المهرجان استحدث تظاهرة سوق الفيلم الذي سيُفتح للجميع مجاناً، إضافة
إلى شاشات عملاقة تتوزّع في الميادين العامة لعرض مقتطفات من الأفلام التي
تتناول ثورة ٢٥ يناير/ كانون الثاني، وتُقام ندوات حول الدور الإفريقي في
التحرّر من خلال السينما، وكلّفت لجنة خاصة تسمية المكرّمين هذا العام،
بحيث يذهب التكريم لمَنْ يستحقه.
وفي مجال التحكيم سُمِّيَ ماركو مولر رئيساً للجنة التحكيم الدولية،
ومحمود عبد العزيز لمسابقة الأفلام العربية، وغادة الشهيد رئيسة تحكيم
أفلام حقوق الإنسان، ويكرّم المخرج الصيني زهانغ بيمو.
ويترأس المهرجان عزت أبو عوف تعاونه سهير عبد القادر، وهو يأتي كأول
دورة تُقام بعد ثورة «٢٥ يناير»، وكان هناك خلاف كبير حول إدارته مع فريق
يقوده يوسف شريف رزق الله الذي حوّل المهرجان إلى مؤسسة وباشر مع مساعدين
له التحضير لهذه الدورة، لكن تدخُّل رئيس اتحاد النقابات الفنيّة ممدوح
الليثي ورفعه دعوى، جعل الحكم يجيء لصالحه، فاسترجع الإشراف على المهرجان،
مدعوماً من وزارة الثقافة عبر الوزير محمد عربي.
هذا الانقسام جعل العديد من النجوم والقيادات الفنية الفاعلة تنفصل عن
المهرجان، ولا تعطيه الاهتمام المطلوب، طالما أنّ الاتهامات متبادلة بين
الطرفين حول المسؤولية عن إعاقة تنظيم أول دورة للمهرجان بعد الثورة.
الدورة ٣٥ تُفتتح بفيلم «الشتا اللي فات» لـ ابراهيم البطوط، من بطولة
عمرو واكد، بينما تتمثّل مصر في المسابقة بشريط: مصوّر قتيل، لـ كريم العدل
عن نص عمرو سلامة، ومن بطولة الأردني أياد نصّار، ومعه درّة التونسية
والمصرية حورية فرغلي.. والعمل هو الثاني لــ العدل بعد: ولد وبنت، عن
جريمة يصوّرها حضور صحفي بالصدفة، واعتقدها جزءاً من حلم راوده.
لبنان يشارك بفيلم «تنورة ماكسي» للمخرج جو بو عيد، مملكة النمل (لـ
شوقي الماجري - تونس) ظل البحر (الإمارات) مع أبرار الخضري، عمر الملا،
نيفين ماضي وإخراج نواف الجناحي.
ويحضر من لبنان أيضاً: تاكسي البلد (مع طلال الجردي) ورجل شريف، لـ
جان كلود قدسي مع مجدي مشموشي، كارولين حاتم، وشادي حداد.
ومن الأردن: الجمعة الأخيرة لـ يحيى العبدالله مع ياسمين المصري، علي
سليمان.
ومن المغرب: (أنظر للملك على وجه القمر) لـ نبيل لحلو، مع صوفيا هادي،
حسان بن خضرة، اليلاس بو جندر وبكر فكة.. (المغضوب عليهم) لـ محسن بصري مع
رابي بن حجيل، ايسام بوالي، عمر لطفي، جميلة الهاوني، مصطفى الهواري وامين
ناجي.. (حكايات طفولة) لـ ابراهيم فرتيج مع بانيس بهلوك، روكو كوميو شبارو.
التكريم يشمل أسماء لبلبة، نيللي، أحمد رمزي، عمر الحريري، كمال
الشناوي، محمد الدفراوي، نظيم شعراوي، سيد عزمي، هند رستم، سعاد محمد،
برلنتي عبد الحميد، خيرية أحمد، وفي عضوية لجنة التحكيم العربية إلى جانب
الفنان محمود عبد العزيز، الكاتبة كلوديا مرشيليان، الممثلة السورية كندة
علوش، الناقد الكويتي عبد الستار ناجي، السيناريست مدحت العدل والمخرج
اليمني مراد رفيق.
وفي لجنة التحكيم الدولية منة شلبي وخالد أبو النجا، وفي لجنة حقوق
الإنسان بشرى وفي لجنة النقاد الدولية فريال كامل.
وتتنوّع المسابقات في دورة المهرجان الذي يحاول التعويض عن انقطاعه
دورة كاملة.
وفي قسم الثورات العربية في السينما تقدّم دورة مهرجان القاهرة:
- عيون الحرية، شارع الموت (لـ رمضان صلاح وأحمد صلاح سوني).
- الطريق إلى ميدان التحرير (عمرو حسين عبد الغني).
- الثورة تتكلّم (كريم يعقوبي) (تونس).
- أرض مجهولة (لـ مانويل كوكو).
- البحرين غارقة في بلد ممنوع (سيتفاني لا موديه) (فرنسا).
- الشتا اللي فات (ابراهيم البطوط).
- البحث عن النفط والرمال (وائل عمر وفيليب الديب).
زوم
مشكلة المهرجانات ليست في
كثرتها ..
بل في الجوائز التي تُصرُّ على منحها
بقلم محمد حجازي
نحن على مفترق طُرُق بين عدد من المهرجانات العربية، فيوم غدٍ تنطلق
دورة مهرجان القاهرة السينمائي الـ ٣٥، وانتهت منذ أيام فعاليات مهرجانَيْ
«أيام قرطاج السينمائية» و«ترايبيكا - الدوحة»، بينما نتحضّر للدورة
التاسعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي بين ٩ و١٦ كانون الأول/ ديسمبر
المقبل.
أفلام ونجوم وعمليات تنظيم، وتسارع في وتيرة الرصد والمواكبة، ومحاولة
الفوز بأحدث الإنتاجات السينمائية، وبموافقة عدد من الأسماء المؤثِّرة
جماهيرياً على الحضور هنا أو هناك، ونحن واقعاً لا نُخفي سعادتنا الغامرة
بهذا المناخ من تشظّي الحب للسينما على هذه الصورة، في وقت أتعبتنا
الكتابات التي أطلقناها مطالبين دائماً بمحاولة الوقوف على قيمة وتأثير
وفعالية الأفلام في خدمة القضايا والموضوعات الحساسة في عالم اليوم.
قلنا الكثير في السابق، وتصوّرنا أنّ التكرار لم يُثمِرْ.. ولن يؤدي
إلى أي نتيجة على أساس تجارب سابقة لم تعط الأمل الكبير في التعلّم، بل في
الإكثار من الكلام وانعدام العمل، خصوصاً في مجال إبداعي نموذجي عميق مع
هذه الشاشة الساحرة التي لطالما قدّمت خدمات لم ينتبه إلى أهميتها سوى قلّة
من ملعب السينما، فالمفروض البحث عن السبب، إلا إذا كانت كثرة الطرق تفك
اللحام، والأرجح أنّ هذا هو المُبرِّر الأبرز لما هو حاصل.
ويلفتنا أمران في السياق:
- أنّ المهرجانات التي استعانت عندما انطلقت بخبراء أجانب لتنظيم
وتسيير تظاهراتها، راحت بعد عدة دورات تسلّم القيادة لطاقات محلية من أهل
البلد.
- الاهتمام بالسينما المحلية بحيث يكون الاحتكاك مع الجوار العربي
والعالم الغربي، نوعاً من الخبرة المطلوبة لظهور أفلام محلية تأخذ دروساً
ميدانية من الوافدين والمشاركين في دورات المهرجانات تباعاً، هذا عدا عن
الجوائز التقديرية والتشجيعية التي تُمنح لهم جزاء عطاءاتهم المتميّزة.
هذه الصورة منحت ثقة متبادلة بين هذه المنابر والمواطنين الذين هم
أولاً وأخيراً جمهور المهرجان، وبالتالي فعندما يعثرون على مكان لهم في
مهرجان بلدهم سيقدِّمون ما هو مميّز، ونابع من أصول التربة المحلية، ما
يغذّي النزعة الوطنية ولا يدع مجالاً للشعور بالدونية أمام الطاقات
الوافدة، بل لا خجل من أخذ خبرتهم ثم توظيفها بطريقة أو بأخرى في النتاج
المحلي، المدعوم مادياً ومعنوياً.
ولا ضير هنا من الإشارة إلى أنّ عامل المال أثّر على صورة المهرجانات،
فبينما الميزانيات رسمية ومحدودة ومقنّنة غالباً في الأقطار العربية، نجد
أنّ مهرجانات الخليج (دبي، أبوظبي، الخليج، ترايبيكا الدوحة، عُمان حصراً)
تحظى بميزانيات كريمة وكافية، تُشعِر المنظِّمين كما المشاركين والضيوف
براحة في كل مفاصل أيام المهرجان.
من هنا أهمية رصد ما هو كافٍ للتنظيم، ودعم العروض، وحتى جلب النجوم،
وإنْ كان النجوم يتطلّعون بعين الطمع إلى المنابر الخليجية هذه للفوز ببدل
مرتفع مقابل الحضور شخصياً، وحين استاءت إدارات المهرجانات من هذه
التصرّفات، باتت تدعو، ومن يوافق على الحضور من دون شروط يحسب حسابه في رقم
مرقوم يناسب اسمه ووزنه المعنوي على اعتبار أنّ هذا كلّه من ضمن منظومة هذه
المنابر، فإضافة إلى الأفلام ونقاشات الندوات والمؤتمرات الصحفية لا بأس من
إسم كبير يتوّج مناخ الاحتفاليات هذه بما يُسعِد الناس.
البعض يعتبر أنّ كثرة التظاهرات لا تُفيد بشيء، وأنّ الاقتصار على
بعضها الجيد أفضل، ونحن نجد في كثرتها غنى، شرط ألا تعمد كل واحدة إلى منح
جوائز، فهنا يكمن داء ووجع المهرجانات على الدوام، فمن لم فز هنا فاز هناك،
يعني كأنّنا في برنامج أطفال والكل يفوزون بـ عشرة على عشرة.
اللواء اللبنانية في
27/11/2012
تأجيل افتتاح المهرجان إلى الغد.. و«أبوعوف»:
نجوم هوليوود
اعتذروا لأن «مصر منطقة حرب»
كتب