كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«مطر أيلول»..

الموت عشقاً أو بـ «رصاصة طائشة»

زياد عبدالله

مهرجان دبي السينمائي الدولي السابع

   
 
 
 
 

ستكون الأفلام التي نقدم لها في ما يلي محاولة للوصل بين ضفتين، كل ضفة على النقيض من الأخرى، وبما يتيح التأرجح بين الرقة والقسوة، بين السرد السينمائي الذي يتعقب الجمال والحب، وآخر يأتي ملاحقاً لكل مشوهات الجمال، وما يسود عالمنا من قبح، وليكون السينمائي تمحورا وتمركزا حول قضية اجتماعية أولاً وأخيراً. لكن وعند المسعى لإضافة ضفة ثالثة لها أن تكون مستحيلة، فإن الحرب الأهلية ستطل برأسها، ولن تكون المأساة إلا بتوقيع رصاصة طائشة تقتل من تجلس وحيدة على الشرفة.

تقديم يسعى الى ان يوجز سريعاً ثلاثة أفلام مشاركة في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة في الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي، نبدأ بجديد المخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد «مطر أيلول»، مروراً بفيلم المصري محمد دياب«ستة، سبعة، ثمانية»، وصولاً إلى فيلم اللبناني جورج هاشم «رصاصة طائشة».

جرعة حب وجمال وفرح كبيرة سيحملها فيلم «مطر أيلول»، وله أن يكون على اتصال وانفصال في آن معاً مع تجربة المخرج عبدالحميد الخاصة والطويلة، وله أن يوضع في سياق له أن يستكمل فيه سلسلة أفلام المدينية إن صح الوصف، وتحديدا «صعود المطر» وبشكل أكبر «نسيم الروح»، هذا إن كنا سنعتبر «ليالي ابن آوى» و«رسائل شفهية» و«ما يطلبه المستمعون» وغيرها، تمثل الشق القروي من تجربة عبدالحميد، لكن أسلوبه سيبقى حاضراً أيضاً في «مطر أيلول»، لكن بإضافات تستحق الإعجاب. في «نسيم الروح» لن تنجح الشخصية التي جسدها بسام كوسا في شرب الشاي أبداً، ذاك العاشق المتيم، والعاشق أيضاً لبليغ حمدي، كذلك الأمر مع «مطر أيلول»، لكن مع حالات عشقية متعددة ومتنوعة، وجرعات فنتازيا أشد تطرفاً في احتفائها بالحب في أعلى درجاته، وبين ثنايا الفيلم ما يقول لنا دمشق على ما هي عليه بوصفها مدينة للعشق، فعازف البزق الشهير محمد عبدالكريم الذي كان يمضي يومياً في أربعينات القرن الماضي إلى إذاعة دمشق ليعزف شارة بدء البث، سيعود رب العائلة العاشقة (أيمن زيدان) إلى سماعها مجدداً، لكن مع تغيير سيكون في أن النافذة أصبحت جداراً، والمرأة التي قالت «أحبك» سرعان ما تموت.

منطق الحب

يعقد فيلم «مطر أيلول» من البداية مع المشاهد اتفاقاً كاملاً بأنه في صدد مشاهدة فيلم منطقه الحب، الوله، الجنون، الموت حباً، ومن خلال عائلة مؤلفة من أب وستة أبناء، كلهم عشاق، سنقع على الأول وقد أغرق سيارة متوقفة بالصابون، إنه يغسلها ويغسلها إلى ما لا نهاية ويضع على زجاجها وروداً، بينما أهالي الحي يراقبونه كمشهد يومي، لتأتي امرأة وتستقل السيارة بعد أن تقول له «صباح الخير» تمسك بيده ثم تمضي، بينما نقع على الابن الثاني يركض مسافات هائلة في شوارع دمشق، ليصل إلى نافذة يرمي إليها بوردة، فتخرج فتاة جميلة ترمقه، يمسك بيدها ثم يمضي ركضاً، بينما الإخوة الأربعة الآخرون فإنهم يشكلون تختاً شرقيا موسيقياً، يرتدون الثياب نفسها، أربعة إخوة يحبون أربع أخوات، يلتقون بهن تحت رقابة أهلهن، يقدم الهدايا نفسها، يتبادلون النظرات معهن والأم جالسة بينهم، مع توظيف الأغاني الجميلة التي يعزفونها في سياق الفيلم، الأمر الذي ينجح دائماً عبدالحميد في استثماره، وهنا في رهان أكبر.

ثم يأتي دور الأب الأرمل الذي يحب الخادمة (سمر سامي) التي تأتي لتنظيف البيت. كل تلك القصص تقدم في سياق مأخوذ بالفكاهة التي تتناغم والفرح، وبجانب ذلك تأتي مجموعة مؤلفة من خمسة رجال يتجولون في كل مكان، لهم أن يكونوا على النقيض تماماً مما سبق، متجهمون، يرتدون ثياباً توحي بأنهم بيروقراطيون، لا يقومون بشيء إلا الكتابة في دفاتر كبيرة وهم يتحلقون حول جذوع أشجار مقطوعة، بحيث يتبدى تماما ما يريد أن يقوله عبدالحميد من خلالهم.

هذا عرض سريع للفيلم لي أن أعود إليه مجدداً وعرضه بما يستحقه، بوصفه أهم ما شاهدت للآن من أفلام ضمن المسابقة، ولعل مجاورة الضحك والطرافة كانت بمثابة التمهيد للمأساوي، والذي يأتي في سياق متسق، إلا حادث السيارة الذي سيكون بمثابة جرعة زائدة ومفاجئة خارج الاتفاق الذي أبرم بين المشاهد والفيلم.

تنويع طبقي

فيلم «ستة، سبعة، ثمانية» لمحمد دياب في أولى تجاربه الإخراجية، سيكون التمركز مطلقاً حول موضوع الفيلم المتمثل بقضية التحرش الجنسي في مصر، وعبر ثلاث حالات لها أن تكون تنويعاً طبقياً وبناء لقصص متعددة منفصلة، ومن ثم متصلة على طريقة ايناريتو في «بابل» أو كما في «كراش» فيلم بول هاغيس وآخرين، بما يجعل من دياب مطبقاً على خيوطه الدرامية، انطلاقاً من عنوان الفيلم الرقم الذي هو رقم الحافلة التي تأتي بمثابة بؤرة تتوزع منها تلك الخيوط. فيلم دياب مسبوق بموضوعه، السرد سيأتي ليؤكد فداحة ما تعيشه المرأة المصرية، وذلك من خلال فايزة المرأة الموظفة محدودة الدخل التي يمضي التحرش بها من قبل ركاب الباص بمثابة ثمن لوضعها الاجتماعي وذهابها يومياً إلى عملها، لكن يبقى هذا الفعل الذكوري الشاذ فعلاً لا يستثني أحداً، فصبا ايضا هي الثرية يطالها الأمر أثناء احتفال المشجعين بفوز المنتخب المصري، كذلك الأمر مع نيللي التي تحيلنا إلى من رفعت أول دعوى تحرش جنسي في مصر.

يمنح الفيلم تنويعات عدة لسرده، ويدخل محقق الشرطة الذي يحقق بقضية تعرض ثلاثة من الشبان لحالات طعن متماثلة تكون مرتكبتها فايزة التي تجد بصبا ودعواتها الى مكافحة التحرش دافعاً لأن تمسي أشد قوة.

الهيكل العام للفيلم يأتي في ذلك الإطار، ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل تحلي المرأة بالقوة سيحل من المشكلة؟ لكن يبقى للفيلم - وإن كان يريد لنا أن نصفق في النهاية على الطريقة الهوليوودية حين تنجح نيللي بنيل حكم في قضيتها - ليس في وارد تقديم حلول لما نقله في أكبر قدر من مقاربة الواقع بكل فجاجته وقسوته وفي لقطات لها أن تكون مميزة مثلما هو التحرش الذي تتعرض له نيللي، ودون تغييب الوضع الاقتصادي المقرر الأكبر لكل ما يضغط بقسوة على الطبقات الدنيا فيشوهها ويدفعها إلى أفعال مشوهة تحاكي فيها كل ما هو مخرب حولها، لكن تبقى غواية البحث عن حل لهذا الفعل الدنيء اجتماعياً، والذي يتيح لنا فيلم دياب الخوض به، ألا وهو بناء علاقة طبيعية بين المرأة والرجل، خالية من الكبت الجنسي الذي يحول المرأة إلى كائن جنسي فقط لا غير، الأمر المتأتي من تردي الوضع الاقتصادي للانسان بوصفه المقرر الرئيس للأخلاق.

حب و حرب

الفيلم الأخير الذي نقدم له هنا هو فيلم اللبناني جورج هاشم «رصاصة طائشة»، ولنا أيضاً هنا أن نتحدث عن مشكلات العلاقات الانسانية وفق الظروف المحيطة. إنه فيلم عن الحب أثناء الحرب، والمساحة التاريخية التي يتحرك فيها الفيلم هي في عام 1976 وما يهمين عليه هو حرب المخيمات، الاقتتال المسيحي الفلسطيني، لكن في سياق قصة حب مأزومة، تأتي مع بداية لها أن تكون مرتبكة متنقلة بين الشخصيات في تدافع، ومن ثم تتضح حين تخرج علينا قصة نهى (نادين لبكي) التي تقف على أعتاب زواجها من رجل لا تحبه، بينما هي مازالت عالقة في حب رجل آخر، رجل سرعان ما سيتضح عجزه عن الاقتران بها لضعفه كما نفهم في الفيلم. فيلم هاشم يتحرك على مستويين لا ثالث لهما، المستوى العائلي، والمضي خلف ما يحيط بنهى من خلال علاقتها بأختها العانس، ومن ثم أخيها الذي يتكشف عن ذكورية مفرطة، وصولاً إلى الأم التي ستكون نقطة الانعطاف التراجيدية للفيلم، بعد تصعيد كل شيء. بينما يأتي المستوى الثاني من الحرب الأهلية، ومن تلك المرأة التي تراها نهى وهي تقتل أحدهم وهو موضوع في كيس، من الحوار الذي يدور في العشاء الذي يجمع نهى وعائلتها مع خطيبها وعائلته، ولتأتي الرصاصة الطائشة من الحرب أو من قتل الكلاب أثناء الحرب، لا فرق! طالما أن الفيلم موتور ومتحفز وعينه على تلك الرصاصة الطائشة التي كانت تتحرك في سياقات متباينة هيمنت على الفيلم.

الإمارات اليوم في

15/12/2010

# # # #

فيلم يتناول ظاهرة التحرش الجنسي في مصر

«678».. قصص من الأماكن المزدحمة

علا الشيخ - دبي 

يستند فيلم «678» للمخرج محمد دياب إلى قصص من الواقع تعرضت فيها نساء في مصر للتحرش الجنسي، اذ يبين انه ظاهرة، خصوصاً في الحافلات العامة والأماكن المزدحمة بالناس. وتوقع المخرج تباين ردود الفعل تجاه الفيلم عند عرضه في دور السينما. وكان محامٍ رفع دعوى قضائية في مصر لمنع عرض الفيلم خارج مصر، مدعياً انه «يسيء لسمعة فتيات مصر وشبابها»، لكن بطلة الفيلم نيللي كريم قالت ان «الفيلم لا يسيء الى مصر، بل يسيء للمتحرشين جنسياً الذين يجب على جميع مؤسسات الدولة ان تقف في وجههم».

فيلم «678» الذي افتتح برنامج «ليالٍ عربية» في الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، أول من أمس، يتناول ظاهرة التحرش الجنسي الذي تتعرض له نساء في مصر من مختلف الفئات الاجتماعية. ويشارك في بطولته بشرى وهي المنتجة الفنية للفيلم، ونيللي كريم وأحمد الفيشاوي وماجد الكدواني.

وفي استطلاع لـ«الإمارات اليوم»، اكدت بطلة الفيلم نيللي كريم انها فخورة بأداء دورها، وقالت «آمل ان يتغير الواقع الذي تعيشه النساء، ليس في مصر فحسب، بل في كثير من البلدان العربية، وكذلك الأجنبية».

وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث فتيات من مستويات اجتماعية مختلفة تتعرض إحداهن (فايزة)، التي ادت دورها بشرى، لتحرش جنسي بشكل يومي في الحافلة الرقم «678»، ما يؤثر في عملها وحياتها الزوجية. وبناء على فكرة اوحت بها «صبا» التي ادت دورها نيللي كريم، والتي تعرضت هي الأخرى لتحرش جنسي من شباب سحبوها امام عيني زوجها وبدأوا بلمس جسدها، تصبح فايزة مرشدة اجتماعية تقدم نصائح مجانية لكيفية الدفاع عن النفس حتى لو من خلال دبوس، لتظهر الفتاة الثالثة (نيللي) التي تنتمي الى عائلة ليبرالية، والتي ترد على المتحرش بها من خلال لحاقه وضربه، ورفع قضية في المحكمة ضده، لتكون اول امرأة في مصر ترفع هذا النوع من القضايا.

شباب

رأى الفنان احمد بدير ان «الفيلم بقصته واداء التمثيل العالي المستوى»، حسب تعبيره، هو «بداية صناعة نوع جديد من افلام تحاكي الواقع برؤية واداء شبابي»، مضيفاً «انا سعيد بفريق العمل وفخور بما قدموه، وكتابة السيناريو للمخرج نفسه، وطريقة معالجته لهذه القضية الحساسة، لافتة تستحق التقدير».

في المقابل، قالت الفنانة لبلبة «لقد تأثرت بمشاهدة الفيلم، وانا سعيدة بالجيل الشبابي المتفتح بآرائه واختيار قضاياه»، مؤكدة «الأفلام يجب ان تكون قريبة من الشارع وتحكي هموم المواطن بطريقة لا تجرح أحداً»، مضيفة ان «الفيلم جميل، اذ تناول قضية التحرش بطريقة استثنائية».

الفنان الأردني محمد قباني قال «أعجبني الفيلم على الرغم من الحشو في بعض المشاهد بهدف الإطالة، لكن الأداء التمثيلي جميل ومعبر».

وقالت الإعلامية هالة سرحان «الفيلم جميل، وانا من اكثر المناصرات لحق المرأة والمدافعات عنها، وقد تناولت هذه القضايا في العديد من حلقات برامجي المتنوعة، وهي قضايا لا تخص النساء في مصر فحسب بل جميع النساء اللواتي لا يستطعن البوح بتجاربهن المريرة المتعلقة بالتحرش الجنسي».

وفي المقابل، قالت الصحافية في صحيفة «الغد» الأردنية فريهان الحسن «القضية التي طرحها الفيلم تلامس هموم نساء في مجتمعاتنا العربية، خصوصاً الفتيات والنساء اللواتي لا يستطعن التصريح بما حصل لهن وتتفاقم المشكلات لديهن، ويتأثر عطاؤهن الاجتماعي والأسري والوظيفي أيضاً»، مؤكدة «انا مؤمنة بأن الأفلام قادرة على التغيير، خصوصاً إذا تناولت قضايا اجتماعية قريبة من شوارعنا العربية التي مازالت محافظة».

مشاهدون

سارة عمر، التي اكدت ظاهرة التحرش الجنسي في الحافلات العامة في مصر، قالت «بعد مشاهدتي الفيلم، اخذت حقي من جميع من تحرشوا بي».

ومن بريطانيا قالت ايمي إن «الفيلم لامسني شخصياً، لأن القضية ليست مصرية، بل عالمية».

وفي المقابل، قال محمد رشدي ان «الفيلم يسيء لمصر وشبابها، فأنا من مصر وقد تألمت من الفيلم، خصوصاً ان مشاهديه من جنسيات مختلفة قد كونوا فكرة مغلوطة عن بلدي». اما طارق احمد فقال «كنت شاهداً على قضية تحرش جنسي بفتاة في حافلة في القاهرة، الا ان الشباب الآخرين انهالوا على المتحرش بالضرب المبرح».

زينب المولى من المغرب، اكدت ان «الفيلم يحكي قصة نساء عربيات تعرضن لمواقف تحرش جنسي»، وبعد لحظة صمت اضافت «كنت ضحية لعدد من التحرشات الجنسية في موطني».

فريق العمل

محمد دياب مخرج وكاتب العمل اكد «الفيلم يحكي قصصاً حقيقية، وانا كنت متأثراً اثناء تصويره، وادرك انه سيتعرض لردود فعل مختلفة بعد عرضه في دور السينما»، مبدياً شكره لجميع فريق العمل، خصوصاً الفنانة بشرى التي «امنت بالفكرة ودعمت الفيلم إنتاجياً».

وقال ماجد الكدواني الذي ادى دور شخصية مدير مباحث «كل لحظة في الفيلم كانت مهمة بالنسبة لي على الصعيد الإنساني»، آملاً أن يحدث تغيير في المستقبل لما تتعرض لهن النساء العربيات بشكل عام من مواقف لا يستطعن فيها الدفاع عن انفسهن، مؤكداً «انا فخور بمشاركتي في الفيلم، واعتبر دوري رصيداً جديداً يضاف إلى ما قدمته».

بشرى التي تجسد دور امرأة تعمل موظفة وتبذل كل جهودها لتنفق على أبنائها من دون أن تضطر إلى دخول مجالات غير مشروعة لكسب الرزق، فهي متزوجة من حارس يظهر في النهاية انه يمارس التحرش الجنسي بفتيات في الحافلات العامة، قالت ان «الفيلم يتميز بالجرأة في فكرته، وليس في مشاهده، كما أنه لا يتضمن أي إساءة للمرأة، بل يناقش مشكلة حقيقية، والتحرش الجنسي جزء منها وليست هي القضية الوحيدة في الفيلم، خصوصاً أنه يتناول التحرش بكل أشكاله في ظل ثقافة الزحام التي سيطرت على مجتمعنا»، وعن ايمانها بالفكرة اضافت ان «فكرة الفيلم تثير اي منتج، وانا فخورة بأنني انتجت الفيلم فنياً، لأنني امنت به حقاً وآمنت بفريق العمل كله».

نيللي كريم.. إطلالة برونزية

قدم خبير التجميل الخاص بماك فيمي جوشي، الخطوات الأساسية التي تمكن المرأة من الحصول على الماكياج، الذي أطلت به الفنانة نيللي كريم في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة، وتميزت بكونها محددة بالبرونزي وبأسلوب ثلاثي الأبعاد.

وتبدا أولى الخطوات مع وضع كريم الأساس البرونزي، مع الحرص على وضعه على العنق، وكامل الوجه، للحصول على بشرة متجانسة اللون.

ثانياً، تستخدم الفرشاة الخاصة لتحديد الخدود والذقن والجبين، الأمر الذي يتيح تحديد البعد في اللون.

ثالثاً، تحديد الجفون باللون البرونزي، ثم وضع الكحل الأسود من الداخل وإخراجه من زوايا العين قليلاً، لتحديد شكل العين، ثم وضع الماسكارا السوداء.

اختيار محدد الشفاه المائل الى الزهري، وملمع الشفاه من درجات اللون الأرجواني الخفيف.

الإمارات اليوم في

15/12/2010

# # # #

«سبيل» خالد المحمود.. صوت الطبيعة

دبي ــ الإمارات اليوم 

قال المخرج الإماراتي خالد المحمود إن أحلامه خرجت من «الصندوق»، وإنه يواصل تطوير قدراته وأدواته، اذ يتدرب في إخراج الأفلام القصيرة، ليقوم بتنفيذ الفيلم الطويل الذي يحلم به، لكنه في الوقت نفسه اكد «حتى لو أخرجت أفلاماً طويلة، سأظل أخرج الأفلام القصيرة بمتعة، لأنها فن صعب وقائم بذاته».

وعرف مهرجان دبي السينمائي المخرج المحمود من قبل في فيلم «بنت النوخذة»، الذي حاز عام 2009 جائزة «أفضل فيلم روحاني» في مهرجان الروحاني الأوروبي في فرنسا. وفي الدورة الحالية يعرض المهرجان فيلم المحمود الجديد «سبيل» ضمن مسابقة المهر الإماراتي، التي تنطلق للمرة الاولى في الدورة السابعة.

تدور أحداث «سبيل» (20 دقيقة) في منطقة جبلية في إمارة رأس الخيمة حول حياة مراهقين يعملان ببيع الخضراوات على قارعة الطريق، ليتمكنا من إعالة جدتهما المريضة. وعمد المخرج إلى أن يكون الفيلم خالياً من الأصوات البشرية أو الحوارات. فكانت أصوات الطبيعة والحياة فقط هي التي يسمح لها بالظهور.

وقال المحمود: «أعتقد أن نجاح الفيلم في أنك تستطيع الاستمتاع به بينما الحوارات فيه صفر». ويبدو العمل وكأنه تأمل طويل وصامت في حياة هذين الولدين. وبينما يتعمد المحمود تمويه المكان والزمان ليعطي هذه الصبغة الإنسانية الى الفيلم، إلاّ أنه يشير هنا وهناك إلى أن القصة تدور في الزمن الحديث. واضاف المحمود «شدتني القصة التي كتبها السيناريست محمد حسن أحمد، وقررت أن أعمل منها فيلماً روائياً قصيراً أعتمد فيه على ترتيب الأحداث وجمالية المكان». تجربة المحمود التي بدأت بعد تخرجه من دنفر ،1999 إذ أخرج فيلمه الأول «عملي وشخصي»، ثم «الأحلام المحطمة»، و«أحلام في الصندوق»، و«امرأة وولد»، و«قصة خيالية». 

أفلام من المهرجان

دبي ــ الإمارات اليوم

يواصل مهرجان دبي السينمائي عروض أفلامه في دورته السابعة، ومن بينها فيلم «مدرسة بغداد للسينما» للمخرجة شوخين تان، وفيلم «كوندي والخميس الوطني» للمخرجة أريان استريد اتدجي، والفيلم الوثائقي «يونغسان» للمخرج جيونغ هيون مون، ويطل ماريان خوري ومصطفى الحسناوي على الجمهور بفيلمهما «ظلال».

تدور أحداث «مدرسة بغداد للسينما» حول قصة حقيقية بطلاها المخرجان العراقيان، ميسون باجه جي وقاسم عبد، اللذان تخطر لهما فكرة جريئة لافتتاح أول مدرسة مستقلة للسينما في العراق. انطلقا بسيارة مملوءة بمعدات التصوير في رحلة خطرة من عمان إلى بغداد، وافتتحا في مارس 2004 أبواب مدرستهما التي كانت رسالتها منح جيل جديد من المخرجين العراقيين الصوت ليحكوا ما في جعبتهم من قصص. يحكي هذا العمل قصة عن صنع الأفلام في بيئة ما بعد الحرب، ويتساءل عن الثمن الذي يجب أن تدفعه لتكون مخرجاً مستقلاً في بلد شوّهه الاحتلال.

اما فيلم «كوندي والخميس الوطني» فيتناول قصة قرية كبيرة اسمها «كوندي»، يقطنها نحو 1200 نسمة. وإذ يدرك السكان حجم الثروة الحرجية في قريتهم، يقررون استغلالها ليخرجوا من الفقر وينظمون نقابة يسمونها «منظمة المصالح المشتركة»، ويحصلون أخيراً على رخصة للعمل في الاحراج. يقدم الفيلم نظرة عن كثب إلى الحياة داخل مجتمع صغير يسعى الى تحقيق التوازن بين مطالب العولمة والبحث عن حلول إفريقية بجدارة.

ويقدم الفيلم الوثائقي «يونغسان» قصة مثيرة تدور أحداثها في 20 يناير 2009 في أحد أحياء مقاطعة يونغسان، حيث اعتصم خمسة مستأجرين في شققهم حين أجبروا على إخلائها، وقضوا نحبهم في النيران التي أضرموها بها وبأنفسهم. ويستذكر المخرج في هذا العمل الذي يقوم على هذه الأحداث وأشباهها، الحركات العديدة التي قامت تطالب بحقوق المدنيين الكوريين، ويتساءل عما حل بالمثاليات الموعودة مع رجوع العنف والأفعال الوحشية اليوم.

أما فيلم «ظلال» فيسلط الضوء على حياة المبتلين بأمراض عقلية في مصر المعاصرة. وتدور أحداثه في مصحتين، حيث يكشف النقاب عن الظروف المريعة التي يضطر المرضى الى العيش فيها من قذارة وإهمال لا يوصفان، وغياب للأدوية والعلاج.

الإمارات اليوم في

15/12/2010

# # # #

أفلام مميزة عن الحب من سورية والعراق تُعرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي

دبي ـ من جمال المجايدة

تشهد مجموعة الأفلام المنتقاة من العراق وسورية إقبالاً كبيراً من قبل جماهير السينما، خلال الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. وتتميز هذه الأفلام، التي تدور أحداثها في الماضي البعيد، بخلفياتها الزاخرة بمشاهد الحب والترابط العاطفي، التي تجد لها صدى عالمياً قوياً.

وتدور أحداث فيلم 'مطر أيلول'، للمخرج عبداللطيف عبدالحميد، في دمشق في أربعينات القرن المنصرم. في اللقطة الأولى نرى شاباً يستمع الى الراديو لعزف محمد عبد الكريم على آلة البزق. ننتقل مع اللقطة التالية إلى الحاضر لنرى الشاب نفسه وقد بات أباً وصاحب متجر لبيع الفاكهة ومسؤولاً لوحده بعد وفاة زوجته الحبيبة، عن تربية عائلته الكبيرة التي يتمتع أفرادها بأذن موسيقية، ونتابع محاولاته للعيش في عالم يسوده الفساد والانقسام الطبقي. يرسم المخرج القدير في فيلمه هذا لوحة درامية مؤثرة للعائلة والمجتمع، يستطلع من خلالها ماهية الحياة في العاصمة السورية، ويضفي عليها لمسات سريالية ومؤثرات بصرية تبعده عن الإطار التقليدي وتنفحه بخفة سردية مشوقة. وسيعرض الفيلم يوم 17 كانون الاول /ديسمبر في 'سيني ستار 5' بـ 'مول الإمارات' في تمام الساعة 5:45 مساءً.

ويسلط فيلم 'المغني'، للمخرج قاسم حول الذي لا زال يثري بعطاءاته الإبداعية قطاع السينما والمسرح العراقي منذ خمسينيات القرن الماضي، الضوء على الحقبة الديكتاتورية في العراق من خلال قصة المغني 'بشير' الذي عليه أن يغني أمام الحاكم، لكنه يمر بظروف تجعله يتأخر عن الموعد المحدد لفقرته فيكاد يموت رعباً لأن أحداً لا يجرؤ على إهانة الحاكم على هذا النحو. لكن ما باليد حيلة، فما حصل قد حصل ولم يعد بالإمكان إصلاح ما انكسر. ويعرض الفيلم في 'سيني ستار 2' يوم 15 ديسمبر في تمام الساعة 9:30 مساءً، وسيكون هناك عرض آخر في 'سيني ستار 8' يوم 18 ديسمبر في تمام الساعة 3:45 عصراً.

ويروي فيلم 'دمشق مع حبي' للمخرج محمد عبدالعزيز، قصة فتاة يهودية سورية على وشك الهجرة من دمشق. في المطار يكشف لها والدها سراً قديماً فتلغي رحلتها وتعود لتنبش في الماضي، عبر رحلة بحث طويلة ستكتشف من خلالها الوجه الآخر للمدينة التي يعيش فيها الكثير من الثقافات بتجانس قل مثيله. ومن خلال الآخرين ستكتشف نفسها لأول مرة. فيلم عن الحب والآخر.. عن الذاكرة والمكان.. وفي نهاية المطاف ستجد نفسها أمام خيار صعب، لكن المدينة ستُبقي باب الحب أمامها مفتوحاً. ويعرض الفيلم الساعة 6:45 مساءً يوم 16 ديسمبر في مسرح 'فيرست جروب' في 'سوق مدينة جميرا'، وسيكون هناك عرض آخر في 'سيني ستار 8' يوم 18 ديسمبر وذلك في تمام الساعة 10 مساءً.

تقام الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات. ويذكر أن الرعاة الرئيسيين لهذا الحدث هي السوق الحرة-دبي، ومركز دبي المالي العالمي، ولؤلؤة دبي، وطيران الإمارات، ومدينة جميرا، مقر مهرجان دبي السينمائي الدولي، وبدعم هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة).

القدس العربي في

15/12/2010

# # # #

 

«مهرجان دبي السينمائي الدولي» يشهد حيوية عربية

«خطاب الملك» لتوم هوبر يكشف العالم الخفي في البلاط وفيلمان عراقي ومصري بين متاهات الهجرة وخيبات الإقامة

نديم جرجورة/ دبي

شكّل الفيلم البريطاني «خطاب الملك» لتوم هوبر، الذي افتتح الدورة السابعة لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي» مساء الثاني عشر من كانون الأول الجاري، لحظة تأمّل في كواليس البلاط الملكي في المملكة المتحدة، في ثلاثينيات القرن الفائت وأربعينياته. الواجهة السينمائية: شخصية دوق يورك (كولن فيرث)، الابن الخجول والمتلعثم دائماً للملك جورج الخامس. البناء الدرامي: تشييد العمارة الفنية على العلاقة القائمة بين بيرتي (كما يناديه أقاربه) وليونيل لوغ (جيوفري راش)، الذي أعانه على التغلّب على التلعثم. علاقة لم تقف عند حدّ، لأن بلوغ الهدف منها (معالجة التلعثم) لم يمنع تحويلها إلى صداقة ظلّت قائمة بينهما إلى نهاية حياتيهما. غير أن المبطّن مختلفٌ قليلاً. الكواليس تكشف شيئاً من العالم الخفي للبلاط الملكي. للحياة القائمة داخل جدران القصر. للتقاليد المفروضة بصرامة. للنزاعات الداخلية. لصعوبة التمرّد على القوانين الحادّة التي يُفترض بأبناء العائلة المالكة التقيّد بها منذ ولادتهم وحتى آخر العمر.

يُمكن القول إن تلعثم دوق يورك انعكاسٌ ما، أو نتيجة ما، لهذا العالم الضاغط. الجسد قابلٌ لأن يكون الوعاء الأخير لارتباك الروح. انعكاس لهذا الارتباك. أو ترجمة له. التلعثم أزمة فعلية، خصوصاً بالنسبة إلى أناس مطالبين بأن يكونوا على تماس ما مع الجماهير. الخجل والتلعثم آفتان قاتلتان بالنسبة إلى الفرد العادي. فكيف إذا كان الفرد منتمياً إلى عائلة مالكة؟ إذا كان مُطالباً بأن يكون في الواجهة، أكثر من أي شخص آخر؟ العائلة المالكة نفسها كانت قابضةً على امبراطورية لم تغب الشمس عن أراضيها لسنين مديدة: ألا يعني هذا مزيداً من المسؤولية والوجاهة؟ لكن، هل يُمكن حصر المادة الدرامية بهذا الأمر وحده؟ ربما. فـ«خطاب الملك» متابعة سينمائية محكمة البناء الدرامي لفصل من فصول السيرة الذاتية الخاصّة بدوق يورك، والد الملكة إليزابيت. فصل من فصول تلك السيرة، عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية. أي أن الفيلم، الذي حقّقه هوبر بعد إنجازات سينمائية وتلفزيونية عدّة، صورة مختصرة عن الصدام الحاصل بين المتوجَّب والعفوي. أو بين الانفعال المتفلِّت من أي قيد والتزام قواعد العيش الملكي المغايرة، إن لم تكن المتناقضة والعفوية الإنسانية في مقاربة المسائل. شقيق دوق يورك الملك إدوارد الثامن (غي بيرس) فضّل الانخراط في حياته الشخصية على حساب العرش. تنحّى عنه من أجل حبيبة لم يكترث بنشأتها أو مكانتها الاجتماعية. من أجل عشق نابع من علاقة بامرأة لم يهتمّ بانتمائها الاجتماعي، قياساً إلى مكانته وانتمائه. دوق يورك مختلف. بات العرش له. وبات عليه، إذاً، أن يتحرّر من خجله والتلعثم. ليونيل لوغ جزءٌ من اللعبة. اختارته زوجة الدوق (هيلينا بونهام كارتر). عرفت به عن طريق مقرّبة إليها. بارعٌ هو في المجال هذا. إنه ممثل. علاقته بأبنائه مبنيّة، من بين أمور عدّة، على المسرح وفضائه الإبداعي.

«مهمّة: مستحيلة»

هذا فيلم افتتاح. الدورة الحالية زاخرة، كما هي عادة المهرجان الإماراتي الدولي هذا، بأفلام وعناوين وأنشطة. للمهرجان المذكور أهداف عدّة، حدّدها مديره عبد الحميد جمعه بالتالي: أولاً، أن يكون المهرجان حدثاً ثقافياً لمدّ جسور العلاقات بين الشرق والغرب، وبين الشرق والشرق أيضاً، «خصوصاً أن المهرجان يُقام في إمارة دبي، التي يعيش فيها أناس منتمون إلى نحو مئتي جنسية مختلفة». ثانياً، أن يكون منصّة لعرض الفيلم العربي، ووضع بذرة تكون نواة لفيلم سينمائي إماراتي. ثالثاً: أن تصبح الإمارات وجهة لتصوير الأفلام العالمية، «ونحن بدأنا بهذا، إذ تمّ تصوير لقطات ومشاهد من الفيلم الجديد لتوم كروز «مهمّة: مستحيلة» (الجزء الجديد)». رابعاً، «تعزيز موقع دبي كمركز ثقافي». يُمكن تجاوز الأهداف كلّها، على الرغم من أهميتها، للتوقّف عند علاقة المهرجان، في دورته الجديدة هذه، بالفيلم العربي.

«مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة» ضمّت اثني عشر فيلماً جديداً. الأرقام متفاوتة في المسابقات الأخرى: المهر الإماراتي، المهر الوثائقي، المهر الروائي القصير والمهر الآسيوي والأفريقي. هناك أيضاً برامج أخرى، كسينما العالم وليال عربية وسينما الأطفال وأصوات خليجية وغيرها. الحيوية العربية واضحة، أقلّه على مستوى الإنتاج. المشاريع العربية المقدّمة لملتقى دبي و«إنجاز» وغيرهما حاضرة بكثافة. لا يعني هذا أن كل جديد مفيد أو مهمّ أو مثير للنقاش أو للمتعة البصرية والنفسية والفكرية. لكن المسألة محرِّضة على طرح سؤال الواقعين الإنتاجي والإبداعي للسينما العربية الحديثة. لمدى قدرة هذه السينما على تقديم الجديد، شكلاً ومضموناً. للمساحة التي خصّصتها بجرأة اختيار المواضيع الحسّاسة، وآلية معالجتها الفنية والدرامية. هذه مسائل تحتاج إلى قراءة مستقلّة. الأفلام العربية الجديدة محتاجة إلى تحليل نقدي خارج إطار المسابقات الرسمية الخاصّة بالمهرجانات السينمائية العربية. هناك أسئلة جدّية. لكن الأفلام التي طرحتها قليلة للغاية، قياساً إلى العدد المُنتَج سنوياً.

فيلمان جميلان

في الأيام الأولى للدورة السابعة لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، عُرضت أفلام عدّة تستحقّ النقاش النقدي المطوّل. نموذجان اثنان هنا: «الرحيل من بغداد» للعراقي قتيبة الجنابي و«678» للمصري محمد دياب. إنهما الفيلمان الروائيان الطويلان الأولان لمخرجيهما. إنهما متشابهان في غوصهما داخل النفس البشرية، على مستوى الحكاية الفردية، جرّاء الضغوط المختلفة، اجتماعياً أو سياسياً أو نفسياً أو ثقافياً. الثقافي هنا يعني أنماط التربية والسلوك العام، المؤثّر سلباً في البنية الحياتية للناس. فيلمان متشابهان، أيضاً، بكونهما نتاج تفكيرين شبابيين: أولهما مهاجر منذ أعوام عدّة، وثانيهما مقيم في بلده منذ سنين عدّة أيضاً. لا يعني هذا التمييز تمييزاً في آلية الاشتغال. العراقي المهاجر منذ سنين طويلة من بلده مدركٌ تماماً أحوال بلده وناسه ومجتمعه وبيئته. المصري المقيم منذ سنين طويلة في بلده غارقٌ في التفاصيل اليومية لتلك الحياة القائمة على تخوم العدم والانكسار والخيبات والألم. الموضوعان أساسيان في العيش الآنيّ داخل أسوار العالم العربي، أو خارجهما. لكن الألم العربي واحدٌ في الداخل والخارج، كما ظهر في الفيلمين. فألم الداخل، جرّاء الانحطاط العام في الأخلاق والثقافة والتربية (وهو انحطاط ناتجٌ من بؤس السياسة وديكتاتورية النظام المتحكّم بأحوال الناس وبيئاتهم)، لا يختلف كثيراً عن ألم الخارج، لأن «الذهاب» (إقرأ: الهروب) إلى الخارج سببه الانحطاط العام نفسه، تقريباً.

غير أن هناك فرقاً بين الفيلمين: العراقي حافظ على متابعة سينمائية بسيطة لأحوال المرء الهارب من بشاعة الحكم الصدّامي إلى متاهات أوروبا، من دون فذلكة تنظيرية. المصري اختار موضوعاً حسّاساً (التحرّش الجنسي)، لكنه بدا منقلباً على نفسه، لخضوعه اللاواعي (أم إنه واع تماماً) لحسابات مصرية داخلية. الذهاب بعيداً في قراءة المأساة الفردية الناتجة من بؤس السلطة العراقية، لم تجد شبيهاً لها في الفيلم المصري. في «678»، بدا الفصل الأخير مرتبكاً. أو بالأحرى منحازاً إلى متطلّبات السوق، أو حاجات البيئة الاجتماعية العامّة. اختيار موضوع التحرّش الجنسي ومناقشته السينمائية بعيداً عن التنظير، اصطدم بخوف واضح من الذهاب به إلى أقصى تمرّد ممكن. مع هذا، الفيلمان جميلان، أي أنهما انعكاسٌ واضحٌ لوجود براعة أساسية في المخيّلة العربية القادرة على «إفراز» الجميل والمحرّض على النقاش والمثير لمتعة المُشاهدة.  

كلاكيت

نَفَس قصير

نديم جرجورة

تعاني أفلام سينمائية عربية عدّة مشاكل جمّة. قليلة هي الأفلام الأهم والأفضل والأجمل، شكلاً ومضموناً. الغالبية الساحقة منها محتاجة إلى صوغ بصري متمتّع بحسّ إبداعي جذري. على الرغم من هذا، هناك أفلام منتمية إلى تلك الغالبية أدرك صانعوها اختيار مواضيع جوهرية تطاول عمق الأزمات الإنسانية الممتدّة على الجغرافيا العربية كلّها، في الداخل كما في بلاد الاغتراب والمنافي. أدرك صانعوها كيفية وضع نصوص سينمائية جديرة بالاهتمام والنقاش، من دون بلوغ مرتبة الإبهار البصري. أو على الأقلّ إيفاء الشكل متطلّباته الأساسية كلّها. هذا يعني أن هوّة ما تفصل المضمون الجميل والمهمّ عن الشكل المسطّح أو العادي، أو الفاقد شروطه التقنية والفنية والجمالية.

الأمثلة، تاريخياً، عديدة. التوغّل في شؤون الجماعة عبر حكايات فردية مستلّة من الجرح الاجتماعي والنفسي والروحي والتربوي، دونه عقبة الاشتغال الدرامي السليم. أو بالأحرى دونه عقبة الاكتمال في صوغ شكل سينمائي متماسك ومتمكّن من قواعده المطلوبة. أي إن جمالية الشكل تبقى منقوصة، لأن خللاً ما أصاب العمل في نصفه الثاني أحياناً، أو في ربعه الأخير أحياناً أخرى. وللخلل هذا أسبابٌ متفرّقة: الرقابة الذاتية التي تُسقط عن السينمائي صفة الإبداع، لخضوعه المسبق لأحكام مجتمع وسلطة. الخوف من سطوة هذين المجتمع والسلطة عليه أيضاً. البحث عن حصانة تحول دون انقضاض الجماهير عليه، وهي جماهير تتظاهر بتمسّكها بتقاليد وقوانين باتت مترهّلة ورجعية. الاهتمام بأحوال السوق التجارية، ما يحدّ من حرية الفنان المبدع، ويُكبّل مخيّلته وعقله وانفعاله. النَّفَس القصير الخاصّ بمخرجين عرب عديدين، ما يعني أن بلوغهم المراحل الأخيرة من السرد الحكائي يؤدّي بهم إلى حالة من الملل، والرغبة في ختم مشاريعهم بأية طريقة. لا يعني هذا كلّه أن السينمائيين المبدعين العرب جميعهم خاضعون لما سبق ذكره. هناك حالة متمثّلة بالتفلّت الإنساني من أي قيد أو شرط أثناء الاشتغال السينمائي. هذه حالة موجودة في المشهد السينمائي العربي، وإن كان نموّها في البيئة العربية بطيئاً. في المقابل، هناك سينمائيون متمتّعون بذكاء وموهبة ولغة سينمائية وطموحات إبداعية واشتغالات بصرية وفكرية وفنية، تراهم ينجزون أفلاماً باهرة تثير متعة المُشاهدة، لكنها تسقط، في لحظة ما، في فخّ الارتباك أو الملل.

مشاهدة فيلم عربي متمتّع، في أجزاء أولى منه، بنكهة جمالية وحسّ سينمائي مرهف وبراعة في الاشتغال الدرامي والفني، تصطدم (المُشاهدة) بارتباكات متفرّقة لاحقاً. تصطدم بترهّل السياق الحكائي والمعالجة الفنية. مخرجون عديدون تنتابهم ملمّات عدّة، تمنعهم من السير قدماً في المناخ الجميل نفسه الذي قدّموه في البداية. من هذه الملمّات: القلق من إثارة مشاكل مع الرقابات الرسمية والخاصّة. الخضوع لسلوك اجتماعي أو تربوي متوارث، يقضي بعدم المواجهة والتغيير وطرح أفكار مغايرة للسائد.

غير أن الأهمّ كامن في الاشتغال السينمائي. فإذا غابت السينما، فَقد الفيلم سرّ وجوده.

السفير اللبنانية في

16/12/2010

# # # #

"خطاب الملك" لطوم هوبر يفتتح مهرجان دبي السينمائي السابع

مــلـك الــتـــــأتــــأة!

دبي - من هوفيك حبشيان  

من فكرة جميلة يستقي طوم هوبر فيلماً يرتكز على الكلام وتكراره الى درجة يشعر المشاهد انه في مسرحية مصورة. لكن هذا الاحساس بالانغلاق في اطار حكاية محدودة الأطراف والطموحات، تعطله زمرة ممثلين (كولين فرث، جيفري راش، هيلينا بونهام كارتر) يحملون العمل على أكفهم بمساندة مخرج مكلّف الاعتناء بجميع أشكال التواصل بين النص المكتوب والمادة النهائية على الشاشة.

انها حكاية غريبة بعض الشيء، لكنها حقيقية على ما يبدو، تدور تفاصيلها على والد الملكة اليزابيت التي لا تزال تتربع عرش بريطانيا العظمى. هذا الرجل سيضطر الى ان يحلّ مكان شقيقه ادوارد السابع، ويحكم البلاد والعباد بعد أن يصبح الملك جورج السادس. الهنة الوحيدة عنده هي انه ضعيف الشخصية ويشكو من قلة شجاعة ولا يعرف كيفية مخاطبة الجماهير. لكن أحواله ستتغير عندما يقرر الاستعانة بأستاذ للتدريب على اللغة ينتهج أساليب غير تقليدية. الغني عن التوكيد انه سيتخلص تدريجاً من كل ما يثقل كاهله، وما إن يعود الى حالته الطبيعية حتى يقنع الشعب البريطاني بإعلان الحرب على هتلر، في خطاب ممتاز.

هذا الفيلم الذي افتتح الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي، يمتلك كل مقوّمات الفيلم الاوسكاري الذي يمكنه حصد كمية كبيرة من التماثيل الهوليوودية الذهبية، ونعني بالمقوّمات، ديكورات متقنة الصنع لألكسندر ديبلا، تعيدنا الى حقبة تاريخية ماضية، الى اخراج رصين لا يقتصد في الامكانات، مروراً بتمثيل ممتاز ونص يشرّع أمام الاخراج رؤية ملهمة.

يرتكز الفيلم بأكمله على العلاج الذي يتابعه الملك للتخلص من التأتأة التي يشكو منها، وايضاً على علاقة الصداقة التي تنمو بينه وبين المشرف على هذا العلاج. هناك الكثير من المواقف المضحكة تتأتى على نحو خاص من روح المعالِج الفكاهية (راش في دور مميز). بأسلوبه الكلاسيكي الذي يعجب انصار السينما الأكاديمية، يختزل الفيلم الحياة الملوكية، يتملقها أحياناً ويظهر حماقتها في أحيان أخرى، لكنه في العموم يبقى لطيفاً مع شخصياته. طبعاً، لا يجوز حتى التفكير بما كان فعله مخرج غير انكليزي بموضوع مماثل.

هذا شريط بريطاني في اصغر تفاصيله الدرامية والحكائية والجمالية. لكن ينعدم فيه حس النقد اللاذع الموجود في الكثير من الأفلام التي تناولت العرش الملكي. يوقّع هوبر، الآتي من التلفزيون والعائد اليه بعد هذا الفيلم، جسماً سينمائياً غريباً على رغم كلاسيكية شكله. هنا الخطاب هو الملك. وهذا الخطاب لا يُقرأ مواجهةً بل مواربة. ومن جملة ما يقوله الفيلم ان الخطاب هذا عندما يخرج من أفواه الملوك والرؤساء يكون قد قطع في ترتيبات شكلانية أكثر منها جوهرية. فالمسألة كلها تتعلق بالسؤال: كيف يلقي الملك (يلقبه معالجه بـ"برتي")، خطابه وليس ما يقوله، في لحظة تبدو فيها الحرب العالمية الثانية أمراً محتماً. في مشهد يختزل كل ما يريد الفيلم قوله، نرى اعضاء العائلة المالكة يشاهدون مواد ارشيفية يخطب فيها هتلر على طريقته الانفعالية المعروفة، فيسأل احدهم الآخر: ماذا يقول؟ فيردّ الثاني قائلاً: لا اعرف، لكنه يقوله بشكل جيد".

النهار اللبنانية في

16/12/2010

# # # #

شملت حرمان 40 ممثلا وممثلة

السجادة الحمراء ل "دبي السينمائي" ممنوعة على الفنانين الاماراتيين

محمود العوضي  

في سابقة غريبة على "مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010" ورغم ان المهرجان يقام في الامارات  تم حرمان ما يقرب من  40 فنانا وفنانة اماراتيين من السير على السجادة الحمراء أسوة بغيرهم من الممثلين والممثلات الضيوف الذين جاؤوا الى دبي للمشاركة في المهرجان في دورته السابعة التي انطلقت في الثاني عشر من ديسمبر الجاري وتستمر حتى التاسع عشر من نفس الشهر.  ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تم حرمانهم ايضا من حضور الحفل الذي اقيم في افتتاح المهرجان ومنعوا من الاحتفال مع الممثلين والممثلات الضيوف. 

 وعلمت ايلاف من مصدر مسؤول في ادارة مهرجان دبي السينمائي الدولي انه عادة قبل المهرجان يتم منح هيئة دبي للثقافة والفنون عددا من البطاقات والدعوات المختلفة بحيث تقوم الهيئة بتوزيعها على الفنانين والفنانات وغيرهم من المهتمين باعمال المهرجان وانشطته.  مضيفا ان الهيئة قامت بتوزيع عدد من البطاقات العادية على الفنانين الاماراتيين اكتشف لاحقا  انها بطاقات لحضور افلام المهرجان السينمائي فقط وليست لحضور الحفل الرئيسي والسير على السجادة الحمراء. ومن ثم تم منع النجوم الاماراتيين من الانضمام الى الحفل الفني. وبعد ذلك اعرب فنانو الامارات عن استيائهم من حدوث ذلك مطالبين بمشاركتهم للفنانين الضيوف الحفل وجرت اتصالات مكثفة بين ادارة هيئة دبي للثقافة والفنون وادارة مهرجان دبي السينمائي الدولي في محاولة منهم لاحتواء الازمة والاحراج الذي تعرض له نجوم الامارات بسبب خطأ بشري لا يعرف مصدره.  ولكن استمر قرار منع دخولهم الى المهرجان لأن البطاقات التي حصلوا عليها ليست من فئة "في اي بي".

ورغم عدم تمكن نجوم الامارات من الدخول الا ان "ايلاف" لاحظت أن عبد الحميد جمعة - رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي - قد بذل جهودا حثيثة وسريعة حتى يمكن فنانو الامارات من الدخول الى الحفل الرسمي وذلك بعد تلقيه عدد من شكواهم.  وقد شارك عبدالحميد جمعة في الفريق الذي أطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في عام 2004، ثم تسلّم مهامه رئيساً للمهرجان في عام 2006 حتى الان. وقد ساهمت مشاركاته في مختلف الفعاليات السينمائية المستقلة العربية والخليجية في تعزيز مكانته.

ومن جهته قام مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي 2010 . بالرد على هيئة الثقافة والتراث وقال ان "تلك المشكلة ليست مسؤولية ادارة المهرجان انما  هي مسؤولية رعاة الحفل". وفي المقابل نفت هيئة الثقافة مسؤوليتها رغم انه من المفترض ان تكون هي المسؤولة عن هذا الحفل وبطاقات الدخول اليه سواء كانت خاصة ب "في اي بي" او بطاقات لمشاهدة الافلام فقط. وتبين في النهاية ان الخطأ غير مقصود انما هو خطأ في التنسيق وسوء تقدير لعملية طرح بطاقات دخول المهرجان.

ويرى الاماراتيون أن هذا المهرجان هو فرصة جيدة للفنانين الاماراتيين للاحتكاك بالفنانين الضيوف والاستفادة من خبراتهم والتعرف اليهم، مطالبين بأن يكون للممثلين والممثلات الاماراتيين الاولوية وان يضعوا في بؤرة الاهتمام الاولي في اي مهرجان سينمائي يقام على ارض الامارات.

والجدير بالذكر أنه في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي العام الماضي 2009 الذي اقيم في فندق القصر في دبي، تعرض الفنان المصري الشهير عمر الشريف لموقف مماثل. ولكن تدخل الرجل النشط عبدالحميد جمعة بشكل فوري وفاعل واستطاع ان ينهي المشكلة بشكل تام.

وكان حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة 2010 يمثل بوابة حقيقية صوب المستقبل من خلال تلك الاختيارات السينمائية العالية الجودة وتلك الصفوة المتميزة من صناع ونجوم السينما العالمية. الذين ازدحمت بهم مدينة دبي. فقد كان حفل البساط الاحمر بمثابة الدعوة الصريحة للانطلاق الى المستقبل وفق معطيات مقرونة بالاحترام رفيع المستوى والذي يؤكد الاقتدار العالي الذي تتحرك به قادة هذا العرس السينمائي والتي تضم الثنائي المتميز عبدالحميد جمعة ومسعود امر الله العلي. وقد اقيم حفل الافتتاح في قاعة ارينا بمدينة جميرا بحضور حشد بارز من نجوم السينما العالمية.

إيلاف في

16/12/2010

# # # #

يشارك بفيلم "تذكرة من عزرائيل" حول مهنة حفر الأنفاق بغزة

صديقة مخرج فلسطيني تتهم مصر بتوقيفه قبل سفره لمهرجان دبي

دبي - mbc.net 

قالت مصادر مقربة من المخرج الفلسطيني عبد الله الغول -الذي غاب عن عرض فيلمه الوثائقي "تذكرة من عزرائيل" في مهرجان دبي السينمائي-: إنه تم توقيفه من قبل الشرطة المصرية قبل سفره، مشيرة إلى أن المخرج متهم بالدخول غير الشرعي إلى القاهرة.

يأتي ذلك فيما أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانا تستنكر فيه قيام أجهزة الأمن المصرية باعتقال المخرج الفلسطيني، الطالب في معهد السينما العالي التابع لأكاديمية الفنون بالقاهرة، وتهديده بالترحيل إلى موطنه في غزة، بزعم عدم حصوله على إقامة في مصر. في الوقت نفسه لم تعلق السلطات المصرية على تقارير المنظمة الحقوقية.

وأوضحت الفرنسية "لور فورست" صديقة المخرج -التي قامت بتمثيله بناء على طلبه-: إن "الغول" تم توقيفه في مطار القاهرة أثناء توجهه إلى دبي لحضور عرض الفيلم.

وأضافت -في تصريحات لـmbc.net- أنه "يخضع للتحقيق منذ يوم السبت الماضي"، حيث تم توقيفه بتهمة الدخول غير الشرعي إلى مصر، مشيرة إلى أنه جرد من هاتفه، ولم يستطع الاتصال بأحد من الخارج منذ اعتقاله، لافتة -في الوقت نفسه- إلى أنه تم السماح له بعد ذلك باستخدام هاتفه، وبالتالي استطاع تلقي اتصالها".

كانت "لور" اتصلت بالمخرج الفلسطيني؛ لتحري مكان تواجده فور وصولها إلى دبي، حيث كانا قد اتفقا سابقا على اللقاء في المهرجان لمتابعة فيلمه، وقالت: "طلب مني الاهتمام بالفيلم وتمثيله، والمشكلة أنه لا يملك رصيدا في هاتفه، ولا يستطيع الاتصال بأحد، وأعتقد أنه ليس لديه محام وليس هناك من يساعده".

وأوضحت "لور" أن عبد الله أخبرها -أثناء الاتصال الهاتفي- بأنه ربما سيتم إرساله إلى غزة. وأشارت إلى أنه في حال حدث هذا "فإنه لن يتمكن من إكمال دراسته، كما أن هناك احتمالاً كبيراً أن يمنع من دخول مصر مجددا، وهو لا يستطيع المرور من خلال إسرائيل، ما يعني أنه سيكون عالقاً للأبد".

وأضافت "حالته في مصر معقدة، فهو طالب في المعهد العالي للسينما في مصر منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، وهو مسجل رسميا في المعهد، لكن الحكومة المصرية لم تمنحه فيزا الإقامة والأوراق الرسمية، لذا هو مُسجل قانونياً في المعهد، ولكنه متواجد بشكل غير قانوني في مصر".

وأشارت صديقة عبد الله إلى أن تقديم الفيلم في كُتيب مهرجان دبي ليس دقيقا، إذ يشرح أن (الفيلم) يتحدث عن رجل يُحاول الهرب عبر الأنفاق من رفح إلى مصر، وهي ليست قصة "تذكرة من عزرائيل".

ورجحت "أن تكون الجهات المصرية استنتجت أن الفيلم يروي قصة عبد الله الغول، ولهذا تم إلقاء القبض عليه بتهمة دخول مصر بطريقة غير شرعية عبر الأنفاق".

ولفتت "لور" إلى أنها، ومن خلال معرفتها بعبد الله تدرك أنه توجه إلى غزة عام 2009م؛ حيث كان يفترض أن يبقى فيها لأسبوع، ولكن زيارته استمرت لثلاثة أشهر لأنه لم يستطع العودة إلى مصر، إلا أنه تمكن في نهاية الأمر من ترتيب العودة، وبعدها استدعته الاستخبارات المصرية عدة مرات للتحقيق.

الموت وحفر الأنفاق

ويُلقي فيلم "تذكرة من عزرائيل" الضوء على مجموعة شبان يعملون في حفر الأنفاق، ويبحث معهم الأسباب التي تدفعهم للعمل في هذه المهنة الخطرة التي تحمل "تذكرة من عزرائيل" بحسب أحد الشبان؛ وهو الاسم الذي اتخذه عبد الله عنوانا لفيلمه.

قام عبد الله بتسجيل الفيلم أثناء فترة تواجده في غزة؛ حيث دخل مع الشبان إلى الأنفاق، وصور طريقة عملهم، كما تناول معهم الأسباب التي تدفعهم لهذا العمل، وسألهم عن نوعية البضائع التي يتم تهريبها عبر هذه الأنفاق.

ويُظهر الفيلم وجوه الشبان جميعا، كما يبين الظروف القاسية وكيفية تعاطيهم مع الخطر، ومحاولة مواجهة حقيقة إمكانية تعرضهم للموت في أي لحظة.

وتابعت أن عبد الله في الاثنين والعشرين من العمر؛ وهذا فيلمه الأول، ولا يمكنه أن يؤذي أحدا. وقد سبق واختير فيلمه في مهرجان "ترمسو" للأفلام في النرويج في بداية يونيو/حزيران الماضي؛ ولكنه لم يستطع الذهاب للمشاركة لعدم قدرته على الحصول على فيزا من الحكومة النرويجية. مضيفة "فاتته الفرصة الأولى، واليوم ضاعت فرصته الثانية. كل ما يحاول فعله هو البدء كصانع للأفلام".

كان "تذكرة من عزرائيل" قد عُرض الأربعاء إلى جانب فيلم فلسطيني آخر بعنوان "أبي من حيفا" للمخرج "عمر شرقاوي"، وسط حضور جمهور من الصحفيين والمهتمين بالقضية الفلسطينية، وبوجود "لور" الصديقة الفرنسية للمخرج.

يُذكر أن الفيلم من تأليف وإخراج عبد الله الغول، أما الإنتاج فتشاركه فيه "ماريا أندرادا" والمونتاج لأحمد عبد الرازق.

الـ mbc.net في

16/12/2010

# # # #

 

من أفلام «المسابقة الوثائقية» في المهرجان

«أبي من حيفا».. سارقو الذاكرة وقتلة الآباء

زياد عبدالله

أبي يخاف العودة! كيف له أن يعود إلى حيفا وقد كان في التاسعة من عمره حين غادرها محاصراً بالخوف؟ الإسرائيليون في فيلم آخر قتلوا والدي في أثينا، بينما كنت في حضنه، جاءت دراجة نارية وتوقفت بجانب السيارة التي تحملنا، وأطلق علينا النار رجل يرتدي خوذة.

بينما الأب الثالث فقد كان هناك، ينصت ويراقب لكل ما يحدث حوله وهو يحلق شعر رجالات الدولة والحكم، إنه في خريف العمر، يده مرتجفة، وما عاد يقص الشعر ويشذب اللحى، لكنه سيفعل أمام الكاميرا كما لو أنه يستعيد كل ما عاشه وعاش منه.

من الواضح أن كلمة «الأب» ستكون صلة الوصلة بين الأفلام التي نعرض لها في ثالث أيام كتابتنا عن أفلام الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي، وهي هذه المرة ثلاثة أفلام مشاركة في مسابقة «المهر العربي» للأفلام الوثائقية، اجتمعت على ما يمكن للأب أن يصيغه من تاريخ، ولعلها تستعيد أيضاً قطعة تاريخ كبيرة لنا أن نجدها تتحرك من خلال هذه الأفلام بين فلسطين ولبنان والدنمارك وسورية.

فيلم الدنماركي عمر الشرقاوي المولد لأب فلسطيني، سيقودنا من عنوانه «أبي من حيفا» إلى ذاك الأب، إلى علاقته، أي عمر، مخرج الفيلم مع والده منير الشرقاوي، الذي تتمركز حياته حول لحظة تاريخية معممة على مئات آلاف الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، ومن ثم الملايين، طالما نتكلم عن أجيال ولدت وعاشت ولم ترَ فلسطين لمرة واحدة، عمر الشرقاوي واحد من هؤلاء، يرى والده مأزوماً على الدوام، محملاً بماضٍ له أن يكون حاضراً على الدوام، ويحمل آثاره على جسده من خلال التشوهات التي لحقت بأطرافه حين كان مقاتلاً في صفوف الثورة الفلسطينية، قبل أن يأتي إلى الدنمارك ويتزوج من دنماركية، وعمر هو أكبر أبنائه.

كل ما تقدم ليس إلا مما سنتعرف إليه في الفيلم، المصنوع بإيقاع متناغم مع ما يتجول في أعماق الأب. اللقطات غالباً تكون قريبة، وكثيراً قريبة جداً، لا بل إن أمراً يستدعي نفسه لدي عند مشاهدة هكذا فيلم يتمثل بمدى ثراء الشخصية التي يقدم لها، وقدرتها ونحن نتكلم عن فيلم وثائقي، أن تكون في مواجهة الكاميرا على هذا القدر من الإقناع والاتساق، كما هو منير الشرقاوي ونحن نمضي معه برفقة ابنه عمر، ونقع عليه في أداء لما يسعى الفيلم إلى توثيقه، ثم إن المادة الوثائقية المكونة من الصور وأدوات أخرى، تأتي في نسيج له أن يكون روائياً، وفي بنية مونتاجية تجعل إيقاع الفيلم قادراً على أخذنا إلى حياة الأب والابن وعلاقتهما، وبالتأكيد إضاءة المشاعر المتضاربة والمتصارعة المتأتية من قلق الأب من العودة إلى حيفا، حياته في الدنمارك، آرائه في ما وصلت إليه القضية الفلسطينية ونحن نسمعه في دمشق يقول «فلسطين لن تموت، ولدتني ودخلت في غيبوبة الآن.. ستستيقظ منها».

فيلم «أبي من حيفا» يقول لنا ما الذي يعنيه أن تكون ابناً لأب من حيفا، فضول الابن لمعاينة حياة والده المستلبة عن كسب، ومن ثم تقديم سيرة الأب، الذي سنشاهده يمضي إلى دمشق أولاً حيث يسكن أغلب أفراد أسرته، علاقته مع هذه المدينة التي يعشقها، وهو يقول عنها: كم كانت رحيمة ومضيافة للفلسطينيين وهي تعاملهم معاملة السوريين، هناك سيزور قبر والده في مشهد مؤثر ومؤلم، وصولاً إلى زيارته حيفا، وطبعاً بجواز سفر دنماركي يتيح له البقاء 10 أيام في بلده المسروق منه، وزيارة البيت الذي هجّر منه منذ أكثر من 62 سنة.

«صورتي وأنا ميت»

الفيلم الثاني الذي نقدم له هنا، له أن يكون على اتصال مع «ابي من حيفا» من حيث أنه عن علاقة ابن فلسطيني مع والده الذي اغتيل على مرأى منه، إنه جديد الأردني المقيم في هولندا محمود مساد «هذه صورتي وأنا ميت»، القادر دائماً على تقديم أفلامه الوثائقية على طريقته الخاصة، وليروي ويوثق هذه المرة مقتل القيادي الفلسطيني مأمون مريش على يد «الموساد» الاسرائيلي، وليكون السؤال الذي يفرض نفسه هنا: كيف؟

الإجابة عن هذا السؤال، ستكون بمثابة الفيلم، كل الفيلم، بدءاً من عنوانه أي «هذه صورتي وأنا ميت»، كون الفيلم هو عن ابن مأمون مريش، أي بشير مريش الذي كان بحكم الميت لدى اغتيال والده في أثينا عام ،1983 هو الذي كان جالساً في حضنه حين أقدم القاتل على اطلاق النار، وقد تناقلت وسائل الإعلام نبأ وفاته وقد كان في الرابعة من عمره، وعليه سيكون الفيلم صورة لبشير بوصفه كان بحكم الميت، بينما عمره في الفيلم 29 سنة.

بداية الفيلم ستكون مع موسيقى أعياد الميلاد، وتشكيل بصري يجعل من القنابل العنقودية التي ألقيت على غزة في عملية «الرصاص المصهور» بديلاً عن أضواء شجرة الميلاد، ولكم أن تتخيلوا الأجراس والموسيقى والغناء بينما تضيء تلك القنابل اللئيمة ليل غزة، الأمر الذي سيكون على اتصال مباشر مع نهاية الفيلم، ونحن نمضي مع بشير وهو ينبش في تاريخ والده النضالي، من خلال من تبقى من أصدقائه. كيف كان المخطط الرئيس لعملية دلال المغربي، قصص عن طفولته وشبابه، وفي سرد يجعل من كل ذلك يمضي على اتساق وتناغم مع حياة بشير، بحيث يكون ماضي الأب على اتصال مباشر مع حاضر الابن الذي يعمل في شركة علاقات عامة ويرسم في مجلة رسوماً كاريكاتورية، وصولاً إلى اسمه، الذي سماه به والده، وللمفارقة باسم بشير الجميل، بناء على قصة والده مع هذا الزعيم اللبناني الذي اغتيل، كون الأخير أطلق سراح مأمون لدى أسره في حرب «الكتائب» ضد الفلسطينيين، الأمر الذي يعود ويتكرر معكوساً هذه المرة حيث يقدم مأمون مريش على اطلاق سراح بشير الجميل لدى أسره من قبل «فتح».

هكذا قصص ستمر في سرد مدهش ومصنوع بحنكة، ستأتي على لسان الدكتور الذي يعالج بشير، وهو في الوقت نفسه من أصدقاء والده، إلى أن يصل الفيلم إلى الاقتتال الفلسطيني ـ الفلسطيني بين «حماس» و«فتح»، كما يقول لنا الفيلم وبعد كل ما شاهدناه وسمعناه عن مأمون مريش، هذا ما وصلت إليه القضية الفلسطينية! هذا ما دفع من أجله مأمون مريش دمه ثمناً له، الوصول إلى العبث وقمة العدمية بعد أن كان حلماً ثورياً كبيراً يجسده جيل مأمون مريش و«أبوجهاد»، يخرين يرد ذكرهم في هذا الفيلم المميز.

«بيروت ع الموس»

مع فيلم زينة صفير «بيروت ع الموس» أو «كل شيء عن أبي» الترجمة لعنوان الفيلم بالانجليزية، الذي أجده صالحاً أكثر، كوننا سنكون طيلة الفيلم أمام والد المخرجة صفير، الحلاق ايلي الذي يعيش أيامه في بيته الذي لا يفارقه وقد وصل خريف العمر، كما أننا طيلة الفيلم لن نفارق ذلك البيت إلا حين يمضي ايلي إلى محل الحلاقة الذي أصبح لا يعمل فيه بل يديره من خلال الهاتف.

الرهان في الفيلم على ذاكرة الأب، ومسعى من صفير لتسجل ذلك، جزءاً من الذاكرة اللبنانية، ونحن نسمع حلاق بيروت ايلي وهو يعيد سرد أحداث 1958 ومعها شخصيات تاريخية حلق لها وكان شاهداً عليها في أثناء تلك المرحلة مثل كميل شمعون وصائب سلام. يبدأ من عاليا والعائلات الإقطاعية اللبنانية، مروراً بانتسابه إلى «الكتائب»، إذ تصر المخرجة على معرفة دوافعه في هكذا خيار، لكن كل ذلك السرد يأتي بمنتهى العفوية، وتحت وطأة عمر ايلي والذاكرة التي تنجده في أحيان وتخونه في أحيان أخرى، وعلى شيء له أن يجعل من الأب شخصية وجدت مخرجة الفيلم ضرورة شخصية وتاريخية في تسجيل ما كان شاهداً عليه.

الإمارات اليوم في

16/12/2010

# # # #

انفتاح مهم للمخرجين الإماراتيين على الإعلام العالمي

إشكالات الشاشة العربية.. جدل في أروقة المهرجان

محمد عبدالمقصود -دبي 

ليس مؤكداً أن تكون اللجنة المسؤولة عن توزيع فعاليات «دبي السينمائي» قد عمدت إلى أن يكون ثالث أيام المهرجان الدولي سجالاً حول مثالب السينما العربية والبحث عن مفاتيح حقيقية لمسايرة الحراك السينمائي العالمي، فرغم أن الندوات والمؤتمرات الصحافية المتعددة التي خُصصت لهذا اليوم حملت عناوين متباينة لا ترتبط بمشكلات الفيلم العربي على اختلاف تنوعه، إلا أن الكثير من سياقات تلك الفعاليات قاد المنتدين والحضور إلى تلك المنطقة .

في المقابل، حفل اليوم نفسه بانفتاح نادر للفيلم الإماراتي على الإعلام العالمي والعربي الذي كان حاضراً بكثافة لتغطية فعالية تدشين مسابقة «المهر الإماراتي»، الأمر الذي واكب الترويج لفكرة أن الدورة السابعة للمهرجان بمثابة جني لثمار حراك سينمائي، تفاعل خصوصاً مع انطلاقة دورته الأولى، ونما بإطلاق مهرجان الخليج منذ ثلاث سنوات، قبل أن يتسنى تخصيص مسابقة رسمية ضمن فعاليات المهرجان للمرة الأولى هذا العام خاصة بالفيلم المحلي، وهي مسابقة المهر للأفلام الإماراتية.

حوارات أهل المهنة

عبر ثلاث طاولات دائرية تواصل المخرجون الإماراتيون للمرة الأولى مع وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية في آن معاً، في مشهد من شأنه تسويق أعمالهم بشكل جيد، والتمهيد لوجود يواكب هذا الألق الإعلامي في المهرجانات الدولية، إضافة إلى صقل التجارب الشابة.

ودار الكثير من حوارات المخرجين الشباب الذين يشارك بعضهم في المهرجان للمرة الأولى حول أفلامهم، ومدى تفاعلهم مع مبادرة إطلاق المسابقة الجديدة، وفيما أشارت مداخلات إلى ارتفاع سقف الطموحات لدى بعض المخرجين لوجود مؤثر في المهرجانات العالمية، أشار البعض إلى أن مجرد التأهل للمشاركة في المسابقة الرسمية التي اختارت 14 فيلماً من مجموع 35 تقدم أصحابها للمشاركة انجاز فني، دون أن يغيب عن أحدهم ايضاً حلم الحضور ضمن قائمة أصحاب الأفلام الأفضل وفق آراء لجنة تحكيم المسابقة.

وجود المخرجين الشباب على طاولات متقاربة نسج ايضاً حالة من الحوار في ما بينهم، وتبادلت المخرجة نائلة الخاجة التي تشارك بفيلم «ملل» مع المخرج عبدالله الكعبي الذي يشارك بفيلم من إنتاج فرنسي بعنوان «الفيلسوف»، الحديث عن متطلبات المرحلة المقبلة بالنسبة للمخرجين الشباب، مصرحين لـ«الإمارت اليوم» بأن «مسابقة المهر الإماراتي تؤطر لمرحلة جديدة في خبرات الشباب تتجاوز مرحلة التجريب والهواية، وتتجه بشكل أكبر إلى الاستفادة من التقنيات العالمية في صناعة أفلام جيدة»، وهي الطاولة نفسها التي جمعت المخرج الشاب سعيد الظاهري وبطل فيلمه القصير «رجلين وعنز» عبدالله الرمسي، اللذين صرحا بأنهما لا يأتيان إلى هنا لحصد الجوائز، «بل لتقديم أعمال كوميدية تتوجها ضحكات من بعض حضور عرض الفيلم».

الطاولة المتوسطة أُفردت لأصحاب الأفلام الوثائقية، منهم الزوجان الشاعران خالد البدور ونجوم الغانم، اللذان تشاركا في فيلم «حمامة»، إذ تعود الرؤية الإخراجية للغانم، والجهد البحثي والاستقصائي للبدور الذي أكد فكرة محورية التحول الذي تعيشه السينما المحلية بانطلاق مسابقة رسمية للإماراتيين في «دبي السينمائي» لا تقل أهمية عن مسابقاته الأخرى الرئيسة، فيما ضمت الطاولة الثالثة عدداً آخر من المخرجين منهم أحمد زين المشارك بـ«عتمة»، ممتلكاً طموحاً قوياً لتحقيق حضور مختلف في «دبي السينمائي» بعد تألقه في «أبوظبي السينمائي»، مؤكداً فكرة تجاوز الفيلم الإماراتي مرحلة التجريب والهواية مع وصول المهرجان إلى دورته السابعة، وهي الفكرة التي أيدها المخرج علي جابر المشارك بفيلم «صولو».

وفرضت هموم السينما المستقلة نفسها على أروقة مهرجان دبي السينمائي الدولي وتحولت ندوة أقيمت بعنوان «عين على السينما المصرية» في الكثير من جوانبها إلى مناسبة للتطرق إلى أبرز هموم السينما المستقلة عموما، والمصرية خصوصا، عبر ندوة حوارية ضمت إلى جانب الناقد السينمائي ومدير هيئة الرقابة والمصنفات الفنية السابق في مصر، كلاً من مخرج فيلم «678» محمد دياب ومخرج الأفلام الوثائقية وائل عمر، فيما افتتحت فعاليات دبي السينمائي في ثالث أيامه بورشة بعنوان «اصطياد المواهب» جمعت بين الممثل المصري عمرو واكد ومنسق الأفلام الإنجليزي وان هاررد والفرنسي جيرار موليفي، خرجت فيها عن عنوانها للحديث أيضاً عن ابرز معوقات صناعة الفن السابع عالميا، وهو الأمر الذي تطرقت إليه أيضاً ندوة ثالثة حول فيلم أردني بعنوان «مدن الترانزيت» أدارها الناقد عرفان رشيد وضمت إلى جانب مخرج الفيلم محمد الحشكي عدداً من أبطاله، منهم الفنانة صبا مبارك، وقد أجمع المنتدون على أن التمويل هو أحد أهم معوقات السينما الأردنية، مطالبين بإنشاء صندوق لتمويل الأفلام.

الثقافة السينمائية

في ندوة أخرى ضمن فعاليات اليوم الثالث انجذبت كل من الفنانة المصرية لبلبة والفنانة السورية مرح جبر والكاتبة السعودية عهد كامل للحديث عن معوقات صناعة السينما في بلدانهن، وفيما أشارت لبلبة إلى إشكاليات النص الجيد، أحالت جبر إلى عدم اعتياد المجتمعات العربية الثقافة السينمائية بمعناها الصحيح ووجود محاذير رقابية كثيرة تفقد العمل السينمائي خصوصيته، فيما لفتت كامل إلى إشكاليات غياب دور السينما في بلدها.

وكشف المنتدون في ندوة «عين على السينما المصرية» عدداً من التحديات التي تواجه صناعة السينما في البلد التي تعد النموذج العربي الأبرز في هذا المجال، جاء في مقدمتها مشكلات الرقابة والتمويل والقرصنة من خلال شبكة الإنترنت، فضلاً عن عدم وجود دعم مادي أو معنوي رسمي للأفلام المستقلة.

واعترف أبوشادي بأن الإحصاءات التي تروج لوجود أكثر من 400 دار عرض في مصر مغلوطة، مضيفاً «لا يتعدى حجم دور العرض في محافظات مصر كلها أكثر من 80 دار عرض بها 300 شاشة على أقصى تقدير، تتركز معظمها في القاهرة في الوقت الذي تخلو بعض المحافظات من اي دور عرض، وهو أحد تحديات وجود ثقافة سينمائية جيدة».

وكشف ابوشادي الذي استقال أخيراً من أكثر أجهزة المصنفات الفنية إثارة للجدل بفضل غزارة الإنتاج المصري، أن «الرقيب نفسه لا يستطيع كسر التابوهات الثلاثة المرتبطة بعمل الرقيب، والتي تتمحور حول ثلاثية الدين والسياسة والجنس، خصوصاً ما اصطلح على تسميته بالبعد الأمني الذي يشمل خطوطاً حمراء ثقافية ودينية واجتماعية وسياسية».

سيطرة شركات

فاجأ أبوشادي حضور الندوة بأن الرقابة الجماهيرية هي الأكثر تصدياً لأعمال غير نمطية ومغايرة، من الرقابة الرسمية نفسها، مضيفاً «هناك نوع من الممانعة الجماهيرية تقف امام الأفلام المستقلة بسسبب اعتياد جمهور الفيلم العربي نمطاً بعينه، وهو ما جعل الشارع المصري أكثر تحفظاً ورقابة من الرقيب التقليدي، لكن من المؤكد أن السينما المستقلة التي أحدثت كل هذا الحراك على صعيد صناعة الأفلام العربية ستفرض نفسها داخل دور العرض ولدى قطاعات كبيرة من الجمهور سواء خلال فترة زمنية منظورة أو بعيدة».

وساق أبوشادي مثالاً واقعياً حول عدم تصنيف فيلم مصري هو «عين شمس» لإبراهيم بطوط ضمن مكتبة أفلام بلاده وتصنيفه بأنه فيلم مغربي، لسبب إنتاجه وعرضه قبل المرور على جهاز الرقابة، متوقعاً أن تتفجر المشكلة ذاتها مع فيلم مصري جديد مازال في طور التصوير، لافتاً أيضاً إلى أن «الضغوط الإعلامية خصوصاً الصحافية تمكنت من رفع سقف حرية الإبداع في مجال صناعة السينما، وإجبار الرقيب الرسمي والتأثير في نظيره الشعبي من أجل سينما أقل قيوداً».

واعتبر أبوشادي «سيطرة شركات إنتاج كبرى تصنع أفلاماً تجارية هدفها الرئيس الربح المادي من خلال الحصول على أكبر قدر من مبيعات تذاكر دخول العروض» أحد أبرز معوقات السينما المصرية، مضيفاً «بعد ان حققت أفلام شبابية مصرية حضوراً مهماً في مهرجانات عربية وإقيمية، فإن حصول بعض التجارب السينمائية الجديدة على تقدير لافت من أوساط نقدية ومهرجانية مرموقة يعني على الصعيد الفعلي تقليص فرص حضورها في السوق التجارية، وهي نظرية سائدة يدعمها الجمهور، رغم سعي الكثير من أصحاب الآراء التنويرية لمجابهة هذا الاعتقاد الذي من شأنه أن يبخس جهود نخبة من أهم المبدعين في السينما المصرية، لذلك فالفيلم المصري من وجهة نظري بحاجة إلى دعم معنوي في السياق الأهم ربما أكثر من افتقاره للدعم المادي». وأشار أبوشادي إلى بعض الجهود الرسمية التي يقوم بها التلفزيون المصري في إطار إنتاج أفلام وثائقية وقصيرة بين الحين والآخر، لافتاً إلى أن الأفلام القصيرة التي أخرجها شباب في أوائل التسعينات هي التي خلقت ومهدت الحراك للافلام الروائية الطويلة، التي لم ينف أنها أحد أهم الفنون التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية.

وقلل محمد دياب من تأثير إشكالية تمويل الأفلام ووجد ان العائق الأكبر يتمثل في الرقابة بنوعيها الرسمية والشعبية، معترفاً بأن فيلمه الأخير قد يخلق حالة من الرفض لدى قطاع واسع من الناس لا يعترفون بأن ممارساتهم تدخل ضمن دائرة التحرش الجنسي مضيفاً «هناك الكثير من الشباب الذين يقومون بمعاكسة الفتيات، ويعتبرون هذا سلوكاً شبابياً طبيعياً، وهم بالطبع مستاءون الآن من معالجة الفيلم للقضية، لكننا في كل الأحوال بصفتنا صانعي أفلام يجب ألا نتوقف عن جدية مناقشة القضايا الحقيقية».

من جانبه، أكد وائل عمر أن صانعي الأفلام المستقلة في مصر مصممون على تقديم أعمال لا تخضع لرغبات الرقيبين، مؤكداً أن هناك قطاعاً جيداً لجمهورها آخذ في التنامي، لكنه لفت إلى أنه مؤيد لدياب في «خطورة القرصنة عبر الإنترنت في تقويض قدرة صانعي تلك الأفلام على الانتشار».

الإمارات اليوم في

16/12/2010

# # # #

أفلام إماراتية في «مسابقة المهر»

علا الشيخ ــ دبي 

من أفلام قصيرة طلابية الى وثائقية وأخيراً الى أفلام طويلة، هي الخريطة التي مشى عليها مخرجون اماراتيون مشاركون في مسابقة المهر الاماراتي التي تقام ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة، هذا التطور حسب ما قاله المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله «قاد الى حراك لتأسيس مهرجانات إماراتية، فمن مسابقة افلام من الامارات الى مهرجان دبي السينمائي الدولي وانتهاء بمهرجان الخليج السينمائي»، مؤكداً أن «كل تلك المهرجانات هي اشبه بحاضنات أسهمت بشكل حقيقي في دفع صانعي الافلام لإنجاز هاجسهم البصري».

والمخرجون بدورهم ايدوا كلام امرالله، معتبرين ان مهرجانات الدولة «فتحت لهم ذراعيها ودعمتهم، وعرفتهم بالعالم، والدليل وجود افلام اماراتية شاركت في انتاجها شركات أجنبية عالمية».

إنتاج مشترك

ففي فيلم الفيلسوف وهو انتاج اماراتي فرنسي، ويعد الفيلم الاول لعبدالله الكعبي، الذي قرر الذهاب الى فرنسا لدراسة الاخراج السينمائي، يحكي قصة باجيو للمؤلف شارلي فيش، وباجيو رجل باريسي يعزف البيانو ويلعب كرة القدم، لكنه يشعر بالملل وان ثمة شيئاً ينقصه، فيقرر ان يتخلص من كل ممتلكاته المادية ويكرس حياته في تأمل الطبيعة، لكن خطته لم تنجح فيخسر كل شيء ويصبح بلا مأوى إلى ان يظهر في حياته رجل اسمه ليو يساعده على الرغم من الاختلاف الفكري الكبير بينهما.

هنا قال الكعبي «من المؤكد ان الناس ستستغرب أنني اخترت شخصية اجنبية لفيلمي الاول إلا انني اريد ان اوصل للمشاهدين رسالة عالمية تتبلور بقيمة الانسان وقيمة الصداقة التي يجب ألا ترضخ لشروط». وعن تجربة الإنتاج المشترك، قال «هي تجربة عززت ثقتي بنفسي وأكدت انني أمشي على الدرب الصحيح».

فلسطين

ورأى كل من علي خليفة بن ثالث مخرج الفيلم الوثائقي «غواص غزة»، وراشد المري مخرج الفيلم الوثائقي «رسائل الى فلسطين»، ان فلسطين في الحرب الاخيرة التي حدثت في غزة تستحق أن تكون جزءاً من افلامهم، فبن ثالث أكد «بما أني إماراتي أدرك تماماً ماذا تعني فلسطين للامارات، حرب غزة اثرت فيا كثيرا وصمود الشعب الفلسطيني يجب ان يذكر في جميع المحافل»، ويحكي فيلم بن ثالث عن القصف الذي تعرض له منزل لعائلة فلسطينية اثناء الحرب الاخيرة على غزة، والذي مات فيه بعض من أفراد العائلة والبعض الآخر تعرض لاصابات بالغة، بينهم ابنهم المعاق الذي يخضع للعلاج في الامارات والذي دعم صمود عائلته بتعلقه بالحياة خصوصاً بعد ان حقق حلمه في الغوص. وبالنسبة للمري أراد ان يعبر عن دعمه للقضية الفلسطينة من خلال اعطاء فرصة للاماراتيين والمقيمين على أرض الدولة من مختلف الاعمار بتقديم رسائل شفهية الى الشعب الفسطيني، وعن هذا قال «شعرت بأنني شاركت في منح الفرصة لجميع من اراد ان يشترك في الفيلم ليسردوا قصصهم ودعمهم لفلسطين ارضا وشعبا».

للنساء نصيب

الفنانة التشكيلية والكاتبة الاماراتية منى العلي، تشترك في فيلم «اعادة»، وتحاكي فيه الماضي اذا عاد والتغيرات التي يحلم الانسان ان يغيرها، فهناك حسب وصفها للفيلم «ذكريات نحملها نود لو نفرغ بعضها ونغير مسار البعض الآخر»، هي تحاول القول من خلال فكرة الفيلم ان الندم لن يفيد وان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء والحل في التقدم للأمام بشكل مدروس.

في المقابل، تشترك نجوم الغانم التي فازت عام 2008 بجائزة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، في فيلم بعنوان «حمامة» وهو فيلم وثائقي يحكي قصة الطبيبة الشعبية الاماراتية (حمامة) التي ما زالت تمارس مهنتها على الرغم من مرضها الشديد وبلوغها الـ،90 لكنها تكافح من اجل الناس الذين يقصدونها من كل الامارات كي لا تخيب آمالهم.

بدورها تقدم نائلة الخاجة فيلم «ملل» الذي يسلط الضوء على الروتين الذي يحدث بين الازواج من خلال زوجين اماراتيين يقضيان شهر العسل في كيرلا الهندية، ولكن الخاجة تذهب في فيلمها الى واقع الزيجات المدبرة والتحديات التي يواجهها الازواج.

جوائز سابقة

يقدم وليد الشحي الذي فاز فيلمه «أحمد سليمان» عام 2006 بجائزة افضل فيلم وثائقي عربي في مهرجان الافلام القصيرة في الاردن، وفاز فيلمه «طوي عشبة» بجوائز في مهرجاني مسقط وبغداد عام ،2004 فيلم «ريح» من خلال طفل ينغرس مسمار في قدمه فيتسرب الصدأ الى داخله، فيرى الطفل كل الاشياء صفراء، حتى الاصوات صفراء، عن هذه الفكرة قال الشحي «أحب ان ارمي برسائلي بطريقة غير مباشرة، فالصدأ لم يكن في قدم الطفل فحسب بل في كل من حوله».

ومن خلال الاطفال ايضا يقدم خالد المحمود في فيلمه «سبيل» صبييين يعيشان مع جدتهما ويمضيان جل وقتهما في العناية بها، ويؤكد المحمود على العلاقة الوثيقة بين الاجيال المختلفة من خلال صون الجميل «فمن المؤكد أن الصبيين يفعلان ذلك لأنهما يتذكران حنان جدتهما عليهما وكيف كانت تدافع عنهما دوماً. هي علاقة يصعب تفسيرها لأنها باختصار فطرية».

«سبيل» الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي حصل على جائزة أفضل سيناريو هذا العام، كما فاز جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان نيويورك للافلام الاوروبية والآسيوية في هذا العام أيضاً.

الإمارات اليوم في

16/12/2010

# # # #

إستقبال حافل لأبطال فيلم "876" عقب عرضه بمهرجان دبي السينمائي

شريط – السينما 

نال فيلم "876" اعجاب النقاد والصحفيين والجمهور الذين حضروا العرض العالمى الاول له في مهرجان دبي السينمائي الدولى حيث شاهد الفيلم اكثر من 1800شخص في منطقة "الارينا " بالجميرة ووصفه جميع الحضور بأنه مثير للجدل واستقبل الجمهور فريق العمل استقبالا حافلا

من ناحية اخرى بدأ عرض الفيلم في دور العرض المصرية امس الاربعاء ب 60 نسخة ، وتستعد شركة دولار فيلم وفرعها الانتاجي نيوسينشري لإقامة عرض خاص بنقابة الصحفيين عقب عودة ابطال العمل من دبي ، كما بدأت الشركة المنتجة منذ ايام في ارسال العديد من رسائل sms الى الهواتف المحمولة بطريقة عشوائية تلقى فيها الضوء على اضرار التحرش وتطرح من خلالها بعض الاحصائيات الهامة عن نسب التحرش الجنسى في مصر وذلك كنوع من الدعاية الجديدة التى ابتكرتها الجهة المنتجة ، الى جانب توزيع كميات هائلة من "تيشيرتات" مطبوع عليها لوجو ممنوع التحرش بدأت توزيعها على الشباب والفتيات في الجامعات والاندية الرياضية .

يذكر ان فيلم "876" من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة بشرى ونيللى كريم وماجد الكدوانى وباسم سمرة واحمد الفيشاوي وعمر السعيد وناهد السباعي وسوسن بدر التى تشارك كضيف شرف بالفيلم.

شريط في

16/12/2010

# # # #

 

تشارك في مهرجان دبي السينمائي بفيلمها «ماي الجنة»

هيا عبدالسلام: أتوقع الفوز بجائزة أفضل ممثلة

تشارك الفنانة الشابة هيا عبدالسلام في مهرجان دبي السينمائي المقام حاليا من خلال فيلم روائي قصير بعنوان «ماي الجنة» للمخرج عبدالله بو شهري، يشاركها في بطولته الفنان خالد أمين.

هيا أكدت لـ«القبس» بأنها متفائلة جدا على الرغم من أنها المشاركة الأولى لها في مهرجان سينمائي دولي بضخامة مهرجان دبي، وتتوقع الفوز بجائزة في المهرجان.

التقينا بها في كواليس المهرجان، فحدثتنا عن هذه التجربة قائلة: أولا أشكر إدارة مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة على هذا الاهتمام والرعاية التي وجدتها منذ يوم الافتتاح وحتى الآن، كما أنني سعدت كثيرا بوجودي أمام نجوم كبار أمثال أحمد السقا ورغدة وبوسي وسلوم حداد ومصطفى فهمي وغيرهم، وعلى الرغم من أنني مازلت في بداية مشواري الفني إلا أن المهرجان منحني دفعة معنوية قوية إلى الأمام.

·         كيف كان شعورك عندما مشيت على السجادة الحمراء مع هؤلاء النجوم الكبار؟

- شعور لا يوصف أبدا، كان مزيجا ما بين الخوف والرهبة والفرح في آن واحد، فلم أتخيل أو أتوقع في يوم من الأيام أنني سأمشي فوق «السجادة الحمراء» لمهرجان السينما، شعرت بأنني أسير في خطوات مدروسة، وأنني أمشي في الطريق الصحيح نحو النجومية.

لا أخشى المنافسة

·         تشاركين في المهرجان من خلال فيلم «ماي الجنة» في المسابقة الرسمية، هل تخشين المنافسة مع الأفلام الأخرى؟

- لا أخشى أحدا، والمنافسة الشريفة مطلوبة، وهذه هي حلاوة المهرجانات حين تدخل منافسا في عمل بين مجموعة أعمال قوية، ثم تتفوق عليها، أنا والمخرج عبدالله بو شهري والفنان خالد أمين تعبنا كثيرا في هذا الفيلم، وبذلنا جهدا لا يستهان به، لذلك أتوقع أن يحصل الفيلم على جائزة في المهرجان.

·         بعيدا عن المهرجان نلاحظ أن أغلب أعمالك التلفزيونية تكون مع المخرج محمد دحام، هل أنت محتكرة له؟

- لا طبعا، دحام لا يحتكرني، وسبب ارتباطي بأعماله هو تميزه كمخرج، بالإضافة الى أنه يضعني في الأدوار التي تناسبني وتناسب عمري وشخصيتي، لذلك أعشق العمل معه.

أعمال جديدة

·         هل لديك أعمال تلفزيونية جديدة في الفترة المقبلة؟

- نعم اصور حاليا مسلسل «تو النهار» أيضا مع المخرج محمد دحام، كذلك اشارك كمخرجة منفذة في مسلسل «متعب القلب» مع المنتج أحمد الجسمي والمخرج جمعان الرويعي.

·         هل تشعرين بغيرة من فنانات جيلك اتجاهك؟

- الغيرة موجودة في الوسط الفني، وأنا لا أهتم بأي فنانة تغار مني، لأنني أركز في عملي فقط، ولا أهتم بهذه المهاترات أو الامور الهامشية، لأنها تضيع وقت الإنسان دون فائدة.

أفلام عن الحب

تشهد مجموعة الأفلام المنتقاة من العراق وسوريا إقبالاً كبيراً من قبل جماهير السينما خلال الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. وتتميز هذه الأفلام، التي تدور أحداثها في الماضي البعيد، بخلفياتها الزاخرة بمشاهد الحب والترابط العاطفي التي تجد لها صدى عالمياً قوياً.

وتدور أحداث فيلم «مطر أيلول»، للمخرج عبداللطيف عبدالحميد، في دمشق في أربعينيات القرن المنصرم. ويرسم المخرج القدير في فيلمه هذا لوحة درامية مؤثرة للعائلة والمجتمع يستطلع من خلالها ماهية الحياة في العاصمة السورية، ويضفي عليه لمسات سريالية ومؤثرات بصرية تبعده عن الإطار التقليدي وتنفحه بخفة سردية مشوقة.

ويسلط فيلم «المغني»، للمخرج قاسم حول الضوء على الحقبة الدكتاتورية في العراق من خلال قصة المغني «بشير» الذي عليه أن يغني أمام الحاكم، لكنه يمر بظروف تجعله يتأخر عن الموعد المحدد لفقرته فيكاد يموت رعباً لأن أحداً لا يجرؤ على إهانة الحاكم على هذا النحو.

ويروي فيلم «دمشق مع حبي» للمخرج محمد عبدالعزيز، قصة فتاة يهودية سورية على وشك الهجرة من دمشق. في المطار يكشف لها والدها سراً قديماً فتلغي رحلتها وتعود لتنبش في الماضي عبر رحلة بحث طويلة ستكتشف من خلالها الوجه الآخر للمدينة التي يعيش فيها الكثير من الثقافات بتجانس قل مثيله. ومن خلال الآخرين ستكتشف نفسها لأول مرة. فيلم عن الحب والآخر.

القبس الكويتية في

16/12/2010

# # # #

خواطر ناقد

ميكروفون ينتظر مهر دبي

بقلم : طارق الشناوي 

هذا الفيلم يقفز من مهرجان إلي آخر حصل قبل أقل من شهرين علي »التانيت« الذهبي لمهرجان قرطاج السينمائي الدولي وهي جائزة عزيزة المنال حيث أن آخر عهدنا بهذا »التانيت« الذهبي كان عام ٢٧٩١ مع فيلم »الاختيار« ليوسف شاهين عندما منحته لجنة التحكيم في المهرجان وقتها جائزة عن مجمل أعماله.

لم تنطبق شروط مهرجان القاهرة في المسابقة الدولية علي فيلم »ميكروفون« نظرا لأنه اشترك من قبل في أكثر من مهرجان آخر ولهذا مثل السينما المصرية في المسابقة العربية التي لاتخضع لهذا الشرط وهي مسابقة تقام علي هامش المهرجان وحصد الفيلم جائزة الأفضل بين عشرة أفلام عربية وللمفارقة أن الفيلم الحائز علي »الهرم الذهبي« في المسابقة الدولية »الشوق« للمخرج »خالد الحجر يدخل إلي نفس المسابقة ويخرج خاوي الوفاض.. بالطبع فإن هناك لجنتي تحكيم وليس لجنة واحدة.. واحدة دولية منحته الهرم الذهبي والثانية عربية حرمته من أي جائزة أو حتي شهادة تقدير ولكن المؤكد أو علي أقل تقدير هذه هي قناعتي أن فيلم »ميكروفون« تظل له مكانة أفضل بين الأفلام المصرية وتفوقه الفني علي فيلم »الشوق« الحاصل علي »الهرم الذهبي« تدركه ببساطة لو شاهدت الفيلمين.. الفيلم ينتقل إلي مهرجان »دبي« ليتنافس علي جائزة »المهر« الذهبي التي تعلن يوم الأحد القادم وأري من خلال مشاهدتي حتي كتابة هذه السطور لأغلب الأفلام العربية المشاركة في مسابقة »المهر« العربي أنه يستحق تلك الجائزة وقدرها ٠٠١ ألف دولار.. الفيلم يقع في إطار ما تعودنا أن نطلق عليه كنوع من الاستسهال السينما المستقلة لأنها لاتخضع لسطوة النجوم مثلما يحدث علي الأقل في ٠٩٪ من انتاج السينما المصرية هذه الأفلام المحدودة التكاليف بالقياس بالطبع لأفلام كبار النجوم.. الحقيقة أن تلك التكاليف المحدودة ربما تصبح هي أحد العوامل التي تتيح الحرية للمخرج لأن المغامرة تبدو محدودة جدا بالقياس للأفلام التي تتكلف الملايين.. أيضا التصوير بكاميرا الديجيتال يبدو في جانب منه أحد العوامل التي تؤدي لخفض الميزانية.. الاستعانة بعدد من الوجوه الجديدة أو بفنانين لايزالون في بداية الطريق يؤدي إلي أن تنخفض أيضا الميزانية لأن النجوم يحصلون علي ٥٧٪ من ميزانية الفيلم.

فنان مثل »خالد أبوالنجا« الذي أصبح أحد الوجوه الدائمة في تلك النوعيات من الأفلام لأن »خالد« برغم تمتعه بالنجومية إلا أنه لم يحقق بعد نجومية شباك التذاكر أي أنه لم يصبح نجما يقطع من أجله الجمهور تذكرة الدخول إلي دور العرض وهو يبدو في جانب منه أيضا ان هذا يمنحه قدرا من الحرية في اختيار المغامرة التي ينحاز إليها فنيا بالاضافة إلي أن »خالد« ساهم مثلا في انتاج فيلم »هليوبوليس« أو أفلام المخرج »أحمد عبدالله« بأجره، هذه المرة في »ميكروفون« يساهم بالاضافة إلي أجره بقسط من المال.. الحقيقة أن كل ما ذكرت آنفا لايمكن أن يصنع فيلما متميزا إلا اذا كان وراء ذلك إحساس فني وهكذا التقط المخرج »أحمد عبدالله« الفكرة التي تتناول حياة انسان مصري يعود من الخارج إلي مدينة الاسكندرية.. كان يعتقد أنه قد جاء في الوقت المناسب إلا أنه يكتشف أنه علي المستوي الشخصي قد خانه فروق التوقيت.. والده ازدادت العلاقة بينهما تصدعا وفتورا ونفورا.. حبيبته التي تؤدي دورها »منة شلبي« لم تعد قادرة علي أن تعيش في مصر وتسعي للهجرة خارج الحدود ولكنه يقترب إلي ما هو أهم، إنه يتعرف علي نفسه ليس من خلال تلك العلاقات الاجتماعية المتمثلة في الأب والحبيبة ولكن الناس إنه يريد أن يرصد حياة هؤلاء الفنانين في الاسكندرية.. هناك من يرسم لوحات علي الجدران ومن يغني في الشارع ومن يمسك بكاميرا لكي يصور ومن يتلصص علي كل ذلك لكي يصور من يقومون بالتصوير، نشاهد الشباب علي الرصيف وعلي المقاهي تجدهم يمثلون كل الأطياف لديهم أمل مشوب بإحباط وإحباط لايخلو من أمل.. »الميكروفون« هو أحد وسائط الاعلام التي منحت ذيوعا وانتشارا للمادة الفنية والثقافة منذ زمن يربو علي ٠٥١ عاما.. ويصبح الميكرفون - هذه الأنتيكة - التي يبحث عنها »خالد أبوالنجا« في معناها الرمزي هو وسيلة التواصل مع الأخرين.. »خالد« لايرصد ولايصور ولكنه يشارك في العطاء والغناء فهو مأخوذ بما يراه علي الوجوه والمشاعر لهؤلاء الشباب الذين يبحثون ليس عن التغيير ولكن عن التعبير، يريدون أن يكونوا أنفسهم وبرغم بساطة ومشروعية الأمل إلا أنه صار يبدو عزيز المنال.. الفيلم علي مستوي اللغة السينمائية يقدم من خلاله »أحمد عبدالله« حالة عصرية في التناول والانتقال بين اللقطات وكذلك يمنح فيلمه إحساسا توثيقيا وليس فقط واقعيا ولكنك تري في ثنايا الفيلم تلك الحالة التلقائية الشديدة حتي في اختياره لتكوين الكادر فهو لايضع تكوينا مسبقا بقدر ما يترك اللحظة أثناء التصوير تفرض عليه الكثير من تفاصيل الحالة الإبداعية.. عين تسجيلية ترصد كل شيء وفي نفس الوقت تزداد حميمية واقترابا من المكان والبشر بإحساس جمالي لايمكن إغفاله.. المشاعر التي تنتقل إلي بطل الفيلم هي نفسها التي نعيشها كجمهور ونحن نتابع أحداث الفيلم.. يراهن الفيلم علي كل ما هو صادق وحقيقي في مصر إنه وجه مصر المطمور.. وجه مصر الكامن في الأعماق ومنهج »أحمد عبدالله« ورفاقه من المخرجين المغامرين هو أيضا المعبر عن السينما القادمة التي أري أن اقتناصها للجوائز في الأشهر الأخيرة هو الأمل الذي سيخلق تيارا قادما وصوت »ميكروفون« أحمد عبدالله بالتأكيد سوف يصل للجمهور بعد أن حصد الجوائز!!

أخبار النجوم المصرية في

16/12/2010

# # # #

مهرجان دبي السينمائي..

افلام تعاين دواخل النفس البشرية بصمت بليغ

ناجح حسن 

استقطب مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة الي تتواصل لغاية يوم السبت المقبل الكثير من الابداعات السينمائية القادمة من ارجاء المعمورة بزخم من الصعب مجاراته في ملتقيات ومناسبات ومهرجانات سينمائية مماثلة .

تحضر المشاركة الاردنية هذه الدورة بوفد سينمائي مكون عاملين في صناعة الافلام واصحاب شركات انتاج وتقنيين وممثلين ومخرجين واعلاميين .

يشارك الفيلم الاردني القصير المعنون (بهية ومحمود ) للمخرج الشاب زيد ابو حمدان الى جوار الفيلمين الطويلين (مدن ترانزيت) لمحمد الحشكي و(هذه صورتي عندما كنت ميتا) لمحمود المساد الذي حققه برؤية تسجيلية عبر اسلوبية الانتاج المشترك بين كل من الامارات العربية وهولندا واميركا وهو صاحب الفيلمين الشهيرين (الشاطر حسن) و(اعادة خلق) والفلامك الثلاثة تتنافس على جوائز المهر العربي للفلم الروائية والتسجيلية الطويلة والقصيرة .

بهية ومحمود

يتناول فيلم (بهية ومحمود) في احداثه تلك العلاقة بين ثلاثة ازواج من خلال ثلاث قصص حب في حين يخشى شابان صغيران الكشف عن علاقتهما لمدة طويلة وهناك علاقة اخرى تجري وقائعها في ملجا للمسنين ويظهر الفيلم فيها اهمية التواصل الانساني في كافة اعمار البشر .

والمخرج ابوحمدان نال شهادة الجامعية الولى من الجامعة الاميركية في بيروت بتخصص السينما والتلفزيون .

نظم القائمون على المهرجان جلسة حوارية لطاقم الفيلم الروائي الاردني الطويل (مدن ترانزيت) جرى فيها تبيان وقائع انجاز الفيلم بدءا من الفكرة الى الشاشة .

وقال الناقد العراقي عرفان رشيد مدير برنامج الافلام العربية في المهرجان انه وقع الاختيار على الفيلم الاردني ليكون ضمن مسابقة المهر العربي في المهرجان كونه يسجل رحلة رجوع وعودة الى الذاكرة والمكان والوطن بابعاد انسانية.

وثمن رشيد الذي ادار الندوة بالجهود التي تقوم فيها الهيئة الملكية الاردنية للافلام في منح فرص صناعة الافلام الى مخرجين شباب جدد الى جوار ما تضطلع به من عمليات تسهيل لشركات الانتاج السينمائي العالمية الكبرى .

ولفت مدير عام الهيئة الملكية الاردنية للافلام جورج داوود الى حجم البرامج التي تنظمها الهيئة لافراد المجتمع المحلي من بين اصحاب المواهب في خوض غمار صناعة الافلام مبينا ان فيلم (مدن ترانزيت) جاء ضمن متطلبات برنامج تدريبي متكامل على صناعة الافلام.

وبين المخرج محمد الحشكي الظروف التي التقط فيها فكرة العمل الذي يعد تجربته الاولى في حقل الفيلم الروائي الطويل بعد ان قدم انجازات على صعيد الفيلم القصير : (العيش مؤقتا ) و(فراشة) ورأى ان كان نتيجة لتضافر مجموعة من الجهود للعاملين معه في الفيلم الذي جاء يسرد قصة من واقع الحياة اليومية.

ورات المنتجة رولا ناصر ان الفيلم جرى انجازه من خلال ميزانية بسيطة ساهم فيه الكثير من فريق العمل التمثيلي والتقني كمتطوعين بغية تحقيق فيلم سينمائي اردني يشق طريقه الى المشهد السينمائي العربية والعالمي.

بدورها اعتبرت الممثلة صبا مبارك تجربتها بالفيلم بعد غياب اردني ملحوظ عن عالم صناعة الافلام الا ما ندر في تجارب متباعدة واملت ان يكون هذا الفيلم بداية طريق لصناعة افلام اردنية مزدهرة.

وطالبت مبارك بدعم تجارب السينمائيين الاردنيين الشباب وايجاد ثقافة سينمائية تعلي من شان الفيلم وضرورته في المجتمع .

صندوق اردني لتمويل الافلام

وقال الممثل الاردني محمد القباني ان الفيلم جاء ليؤشر على ارادة الشباب في محاولة صناعة سينما اردنية عبر حكاية مفعمة بالاشارات والاحالات البليغة التي تعيشها قطاعات عريضة من المجتمعات العربية ليس في الاردن فحسب بل نرى نماذج منها في مصر وفلسطين وسوريا والمغرب العربي حيث يكتشف الانسان العائد لوطنه بعد رحلة في المهجر حجم التحولات التي عصفت ببيئته .

وطرحت خلال الندوة مسالة اطلاق صندوق اردني خاص يعني بافلام الشباب بغية ايجاد حراك سينمائي متواصل داخل الحياة الثقافية والفنية في المملكة .

ومن بين عروض المهرجان اللافتة هناك الفيلم السوري (مطر ايلول) للمخرج عبداللطيف عبد الحميد وتدور أحداثه في مدينة دمشق وفيه يقدم المخرج تحية لعازف البزق السوري الشهير محمد عبد الكريم والفيلم مفعم بتلك الاغنيات والالحان القديمة التي يعزفها فريق موسيقي شاب في دمشق المعاصرة .

على غرار افلام عبد الحميد صاحب (ليالي ابن اوى) و (سائل شفهية) و (ما يطلبه المستمعون) تغوص كاميرا الفيلم في رصد احاسيس ومشاعر افراد في رومانسية مفتقدة تتنقل من أربعينات القرن الفائت في استهلال لشاب يستمع من خلال المذياع إلى عازف آلة البزق ثم تعاين الكاميرا احوال هذا الشاب اليوم وقد اصبحرب اسرة بائعا للفواكه لكنه لم يتخلى عن تنمية ذائقته الموسيقية التي يلهمها الى افراد اسرته .

اسلوبية بصرية درامية جديدة يوزعها عبد الحميد في ثنايا فيلمه تناقش تفاصيل الحياة الاجتماعية حيث يقدمها للمتلقي بامكانيات جمالية تفوح منها سردية تنهج مفاهيم الواقعية السحرية.

على صعيد اخر قدم الفيلم المصري(ستة سبعة ثمانية) لمخرجه محمد دياب معالجة ذكية لواقع التحرش الذي تتعرض له المراة في مصر اليوم مبينا اهمية التصدي الى هذه الظاهرة المسكوت عنها تحت ذرائع لا تستقيم وحقوق المراة .

الفيلم الذي يعد التجربة الاولى لمخرجه بعد نجاحه في كتابة اكثر من نص سينمائي لاقرانه من المخرجين الشباب يسلك طريقا مغايرا لما قدمته السينما المصرية سابقا في التصدي لظاهر وسلوكيات شبيهة.

عمل المخرج الشاب على تقسيم فيلمه الى اجزاء كان يعود فيها الى الفلاش باك من خلال سردية بصرية متمكنة احادثة تحرش اصابت امراة متزوجة خلال تنقلها بين البيت وعملها ومن ثم تاخذ بنصيحة امرأة وجدت في التصدي لهذه الظاهرة امرا لا مفر منه وكونت من حولها منصة لاطلاق صرخة لهذا الالم الذي تتجنب المراة الافصاح عنه درءا للفضيحة .

ويعرض المهرجان الذي افتتح فعالياته بفيلم (خطاب الملك) للمخرج البريطاني توم هوبر مجموعة اخرى من افلام السينما المصرية الجديدة من بينها: (الخروج) للمخرج هشام عيساوي تمثيل مريهان ومحمد رمضان والمغربية سناء موزيان وفيه يناقش باحداث قاتمة تفاصيل من داخل الحياة في القاهرة وتلك الصدمات التي تتعرض لاحلام ومصائر شخوصه .

«مغني» قاسم 

مثلما جاء ايضا فيلم (ميكروفون) للمخرج احمد عبدالله الذي يحكي عن قاع مدينة الاسكندرية من خلال اكثر من مجموعة شبابية تتفاعل بوسائط ابداعية في سبيل اثبات ذاتهم داخل تطاحنات المدينة المتشابكة .

تضمنت الفعاليات مجموعة من الأفلام المنتقاة من العراق والمغرب ولبنان تميز البعض منها بتلك الرؤى والاساليب في المعالجات الدرامية التي تتكيء على حرفية جمالية متمكنة دارت أحداث البعض منها في الماضي القريب وهي تحمل اشارات مستمدة من حراك الواقع  المثقل بالاوجاع والامال المجهضة.

يعود المخرج العراقي قاسم حول بفيلمه الروائي (المغني) وهو المخرج الذي قدم مجموعة من الاعمال السينمائية في حقبة زمنية مضت في كل من بغداد وبيروت نذكر منها : (بيوت في ذلك الزقاق ) و(الحارس) و(عائد الى حيفا) ليحاكي بفيلمه الجديد اوضاعا صعبة عاشها بلده العراق  ليرويها من خلال قصة المغني بشير يمر بظروف صعبة .

ويروي فيلم (دمشق مع حبي) للمخرج الشاب محمد عبدالعزيز،قصة فتاة يهودية سورية على وشك الهجرة من دمشق في المطار يكشف لها والدها سراً قديماً فتلغي رحلتها وتعود لتنبش في الماضي عبر رحلة بحث طويلة ستكتشف من خلالها الوجه الآخر للمدينة التي يعيش فيها الكثير من الثقافات بتجانس قل مثيله ومن خلال الآخرين ستكتشف نفسها لأول مرة فيلم عن الحب والآخر.. عن الذاكرة والمكان.. وفي نهاية المطاف ستجد نفسها أمام خيار صعب.

امضى فريق عمل المهرجان العام الماضي باكمله  في التخطيط لبرنامج فعاليات هذه الدورة والتي تميزت بحضور نخبة من كبار الشخصيات السينمائية العالمية من مخرجين وممثلين إضافة إلى مجموعة منتقاة من أفضل الأفلام تتوزع ضمن مختلف برامج المهرجان داخل وخارج المسابقة واضاف انه جرى اختيار مجموعة كبيرة من الأفلام العربية التي أبدعتها أسماء ومواهب سينمائية مهمة في العالم .

تكامل هذه العناصر يؤكد نجاح مهرجان دبي السينمائي الدولي في تقديم الدعم الضروري لتحفيز السينمائيين المحليين وتشجيع إبداعاتهم ومنحهم منطلقاً نموذجياً يوفر لهم الرعاية التي يستحقونها ليكونوا مؤهلين لاحتلال موقع بارز على خارطة السينما العالمية.

ان هذه التشكيلة من الأفلام العربية تم انتقاؤها من مختلف أنحاء العالم العربي من اقصى الخليج الى ساحل المحيط تشارك ضمن المنافسة على مسابقات المهر العربي والمهر الإماراتي إضافة إلى مجموعة العروض التي تقام خارج المسابقة الرسمية منها برنامجي ليالٍ عربية وأصوات خليجية.

كما استعرض المهرجان نخبة من الإبداعات السينمائية من آسيا وإفريقيا والأمريكتين وأوروبا وأستراليا، بما في ذلك 41 عرضاً عالمياً أولاً و13 عرضاً دولياً أولاً تغطي مختلف أنواع الأعمال السينمائية من الرعب إلى الكوميديا، ومن الدراما إلى الأفلام الوثائقية.

تلبي عروض المهرجان لهذه السنة ذائقة عشاق الفن السابع فهي تحمل في طياتها العديد من المفاجآت والأفلام الجديرة بالمتابعة والاهتمام إذ يقدم البرنامج فرصة استثنائية لاكتشاف مواهب واعدة ومدارس سينمائية متفردة وسبلاً جديدة للتعاون نحو الاسس لحراك سينمائي فاعل وحيوي بالمنطقة .

تنوع سينمائي فريد

اشتملت العروض ازيد من 157 فيلماً من 57 دولة موزعة على خريطة المشهد السينمائي العالمي من أميركا اللاتينية  إلى كوريا الجنوبية مرورا بافريقيا واسيا فضلا عن مشاركات عربية من الاردن والامارات ولبنان وسوريا ومصر والعراق والجزائر والمغرب وتونس والجزائر وفلسطين التي تشهد منافسة ساخنة والسوق سينمائية.

انطلقت عروض برنامج الافلام العربية وذلك بالفيلم المصري (ستة، سبعة، ثمانية) الذي يتناول قصة حب مثيرة للجدل في حين يفتتح الفيلم المصري (الخروج) احتفالية الجسر الثقافي مثلما يستهل الفيلم البولندي (غداً سيكون أفضل) برنامج سينما العالم ويجري عرض فيلم (كسارة البندق بالأبعاد الثلاثة) ضمن برنامج سينما الأطفال ويشارك الفيلم الإماراتي القصير (الفيلسوف) ضمن مسابقة المهر الإماراتي وهو من التمويل الفرنسي كما يعرض الفيلم الصيني (عهد القتلة) في بدء فعاليات برنامج  السينما الآسيوية الإفريقية.

تشمل قائمة ضيوف المهرجان الذي يكرم هذه السنة كلا من المخرج المالي سليمان سيسي وعلى نخبة من نجوم هوليوود و السينما الآسيوية والإفريقية من بينهم كولن فاريل وإد هاريس وجان رينو وأندريه كونتشالوفسكي وبيتر وير.

تطغى موضوعات اكتشاف الذات والتاريخ والتراث على العروض وفي اغلبيتها غوص في دواخل النفس الانسانية  واحوال اجتماعية واقتصادية وسياسية في اكثر من بيئة متباينة التقطتها كاميرا لمخرجين ببراعة وفطنة .

وتطل ماريان خوري ومصطفى الحسناوي على الجمهور بتحفتهما (ظلال) وهو فيلم لاقى استحساناً عالمياً لأسلوبه المميز في تسليط الضوء على حياة المبتلين بأمراض عقلية في مصر المعاصرة وتدور أحداثه في اثنين من المصحات حيث يكشف النقاب عن الظروف المريعة التي يضطر المرضى للعيش فيها من قذارة وإهمال وغياب للأدوية والعلاج.

ويحكي الفيلم القصير (حواس) للمخرج محمد رمضان قصة الممرضة التي تقع في حب من طرف واحد مع مريض في غيبوبة.

ويتناول المخرج عمر روبرت هاملتون في فيلم (مايدوم) قصة شاب يستقل أول طائرة متجهة إلى القاهرة بمجرد أن يسمع أنباء عن عزم ابن عمه على بيع أرض جده، ولكنه يجد بانتظاره خلافات لم تحسم وقرارات جديدة عليه اتخاذها في بلد لم تعد كما كان يعرفها.

افلام عن لبنان

كما يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في نسخته السابعة هذا العام خمسة أفلام على الأقل تجسد واقع  لبنان المعاصر منها ثلاثة تعرض للمرة الأولى عالمياً وفيلم يعرض للمرة الأولى في منطقة الخليج خاصة بعد ان حققت صناعة السينما اللبنانية إنجازات ملموسة خلال العقود القليلة الماضية رغم البيئة الحافلة بالتحديات.

وتقدم المخرجة اللبنانية زينة صفير من خلال فيلمها (بيروت عالموس) في عرضه العالمي الأول عملاً فريداً يصور المحطات الهامة في تاريخ لبنان يرويها أولئك الذين صاغوه ورسموا هذا الفيلم صورة مذهلة لرجل صفف شعر علية القوم من سياسيين وأمراء ورؤساء هو إيلي صفير والد المخرجة الذي تجمع في حوزته تاريخ غني بالتفاصيل وملون بالنوادر.

ويروي (2/1 2) للمخرج إيلي كمال قصة أم عاملة (كارمن لبس) من الطبقة المعدمة تحاول تأمين نفقاتها في ظل تعقيدات وإشكالات الحياة اليومية في بيروت حيث تنجو في نهاية يوم صيفي من هجوم مروع ومدمر.

أما فيلم (ملاكي) للمخرج اللبناني خليل زعرور الذي أخرج سابقاً فيلمه القصير (النافذة) فيروي قصة زاخرة بالأحداث، تدور حول معاناة أهالي الأشخاص المبلغ عن اختفائهم نتيجة الحرب الأهلية الدامية التي دامت فترة طويلة في لبنان.

وتقدم المخرجة سابين الشمعة بأسلوبها السردي المحكم مثالاً عن براعة الفكرة في فلمها (تليتا) الذي يروي قصة سيدة عجوز تخرج من بوتيك أنيق في صباح يوم ثلاثاء مشمس في بيروت وهي ترتدي فستاناً أسود غالي الثمن دون أن تدفع ثمنه فيستوقفها شرطي وتبدأ الحكاية.

وتتضمن قائمة الأفلام اللبنانية أيضاً فيلم (رصاصة طايشة) للمخرج جورج الهاشم الذي يضطلع باداء ادواره كل من بديع أبو شقرا وهند طاهر ونادين لبكي وتقلا شمعون وفيه دراما عائلية ونفسية تدور أحداثها في بيروت المتوترة التي تعيش في حالة حرب ويروي قصة امرأة ثلاثينية مقبلة أخيراً على زواج قد ينقذها من مصير العنوسة حيث تدرك أخيراً أنها لا تكن أية مشاعر لخطيبها ويزيد الطين بلة الظهور المفاجئ لحبيب سابق يرمي بحياة الجميع في هوة سحيقة.

اختار القائمون على المهرجان مجموعة من ابرز العاملين في السينما والثقافة أعضاء لجان تحكيم مسابقاته : (المهر العربي) و(المهر الآسيوي-الإفريقي) و(المهر الإماراتي) من أجل المشاركة في تقييم واختيار المشاركات الفائزة .

الرأي الأدرنية في

16/12/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)