أيام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جاءت على ايقاع ميدان
التحرير.. فقد تم تأجيل يوم الافتتاح من 26 نوفمبر الى 27 منه بسبب ميدان
التحرير والثوار.. وتم إلغاء الحفل الختامي، وتحويله الى مؤتمر صحافي بسبب
الميدان، ورغم ذلك أقيم المهرجان بجميع فعالياته وأنشطته وايضا ضيوفه
وافلامه في عزف مشترك مع أصوات الرفض والحرية التي راحت تنطلق من ميدان
التحرير.. والاتحادية.. وغيرها من مدن مصر
العظيمة.
والحديث عن مسابقة الافلام العربية، التي تشرفت بعضويتها وترأسها
الفنان القدير محمود عبدالعزيز، وضمت في عضويتها السيناريست د. مدحت العدل
والفنانة السورية كندة علوش والكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان والمخرج
اليمني مراد رفيق.
الحديث عن تلك المسابقة، يعني بالضرورة الإشارة الى الاختيارات
السينمائية العالية المستوى، والتي جعلت لجنة التحكيم، أمام تحديات حقيقية،
خصوصا، في ظل الطروحات التي جاءت شبه مشتركة في عدد من الموضوعات لعل من
أبرزها مناهضة التطرف والبحث عن الحرية.
في اطار مناهضة التطرف، يأتي الفيلم المغربي «المغضوب عليهم» اخراج
محسن بصري، والذي يتحدث عن فرقة مسرحية تنطلق لبداية تقديم عروضها
المسرحية، وفي بداية رحلتها تتعرض للخطف بجميع عناصر الخمسة، على يد ثلاثة
ارهابيين يتلقون الأوامر عبر الهاتف من (أميرهم)، وفجأة تنقطع الاتصالات..
ولا يجيب أمير تلك المجموعة على الاتصالات، ويجد الارهابيون انفسهم في
ورطة، ماذا سيفعلون.. مع من اختطفوهم.. وبعد ايام طويلة.. وحوار.. يوافق
قائد المجموعة، على طلب عناصر الفرقة، بأن يقدموا عرضهم المسرحي الأول
والوحيد، أمام المجموعة الارهابية، على أن تقوم تلك المجموعة بتصفيتهم
لاحقاً.. ولكن الأمور تتغير.. ولا نريد أن نحرق النهاية على القارئ، لأننا
أمام فيلم ثري.. وهو أهل للاستحقاق للفوز بجائزة المهرجان.
وفي الاطار ذاته، جاء فيلم «تورا بورا» اخراج الفنان الكويتي وليد
العوضي عن حكاية رجل كهل وزوجته يرحلان من الكويت الى باكستان ثم افغانستان
بحثا عن ابنهما الذي انخرط في احد التنظيمات الارهابية، عبر رحلة تحبس
الأنفاس، وأداء رفيع المستوى للنجم القدير سعد الفرج الذي فاز بجائزة أحسن
ممثل.
ومن الجزائر يأتي فيلم «التائب» لمرزاق علواش، الذي كنت قد شاهدته من
ذي قبل تظاهرة «اسبوع المخرجين» في مهرجان كان السينمائي الدولي، والذي
يتحدث عن أحد الشباب الذي يقرر الانفصال عن مجموعة متطرفة ارهابية تعيش في
الجبال، والعودة الى قريته ولكن أهل القرية يرفضون وجوده، لأنه شارك في عدد
من المجازر، فيقرر الرحيل الى العاصمة الجزائر، وهنالك تطالبه الشرطة
بتقديم تقارير عن الجماعات التي عاش معها.. وتمضي الرحلة.. وقد فازت بجائزة
أحسن ممثلة الفنانة الجزائرية عديلة بن ايمار لتقمصها دور المرأة التي فقدت
ابنتها على يد التنظيمات الارهابية.
وفي اطار البحث عن الحرية، ورصد مخاضات ثورة 25 يناير المجيدة في مصر،
جاء فيلم «الشتا اللي فات» اخراج ابراهيم البطوط، الذي يرصد التفاصيل
اليومية، لثلاث شخصيات، الأول شاب يعمل في عالم الاتصالات والثانية مذيعة
شابة والثالث ضابط في أمن الدولة ونظرة كل منهما للدور الذي يقوم به،
والعذابات التي تواجهه، عبر اداء عذب شديد الحساسية للفنان النجم عمرو واكد.
كما عمرت المسابقة بعدد آخر من الأعمال، التي ناقشت عددا مهما من
القضايا والموضوعات، من بينها الفيلم الفلسطيني «لما شفتك» لأن ماري جاسر
والتي ترصد حكاية طفل فلسطيني يعيش في مخيمات اللاجئين في الاردن ابان
منتصف السبعينيات، يقرر العودة الى الوطن الأم فلسطين.. عبر حكاية مشبعة
بالألم.
سينما من نوع مختلف، سينما تذهب بعيدا في طروحاتها ومضامينها، وتظل
بأمس الحاجة للوصول الى أكبر قاعدة جماهيرية، كي يتجاوز المشاهد العربي
حصار السينما الهوليوودية.. والتجارية البحتة.. الى سينما الانسان..
والمجتمع.. والمستقبل.. والتغيير.
وجهة نظر
الميدان (3)
عبدالستار ناجي
أعرف السيدة سهير عبدالقادر، مديرة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
منذ قرابة العقدين من الزمان، ولربما أكثر من ذلك. وهي من تلك النوعية،
التي تتحرك بلياقة عالية، وعبر رصيد ضخم من العلاقات والمعارف والخبرة
العريضة... وايضا الحضور الدائم في أكبر عدد من المهرجانات والتظاهرات
والملتقيات السينمائية الدولية.
لقد استطاعت سهير وفريقها الرائع من الخبرات السينمائية العربية
المصرية، وجيل من شباب السينما وكوادرها، ان يقيموا هذه الدورة
الاستثنائية، من عمر مهرجان القاهرة.
ولم تكن هذه الدورة بأي حال من الاحوال، مجرد دورة ومجرد مناسبة، بل
كانت دورة حقيقية، عامرة بأهم نتاجات السينما العالمية والعربية، وبكم
متميز من الوجوه والكوادر السينمائية المتخصصة.
ورغم الاستفتاء... والظروف... الا ان ضيوف المهرجان أحبطوا برعاية
حقيقية، وتنظيم رفيع المستوى، على صعيد المواعيد... والعروض... والندوات...
والتكريمات... والحصاد.
ونعود الى بيت القصيد، ان هكذا تجربة، وهكذا أسماء، حرية بان نتوقف
عندها طويلا، وان تحظى بكل مفردات التقدير.
ولهذا نبدي شيئا من الاستغراب ونشجب، حينما تورد لجنة التحكيم الخاصة
بالافلام الدولية، توصية تشدد على أهمية الاعتماد على خبرات عالمية... وفي
هذا شيئ من الغبن للكوادر العربية المصرية، التي نظمت هذا المهرجان على مدى
35 عاما، وهي في هذه الدورة تذهب بعيدا... بل أبعد مما هو متوقع.
ونقول... برافو لفريق عمل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي... وبرافو
د. عزت... وسهير عبدالقادر.
وعلى المحبة نلتقي
النهار الكويتية في
11/12/2012
وجهة نظر
الميدان (2)
عبدالستار ناجي
قد يتساءل البعض، لماذا لم يؤجل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في
ظل الظروف المحيطة والعواصف السياسية التي تهدر، والتي كانت كفيلة بتأجيل..
أو إلغاء أي ملتقى.. أو مهرجان.
إلا أن إرادة فريق عمل هذا الملتقى السيمائي الأهم عربيا.. والذي يحظى
بالصفة الدولية، بالإضافة إلى علم ذلك الفريق بأن التأجيل، يعني إلغاء
الصفة الدولية، التي جاهد جيل من أهل السينما وصناعها ونقادها من أجل تحقيق
تلك الصفة الدولية، والتي لم تأت بسهولة، بل جاءت بعد حراك.. ودورات..
وتنظيم.. واشتغال.. وعلاقات وضغوط.
لهذا كان تحرك كوادر المهرجان، سواء مجموعة الصديق يوسف شريف رزق الله
والناقدة ماجدة واصف.. أو فريق د. عزت أبوعوف والسيدة سهير عبدالقادر..
وتعتقد بأن كلا منهما يكمل الآخر.. ويثري الآخر.. من أجل مهرجان القاهرة
السينمائي
الدولي.
ترسيخ وتأكيد الصفة الدولية، كان هو الهاجس.. وكان هو البوصلة التي
تحرك من أجلها ذلك الفريق الرائع، وفي زمن قياسي.. من أجل اقامة تلك
التظاهرة التي تواصلت عروضها.. وفعالياتها.. وتفاعلت مع النبض الحقيقي لأهل
ميدان التحرير.
العروض كانت تذهب الى نهج البحث عن الحرية.. والاختيارات ترسخ ذلك
الجانب.. والحضور كان يعزف على ذلك الوتر.
لهذا جاءت الدورة الخامسة والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
من أجل بعد دولي حقيقي.. والتفاعل مع نبض الميدان.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
10/12/2012
أيام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 1-5
ضيوف مهرجان القاهرة.. تركوا السينما إلى ميدان التحرير
عبدالستار ناجي
حينما وصلت الى القاهرة، يوم 26 نوفمبر، تلبية لدعوة مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي، للمشاركة في عضوية لجنة - تحكيم مهرجان القاهرة
السينمائى - «المسابقة العربية» سألت «العم عبدالله» السائق، هل بالامكان
ان يمر وهو في طريقه الى الفندق بالقرب من ميدان التحرير، فرد قائلا: كل
الطرق تؤدي الى الميدان.
وهكذا كانت الامور، وفور الانتهاء من تسلم الغرفة في فندق «سوفوتيل
الجزيرة» «شيراتون الجزيرة سابقاً» وجدت نفسي برفقة الصديق الاعلامي سعد
المسعودي «العربية - واذاعة مونتي كارلو» في ميدان التحرير.
وكان الموعد مع الفنان الرائع خالد صالح، الى حيث خيام المحتجين،
وكانت يومها الحركة هادئة.
وفي صباح اليوم التالي، كان الميدان يشهد ازدحاما كبيرا، بناء على
دعوة الاحزاب المعارضة، اصوات تهدر، ويافطات ترفع، ضد الدستور، وضد اللائحة
وضد كل محاولات اختطاف مصر، ومستقبلها وغدها واجيالها.
اعترف شخصيا، انني في تلك اللحظة نسيت المهرجان والمواعيد،
والالتزامات بين تلك الامواج الهادرة من شباب مصر، التي اجتمعت في ميدان
التحرير، تصرخ بصوت مشترك، بهتافات تنشد الحرية، وترسخ القيم الكبرى، بان
مصر لكل المصريين. ولحسن الحظ، انه تم تأجيل حفل الافتتاح من يوم الثلاثاء
27 نوفمبر، الى يوم الاربعاء 28 نوفمبر، وفي يوم الثلاثاء شهد ميدان
التحرير مليونية، ذابت بها الجماهير، وامتزجت وراحت تعبر وبصوت واحد عن
الرفض.
وفي مساء اليوم الثاني، وبعد الافتتاح مباشرة، تسألني مسؤولة الصحافة
في مهرجان كان السينمائي الدولي السيدة كرستين إيمي، عن امكانية الذهاب الى
الميدان، ونذهب، لنقول:
انه التاريخ.. يكتب..
ويتواصل مشوار الذهاب الى ميدان التحرير، وفي كل يوم هنالك حشود،
ونجوم من جميع اطياف المجتمع المصري.
واعترف شخصيا ايضا، بانني حرصت على ان اذهب الى الميدان دون ان يعرف
الزملاء في اللجنة المنظمة بهذا الامر، لان الجميع كان يحيطنا برعاية
وحماية وعدم الرغبة في التورط بأي شيء قد يتسبب لنا بأي مشكلة، في ظل
الازدحام، وجود الكثير من المندسين.
ورغم ذلك تأتي المصادفة، كي التقي بالسيناريست والمنتج د. مدحت العدل،
الذي كنت أزامله في لجنة التحكيم وكنت احدثه في السينما، والعروض، وطبيعة
عمل لجنة التحكيم دون الاشارة الى ذهابي اليومي الى الميدان.
وهنالك، ومع د. مدحت العدل كانت سعادتي اكبر، لانني تعرفت على مناضل
حقيقي، يقوم بدوره تجاه وطنه، ومواقفه وشعبه، ومستقبل مصر.
مع د. مدحت العدل، زرت جميع الاطياف وتعرفت على جميع الشرائح، وتحاورت
مع قيادات جميع الاحزاب، وبالذات شبابها.
ومع د. مدحت العدل، زرت «الاتحادية» وزرت عددا من المستشفيات بعد ليلة
المواجهات الكبرى يوم الاربعاء الخامس من ديسمبر الحالي.
وهكذا كان الامر، مع المخرج مجدي محمد علي والمخرج خالد يوسف، ومع
الكثير من الاسماء ومنها عمرو واكد، ومحمد العدل، وتطول القائمة.
واستطيع القول، ان النسبة الأكبر من ضيوف مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي، تركوا السينما الى ميدان التحرير، ليشاهدوا اجمل عرض يقدمه الشعب
المصري معلنا رفضه.
ليشاركوا الشعب المصري العظيم، وقفته البطولية التي يتردد صداها في
انحاء المعمورة.
هنالك شاهدت عناصر الفيلم المغربي «المغضوب عليهم» لحسن بصري، وهناك
ايضا كان كلاوس ادير سكرتير عام نقاد السينما العالمية، الفبريشي وهناك..
وهناك.. وهناك ايضا كانت الرائعة كندة علوش الىجوار زوجها الكاتب المسرحي
السوري فراس الذهبي.
هل تريدون المزيد..
هناك المزيد.. في الغد..
وجهة نظر
الميدان
عبدالستار ناجي
اعترف شخصيا، بأنني عشت على مدى الأيام القليلة الماضية، لحظات مهمة
من حياتي... وتجربتي الشخصية، بين أبناء مصر العظيمة، في ميدان التحرير..
لقد كان لي الشرف بالمشاركة في عضوية لجنة تحكيم مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي، ولكنني في حقيقة الامر، عشت في ميدان التحرير... وفي
الاتحادية في وقت لاحق، أكثر ما عشت في المهرجان.. وفعالياته.
ونظرا للمسافة القريبة، بين مقر اقامة الضيوف «فندق سوفوتيل - شيراتون
الجزيرة سابقا» وميدان التحرير.. وايضا دار الأوبرا المصرية «مكان تقديم
العروض» والميدان، فان ذلك الامر، وفر لي مهمة التواجد أغلب الوقت في ميدان
التحرير، الى جوار صفوة من نجوم مصر... وأبنائها... وبناتها... وشيوخها...
الذين خرجوا ليقولوا كلمة... لا.
تلك الكلمة المجلجلة، التي راحت تصدح بها الملايين.. وهي ترفض ان
تسرق... وتختطف مصر.
هنالك كان المهرجان، وهنالك كانت الوجوه الشابة الطموحة بمستقبل
مشرق.. بعيدا، عن الوصايا... والتحزب... والتطرف.
هنالك كانت جميع الأطياف... والاتجاهات... والاجيال... في حوار يقبل
الاخر... وتضامن يتساوى به الجميع... وصوت يؤمن بان مصر... لجميع المصريين.
لقد عشت لحظات فاصلة في حياتي... حينما قررت العودة مع أسرتي الى
الكويت من باريس يوم 27 يوليو 1990، لأعيش ألم الاحتلال العراقي الغاشم...
حتى فجر التحرير العظيم واليوم تتكرر التجربة، حينما أعيش في ميدان
التحرير... والاتحادية الى جوار الاشقاء في مصر العظيمة.
انه التاريخ حينما تكتبه الشعوب الحرة...
وعلى المحبة نلتقي
بمناسبة فوزه بجائزة أفضل ممثل
سعد الفرج: مصر قلب العروبة
عبدالستار ناجي
بمناسبة فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي ارتجل الفنان القدير سعد الفرج كلمة قال فيها: «حلم كل
فنان عربي، ان يقدم عمله هنا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهكذا
كان حلمي وأنا سعيد بهذه الجائزة لانها تأتي من مصر العظيمة، مصر قلب
العروبة الصادق حفظ الله مصر وشعبها العظيم».
وكان الفنان القدير سعد الفرج قد فاز يوم الخميس الماضي السادس من
ديسمبر بجائزة افضل ممثل في مسابقة الافلام العربية في مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي عن دوره في فيلم «تورا بورا» اخراج الفنان وليد العوضي.
هذا، وقد حرص الفنان سعد الفرج على متابعة النسبة الاكبر من فعاليات
هذا الملتقى السينمائي الدولي منذ اليوم الاول، كما تابع عدداً بارزاً من
الاعمال وكان يلتف حوله العديد من السينمائيين للتحاور والاستفادة من
تجربته السينمائية والفنية العريضة.
وأشار الفنان سعد الفرج في تصريح خاص انه سيغادر من القاهرة الى
مهرجان وهران السينمائي الدولي، يرافقه المخرج وليد العوضي وفيلم «تورا
بورا» بعد ان تلقى الفيلم الدعوة الرسمية للمشاركة في المهرجان الذي ستنطلق
أعماله اعتبارا من 10 ديسمبر الحالي.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
09/12/2012
بعد التليفزيون والمسلسلات..
غزو تركى لمهرجان القاهرة السينمائى
محمود عبدالشكور
جمهور مهرجان القاهرة السينمائى أصبح أيضا على موعد كل عام مع الدراما
التركية فى صورة مجموعة أفلام حديثة ترسم ملامح متباينة، والشكل أكثر جرأة
للمجتمع وللناس وللتناقضات المختلفة، وربما تكون هذه الأفلام أكثر عمقاً
بالطبع من المسلسلات التليفزيونية التركية ومن خلال وجهات نظر متنوعة
لأسماء مثل الفلسطينى «هانى أبواسف» والبوسنية «عايدة بيجيك»، التى أخرجت
فيلم «أطفال سارينيفون والمخرج الدانمركى فلسطينى الأصل، «عمر شرقاوى»،
الأفلام القصيرة متعددة المخرجين عن المدن الكبيرة تقليد معروف، وشاهدنا
منه نماذج مختلفة عن «باريس» «وهافانا»...إلخ، ومشكلة هذه النوعية من
الأفلام فى تفادى مستوى المخرجين، ومستوى نضج أفكارهم لذلك يعلوالفيلم
ويهبط وفقاً لمستوى مخرجه، وهذا هوالحال أيضاً فى تجربة لا تنسى يا
إسطنبول.
فى الفيلم الأول القصير مثلاً، نشاهد الشاب اليونانى «فانجيليس» الذى
لاتبقى فى الاتراك لقد نزل اسطنبول لاستعادة مُستحقاته من شخص تركى يجد محل
الرجل مُغلقاً ولكنه يقابل فتاة تدعى زينب تساعده على استعادة أمواله،
وتضعه فى قلب أسرة تقليدية تركية بسيطة محبة للناس وللعالم، تتغير أفكاره
من الافتعال لا يخفف منها سوى الأداء التلقائى لبطلات الفيلم البسيطات.
فى فيلم قصير آخر نجد سائحين يتسوقان، زوج وزوجته تجاوزا سن الشباب.
الزوجة تُلفت نظر شاب تطارده، نكتشف أخيراً أنه يذكرها بابنها الشاب
ميركوالذى مات يتعرض الشاب التركى لحادثة، يُنقل له دم من السيدة، تغادر
المكان، تقول لزوجها النهاية هيا بنا نتسوق. عمل آخر يعتمد على المصادفات
المُفتعلة مع الكثير من التكرار والمباشرة.
فى فيلم ثالث حكاية حب بين كاتب فلسطينى يطارده الموساد وفتاة يهودية
من أصول مغربية، بعد أن يتبادلا حوارات طويلة ومباشرة، يمارسا الحب ثم
يكتشف فى النهاية أن الفتاة وراء تسليمه إلىالموساد فى إسطنبول، فهوالفيلم
أيضاً مُثقل بالحوارات والمناقشات رغم أنه أفضل قليلاً من الفيلمين
السابقين أما أفضل أفلام: لا تنسى يا إسطنبول، فهوالفيلم القصير الذى قامت
ببطولته هيام عباس حيث تقوم بدور سيدة فلسطينية تصطحب أمها العجوز التى
تبحث عن شقيقتها بعد أن انفصلا عن بعضهما منذ 62 عاماً بما يواكب سنوات
النكبة، تتوه الأم العجوز فى الشوارع وتحاول أن تعتمد على نفسها فى البحث،
فى حين تصل الابنة إلى خالتها، ولكن جيل النكبة الذى تمثله الأم العجوز
تنجح بمجرد الوصول إلى هدفه، وينتهى الفيلم والأم العجوز تصعد إلى السلك
بكل ثقة عمل متماسك وذكى خصوصاً مع الأداء الرائع لمن قامت بدور الأم
العجوز.
ومن الأفلام القصيرة أيضا فى حب اسطنبول فيلم عن ممثلة أمريكية تنزل
المدينة يعمل كاستنج لأداء دور ديدمونة فى مسرحية عطيل، تتوقف فى خط طويل
مع عاملة البار التى تساعدها بأن تلعب أمامها دور «عطيل» الفيلم متواضع
وملئ بالثرثرة والإدعاء، وهناك أيضاً فيلم قصير عن عازف عود أرمنى يعيش فى
اسطنبول، وآخر عن دار عرض سينمائى مُغلقة فى المدينة القديمة، وكلها رؤى
مُتباينة لعيون أجنبية أكسبت الفيلم درجة من التنوع وإن لم تحقق الاتقان!
من الأفلام التركية الروائية الطويلة كذلك فيلم «حيث تشتعل النيران «where
the fire
burn» الفيلم متوسط المستوى ويبدأ مباشرة
بمناقشة موضوع جرائم الشرف التى شاهدناها فى كثير من الأفلام التركية،
الفتاة المراهقة «آيسى» تعيش مع عائلتها فى منزل صغير، الأب «عثمان» والأم
«عائشة» وهناك أيضاً عدة أخوة صغار للفتاة، والدها يحبها كثيراً، ويطلق
عليها اسم بياض الثلج، عندما تسقط آليس وتنقل إلى المستشفى، يكتشف الطبيب
أنها حامل فى 13أسبوعاً، نعرف أن الحمل من صديقها المراهق، تنقلب حياة
الأسرة الريفية لهذا العار، يضغط الأعمام على الأب للتخلص من ابنته، حياة
الأب شاقة وصعبة لدرجة أنه يحلم بالسفر والهجرة يقرر مع ذلك أن يتخلص من
ابنته فى رحلة طويلة يكتشف كل منهعما الآخر لأول مرة العمل به كثير من
التطويل كما أنه لا يقدم جديداً فى معالجة فكرة مطروحة فى أفلام تركية
كثيرة شاهدناها فى مهرجان القاهرة ولكنها أفضل وأكثر عمقاً واتقاناً فى
جميع عناصر الفيلم السينمائى المعروفة.
علاقة ثلاثية
أما فيلم «ما يبقى» أو«what remains»
فهوعمل جيد فاز بجائزتى أحسن مخرج وأحسن ممثلة فى مهرجان أنطاليا التركى
هناك اعتماد على التفاصيل الصغيرة لأن التنمية مكررة ومعروفة وقدمت من
خلالها أفلاما عالمية شهيرة، وهى تنمية الزوج والزوجة والعشيقة، رغم أن
الزوج يحب زوجته ويرغبها جسدياً، إلا أنه ينبهر بامرأة أخرى تزوره فى عمله
بالمستشفى، يكتشف أنها مُطلقة وأم لصبى، لكنه لا يتردد فى الاندفاع فى
علاقة حارة تكتشف الزوجة العلاقة فى الوقت الذى تتغير فيه العشيقة فجأة
وتطرد عشيقها الطبيب من المنزل، تراقب الزوجة شقة العشيقة وتتخذ قراراً
حاسماً، تقتحم الشقة وتقوم بإغراق غريمتها فى البانيه، من الواضح أنها
اختارت ذلك لكى تعيد الزوج إليها، وحتى تمنعه من أن ينتقم من العشيقة فيضيع
منها إلى الأبد، فى المشهد الأخير تستعيد الزوجة زوجها من جديد، يتركها وهى
تنظر من النافذة.
ربما كان النجاح الأهم للفيلم فى أنه يجذبك من المشهد الأول إلى
المشهد الأخير رغم انه يعمل على «تنمية» مستهلكه، كما أنك لن تستطيع أن
تتنبأ بالأحداث إذا لم تكن شاهدته من قبل، يضاف إلى ذلك قلة الحوار
والاعتماد على أداء الممثلين وتعبيرات وجوههم، وبصفة خاصة الممثلة التى
لعبت دور الزوجة بمشاعرها المركّبة والمتقّلبة.
ويقوم الفيلم التركى «يوم أوآخر» أو«ONE
DAY OR ANOTHER» بانوراما شاملة لقرية صغيرة تنتظر مُدرّسة اللغة الفرنسية فى
المدرسة المنتظرة، يستعرض الفيلم عدة حكايات يلعب عليها الطابع الرومانسى
الكوميدى ولكن بصورة سطحية وعابرة، الفيلم عمل خفيف وبسيط رغم فوزه بجوائز
متعددة فى المهرجانات المحلية التركية، أما فيلم «طريق الإيمان» أو«THE
PATH OF FAITHEEL»
فهوعمق هذه المجموعة من الأفلام التركية، الفيلم خصب وسيناريو مُركّب يمزج
حكايتين معا؛ الأولى هى قصة المناضل الشيوعى السابق «سوها» الذى تعرضّ
للسجن والتعذيب فى مواجهة الحكم العسكرى فى تركيا، وفقد أيضا المرأة
الوحيدة التى أحبها، والقصة الثانية عن الشاب «إسماعيل» الذى تطارده خيالات
روحية ودينية متتالية فى عالم آخر، وعندما تنقطع هذه الخيالات يقوم
بالانتحار، ولكن السرد الملتبس يجعلنا فى شك هل هذا حدث فعلاً أم لا، لأن
الفيلم يبدأ بحادث سيارة يسقط على أثره «سوها» مضرجّاً فى دمائه. ثم يقوم
ليدخل القرية متلصصاً على أهلها وهم يتجادلون حول دفن إسماعيل المنتحر،
وبعد أن يسمع قصته كاملة يكاد يرى نفسه فى هذه الشخصية المنتحرة. السيناريو
ملىء بالأفكار والرموز الدينية، وهو يحاول أن يتحدث عن فكرة إيمان الإنسان
بشىء ما وتضحيته فى سبيله سواء فى حكاية «سوها» الشيوعى أوفى قصة إسماعيل
الروحية لكل إيحاءاتها الرمزية، إنه عمل ينحاز إلى فكرة انتصار الجانب
المثالى فى الإنسان على أى جوانب أخرى، وأن هذه الرؤية المثالية لن تذهب
هباءً بل أنها وسيلة الإنسان للخلود، يتميز الفيلم أيضا بعناصر كثيرة رفيعة
المستوى خصوصا التصوير، ولا شك أن الابتكار والجرأة فى التصدى لفكرة صعبة
على هذا النحو، يمنح الفيلم تميزا خاصا، كما أن هناك مشاهد بأكملها جيدة
ومؤثرة، أهمها اجتماع الرفاق الشيوعيين معاً بعد سنوات طويلة، ولقاء «سوها»
معهم مُستعيداً أياماً لن تعود، ومع ذلك فهى لا تستحق الندم أوالأسف.
مخرج أذربيجانى ينطق بالشهادتين فى
مهرجان القاهرة..
ويقول: أعوذ بالله من السينما
الإيرانية
عرض بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية للفيلم الاذربيجانى "خوجا"
للمخرج فاهيد مصطفييف والذى تدور احداثه حول "على أكبر" و"جونل" اللذين
يستعدان لعقد قرانهما فى مدينة باكووالعريس "على أكبر" يعمل ضابطا فى الجيش
ومازال على الجبهة. لكن تتعرض مدينة "على أكبر" كاراباخ لهجوم ولم تأت
التعزيزات التى وعدت القيادة العسكرية بإرسالها وقرر "على أكبر" وأصدقاؤه
الدفاع عن المدينة. وعلى بعد أميال من المعركة هناك حفل زفاف بلا عريس
ووالد العروس يتصرف بشكل غير طبيعى وكوميدى فى بعض الأحيان ويشغل نفسه فى
الترحيب بالضيوف. تنتقل النعوش التى تحمل أجساد المقاتلين إلى العاصمة ولكن
العريس الشاب وخاتم الزواج يحملان الأمل للعروس اليائسة "جونل".
واقيمت بعد عرض الفيلم الذى يشارك فى مسابقة افلام حقوق الانسان ندوة
ادارتها د. سوسن زكى بحضور مخرج الفيلم وحيد مصطفييف ،والمنتج اجييف شاهين
،السفير الأذربيجانى شاهين عبد الله، واكدت د. سوسن فى الندوة انها المرة
الاولى التى تشارك فيها اذربيجان فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى
الدولى منذ 35 عاما.
وحول اسباب إختيار المخرج لمأساة خوجالى والتى ذهب ضحيتها المئات فى
أذربيجان عقب احتلال الارمن لتلك المنطقة لتقديمها بالفيلم أوضح أن خلفيته
كمراسل حربى لفترة طويله ساعدته فى ذلك حيث أن ملابسه تغطى العديد من
الجراح الموجودة فى جسده ومن هنا كان قراره بتقديم فيلم عن قسوة الحرب.
أما السفير الاذربيجانى فأوضح أن المخرج له أخ شهيد من أبطال تلك
الحرب حيث عمل كمصور وصور من خلال عدسته العديد من المجازر ومازالت تلك
اللقطات تستخدم حتى الآن.
وحول تجاهل الفيلم لأسباب نشوب تلك الحرب ودوافعها أكد مخرج الفيلم
وحيد أنه يقدم فيلما عن الحب ،عن الإنسان الذى يفقد قيمه ،وأخلاقياته أثناء
الحرب،ويتحول إلى مجرد ماكينة لقتل الأبرياء ،المدنيين العزل فالحرب ليس
لها سوى معنى واحد ،هو،الدمار فى كل مكان بالعالم موضحا أنه أراد أن يتعاطف
الجمهور ويحس بآلام من عانوا بسبب الحروب دون تمييز لعرقهم أودياناتهم.
كما وجه أحد الجمهور النقد إلى الفيلم الذى رأى أن هناك خروجا عن
تعاليم الدين الأسلامى والذى يعتنقه أغلب الاذربيجانيين وجود الخمر خلال
أحداث الفيلم ومشهد لقبلة بين بطلى الفيلم ليرد مخرج الفيلم مرددا
الشهادتين قائلا أنا مسلم أصلى ،وأتبع تعاليم دينى وكذلك عائلتى " مضيفا
أنه فى فيلمه أراد أن يقدم الحقيقه، والواقع خاصة أن القبله بين البطلين
كانت قبل زفافهما مباشرة.
وقال أعوذ بالله من السينما الإيرانية التى غيرت مفاهيمنا عن صناعة
الأفلام، ومن غير المنطقى أن نصبح مثلهم، لأنهم قد يكونوا يراعون شروط
الدين لكنهم لايقدمون واقع المجتمع الايرانى والذى بالتأكيد ليس بمثل هذه
المثالية.
وعن تاريخ السينما فى أذربيجان أوضح وحيد مصطفييف أن السينما بدأت
مبكرا فى أذربيجان ولكنها توقفت لفترات حتى الإستقلال عن الاتحاد السوفيتى
لكن وزارة الثقافة حاليا تدعم إنتاج الافلام ومن المقرر أن تنهض صناعة
السينما خلال العامين الماضيين مضيفا أنه عانى فى إيجاد ممثلين خاصة أن
أغلب الممثلين هناك من المسرحيين مما دفعه لإقامة ورشة عمل ضمت هواة وضمت
ممثلين مسرحيين ليخرج الفيلم للنور.
مالك العقاد:
لا أستطيع تقديم فيلم ضد الإساءة للرسول بسبب ضعف
الإمكانيات
عقد مهرجان القاهرة السينمائى ندوة وعرضاً لفيلم «الرسالة» رائعة
المخرج الراحل مصطفى العقاد والذى أنتج عام 1977، الفيلم عرض ضمن قسم
«التسامح والتعصب فى السينما» وتدور أحداثه حول الملحمة التاريخية العطرة
لميلاد الإسلام وقصة نبى الرحمة «محمد» صلى الله عليه وسلم.
فى مكة وبالتحديد القرن السابع نزل «جبريل» عليه السلام على نبى الله
«محمد» صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يقود أتباعه ويحطم 300 صنم
ويدعولعبادة الله الواحد وأيضا يحدث الناس عن فساد القادة السياسيين
والعسكريين الذين يحكمون مكة. بمساعدة عمه وهومحارب شجاع يدعى «حمزة» عاد
محمد وأتباعه إلى مكة لتحرير المدينة كما أمره الله.
فيلم «الرسالة» أثار جدلا كبيرا أثناء إنتاجه وعرضه الأول وقد ظهرت
إشاعات تقول إن النبى «محمد» سوف يجسد شخصيته الممثل «شارلتون هيستون»
أو«بيتر أوتوول»، ونتج عن ذلك إحتجاجات من بعض المسلمين حتى قام المخرج
مصطفى العقاد بالإستعانة برجال دين يحظون بالاحترام ليعملوا كمستشارين
فنيين ليبدوا رأيهم فى أحداث الفيلم.صور فيلم «الرسالة» بنسختين الأولى
باللغة العربية والثانية باللغة الإنجليزية.
وأدارت الندوة الناقدة خيرية البشلاوى بحضور ابن المخرج الراحل مصطفى
العقاد، المنتج والمخرج مالك العقاد والذى أكد فى بداية الندوة بأنه فخور
بوجوده فى مصر وبالأخص بمشاركته فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى
كان يعنى لوالده الكثير خاصة وأنه كان ضيفا بشكل مستمر للمهرجان، واكد أن
فيلم الرسالة الذى قدمه والده يعتبر من كلاسيكيات السينما كان رسالة للعالم
الغربى عن الاسلام ومدى سماحته وتقديم صورة واضحة عن رسالة سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم إلى العالمين.
واشار العقاد إلى أنه يعتز بالنسخة العربية والانجليزية اللتين تم
تقديمهما من قبل وان كان وهوصغير كان يميل بشكل كبير إلى النسخة الانجليزية
الا انه بعدما اصبح شابا احب بشكل اكبر النسخة العربية لانها اوصلت اليه
الاحساسيس التى من الممكن ان يشعر بها اى عربى مسلم من خلال الشخصية التى
قدمها الفنان الراحل عبد الله غيث.
وعندما سألته الناقدة خيرية البشلاوى بأنه كمنتج ومخرج لماذا لم يفكر
فى تقديم فيلم يرد على الاساءة التى طالت الرسول فى الفترة الماضية فقال «
من الصعب فى الوقت الحالى ان يتم تقديم عمل بهذه الضخامة لان الآليات غير
متوفرة لأنه لا يوجد مؤلف جيد ملم بتفاصيل هذه المرحلة ومن الممكن أن
يقدمها بشكل محترف».
أكتوبر المصرية في
09/12/2012
الحرب تخيّم على الأفلام العربية بمهرجان القاهرة
كهوف تورا بورا وأنفاق غزة وطائرات أباتشى تقتل الأطفال
محمد الدوى
تسيطر أفلام الحرب والصراعات السياسية والقبلية على الأحد عشر فيلماً
المشاركة فى مسابقة الأفلام العربية التى ينظمها مهرجان القاهرة السينمائى
الدولى فى دورته الحالية.
وفى الفيلم الكويتى «تورابورا» إخراج وليد العوضى، وبطـولة سعد الفراج،
وخالد امين، وياسين احجام، تجسد أحداث الفيلم رحلة «أبوطارق» و«أم طارق»
للبحث عن نجلهما الأصغر «أحمد» والذى استسلم لعملية غسيل مخ من قبل متطرفين
قرر بعدها مغادرة الكويت للانضمام لقوات الإرهابيين فى أفغانستان.
ولم يقدر الأب وزوجته مشاق الرحلة والمخاطر التى قد تواجههما فى بلد
مزقته الحرب. ابنهما الأكبر «طارق» حاول البحث عن والديه وأخيه بمساعدة
المخابرات الباكستانية.
أما الفيلم اللبنانى «تنورة ماكسى»، من إخراج: جوبوعيد، وإنتاج
نفتالين انترتاينمينت، وبطولة: جوى كرم، شادى التينه، كارول عبده، فتدور
قصة الفيلم فى قرية جنوبية (جزين) التى لجأت إليها عائلة بيروتية هربا من
وابل القصف ودوى القذائف التى رافقت اجتياح الجيش الإسرائيلى لبيروت عام
1982.
وسكنت تلك العائلة المؤلفة من رب العائلة وزوجته وولديهما (فتاة جميلة
وشاب يعانى من التخلف العقلى) وشقيقته وابنها فى مبنى تسكنه أيضا سيدة
وابنها الذى ينوى أن يصبح راهبا، وتعود ملكيته لهما، فتبدأ قصة حب عاصفة
بين الفتاة (عليا) والشاب المفترض أن يصبح كاهنا (عامر).
وبينما يستهل الفيلم بمشهد يصور عملية ولادة طفل والصعوبات التى تمر
بها الأم خلالها فهويسدل الستار على مشهد حفل الزفاف الذى جمع بين العاشقين
(عليا وعامر) ليذكرنا بأنهما والدا الطفل المولود والذى هوفى الحقيقة
جوبوعيد، مخرج الفيلم.
أما الفيلم المغربى «انظر للملك على وجه القمر»، عن ثمانين سنة من
تاريخ المغرب، انطلاقاً من الانتفاضة الريفية على الإسبان، سنة 1906 بقيادة
الشريف محمد أمزيان، ثم يتم الانتقال إلى نضال أهل زيان بخنيفرة، بزعامة
موحى أحموالزياني، ثم العودة إلى الريف، فيجرى حديث على نضال البطل
التاريخى عبد الكريم الخطابى ومعاركه وجهاده وحروبه ضد المستعمر الفرنسى
والاسبانى.
وبعد نهاية حرب الريف وأسر عبد الكريم الخطابي، يستقر الكل فى فاس،
لينطلق النضال السياسى وطبعا المقاومة المسلحة إثر خلع محمد الخامس، وهنا
يقدم الفيلم صورا للنضال والكفاح من أجل استقلال البلاد ورجوع محمد الخامس.
وبعد رجوع الملك يتطرق الفيلم إلى الحياة السياسية فى عهد الاستقلال،
متوقفا عند مشاهد وأحداث تهم الاغتيالات وتصفية الحسابات مثل اغتيال
الطيارة المغربية ثوريا الشاوي. وينتهى الشريط فى سنة 1980 بعد انقلاب
الصخيرات الفاشل ومرحلة سنوات الرصاص.
ويعود الفيلم الفلسطينى «لما شفتك» إخراج آن مارى جاسير، وبطولة محمود
اصفا، روبا بلال، اناس الجارالله، على العيان، روبا شمشوم، وأحمد سرور إلى
ستينيات القرن الماضى.
ويبدأ مع «طارق» الذى يبلغ من العمر 12 عاماً ووالدته «غيداء»، حيث
يعيشان فى معسكر اللاجئين بمدينة جرش الأردنية، وهما جزء من موجة جديدة من
اللاجئين الفلسطينيين، تم فصل الأم والابن عن الاب, وأصيب طارق بمرض التوحد
ولكنه فى الوقت نفسه مفعم بالطاقة والنشاط.
أما والدة طارق فتعمل فى خياطة الملابس بمركز السيدات وتناضل من أجل
توفير الطعام لإبنها. ولأنها وحدها تتحمل مسئوليته فقد تحولت لامرأة جادة
تحاول حمايته فقط.
فقدت «غيداء» منذ فترة طويلة الإحساس بالأمل فقد تم إبعادها عن زوجها
وحب حياتها بسبب السياسة والحرب.
وفى فيلم «مملكة النمل» إخراج شوقى ميجرى، وبطولة صبا نوباراك، مونثير
راياحنا، جميل عواد، نرى طائرات الأباتشى المروحية والدبابات تقذف الحمم
التى تزهق الأرواح وتقضى على كل شئ، والجرافات تهدم البيوت وتحت الأرض تصل
الأنفاق والكهوف المدن الفلسطينية بعضها البعض بسهولة وأمان.
أما فى الفيلم الجزائرى « التائب» إخراج مرزاق علوش، وإنتاج يسين
دجادى بايا، وبطولة نبيل عسلى اس رشيد، عديلة بن ديميراد، وخالد بن عيسى،
فتدور أحداث الفيلم فى منطقة السهول العليا بالجزائر وهى منطقة تسيطر عليها
مجموعات إسلامية تنشر الإرهاب، يظهر رشيد وهوشاب جهادى يترك الجبال ويعود
لقريته ليتوب ويعود لحياته الطبيعية مستفيداً بقانون العفووالتوافق الوطنى،
ولكى يفعل ذلك لابد أن يسلّم نفسه للشرطة ويسلم سلاحه أيضاً وبعدها يحصل
على العفوويصبح تائباً ولكن القانون لا يمكنه مسح جرائم «رشيد» وتكون هذه
بداية رحلته مع العنف والأسرار والتلاعب.
أكتوبر المصرية في
09/12/2012 |