر بانه تكريس لامتهان الأنثى وذلها حيث انه يحاكى الرقصة الشهيرة لسعاد حسنى فى "خلى بالك من زوزو" انقاذاً لأمها من المهانة، أما تفسيرى الشخصى فلم يبتعد كثيراً عن مشهد سعاد حسنى، ولكن ليس من منظور ان الرقص فى حد ذاته اهانة، بل من منظور انه يمثل عودة "هيام" الى صومعة "سعاد حسنى" التى كانت سبب رئيسى فى مأساتها من البداية، فى تمثيل لحلقة مفرغة من معاناة الأنثى الحالمة فى العالم القاسى والتى لن تنتهى بتلك البساطة.

تقييمى: 8/10

مدونة "قصة ومناظر" في

21.03.2014

محمد خان:

أفلامي منحتني الجنسية المصرية قبل أن أحصل عليها

كتب: سعيد خالد 

المخرج محمد خان يعيش لحظات سعادة هذه الأيام، عقب قرار المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، منحه الجنسية المصرية، بالتزامن مع عرض فيلمه فتاة المصنع. خان قال إنه فخور بتجربته مع فيلم فتاة المصنع، موضحا أنه عانى الكثير من الصعوبات أثناء تصويره، خاصة أن كل مشاهده كانت فى منطقة شعبية حقيقية، مشددا على أن عدم استعانته بنجوم كبار كان مقصوداً لفرض الواقعية على قصة الفيلم، معترفا بأن ذلك ساعده فى التصوير كثيرا.

بماذا شعرت بعد قرار منحك الجنسية المصرية بعد سنوات طويلة؟

- الحمد لله، وسعيد جدا بهذا القرار، وإن كنت أعتبر أعمالى وأفلامى شهادة موثقة بكونى مواطنا مصريا، وأعتز بها جميعا، وأشكر الرئيس عدلى منصور على هذا الاهتمام.

ما توقعاتك عند العرض الجماهيرى لفيلمك فتاة المصنع؟

- أعيش حالة من القلق والتوتر هذه الأيام، وأقوم حاليا بعمل جولات على دور العرض لأتابع انطباعات وردود أفعال الناس، وهى عادتى فى معظم أعمالى، وأتوقع أن يحقق الفيلم مشاهدة جيدة، لأننى فخور بهذه التجربة، وأتمنى أن يقدرها الجمهور، ويكرم الفيلم مثلما تم فى المهرجانات الدولية.

ماذا عن فكرة الفيلم والقضية التى يناقشها ورسالته؟

- الفيلم يطرح نموذجا للبنت الكادحة، الفقيرة، التى تعمل وهى فى سن صغيرة، لتساهم فى الإنفاق على أسرتها ونفسها، وأصور من خلاله الحياة التى يعيشها ملايين المواطنين المنتمين إلى الطبقة الشعبية، ورغم الضغوط التى تواجهها فإنها تشعر بالبهجة فى حياتها، وراضية بما هو مكتوب لها، فيلم واقعى حياتى مختلف عن السائد فى السينما وأفلام الخيال، أردت من خلاله إنصاف المرأة، لأنها دائماً مظلومة ليس فى مصر فقط، بل فى العالم، فمن يضع القوانين ويطبقها رجل، لذلك فمهما بلغت المرأة من منصب أو مكانة يظل المجتمع ذكورياً.

وأين كانت صعوبة هذا العمل؟

- صورت كل مشاهد الفيلم داخل منطقة شعبية بالقرب من القلعة دون استعانة بديكور جاهز، لأننى أفضل الأماكن الحقيقية والضيقة، فهى تعطينى حرية أكبر، وهنا كانت صعوبة العمل.

لماذا لم تستعن بنجوم كبار فى تقديم هذه التجربة؟

- تعمدت ذلك حتى يصدق الجمهور هذه الشخصيات، وياسمين رئيس، بطلة العمل، فنانة لها مستقبل كبير، فهى استطاعت أن تجعل شخصية الفتاة الشعبية تطغى على جمالها، كما لا أنكر أن عدم الشهرة النسبية لبطلة الفيلم جعل من السهل تصوير المشاهد فى الشارع، أما هانى عادل فملامحه تحمل كل المواصفات التى تؤهله للدور، فهو مصرى وجان فى نفس الوقت، ويستطيع جذب انتباه الفتيات فى الفيلم.

هل الثورة جزء من أحداث العمل؟

- تحدثت كثيرا مع السيناريست وسام سليمان حتى نصل إلى أفضل قصة تحاكى الواقع، وقمنا بتعديلات أكثر من مرة، وهو شىء طبيعى مع تطور الأوضاع المحيطة، ولا أخفى عليك أن عمليات التحضير للفيلم استغرقت عامين قبل التصوير، أما فيما يتعلق بالثورة فإنها كانت خلفية للفيلم، ورفضت الخوض فيها.

المصري اليوم في

20.03.2014

 
 

تقترب من 100 ألف مشاهدة على "يوتيوب" في 5 أيام

المقدمات الإعلانية لفيلم "فتاة المصنع"

كتب : محمد عبد الجليل 

بعد يوم من إطلاقه في دور العرض المصرية، اقترب مجموع مشاهدات المقدمات الإعلانية لفيلم فتاة المصنع من تحقيق 100 ألف مشاهدة بين مستخدمي موقع يوتيوب لعرض مقاطع الفيديو. الإعلان سجل هذا الرقم بعد 5 أيام فقط من إطلاقه على الموقع الشهير، مثيراً الكثير من اهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

وفي مساء السبت الماضي 15 مارس الحالي، أقيم عرض خاص للفيلم من خلال شركتي داي دريم للإنتاج الفني المنتجة للفيلم وMAD Solutions الموزعة له، وحضر العرض نجوم الفيلم وفريق العمل به، مع مجموعة كبيرة من السينمائيين والفنانين الذين عبروا عن إعجابهم بالفيلم.

شركة MAD Solutions التي تتولى توزيع وتسويق فتاة المصنع في العالم العربي وجميع أنحاء العالم، أطلقت فيلمها أمس الأربعاء في 19 شاشة عرض في القاهرة والأسكندرية وأسيوط، وكشفت الشركة عن عرض الفيلم في دولة الإمارات العربية المتحدة، على أن يُعرض في دول عربية أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

فتاة المصنع هو فيلم المخرج المصري الكبير محمد خان، والذي قامت بتأليفه وسام سليمان، وقد كشف منتج الفيلم محمد سمير عن أن نسخ الفيلم في دور عرض الإمارات العربية المتحدة ستكون مترجمة إلى اللغة الإنجليزية بسبب طبيعة جمهور الإمارات متنوع الجنسيات.

فتاة المصنع هو أول إنتاج روائي طويل للمنتج محمد سمير من خلال شركته داي دريم للإنتاج الفني، وحاز الفيلم على دعم 7 مؤسسات سينمائية حول العالم، وهي: صندوق إنجاز التابع لـمهرجان دبي السينمائي الدولي، صندوق سند التابع لـمهرجان أبوظبي السينمائي، مؤسسة GIZ، مؤسسة Global Film Initiative، مؤسسة Women in Film وصندوق دعم السينما التابع لـوزارة الثقافة المصرية.

أيضاً ساهمت في إنتاج الفيلم شركتا ويكا (منتجة فيلم هرج ومرج)، وأفلام ميدل وست (منتجة فيلمي: البحث عن النفط والرمال، فيلا 69).

قام ببطولة الفيلم: ياسمين رئيس، هاني عادل، سلوى خطاب وسلوى محمد علي، مع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة.

وتدور أحداث فتاة المصنع حول هيام، وهي فتاة في الواحد والعشرين ربيعاً، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية.

وكان العرض العالمي الأول لـفتاة المصنع قد أقيم في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي خلال شهر ديسمبر - كانون الأول 2013 الماضي، حيث حصل على جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي) للأفلام العربية الروائية الطويلة، بالإضافة إلى عودة بطلة الفيلم ياسمين رئيس بـجائزة أفضل ممثلة ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة، ثم تلقى الفيلم استقبالاً دافئاً من الجمهور المصري بعرضه في مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ليلة الخميس 23 يناير 2014.

الوطن المصرية في

20.03.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)