كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان دبي السينمائي الدولي (4):

السينما البديلة تعود بأسماء أخرى هل تحسن الوضع من حولها؟

دبي: محمد رُضا

مهرجان دبي السينمائي الدولي السابع

   
 
 
 
 

عدد الأفلام المصرية الروائية الطويلة المنتجة هذا العام يقع في حدود 25 فيلما، بينها أربعة أفلام مختلفة عن السائد، تم عرض ثلاثة منها في هذا المهرجان؛ هي: «مايكروفون» لأحمد عبد الله، و«ستة سبعة تمانية» لمحمد دياب، و«الخروج» لهشام عيساوي. أما الرابع فهو «الحاوي» لإبراهيم البطوط الذي كان آثر الاشتراك في مهرجان الدوحة ترايبيكا الذي أقيم قبل نحو شهر، حيث خرج من هناك بالجائزة الذهبية.

أربعة أفلام تنشد التميز عن الشكل التقليدي لسرد الحكاية والضلوع بنوع من السينما الخارجة عن الخط المعتاد على أمل تأسيس حركة رديفة للفيلم المصري المعتاد.

وإذ تتابع هذه الأفلام تجد نفسك مشتركا في رغبة المخرج الماسة في تحقيق عمل يرفض الاستسلام لمناخ السوق المعمول به ويصر على دخول اللعبة السينمائية بنسيج من المعالجة الفنية والموضوع المختلف، بدوره، عن تلك المطروحة في الأفلام التجارية المتداولة، ومنها ما هو معروض حاليا في مصر وبعض الأسواق العربية الأخرى مثل «لمح البصر» و«إذاعة حب» و«زهايمر»، و«365 يوم سعادة»، و«اللمبي 8 غيغا» وسواها. وهذا الرفض ليس جديدا، وإن كانت أفلام الأمس المصرية عبرت عنه بطرق مختلفة، إذ كان منها ما هو جيد حتى ضمن الأعمال المنفتحة على الجمهور وذات الرغبة في تبؤ النجاح التجاري الواسع الذي كان للسينما المصرية حينذاك. كان من بينها أيضا الأفلام المختلفة التي تشبه، في منطلقاتها ومفاهيمها كما في طرق تنفيذها، تلك المنتجة اليوم، مع اختلاف التسمية، ففي أيام علي عبد الخالق وغالب شعث وصبحي شفيق وشادي عبد السلام وسواهم، كان اسمها «السينما البديلة»، وفي الثمانينات حملت تسمية السينما الجديدة أو المختلفة، وكان قوامها أفلام محمد خان وبشير الديك وخيري بشارة وعاطف الطيب من بين آخرين.

التسمية في حد ذاتها ليست ذات أهمية. إنها لزوم التعريف أكثر منها ضرورة ملحة للتمييز. لكن ما هو مثير للخشية هو حقيقة أن ذلك النوع من الأفلام، إذ أخفق أن يصبح تيارا كبيرا في حد ذاته ورديفا للإنتاج التقليدي، لا يزال يحمل احتمالات إخفاقه اليوم، وربما أكثر من الأمس.

سبب الإخفاق المتوقع ينتمي إلى حقيقة أن الجمهور ليس موجودا لها. ليست هناك المقومات التي تسمح لهذه السينما بالعيش، لأن ما يجعلها تستمر مرتبط بمشتري التذكرة، ومشتري التذكرة اعتاد على نمط من الأفلام لا يكترث لتغييره. لو كان فيلم البطوط «الحاوي» مطروحا اليوم في السوق جنبا إلى جنب أي من الأفلام التجارية السائدة، لنقل مثلا «اللمبي 8 غيغا»، فإن مشتري التذكرة لن يفكر مرتين في أي فيلم سيذهب إليه.

* حالة دائرية

* في حين أن المرء لا يستطيع لوم المشاهد المنفرد، إلا أنه يستطيع لوم الحالة العامة التي تولد مثل هذا التفكير والاتكاء على المعروف والمعهود. لكن اللوم الأكبر هو المنتج والموزع وصاحب الصالة، الذي يعمل كل منهم لحساب الآخر والجميع لحساب الإيرادات. على عكس ما يذهب إليه كثير من النقاد، هذا ليس عيبا، فالسينما في أحد جوانبها تجارة، وكل فيلم بحاجة إلى استرداد تكلفته بلا أي ريب. المشكلة هي أن أحدا من هذا المثلث العامل في الصناعة السينمائية لا يكترث لاستثمار بعض إيراداته ولو في فيلم واحد كل عام أو حتى كل عامين، لا باسم المسؤولية الوطنية ولا حبا في الثقافة العامة ولا رغبة في معاملة الفيلم كنتاج يستحق أن يكون فنيا. والحال هذه، فإن أقصى ما يمكن لهذه السينما البديلة أو المختلفة أو المستقلة فعله هو الاكتفاء بالفرص المحدودة التي تجدها لعلها تستطيع حفر طريق جديدة للاستمرار.

حالة دائرية؟ بالطبع. لكن بعض الجديد فيها هي أنها تحدث الآن وعدد الأفلام المصرية المنتجة هذا العام سوف لن يزيد على 25 فيلما روائيا طويلا. هذا هو نصف ما اعتادت السينما المصرية إنتاجه في معظم سنوات القرن الماضي. هذا يحفز السؤال: هل يعني ذلك أن الأفلام المختلفة الأربعة الواردة عناوينها أعلاه هو نتيجة إخفاق السوق التجارية أيضا؟ أم أنها حالة منفصلة ما دام أنها لا تنتمي إلى تلك السوق أصلا؟

السينما البديلة في أي بلد لا تستطيع العيش إلا إذا كانت مدعومة من الحكومة (وهذا لا يجعلها بديلة، بل رسمية)، أو كانت السينما السائدة في أفضل أحوالها حيث الإقبال متوال والنجاحات كثيرة وعدد الأفلام المنتجة يبرهن على ذلك. هنا، في هذه الحالة، لا ترتفع نسبة الأفلام الخارجة عن النطاق التقليدي فقط، بل تستطيع أن تستمر لأن الانتعاش ليس وضعا انتقائيا بل شاملا. المختلف هذه المرة أن السينما التجارية في مصر أساسا أمام تحديات تجارية كبيرة، ما يجعل نجاح سينما تخرج عن ذلك السائد أمرا أصعب من احتمال نجاحها في مناخ آخر. أربعة أفلام مختلفة هو رقم صحي بلا ريب، لكن بضعة أيام من الصحو لا تعني أن فصل الصيف قد حل.

* الأفلام

* «الخروج» - إخراج: هشام عيساوي.

- تمثيل: محمد رمضان، ومريهان، وسناء مزيان، وأحمد بدير.

- مصر/ الإمارات – 2010.

في نهاية هذا الفيلم، تسبح الفتاة أمل (مريهان) في مياه البحر محاولة اللحاق بالسفينة التي تركت الشاطئ متجهة إلى عرض البحر حاملة فوقها الشاب طارق (محمد رمضان). وكان هذا انتظرها طويلا قبل انطلاق المركب، لكنها تأخرت بسبب مشكلات وقعت في اللحظة الأخيرة. لقد أخبرته أنها ستصل في الموعد المحدد، وحين لم يعد قادرا على الانتظار ركب السفينة وجلس يفكر في الوضع برمته. لكن أحد الملاحين يشاهد أمل وهي تجهد، وقد قطعت شوطا كبيرا بعيدا عن الشاطئ، للحفاظ على سعيها للوصول إلى المركب المنطلق. قواها تخور بسرعة وطارق يراها من فوق المركب وبلا تردد يرمي نفسه في البحر لكي ينقذها.

أمام السيناريو، في هذه الحالات، عدة منافذ: يستطيع أن يصل إليها وينقذ حياتها ويتقدم المركب إليهما لكي يقلهما، وهذه هي نهاية سعيدة. ويستطيع أن يصور وصوله إليها وإنقاذه إياها، لكن المركب مضى بعيدا، مما يضعهما في مأزق حياتي مشترك. كذلك يمكن للسيناريو أن ينتهي والبطل عاجز عن إنقاذ حبيبته فتغرق وهو لا يزال يحاول الوصول إليها. أو كلاهما يغرقان بلا أثر. وهذا الأخير هو ما قرره المخرج عيساوي، الذي سبق وقدم فيلما خارج المسابقة في الدورة الرابعة بعنوان «شرق أميركي» حول شخصيات مصرية وعربية تعيش في لوس أنجليس وتستمد من طينة حياة ما بعد 2001 والصدع الذي أحدثته مواقعها الحذرة داخل المدينة في مواجهة الآثار التي خلفتها العملية الإرهابية.

«الخروج» هو أفضل من الفيلم السابق على عدة أصعدة، لكنه ليس الجواب الفني الكامل للحالة التي يعرضها هنا والتي تنتقل من البحث في المصري في الخارج إلى المصري في الداخل الساعي إلى الهجرة. فالسبب الذي قرر فيه طارق وحبيبته السفر هو الهرب من وضع خاص لن يتيح لهما العيش معا فيه. فهو مسلم وهي مسيحية، وهذا ما يعيدنا إلى فيلم عيساوي الأول، لأن التعايش كان مطروحا بين مسلمي أميركا ويهودييها.

الاختلاف الأبرز هو في تلك النهايات: في «شرق أميركي» حمل تفاؤلا: نعم إذا ما كانت النفوس صافية يمكن للمسلمين واليهود العيش والعمل معا. هناك حالة عدم ثقة يمكن تجاوزها بمد اليد بين الجانبين والنظر إلى الحياة كمصلحة مشتركة. أما في هذا الفيلم فعودة المخرج إلى بلاده لكي يصور فيلمه الثاني كشفت له عن استحالة تحقيق مثل هذا الحلم: هي ستسعى إلى اللحاق بحبيبها. ستبدأ بالغرق في عرض البحر. سيشاهدها وينطلق نحوها. سيغرقان معا. على الرغم من تنفيذ أكثر إيجازا مما كان يجب، فإن هذا ما تحمله هذه النهاية من معنى يصل بوضوح ويترك قيمته الإنسانية ماثلة بوضوح.

قبل الوصول إلى حيث يعترف المخرج باستحالة ما يراه مفترضا به أن يكون، نمر على طارق وأمل اللذين يعيشان في تلك البيئة المدقعة حيث يعملان ويتعرضان لمناطق الضعف المتعددة فيها. والمخرج لا يخشى لومة لائم في مجال إظهار قسوة الظروف عليهما. يقدم الحياة العائلية للفتاة كما يعتقد أنها الأنسب لطروحاته: لديها أم ضعيفة الشأن، تزوجت رجلا (أحمد بدير) لا يتورع عن الاستيلاء على مدخرات الأطفال بلعب الورق المغشوش ولا بيع محتويات البيت أو ضرب زوجته بعدما باع ما ترتديه من أساور. شقيقة أمل تفكر طويلا في حالها وحال ابنها الصغير قبل أن تقدم على الالتحاق ببيت للبغاء يمنحها الثقة بمستقبل أفضل لابنها الوحيد. هذا، في لحظة فالتة من الزمن يطلق النار على زوج جدته فيرديه قتيلا. تهرع أمل إلى الغرفة وتمسك المسدس ويشاهدها الجيران فيولولون فتهرب. هل ستظهر الحقيقة؟ هل ستعترف الشقيقة بأن طفلها هو الذي أطلق النار؟ لن ندري. بعد لحظات ستموت أمل غريقة ويغلق الباب عليها.

* «المغني» - المخرج: قاسم حول.

- تمثيل: عامر علوان، وأثمار خضر.

- العراق - 2010.

سبعة من الأفلام الـ10 المعروضة في مسابقة مهرجان دبي هي لمخرجين جدد. قاسم حول من الثلاثة الآخرين. باعه طويل في العمل السينمائي داخل العراق (أيام النظام السابق) وخارجه. وهو قليل الإنتاج أيضا. هذا الفيلم يأتي كمشروع تطلب سنوات طويلة من التحضير المالي لأجل إنتاجه. المخرجة اللبنانية الراحلة رندة الشهال واكبته قبل وفاتها، وهو أكمل الجهد ووجد السبيل لإقناع جهات فرنسية بتمويله.

على نحو متوقع من المخرج العراقي فإن «المغني» هو عن الوضع في العراق أيام صدام حسين. يختلف عما سبقه في هذا المجال في أنه يختار صرحا للأحداث غير مسبوق: شخصيات وحكايات تلتقي تحت سقف أحد قصور الرئيس الأسبق، وما يحدث معها يصبح عنوانا لحال العراق خلال الفترة، أو هكذا هي وجهة نظر المخرج على الأقل.

فيلم «المغني» يختلف قليلا في هذه الناحية من حيث إنه يروي حالة محددة لا يمكن الاستطراد منها للتعليق على الوضع الحالي أيضا: في يوم عيد ميلاد الرئيس صدام حسين، خلال الحرب العراقية - الإيرانية. توجد بعض الشخصيات في حفل خاص في أحد قصور صدام حسين (ولو أننا نرى الجزء المحدود من المكان). يصل ضابط برتبة كبيرة وصل إليها بترقية خاصة من الرئيس ومعه زوجته الجميلة. تصل امرأتان تعملان في «الميديا» مع رغبة إحداهما في التحول إلى مذيعة تلفزيونية. كذلك هناك الشاعر الذي ينوي إلقاء القصائد التي تتغنى بشجاعة الرئيس وحكمته ونظامه ومعه زوجته التي ترفض الانضمام إلى الجوقة العازفة ولا تكف عن الشكوى.

كل هؤلاء وسواهم يصلون في الوقت المحدد ويتعرضون للتفتيش الدقيق الذي يتضمن، حسب قول الفيلم، البحث عن أسلحة الدمار الشامل في أماكن معيبة من الجسد، قبل السماح لهم بالدخول شريطة تعقيم اليدين وعدم لمس أي أدوات طعام أو مصافحة أي أحد آخر قبل مصافحة الرئيس أولا. من لا يصل في موعده المحدد، المغنى (عامر علوان) إذ تتعطل سيارته القديمة وسط الدروب الزراعية ويمضي معظم النهار راكضا بعوده وسط الحقول في اتجاه بغداد قبل أن يجد من يوصله بعيدا عن القصر. حين يصل يستقبل بلكمة قوية ترميه أيضا، لكن صدام طلب الاستماع إليه وهذا يضمن له المثول أمامه.

طبعا صدام كان وصل واستمع للقصيدة وتابع رقصة «فلامنكو» إسبانية قبل أن يسأل عن سر غياب المغني. حين مثل ذاك طلب منه أن يغني ووجهه إلى الجدار، وهذا ما يفعله المغني والدموع تسرح على خديه.

لكن هناك أمورا أخرى تقع في تلك الليلة: الضابط يكتشف أن زوجته ضاجعت الرئيس، ولذلك تمت ترقيته، وزوجة المغني تتحدث عن مساوئ النظام وكيف أن زوجها باع نفسه، والمرأة التي تحلم بحضور على الشاشة التلفزيونية تكاد تحقق حلمها، لقد قابلها أحد ولدي صدام ووعدها خيرا وهو يلحظ شكلها ويعاين جمالها. والمخرج لا يتوقف عند ذلك بل يصور انتحار الزوج العسكري، وإلقاء القبض على الزوجة التي تقاد إلى غرفة تحت الأرض حيث (مفترضا وليس على نحو ظاهر) سيعتدى عليها وستضرب وقد لا ترى وجه الحياة بعد ذلك الحين.

كل هذا جزء من خامة كان يمكن لها أن تشكل فيلما أفضل بكثير في عدة نواح. مثلا الانتقال بين ما يقع في القصر وسعي المغني إلى الوصول إليه، ليس متساويا في النتيجة الفنية والدرامية لأن تركيبة الفيلم ليست صحيحة. وبما أن المخرج أراد فيلما عن «المغني» (كما عنوانه)، فإن هناك واجبا جعله المحور الحقيقي لما يدور. حلان هنا: فيلم يدور برمته خارج القصر وبعيدا عن مشاهد صدام ومراسمه والحفلة أساسا، حول ذلك المغني الذي ينطلق صباحا وما يتعرض إليه - رغما عنه - مما يمنعه من الوصول في الوقت المحدد، مع ما سيكشفه ذلك من خوفه من العقاب من ناحية، وحال من يمر بهم من بشر من ناحية أخرى، أو يقدم وصول المغني إلى الحفل (ولو كان متأخرا بعض الشيء) وجعله أكثر حضورا ومعاينة لما يدور.

إلى ذلك، هناك الحوار الضعيف والمكتوب بعضه لكي يتكرر، مع أن مضمونه وصل من المرة الأولى. الأسوأ هو الأداء الذي قام به الممثل الذي لعب دور صدام حسين. في ربع الساعة الأولى نسمعه يتحدث بالفصحى، ثم بعد ذلك ينتقل من العامية إلى الفصحى. عدا حواره ذاك، فإنه لا يعكس شيئا يجسد الشخصية التي ما زالت ماثلة لأعدائه كما لمحبيه. ما نراه ليس بالضرورة صدام رغم أنه مقصود به أن يكون.

لقد فوت المخرج فرصة كبيرة لوضع سوريالي بسبب عدم ضبطه مكامن السخرية في المشهد العام. ذلك الموقع المختار لجمع كل هذه الشخصيات وعرضها أمام صدام في أوج زعامته، كان يمكن أن يستفيد من معطيات كثيرة. بما أن الخروج عن الواقع ليس أهم من مهمة إنجاز فيلم جيد، فإن الفيلم كان يستطيع أن يستوعب الصورة السوريالية مجسدة بمشاهد داخلية إضافية وليس موحى بها بفضل اجتهاد المشاهد وحده. «المغني» في نهاية الأمر جريء في ما يطرحه، لكنه أقل جرأة في كيفية ما يطرحه.

* «رصاصة طايشة» - إخراج: جورج هاشم.

- تمثيل: نادين لبكي، وتقلا شمعون، وهند طاهر.

- لبنان – 2010.

أفرزت الحرب الأهلية اللبنانية عددا كبيرا من الأفلام التي تحدثت عنها. بعضها متصل أكثر بجبهة القتال التي اشتعلت ست عشرة سنة، وبعضها تناول الجبهة الداخلية وآثار ما يقع في خطوط التماس عليها.

«رصاصة طايشة» هو من الفئة الثانية ويدور حول عائلة مسيحية مؤلفة من الأم وبنتيها وابنها وزوجته وابنتيهما وكلهم تحت سقف واحد. نُهى (نادين لبكي) تختلف عن الباقين في قراءتها للواقع الذي تعيشه. إنها على أهبة القبول بعريس لا ترغبه فقط من باب الخوف من أن تصبح عانسا كما شقيقتها. لكن حبها الحقيقي هو لجوزيف على الرغم من عيوبه، فهو، بالنسبة لنهى، منطو ولا يتفاعل كما تريده. في يوم زيارة عائلة العريس لعائلة نهى، تخرج نهى مع جوزيف في سيارته القديمة إلى بعض أحراش البلدة ويختلفان. تخرج من السيارة لتفاجأ بملثمين (مسيحيين) يجرون رجلا وضعوه في كيس حيث يتم إعدامه بعدة رصاصات. مطلق الرصاص ما هو إلا فتاة من ميليشيا (ما). حين يهرع جوزيف لمعرفة ما يدور، يؤمر بالامتثال ويسأل ما إذا كان في هذا المكان وحده. يجيب بنعم لكي يمنع الأذى عن نهى التي تشهد قيام المسلحين باقتياده بعيدا. سوف لن تراه بعد الآن وسوف لن نراه نحن أيضا بعد ذلك المشهد.

لكننا سنرى الفتاة القاتلة نفسها، فهي ليست سوى شقيقة العريس. المشهد الذي عني المخرج بسرده يحتوي على اختلاف شديد في الرأي: القاتلة تدافع عما تقوم به الميليشيات المسيحية في المخيمات الفلسطينية، وزوجة شقيق نهى تنبري لتقول إن هذا الهجوم على المخيمات الفلسطينية (والفيلم كان أورد في مطلعه أن أحداثه وقعت خلال ذلك) هو فعل غير إنساني، كون القتل كان عشوائيا.

يلي ذلك خلاف أكبر شأنا بين نهى وشقيقها، فهي قررت رفض الزواج وشقيقها يضربها، مما يؤدي بها إلى ترك البيت ليلا. تحاول والدتها اللحاق بها، مما يؤدي إلى مأساة تعاني منها نهى لسنوات كثيرة بعد ذلك، إذ انفصلت تماما عن الحياة فاقدة الرغبة فيها. يحاول جورج تقديم فيلم مدروس بعناية. لكن الخطأ ليس كتابيا، كما العادة في الكثير من الأفلام الأخرى، بل في اختيار المخرج من اللقطات حجما وتنوعا. ذلك المشهد الطويل الذي يقع خلال الزيارة العائلية وما ينتج عنه من مواقف، كان من المفترض أن يكون متوترا على نحو تلقائي، لكن ما يمنع ذلك هو معاملة كل الشخصيات بلقطات متساوية الحجم والزوايا، مما يخلق مشهدا مسطحا رغم ما يدور، حواريا، فيه.

جورج هاشم يملك خلفية مسرحية وربما، ربما فقط، شاهد أعمالا لإنغمار برغمن، الذي لديه أيضا خلفية مسرحية، وحاول الاستلهام من أسلوبه. وإذا كان هذا الافتراض صحيحا كما يوحي الفيلم به، فإن النتيجة لم تتضمن تحليل لقطات برغمن وأسباب استخدامها على هذا النحو وما يعنيه المكان من حضور. على ذلك، الفيلم تجربة مستحقة تنضم بتميز للأعمال اللبنانية التي تطرقت إلى فاجعة أثبتت هشاشة الوضع وضعف اللحمة التي تربط بين الناس. حقيقة، إن المخرج اكتفى بذلك القدر من السياسة وانصرف إلى «تفليم» حياة امرأة لا تحقق ما تريد في ظل تلك الظروف يمنح الفيلم أفضل قيمه وخصاله.

الشرق الأوسط في

18/12/2010

# # # #

سيناريو على معزة للبطوط يفوز بجائزة ملتقى دبى

كتبت علا الشافعى 

فاز أمس المخرج والسيناريست إبراهيم البطوط بإحدى جوائز ملتقى دبى السينمائى ضمن فعاليات مهرجان دبى السينمائى الدولى السابع الذى انطلقت فعالياته يوم 12 وتستمر حتى 19 من شهر ديسمبر الحالى، عن مشروعه الجديد على معزة. وذلك بعدما تنافس مشروع السيناريو الذى قدمه بالتعاون مع المنتج حسام علوان مع العديد من المشروعات السينمائية الأخرى ضمن الملتقى، حيث فاز الفيلم بجائزة ARTE للعلاقات الدولية والتى تبلغ قيمتها 6 آلاف يورو، والتى يتم منحها لواحد من السينمائيين تكريماً لمدى ما تتمتع به فكرة المشروع من ابتكار وحماس.

ملتقى دبى السينمائى هو سوق للإنتاج المشترك لـ مهرجان دبى السينمائى الدولى. تم تأسيس الملتقى عام 2007 بهدف الترويج للسينمائيين العرب وتعزيز نمو صناعة السينما فى العالم العربى، وتركز مبادرة الملتقى على بناء جسور التواصل والتقريب بين السينمائيين العرب والعالميين، من أجل التعاون فى إنتاج حوالى 15 مشروعاً يتم اختيارها كل عام.

ومنذ انطلاقته عام 2007، شمل الملتقى 46 مشروعاً سينمائياً، تم الانتهاء من 10 أفلام، فيما وصلت 9 مشاريع أخرى إلى مراحل مختلفة من عملية الإنتاج، وقد تم إنجاز 50 فى المائة من المشاريع المطروحة خلال ثلاث سنوات فقط.

يذكر أن إبراهيم شارك أيضاً من خلال شركته عين شمس للإنتاج السينمائى فى سوق دبى السينمائى، حيث يعرض من خلاله أحدث إنتاجاته فيلم حاوى، وهو الفيلم الذى حصل على جائزة أفضل فيلم عربى من مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائى الدولى، ويستعد لعرضه الثانى فى يناير - كانون الثانى القادم ضمن مهرجان روتردام السينمائى الدولى، وقد صوّر الفيلم بالكامل فى مدينة الإسكندرية، وهو من تأليف وإخراج إبراهيم البطوط، والبطولة لمجموعة كبيرة من الممثلين السكندريين الجدد، وهم محمد السيد وشريف الدسوقى ورينا عارف، ومعهم القديرة حنان يوسف.

اليوم السابع المصرية في

18/12/2010

# # # #

مهرجان دبي وأحلام ريادة المهرجانات العربية

رسالة دبي‏:‏ أحمد عاطف 

افتتح الأحد الماضي مهرجان دبي السينمائي الدولي في انطلاقة جديدة تشي بمرحلة نضج‏.‏وكالعادة أضاء نجوم مصر حفل الافتتاح في غياب لافت لنجوم هوليوود هذا العام ‏.‏فمن جيل الكبار

جاءت بوسي ولبلبة ومن الوسط أحمد السقا ومحمد رجب وباسم سمرة وماجد الكدواني ونيللي كريم ومن الشباب محمد رمضان و شيري عادل وايمي سمير غانم وغيرهم‏.‏ ومن نجوم العالم البريطاني كولين فيرث بطل فيلم الافتتاح‏(‏ خطاب الملك‏)‏ المرشح لأكثر من جائزة أوسكار‏.‏وغاب شون بين عن الحفل‏.‏ويكرم المهرجان الفنانة الكبيرة صباح والمخرج المالي سليمان سيسي‏.‏ الدورة السابعة تحفل بـ‏157‏ فيلما من‏57‏ دولة علي رأسها ثلاثة مسابقات للأفلام العربية‏(‏ طويلة وتسجيلية وروائية قصيرة‏)‏ فضلا عن مسابقة للأفلام الاماراتية‏,‏ اخري للأفلام الافريقية والاسيوية تحمل جميعها اسم المهر‏:‏ أيقونة المهرجان وشعاره‏.‏

أهم أفلام تلك الأقسام الفيلمين المصريين‏678‏ أول اخراج للمؤلف محمد دياب و‏(‏الخروج‏)‏ للمصري المقيم بأمريكا منذ زمن‏(‏ هشام العيسوي‏)..‏ ويعرض الفيلمان العراقيان المغني للمخرج قاسم حول‏,‏ وهو عن يوم عيد ميلاد دكتاتور عربي أو شرق أوسطي والرحيل من بغداد للمخرج قتيبة الجنابي وفيلم دمشق مع حبي للمخرج السوري الشاب محمد عبدالعزيز‏,.‏ ويلقي الفيلم الأردني مدن الترانزيت الضوء علي التوترات الاجتماعية في عمان المعاصرة والتي تعد نتاجا للتشدد الديني والعولمة‏.‏ومن الافلام التسجيلية عدة افلام عن فلسطين فيلم الطريق إلي بيت لحم‏,‏ للمخرجة الفلسطينية ليلي صنصور‏.‏والفيلم الوثائقي قصيدة غزة‏-‏ فلسطين‏,‏ للمخرجين سمير عبدالله وخير الدين مبروك‏,‏ والفيلم الوثائقي القصير تذكرة من عزرائيل للمخرج الفلسطيني عبدالله الغول‏,.‏ و‏(‏هذة صورتي وأنا ميت‏)‏ للأردني محمود المسادأما قسم ليال عربية فهو اشبه ببانوراما خارج المسابقة لافلام لمخرجين اجانب عن موضوعات عربية ومن اهم افلامه الفيلم الأول للكاتب والمخرج البريطاني مارك كوزينز‏,‏ في قرية غوبتابا الكردية العراقية‏.‏ وفيلم مسافة رصاصة‏,‏ أيضا‏.‏ويشارك ثلاثة أعضاء مصريين قي لجان التحكيم هم هشام سليم في لجنة تحكيم الافلام الطويلة والمخرجة تهاني راشد في لجنة تحكيم الافلام التسجيلية ويرأس الناقد الكبير سمير فريد لجنة تحكيم مسابقة الافلام الاماراتية القصيرة‏.‏

كما اعلن المهرجان عن اختيار مجموعة من أهم الأفلام المكسيكية ضمن فعاليات برنامج في دائرة الضوء‏,‏ وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالذكري المئوية الثانية لاستقلال المكسيك‏.‏ ويبدو أن امارة دبي تبذل قصاري جهدها ليصبح دبي أهم مهرجان عربي وقد عبر عن ذلك رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة في كلمته التي ركزت علي رغبة المهرجان في احتضان كل المواهب العربية‏.‏ ولهذا حضر الافتتاح الامراء ماجد ومنصور ابناء الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الامارات وحاكم دبي‏.‏

الأهرام اليومي في

18/12/2010

 

خطاب الملك.. يفتتح مهرجان دبى

رسالة دبي‏:‏ نادر عدلي 

افتتح مساء الأحد الماضي مهرجان دبي السينمائي الدولي‏(19-12ديسمبر‏)‏ في دورته السابعة‏,‏ بالفيلم البريطاني حديث الملك اخراج توم هوبر‏,‏ وقد جاء الافتتاح بسيط ومتقن‏,‏ وحضره اكثر من‏2000‏ مدعو في مدينة جميرا‏,‏

وقام المهرجان بتكريم الفنانة الكبيرة صباح‏,‏ ومن افريقيا المخرج المالي سليمان سيسي‏,‏ والنجم الامريكي شون بن الذي اعتذر عن الحضور قبل الافتتاح بساعات قليلة‏..‏ وحضر الافتتاح الشيخ ماجد بن محمد بن راشد‏.‏

وكان جدير مهرجان هذا العام تنظيم مسابقة المهر الاماراتي لاول مرة في اطار مسابقات المهرجان الرئيسية والتي تضم مسابقتين الأخريين‏,‏ الاولي هي مسابقة المهر العربي والتي تضم الافلام الروائية الطويلة‏,‏ والافلام القصيرة والافلام الوثائقية‏,‏ والثانية هي مسابقة المهر الاسيوي ـ الافريقي وهي ايضا مقسمة الي أفلام طويلة وقصيرة ووثائقية ويهتم مهرجان دبي بشكل اساسي بالسينما العربية سواء من خلال المسابقات أو من خلال برنامجي ليال عربية وأصوات خليجية

وقد اشار الناقد والباحث مسعود أمر الله مدير المهرجان في افتتاح المهرجان الي ان المهرجان يوجه للسينما المصرية تحية خاصة من خلال الاحتفال الكبير بها‏,‏ والذي تمثل في مشاركة ثلاثة أفلام روائية طويلة في المسابقة التي تضم‏12‏ فيلما‏,‏ وهي فيلم‏678‏ اخراج محمد دياب وبطولة نيللي كريم وبشري وباسم سمرة‏,‏ وفيلم الخروج بطولة مريهام ومحمد رمضان واخراج هشام عيسوي‏,‏ وفيلم ميكروفون اخراج احمد عبدالله وبطولة خالد ابو النجا ويسرا اللوزي وقد كان اول مظاهر الاحتفاء بالسينما المصرية هو اختيار الفيلمين الاولين من بين الافلام الرئيسية السابعة التي يختارها المهرجان تحت مسمي العروض الافتتاحية‏,‏ ولم يتم اختيار ميكروفون بسبب أنه جاء الي دبي بعد ان فاز بجائزتين كبيرتين في قرطاج والقاهرة‏,‏ بينما الفيلمان الاخران يمثلان العرض الاول عالميا‏..‏ كما تشارك مصر في مسابقة الافلام الوثائقية بفيلم ظلال اخراج ماريان خوري‏,‏ وفي الافلام القصيرة بفيلم حواس اخراج محمد رمضان‏.‏

ايضا من مظاهر الاحتفاء بالسينما المصرية كان اختيار الناقد سمير فريد رئيسا للجنة تحكيم مسابقة المهر الاماراتي‏,‏ والفنان هشام سليم في عضوية المسابقة العربية للافلام الطويلة‏,‏ والمخرجة تهاني راشد في مسابقة الافلام الوثائقية‏..‏ ومن النجوم المصريين الذين حضروا المهرجان الفنانة لبلبة ومصطفي فهمي ورانيا فريد شوقي ورغدة بالاضافة لنجوم ومخرجين الافلام الثلاثة‏.‏

اما فيلم الافتتاح البريطاني حديث الملك اخراج توم هوبر وبطولة كولين فيرث‏,‏ فقد اختارته ادارة المهرجان قبل ان يفوز في الاسبوع الماضي بخمس جوائز في مهرجان السينما المستقلة ببريطانيا‏,‏ كما انه مرشحة لجوائز الاوسكار‏,‏ والفيلم يدور حول الملك جورج السادس الذي اعتلي العرش بعد وفاة والده جورج الخامس‏,‏ وتنحي شقيقه الاكبر عن العرش بسبب زواجه بـ امرأة مطلقة مما يمثل خروجا عن تقاليد الكنيسة والتقاليد الملكية‏,‏ وقد كان هذا الملك يعاني التعلثم اثناء الكلام‏,‏ والفيلم كله يدور حول طبيب نفسي يحاول علاجه‏,‏ فقد شاءت الاقدار أن يكون هذا الملك هو صاحب الخطاب الحماسي والحاسم لاعلان الحرب العالمية ضد هتلر‏,‏ والفيلم تدور احداثه في اطار كوميدي اما فاعليات المهرجان واحداثه فقد بدأت صباح الاثنين الماضي بعرض‏157‏ فيلما في‏12‏ صالة عرض‏,‏ ومهرجان دبي يحرص علي ان يتابع الجمهور عروضه‏,‏ وفي اول نشراته الصحفية نشر عدد رواده في العام الماضي‏,‏ وكان‏50‏ الف متفرج‏.‏

الأهرام اليومي في

18/12/2010

# # # #

 

يتناول موضوع التحرش الجنسي في مصر

فيلم «678»: حد الاختناق

عبدالستار ناجي

تجربة بعد اخرى يؤكد مهرجان دبي السينمائي الدولي علو كعبه وتميز اختياراته السينمائية العالية المستوى. فبعد حفل وفيلم الافتتاح الرائع والذي تمثل بفيلم «خطاب الملك» الفيلم الاكثر حضورا وحظوظا في الذهاب الى الاوسكار. يأتي افتتاح تظاهرة البرامج العربية من خلال فيلم «678» من اخراج المخرج الشاب محمد دياب.

فيلم يأسرنا الى معاناة ثلاث نساء من التحرش الجنسي اليومي الذي يحاصرهم ويدمر حياتهم ويحولها الى جحيم خانق.

فيلم يسحبنا من مقاعدنا الى حيث تلك المعطيات المشبعة بالالم والتعب الانساني عبر حكاية ثلاث نساء من قطاعات اجتماعية متعددة ومختلفة. ليدفع بنا الى اتون الاختناق والتعب. حيث التحليل الدقيق لظروف كل شخصية ومفردات الالم والتعب الحياتي واليومي والاجتماعي في سينما تأسرنا بصدقها وواقعيتها وتماسها الحقيقي مع قضايا الانسان والمرأة على وجه الخصوص.

في فيلم «678» سينما من نوع مختلف تذهب بنا الى لجة الالم فيشعر المشاهد بانه متورط في تلك اللعبة السينمائية التي كتبت بعناية ونفذت باحتراف عالي المستوى عبر فريق كان يعيش مباراة حقيقية في التجسيد والتفاعل مع الشخصيات التي انيطت به.

سينما لا تتملق. سينما تظل تذهب بنا الى مزيد من الالم والتعب الحياتي عبر سيناريو حيك بعناية وكتب بمفردات وشخوص كل منها تحمل التعب الانساني اليومي. ليس في مصر وحدها بل في انحاء العالم وفي دول العالم الثالث على وجه الخصوص.

ان الذهاب الى احداثيات الفيلم تجعلنا امام موضوع في غاية الحساسية حيث التحرش الجنسى. وفي مصر تؤكد الدراسات والابحاث بان النسبة في تزايد وارتفاع يشكل علامات استفهام كبيرة لهذا يذهب اليه الفيلم مازجا الواقع بمفردات الالم.

منذ اللحظة الاولى نجد انفسنا امام ازدحام من الشخوص ونعلم جيدا بان الفنان المخرج والكاتب محمد دياب حينا يستدعي كل تلك الشخصيات فانما يريد ان يقدم موزاييك المجتمع المصري. فهذه «فايزة» الام الملتزمة التي عليها ان تواجه التحرش اليومي في وسائل المواصلات العامة «الباصات» وهي في طريق ذهابها وعودتها من عملها ما يحول حياتها الى مزيد من الجحيم يفقداها متعة الاحساس بالاشياء التي تحيط بها. حتى علاقتها الزوجية تتحول الى كابوس لانها تتصور ان تلك العلاقة هي جزء من ذلك التحرش التعسفي وفي الحين ذاته هناك حكاية «صبا» السيدة الثرية المشغولة في «الاتيليه» الذي تمتلكه وزوجها المشغول بين عمله كدكتور وعشقه لمباريات كرة القدم. وايضا حكاية الكوميدانة «نيللي» التي تحاول ان تشق طريقها في المجال الفني الى جوار خطيب يؤمن بها ويحبها.

وعبر تلك الشخصيات وما يحيط بها. تتعرض فايزة الى التحرش. في الباص الذي يحمل الرقم «678» وايضا تتعرض «صبا» للتحرش خلال احدى مباريات كرة القدم. وايضا الكوميدانة الشابة «نيللي» امام منزلها وعلى مرأى من والدتها التي كانت تنتظرها على البلكونة.

ثلاث نساء وجنون وهوس اجتماعي. يستفرغ من خلال الرجل امراضه ومشاكله في لحظات خارجة عن الزمن تدفع بتلك الشخصيات الى اتون التحرش وعذاباته وانعكاساته. حيث تعمل تلك الممارسات على عجله فايزة عن زوجها حارس الامن المسحوق الذي يعمل في مكانين وينتظر العودة الى المنزل. ليفرغ حاجته ولكن يجد امرأة مسحوقة مدمرة الاحاسيس بين العمل الوظيفي وتربية الاطفال وتدريسهم وايضا ذلك الجنون الانساني الرجولي في وسائل النقل وشوارع القاهرة حيث التحرش في رعونته. وايضا المرأة الثرية «صبا» التي حينما تتعرض الى التحرش وهي حامل لا تجد الزوج الذي يقف الى جوارها يواسيها ويعمل على ان تتجاوز ازمتها ومعاناتها. فتقرر ان تنفصل عنه لانه اعتقد بان تعرضها للتحرش هو اهانة لكرامته. بينما الحقيقة هي ابعد من ذلك بكثير انها اهانة لمجتمع بكامله.

اما الكوميدانة الشابة «نيلللي » فانها تواصل حقها القانوني امام المحاكم والاعلام. ولكنها تواجه برفض اسرتها واسرة خطيبها الذي يظل يدافع عنها مؤمن بها وبحبه الكبير لها.

وتتلاقى الثلاث. حيث تبدأ «فايزة» بمهاجمة كل من يتحرش بها وتضربه في اماكن الحساسة عند الرجل. وتبدأ الشرطة بالبحث عن الفاعل. فلا بلاغات. المتحرش لا يرفع قضية بعد اصابته. والمتحرش بها لا تشتكي. خوف اجتماعي من قوانين اخلاقية تجاوزها الزمن.

ويتمكن احد الضباط من فك رموز تلك الجرائم التي يتعرض لها الرجال في عدد من وسائل النقل العامة وايضا الاماكن العامة. ولكن ذلك الضابط هو الاخر يعاني من ضغوط وظروف حياته ويظل غير مقتنع بظروف الاخر «المرأة» التي تتعرض الى التعسف حتى اللحظة التي يفقد بها زوجته في غرفة الولادة بعد ان يصل اليها متأخرا لتنجب له ابنة بعد ولدين وهنا ايضا تتغير مفاهيمه للتعامل مع المرأة لانه اصبح أبا لبنت بعد ان كان ابا لاولاد. وهناك فرق كبير في الفهم والتعامل.

وتمضي الاحداث لتذهب بنا الى مزيد من الاختناق والتعب الحياتي وضغوط التي تنتهي لان يتحول زوج فايزة الى جزء من الرجال الذين يتحرشون بالنساء بعد ان فقد اللذة في بيته. وتطلب «صبا» الطلاق من زوجها الدكتور. بينما تواصل الكوميديانة نضالها القانوني وترفض ان تتنازل ليحكم القانون لصالحا. ويسن بعدها قانون صارم في مصر لمعاقبة التحرش.

المخرج والكاتب الشاب محمد ذياب يمتلك موهبة عالية المستوى على صعيد الكتابة وصياغة سيناريو متداخل مكتوب بعناية يمتلك لغة التحليل للشخصيات بشكل روائي مكثف يجعل المشاهد امام وجبة فنية عالية المستوى وبحث في قضية تمس المرأة والمجتمع المصري ولربما العالم حيث المرأة هي المستهدفة.

فريق العمل حدث واسهب، فهم حقيقي للشخصيات اداء بلا تكليف، تدهشنا «بشرى» في تقمصها لشخصية «فايزة» الزوجة الملتزمة التي تطل بلا ماكياج الا من مسحة الالم التي تتطور تارة الى ثأر وعنف وايضا قلق والم على واقع اسرتها وابنائها ومجتمعها... وهكذا هي الفنانة نيللي كريم بدور «صبا» التي تتطور قدراتها وتنضج موهبتها في تفسير الشخصية وتحليها وتقديمها بصيغ تمزج بين الدقة في حياكة التفاصيل وايضا النضج في التعامل مع الكاميرا.

وباداء يمتاز بالعفوية التامة ياتينا ماجد كدواني بدور ضابط المباحث. وايضا الفنان محمد سمرة بدور زوج فايزة المسحوق الذي ينزلق الى قيعان التحرش بحثا عن لذته التي لا يجدها في منزله.

فيلم يذهب بعيدا في رصد تحقيق العدالة من خلال تلك الفتيات المدمرات حتى يأتي القانون ولكن يظل موضوع التحرش بابا مفتوحا في ظل الواقع الاجتماعي في العديد من دول العالم.

ويبقى ان نقول فيلم «678» يدفعنا الى مزيد من الاختناق إلى حد الصراخ لواقع المرأة في مصر ونقول برافو بشرى التي امنت بالعمل نصا والمخرج موهبة فكان ان انتجت ومثلت وتألقت مع فريقها في تقديم عمل سيظل حاضرا بتميزه وحرفته.. وايضا بحضور التحرش في العالم.

النهار الكويتية في

19/12/2010

# # # #

بول زيلك: مهرجان «دبي» يتطور إلى العالمية

عبدالستار ناجي

أكد بول زيلك رئيس شركة ريد ميديوم المنظمة والمشرفة على جميع مهرجانات كان التي تقام في مدينة كان الفرنسية ان مهرجان دبي السينمائي الدولي يتطور الى العالمية بخطوات ايجابية طموحة. نرصدها بكثير من الفرح والغبطة لانها تمثل رصيداً اضافياً لدعم السينما العالمية.

وشدد زيلك على انه يرى شخصيا ان مهرجان دبي يمثل جسراً حقيقياً للتواصل بين الحضارات وبين الشرق والغرب على وجه الخصوص. واشار الى ان احتفالية حفل الافتتاح اكدت تلك المعاني الكبيرة التي يسعى المهرجان وادراته للتأكيد عليها. وقال رئيس مهرجانات كان الدولية في تصريح خاص بـ «النهار» الى ان المهرجان يمتاز باختياراته الفنية العالية المستوى والتي تجسد العلاقة الوطيدة من المحبة والتعامل الاحترافي العالي المستوى بين ادارة المهرجان وصناع السينما حول العالم.

واشار بول زيلك الى انه يرصد تطور المشاركات العربية في عدد من المهرجانات ومن بينها سوق كان الدولية للتلفزيون ميب تي في و ميب كوم وغيرهما من المهرجانات الدولية ولعل من ابرزها مهرجان كان السينمائي الدولي والذي بات اليوم احد اهم المهرجانات السينمائية الدولية.

واكد بول زيلك ان ابواب «كان» مفتوحة امام الابداع الفني سينما و- تلفزيون وغيرهما من القطاعات الابداعية القادمة من انحاء العالم العربي والشرق الاوسط بشكل عام ودعا الى المزيد من التواجد والحوار من اجل ايصال الابداع الفني والاعلامي العربي الى العالمية.

وفي ختام تصريحه اشار بول زيلك الى ان التحضيرات تتم حاليا من اجل الدورة المقبلة لسوق كان الدولية للتلفزيون «ميب تي في» في ابريل المقبل وانه يوجه الدعوة لجميع القطاعات للمشاركة لان هذا الملتقى يمثل جسر التواصل مع العالمية. 

شون بين يعتذر عن الحضور لدبي لتواجده في هايتي

عبدالستار ناجي

الأوضاع السياسية المتوترة التي تشهد كثيراً من التدهور في هايتي جعلت النجم الاميركي شون بين يعتذر عن الحضور الى دبي وذلك لسفره الى هايتي منذ ايام من اجل مساعدة العاملين في المؤسسة الخيرية على الخروج او تجاوز الظروف التي تحيط بهم.

وفي تصريح خاص اكد رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة تفهمه لظروف النجم الكبير شون بين وعبر عن اسفه الشديد لعدم تمكن شون بين من الحضور الى دبي وذلك لانه علق هناك نتيجة الظروف التي تعيشها هايتي هذه الايام، هذا وقد اصدر شون بين بيانا لجمهور مهرجان دبي وادارته قال فيه: يشرفني ان احصل على جائزة تكريم انجازات الفنانين من مهرجان دبي السينمائي الدولي وكانت لدى النية الكاملة ان اكون متواجدا في الحدث لاستلام الجائزة شخصيا ولكن للاسف فان الحالة ساءت في هايتي وكان من الاهمية بمكان ان اكون هناك للتأكد من سلامة الموظفين العاملين لدى منظمة «جيه. بي» لاغاثة هايتي واتطلع الى حضور المهرجان في المستقبل.

والمعروف ان شون بين اسس مؤسسة خاصة بتقديم المعونات في جميع دول العالم التي تتعرض للدمار أو الضرر.  

وجهة نظر

دبي – 4

عبدالستار ناجي

مخطئ من يعتقد ان هنالك خلافاً ما بين مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان ابوظبي السينمائي الدولي، هنالك تنافس وليس خلاف، وشتان بين التنافس والخلاف.

التنافس بوابة حقيقية للارتقاء والتميز والتفرد والخلاف شجار وتطاحن وتشويه وخلل.

وما نلمسه يتجاوز كل ذلك الى حالة من الثراء الفني والاعلامي لدولة الامارات العربية المتحدة قبل اي شيء اخر.

مهرجان ابوظبي في اكتوبر وهو موعد بعيد عن مهرجان دبي وكل منهما قادر على اجتذاب الافلام والعروض والشخصيات الدولية.

ولكل من المهرجانين فريقهما وكوادرهما المتخصصة.

اعرف كوادر مهرجان دبي كما اعرف كوادر مهرجان ابوظبي عن قرب ولم اسمع منهم ما يشوه العلاقة بينهما، الا ذلك الفكر الناضج، والباحث عن التميز والتألق، في اطار بين التنافس، ليس بين مهرجاني دبي وابوظبي، بل بين مهرجان دبي وجميع المهرجانات، وايضا مهرجان ابوظبي وبقية المهرجانات.

مهرجان دبي اليوم، يذهب بعيدا، في كل شيء: التنظيم والادارة والاختيارات والتظاهرات واللجان والضيوف وغيرها من مفردات هذا الفعل السينمائي الدولي، والذي بات كبار صناع السينما ونقادها، حريصين اشد الحرص على التواجد والمتابعة والرصد.

وعلى النهج ذاته يسير مهرجان ابوظبي، الذي تجاوز في العامين الاخيرين ارث الدورات الاولى، لينطلق عائدا إلى النهج الدولي.

مهرجان دبي اليوم اكثر انشغالا في تأكيد هويته، وخصوصيته كجسر حقيقي بين الثقافات ونافذة متفردة على التواصل مع الابداع السينمائي من انحاء العالم.

وخلف هكذا توجه، يقف ثنائي متناغم ومتعاون ومتفاهم يضم عبدالحميد جمعة «رئيس المهرجان» وسعود آمرالله العلي «المدير الفني للمهرجان ومعهم صفوة من العناصر والخبرات والكوادر التي تعرف حرفتها، وتسخر جميع امكاناتها من اجل اسم «دبي» ومهرجانها السينمائي الدولي الناجح.

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

19/12/2010

# # # #

فيلم "كوبا كابانا" جمعها بابنتها لوليتا لأول مرة

إيزابيل هوبير في دبي: المهرجانات وسيلة لاكتشاف العالم 

دبي - أ ف ب / أكدت النجمة الفرنسية إيزابيل هوبير التي تشارك في فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة أنها سعيدة باكتشاف هذا المهرجان من خلال الحضور وأنه مثل كل التظاهرات التي تعرض الأفلام عبر العالم يجعل السينما تحيا.

واعتبرت هوبير في تصريح لها أن "المهرجانات تبقى وسيلة لطيفة ومرحة لاكتشاف أماكن وأشخاص عبر العالم".

ويقدم مهرجان دبي فيلم "كوبا كابانا" للمخرج الفرنسي الشاب مارك فيتوسي الذي جمع وللمرة الأولى بين إيزابيل هوبير وبين ابنتها لوليتا شما في فيلم واحد.

وتؤدي هوبير في الفيلم دوراً كوميديا مختلفاً عن أدوارها المعهودة في السينما حيث اشتهرت بأداء أدوار معقدة تعتمد كثيراً على الأداء النفسي.

وعن صعوبة أن تؤدي دوراً كوميدياً قالت هوبير إنها "تتحمل خصائص الشخصية. أنا ممثلة وليس صعباً علي أداء أي دور. أن أؤدي أي دور ممكن فهذا بديهي بالنسبة لي باعتباري ممثلة".

ويوفر الفيلم الكوميدي للممثلة التراجيدية صورة أكثر قرباً من الناس خصوصاً أن الشخصية التي تؤديها تجعلها تبدو مختلفة تماماً من ناحية الشكل و من ناحية الداخل حيث تبدو امرأة بسيطة بل ساذجة في الدور.

وردا على سؤال حول عملها المسرحي، قالت ايزابيل هوبير إنها ستكمل خلال العامين المقبلين جولتها مع مسرحية "عربة اسمها اللذة" المقتبسة عن عمل تينيسي وليامز الشهير والتي لعبتها على مسرح الاوديون في باريس وهي من إخراج كريستوف واريلكوفسكي.

وأوضحت هوبير أنها ستجول بالمسرحية في فرنسا كما أدتها قبل أيام في لوكسمبورغ "تحت الثلج" مشيرة إلى الاختلاف الشديد بين الطقس في أوروبا هذه الأيام وبين عذوبة سماء دبي في هذا الموسم.

وكانت هوبير نالت للمرة الثانية العام 2001 جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي عن دورها في فيلم "عازفة البيانو" لمايكل هانيكيه وترشحت عدة مرات لجائزة سيزار الفرنسية ونالتها مرة واحدة كما نالت جائزة الموليير عن أفضل دور مسرحي.

وترأست لجنة تحكيم الدورة الثانية والستين مهرجان كان السينمائي.

أما ابنتها لوليتا شما التي شاركت في مؤتمر صحافي إلى جانب هوبير والمخرج فيتوسي فتحدثت عن مشاريعها المقبلة مشيرة إلى أنها تتعاون كثيراً مع المخرجين الشباب مشيرة إلى أن من بين مشاريعها السينمائية فيلم أول للمخرجة الشابة صوفي ليتورنير بعنوان "المرة الأولى" سيخرج إلى الصالات في غضون الأشهر الستة المقبلة. كذلك ستؤدي دوراً في مسرحية "الخادمات" لجان جينيه.

ويعرض فيلم "كوباكابانا" السبت ضمن عروض السينما العالمية في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة التي تختتم فعالياتها مساء الأحد بإعلان جوائز المهر للأعمال الفائزة.

العربية نت في

19/12/2010

# # # #

يعرض أفلاما تروي نضال الفلسطينيين

شجاعة أهل غزة تخيم على مهرجان دبي السينمائي

القاهرة- mbc.net 

يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة -التي انطلقت الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول- ملاحم من كفاح الشعب الفلسطيني، وشجاعة أهل غزة، عبر أفلام صنعها فلسطينيون تعرضوا لمشاق شديدة ليبرزوا صمود شعبهم.

ومن تلك الأفلام -التي رصدها دليل المهرجان- فيلم "تذكرة من عزرائيل" للمخرج عبد الله الغول، ويروي قصة رجل فلسطيني يبذل جهدا يائساً في حفر نفق تحت الأرض يصل مدينة رفح في قطاع غزة بالأراضي المصرية. ليقول إن هذا المشهد الواقعي القوي هو صورة حية لمفردات الحياة الواقعية في فلسطين المحتلة.

ويروي فيلم "الطريق إلى بيت لحم"، للمخرجة الفلسطينية ليلى صنصور قصة شخصية للمخرجة التي تعود إلى مسقط رأسها في مدينة بيت لحم، من أجل تقديم فيلم يسلط الضوء على تأثير جدار الفصل في الضفة الغربية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتصور صنصور -عبر هذا الفيلم- صراعها الدائر مع البيروقراطية المفروضة من قبل السلطات المحلية، إلى جانب تأثير حاجز الفصل الإسرائيلي في عزلة أهل فلسطين.

كما يشهد المهرجان مشاركة الفيلم الوثائقي "غواص غزة"، الذي تم تصويره في هذا العام بدبي.

ويروي الفيلم قصة الشاب الفلسطيني الشجاع خليل الجديلي، الذي فقد ساقيه إثر تفجير مروّع هزّ منزل جدته أثناء الحرب الأخيرة على غزة. وبعد انتقاله إلى دبي للخضوع للعلاج وتركيب ساقين صناعيتين، يقرر البدء بممارسة رياضة الغطس.

ويعرض المهرجان فيلم "ملامح فلسطينية ضائعة" للمخرجة والناقدة والصحفية الفلسطينية نورما مرقص.

وتحمل المخرجة جواز سفر فرنسي وآخر فلسطيني، لكن السلطات الإسرائيلية تمنعها من دخول فلسطين، ولا تستطيع أن تزور أمها المريضة، فتمضي كل وقتها على الهاتف تسمع أعذاراً واهية من الموظفين المدنيين.

ويمثل الفيلم رحلة ذاتية مصورة تستحضرها المخرجة عن مسقط رأسها.

ويركز الفيلم الوثائقي "قصيدة غزة، فلسطين" على تداعيات "عملية الرصاص المصبوب" في عام 2008، ويقول أحد سكان غزة بنبرة تشوبها المرارة والألم، في الفيلم: "إسرائيل ستزعم أنها تدافع عن نفسها حتى لو كانت على القمر". لو سألتني من أين تأتي المرارة؟ سأقول لك من القصف الشنيع بالأسلحة المعادية لكل ما هو إنساني، بما في ذلك مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، والتي أنكرت إسرائيل استخدامها في الاعتداء على المدنيين في غزة.

ويذهب المخرجان سمير عبد الله وخير الدين مبروك وأصدقاؤهما من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى غزة، لتصوير السكان المتروكين بين الأنقاض والعائلات التي تعيش بقايا حياة، ويجعلون من فيلمهما شهادة على شجاعة أهالي غزة وعزيمتهم على النهوض من تحت الحطام.

الـ mbc.net في

19/12/2010

# # # #

الحاسة السادسة

سحر تشيلا

بقلم :إبراهيم توتونجي  

نادرة، المحاورات الصحافية العربية التي جرت مع تشيلا ويتكر. وبالتأكيد قلة جدا من المشتغلين في عالم السينما، في عالمنا العربي، الذين يعرفون هذه السيدة البريطانية التي وهبت جزءا طويلا من حياتها المهنية لكي تسهم في بناء ذلك الجسر الذهني الثقافي بين العالم العربي وبريطانيا، ومن ثم أوروبا. ذلك الجسر الذي تسعى البشرية إلى بنائه، كما تدمره في كل لحظة، من دون أن يتوانى البناؤون عن إعادة العمل ولا ان يتوقف المدمرون عن التفتيت.

قضت تشيلا سنوات من حياتها في «المسرح الوطني» في لندن، مسؤولة عن برامج العرض. بدءا من منتصف ستينيات القرن الماضي، حين كانت مدن كثيرة في الشرق الأوسط تستعد لحروب طاحنة أو عمليات حربية وعسكرية ستشغل العالم على مدى العقدين التاليين، فكرت هذه السيدة أنه بات يتوجب على المشاهد البريطاني ان يعرف أكثر عما يدور في هذه المنطقة، وكانت من أوائل الذين أسسوا تظاهرة للسينما العربية في لندن نهاية الستينيات.

ولم يتوقف اهتمامها بقضايا العرب، بل إنها بدافع حب السينما وإيمانها بديمقراطية هذه الآلة وبعدها الثقافي لا الترفيهي فقط، وحق المشاهدة، خاضت صعوبات كثيرة، وعرّضت نفسها في مرات لمواقف خطرة:«تم احتجازي ذات يوم في مطار تل أبيب واستجوابي بسبب زيارتي لرام الله ولقائي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات». كان ذلك في العام 4002، لكن تشيلا إلى اليوم لم تتخل عن عنادها الذي يعرفه عنها من يتعامل معها، وقد يخاله البعض، ممن لا يعرفها، غرورا أو تعجرفا. السيدة ويتكر أيضا يعود إليها الفضل في أنها عرّفت، من خلال رئاستها مهرجان لندن السينمائي لسنوات، وأيضا كتاباتها التوصيفية والنقدية في كبريات الصحف البريطانية مثل «غارديان»..

عرّفت المثقف الانجليزي وهاوي السينما العادي، على حد سواء، بشخصيات مبدعة من عالمنا العربي. كتبت عن مهرجانات سينمائية وشخوص وأفلام كثيرة، ورثت يوسف شاهين في «غارديان» حين رحل. في الصالة الجانبية المخصصة لتعارف زوار المهرجان السينمائيين، حاورت تشيلا، فيما كيس نايلون يحتوي سجائر من ماركة إيرانية يقبع إلى جانبها: «ما هذا؟»، أسأل. تضحك وترد فورا كمن يقصد الإيضاح: «هذا ليس لي، صديقة لي تحب السجائر الايرانية، وقد طلبت من زميلة ايرانية أن تأتي بها من ايران، سأوصلها لصديقتي لاحقا. أنا أحبها أيضا»، ثم تضحك، فيشرق وجهها الذي شبهه صديقي بوجه الملكة اليزابيث: «دخلت امس الى قاعة فوجدتها تجلس وحدها على المنصة.

لوهلة ذهلت، سألتني عن سر الدهشة، قلت خيّل لي أنك ملكة بريطانيا، ماذا تفعلين في مهرجان دبي السينمائي، فضحكت. حين روى هذه الواقعة، تدخل صديق آخر للقول انها تشبه، أكثر، الشخصية التلفزيونية التي تلعب دور أغاثا كريستي. لكن تشيلا أوضح من الغموض وأقل تواضعا حين يأتي الحديث عن السحر: «قولي لي، في السنوات الأولى لمهرجان دبي، كيف تمكنت بحكم كونك مسؤولة عن جلب الافلام الأجنبية من اقناع صناعها بالعرض في المدينة. بالطبع دبي معروفة لأهل الاقتصاد أكثر، ولكن كيف كان الأمر لأهل السينما.. هل استخدمت سحرك الخاص؟»، أسال بتودد. يضحكها السؤال: «ضمن حدود ما بقي منه، ربما تكون الإجابة نعم»!

ibrahimt@albayan.ae

البيان الإماراتية في

19/12/2010

# # # #

 

مهرجان دبي السينمائي الدولي (5): السينما العراقية ومسألة صدام حسين

معظم الأفلام دارت في رحى حكمه.. و«المغني» لم يذكر حتى اسمه على الإطلاق

دبي: محمد رُضا

يصحح لي المخرج قاسم حول، ما يعتبره خطأ لا بد من تصحيحه وهو أن صدام حسين ليس مقصودا بذاته في فيلمه «المغني»، الذي عرضته هنا أمس. ويقول تأكيدا لذلك أن اسم الرئيس الأسبق ليس مذكورا على الإطلاق. وأن المقصود هو أي ديكتاتور ونظامه.

والحقيقة هو أن اسم صدام حسين ليس مذكورا على الإطلاق بالفعل. ولا اسم تلك الحرب الدائرة التي نداوم الاستماع إلى ذكرها طوال الفيلم، لكن ذلك لا يثني المتابع عن الربط المباشر بين الشخصية الماثلة أمامه بتصرفاتها وبشبه الممثل، إلى حد ما، بالرئيس الراحل. كذلك يتمسك الفيلم بعادات عرفت عن الرئيس، من بينها تقلده المسدس دائما وتجهيزه، وارتدائه القبعة في مناسبات قليلة، وعبر الطريقة التي يتم التعامل بها مع الضيوف قبل دخولهم القصر، والكثير من التفاصيل الأخرى. بل الأكثر من ذلك أنه حين ذكرت للمخرج أن الممثل الذي لعب دور «الديكتاتور» كان ينتقل من الفصحى إلى العامية بتناوب غير مفهوم، أجاب: «صدام حسين كان يفعل ذلك. يتحدث بالفصحى حين التوجه بكلمة، وبالعامية حين يكون الحديث شخصيا».

إذن، هناك مبررات للوقوع في الخطأ واعتبار أن الديكتاتور الماثل على شاشة فيلم «المغني» هو صدام حسين، لكن على الناقد أن يأخذ بكلام المخرج ويعترف بأن الشخصية ليست صدام، على الرغم من كل مبررات ودوافع اعتبارها كذلك. في الحقيقة، هذا «الخطأ» ورد لالتباس سببه اختيارات المخرج من المشاهد، وما يرد فيها (كان يمكن مثلا منح الديكتاتور اسما ما في الفيلم ما كان سيمنع من اعتباره صدام، ولم يكن سيغير من الفيلم مدلولا واحدا) وبسبب توقع أن تنصب الأفلام العراقية على موضوع صدام حسين وشخصه أو نظامه. في الحقيقة سنجد أن معظم الأفلام التي تدور أحداثها في العراق أو حوله في سنوات ما بعد انهيار النظام السابق، دارت في رحى حكم صدام حسين. أما تلك التي دارت بعد زوال حكمه، فعادت إلى حقبته تلك للبحث فيها وقص الحكايات عنها.

«فجر العالم» لعباس فاضل، مثلا، تحدث عن الحرب العراقية - الإيرانية من زاوية كيف أن السلطة الحاكمة هدمت سعادة البشر بإرسال الرجال إلى الحرب وتمزيق الأواصر العائلية وتحويل أفراح الحب بين الأزواج السعداء إلى تعاسة. في حين أن كل حرب هي مبدأ مرفوض، إلا أن الفيلم يقترح لوم العراق حيالها، وتصوير معاناة جنوده (في مشاهد بسيطة يمكن اعتبارها رمزية)، لكن الواضح أنه، ونظرا للموقع الجغرافي الذي انطلق منه المجند الذي تم نزعه من أحضان عروسته في اليوم الأول لزواجهما، فإن تلك الحرب تبدو كما لو كانت وبالا على شيعة العراق وحدهم، في حين أن البلاد بأسرها عانت منها. الفيلم لا يتعامل والمنظور الأوسع للحرب، إذ كانت تهدف إلى الحد من الخطر المتمثل في أحلام الإمبراطورية الفارسية فوق الجوار العربي.

هذا ليس تبريرا لها، بل للقول إن الفيلم - أي فيلم - إذا أراد استلهام الواقع فإن عليه استلهام كل الواقع واتخاذ مكان متوسط منه، هذا إلا إذا كان يقصد تحديدا الحديث عن فئة معينة دون سواها، وهو ما لا يبدو أن «فجر العالم» قد قصده.

المشكلة نفسها نجدها في فيلم محمد الدراجي «أحلام»، في يوم الزفاف يدخل عسكر صدام حسين ويقبضون على العريس (المنتمي إلى الطائفة الشيعية)، ويتم إرساله إلى الحرب. عروسه تنهار وتفقد صوابها وتنتهي إلى مصحة، وهكذا تتوالى الأحداث لتصور عهدا ماضيا تميز بالقسوة على أبنائه. لكن باختيار فريق واحد من هؤلاء «الأبناء» ألغى الفيلم جزءا أساسيا من منطقه وجعل رسالته تتبدى في إطار ضيق يخدم نصف الحقيقة أو أقل.

في فيلم الدراجي اللاحق «ابن بابل»، انتقل خارج إطار الطائفة الواحدة وقدم نماذج مختلفة (باقتناع كامل أو بنصفه). على ذلك، فإن لكل من فيلميه نصيبه من المشكلات المتصلة باختياراته، لكن الجامع في هذا الإطار، وهو الجامع في معظم الأفلام العراقية الأخرى، هو أن الرسالة السياسية تتقصد الوقوف عند النظام السابق ولا تتعداه لنقد النظام الحالي، أو - على الأقل - من الوضع الحالي. إذا كان السبب في ذلك هو أن النظام الحالي لن يسمح للمثقفين بنقده، فإن من حق المشاهد أن يسأل عن الاختلاف فعلا بين النظامين وعما إذا كان على مخرجي السينما الانتظار إلى ما بعد أن ينتقل العراق إلى نظام ثالث، قبل أن يبدأ الحديث عن النظام الذي تلا مباشرة فترة صدام.

* الأفلام

* «براق» - إخراج: محمد مفتكر - تمثيل: إدريس الروخ، ماجدولين الريسي - المغرب – 2010.

في نهاية فيلم «تشايناتاون» لرومان بولانسكي (1974) تتلقى فاي داناواي سيلا من الصفعات من جاك نيكولسون، الذي يريد أن يعرف منها من هي بالتحديد تلك الفتاة الصغيرة التي ترعاها. مع الصفعة الأولى تصرخ: ابنتي. مع الثانية: أختي، الثالثة: ابنتي، ثم تتناوب الكلمتان، فالفتاة المعنية هي ابنتها وشقيقتها في الوقت نفسه، وذلك لأن والد فاي داناواي في الفيلم (جون هوستون) اعتدى عليها فأنجبت منه.

مع نهاية هذا الفيلم، وبعد تحقيق الطبيبة النفسية لحالة فتاة كانت عهدت إليها (من مطلع الفيلم) تردد الكلمتين: شقيقتي، ابنتي.. شقيقتي، ابنتي. فالفتاة هي ابنتها من ذلك الأب الذي كان قد اعتدى عليها. تذكر الفيلم السابق مع نهايات الفيلم الجديد لا يفسد المفاجأة المقصودة. ما يفعل ذلك هو الفيلم نفسه. لقد خط لنفسه طريقا شاقا انتقل فيه من وإلى مشاهد متكررة طويلا ليقدم في كل مرة قدرا قليلا من الإضافة، وكلما فعل انزاح إما الاهتمام بكينونة ذلك الغموض المنشود أو الغموض نفسه، بحيث بات من المستطاع، قبل نحو ثلث الساعة من نهاية الفيلم، معرفة وجهته الأخيرة.

إنه العمل الأول لمخرجه محمد مفتكر، وهو ارتأى معالجة الموضوع بتكثيفات عناصر درامية وفنية، بحيث تنقل العمل من أي حاضر محدد إلى زمن مفتوح، ومن أي مكان جغرافي معين إلى بيئة قد تقع في أماكن مختلفة.

الجدران القشيبة والزنزانة الكئيبة والمكتب القديم في تلك المصحة غير المسماة، تمهد لنقلة إلى الريف الجنوبي (من المغرب، كما يقول المخرج)، حيث المشاهد تتوزع بين داخلية معتمة (حتى حين تنسج النساء القماش تفعل ذلك من دون إضاءة)، وبين خارجية في وضح نهار من دون جماله. في الواقع، ليست هناك جماليات طبيعية على الرغم من جمال الطبيعة. النفوس بدورها موحشة كوحشة الأساطير التي تتداولها.. ذلك الأب الذي رزق بفتاة رغم أنفه، يعاملها كصبي ويريد(ه) أن يقتنع بذلك. أن يعامل نفسه على هذا الأساس أيضا. يعلمه ركوب الحصان ويوصيه بالقوة والثبات وأن يسيطر على الحصان، ولا يترك له أن يسيطر عليه، وما إلى ذلك من إرشادات مهمة في العلاقة بين الإنسان وحصانه، لكنها مهدورة لاحقا حين لا يمكن للأب بعد اليوم إغفال أن هذا «الولد» تبدو عليه ملامح الأنوثة شاء أم أبى.

الفيلم يتعامل وأسطورة تقول إن هناك فارسا مغوارا كان يسمى بـ«آلهة الحصان» ويحول الأسطورة إلى موزاييك حياة قاسية ومجحفة تعيشها الشخصيات المتصلة.

طبعا نقطة التواصل بين الحاضر والماضي هو دخول الفتاة (التي سنكتشف لاحقا أنها ابنة الطبيبة، وذلك حالما تعترف الطبيبة بما دفنته في سريرتها منذ زمن بعيد)، المصحة. أول ما يتبادر للعلن في أحد المشاهد الأولى هو أن هناك حربا، لكن من دون معرفة أي حرب هي تلك المقصودة. ولن نعرف مطلقا السبب الكامن وراء ديكور وتصميم مناظر يوحي بالقدم والعتق، إذا ما كانت الأحداث تجري في الزمن الحاضر. وهناك مشهدان يوحيان بأنه الحاضر.. الطبيبة التي تدخل الديسكوتيك لترقص على ألحان حديثة، وسيارة تمر عبر الشاشة في مشهد يقع في الماضي. المشهد الثاني خطأ غير مقصود لأن الماضي ليس حديثا كما توحي السيارة.

«براق» فيلم مبرمج، لأنه يبدو مثل مسرحية في فصلين تم الخلط بين مشاهد من كل فصل لكي تتعقد حكايته. بعض ذلك التعقيد حقيقي النبرة ينجح في إثارة الغموض، لكن بعضه الآخر هو شربكة أحداث يحمل قدرا ملحوظا من التصنع.

* «ميكروفون» - إخراج: أحمد عبد الله - تمثيل: خالد أبو النجا، منة شلبي، يسرا اللوزي - مصر – 2010.

جاء نبأ فوز فيلم «ميكروفون» بذهبية مهرجان القاهرة في مطلع هذا الشهر حاملا معه تعجب بعض الإعلاميين والنقاد، رابطين بين فوزه ورغبة المهرجان في الاحتفاء بالسينما المصرية، وهو الاحتفاء الذي تمثل في دورة خصصت أحد أقسامها للسينما المصرية ذاتها. التفسير الذي خرج به الزملاء هو أن مصر أهدت لنفسها الجائزة الأولى. طبعا من دون مشاهدة الأفلام الأخرى ومستوياتها، لا يمكن معرفة ما إذا كان منح «ميكروفون» الجائزة الأولى (أو أي جائزة) محقا أم لا؟ لكن مشاهدته الآن على شاشة مهرجان دبي وسط مجموعة أخرى متباينة الاهتمامات والأساليب والمستويات، يضع الفيلم محط تقدير فوري. هذا لا يعني أنه خال من العيوب أو أنه أفضل الأفلام التي شوهدت هنا، بل يعني أنها ليست عيوبا تؤدي إلى إضعافه أو الهبوط به. هذا، وبالمناسبة، هو شأن الفيلمين المصريين الآخرين «678» و«الخروج».

في «ميكروفون» القصة ما هي إلا عنصر في الصف الثاني من الاهتمام. تدور حول عودة شاب كان قد سافر إلى الولايات المتحدة لبضع سنوات (خالد أبو النجا) إلى مدينة الإسكندرية التي كان قد ولد وترعرع بها. ككل عائد في حاجة لترميم علاقات وإعادة تواصل وبناء لمرحلة جديدة من حياته. لكنه، كما هي حال بطلة فيلم «مدن ترانزيت» (الذي تناولناه هنا قبل أيام) يجد الشاب أن علاقته مع والده متصدعة، وهي كانت كذلك قبل سفره. يجد أيضا أن عودته لم تعن الكثير لحبيبته السابقة (منة شلبي) التي على وشك الرحيل بدورها. يقبل وظيفة لا تمثل طموحاته وينخرط في سلك عازفي الراب ميوزك في الإسكندرية، وهم مجموعة من الشبان (الأصغر سنا) الذين لديهم ما يقولونه ضد الوضع، مغلفا بالموسيقى والغناء الشبابيين. في أحد المشاهد يكاد خالد ينجح في تأمين الحفلة الغنائية التي تود المجموعة تقديمها، بعدما رفضها مجلس تابع للحكومة (لسبب بيروقراطي)، لكن مجموعة من رجال الحي يمانعون على أساس أن المكان قريب من المسجد، وخلال السجال حول الموضوع تمر سيارة شرطة، فيأمر قائدها رجاله بإزالة الميكروفونات واللافتات.

لكن الحكومة والوضع ينالان قسطا من النقد أيضا في فيلم يحمل روحا شابة غير مفتعلة. كتابة جيدة من مخرجه أحمد عبد الله، ومعايشة أجواء الحياة على نحو طبيعي. لقد صور المخرج فيلمه بكاميرا ديجيتال حديثة، ولا أدري كيف كان يمكن تصويره بسواها، لأنه خامة واحدة من العمل تتحرك الكاميرا، محمولة وسهلة وفي تتابع مع قليل من المونتاج أحيانا، بين المواضيع المطلوب تصويرها من دون غربة عن واقع أبطالها وشخصياتها.

لكن الكثير من الشيء الحسن ينقلب ضد الفيلم أو يكاد. القصة تستوفي غاياتها قبل أن ينتهي الفيلم بنصف الساعة أو ما يقارب ذلك، ويبقى الفيلم متشبثا بسرد ما كان يجب أن ينتهي قبل ذلك الحين. هناك أسلوب خاص للمخرج وكاتب السيناريو يستطيع الاستمرار به حين يحقق فيلمه المقبل، لكن عليه أن يركز أكثر على دفع الحكاية إلى الأمام لكي تتساوى - على الأقل - بعنصر التصوير. كما هو الآن، يبدو «ميكروفون» خليطا من المواقف غير الملحة، ولا تخلو صورته الأمامية من الفوضى.

* «678» - المخرج: محمد دياب - تمثيل: نيللي كريم، ناهد الشباعي، بشرى - مصر – 2010.

الكثير من أفلام المسابقة تدور حول القضايا النسوية.. المرأة العائدة من أميركا لمعترك اجتماعي مغاير في «مدن ترانزيت»، اللبنانية التي تعايش وضعا عائليا وعاطفيا صعبا خلال الحرب اللبنانية في «رصاصة طايشة»، اليهودية السورية التي تبحث عن حبيبها السابق، موزعة الاهتمام بين البقاء في سورية أو الرحيل عنها في «دمشق مع حبي»، حكاية الأساطير وانسكابها على مصير بطلة الفيلم في «براق» وسواها.

هذا الفيلم هو عمل آخر من هذه الأفلام المعروضة التي تتعرض لقضايا المرأة في العالم العربي، لكنه وحيدها الذي يخرج القضية من حدود الرمز والترميز والوضع الاستثنائي (حال معظم الأفلام المذكورة)، إلى وضع اجتماعي سائد أدى إلى إصدار قانون يخصه، في محاولة للحد من الآفة التي هي موضوع الفيلم.

الآفة المعنية هي التحرش الجنسي بالنساء. موضوع يكشف فساد الأخلاق لدى نسبة ارتفعت في السنوات الأخيرة بين الرجال الذين، ولأسباب مختلفة، يوحدهم الكبت، سواء أكان جنسيا أو اقتصاديا.

بطلاته ثلاث نساء، هن صبا (نيللي كريم) وفايزة (بشرى) ونيللي (ناهد السباعي). كل منهن حالة مختلفة، لكن الأحداث تجمعهن بعد حين. الأولى تتحدث في التلفزيون عن المعضلة، وتعلن أنها تعطي دروسا في موضوع التحرش، مما يجذب إليها فايزة، الزوجة المحجبة التي تعمل في مصلحة حكومية، وتتعرض إلى تحرش الرجال حين تأخذ الحافلة يوميا من البيت إلى العمل أو العكس. الفتاة الثالثة تتعرض لتحرش سائق شاحنة. لا تكتفي بمقاومته، بل تتحداه وتتسبب في إلقاء القبض عليه. وفي حين تفضل عائلتها وعائلة خطيبها الاكتفاء بذلك، تجنبا لصيت سلبي، تصر هي على رفع قضية تحرش ضد السائق، ويؤدي ذلك إلى تأزم علاقتها بخطيبها ذاك.

فايزة تبدأ تطبيق وصية صبا (التي كانت عرضة لتحرش من نوع آخر خلال حضورها مباراة رياضية)، فتدافع عن نفسها بغز الملتصق بها بسكين صغير. تفعل ذلك ثلاث مرات وتكاد تندفع في منوالها بلذة الانتقام من أفعال الرجال لولا دخول التحري على الخط، يقدمه المخرج مختلفا عن التحريين المعتادين في المؤسسة البوليسية، بدين، متثاقل، ليس بطلا ومتزوج وزوجته ستلد وستموت خلال ذلك. هذا التحقيق يجمع النساء الثلاث مع تحذير بالعزوف عن التحريض على ذلك العنف المضاد، الذي يزمعن على القيام به أو تركه. لكنه الضابط نفسه الذي يدرك أنهن في بعض الحالات غير مسؤولات، بل ضحايا، وأن الحل قد لا يكون فيما يقدمن عليه دفاعا وكبرياء، بل في معالجة اجتماعية شاملة تقصد مواجهة المسببات التي تدفع بعض الرجال إلى هذه الأفعال. لا يقبض المخرج على الظاهرة وانعكاساتها وأسبابها فقط، بل يثير النقاش حول العلاقات الفردية بين بطلاتها: فايزة مع زوجها، ونيللي مع خطيبها، وصبا مع عالمها الذي اختارت العيش فيه وحيدة، ثم الثلاث مع الجبهة المعادية التي تحيط بهن. الفيلم، ككثير مما شاهدناه، يستوفي أغراضه باكرا، ويتعثر في الوصول إلى نهاية مشبعة ومناسبة. لكنه عمل جدير بالإعجاب لموضوعه ولمعالجته ذلك الموضوع بخلوه من مشاهد إنشائية وخطابية (إلا بعض المواقع في ربع الساعة الأخير منه).

الشرق الأوسط في

19/12/2010

# # # #

ايزابيل هوبير: المهرجانات وسيلة لطيفة لاكتشاف الأماكن

دبي – من هدى ابراهيم 

النجمة الفرنسية تشارك في مهرجان دبي السينمائي بفيلم 'كوبا كابانا'، وتستمر بعرض مسرحية 'عربة اسمها اللذة' في فرنسا.

اكدت النجمة الفرنسية ايزابيل هوبير التي تشارك في فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة انها سعيدة باكتشاف هذا المهرجان من خلال الحضور وانه مثل كل التظاهرات التي تعرض الافلام عبر العالم يجعل السينما تحيا.

واعتبرت هوبير ان "المهرجانات تبقى وسيلة لطيفة ومرحة لاكتشاف اماكن واشخاص عبر العالم".

ويقدم مهرجان دبي فيلم "كوبا كابانا" للمخرج الفرنسي الشاب مارك فيتوسي الذي جمع وللمرة الاولى بين ايزابيل هوبير وبين ابنتها لوليتا شما في فيلم واحد.

وتؤدي هوبير في الفيلم دورا كوميديا مختلفا عن ادوارها المعهودة في السينما حيث اشتهرت باداء ادوار معقدة تعتمد كثيرا على الاداء النفسي.

عن صعوبة ان تؤدي دورا كوميديا قالت هوبير انها "تتحمل خصائص الشخصية. انا ممثلة وليس صعبا علي اداء اي دور. ان اؤدي اي دور ممكن فهذا بديهي بالنسبة لي باعتباري ممثلة".

ويوفر الفيلم الكوميدي للممثلة التراجيدية صورة اكثر قربا من الناس خصوصا ان الشخصية التي تؤديها تجعلها تبدو مختلفة تماما ان لناحية الشكل او لناحية الداخل حيث تبدو امرأة بسيطة بل ساذجة في الدور.

وردا على سؤال حول عملها المسرحي، قالت ايزابيل هوبير انها ستكمل خلال العامين المقبلين جولتها مع مسرحية "عربة اسمها اللذة" المقتبسة عن عمل تينيسي وليامز الشهير والتي لعبتها على مسرح الاوديون في باريس وهي من اخراج كريستوف واريلكوفسكي.

واوضحت هوبير انها ستجول بالمسرحية في فرنسا كما ادتها قبل ايام في لوكسمبورغ "تحت الثلج" مشيرة الى الاختلاف الشديد بين الطقس في اوروبا هذه الايام وبين عذوبة سماء دبي في هذا الموسم.

وكانت هوبير نالت للمرة الثانية العام 2001 جائزة افضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي عن دورها في فيلم "عازفة البيانو" لمايكل هانيكيه وترشحت عدة مرات لجائزة سيزار الفرنسية ونالتها مرة واحدة كما نالت جائزة الموليير عن افضل دور مسرحي.

وترأست لجنة تحكيم الدورة الثانية والستين مهرجان كان السينمائي.

اما ابنتها لوليتا شما التي شاركت في مؤتمر صحافي الى جانب هوبير والمخرج فيتوسي فتحدثت عن مشاريعها المقبلة مشيرة الى انها تتعاون كثيرا مع المخرجين الشباب مشيرة الى ان من بين مشاريعها السينمائية فيلم اول للمخرجة الشابة صوفي ليتورنير بعنوان "المرة الاولى" سيخرج الى الصالات في غضون الاشهر الستة المقبلة. كذلك ستؤدي دورا في مسرحية "الخادمات" لجان جينيه.

ويعرض فيلم "كوباكابانا" السبت ضمن عروض السينما العالمية في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة التي تختتم فعالياتها مساء الاحد باعلان جوائز المهر للاعمال الفائزة.

ميدل إيست أنلاين في

19/12/2010

# # # #

'الطريق الى بيت لحم' و'غواص غزة' و'ملامح فلسطينية ضائعة': 

افلام تعرض نضال الفلسطينيين ومشاق حياتهم في مهرجان دبي السينمائي

دبي - د ب ا: يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة التي انطلقت الاحد الماضي ملاحم من كفاح الشعب الفلسطيني، وشجاعة اهل غزة عبر افلام صنعها فلسطينيون تعرضوا لمشاق شديدة ليبرزوا صمود شعبهم.

ومن تلك الافلام التي رصدها دليل المهرجان فيلم 'تذكرة من عزرائيل' للمخرج عبد الله الغول، ويروي قصة رجل فلسطيني يبذل جهدا يائساً في حفر نفق تحت الأرض يصل مدينة رفح في قطاع غزة بالأراضي المصرية. ليقول إن هذا المشهد الواقعي القوي هو صورة حية لمفردات الحياة الواقعية في فلسطين المحتلة.

ويروي فيلم 'الطريق إلى بيت لحم'، للمخرجة الفلسطينية ليلى صنصور قصة شخصية للمخرجة التي تعود إلى مسقط رأسها في مدينة بيت لحم من أجل تقديم فيلم يسلط الضوء على تأثير جدار الفصل في الضفة الغربية.

وتصور صنصور عبر هذا الفيلم صراعها الدائر مع البيروقراطية المفروضة من قبل السلطات المحلية إلى جانب تأثير حاجز الفصل الإسرائيلي في عزلة أهل فلسطين. كما يشهد المهرجان مشاركة الفيلم الوثائقي 'غواص غزة'، الذي تم تصويره في هذا العام بدبي.

ويروي الفيلم قصة الشاب الفلسطيني الشجاع خليل الجديلي الذي فقد ساقيه إثر تفجير مروع هز منزل جدته أثناء الحرب الأخيرة على غزة. وبعد انتقاله إلى دبي للخضوع للعلاج وتركيب ساقين اصطناعيتين، يقرر البدء بممارسة رياضة الغطس.

ويعرض المهرجان فيلم 'ملامح فلسطينية ضائعة' للمخرجة والناقدة والصحافية الفلسطينية نورما مرقص. وتحمل المخرجة جواز سفر فرنسيا وآخر فلسطينيا، لكن السلطات الإسرائيلية تمنعها من دخول فلسطين، ولا تستطيع أن تزور أمها المريضة فتمضي كل وقتها على الهاتف تسمع أعذاراً واهية من الموظفين المدنيين. ويمثل الفيلم رحلة ذاتية مصورة تستحضرها المخرجة عن مسقط رأسها.

ويركز الفيلم الوثائقي 'قصيدة غزة، فلسطين' على تداعيات 'عملية الرصاص المصبوب' في عام 2008، ويقول أحد سكان غزة بنبرة تشوبها المرارة والألم، في الفيلم: 'إسرائيل ستزعم أنها تدافع عن نفسها حتى لو كانت على القمر'. لو سألتني من أين تأتي المرارة؟ سأقول لك من القصف الشنيع بالأسلحة المعادية لكل ما هو إنساني، بما في ذلك مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، التي أنكرت إسرائيل استخدامها في الاعتداء على المدنيين في غزة.

ويذهب المخرجان سمير عبد الله وخير الدين مبروك وأصدقاؤهما من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى غزة لتصوير السكان المتروكين بين الأنقاض والعائلات التي تعيش بقايا حياة، ويجعلون من فيلمهم شهادة على شجاعة أهالي غزة وعزيمتهم على النهوض من تحت الحطام.

القدس العربي في

19/12/2010

# # # #

"ظلال" يضيء على المسكوت عنه في مستشفى المجانين  

جلسة نقاش عاصفة اعقبت عرض فيلم "ظلال" المصري المشارك في مسابقة "المهر العربي" للافلام الوثائقية في مهرجان"دبي" من توقيع المخرجة والمنتجة ماريان خوري الى جانب المخرج التونسي مصطفى الحسناوي, حيث تخللها جدل حول اخلاقية صنع فيلم من هذا النوع.

ويطوف الفيلم في العالم المغلق لمستشفى الامراض النفسية في القاهرة مصورا الحياة اليومية للمرضى من النساء والرجال داخل المستشفى, كاشفا الانسانية المحجور عليها لاناس بلا أمل أو معين.

وثار الجدل خصوصا حول امكانية او عدم امكانية دخول هذا العالم ونقله بالصورة في فيلم وثائقي.

وقد اطلق النقاش اولا المخرج المصري ابراهيم البطوط الذي حضر الفيلم واحتج على كون هؤلاء الاشخاص لم يصوروا بارادتهم باعتبار انهم غير واعين.

وتركز النقاش بعد ذلك حول اخلاقية تصوير شخصيات الفيلم الذي بدا واضحا انه يمس شيئا في قلب المشاهد ولا يتركه محايدا بل يدفعه لاخذ موقف اما مع الفيلم او ضده.

حيث انقسمت الصالة الى مدافع عنه ومندد به ودار النقاش  بين الفئتين اكثر منه بين المخرجة والجمهور.

ودافع الكثير من الحاضرين عن الفيلم ورأى احدهم ان تصوير هذا العمل يمكن مقارنته بتصوير الحرب التي تقتل وتدمر.

وقالت ماريان خوري لوكالة "فرانس برس" ان عرض دبي مختلف تماما عن عرض البندقية في سبتمبر الماضي حيث عرض الفيلم للمرة الاولى فهو "لم يمر هنا بشكل غير مثير للاهتمام" ووصفت العرض بـ"القوي" لانه "يدخل الى قلب مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا ويتناول السيكولوجية ويهدف الى تغيير الوضع القائم في مصر في طريقة التعاطي مع المرضى النفسيين". وقالت ماريان مدافعة عن عملها "الاشخاص الذين اخترتهم في الفيلم ليسوا من المجانين, انا اعتبرهم اسوياء اكثر مني. مشكلتهم في الحياة انهم مطرودون من المجتمع. اردت من خلالهم ان اسلط الضوء على المسكوت عنه في مجتمعنا وهناك خيط رفيع جدا بين من يقيم داخل المستشفى وبين من هم في الخارج".

واوضحت المخرجة والمنتجة انها حصلت على كل التصاريح الممكنة لتصوير فيلمها وعلى موافقة ذوي المرضى, كما انها لم تصور ابدا بشكل غير شرعي "فيلمي ليس عملا تلصصيا, لم نصور الناس فيه كاشخاص مرضى, بل صورناهم كاناس مهمشين ومبعدين عن المجتمع وقد احببناهم واصبحوا اصدقاءنا واحسوا ارتياحا لعملنا, وانا اعرفهم جميعا بالاسم".

واكدت المخرجة ان عرض الفيلم هو مرحلة من المشروع الاساسي الذي لم ينته بالنسبة لها اذ ستعرض الفيلم في القاهرة على منظمات لحقوق الانسان , لان الهدف منه تسليط الضوء على هؤلاء الاشخاص الذين يخرج معظمهم من المستشفى ليعودوا اليها لانهم لا يجدوا من يحتضنهم في الخارج.

واعتبرت المخرجة اخيرا انها مسرورة لكون الفيلم تسبب بهذا النقاش الساخن, مشيرة الى ان "الفيلم يحمل العناصر التي يمكن ان تحدث نقاشات كثيرة على اكثر من مستوى فهو صور مجتمعا داخل المجتمع بكل ما فيه من صداقة ومرارة وشجن وحرمان جنسي".

السياسة الكويتية في

19/12/2010

# # # #

توقعات بنسب مشاهدة عالية لـ«الفيلسوف»

سوق دبي السينمائي يعزز مكانة السينما العربية وصناعتها

دبي - الحواس الخمس 

ترسخت لدى أذهان العامة أن السوق مكان يجتمع فيه الباعة ليعرضوا منتجاتهم أمام المشترين، بغض النظر عن طبيعة المكان الجغرافية، ويتم فيه عقد الصفقات التجارية، وحرصاً منه على تلبية طلبات حشود صناع السينما التي تفد إلى مهرجان دبي السينمائي كل عام من مختلف بقاع الأرض، عمد المهرجان منذ دورته الخامسة على إنشاء سوق دبي السينمائي لعرض وطرح منتجات غير تقليدية تلبي أذواق الصناع الذين يجتمعون في أيام المهرجان، واستطاع السوق منذ فترة إعلانه رغم حداثة عهده، أن يحقق نقلة نوعية في إبرام الصفقات السينمائية.

حيث تم توقيع اتفاقيات توزيع لأسواق عالمية، وشراء حقوق عدد من الأفلام التي تم إنتاجها في دول الخليج، ومنها الفيلم الإماراتي «دار الحي» لمخرجه الشاب علي مصطفى، الذي تم إنتاجه في دبي بالتعاون مع طاقم عمل عالمي، إضافة إلى عدد كبير من الأفلام، ولفت زياد ياغي مدير سوق دبي السينمائي إلى أنه تم بيع دار الحي إلى عدد من صالات العرض حول العالم العربي، إضافة إلى عدد من شركات الترفيه، وشركات الطيران، وشركات عالمية في أميركا وأوروبا وكندا، منوهاً أن العام الماضي شهد بيع أكثر من 120 فيلم بقيمة إجمالية بلغت 2 مليون دولار.

ويضم سوق دبي في عامه الثالث، ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي السابع 2010، أربع أعمدة أساسية يرتكز عليها، هي منتدى دبي السينمائي وتنطوي تحته ورشات عمل ومحاضرات ويوفر مكاناً لتبادل الأفكار والخبرات مع محترفي صناعة السينما، وملتقى دبي السينمائي الذي يهدف إلى التعريف بالمخرجين العرب ودعم نمو الإنتاج السينمائي في الشرق الأوسط، ويساعدهم خلال الفترة الممتدة قبل التصوير، ومشروع إنجاز الذي يطرح في عامه الأول ويهتم بالأفلام قيد الانجاز في مراحلها الأخيرة، وأخيراً دبي فيلم مارت الذي يساعد على بيع الفيلم لشركات عالمية ولعدة حقوق، وقد تم تأسيسه عام 2008 ، ويسعى للترويج لسينما العالم، مع التركيز على الأفلام العربية والآسيوية والإفريقية.

دعم لصناعة الأفلام

طرح السوق لهذا العام شعار «من السيناريو إلى السينما» تأكيداً على دعمه اللامحدود لصناعة الأفلام بدء من كتابة السيناريو مروراً بمراحل تطوير المواهب والتصوير والمونتاج والتسويق حتى يصل إلى شاشات السينما، ونوه مسعود أمر الله مدير مهرجان دبي السينمائي أن صناعة السينما في الوطن العربي متذبذبة والأفلام المنتجة غالباً ما تكون تجارية، وهي التي تلقى رواجاً أكثر، وأضاف «من هنا تنبع أهمية السوق في توفير منصة للمنتجين والموزعين لأن يجدو أفلام موجودة في السوق، ودور السوق أن يُعرف الوسط الصناعي وليس الوسط المستقبل- الجمهور- لأن سوق دبي هي السوق الوحيدة الموجودة في الوطن العربي المعنية في السينما بشكل خاص».

وأكد أمر الله أن السوق في عامه الأول طرح سؤال هل يمكن أن يحقق السوق شيء ما؟، وفي عامه الثاني حقق مبيعات بلغت نحو 2 مليون دولار، وأضاف «أتمنى أن يتطور هذا السوق مستقبلاً ليصبح مكاناً يلتقي فيه صناع السينما ويتبادلون خبراتهم مع الآخرين، وأن يجد كل مهتم ضالته هنا في السوق».

إضافات رقمية

تتيح بوابة السوق الرقمية «سينيتك» تسهيل عمليات تجارة وبيع وشراء الحقوق المتعلقة بالأفلام والمواد الإعلامية، وهي مكتبة رقمية تضم في جعبتها أفلام روائية وقصيرة ووثائقية منها 301 أفلام من أفلام المهرجان، و34 فيلماً من أفلام مهرجان الخليج السينمائي، إلى جانب 87 فيلماً يوصي بها السوق، وتشتمل 6 أفلام تعرض لأول مرة دولياً، و32 عرضاً عالمياً أول، و73 عرضاً أول على مستوى الشرق الأوسط، فضلاً عن 12 عرضاً خليجياً أول.وأوضح ياغي أن سينتيك لهذا العام تسهل لوكلاء المبيعات والمنتجين ومديري الإنتاج والمخرجين من تصفح الأرشيف من خلال شاشات لمس متطورة من «إتش بي»، في نفس آلية عمل جهاز «الأي فون»، وأضاف «تتيح البوابة الرقمية للأشخاص الذين يبحثون عن أفلام أن يستعرضوا حقوق الملكية تسهيلاً للوقت ولخدمتهم، ومشاهدة الأفلام المطروحة بأفضل جودة ممكنة»، لافتاً إلى أهمية دور السوق في تسريع عملية تبادل المواد بين العالم العربي والغربي.

أفلام للبيع

من الأفلام المطروحة للبيع لهذا العام أفلام من المهرجان، منها الفيلم المصري «876» لمحمد دياب، و«الخروج» لهشام عيساوي، ومايكروفون لأحمد عبدالله، واللبناني بيروت عالموس لزينة صفير، ورصاصة طايشة لجورج الهاشم، والإماراتي الفيلسوف لعبد الله الكعبي، والصيني بعد الصدمة لفينج زياوجونغ، والأندونيسي السجن والجنة لدانييل رودي هاريانتو، والهولندي هذه صورتي وأنا ميت لمحمود المسّاد، ومن الأفلام المنتقاة من مهرجان الخليج السينمائي الإماراتي ليفيتي زيرو إررور ماينس 1 لأشرف غوري، ونسيج الإيمان لسونيا كربلاني، والسعودي داكن لبدر الحمود، والعماني الحارس الليلي لفضل المهيري، ومن الأفلام التي يوصي بها المهرجان المصري حاوي لإبراهيم البطوط، واللبناني بيروت إكسبريس لهويدى عازار.

ولفت ياغي إلى أن عدد الأفلام الإماراتية التي طرحت عبر بوابة سينتك بلغت وحدها 72 فيلماً.

حاوي والفيلسوف

حظي دار الحي العام الماضي بنسبة مشاهدة عالية لجودة إنتاجه وإخراجه، وكان من بين أبرز الأفلام التي تم شراء حقوق توزيعها، وفي نسخة المهرجان لهذا العام يتوقع عدد من الحضور أن يحظى فيلم الكعبي الفيلسوف الذي يقوم ببطولته الممثل الفرنسي جون رينو بنسبة مشاهدة عالية نظراً لطبيعة الممثل وشخصيته سواء في الفيلم أو خلال تاريخه الفني، وتدور قصة الفيلم حول قصة باجيو وهو عازف بيانو ولاعب كرة قدم يعيش حياة هادئة، وفي أحد الأيام يغمره الملل فيقرر أن يتخلص من كل ممتلكاته المادية ليتأمل في جماليات الكون، ولكنه يصبح وحيداً حتى يلتقي برجل يعرض عليه مسكن لتتطور العلاقة بينهما إلى صداقة، والمخرج الشاب استطاع في عمله أن يكرس طاقته ودراسته في الإخراج السينمائي بباريس ليخرج عملاً يتوقع له أن يحظى بحضور ونسب مشاهدة عالية.

ومن الأفلام المتوقع لها نسبة مشاهدة عالية أيضاً فيلم حاوي لمخرجه إبراهيم البطاط، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائي الدولي في أكتوبر الماضي في عرضه العالمي الأول، ويستعد لعرضه الدولي الثاني ضمن مهرجان روتردام السينمائي الدولي في يناير المقبل.

البيان الإماراتية في

19/12/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)