كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان دبي السينمائي الدولي يطلق دورته السابعة

تجاور تقنيات العصر الرقمي والدراما الإنسانية التاريخية في الافتتاح

ريما المسمار

مهرجان دبي السينمائي الدولي السابع

   
 
 
 
 

أطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي أول من أمس دورته السابعة في احتفال أقيم في مدينة الجميرة وتميّز بمشهديته ودقّة تنظيمه وإيجازه. أمام المداخل المؤدية إلى صالة العرض، فرش السجّاد الأحمر الذي حرص منظمو المهرجان بمعية طاقمه الأمني على ألا يطأه إلا حاملو بطاقات الدعوة، حرص نتج عنه صف طويل في الخارج في انتظار التدقيق بكل دعوة. على جانبي السجادة الحمراء، حشرت مئات العدسات الفوتوغرافية والفيديو التي استقبلت بومضاتها أمثال كولن فيرث وناتالي بورتمن وفنسان كاسل وسواهم من نجوم السينما العالمية والعربية. وإلى يسار الممر الأحمر، أقيمت نقطة بث مباشر حاور مضيفاها بعض الضيوف وفريق عمل المهرجان الاساسي مثل عرفان رشيد أحد مسؤولَين عن البرنامج العربي في المهرجان، وبُثّت على شاشة ضخمة داخل مسرح الإفتتاح. في الأخير الذي اكتسى بألوان الإحتفال، لم يطل المقام بالضيوف قبل أن تُطفأ الأنوار إيذاناً ببدء الإحتفالية. على عرض المسرح، فُردت شاشة ضخمة من القماش الشفاف، أبقت الخلفية الهندسية المبنية في طبقات، تذكّر بفيلم "شيكاغو" الموسيقي، أشبه بعالم افتراضي مستقبلي، يتواصل مع الجمهور كأنما من عالم آخر. كانت البداية مع عرض لافت من تصميم غرافيكي ممزوج بالتصوير الحي مستلهم من فكرة العدسة الدائرية وبؤرتها التي تتسع أو تضيق متأثرة بالضوء، بينما تنسجم حركتها هنا مع شعار الدورة الحالية "إفتح عالمك". في البؤرة أداء راقص أو موسيقي مأخوذ من تراث إفريقي أو عربي أو هندي أو شرق آسيوي. وفي محيط الدوائر الأربع تلوينات ورسوم مستوحاة من إفريقيا وآسيا والعالم العربي التي تشكل دعامة برنامج المهرجان وتنسجم مع شعاره "ملتقى الثقافات والإبداعات".

من خلف الشاشة الشفافة، ظهر مقدما الحفل معلقين في الهواء. ومن خلفها أيضاً إنما على مستوى المسرح ألقى رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة ومديره الفني مسعود أمر الله آل علي كلمتيهما. وعلى الشاشة أيضاً توالت أسماء أعضاء لجان التحكيم وصورهم. شاب المقاربة التقنية هذه، على عصريتها، إحساس بالإغتراب والبرودة تناقض مع فكرة التواصل التي أنقذها في نهاية المطاف أمر الله بإطلالة فعلية على المسرح لتقديم فيلم الإفتتاح، "خطاب الملك" The Kings Speech، داعياً منتجه غاريث إنوين وبطله الممثل كولن فيرث إلى المنصة. هنا فقط شعر جمهور الصالة بحيوية الإفتتاح وحميميته لاسيما مع كلمات فيرث الدافئة والذكية التي مهّدت على الفور لاستقبال الفيلم بإيجابية وتعاطف مسبقين. لم يتحدّث فيرث عن دوره وتجربته بل أضاء على تجربة الكاتب الإنكليزي- الأميركي دايفيد سايدلر وعلاقته الشخصية بمشروع الفيلم. بكلمات قليلة أخبر الحكاية عن سايدلر (72 عاماً) الذي عانى في طفولته من التهتهة تماماً مثل الملك جورج السادس محور الفيلم. وحين تنبّه إلى أن الملك استطاع التغلب على مشكلته، اقتنع أن بإمكانه أيضاً تجاوزها. من هنا، شكّل مشروع فيلم عن الملك حلم حياته إلا أن والدته الملكة الأم طلبت منه أن يتمهّل في إنجازه إلى ما بعد وفاتها تفادياً للألم الذي تعيدها الذكرى إليه. هكذا طفق الكاتب يشتغل أفلاماً تلفزيونية عادية إلى حين وفاة الملكة عن عام بعد المئة اي بعد نحو ثلاثين عاماً من تفكيره بالفيلم!

أسست تلك الخلفية لعلاقة بين الجمهور والفيلم أبعد من كونها قصة واقعية عن ملك ربما لا يأبه له إذ اصبح الفيلم في تصور الحاضرين سيرة كاتبه. بمضمونه التاريخي، أنتشل الفيلم الحضور من العصر الرقمي الذي ظهّره حفل الإفتتاح. ومن عدسات المصورين والسجاد الأحمر والنجوم، عاد بالمشاهد إلى عصر مختلف من النجومية والشهرة والعلاقة بهما كما إلى عصر كان الراديو اكتشافه الأكبر! لاشك في أن العمل يحتوي على عناصر إنسانية مؤثرة وحكاية مليئة بالمشاعر وإن كانت أحداثه متوقعة. ولكن المؤكد ايضاً أن "خطاب الملك" ليس عملاً سينمائياً بقدر ما هو أدبي وأحياناً مسرحي. ولا غرو أن يقع تحت تأثير الأخيرين حيث أداره كاتب (سايدلر) ومخرج (توم هوبر، 38 عاماً) قادمين من خلفية طويلة في العمل التلفزيوني وحيث النص الأساسي الذي كتبه سايدلر كان مسرحياً. ولا ننسى أن الفيلم يتعاطى بشكل اساسي مع موضوع الصوت وإحساس المتهته بأن لا صوت له ولا حق له في الكلام والتعبير. وذلك ما ظهر في الفيلم على نحو كبير، مانحاً الصوت وابعاده ودلالاته مساحة كبرى تطغى على الصورة. كولن فيرث الذي حقق العام الفائت نقطة تحول من خلال فيلمه "رجل عازب" A Single Man يعثر في هذه الدراما التاريخية على تتمة ملائمة لتظهير شخصيته السينمائية التي كانت حتى الأمس القريب اسيرة اختزالين: شخصية "السيد درارسي" التي قدمها في اقتباس "بي بي سي" لرواية جاين أوستن الشهيرة "كبرياء وتحامل" Pride and Prejudice عام 1995 وأدوار الكوميديا الرومنسية في أفلام من طراز "مذكرات بريدجيت جونز" و"ماما ميا". وهنالك بالطبع تجربة لافتة قدمها في شريط أتوم اغويان المميز "حيث تكذب الحقيقة" Where the Truth Lies. في "خطاب الملك"، يقدم فيرث أداءً لافتاً يحكى الكثير عن استحقاقه لجائزة أوسكار. ولا يقل حضوراً في الفيلم الممثلين جيفري راش في الدور معالج النطق "ليونيل لوغ" وهيلينا بونهام كارتر في دور زوجته "أليزابيث" التي ستصير فيما بعد الملكة إليزابيث.

ليس كل ذلك سوى مقدّمة لسبعة ايام مقبلة من العروض السينمائية المتنوعة والإحتفاليات والاستعادات. في مقدمة برامج الدورة السابعة عروض المسابقات الرسمية العربية والآسيوية-الإفريقية للأفلام الطويلة والوثائقية والقصيرة. وينتظر متابعو المهرجان ما ستقدمه الأيام المقبلة من اكتشافات لاسيما في مسابقة المهر للأفلام العربية التي يتكون معظم برنامجها من أفلام أولى لمخرجيها. إلى ذلك، سيشهد المهرجان حركة كبرى من خلال سوق دبي السينمائي الذي يضم أكثر من فعالية من بينها "ملتقى دبي السينمائي" الذي يقدم للمخرجين العرب فرصة التواصل مع ممولين لمشاريعهم.

المستقبل اللبنانية في

13/12/2010

# # # #

ملتقى دبى السينمائى يواصل دعمه للمخرجين العرب

كتبت علا الشافعى 

يعد ملتقى دبى السينمائى واحداً من أكثر المبادرات السينمائية إنتاجاً فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، إذ يهدف إلى دعم يصل إلى 15 مشروعاً لأفلام عربية تبحث عن تمويل. وتنعقد فعاليات الملتقى الذى انطلق منذ العام 2007، بين 12 و17 ديسمبر فى إطار سوق دبى السينمائى، ويتم من خلاله منح المخرجين العرب جوائز مالية مخصصة للإنتاجات السينمائية هى عبارة عن ثلاث جوائز بقيمة 25,000 دولار أمريكى لكل مشروع فى مرحلة التطوير، وجائزة واحدة بقيمة 6,000 يورو من آرتيه لمخرج يتمتع بأسلوب كتابى أصيل، وجائزة جديدة من فيلم كلينيك بقيمة 10,000 دولار لفيلم طويل أول، وجائزة جديدة للأفلام الوثائقية من معهد شاشة للأفلام بقيمة 15,000 دولار لعمل قيد الإنجاز.

وهناك أيضاً جائزة واحدة للأعمال قيد الإنجاز بقيمة 25,000 دولار تقدمها شركة بوابة الصحراء لفيلم انتهى تصويره ويحتاج إكماله إلى مساعدة مالية، ومن المشاريع التى تحتاج إلى تمويل هذا العام هناك فيلم "على والمعزة" وهو أحدث مشاريع المخرج المصرى إبراهيم البطوط، الذى فاز فيلمه الأخير "حاوى" بحائزة أفضل فيلم عربى من مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائى، وهناك أيضاً عمل جديد للمخرج اللبنانى فيليب عرقتنجى "النسر والفراشة"، بالإضافة إلى فيلمين وثائقيين من لبنان ومصر، الأول بعنوان "الاعتراف" لإليان راهب، و"نفط وتراب" لفيليب ديب.

ولا تقتصر الفرص المتاحة أمام المخرجين على حضور ملتقى دبى السينمائى والمشاركة فى فعالياته العديدة، وإنما هناك أيضاً مبادرة "إنجاز" التى تقدم منحاً مالية للأعمال فى مرحلة الإنتاج الأخيرة، وكذلك هناك السوق السينمائى المرتقب "فيلم مارت وترى المدير التنفيذى لمهرجان دبى السينمائى "شيفانى بانديا" ترى فى الملتقى روح المهرجان، وتقول: "إن التمويل الذى نقدمه أساسى فى تمكين المخرجين من تقديم أفلام متميزة فى مراحل الإنتاج التحضيرية والأخيرة، ومبادرة "إنجاز" كذلك لها الأهمية نفسها إذ نتمكن هكذا من أن نغطى كافة مراحل حياة الفيلم من السيناريو حتى يصل إلى الشاشة الكبيرة".

كلمات بانديا تحولت إلى أفعال على أرض الواقع مع تمويل ثلاثة أفلام سيتم عرضها فى دورة المهرجان العام الحالى، وهى فيلم "بيت شعر" للمخرجة إيمان كامل، وفيلم "هذه صورتى وأنا ميت" لمحمود المساد، و"ظلال" لماريان خورى ومصطفى حسناوى. وكان الملتقى كذلك قد عرض منذ العام 2007 ما مجموعه 46 فيلماً من النوعين الروائى والوثائقى فى مرحلة التطوير، وستة أفلام قيد الإنجاز. تقول بانديا: "إن حقيقة إكمال خمسة عشر فيلماً من خلال ملتقى دبى السينمائى ووصول تسعة أفلام غيرها إلى مرحلة الإنتاج هى شهادة هامة على الاهتمام الذى توليه صناعة السينما الدولية للأفلام التى يتم صنعها فى المنطقة".

اليوم السابع المصرية في

14/12/2010

# # # #

حضور متميز للسينما العراقية فى مهرجان دبى

كتبت علا الشافعى 

يشارك المخرج العراقى "قتيبة الجنابى" بأول أفلامه الروائية الطويلة "الرحيل من بغداد" فى مسابقة المهر العربى بالدورة السابعة من مهرجان دبى.

والفيلم يرصد نضال لاجئ عراقى وحيد اسمه "صادق" يغادر مخلفاً وراءه جحيم العراق فى عهد "صدام حسين"، ليجد أن عذاباته تزيد مع انتقاله من بلد إلى بلد جديد، ومن مهرِّب إلى آخر، ويعانى الرجل فى رحلته اليائسة للحاق بزوجته فى لندن، حيث يؤرق مضجعه ذكريات محمومة حول إرغامه على ترك مهنته من مصور أعراس ليصور العنف والاغتيالات التى اقترفها الديكتاتور، لكنه يجد بعض العزاء فى رسائل ابنه الجندى الذى ضاع فى خضم النزاع "الإيرانى العراقى".

ولما كان يعتقد أنه نفد بجلده من مصير أسود فى بلده، يكتشف سريعاً أن واحداً من قتلة "صدام" يلاحقه متخفياً، فهل يصل "صادق" إلى وجهته؟ وهل نجا حقاً من قبضة "صدام"؟ وهل يستحق الخروج من بلده كل هذه المعاناة؟

تحتدم هذه الأسئلة فى ذهنه، بينما يحث السير مبتعداً، كما يحضر المخرج طه كريمى، مع فيلمه «جبل القنديل»، الذى تدور أحداثه هناك، حيث تلتقى حدود إيران وتركيا والعراق عند «جبل القنديل»، الذى رابط فيه جنودٌ من هذه البلدان، قاتلوا الأكراد المسلحين فى نزاعات دامية، ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى بلا طائل.

ومن الملفت أنه على كل الجبهات، ثمة قدر هائل من الشجاعة واليأس والإيمان بالقضاء والقدر، ويزعم كل طرف من هذه الأطراف أنه ليس هناك من خيار إلا التعامل مع العدو بمنتهى القسوة والوحشية.

يقدم المخرج الإيرانى طه كريمى عمله الدرامى الأول على خلفية من المشاهد الجبلية الساحرة ولكن العنيفة الضارية فى الآن نفسه، ويختار لدور البطولة الممثل المسرحى والسينمائى المخضرم «قطب الدين صادقى»، وعدداً من الممثلين الشباب، فى أدوار أبناء وبنات النزاع، محاولاً تسليط الضوء على الهموم المشتركة التى تربط العرب بالأكراد والأتراك بالإيرانيين.

أما مع شوشين تان، وفيلمه «مدرسة بغداد للسينما»، فنحن أمام تجربة استثنائية، فى السينما العراقية. فى العام 2003، وبعد سقوط نظام صدام حسين، قرر مخرجان عراقيان (قاسم عبد، وميسون الباجه جى) افتتاح أول مدرسة مستقلة للسينما فى العراق.

لم ينتظرا طويلاً لتحويل هذه الفكرة إلى حقيقة، فانطلقا بسيارة مليئة بمعدات التصوير فى رحلة خطرة من عمّان إلى بغداد، وافتتحا فى مارس 2004 أبواب مدرستهما التى كانت رسالتها منح جيل جديد من المخرجين العراقيين الصوت، ليرووا ما فى جعبتهم من قصص.

يحكى هذا العمل قصة صنع الأفلام فى بيئة ما بعد الحرب، ويتساءل عن الثمن الذى يجب أن تدفعه لتكون مخرجاً مستقلاً فى بلد شوّهه العنف، وما هى المشاكل التى يواجهها المخرجون الشباب الذين يجوبون شوارع بغداد، وهم يحملون الكاميرات على أكتافهم؟ ما القصص التى يريدون روايتها؟ وكيف يتعاملون مع التجارب المروعة التى شهدوها فى حياتهم؟

اليوم السابع المصرية في

14/12/2010

# # # #

انطلقت فاعليات الدورة السابعة من مهرجان دبى السينمائى، التى تستمر سبعة أيام ويعرض خلالها 157 فيلما من 57 دولة.

وافتتح المهرجان مساء أمس الأول بعرض الفيلم البريطانى «حديث الملك»، الذى يتناول قصة الملك جورج السادس ونضاله لقيادة بريطانيا فى الفترة، التى سبقت الحرب العالمية الثانية. والفيلم بطولة جيفرى راش وهيلينا بونهام كارتر وجنيفر إيهلى ومايكل جامبون وديريك جاكوبى وجاى بيرس وتيموثى سبول، إضافة إلى كولين فيرث الذى كان نجم حفل الافتتاح.

وحفلت السجادة الحمراء بحشد من نجوم السينما العربية والآسيوية والغربية، وكان من بين أبرز الحاضرين النجوم المصريون أحمد السقا ولبلبة ومصطفى فهمى وزوجته رانيا فريد شوقى وماجد الكدوانى وباسم سمرة، ومن سوريا رغدة وسلوم حداد إضافة إلى البريطانية كارى موليجان والأمريكية سارة واين.

وافتتح فاعليات المهرجان رئيس هيئة دبى للثقافة والفنون الشيخ ماجد بن محمد بن راشد، وتحدث رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة فى حفل الافتتاح، مؤكدا أن «دبى السينمائى»، أصبح من أهم المهرجانات فى العالم خلال عمر قصير هو 7 أعوام.

وقال جمعة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هذه الدورة هى دورة الأفلام العربية كونها تقدم 70 فيلما عربيا، وهو رقم كبير جدا مقارنة بحجم الإنتاج السينمائى العربى.

ويعرض المهرجان أفلاما مصرية توصف بأنها مثيرة للجدل يتقدمها فيلم «ستة، سبعة، ثمانية»، وهو العمل السينمائى الأول للمخرج والكاتب المصرى محمد دياب، ويناقش الفيلم قضية ارتفاع معدل حالات التحرش الجنسى فى مصر.

كما يعرض المهرجان فيلم «الخروج»، الذى يتناول قصة فتاة قبطية وحبيبها المسلم، وأمامهما خياران إما أن يبقيا فى بلدهما، وإما أنا يغادرا إلى إحدى الدول الأوروبية على متن قارب غير شرعى.

وأعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان أنها ستكرم فى حفل الختام نجم السينما الأمريكية والناشط السياسى والاجتماعى شون بين والفنانة اللبنانية صباح. وتتنافس أفلام المهرجان على جوائز قيمتها 600 ألف دولار، عبر مسابقات المهر العربى والمهر الآسيوى ‑الأفريقى والمهر الإماراتى.

يشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد سنويا تنظيم ثلاثة مهرجانات للسينما هى مهرجان أبوظبى السينمائى ودبى السينمائى والخليج السينمائى فى دبى.

الشروق المصرية في

14/12/2010

# # # #

 

حشد من النجوم والاختيارات المتميزة

مهرجان دبي السينمائي 2010 بساط أحمر نحو المستقبل

عبدالستار ناجي 

حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة 2010 يمثل بوابة حقيقية صوب المستقبل من خلال تلك الاختيارات السينمائية العالية الجودة وتلك الصفوة المتميزة من صناع ونجوم السينما العالمية. الذين ازدحمت بهم مدينة دبي. فقد كان حفل البساط الاحمر بمثابة الدعوة الصريحة للانطلاق الى المستقبل وفق معطيات مقرونة بالاحترام رفيع المستوى والذي يؤكد الاقتدار العالي الذي تتحرك به قادة هذا العرس السينمائي والتي تضم الثنائي المتميز عبدالحميد جمعة ومسعود امر الله العلي.

اقيم حفل الافتتاح في قاعة ارينا بمدينة جميرا بحضور الشيخ ماجد بن محمد ال مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون وحشد بارز من نجوم السينما العالمية. يتقدمهم النجم البريطاني كولن فريث نجم فيلم الافتتاح خطاب الملك -. وقد سبق عرض فيلم الافتتاح استعراض مبسط اقترن بالحرفة الابداعية في تنفيذ واعداد الفنان الاماراتي الشاب محمد سعيد حارب والذي استطاع ان يقدم استعراضاً يجمع الرؤية البصرية بالاداء الحي حيث استحضار ثقافات العالم وابداعاته. بالاضافة الى كلمات عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي والتي حملها التأكيد على ان المهرجان سيظل جسر تواصل بين الحضارات كما كانت دولة الامارات العربية المتحدة ودبي على وجه الخصوص ملتقى للقواقل القادمة من انحاء المعمورة. كما اشار جمعة الى ان المهرجان سيكرم في دورته الحالية عدداً بارزاً من القامات السينمائية ومنها الفنانة العربية صباح والمخرج المالي سليمان سيسي والنجم الاميركي شون بين -. بعدها تحدث المدير الفني للمهرجان مسعود امر الله مؤكدا لغة الاكتشاف في هذه التظاهره للتواصل مع عدد من المبدعين والاعمال السينمائية التي تغزل على وتر علاقة الحب المتبادل بين المهرجان وصناع السينما العالمية. كما اشار امر الله الى عدد من التظاهرات التي يضمها المهرجان ومن بينها تظاهرة بعنوان سلام ثم اشار الى اعضاء لجان التحكيم في مسابقات المهر المتعددة.

بعدها تم تقديم فيلم الافتتاح خطاب الملك الذي جمع عدداً بارزاً من نجوم السينما البريطانية والاسترالية وفي مقدمتهم كولن فريث بدور الملك جورج السادس والاسترالي جيفري روش بدور المعالج للنطق عبر حكاية ترصد مرحلة هامة من تاريخ بريطانيا والعالم ابان الحرب العالمية الثانية ومن سبقها وما لحقها.

دراما سينمائية تاريخية تعتمد على قصة حقيقية للملك جورج السادس ومسيرته لقيادة المملكة المتحدة وتجاوز عقدته في الحديث والنطق بالذات في الاماكن العامة.

ومحاولات متخصصة في اعادة النطق لغير القادرين من اجل مساعدته على تجاوز ازمته واستعادة ثقته بنفسه وصوته في حوار ذي ابعاد فلسفية وايضا تطور درامي كتب بعناية ونفذ بتفرد معتمدا على تلك المباراة العالية التي جمعت كولن فريث وجيفري روش وايضا هيلينا بونام كارتر التي تعود للسينما البريطانية بعد سنوات من العمل في اعمال زوجها المخرج تيم بيرتون. وهنا تجسد دور الملكة.

اختيار فيلم خطاب الملك يمثل خطوة تؤكد جدية النهج الذي تسير عليه اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي حيث تحول حفل الافتتاح الى رسالة حقيقية للانطلاق صوب المستقبل متجاوزا كل الطروحات التقليدية من اجل بوصلة تشير الى الغد والمستقبل وهو امر ما كان له ان يتحقق لولا ذلك التعاون والتفاهم المشترك بين ثنائي المهرجان عبدالحميد جمعة ومسعود امر الله العلي.

ويبقى ان نقول: مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010: بساط احمر يسير بنا وبسينما المنطقة والعالم الى الغد في حوار يستحضر الثقافات والابداع والتفرد. 

وجهة نظر

دبي «3»

عبدالستار ناجي

الحديث عن مهرجان دبي السينمائي الدولي لا يكاد ينتهى، وفي هذه المحطة نذهب للحديث عن ذلك «الزخم» من التظاهرات والمسابقات والتي يمكن مقارنتها في اكبر المهرجانات السينمائية الدولية واعرقها.

لقد امن عناصر اللجنة المنظمة ان مهرجان دبي هو جسر للتواصل بين الشرق والغرب، فكان ذلك الانفتاح على جميع سينمات العالم، عبر كم من التظاهرات والمسابقات التي تحمل اسم «المهر» فكان المهر العربي والمهر الاسيوي والافريقي، وكانت ايضا سينما العالم وكم اخر من التظاهرات التي راحت تتطور ويشكل كل منها، هدفا محوريا لدى ابرز صناع الانتاج والاخراج والتوزيع في هذا الفن المتطور.

بالاضافة الى كل ذلك هنالك العلاقة المتطورة بين المهرجان والجمهور، وكمتابع وراصد للمهرجان منذ دورته الاولى، استطيع التأكيد على تزايد كبير، بل يكاد يشكل قفزات كبيرة في نسبة الحضور والمتابعة، بل ان هنالك اعمالاً حققت حضورا مذهلا.. وهو امر يحسب لصالح المهرجان، على اختياراته اولا، وعلى مقدرته للتواصل مع جمهوره في دولة الامارات العربية المتحدة ودبي على وجه الخصوص. ولعلي استطيع التأكيد بأن هنالك عدداً من الافلام، تكاد تكون تذاكرها قد نفدت منذ الاعلان عن فتح شباك التذاكر.

ونتجاوز ذلك، الى تأكيد قيم التظاهرات والعمق في اختياراتها لتحقيق حالة من الثراء الفني والفكري، وهذا ما نلمسه ليس على صعيد التظاهرات التي تضم اتجاهات ودولاً ذات ارث سينمائي، بل يتمثل ذلك، حتى في تظاهرة «المهر الاماراتي» الذي يقدم هذا العامل وكل عام، كماً من الاعمال السينمائية التي تحمل بصمات كوادر راحت تشق طريقها مبشرة بسينما اماراتية وخليجية ذات مستوى احترافي عال.

ونشير الى ان مسابقات المهر الثالث استقطبت «848» طلبا للمشاركة من بينها «25» عملا اماراتيا في مسابقة «المهر الاماراتي» فهل بعد ذلك من انجاز.؟ انه شيء من الحصاد لمهرجان يتجاوز حديث البساط الاحمر والنجوم الى فعل سينمائي يذهب الى مستقبل هذه الحرفة اماراتيا وخليجيا وعربيا ودوليا.

وعلى المحبة نلتقى

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

14/12/2010

# # # #

٨ أفلام مصرية فى مسابقات دبى وثلاثة مصريين فى لجان التحكيم

بقلم   سمير فريد 

تشترك السينما المصرية فى مسابقة المهر العربى للأفلام الروائية الطويلة (١٢ فيلماً) بثلاثة أفلام هى «ميكروفون» إخراج أحمد عبدالله السيد، و«٦٧٨» إخراج محمد دياب، و«الخروج» إخراج هشام عيسوى، وهو إنتاج مصرى أمريكى لمخرجه المقيم فى الولايات المتحدة.

وفى مسابقة المهر العربى للأفلام التسجيلية الطويلة (١٣ فيلماً) يعرض من مصر ثلاثة أفلام أيضاً هى «ظلال» إخراج ماريان خورى، و«قصيدة غزة، فلسطين» إخراج سمير عبدالله، و«بيت شعر» إخراج إيمان كامل، وكلها من الإنتاج المشترك بين مصر وفرنسا والمغرب والإمارات وفلسطين والكويت وألمانيا، وفى مسابقة المهر العربى للأفلام القصيرة (١٥ فيلماً) الفيلمان المصريان «حواس» إخراج محمد رمضان، و«مايدوم» إخراج عمر روبرت هاملتون.

وإلى جانب اشتراك هشام سليم فى عضوية لجنة تحكيم المهر العربى للأفلام الروائية، تشترك تهانى راشد فى عضوية لجنة تحكيم المهرجان العربى للأفلام التسجيلية، كما يرأس كاتب هذه السطور لجنة تحكيم المهرجان الإماراتى التى تقام لأول مرة.

كما يحضر المهرجان عشرات السينمائيين والصحفيين من مصر، وبهذا الاشتراك تكون إدارة مهرجان دبى قد أثبتت من جديد أنها تعرف قدر السينما المصرية ومكانتها فى العالم العربى والعالم أجمع على نحو لا يتحقق فى أى مهرجان عربى آخر، إلا بين الحين والآخر، وذلك بغض النظر عن مسألة الفوز أو عدم الفوز بجوائز.

وفى مسابقة المهر الآسيوى الأفريقى للأفلام الروائية الطويلة يعرض ١٥ فيلماً منها الفيلم البريطانى التايلاندى «العم بونمى» الذى فاز بالسعفة الذهبية فى مهرجان كان، والفيلم الفرنسى التشادى «رجل يصرخ» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم فى نفس المهرجان، وفى مسابقة المهر الآسيوى الأفريقى للأفلام التسجيلية الطويلة عشرة أفلام، وفى مسابقة المهر الآسيوى الأفريقى للأفلام القصيرة ١١ فيلماً، وفى مسابقة المهر الإماراتى ١٢ فيلماً، إلى جانب الفيلمين اللذين يمثلان الإمارات فى المسابقة العربية للأفلام التسجيلية والمسابقة العربية للأفلام القصيرة.

وخارج المسابقات ١٢ برنامجاً هى برامج المكرمين الثلاثة، و٩ برامج هى سينما العالم، وإيقاع وأفلام وفوضى منتصف الليل (٢٣ فيلماً)، وليالى عربية (١١ فيلماً)، وسينما آسيا وأفريقيا (١٠ أفلام)، والسينما الهندية (٤ أفلام)، والسينما المكسيكية (٥ أفلام)، وسينما الأطفال (٥ أفلام)، وكلها تعرض أفلاماً طويلة، والبرنامج التاسع أصوات خليجية، ويعرض ٥ أفلام قصيرة، أى أن فى المسابقات العربية ٢٥ فيلماً طويلاً و٢٧ فيلماً قصيراً، وفى المسابقات الآسيوية الأفريقية ٢٥ فيلماً طويلاً و١١ فيلماً قصيراً، وخارج المسابقات ٥٨ فيلماً طويلاً و٥ أفلام قصيرة.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

14/12/2010

# # # #

جاءت تحت أسماء «المهر العربي» و«المهر الآسيوي ـ الأفريقي» و«المهر الإماراتي»

مهرجان دبي السينمائي الدولي: ثلاث مسابقات رئيسية في مهرجان دبي للأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة

محمد رُضا *  

هل على المترجم أن يكون شاهد فيلم الافتتاح لتوم هوبر لكي يدرك أن كلمة Speech في عنوان الفيلم The King›s Speech مقصود بها «خطاب» وليس «حديث»؟ الغالب لا. ببعض الفصاحة وبقليل من مراجعة القصة سيدرك أن الدراما المُصاغة حول حياة الملك جون السادس (أربعينات القرن الماضي) تدور حول التأتأة التي كانت منعت الملك البريطاني من إلقاء «الخُطب» وليس من الحديث العادي.

لكن المهرجان انطلق بعنوانه البديل ومن حسن حظه أنها الملاحظة السلبية الوحيدة في حفل الافتتاح، الذي دشن الدورة السابعة من هذا المهرجان على أعرض شاشة شاهد عليها هذا الناقد صورا (وهو شاهد الكثير)، تم استهلال الحفلة بلوحات واسعة بعضها حي وبعضها مصوّر تلاحمت في آن واحد ومن دون هفوات بيد وتصميم عربيين كاملين، واستعراض موسيقي لثقافات بعض أركان هذا العالم في تجسيد للهدف الذي رفعه المهرجان منذ دورته الأولى سنة 2004 وهو «تلاقي الثقافات». وهو هدف ما زال مجسّدا يعايشه الزائر إليه عاما بعد عام ولو أنه تطوّر كثيرا عما كان عليه في العامين الأوّلين. فعوض أن يكون عن تلاقي ثقافات إنما مع وجود هوّة بين الوافد والمقيم، هو منذ عامه الثالث وحتى الآن تلاقي ثقافات بلا فروقات ومن دون هيمنة ثقافة على أخرى كما الحال في مهرجانين دوليين آخرين موزعين في المنطقة.

مرجع ذلك بالطبع إلى أن إدارته التنفيذية (الموزعة بين رئيسه عبد الحميد جمعة ومديره الفني مسعود أمر الله آل علي) عربية. كذلك أن مديره الفني ذاك، سينمائي ممارس وذو رؤية ومنهج وخطّة تطبيقية.

حين ازدادت المنافسة من حوله أصر على أن لا يجاري المتنافسين. ترك المهرجانات الأخرى تفعل ما تريد لكي تؤمن الأفلام التي تستطيع الوصول إليها وانتظر هدوء الغبار ليعلن برمجته الخاصّة. ليس أن هذا الانتظار كان هدوءا وحده، بل كان توتّرا أيضا: كثيرون هم المخرجون والمنتجون الذين سارعوا بقبول إغراءات وحوافز مالية تعرّضوا لها لأجل الاشتراك في المهرجانات المحيطة. ليس أن «دبي» لا يستطيع أن يجاري لكن، وحسب ما يقوله مسعود أمر الله لـ«الشرق الأوسط»: «لو فعلت ذلك لخسرت قيمة المهرجان وجهد ست سنوات من العمل الدؤوب لمعاملة السينما والسينمائيين بالاحترام الواجب». ليس فقط أن هذا حقيقي، بل هو أيضا شأن مثمر نتج عنه دورة تبدو، ولو على الورق حاليا، أهم دوراته وأكثرها إثارة.

حفل الافتتاح تبع الاستعراض الموسيقي الموجز والفني بكامله بقراءتين على نفس الإيجاز الأول من قبل الرئيس والثاني من قبل المدير ومن دون استثمار الوقت لإطراءات (ولو أنها مستحقة نظرا لموقف حكومة دبي المؤيد للمهرجان) كما أنه من دون أي تبجح بالإنجاز نفسه. بل ذكر واقعي بما حققه المهرجان في تاريخه وبما يعتبر أنه حققه في هذه الدورة ولها.

ثم تم تقديم لجان التحكيم المختلفة (هناك ثلاث مسابقات رئيسية وأربع موازية) بطريقة لم أجدها في أي مهرجان دولي: بالصورة وعلى الشاشة أيضا تم استعراض كل اسم وصورة لكل عضو في كل لجنة تحكيم في أقل من خمس دقائق. شخصيا، شعرت بالفخر إذ وجدت نفسي في هذا التقديم كوني عضوا في لجنة اتحاد نقاد السينما الدوليين التي ستمنح جائزتين؛ واحدة لأفضل فيلم عربي طويل وأخرى لأفضل فيلم عربي قصير.

كل واحدة من هذه المسابقات مقسمة إلى ثلاثة: هناك مسابقة المهر العربي الموزعة إلى الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة. والحال نفسها بالنسبة لمسابقة المهر الآسيوي - الأفريقي وللمرة الأولى - تم استحداث مسابقة للمهر الإماراتي.

مرّة أخرى مسعود أمر الله: «هذا الحراك لم يكن لولا تأسيس مهرجانات إماراتية، فمن «مسابقة أفلام من الإمارات» في أبوظبي سنة 2002 إلى «مهرجان دبي السينمائي الدولي» سنة 2004 وانتهاء بـ«مهرجان الخليج السينمائي» في دبي (2008)، ساهمت هذه الحضانات بشكل حقيقي في دفع صانعي الأفلام لإنجاز هاجسهم المجتمعي والبصري.

مجمل عدد الأفلام المشتركة في هذا القسم أربعة عشر فيلما تتوزّع ما بين الوثائقي الطويل والقصير وبين أفلام روائية قصيرة.

عشرة أفلام روائية عربية في مسابقة المهر العربي وثمانية أفلام وثائقية طويلة وخمسة عشر فيلما قصيرا تم التعامل معها جميعها، وكالعادة، بتساو مثالي حيث الإيمان بأن كل شكل من أشكال العمل السينمائي يستحق مكانته بجدارة. يقول رئيس برمجة القسم العربي عرفان رشيد إن هناك تركيزا على المخرجين الشباب: «إذا كان التركيز على الشباب المبدعين خيارا جوهريا، فإن ما يأتي من هؤلاء الشباب يؤكد صحة المسار إذ يضع كل منهم أصبعه على الجرح الأكثر إيلاما وحضورا في الواقع اليومي المعيش».

* «مطر أيلول» - إخراج: عبد اللطيف عبد الحميد - سورية - 2010 - مبدأ الأصبع والجرح يتّضح كثيرا في فيلم عبد اللطيف عبد الحميد «مطر أيلول» الذي شاهدناه في عرضه الإماراتي الأول بعدما كان شارك في مسابقة مهرجان دمشق السينمائي الدولي قبل نحو شهر حيث خرج بالجائزة الثالثة.

عبد اللطيف عبد الحميد ليس من شباب السينما لكنه متع السينما السورية بعدد كبير من أفلامه التي تناولت مواضيع عاطفية معظمها يحدث مع الشباب ولو أن ذلك ليس وقفا عليهم في هذا الفيلم. الموضوع هنا يدور حول أب أسرة (أيمن زيدان في إقناع) ماتت زوجته وشاهد ترعرع أولاده الشبّان الستّة. أربعة منهم يعزفون الموشّحات والتراثات الموسيقية لكن الجميع واقعون في الحب. هؤلاء الأربعة يحبون أربع شقيقات من عائلة صديقة، والشابان غير العازفين كل في حب مختلف: واحد مع فتاة يركض من أجلها مسافات المدينة حاملا إليها وردة كل صباح، وآخر يصر على تنفيذ سيارة الفتاة التي يحبّها. كلتا الفتاتين تحب هذين الشابّين والكلمات بين الأربعة قليلة جدّا إن لم تكن نادرة والعلاقة واقفة على الوله المعبّر عنه بالنظرات.

لكن، علاوة على ذلك كله، فإن الأب أيضا في الحب. إنه يحب خادمة البيت. امرأة متوسّطة العمر يلتقيها في سيّارته في بستان ما. أيضا تنظر إليه وينظر إليها والكلام بينهما محدود.

في الهاجس هناك الشخص النافذ (أو هكذا يريدنا الفيلم أن نفترض) الذي كان الأب ضربه علقة ذات يوم قريب والآن يسعى لمصالحته والاعتذار منه لأنه يخشى على نفسه وأولاده. سنرى قرب النهاية أنه كان على حق في مخاوفه، ولو أن النتائج الأليمة ليست من صنع أحد باختياره.

التعليق على الجرح النازف في فيلم عبد الحميد يتمثّل بخفّة: هذه العائلة التي تحب على نحو شامل، تعيش حالة خوف من خطر مضاد للحب. «مطر أيلول» يصبح حول الضغط الذي يشعر به الإنسان العادي في وطنه ضد التبعيات الناتجة عن المحسوبية والفساد والعلاقات السُلطوية. في هذا النحو لم يختلف هذا الفيلم عن أعمال عبد الحميد السابقة، فهي جميعا دارت عن السُلطة الكامنة في شخص ضد الأشخاص الباقين. عادة، وفي أعماله الريفية (غالبية ما حققه للآن) هي شخصية الأب التي قد تعكس شخصية السياسي أو تماثلها. لكننا هنا مع أب مختلف هو بدوره ضحية الوضع الجاثم ذاته.

كما في أفلام عبد الحميد الأخرى أيضا مسألة لا تسبح في التيار ذاته: العاشقون في أفلام المخرج متيّمون لدرجة البلاهة. لا تجد حكيما في العشق، ربما لأن الوقوع في الحب مناف للحكمة، لكن المشكلة هي أن التصرّفات دائما ما تنم عن سذاجة تكسر نوعية الرسالة المنشودة من وراء تجسيد تلك العاطفة الإنسانية. إذ هي عاطفة جياشة في أعمال المخرج، وفي هذا الفيلم أيضا، تفقد ما قد تدعو إليه أو قدرا منه على أي حال. تصبح المسألة أن كل هذا القدر من الحب سيقود إلى كل هذا القدر من البؤس.

تنفيذيا، لدى المخرج أفكار نيرة وتنفيذ لقطات جيد، لكن الصلة بين الاثنين دائما ما تأتي فاترة. بعض المشاهد مزروعة في غير أوانها، وبعض النقلات ليست سلسة، كذلك فإن الشخصيات مكتوبة باجتهاد خاص ولا تؤدي إلى المنشود منها، ما يجعل العمل واقعا تحت مخاطر الانزلاق بفعل كثرة المطر وليس بسبب جفافه.

على ذلك، هو أفضل من أعمال المخرج القريبة السابقة وعلى الأخص، «أيام الضجر» الذي كان شارك في مهرجان دبي العام ما قبل الماضي.

* عند الفجر - إخراج: جيلالي فرحاتي - المغرب - 2010 سيبقى فيلم جيلالي فرحاتي «شاطئ الأطفال الضائعين» (1991) ليس من أفضل أعماله وحسب، بل من أفضل أعمال السينما المغاربية إلى اليوم. هذا يقول شيئا عن حال فيلمه الجديد الذي لا يصل إلى مستوى ذلك الفيلم، لكنه يبقى - في أضعف الأحوال - عملا بارزا بملكيات فنية خاصّة.

أبطال هذا الفيلم هم - في شطحة ما - أطفال ذلك الحين وقد نموا وتزوجوا وأنجبوا. الشيء الوحيد الذي لم يحققوه هو الانتقال من الهامش الذي وجدوا أنفسهم فيه على أحد الشواطئ، إلى المتن أو الكيان الاجتماعي ذاته. أنهم ما زالوا على الهامش وإن كان أبطال هذا الفيلم (بينهم المخرج نفسه في دور عمر) غيّروا الموقع الجغرافي. عمر وزوجته كلثوم (أسماء الحضرمي) يعيشان في بيت صغير في بلدة في منطقة غير مسمّاة. كلاهما ممثل مسرحي (وهو مخرج أيضا) يتمنيان تحقيق مسرحية ولو في خلاء المنطقة الجبلية التي يعيشان فيها. لكن الزوج يسعى لمسرحية يقدّمها في طنجة. المشكلة هي أنه يكتب كلاما من نوع يخاف المنتجون الاحتكاك به. ردّا على ذلك يسأل عمر أحد المنتجين إذا ما كان يريد هو أن يكتب النص. بجواب أو من دونه، يجد عمر نفسه وقد استرد نصّا لا زال على الورق ومن دون أمل في خروجه إلى حيّز الفعل.

لكن هذا ليس كل ما يقع معه: أحد تجار المخدّرات ألقى بحقيبة خضراء أمام منزله هربا من البوليس. يفتحها عمر ويكتشف ما فيها فيخفيها ويحاول بيعها ليحل لا مشكلته الفنية فقط، بل مشكلة زوجته الصحية. في الوقت ذاته، تعمل ابنته الشابّة في ملهى يديره شخص مدمن. إنه يتمنّى الفتاة كما يتمنّاها صاحب الشقّة الملتحي، لكنها تقف بنبل وراء رسالتها مدافعة عن شرفها من دون تردد وبقوّة نجدها عادة بين شخصيات المخرج النسائية في كل أفلامه.

هذا الفيلم هو شحنة اجتماعية - سياسية أخرى لكن مشكلته موغلة في محاولة سرد يختلف عن التقليدي مما يوقع الفيلم في خطوط موازية لا تشكّل بديلا صحيحا. مرّة أخرى، نجد تشتتا في العرض وتكرارا في الحالات تمر متكاسلة. إنجاز المخرج البصري جيّد من حيث تأليف الصورة، عادي من حيث التصوير (قام به كمال درقاوي) ولو أن حضور الأداء لا غبار عليه في كل الحالات. هناك قناعة وإدارة صحيحة للشخصيات ولممثليها وفوق كل ذلك، ذلك الحزن القيّم الذي يتسرّب إلى العمل، ولو أنه لا يترك التأثير العاطفي الذي كان من المفترض أن يتركه.

* عضو الاتحاد الدولي لنقاد السينما

الشرق الأوسط في

14/12/2010

# # # #

 

مخرجة إماراتية ترى أن السينما المحلية بخير

نائلة الخاجة: لا نعـرف الخطـوط الحمراء

إيناس محيسن – أبوظبي

قالت المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، إن السينما الإماراتية شهدت في السنوات الـ10 الأخيرة تطوراً كبيراً. مشيرة إلى ان السينما المحلية بحاجة إلى الوقت والسيناريو الجيد، وأشخاص يؤمنون بما لدى صناع السينما الشباب في الإمارات من قدرات وإمكانات مبهرة، حتى تتمكن من مواصلة تطورها، مضيفة «نعاني نقصاً واضحاً في عدد المنتجين العرب، وهو ما يعود إلى أن صناعة الأفلام لدينا مازالت حديثة».

وشددت الخاجة على انه ليس هناك خطوط حمراء متعارف عليها تقف امامها خلال العمل. مضيفة «كصناع للأفلام، نحن لا نعرف بالضبط أين الخطوط الحمراء في عملنا، تماماً مثل العاملين في الإعلام، وعلينا ان نحاول ونستكشف من خلال طرح القضايا الاجتماعية التي تمس مجتمعنا وحياتنا، وهو ما افعله في افلامي، وقد يكون الأمر بالنسبة لنا كإماراتيين ننتمي لهذا المجتمع أكثر سهولة، خصوصاً في ظل الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية لنا ولأعمالنا». ونوهت الخاجة بأهمية المهرجانات السينمائية المحلية قائلة «أصبح لدينا مهرجانا سينما مثل ابوظبي ودبي يعرضان أفلاماً تتسم بالجرأة ودون رقابة على ما تطرحه من افكار وقضايا اجتماعية، وكانت من المستحيل ان تعرض منذ سنوات، وهذا في حد ذاته يُشكل حافزاً لنا، وبشكل يمكنني أن اقول اننا بخير».

ملل

وأطلقت المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، صباح أمس فيلمها الجديد «ملل» رسمياً، وذلك بعرض نبذة عنه في سينما رويال بالخالدية مول في أبوظبي. معتبرة ان الفيلم الذي يعد أول عمل من إنتاج إماراتي يصور خارج الدولة، سيشكل نقطة تحول مهمة في عملية تطوير صناعة الأفلام الإماراتية. وقالت خلال اللقاء الاعلامي الذي عقدته صباح امس «سجلنا حدثاً مهماً بفيلم (ملل) الذي أتمنى أن يشكل حافزاً مهماً لبقية الإماراتيين ليدركوا الفرص المتوافرة في إنتاج الأفلام داخل الدولة وخارجها»، لافتة إلى انها تستعد حالياً لبدء إنتاج أول أفلامها الروائية الطويلة الذي من المتوقع أن تبدأ تصويره في الإمارات في ديسمبر .2012

ويتناول فيلم «ملل» الذي سيعرض للمرة الأولى غداً في دبي مول، ضمن عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما يقدم في عرض ثانٍ له يوم الجمعة المقبل في المكان نفسه، قصة عريسين إماراتيين يقضيان شهر العسل، في مدينة كيريللي الهندية.

وأعربت الخاجة عن سعادتها بالإمكانات التي وفرتها لها 45ruofowt، التي تولت تمويل الفيلم، كما سمحت لها باصطحاب منتجين إماراتيين شابين واعدين، خلال التصوير في الهند، ليستفيدا من تجربة جديدة وغنية، انتهت بإنتاجهما لفيلم قصير حول كواليس الفيلم «وهو أمر إيجابي ساعد على إظهار بعض المواهب المبدعة والإمكانات المتوافرة في الدولة»، حسب تعبيرها. مشيرة إلى ان الشركة اتاحت لها مساحة واسعة من الحرية في العمل، مثل اختيار فريق العمل المشارك معها وعدم حذف اي مشاهد من الفيلم. وقالت «أجد ان نجاح التجربة يعتمد على الشخص نفسه صاحب المشروع، وعلى قدرته في التواصل وإقامة حوار مع الجهة الممولة له».

ولم تجد المخرجة الإماراتية، كما اوضحت، صعوبة في القيام بدور البطولة في الفيلم، رغم ان فرصة الاستعداد لأداء الدور لم تتجاوز ثلاثة ايام فقط، وهو ما اضطرت إليه بعد اعتذار الممثلة التي كان من المقرر ان تقوم بالدور، وأرجعت الخاجة عدم قلقها من القيام بالدور إلى انها قامت بالتمثيل في فيلمها الاول «اكتشاف دبي» ما اكسبها خبرة جيدة.

غير مألوف

من ناحيته، قال بطل الفيلم الفنان الاماراتي غسان الكثيري الخاجة، إن اختياره للمشاركة في «ملل»، كأول فيلم عربي يشارك فيه بعد ان شارك في عدد من الاعمال الغربية، يعود إلى ان الفيلم جريء وغير معتاد في السينما الخليجية، بالإضافة إلى انه يتناول قضايا اجتماعية مستمدة من الواقع الاماراتي. معتبراً ان قيام الخاجة بإخراج الفيلم مثل عاملاً اضافياً لجذبه للعمل، «فهي مخرجة فوق العادة، حيث استطاعت ان تجمع بين روح وتقاليد المجتمع الاماراتي من جانب، والتقنيات الحديثة في الاخراج من جانب آخر».

وأوضح الكثيري الذي شارك بأدوار صغيرة في عدد من الأفلام المنتجة في هوليوود منها فيلم «سريان» الذي تناول قضية الارهاب في العالم، كما ظهر في الجزء الرابع من فيلم «مهمة مستحيلة» لتوم كروز والذي تم تصويره اخيراً في دبي، ان الساحة الفنية في الخليج تفتقر إلى الترابط بين الدراما التلفزيونية من جهة والأعمال السينمائية من جهة أخرى.

وتوقع الكثيري ان تشهد الفترة المقبلة المزيد من الازدهار للسينما الاماراتية بفضل الدعم الكبير الذي تجده من الجهات الرسمية في الدولة. معبرا عن امله في ان يرى فيلما عربيا او خليجيا بتم توزيعه عالميا بعد ترجمته او دبلجته بمختلف اللغات. معتبرا ان الاعلام اصبح في الفترة الاخيرة يهتم بالفنان المحلي وبإلقاء الضوء عليه وعلى ما يقدمه من اعمال.

تعاون مثمر

 قال عبدالرحمن المدني، وهو أحد المتدربين الإماراتيين اللذين رافقا نائلة في رحلة تصوير الفيلم «كانت تجربة مشاهدة نائلة وفريق العمل مهمة لنا وإيجابية. فلقد تعلمنا تقنيات وأمورا تصويرية وتقنية مهمة لنستعملها خلال التصوير، خصوصاً أنه تم خارجياً ومن الصعوبة أن نتعلم ذلك في الفصول الدراسية. ونتأمل أن نتبع خطى نائلة ونصور أفلامنا المستقبلية المميزة قريباً».

من جهته، أشار وين بورغ من twofour54: «إن تنمية المواهب في قطاع الإعلام بالإمارات هو أحد أهم أهداف الشركة، ولدينا العديد من المشروعات التي تصب في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى المبادرات الهادفة لتوفير التمويل الأولي والدعم التشغيلي للشباب الإماراتي العامل في هذا القطاع الحيوي. ويعبّر التعاون مع نائلة عن إيماننا بأهمية هذا النوع من الأعمال لمستقبل تطوير صناعة الأفلام في المنطقة، ونسعى لتعزيز ذلك من خلال شراكة طويلة الأمد مع نائلة، وسعيدون بتمكّن المخرجين الشابين اللذين رافقا نائلة من الاستفادة من هذه الخبرة ليصبحا مستقبلاً من رواد هذه الصناعة في الدولة».

الإمارات اليوم في

14/12/2010

# # # #

من أفلام الدورة السابعة من المهرجان

«حديث الملك» وصراخ الرجل وصفير السجين

زياد عبدالله 

أحياناً يمسي الانتصار على أشياء صغيرة انتصاراً تاريخياً، خصوصاً إن كانت السينما هي من يتولى سرد ذلك، يمكن للتلعثم بالكلمات أن يمسي مأزقاً مأساوياً، مأزق له أن يكون شكسبيرياً إن شئنا، طالما أن الشرط التراجيدي المتمثل بحصر التراجيدي بالملوك والأمراء متوافر. لكن هذا لن يحدث في فيلم «حديث الملك» الذي افتتح أول من أمس، الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي، فالمساحة متروكة للانتصار على هذا التلعثم، ووضع صاحبه أي برتي أو دوق يورك ومن ثم الملك جورج السادس (كولين فيرث) تحت رحمة متطلبات هذه التنقلات التي تسأله أن يلحق الهزيمة بنفسه أولاً، بمعنى التخلص من كل ما يحول بينه وبين أن يكون ملكاً.

البنية الدرامية للفيلم شكسبيرية لكن معدلة، ليونيل لوج (جيفري رش) الممثل الذي تستعين به إليزابيث زوجة جورج السادس، ليساعد زوجها في التخلص من خجله وعجزه عن مواجهة ما تمليه عليه مهامه، له أن يكون بامتياز عنصراً متسرباً إلى الطبقة الملكية، طارئاً، له أن يكون مخرباً في سياق شكسبيري، لكنه في فيلم «حديث الملك» سيفتح الباب على مصراعيه للفكاهة وهو يعلم برتي الأداء الخطابي، وكل ما يحيط ببرتي صالح لذلك أيضاً، توفي والده، بينما أخوه الأكبر إدوارد الثامن (غاي بيرس) الذي يرث العرش سرعان ما يتخلى عن العرض كرمى لعيون الحب، كرمى لعيون واليس سيمسون.

الفيلم الذي أخرجه توم هوبر، انجليزي بامتياز، ولا أعرف إن كان على شيء من الحنين الامبراطوري، بما يعيد مجدداً مقاربة كواليس الأسرة الملكية الانجليزية، وبالتأكيد كما في «الملكة» فيلم ستيفن فريرز - الخالي من الحنين كونه يقارب الملكة الحالية- سيكون الرهان على الشخصية، فما صنعته هيلين ميرن مع الملكة اليزابيث له أن يوزع على جيفري رش وكولين فيرث وهلينا كارتر، وصولاً إلى الخطاب الذي سيكون الكلمة المفتاح في الفيلم، وكل ما ينسج يمضي إلى تمكن برتي من إلقاء خطاب رصين لائق بما تعيشه بلاده.

«رجل صارخ»

هذا التلعثم الملكي لن يكون كذلك في ما تحمله أفلام هذه الدورة، وسيكون مأساوياً وقاتلاً في أفلام ترصد واقعاً مغايراً تماماً، تأتي من بلدان لها أن تكون ضحية الحلم الامبراطوري، ومتشكلة وفق أهواء استعمارية لها أن تبقيها تحت رحمة الحروب الأهلية، ونحن نحاول هنا الربط بين «حديث الملك» المملوء بالأزياء والقصور، وفيلم التشادي محمد صالح هارون «رجل صارخ» المشارك في مسابقة المهر الآسيوي الافريقي المملوء بالقتل والحروب الأهلية، بما يبدو بداية محاولة للجمع بين ما لا يجتمع، لكن تبقى المأساة هنا متأتية من واقع مأساوي لا يمكن الانتصار عليه بتخطي الخجل ولا التلعثم، فأنت ببساطة ستقتل دون أن تتلفظ بكلمة واحدة، لا بل إن الآلاف يقتلون يومياً كما الذباب.

استعيد آدام «يوسف جاورو» بتلك النظارة التي يضعها على عينيه وهو يقود دراجته، ليست نظارة مخصصة لمن يقودون الدراجات، إنها النظارة المخصصة للغطس، وآدام ليس إلا بأول بطل للسباحة في تشاد، وهو مشرف على بركة سباحة في فندق خمس نجوم، ولكي نصل تلك النظارة، أو هذه المفردة البصرية الجميلة التي ما أن يذكر الفيلم حتى تطفو، سنعيش قصته مع ابنه، ما يصير عليه الانسان حين يكون كل ما حوله ضده وضد الإنساني عموماً.

فيلم هارون الفائز بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، لا يضعنا أمام دماء تهرق أمامنا، لكنه يجعل من الدموي والحرب الأهلية التي تدور في تشاد معبراً كاملاً لكل ما سنشاهده، إنه عن الانسان تسلبه الظروف غير الانسانية انسانيته، إنه عن آدام الذي يحاصره الفقر والقتل.

حدثان لا ثالث لهما سيغيران حياة آدام الذي لا يطيق مفارقة بركة السباحة وبالتالي عمله، الأول يتمثل في إجراء إعادة هيكلة لطاقم العمل في الفندق مع تولي شركة صينية إدارته، وبالتالي يمسي تسريح الموظفين أمراً لا يأخذ بالاعتبار أي شيء إنساني، وليجد آدام نفسه قد أصبح بواب الفندق، بما يفقده كل ما تتمركز حوله حياته ألا وهو إشرافه على بركة السباحة، وليحل ابنه محله، بينما يأتي الحدث الثاني من الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد، ونجد آدام طوال الوقت خاضعاً لتهديدات أحد رجال الحكومة لعدم تقديمه المال لدعم الجيش الذي يقاتل الفصائل المتصارعة معه، وصولاً إلى تقديمه ابنه للخدمة في الجيش بدل دفع المال، الأمر الذي يعني تقديم ابنه كأضحية، والتخلص منه كونه قد استولى على عمله الذي سيعتقد في البداية بأنه أهم ما في حياته.

صحوة آدام المتأخرة لن تكون إلا إيذاناً بلقطة لذاك النهر وهو يأخذ الجثة، إنه رجل الصراخ الذي لن يسمع، لا بل إن بناء الفيلم سيكون دون صراخ، هناك مساحات صامتة كثيرة متروكة للقطات، البداية من الماء والنهاية أيضاً، وما بينهما سيكون الصراخ غناء زوجة الابن التي يكتشفها آدام.

أريد أن أصفر

أعود مجدداً إلى الجملة التي بدأت بها هذه المقالة، لكن لتحريفها وتحويلها إلى الهزيمة، بحيث تصبح أصغر الأشياء كفيلة بإلحاق أكبر الهزائم بنا، ونحن ننتقل هنا إلى فيلم الروماني فلورين سربان «إن أردت أن أصفر، سأصفر» الذي يحمله برنامج «سينما العالم» هذا العام، والفائز بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين. يأتي فيلم سربان على وفاء تام للواقعية الرومانية الصالحة تماماً للوقوع في غرامها بدءاً من كريستيان مونغيو في «أربعة أشهر ثلاثة أسابيع ويومان» وصولاً إلى «اوروا» لكريستي بويو ورادو مانتين في «الثلاثاء بعد عيد الميلاد»، وكلها تجتمع على محاكاة الزمن الواقعي، وذاك اللعب المونتاجي الذي يجعل من حدث يحتل موقعه في الفيلم كاملاً.

مع سبران سيكون علينا أن نتعرف الى ذاك الشاب القابع خلف القضبان وأيام قليلة تفصله عن اطلاق سراحه، وكيف تستحضر حياته كاملة لئلا يتحقق ذلك، وكل ما يتوق إليه ألا يكون مصير أخيه مماثلاً لمصيره، وألا تتمكن أمه من أخذه إلى ايطاليا معه، ومن ثم سيقع في غرام تلك الفتاة التي تأتي للقيام باستبيان عن السجناء الأحداث، وهم الحب الذي سيكون كفيلاً بتدمير كل شيء، الوهم نفسه الذي يجعله يحلم فقط بأن يشرب فنجان قهوة معها، وهذا ما يفعله وحين يسألها أن تطلب فنجان قهوة آخر، فإنه لن يعود ليشربه. سيبدو كل ما تقدم غامضاً ما لم تشاهدوا الفيلم، لكن إنه فيلم عن ذاك الشاب اللطيف القوي المعتز برجولته (جسد شخصيته جورج بيسترينو، بينما كانت الشخصيات الأخرى هي من السجناء الحقيقيين في السجن)، وليكون الفيلم ومن البداية فعل تحشيد لدوافع كل ما سيقوم به ذاك الشاب، الدوافع التي ستكون نبيلة، هو الذي لم يرتكب مخالفة طوال فترة حبسه، وليتغير كل ذلك مع الأيام الأخيرة من سجنه، سيكون الضغط متواصلاً عليه ومن كل ما حوله ليكون على غير ما كان عليه. لكن على طريقته الخاصة، وكل ما فعله هو مواربة الباب، ومن ثم فتحه على مصراعيه لما يجول في دواخله.

الإمارات اليوم في

14/12/2010

# # # #

مسعود أمر الله أشاد بالفيلم وامتدح أبطاله

«ليالٍ عربية» تبدأ بـ «678»

محمد عبدالمقصود – دبي 

أعرب عدد من الممثلين المصريين عن ارتياحهم لافتتاح برنامج «ليالٍ عربية» لمهرجان دبي السينمائي بالفيلم المصري «678»، وتوقعت بطلته نيللي كريم أن يحقق الفيلم نتائج جيدة، مذكرة بفوز فيلمها الذي شاركت به العام الماضي للمرة الأولى في المهرجان «1صفر» بجائزتين، مضيفة بمرح «أصبحت أتفاءل من المشاركة بأفلام تحمل أرقاماً في عناوينها ضمن مسابقات دبي السينمائي».

واعتبر مخرج الفيلم الشاب محمد دياب وجود الفيلم في الليلة الافتتاحية للبرنامج، شهادة إجادة مهمة تضاف إلى ردود الفعل الإيجابية التي حصدها حتى الآن، فيما أكدت الفنانة بشرى والممثلان ماجد الكدواني وباسم سمرة، أن القضية الرئيسة التي يناقشها الفيلم، (التحرش بالنساء)، هي قضية عالمية في المقام الأول، وليست فقط عربية أو مصرية.

ردود الأفعال الإيجابية تعدت أسرة العمل، وصولاً إلى ممثلين مصريين آخرين رأوا أن الحضور الجيد للفيلم المصري عموماً في دبي السينمائي، يعكس حالة صحية بدأت تعاود معايشتها السينما المصرية، وهو ما أكده الفنان مصطفى فهمي وزوجته الفنانة رانيا فريد شوقي، فيما رأت لبلبة أن السينما المصرية بدأت تراجع ذاتها في مرحلة مهمة من تاريخها السينمائي الطويل.

الليلة العربية التي شهدت مرور نجوم الفيلم على السجادة الحمراء ليومين متتاليين، لم تخل، رغم ذلك، من حضور عالمي فرضه وجود نجوم «حديث الملك»، الذي ظل حديث كواليس دبي السينمائي في يومه الثاني، بعد عرضه الافتتاحي الذي حظي بإشادة نقدية وجماهيرية واضحة، وعلى رأسهم النجم العالمي كولين أفيرث، الذي عقد جلستين، إحداهما مع الجمهور في سوق مدينة جميرا، والأخرى مع الصحافيين، أجاب في كليهما عن أسئلة كثيرة، أبرزها يتعلق بميزانية الفيلم التي رآها متواضعة بالنسبة لدراما تاريخية، رغم أنها تجاوزت الخمسة ملايين جنيه استرليني، مؤكداً أنه «كان بالإمكان أفضل مما كان، لو تم تخصيص ميزانية أفضل للعمل».

وانعكس امتداد سهرة الافتتاح في فندق مينا السلام في دبي إلى نحو الثانية والنصف صباحاً، على نشاط أروقة المهرجان في اليوم التالي الذي ندر فيه نشاط الفنانين وفعاليات المهرجان، باستثناء ورشة عمل مفتوحة حول جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي للصحافيين، شهدت إقبالاً متواضعاً، ومؤتمر صحافي حول فيلم (678) شهد مشاركة لافتة لم يوقفها سوى قرار من مدير المؤتمر، والمدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله بعدم استقبال أسئلة أخرى لانشغال القاعة بحدث آخر.

وأشار أمر الله إلى أهمية الفيلم، منوهاً بإسهامات أبطاله، مشيداً بشكل خاص بتفرد موهبة باسم سمرة وإسهاماته في مجال الأفلام المستقلة والقصيرة، واشتغاله مع أبرز المخرجين المصريين وعلى رأسهم الراحل يوسف شاهين، مؤكداً أن الكثير من تجارب سمرة جاء نوعياً ومغايراً للمألوف على نحو مبهر.

سمرة الذي يعد أحد أنشط الممثلين المصريين مشاركة في أفلام غير تجارية، اعتبر الأفلام المستقلة والقصيرة التي لا تخضع لشروط الشباك بمثابة «نفس طويل يسمح للممثل بالبقاء بعيداً لفترات، ربما يخضع خلالها لشروط السوق قبل أن يعاود ويندفع لنفس آخر يقدم فيه عملاً يرضيه في المقام الأول، وذي طبيعة مغايرة، بعيداً عن سلطة كبار الموزعين والمنتجين الذين يبحثون عن أعمال تستوعب عدداً كبيراً من النجوم لأهداف ربحية وترويجية تظلم أحياناً العمل الفني».

من جانبه، اعتبر الفنان ماجد الكدواني العمل تأكيداً على أن السينما المصرية أصبح لديها جيل مهم يسعى لكتابة وإخراج أفلام تناقش موضوعات جادة ومهمة ومؤثرة في المجتمع»، لافتاً إلى أن ميزة الفيلم لا تتعلق فقط بجودته وفق المعايير الفنية لصناعة الأفلام، بل لكونه يحمل رسالة لكل أب لديه زوجة أو أخت أو بنت أو أم حول الآثار المدمرة للتحرش الجنسي، بأبعاده النفسية والاجتماعية وغيرهما.

وبالإضافة إلى همسها الدائم في آذان زملائها الفنانين للتأكيد على أن الفيلم لا يعالج ظاهرة محلية مصرية، بل عربية وعالمية، فإن بشرى التي فضلت في إحدى المداخلات على خلاف ما يقتضيه الأمر التحدث بالإنجليزية قبل أن تترجم هي نصها إلى العربية، أشارت إلى أن الفيلم يتطرق أيضاً إلى مشكلات الكثافة السكانية غير المراقبة وحقوق الإنسان، وخصوصاً المرأة بما فيها إشكالية اقتحام العوالم الخاصة للفرد. 

# # # #

فوضى هايتي تمنع شون بين من حضور المهرجان

دبي ــ الإمارات اليوم

شون بين: أتطلع إلى حضور المهرجان في المستقبل. غيتي

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي أن الممثل شون بين، الفائز بجائزة «تكريم إنجازات الفنانين»، في المهرجان اعتذر عن عدم تمكنه من حضور الدورة السابعة للمهرجان التي افتتحت، أول من أمس، نتيجة أزمة هايتي، وذكر بيان للمهرجان الذي اعتذر بدوره للجمهور، أن صاحب مؤسسة «جيه بي لإغاثة هايتي» الفنان بين «لن يتمكن من حضور مهرجان دبي السينمائي الدولي ،2010 نظراً للوضع السياسي المتأزم، نتيجة الفوضى التي تشهدها هايتي عقب الانتخابات الأخيرة، وفي أعقاب ذلك، توجه شون بين إلى هايتي للتأكد من سلامة موظفي مؤسسته والموقع الذي يوجدون فيه».

وأصدر شون بين بياناً وجهه إلى جمهور مهرجان دبي السينمائي، قال فيه «يشرفني أن أحصل على جائزة تكريم إنجازات الفنانين من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وكانت لدي النية الكاملة بأن أكون موجوداً في الحدث لاستلام الجائزة شخصياً، ولكن للأسف، فإن الحالة قد ساءت في هايتي»، مضيفاً «كان من الأهمية بمكان أن أكون هناك للتأكد من سلامة الموظفين العاملين لدى مؤسسة (جيه بي لإغاثة هايتي)، وأتطلع إلى حضور المهرجان في المستقبل».

وأوضح بيان المهرجان أن شباك تذاكر المهرجان يجري اتصالات مع الأشخاص الذين اشتروا التذاكر الخاصة بحضور جلسة الحوار مع شون بين، إذ يمكن لهم استبدال تذاكرهم الخاصة بهذا الحدث، بتذاكر لحضور أي من العروض الأخرى التي تقام خلال مهرجان دبي السينمائي، أو استرداد قيمتها.

الإمارات اليوم في

14/12/2010

# # # #

«سوق دبي السينمائي».. المهمة نجحت

علا الشيخ – دبي 

الجدوى من المهرجانات السينمائية تبلورت وأخذت مداها في مهرجان دبي السينمائي، فالسؤال حول اهم ما يجب الخروج به من اقامة المهرجانات السينمائية والهدف المرجو منها هو تحقيق الحلم من خلال الانتاج، ومن خلال بوابة دبي السينمائية استطاع المهرجان ان يمنح الفرصة للمبدعين لأن يكونوا جزءا من الحراك الثقافي السينمائي، هذا ما اجمع عليه أغلبية المشاركين والضيوف في الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، حيث توقفوا عند أهمية «سوق دبي السينمائي» الذي يجمع المحترفين في الحقل السينمائي من العالمين العربي والدولي من اجل تيسير التعاون فيما بينهما، اضافة الى وصفه بالسوق الناجح للانتاجات السينمائية المشتركة.

وقد اشاد الناقد المصري طارق الشناوي بهذا السوق تحديداً، مؤكداً ان «الجدوى من المهرجانات تكمن في انتاج الأفلام المميزة التي تخدم الصالح العام لحركة تطور الصورة والنص والأداء»، وأضاف «دبي استطاعت وبفترة وجيزة ان تحقق أحلام الكثيرين، والأفلام التي تم انتاجها من خلال هذا السوق خير شاهد على ذلك، فمشروعات انجاز تابعة للسوق انتجت 10 افلام متنوعة بين وثائقية ودرامية لعام 2010».

وفي المقابل قال الفنان هشام سليم، ان سوق دبي السينمائي بفئاته «هو بوابة الحلم لكل من يطمح إلى ان يكون له شأن في عالم السينما»، مشيراً الى ان «دبي السينمائي على سبيل المثال لا الحصر من خلال ورشات العمل فيه والندوات والمحاضرات يعطي شكلاً حضارياً وعالمياً لنوعية الافلام المراد انجازها»، وأضاف «ناهيك عن المشاركة الغربية والعربية التي من شأنها تعزيز العلاقات بين عالمين مختلفين في الثقافة والتعاطي مع السينما».

فقد استضاف مهرجان دبي السينمائي من جديد ملتقى دبي السينمائي التابع ايضا لسوق دبي السينمائي، الذي يمثل سوقا متميزة للأفلام الطويلة الوثائقية ذات الانتاج المشترك، ويهدف الملتقى الذي تم اطلاقه عام 2007 الى التعريف بالمخرجين العرب ودعم نمو الانتاج السينمائي في الشرق الاوسط وتحفيزه، وعن هذا قال الفنان مصطفى فهمي «هذه فرصة رائدة لجميع من يريد ان تكون له بصمة مميزة في صناعة الافلام خصوصاً في وجود لجنة تحكيم تقيم الاعمال وتقرأها وتنتقدها، وهذه العلاقة تحديدا قادرة على خلق حوارات مجدية تنتج عنها صناعة مهمة تكون دبي حاضنتها ونحن العرب نكون فخورين بها».

لبلبة التي اشادت هي الأخرى بسوق دبي قالت «استطاع مهرجان دبي ان يكون خاصاً في اطروحاته التي تعلي من شأن السينما»، وأضافت «الترويج والتوزيع سلاحان لابد من وجودهما في اي مهرجان سينمائي يسعى إلى التميز»، مشيرة الى ان مهرجان دبي السينمائي في سوقه «التزم بالترويج لسينما العالم، خصوصاً العربية والآسيوية والافريقية التي تحتاج الى اهتمام عالمي».

الإمارات اليوم في

14/12/2010

# # # #

الحاسة السادسة

«بطاقتك الصحافية لا تعني شيئا»!

بقلم :إبراهيم توتونجي  

«عفوا، الصحافيون ممنوعون من الدخول بعد الساعة السادسة والنصف الى هذا المكان»، يقول الحارس، يلفظها بالانجليزية «برس» وقد بدا على هيئة من الجدية لا تسمح لك بأن تفكر مرتين بما قال. فقط تفزع وتغادر المكان فأنت من «البرس» أي الصحافة، والليلة حفل النجوم. ثم تفكر في كلمة «نجوم». كيف تصنع هذه الفئة من الناس ومن يتوجها مشعة وبراقة في قلوب الجمهور ومخيلته؟ اللا تلعب «البرس» دورا مهما في هذا التصنيع؟ هل هناك نجوم من دون صحافة، فلماذا اذا هذه الجدية التي تصل حد العدائية في التعاطي مع الصحافيين أثناء القيام بأداء واجبهم المهني في وقت المهرجانات السينمائية، ومن بينها، مرات، «دبي السينمائي»؟

«هذا أحمد السقا، وددت أن اسأله عن احدى الحلقات التي كان ضيفا عليها في مسلسل هند صبري الأخير، أيضا عن فيلمه ابن القنصل» ، تصيح صحافية بدت، بتأنقها وتسريحة شعرها منافسة حقيقية لأناقة النجمات. تقول لها زميلتها:« وأنا اريد أن أهنىء نيللي كريم على دورها في مسلسل «هدوء نسبي»، لقد تلبست شخصية الصحافية بصدق». يجري هذا الحوار على بعد امتار من السقا وكريم. لكن حبالا حمراء، من تلك التي تلعب دور الأبواب الموصدة، من دون أن تحجب ما خلفها، إمعانا ربما بتكريس الحدود النفسية.. الحبال تفصل أهل الصحافة عن أهل السينما. «هذه منطقة في آي بي ولا يسمح للصحافيين بالمرور من هنا»، يقول حارس آخر لا تقل هيئته جدية عن الأول. «لماذا يعزلونهم بهذه الطريقة وكأنهم في قفص»، تقول الصحافية. يتشجع زميل. يرفع احد الحبال:« هيا ادخلن، على الصحافي أن يخترق الحبال والحدود»، تبدو جديته مفرطة ومستمدة من لغة صحافيي الحروب والجبهات لا أجواء الفرح والبهجة والرقص والموسيقى والتفاخر التي سيطرت على الحفل الذي تلا افتتاح المهرجان بفيلم «حديث الملك». ربما يكون الزميل متأثرا ايضا بدور نيللي كريم في «هدوء نسبي» كصحافية حروب. لاحقا قال لها:«لا يتوجب أن يفصل بينك وبين محبة جمهورك أي حدود».

تحتمل علاقة منظمي الفعاليات الكبرى في عالمنا العربي بالصحافيين الكثير من التأزم والتشعب. من جهة هناك حالة «طوفان» لبطالة مقنعة تحمل اسم «الصحافة» وتتحرك في الفعاليات بأذهان رتيبة وخيالات فقيرة وتصرفات غير لائقة في مرات، الأمر الذي راكم نوعا من التاريخ يسئ السمعة لـ« الصحافة» مع المنظمين. من جهة أخرى هناك ذلك القصور من جهة هؤلاء المنظمين في «فرز» الصحافيين بين جيد وردىء، مزيف وحقيقي، مثقف وطارىء على المهنة. هذا القصور يظلم المهنيين، بل، ولغرابة الأمر، يعلي من شأن (الطارئين). وليس من المستغرب أن تجدهم جيوشا تعج في الحفلات، فيما صحافيون ونقاد حقيقيون «يشحذون» عند الباب بطاقة للدخول: «عفوا هذه هي الرولز (التعليمات) لا يمكنك اعادة الدخول»، «لكنني خرجت لدقائق فقط وأنت بنفسك من قال لي لا مانع من العودة كما أنني صحافي وعلي التواجد في هذا المكان.. أنظر البطاقة»، اقول لحارس ثالث: « لا تهمني هذه البطاقة في شيء، هذه هي القوانين، حين تخرج لا يمكنك الدخول»، يقولها بصرامة.

ibrahimt@albayan.ae

البيان الإماراتية في

14/12/2010

# # # #

 

تصرخ في الفضاء وعلى الشاشة لكن صدى ذلك لا يرتد إليها

مهرجان دبي السينمائي الدولي:

السينما العربية تطرح وتبحث عمن يناقش

دبي: محمد رُضا

على كثرة المهرجانات العربية التي تعتني، بطبيعة الحال، بالفيلم العربي، تطالعنا حقيقة أن الكثير من هذه الأفلام تنشد وضعا أكثر من مجرد أن تعرض - تنشد أن تثير اهتماما خاصا. تصرخ في الفضاء الشاسع وعلى الشاشة، لكن صدى ذلك الصراخ لا يرتد إليها. في الواقع، يمر الصراخ بعيدا من دون أن يسمعه أحد.

بين المهرجانات المذكورة يبرز مهرجان دبي كأكثرها عناية بالأفلام العربية. فقد خصص لها مسابقات ثلاث (للروائي والوثائقي والقصير) ومنحها برنامجا خاصا بعنوان «ليالي عربية». في حين أن مهرجانات السينما الأخرى مثل القاهرة وأبوظبي والدوحة ومراكش، وضعتها ضمن برامجها التسابقية من دون تخصيص لها. حتى قرطاج التونسي يجمعها، حسب منهجه الذي يلتزم به، مع السينما الأفريقية في مسابقة واحدة. لكن دبي خصص لها هذا التواجد الكبير وحسنا فعل لأنها ساعدته على التميز ومنحته صفة أنه أكثر عناية بالسينما العربية من سواه.

لكن المسألة ما زالت ناقصة بعض الإضافات. إنها مثل لوحة تم تلوين معظمها بما يناسبها، لكن الرسام ترك بعض التفاصيل المهمة بلا تلوين، والأكثر احتمالا أنه لم ينتبه لها. مهرجان دبي بسعته وترامي مساحته السينمائية وكثرة تفاصيله من المحتمل جدا أنه لم يجد تلك المواقع التي يمكن لها استكمال عملية رعاية الأفلام التي تمر على شاشته.

ما يستطيع المهرجان فعله مثلا، هو أن يدرس الأفلام التي يختارها للعروض، سواء أكانت من داخل أو خارج المسابقة، نظرة نقدية وتحليلية ويبحث في كيفية نشر بحث حول ما يعنيه كل فيلم على حدة أو ما تشترك هذه الأفلام في طرحه على طاولة النقاش فنيا وذهنيا. فالمخرج الممعن في نقل تجربته أو تجربة سواه إلى فيلم إنما يستحق أكثر من العرض السينمائي على شاشة أي مهرجان أو حتى أي صالة تجارية. لماذا، السؤال المهم، يحقق المخرج عمله ويعرضه ثم يضعه في خزنته بعد بضعة أشهر إذا ما كان يستطيع أن يحوله (إذا ما استحق الفيلم المبادرة والجهد) إلى حديث عام بين المثقفين وهواة السينما؟

ولماذا، في هذه الحالة، لا يأخذ المهرجان على عاتقه أمر مساعدته في تحويل فيلمه إلى حدث أو - على الأقل - إلى نقطة حوار تتجاوز مبدأ «أعجبني» أو «لم يعجبني».

مثال على ذلك الفيلم الذي استعرضناه بالأمس تحت عنوان «عند الفجر» للمغربي جيلالي فرحاتي.

عودة المخرج إلى العمل بعد سنوات من التقشف والتوقف هو حدث بحد ذاته؟ لم لا يوجد مقال عنه يكتب مسبقا ليرد في عداد النشرة اليومية؟ ثم لم لا توجد قراءة في فيلمه الذي يتحدث عن موضوع هو أكبر من أن يمر من دون طرح؟ إنه وضع الفنان مقابل وضع منتج العمل. السنوات التي تتوالى اعتلاء كتفيه محققا أقل ما كان يأمل إلى تحقيقه ومواصلا رغم ذلك محاولاته لإخراج نفسه من مأزق اللاعمل واستخراج جديد يعيده إلى الساحة أو يطرحه فيها.

ما يبحث فيه الفيلم على الشاشة هو ما يعايشه المخرج فرحاتي على الأرض: كلاهما يسعى لمزيد من الفعل الفني لو أتيح له. وخطأ اعتبار الفيلم حالة منتهية بعرضها. وجود المخرج هو تواصل تلك الحالة ومن المفترض التواصل معه ومع الفيلم في محاولة لإثارة العلم والإدراك بين المشاهدين لكي يدرك المخرج، أي مخرج، بأن ما صرف عليه المال والجهد والوقت والإحباطات، يؤدي وظيفته على خير وجه.

بالأمس مثلا، كان هناك فيلم عرض علينا، نحن أعضاء لجنة تحكيم اتحاد النقاد الدوليين مسبقا لعرضه الجماهيري العام، آت من العراق بعنوان «الرحيل من بغداد». صحيح أن الجمهور بقي وتواصل مع المخرج قتيبة الجنابي، إلا أن الفيلم كان يحتاج إلى قراءة نقدية تنشر لكي تثير الأسئلة الصحيحة وتمنح المشاهدين أبعادا تزيد من ثراء التجربة.

كذلك الحال بالنسبة للفيلم الأردني «مدن ترانزيت» للمخرج محمد الحشكي الذي يطرح الأسئلة المثيرة للاهتمام طوال الوقت في منهجه الوسطي حيال حالة فتاة تعتبر متحررة وما إذا كانت قد تجاوزت خط الوسط من دون أن تدري، بالتالي ما إذا كان موقف المجتمع حيالها محافظا أو متزمتا.

هذه القراءات يجدها المتابع بعد العروض من خلال نقد الأفلام، لكن الغاية هي توفير نقاط اهتمام تجعل المشاهد مدركا مسبقا لأهمية الفيلم ما يرفع عدد المشاهدين وقد كونوا خلاصة كاملة وليس فقط وجود إيجاز منشور في دليل المهرجان حول قصته.

أفلام اليوم

* الرحيل من بغداد - إخراج: قتيبة الجنابي - تمثيل: صادق العطار - الإمارات العربية المتحدة/ بريطانيا - 2010

* أثارت أفلام المخرج العراقي قتيبة الجنابي القصيرة الكثير من الإعجاب بسبب تشربها المكان والطبيعة والضوء. وضع الكاميرا (وهو مدير تصوير أيضا) في المساحات المفتوحة لكي تنقل اللحظة من اليوم لجانب طبيعة المكان. وهو مشدود لوحدة الشخصيات في الأماكن التي تبدو بدورها وحيدة، كما لو أن المدينة كائن لا شبيه له، أو كما لو أن المزرعة التي تبعد عن المدينة أميالا كثيرة، هي جزء من أرض لا مثيل لها في أي مكان آخر.

الآن ينطلق الجنابي لمشروع الفيلم الروائي الطويل عبر عمل حمله عنوان «الرحيل من بغداد» وهو عنوان ينطبق على وضع بطله الذي تفتح الكاميرا عليه وهو يتصل بزوجته من الفندق البغدادي الذي يقطن فيه ليخبرها عن أنه ما زال يبحث عن ابنهما المفقود.

هنا يعرض المخرج مشاهد من وثائقيات يصاحبها تعليق صوتي لبطله هذا يتحدث فيها عن مرحلة يعتبرها مضيئة من حياته هي تلك التي تم انتخابه من قبل مسؤولي حزب البعث لا للانضمام إلى الحزب فقط، بل ليصبح مصور المناسبات الخاصة. المشاهد الوثائقية تقدم الرئيس السابق صدام حسين في مشاهد حانية ووديعة لا تنبئ مطلقا عن أخرى سنشاهدها بعد حين. إنها لتساعد المشاهد التعرف على ما جذب المصور إلى صدام حسين وشخصه ونظامه. لكن شيئا خطأ يقع والجنابي يوحي به ببراعة: سر يلقي عليه بطله الضوء الأول حين نسمعه يحادث زوجته قائلا لها إنه فعل ما في وسعه ولم يجد ابنهما بعد وإنه شخصيا بحالة صحية نصحه الأطباء حيالها بالخروج من البلاد. في مكالمة لاحقة يخبرها أنه مهدد ولا يشعر بالأمان.

في لقطات أخرى، نراه يحضر للهرب. كيف يهرب وابنه مختف؟ كيف يمكن لأب أن ينبذ البحث عن ابنه؟ وماذا فعله هذا الشخص لكي يستدعي قيام رجال النظام بترصده؟ ها هم يدقون باب غرفة الفندق عليه وهو لا يرد (يتساءل المشاهد لم لا يقتحمون الغرفة بما عرف عنهم من شراسة). يزور جواز سفر بريطاني انتهت مدته وبعد حين وجيز نجده تسلل بالفعل لخارج العراق في قطار يشق به الطريق إلى المجر.

هنا تطالعنا ثقوب في الفيلم كوننا لا نعرف كيف استطاع الهرب من مطارديه (حتى مع جواز سفر مزور طالما أن نهاية صلاحيته مرموز إليها بغلاف الجواز المقصوص) وما الذي أوصله إلى ذلك القطار ومن ثم إلى المجر ما يعني أنه تسلل هربا من سلطات الحدود السورية والتركية والمجرية معا.

لكن المشاهد قد يريد أن لا يتوقف عند هذه الثغرات والمخرج يكاد يوفق في تغطيتها عبر تلك الكاميرا الراصدة لبطله وهو يتجول في بودابست بلا معين وبلا رفاق وبلا ما يكفيه من المال ليترك المدينة ويواصل الابتعاد أكثر وأكثر عن البلد الذي جاء منه. لكن محطة بطل الفيلم المجرية هي كل ما سينتهي إليه. في أعقابه رجال النظام في الخارج وهم يبحثون عنه وقد يجدونه وينفذون فيه حكم إعدامه. كل ذلك لأنه يعرف أكثر مما يبدي.

أما السر الذي نعايشه في تلك الشخصية التي تجرؤ على أن تكتب لابنها لتقول: «أنت المسؤول عما حدث لي ولأمك» فهو يبرز في النهاية وعلى نحو صدمة موجعة تزيد من الألم الذي نتبادله مع الفيلم: لقد دخل ابنه الحزب الشيوعي وتم إجبار الأب على البوح بمكان اختفاء ابنه فتم تنفيذ حكم الإعدام به (بقطع رأسه) وصور الأب تنفيذ ذلك الحكم بنفسه. سنفهم أنه أراد الانسحاب من كل تلك الشرور، لكننا نفهم كذلك أنه ما زال غير مقتنع بأن النظام الاستبدادي كان بقرار من رئيس ذلك النظام بصرف النظر عن كل ذلك الود والحب والشخصية الضوئية التي تحلى بها ذلك الرئيس.

هناك مشكلات في هذا الفيلم لكنها ليست من الفداحة بحيث تخلق فاصلا بين الفيلم ومشاهديه. ليست مشكلات في السيناريو من ناحية وصف أحداث ولا حتى هي تقنية النص وتعبيره، بل تنتمي إلى صلب تحديد العلاقة بين المخرج وبطله. ذلك الألم الذي يوعز به الفيلم صوب شخصيته (الرئيسية الوحيدة طوال العمل) والحزن الذي يعتريه والموقف الإنساني الذي يشحنه، وفي الوقت ذاته ما يطلبه منا اتخاذه حين ندرك أنه شارك في وضع نهاية لحياة ابنه ولو دفاعا عن حياته هو.

هذا الفيلم هو أفضل عمل عراقي خرج في السنوات الأخيرة. مثل «ابن بابل» لمحمد الدراجي من حيث معارضته لحكم صدام حسين، لكن في حين عالج ذلك المخرج موضوعه عاطفيا وعلى نحو مفتعل سينمائيا، يؤسس الجنابي لنفسه هنا وضعا فنيا جديرا بالإعجاب. إلى ذلك، ينجح في التعامل مع بطله صادق العطار الذي هو ليس ممثلا (لا هاويا ولا محترفا) بل مجرد رجل يستطيع تجسيد الحالة التي يصبو إليها الجنابي وتحقق له ما يريده من حضور. تلك اللقطات القريبة لوجه الممثل وتلك الكاميرا التي ترصد حركته سوف لن تشي بأن الممثل على الشاشة له أي خلفية في هذا الصدد ما يرفع من قيمة المعالجة المحترفة للمخرج ومن قيمة الموضوع، لأننا في النهاية أمام مفهوم جيد لكيفية التعامل مع ممثل غير محترف: أجعله ممثلا محترفا.

* مدن ترانزيت - إخراج: محمد الحشكي - تمثيل: صبا مبارك، محمد القباني - الأردن - 2010

* فيلم محمد الحشكي رصين في إلقائه نظرة على وضع حياتي معاش في بعض مجتمعاتنا العربية. هنا نجد بطلة الفيلم (صبا مبارك) تقف في منطقة وصول الحقائب في المطار بانتظار حقيبة تبين أنها باتت مفقودة. وسوف لن تتسلمها فيما بعد مطلقا مع ما يحمله هذا القرار من رموز تتعلق بحياة تلك المرأة التي عادت من الولايات المتحدة بعدما طلقت زوجها العربي وليد.

بحقيبة كتفها تتجه إلى العنوان الذي بحوزتها. هناك في منطقة لا تعرفها يعيش أهلها: والدها الذي ما زال غاضبا كونها - على ما يبدو - تزوجت من دون رضاه، والدتها التي تريد أن تتجاوز الماضي وتحتضنها من جديد، وشقيقتها المحجبة التي سترقب فيما بعد تداعيات العودة غير المتوقعة لشقيقتها.

تحاول بطلة الفيلم التأقلم مع المحيط من دون أن ترمي قناعاتها أو تتخلى عنها. تجد في الحجاب ما تنتقده، كذلك في وضع رئيس بنك إسلامي استبدل كلمة فائدة بكلمة أخرى وحلل ما يقوم به المصرف من أعمال. تنتقد كذلك بيروقراطية الموظفين وتتساءل عن ما الذي حدث للناس في عمان بعد 15 سنة من غيابها؟

لكن أكثر ما تنتقده هو أهلها رغم محاولتها الدؤوبة لرأب الصدع بينها وبين أبيها. تترك المنزل لتستأجر شقة وحين تطرد منها تعود إلى بيت أهلها. هنا تواجهها شقيقتها بما لم تضع له حسابا من قبل: العلاقة مع العائلة أمر مقدس كان عليها أن تحافظ عليها قبل أن تنتقد فتور استقبالها أو وضع العائلة والبلد على حد سواء.

المخرج الحشكي في أول عمل سينمائي طويل له يؤم الموضوع بكل ما يحتاجه فيلم يطرح مشكلة اجتماعية من جدية. يعايش الحكاية ولا يستخف بما تطرحه في سبيل حالات ميلودرامية تهدد عادة مثل هذه الأعمال. مثل بطل الفيلم السابق، فإن بطلة هذا الفيلم تجد نفسها وحيدة. لقد كانت وحيدة (على الأرجح) في أميركا وأصبحت وحيدة حين عادت بفعل اختلافها عن المفاهيم السائدة. المخرج يعي أنه لن يفيد الفيلم لو اتخذ موقفا غير متعاطف مع بطلته وهو يفعل ذلك في الوقت الذي يكشف فيه أن بعض تصرفاتها هي المسؤولة عن وحدتها وعزلتها. في النهاية ها هي ما زالت على مفترق طريق. قد تبقى وقد تعود. قد تبدأ وقد تنتهي.

* دمشق مع حبي - إخراج: محمد عبد العزيز - تمثيل: مرح جبر، فارس الحلو، ميلاد يوسف - سورية - 2010

* إذا كان فيلم «مدن ترانزيت» بدأ ببطلته وقد وصلت لتوها من الخارج، فإن فيلم «دمشق مع حبي» (الفيلم السوري الثاني المشترك في المسابقة) يبدأ ببطلته وهي تكاد تصعد الطائرة لتترك سورية، لكنها تتراجع فجأة عن قرارها حين يخبرها والدها، ألبير، بأن حبيبها لا يزال حيا.

الأب المقعد ألبير يأخذ الطائرة ويموت في مدينة إيطالية، أما هي فتبدأ رحلة البحث عن حبيب لم تره منذ الثمانينات قبل توجهه إلى لبنان كمجند في الجيش السوري خلال الحرب الأهلية هناك. هذا المجند مسيحي وهي يهودية. هي لا تعرف له عنوانا ولا هو يعرف أنها تبحث عنه. كل ذلك كاف لموضوع مشبع وجديد، لم تتطرق إليه السينما السورية، ولا العربية، من قبل. والمرء يتوقع أن يكون المخرج على دراية بأن الاستفادة من هذه الحبكة وما فيها من أفكار وطروحات هو ما يجب أن يحرص عليه حتى لا يقع الفيلم تحت عبء غايات لا علاقة لها بصلب موضوعه ولا بالطريقة التي يجب تقديم هذا الموضوع من خلاله.

لكن هذا ما يحدث تماما، فبعد قليل، تتشرذم المشاهد بين إيطالية لا تشكل أي أهمية درامية لاحقة (بل هي مقبولة للحظتها فقط) ويلتقط المخرج شخصيات تريد أن تضحك وتسلي كما لو كان الفيلم مصنوعا لهذه الغاية أو كما لو كان عملا تلفزيونيا لأهل البيت. كما يدخل الفيلم في شرك إضافة مشاهد ملتقطة على طريقة من كل واد زهرة. في أحيان يبدو أن كل ما يخطر على بال مخرجه يقوم بتصويره بمنأى عن ملاءمته وبصرف النظر عن وجوده في السيناريو أو عدم وجوده. لو كان موجودا لكان ذلك ضعفا في النص وإن لم يكن موجودا فهو ضعف من حيث الخروج عنه. في النصف الثاني، حين تنطلق الرحلة ببطلته وبصديق آخر تعرفه بحثا عن الحبيب الذي تكتشف أنه تحول إلى الرهبنة في بعض المناطق البعيدة، يزداد ترهل الفيلم بإضافة حبكات لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي. كان يمكن قبولها لو بدأ الفيلم كفيلم طريق. في أحد المشاهد التي تعبر عن ركاكة البناء وحشر المشاهد من دون ربط دلالاتها على نحو صحيح، نجد بطلة الفيلم تتصل هاتفيا بصديقها لتخبره أنها تريد أن تلتقيه للحال. حين تفعل ندخل في حكاية جانبية لا علاقة لها وسوف لن تخبره «الأمر المهم الذي لا ينتظر» إلا لليوم التالي.

كذلك فإن الكتابة لا تعترف بالزمن كمؤسس لبناء الفيلم. النهار طويل أكثر من اللزوم ليستوعب الرحلة من دمشق إلى ريف بعيد وللتوقف عدة مرات ولإدخال حكاية زواج بين شاب يلعب الكرة وفتاة تحمل مسدسا تستهلك الوقت، قبل أن تكمل المرأة بحثها عن حبيبها المفقود. ستصل إلى الدير وسيكون عندها وقت لتمشي في رحاب المكان ثم لتجلس ثم لتكتب كلمة ثم لتغادر. كل هذا والنهار الطويل لا يزال ساطعا.

الشرق الأوسط في

15/12/2010

# # # #

مهرجان

يقدم عروض برنامج «إيقاع وأفلام» مجانا للجمهور

مهرجان دبي السينمائي يحتفي بالفنانة صباح

دبي - نايف الشمري 

يشارك مدير عام شركة السينما الكويتية هشام الغانم هذه الايام في فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة، ويحرص على متابعة جميع الافلام المشاركة في المهرجان، بالاضافة الى عقده عدة اجتماعات مع المنتجين والموزعين السينمائيين العرب والاجانب للتعاقد معهم والاتفاق حول اعمال مشتركة ما بينهم وبين شركة السينما الكويتية.

·         التقت هشام الغانم في المهرجان، وبادرناه بالسؤال حول انطباعه بمهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة فقال:

بصراحة شهادتي في المهرجان وبالقائمين عليه مجروحة، لكوني اعتبر نفسي ابنا من أبناء هذا المهرجان الدولي العريق، وكنت معهم منذ بداية تأسيس المهرجان وحتى هذه الدورة السابعة وما زلت احرص على حضور هذا المهرجان في كل عام لعدة أسباب، أولها متابعة ورصد كل ما هو جديد في عالم السينما والأفلام، بالاضافة الى الالتقاء مع نجوم السينما العالميين والعرب، وعقد صفقات واتفاقات معهم حول أمور التوزيع والتسويق الذي يهمنا كثيرا نحن كشركة سينما كويتية، كما أن مهرجان دبي السينمائي يعتبر عنصرا مهمًّا جدا لتعزيز الثقافات السينمائية ما بين الدول العربية وايضا الغربية، حيث احتكاكنا بعضنا مع بعض في المهرجان يسهم كثيرا في تبادل ثقافاتنا كسينمائيين.

دعم وموازنة

·         ولماذا لا نرى في الكويت مهرجانا سينمائيا كمهرجان دبي مثلا او مهرجان ابو ظبي؟

- مع الأسف هذه المهرجانات الكبيرة تتطلب دعم ما لا يقل عن عشرة ملايين دولار تقريبا، بالاضافة الى صناعة سينما حقيقية، ونحن في الكويت لا توجد لدينا صناعة سينما، وما أنجز من أفلام سينمائية كويتية هي محاولات وتجارب فردية، فكيف نقيم مهرجانا سينمائيا دوليا ونحن نفتقر الى أهم الأسباب وهو صناعة السينما؟

·         لكن قبل فترة أعلن نبيل الفيلكاوي أنه ينوي تأسيس مهرجان سينمائي عربي في الكويت؟

- هذا السؤال يوجه إليه، وأستغرب كيف يصرحون بإقامة او تأسيس مهرجان سينمائي في الكويت دون الرجوع الينا كشركة سينما كويتية، ثم أين المهرجان الذي صرحوا عنه؟ ولماذا لم يقم حتى الآن؟ فكيف يقام مهرجان سينمائي خارج مظلة شركتنا؟

باقة أفلام

·         اين وصل فيلم عادل امام الجديد؟ ومتى سوف يعرض في الكويت؟

- قريبا جدا سيعرض في الكويت، وأتوقع خلال الاسبوعين المقبلين، وهناك باقة منوعة أيضا من الأفلام الجديدة نسعى لاطلاقها قريبا كشركة سينما كويتية بعد اجازتها من الرقابة في وزارة الاعلام.

·         هل توجد هناك مشاركة كويتية في مهرجان دبي السينمائي الحالي؟

- نعم يوجد هناك فيلم كويتي مشارك في المهرجان بعنوان «ماي الجنة» وهو فيلم جميل أتوقع أن ينال اعجاب الجمهور.

عروض برنامج إيقاع وأفلام

بعد الإقبال الكبير الذي شهده فيلم افتتاح الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، «حديث الملك»، قررت إدارة المهرجان فتح جميع عروض برنامج «إيقاع وأفلام» مجانا أمام الجمهور.

وشهدت أمسية افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي حضور المئات من عشاق السينما الذين احتشدوا في ذا ووك في جميرا بيتش ريزيدنس للاستمتاع بحفل الافتتاح الرائع الذي بُثّ على الهواء مباشرة.

وتقرر فتح عروض برنامج «إيقاع وأفلام»، التي تحتفي بالتناغم بين الموسيقى والسينما مجاناً أمام الجمهور.

وتتضمن التشكيلة المختارة من الأفلام التي ستعرض ضمن برنامج «إيقاع وأفلام»، فيلم «لينون إن واي سي» الذي يقدم صورة عن حياة جون لينون، وفيلم «عندما تكون غريباً» الذي يكشف في محاكاة أخاذة للأسلوب الموسيقي الذي اشتهرت به فرقة «ذا دورز»، عن وثائق سينمائية نادرة عن الفرقة التي أحدثت ثورة غير مسبوقة في عالم موسيقى الروك أند رول.

ويعقب عروض الأفلام، حفلات مباشرة لنخبة من الفرق الموسيقية العربية والعالمية، بمن فيهم ريما خشيش من لبنان و«مسار إجباري» و«واي-كرو»، وفرقة «مرياتشي» قادمة خصيصاً من المكسيك.

ويلي عرض الفيلم المكسيكي الكلاسيكي «إنامورادا» اليوم، حفلة موسيقية يشارك في تقديمها 12 موسيقياً من المكسيك- ستة مغنين من فرقة «جروبو إمبولسر دي لا ميوزيكا ريبريزينتاتيفا دي مكسيكو» المرياتشية، وستة من فرقة «باليت فولكلوريكو يوليتزي وايدن دي لا لاغونا».

جوز مراتي

وبعد عرض الفيلم العربي الكلاسيكي «جوز مراتي»، يوم غد الذي تتألق فيه الفنانة الكبيرة صباح التي يقدم لها مهرجان دبي السينمائي الدولي «جائزة تكريم إنجازات الفنانين» هذه السنة، ستكون هناك أمسية غنائية في ذا ووك في جميرا بيتش ريزيدنس تحييها الفنانة اللبنانية ريما خشيش، المعروفة بأغنياتها العربية الرائعة ذات النمط الكلاسيكي وإبداعاتها الموسيقية التي تمزج بين أنماط مختلفة، كما صدر لها عدة ألبومات وحازت العديد من الجوائز.

ويقدم برنامج «إيقاع وأفلام» يوم الجمعة بعد عرض فيلم «ميكروفون» للمخرج أحمد عبدالله السيد، أمسية موسيقية مع فرقة الروك «مسار إجباري»، وفرقة «واي-كرو» للهيب هو.

القبس الكويتية في

15/12/2010

# # # #

افتتح الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي

ماجد آل مكتوم: المهرجان فرصة للمبدعين السينمائيين

دبي - نايف الشمري

افتتح الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون مساء أمس الأول مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة المقامة التي تستمر حتى 19 الجاري.

وأشاد الشيخ ماجد ال مكتوم بالحدث الذي وصفه بأنه سجل للمبدعين وفرصة يوفرها لهم المهرجان كي يكشفوا عن إمكاناتهم الثقافية والفكرية والإبداعية معربا عن ثقته بأن المهرجان يشكل جزءا مهما وخطوة على طريق ترسيخ وتفعيل الأفلام السينمائية بجميع أنواعها الوثائقية والتاريخية في الدولة.

نجوم عالميون

حضر حفل الافتتاح نخبة كبيرة من النجوم والفنانين من الوطن العربي والخليج والفنانين العالميين، وحضر من الكويت محمد جابر وحسين المنصور وأحلام حسن ومحمود بو شهري وهيا عبدالسلام، ومن الخليج عبدالعزيز جاسم، هيفاء حسين، هدى الخطيب، مروى محمد، غزلان، أوتار ولجين عمران.

أما النجوم المصريون والسوريون فكان أبرزهم عباس النوري، سلوم حداد، بوسي، مصطفى فهمي، أحمد السقا، رانيا فريد شوقي، لبلبة، هالة سرحان، نيللي كريم، ورغدة.

وشهدت أمسية افتتاح المهرجان الأكبر من نوعه في العالم العربي وآسيا وأفريقيا، أجواء مبهرة في «مدينة جميرا»، يزيدها ألقاً وجمالاً مرور كوكبة من نجوم السينما على السجادة الحمراء، يتقدمهم الممثل البريطاني المتألق كولن فيرث نجم «حديث الملك»، الفيلم الافتتاحي في المهرجان الذي فاز بجائزة الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي. ويضم الفيلم مجموعة من النجوم، منهم جيفري راش، وجاي بيرس.

كولن فيرث يجيب عن أسئلة الجمهور

من جانب آخر يستضيف مهرجان دبي السينمائي الدولي الممثل المخضرم كولن فيرث، نجم فيلم افتتاح الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، في جلسة حوار مفتوح يجيب خلالها عن أسئلة زوار المهرجان. وتقام الجلسة على مدى ساعة كاملة في مسرح «فيرست جروب» بـ«مدينة جميرا»، وتبدأ عقب تكريم الممثل القدير بجائزة «نجم العام» من مجلة «فاريتي».

وتكرم جائزة «نجم العام» في مهرجان دبي السينمائي الدولي، التي تحظى برعاية مجلة «فاريتي» المتخصصة في قطاع السينما والترفيه، المواهب السينمائية المبدعة عن مجمل ما قدمته من إسهامات قيمة في مجال الفن السابع.

وستحضر الممثلة كاري موليغان إلى دبي من أجل تقديم الجائزة للممثل كولن فيرث.

القبس الكويتية في

14/12/2010

# # # #

من مصر والسعودية وسوريا ولبنان

الدورة السابعة لـ"دبي السينمائي" تتميز بالأفلام العربية المثيرة للجدل

دبي - (العربية) نيفين أفيوني 

تتميز الأفلام العربية بحصة كبيرة ومتنوعة من مهرجان دبي للسينما في دورته السابعة هذا العام.

إذ يعرض المهرجان أفلاماً مصرية توصف بأنها مثيرة للجدل، يتقدمها فيلم "ستة، سبعة، ثمانية" للمخرج والكاتب المصري محمد دياب، ويناقش الفيلم قضية ارتفاع معدل حالات التحرش الجنسي في مصر.

الفيلم السعودي "عايش" الذي حصد جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان الأفلام الخليجية لهذ السنة، من إخراج عبدالله الإياف، هو أيضاً من أبرز الأفلام المشاركة لهذا العام في المهرجان. وهو يحكي قصة رجل في منتصف العمر يعمل حارساً في مستشفى كبير. حياته روتينية لكنها تتغير يوماً ما لعشر دقائق فقط.

فيلم "الى دمشق مع حبي" للمخرج محمد عبدالعزيز يتناول قصة فتاة يهودية عادت عن قرارها الهجرة من سوريا بعدما أسرّ لها والدها.. فتبدأ رحلتها لكشف الوجه الآخر لدمشق الغنية بالتنوع.

ومن لبنان فيلم "ملاكي" من إخراج خليل زعرور، ويروي قصة مجموعة من الأمهات اللواتي يرفضن نسيان أبنائهن المفقودين منذ الحرب الأهلية.

وفيلم "رصاصة طائشة" من إخراج جورج هاشم تدور أحداثه في بيروت عامَ 1976 ويحكي قصة فتاة في الثلاثينات من عمرها على وشك الزواج لكنها تكتشف فجأة أن مشاعرها باردة تجاه خطيبها. ليدخل الفيلم في أجواء عائلتها في ظل الحرب الأهلية.

العربية نت في

15/12/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)