حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المهرجان السينمائي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي

مصرى أم خليجى.. الهم السينمائى واحد!

كتب : طارق الشناوي

يعتقد الكثيرون أنه لا توجد مشكلات مادية تواجه صُناع السينما فى الخليج العربى، وأن البذخ المادى هو سمة عامة لكل من ينتمى إلى تلك المنطقة، فلا مشكلة مادية من الممكن أن تحول دون تحقيق أحلامهم، بينما على أرض الواقع تستطيع أن ترى المشكلات التى تواجه السينمائى الخليجى مثلما نراها مثلا فى مصر وهى نقص التمويل، العديد من المخرجين الخليجيين عندما ألتقى بهم أجد لديهم أفكاراً وطموحات لتنقيذ مشروعات سينمائية ولكنها تصطدم بحائط صلب وهو التمويل، فى الكويت مثلا المخرج خالد الصديق أخرج فيلمى «بس يا بحر» و«عرس الزين»، ثم لم يقدم مشروعه الروائى الثالث، برغم أنه بدأ فى مطلع السبعينيات وفيلمه الأول حقق نجاحا ضخما، المخرج البحرينى بسام الزوادى لم يتجاوز رصيده ثلاثة أفلام روائية ورغم ذلك يعتبرونه فى البحرين الأوفر حظا.

أشارك الآن فى الكويت فى مهرجان الخليج العربى الدورة الثانية، حيث إن مجلس التعاون الخليجى هو المشرف على المهرجان قد أقام الدورة الأولى العام الماضى فى الدوحة، ومع كل مهرجان خليجى يتردد نفس السؤال وعلى طريقة تلك المعضلة التى توارثتها البشرية البيضة أم الفرخة أقصد الفيلم أم المهرجان؟ هل الأجدى أن تتوجه رءوس الأموال إلى صناعة أفلام سينمائية أم تتبدد فى إقامة مهرجان سينمائى تنتهى فعالياته بعد بضعة أيام وينتهى أيضاً تأثيره، أليس من الأجدى أن تُصنع أفلام أولاً وبعد ذلك تقام مهرجانات تشارك فيها سينما البلد المضيف صاحب الأرض. تحول هذا السؤال إلى «راكور» ثابت لا يتغير فى كل مهرجان خليجى، إلا أننا فى السنوات الأخيرة وجدنا أمامنا زاوية رؤية أخرى مختلفة ربما تحمل رداً عملياً على السؤال،إنها تلك الأفلام التى ترى فيها مثلاً مهرجانات مثل أبوظبى ودبى والدوحة مشاركة فى إنتاجها.. بالطبع إن تقديم الأفلام هو الهدف الأسمى الذى ينبغى أن تسعى إليه كل الدول إلا أننا لسنا فى مجال اختيار بين فيلم ومهرجان ولكن ما الذى يضمن أن ميزانية المهرجان سوف تتوجه بالضرورة إلى إنتاج فيلم سينمائى؟ الحقيقية هى أن المهرجانات أنجبت مهرجانات قبل أن تنجب أفلاماً.

منصة انطلاق مهرجانات الخليج المؤكد أنها انتعشت مع بداية مهرجان دبى السينمائى الدولى 2004 الذى يتوجه أساساً للسينما العربية من خلال جائزة المهر العربى، حيث حقق حالة من النجاح بتواصله وهو ما دفع «أبوظبى» لإقامة مهرجان بتوجه آخر بعد ثلاث دورات من دبى، ثم مهرجان الدوحة الذى انطلق بعد عامين من أبوظبى، وكانت مثلاً مملكة البحرين قبل 14 عاماً هى التى بدأت الخطوة الأولى من خلال جمعية سينمائية يرأسها المخرج البحرينى بسام الزوادى بمهرجان للسينما العربية ولكنها تعثرت بسبب معوقات مادية، بينما يتواصل رغم كل الصعوبات التى تواجهه مهرجان «مسقط» السينمائى الذى يعقد بميزانية محدودة مرة كل عامين إلا أنه - وهذا يحسب للجمعية السينمائية التى يرأسها  المخرج د. خالد الزدجالى - يعقد ويحاول أن يتواجد على الساحة الخليجية.

السينما الخليجية تنتعش الآن وتلعب المهرجانات دوراً محورياً فى تأكيد حضورها، والجمهور سوف يزداد تعلقاً وشغفاً بتلك الأفلام التى أنجبتها المهرجانات السينمائية، والتى بلا شك لعبت دوراً محورياً فى هذا التواصل وتلك الحميمية والدفء والتى نراها فى كل محطة سينمائية أشاهدها فى أحد بلدان الخليج العربى، ولكن بالتأكيد سيظل هناك سينمائى يحلم بعمل فنى بينما معوقات مادية تحول دون تحقق أحلامه سواء أكان فى مصر أو تونس أو الخليج.. نعم الهم  السينمائى واحد!!

مجلة روز اليوسف في

11/05/2013

عندما غضب نجيب محفوظ!

طارق الشناوي

11/5/2013 2:35 ص

«إنه سؤال يبدو عند البعض أنه يحمل إجابته فى داخله، والإجابة هى نعم، السينما عندما تستند إلى الأدب تصل إلى ذروة آفاق التعبير، لأن هذا يعنى الجدية والعمق فى كل شىء، الأدباء الكبار الذين نهلت السينما من أدبهم.. ولا تزال أفلامهم تحقق عادة القدر الأكبر من الإقبال الجماهيرى، كانت أسماء هؤلاء الكتاب تشكل عامل جذب للجمهور، وسوف نجد مثلًا أن كلا من إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ قدمت السينما له ما يربو على 43 فيلمًا، ولا تزال السينما بعد رحيلهما تنهل من أدبهما لتطعم به الشاشة الفضية».

كانت هذه هى بداية كلمتى فى رابطة الأدباء بمشاركة نادى السينما بالكويت على هامش مهرجان الكويت السينمائى قبل تكريمى من قِبَل الرابطة والنادى، وأضفت: لو أحصينا الأفلام التى دخلت تاريخنا الإبداعى لوجدنا قسطًا وافرًا منها مأخوذًا عن أعمال أدبية.. أقول قسطًا وافرًا لا القسط الأكبر.. وسوف أضرب لكم مثلًا عمليًّا بالأرقام: أهم عشرة أفلام فى تاريخ السينما المصرية طبقًا للاستفتاء الذى أشرف عليه الكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة باعتباره رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى وذلك عام 1995 وشارك فيه مئة من النقاد والفنانين والفنيين، أسفر عن «العزيمة»، و«الأرض»، و«المومياء»، و«باب الحديد»، و«الحرام»، و«شباب امرأة»، و«بداية ونهاية»، و«سواق الأوتوبيس»، و«غزل البنات»، و«الفتوة». الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية هى «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوى، و«الحرام» ليوسف إدريس، و«بداية ونهاية» لنجيب محفوظ.. أى أن النسبة لم تتجاوز 30%!

يجب أن نفرق بين القصة السينمائية والقصة الروائية، «شباب امرأة» مثلًا هى قصة سينمائية لأمين يوسف غراب وليست رواية.. «سواق الأوتوبيس» شارك فى كتابة القصة السينمائية كل من محمد خان وبشير الديك.. «الفتوة» قصة سينمائية صاغها محمود صبحى وفريد شوقى وشارك فى كتابة السيناريو -لا القصة- نجيب محفوظ! القصة الروائية العظيمة ليست هى الوصفة السحرية الوحيدة ولا هى أيضًا المضمونة دائمًا لتقديم عمل فنى ممتع، ولكن يظل المعيار هو قدرة المخرج على أن يمنح القصة الإحساس السينمائى.. الفن السينمائى مرتبط دائمًا بتعبير الفن السابع لأنه يجمع فى داخله الفنون الأخرى: القصة، المسرحية، الموسيقى، الشعر، الرسم، العمارة.. هو ليس تجميعًا لها بقدر ما هو تفاعل فى ما بينها، يؤدى فى النهاية هذا التفاعل إلى الفن السابع.. وذلك عندما تذوب المكونات الأساسية لكل عنصر لنجد أنفسنا بصدد نتاج مختلف.. لهذا فإن السينما منذ نشأتها فى العالم عام 1895 تبحث عن السينما الخالصة.. نعم بدت السينما فى وقت ما مجرد حكاية أو قصة تُروَى على الشاشة مثلما نقرؤها فى كتاب، خضعت السينما فى البدايات لقالب أقرب للحدوتة أو الحكاية.. بل إن الصوت عندما واكب السينما عام 1927 اعتقد البعض أنهم قد وقعوا على صيد ثمين، وهكذا ذهبت كاميرا السينما إلى برودواى فى أمريكا وصُوِّرت المسرحيات هناك، وكانت دهشة وسعادة الجمهور عظيمة عندما يرى الممثل يتكلم بدلًا من أن يقرأ الكلمات على الشاشة، فهو يستمع إلى الحوار، إلا أن هذه الدهشة لم تستمر طويلًا لأن الجمهور صار يبحث عن السينما ولم يجدها بالطبع فى تلك الأفلام الممسرحة.

الأدب والمسرح أحد روافد السينما، ولكن ينبغى خضوعهما لمنطق وقانون السينما، الحالة السينمائية تؤكد أن هناك اتجاهًا جادًا نحو الأدب الروائى، إلا أن هذا لا يعنى أن السينما فى طريقها للتعافى لمجرد أنها تنهل من الأدب!

ورغم ذلك فكثيرًا ما جرحت السينما الأدب وأصابته فى مقتل، حتى أديبنا الكبير نجيب محفوظ المتسامح مع السينما والذى يقول دائمًا «حاسبونى على القصة الروائية المكتوبة وحاسبوا المخرج على الفيلم»، اخترق نجيب محفوظ مرة واحدة حاجز الصمت فى قصة قصيرة له هى «نور العيون»، مأخوذة عن مجموعة «خمارة القط الأسود»، رغم أن الذى قدمها للشاشة الكبيرة مخرج بحجم حسين كمال وكتب السيناريو والحوار كاتب بقيمة وقامة وحيد حامد، إلا أن المخرج خضع لضغوط من بطلة الفيلم فيفى عبده فضاعت ملامح القصة، وتحملت نفقات الدعاية للفيلم فيفى عبده التى حرصت على أن تجمع اسمها بأديبنا الكبير مستغلة التوافق بين كلمتَى «عالَمى» و«عالْمة»، إلى درجة أن نجيب محفوظ خرج لأول مرة عن صمته وصرَّح لى فى حوار نشرتُه على صفحات مجلة «روزااليوسف» فى سبتمبر 1991 أنه مستاء من الفيلم وأنه يخشى أن يقول له الناس «إيه اللى لَمَّك يا نجيب على الرقاصة دى؟»!

 

الريحانى.. مسلم أم مسيحى؟!

طارق الشناوي

10/5/2013 3:54 ص

فى جلسة خاصة جمعتنى مع عائلة مصرية تقيم قبل أشهر قلائل فى الكويت، حيث أتابع هذه الأيام مهرجان السينما الخليجية، كان رب الأسرة حاضرا وهو زميل دراسة، ولكنه ابتعد عن الصحافة وتخصص فى التجارة، باغتتنى ابنته بهذا السؤال باعتبارى عالما ببواطن الأمور أو هكذا تتصور، هو صحيح يا عمو.. نجيب الريحانى مسلم أم مسيحى؟ وأضافت أنها وأصدقاء لها فى مصر اختلفوا حول تحديد ديانته، تعجبت من السؤال وقلت لها تفرق معك إذا كان مسلما أم مسيحيا؟ وأضفت هو أعظم فنان كوميدى عرفته الشعوب العربية، رحل قبل أكثر من ستين عاما ولا تزال أشرطة أفلامه السينمائية الستة، رغم حالتها الهندسية المتردية، قادرة على إضحاكنا.

مع الأسف لم يكن هذا السؤال مطروحا من قبل، ولكنه صار عند البعض هو الأهم، وكثيرا ما واجهتنى أسئلة من هذا القبيل، لماذا لا نرى إلا فى القليل النادر الأقباط المصريين متألقين فى العديد من مجالات الفن؟. سوف أضرب لكم مثلا بالغناء، هل لاحظتم أنه لم تُقدم مصر مطربا قبطيا حقق نجومية طاغية طوال التاريخ توازى عبد الوهاب وفريد وفوزى وعبد الحليم.

أتذكر أن هانى شاكر فى بداية مشواره الفنى مطلع السبعينيات كان يؤكد فى أحاديثه حرصه على أداء الصلوات الخمس، لأن البعض أوعز إليه بأنه سوف يفقد شعبيته لو صدقوا شائعة أنه مسيحى، الفنان محمد صبحى منذ 15 عاما لاحقته تلك الحكاية، وهى أن اسمه الحقيقى مجدى وأنه مسيحى، ولكن والده أطلق عليه محمد، لأن كل الأطفال الذين أنجبهم قبله قد ماتوا، مجموعة من التخاريف صاحبت بطل مسرحية «تخاريف»!!

هل تتأثر شعبية الفنان بسبب ديانته؟ هناك بعض المظاهر لا تجد لها تفسيرا منطقيا، لو أنك مثلا سألت لماذا لم يظهر «جان» فتى أول مسيحى الديانة طوال تاريخ الدراما المصرية يوازى كمال الشناوى وشكرى سرحان ورشدى أباظة وصولا إلى أحمد عز؟ لو استسلمنا للتفسير الطائفى الذى يقول إن بعض المصريين يرفضون الفنان بسبب ديانته، سنجد أنه على المقابل ثمة قسط وافر من نجوم الكوميديا أقباط، بل إن الضحك فى مصر لو قررت أن تحيله إلى اسم فنان واحد يعبر عنه ويصبح عنوانه فلن تجد سوى نجيب الريحانى المسيحى الكاثوليكى.

لا أنكر أن هناك من يعتقد أن الدين قد يشكل حاجزا بينه وبين مشاعر الناس، ولا أنكر أيضا أن البعض قد ينحاز دينيا فى التقييم ولكنى على يقين أن هذا هو الاستثناء.

أتذكر ملحنا شهيرا قال لى إن الدولة لم تكن تسند إليه تقديم أغنيات وأوبريتات أكتوبر فى زمن مبارك، لأنه مسيحى وكانوا يفضلون عليه الملحن المسلم، قلت له يوجد عشرات من الملحنين المسلمين ولم تكلفهم الدولة بأى أغنيات فى أكتوبر أو غيره، أنت موهوب وهو أيضا، ولكنه بالإضافة إلى ذلك كان يعرف الشفرة أكثر منك للوصول إلى صاحب القرار!!

تذكرت فى أثناء إقامة مهرجان الإسكندرية السينمائى قبل عامين، جمعتنى جلسة مع يحيى الفخرانى حكى لى أنه فى مسلسل «زيزينا» وبعد اعتذار آثار الحكيم عن أداء الجزء الثانى أصر هو ومخرج المسلسل جمال عبد الحميد والكاتب أسامة أنور عكاشة أن الأنسب للدور هى هالة صدقى رغم اعتراض الإنتاج.. لم يجد المسؤول سوى أن هالة مسيحية والمسلسل يعرض فى رمضان، فهو كان يريد فرض فنانة أخرى مستغلا ديانة هالة.

حكى مرة مذيع الراديو أسامة منير أنه رسب فى الامتحان كمطرب عندما تقدم إلى لجنة الاختبار فى الإذاعة قبل نحو 20 عاما، لأن اسمه أسامة منير جريس، وعتقد أن الملحن عبد العظيم محمد عضو اللجنة تعمد إقصاءه عندما عرف اسمه الثلاثى، وكتب بعدها هذا الزجل يقول فى مطلعه «إن كنت لويس أو جريس من حقى أركب الأوتوبيس»، إلا أن أسامة حقق بعد ذلك نجاحا استثنائيا كمقدم برامج ولم يكتف فقط بالأوتوبيس، بل ركب صاروخا إلى قلوب الجماهير، نعم بين الحين والآخر قد نلمح تصريحا طائفيا يحظر السلام أو الأكل أو التهنئة للمسيحيين إلا أن مشاعر الناس عندما تستقبل فنانا لا تسأله أولا قبل أن تأذن له بالدخول أنت مسلم أم مسيحى؟!

 

السينما خطّ أحمر.. فى السعودية

طارق الشناوي

9/5/2013 3:38 ص

تحاول المملكة العربية السعودية إقامة مهرجان سينمائى، ليس من خلال دور عرض فلا توجد فى المملكة أماكن مخصصة لعروض الأفلام، ولكن عن طريق البث عبر النت، تنجح مرة وتخفق مرة وذلك بسبب مطاردات جماعة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».

وفى إطار مهرجان الخليج السينمائى فى دورته الثانية بالكويت، قدم المخرج السعودى ممدوح سالم إطلالة على السينما فى المملكة حيث استهل ورقته البحثية مشيرا إلى أن معرفة السعوديين بالسينما ترجع إلى عقد الستينيات، حين المساحات المفتوحة أو ما يسمى بـ«الأحواش»، فقد اعتمدت على آلة العرض السينمائى الشبيهة بجهاز السينما توغراف، وكانت مدينة جدة من أشهر المدن السعودية التى يسمح فيها بتلك العروض، وقد بينت إحصائية تقديرية أن هناك ما يزيد على 50 دار عرض كانت منتشرة فى المدن السعودية فى فترة الستينيات، وكان لمدينة جدة نصيب الأسد حيث كانت تمتلك 25 دار عرض سينمائى.

مهرجان جدة للأفلام أول مهرجان سينمائى فى السعودية تأسس فى عام 2006 وكان يسمى «مهرجان جدة للعروض المرئية»، لاحظ أن هناك تخوفا من ذكر اسم السينما، وهو مهرجان لعروض أفلام سعودية وخليجية ذات فكر ثقافى ورؤية فنية متحفظة عادة، ويقام المهرجان بشكل سنوى، وقد سُجل المهرجان تاريخيا كأبرز حدث ثقافى على الساحة العربية استنادا إلى المرصد الذى قدمه تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصرى فى رصده لأبرز الأحداث التى شهدها الإقليم العربى، حيث اعتبر التقرير أن إقامة أول مهرجان سينمائى بالمملكة تحت عنوان «مهرجان جدة الأول للعروض المرئية» من أبرز الأحداث الثقافية والاجتماعية لعام 2006.

دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر الدول احتضانا للأفلام السعودية حيث عُرض هناك 20 فيلما سعوديا من خلال 4 مهرجانات سينمائية، هناك عدد من التوصيات تشكل آلية لنهضة سينمائية سعودية، فتح المجال أمام القطاعات الأهلية لدعم الإنتاج السينمائى للأفلام الطويلة. تشجيع القنوات الفضائية المتخصصة مثل «روتانا» و«MBC» لشراء الأفلام الطويلة. تخصيص جهة تابعة لوزارة الإعلام لتبنى بعض المشاريع السينمائية للإنتاج الروائى والوثائقى. فتح المجال للبعثات والدورات الخارجية للموهوبين. تفعيل دور جمعية الثقافة والفنون والنوادى الأدبية من أجل التعاون مع صناع الأفلام، تخصيص مواقع واستديوهات خاصة لتصوير الأفلام فى جميع مدن المملكة. تخصيص مساحات فى القنوات الأربع الرسمية لمتابعة آخر أخبار حركة الإنتاج السينمائى السعودى بالإضافة إلى عرض الأفلام فى تلك القنوات، اعتماد جزء من ميزانية وزارة الإعلام لدعم حركة الإنتاج السينمائى السعودى. تسهيل الحصول على التصاريح الخاصة بتوزيع الأفلام لاحقا على أقراص دى فى دى لبيعها فى السوق السعودية من أجل دعم أحد روافد نمو الحركة السينمائية السعودية. إصدار عدد من الكتب والمنشورات والمجلات لبيعها وتوزيعها فى المكتبات والنوادى الأدبية «الكتب والمنشورات» خاصة بصناعة الفيلم الطويل وأهمية تفعيل الثقافة السينمائية للمجتمع السعودى. الاندماج بين شركات إنتاج الأفلام لتستطيع المنافسة بقوة وفاعلية فى الأسواق العالمية. انتشار وازدهار نشاطات معارض ومهرجانات الأفلام السينمائية والإقبال الشديد عليها. التعاون مع الجهات ذات الخبرة من أوروبا وأمريكا والعمل على الإنتاج السينمائى المشترك. الزيادة المتواصلة فى وعى الجماهير وتغير أذواقه واهتمامه المتزايد بعالم السينما ومنتجاتها.

وروى المخرج العمانى خالد الزدجالى عن تجربته الخاصة فى آخر مهرجان فى جدة وُجهت إليه الدعوة لحضوره ضمن لجنة التحكيم، قال المخرج إنه قبل ساعات قليلة من الافتتاح بسبب الخوف الأمنى تم إلغاء المهرجان، وأضاف أنه تعرض كرئيس لمهرجان مسقط لموقف مشابه عندما هددت إحدى الجمعيات بحرق المسرح ولكنه أصر على إقامته فى مسرح آخر، وأنه لو كان استجاب للتهديد ربما فوجئ بأن كل المهرجانات المماثلة ستصبح مستهدَفة.

وفى إطار الندوة كان لى هذه الكلمة وقلت إن الأمر بحاجة إلى تدخُّل من الملك عبد الله مباشرة مثلما فعل فى مجلس الشورى السعودى وأعطى أوامره بتعيين 30 سيدة فى سابقة هى الأولى من نوعها ولن يستقيم الأمر إلا بالمواجهة من خلال قرار ملكى فلا يمكن أن نتصور أن السعودية التى تمتلك وتشارك فى مئات من القنوات التليفزيونية لا تعترف حتى الآن بدور العرض السينمائى؟!

 

وتاه المخرج فى «تورا بورا»!!

طارق الشناوي

8/5/2013 2:16 ص

حروف اللغة العربية 28 حرفا ومن خلالها تولد ملايين الكلمات ولا تزال حتى الآن تتوالد كلمات جديدة تضاف إلى اللغة.. وأفكار الدراما فى العالم لا تتجاوز 36 فكرة تُنجب آلاف الأفلام والمسلسلات.. ولا جديد تحت شمس الدراما ولكن الجديد هو زاوية الرؤية والمعالجة التى يقدمها صانع الفيلم السينمائى.

فى مهرجان الخليج السينمائى الدورة الثانية الذى يقيمه مجلس التعاون الخليجى بالكويت كان موعدنا مع الفيلم الروائى الطويل «تورا بورا» للمخرج وليد العوضى، جبل تورا بورا هذا الاسم الذى صار مرادفا للإرهاب والتطرف ويثير الرعب فى العالم، لأنه كان معقل تنظيم القاعدة «الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود».

وطوال مشاهدة الفيلم وهناك سيطرة من فيلم عربى آخر شاهدته قبل نحو 10 سنوات وهو «الجنة الآن» للمخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد الذى اقترب من الترشيحات النهائية للأوسكار واقتنص قبلها جائزة «الجولدن جلوب» الكرة الذهبية لأفضل فيلم أجنبى.

الفيلمان يتناولان قضية واحدة وهى الإرهاب المسلح الذى يقتل المدنيين على اعتبار أن هذا هو شرع الله مع اختلاف مسرح الأحداث.. فيلم «الجنة الآن» أرضه الدرامية هى فلسطين المحتلة، بينما فيلم «تورا بورا» تجرى أحداثه فى «بيشاور» على الحدود بين أفغانستان وباكستان وصولا إلى جبال «تورا بورا» ولا بأس بالطبع من أن نرى أكثر من فيلم عربى يتناول تلك القضية الشائكة، ولكن البأس كل البأس هو أن لا تكون مسلحا فكريا وثقافيا وسينمائيا للتعبير عن هذه الفكرة الحساسة.

الفيلم يستند إلى واقعة حقيقية وهى لا تتناول بلدا محددا ولكنك تستطيع أن ترى فيه العديد من التنويعات المماثلة التى شاهدنا الكثير منها فى عالمنا العربى والإسلامى، حيث يتم الخلط بين الدين ودعوته للجهاد فى سبيل الله وبين والقتل والترويع الذى يطول المدنيين على اعتبار أنه أيضا استشهاد فى سبيل الله، بينما هو قتل للنفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.

الفيلم من الناحية الواقعية تم تصويره، خصوصا تلك المشاهد التى تتناول تورا بورا، فى المغرب حيث إن المملكة المغربية صارت مقصدا للعديد من الأفلام التى تحتاج إلى أماكن طبيعية وبات أغلب السينمائيين فى العالم يفضلون الذهاب إليها، حيث يصبح الهدف هو الحصول على تشابه فى مذاق المكان والأجواء.. استعان المخرج بفنان ديكور عالمى هو ماركو تورنتتينى وذلك من أجل الوصول إلى أعلى درجات الدقة التعبيرية فى العمل الفنى.

ولكن ظل الفيلم يتمحور فى إطار فكرى ضيق أدى إلى تقييد المضمون وخضعت المعالجة لحالة من التنميط فى تتابع السيناريو ورسم الشخصيات.

الرهان الصعب هو كيف تصل الرسالة بمعناها المباشر إلى العالم وليس فقط إلى البلد الذى ينتمى إليه الأبطال وهم عائلة كويتية ميسورة الحال، هناك ولا شك مفهوم خاطئ طال الدين الإسلامى فى الغرب بسبب تلك النظرة التى يرى بها البعض الإسلام مرادفا للإرهاب ولعبت مع الأسف العديد من الفضائيات دورا فى نشر تلك الصورة الذهنية بكثرة المشاهد التى نرى فيها من يعد نفسه للشهادة وأمير الجماعة يؤكد له أن هذا هو الطريق للجنة.

السيناريو الذى كتبه المخرج أيضا مع رياض السيف كانت تستهويه خلق ذروة درامية تواجه الأبطال حتى يضمن جذب الجمهور ولكنه أغفل الإحساس الإنسانى، خصوصا أننا بصدد عائلة ذهب ابنها الصغير إلى «تورا بورا» بعد أن تعرض لغسيل مخ، بينما أمه وأبوه بدآ رحلة البحث عنه، وفى نفس الوقت فإن أخاه الكبير ذهب إلى هناك لإنقاذ كل أفراد الأسرة.

شاهدنا قبل نحو 30 عاما مثلا الفيلم الأمريكى «مفقود» للمخرج كوستا جافراس وبطولة جاك ليمون، حيث كان الوالدان يبحثان أيضا عن ابنهما المفقود.. فى الفيلم الأمريكى كنت تتعاطف مع العائلة من خلال تلك الرؤية الإنسانية ولكننا فى «تورا بورا» نرى مجرد رسم تخطيطى هندسى مباشر يحيله إلى شىء أقرب لبناء حجرى خالٍ من المشاعر.

غابت الرؤية الدرامية والفكرية وتحول الأمر إلى مجرد تمضية نحو ساعتين فى عمل فنى كان ينبغى اختصاره على أقل تقدير إلى النصف.. شاب أداءَ الممثلين قدرٌ كبيرٌ من النمطية فى التعبير مثل سعد المفرح وأسمهان توفيق وياسين الحاج، ورغم أن هناك جهدا رائعا فى الصورة وأيضا فى التعبير الموسيقى لرعد خلف فإن المحصلة النهائية هى أننا بصدد عمل فنى يعوزه الكثير، ويبدو كأنه قد ضاع فى جبال «تورا بورا»!!

 

الغربة مرتين!!

طارق الشناوي

7/5/2013 3:48 ص

الأفلام الخليجية تدخل دائما فى صراع من مهرجان إلى آخر، قبل أقل من شهر كانت تتنافس فى مهرجان الخليج الذى أقيم فى دولة الإمارات فى دبى، هذه الأيام انتقل الصراع إلى دولة الكويت فى المهرجان الذى يقيمه مجلس التعاون الخليجى.

القيمة المادية للجوائز على عكس ما يتبادر إلى الذهن محدودة، ليس فقط بالقياس إلى المهرجانات الخليجية، ولكن المصرية تمنح مبالغ نقدية أكبر، حيث إن الجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائى طويل 15 ألف دولار، ولا تتجاوز فى التسجيلى 12 ألف دولار، وفى الفروع الفنية 3 آلاف دولار.

إلا أن هذا لم يمنع أن تشتعل المنافسة فى المسابقتين «الفيلم الروائى والتسجيلى»، ونتوقف هذه المرة مع الفيلم التسجيلى الطويل «أمل».

الفنان عادة لا يجد نفسه إلا فى أحضان الوطن فهو يبدع أولاً لأهله وناسه، ولكنه من الممكن أن تجبره الظروف على الهجرة، وفى الفيلم الإماراتى «أمل» للمخرجة نجوم الغانم نجد أمامنا الفنانة السورية أمل الخوجة التى تضطرها الظروف الاقتصادية والاجتماعية فى بداية المشوار الفنى إلى أن تنتقل إلى العمل فى الإمارات وعندما تقرر العودة إلى بلادها فى منتصف العمر تجبرها الملاحقة الأمنية على أن تعود مرة أخرى إلى الإمارات.

الفنان عندما يهاجر بعيدا عن وطنه ويسافر إلى الخارج مهما احتضنته الدولة التى يعمل فيها وتحقق ماديا وأدبيا، فإنه لا ينسى أن قضيته هى أن يوجد أولا على أرضه.. «أمل» درست المسرح فى سوريا خلال الثمانينيات، وكانت من بين دفعتها فنانة قالت لا وبصوت عالٍ ضد الطاغية بشار وهى مى سكاف وأنشأت فرقة مسرحية فى سوريا والآن كثيرا ما تتعرض للاعتقال لأنها رفضت أن تصبح واحدة ممن يهتفون «الله سوريا بشار وبس» ردا على الثوار الذين يعلو نداؤهم قائلين: «الله.. الوطن سوريا.. وبس»!!

أمل تروى جوانب عديدة من حياتها الشخصية والمهنية طوال أحداث هذا الفيلم التسجيلى، ونحن نستشعر مدى حبها لخشبة المسرح وكيف أنها تزوجت الفن وبعد أن تأقلمت على تلك الحياة ظهر رجل فى حياتها قررت أن تكمل معه المشوار.

السينما كانت قاسية عليها ولم تمنحها وجودا تستحقه على خريطتها، حيث إنها تعرضت إلى فيروس نادر أدى إلى نوع من الشلل فى جزء طفيف من الشفة السفلية هذا العيب وقف فى ما بعد حائلا بينها والكاميرا السينمائية!!

حاولت أن تجرى عملية جراحية أكثر من مرة، وكان الأطباء يؤكدون أن المنطقة حساسة وهناك تخوف من أى تدخل لمشرط الجراح، وتعايشت مع الموقف ولم تفقد الأمل على اعتبار أن أداء الممثل من الممكن أن يتجاوز عن الكثير وأن الإحساس قادر على الوصول إلى الناس!!

أهم ما يمكن أن تلاحظه فى هذا الفيلم التسجيلى أن أمل كانت تلتقط لها صور من الجانب الأيمن الذى من الممكن ببعض التدقيق أن تلاحظ بالفعل وجود ثبات فى جزء من الشفة السفلية، ولكنها سلمت نفسها إلى الكاميرا من دون شروط مسبقة، بينما كثير من النجمات يشترطن زاوية للتصوير ومصورا محددا لالتقاط جانب واحد من الوجه يعتقدن أنه الأجمل.

أمل قررت أن تعلن رأيها وتقف مع الشعب ضد الطاغية ولم تفعل مثل الأغلبية من الفنانين السوريين الذين يفضلون الوقوف فى تلك المنطقة الرمادية، الفنان الحقيقى فى لحظات مصيرية لا يملك سوى أن ينحاز إلى الشعب حتى وهو موقن أن هناك ثمنا سوف يُدفع فقررت أمل أن تشارك شعبها ووطنها وتدفع الثمن.

الفيلم تناول الغربة التى تغتال الإنسان مهما كان يعيش فى مجتمع بطبعه يرحب بالآخرين على أرضه ويمنح لهم الفرصة كاملة مثل دولة الإمارات، إلا أنه فى نهاية الأمر يظل يبحث عن نفسه!

عندما أرادت أن تنهى غربتها لتحقق حلمها فى وطنها اكتشفت أن سوريا تعيش فى الغربة فقررت أن تؤجل حلمها لتعيش حلم الوطن!!

للإمام على بن أبى طالب -كرم الله وجهه- كلمة موحية فهو يقول «الفقر فى الوطن غربة والغنى فى الغربة وطن»، وكل من شاهد هذا الفيلم واضطر فى مرحلة ما من حياته أن يهاجر سوف يجد فى حياة أمل خويجة شيئا من حياته.

المخرجة نجوم الغانم قدمت فيلما تسجيليا ممتعا عن حياة فنانة سورية عاشت الغربة مرتين!!

 

سينما تحاول اختراق «التابو»!!

طارق الشناوي

6/5/2013 3:29 ص

تعددت المهرجانات الخليجية المتخصصة فقط فى عرض تلك الأفلام التى تنتجها دول مجلس التعاون الخليجى، وآخرها مهرجان سينما الخليج الذى اُفتتح مساء أمس فى دولة الكويت، وينظمه المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب برئاسة وزير الإعلام الشيخ سلمان صباح السالم.

هذه هى الدورة الثانية، الأولى عُقدت فى العام الماضى فى الدوحة ولم تتحدد بعد المحطة الثالثة لهذا المهرجان، تتجاوز الفاعليات مجرد عرض الأفلام، حيث إنه يستضيف عددا من النقاد فى العالم العربى لتقديم محاضرات تطبيقية تتناول صناعة الفيلم والقيم الجمالية والتقنية المستخدمة فى العمل الفنى، ولكاتب هذه السطور محاضرتان. واحدة غدا عن السينما الإماراتية والثانية يوم الجمعة عن «العُمانية».

تصفحت كتالوج المهرجان سريعا واستوقفنى أنه يضم أربعة أقسام وثائقية وروائية قصيرة وطويلة، ولكنه يحدد نوع الفيلم قصيرا أم طويلا بمقياس زمنى خاص جدا، وهو 40 دقيقة للوثائقى القصير وما يزيد يعتبره طويلا، بينما فى الروائى ما دون 50 دقيقة قصير وما يزيد طويل، والحقيقة أن المقياس العلمى المتعارف عليه فى العالم هو ما دون 30 دقيقة القصير وما يزيد حتى دون 60 دقيقة متوسط وما يزيد هو الطويل، ومن الواضح أن منظمى المهرجان اختصروا من القائمة الفيلم المتوسط بنوعيه الروائى والوثائقى، فلجؤوا إلى تلك التقسيمة.

يشارك فى لجنة التحكيم من مصر المخرج الكبير داوود عبد السيد، ويكرم المهرجان المخرج الكويتى بدر محمد المنصف، والكاتب البحرينى أمين صالح، والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، والمخرج العمانى حمد بن خلفان، والإعلامى القطرى الراحل على حسن الجابر، الذى اغتيل فى أثناء تغطيته للثورة الليبية، ومن الندوات الرئيسية فى المهرجان تلك التى تتناول السينما الخليجية الواقع والتحديات وتعقد صباح الغد.

والحقيقة أنه ومع كل مهرجان خليجى يتردد نفس السؤال وعلى طريقة تلك المعضلة التى توارثتها البشرية البيضة أم الفرخة.. أقصد الفيلم أم المهرجان؟ هل الأجدى أن تتوجه رؤوس الأموال إلى صناعة أفلام سينمائية أم تتبدد فى إقامة مهرجان سينمائى تنتهى فاعلياته بعد بضعة أيام وينتهى أيضا تأثيره، أليس من الأجدى أن تُصنع أفلام أولا وبعد ذلك تقام مهرجانات تشارك فيها سينما البلد المضيف صاحب الأرض. تحول هذا السؤال إلى «راكور» ثابت لا يتغير فى كل مهرجان خليجى، إلا أننا فى السنوات الأخيرة وجدنا أمامنا زاوية رؤية أخرى مختلفة ربما تحمل ردا عمليا على السؤال، إنها تلك الأفلام التى ترى فيها مثلا مهرجانات مثل أبو ظبى ودبى والدوحة مشاركة فى إنتاجها.. بالطبع فإن تقديم الأفلام هو الهدف الأسمى الذى ينبغى أن تسعى إليه كل الدول، إلا أننا لسنا فى مجال اختيار بين فيلم ومهرجان، ولكن ما الذى يضمن أن ميزانية المهرجان سوف تتوجه بالضرورة إلى إنتاج فيلم سينمائى؟ الحقيقية هى أن المهرجانات أنجبت مهرجانات قبل أن تنجب أفلاما، وآخر المهرجانات هو «البيئة» الذى انتهت فاعلياته فى الشهر الماضى وأولها هو دبى الذى يحتفل شهر ديسمبر القادم بمرور عشر سنوات على انطلاقه. منصة انطلاق مهرجانات الخليج المؤكد أنها انتعشت مع بداية مهرجان دبى السينمائى الدولى 2004، الذى يتوجه أساسا إلى السينما العربية من خلال جائزة المهر العربى، حيث حقق حالة من النجاح بتواصله وهو ما دفع أبو ظبى إلى إقامة مهرجان بتوجه آخر بعد ثلاث دورات من دبى ثم مهرجان الدوحة الذى انطلق بعد عامين من أبو ظبى، وكانت مثلا مملكة البحرين قبل 14 عاما هى التى بدأت الخطوة الأولى من خلال جمعية سينمائية يرأسها المخرج البحرينى بسام الزوادى، ولكنها تعثرت، بينما يتواصل رغم كل الصعوبات التى تواجه مهرجان «مسقط» السينمائى الذى يعقد بميزانية محدودة وفاعليات أيضا محدودة مرة كل عامين فإنه -وهذا يحسب للجمعية السينمائية التى يرأسها خالد الدرجانى- يعقد ويحاول أن يوجد على الساحة الخليجية.

السينما فن جماهيرى تنتعش عندما يرى الجمهور فى تفاصيل الفيلم ملامحه وآماله وإحباطاته وأمانيه المستحيلة مجسدة على الشاشة، وهكذا بدأ عدد من الأفلام فى الخليج يطرق باب الانتقاد الاجتماعى الذى كان أشبه بـ«التابو» الممنوع، ومن بينها فيلما «ظل البحر» الإماراتى لنواف الجناحى، و«وجدة» السعودى لهيفاء المنصور!!

التحرير المصرية في

06/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)