كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان دبي... بين التحرش وحروب لبنان

دبي - محمد غندور

مهرجان دبي السينمائي الدولي السابع

   
 
 
 
 

تحتل شعارات مهرجان دبي السينمائي كل شيء تقريباً، الطرقات، الحافلات، اللوحات الإعلانية وحتى الهواء! افتتاح أنيق ولوحة راقصة وكلمات ترحيبية ليبدأ بعدها الافتتاح الرسمي بفيلم «حديث الملك» لتوم هوبر.

منذ البداية بدا واضحاً أن ثمة حرباً طاحنة بين المهرجانات الخليجية لاستضافة نجوم من هوليوود وأوروبا. الله وحده يعلم ماذا تتكلف الإدارات المعنية لاستضافة هؤلاء وتلبية رغباتهم. وبات الكثير من المهرجانات العربية يستحدث جوائز تكريمية لاستضافة النجوم الغربيين، فإن كان بعض المهرجانات نجح في استقطاب نجوم. وهل كان النجاح مماثلاً في استقطاب الجمهور؟

لا يزال الوقت أبكر من تقديم جواب، لكن مهرجان دبي استحدث مسابقة «المهر الإماراتي» للإضاءة على جهود السينمائيين الإماراتيين، متضمنة 14 عملاً تتوزع بين أفلام وثائقية وأخرى قصيرة، بيد أن فنون السينما لا تقتصر على ذلك. وواضح أن الهدف هنا هو استقطاب الجمهور المحلي.

في هذا الإطار قدّمت الإمارات ثلاثة أعمال روائية طويلة ولكنها غير كافية لتأسيس سينما حقيقية. ويجرى التحضير حالياً لتقديم الفيلم الرابع «ظل البحر» الذي يتناول فكرة تعاني المجتمعات الخليجية في التعامل معها، وهي التحديث السريع الذي يمزق عالماً من القرى الهادئة التي يعيش أهلها على الصيد ومراكز تجارة اللؤلؤ لتحل محلها مدن تحمل ملامح المستقبل بمناظرها الأخاذة، وهي بالنسبة الى البعض مثالية، لكنها تدخلات مزعجة لكثيرين.

الدوق يتلعثم

تميز العرض الافتتاحي للمهرجان «حديث الملك» بتقديم قصة تاريخية في قالب كوميدي جريء، وأداء مميز للنجم كولن فيرت الذي منحه المهرجان جائزة نجم العام. دوق يورك (كولين فيرث)، أو برتي كما تناديه عائلته، هو أصغر أبناء الملك جورج الخامس وهو مبتلٍ - إضافة إلى خجله الشديد - بمصيبة التلعثم التي تجعل التحدث أمام العامة كابوساً مريعاً بالنسبة اليه. وعلى رغم أنه ليس ولي العهد، لكن لا مخرج له من هذا المأزق، فيحاول مرات عدة تبوء كلها بفشل ذريع. تبتكر زوجته إليزابيث حلاً طريفاً ومبتكراً، يتمثل في الاستعانة بمعالج لمشاكل النطق وممثل أسترالي غريب الأطوار اسمه ليونيل لوغ (جيفري رش)، تقضي طريقته في علاج مشكلة الملك باستخدام علاجات غريبة وغير مألوفة.

لكن عندما تدخل بريطانيا الكبرى الجولة الأخيرة من المداولات الديبلوماسية الفاشلة قبل نشوب الحرب العالمية الثانية، يتخلى الملك إدوارد الثامن (غاي بيرس) عن العرش. هنا يتقدم برتي لتوليه في لحظة حاسمة من تاريخ بريطانيا، ويجد نفسه في مواجهة اختبار حاسم لن ينجح فيه من دون ليونيل، خصوصاً مع حلول وسائل البث الإذاعي.

سيناريو طريف للفيلم، تتخلله مواقف كوميدية عدة، وتميّز لفيرث في تقديم الدور، إضافة الى أن ألوان الفيلم أتت داكنة وهادئة (بني، أسود، أخضر، أزرق داكن) تيمّناً بفترة لم تكن فيها الألوان الفاقعة معتمدة كما في الحقب اللاحقة. كما كانت معظم الأحداث داخلية.

من الواضح من ناحية أخرى أن المهرجان أراد أن يكون هذه السنة، منصة لاطلاق الأفلام العربية، التي تُعنى بقضايا الإنسان العربي المعاصر وهمومه، والتطرق الى الأزمات السياسية، وإن في شكل مبطن، لإبراز الصراع ما بين السياسة والحياة اليومية.

من العروض اللافتة، فيلم «المغني» للمخرج العراقي قاسم حول الذي يحاول العودة الى زمن النظام المخابراتي في عهد صدام، ربما لتمرين ذاكرة الناس على النسيان، أو لتذكيرهم بما مروا به. يروي الفيلم قصة مغنٍ شعبي يُدعى لتقديم حفلة عيد ميلاد الرئيس. وفي الطريق اليها تتعطل سيارته، ويشهد الكثير من المواقف الدرامية. في انتظار وصوله، تجري أحداث عدة توضح ما عاناه العراقيون في عهد صدام... وكيف أن الذل هو الطريقة الأفضل للوصول الى اللذة والاستمرار في السلطة.

ظلال وأرقام

المميز في الأفلام المصرية التي تقدم هذا العام، انتماؤها الى السينما المستقلة، وتسليطها الضوء على جوانب مختلفة من واقع الحياة في مصر. وهذا ما تحتاجه السينما المصرية بعدما اجتاحتها أخيراً أفلام كوميدية رخيصة، مطعمة بفنانات الإثارة من لبنان وتونس.

ومن الأعمال التي قدمت «الخروج» للمخرج هشام عيساوي و «ظلال» لماريان خوري و«ميكروفون» لأحمد عبدالله (الحائز جائزة التانيت الذهبي في قرطاج الشهر الماضي وجائزة افضل فيلم عربي في القاهرة)، و «678» لمحمد دياب.

وأثار الوثائقي «ظلال» نقاشاً بعد عرضه في المهرجان لما يحمله من أفكار، وانقسم الجمهور في الحوار بعد العرض بين مؤيد ومعارض. يطوف بنا الفيلم داخل العالم المغلق في اثنين من مستشفيات الأمراض النفسية في القاهرة، لنشهد الحياة اليومية للمرضى العقليين من الرجال والنساء «العاديين». يواجه المشاهد في سياق الفيلم مخاوفه الخاصة، مع إدراكه المنزعج أن المرضى النفسيين ليسوا سوى امتداد فعلي لحالة «الجنون» القائمة في المجتمع.

ويعالج «678» قضية شائكة في مصر هي التحرش الجنسي. وعلى رغم أن التطرق الى هذه القضية يعد من المحظورات، إلا أن دياب يعتمد في فيلمه الروائي الأول الجريء، أسلوب الصراحة ويقدم القضية من زوايا عدة، كما تراها ثلاث نساء ينحدرن من طبقات مختلفة في الهرم الاجتماعي المعقّد في القاهرة.

نرى الأم ذات العقلية التقليدية (فايزة) في بحث يائس عن العدل، أما السيدة الثرية (صبا) التي تعمل في تصميم المجوهرات، فهي في طور التعافي بعد الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له. في حين تجلب الكوميديانة (نيللي) لنفسها غضب العامة عندما تتجرأ على رفع دعوى تحرش جنسي. يتبع الفيلم النسوة الثلاث المحبطات ويسجل فتور السلطات إزاء مطالبهن، فيقررن تحقيق العدالة بأيديهن وينتقمن من الرجال الذين يدفعهم الغباء الى التحرش بهن.

وربما يصح اعتبار هذا الفيلم من أجرأ الأعمال المصرية التي قدمت أخيراً، لما فيه من تفاصيل الحياة اليومية للمتحرش بها، وعرضه كل الأساليب والجمل التي يعتمدها المتحرشون. فهو يبتعد عن الأحداث البديهية ليدخل الى أعماق النفس وما تعانيه من أزمات وصراعات. أن يتحرش شاب بفتاة في مصر في الأوتوبيس أمر عادي، يجب أن تسكت عنه، وإن انتفضت هي وقررت أن تُجابه، تصطدم بجدار العادات والتقاليد والعزل الاجتماعي. ويتعدى العمل التحرش الجنسي ليغوص في التحرش النفسي والتحرش عموماً. من الحلول التي قدمت في الفيلم، ما أقدمت عليه فايزة (الممثلة بشرى) - وهي التي تتعرض يومياً للتحرش - إذ طعنت كل من يتحرش بها بآلة حادة في منطقته الحميمة، بيد أن العنف لا يجابه بعنف، وهذا ما أوضحه المخرج في نهاية الفيلم.

وعُرضت في المهرجان ثلاثة أفلام من فلسطين المحتلة، تروي معاناة أهلها، وخمسة افلام من إيران تجسد في شكل حي تراث البلاد وواقعها المعاصر.

حروب لبنان

الى هذا تستمر المهرجانات في تقديم وجهات نظر سينمائيين لبنانيين حول الحروب التي مروا فيها، وما عانوه من مشكلات نفسية بعدها، وآفات اجتماعية وسلوكية. هل هي ظاهرة صحية أن يتخلص السينمائيون اللبنانيون من الحرب عبر تقديمها مجدداً، أم أنها باتت عقدة لا يستطيعون الخروج منها، أم أنها إفلاس فكري؟

قدم المهرجان خمسة عروض لبنانية هي: «بيروت عالموس» لزينة صفير و«2/1 لإيلي كمال، و«ملاكي» لخليل زعرور و«تليتا» لسابين شمعة و «رصاصة طايشة» لجورج هاشم.

تقدم صفير في جديدها عملاً يصور المحطات المهمة في تاريخ لبنان يرويها أولئك الذين صاغوه. ويرسم صورة لرجل صفف شعر علية القوم من سياسيين وأمراء ورؤساء. في حين يروي «ملاكي» قصة زاخرة بالأحداث، تدور حول معاناة أهالي الأشخاص المبلّغ عن اختفائهم نتيجة الحرب الأهلية الدامية.

كما قدم المخرج السوري الشاب محمد عبدالعزيز عمله الأول الذي يحمل عنوان «دمشق مع حبي» ويصور قصة فتاة يهودية سورية تحاول نبش الماضي في دمشق. أما الشريط السوري الثاني في المهرجان وهو لعبداللطيف عبدالحميد «مطر أيلول» فعرض لوحة درامية مؤثرة للحياة في العاصمة السورية. وكان هذا الفيلم حصل على برونزية مهرجان دمشق الأخير.

الى هذا كله نظم المهرجان الكثير من ورش العمل والندوات السينمائية، ويختتم بعد غد بعرض الفيلم الثلاثي الأبعاد: «ترون: الإرث» في الهواء الطلق.

الحياة اللندنية في

17/12/2010

# # # #

دبي السينمائي: 'مدن الترانزيت' يحصد جائزة النقاد

ميدل ايست أونلاين/ دبي 

لجنة النقاد تمنح جائزة للفيلم الوثائقي 'ظلال' الذي يصور العالم المقفل للمرضى النفسيين في مصر.

ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي منحت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد في المهرجان جوائزها بعد ظهر الجمعة للافلام الروائية والوثائقية الطويلة وجائزتها للفيلم القصير مكافاة للافلام العربية المشاركة في المسابقات.

ومنحت جائزة النقاد الدوليين للفيلم الروائي الطويل "مدن الترانزيت" الاردني الذي يعتبر العمل الاول للمخرج محمد الحشكي.

وصور الشريط بامكانات بسيطة وبكاميرا رقمية قصة شابة تعود للاستقرار في بلدها بعد سنوات من الحنين قضتها في الخارج لكنها لا تلقى في مدينتها عمان سوى الخيبة وانهيار منظومة العلاقات الاسرية كما الصداقات.

ومنحت اللجنة جائزتها للفيلم الوثائقي للمصري "ظلال" الذي وقعه كل من المخرجين ماريان خوري ومصطفى الحسناوي فنقل لاول مرة في تاريخ السينما الوثائقية المصرية العالم المقفل لعدد من المرضى النفسيين في القاهرة ناقلا من خلالهم النظرة التي يلقيها المجتمع عليهم ورفضه الكلي لهم رغم كون بعضهم يتعافى ويعود للحياة خارج المشفى.

وترغم قسوة النظرة وقلة الحيلة البعض على اختيار البقاء داخل المشفى رغم شفائه لان لا مكان له في الخارج.

وفي فئة الفيلم القصير فاز فيلم "2 ونصف" اللبناني للمخرج الشاب ايلي كمال. وقد حظي فيلمه باعجاب الجمهور عند عرضه في المهرجان.

وتكونت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد لهذا العام من كل من اللبناني محمد رضا والقرغيزية غولبارا تولوموشوفا والبولندي اندريس ورنر الذي تراس هذه اللجنة التي تكرم الافلام العربية في مهرجان دبي للعام الثالث على التوالي.

ويقدم الاتحاد الدولي للنقاد جوائز في عدد من المهرجانات العالمية كما في مهرجانات كان والبندقية ويقدم جوائز في مهرجانات قرطاج وابو ظبي ودبي.

ميدل إيست أنلاين في

17/12/2010

# # # #

مدن الترانزيت: المجتمع يدفع ضريبة الانفتاح الاقتصادي

ميدل ايست أونلاين/ دبي 

فيلم أردني يصور مأساة امرأة تحاول ممارسة حياتها الطبيعية بعيدا عن الزيف الاجتماعي والتطرف الديني.

كشف المخرج الاردني الشاب محمد الحشكي ان فيلمه الروائي الطويل الاول "مدن الترانزيت"، الذي تدور احداثه في عمان راهنا، صور خلال ثمانية ايام فقط ما يشهد مجددا على التوجه القائم حاليا في السينما العربية الشابة لناحية امكانية انجاز الافلام بادوات بسيطة وبادنى تكلفة ممكنة.

ونال الفيلم الجمعة جائزة النقاد في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو نتج اساسا عن ورشة كتابة رعتها "الهيئة الملكية للافلام" في عمان على ما اكد احد افراد الهيئة مضيفا "حين وجدنا ان العمل جيد، قررنا متابعة المشروع وتطويره ما اوصلنا الى هذا الفيلم".

وقامت "الهيئة الملكية للافلام" للمرة الاولى منذ تأسيسها قبل سنوات بالمشاركة في انتاج فيلم، بينما كان دورها يقتصر في في السابق على تطوير مهارات الشباب واجراء دورات تدريبية وورش عمل وتوفير تسهيلات للافلام الاجنبية التي تصور في الادرن.

وحضر عرض الفيلم الثلاثاء في مسرح مدينة الجميرا امام الجمهور اضافة الى المخرج، الممثلة صبا مبارك التي تؤدي دور البطولة فيه الى جانب محمد قباني واشرف فرح فيما اقتبست حكايته اصلا عن قصة للكاتب احمد امين.

ويتطرق الشريط مثل عدد من الافلام العربية المعروضة في مهرجان دبي هذا العام لقضية من القضايا الاجتماعية الخاصة بظروف المرأة. فهو يعالج من خلال حكاية امرأة تجاوزت الثلاثين تعود الى البلاد مطلقة بعد 14 سنة امضتها في الولايات المتحدة ظروف المرأة خصوصا حين لا تكون ضمن الاطار المتعارف عليه.

الاعوام التي امضتها تلك الشابة في الخارج في حنين دائم للعودة الى عمان بينما يعارض زوجها يعارض الفكرة، تبدو مجرد سراب على ارض واقع تحول الى نوع من الكابوس الخانق مع قضاء التحولات السريعة المواكبة لنمو الابراج في عمان، على جوانبه الجميلة.

ويحدث واقع التحولات التي طرأت على البلد في غياب تلك المرأة صدمة لديها حيث تتعرض لمواقف غريبة في كل خطوة تحاول ان تخطوها ما يجعلها فريسة للتوترات المستمرة ولا تتمكن من التصالح او التعايش مع اي من افراد محيطها القريب او البعيد.

ويصور الفيلم من خلال مواقف يومية تواجهها في كل محاولة لها لتمارس حياتها على نحو طبيعي، المفارقات الصعبة وزيف المجتمع والتنازلات والانزلاق الى التطرف الديني التي يكون عليها في مواجهتها اما ان تخضع لها واما ان ترحل من جديد.

وحتى علاقتها الجميلة السابقة بوالدها لا تجد سبيلا لاستردادها وسط تغير الجو العام المحيط والتراجع الاقتصادي وايضا انهيار منظومة العلاقات التي لم تعد تحكمها اخلاقية معينة بل حلت محلها الفوضى حتى في كنف العائلة.

ويسجل الفيلم الكثير من المواقف الساخرة التي تنشأ عن كيفية تعاطي المجتمع مع المرأة خصوصا حين تحاول ان تكون حرة في حياتها وفي تصرفاتها، ويصدر هذا المجتمع احكامه عليها وهو ما يسجله الفيلم تحت عدسة مكبرة.

وتبرز براعة صبا مبارك في اداء دور تلك المرأة التي لا تريد ان تتمرد على السائد بقدر ما تريد ان تكون انسانا يعيش حياته العادية.

ويتميز "مدن الترانزيت" ببساطته وقدرته على رصد الواقع بطريقة صادقة وصحيحة تنم عن وعي جديد في السينما الاردنية.

ميدل إيست أنلاين في

17/12/2010

# # # #

«ظلال» ماريان خوري.. مرارة وشجن وحرمان جنسي  

دبي ـ ا.ف.ب ـ كانت جلسة النقاش التي اعقبت عرض فيلم «ظلال» المصري المشارك في مسابقة المهر العرب للافلام الوثائقية في مهرجان دبي، والذي وقعته المخرجة والمنتجة ماريان خوري الى جانب المخرج التونسي مصطفى الحسناوي، عاصفة وتخللها جدل حول اخلاقية صنع فيلم من هذا النوع.

ويطوف الفيلم في العالم المغلق لمستشفى للامراض النفسية في القاهرة، مصورا الحياة اليومية للمرضى من النساء والرجال داخل المستشفى كاشفا الانسانية المحجور عليها لاناس بلا امل او معين. وثار الجدل خصوصا حول امكانية او عدم امكانية دخول هذا العالم ونقله بالصورة في فيلم وثائقي.

وقد اطلق النقاش اولا المخرج المصري ابراهيم البطوط الذي حضر الفيلم واحتج على كون هؤلاء الاشخاص لم يصوروا بارادتهم باعتبار انهم غير واعين.

وتركز النقاش بعد ذلك حول اخلاقية تصوير شخصيات الفيلم الذي بدا واضحا انه يمس شيئا في قلب المشاهد ولا يتركه محايدا، بل يدفعه لاخذ موقف اما مع الفيلم او ضده. وهذا ما تبين من ردود الفعل على الفيلم، حيث انقسمت الصالة الى مدافع عنه ومندد به وصار النقاش يدور بين الفئتين اكثر منه بين المخرجة والجمهور.

ودافع الكثير من الاشخاص الحاضرين عن الفيلم، ورأى احدهم ان تصوير هذا العمل يمكن مقارنته بتصوير الحرب التي تقتل وتدمر.

وقالت ماريان خوري لوكالة فرانس برس الاربعاء: ان عرض دبي مختلف تماما عن عرض البندقية في سبتمبر الماضي، حيث قدم الفيلم للمرة الاولى فهو «لم يمر هنا بشكل غير مثير للاهتمام» ووصفت العرض بـ«القوي» لانه «يدخل الى قلب مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا ويتناول سيكولوجية الاشخاص ويهدف الى تغيير الوضع القائم في مصر في طريقة التعاطي مع المرضى النفسيين».

وقالت ماريان خوري مدافعة عن عملها «الاشخاص الذين اخترتهم في الفيلم ليسوا من المجانين، انا اعتبرهم اسوياء اكثر مني. مشكلتهم في الحياة انهم مطرودون من المجتمع المصري. اردت من خلالهم ان اسلط الضوء على المسكوت عنه في مجتمعنا وهناك خط رفيع جدا بين من يقيم داخل المستشفى وبين من هم في الخارج».

واوضحت المخرجة والمنتجة انها حصلت على كل التصاريح الممكنة لتصوير فيلمها وعلى تصاريح اهالي المرضى، كما انها لم تصور ابدا بشكل غير شرعي «فيلمي ليس عمل تلصص، لم نصور الناس فيه كاشخاص مرضى بل صورناهم كاناس مهمشين ومبعدين عن المجتمع، وقد احببناهم واصبحوا اصدقاءنا واحسوا ارتياحا لعملنا وانا اعرفهم جميعا بالاسم».

واكدت المخرجة ان عرض الفيلم هو مرحلة من المشروع الاساسي الذي لم ينته بالنسبة لها، اذ ستعرض الفيلم في القاهرة على منظمات لحقوق الانسان لتدور حوله مناقشات، لان الهدف منه تسليط الضوء على هؤلاء الاشخاص الذين يخرج معظمهم من المستشفى ليعودوا اليه لانهم لا يجدون من يحتضنهم في الخارج.

واعتبرت المخرجة اخيرا انها مسرورة لكون الفيلم تسبب بهذا النقاش الساخن، مشيرة الى ان «الفيلم يحمل في داخله العناصر التي يمكن ان تفجر نقاشات كثيرة على اكثر من مستوى، فهو صور مجتمعا داخل المجتمع بكل ما فيه من صداقة ومرارة وشجن وحرمان جنسي». 

هيئة دبي للثقافة تدعم مهرجان دبي للسينما بجائزة

تقدم هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بالثقافة والتراث والفنون في الإمارة، دعمها للدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وذلك في إطار التزامها ببذل كل جهد ممكن لحفز نمو المشهد الثقافي والفني وازدهاره في المدينة.

بهذه المناسبة، قال سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة في «هيئة دبي للثقافة والفنون»: «تعتبر السينما من أهم أساليب التعبير الثقافي والفني وأوسعها انتشاراً، ويسرنا أن نشهد في المرحلة الراهنة نمواً متسارعاً في حركة الإنتاج السينمائي في دبي. وساهم مهرجان دبي السينمائي الدولي في اجتذاب اهتمام أبرز السينمائيين المخضرمين والشباب على حد سواء، ويلعب دوراً محورياً في تشجيع إبداع الأعمال الأصلية وإثراء الحركة الثقافية والفنية في دبي عموماً. والأهم من ذلك كله، يسلط المهرجان الضوء على دور داعمي الفنون في بناء المشهد الثقافي والفني ودعم المبدعمين في دبي». وبما ينسجم مع مضمون وأهداف مبادرة «جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون»، تحرص «دبي للثقافة» على حفز الداعمين على المساهمة في إثراء الحركة السينمائية المحلية وتعزيز نموها.

القبس الكويتية في

17/12/2010

# # # #

الحاسة السادسة

«ليالي» أبو النجا

بقلم :إبراهيم توتونجي  

السيدة ليالي تختار مقعدها الى جانب أبو النجا. السيد أبو النجا جاء الى الصالة «متخفي بنضارة». لكن ليس «الرجل الغامض بسلامتو»، هو «لرجل الوسيم بسلامتو».. ولا شيء آخر. السيد ابو النجا يشتغل في الفن، في «السيما»، في مهنة من المفترض أنها «رسالة» تنقل معاناة الناس، تكثفها في مشاهد وصور، تخزنها في العاطفة والأحاسيس.. لكنه اليوم.

كما السيدة ليالي التي تدير «شيئا ما» في قناة سينمائية، في مزاج «عال» يسمح لهما بانتهاك «مزاج» وتركيز كل الذين كانوا في الصالة يتنهدون للقسوة التي «تطوف» من فيلم يصور مجانين مستشفى العباسية في القاهرة. مزاج «عال» يشبه ذلك الذي يتلبسك وأنت تشاهد فيلما لمحمد هنيدي أو أحمد حلمي أو مسرحية مدرسة المشاغبين. هل من حق «النجم» أن ينتهك حق الجمهور العام بمتابعة فيلم مؤثر صانعته ماريان خوري، من المتوقع أن يغير قوانين الصحة النفسية في بلد بحجم مصر، وهي قوانين لم تتغير طيلة ستين سنة، رمي بموجبها المئات في «العباسية» و«الخانكة» لكي يتألموا ويترهلوا ويعيشوا أسوأ الحالات الانسانية من دون قوانين واجراءات تحدد حالتهم واحتياجاتهم..

هل من حق «نجم» أن يغرق في الضحك، مع صديقته، طوال أكثر من ستين دقيقة، من دون مراعاة «مزاج» وأحاسيس جمهور الصالة الذي كان غارقا في «ظلال» خوري القاتمة! هل هو «حق» النجومية، تلك الهالة التي صنعها الناس قبل الفنان، الذي يبرر ذلك «الإزعاج». المشهد كان محرجا بكشفه اهتمام بعض «نجومنا» ومشتغلي الميديا لدينا، وجانب حقيقي من شخصياتهم بعيدا عن الادعاءات التي تفيض عنهم في وسائل الاعلام والخطب الانسانية التي يتم التشدق بها لدى زيارة الجمعيات الخيرية والمستشفيات.

فضح فيلم خوري أمورا كثيرة مسكوتا عنها تتشابك مع ثقافة الشارع العربي، وتأزمات المدنية والمواطنة وحقوق الانسان، لكن عرضه في الصالة رقم واحد في مول الامارات مساء يوم الثلاثاء، فضح أيضا زيف «النجوم» وأهل الميديا. لا مانع من الضحك، «شر البلية ما يضحك»، «هم يضحّك وهم يبكّي».. أمثالنا الشعبية تبرر لنا الابتسام والضحك في مرات حين يشتد الضيق لدرجة يصبح فيها رد الفعل العاطفي معكوسا، هذه حالة وصفها علم النفس أيضا، وفي زمن قديم كانت تعتبر لعامة الناس نوعا من «الجنون».

لكن الضحك يختلف عن القهقهة، كما أن الضحك في الصالة، أثناء مشهد تروي فيه امرأة عن زوج دمر انوثتها قبل أن يرمي بها في مستشفى المجانين، وأخرى هددها أخوها بالقتل اذا غادرت المستشفى وآخر منسي منذ اربع عقود بين جدران العفن والعنف، وشاب اودعوه المستشفى في عمر الرابعة عشرة.. هذا الضحك لا أجد له سببا مفهوما، وكان ليكون مبررا لو أن الفيلم حمل اسم «اسماعيل يس في مستشفى المجانين»، حيث المقطع الكوميدي الشهير:« لامؤاخذة يا خويا.. أصل أنا عندي شعرة.. ساعة تروح وساعة تيجي».

الأطرف من ذلك كله، والذي يرسم أيضا علامة استفهام حول «صدق» بعض الفنانين هو المشهد الذي تلا العرض: «شكرا ماريان فيلمك رائع»، قالا للمخرج وانصرفا، ربما الى حيث يجن الناس حين تكون أمزجتهم «عالية»!

ibrahimt@albayan.ae

البيان الإماراتية في

17/12/2010

# # # #

'رحلة': عاشر الأفلام الفائزة بمنحة 'إنجاز' من مهرجان دبي السينمائي الدولي

دبي ـ من جمال المجايدة

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي اختيار العمل السينمائي 'رحلة' للمخرج ميار الرومي، باعتباره عاشر الأعمال الفائزة بالمنحة المالية لهذا العام من برنامج 'إنجاز'، إحدى مبادرات المهرجان الرامية إلى دعم وتمويل المشاريع السينمائية قيد الإنجاز.

يهدف برنامج 'إنجاز'، احد مبادرات 'سوق دبي السينمائي' الذي يعد أكبر وأكثر الأسواق السينمائية شمولاً في العالم العربي، إلى تقديم الدعم لحوالي 15 مشروعاً سينمائياً قيد الإنجاز، ضمن فئتي الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة سنوياً، حيث يحصل الفائزون على منحة تصل بحدٍ أقصى إلى 100 ألف دولار أمريكي.

وقالت شيفاني بانديا، المدير التنفيذي لمهرجان دبي السينمائي الدولي: 'من خلال الدعم القيم الذي يوفره، يلعب برنامج 'إنجاز' دورا مهماً في المرحلة الأكثر أهمية لصياغة الشكل النهائي للعمل السينمائي، ابتداءً من الفكرة الأولى. وجاء اختيار المشروع السينمائي 'رحلة'، الذي يتميز بقصته المشوقة، نظراً لما يتمتع به من إمكانات كبيرة تجعله مؤهلاً للفوز بتقدير وإشادة عالميين، كما غيره من المشاريع التي حظيت بدعم 'إنجاز'.

وتدور أحداث الفيلم الروائي الطويل 'رحلة'، من إنتاج جيروم بلايتراخ تحت مظلة شركة 'بيزيبي'، حول رحلتين. الأولى تروي قصة حبيبين يكافحان من أجل بقاء علاقتهما وسط القيود التي يفرضها مجتمعهما. والثانية تحكي قصة موضوعها خيبة الأمل والانفصال الذي يمر به عاشقان بعد تذوق طعم الحرية التي طالما حلما بها.

ويمثل هذا العمل السينمائي الذي تدور أحداثه في دمشق وطهران، رحلة استبطان وإلهام رائعة.

وفي مقدمة فيلمه، يقول ميار: 'أردت أن أبدأ بموقف عملي: كيف يمكن لعشيقين في سورية عيش تجربة الحب قبل زواجهما؟ وتمثل قضية وليد وسهير نقطة انطلاق، وقد كان هدفي الأبرز تسليط الضوء على المشاعر والأحاسيس التي تنتاب شخصيات عملي السينمائي هذا'.

ويمكن الآن للسينمائيين من مختلف أنحاء العالم تقديم طلباتهم للاشتراك في المرحلة الأولى من دورة عام 2011، علماً بأن آخر موعد لتقديم الطلبات هو 1 شباط/فبراير 2011، في حين سيتم إعلان أسماء الفائزين بالمنح النقدية في 15 آذار/مارس 2011. أما في المرحلة الثانية، فيغلق باب تقديم الطلبات في 1 آب/أغسطس 2011، في حين يتم إعلان أسماء الفائزين يوم 15 سبتمبر 2011.

تتوفر المزيد من التفاصيل حول شروط المشاركة على الموقع الإلكتروني www.dubaifilmfest.com

وخلال دورته الأولى التي انطلقت عام 2009، قدم 'إنجاز' التمويل لسبعة أفلام تمر في مرحلة ما بعد الإنتاج، التي تلعب دوراً مهماً في صياغة الشكل النهائي للعمل السينمائي. ويغطي التمويل الإخراج والمونتاج والصوت والمؤثرات الخاصة والعمليات المتخصصة التي تبدأ بمجرد انتهاء التصوير.

وتتضمن قائمة الأفلام التي حظيت بدعم برنامج 'إنجاز' خلال عام 2009، فيلم 'زنديق' للمخرج ميشيل خليفي؛ و'بيت شعر' للمخرجة إيمان كامل؛ و'ظلال' للمخرجين ماريان خوري ومصطفى الحسناوي؛ وفيلم 'قصيدة غزة' للمخرجين سمير عبدالله وخيرالدين مبروك؛ وفيلم 'الأئمة يذهبون إلى المدرسة' للمخرجة كوثر بن هنية؛ وفيلم 'الرحيل من بغداد' للمخرج قتيبة الجنابي، وفيلم 'الطريق إلى بيت لحم' للمخرجة ليلى صنصور. وفي حين فاز فيلم 'زنديق' بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في
مسابقة 'المهر العربي' خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي 2009، تم اختيار الأفلام الأخرى للعرض ضمن دورة المهرجان لهذا العام.

ولكي يكون العمل مؤهلاً للتقديم في برنامج 'إنجاز'، يجب أن لا تقل مدة الفيلم الروائي الطويل عن 60 دقيقة، في حين يجب أن لا تقل مدة الأفلام الوثائقية عن 50 دقيقة. ويجب أن يكون مخرجه عربيا، وأن يتناول موضوعاً تدور حبكته حول العالم أو التاريخ أو الثقافة العربية.

القدس العربي في

17/12/2010

# # # #

'ملتقى دبي السينمائي 2010' يختار 15 مشروعاً سينمائياً للحصول على الدعم اللازم خلال مرحلة الإنتاج

دبي - من جمال المجايدة

اختار 'ملتقى دبي السينمائي'، سوق الإنتاج المشترك الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، خلال هذا العام 15 مشروعاً للحصول على الدعم اللازم خلال مرحلة الإنتاج من بين أكثر من 130 طلب اشتراك تم تقديمها من لبنان، مصر، المغرب، فلسطين، الجزائر، سورية، العراق، وغيرها.

وتتضمن القائمة المختارة التي ستحظى بدعم دورة 2010-2011 من 'ملتقى دبي السينمائي' 12 عملاً قيد التطوير، وثلاثة مشاريع قيد الإنجاز. وتضم قائمة الأعمال قيد التطوير: 'علي، المعزة وإبراهيم' لإبراهيم البطوط (مصر/ فرنسا)؛ 'النسر والفراشة' لفيليب عرقتنجي (لبنان/ فرنسا)؛ 'كيس الدقيق' لخديجة لكلير (بلجيكا/ المغرب/ فرنسا)؛ 'فريدة' لمازن خالد (لبنان/ مصر)؛ و'أنا نجود، ابنة العاشرة ومطلقة' لخديجة السلامي (اليمن/ فرنسا)؛ و'يوم و124 ليلة' لسابين الشمعة (لبنان)؛ و'استبدال' لجيل طرزي ( لبنان)؛ و'جمود' لماجد العمري (كندا).ومن بين الأعمال الأخرى قيد التطوير التي وقع عليها الاختيار، 'ترامبولين' لإيلي خليفة (لبنان)؛ والفيلم الوثائقي 'فدائي' للمخرج داميان اونوري، الذي يعد أول إنتاج مشترك بين الجزائر/ فرنسا/الصين؛ و'زمن (الوفاق؟)'، الذي يعود فيه المخرج الجزائري مرزاق علواش، الحائز جائزة المهر في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2009 عن فيلمه 'حراقة'، مجدداً إلى ملتقى دبي السينمائي، تماماً كما هي الحال بالنسبة لمواطنه المخرج عبدالنور زحزاح، الذي يطل مجددا بفيلمه الوثائقي 'الوادي'.

أما الأفلام الثلاثة قيد الإنجاز فهي: الفيلم الوثائقي 'الاعتراف' لإيلين الراهب (لبنان)؛ والفيلم الروائي الطويل 'رحلة' لميار الرومي (سورية)؛ والفيلم الوثائقي الآخر 'البحث عن النفط والرمال' للمخرج فيليب ديب (مصر)، خريج 'مؤسسة التدريب الأوروبية للمشاريع السمعية البصرية' (EAVE).

ويقدم 'ملتقى دبي السينمائي'، أحد المكونات الرئيسية لمبادرة 'سوق دبي السينمائي' التي أطلقها المهرجان، للمخرجين العرب فرصة للحصول على منح مالية تتجاوز قيمتها 110 آلاف دولار أمريكي، كما يوفر لهم جسراً للتواصل مع أبرز محترفي قطاع السينما العالمي. ومنذ بداية تأسيسه في عام 2007، استعرض 'ملتقى دبي السينمائي' ما يزيد على 52 مشروع فيلم، تم إنجاز 15 منها، وتسعة تمر في مراحل مختلفة من عملية الإنتاج.

وسيستعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010 ثلاثة أفلام تم إنجازها عبر 'ملتقى دبي السينمائي'، ما يسلط الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه المهرجان في توفير بنية تحتية قوية يرتكز عليها القطاع، من خلال تقديم الدعم اللازم لمشاريع الأفلام، بداية من مرحلة الفكرة الأولى وحتى التوزيع. وتتضمن قائمة الأفلام التي حصلت على منح 'ملتقى دبي السينمائي': 'ظلال'، للمخرجين ماريان خوري ومصطفى حسناوي؛ و'هذه صورتي وأنا ميت'، للمخرج محمود المساد؛ و'بيت شعر'، للمخرجة إيمان كامل.وبهذه المناسبة، قالت شيفاني بانديا، المديرة التنفيذية لمهرجان دبي السينمائي الدولي: 'تتمثل السمة الأبرز لملتقى دبي السينمائي في المعدل العالي للمشاريع التي تم إنجازها، والذي بلغ 50%، إضافة إلى الفترة القصيرة التي يستغرقها في إنجاز الأفلام. ففي حين أن الانتهاء من إنتاج الأفلام يستغرق عالمياً حوالي أربع سنوات، فقد تمكنا خلال ثلاث سنوات فقط من إنجاز 15 فيلماً، فيما وصلت 9 أفلام إلى مراحل مختلفة من عملية الإنتاج'. وأضافت: 'من بين الأشياء المهمة التي لاحظناها هو أن السينمائيين يعودون مرة أخرى إلى سوقنا السينمائي خلال مراحل مختلفة - بداية من مرحلة الإنتاج المبدئي وحتى مرحلة ما بعد الإنتاج عبر برنامج 'إنجاز' المخصص لدعم المشاريع قيد الإنجاز، وصفقات التوزيع التي يسهلها 'دبي فيلم مارت'. ويسلط هذا الأمر الضوء الى المكانة الرائدة التي وصل إليها سوق دبي السينمائي باعتباره سوقاً سينمائياً متكاملاً يوفر منصة داعمة للسينمائيين الإقليميين تساعدهم على إنجاز مشاريعهم وتوفر لها الدعم اللازم للبروز على الساحة السينمائية العالمية'.وإلى جانب ذلك، استفاد السينمائيون الذين حظيت مشاريعهم بدعم 'ملتقى دبي السينمائي'، من ورش العمل المتخصصة التي استضافها مهرجان دبي السينمائي الدولي، وخير مثال على ذلك مخرجة ومنتج فيلم 'بيت شعر'، إيمان كامل وطلال المهنا، اللذان شاركا في 'برنامج التدريب الاحترافي للمنتجين السينمائيين' الذي تم تنظيمه بالتعاون مع 'مؤسسة التدريب الأوروبية للمشاريع السمعية البصرية'، إحدى أبرز مؤسسات التدريب والتطوير في أوروبا، بهدف توفير التدريب الاحترافي للمنتجين.

القدس العربي في

17/12/2010

# # # #

 

من أفلام مسابقة «المهر العربي»النوايا السينمائية.. ولا أحد يعرف عن القطط المصرية

زياد عبدالله

من هو ذاك الذي يصور عملية قطع رأس ابنه؟ ويصور كل عمليات التعذيب والقتل التي قام بها نظام وحشي؟ كيف سترى امرأة بلدها بعد غيابها عنه لأكثر من 14 سنة؟ كيف لماجد أن يعثر على صورة والديه، هو الذي ما عاد يعرف هيئتهما بعد أن فارقاه وهو لم يتجاوز السنة الثانية من عمره؟

أسئلة يمكن أن تمتد لتصل الاسكندرية، والبحث عن موسيقى العوالم السفلية لهذه المدينة وتوثيقها، وبالتالي معاينة جيل يعيش على الهامش، بوصف الهامش هو المكان الذي يتسع دائماً لكل ما هو جديد ومتطلع ومغاير.

الرغبة ليست كبيرة في الإجابة عن كل تلك الأسئلة التي بدأنا بها، إنما البعض منها، التي هي في النهاية ستكون مطروحة من خلال خمسة أفلام مشاركة في مسابقة المهر العربي في الدورة السابعة من مهرجان دبي، ولابد أن العرض لكل هذه الأفلام دفعة واحدة سيكون عدداً كبيراً إلى حد ما، لكنكم سرعان ما ستجدون ما يقف خلف ذلك.

تقودني بعض الأفلام إلى ظاهرة متمثلة في أن ما يود الفيلم تقديمه يتفوق على الفيلم نفسه، وهنا يمكن الحديث عن النوايا لا السينما، والبحث عن عبارات مثل: أفلام صغيرة لقضايا كبيرة، أو استثمار في قضايا سياسية وإنسانية تحت مسمى فيلم له أن يكون مصاغاً من أوله إلى آخره على هيئة سهرة تلفزيونية أو مسرحية يصعب التفاعل معها. ثم يأتي أيضاً التثاقف، وجلد المشاهد بآراء معدة مسبقاً، له أن يتخلى عنها حتى وإن كان مؤمناً بها، وذلك من وطأة الطرح، من خفة التناول وسطحيته الذي يأتي برفقة أدوات لا علاقة لها بالسينما لا من قريب ولا من بعيد.

يشرح لنا فيلم الأردني محمد الحشكي «مدن الترانزيت» في أولى تجاربه الإخراجية ما آلت إليه الأردن من خلال عودة امرأة (صبا مبارك) إلى عمّان بعد غياب دام لأكثر من 14 سنة، حيث كانت متزوجة في أميركا وها هي تعود مطلقة، ليكون الفيلم كل الفيلم هو تنقل من مأزق إلى آخر تعيشه تلك المرأة مع ما آلت إليه الأمور في الأردن، حيث التعصب الديني والفساد الإداري والجيل المعولم المتعلق بالقشور. كل شيء سيحاصرها، أختها المحجبة، والدها الصامت الذي لم يركب الموجة، موظف البنك والمرابحة، الفتيات اللواتي لا يتكلمن إلا الانجليزية.. إلخ ولدى تلك المرأة اجابتها عن كل ما تواجهه لأنها ببساطة تود أن تعيش حريتها الشخصية: الحق الشرعي والمقدس، وهكذا فإننا سنشاهد هذه البانورما الكلامية والتلفزيونية ونحن نقول «الله يرحم أيام زمان» كان كل شيء غير كل شيء الآن.

«المغني»

على المنوال نفسه، يراهن العراقي قاسم حول في فيلمه «المغني» بأننا وبمجرد مشاهدة الغرائبية والجنون الذي كان يتعامل به صدام ومعاونوه مع من حولهم، أي كيف يخضعون لتفتيش ذاتي، وكيف يقوم الديكتاتور بممارسة الجنس مع زوجة أحد ضباطه، ومن ثم الإقدام على قتله لأنه كان متضايقاً من ذلك، فإنه سيجعلنا ننسى كيف قدم ذلك؟

أو أن المغني الذي يصل متأخراً سيدفعنا لأن نلهث معه وهو يحاول الوصول في الموعد لإحياء حفلة الزعيم، فيمضي يغني ووجهه إلى الحائط مع أفراد الفرقة الموسيقية وللدقة ليس الحائط بل تمثال صدام أيضاً.

كل ذلك سيأتي كما لو أننا في مسرحية هزلية، مع النوايا التي لا نعرف إن كانت كوميدية أو تراجيدية؟ لكن ليس ذلك بالمهم أيضاً، طالما أن كل ما حدث قد حدث حقاً، وليس في الأمر مزحة سينمائية.

في اطار متصل ومنفصل في آن معاً، يقدم المخرج العراقي قتيبة الجنابي في فيلمه «الخروج من بغداد» مقاربة مختلفة تماماً عن مواطنه قاسم حول، حيث الفيلم يمضي خلف نهايته، يراهن على النهاية التي أريد لها أن تكون صادمة بحجم ما عاشه صادق، ذاك الرجل الذي نبقى نتعقب قصة هروبه من بغداد، هو الذي كان المصور الشخصي للرئيس العراقي في أواخر تسعينات القرن الماضي، الذي في الوقت نفسه سيكون مسكوناً بكوابيس ما قام بتصويره، حيث تستعاد تلك الصور أو المشاهد من خلال مادة أرشيفية لتفجير البشر بالقنابل وغيرها من ممارسات وحشية.

سيكون الفيلم في جزء كبير منه «فيلم طريق» وصادق على الطريق، وصولاً إلى «بودابست» التي يعلق فيها وهو يسعى للقاء ابنه ونراه يتصل بزوجته التي سبقته في الهرب يسألها المساعدة، سيتكرر ذلك، سيستعين الجنابي بالرسائل التي يكتبها صادق لابنه سمير، وصولاً إلى اكتشاف حجم المأساة التي عاشها صادق، ولتكون الرسائل بمثابة اعترافات، رسائل لا ترسل، لأنه ما من أحد يتسلمها.

الفيلم مصنوع بتقشف، ثمة حلول سردية متناغمة وهذا التقشف مسعى لأن يكون انتظار صادق الطويل لأن يذهب إلى لندن ذا نهاية صادمة، وهي كذلك حقاً، بما يعري ويوثق ممارسات نظام صدام حسين بكل ما هو متاح للجنابي من أدوات للوثائقي أن يمضي جنباً إلى جنب مع الروائي.

«ميكروفون»

هذا الهم التوثيقي سنقع عليه أيضاً مع ثاني أفلام المخرج المصري أحمد عبدالله «ميكروفون»، حيث سيكون نبش الهامش الاسكندراني الخيط الناظم الرئيس للفيلم، حيث الموسيقى بشتى أنواعها ستكون هي الحامل الشرعي لما يعيشه جيل مصري جديد، سواء في «الهيب هوب» أو«الروك» أو غيرها من أنماط موسيقية يطلق عليها في الفيلم مسمى «موسيقى العوالم السفلية»، الأمر الذي سيذكرنا بفيلم الإيراني بهمان غوبادي «لا أحد يعرف عن القطط الفارسية» الذي يوثق ايضاً لموسيقى العوالم السفلية لطهران، ويترك لهذه الموسيقى المحرمة في إيران لتكون راصداً إستثنائياً لما يعيشه الشباب الإيراني بعيدا عن بطش السلطة الدينية، ونحن نشاهد هؤلاء الفتية يتدربون في غرفة من الفلين لئلا يسمع الموسيقى أحد، أو في مزرعة أبقار، وصولاً إلى نهايته التراجيدية.

مع أحمد عبدالله لن تكون النهاية تراجيدية، سيترك للسمكة أن تخرج من الحوض إلى البحر، كما أن الجميل في الفيلم سيكون بالتأكيد مع تلك الفرق المدهشة التي نسمع أغانيها والموسيقى التي تؤلفها. وكما في فيلم غوبادي فإن مساحة كبيرة ستترك لمشاهد متسارعة من شوارع الاسكندرية وبحرها وناسها، وعلى تناغم مع الغناء والموسيقى، إضافة للغرافيتي الذي يتسرب إلى مصر كما هو في شوارع العواصم الأوروبية.

الصدام مع السلطة سيكون في فيلم أحمد عبدالله مغريا أيضاً كما هو في إيران، لكن هنا ستكون مع هيئة فنية وطنية أو رسمية، التي بالتأكيد سترفض أنماطاً موسيقيةً كهذه، لا بل إن قبولها سيفقد هذه الموسيقى أهم مزاياها ألا وهو هامشيتها وكونها موسيقى شوارع، لكن هذا أيضاً سيكون متعذراً حين تمنعهم الشرطة من إقامة حفلة في مقهى رصيف يقصودنه.

نبقى في العوالم السفلية، لكن مع فيلم المغربي نسيم عباسي «ماجد» الذي يمضي خلف هذا الطفل الذي فقد والديه في حريق هو أول ما نقع عليه في الفيلم، وليعيش مع أخيه الأكبر، ويمشي يتلقط رزقه من مسح الأحذية ومن ثم بيع السجائر حين يتعرف إلى «العربي» الطفل الذي يمسي صديقه بأداء رائع من هذا الطفل.

الفيلم مبني وفق سيناريو يتوخى بناء أحداثه بالاتكاء على بحث ماجد عن صورة لوالديه، وكل ما لديه صورة محروقة لهما، بما يجعل من قصة مضيه من المحمدية إلى الدار البيضاء ليزور أصدقاء والديه والحصول منهم على صورة لوالديه باباً مفتوحاً على مصراعيه على الكثير من المنعطفات الدرامية ورصد الكثير من الشخصيات االتي تكون في الغالب على قدر كبير من القسوة.

ولعل الفيلم يتعرج ويستقيم، لكنه يبقى محافظاً على ثيمة الصورة التي يتسق حولها كل شيء مع استغراق الوصول إلى تلك الصورة الكثير الكثير من الأحداث والمطولات، التي ستنتهي جميعاً بنهاية تراجيدية للعربي وسعيدة لماجد وهو في الباص نائم وإلى جانبه الصورة، بما يوحي بأن أخاه قرر أن يأخذه معه إلى خارج المغرب وعدل عن فكرة وضعه في دار الأيتام.

الإمارات اليوم في

17/12/2010

# # # #

الخيبات وأحلام العودة من «مدن الترانزيت»

علا الشيخ ــ دبي

قال محمد الحشكي مخرج فيلم «مدن الترانزيت»، الذي عرض اول من امس ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة المتنافسة على جائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إن «العمل كانت فكرته الرئيسة تدور حول كونه فيلماً قصيراً، لكن بعد قراءة نص الكاتب الأردني احمد امين، وجدنا اننا قادرون على تطوير الفكرة، وتحويل العمل الى فيلم طويل».

وأشار الى التحدي الكبير الذي واجهه فريق عمل «مدن الترانزيت»، لاسيما مع تخصيص ميزانية انتاج ضئيلة، مضيفاً «لكن روح الفريق الواحد والتمسك بفكرة دعم السينما الأردنية جعلتنا ننجز الفيلم كاملاً في سبعة ايام ونصف اليوم، حتى إن بطلي العمل (صبا مبارك ومحمد قباني) لم يتقاضيا ديناراً واحداً عن المشاركة في الفيلم، وتفاعلا مع الفكرة».

عن فكرة الفيلم الذي تناولت حكايته العودة بمفهومها المطلق، سواء أكانت عودة إلى المكان، الوطن، الذاكرة، أو اللحظة قال الحشكي «على الصعيد الشخصي، وبعيداً عن كوني مخرجاً، اصبحت حائراً في معنى الوطن، خصوصاً في قصد شباب اوطاناً اخرى ليرحلوا اليها، ففكرة العودة بحد ذاتها اصبحت ليست العودة الى وطن فحسب، بل العودة الى ذكرى معينة أو إلى شارع أو حتى منزل»، مشدداً على أن الفكرة ليست خاصة بالأردن والمخيمات الفلسطينية فيه، بل هي فكرة عربية شاملة.

وأضاف المخرج الأردني «كنت في افلامي القصيرة السابقة احلم بتحويلها الى أعمال طويلة، لكن الإنتاج وضعفه كانا يقفا دائماً بيني وبين تحقيق الحلم «نحن في الأردن نفتقد للانتاج الضخم، ووجود النصوص الجيدة، والايمان بقدرات الفنان الأردني نفسه الذي قدم الكثير في مسيرة الفن على الصعيد العربي، لكن تجربة (مدن الترانزيت) اعادت لي الثقة بماهية الفنان وماذا يريد، ففي فيلم انتاجه محدود جداً استطعنا أن ننجزه في مدة قصيرة جداً ليكون حاضراً في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة».

وتابع «مهرجان قرطاج عرض علينا ان نشارك في فيلمنا، الا اننا اخترنا دبي لتكون اول من يشهد انطلاق هذا الفيلم».

وعن إذا ما توافر الإنتاج هل سيخرج الحشكي الفيلم بالصورة نفسها أو يعيد اخراجه مرة أخرى؟ قال «اعادة إخراج (مدن الترانزيت) مرة اخرى غير واردة مع ان فكرته مثيرة تستفز المخرج لأن يستثمرها في حكايات صور اكثر».

من جهتها، قالت منتجة العمل رولا ناصر التي تعمل في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام إن «طبيعة فيلم (مدن الترانزيت) اعطتنا الأمل في اننا قادرون على صناعة فيلم بمقاييس جيدة رغم الانتاج المحدود»، مشيدة بتعاون جميع فريق العمل، إذ قبل فنانون لهم بصمتهم الخاصة في الساحة الفنية العربية ان يكونوا ضمن فريق الفيلم.

في المقابل، قال بطل «مدن الترانزيت» محمد قباني الذي قدم العديد من الأدوار في الدراما الاردنية، إن «الفيلم الذي يدور حول الخيبات التي يشعر بها كل عربي يحلم بالعودة، وهي ليست مقصورة على فكرة العودة المرتبطة بفلسطين، بل هي تحاكي حال المصري الذي يعيش خارج بلاده، والفلسطيني في الشتات، والعراقي في المهجر، والمغربي في فرنسا وغيرهم من العرب، التي تقطعت أوصالهم رغما عنهم ببعدهم عن أوطانهم»، مضيفاً أن «مصطلح العودة يعطي مساحة للتفكير في معناه، العودة لمن ولماذا وكيف، ونحن نعيش في عصر العولمة والتكنولوجيا التي بلدت مشاعرنا اكثر، هو قرار العودة بمعناه الحسي الى الرائحة والأماكن واللحظات»، كل هذا جعل قباني بكل حب على حد تعبيره يقبل بالدور مع مخرج موهوب، ومن دون طلب اي مقابل.

يشار إلى أن الحشكي سبق وقدم فيلمين، هما وثائقي بعنوان «العيش مؤقتا»، وفيلم الفراشة الذي كتبه أيضاً وفاز بالمرتبة الثانية في مهرجان الفرانكفونية للأفلام العربية، ويعمل حالياً في مشروع فيلم طويل ثانٍ.

الإمارات اليوم في

17/12/2010

# # # #

حفلات على هامش المهرجان اجتذبت نجوماً

«سمر فني» يخفّف هموم «الوثائقي والروائي»

محمد عبدالمقصود – دبي

في مقابل انشغال رابع أيام مهرجان دبي السينمائي الدولي بجدل نظري حول الهمّ السياسي في الأفلام، سواء الوثائقية عبرة ندوة متخصصة، أو الروائية التي خَصص لها فعاليتين في أروقته عبر فيلمي «الخروج» و«المغني»، شكلت الحفلات اليومية التي تقام على هامش فعاليات المهرجان عامل جذب أول لفنانين عرب على وجه الخصوص.

وشهدت الحفلة التي نظمتها شركة روتانا وقناة فوكس للأفلام، في فندق مينا السلام بمدينة جميرا تحت مظلة المهرجان، حضوراً فنياً مكثفاً، وتوجت خلاله الإعلامية هالة سرحان، الفنان أحمد السقا والفنانة منى زكي بجائزة تقديرية من استوديوهات روتانا، بعدما كشفت عن حصولهما على لقب نجمي شاشاتها لهذا العام.

ودعت سرحان الفنانين أحمد بدير ومصطفى فهمي إلى كلمات موجزة عن السقا خصوصاً، بعدما أشار الأخير إلى أنهما أكثر من دعما بدايته الفنية، في الوقت الذي استرجعت فيه سرحان أسلوبها المميز في تقديم آخر برامجها على قناة «روتانا سينما» الذي تحوّل إلى قضية مثيرة للجدل بعنوان «بنات الليل».

الحفل ذاته شهد دعوة الفنانين الموجودين فيه الى التجمع قبل أن تشير سرحان التي مارست دور عريفة الحفل إلى أن المناسبة تتعلق بعيد ميلاد نيللي كريم، قبل أن تستدرك «وأيضاً عيد ميلاد ماجد الكدواني، وعيد ميلاد الفنانة بوسي بأثر رجعي».

وفي الوقت الذي كان نجوم الفيلم المصري «678» ماجد الكدواني وباسم سمرة وبشرى ونيللي كريم أسرع الملبين لدعوة سرحان، امتلأت الدائرة بأعداد كبيرة من الفنانين، منهم لبلبة وخالد أبوالنجا ومحمد رجب، وغيرهم لغناء أغنية عيد الميلاد في جو موسيقي راقص، داخل السياج الخاص الذي اعتاد أفراد الأمن على إقامته، متتبعين خطوات الفنانين الضيوف.

في سياق متصل، حظيت الأفلام التي تتناول هموماً سياسية باهتمام النقاد والمخرجين والأوساط الصحافية في رابع أيام المهرجان، أول من أمس، الذي صادف تخصيص ندوتين مختلفتين حول فيلمين لا يبتعدان كثيراً عن هذا الهم، أحدهما مصري بعنوان «الخروج» الذي يتطرق إلى قصة حب بين فتاة قبطية في الثامنة عشرة من العمر وشاب مسلم، حضرها المخرج هشام عيساوي، والمنتج شريف مندور، وأبطال العمل محمد رمضان ومريهان وسناء موزيان وأحمد بدير، وأدارها المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله، والآخر عراقي هو «المغني» للمخرج العراقي قاسم حول، وضم المنتج ديديه كوديك، وبطلي العمل عامر علوان، وأثمار الخضر، فيما أدارها رشيد عرفان مدير البرنامج العربي في المهرجان.

وانعكس البعد السياسي في قضية الفيلم المصري التي تبدو شائكة في محيط تداول الحديث عن احتقان طائفي في مصر، وطبيعة التعامل السياسي مع القضية، في مشكلات تحدّث عنها مخرجه بشكل خاص، سواء أثناء التصوير، أو مشكلته مع الجهات الرقابية التي لم يسلم من مقصها، فيما أعرب عن امتنانه لاستضافته ضمن عروض «دبي السينمائي»، الأمر الذي يدعم إيجابياً العمل الذي لايزال يواجه انتقادات في بلده، حسب المخرج.

البعد السياسي لفيلم «المغني» أيضاً كان حاضراً عبر قصته التي تتطرق إلى تأخر مغن لأسباب أمنية عن إحيائه حفلاً يقيمه ديكتاتور، عاقبه بأن جعله يغني ووجهه إلى الحائط، محيلاً إلى تاريخ عراقي قريب ومعاصر في آن واحد حسب المخرج.

وإذا كانت المناسبتان السابقتان تقتربان بشكل أو بآخر من ملامح الندوة التطبيقية، نظراً الى ان كليهما يرتبط بفيلم معروض ضمن أفلام المهرجان، فإن ندوة أكاديمية كانت رئيسة أيضاً ضمن فعاليات رابع أيام المهرجان، وتناولت ايضاً البعد السياسي في السينما عموماً والأفلام خصوصاً.

واقع

تناولت ندوة «الأفلام الوثائقية والسياسية» البعد السياسي في الأفلام المشاركة بالمهرجان والسينما عموماً، وحضر الندوة عدد من المخرجين والمنتجين ذوي تجارب مختلفة، وهم راسموس آبراهمسن (من شركة كونسيرن فيلم)، ولينا غوبول (منتجة أفلام وثائقية)، وسليمان سيسي (مخرج مالي)، وجوان أكومفرا (مخرج من سموكينغ دوغز فيلم).

وقال آبراهمسن إن «معظم الأفلام الوثائقية القادمة من بلدان فيها نزاعات يذهب مخرجوها إلى إظهار أنماط سياسية وأحداث تغفل كثير من الفضائيات والأخبار عن الوصول إليها أو التعمق في ما يحدث فيها، وبالتالي يمكن لها أن تأخذ المشاهد كثيراً حسب رؤية المخرج أو المحطة التي يعمل لحسابها، وكذلك جهة إنتاج الفيلم».

بينما قالت لينا غوبول إن «نجاح الافلام الوثائقية القادمة من الدول التي يوجد فيها صراعات ومشكلات مختلفة مرهون بمدى تقديم المخرج للفيلم والمشاهد الحية والحقيقية التي قام بتصويرها من خلال عدسته، وعلى مدار فترات متعاقبة، وبالتالي يمكن لها أن تظهر صورة حقيقية عن الواقع والمشهد الطبيعي الذي يحدث في هذه البلاد». في السياق ذاته، قال سليمان سيسي إن «طبيعة نجاح أي فيلم، سواء كان وثائقياً أو غير ذلك، يعتمد على رؤية المخرج الصحيحة لأحداث المنطقة التي يصور فيها الفيلم، إضافة إلى معتقداته السياسية ورؤيته المتفقة مع المحطة التي يعمل بها أو جهة الإنتاج التي يصوّر لحسابها الفيلم الوثائقي».

الإمارات اليوم في

17/12/2010

# # # #

الحاسة السادسة

بعيداً عن الكراميل

بقلم :إبراهيم توتونجي

حسناً هذا الفيلم يشعرك بالضجر وتتمنى أن ينتهي. الأمر سهل، انقر زر التوقف «ستوب» واذهب الى فيلم آخر، إلى عالم آخر. هذا الطقس للمشاهدة الحرة، لا يمكنك أن تعيشه في صالة سينما، بل في بيتك، أثناء مشاهدتك الفيلم على قرص «دي في دي» أو على قناة الأفلام المتخصصة، حيث يصبح جهاز الريموت كونترول هو سلاحك الذي يعزز حريتك. في مهرجانات السينما، تتخذ مشاهدة الأفلام في الصالات بعداً إضافياً، فناهيك عن عدم رغبتك بإزعاج جيرانك الموجودين على المقاعد، اذا ما رغبت بمغادرة العرض قبل انتهائه، هناك شق آخر يتعلق بالإحراج. فحتى لو لم يكن احد من صناع الفيلم صديقاً لك أو تعرفه، فمغادرة الفيلم قبل انتهائه، وفي حضور صناعه غالبا ووجودهم في مركز استراتيجي مشرف على باب الصالة، عند خط المقاعد الأول.. قد يترك أثرا «غير لطيف»، في أقل الأحوال، في نفسية المبدع!

على كل، الحل بات متوفراً وسهلاً: مكتبة عرض الأفلام. نجح «مهرجان دبي السينمائي» بدورته الحالية في تجهيز مكتبة مشاهدة أفلام للصحافيين والمخولين بدخول صالة الصحافة، مكتملة العناصر التقنية واللوجستية. كل الأفلام، أو غالبيتها العظمى، التي تعرض في الصالات، متوافرة عبر برنامج كومبيوتر سهل ورقمي. كل ما تحتاج إليه هو أن تعرف عنوان الفيلم بالانجليزية، ثم تختاره من لائحة الأفلام المنظمة بالترتيب الأبجدي. واذا لم تجد فيلمك في المكتبة، لا تتأخر في اعلام المسؤولين عن الأمر، وستجده بعد قليل. حدث ذلك معي بالنسبة إلى الفيلم العراقي «الرحيل عن بغداد». واذا كنت تشاهد الأفلام برغبة الكتابة النقدية عنها، بما يعني مشاهدتها على طريقة «الدياغونال» التي يمتهنها نقاد الكتب، والمشتغلون في الصحافة، حيث تتولد لديهم مع الوقت القدرة على القراءة السريعة والتقاط الأفكار والأخطاء، ان وجدت، بشكل سريع يشبه عمل الماسحة الضوئية. طريقة الـ«سكانيغ» هذه يمتهنها ايضا مشاهدو الافلام السينمائية بكثرة، ومن بينهم النقاد.

هناك ايضا ترف اعادة المشهد أو تقطيعه أو توقيفه من أجل تدوين ملاحظة أو التأكد من خاطرة. هذا لا يتأتى في صالة السينما، حيث يتوجب عليك لكي تتأكد من فكرة مرت في بالك ان تهمس إلى جارك سائلاً اياه: «عفواً، ولكن ماذا قال للتو؟..»، وليس من الضرورة أن يرزقك الله دوماً بجار لطيف ليجيبك عن سؤالك، أما ان رزقك بنجم سينمائي شاب ووسيم يمثل في السينما المصرية بتبلد كامل، ويضحك طوال الفيلم ما يتسبب بإزعاجك (رجاء العودة الى مقالة الأمس لمزيد من التفاصيل) فهذه هي النوعية من الأرزاق التي يطلق عليها اسم «ابتلاء»!

ثمة فائدة اخرى من مشاهدة الافلام في المكتبة وهي تفويت رائحة الزبدة المنبعثة من الفوشار. تخيل ان كنت تعاني من حساسية من رائحة الزبدة تجعلك تعطس. سيكون الموقف محرجا في الصالة. وإن كنت تعاني ايضا من حساسية الكراميل، الشائع استخدامه مع الفوشار، فالعطس سيصبح مضاعفا، والإحراج سيكون ثقيلا. اما اذا كنت تعاني أيضا من حساسية «اللقمشة» وهذا ما يطلق على صوت مضغ الأكل، وفي هذه الحالة «طقطقة» حبات الفوشار، فإن العطس قد يتحول الى عنف يصل حد.. الضرب!

ibrahimt@albayan.ae

البيان الإماراتية في

18/12/2010

# # # #

الفيلم الروائي الأردني (مدن ترانزيت) يفوز بجائزة النقاد الدولية في مهرجان دبي

دبي -ناجح حسن 

انتزع الفيلم الروائي الاردني الطويل (مدن ترانزيت) لمخرجه الشاب محمد الحشكي جائزة اتحاد النقاد السينمائيين العالمي (الفيبرسي) التي اعلنتها اليوم لجنة تحكيمية تضم اشهر اسماء لامعة من النقاد والمخرجين في السينما العالمية .

جاء الاعلان عن الجائزة ضمن الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي الذي سيعلن في ختام فعالياته مساء يوم غد الاحد عن جوائز المهر العربي والافريقي والاسيوي..

ظفر(مدن ترانزيت) الذي انجز بميزانية بسيطة ضمن مشاريع التدريب في الهيئة الملكية الاردنية للافلام بالجائزة وسط منافسة ساخنة ضمت احدث افلام السينما العربية التي انجزها مخرجون من الامارات ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق والمغرب والجزائر . وقال الناقد السينمائي اللبناني محمد رضا عضو لجنة تحكيم (الفيبرسي) للرأي ان الفيلم الاردني استحق هذه الجائزة التي عادة ما تقدم للافلام المشاركة في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية الكبرى لبراعة مخرجه في تقديم عمل روائي طويل بحرفية متمكنة تنهل بسلاسة وشفافية من اسئلة الذاكرة وتحولات الواقع.

يسرد (مدن ترانزيت) حكاية امراة تعود الى مدينة مثل عمان عقب انفصالها عن زوجها بعد اقامتها لسنوات باميركا لتبدا محاولاتها في الاستقرار الى جوار اسرتها التي اخذت احوالها تتبدل نتيجة لتحولات الواقع.

ترصد الشخصية الرئيسية بالفيلم التي تؤدي دورها الممثلة صبا مبارك العديد من المواقف والمحطات التي عاشتها شخصيات الفيلم الاخرى مثل الاب وشقيقتها وجيرانها امام متطلبات عصر العولمة الذي يفيض باحداث جسام تنقلها قنوات فضائية تبث طوال اليوم امام اسئلة حرجة.

سبق للمخرج محمد الحشكي ان قدم مجموعة من الافلام القصيرة مثل (العيش مؤقتا) 2004 وفيلم (فراشة) العام 2008 وعمل في اكثر من ورشة تدريبية لصناعة الافلام القصيرة نظمتها الهيئة الملكية الاردنية للافلام قبل ان تتاح له فرصة انجاز فيلمه الروائي الاول (مدن ترانزيت) الذي ادى ادواره الرئيسية كل من صبا مبارك ومحمد القباني وشفيقة الطل وعلي ماهر واضطلعت بانتاجه رولا ناصروساهم في كتابة النص والحوار احمد امين .

حققت صناعة الافلام في السنوات الاخيرة حضورا بارزا في سائر الملتقيات والمهرجانات السينمائية العربية والدولية والبعض من تلك الاعمال التسجيلية والروائية والتجريبية نالت العديد من الجوائز وتقديرات النقاد وثناء الحضور وذلك للدور الذي لعبته عدة مؤسسات وافراد واكاديميات متخصصة بهذا الحقل الابداعي .

يشار الى ان الاردن يشارك ضمن الدورة السابعة في مهرجان دبي السينمائي بثلاثة افلام متنوعة هي اضافة الى فيلم (مدن ترانزيت) الفيلم الروائي القصير (بهية ومحمود) للمخرج الشاب زيد ابو حمدان الذي يتناول فيه قصة شخصيات في ملجا للمسنين بالاضافة الى الفيلم التسجيلي الطويل (هذه صورتي وانا ميت) للمخرج محمود المساد صاحب الفيلمين التسجيليين (الشاطر حسن) و(اعادة خلق).

الرأي الأردنية في

18/12/2010

# # # #

 

5 أفلام «مدوزنة» في مهرجان دبي

الطفرة السينمائية الإيرانية

عبد الرحمن سلام

مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة الذي افتتح مساء الاحد الفائت، شكل محطة جديدة في الطفرة السينمائية التي تشهدها إيران في السنوات الاخيرة. فقد شاركت الجمهورية الاسلامية بخمسة أفلام دفعة واحدة، احدها يعرض للمرة الأولى، وهذه المشاركة كانت في الماضي تقتصر على فيلم او فيلمين. ماذا وراء الظاهرة السينمائية الإيرانية؟

من الواضح أن السينما الايرانية، من داخل النظام ومن خارجه ، تشهد قفزة نوعية في السنوات الاخيرة، بدليل أن أحد الافلام الايرانية "وداعاً بغداد" للمخرج مهدي نادري، يتنافس مع 64 فيلما عالمياً على الأوسكار، وقد يتم اختياره لنيل الجائزة في منافسات الدورة الـ37، عن فئة الافلام الاجنبية.

مخرج "وداعاً بغداد" مهدي نادري تحدث الى وكالة "رويترز" عن هذا الفيلم، ومما قاله:

هناك من يعتقد انني تقاضيت مبالغ كبيرة من الحكومة الإيرانية لإخراج هذا الفيلم، ومن الواضح ان من يقول هذا لم يشاهد الفيلم.

وأضاف المخرج الايراني البالغ من العمر 37 سنة: ان ميزانية "وداعا بغداد" يمكن ان تقارن بما ينفقه شون بين على سجائره او نيكول كيدمان على جزء صغير من ماكياجها. لقد تطلب الحصول على الإذن بتصوير الفيلم 6 سنوات، وقد غيّرنا السيناريو حوالى 18 مرة لإرضاء المسؤولين. أريد ان اظهر كيف يمكن للسينمائي الايراني ان يعدّ فيلما من دون دعم مالي خلال شهرين في بلد يعجّ بالقوانين والرقابة.

ويروي الفيلم قصة دانييل المواطن الاميركي ـ البولندي والملاكم الفاشل الذي يحاول تجاوز هذا الفشل بالالتحاق بالجيش الاميركي، لكن بعد أن يقتل احد رفاقه فتاة عرضا، يفرّان الى الصحراء. وعند هذا المستوى من الاحداث تدخل شخصية صالح الانتحاري المتدرب، الذي لن تمنعه مشاعر الكراهية التي يحسها تجاه الاميركيين من إنقاذ روح تائهة: دانييل. ويريد نادري ان يقرأ فيلمه وفقاً لمعايير تتجاوز القراءة السياسية.

هذا الكلام، على صدقه، لا يحجب الجانب الآخر من الصورة، وخلاصته ان الافلام الإيرانية المشاركة في المهرجانات العالمية، غالبًا ما تحظى برضى الأجهزة الإيرانية. صحيح ان بعض أهل السينما ممنوعون من المشاركة، إما شخصيا وإما بأفلامهم، ليس في مهرجان دبي فقط، وإنما في كل المهرجانات العربية والاجنبية، لكن السينما الايرانية بخير وهي تخطو نحو العالمية.

أحد هؤلاء "الممنوعين" المخرج جعفر بناهي الذي سبق أن سجن في طهران في العام الحالي  بسبب فيلم اعتبرته طهران "مناهضاً لتوجهات الدولة". هذا المخرج الذي يحظى باهتمام كبير في أوساط السينما العالمية، وقد تلقى أخيراً دعوة للمشاركة في عضوية لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي2011، لكن مدير المهرجان "بيتر كوسليك"، عبّر عن تخوفه من عدم استطاعة المخرج الايراني من المجيء، عندما أوضح انه "يأمل ان يتمكن جعفر بناهي من الحضور والقيام بمهام عضوية لجنة تحكيم المهرجان في شهر شباط (فبراير) 2011 المقبل". و"توضيح" مدير المهرجان لم يأت من فراغ، سيما وأن المخرج جعفر بناهي (50 عاما) لم يتمكن من المشاركة في مهرجان "البندقية السينمائي الدولي" في شهر ايلول (سبتمبر) 2010 الفائت، بعدما صادرت السلطات الإيرانية جواز سفره ومنعته من المغادرة.

وكان بناهي قد بعث برسالة الى جمهور مهرجان "البندقية" ولجانه قبيل موعد عرض فيلمه "اكورديون" قال فيها: "أمنع عمليا من إنجاز الافلام منذ خمس سنوات، وعندما لا يسمح لمخرج سينمائي بإنتاج الافلام يكون في حقيقة الامر مسجوناً معنوياً". وقد سبق ان أوقف بناهي في شهر آذار (مارس) 2010، بعدما وجهت إليه وزارة الثقافة الإيرانية، تهمة "إعداد فيلم ضد النظام، يتعلق بالأحداث التي تلت الانتخابات"، في إشارة الى التظاهرات التي نتجت عقب إعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في شهر حزيران (يونيو) 2009، ثم أفرج عنه بعد ثلاثة اشهر، إلا أنه لم يتمكن من المشاركة في عضوية لجنة تحكيم مهرجان "كان" يومذاك (في فرنسا)، وراجت في حينه تساؤلات في الاوساط السياسية ـ السينمائية، حول توقيت الاعتقال، ثم الإفراج، وإذا ما كان هدفهما في الاساس، منع جعفر بناهي من المشاركة في مهرجان "كان" ذات الشهرة والسمعة العالميتين، وحيث يكون الحضور الاعلامي الدولي كثيفا وفاعلاً.

وإذا كانت افلام جعفر بناهي (وغيره بالتأكيد من المخرجين غير المرضى عنهم وعن أعمالهم) مستبعدة بشكل شبه دائم عن المشاركة في اي مهرجان، للدولة عليه "حظوة" (البعض يقول سيطرة) فإن مثل هذه المهرجانات مستعدة دائما، وتحت عباءة "الفن السينمائي"، لاستقبال اكثر من انتاج سينمائي ايراني ممهور بختم موافقة السلطة، بدليل مهرجان دبي الاخير الذي استقبل ـ كما ذكرنا ـ خمسة افلام دفعة واحدة، وبحيث عادت المخرجة سبيدة فارسي، الحائزة جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما، وصاحبة الفيلم الوثائقي البديع "طهران بلا استئذان"، الى المهرجان بعرض عالمي اول لفيلمها "المنزل تحت الماء"، الذي يروي حادثة مأسوية تورط فيها المراهقان مرتضى وطاهر، وغرق بنتيجتها شقيق "طاهر" الاصغر.

ثلاثون سنة مرت كلمح البصر، ليعود مرتضى، بعدما أُطلق من السجن، لكن أشباح الماضي تلاحقه قبل أن يبدأ في لملمة شظايا حياته، حيث توجه اليه من جديد تهمة التسبب بموت طفل غرقا، ليتخذ الفيلم مساراً جديداً، عندما يكتشف مرتضى ان الضابط الذي يحقق في القضية الجديدة ليس سوى صديقه القديم "طاهر".

الفيلم الثاني الذي مثّل ايران في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010، حمل اسم "مرهم"، وهو الروائي الطويل الـ18 للمخرج علي رضا، الحائز العديد من الجوائز الوطنية والعالمية، ويتحدث في تفاصيله، عن جيلٍ ابناؤه هم اقرب الى جدودهم مما هم الى آبائهم، وحيث يروي الفيلم قصة عن ألم الجدّات، وتعاستهن، وهن يكافحن لتحرير أحفادهن من شرور العصر الحديث... ويضرب الفيلم الذي عرض للمرة الاولى في الشرق الاوسط عبر مهرجان دبي السينمائي الدولي، مثلا، بجدة مسنة تجد نفسها في دور الملاك الحارس لحفيدتها المتمردة، التي تهرب من المنزل لتحصل على المخدرات، ولتصبح اشبه بالطير الضعيف، تحت رحمة النسور.

أما المخرج محسن عبد الوهاب، فهو يطل بفيلمه الروائي الطويل الاول "الرجاء عدم الازعاج" (عرض في مهرجان دمشق السينمائي اخيراً وفاز بالجائزة الفضية)، ليسرد ثلاث قصص تدور أحداثها في العاصمة طهران، فتروي الاولى قصة شابة يضربها زوجها وتوشك ان تشكوه الى السلطات، لكن الزوج لا يهتم للأمر إلا من زاوية تأثير هذه الشكوى على وظيفته؟ ومن زاوية الإحراج الذي سيقع فيه، فيما القصة الثانية تحكي قصة موظف تسرق محفظته وملفاته، وكيف يحاول استعادة مسروقاته من اللص.

القصة الثالثة تروي حكاية زوجين عجوزين، تعطل جهاز التلفزيون عندهما، وهما يخشيان فتح باب منزلهما للشاب الذي حضر لإصلاح الجهاز، لأنهما بمفردهما في المبنى!

المخرج رافي بيتس، صاحب الفيلمين الشهيرين "الموسم خمسة" و"سانام"، شارك في المهرجان بفيلمه الروائي الطويل الخامس "الصياد والفريسة". مأساة "علي" تبدأ فور مقتل زوجته، اثناء تبادل لإطلاق النار بين رجال الشرطة والمتظاهرين، لينتهي هذا الزوج التعس، بالبحث عن ابنته المفقودة خلال التظاهرة. نهاية مروعة تفقد الرجل صوابه، فيقتل اثنين من رجال الشرطة في مطاردة بالسيارات، قبل أن ينجح بالهروب الى الغابة، حيث يلقى القبض عليه. يستسلم "علي" لمصيره، ويراقب رجلي الشرطة وهما يتجادلان، الى ان يتعقد الموقف بينهما وبحيث يصبح من الصعب الفصل بين "الصياد والفريسة".

ويأتي اخيراً الفيلم الوثائقي "امين" للمخرج شاهين برهامي، في إطار "مسابقة المهر الآسيوي ـ الافريقي للافلام الوثائقية"، وفيه يجري "امين" ابحاثا لنيل درجة الدكتوراه في مجال الموسيقى، في معهد "كييف"، فينطلق في رحلة لاستكشاف الموسيقى الشعبية الفولكلورية الآخذة بالزوال لدى قبائل "قشقاي" التي تقطن منذ الازل في جنوب إيران، لكن مسار الفيلم، السعيد حتى هذه المرحلة، لا يلبث ان يتحول الى سبر عميق لأغوار حياة "امين" التعسة، وتكون النتيجة، لوحة مؤثرة، تدفع المشاهد للتأمل في الكنوز الثقافية المفقودة، كما يراها رجل يسعى لاكتشاف ذاته، من خلال اكتشاف تلك الموسيقات المغرقة في التاريخ!

وكما هو واضح من العروض الخمسة، فإن السينما الايرانية المسموح لها بالخروج الى العالم، هي السينما المتميزة بهدوئها... صحيح انها افلام تصلح للمهرجان وتحقق ربما الجوائز، لكنها محددة المعالم، واضحة الرؤية، وذات أهداف غير قابلة للتغيير، وتتوزع موضوعاتها بين الدراما الاجتماعية، فيما تتجنّب في المقابل، الخوض في ما هو "مقلق" او "مزعج"... فكل الدراما الايرانية التي تابعها المشاهد العربي، (حتى الآن) هي من النوع "الرزين" الذي يسلك المعابر في اتجاه واحد. وسواء كانت هذه الاعمال دراما دينية أم اجتماعية... أما اذا قدر لأي سينما إيرانية ان تخرج عن هذين الإطارين، فستكون عندئذ إما "مقيّدة" ومسموحاً لها بالعرض الداخلي، وإما "مسيئة للنظام" وممنوع عليها بالتالي العرض الداخلي و... الخارجي معاً.

إنها السينما الإيرانية "الانتقائية" في الزمن الخميني كما في الزمن الخامنئي، وما يخرج منها على هذه الثوابت يندرج في إطار الأفلام المعارضة.

الكفاح العربي في

18/12/2010

# # # #

جوائز ملتقى دبي السينمائي 2010:

حصة الأسد للمشاريع اللبنانية

دبي ـ ريما المسمار 

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي جوائز "ملتقى دبي السينمائي" للعام 2010. توزعت الأخيرة على سبعة مشاريع سينمائية في مرحلتي تطوير السيناريو و"مشروع قيد الإنجاز". من بين تلك الجوائز ثلاث يمنحها المهرجان، قيمة كل منها 25 ألف دولار، ذهبت إلى المخرجين: مازن خالد عن مشروع "فريدة" (Housekeeping) من لبنان، سابين الشمعة عن مشروع "يوم و124 ليلة" من لبنان أيضاً وStandstill للفلسطيني مجدي العمري.

تسهم في الملتقى شركات وجهات إنتاجية، تمنح جوائزها في مجالات متخصصة. فجائزة شركة "فيلم كلينيك" المصرية تركّز على المشاريع الروائية الأولى وقيمتها 10 آلاف دولار، فازت بها المخرجة اليمنية خيجة السلامي عن مشروع "أنا نجود إبنة العاشرة ومطلّقة".

وتُمنح جائزة "شركة بوابة الصحراء للإنتاج" (Desert Door)، وقيمتها 25 ألف دولار، عمل تم الانتهاء من تصويره لكنه يحتاج إلى مساعدة مالية ليُستكمل وهو ما توافر في مشروع المخرجة اللبنانية إيليان الراهب "الإعتراف".

أما جائزة "مؤسسة الشاشة في بيروت" (SIB) المخصصة للمشاريع الوثائقية وقيمتها 15 ألف دولار فحازها المخرج فيليب ديب عن مشروعه "البحث عن النفط والرمال" الذي سبق له الفوز بمنحة من صندوق التمويل السينمائي "سند" التابع لمهرجان ابوظبي السينمائي لمراحل التطوير. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها المهرجانان، دبي وابوظبي، في دعم مشروع سينمائي. فقد سبق لفيلم "ابن بابل" للمخرج العراقي محمّد الدراجي أن نال مساعدتين انتاجيتين من المهرجانين في العام 2009.

كذلك تقدم "آرتيه" ضمن الملتقى "جائزة آرتيه للعلاقات الدولية" بقيمة 6 آلاف يورو لمشروع يمتاز بالابتكار. جائزة 2010 ذهبت إلى مشروع المخرج المصري ابراهيم البطوط "علي، المعزة وابراهيم".

إلى تلك الجوائز المادية، تمنح شبكة المنتجين في سوق كان السينمائي خمسة منتجين من العالم العربي فرصة التسجيل لحضور اجتماعات الشبكة. وقد تمّ اختيار كل من: كاتيا صالح من لبنان، ياسين لالوي من الجزائر، فيرونيك زردون، جورج شقير من لبنان ووائل عمر من مصر للمشاركة في سوق مهرجان كان 2011.

وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى الذي انطلق في العام 2007 بهدف خلق فرص للسينمائيين والمنتجين العرب من خلال عرض مشاريعهم على منتجين وممولين عرب وأجانب، استقبل هذا العام 15 مشروعاً، أشرفت لجنة من ثلاثة متخصصين (المخرج والمنتج اللبناني محمد سويد، المنتجة التونسية درة بوشوشة والمدير التنفيذي لتظاهرة "نصف شهر المخرجين" في كان كريستوف لوبارك) على اختيار الفائزة من بينها.

المستقبل اللبنانية في

18/12/2010

# # # #

صنّاع سينما يطالبون برفع القيود عن «حرية الإبداع»

أفلام تتحدى مقصّ الرقيب

محمد عبدالمقصود - دبي

تميز اليوم الخامس من أيام مهرجان دبي السينمائي الدولي، بتوقف بعض فعالياته عند ملمح «حرية الإبداع»، التي تمثل همّاً أصيلاً لدى صناع السينما في الوطن العربي، يزداد بمدى إصرار حاملي مقاص الرقباء في العديد من البلدان على وأد تجربة سينمائية ما، لاسيما عند اقتراب الفيلم من مناقشة جادة لإحدى القضايا المرتبطة بثالوث «السياسة والجنس والدين»، بغض النظر أحياناً عن الرؤية التي يحملها العمل الجديد.

وروى صناع سينما تجاربهم مع الرقباء، والمشكلات التي تعرضت لها أفلام قاموا بإنتاجها أخيراً، مطالبين خلال ندوة «حرية الإبداع» التي عقدت أخيراً ضمن فعاليات المهرجان برفع القيود عن صناعة السينما خصوصا والإبداع عموماً.

الفيلم المصري «الخروج»، فوجئ البعض بقبوله ضمن مظلة المهرجان، على الرغم من أنه يواجه مشكلات كثيرة في بلد إنتاجه، سواء أثناء تصويره، أو بعد الانتهاء منه، إذ يدخل العمل نفق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، من خلال علاقة بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، وهو فيلم أعرب صانعوه عن امتنانهم لقبوله ضمن مظلة «دبي السينمائي»، في الوقت الذي رفضت فيه فضائيات عربية الترحيب بعرضه، ومازال يواجه تحدياً رقابياً في هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر.

«طريق العودة»

في الوقت ذاته، مثلت المناقشة حول الفيلم الأميركي «طريق العودة» مساحة جيدة حول حرية الإبداع، وعدم التربص لرؤية الفيلم، وتحميلها أبعاداً أيديولوجية أو سياسية تعتمد على قراءة الواقع خارج الفيلم، إذ أكد مخرجه بيتر وير، في لقاء إعلامي رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، «لم أقصد الإحالة إلى سقوط التجربة السوفييتية، أو فشل الفكر الماركسي المقابل للديمقراطية الغربية، من وجهة نظر أميركية، على وجه الخصوص، وكان شاغلي نقد كل العقبات التي تحول دون حرية الإبداع والتفكير في مختلف المجتمعات».

وأضاف خلال اللقاء الذي حضره بطل الفيلم جيم ستارغز، وأدارته مديرة البرنامج العالمي في المهرجان شيلا ويتاكر، أنه في سبيل ذلك عاد إلى العمل الإخراجي بعد انقطاع دام سبع سنوات، متحملاً عناء العمل في طقسين سيئين متناقضين، أحدهما تميز بارتفاع درجة الحرارة القاسية في الصحراء المغربية، حملته وفريقه، حسب تعبيره، إلى مغامرات مع العقارب والثعابين، فيما عانى صعوبات الطقس البارد الذي يجمد الأطراف في السويد التي استكمل فيها بقية مشاهد فيلمه.

أعمال جريئة

خلال ندوة «حرية الإبداع»، أعرب متحدثوها الرئيسون عن امتنانهم لاحتضان المهرجان أعمالاً جريئة، لا تلقى الترحيب نفسه في بلد إنتاجها، وضمت الندوة المخرج المصري إبراهيم البطوط الذي اضطر لأن يشارك بأحد أفلامه في مهرجانات دولية تحت مظلة الإنتاج المغربي، بسبب عدم إجازته رقابياً في مصر، فيما فاز فيلمه الآخر «حاوي» بالجائزة الأولى في مهرجان ترابيكا بالدوحة أخيراً، والمنتج المصري شريف مندور الذي أنتج فيلم «الخروج» المثير للجدل، ويشارك في دبي السينمائي رغم عدم حصوله على إجازة الرقابة المصرية حتى الآن، وهانية مروة من جمعية بيروت دي سيوكاتيا، وكاتيا صالح من «بطوط فيلمز لبنان».

ورغم مطالبتهم بمزيد من العمل والضغوط على الرقباء الرسميين لتخفيف قيودهم نحو حرية الإبداع، إلا أن المشاركين في الندوة اتفقواً على أن العمل الفني يمتلك الكثير من العناصر لتمرير الفرص على الرقيب من أجل التدخل، فيما عرضت الندوة لقطات من فيلم «شنكبوت» الذي اضطر صانعوه إلى الاستعانة بكاميرا فيديو في تصويره بسبب المطاردة الأمنية لوقفه، وهي نوعية المطاردة نفسها التي شكا منها منتج «الخروج»، وحالت دون تصوير الفيلم وفق ظروف إخراجية وإنتاجية جيدة.

واستغرب البطوط الحرص الرسمي على التمسك بعقلية الرقيب، رغم سهولة صناعة أفلام وتسويقها وتوزيعها، بعيداً عن الآليات الكلاسيكية وبشكل خاص عبر الإنترنت، بينما أكد شريف مندور أن تحديات حرية الإبداع هي أهم العقبات التي تحول دون ازدهار صناعة السينما في المنطقة العربية

فضاء بديل

اتفق سينمائيون على أن الرقابة الجائرة على المصنفات الفنية، هي العدو الحقيقي للإبداع عموماً، والإبداع السينمائي خصوصاً، معربين عن قناعتهم بأن الانفراجة الحقيقية في هذا الصدد تأتي من خلال انفتاح المهرجانات السينمائية المهمة على أعمالهم، وثورة الاتصالات التي تجعل من الإنترنت نافذة فعالة لوصول تجاربهم إلى الجمهور، بعيداً عن وجوبية التصريحات الرقابية.

ولم تنفي منتجة فيلم «شنكبوت» اللبناني كاتيا صالح أهمية الرقابة على المطلق في مراجعة بعض الجوانب، من دون أن يطال ذلك الحجر على معالجة قضايا حقيقية في المجتمع لمصلحة جهات بعينها، فيما أعرب المنتج المصري شريف مندور مخرج فيلم «الخروج» المثير للجدل والذي لم يحصل بعد على الموافقة الرقابية بعرضه في بلده، عن أن «الرقابة، عدو الإبداع الأول، لن تربح معركتها لتغييب الإبداع الواعي بقضايا مجتمعه الحقيقية، بفضل الواقع الجديد الذي يفرضه تواصل العالم عبر الشبكة العنكبوتية». 

«كابيتال ريغونز».. تعاون من أجل الفن السابع

دبي ــ الإمارات اليوم

ضمن أنشطة سوق دبي السينمائي أقيم، أول من أمس، عرض تقديمي حول «كابيتال ريغونز فور سينما»،

وتحدث في الجلسة أربعة ممثلين عن هذه الشبكة السينمائية، هم: تيريزا هويفيرت، وسيسيل بوتي، وكريستينا برياروني، ومانويل سوريا.

وتتميز هذه المجموعة التي تأسست في عام ،2005 بأنها تمثل أربع عواصم أوروبية رائدة في السينما: باريس، وروما، وبرلين، ومدريد، إذ اجتمع عدد من السينمائيين ومنتجي الأفلام، ممن ارتأوا أن يقلبوا ما هو معهود، وبدلاً من أن يتنافسوا في مجال السينما، اقترحوا على أنفسهم أن يتعاونوا.

ويمثل هؤلاء هيئة إيل دولا فرانس، وهيئة روما لازيو للأفلام، وهيئة مدريد للأفلام، وشركة ميدنبورد برلين - براندبورغ. و يحاول المنسقون أن أن يتعانوا مع دول من خارج أوروبا، كما قالت برياروني، مبينة، أن الفرص متاحة أمام الإنتاجات الأجنبية في مناطقهم.

وقدم كل من الحضور لمحة عن مؤسسته، وعن إجراءات التقدم لطلب دعم لإنتاج سينمائي من خارج تلك المدن، كما عرضت صوراً لأهم مواقع التصوير الأوروبية، التي استعملها واستلهم منها الكثير من مشاهير عالم الإخراج، وعلى رأسهم فيلليني وسكورسيزي. ومن جهة أخرى، تم الدخول في التفصيلات والمتطلبات التي تترتب على من يرغب في الإنتاج من المخرجين متعاوناً مع هذه الجهة، التي تسعى إلى التشبيك بين سينمائيي العالم، وتتعاون أيضاً مع هيئة الأفلام في نيويورك، إذ يبدو أن نشاطها يتوسع شيئاً فشيئاً، وطموحها يأخذ طريقه نحو سينمائيي العالم. 

«الجسر الثقافي».. السينما تشابه واختلاف

دبي ــ الإمارات اليوم

يجيء مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام تحت شعار «افتح عالمك»، مخصصاً خلال فعالية «الجسر الثقافي»، أول من أمس، للسلام، ولعرض الكثير من الأفلام التي تتناول هذه الثيمة بمعانيها الخاصة والعامة.

وحول موقف السينما من العنف، هل هناك سينما شجعت ذلك؟ وكيف يمكن استعمال السينما حين يتعلق الأمر بشعوب تتناحر وحريات تنتزع، وآلام تحفر مكانها عميقاً في الحياة؟ يقول الفنان أحمد بدير «من خلال السينما تمر رسائل السلام والحب، ويمكن تقريب الشعوب، لأنها لغة عالمية. كل الناس تتفق على أن تحبها وتتمكن من فهمها، وممكن من خلالها تحقيق التقاء بين حضارات، ليس من السهل تقريبها». وأضاف الفنان الذي يحل ضيفاً على دبي السينمائي «كل الناس تحب السينما وهي تسعدها، ولذلك فهي وسيلة ناجحة».

بينما يرى السينمائي خالد المحمود أن السينما تجعلنا نرى صور بعضنا بعضاً، تقرب صورنا عن أنفسنا لبعضنا بعضاً، ومهما كانت الثقافات بعيدة، كثيراً ما نتفاعل بالطريقة نفسها، لطالما رأينا أفلاماً تحدث في مكان بعيد ومختلف ونتعاطف مع الشخصيات ومشكلاتها التي قد تختلف عنا، مضيفاً «السينما ترينا ما لا نستطيع رؤيته في ظروف اختلافنا التي نعيشها، لكن في السينما تصبح الحالة إنسانية فقط».

وتقول منى العلي «أعتقد أن علاقة السينما بالسلام والحوار مع الآخر متوقفة على نوعية الفيلم، فكثير من الأفلام والأعمال السينمائية الكبيرة روجت للعنف، ولابد من التنبه إلى تأثر الناس باللغة البصرية أكثر من الكلام في العصر الحديث، الذي باتت الصورة مسيطرة فيه، وهناك أفلام طرحت العنف، وفكرت بطريقة إيجابية، وهناك أفلام تطرقت إلى العنف بشكل مباشر وأخرى على نحو رمزي، وأحياناً نشاهد فيلماً كاملاً عن الحرب، ونخلص إلى نتيجة مختلفة تميل إلى السلام، لأن من يقومون بالحروب يريدون الوصول للسلام أيضاً، ويمكن التطرق للجوانب الإنسانية حتى في العنف والاختلاف والحروب».

السينمائي نواف الجناحي يقول إن «السينما تحكي حكايات، وتعرف بعادات وثقافات مختلفة، وهي مادة معرفية بين شعوب بعيدة جداً، والوسائل الأخرى لا يمكنها فعل ما تفعله السينما».

فيما يرى السينمائي عبدالله بوشهري أن السينما هي التي تنقل صورنا وألمنا ومعارفنا وثقافتنا بشكل إنساني، وتحاول أن تظهر الأنا والآخر من دون الانطباعات التي يأخذها كل طرف عمن يقابله، مضيفا «نحن نحاول من خلالها قول ما لا تقوله السياسة أو الأخبار أو أي وسيلة أو مجال آخر، السينما تفصح عن المسكوت عنه والمجهول الذي لا يعرفه كل منا عن الآخر، لذلك يمكنها أن تكون من أفضل أدوات السلام. التواصل بين البشر موجود بغض النظر عن نتائجه، والسينما تحاول بناء الجسور بين الناس، السينما هي محاولة التعفف على الاختلافات التي بيننا لنرى كيف يمكن أن نصل إلى نتيجة ونتعامل مع كل ما نواجهه من خلافات واختلافات».

الإمارات اليوم في

18/12/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)