حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دبي السينمائي الدولي التاسع ـ 2012

هند بوجمعة:

"يامن عاش" البحث عن الأمل بعد الثورة

حوار: رفيف الخليل

الحال بقي كما هو عقب التغيير السياسي في تونس وأحداث الثورة التونسية، فلم يعد إلا بصيص من الأمل تبحث عنه عايدة المرأة التونسية التي لا مأوى لها ولأولادها . هذه هي قصة الفيلم الوثائقي “يامن عاش” للمخرجة التونسية “هند بوجمعة” الذي شارك في مهرجان دبي السينمائي . ومعها كان هذا الحوار .

·     *“يامن عاش” فيلم وثائقي يروي حكاية من حكايا المواطن التونسي لكنك ركزت على معاناته بعد الثورة؟

- التحول الديمقراطي في تونس عقب 50 عاماً من الديكتاتورية هو منعطف معهم أخذ تونس إلى عهد جديد فيه الأمل والحيرة والغموض والترقب والخوف من المستقبل، جميع هذه المشاعر مجتمعة في جملة “يامن عاش” فمن يقرأها للوهلة الأولى لا تصله عمق معانيها وهي تعبر عن حال المواطن بعد الثورة الذي لا يستطيع أن يشعر بفرح لنجاح الثورة لأنه لم يلمس تغييراً طرأ على حياته، ولا يمكن أن يشعر بأنه لم يتغير شيء لأن الحقيقة تقول عكس ذلك، فقد تخلصنا من “بن علي” لكن إلى أين تتجه تونس لا يمكن الجزم، خاصة بعد تشكيل الحكومة الجديدة فلا إحباط كاملاً ولا فرح عارماً والمواطن التونسي هو الذي يراوح في مكانه يترقب، وشعرت بأن شخصية “عايدة” تستحق أن تخرج للعالم وتشعر بمعاناتها التي جعلتني أكتشف جوانب من حياة الناس معتمة ومملوءة بالحزن والحسرة .

·        ما الذي جذبك لقصة عايدة، وكيف التقيت بها؟

- عندما سقط “بن علي” تحولت الشوارع التونسية إلى عرس جماعي اجتمع فيه أبناء الوطن، ولا يمكن نسيان هذه المشاهد التاريخية التي اجتمع فيها الناس على أمل التغيير، وتكدسوا وتبادلوا الأحاديث في ما بين بعضهم بعضاً في حب وألفة، وكأن كل واحد فيهم يعرف الآخر منذ سنين، فلا ننكر أن الثورة قربت التونسيين من بعضهم بعضاً لكن عندما تشكلت الحكومة الجديدة وانتظر المواطنون تشريعات جديدة تغير من معيشتهم لم يحدث شيء، ولا نستطيع أن نقول إن الثورة بنت تونس جديدة، ولكن تلك المرأة التي التقيتها في الشارع في ظل هذه الأحداث لم تكن سوى قنبلة موقوتة، ألم وكبت، فبعد حديث نصف ساعة بيني وبينها قررت أن أروي قصتها في هذا الفيلم فهي أم لأربعة أولاد وقبل الثورة لم يكن لديها مسكن تعيش فيه مع أبنائها وبحدوث التغيير بنت آمالاً كبيرة ما لبثت أن خابت في محطة الانتظار فالشعب يداس كما تقول والقوي هو من يعيش في هذه الحياة .

·        وهل واجهت صعوبات في التصوير خاصة أنها قصة حقيقة بطلتها امرأة؟

- ليس من السهولة توثيق قصة معاناة من رحم الواقع، فقد استغرق التصوير عاماً ونصف العام لأعرف الحقيقة وتفاصيل حياتها وهذا لا يمكن أن يسرد في أسبوع أو شهر، حيث إنني أحمل كاميرتي وأرصد مشاعرها وقصة حياتها بعفوية تمتزج بإصرار على مواصلة الحياة مهما كلفها هذا، فهي تنتقل من حي إلى حي وتقاسي الأمرين في سبيل الحصول على مسكن، تعاطفت معها كثيراً خاصة أنها وصلت إلى مرحلة لم يعد يهمها لا انتقاد المجتمع ولا كلام الناس وتحدثت عن تفاصيل كثيرة عن حياتها يخفيها الكثيرون .

·     تدرسين كتابة السيناريو في جامعة “إيدوكاتل باريس” هل تجدين النص أهم عنصر في صناعة الفيلم؟

- الفيلم الروائي يحتاج إلى دراسة تخصصية عميقة في جمع أدوات النص الذي يعد أساس نجاح الفيلم وجذب المشاهدين، ولأنني شعرت بحاجة إلى تطوير مهارات كتابة سيناريو الفيلم الطويل وكيفية صناعة الشخصيات واختيارها لأن في الفيلم الوثائقي الشخصية هي من الواقع وعلي فقط إضافة رؤيتي الإعدادية والصياغة السينمائية، لكن الأمر مختلف في الروائي الذي تلعب الشخصية جزءاً مهماً من حبكة النص ووضع تصور واضح لملامح الشخصيات، ومن ثم أي مرحلة تليها ليست بأهمية الحبكة المتينة التي يجب أن يتصف بها الفيلم السينمائي .

·        ما الرؤية الجوهرية االتي تميز أعمالك السينمائية؟

- الإنسان والبحث عن تفاصيل حياته هو الغالب على كل أفلامي، فقبل أن أتجه إلى السينما تخصصت في مجال التسويق الذي لم يستهوني ووجدته مملاً جداً ودرست بعدها السينما، واخترقت هذا العالم الذي قربني إلى حياة الناس وأحوالهم، وأصبحت أقرأ لغة العيون وأكشف أحوال من أجالسه ونفسيته من نظرة عيونه، فالعيون لا تكشف صاحبها، فنحن العرب لا نبوح عن مشاعرنا ولا نخبر الآخرين عن نقاط ضعفنا أو المشاكل التي نمر بها خوفاً من انتقاد المجتمع ومن حكم العيب الذي يخنقنا، على عكس الغرب الذين لا يهمهم نظرة الآخرين إليهم ويتكلمون بحرية عن كل ما يشعرون بها أمام الآخرين .

·        كيف تنظرين إلى أعمال المخرجات التونسيات، هل تفوقن على الرجل؟

- لافرق عندي بين المخرج أو المخرجة التونسية وللأسف في مجتمعاتنا نحدد التجارب خلف تاريخ صانعه وجنسه قبل التركيز على جوهر العمل، ولو نظرنا إلى بلدان غربية أخرى مثل أمريكا هل للمخرجة الأمريكية تواجد؟ الإجابة لا، لأن المخرجين الرجال هم من عرفوا في السينما الأمريكية ولهذا لا يهم من أخرج أو صنع الفيلم، الأهم هو اللغة السينمائية المنجزة هل تستحق المشاهدة أم لا؟

الخليج الإماراتية في

17/12/2012

 

سعيدة لمشاركتها في مهرجان يحترم الفن

نادين خان: حياة المصريين حالياً تشبه الفانتازيا

حوار: محمد هجرس

نادين خان مخرجة مصرية مهمومة بقضايا وطنها، عملت مساعدة مخرج لفترة كبيرة مع والدها المخرج محمد خان الذي علمها رؤية الأشياء بطريقة فنية بسيطة تفيدها فنياً، وهي شاركت في مهرجان دبي السينمائي الدولي بفيلم “هرج ومرج” أول عمل روائي لها، وهو يسلط الضوء علي شباب كرة القدم، والبلاى ستيشن، التقيناها داخل أروقة المهرجان، وحاورناها حول فيلمها وظروف صناعته، وانفصالها عن والدها فنياً، واختيارها لهذه القصة، وكان هذا الحوار:

·        في البداية حدثينا عن الفيلم ؟

- فيلم “هرج ومرج” هو التجربة الروائية الطويلة الأولى لنادين خان، ويدور في إطار من “الفانتازيا” من خلال قصة حب ضائع بين “زكي”، و”منير” اللذين أحبا فتاة تدعى “منال”، وجميعهم في سن العشرين، و”منال” تجد نفسها موضوع الرهان في مباراة لكرة القدم بينهما، والفائز يتزوجها، والبطولة لآيتن عامر ومحمد فراج ورمزي لينر، وصبري عبدالمنعم، ومن إنتاج دينا فاروق التي قامت بالمونتاج أيضاً، وأنا التي كتبت القصة والمعالجة السينمائية، في حين كتب السيناريو، والحوار محمد ناصر .

·        لماذا اخترت الفانتازيا في المعالجة؟

- الحياة التي يعيشها المصريون الآن صعبة جداً لذلك اخترت الفانتازيا التي أعتبرها أكثر الطرق ملامسة لآلام الناس وأوجاعهم، ولكي أدفعهم إلى الضحك على أنفسهم من خلال ما يشاهدونه من شباب كرة القدم و”البلاي ستيشن”، وكيف يتعاملون مع مشاعرهم في مجتمع يتزايد في الانغلاق والانعزال .

·        لذلك اخترت له اسم “هرج ومرج”؟

- كان لابد من هذا الاسم لأن العمل في حقيقته هرج ومرج، ولكي أخرج من الرتابة في الشكل والمضمون الذي تعيشه السينما الآن .

·        البعض يقول إن العمل ينتمي إلى الأفلام قليلة التكلفة، ماردك؟

- لا ينتمي الفيلم، كما أكدت من قبل، لنوعية الإنتاج قليل التكلفة، خصوصاً أن الجهة المنتجة اهتمت بالعناصر الفنية الأخرى، فمثلاً تم بناء ديكور كامل لحي شعبي، واهتموا بجودة الصورة والتقنيات الأخرى وهي وهي تتكلف كثيراً .

·        هل أنت سعيدة بالفيلم وبوجوده في المهرجان؟

- سعيدة جداً لأنه شارك في مهرجان دبي، والإمارات بلد يحترم الفن ويقدر أهله لأنهم يحملون رسالة إنسانية .

·        هل تعتقدين أن الجمهور سيعجب بالفيلم؟

- الجمهور يحب السينما بصفة عامة وسوف يعجب جداً بالقصة وبطريقة المعالجة، وسوف يشاهدون أنفسهم على الشاشة التي تعد أهم أدوات السحر .

فالجمهور في العالم العربي يعرف ماذا تقدم السينما المصرية التي تحترم عقله، ووجود فيلم مصري خارج البلد في أى مهرجان، أو عرضه في قاعات السينما خارج مصر تمثيل لكل المصريين ولحضاراتهم .

·     “هرج ومرج” الذي ظل لفترة طويلة معلقاً بعدما رفضته الرقابة على المصنفات الفنية في مصر قبل ثورة “25 يناير”، خيّب آمال الذين قصدوه، ماردك؟

- العمل يسلط الضوء على وضع يزداد انغلاقاً وانعزالاً من خلال حكاية الشباب الذين يلعبون كرة القدم .

·        إذا كان الأمر كذلك، فلماذا رفضته الرقابة على المصنفات الفنية؟

- الرقابة في عهد مبارك كانت وظيفتها الرفض لأن القائمين عليها كانوا يؤمنون بنظرية المؤامرة حتى في الحوارات التي كنا نجريها معهم .

·        وماذا ترى الوضع الآن؟

- لم أعد أرى شيئاً لوجود قتامة شديدة ربما لا أستطيع الحديث عنها .

·        وماهو حال السينما الآن؟

- السينما تتدهور بصورة كبيرة جداً .

·        قيل إن فترة تجهيزه وصلت إلى ست سنوات؟

- هذا الكلام صحيح لأني أعمل بطريقة تختلف عن الآخرين وهي التدقيق، وأيضا أسهم رفض الرقابة في إطالة المدة .

الخليج الإماراتية في

17/12/2012

 

"دعاء . . عزيزة" يوثق رحلة متعاكسة الأهداف لفتاتين مصريتين

سعد هندواي: الحياد غير موجود في السينما

حوار: رفيف الخليل

عاد المخرج المصري سعد هندواي إلى مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة بفيلمه الوثائقي: “دعاء . .عزيزة” الذي عرض أول مرة عالمياً، ومن خلال الغوص في عالم الفتاتين المصريتين دعاء وعزيزة تفرز قراراتهم أسئلة عديدة وضعت المخرج في صراع داخلي وفضول جعله يصور الفيلم على مراحل متقطعة في 7 سنين . حول الفيلم وأبعاده وأصداء العرض في المهرجان كان هذا الحوار .

·     “دعاء . . .عزيزة” هو فيلمك الوثائقي الذي تم عرضه أول مرة في مهرجان دبي، كيف كانت أصداء العرض وما دور المهرجان؟

- علاقتي بمهرجان دبي وطيدة فأنا حاضر مع فعالياته منذ أول دورة له، إضافة إلى أن سمعته العالمية هي مكسب لأي صانع سينما والدعم الموجه للسينمائيين العرب هو بادرة لا توجد في المهرجانات الأخرى، وهذا الفيلم الوثائقي هو ثمرة دعم برنامج “إنجاز” التابع لمهرجان دبي ومشاركتي كانت فرصة ذهبية لمتابعة جديد الأفلام السينمائية العالمية والعربية وليس بهدف انتظار جائزة ما . وإلى الآن كل ردود الفعل حول فيلم “دعاء . . عزيزة” إيجابية وحقيقة أسأل الناس كثيراً عن آرائهم وملاحظاتهم .

·     عبر الفيلم عن رحلة فتاتين مصريتين تتعاكس قراراتهما في الحياة ما المقصود من تسليط الضوء على تفاصيل قصتهما؟

- بداية، كان هدفي من طرح هذا الموضوع ترك القصة أمام المشاهد الذي سيتفاعل معها بحسب نظرته وتعاطفه وإدراكه لقصة دعاء الفتاة التي ولدت في فرنسا وتربت فيها وتقرر بعدما تكبر أن تعود إلى مصر مع أن وضعها الوظيفي والمعيشي جيد، أما عزيزة فقد قررت أن تهاجر من مصر إلى فرنسا مع أنها تعمل بوظيفة جيدة في مصر، وكليهما في رحلتين متعاكستين لكل منهما تفكيرها وأهدافها وظروفها العائلية والنفسية، وتوثيق هذه التفاصيل فتح أمامي تساؤلات عدة حول قرارت كل واحدة منهن، هل السفر والتغيير لأجل البحث عن المستقبل أو الحب أو الذات؟

·        وهل استدعى تحضير وتوثيق سير قرارتهما وقتاً طويلاً لإنهاء تصوير الفيلم؟

- العملية لم تكن سهلة أبداً وفضولي هو من كان الدافع الأكبر لي لأنني كنت أحتاج إلى أن يمضي الوقت بهما وأعرف إلى أين سيصلان في التفكير وكيف ستتحول حياة كل منهما وأي الحياتين هي الأفضل لهما، وهذا ما استدعى التصوير منذ عام 2005 على مراحل متقطعة .

·        ألم ترهق من النفس الطويل لإعداد هذا العمل وترجمته سينمائياً؟

- بالطبع كان عملاً مرهقاً فالتصوير تم بين مصر وفرنسا والصعوبة هي أنني لعبت كل الأدوار في الفيلم فأنا المخرج والمصور والمنتج، وكان لا بد من حمل معدات التصوير وأدوات الصوت وتنسيق مواقع التصوير وترتيب الحوار بين الفتاتين .

·        وكيف كان تعامل دعاء وعزيزة أمام الكاميرا خاصة أنهما يكشفان خصوصيات حياتهما؟

- كما قلت لك علاقة الصداقة بيننا سهلت تعاملهما أمام الكاميرا، فلكل واحدة منهما شخصيتها لكن الجرأة والصراحة والصدق كان يغلف أحاديثهما، خاصة أن الحوارات كانت تتطرق إلى أدق التفاصيل في حياتهما وتجاربهما الفاشلة والناجحة وأجواء الأسرة والعراقيل النفسية والاحتماعية لكل منهما .

·        وثائقية الفيلم هل تقودك إلى الحياد التام ونقل القصة كما هي في الواقع؟

- الحياد غير موجود في أي نوع من السينما في الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة منها أو القصيرة، فلابد من تدخلات يضعها صانع الفيلم لا تبعد المشاهد عن واقعية القصة لكن بالنسبة إلي كان صراعي الداخلي حول قصتهما حاضراً في فنية الطرح ولغة الفيلم التوثيقية، وهذا الأسلوب لا بد منه في كل الأعمال السينمائية .

·        كيف ترى حال السينما العربية وواقعها المعاصر؟

- أنا متفائل جداً بمستوى السينما العربية على مستوى الكم والنوع، فلو تحدثنا عن منطقة المغرب العربي في تونس والجزائر والمغرب هناك تجارب سينمائية غنية ومؤثرة إلى أبعد الحدود الأمر الذي أشركها كبرى المهرجانات العالمية بالرغم من أن الإنتاج فيها قليل لكنها موجودة وشديدة التأثير، وكذلك الحال في الإمارات شهد المهرجان تجارب مخرجين شباب في الأفلام القصيرة جميلة جداً وتنبئ عن قدوم السينما الإماراتية بقوة .

الخليج الإماراتية في

17/12/2012

 

وعد محمد وعمرو واكد أحسن ممثلين

"وجدة" أفضل فيلم عربي طويل و"راس الغنم" يتفوق إماراتياً

دبي - محمد هجرس، باسل عبدالكريم

نال فيلم “وجدة” جائزة أفضل فيلم في مسابقة المهر العربي للأفلام الطويلة في ختام مهرجان دبي السينمائي الدولي وهو إنتاج سعودي إماراتي ألماني، فيما حصلت مخرجة الفيلم المصري “هرج ومرج” دينا فاروق، على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وحصلت الممثلة السعودية “وعد محمد” على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “وجدة”، وحصل على جائزة أفضل ممثل “عمرو واكد” عن دوره في فيلم “الشتا اللي فات”، وحصل على جائزة أفضل مخرج في المسابقة المخرج المغربي، كمال الماحوطي عن فيلم “خويا”، وحصلت الممثلة الكساندرا قهوجي على شهادة تقدير عن دورها في فيلم “مشوار” وهو من إنتاج سوري إماراتي ألماني فرنسي مشترك . وأقيم مساء أمس حفل ختام المهرجان بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم في مدينة جميرا بدبي .

وفي كلمته بحفل الختام الذي حضره محمد الشيباني، مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، قال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة: “بعد أشهر من العمل المضني قضيناها إعداداً وتنسيقاً على المستويين الفردي والمؤسسي، جاءت نتائج دورة المهرجان التاسعة كما خطّطنا لها، فأيام المهرجان الثمانية لم تقتصر على عرض 158 فيلماً فقط، وإنما شهدت تنظيماً لجلسات تعارف ل 1700 شخصية سينمائية محترفة، وعرضنا أيضاً 330 فيلماً في “سوق الأفلام”، التي شهدت في الدورة التاسعة زيادة بنسبة 60% بالمقارنة مع الدورة الثامنة التي شهدت عرض 200 فيلم، إضافة إلى استضافتنا ل 24 ندوة وورشة عمل للمخرجين الصاعدين، إضافة إلى تقديم الدعم المالي للمخرجين أصحاب المواهب المتميزة، كما استضفنا نخبةً من المواهب المحلية والعالمية هنا في دبي، وذلك لأننا نهدف إلى الارتقاء بمعايير المناسبات الثقافية في المنطقة، وترسيخ مكانة المهرجان تظاهرةً سينمائية بمستوى عالمي” .

وأضاف: “لا يسعني في هذه المناسبة، ونحن نتطلّع إلى اختتام العقد الأول للمهرجان في دورته المقبلة، إلا أن أتوجّه بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يشمل المهرجان برعايته، والشكر موصول أيضاً إلى شركائنا رعاة الحدث، وخاصة مؤسسة دبي للاستثمار ورعاتنا المؤسسين، وإلى المتطوّعين الذين شاركونا هذا النجاح، والفرق العاملة على الأرض، الذين شكلوا خلية نشطة على مدار الساعة لخدمة الفعاليات والضيوف . وشكر خاص لممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، المحلية والعربية والعالمية، على ما بذلوه من جهد واضح أسهم في تعزيز الزخم والتغطية الإعلامية البناءة التي نتوقعها دائماً منهم” .

وفي ما يخص جائزة المهر الإماراتي، حصل على جائزة أفضل فيلم “راس الغنم” للمخرج جمعة السهلي، وجائزة أفضل مخرج، لكل من عبدالله الجنيبي وحميد العوضي عن فيلم “الطريق”، فيما حصد “دوربين” للمخرجة منى العلي جائزة لجنة التحكيم الخاصة .

وفي ما يتعلق بجائزة المهر العربي للأفلام القصيرة، حصل فيلم “نور” من مصر على الجائزة الأولى، وجائزة أفضل مخرج ذهبت للمخرج فيصل بوليفة عن فيلمه “اللعنة”، وحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة المخرج غسان كيروز عن فيلمه “خلفي شجر الزيتون” . أما الجائزة الأولى في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية فحصل عليها فيلم “السلحفاة التي فقدت درعها” - ألمانيا، وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى هند بوجمعة عن فيلمها “يا من عاش” من تونس، أما جائزة رئيس لجنة التحكيم الخاصة فذهبت إلى فرح قاسم عن فيلمها “أبي يشبه عبد الناصر” من لبنان، فيما حصد فيلم الفلسطيني “المتسللون” جائزة التحكيم الثانية .

وفي ما يتعلق بجائزة الوجوه المميزة التي يقدمها المهرجان سنوياً فذهبت إلى جين ويليامز . وللمرة الأولى قدم المهرجان جائزة تقدير خاصة لشخصية إماراتية عن دور في فيلم، وذهبت للممثل الإماراتي الواعد أحمد الظهوري عن دوره في مسلسل “السلحفاة” . وفي ما يتعلق بجائزة “إكسبو 2020” التي يقدمها المهرجان هذه السنة للجمهور، فذهبت الجائزة الأولى إلى فيلم الأنميشن “أرنست وسيليستين”، فيما ذهبت الثانية إلى المخرج الكردي كرزان قادر عن فيلمه “بيكاس” . أما جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما “فيبريسكي” للأفلام العربية القصيرة، فنالها عمرو عبدالهادي عن فيلم “حمى عائلية” من الأردن، بينما ذهبت جائزة الأفلام الوثائقية إلى الفيلم الفلسطيني “مستللون”، بيما حصد فيلم “يما” على جائزة النقاد للأفلام العربية الروائية .

وفي مسابقة المهر الآسيوي الإفريقي القصير قدم الناقد السينمائي مارك آدمز جائزة أفضل مخرج إلى نرجيزا ممتكولفا عن فيلم “الصمت” - قيرغيرستان، وكذلك جائزة التحكيم الخاصة، وجائزة أفضل فيلم إلى رزان يشلباش عن فيلم “الصمت” - تركيا .

وفي مسابقة المهر الآسيوي الإفريقي الوثائقي، قدمت المخرجة مي المصري شهادة تقدير إلى سورافسارانغي عن “تشار . . جزيرة محايدة” - الهند، وشهادة تقدير ثانية إلى موسكو كامويندو عن “الرفيق الرئيس” - زمبابوي، وجائزة أفضل مخرج إلى وانغ بينغ عن “ثلاث شقيقات” - فرنسا وهونغ كونغ.

وجائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى محسن أميريوسفي وبيروزكلانتاري عن “كهريزاك، أربع رؤى”- إيران، وجائزة أفضل فيلم الجائزة الثانية: نيشتاجين، تورستاينغرود، سينييه برايج سورنسون - عن غلابي غانغ الهند، النرويج، الدنمارك .

جوائز المهر الآسيوي الإفريقي للفيلم الروائي الطويل قدمها المخرج والروائي رئيس لجنة التحكيم لي جان دونغ، وهي شهادة تقدير أولاً، نالها فيلم تلفزيون من بنغلاديش، وجوائز أفضل ممثلة لعايدة الكاشف عن “سفينة ثيزيوس” - الهند، وأفضل ممثل لانجين غونايدن عن فيلم “في الداخل” - تركيا، وأفضل مخرج لكيم كي دوك عن “بييتا” - كوريا الجنوبية .

وجائزة المهر الآسيوي الإفريقي الطويل قدمها رئيس لجنة التحكيم لي جانغ دونغ، وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب نيكولاس براكمان عن “وادي القديسين” - الهند، وجائزة أفضل فيلم لزكي ديميركوبوز عن فيلم “في الداخل” - تركيا .

الفائزون يعبرون عن فرحتهم بالجوائز

على هامش الحفل التقينا الفائزين، وسألناهم عن شعورهم بالجوائز التي حصدوها عن أعمالهم التي شاركوا بها في المهرجان، فعبروا عن سعادتهم بها، ومنهم الممثل والمخرج الإماراتي عبدالله الجنيبي الذي قال، رغم دموعه التي لم يستطع إخفاءها، إنه الآن يستطيع أن يقول عن نفسه إنه فنان، لأن أهم مهرجان سينمائي اعترف بموهبته التي يعمل على صقلها منذ مايقرب من خمس عشرة سنة، مشيراً إلى أن فيلم “الطريق” بداية حقيقية إلى الوقوف على طريق العالمية .

في ما قالت المخرجة الإماراتية مني العلي إنها لا تملك سوى الفخر بإماراتيتها التي جاءت بالعالم إلى دبي الساحرة . وأكد المخرج الإماراتي عبدالله السهلي أنه كان يتوقع أن يفوز باحدى جوائز المهرجان، لأنه من الفنانين الذين يؤمنون بكل ما يقدمونه، و”رأس الغنم” حكاية من قلب الحياة المحلية .

وقال الفنان المصري عمر واكد إنه يهدي جائزته إلى أمه التي كانت سبباً في وجوده ونجاحه، مشيراً إلى اعتزازه بوطنه الثاني الإمارات . وعبر المخرج المغربي كمال الماحوطي عن سعادته الكبيرة بجائزته التي لم يكن يتوقعها، لإيمانه بوجود أعمال روائية من مصر رائدة في صناعة السينما في المنطقة العربية، لكن المهرجان فاجأه هذه الليلة التي لن ينساها في حياته .

ولفتت المخرجة اللبنانية فرح قاسم إلى أن شهادة التقدير التي حصدتها عن “أبي يشبه عبدالناصر”، أهم ما أنجزته خلال مسيرتها القصيرة في المجال الفني، لذلك تقدم الشكر للمهرجان ولدبي التي تقف بجانب الابداع وأهله .

وقالت المخرجة السعودية هيفاء منصور إنها كانت تحلم دوماً بالحضور إلى المهرجان بفيلم قصير لإحساسها بقيمة وعظمة هذا المهرجان الذي أعطاها جائزة لم تكن تحلم بها أبداً، مؤكدة أنها تتمنى أن تكون على قدر تلك المسؤولية التي حملها لها “دبي السينمائي” . وفي فرحة كبيرة اعتبرت الممثلة والطفلة وعد محمد من السعودية الجائزة بدايتها الحقيقية نحو الفن الذي لم تكن صورته مكتملة في ذهنها .

الخليج الإماراتية في

17/12/2012

 

"موسم حصاد" يطرح حكايات من 4 دول عربية

دبي - “الخليج

“الهوية هي ما نورث لا ما نرث ما نخترع لا ما نتذكر”، كلمات للشاعر الفلسطيني محمود درويش يجيب فيها عن سؤال الهوية الذي حيرة هو وجيله، وهو ما انطلق منه فيلم “موسم حصاد” الذي شارك في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية في المهرجان، وهو لأربعة مخرجين من أربع دول عربية هم ميس دروزة من الأردن، وسامح زعبي من فلسطين، وأريج سحيرى من تونس، ونسيم أمعوش من الجزائر، ولا يزيد عمرهم عن الثلاثين، وانطلقوا في الفيلم يحكون قصصهم التي اختلفت، لكنها كانت تصب في النهاية في البحث عن الجذور، خصوصاً أنهم من العرب الذين يعيشون في أوروبا، فقدموا صورة حساسة جداً عن العالم العربي وقلقهم الذي يعيش في صدورهم .

والهدف من الفيلم هو دفع الناس إلى الخروج من حالة الصمت التي يعيشونها، وايمانهم دائماً بأن مايحدث لهم يعبر عن حالة العجز التي يعيشونها وتم تصوير الفيلم في نفس الدول التي منها المخرجون المشاركون فيه بحكاياتهم إضافة إلى فرنسا، وهو انتاج أخرجه رائد أنضوني، وبالمير بادينييه، وسيناريو سامح الزعبي، وموسيقا محسن صبحي، ومونتاج غلاديس جوجو . التقينا بعض هؤلاء داخل المهرجان وتحدثنا معهم حول الفيلم، في البداية قال رائد أنضوني إنهم انطلقوا إلى فكرة الفيلم من شعر محمود درويش الذي يطرح سؤال الهوية وأصبح الجيل الجديد يطرحها على نفسه لذلك طلبوا من هذا الجيل اختراع قصص عائلية من داخل أسرهم تدور حول الهوية وكان ذلك في الجزائر وتونس وفلسطين والأردن، وهذه القصص ذاتية جداً ولم يهمهم أن تكون مهتمة بالدولة نفسها وإنما كان الاهتمام بالعمل السينمائي فقط، لعدم ايمانهم بالفواصل والحدود السياسية التي تفصل الشعوب عن بعضها، مؤكداً انهم يهدفون من القصة إثارة سؤال الهوية بقوة وإعادته إلى العقول مرة أخرى لأنه سؤال سيبقى متوارثاً جيل وراء آخر .

وهنا تتدخل أريج سحيرى لتقول: إنها انطلقت في حكايتها منطلق أنها فتاة لا تملك من الدنيا أي شيء مادى يمكن أن تورثه، ولا تملك سوى سؤال الهوية من هي وأين جذورها؟ وعندما تقوم الثورة التونسية ويرحل زين العابدين تفاجأ باختفاء والدها من فرنسا البلد الذى عاش فيه وولدت فيه، وتبدأ البحث عنه وتقرر الذهاب إلى تونس للتفتيش عنه، وهناك تكتشف وجوده لكنها تجده شخصاً آخر غير الذي عرفته فهي ترى طفولته والأماكن التي ولد ولعب فيها والناس الذين يحبهم ويحبونه، فوجدت أنها تكتشف هويتها الحقيقية، وهو اكتشاف حقيقي له ما يبرره لأنها تعيش في وطن آخر ولدت فيه، مؤكدة أن كل شخصية تحكي عن نفسها من دون ملل منها ومن المتلقي لأن اكتشاف الأصول والجذور هما الهوية الحقيقية وتأكيد أن الإنسان مهما ابتعد عن الأرض لابد ان يعود حتى ولو صدفة .

وتشير بالميغ بادنسي انها عملت من قبل في التصميم الفني في الأفلام الوثائقية ودخلت مجال الانتاج في الأفلام العربية لأنها تعشق الحضارة العربية وقيمها ومبادئها التي تتمني ان تسود كل الدنيا وهو ما دفعها إلى تعلم اللغة العربية من أجل القراءة عن تلك الحضارة، مشيرة إلى قدرتها على انتاج المزيد من الأعمال العربية بهدف إبراز هذه الحضارة العظيمة، بشرط أن تكون هناك مشاركات كما في هذا الفيلم الذى شاركت في انتاجه مع فلسطين وانجاز وآفاق .

وأوضحت أنها رغم اقامتها في فرنسا إلا أن علاقتها قوية بالعالم العربي من خلال المجال الفني الذى أحبته بصورة كبيرة، مرجعة هذا الحب إلى ايمانها بأن العرب هم أصل جذور هذا العالم، مشيرة إلى أنهم في هذا العمل أرادوا تأكيد أن العمل الوثائقي قد يكون أجمل من العمل الروائي لأنه يعبر عن الناس ويدفعهم إلى التفتيش في الذاكرة لاخراج افراحهم وأحزانهم .

ويؤكد رائد انضوني انه فيلم يشاهد في كل العالم لأنه لا يرتبط بمكان لكنه يتحدث عن الهوية والجذور بدليل أن أريج اكتشفت نفسها فترة البحث عن والدها، مؤكداً أنهم عانوا كثيراً في تصوير الفيلم لكنهم يعتبرون هذه المعاناه أجمل ما في حياتهم لأنهم يهدفون من وراء هذا العمل البحث عن أشياء رغم وجودها في داخلنا إلا أننا افتقدناها وهي فكرة ربما تخبو فترة لكنها سرعان ما تعود من جديد .

مخرج مغربي شارك بفيلم "زيرو"

يونس البواب: البسطاء أحلامهم صغيرة

دبي - “الخليج

النجم المغربي يونس البواب من الشباب الذين ظهروا مؤخراً في السينما المغربية، وله العديد من الأعمال منها “الطريق إلى كابول”، وهو عمل روائي طويل نال الإعجاب، بجانب أفلام قصيرة لم يكن لها أي علامة في حياته، كما قام بكتابة عملين في الدراما التلفزيونية، ثم عرضهما خلال الموسم الرمضاني الماضي، يقول يونس إنه درس الفلسفة في فرنسا التي حصل منها على دورات في كتابة السيناريو، والتحق بدراسة الإخراج السينمائى لكنه لم يكمله، لأنه قرر العودة إلى المغرب للبدء في مشروعه السينمائى، لإيمانه بأن عليه دوراً كبيراً للنهوض بالسينما المغربية التي تمتلك العديد من المقومات، لكنها تفتقر إلى الإرادة البشرية، مشيراً إلى أن السنوات القليلة المقبلة سوف تكون هناك سينما مغربية يسعى المشاهد العربي لمشاهدتها في قاعات العرض في بلدانهم .

التقينا يونس البواب في أثناء وجوده في مهرجان دبي السينمائي الدولي لمتابعة فيلم “زيرو” الذي يقوم ببطولته، وشارك في مسابقة المهر العربي الطويل، وتدور قصته حول ضابط شرطة في الثلاثينات من عمره محاصر بالضياع، ويشير البواب إلى أنه أدى هذه الشخصية بعد معاناة شديدة، لأن صاحبها “أمين برطال” الملقب بزيرو، يرى نفسه معادلة صعبة في الحياة، ومن هنا أطلق عليه هذا اللقب، وهو يهيم على وجهه في الحياة، محاصر بالضياع، لأنه يرى الفساد يحاصره من كل جانب، حتى في مرؤوسيه، ما يثقل كاهله، إضافة إلى معاناته من والده المعاصر الذي يتولى رعايته والذي يسبه ويوبخه كل يوم، وحين يحتاج إلى المال يقوم بالنصب مع حبيبته “ميمي” على الباحثين عن المتعة، فيلتقي بتقاطع آخر مع الأم التي تبحث عن ابنتها التي غرر بها، ما يجعله رقماً صعباً في حياة لا تعرف الرحمة .

وأضاف: تم اختيار رقم صفر الذي تحول إلى “زيرو” للفيلم لأن البطل يتحول في النهاية إلى ما يشبه الصفر لم يحقق شيئاً فتحول بذلك إلى أنه لا يعني شيء .

وعن الجديد في الدور الذي يؤديه أوضح أنها شخصية غريبة عليه ربما قرأ عنها في بعض الروايات، وفي الوقت نفسه لم يحلم بأن يقوم بأدائها، لكنها جاءته فجأة عندما عرض المخرج والكاتب نور الدين لخمارى النص الذي قرأه وأعجب به، ووجد أن الدور رائع لأن صاحبه مغلوب على أمره كل الوقت ويشعر بالضعف من قبل المسؤولين عنه، ومن أسرته أيضاً، ويجرب الهروب من واقعه لكنه يفشل، فيقرر نسيان نفسه عن طريق تعاطي المشروبات الكحولية، ويبقى يفكر في تغيير حياته عن طريق القيام بعمل شيء خارق للحياة ليكون عظيماً أمام حبيبته التي يعتبرها طاقة أمل في حياته، ليخرج من عثراته، لكن إحساسه بالضعف يجره للخلف .

وعن علاقته بالمخرج والأبطال أشار إلى أنه غير مرتبط بصداقة بأحد، لكنه على اتصال دائم بالجميع، ودائماً يشعر كل واحد منهم بأنه الأقرب إليه، وهي فلسفة في حياته يحاول الحفاظ عليها، لإيمانه بأن لا يقترب ولا يبتعد حتى يكسب الجميع، ويحقق النجاح، ولفت إلى أن علاقته ربما تكون لها خصوصية مع الفنانة زينب سمارة، والفنان محمد مجد اللذين شاركاه البطولة في الفيلم، ويعتقد أن طول العمل مع الزملاء لفترات طويلة، يخلق نوعاً من الصداقة الجميلة التي تعتمد على الاحترام وكثرة السؤال عن الأحوال، وأحياناً الإشادة في بعض البرامج الحوارية في القنوات الفضائية، وهي ميزة جميلة خصوصاً في الأجيال القديمة، ويفتقدها الجيل الجديد الذي ينتمي إليه .

ولفت إلى أن الهدف من الفيلم هو كشف الذين يعيشون ويصنعون حياتهم على حساب معاناة الناس العادية من خلال شخصية ضابط الشرطة، الذي يعاني حتى من علاقته بالفتاة التي يحبها ويحلم بعمل شيء كبير من أجلها .

وهنا نتدخل ونسأله عن سبب اختيار الضابط كرمز للضعف والاستسلام رغم أنه يمتلك السلطة، فقال اختيار الضابط رغم امتلاكه السلطة جاء لتأكيد الفساد من داخل السلطة نفسها، لأن الجميع يعرف أن الناس العادية أحلامها بسيطة جداً تنحصر في الأمان ولقمة العيش بعيداً عن الصحة والتعليم، إضافة إلى أن الفيلم لم يظهر الضابط صاحب قوة إلا في أحلامه التي تسيطر عليه وقت تعاطيه الشراب، لكن سرعان ما تطغي صورة حبيبته، وهو تأكيد على أن الحب يطهر الشخص من كل الأشياء التي يرتكبها البشر، وطوال المشاهد لم يرتكب الضابط أي خطيئة، والخطيئة الوحيدة التي قام بها هي اتفاقه مع حبيبته بالنصب على الناس الأغنياء الذين يسعون للمتعة فقط، ويعتقد أنه فعل أكبر شيء في حياته، فبعد أن كان يفكر في عمل شيء كبير، يفعل أدنى الأشياء، وهي تأكيد أيضاً على أن البسطاء أحلامهم دائماً صغيرة، وأحياناً تؤدي بهم إلى السجن .

الخليج الإماراتية في

17/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)