كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

فتاة المصنع ..

بورتريه جديد من ألبوم محمد خان

يحرره: خيرية البشلاوى

عن محمد خان وفيلمه الجديد «فتاة المصنع»

   
 
 
 
 

"فتاة المصنع" استمرار لأسلوب محمد خان المميز.. الأسلوب السهل الممتنع.. شديد البساطة. بالغ العذوبة. ينبض بالواقعية. غني بالدلالات...

تلك صفات مجردة. مجرد جُمل قصيرة بينما شريط خان السينمائي يتجاوز ذلك كله.! إذ كيف تجسدت هذه الصفات؟ وكيف شكلت عالماً حياً قائماً بذاته؟ يمتلئ بالشخوص. بالمواقف المؤثرة. ثم كيف تقاطع ثم تلاقي ذلك العالم الواقعي القحُ لفتيات كادحات داخل مصنع لصناعة الملابس مع صوت سعاد حسني. وأغنياتها العاطفية التي تعكس مشاعر ونبضات قلب فتاة مصرية من زمن آخر؟؟ سعاد حسني كانت ومازالت وسوف تبقي في وجدان أجيال تالية. إنها "البنت المصرية" هكذا في المُطلق. وفي كل تجلياتها. في الحب. في العذاب. في الألم. في الفرح الخ الخ.

"هيام" فتاة المصنع. بورتريه من نفس ألبوم هند وكاميليا واستمرار لهما في ظروف ومرحلة اجتماعية أصعب.. ولكنها مثلهما تمتلك نفس الروح القادرة علي التحليق. نفس الإرادة القوية لفك قيودها.

الفيلم صنع تشبيكة فنية جميلة بين صوت من زمن فات. وصورة من واقع معاش في تفاعل عاطفي دافئ!

أتمهل ــ أثناء الكتابة ــ كي استرجع من جديد تفاصيل عالم يمتلئ بالحيوية والدُعابة والمرح وأيضاً بالأحلام المحبطة والانكسارات العاطفية ويشيع البهجة في مواجهة المعاناة والكلام اليومي..

نحن أمام شريحة عريضة من إناث في عمر الورود.. في بداية العشرينات من العمر عاملات في مصنع يجلسن أمام ماكينات الخياطة. يثرثرن. يفتحن مكنون صدورهن. ينتزعن من شُح الواقع وجفافه ساعة مرح وطراوة ورحلة قصيرة إلي شاطئ البحر.. جميعهن يسكن "العشوائيات" ويحلمن بالبيت وابن الحلال وهن علي يقين انه حلم طبيعي بعيد وصعب المنال في زمن عرف "العنوسة" وباتت ضمن مشكلاته!!

علي الجانب الآخر.. أمهات يتحايلن علي الحياة. يعملن في وظائف متواضعة لا تفي بأقل القليل من احتياجهن. تعملن في بيوت من هم أكثر ثراء. أو يعملن بــ "الدلالة" أي بيع الملابس الصينية بالتقسيط المريح لربات البيوت.. نساء لسن مستضعفات ينتزعن لحظات بهجة ويشعن مشاعر الأمل.

الكاميرا تصف وتشي وتكشف ما تعنيه كلمة "عشوائيات" الشوارع ضيقة تتسع بالكاد لسيارة واحدة. الشرفات متلاصقة. حبال الغسيل تتلامس. علي الجانبين البيوت العالية في الشارع الضيق تبدو من أعلي مثل بئر عميقة. الشقق الضيقة تسكنها نساء متزوجات. ومطلقات وحوامل ينتظرن ساعة الميلاد. الواقع يصخب بالعراك بالاشتباكات. بالتوقعات بشر تتداخل حياتهم. وأفراحهم. وغضبهم. وعراكهم. وتتوحد آلامهم. ساعات الجد!

الحياة تبدو كما هي في الواقع. بعبلها. بلا ديكور ومن دون تزويق. وبلا مكياج مبالغ فيه. ولا ملابس من خارج البيئة أو الذوق السائد في هذه الشريحة الاجتماعية. المصداقية وجوهر الواقعية حاضران عبر العناصر الفنية المرئية "المكياج ــ الديكور ــ الملابس".. حالة مصرية مائة بالمائة. الملامح مصرية قحُ. والملابس مما طرأ عليها من تجريف فما نلاحظه عموماً يعبر عن ذوق سقيم أصاب القامة مثلما أصُيبت أشياء أخري كثيرة من ملامح المجتمع ولكن يتبقي الجوهر والخلاصة وحالة البهجة الكامنة التي تنط من جوه صدور البشر في أحلك الأوقات ويحل التصالح بالقدرة علي تجاوز الكوابح!!

"فتاة المصنع" "هيام" مثال نموذجي جسدته "ياسمين رئيس" علي نحو آسر من فرط صدقه وقدرة الممثلة الشابة علي تمثيل الشخصية والتعبير الدقيق عن تركيبتها الإنسانية!!

فتاة أكملت الواحد وعشرين ربيعاً. العمر المثالي لتحقيق الأحلام. وللأشواق العارمة لرفيق عمر. ولذروة الأحاسيس.

سيناريو وسام سليمان يؤكد مُجدداً قوة الملاحظة ومنتهي الحساسية والمهارة في انتشال التفاصيل الخاصة الدقيقة من سياق عام مزدحم بالتفاصيل العادية. أيضاً قدرتها البصرية عند رسم ملامح الشخصيات ومنح خصوصية وتفرد لبطلات أفلامها "أحلي الأوقات ــ بنات وسط البلد ــ في شقة مصر الجديدة".

بطلة "فتاة المصنع" "هيام" ابنة شرعية نموذجية للشريحة الشعبية العاملة ــ وهيام ضمن فريق من عاملات مُتقاربات في السن. لسن كتلة واحدة. ولسن هوامش في محيط هيام. فلكل واحدة منهن ملامحها وشخصيتها وحوارها وإفيهاتها.. فالحوار هنا عنصر عضوي في بنية الفيلم وفي تأثيره الكلي.

عنبر التشغيل داخل المصنع. مكان حقيقي. مكان يمتلئ بماكينات الخياطة. يعج بالعاملات من نوعية بسمة و"نصرة". وأخريات وإلخ. لا تحضرني جميع الأسماء وإن شد انتباهي أداء ممثلات مبتدئات لعبن أدوارهن بقدرة تعبيرية مقنعة "ابتهال الصريطي. حنان عادل....".

تبدأ الأحداث بتوديع المشرف القديم علي المصنع "خيري بشارة" واستقبال آخر جديد. "عادل هاني" شاب أعزب. وسيم. لا يضع دبلة في اصبعه ــ وافرحتاه ــ مشروع محتمل لزواج غير محتمل ولن يتحقق بسبب الفارق الاجتماعي!!

"هيام" تهيم حباً وتعلقاً بالمشرف الجديد "صلاح" تكن له عاطفة مجانية. تحلم بقربه. تخطط للقاءات معه. تعرض خدماتها علي أمه وأخته. تمنحه في غياب الأسرة قُبلة توحي بما هو أكثر حتي يظن زميلاتها بأن ما جري أثمر جنيناً. فتحوم ظلال من الشك حول "هيام". ويحيط بالحكاية نفسها أجواء من الغموض أجدها متعمدة من قبل مؤلفة الفيلم بهدف تكريس حالة من الترقب وتسخين مشاعر التوتر التي تسود في المصنع وتنتقل إلي الأسرة. وتدفع الأم "عيده" "سلوي خطاب" إلي حالة من الهلع والغضب والثورة وقد ظنت أن "هيام" ابنتها وقعت في المحظور وأن الفضيحة آتية لا محالة.. والمجتمع لا يتحمل ــ نظرياً الانحراف رغم انحرافاته الرهيبة العملية.

و"هيام" مثل جميع بطلات محمد خان. أنثي جديرة بالاحترام. لديها قوة داخلية. تضمن لها الاستمرار رغم اضطهاد المجتمع وظروفه غير المحتملة ورغم الثورة المجتمعية التي أشار إليها الفيلم في مشهد قصير وعابر وذلك بعد اللقاء المهين بين "هيام" و"صلاح" داخل احدي الكافتيريات.. اللقاء الذي ذهبت إليه وقلبها يرقص من شدة الفرح. ظناً منها أن صلاح يدعوها شوقاً. بينما الحقيقة أنه يريد أن يبدد الوهم الذي تعيش فيه ويتنكر لأي مسئولية بعد أن شاع كذباً خبر حملها منه!

ويتزامن لحظة خروجها من المقهي كسيرة القلب. مع مرور مسيرة ثورية تنادي بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية. ويهتف المشاركون فيها بأن صوت المرأة ثورة وليس عورة.

في السياق السردي للفيلم يبدو هذا المشهد العابر ولكنه تعليق عميق الدلالة. يؤكد علي حالة التناقض الشديد بين الحلم الثوري والواقع الكابوسي. وبأن المجتمع لم يتغير.. وتوقيت حدوثه في السياق يضع تحت هذا المعني خطاً عريضاً.

وفي مشهد لاحق يعمق هذا الإحساس المروع بالظلم الواقع علي المرأة من خلال مشهد الجدة وهي تدوس بقدمها علي وجه حفيدتها وتجز شعرها بالمقص عقاباً علي فعلتها التي سوف يتضح لاحقاً براءتها منها.

فالمرأة ممثلة في عاملات المصنع تواجه نقائص مجتمع مسكون بالأوجاع. بالجهل. بالخرافة. بالموروثات الثقافية الجائرة. بالانحياز الفطري ضد الأنثي. لمجرد كونها أنثي.

فالفيلم ليس حدوتة أو مجموعة من الحواديت المسلية أنه فيلم تشاهده وتستمتع به وتتأمل البورتريهات الجميلة التي رسمتها ممثلات قديرات لعبن دور الأمهات.. سلوي محمد علي في دور "سميرة" المرأة المطلقة. الكادحة التي تعمل في البيوت سراً إلي جانب وظيفتها كعاملة تليفونات. أنها أيضاً الأنثي التي لم تخمد بداخلها الرغبة الحسية ولم تتخل في نفس الوقت عن مسئوليتها كأم.. وسلوي خطاب في دور "عيدة" أم من طبعة أخري ليست أقل تفرداً. فلكل واحدة من المرأتين تفردها وسلوكها الممزوج بالحس الشعبي والثقافة الشعبية المؤمنة بتأثير الأحلام. ووقعها علي العامة من الناس. والمشهد الانتقامي الذي لجأت إليه في مواجهة الجدة العجوز التي قامت بجز شعر ابنتها استخدمت "عيده" سلاح "الحلم" أي المنام. ونسجت الحكاية الطريفة الملفقة التي جعلت العجوز تنهار وتُسلم رعباً من دلالة الحلم الذي يعني قرب رحيلها!

ذكاء وسام سليمان مؤلفة الفيلم أنها نسجت "اشتغالات" طريفة ومدهشة من الثقافة الشعبية المتجذرة في العقل الجمعي. أقصد قراءة الفنجان والإيمان بالطالع وتفسير الأحلام والرموز التي أصبح لها دلالات خاصة مُسلم بها. وقد استخدمتها الكاتبة ووظفتها من خلال الشخصيات كمصدر للتفاؤل مرة ونذير شؤم مرة أخري. وسلاح للإيهام بهدف هزيمة الخصم.

وخفة روح المخرج وبفضل ادواته الطيعة وخياله المتسق مع الحس الشعبي. جعلته يترجم بصرياً هذه "الاشتغالات" بمعناها الدارج الشعبي إلي مشاهد مشبعة بروح الفكاهة والدعابة الفطنة.

أجمل ما في فيلم "فتاة المصنع" أنه عمل متفائل.. راقص المشاعر إذا صح التعبير.. يعزف علي أوتار الألم من دون كند. ويملأ الوجدان بالشجن بشحنات من الحنين ويجعل من الفن الصادق والأصيل ملاذاً للباحثين عن تحرر الروح والمتعة والترفيه الإنساني الطيب.

مشهد النهاية يعتبر قصيدة بصرية تعبيرية عن ذروة الشعور بالتحرر. باستعادة الروح. بتجاوز الجروح العاطفية.. مشهد راقص من نوع خاص.. وزفاف غير تقليدي تتراجع فيه صورة العريس والعروس إلي الخلفية وتطمس معالمها. وتحتل المقدمة بدلاً منها علي المستوي المعنوي والمرئي صورة "هيام" فتاة المصنع الشابة التي بلغت سن الرشد. وأصابها سهم الحب. دون أن يقتلها. وتلقت طعنة في صميم كبريائها ولم تستسلم للهزيمة. و"ندرت" في المقابل أن ترقص في عُرس الرجل الذي أهانها وكسر فؤادها. وتعالي علي مشاعرها وسخر منها.. فجاءت رقصتها بلغة تعبيرية بليغة. وعلي أنغام أغنية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم هذه المرة. وليست سعاد حسني. الموسيقي. ولغة الجسد وتعبيرات الوجه.. وما يصاحب هذا كله من إيحاءات ومعان.

بورتريه بديع لأمرأة فقيرة الحال. غنية المشاعر. تفتح ذراعيها للحياة وللحب.

المساء المصرية في

23.03.2014

 

الجريدة الرسمية تنشر نص قرار منح محمد خان الجنسية المصرية

كتب محمود ترك 

نشرت الجريدة المصرية فى عددها الصادر بتاريخ 20 مارس 2014 نص قرار منح رئاسة الجمهورية، المخرج محمد خان، الجنسية المصرية.

وجاء قرار رئيس الجمهورية رقم 93 لسنة 2014 يشير إلى أنه بعد الإطلاع على الدستور المعدل الصادر فى الثامن عشر من يناير 2014، وعلى القانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصرية والقوانين المعدلة له، وبناء على ما عرضه وزير الداخلية من أن السيد محمد حامد حسن خان بريطانى الجنسية من أصل باكستانى مخرج سينمائى وسبق له التقدم بعدة التماسات لمنحه الجنسية المصرية، وزكى طلبه العديد من المثقفين والسينمائيين المصريين، لما له من إبداعات وإنجازات فى السينما، وأنه لا مانع لدى وزارة الداخلية من منحه الجنسية المصرية.

وتضمنت "المادة الأولى" من القرار نص "تمنح الجنسية المصرية للبريطانى الجنسية من أصل باكستانى محمد حامد حسن خان مواليد القاهرة بتاريخ 26 /10/ 1942، وذلك طبقا للمادة الخامسة من القانون رقم 26 لسنة 1975 المشار إليه".

أما المادة الثانية فنصت على: ينشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية ويعمل به من اليوم التالى لتاريخ نشره.

صدر برئاسة الجمهورية فى 19 جمادى الأول سنة 1425 هجرية، و20 مارس 2014 ميلادية.

اليوم السابع المصرية في

23.03.2014

 

«وياه لما الواحدة تكمل الـ21».. حلم «فتاة المصنع» في جملة

نجلاء سليمان  

«لم تمر لحظات من المشهد الأول حتى تحولت دار العرض إلى مصنع.. أضواء شاشة العرض وكأنها ضوء شاحب لآلات لا تتوقف عن العمل».. على مقعدك ستجد نفسك متورطًا ومغرقًا في تفاصيل قصة فيلم «فتاة المصنع».

«وياه لما الواحدة منا تكمل 21 سنة».. 6 كلمات تحمل بين طياتها تتر الفيلم السينمائي لفتاة المصنع، والتي تنطقها بطلته «هيام»، لتلخص بها قصتها وغيرها من الفتيات التي يعود عليهن سن ما بعد العشرين بكثير من المشاعر يحتجن خلالها إلى من يقدرهن ويتعايش معهن.

«الكادحة الطموحة»

فتيات المصنع يمثلون شريحة من البنات العاملات، لم يحصلن على قدر كافٍ من التعليم، وفرضت عليهن ظروف الحياة العمل في مصنع ملابس لمساعدة أنفسهن وأهلهن، وأثناء تلك المرحلة تحلم كل منهن بفتى الأحلام الذي يأتي بمفتاحه السحري لتخليصها من هذا العمل ومشاركتها أحلامها.

محمد خان مخرج الفيلم يقول: «فتاة المصنع هي البنت الكادحة.. البنت اللي بتشتغل عشان تعول الأسرة.. زائد البنت الطموحة اللي بتحب وعايزه تتجوز».

«يا واد يا تقيل»

أحيانا تسعد تلك الفتيات بظهور شاب وسيم ذو هيبة ينضم إليهم في العمل، وهنا تظهر الأحلام الكامنة وتتولد لدى كل منهن حلم الزواج منه.. أما «هيام» فكان لها النصيب الأكبر من ميلاد هذا الحلم لديها.. بطلة الفيلم أخذت على عاتقها هدف الإيقاع بهذا الشاب عن طريق إغراق نفسها وهو في مشاعر الحب، ولكن ما حدث أن غرقت وحدها في العاطفة.

«منتش قد الحب يا قلبي»

وكأن الفنانة الراحلة سعاد حسني، توغلت بكلمات أغانيها في فيلم «صغيرة على الحب» بين جدران مصنع الملابس لتشارك الفتيات أحلامهن.. وكأن «السندريلا» كانت تعرف أن مشاعر الحب قد تنجرف بالبنات لمنطقة ضبابية..

خطوات «السندريلا» بدت واضحة بعد وقوع «هيام» في حب الباشمهندس صلاح واتخاذها مرضه سببا لتكرار الزيارة له ولعائلته، أحلام فتاة المصنع تحطمت بعد فترة قصيرة على صخرة تقدم صلاح لخطبة فتاة أخرى، تحول الحلم إلى كابوس أصابها بضعف شديد خيل للبعض أنها «وقعت في الخطيئة معه».

«هو عيب الواحدة تقول للواحد إنه واحشها؟».. سؤال استنكاري وجهته «هيام» لـ«صلاح» يحمل بين طياته مشاعر تكنها له حتى وإن قسى قلبه عليها.

«على أصلكوا بانو»

«عيدة» والدة هيام أو الفنانة سلوى خطاب التي انغمست في شخصية الأم المصرية التي تكافح لتربية بناتها، وتساعدهم للاستمتاع بأحلام الفتيات وعاطفتهن، عند علمها بأمر ابنتها والشائعات التي تتردد عنها وعن سمعتها، وإنكار ابنتها، أخذت على عاتقها هم الدفاع عن حقها.

غير أن جدة هيام اختارت أن تعاقبها على فعلة لم ترتكبها بقص شعرها لتنطفىء بداخلها أجمل معاني الحياة، ولكن الأم أخذت الشعر الذي تم قصه من ابنتها وذهبت بها إلى مياه النيل وألقته مرددة جملة «يا نيل يا كبير خلي شعر بنتي طويل». 

بالفعل، استطاع «خان»، المخرج الحاصل على الجنسية المصرية منذ أيام، إغراق المشاهدين في الفيلم بحالته الحقيقة، مهتمًا بأدق التفاصيل في حياة فتيات المصنع، فتجد اختيار البنات لملابسهن رخيصة الثمن ذات الألوان المتداخلة، وألوان المانيكير «الذي يتطاير معظمه من أظافرهن وتشغلهن دوشة الحياة اليومية والعمل عن إزالة آثاره»، وحلم الزواج الذي يراوج الفتيات حتى تفائلهن بالزغرودة التي تجلب الفرح والسعادة، قبل أن تحاصر حياة العشوائيات كل ذلك بشكل يحترم المشاهدين دون ابتذال.

«ببتسم من كتر حبي للعالم»

بلا شك، يمثل مشهد النهاية واحدا من أعظم مشاهد الفيلم حيث يضعك في حالة من السعادة والاندماج مع رقصة «هيام» في فرح حبيبها صلاح وزواجه من أخرى، وبعد تركها عزمت النية على الرقص في فرحه تأثرًا بمشهد سعاد حسني في فيلم «خلي بالك من زوزو»، عندما رقصت أمام عائلة حبيبها بكل اعتزاز، ولكن الاختلاف في حالة هيام أنها كانت ترقص بحالة من البهجة وصلت إلى المشاهدين وأذابتهم بها.

فيلم فتاة المصنع إخراج محمد خان، تأليف الكاتبة وسام سليمان، وبطولة كل من ياسمين رئيس، هانى عادل، سلوى خطاب، سلوى محمد على، إبتهال الصريطى.

«الناس مبسوطة»

شهد العرض الخاص للفيلم إعجاب كثير من الحاضرين، وقال المطرب محمد محسن بعد العرض: «بقالي فترة طويلة ما اتفرجتش على فيلم كدة.. أنا مبسوط إن الفيلم أنصف البنات المصريات وكمان فيلم حاسس إنه قريب مننا جدا وحاسس إن أنا كنت عايش جوا الفيلم».

بينما ذكرت الفنانة كندة علوش: «عندي حالة من البهجة.. بقالي كتير ما شوفتش فيلم حقيقي للدرجة دي.. شفاف للدرجة دي. أنا كنت حاسة بنبض الناس وبنبض كل شيء بشوفه.. بالنسبة لي ده من نوعية الأفلام اللي بحبها اللي بتلامس الناس فعلا من غير تجميل ومن غير تزييف».

الشروق المصرية في

23.03.2014

 

«فتاة المصنع» وفتى السينما

بقلم   سمير فريد 

رغم الظروف الصعبة التى تعيشها مصر، والتى لم يسبق لها مثيل فى تاريخها المعاصر، أثبت الرئيس عدلى منصور كما يثبت كل يوم أنه هدية من السماء ليعبر بالبلاد هذه المرحلة، وأن مصر «محروسة» حقاً، عندما لم تمنعه المسؤوليات الجسام التى يتحملها عن الاستجابة لرغبة المجتمع السينمائى فى منح الجنسية المصرية للمخرج فنان السينما الكبير محمد خان يوم الأربعاء الماضى.

كانت «قضية» حصول الفنان على الجنسية من القضايا التى كتبت عنها مرات عديدة فى «الجمهورية» فى الثمانينيات، بل طلبت فيها وساطة الزميل الكبير والصديق العزيز مكرم محمد أحمد مع الرئيس حسنى مبارك، وتدخل بالفعل، ووعده الرئيس، ولكن شيئاً لم يحدث، وعندما أخرج محمد خان فيلم «أيام السادات» واستقبله الرئيس مبارك مع طاقم الفيلم عادت القضية من جديد، وكتب عنها العديد من نقاد السينما، ولكن شيئاً لم يحدث أيضاً، وبدت أقرب إلى اللغز المحير. فقد ولد محمد حامد حسن خان فى القاهرة فى ٢٦ أكتوبر عام ١٩٤٢ لأسرة باكستانية، وعاش طفولته وصباه فيها، وقضى مطلع شبابه فى لندن حيث درس السينما، وحصل على الجنسية البريطانية، ثم بدأ إخراج الأفلام فى مصر منذ عام ١٩٨٠.

أقول دائماً إن لكل فيلم هوية قانونية، أى بلد منشأ الإنتاج، وهوية ثقافية، أى الثقافة التى يعبر عنها أياً كانت هوية المخرج، أو جواز السفر الذى يحمله. ومن أول فيلم كانت هوية محمد خان مصرية، وظلت كذلك حتى أحدث أفلامه «فتاة المصنع» وهناك من المصريين من يحلمون بالحصول على جواز سفر أوروبى، بل يدفعون الأموال الطائلة لتحقيق ذلك، ولكن محمد خان لم يحلم سوى بالحصول على جواز سفر مصرى، لقد منحته أفلامه الهوية المصرية الثقافية، والآن منحه الرئيس عدلى منصور جواز السفر.

ومن المصادفات اللافتة أن يصدر القرار الجمهورى فى نفس يوم بدء عرض فيلم «فتاة المصنع»، وقد قلت لبرامج السينما التليفزيونية يوم العرض الخاص أن يوم عرض هذا الفيلم يتضمن ثلاثة أحداث: عودة مخرج كبير وبداية منتج جديد هو محمد سمير ومولد نجمة شابة هى ياسمين رئيس، ولكن الرئيس منصور أضاف حدثاً رابعاً للفنان الذى تجاوز السبعين، ولكنه ظل على الشاشة بحيوية فتى السينما الذى عرفناه فى الثمانينيات.. مبروك له ولمجتمع السينما ولمصر الحضارة التى تجمع كل الأصول والأعراق والأديان والعقائد.

المصري اليوم في

24.03.2014

 

ماجدة موريس تكتب:

محمد خان و”جواز سفر” لكل فتيات المصنع والحارة 

مثلما عاشت حارة نجيب محفوظ فى الجمالية من خلال الثلاثية السينمائية وعاشت حارة صلاح أبوسيف والسوق الذى أبدعه فى “الفتوة” وحارة توفيق صالح فى “درب المهابيل” ستعيش حارة محمد خان فى “فتاة المصنع” معبرة عن المجتمع المصرى فى زمن مختلف.. هو زمننا الحالي.. وليست الحارة وحدها بما فيها من بيوت ونسق حياة، ولكنهم البشر الذين عاشوا الحياة فى بيوت فقيرة ومتلاصقة، والذين افتقدوا الكثير من مقومات الحياة الإنسانية، واجتهدوا وقاوموا كثيرا حتى يستمروا مع حفظ الكرامة.

 حارة محمد خان فى “فتاة المصنع” هى النموذج العصرى للحارة المصرية، وهو عصرى لأن الإنسان فيها هو من يصنع الحياة ويحاول الحفاظ على الأسرة، والمرأة تحديدا عكس الموقف فى حارات زمان..

 “فتاة المصنع” ليس أول أفلام محمد خان عن النساء العاملات والمهمشات، فقد سبقته أفلام مثل “أحلام هند وكاميليا” وفيه قامت كل من نجلاء فتحى وعايدة رياض بدور شغالات بيوت يحاولن التحرر من وضعية لا تحترم آدميتهما، وفيلم “سوبر ماركت” الذى يقدم حياة عاملة بمحل بقالة شيك، و”خرج ولم يعد” الذى يقدم لنا صورة لفتاة ريفية تعمل فى الزراعة ومن أفلامه الأخيرة أيضا فيلم بطلتاه عاملات فى محل ملابس وكوافير.

 خان من أكثر المخرجين رؤية ورصدا للمرأة المصرية فى رحلتها ومحاولاتها الدءوب للنهوض بنفسها وتحمل المسئولية، وقيمة العمل بالنسبة إليها فى أفلام توازى الحياة نفسها، وحتى لو كانت ست بيت فقط، فهى إنسانة لها ملامح ووجهة نظر وليست كائنا هلاميا مثل أى قطعة فى المنزل وهو ما نراه من خلال بطلة فيلم “زوجة رجل مهم” أحد أهم الأفلام التى تناولت حدوتة المرأة حين تتزوج السلطة، ويكون رجلها ضابطا يعتبر نفسه صاحب الحق قبل القوة..

فى أفلامه كلها كان محمد خان يتوقف أمام ملامح المكان أو الإنسان ليكشف عنها بعينه فيأخذنا إلى اكتشافها من جديد، وهو ما حدث مع أول أفلامه “ضربة شمس” الذى قدمه عام 1981 بعد عودته من لندن عقب دراسته للسينما واكتشافه رغبته فى العودة إلى مصر التى ولد بها من أم مصرية وأب باكستانى كان يعمل بها، غادر خان مصر وحصل على الجنسية البريطانية بعد سنوات إقامة فى بريطانيا، لكنه أدرك أنها ليست بلده وليس البلد الذى يجب أن يعيش فيه ويقدمه عبر أفلامه، وهكذا حضر لمصر ومعه “خريطة” مدون بها أفكار مشروعات لأفلام تناقش الكثير من أمور وأحوال المصريين يحلم بتنفيذها.

 كان “ضربة شمس” هو الفيلم الأول الذى صنعه بعد لقائه مع الكاتب فايز غالي، أول كاتب سيناريو تعامل معه، ومع الفنان الممثل نور الشريف، أول نجم لأفلامه، وأول منتج أيضا إذ اقتنع نور بموهبة المخرج الجديد وبقصة الفيلم وقتها فقرر دعم المشروع وإنتاج الفيلم، وكان يحكى عن مصور فوتوغرافى اسمه “شمس” مولع بتصوير الحياة بكل تجلياتها، سواء البشر أو الأماكن وهو ما يقوده إلى تصوير جريمة لم يدر بها ولكن زعيمة العصابة هى من أدركت هذا وتتبعته، ولأول مرة فى تاريخ السينما المصرية رأينا فنانة السينما الكبيرة الراحلة ليلى فوزى فى دور “زعيمة العصابة” لنكتشف جزءا لم نعرفه من قدراتها إلا فى هذا الفيلم أما الأهم فهو هذا الجمال الهائل لعاصمة مصر من خلال عدسات خان وفيلمه ومصوره الفنان سعيد شيمي، كانت الكبارى الجديدة وقتها فى امتداداتها تتشابك فى مدينة بلا زحام مميت ولا تلوث، وفى أوقات الصباح المبكر، تقدم صورة خلابة لمدينة ساحرة تفتن المشاهد وتعبر عن ولع المخرج بها، ولكن خان خرج سريعا من حب المدينة إلى حب مواطنيها فى أفلامه التالية ليقدم مع أبناء جيله الثمانين بعضاً من أروع أفلام موجة الواقعية الجديدة فى السينما المصرية، ومن فايز غالى انتقل إلى التعاون مع بشير الديك، ورءوف توفيق ليكتشف فى أفلامه الأخيرة الكاتبة وسام سليمان كاتبة “بنات وسط البلد” و”فى شقة مصر الجديدة” ثم “فتاة المصنع”، ويواصل أيضا اكتشافه للنجوم الجدد بدءا من محمود حميدة الذى قدمه فى أول بطولاته “فارس المدينة” عام 1986 إلى “ياسمين رئيس” فى بطولة “فتاة المصنع” التى حصلت على جائزة التمثيل للدور الأول عن دورها فى الفيلم فى مهرجان دبى السينمائى فى ديسمبر الماضي..

 وهناك فى أفلامه نجوم حققوا معه أفضل مستوياتهم مثل أحمد زكى ونجلاء فتحى وممدوح عبدالعليم وغادة عادل، بل وعادل إمام نفسه فى فيلم “الحريف” وحسين فهمى وسعاد حسنى فى “موعد على العشاء” وفردوس عبدالحميد “الحريف” وغيرهم، محمد خان مع أبناء جيله جزء من صناع الفن والجمال والبهجة فى الحياة المصرية منذ بداية الثمانينيات وحتى اليوم، ولهذا تبدو مسألة حصوله على الجنسية المصرية منذ أيام، مساء السبت الماضى بقرار من المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت كما لو كانت أمرا شكليا، ربما لأنه أصبح جزءا من الحياة والثقافة المصرية منذ زمن طويل، لكنها تعيدنا إلى تأمل قضية الانتماء والمواطنة، ففى الوقت الذى طالب فيه الكثيرون بهذا، أى تصحيح وضع محمد خان وباسبوره، كان هناك من يرفض هذا ويعطله بدون إعلان، وكان هناك من يفتح باب المزايدة على فنان كبير بحجمه من خلال أعمال قدمها مثل “زوجة رجل مهم” أو “السادات”، وتوالت السنوات وخان يزداد مصرية، وأعماله تتابع الحياة فى تغيرها وعنفوانها ليصبح “فتاة المصنع” وما أحدثه من تفاعل كبير الرسالة الأهم على مصريته التى حصل عليها رسميا مع بداية عرض الفيلم هذا الأسبوع.. وهو فيلم يستحق كتابة منفصلة عنه فى الأسبوع القادم.. تحية لفنان السينما المصرى الكبير محمد خان.

الأهالي المصرية في

25.03.2014

 

ياسمين رئيس:

"فتاة المصنع" يتمرد على تقاليد المجتمع

حوار - دينا دياب 

تحد كبير دخلت فيه الفنانة الشابة «ياسمين رئيس» بتجسيدها دور البطولة في فيلم «فتاة المصنع»، العمل يعيد روح الرومانسية برصد للبيئة الشعبية ولأزمات المرأة التي تعاني من تقاليد المجتمع الصعبة وبرؤية متميزة من المخرج محمد خان الذي يعود للساحة السينمائية بعد آخر أعماله «شقة مصر الجديدة»، حاورناها عن صعوبات شخصية هيام التي اعتمدت على العامل النفسي أكثر منه التمثيل الجسدي.

·        ما الرسالة التي يقدمها فيلم «فتاة المصنع»؟

- رسالة الفيلم فيها شرح الواقع المصري المؤلم للحالات الصعبة الفقيرة، ففي قصة الفيلم اتهموا الفتاة بأنها حامل وهى لم ترتكب خطأ سوى أنها أحبت وهذا حق مشروع للجميع، والفيلم أيضاً يقدم رسالة أن الفتاة المصرية ليست سلبية، والدليل أنها حاولت بقدر الامكان أن تخرج من صدمتها وتقف في وجه من جرحوها واتهموها في شرفها بأنها لم تتحدث اليهم بل تركتهم يفعلون ما يريدون إذا كان هذا سيريحهم، فالفيلم يشرح ببساطة أن الفتاة دائما في موقف المتهمة مهما كان من حولها ولا ينظر أحد إلى أنها تملك عزة نفس تصل بها للتضحية بحياتها في مقابل ألا يجرحها أحد.

·        ولكن تفكير هيام في الانتحار كشف أنها لا تجد حلاً في أزمتها؟

- هيام ليست نموذج مستسلم للفتاة لكنه نموذج قوي، فعندما قال لها المهندس عادل - هاني عادل - أنه لن يتزوجها لم تدمع أمامه بل قابلته في عزة نفس وفي النهاية رقصت في فرحة عندما تزوج غيرها، فهى تنم عن عزة وانتصار وكبرياء وتشعر بأنها أحلى فتاة في المكان رغم جراحها الشديدة.

·        الفيلم شرح الواقع الشعبي بشكل مكثف ومخز ألا تتخوفين من ذلك؟

- الأفلام بالنسبة لي تنقل الواقع الذي يحدث في المجتمع، فهى تؤثر في طريقة التفكير وتفتح مدارك جديدة، وعندما كنت صغيرة السن كنت أشاهد الأفلام التي تعرض القاهرة ليلاً لأنني محرومة من الخروج مساء، وهذا ما نريده الواقعية في السينما هي الوسيلة الأوقع للنجاح في أي فيلم يقدم لأنها تنقل الجمهور الى واقع مختلف يمكن ألا يتعرضوا له في حياتهم لكن غيرهم يتعرضون له دائما، لذلك هناك فتيات تشاهد هيام وهى تقص شعرها ووالدتها ترمي شعرها في النيل حتى يطول، ولا يعرفون أن هذا يحدث في المجتمع، وأرى أن البيئة الشعبية مثل أي بيئة يجب أن تظهر على الشاشة.

·        وماذا عن أصعب المشاهد التي واجهتيها في تجسيد العمل؟

- الفيلم بعيد عن شخصيتي تماما لكن به العديد من المشاهد الصعبة نفسياً التي أرهقتني وهذا ما حدث في مشهد قصي للشعر كانت اللقطة الأصعب على نفسي عندما وضعت الجدة قدمها على وجهي، فمشهد خرجت منه منهكة نفسياً واحتجت فترة للخروج من الحالة، ولكني صممت أن أقدمه بهذا الشكل، أيضاً مشهد قرار الانتحار وأنا أقف على خشبة البلكون كان مشهداً صعباً للغاية وساعدني فيه المخرج محمد خان حيث أقدم المشهد باحساسي دون توجيه.

·        كيف اخترتي ملابس الشخصية؟

- عشت في منطقة «الاباجية» فترة قبل تصوير الفيلم، وذهبت لمصنع البنات، واخترت ملابسي من الشخصيات الحقيقية وبادلتهم بملابسي وساعدتني في ذلك مصممة الأزياء «نيرة» التي اختارت معي معظم الملابس المناسبة، وكنت أرسل الصور للمخرج محمد خان، إما يوافق عليها أو يرفضها.

·        كيف ترين لقب أفضل ممثلة في مهرجان دبي؟

- بالنسبة لي أفضل ممثلة هي أن أظل وراء حلمي حتى يصبح حقيقة، لا يهمني أن أكون أفضل ممثلة في مصر، أو في دبي أو كان، في النهاية أنا سعيدة أنني تم تقديري من لجنة تحكيم لكن في النهاية أفضل ممثلة أنني في طريق صحيح ولم أضيع وقتي.

·        الفيلم رشحت لبطولته منة شلبي وروبي واعتذرتا.. ألم تتخوفي من المقارنة؟

- فرصة عمري أن يختارني محمد خان في فيلم وأنا من سعيت إليه حيث علمت أنه يقدم فيلما باسم «فتاة المصنع» فتحدثت تليفونيا بالمسئول عن اختبارات الكاميرا وذهبت له، واجريت اختبار كاميرا رغم أنني جسدت أدواراً من قبل، وبعد 7 أشهر وجدت المخرج محمد خان يحدثني تليفونياً ويطلب مني أن أحضر وبالفعل اعطاني السيناريو وحفظته في ليلة واحدة وذهبت اليه وسمعت السيناريو فتفاجأ بي، أنا لا يشغلني كثيراً إذا كنت الأولى أو الأخيرة في الترشح للفيلم، يشغلني فقط أنني أجسد عملاً جيداً.

·        بعيداً عن الفيلم كيف تقيمين الوضع في مصر الآن؟

- لدينا أزمات كثيرة نحتاج لأن نتخلص منها لأننا نعيش في كذبة كبيرة اسمها «التقاليد» مازلنا نعيش فيها، نحن أصبحنا دولة مكبوتة على بعضها تحتاج انفراجة في العقل ونفكر بشكل أوسع، ونربي الأجيال القادمة بهذا الشكل، نحن نحتاج عندما نفتح الصحف والمجلات أن نجد الأسلوب والحياة تغيرت حتى نشعر بتفاؤل حقيقي.

·        كيف ترين دور السينما في التخلص من هذه العادات؟

- السينما قادرة على أن تغير الواقع، فالسينما قادرة على صناعة الأحلام والتنبؤ بالمستقبل وتحويل الواقع المؤلم الى واقع مريح، السينما دائما كانت نقلة من بيئة لأخرى ومن حياة صعبة الى واقع متميز لذا اعتقد أن دور السينما أن تقدم أفلاماً تتنبأ بمستقبل أفضل وترسل رسائل ايجابية للتخلص مما نعيشه ببث فكر جديد مختلف ومتطور.

·        بعد فتاة المصنع ماذا عن أعمالك القادمة؟

- أنا فنانة أتمنى أن أقدم لك الأدوار والنماذج ليس لي حدود ولا سقف لطموحي، مثل الأعمال التي قدمتها وأثرت فىَّ، وعلى استعداد أن أقدم أي دور أياً كانت جرأته المهم أن أشعر به وأشعر بأنه يضيف إلىَّ.

الوفد المصرية في

25.03.2014

 

«فتاة المصنع».. فيلم يغير حالتك المزاجية

كتبت: جيهان الجوهري   

قهر المرأة فى مجتمع ذكورى أصبح هو سمة المجتمعات العربية، وأصبح اتهامها بجرم لم ترتكبه من موروثات تلك المجتمعات وترى أن المرأة هى السبب فى كل مصيبة تحل بالأسرة فهى السبب الذى أدى لطلاقها وشحن أبنائها بالأمراض النفسية وملابسها وراء تحرش الآخرين بها، حتى اختيارها لشريك حياتها غالبا ما يقابله اتهام لمجرد أنها اختارت زوجا ليس على هوى المجتمع الذى تعيش فيه - فقد يكون أكبر منها عمرا أو هى أيسر حالاً مادياً منه- أما البنات فحدث ولا حرج عن القهر النفسى الذى يعشنه يوميا سواء فى عملهن أو حياتهن الخاصة، تلك هى قضية السيناريست وسام سليمان فى رابع عمل سينمائى لها بعد أفلام «أحلى الأوقات» و«بنات وسط البلد» و«شقة مصر الجديدة»، وكعادة وسام سليمان نجدها فى فيلمها الجديد ترصد عن قرب أدق تفاصيل حياة البنات.. أحلامهن وانكسارهن والأمل فى الغد والمستقبل، فأفلامها لا مجال فيها للاستسلام.

فيلم «فتاة المصنع» نستطيع القول إنه فيلم تجارى يحمل روح السينما المستقلة نظرا لاشتراك أكثر من جهة بإنتاجه أولهم المنتج محمد سمير ووزارة الثقافة، وهذا فى حد ذاته يستحق التحية لصناعة الذين لم يوفروا أى جهد وسعى لخروج هذا العمل للنور.. أحيانا المتفرج يشاهد فيلما سينمائيا ويغير حالته النفسية من الاكتئاب للإقبال على الحياة وبث الأمل فى الغد وفيلم «فتاة المصنع» من الأفلام القليلة التى تغير حالتك المزاجية للأفضل. فأنت أمام شريط سينمائى يحمل توقيع مخرج مخضرم تتملكه روح شبابية وهو يصنع أفلامه وأمام سيناريست تتفق رؤيتها ووجهة نظرها مع مخرج أفلامها، فالاثنان يرفضان فكرة استسلام شخصيات أفلامهما للواقع المرير دائما تجد بطلات أفلامهما يحلمن بالغد والأمل فى المستقبل وهذه صفات لا تتوافر إلا فى المرأة القوية.

نستطيع القول بضمير مرتاح أن بطل فيلم «فتاة المصنع» هو سيناريو وسام سليمان والإخراج الذى ترجم السيناريو لصور متلاحقة على شريط سينمائى مفعم بحيوية الشباب نفتقدها لدى كثير من أفلام المخرجين. والدليل على ذلك أن المخرج المخضرم محمد خان أسند بطولة فيلمه للوجه الجديد ياسمين رئيس، فالسيناريو مثلما قلت من قبل هو البطل وشخصياته طازجة، وبالتالى وجود نجمة لها اسم من الموجودات على الساحة لن يفيد، بل على العكس قد يضر بمصداقية أداء الممثلة سواء من الناحية العمرية لها أو من أعمالها الفنية السابقة الراسخة فى ذهن المتفرج ـ وبالمناسبة فقد كانت روبى هى بطلة «فتاة المصنع» وبغض النظر عن أسباب عدم استقرار الدور عليها، فالمؤكد أن هذا كان فى مصلحة الفيلم لأن وجود وجه جديد فى دور فتاة المصنع سيكون أكثر إقناعاً للمتفرج، فرغم أن ياسمين رئيس لها أدوار صغيرة ببعض الأعمال الفنية المهمة إلا أنها لم تعلق مع المتفرج رغم براعتها فيما أدته من مشاهد قليلة فليس بالضرورة أن يشاهد الجمهور العملين أو الثلاثة التى شاركت فيها ياسمين رئيس بدرجة تجعله يتذكر أعمالها، ولذلك يعتبر فيلم «فتاة المصنع» هو بداية ميلادها الفنى وتستطيع بسهولة تدشين نفسها كممثلة متميزة - خاصة أنها تعتمد على الممثلة الموجودة بداخلها التى تجيد التعبير بالوجه والعين دون أن تنطق بكلمة - بين بنات جيلها باختياراتها لأدوار مهمة بغض النظر عن وهم النجومية الزائف الذى أثبتته الأيام من خلال نجمات الجيل السابق فليس من المفيد أن تتصدر الممثلة الأفيش وتقدم عملا يخصم من رصيدها.. كعادة وسام سليمان فى أفلامها فهى دائما تلتقط بطلاتها بعين الخبير من وسط المجتمع شخصياتها ناس حقيقيون يعيشون بيننا لهم عالمهم الخاص الذى لا نعلم عنه شيئا، لكنها تسلط عليه الضوء وتجعلنا ننتبه لهذا العالم ونتفاعل معه ومع شخصياته.. ياسمين رئيس «هيام» إحدى فتيات المصنع هى الشخصية الرئيسية فى السيناريو ويدور فى فلكها أو عالمها مجموعة من النساء سواء داخل منزلها - «الأم» سلوى خطاب أو «الخالة» سلوى محمد على أو الجدة - أو زميلات عملها بالمصنع نحن نراهن على طبيعتهن سواء فى الهمسات الخاطفة بين بعضهن البعض أثناء العمل أو فى الاستراحة أثناء تناولهن الفطور بعد قيام إحداهن بتولى مهمة إحضاره أو نظراتهن للمدير الجديد «هانى عادل»، وكل واحدة منهن تمنى نفسها بالفوز به، وبلا تفكير تندفع هيام فى محاولة منها للإيقاع به فقد اعتقدت خطأ أن الحب لا يشترط فروقا، فما المانع أن يحب المهندس «هانى عادل» عاملة المصنع؟! لذلك لم تجد حرجا فى فرض نفسها عليه وعلى والدته ببعض المشاهد الكوميدية التى صاغتها مؤلفة الفيلم بحرفية. ومن خلال شريط سينمائى مُمتع يأتى المشهد الذى يحول حياة ياسمين رئيس «هيام» لجحيم سواء فى عملها أو فى أسرتها عندما تكتشف مشرفة المصنع وجود اختبار الحمل بالمصنع لتتجه أنظار الاتهام لكل من فى المصنع إلى «هيام» لمعرفتهم بعلاقة هيام بالمهندس.. ونرى ظلم المحيطين بهيام سواء من أسرتها أو من زميلات المصنع، رغم أنها عذراء بختم ربها كما كشف الطبيب لأسرتها بالمستشفى.

ويخرج خان بالكاميرا للأزقة التى تسكنها فتيات المصنع.. ضيق الحارة لم نشاهده من قبل فى عمل سينمائى بهذه الروعة التى صورها خان.. نحن نشاهد ياسمين رئيس «هيام» وزميلتها فى المصنع تكادان تسلمان على بعضهما باليد من خلال شرفتى منزلهما المقابلين لبعضهما، وأيضاً مشهد سيرهن فى الحارة ومعاكسة شباب الحارة لهن. ومشهد هيام المتكرر وهى فى الفرن بالحارة لكى تأتى لجدتها بالخبز ولا تسلم من توبيخها.

حتى ملابس فتيات الحارة ومصنع الملابس كان فى غاية التوفيق من قبل مصممة الأزياء.

أسرة هيام كما صاغتها وسام سليمان مليئة بالتفاصيل الصغيرة المثيرة بداية من علاقة سلوى خطاب أم هيام بزوجها الذى يصغرها ومرورا بخالتها سلوى محمد على المطلقة وانتهاء بالجدة القاسية التى تقص شعر هيام بعد أزمتها العاطفية، ولا تخلو تلك التفاصيل من الكوميديا المرتبطة بسمات الشخصيات نفسها. مثل مشهد ذهاب سلوى خطاب «عيدة» إلى جدة ابنتها لأبيها عندما قصت لها ما حلمت به وأن زوجها المتوفى ظهر لها بالفيلم وهو فى سيارة سوداء كبيرة يسأل عن أمه فى إشارة إلى أن الجدة ستتوفى قريبا كعقاب لها على قصها شعر ابنته ياسمين رئيس «هيام»، لنرى الرعب فى عين الجدة.

سلوى خطاب تستطيع دائما خطف عين المتفرج فى كل دور تلعبه، وقد سبق لها لعب دور الأم لكن مع محمد خان كان تألقها بمذاق مختلف، أيضا سلوى محمد على رغم تميزها فى أدوارها السابقة إلا أن دور خالة ياسمين رئيس «هيام» كان له خصوصية فهى المرأة المطلقة التى تعمل فى سنترال خاص صباحا وتتعرض لتحرش من صاحب العمل فى المساء خادمة فى بيوت الأثرياء ودائما هى مُتهمة أمام ابنتها المراهقة وتربطها علاقة وطيدة بابنة شقيقتها ياسمين رئيس «هيام» وتفشى لها بسر عملها بالبيوت وتستقطبها للعمل معها، لكننا نشاهد هيام فى أحد المشاهد بعد صدمتها فى الشخص الذى أحبته تدين خالتها وتقول لها: «انتى اللى علمتينى الخدمة فى البيوت وجعلتينى أتعامل مع المهندس صلاح ووالدته كخادمة».. تحية للمخرج محمد خان فبحرفية شديدة استطاع توظيف أغانى السندريللا سعاد حسنى داخل أحداث الفيلم فهى لسان حال بطلة الفيلم ياسمين رئيس فكل حدث يمر بها لابد أن تجد الأغنية التى تتوافق مع حالاتها ويحسب للمخرج مجهوده فى اختيار تلك الأغانى وكأنه يهدى فيلمه لروح سعاد حسنى، خاصة أن بعض أغانى سعاد حسنى نادر توافرها وأيضا جانبه التوفيق فى اختيار زميلات هيام فى المصنع خاصة صديقتها المقربة وهى ابتهال ابنة الفنان سامح الصريطى وهى من الوجوه الطازجة المبشرة .

بوابة روز اليوسف في

25.03.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)