افتتحت مساء أمس الأربعاء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في
دورته الـ35، وسط إجراءات أمنية مشددة استدعت حصر وتأمين أماكن العرض بدار
الأوبرا، وإلغاء المظاهر الاحتفالية المعتادة من استعراضات فنية وإطلاق
الألعاب النارية.
ويشارك في هذه الدورة 66 دولة عربية وأجنبية، يمثلها 125 فيلما في
المسابقات الرسمية وخارجها من أصل 450 فيلما تقدمت للمشاركة في المهرجان،
الذي يستمر حتى السادس من ديسمبر/كانون الأول المقبل بحضور 450 فنانا
وضيفا.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب إن
أهمية هذا المهرجان تكمن في أنه يقام في هذا التوقيت الذي تفاقمت فيه
الأزمات العربية، مما يضع المهرجان والسينمائيين المشاركين فيه أمام لحظة
تاريخية، تستلزم القيام بثورة سينمائية فنية جديدة، تراعي إيقاع التغيير
الذي شمل مجتمعات الربيع العربي، ليس فقط في الأفكار وإنما أيضاً في
الأدوات.
وقال رئيس المهرجان الفنان عزت أبو عوف إن الدورة الجديدة لها خصوصية
كبيرة، لأنها تقام عقب ثورة 25 يناير، وإنها تحمل تحديات خاصة وتؤكد أن مصر
هي أرض السلام.
ووجهت فنانة الكوميديا "انتصار" في حديثها للجزيرة نت الشكر للقائمين
على المهرجان، وكذلك للثورة المصرية التي أيقظت في الفنانين الحماس والجرأة
في تناول المشكلات الاجتماعية، وهذا ما دفع المنتجين إلى مواكبة هذا
التغيير الاجتماعي والسياسي.
وجه حضاري
وقالت الفنانة إيمان للجزيرة نت "هذه هي مصر، وهذا هو الوجه الحضاري
لمصر، الثوار في ميدان التحرير ومهرجان السينما في دار الأوبرا (بينهما أقل
من كيلومتر واحد)، لا يوجد خوف، وسوف يستمر الربيع العربي وتستمر مهرجانات
السينما في دول الربيع العربي بإذن الله".
ومن جهتها قالت الفنانة هالة صدقي للجزيرة نت "بعد غياب المهرجان لمدة
سنتين كان لا بد من إقامته مهما تكن الظروف، وأعتقد أن افتتاحه في هذا
التوقيت هو أكبر إنجاز قدمته الحكومة للفن وللفنانين في الفترة الحالية".
وطالبت صدقي أهل الفن بأن يستشعروا دائماً الخطر الداهم الذي يطاردهم
من أعداء الفن، "فالتاريخ لن يغفر صمتكم وانعزالكم في أبراج عالية".
وقال المخرج أحمد شفيق "أتمنى لمصر الاستقرار وأن تهدأ ثائرة الفنانين
الذين قاطعوا المهرجان احتجاجاً على الإعلان الدستوري الجديد، وأن يقرؤوا
جيداً ما يراد بالمنطقة العربية من مشكلات ومآزق، لا تضر تياراً بعينه بل
تضر الجميع".
مشاركة أفريقية
وقال عضو الأكاديمية الفنية للإبداع والفنون الناقد سيد درويش للجزيرة
نت إن مصر بسياسييها وفنانيها ونجومها تولد من جديد، وعلى الرغم من قلة عدد
الفنانين الأوربيين المشاركين في هذا المهرجان فإن هناك نسبة مشاركة عالية
من فناني أفريقيا.
وتمنى درويش أن تظهر في المهرجانات القادمة لمسات الهوية والثقافة
العربية والتميز الحضاري، منتقداً الذوبان في تقليد النموذج الغربي
واستنساخ المهرجانات الفنية الغربية.
تجدر الإشارة إلى أن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تضم 20 فيلما،
تتنافس على جوائز المهرجان، أما مسابقة الأفلام العربية لهذا العام فتضم 16
فيلما، من بينها الفيلم المصري "الشتا اللي فات" للمخرج إبراهيم البطوط،
وتدور أحداثه حول ثورة 25 يناير، وهو الفيلم الذي عُرض مساء أمس عقب حفل
الافتتاح.
وقد خصص المهرجان قسما خاصا بـ"الثورات العربية في السينما" يتم فيه
عرض خمسة أفلام عن الحراك الثوري في مصر وتونس والبحرين، كما تشارك السينما
التركية بستة أفلام.