حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دبي السينمائي الدولي التاسع ـ 2012

انتصار كبير للسينما المصرية فى مهرجان دبى بفوز نادين خان وعمرو واكد وأحمد إبراهيم

بقلم   سمير فريد

فازت السينما المصرية بأكبر عدد من جوائز المسابقات العربية الثلاث فى مهرجان دبى السينمائى الدولى التاسع التى أعلنت يوم الأحد الماضى، وعددها ١١ جائزة، وذلك عن ثلاثة أفلام من الإنتاج المستقل.

فى مسابقة الأفلام القصيرة فاز «نور» إخراج أحمد إبراهيم بجائزة أحسن فيلم وقدرها ٣٠ ألف دولار، وكان قد عرض لأول مرة فى مهرجان «لقاء الصورة» بالقاهرة الذى ينظمه المركز الثقافى الفرنسى فى إبريل من كل عام، وفى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فاز «هرج ومرج» إخراج نادين خان بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وقدرها ٤٠ ألف دولار، وكان المهرجان قد شهد العرض العالمى الأول للفيلم، وفاز عمرو واكد بجائزة أحسن ممثل عن دوره فى «الشتا اللى فات» إخراج إبراهيم البطوط الذى عرض لأول مرة فى مهرجان فينسيا فى سبتمبر، وكان فيلم افتتاح مهرجان القاهرة فى نوفمبر، والقيمة المالية للجائزة ٨ آلاف دولار.

وبهذا الفوز تؤكد السينما المصرية المستقلة أنها السينما القادرة على تمثيل مصر فى المهرجانات السينمائية الدولية سواء فى العالم العربى أو فى أوروبا والعالم كله، وكان مهرجان دبى شهد أيضاً من الإنتاج المستقل عرض «موندوج» إخراج خيرى بشارة فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و«دعاء عزيزة» إخراج سعد هنداوى فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة.

عام المخرجات

أعلن «هرج ومرج» إخراج نادين خان عن مولد موهبة كبيرة تساهم بقوة فى صنع مستقبل السينما فى مصر، تماماً كما أعلن «الخروج إلى النهار» إخراج هالة لطفى عن مولد موهبة كبيرة أخرى فى مهرجان أبوظبى فى أكتوبر، حيث عرض لأول مرة، حيث فاز فى أبوظبى كما فاز فى مهرجان قرطاج فى نوفمبر، واختير للعرض فى مهرجان برلين فى فبراير المقبل، أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة التى ترسم خريطة السينما العالمية كل سنة مع مهرجان كان ومهرجان فينسيا، وفى نوفمبر أيضاً أعلن «عشم» إخراج ماجى مرجان عن مولد موهبة كبيرة ثالثة عندما عُرض لأول مرة فى مهرجان الدوحة. والأفلام الثلاثة الأولى الطويلة للمخرجات بعد إخراج عدة أفلام قصيرة، وكلها من الإنتاج المستقل، وكلهن من جيل العقد الأول من القرن الميلادى الجديد الذى صنع ثورة ٢٥ يناير، وينقل الثورة إلى السينما أيضاً.

وإذا أضفنا فوز السعودية هيفاء المنصور بجائزة أحسن فيلم فى مهرجان دبى عن فيلمها الروائى الطويل الأول «وجده» الذى عرض لأول مرة فى مهرجان فينسيا، والذى فاز أيضاً بجائزة أحسن ممثلة (وعد محمد)، وفوز الفلسطينية بارى القلقيلى بجائزة أحسن فيلم تسجيلى طويل عن «السلحفاة التى فقدت درعها»، وفوز التونسية هند بوجمعة بجائزة أحسن إخراج لفيلم تسجيلى طويل عن «يامن عاش» الذى عرض لأول مرة فى مهرجان فينسيا، وفوز اللبنانية باسكال أبوجمرة بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مسابقة الأفلام القصيرة عن «خلف شجرة الزيتون» الذى عرض لأول مرة فى مهرجان كان، يكون عام ٢٠١٢ هو عام المخرجات على الصعيد العربى أيضاً.

النقاد ينصفون «يما»

وفى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فاز المغربى كمال الماحوطى بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه الفرنسى «خويا»، وفى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة الفلسطينى خالد جراء عن «متسللون» الذى فاز أيضاً بجائزة الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسى)، وفى مسابقة الأفلام القصيرة فاز المغربى فيصل بوليفة بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه البريطانى «اللعنة». وكل جوائز المسابقات العربية الثلاث للأفلام القصيرة والأفلام الطويلة الروائية والتسجيلية ذهبت إلى الجديرين بها ماعدا جائزتى أحسن إخراج وأحسن ممثلة من بين جوائز الأفلام الروائية الطويلة فى رأى كاتب هذه السطور بالطبع، فقد كان المغربى نورالدين لخمارى الأجدر بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه «زيرو»، وكانت الجزائرية جميلة صحراوى الأجدر بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم «يما»، الذى قامت بإخراجه أيضاً، وقد أنصف النقاد الفيلم الذى عرض لأول مرة فى مهرجان فينسيا بفوزه بجائزة «فيبريسى».

وفاز الفيلم الأردنى «حمى عائلية» إخراج عمرو عبدالهادى بجائزة «فيبريسى» لأحسن فيلم عربى قصير، وكان من اللافت فى مهرجان دبى عرض فيلمين من الأردن فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، هما «على مد البصر» إخراج أصيل منصور، «ولما ضحكت موناليزا» إخراج فادى حداد، تماماً كما عرض فيلمان من المغرب والجزائر، وإنتاج فيلمين روائيين طويلين فى الأردن فى سنة واحدة دليل على أن هناك سينما تولد فى ذلك البلد بفضل سياسة ثقافية جديدة وفاعلة.

المصري اليوم في

20/12/2012

«هرج ومرج» يعلن مولد موهبة كبيرة

بقلم   سمير فريد 

تم أمس الأول إعلان جوائز مهرجان دبى السينمائى الدولى التاسع بعد دورة حقق فيها المهرجان الأعرق فى الخليج المزيد من التطور والنجاح، حيث شهد عرض مجموعة كبيرة من أهم الأفلام العالمية والعربية هذا العام.

قرر الجوائز ١٩ محكماً فى ٥ لجان تحكيم، هى لجنة تحكيم مسابقات الأفلام القصيرة الثلاث «الآسيوية والأفريقية والعربية والإماراتية»، التى يرأسها الناقد البريطانى مارك آدامز، وتشترك فى عضويتها الممثلة الهندية فريدا بينتو، التى لمعت فى الفيلم الشهير «مليونير العشوائيات»، إخراج دانى بويل، والمخرجة الإماراتية نايلة الخاجة، ولجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة التى يرأسها المخرج البرازيلى برونو باريتو، ويشترك فى عضويتها الناقد الأردنى الكبير عدنان مدانات، والمخرجة التونسية الكبيرة مفيدة التلاتلى، والناقد النمساوى مارتين شويجوفر، والممثل المصرى آسر ياسين.

وبينما يرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الآسيوية والأفريقية الروائية المخرج شانج - دونج لى، من كوريا الجنوبية، يشترك فى عضوية اللجنة الباحثة التركية عزيزة فان، ومدير التصوير النيجيرى توندى كيلانى، والممثلة الإيرانية فاطمة معتمد آريا، والممثلة الأسترالية كيرى فوكس، ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية التسجيلية المخرج البريطانى الكبير مايكل أبتد الذى كرم فى افتتاح المهرجان، ويشترك فى عضويتها المخرجة الفلسطينية عزة الحسن، والناقد الأيرلندى كريس فوجيوارا، وترأس المخرجة الفلسطينية الكبيرة مى المصرى لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الآسيوية والأفريقية التسجيلية، ويشترك فى عضويتها المخرج كيم دونج وون، من كوريا الجنوبية، والمخرجة الألمانية بيتينا بلامر.وهناك لجنتا تحكيم للاتحاد الدولى للنقاد «فيبريسى» للأفلام الروائية، ويشترك فيها الناقد العراقى زياد الخزاعى، والأخرى للأفلام التسجيلية، ويشترك فيها الناقد المصرى طارق الشناوى.

شهد المهرجان عرض ٥ أفلام مصرية، ثلاثة فى مسابقة الأفلام العربية الروائية «موندوج»، إخراج خيرى بشارة، و«الشتا اللى فات»، إخراج إبراهيم البطوط، و«هرج ومرج»، إخراج نادين خان، وفيلم فى مسابقة الأفلام العربية التسجيلية «دعاء عزيزة»، إخراج سعد هنداوى، وفيلم فى مسابقة الأفلام العربية القصيرة «نور»، إخراج أحمد إبراهيم، الذى سبق أن فاز بجائزة الجمهور فى مهرجان «لقاء الصورة» الذى نظمه المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة فى إبريل الماضى.

«الشتا اللى فات» من الأفلام العربية القليلة التى عرضت لأول مرة فى أحد المهرجانات الكبرى هذا العام، وهو مهرجان فينسيا «انظر تغطية (المصرى اليوم) للمهرجان»، أما فيلما خيرى بشارة ونادين خان، فقد شهد «دبى» العرض العالمى الأول للفيلمين، وبينما جاء فيلم المخرج الكبير خيرى بشارة بعد غياب طويل، تجربه جديدة لكنها غير موفقة، أعلن فيلم نادين خان عن مولد موهبة كبيرة تساهم بقوة وأصالة فى صنع مستقبل السينما فى مصر، تماماً كما أعلن مهرجان أبوظبى فى أكتوبر عن مولد هالة لطفى فى فيلمها «الخروج إلى النهار»، الذى فاز فى أبوظبى، كما فاز فى قرطاج فى نوفمبر، واختير للعرض فى مهرجان برلين المقبل، أحد المهرجانات الثلاثة الكبرى التى ترسم خريطة السينما العالمية مع مهرجان كان ومهرجان فينسيا.

وعندما نضيف إعلان مهرجان الدوحة فى نوفمبر عن مولد ماجى مرجان فى فيلمها الروائى الطويل الأول أيضاً «عشم»، تصبح سنة ٢٠١٢ بالنسبة للسينما المصرية سنة المخرجات بامتياز، ويجمع بين الأفلام الثلاثة أنها من السينما المستقلة ذات التكاليف القليلة والقيمة الفنية الكبيرة، وأن المخرجات الثلاث يصنعن أفلامهن الطويلة الأولى بعد إخراج أفلام قصيرة متميزة سنوات طويلة. إنه جيل العقد الأول من القرن الجديد الذى يصنع المستقبل، كما صنع ثورة ٢٥ يناير.

بفضل ترشيحات مبرمج الأفلام العربية فى المهرجان الخبير العراقى عرفان رشيد، واختيارات مدير المهرجان الخبير الإماراتى مسعود أمرالله آل على، أصبح مهرجان دبى موعداً لا غنى عنه لوضع خريطة السينما العربية كل سنة، ورغم المنافسة مع المهرجانات الأخرى التى تنعقد قبله من أبوظبى إلى مراكش، ومن الدوحة إلى القاهرة، شهد المهرجان عرض أكبر عدد من أهم الأفلام العربية عام ٢٠١٢، وبعضها الأهم على الإطلاق فى بلاده، مثل «يا أمى» إخراج جميلة صحراوى، و«زبانا» إخراج سعيد ولد خدينة من الجزائر، و«الصدمة» إخراج زياد دويرى من لبنان، و«زيرو» إخراج نور الدين لخمارى من المغرب، و«الصدفة» إخراج خديجة السلامى من اليمن، و«وجده» إخراج هيفاء المنصور من السعودية، و«أرض الحكاية» إخراج رشيد مشهراوى من فلسطين، و«حكايات حقيقية» إخراج نضال حسن من سوريا، و«مطر وشيك» إخراج حيدر رشيد من العراق، و«نسمة الليل»، إخراج حميدة الباهى من تونس.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

18/12/2012

 

سينمائيون لا يرضون بالنتائج ومنافسة على القيمة المالية للجوائز

تشريح المجتمعات العربية ورواية الاستبداد في مهرجان دبي السينمائي

دبي ـ نديم جرجوره 

انتهت المنافسة. بالنسبة إلى سينمائيين عديدين، كل مهرجان يعني تنافساً. يزداد التنافس قسوة وحدّة، إذا ترافقت الجوائز بمبالغ مالية. الجوائز المعنوية تحرّض على تنافس حاد. ارتباطها بمهرجانات عريقة، كـ«كانّ» و«برلين» و«البندقية»، يُزيد من حدّتها، كون المشاركة في أحد هذه المهرجانات كفيلة بمنح المُشارك شهرة وتفوّقاً ما على زملاء المهنة. انتهت المنافسة. مساء أمس الأول الأحد، أُعلنت النتائج النهائية للمسابقات الرسمية الخاصّة بالدورة التاسعة لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي». لا يُمكن التعليق على قرارات لجان التحكيم. هذه متعلّقة بأمزجة معنيين بالفن السابع، وبهمومه وانشغالاته وطموحاته وانفعالاته. متعلّقة أيضاً بأحاسيس خاصّة بأعضاء لجان التحكيم تلك. بمناقشاتهم. بالتأثّرات التي تمنحها لهم مشاهدة الأفلام، والمناقشات اللاحقة

تنافس 

سينمائيون عديدون يُعلنون انزعاجهم من نتائج غير متلائمة وأمزجتهم. ينسى بعضهم أنه كان، ذات مرّة، عضواً في لجنة تحكيم. أو رئيس لجنة تحكيم. يريد المجد كلّه له وحده. لا ينظر إلى وقائع يُدركها تماماً. سينمائيون عديدون يظنّون أن الجائزة «تُخلّد» الفيلم ومخرجه. ينسون أن «المجد» الحقيقي للمخرج هو القيم المكوِّنة لفيلمه. أن «الخلود» الحقيقي للفيلم هو براعة مخرجه في جعله حاضراً دائماً في تاريخ السينما والشعوب والمجتمعات. أو في ذاكرة الأفراد والجماعات. يتناحرون مع بعضهم البعض، ربما لأن جوائز مهرجانات خليجية تُعادل مبالغ مالية يحتاجون إليها. «مهرجان دبي السينمائي الدولي» يمنح جوائز مالية للفائزين، أعلاها 50 ألف دولار أميركي ينالها منتج الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم في مسابقتي «المهر» العربي والآسيوي ـ الأفريقي. هذا مبلغ مطلوب من قبل سينمائيين عرب أو منتمين إلى دول العالم الثالث في القارتين الآسيوية والأفريقية، لأن بلادهم لا تمتلك بنى تحتية متكاملة في صناعة السينما. لأنهم يعانون الأمرّين قبل الحصول على ما يُعينهم على إنجاز أفلامهم

لكن هذا كلّه يجب ألاّ يدفعهم إلى توتر بغيض. سينمائيون عرب آخرون لا يأبهون. الانزعاج سمة إنسانية عادية. ما من أحد لا ينزعج من فشل أو هزيمة. ما من أحد ينظر بعين ناقدة إلى نتاجه. كل واحد يرى صواباً مطلقاً في نتاجاته. في آلية صناعة نتاجاته. في أسئلته المطروحة في نتاجاته. لكن، هناك عديدون لا يأبهون. هناك عديدون يقدرون على إظهار قَدَر كبير من قوّة المصالحة مع الذات. أو من قوّة القناعة الحقيقية بأن الأهمية الأولى كامنة في أنهم يُنجزون أفلاماً تقول شيئاً أو أكثر من ذواتهم وأفكارهم ورؤاهم وحساسياتهم

تساؤلات كهذه طُرحت إثر الإعلان عن نتائج المسابقات الرسمية الخاصّة بالدورة التاسعة للمهرجان الإماراتي. لعلّ هذا أمراً عادياً. غير أن سينمائيين عرباً يعجزون عن إخفاء أحقادهم، التي تظهر سريعاً عندما لا تجد أعمالهم، المثيرة لنقاشات لا تكون إيجابية كلّها، من يمنحها جائزة لا تستحقّها أصلاً، أو لا يرى أعضاء لجان التحكيم أنها تستحقّ تكريماً. اختيار الأفلام الفائزة حكرٌ على «مزاج» ثقافي وسينمائي وإنساني وأخلاقي خاصّ بكل عضو من أعضاء لجان التحكيم. النقاش بين هؤلاء كفيلٌ بالوصول بهم إلى نتائج نهائية قد لا تكون منسجمة مع السينمائيين جميعهم في الوقت نفسه

أياً يكن، بدت النتائج الخاصّة بمهرجان دبي مشابهة للجوائز الممنوحة لأفلام شاركت في دورات سابقة: الفوز لا يتلاءم، دائماً، مع رغبات نقّاد ومشاهدين وطموحاتهم. الفوز يذهب أحياناً إلى أفلام ينتقدها نقّاد، وينفضّ عنها مشاهدون عديدون. أو العكس. المشاهدون اختاروا فيلمين اثنين، في سابقة تُحسَب لمهرجان دبي. «تصويت الجمهور» بات سمة مهرجانات عديدة. الدورة التاسعة هذه نظّمت تصويتاً للمشاهدين منحت، بموجبه، «جائزة دبي إكسبو 2020 للجمهور». الفيلمان الفائزان هما: الفرنسي للأطفال «إرنست وسيليستين» لبنجامن رينير وفانسان باتار وستفان أوبييه، و«بيكاس» السويدي الإنتاج للمخرج الكردي العراقي كرزان قادر. الأول فيلم تحريك، رسم ملامح علاقة إنسانية غريبة بين دب وفأر. الثاني غوص إنساني في تداعيات المأزق الإنساني الكردي، أكان ذلك في زمن صدام حسين، أم بعده أم قبله. الأول منضو في عالم التحريك، بأداوته التعبيرية المختلفة. الثاني منبثق من واقع الألم والقهر والشقاء. فيلمان اثنان وجدا عند جمهور مهرجان دبي صدى واسعاً

نتائج 

النتائج النهائية توزّعت على أفلام عدّة. على مواضيع متناقضة، التقى بعضها عند السعي السينمائي إلى كشف المستور في حياة الإنسان الفرد، أو في علاقاته المرتبكة بمحيطين به، أو بأوجاعه الخاصّة. هذه أمثلة عربية على ما سبق ذكره: «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور، الفائز بجائزة أفضل فيلم (50 ألف دولار أميركي ذهبت إلى المنتجين رومان بول وغيرهارد ميكستر): محاولة لتشريح البناء الاجتماعي السعودي، من خلال قصص يومية عن الحياة النسائية في تلك المملكة. «هرج ومرج» للمصرية نادين خان، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة (40 ألف دولار أميركي ذهبت إلى المنتجة دينا فاروق من «ويكا فيلم للإنتاج والتوزيع»): محاولة سينمائية موفقة، بالنسبة إلى كونه أول فيلم روائي طويل لمخرجته، لتشريح بيئة إنسانية واجتماعية مصرية مقيمة في شقاء بدا كأنه أبدي. الجوائز الأخرى المنضوية في «المهر العربي» أيضاً توزّعت على: أفضل ممثلة (8 آلاف دولار أميركي) لوعد محمد عن دورها في «وجدة». أفضل ممثل (8 آلاف دولار أميركي) لعمرو واكد عن دوره في «الشتا إللي فات» لإبراهيم البطوط: دورٌ متماسك، جسّد شخصية شاب عانى القهر والتعذيب والإذلال في سجون السلطة الأمنية المصرية قبل عامين على اندلاع «ثورة 25 يناير» في مصر. غاص الفيلم في تشعّبات هذه الثورة. في تبلورها. في جذورها. في أسبابها. هذا كلّه في لغة سينمائية اعتمدت أدوات متواضعة في التعبير والبوح. في الفئة نفسها، مُنحت الممثلة ألكساندرا قهوجي «شهادة تقدير» عن دورها في «مشوار» للسوري ميّار الرومي: رحلة حب وجغرافيا وطبيعة بين دمشق وطهران عن طريق تركيا، من دون أدنى ملامسة للواقع السياسي

إلى ذلك، فاز «السلحفاة التي فقدت درعها» للألمانية الفلسطينية الأصل باري القلقيلي بجائزة «المهر العربي» كأفضل فيلم وثائقي (40 ألف دولار أميركي ذهبت إلى المنتج خالد قيصر)، و«متسلّلون» للفلسطيني خالد جرار بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة (30 ألف دولار أميركي ذهبت إلى المنتجين مهند يعقوبي وسامي سعيد). علماً أن التونسية هند بوجمعة فازت بجائزة أفضل مخرجة (15 ألف دولار أميركي) عن فيلمها «يا من عاش». بينما نالت اللبنانية فرح قاسم «شهادة تقدير» عن فيلمها الوثائقي «أبي يشبه عبد الناصر». هناك أيضاً جوائز «المهر العربي» للأفلام القصيرة: أفضل فيلم (30 ألف دولار أميركي) لـ«نور» للمصري أحمد إبراهيم (نالها المنتج موراي بارتلت). لجنة التحكيم الخاصّة (20 ألف دولار أميركي) لـ«خلفي شجر الزيتون» للّبنانية باسكال أبو جمرة (نالها المنتج غسان كيروز)، أفضل مخرج (10 آلاف دولار أميركي) للبريطاني المغربي الأصل فيصل بوليفة عن فيلمه «اللعنة». 

هناك أيضاً جوائز «الاتحاد الدولي للنقّاد»، التي توزّعت على أفضل فيلم روائي عربي قصير، نالها الفيلم الأردني «حُمَى عائلية» لعمرو عبد الهادي، وأفضل فيلم وثائقي عربي، نالها «متسلّلون» لخالد جرار، وأفضل فيلم روائي عربي طويل، نالها «يمّا» للجزائرية جميلة صحراوي.

السفير اللبنانية في

18/12/2012

اختتام «مهرجان دبي السينمائـي الدولـي»

دبي ـ نديم جرجوره

في ختام الدورة التاسعة لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي» مساء أمس، أُعلنت النتائج الرسمية للمسابقات المتنوّعة، التي تصدّرها الفيلم السعودي «وجدة» لهيفاء المنصور، بنيله جائزة «المهر العربي» في فئة الأفلام الطويلة، و«في الداخل» للتركي زكي ديمبركوبوز، بنيله جائزة «المهر الآسيوي الأفريقي» في الفئة نفسها

وكعادتها في كل عام، تتوزّع الجوائز على أفلام نالت إجماعاً داخل لجان التحكيم، وإن أثارت جدلاً في أوساط المشاهدين، الذين اختاروا فيلمين اثنين، في سابقة أولى في المهرجان: الفرنسي «إرنست وسيليسيتين» لبنجامن رينير وستفان أوبييه وفانسان باتار، و«بيكاس» للكــردي كرزان قادر.

في فئة الأفلام الروائية العربية، فاز الفيلم المصري «هرج، مرج» لنادين خان بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة، والمغربي كمال الحاطومي بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «خويا»، والصبيّة السعودية وعد محمد بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «وجدة»، والمصري عمرو واكد بجائزة أفضل ممثل عن دوره في «الشتا إللي فات» لإبراهيم البطوط

أما في فئة الأفلام الوثائقية العربية، ففاز التونسي هند بوجمعة بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «يا من عاش»، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصّة إلى «متسلّلون» للفلسطيني خالد جرار، الذي نال أيضاً جائزة «الاتحاد الدولي للنقّاد»، بينما توّج «السلحفاة التي فقدت درعها» لباري القلقيلي بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي

أما جوائز «المهر العربي» الخاصّة بالأفلام القصيرة، فكانت من نصيب: «اللعنة» لفيصل بوليفة (أفضل إخراج)، و«خلفي شجر الزيتون» للّبنانية باسكال أبو جمرة (لجنة التحكيم الخاصّة)، و«نور» للمصري أحمد إبراهيم (أفضل فيلم).

كما كرّم المهرجان «وجهاً مميّزاً» أغنى دوراته السابقة وساهم في نجاحه الدولي: جاين ويليامز، التي عملت ولا تزال تعمل في «السوق السينمائية» التابعة للمهرجان، والتي تُعتبر من أهمّ الفعاليات المرافقة للمهرجان في دوراته السنوية. في المقابل، منحت إدارة المهرجان الإماراتي أحمد الظهوري جائزة خاصّة عُرفت باسم «موهبة إماراتية»، في إطار الاهتمام المتـــزايد والفعّال للمهرجان إزاء النتاجات السينمائية الإماراتية.

السفير اللبنانية في

17/12/2012

 

 

جوائز مهرجان دبي تصنع تاريخاً للسينما والمرأة السعودية

عبدالستار ناجي  

نتائج جوائز مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته التاسعة جاءت لتصنع تاريخا حقيقيا من حيث الاختيارات والبصمات والعمل على تسليط الضوء على السينما السعودية وقضايا المرأة في المملكة الشقيقة من خلال ذلك الفوز المحجل الذي ناله فيلم «وجدة» لمخرجة هيفاء المنصور. ونستطيع التأكيد بان هذه الجوائز ستشكل منعطفا في مسيرة السينما السعودية على صعيد الدعم والاهتمام .

وكانت قد فازت أفلام تتناول القضية الفلسطينية و«الربيع العربي» وقضايا المرأة السعودية والعربية، بجوائز مهرجان دبي السينمائي في دورته التاسعة التي اختتمت فعالياتها مساء الاول الاحد بحضور حشد متميز من أهم المشاركين في هذا العرس السينمائي المهم.

وحصدت السعودية ومصر فلسطين والهند وفرنسا النصيب الاكبر من الجوائز التي وصلت الى 35 جائزة وشهادة تقدير يزيد مجموعها عن 575 ألف دولار.

وفاز الفيلم المصري «الشتا اللي فات» بجائزة أحسن ممثل وذهبت الى الفنان عمرو واكد الذي قال ارتجل كلمة قال فيها شكرا دبي شكرا دولة الامارات... تحيا مصر.

ويدور الفيلم «في الفترة ما بين عامي 2009 و2011، حول شاب يتم اعتقاله أكثر من مرة، الأولى بسبب اشتراكه في مظاهرات ضد اسرائيل، والثانية أثناء ثورة 25 يناير ويستعرض الفيلم ما دار في مصر بين هذين التاريخين، وحتى نجاح الثورة وتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك».

وفاز الفيلم السعودي الالماني «المشترك» «وجدة» بجائزة أفضل ممثلة وذهبت الى بطلته الطفلة الموهوبة وعد محمد، وفاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم روائي طويل.

وأبدت مخرجة العمل السعودية هيفاء المنصور سعادتها الشديدة لفوزها بالجائزة الكبرى في المهرجان، مشيرة الى انها كانت تحلم بالمشاركة بفيلم قصير في هذا المهرجان الدولي، معتبرة ان فوزها بهذه الجائزة يدعم السينما الخليجية.

والفيلم يتناول واقع المرأة السعودية وبعض القيود المفروضة عليها، من خلال قصة صبية سعودية تتمنى شراء دراجة هوائية، وفي سبيل تحقيق حلمها كانت تتاجر في أشياء محظورة في مدرستها، وحتى تكمل باقي ثمن الدراجة شاركت في مسابقة لحفظ القرآن وكان هذا الفيلم قد عرض في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في أغسطس الماضي وحصد كثير من الاهتمام .

وفاز فيلمان يتناولان القضية الفلسطينية، الاول يحمل عنوان «السلحفاة التي فقدت درعها» ونال جائزة أفضل فيلم في فئة «المهر العربي للأفلام الوثائقية» ويدور حول فتاة ألمانية تحاور والدها الفلسطيني المسكون بالعودة الى فلسطين.

والفيلم الثاني «متسللون» للمخرج خالد جرار الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، ويتناول «حياة الفلسطينيين وطرقهم وابتكاراتهم في التحايل على جدار الفصل العنصري الجاثم على صدورهم متتبعاً محاولات أفراد وجماعات البحث عن ثغرة فيه والتسلل من خلالها».

ومن أفلام «الربيع العربي» فاز فيلم «يا من عاش» للمخرجة هند بوجمعة بجائزة أفضل مخرج لفيلم وثائقي، ويدور حول «المتغيرات في تونس بعد الثورة ورحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي».

ونال جائزة أفضل مخرج للافلام الطويلة كمال الماحوطي، عن فيلمه الفرنسي المغربي «خويا»، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الروائية الطويلة الى الفيلم المصري «هرج ومرج» للمخرجة نادين خان، في أولى تجاربها الروائية الطويلة. وفي جوائز الافلام الاماراتية، فاز بجائز افضل مخرج، عبدالله الجنيبي وحميد العوضي عن فيلمها «الطريق» وفاز بجائزة أفضل فيلم «رأس الغنم» للمخرج جمعة السهلي. ونال جائزة أفضل فيلم في فئة «المهر العربي للأفلام القصيرة» فيلم «نور» للمخرج المصري المقيم في الولايات المتحدة أحمد ابراهيم. وفي فئة الافلام الآسيوية الافريقية القصيرة فاز فيلم «صمت» من قيرغيزستان بجائزة أفضل مخرج، ونالتها المخرجة نرجيزا ممتكولوفا، وفاز الفيلم التركي «صامت» بجائزة أفضل فيلم.

وفي فئة الافلام الآسيوية الافريقية الروائية فاز الفيلم التركي «في الداخل» بجائزة أفضل فيلم، وذهبت جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما الى الفيلم الجزائري الفرنسي الاماراتي «يما» بجائزة أفضل مخرج. وقال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة «بعد أشهر من العمل المضني جاءت نتائج دورة المهرجان التاسعة كما خططنا لها.. فأيام المهرجان الثماني لم تقتصر على عرض 158 فيلماً فقط، وانما شهدت تنظيماً لجلسات تعارف لـ 1700 شخصية سينمائية محترفة، وعرضنا أيضاً 330 فيلماً في في سوق الأفلام».

وجهة نظر

نجوم

عبدالستار ناجي

المتابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي، يلاحظ مساحة الحضور الإيجابي، لأبرز نجوم الحركة الفنية في الكويت، ونحن نتحدث هنا عن جيل الشباب على وجه الخصوص.

وقد حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على أن يتأكد ذلك الحضور على دفعتين، ففي حفل الافتتاح كان هناك عدد بارز من الأسماء من بينها فاطمة الصفي وشيماء علي وحمد العماني وعبير الجندي وهيا عبدالسلام ومحمود وعبدالله البلوشي.

وفي حفل الاختتام، كان هناك جمال الردهان وابراهيم الحربي وباسمة حمادة وفيصل العميري وصمود وشهد الياسين وبثينة الرئيسي ويعقوب عبدالله وباسم عبدالأمير وفهد عبدالأمير وغيرهم.

حضور يشكل ثقلاً فنيا كبيرا، ضمن فعاليات واحد من أهم المهرجانات والملتقيات السينمائية.

ولكن ماذا عن حضور السينما؟

هذا ما يظل يشغلنا، نحن نعلم بأن لنجومنا الثقل والمكانة والحضور السخي، ولكن هذا الحضور بحاجة الى أن يترسخ سينمائيا، خصوصا، ونحن في مهرجان سينمائي.

الحضور اليتيم يأتي من خلال المخرج السينمائي عبدالله بوشهري، وهو هنا يحضر كمنتج، من خلال مساهمته في انتاج الفيلم الايطالي - العراقي «مطر وشيك» اخراج حيدر رشيد في ثالث تجاربه السينمائية الروائية.

ما أحوجنا أن يقترن حضور نجوم الفن الكويتي، في مهرجان دبي السينمائي، بكم من الأعمال والنتاجات السينمائية التي تظل ناقصة.. وغائبة.. بعد أن كان للكويت الريادة في هذا المجال.

انها دعوة لتفعيل ذلك الحضور.. والعمل على ترسيخه بالشكل الذي يليق بمكانة الكويت ونجومها فنياً.

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

من عروض «دبي السينمائي»

فيلم «بيكاس» يحلل الألم الكردي 

يدفع مهرجان دبي السينمائي الدولي فى دورته التاسعة التي تتواصل هذه الايام بعدد متميز من الاعمال والنتاجات السينمائية الجديدة من بينها الفيلم الكردي «بيكاس» للمخرج العراقي كرزان قادر، من إقليم كردستان العراق، الذي غادره إبان الحرب على العراق ليستقر في السويد، ويدرس الإخراج فيها، ويحصل في سنة تخرجه على «جائزة أكاديمية الطلاب» عن فيلم تخرجه، وقد أمضى عامي 2011 و2012 يعمل على إنتاج فيلمه الروائي الطويل «بيكاس». يروي بيكاس قصة الطفلين اليتيمين المشردين « دانا وزانا»، اللتين تبحثان عن خلاصهما من العذاب في كردستان العراق، لتتفتق مخيلتهما البريئة على الاستعانة بالبطل الخارق سوبرمان بعد أن شاهدتا بعض لقطات من فيلم سوبرمان. وتجد هاتان الطفلتان أن الأمل الوحيد لهما هو الذهاب إلى أميركا والعيش بجانب صديقهما القوي «سوبرمان»، ولكن كيف السبيل لمن لا يملك مالاً ولا جوازات سفر ولا أي معانٍ للتواصل الحديث، فلا تجدان أمامهما سوى حمار للتنقل به والمضي قدماً إلى أرض صديقهما الرجل الخارق سوبرمان. وفيلم «بيكاس» وتعني باللغة العربية (اليتيم أو من لا أهل له)، يأخذ المشاهد إلى حجم المعاناة التي عاشها الأكراد خلال إحدى المراحل المظلمة الكثيرة التي مرت على هذه المنطقة، حيث لا يجد من يعيش في هذه الظروف سوى أن يتعلق بالأمل كحل وحيد للتغلب على فداحة الواقع من خلال شخصية خارقة، ويطرح الفيلم السؤال «ما الذي أن يفعله سوبرمان الرجل الخارق أمام فداحة الواقع؟». ويقول قادر إنه أحب تسليط الضوء على المعاناة في العراق، ولأن في داخله جرحاً عميقاً أراد معالجته بهذه الطريقة، حيث قام بتصوير الفيلم في كردستان العراق، ويضيف أنه عانى بعض الشيء مع الممثلين الصغيرين اللذين أتقنا الدور، مع مواجهة بعض الصعوبات في السيطرة على انفعالاتهما. وسار على السجادة الحمراء نجوم فيلم «بيكاس» ليرافقوا الجماهير إلى شاشة العرض لحضور هذا الفيلم الإنساني.

هذا وتتواصل عروض مهرجان دبي فى الفترة من 9-16 ديسمبر الحالي.

النهار الكويتية في

18/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)