كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان أبو ظبي السينمائي في ختام دورته الرابعة:

بين ارتباك الإدارة وخذلان لجان التحكيم

بشار إبراهيم

مهرجان أبوظبي السينمائي الرابع

أبوظبي للثقافة والتراث
   
 
 
 
 

كأنما لم يكفه كلّ الاستنساخ الذي قام به المدير الأميركي بيتر سكارليت، فجاء الارتباك والتلعثم الواضح في حفل ختام الدورة الرابعة من مهرجان أبو ظبي السينمائي، ليزيد الطين بلة، إلى درجة بدا معها كأنه يعيدنا إلى المربع الأول.

كل شيء بدا فوضوياً، عابثاً، مرتجلاً.. ليس فقط على مستوى أن يحلّ الممثل المصري خالد أبو النجا، محل مقدمي الحفل، ويقوم بما ليس من مهماته، الأمر الذي جعل مقدم الحفل يقولها على المنصة، دون تردد: «لقد أخذ خالد أبو النجا دورنا«! بل أيضاً إلى الدرجة التي سيقوم بها أبو النجا بالاحتفاظ بواحدة من الجوائز، ويستلمها بنفسه، بعد أن أعلنها لغيره!.. فليس ثمة من يستلم هذه الجائزة الهاربة.. ولينساها الجميع في درج منبر الكلام.

وكذلك، ليس على مستوى أن لا يعرف أحد كيف تُدار الأمور خلال ساعة واحدة، من المفترض أن السيد سكارليت أمضى سنة كاملة، وقبض الرواتب العالية، من أجلها، وفي سبيل تنظيمها، وبرمجتها.. فاختلط الحابل بالنابل، طيلة الساعة.. وتدلل، هو، وبعض رؤساء لجان تحكيمه، في الصعود إلى المنصة، في نزعة للظهور، وتشوّف الحال، ربما أكثر من الفائزين أنفسهم!.. بل كذلك في أن نرى الممثلة المصرية بسمة؛ بطلة فيلم «رسائل البحر«، المنافس على الجائزة، والمتسابقة هي نفسها، تقوم بالإعلان عن واحدة من الجوائز.. فماذا لو كانت الجائزة لفيلمها؟ هل تعلنها وتشارك باستلامها؟ الله ستر!

عدم المقدرة على إدارة حفل الختام، على هذا النحو المريع، أعادنا دفعة واحدة إلى حقيقة أن كل ما فعله بيتر سكارليت، خلال عام مضى على تسلمه إدارة مهرجان أبو ظبي السينمائي، لا يعدو كونه استنساخ تجربة مهرجان دبي السينمائي، حرفاً حرفاً، واقتفاء أثره خطوة بخطوة.. وبدا كأنما فاته، أيضاً، أن يستنسخ كيفية تنظيم حفل الختام، لائق، فوقع في الارتباك واللعثمة!

وبيتر سكارليت، القادم من عقلية تجارية غربية، كان قد ظنّ أنه بعرضه المسرحي المفبرك، مع مذيع حفل الافتتاح، يمكن له أن يثير شغف الجمهور للمفاجآت التي قال إنه أعدها، فما كان من الجبل إلا أن تمخض فولد فأراً! فكما لم تتمكن عنزاته من نيل أي إعجاب، في الدورة الماضية، ها هو حصانه يثير نفور الكثيرين، وهم يرون السيد سكارليت يفشل في ملامسة اهتمامات الجمهور العربي، وحتى في فهمه، خاصة وأن السيد الأميركي يبدو مؤمناً بأن العرب مولعون بالأحصنة، دائماً وأبداً، حتى لو كانت عبر فيلم تجاري، من الدرجة الثالثة، لا يستحق المشاهدة في أي صالة سينما، فما بالك بافتتاح مهرجان، يتكئ على نحو مليار دولار سنوياً.

مؤسف ما جرى في حفل الختام، فعلاً.. زاده أن النتائج بدورها جاءت لتضفي خيبة أخرى، خاصة «مسابقة آفاق جديدة«، التي من المفترض أن يعلّق الكثيرون الآمال عليها، باعتبار أنها يمكن أن تكون فرصة لاكتشاف المواهب السينمائية العربية الجديدة!.. ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح، خاصة مع وجود رئيس لجنة تحكيم امتلك من العجرفة، والإعجاب بالذات، ما جعله (وقد كنت شاهد عيان على الحادثة) أن ينسحب من قاعة عرض فيلم «غيشر« الإيراني، قبيل انتهاء عرض الفيلم بأكثر من ربع ساعة، وذلك مساء يوم 18/10/2010، في مسرح أبو ظبي، لأعلم في اليوم التالي، أنه التحق بالعرض الخاص بفيلمه، الذي كان يعرض في الوقت نفسه!

المأزق الذي يبدو أنه وجد نفسه أمامه، تمثَّل في أنه لم يجد سبيلاً سوى لمنح هذا الفيلم ذاته الجائزة الكبرى، ربما إعجاباً بمشهد تنظيف المرحاض المسطوم، الذي قهقه له بصوت مسموع، كالمسطول!.. أقول هذا، حتى لا أتهمه بعدم الرغبة العنصرية في منح الفيلم السوري المتميز «مرة أخرى«، أو الفيلم العراقي الذي لا يقل تميزاً «كرنتينا«، لتذهب الجائزة العربية لفيلم لبناني/ أميركي متوسط الحال، يُدعى «طيب، خلص، يلا«، الأمر الذي جعل حتى مخرجي الفيلم نفسيهما يعبران عن دهشتيهما، إذ كان أقصى طموح لهما، هو الحصول على منحة «صندوق سند«، وعرض فيلمهما (البسيط على حدّ تعبيرهما هما)، فجاءتهما الجائزة الكبرى، بأكثر القرارات رعونة!

لا أعرف كيف لم ينتبه السيد بيتر سكارليت إلى أن ثمة مخالفة جوهرية هنا، إذ أن هذه الجائزة المخصصة أصلاً للمخرجين السينمائيين العرب، نال نصفها على الأقل (حتى لا نقول ثلثيها) المخرج الأميركي دانييل غارسيا، الشريك في الإخراج، والكتابة، والمونتاج، فضلاً عن قيامه بالتصوير، ومشاركته في اختيار الموسيقى.. فهل يجوز أن تذهب الجائزة المخصصة من أجل «أفضل فيلم روائي لمخرج عربي جديد«، إلى فيلم روائي يقوم بغالبيته مخرج أميركي؟! وهل يمكن أن يتمّ تفسير هذا بأن رئيس لجنة التحكيم تلك، ما هو إلا أميركي التربية والدراسة، فرنسي الهوى، دون أن ننسى التمويل الإسرائيلي الحكومي لأفلامه؟!..

قبل ذلك بأيام، وفي موقف دعا إلى التندّر، أعلن الأميركي بيتر سكارليت «أنه يشعر أن أبو ظبي وطنه«! ضحكنا، وصمتنا.. فجميعنا يعرف السبب!.. ولكنه لم يقل لنا حينها إنه سيدخل معه الأميركيين، إلى درجة أن ينال مخرج أميركي «جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد من العالم العربي«! تذكروا الاسم: دانييل غارسيا..

ولم تتوقف الخيبات التي جاء بها «زعيم لجنة تحكيم مسابقة آفاق جديدة« بهذا، فكان لا بد لها أن تتكامل مع مخالفة صريحة أخرى، لا أدري كيف تم تمريرها، إذ بدل أن يتم منح جائزة «أفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد من العالم العربي« لمستحقها المصري فوزي صالح، عن فيلمه «جلد حي«، قامت لجنة التحكيم بإصدار أغرب بيان يمكن أن يُعلن، لخصته اللجنة بقولها: «ترغب لجنة التحكيم بالإشارة إلى أهمية مبادرات التمويل، مثل «صندوق سند»، و»الصندوق العربي للثقافة والفنون»، في رعاية المواهب، والتي سوف تؤتي ثمارها فيما يتعلق بمستقبل صناعة السينما العربية. لذلك فإننا نوصي بأن يتم تخصيص جزء من أموال الجائزة في هذه الفئة إلى «صندوق سند»، لمواصلة عمله في دعم صانعي الأفلام الوثائقية العربية الجدد«.

هكذا، وبدلاً من القيام بمنح الجائزة لمستحقها؛ المخرج السينمائي، كاملة غير منقوصة، شاءت لجنة التحكيم إرجاع الأموال، والتبرع بها لمصدرها «صندوق سند«! لا ندري من أين أتى هذا القرار الخرافي؟ من قال لهم إنه يجوز اقتطاع جزء من هذه الجائزة، ومنحها لجهة غير متسابقة أصلاً، بل هي داعمة، وممولة، لجزء من الأفلام المشاركة في المهرجان؟ أما يكفي ذاك الانحياز الفاضح لبعض الأفلام التي دعمها «صندوق سند«، إلى درجة أن البعض، في لجان التحكيم، بدوا وكأنهم يطمحون لنيل رضا هذا الصندوق العتيد، تارة بمنح أفلامه الجوائز، دون وجه حق، وتارة بمنحه هو نفسه ثلاثة أرباع جائزة، في مخالفة صريحة؟!..

وإذا كان من الممكن للجنة تحكيم ما أن تخالف النظام، أو المنطق، فإن إدارة المهرجان هي المسؤولة والمعنية أولاً بردع هذه المخالفة، ورفضها، والتوجيه للجنة التحكيم، إما بحجب الجائزة، أو منحها لمن يستحق.. أما أن يجري اقتطاع جزء من الجائزة، دون وجه حق، كرمى لعيني «صندوق سند«، فهذا مما لا يخطر على بال!

ولا نريد أن نتساءل، فنقول: ترى كيف يمكن لهذه التصرفات العجيبة أن «تؤتي ثمارها فيما يتعلق بمستقبل صناعة السينما العربية«، وهي تنشر الإحباط بين المخرجين السينمائيين العرب الجدد الذين خرجوا كلهم (باستثناء اللبنانية رانيا عطية، الشريكة للأميركي دانييل غارسيا)، من المولد بلا حمص؟

ومع الاستغراب الشديد لخروج فيلم متميز، مثل الفيلم المصري «رسايل البحر«، دون أي انتباه.. يبقى أن الإشراقة الوحيدة، والناقصة، وذات المخالفة، أيضاً، هي أنصاف الجوائز التي مُنحت لكل من: كيم لونغينوتو، وباتريشيو غوزمان، وماهر أبي سمرا، وجورج سلاوزر. فقد كانت المخالفة صريحة، أيضاً، في منح نصف «جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي من العالم العربي«، للمخرج الهولندي الكبير جورج سلاوزر، دون أن تقنع أحداً إضافة جملة «أو حول العالم العربي«، التي بادرت إليها لجنة التحكيم!..

انتهت الدورة الرابعة من مهرجان أبو ظبي السينمائي، وهي في كل تفصيل من تفاصيلها تدعونا لإعلاء الصوت من أجل ضرورة إيجاد إدارة عربية، قادرة، ومحترفة، تخلّص هذا المهرجان من عثراته، وفوضاه، وتُُخلص لحقيقة السينما العربية، واقعها، ومستقبلها، وهمّها، وهمومها.. وكي تسدّ الأبواب تماماً أمام حالات التسلل الإسرائيلي، التي لم نعدم وجودها، سواء كأفلام، أو كأشخاص!

المستقبل اللبنانية في

31/10/2010

# # # #

مهرجان أبو ظبي السينمائي ..

بين الــواقـعية الــسحرية والـقضايــا السـاخنــة

ناجح حسن

حميمية ورؤى جمالية ودرامية لافتة اختصرها المخرج التشيلي الشاب ماتياس بيزيه بفيلمه الروائي الطويل المعنون (حياة السمك) عن حقبة زمنية مليئة بالأحداث الجسام المفعمة بأجواء من السحر والأساطير  ضمن حيز مكاني محدود تسري فيه الأحداث خلال مدة يتطابق فيها الزمن الواقعي والزمن الفيلمي  .

أثارت أسلوبية الفيلم دهشة وإعجاب كثير من النقاد المتابعين لفعاليات الدورة الرابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي خصوصا وان الفيلم كان من بين الأعمال المرشحة لواحدة من جوائز المهرجان التي أعلنت يوم الجمعة الماضي.

يتناول الفيلم حكاية الكاتب الدائم التجوال معاينا بالكلمة أماكن ووقائع في الكثير من الأمكنة  الموزعة بأرجاء العالم من بين التي يقبل عليها السياح وهو الذي يقرر  ذات يوم أن يغادر مقر إقامته في المانيا والعودة إلى مسقط رأسه في تشيلي بغية حضور حفل عيد ميلاد صديقه .

لكن براعة وحيوية المخرج بيزيه الذي قدم من قبل فيلمين: (في السرير) 2005 و (عن البكاء) 2007 تأخذ بالتدفق خلال 83 دقيقة هي مدة الفيلم ذاته حيث الإيحاءات والدلالات العميقة التي تشير إلى أحاسيس وانفعالات وعواطف في لحظات من المواجهة مع أصدقاء الماضي والتعاطي مع تفاصيل الحياة اليومية دون أن يعزل المخرج ثقافته الإنسانية عن مسرى الأحداث بل يقود المتلقي إلى تلاوين من هموم وآمال يكابدها مجتمعه المعاصر بعيد عن أي تكلف أو استسهال.

تمكن المخرج من توظيف مفرداته لغته السينمائية والفكرية بحذق وهو يصور حيوات كثير من الأشخاص والمواقف وهي تفيض بالحب والود والألفة بين الأصدقاء رغم عوائق الغياب والأسى واللوعة والحرمان ومما زاد الفيلم متعة ذلك الافتتان بشريط الصوت التي تصدح فيه الأغنيات والموسيقى الشديدة التعبير عن أحاسيس وعواطف جياشة تجاه التواصل .

ومع أن المهرجان يعرض في مسابقاته العديد من الأفلام العربية بشقيها التسجيلي والروائي المتفاوتة الطول إلا إن فيلم (رسائل البحر ) للمخرج داوود عبد السيد هو الأجدر في إحدى جوائز المهرجان التي حادت جميعها عنه لحظة إعلان الجوائز في حفل الختام الأمر الذي اعتبر واحدة من مفاجاءات  التحكيم! 

يفيض فيلم (رسائل البحر) أحدث إبداعات المخرج المصري داوود عبد السيد بتلك الأجواء المفعمة الشديدة الصلة بالموروث الخصب للأمكنة والشخصيات والموسيقى وجميعها موظفة في ادوار مؤثرة تحاكي تلك النزعات الدفينة في دواخل أفراد تجهد نفسها بالبحث عن كينونتها داخل حراك وجدل يومي تؤثره المجازفة في الاقتراب والالتحام معه كاميرا مخرج متمرس بهذا النوع من الأفلام المشحونة بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية.

تستند وقائع الفيلم الذي يشارك أيضا هذه الأيام في مهرجاني أيام قرطاج السينمائية والدوحة ترايبكا إلى حكاية ومجازفة ذلك الطبيب - يؤدي الدور الممثل اسر ياسين - الذي اثر أن يعود إلى مسقط رأسه بيت عائلته القديم في مدينة الإسكندرية بعد أن اتخذ قراره بان ينأى بنفسه عن مهنته جراء سخرية زملائه من تأتأة تلازمه في اختلاطه وحديثه مع الآخرين .ثم يمضي الطبيب أغلبية وقته متأملا ما يحيط به من أحداث بسيطة تسري أمامه وكأنه يعاين ويعيد قراءة حياته من جديد وما تنطوي عليه من مستقبل غامض حين يأخذ في الاتصال بجارته العجوز الإيطالية الأصل وابنتها كارلا كأنه في جولة آنية يبث فيها شعوره من مفردات الحنين والبحث عن التواصل الإنساني.

رغم مساحات من الوحدة الاشبه بالعزلة يقتطع الطبيب الشاب قسطا من وقته بالقيام بهواية الصيد على ساحل البحر والاستمتاع بالموسيقى الآتية عبر أشرطة جهاز التسجيل أو الأثير في سعي هادي ينهض على طرح أسئلة أكثر من تلقي الإجابات دون أن يفقد إحساسه الرومانسي الخفي والخجول عما تصادفه رحلته من علاقات وسلوكيات متباينة.

رويدا رويدا يكتشف الطبيب كم تغير العالم ومحيطه الاجتماعي الذي حدا بجارته العجوز أن تجد ملاذا لها في العودة إلى ايطاليا دون أن تشفع لها سنوات عمرها الطويلة بعد إن كابدت الكثير من سلوكيات مالك بيتها الجديد المندفع إلى تحقيق مصلحته الخاصة دون عواطف أو رحمة حيث يجسد الفيلم صورته ببلاغة خلال قيامه بصيد الأسماك بواسطة الديناميت وتصويره في نهاية الفيلم داخل مركز دائرة من مجاميع السمك النافق على سطح البحر.

يصادف الطبيب في ساعات الليل والنهار نماذج وسلوكيات متنوعة لأفراد وجماعات تنأى عن تلك الصورة المألوفة في أفلام السينما المصرية الراهنة التي قدمت موضوعاتها من داخل العشوائيات أو من على شواطئ شرم الشيخ السياحية بلغة خطابية زاعقة أو عبر مشاهد ومناظر العنف أو في المواقف الكوميدية المعبأة بشطط الافيهات والشخصيات المقحمة على الأحداث.

يسلك المخرج داوود عبد السيد بفيلمه الجديد أسلوبية فريدة تخلو من حبكة درامية متصاعدة درجت عليها السينما المصرية بل إن العمل بمجمله ينسج ظروف وأحوال أبطاله في دائرة كاملة من العلاقات المستمدة من إيقاع الحياة اليومية ببيئة شخصياته وفيها من النبض الإنساني الذي يزنر شخصيات تبدو للوهلة الأولى على خلاف ما تظهر به من بطش وقوة كما في حالة صديق الطبيب الذي يلتقي به في حانة ليلية ليغدو لاحقا من بين أصدقائه المقربين عندما يسرد واحدة من مشاجراته التي أدت إلى ارتكابه جريمة قتل وهي حادثة أعادت تركيب شخصيته كانسان ينشد الود والصداقة في سائر سنوات حياته.

مع أن فيلم (رسائل البحر) يغوص في بيئة اجتماعية تحتشد بأحلام وطموحات وآلام أفراد بسطاء إلا انه يحيد عن تصوير أحداثه بواقعية مألوفة فالأحداث والسلوكيات بالفيلم تقدمها كاميرا عبد السيد بعين مغايرة شديدة الطموح والتماهي مع رغبات شخصيات العمل بدءا من الرسالة التي تغلف بزجاجة وترمى في ماء البحر لتصل إلى يد صياد آخر ويرميها ثانية في الماء بعدما رأى فيها ما يشبه السحر أو الغرابة وما بينها من صور وأحداث مجبولة بمحاولات فهم شروط العيش في أجزاء من المدينة ذات الحضور الطاغي في الثقافات الإنسانية.

رغم اتساع رقعة الفيلم واحاطته بكثير من الوقائع والأحداث التي تنعكس على شخوصه فانه لا يتطرق إلى موضوعات سياسية بشكل مباشر وإنما العمل في نتيجته النهائية حفر وإنعاش لكثير من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي طالما علقت بذاكرة المشاهد بين الحين والآخر في أكثر من حقبة زمنية عاشتها مصر.

يرسم فيلم (رسائل البحر) أحداثه بدقة تتسم فيها سلوكيات ببيئة مدينة كالإسكندرية في إحساس إنساني متين شديد الاعتناء بالأدوار الرئيسية والصغيرة التي اضطلع بها طاقم الممثلين تتناغم مع مفردات الفيلم الجمالية والدرامية التي وظفت ببراعة داخل فضاءات العمل.  يشار إلى إن المخرج داوود عبد السيد الذي سبق أن قدم للشاشة العربية الكثير من الإبداعات السينمائية: (الصعاليك) ، (البحث عن سيد مرزوق)، (الكيت كات)،(مواطن ومخبر وحرامي) إضافة إلى العديد من الأفلام التسجيلية حازت أعماله على كثير من إعجاب النقاد وجوائز التقدير في المهرجانات العربية والعالمية تمكن من إنجاز فيلمه هذا بعد طول انتظار دام تسعة أعوام وذلك بفعل منحة تمويلية من وزارة الثقافة المصرية التي أخذت في الأعوام الثلاثة الأخيرة بانتهاج سياسة تمويلية لمشاريع من الأفلام المؤجلة .

كما وعرض المهرجان الفيلم الألماني الكلاسيكي الشهير (ميتروبوليس) 1927  لفريتز لانغ والذي يعد من أكثر الأفلام تأثيراً في تاريخ السينما ومن أعلاها تكلفة وقت إنتاجه وهو أيضا أول ملحمة سينمائية في حقل  أفلام الخيال العلمي ومن أول الأفلام التي تلجأ إلى هذا النوع السينمائي كي تتنبأ بالمستقبل.

وقدمت فعاليات المهرجان مقاربة غير متوقعة بين المخرج الاميركي دوغ ليمان وفيلمه (لعبة عادلة) - صورت بعض مشاهده في الأردن وشارك في التمثيل فيه عدد من الممثلين الأردنيين  - والمخرج العراقي عدي رشيد وفيلمه (كرنتينة) حيث تناول الفيلمان :  الأول هوليودي من بطولة ناومي واتس وشون بن والثاني من الإنتاج البسيط مستقل من العراق حائز على منحة صندوق المهرجان سند  الغزو الأمريكي للعراق من منظورين مختلفين مروراً بتجربة الإنتاج المختلفة لكلا الفيلمين.

أشار فيلم (لعبة عادلة) لدوغ ليمان أبعادا جديدة  إلى حكاية العميلة السرية الأمريكية التي تداولتها الصحف الاميركية عشية غزو العراق التي سرحت من عملها بفضيحة كبرى خططت لها إدارة بوش بهدف التعتيم على حقائق تكشف زيف الحجج التي قادت إلى احتلال العراق.

وصور الفيلم الإماراتي (ثوب الشمس) لسعيد سالمين الذي يشارك ضمن مسابقة آفاق جديدة البيئة الطبيعية في ريف دمشق وفي الجزيرة الحمراء بإمارة رأس الخيمة ليروي قصة تمزج بين الحس الحكائي الشعبي والزمن الراهن طارحاً قضية الإعاقة الجسدية من خلال فتاة صماء وبكماء لكنها شديدة الجمال.

ومن بين الأفلام اللافتة والمثيرة للجدل داخل أروقة المهرجان جاء عرض الفيلم الروائي الطويل (ميرال) للاميركي جوليان شنابل المقتبس عن كتاب الصحفية الفلسطينية المقيمة بايطاليا رولا جبريل والمستوحى من سيرتها عن حكاية تمتد فصولها على عدة أجيال وتتناول وقائع حياة أربع نساء عربيات يعشن في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية جاء العرض الدولي الأول لفيلم (تشيه – رجل جديد) للمخرج تريستان باور الذي عمل على كشف جوانب جديدة من حياة الثوري الأكثر شهرةً في القرن العشرين (ارنستو تشي غيفارا) من خلال كلماته وشهادات المقربين منه باحثاً وكاشفا عن خفايا هذا الرجل صاحب النزعات الإنسانية في مواجهة الظلم والاحتلال والهيمنة حيث دفع حياته ثمنا لذلك.

في مسابقة آفاق جديدة قدم الفيلم الأمريكي (قوة القوافي الصاخبة) للمخرج جوشوا اتيش ليتل الذي يشكل قصيدة غنائية مهداة إلى فن الهيب هوب العالمي مارا بسيرة هذا الفن منذ أن بدأ في قلب المدن الأمريكية إلى ما هو عليه اليوم على يد المهاجرين الفرنسيين والألمان والشباب والحركات النسوية الإفريقية الجذور .

الرأي الأردنية في

29/10/2010

# # # #

 

داود عبد السيد: أين الرسائل القديمة؟

وائل عبد الفتاح

نجاح أي مهرجان يقاس بأفلام تترك علاماتها في دفاتر سرية، تفتح من دون إرادة، وتصحب الحواس إلى رحلات اكتشاف ودهشة خارج الخبرات النائمة في اطمئنانها. «مهرجان أبو ظبي السينمائي» كان مشحوناً بأفلام من هذا النوع. لكنّه ظلّ حائراً بين أن يكون قبلة للشغوفين بالسينما، وأن يكون جذاباً بنجومه وضخامته وفخامته. في دفتر أبو ظبي، بهجة لا تُنسى مع فيلم «أرواح صامتة» لأليكسي فيدورتشنكو الذي تجدد فيه شغف السينما الروسية بالصورة الخالصة، فيما بدا خيال «روداج» لنضال الدبس محشوراً في كتاب أفكار محنطة ومنقولة من دون روح من كتالوغات السينما الروسية التقليدية.

«المومياء» في نسخته الملوّنة بعد الترميم، بدا مدهشاً: لقد كان شادي عبد السلام حاضراً بجنونه الناعم، وخيال بصري تحدى الرتابة والركاكة والولع بإيقاع واحد نشرته هوليوود.

عن الإسكندرية القديمة ومصيرها بعد صعود «البلطجية»

أما داود عبد السيد، فبنى فيلمه «رسائل البحر» (الصورة) على فراغ صغير، لا تراه عادة بوضوح، بين شخصيّتين تعيشان في جسد كل بطل من أبطاله الثلاثة. يحيى الطبيب، ابن البورجوازية الخجول، صياد فقير أيضاً. ونورا الزوجة الجارية في حياة الثري الباحث عن تعدّد متع الحلال، هي فتاة ليل تبيع الهوى وتتجول بحثاً عن المشترين. وقابيل وحش الكباريهات وحارسها المخيف، هو نفسه خائف من قبضته بعدما قتل بها صديقه. كل بطل يتنقل بين عالميه صانعاً ذلك الفراغ الذي يرسم إيقاعاً رومانسياً عن علاقات مشحونة بالعواطف، ومرة يستخدم هذه العواطف في معركة مع قتلة يدمّرون الإسكندرية، أو صورتها الرومانتيكية، كما تبدو في نوستالجيا مؤرقة للفيلم كله. رسالة داود أثقلت الفيلم، وجعلته يبدو عادياً في طرح المعركة بين الإسكندرية القديمة بمعمارها الكوزموبوليتي وشاعرية الصيد بالصنارة القديمة، وبين مصير الإسكندرية بعد صعود «البلطجية» والأغنياء الجدد وصائدي السمك بالديناميت. الصراع تقليدي، والنوستالجيا في الفيلم ثقيلة، بل مملّة.

داود مرتبك في «رسائل البحر»، خذل جمهوره المغرم برسائله المحكمة، وبدا متردداً في الانفلات. يبحث عن خفة محتملة من خلال تعدّد الرواة، بما يحرّره من مركزية الراوي الواحد، ويبحث عن تعبيرات حرة أكثر للحواس، بعيداً عن رمزيتها، أو طقوسيتها، كما في أغلب أفلامه السابقة. رسالة البحر وصلت إلى داود قبل متفرّجيه. والفيلم محاولة أمام الجمهور للفكاك من رسائله القديمة.

الأخبار اللبنانية في

01/11/2010

# # # #

سينما العالم الـــى المنطقة

قيس قاسم

افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي، أعاد طرح السؤال الذي ظن البعض ان الدورة السابقة أجابت عنه، وهو: أي توجه سينمائي رسم المهرجان لنفسه وماذا يريد أن يحقق؟ وبدلا من المضي في ترسيخ ما يعزز من قوة الدورة الثالثة، فاجأ فيلم الافتتاح الكثيرين، وأثار تساؤلات حول الأسباب التي تدفع بدورة فيها الكثير من الأفلام الجيدة والقوية، الى اختيار فيلم عادي للافتتاح تدور قصته حول الخيول وعالم المسابقات المشحون بالمغامرة وألاعيب رجال المال؟

قد يدافع منظمو المهرجان عن قرارهم بأن جمهور الافتتاح هم من المختصين دون العامة، ولذلك فإن مستوى فيلم الافتتاح ليس هو الذي يقرر مستوى الدورة. وقد يكون هذا صحيحا اذ ان هناك مهرجانات عالمية مكرسة تقدم أفلاما فيها خصوصية ما، يريد المشرفون عليها عرض جانب ما من دون النظر الى مستواها الكلي، وفيلما «روبن هود» في مهرجان كان و«ماتشيتي» في البندقية يشكلان نموذجاً، لكن النقاش يدور هنا عن مهرجان تنظمه دولة خليجية، لم يتجاوز عمره أربع سنوات، وبالتالي فان ترسيخ مبدأ عرض الجيد في الافتتاح أمر مهم لايقاع الدورة ومستواها.

والنقاش ما زال في حدود مقاييس السينما، أما ان يقع اختيار فيلم الافتتاح وفق اعتبارات بعيدة عن هذه الحدود، فإن هذا يعيد طرح الاسئلة الأولى عن توجه المهرجان مرة أخرى. والمفارقة ان البرنامج العام ومسابقاته فيهما الكثير من الجودة لكن بدايته لا تتوافق معها بل إنها غطت على جزء كبير منها.

وعلى مستوى آخر، طور المهرجان من نشاطه خارج العروض، فقدم مساعدات مالية للسينمائيين، غطت جزءا من انتاج أفلامهم وأدخل أفلام أبو ظبي ضمن نشاط دائرة عمله، كما ركز على الندوات والمقابلات المفتوحة بين الضيوف، من ممثلين ومخرجين، وبين الاعلاميين والنقاد، فيما بقي الجزء العربي منه مرهونا بشح الانتاج ومستواه المتباين، وهذا ما لاحظناه في فيلم السوري نضال الدبس «روداج» الذي بدا متراجعا عن  فيلمه الروائي الأول «تحت السقف». في هذا الفيلم أراد الدبس الدخول الى منطقة مهمة وحساسة من الوضع العربي وهي قضية الخوف الذي يتضخم، أو تضخمه الأنظمة العربية في نفوس مواطنيها، لكن الفكرة المثيرة والسياسية في المقام الأول لم تعالج بصريا بشكل جيد.

لقد دخل الدبس في عوالم نفسية وتركيبة اجتماعية سورية ملتبسة ومعقدة، ولم يخرج منها بشيء مهم، فظل مشهده باهتا وممسرحا، وممثلوه لم يقدموا شيئا مهما فهبط مستوى العمل كله. وكالعادة أثار العرض «الحنق» لدى النقاد والمعنيين بالهم السينمائي العربي من ضيوف المهرجان، لأنه أكد مرة أخرى القاعدة المألوفة في عمل معظم السينمائيين العرب، وهي أن يقدم أحدهم عملا جيدا ليتبعه بأعمال ضعيفة، فما إن ينجز أحدهم عملا أولا  جيدا، حتى يليه فيلم ثان مرتبك ومتراجع عن الذي سبقه، حتى ليبدو الأمر كله وكأنه لعبة نرد، الحظ فيها هو من يقرر الرابح وهو من يبقي الموهبة والحرفية أو يسقطها. وفي الغالب يحدث الأمر الأخير فتخسر السينما وجمهورها أملا في موهبة هما في أمسّ الحاجة اليها. السينما العربية فيها اليوم الكثير من السيئ والقليل القليل من الجيد، وبالتالي لا أحد يلوم المهرجانات العربية في خياراتها المحلية.

وما هو معروض في الأسواق شحيح، ما يدفع المهرجانات الى التسابق للحصول عليه، وغالبا ما تضطرها الحاجة الى القبول بالحد الأدنى، والتنازل عن سقف شروطها العالي. وطبعا هناك استثناءات، كما في تجربة العراقي عدي رشيد الثانية «كرنتينا».

في عروض الأيام الأولى من الدورة الرابعة لاحظنا، وجودا مكثفا ونوعيا للأفلام الوثائقية وبالدرجة نفسها للأفلام الأوروبية خصوصاً تلك التي تمس موضوعاتها قضايانا العربية، مثل: «حرائق» للكندي دني فيلنوف و«دموع غزة» للنرويجية فيكه لوكبيري و«أطفال غزة- أطفال الحجارة» لروبيرت كريغ و«القسم» للورا بويتراس، والأخير مثير للجدل ومصنوع بطريقة مذهلة، يقدم شخصية «أبو جندل» الذي كان حارسا لبن لادن، اعتقله الأميركيون ثم أطلقوا سراحه فعاد الى اليمن ليعمل كسائق تاكسي. في صنعاء تلاحق لورا أبو جندل وهو في لحظة «سكونه» الحياتي بعدما عاش تجربة طويلة مع القاعدة، وصار من المقربين الى قائدها. فقد عمل كحارس شخصي له وتولى مركز ضيافته، فنتعرف على معظم منفذي أحداث 11 ايلول (سبتمبر) والقادة الميدانيين في مناطق متفرقة؛ كالعراق وأفغانستان والشيشان.

لقد وقعت لورا على كنز استثمرته بشكل ناجح فأغنت فيلمها التسجيلي الذي عالجت فيه أكثر من موضوع حساس، كأفكار القاعدة وطريقة غسلها أدمغة المنتسبين الى تنظيماتها، وقوة الاقناع التي تتوافر عند بعضهم كما في حالة أبي جندل. ولورا لم تقدمه بصورة الارهابي النمطية، بل تركته يقدم نفسه كرجل يتمتع بذكاء ودهاء وهو في النهاية، ورغم ما يدعيه من تناقض وتعارض مع بعض أساليب القاعدة، ومنها استخدامها العنف ضد الأبرياء، لم يتراجع يوما عن الدعوة للتنظيم والعمل بلا كلل لكسب آخرين له من دون الاعلان الصريح عن ذلك، وبهذا شكل رغم وجوده خارج تنظيماتها، استمرارا للحركة وأفكارها العنيفة!

على مستوى آخر يتعلق بممارسات اسرائيل المنهجية لتدمير الشعب الفلسطيني يعود روبيرت كريغ الى بيت لحم، والى مجموعة من أطفال الحجارة كان قد صورهم فوتوغرافيا، عندما كان يعمل على فيلمه الوثائقي الأول عنهم قبل عشرين عاما، حينها كانوا مشاركين فاعلين في الانتفاضة التي سموها «انتفاضة الحجارة» ليجدهم ثانية وقد كبروا وصار عندهم أطفال يعيشون حالة جديدة من العزل، ولهذا أطلقوا على أطفال هذه المرحلة اسم «أطفال الجدار» نسبة الى الجدار العازل الذي بني ليعزل الفلسطينيين في مدنهم، ويبقيهم من دون بنية تحتية ولا اقتصاد يساعدهم على العمل والعيش. بين هذين الزمنين يتحرك فيلم كرينغ ليقدم لوحة صادقة عن الحياة في تلك المدن وكيف تحول هؤلاء الصبية من أطفال حجارة الى أطفال جدار! في حين تحولوا في شريط النرويجية لوكبيري الى عينات ممزقة، ومحروقة في غزة المحاصرة، أثناء الهجوم الاسرائيلي الأخير. ومشاهد «دموع غزة» لا تدفع المشاهدين الى البكاء وذرف الدموع فحسب، بل الى الذهاب بعيدا في غضبهم والتساؤل عن مصدر ثقة الدولة الاسرائيلية بنفسها واستهتارها بكل القوانين، فهي تضرب عرض الحائط بالرأي العام واحتجاجاته، وتبقى من دون خوف تمارس سلوكها الدموي والوحشي. فيلم لوكبيري، كما قالت في تورنتو، شهادة حية صورها الضحايا أنفسهم من داخل مدينة حاول الجيش محاصرتها تماما والتكتم على كل مجازره في داخلها، لكن كاميرات الناس الضحايا صورت ممارسات الغزاة وأخذناها منهم وصنعنا فيلمنا، وقد كشفت ما ارتكبوه فجاء الشريط بمثابة شهادة على تلك المذابح التي راح ضحيتها الأطفال والنساء.

النرويجي «دموع غزة» مؤثر الى درجة تعيد الى الأذهان حقيقة وجود أناس من الطرف الآخر يتضامنون مع المقهور ويعرون القاتل بشجاعة نادرة وواعية، وكلام المخرجة النرويجية في تورنتو يوضح المقصود: لقد ظننت ان فيلمي لن يشتريه أي موزع عالمي خصوصاً وان ضغوطا كبيرة مارستها الحكومة الاسرائيلية لمنعه من المشاركة في المهرجانات العالمية، لكنني فوجئت بعرض شركة أميركية كبيرة شراءه، وأكثر من مهرجان طلب مني المشاركة به. لقد تيقنت من أن اسرائيل والاعلام الموجه لن يحجبا الحقيقة مهما حاولا ذلك. أما دني فيلنوف فاقتبس مسرحية اللبناني الكندي وجدي معوض «حرائق» لينقلها الى الشاشة وينقل معها تعقيدات الحالة اللبنانية التي أفرزت حربا أهلية دامت أكثر من خمسة عشر عاما، وتعقيدات أخرى على مستوى الأفراد الذين عايشوها ومن بينهم «نوال» الأم التي تركت وصية غريبة وطالبت ولديها بايجاد أخيهم الثالث، الذي لم يعرفوا عنه شيئا ولا حتى عن وجوده من قبل. الوصية سوف تدفع ابنتها جاين الى لبنان أولا لتقصي أخبار أخيها والعثور عليه كي يتسنى لروح والدتها السلام في قبرها. وما يميز الشريط اداؤه الفني والسيناريو المكتوب بطريقة فيها من الغموض ما يخلق الاضطراب، كي يفرض على المشاهد التفكير والمشاركة في صياغة أحداثه، ومن بعد تلمس آثار الحرب من خلال الالتباسات ذاتها وتجلياتها.

عمل مهم، ينشد البحث في المصائر الفردية والحرب التي مزقت لبنان ودمرت حياة الكثير من الناس الذين عايشوها. كل هذا الى جانب أفلام دخلت في خانات خارج المسابقات كفيلم «لعبة عادلة» للأميركي دوغ ليمان الذي يعالج دور وسائل الاعلام في التحضير للحرب على العراق من خلال قصة حقيقية تعرض أصحابها الى العزل والتشهير بسبب كشفهم التخطيط المسبق للادارة الأميركية في شن الحرب بحجة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. الفيلم من انتاج اماراتي ويجسد الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الثقافية والمهرجانات العربية في صناعة السينما وتطويرها، عالميا ومحليا!

الأسبوعية العراقية في

31/10/2010

# # # #

 

الأمريكان يفضحون حكومتهم.. وفيلم كندي يفضح حرب لبنان!

كتب عصام زكريا

في دورته الرابعة التي عقدت من 14 إلي 24 أكتوبر، استطاع مهرجان أبو ظبي السينمائي أن يصنع لنفسه هوية خاصة بعد أن كان خليطا غير متناسق من الهويات المصطنعة.

أولا اسم المهرجان تغير من «الشرق الأوسط» ليحمل اسم المدينة التي يقام فيها، كما هو الحال في الغالبية العظمي من المهرجانات السينمائية.

هذا التغيير يعكس رغبة القائمين علي المهرجان في الاعتزاز بإمارتهم العربية وهو ما يظهر في العديد من أعمال وفعاليات المهرجان. اللغة العربية باتت أكثر استخداما في المهرجان. هناك حرص علي ترجمة معظم الأفلام إلي العربية. الندوات والمناقشات التي تعقب عرض الأفلام باتت تستخدم العربية بشكل أساسي بجانب الإنجليزية. الكتالوج ظهرت منه نسختان، واحدة بالإنجليزية فقط، والثانية بالعربية فقط علي غير عادة الكتالوجات التي تحمل لغة البلد والإنجليزية في نفس الصفحة.

مسابقة «أفلام من الإمارات» التي كانت أول نشاط سينمائي في المدينة توقفت بعد إنشاء المهرجان وانتقال مؤسسها مسعود أمرالله إلي مهرجان دبي، ولكنها عادت هذا العام لتصبح أحد البرامج الرئيسية في مهرجان أبو ظبي، مما زاد من التواجد العربي فيه.

لا أكتب ذلك تأييدا للنزعة المحلية في المهرجانات، فهي آفة نعاني منها في مهرجاناتنا «الدولية»، ولكني أؤيد الاهتمام بالجمهور المحلي باعتباره الهدف الأول من وراء أي نشاط ثقافي، ونتيجة للخطوات التي قام بها مهرجان أبو ظبي نحو اكتساب هوية إماراتية أصبحت المدينة وسكانها أكثر تفاعلا مع المهرجان بعد أن كان يبدو ضيفا غريبا عليهم.. أكثر تفاعلا نسبيا، لأن الأجانب، خاصة الأوروبيين والأمريكيين ومعهم اللبنانيون، لا يزالون يشكلون الجمهور الأعظم لفعاليات وأفلام المهرجان.. وهذا أمر طبيعي في بلد ليس له تاريخ سينمائي ولا ثقافة سينمائية راسخة، ولكن المؤكد أن المهرجان - بجانب مهرجاني دبي والخليج وغيرهما -بدأ في صنع قاعدة جماهيرية محلية معظمها من الشباب الصغار من صناع وهواة الأفلام.

علي مدار عشرة أيام شهدت عروض الأفلام إقبالا جماهيريا ملحوظا. مشهد لا نراه في مهرجاناتنا من القاهرة إلي الإسكندرية مرورا بالإسماعيلية.. ومهما كانت المبررات فهي غير مقبولة، والأمر لا علاقة له بالفقر أو الظروف الاقتصادية لأن مهرجان كالكتا الهندي الذي يقام في أفقر بقاع الأرض يشهد إقبالا جماهيريا لا مثيل له.. كل ما هناك هو أن المسئولين عن أي مهرجان لابد أن يهتموا بالجمهور أكثر من أي شيء آخر.. بينما الجمهور في مصر هو آخر شيء يمكن أن يهتم به المسئولون.

من المؤسف أنني أكرر هذا الكلام كلما قمت بتغطية مهرجان خارج مصر.

لا يخلو مهرجان أبو ظبي من النواقص ، التنظيم غير منظم والأخطاء كثيرة فيما يتعلق بمواعيد وجداول الفعاليات من الأفلام إلي الندوات مرورا بالنشاطات الاحتفالية الليلية.

المطبوعات احتوت علي بعض الأخطاء، والترجمة إلي العربية سواء في الكتالوج أو الحوار علي الأفلام تحتوي علي كثير من الأخطاء.

المسابقات والجوائز كثيرة أكثر من اللازم، وتجلي هذا في الفوضي التي حدثت في حفل الختام، حيث تاه المتابعون بين الأقسام ولجان التحكيم وشهادات التقدير والجوائز الأولي والثانية والثالثة.

لا أقول إن مهرجان أبو ظبي بدون أخطاء، ولكن النجاح الجماهيري والحضور الإعلامي والتأثير الثقافي له أكبر من هذه الأخطاء.

أقارن مثلا بين مدير المهرجان الأمريكي بيتر سكارليت، الذي استقال من إدارة مهرجان «تريبيكا» ليتولي إدارة مهرجان أبو ظبي. الرجل موجود في كل مكان تقريبا، من الكتابة عن بعض الأفلام بنفسه في الكتالوج إلي تقديم الأفلام وصناعها في قاعات العرض مرورا بمتابعة كل كبيرة وصغيرة في المهرجان، وأتذكر رؤساء مهرجان القاهرة بعد رحيل سعد الدين وهبة، الذين لا يظهرون سوي في حفلي الافتتاح والختام كضيوف يرتدون الاسموكنج!

الأكثر أهمية من الافتتاح والختام والجوائز هو الأفلام نفسها.. بمدي جودتها وأفكارها وتأثيرها في تشكيل الوعي والذوق الفني عبر العالم.

من الملحوظات المثيرة فيما يتعلق بالأفلام الروائية المشاركة في المهرجان أن نسبة كبيرة منها أفلام سياسية مباشرة ومستوحاة من قصص وأحداث حقيقية.

في المسابقة هناك أفلام «الحفرة» الصيني و«حرائق» الكندي و«سيرك كولومبيا» البوسني و«شتي يا دني» اللبناني و«كارلوس» الفرنسي الألماني و«ميرال» الذي يحمل جنسيات عديدة ليس من بينها جنسية مخرجه الأمريكي.

خارج المسابقة هناك «لعبة عادلة» الأمريكي بالإضافة إلي عدد كبير من الأفلام الوثائقية ذات التوجه السياسي الواضح.

هل يعكس ذلك اتجاها قويا في السينما العالمية، أم يعكس فقط توجهات القائمين علي اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان؟ الإجابتان صحيحتان في اعتقادي.

دعنا نبدأ مع الفيلمين الأمريكيين «لعبة عادلة» و«ميرال».

«لعبة عادلة» - وهي ترجمة غير دقيقة لعنوان الفيلم الذي يعني «لعبة مشروعة» أو «سلوك مشروع» - هو فيلم هوليوودي كبير يضم نخبة من النجوم علي رأسهم ناعومي واتس وشون بين، ويشارك فيه المصري خالد النبوي بدور صغير.

الفيلم عرض في مهرجان «كان» منذ عدة أشهر وأثار جدلا كبيرا في مصر لسبب وحيد هو أن خالد النبوي شارك في فيلم تشارك فيه ممثلة إسرائيلية.. لا تعليق حتي لا أتهم بقلة الأدب!

الفيلم الذي أخرجه دوج ليمان واحد من أهم الأعمال التي صنعت عن احتلال العراق، وهو يروي بشكل شبه توثيقي القصة الحقيقية لعميلة المخابرات الأمريكية فاليري بلايم وزوجها جو ويلسون اللذين تم التشهير بهما وتعريض حياتهما للخطر بسبب كشفهما لادعاءات حكومة جورج بوش بوجود خطر نووي عراقي وتزييف الحقائق عمدا من أجل شن الحرب!

ينتهي الفيلم الجريء والمشوق بفاليري بلايم الحقيقية وهي تدلي بشهادتها التي فضحت بوش ورجاله والتي انتهت بسجن أحدهم بسبب كشفه لهوية فاليري في الصحف انتقاما منها ومن زوجها.

«ميرال» يروي حياة امرأة أكثر شهرة بالنسبة لنا هي مذيعة التليفزيون رولا جبريل التي ظهرت علي قناة «القاهرة والناس» في رمضان قبل الماضي.

رولا فلسطينية الأصل قضت طفولتها وصباها في فلسطين المحتلة قبل أن تهاجر إلي إيطاليا لتصبح إعلامية معروفة.. وحياتها تجربة شاقة ومريرة تعكس معاناة الفلسطينيين منذ إنشاء دولة إسرائيل. وهي سجلت هذه الحياة في كتاب بهدف التعريف بالقضية الفلسطينية في الغرب، والتقط الكتاب المخرج والفنان التشكيلي الكبير جوليان شنابل صاحب فيلم «الفراشة والجرس الغاطس» الذي حصل علي عشرات الجوائز الدولية، والمأخوذ أيضا عن مذكرات حقيقية.

فيلم «ميرال» صدمة للجمهور العربي بسبب الاعترافات الشخصية الشجاعة والمؤلمة التي تكشفها رولا جبريل، وبالنسبة للجمهور الغربي بسبب الوقائع التاريخية والاجتماعية التي يكشفها الفيلم عن الاحتلال الإسرائيلي ولا يريد الغرب أن يراها.

من الأفلام السياسية الأخري فيلم «كارلوس» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس الذي يروي في ثلاث ساعات، وهناك نسخة أخري في خمس ساعات، حياة واحد من أشهر «الإرهابيين» في التاريخ، الشهير باسم كارلوس، والذي ارتبط اسمه بالقضية الفلسطينية والحركات الشيوعية، حتي تم تسليمه غدرا من قبل بعض «أصدقائه» العرب.

وبمناسبة «كارلوس» يجب أن أشير أيضا إلي جيفارا، الثائر الشيوعي الذي قتل علي يد المخابرات الأمريكية في الستينيات وتحول إلي رمز وأيقونة، وفي السنوات الأخيرة صنعت عشرات الأفلام عنه، حتي لا يكاد يخلو مهرجان عالمي من فيلم منها!

وفي قسم الأفلام الوثائقية لمهرجان أبو ظبي شارك فيلم «تشي.. رجل جديد» للمخرج الأرجنتيني تريستان باور وهو واحد من أكثر الأفلام التي صنعت عن جيفارا طموحا وشمولية واكتمالا، وهو ثمرة 12 عاما من التفتيش عن كل كبيرة وصغيرة في حياة الثائر الكبير.

وعلي عكس الأفلام السابقة التي غلبت التوثيق علي الفن كان هناك أفلام أخري قدمت السياسة في قالب فني رفيع ومتجاوز وعلي رأسها الفيلم الصيني «الحفرة» للمخرج وانج بينج.

يروي «الحفرة» وقائع حقيقية حدثت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث ضربت المجاعة الصين وكان أكبر المعانين منها المعتقلين السياسيين، في زمن الديكتاتورية الشيوعية، ويصور الفيلم في قالب شبه تسجيلي، بل يكاد يكون استنساخا سينمائيا للواقع، عذابات وموت عشرات السجناء في زنازينهم التي هي عبارة عن عنابر محفورة في الصحراء.

الفيلم مزعج وصادم وبعض مشاهده يمكن أن تؤرقك لليال طويلة بعدها...خاصة إذا شاهدت الفيلم في قصر الإمارات في أبو ظبي، منتهي الرفاهية - المستفزة أحيانا - وهناك أناس تتضور وتحتضر جوعا لدرجة أكل جثث الموتي وقيء الآخرين!

فيلم مزعج، ولكنه إزعاج فني يستحقه أي إنسان يعيش علي هذا الكوكب الظالم.

الفيلم اللبناني «شتي يادني» للمخرج بهيج حجيج يتناول قضية خطف واختفاء العشرات، بل المئات، خلال الحرب الأهلية التي استمرت حوالي خمسة عشر عاما. الفيلم ينتمي إلي نوعية باتت محفوظة في السينما اللبنانية يمكن أن أسميها أفلام الرثاء علي الذات، حيث يتحول الفيلم كله إلي مبكية بطيئة ومملة بدون دراما ولا تشويق ولا تميز فني من أي نوع.. وحتي التعامل مع الموضوع المهم يبدو كنوع من الانتهازية لدي هؤلاء المخرجين.

علي العكس تماما نجد الفيلم الكندي «حرائق» الذي يتناول الحرب الأهلية اللبنانية أيضا، ورغم أن المخرج دينيس فينلوف كندي وليس لبنانيًا إلا أنه يعبر عن مأساة الحرب الأهلية، التي يعتبرها الفيلم نوعا من الزني المحارم وقتل الأب والأخ، في محاكاة فنية بارعة لأسطورة أوديب الذي قتل أباه وتزوج أمه، وذلك في شكل فني ميلودرامي ممتع ومثير بصريا وفكريا.. مع ذلك فقد هاجمه بعض الحاضرين اللبنانيين والفلسطينيين لأن اللهجة اللبنانية لم تكن دقيقة.

بالنسبة للبعض السينما هي مجرد ثرثرة و«هرتلة» لا تتوقف.. مادام أن اللهجة مضبوطة.. ولا تعليق مرة أخري.

صباح الخير المصرية في

02/11/2010

# # # #

يسرا: مهرجانات السينما تساعد الناس في تحقيق أحلامهم

الدوحة- رويترز

سلطت أضواء الشاشة الفضية على العاصمة القطرية، يوم السبت الماضي، في ختام مهرجان ترايبيكا الدوحة السينمائي، حيث حضر المهرجان عدد من كبار نجوم هوليوود، منهم روبرت دينيرو وسلمى حايك، ومعظم نجوم السينما العربية، ومنهم عادل إمام ويسرا التي رأست لجنة التحكيم الدولية في مسابقة المهرجان.

وتحدثت يسرا عن أهمية التبادل الثقافي الذي يحدث خلال المهرجانات السينمائية، ودور تلك الأحداث الفنية في تطوير فن السينما، وقالت: "أتصور أن هذا شيء مهم جدًّا. زائد الصناديق (بالإنجليزية) اللي بتتعمل من خلال هذه المهرجانات علشان (من أجل) يدعموا صناع السينما أو يدعموا صناع السينما الجدد. ده شيء مهم قوي".

كما تحدثت يسرا عن "ثورة فنية مهرجانية" في العالم العربي، مؤكدة أهمية الفرص التي تتيحها المهرجانات لتحقيق أحلام الجيل الجديد من صناع السينما.

وقالت: "عندهم صندوق كبير برضه بيدعموا بيه صناع السينما. فإذن انتم بتحققوا أحلام ناس نفسهم يلاقوا فرصة علشان يحققوا أحلامهم". وأضافت: "تعرفي تدرسي سينما.. تعرفي يعني إيه فن.. يعني إيه تتكلمي مع الطرف الثاني.. يعني إيه تقدمي الفكرة اللي انتي عايزاها. كل دي هي ثورة كبيرة فنية مهرجانية في هذه المنطقة. وده شيء بيساعد صناعة السينما العربية للوصول إلى العالمية".

وأعلنت، يوم السبت الماضي، أسماء الفائزين بجوائز مهرجان ترايبيكا الدوحة السينمائي في دورته الثانية، حيث فاز فيلم (حاوي) للمخرج المصري إبراهيم البطوط بجائزة أفضل فيلم في المهرجان. وحصل فيلم (تيتا ألف مرة) على جائزة أفضل فيلم وثائقي، بينما فاز فيلم (طالب الصف الأول) بجائزة أفضل فيلم روائي.

ومنحت لجنة التحكيم فيلم (خبرني يا طير)، للمخرج السوري سروار زركلي، جائزة أفضل فيلم عربي قصير وجائزة أفضل مخرج للبناني جوزيف فارس عن فيلمه (مرجلة).

وفي فئة أفلام الدقيقة الواحدة فاز فيلما (آيبود مان) أو رجل الآيبود للشاب محمد مالك (13 عاما) و(ماضي جدي في عيوني) لنور أحمد يعقوب.

وتحدث العديد من الضيوف الآخرين عن أهمية مهرجان ترايبيكا الدوحة السينمائي. فقالت الممثلة اللبنانية جوليا قصار: "فيه عندهم خصوصية كثير حلوة. بالترحيب بالضيف.. بالتنظيم.. بخلق الأجواء المناسبة للقاء بين الفنانين.. لو يمكن إذا ما حضرنا فيها بس بنكون عم بنلتقي بمخرجين آخرين وممثلين آخرين وعم بنكون قريبين مع بعض وهذه شغلة حلوة كثير".

بدأ مهرجان ترايبيكا الدوحة العام الماضي، وهو ثمرة تعاون بين مؤسسة ترايبيكا نيويورك ومعهد الفيلم في الدوحة.

واستمر المهرجان 5 أيام بالقرية الثقافية في العاصمة القطرية، حيث عرضت معظم الأفلام المشاركة فيه. كما عرضت بعض أفلام المهرجان أيضا في أماكن أخرى بالدوحة.

الشروق المصرية في

01/11/2010

# # # #

 

الرقة والوحشية جنباً إلى جنب

«دعني أدخل»..أنا مصاصة الدماء العاشقة

زياد عبدالله 

ماذا لو كانت جارتك مصاصة دماء؟ ماذا لو وقعت في غرامها؟ حسناً، يمكن لهكذا أسئلة أن تتوالى وتتكشف بغرابة ما، لكن هذه الغرابة سرعان ما تتبدد ونحن نمضي مع فيلم جميل مازال يعرض في دور العرض المحلية بعنوان Let Me in «دعني أدخل»، فيلم له أن يضعنا أمام جمالياته الخاصة التي تمضي بنا على أكثر من صعيد، لها في النهاية أن تلتقي أمام تقديم دراما يحوم فيها طيف دراكولا، وفي استثمار استثنائي للميراث السينمائي الذي صنعه مصاصو الدماء أولئك، بعيداً عن كونهم لا شيء سوى كائنات تغرز أنيابها في رقاب الضحايا ويمصون دماءهم.

المساحة في «دعني أدخل» مفتوحة على مصراعيها أمام جماليات تمضي جنباً إلى جنب مع العالم الخيالي الذي أسس لهذه الكائنات السينمائية، وبعيداً عن تقديمها بالفجاجة التجارية التي تجعلها كائنات متوحشة لا تفعل شيئا سوى مصّ الدماء لمجرد مص الدماء، بل إنها تمضي مع مات ريفس مخرج الفيلم نحو عالم قصصي جميل، والبناء لتجاور قصتين، قصة أوين وقصة آبي، ومن ثم تشابك القصتان عبر العلاقة الغريبة التي تنشأ بين الاثنين.

توصيف الفيلم بالجميل، سيكون متأتياً من أن كل حدث من الأحداث التي يحملها يدفع للسؤال عن الكيفية التي قدم بها؟ ولتكون الإجابات متعددة ومتنوعة، وليأتي التقطيع المونتاجي على تناغم مع الإضاءة والأجواء التي يسعى الفيلم إلى تقديمها في ثمانينات القرن الماضي، ولنكون في النهاية أمام فيلم محكم، يأخذنا إلى عوالمه، سواء كنا من عشاق مصاصي الدماء أو لا، فهنا السينما تتكلم وبفصاحة، ولها أن تتفوق على ما عداها من اعتبارات.

يبدأ الفيلم من لقطة بعيدة لسيارة إسعاف تمضي في طريق يتعرج بين الجبال والهضاب، وكل شيء مغمور بالثلوج، والحديث عن أن من يتم إسعافه هو رجل مصاب بحروق كثيرة من جراء تعرضه لمواد كيماوية. ونمضي إلى المستشفى ونرى محقق الشرطة يتحرى عنه، ويسعى إلى الحديث معه، الأمر الذي يبدو مستحيلاً فيضع المحقق دفتراً صغيراً وقلماً على أمل أن يكتب أي شيء، ومن ثم يغادر الغرفة ليتلقى اتصالاً هاتفياً يخبره بأن بنتاً صغيرة جاءت للسؤال عنه، وليحدث كل ذلك بينما نشاهد على التلفاز الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان يلقي خطاباً يتحدث فيه عن قوى الشر، ومن ثم تأتي من غرفة ذاك الرجل المحروق صرخة عالية من الممرضة، ويمضي المحقق إلى الغرفة فيجد النافذة قد فتحت وقد رمى الرجل نفسه منها، ونحن لا نرى الآن إلا جثته وقد حفرت في الثلج.

في ما تقدم مثال للكيفية التي تتابعت فيها الأحداث في هذا الفيلم، والبناء المشهدي لتواليها، ولنكون بعد ما تقدم أمام ما يعود بنا في الزمن وتحديداً قبل ثلاثة أسابيع من إصابة ذاك الرجل بالحروق سابقة الذكر، الآلية المدهشة نفسها ستتكرر، نحن الآن قيد التعرف إلى أوين (كودي ماكفي)، ولكن حتى التمهيد سيكون مشدوداً ومتحفزاً، أوين فتى وحيد، مفرط النعومة، يمضي أوقاته في ساحة صغيرة مغمورة بالثلوج تقع أمام بيته، والده ووالدته في طور الانفصال، أمه متطيرة ومتدينة، وأوين يعاني أيضاً اضطهاد طالب في المدرسة يسعى دائماً إلى ضربه ويهزأ به ويسخر من ذكورته الباهتة.

العودة بالزمن لإيضاح قصة الرجل المحروق وكيف أصابه ما أصابه، لن تكون بالعودة إلى قصة ذاك الرجل، بل إلى أوين الذي نمضي وقتاً طويلاً قبل أن تأتي آبي (شلو مورتز) ووالدها للعيش بشقة مجاورة بيته، دون أن يفوتنا التذكير أن الرجل المحروق سيكتب على الدفتر الذي يتركه له المحقق «آسف آبي».

مع قدوم آبي التي تمشي حافية على الثلج ستتشابك قصة أوين مع آبي، وسنعرف أن آبي ووالدها من مصاصي الدماء، والدها الذي لن يكون والدها، لكن هنا ستحضر مجدداً الرغبة بتصوير المشهد الذي نتعرف فيه إلى والد آبي (ريتشارد جينكس) وهو يقوم بقتل أحدهم، كيف يترصد ضحيته وهي تمضي إلى سوبر ماركت، ومن ثم يتمدد في المقعد الخلفي لسيارة الضحية ويتربص به، وقد ارتدى كيساً أسود في رأسه، وكيف سيخرج عليه، بينما تتوقف السيارة أمام السكة التي يعبرها قطار.. ينقض عليه، ثم الكاميرا «زووم آوت» ونحن نرى الحواجز ترفع بعد مرور القطار، بينما السيارة مازالت متوقفة.

لن يكتفي بذلك، بل سيسحب الجثة إلى البرية ويعلقها على شجرة ومن ثم سيثقب رقبتها ويدع الدماء تصب في قمع يوضع في عبوة يريد من خلالها أن يأخذ لآبي حصتها لتتغذى عليها.

سأكتفي بما تقدم من الاستسلام لغواية نقل المشاهد واللقطات بحذافيرها قدر الإمكان، إذ سينعطف الفيلم إلى نسج العلاقة التي ستنشأ بين آبي وأوين، والتغيرات التي لن تطال إلا الأخير، بينما يكتشف ما هي عليه آبي الحقيقية، سيصبح أوين أشد شجاعة، وسيتمكن من مواجهة من يهزأ به في المدرسة، ونعود هنا أيضاً إلى الكيفية التي يحدث فيها ذلك، وصولاً إلى نقطة الالتقاء والكيفية التي احترق بها والد آبي، وغيرها من أحداث ندعها للمشاهدة دون أن نسردها هنا.

فيلم «دعني أدخل» يحمل كل مقومات الفيلم المحكم، المصنوع باتصال بإرث سينمائي لنا أن نجده يحوم في أرجائه، إنه ثاني فيلم لـ«مات ريفيس» بعد فيلم الخيال العلمي الذي قدمه منذ سنتين بعنوان «كلوفر فيلد»، وله أن يكون فيه أشد حضوراً وتميزاً، على الرغم مما كان استوقفني كثيراً في «كلوفر فيلد» من خلال استثماره المميز في كاميرا الفيديو، وتقديمها بوصفها مؤثراً حاضراً بقوة في آلية السرد، الأمر الذي أمسى سمة حاضرة بقوة في الكثير من الأفلام التي نشاهدها هذه السنة.

بالعودة إلى «دعني أدخل»، فإنه أي الفيلم سينعطف إلى الحب، إلى العلاقة العجيبة التي تنشأ بين آبي وأوين، وليكون الدم شاهداً عليها، جماليات الدم إن صح الوصف، الوحشية جنباً إلى جنب مع الرقة، وآبي ببساطة لا تستطيع أن تعيش دون دماء، خصوصاً بعد وفاة والدها أو من يعتبر والدها، وصولاً إلى تحول آبي إلى منقذة أوين في النهاية.

الإمارات اليوم في

02/11/2010

# # # #

ثلاثة أفلام إيرانية قصيرة تتحرّش بالتابوهات وتنتهك المحظورات

أبو ظبي - من عدنان حسين أحمد  

مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي يفتح نافذة على سينما ايرانية تعيش تحت وطأة التحريم والتحجيب والتخويف.

تسجّل إيران في كل دورة من دورات مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي حضوراً طيباً يلفت إنتباه النقاد والمشاهدين على حد سواء. وقد إرتأينا في هذا المقال أن نسلّط الضوء على ثلاثة من الأفلام الروائية القصيرة المبنية بناءً فنياً شديد التركيز يكشف عن رؤى وتقنيات متميزة اعتمدها المخرجون الثلاثة في إنجاز أفلامهم. وهؤلاء المخرجون هم باتين قبادي، جعفر بناهي وسارة زانديه. تجدر الاشارة الى أن هذه الأفلام الثلاثة تتميز بجمالية خطابها البصري، ونأيها عن المباشرة والتبسيط، ومحاولة إيصالها بعض الرسائل الحساسة التي تنطوي على قدر من المجازفة لتحرشها ببعض التابوهات والموضوعات المحظورة في ظل نظام ديني متشدد يريد أن يفرض سلطته بمنطق القوة، ويروّج لقيمه الأخلاقية التي يعتقد أن تتناسب مع روح العصر.

إسأل الريح

يتمحور فيلم (إسأل الريح) للمخرج الإيراني الشاب باتين قبادي على قصة محددة، واضحة المعالم، تأخذنا الى عالم القتل والجريمة تارة، والى عالم البراءة والنقاء تارة أخرى. فمنذ بداية الفيلم نعرف أننا إزاء فتاة شابة إسمها (نركز شجاعي)، عمرها ثماني عشرة سنة، وهي في السنة الثالثة في قسم التصوير والتصميم في المعهد الفني. وقد قامت هي وعدد من زميلاتها في القسم برحلة الى إحدى القرى بغية إلتقاط عدد من الصور الفوتوغرافية كنوع من الممارسة والتطبيق للجانب النظري الذي تدرسه الطالبات في القسم المذكور. تحمل نركز كاميرتها وتلتقط عدداً من الصور لأحد الدور القديمة في القرية. وبينما هي منهمكة في إلتقاط الصور الفوتوغرافية هبت ريح قوية فطارت ربطة رأسها مثل عصفور تخلّص من يد قوية متشنجة فإنفلت الى المدى البعيد. ركضت وراء هذه الربطة السوداء لكي لا تظل حاسرة الرأس في مجتمع ينظر الى النساء الحاسرات بعين الريبة والشك. وفي أثناء عملية مطاردة الحجاب صادفت رجلاً شاباً كان يريد الامساك بالحجاب الذي علق بأحد أغصان شجرة عالية. وحينما تسلق الشجرة ومدّ يده لكي تطال الحجاب فقد توازنه وسقط على الأرض بقوة ففارق الحياة. سحبت (نزكر) ربطة رأسها من يده، وبدأت تركض حينما إكتشفت ان الرجل قد مات. وضعت كيساً أسود على رأسها وظلت تركض كي تصل الى الحافلة. وفي الطريق صادفتها إمرأة عجوز ويبدو أن معالم (نركز) الخارجية قد إستقرت في ذهن هذه المرأة الطاعنة السن التي سنكتشف بعد قليل أنها أم الرجل الميت. وفي مركز الشرطة يسألها المحقق: (هل تعرفينه؟ فتجيب: لا والله. لماذا قتلتيه؟ فترّد: لم أقتله. فسيتدرك: منْ قتله؟ الريح!). نعم أن الريح كانت شديدة بينما كان الرجل يحاول أن يمسك بحجاب الرأس، لكنه فقد توازنه فسقط على الأرض ومات، لكن من يصدّق هذه الحكاية؟ جميع الطالبات عدن الى الحافلة فيما كانت (نركز) تركض لاهثة كي تتجاوز المأزق الذي ألمّ بها. وحينما وصلت الى الحافلة جلست في نهايتها تماماً وأخذت تتطلع الى الخلف حيث المرأة العجوز تمشي متعبة وهي تلوّح بيدها علّ السائق ينبته لها ولا ينطلق بحافلته الى المدينة. ومع ذلك فقد وصلت المرأة عن طريق الشرطة الى المعهد الفني وأخذ التحقيق مجراه. ومن بين مفردات التحقيق جاؤوا بالعجوز الى صف الطالبات اللواتي قمن بزيارة القرية، وتفحصتن جيداً، ومع أنها تجاوزت (نركز) ولإقتادت طالبة أخرى، إلا أن سير التحقيق يكشف لنا أن العجوز قد شخصت الطالبة التي كانت تحوم حولها الشكوك، خصوصاً بعد أن عرّضوها الى عدد من المراوح الكهربائية التي لم تفلح في إنتزاع ربطة رأسها. أخذوها في خاتمة المطاف الى مرتفع ترابي تحيط به الناس، فيما كانت الطيور تحلّق في السماء الصافية. شمّت (نركز) نفساً عميقاً جداً لينتهي الفيلم هذه النهاية المفتوحة المعبِّرة. جسدّت دور (نركز) الفنانة نسرين شجاعي وأبدعت فيه. إذ كان الأداء مُتقناً بحيث بانت عليها معالم الخوف والذعر من جريمة لم تقترفها، كما بذلت قصارى جهدها لكي تقنع المحقق بأن الريح هي التي كانت سبباً في إنتزاع الحجاب وسقوط الرجل من أحد أغصان الشجرة الباسقة. أنجز المخرج باتين قبادي عدداً من الأفلام القصيرة نذكر منها (الرسّام، اليوم بالتأكيد، في سجن إنفرادي، جندي مهزوم ومستعد للموت).

الأكورديون

يُعد جعفر بناهي من المخرجين الايرانيين المثيرين للجدل الذين يتحرشون بالتابوهات، وينتهكون المحرّمات التي يفرضها النظام الثيوقراطي المتشدد في إيران مثل حظر الموسيقى والغناء والرسم والتصوير وما الى ذلك. ويمكننا أن نشير هنا الى فيلم (تسلّل)، ذائع الصيت الذي أنجزه عام 2006 وفار بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي لجرأته ومسّه بالثوابت المتبعة في إيران والتي تمنع النساء من حضور مباريات كرة القدم. وفي هذا الفيلم تتنكر فتاة بهيئة رجل في محاولة منها لدخول الملعب بغية مشاهدة مباراة التأهيل بين إيران والبحرين في بطولة كاس العالم. وقبل أن تنطلق المباراة يتم حجزها مع عدد آخر من الفتيات لكي يتم تسليمهن الى شرطة الآداب بعد إنتهاء المباراة. في كل فيلم من أفلام جعفر بناهي ثمة رسالة ما يحاول إيصالها الى السطات الايرانية المتشددة التي توغل في ترسيخ الممنوعات، لذلك نراه يعتمد على الأسلوب الواقعي الجديد الذي يستمد مادته السينمائية من الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن الإيراني، ولكنه يعالج هذه المادة معالجة فنية خلاقة تأخذ بألباب المتلقين. ففي فيلم (الأوكورديون) الذي عُرض (خارج مسابقة الأفلام القصيرة) في الدورة الرابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي هذا العام ثمة رسالة واضحة تكشف عن القمع والإضطهاد الذي يتعرض له (كمبيز بهرامي) عازف الأوكورديون، و (خديجة بهرامي) التي تعزف على (الدمبك). وفي أثناء تجوالهما في الأسواق يقبض عليهما أحد الشباب بحجة نشر الفساد قرب المسجد، فالموسيقى من وجهة نظر هذا الرجل الذي يمثل السلطة هو نوع من الدنس والقذارة التي يجب إزاحتها من المجتمع وحياة الناس العامة، لذلك يصادر الأوكورديون ويترك الصبي غارقاً في حزنه ومحنته الجديدة التي هبطت عليه من حيث لا يحتسب. إلا أن شقيقته الصغرى تطيّب خاطره وتطلب منه أن يخفف من غلواء حالته النفسية المتفاقمة. وفي أثناء عملية البحث عن الرجل الذي أخذ الأوكورديون يحمل الصبي حجرة كبيرة تبعث الخوف والقلق في نفس شقيقته التي تسأله عما يروم القيام به. فإذا ضرب الرجل الذي يمثل السلطة فإنه سيدخل السجن حتماً. وإذا دخل السجن فمن هو الذي سيعين الأم المريضة، ومن سيتحمل تكاليف علاجها؟ وبينما هما يتناقشان في هذا الأمر تنساب الى أذنيهما موسيقى الأوكورديون نفسه فيجدان فعلاً شخصاً يعزف على الآلة ذاتها. فتبدأ خديجة بالعزف على (الدمبك) بطريقة فنية متمرسة. يتقدم الصبي ويأخذ منه الأوكورديون ويبدأ مع شقيقته الصغرى بعزف مقطوعات موسيقية جميلة ومتناغمة لا تخطئها الأذن المدربة. يواصلان العزف بحرفية واضحة فيما يسلِّمان الرجل الطاسة التي يضع فيها المارة تبرعاتهم النقدية كنوع من الاستحسان لهذا العمل الشريف الذي يؤديانه بدل تحصيل الرزق بطريقة أخرى قد تكون غير أخلاقية أو منافية للقانون. لقد عرض جعفر بناهي عن طريق هذا الفيلم الروائي القصير الذي لم تجتز مدته التسع دقائق عدة قضايا أساسية مثل القمع الذي يتعرض العازف الموسيقي حتى وإن كان صبياً صعيرا لأن الموسيقى من وجهة نظرهم تعد فناً محظوراً يقترن (بعمل الشيطان!). كما تناول مشكلة الفقر المدقع، فلو لم يكن هذا الطفلان فقيران جداً ويحتاجان الى النقود لإعالة والدتهما لما عملا بهذه المهنة، لأن مكانهما الطبيعي هو في المدرسة وليس في الأسواق أو على أرصفة الشوارع. يكشف الفيلم أيضاً طبيعة الحب والتكافل الاجتماعي الذي نلمسه من خلال المارة الذي الذين بدأوا بتقديم النقود الى العازفَين كنوع من الاعجاب بهذه المهنة المتحضرة والجميلة التي تدخل الفرح والسرور الى قلوب الناس الذين يعيشون في ظل هذه الأنظمة الدينية المتشددة التي تحوّل الحياة الى جحيم لا يطاق. ولد جعفر بناهي في مدينة ميانا الايرانية عام 1960. لفت، منذ أفلامه الأولى، انتباه النقاد والمتخصصين في الحقل السينمائي في إيران وبقية بلدان العالم. نال العديد من الجوائز المحلية والعالمية. عمل مساعد مخرج مع الفنان الكبير عباس كياروستمي في فيلم (خلال أشجار الزيتون) عام 1994. كما أنجز عدداً من الأفلام للتلفزيون الايراني. ومن بين أبرز أفلامة نذكر (الامتحان الأخير، البالون الأبيض، المرآة، الدائرة، الذهب القرمزي، تسلّل والأوكورديون).

حفلة المسبح

ينطوي فيلم (حفلة المسبح) للمخرجة الايرانية، المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية، سارة زاندية على إحالة مجازية واضحة تعرّي العلاقة بين السيد والعبد، أو الحاكم والمحكوم. فكيف للعبد المحكوم أن يتمرد على سيده حينما يكتشف أن هذا الأخير لا يعير له وزناً، ولا يضعه في حساباته مطلقاً. فالخادم هنا شخص مسِّن إسمه خاني، جسّد الدور الممثل (سيد على حسيني) فهو الذي يأخذ على عاتقه تنظيف المسبح، وحك طلائه القديم، وإعادة صبغة باللون الأزرق من جديد لمناسبة عيد ميلاد ابنة سيده، الطفلة الصغيرة التي ينبغي أن يُحتفى بها على الوجه الأكمل. وحينما تبدأ طقوس حفلة عيد الميلاد كان حوض السباحة مطلياً، نظيفاً، ممتلئاً بالماء الصافي الذي أخذ لون الطلاء الأزرق الجميل. لم ينتبه سيد المنزل وضيوفه الذين تحلقوا حول الموائد العامرة فرمى عقب سيجارته في حوض السباحة. أخرجها الخام خاني أول الأمر، وحينما شعر بتمادي ضيوفة على الجهود الجبارة التي بذلها، وهو في هذا السن الطاعن، وقف على قدميه وبكامل ملابسه ثم ألقى نفسه في الحوض وسط دهشة الحضور الذين أذهلهم هذا الحدث الذي يكشف، من دون شك، تمرد الخادم على سيده. لا شك في أن رسالة المخرجة سارة زاندية واضحة لأنها أرادت أن تعرّي الفوارق الطبقية بطريقة فنية شديدة التكثيف. كما أوصلت الرسالة التي تحرّض الخادم على المخدوم، أو المحكوم على الحاكم حتى وإن كان هذا التحريض بطريقة مجازية. أنجزت سارة عدداً من الأفلام القصيرة أبرزها فيلم (إيزابيل). ثمة أفلام إيرانية أخرى مشاركة في مهرجان أبو ظبي السينمائي تستحق الدراسة والتحليل أسوة بالأفلام العالمية الأخرى التي تمتلك سوية فنية عالية، إضافة الى الجرأة في الطرح، والذكاء في المعالجة الفنية. وسنتوقف عند بعضها في مقالات أخرى قادمة.

ميدل إيست أنلاين في

31/10/2010

# # # #

مهرجانات الخليج السينمائية تحظى بمباركة هالة سرحان... ومذيعات النواعم في تمثيلية التحليل النفسي!

محمد منصور  

من على شاشة قناة (روتانا سينما مش حتقدر تغمض عينيك) أطلت الإعلامية هالة سرحان بعد طول غياب، لتحل ضيفة في برنامج (النشرة الفنية) الذي أعيد على شاشة القناة مراراً وتكراراً، وكأنه إعلان ترويجي، لتتحدث عن مهرجان أبوظبي السينمائي وتشيد به معتبرة إياه (من أضخم المهرجانات السينمائية في الخليج العربي)، ولتهنئه على واحد من أعظم إنجازاته التي تدعو للفخر (على حد تعبيرها): إقناع يحيى الفخراني بحضور المهرجان... وهو الذي لا يوجد بكثرة في المهرجانات السينمائية العربية... ويبدو أن الفخر هنا مشتق من لقب الفخراني، إذا أردنا أن نفهم مبعث ذلك حقاً!

إلا أن المفارقة التي استفزتني في حديث الست هالة، ليست هذه المبالغات والتهويلات التي يمكن أن تمر عرضاً في لغة الترويج الفني، بل في أنها راحت تبرر كثرة مهرجانات السينما في دول الخليج التي لا تنتج سينما، وذهبت إلى القول: (صحيح مافيش إنتاج سينمائي ضخم في الخليج... إنما المهرجانات دي مهمة قوي) ولم توضح لنا السيدة هالة كيف يمكن أن تكون تلك المهرجانات مهمة، والدول المضيفة ليس لها ناقة أو جمل في سباق صناعة السينما وحتى تذوقها... وليت الست هالة تدلنا على دولة واحدة متحضرة في العالم، تنظم مهرجاناً عن فن أو إبداع أو حتى منتج ليس موجوداً على أراضيها أو في ثقافة واهتمام أبنائها.

وحدهم العرب ينظمون مهرجانات ليسوا فاعلين أو مؤثرين فيها... فالمهرجان بالنسبة لهم حالة تباه وتفاخر وغيرة من الأشقاء ودول الجوار... في حين تبدو المهرجانات بالنسبة للدول الأخرى وسيلة لإثراء الواقع المحلي، وبوابة للتفاعل مع الأفق العالمي... فمهرجان (كان) وجد في الأساس من أجل دعم السينما الفرنسية ثم الأوروبية، قبل أن يتخذ تلك المكانة العالمية بفضل خبرة منظميه وثقافتهم العالية في الفن السابع. ومهرجان (برلين) يقوم بدور فعال بالنسبة للسينما الألمانية قبل أن يكون مهرجاناً عالمياً مهماً بدوره.. وحتى جوائز الأوسكار وجدت للترويج للسينما الأمريكية، وتم تصميمها لتمثل روح الثقافة الأمريكية القائمة على استثمار كل عناصر الإبهار في صناعة النجوم، وما يدعم تلك الصناعة من تقنيات متطورة وبذخ إنتاجي، يجعل من هذه السينما الأكثر انتشاراً جماهيريا وتجارياً... الآن إذا قارنا هذه التجارب بمهرجانات مثل (دبي، أبو ظبي، مسقط، الدوحة) السينمائية كيف ستكون الصورة؟! أي فائدة ستجنيها الحركة السينمائية المحلية في تلك البلدان؟! أين هي الثقافة السينمائية الرفيعة التي يتمتع بها منظمو تلك المهرجانات... وما هو الاتجاه الذي يسعون وراءه لتكريس خصوصية ما لكل مهرجان على حدة؟!

والأدهى من ذلك: أين هي البيئة السينمائية الجماهيرية التي يمكن أن تحتضن المهرجان كحدث فني وثقافي له جمهوره، كما نرى على الأقل في مصر أو سورية أو لبنان أو تونس أو المغرب، حيث تبدو الصناعة السينمائية متعثرة بنسبة أو بأخرى، لكن هناك بيئة سينمائية لها علاقة بجمهور متابع ومعني بالفن السابع باعتباره جزءا من ثقافة يومية تشكل وجدانه منذ عشرات السنين؟!

طبعاً ثمة من سيتهمني هنا بالتعالي والشوفينية وبأنني أغمز من ثقافة الجمهور الخليجي وأعتبره ليس أهلاً للمهرجانات السينمائية التي تقام في بلدانه... ولعل اتهاما كهذا يمكن أن يصدر عن رغبة في المكابرة والادعاء... لأن الواقع يقول ان الجمهور الخليجي له ثقافته الخاصة، فقد انتقل فجأة من حياة محلية مغلقة إلى حياة استهلاكية مؤمركة (على الطريقة الأمريكية) ولهذا لم تبن ثقافته الراهنة وفق اجتهادات أبنائه، بل وفق مؤثرات النمط الأمريكي الذي صدر لهم لأسباب تجارية واستثمارية.

وبناء عليه لم تكن السينما الجادة والحقيقية جزءا من اهتماماته الأصيلة، اللهم إلا في بدايات الطفرة النفطية حين كان لإنشاء بعض دور السينما في بعض المدن الأكثر انفتاحاً كالكويت مثيراً للفضول ومبعثاً للدهشة.

وهكذا فقبل أن نبذخ في إنشاء مهرجانات مستوردة بالكامل بدءا من الطاقم الذي ينظمها وانتهاء بالسجاد الأحمر الذي يسير عليه ضيوفها... يجب أن نسعى لبناء ثقافة سينمائية حقيقية، عبر افتتاح الصالات والنوادي السينمائية وتأصيل الاهتمام بالسينما في صلب الحياة اليومية المترفة، التي يعيشها المواطن الخليجي... ولعل هذه الثقافة هي التي يمكن أن تجعل من صناعة السينما وإنتاجها هاجساً أو ضرورة محلية... وبالتالي يمكن أن تصبح المهرجانات في مرحلة تالية رافعة لواقع محلي بمقدار ما هي حافز لواقع سينمائي عربي، أو بوابة للتلاقح العالمي.

لقد سبق أن حضرت أحد المهرجانات السينمائية في الخليج، كان معظم منظميه من مصر وتونس وسورية... أما الخليجيون فيه فلم يكونوا يعرفون الفرق بين السيناريو والسكريبت، وبالتأكيد فإن أحدهم لم يحضر عملية تصوير فيلم سينمائي في حياته.. وليس العيب في ذلك بحد ذاته، ولكن يغدو ذلك عيباً عندما ننظم مهرجانات عن فنون ليس لنا علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد! والحمد لله أن فطرتي النقدية ألهمتني أن أكتب رأيي الصريح في ذلك المهرجان، وأن أقول رأيي الأشد صراحة فيه أمام إدارته، فلم أدع إليه مرة ثانية... وإلا لكنت قد استمرأتُ النفاق والدجل، ونظم الدرر والمدائح التي تجعل من مصلحتي أن يكون هناك مئة مهرجان سينمائي خليجي كي أقضي عامي متنقلاً بين نصفها على الأقل في دعوات باذخة لاهية... يسمع فيها أهل البيت ما يرغبون في سماعه من ضيوف ونجوم وإعلاميين من وزن هالة سرحان، يشجعون على توفير مثل هذه الرحلات السياحية المجانية تحت مسمى (مهرجانات سينمائية) في سلسلة متصلة من الإنجازات الكرتونية العديمة الفاعلية والأثر، التي تميز معظم ما تلهث وراءه دول الخليج اليوم من عناصر تباه وتفاخر شكلاني وصوَري... لا أثر لها إلا على الشاشات وأمام عدسات الكاميرات، وعلى صفحات بعض الصحف المتخمة بالإعلانات التحريرية من كل حدب وصوب!

القدس العربي في

31/10/2010

# # # #

شذى سالم على البساط الأحمر

مشاركة عراقية فاعلة في مهرجان أبو ظبي السينمائي

ابو ظبي – علي حمود الحسن 

اجمع النقاد وصناع السينما على نجاح الدورة الرابعة لمهرجان ابو ظبي السينمائي 2010 ،الذي اختتمت فعالياته مساء يوم الجمعة الماضية على قصر الامارات ،وهذا الاجماع لم يات من فراغ فالمهرجان نجح في عرض مجموعة كبيرة من الافلام المتنوعة الاساليب والموضوعات ،يجمعها الهم الانساني المتأتي من اختلال توازن كوكبنا الارضي.

ونجح كذلك بدقة التنظيم والالية المتفردة للجمع بين صناع السينما نجوما ومخرجين وفنيين ونقادا وصحفيين، ومن اجيال مختلفة ،وربما السبب الاكثر وجاهة في هذا النجاح هو تعدد المسابقات ،واطلاق مشروع «سند»لدعم المخرجين الشباب، ناهيك عن مسابقة كتابة السيناريو وتلاقح الخبرات المحلية للسينما الخليجية والعربية مع رحابة السينما العالمية.

فالمهرجان اجراء حقيقي في تحريك المشهد السينمائي العربي ،وليس بروتوكوليا اجوف ،الذي ميز دورة هذا العام المشاركة العراقية الفعالة في المهرجان ، فلاول مرة في تاريخ السينما العراقية، اختيرت النجمة السينمائية والمسرحية القديرة شذى سالم لتكون ضمن النجوم الذين مشوا على البساط الاحمر للمهرجان ،كذلك الحضور اللافت للسينمائيين العراقيين ،فلا تخلو لجنة او فعالية الا وترى مخرجا عراقيا او ناقدا مشاركا فيها ومؤثرا في اثراء فعالياتها، وكان للسينمائي العراقي انتشال التميمي الذي ينسق وينظم شبكة عالمية من افلام صناع السينما العرب لتهيئتها في المهرجان ، والامر نفسه ينطبق على المخرجين العراقيين قاسم عبد وسمير جمال الدين و قيس الزبيدي المقيم في سوريا ،حيث عرض فيلمه الرائد «اليازرلي «ضمن فقرة افلام كلاسيكية مع الفيلم الاكثر تفردا في تاريخ السينما «المومياء» للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام والذي تم تر ميمه مؤخرا ،ناهيك عن الحضور الذي لا تخطئه العين للنقاد والا علاميين العراقيين ،من جهة اخرى شارك المخرجان المبدعان عدي رشيد ،ومحمد الدراجي بفلمين الاول «كرنتينة «والفيلم الثاني «في احضان امي «،كرنتينة «الذي كتب قصته واخرجه عدي رشيد ،ومثل فيه حاتم عودة واسعد عبد المجيد والاء نجم ، فيما شارك فيه كضيوف شرف الفنان الرائد سامي عبد الحميد والفنانة القديرة ازادوهي صموئيل وعواطف نعيم وحكيم جاسم ،الفيلم حكاية عن الاسى العراقي ، شخصيات متنافرة على تجاورها في مكان هو بيت يطل على دجلة تسكنه عائلة مهجرة مكونة من اب عاطل عن العمل شرير وجبان يعتاش على ما يأتي به طفله مهند (سجاد)الذي يعمل صباغا للاحذية ويواصل تعليمه في ذات الوقت ،وبنت منتهكة تصمت بشكل ارادي احتجاجا على اغتصابها ،وزوجة طيبة تحنو على الصغيرين وترتبط بعلاقة غير مشروعة مع قاتل ماجور يعمل لحساب شبكة اجرامية عن طريق وسيط ،يؤدي دوره الفنان ،حيدر منعثر ،يتصرف وكانه مالك البيت ،بدل صاحب البيت ويقيم علاقة غير مشروعة مع الزوجة التي تجد فيه حبيبا جسورا منتقمة من زوجها الفاقد للرجولة بمعناها السايكولوجي ،يؤدي دوره الفنان والمخرج المسرحي حاتم عودة ،اعتمد المخرج بناء سرديا مركبا لبناء شخصياته ،فهي تعاني احباطا ذاتيا ومو ضوعيا،شخوص مازومة خائفة لاتملك خيارا باستبدال مصائرها ،فالبيت الذي هو محجر اذا اسقطنا دلالة الاسم ،فالكرنتينة تعني المكان الذي يحجر فيه المجانين ،فالبيت الذي يشاركهم فيه قاتل ماجور لديه قائمة باسماء اشخاص عليه تصفيتهم ،يملكه الاستاذ الكبير الذي يحرك خيوط اللعبة ،يؤدي دوره المبدع حكيم جاسم ،الصمت هو السائد ،والزوجة التي ترى في زوجها الخذلان ترتمي باحضان القاتل الماجور الذي يوغل في اذلالها ،الاب يجلد ذاته ويطلب من الله ان يغفر له ذنبا ارتكبه «في ساعة شيطان ومريم «تلتزم الصمت ،والام موزعة بين شهوة الجسد وامومة لطفلين بريئين على وشك الانهيار، والقاتل يجد في فشله الدراسي وعلاقته الاسرية المشروخة سببا لاوعيا لا يغاله في الجريمة ،يتهور بتنفيذ تكليفه باغتيال استاذ جامعي ،فيثيرغضب الاستاذ الذي يامر بقتله وتلقى جثته في الماء ،والمراة الموزعة بين زوج مستكين وعشيــــق قاتـــل تحســــــم امرها بالخروج من جحيم البيت -الكرنتينة-اصبح، بعيدا نحو افاق الحياة مصطحبة مريم ومهند.

الفيلم يكتظ بمحمول سردي ينفتح على تاويلات عديدة ،لكني لا اميل تحميل الفيلم اكثر ما يحتمل،وحدة المكان اضفت على الفيلم ايقاعا بطيئا ،لم تخففه انتقالات الكاميرا لتصوير شوارع بغداد ومعالمها وناسها من خلال الفرضة والشعيرة «وهي دلالة اشارية موفقة ،مفادها ان الكل مستهدف وتحت مرمى النيران، الممثل حاتم عودة لم يستطع الاقتراب من تقنية الممثل السينمائي وظل اسير الاداء المسرحي ،خصوصا وان هنالك اكثر من لقطة «كلوز « تصور ملامح وجهه وهو يتحدث ،الفنان الجميل وخفيف الظل حيدر منعثر ،بدا هو الاخر نمطيا ولم يتالف كثيرا مع الكاميرا ، الممثل اسعد عبد المجيد نجح في تجسيد شخصية القاتل الماجور المركبة التي تحمل قلبا اسود اوغل ويحاول ان يجر الاخرين الى منطقته ،الطفل مهند (سجاد صالح)ادى دوره بتلقائية ونجح المخرج في السيطرة على ادا ئه المتوازن، فيما ادت الاء نجم دورها بتمكن واضح فاستحوذت على اهتمام واعجاب النقاد والمشاهدين ،واذا كان نهر دجلة يمثل ذاكرة حية وملهمة للشعب العراقي فان اللقطات الافتتاحية والاخيرة صورت النهر وهو يتحسس آلام الناس ،متعبا مرهقا شحيحا متسخا ومصبوغا ماءه بالدماء، الفيلم ارتقى بتجربة عدي السابقة، ونجح مدير التصوير الشاب اسامة رشيد في صنع لقطات ممتازة ووزع الاضاءة بطريقة مبتكرة، الفيلم اخيرا لم يحصل على اية جائزة ،لكنه اثار جد لا واسعا في اروقة المهرجان ،ربما لقتامة موضوعه او لان الاخر المستهدف بالمشاهدة قد مل الاسى العراقي، الفيلم الثاني (في احضان امي )لايخرج عن هذه الدائرة ،وهو يتحدث عن شاب عراقي يستاجر بيتا لايواء الايتام الذين يلتقطهم من الشارع في مدينة الصدر ويوميات هؤلاء في منزلهم ،بعدها يطالب صاحب البيت اخلاءه ويحار الرجل بمصيرهم ، الفيلم يعرض كيف ان تجربته قد حولت هؤلاء الى نماذج ايجابية بعد ان كان بعضهم عنيفا ،الفيلم مازال في مراحل انتاجه الاولى وقد دخل مسابقة الافلام غير المكتملة لكنه بدا وتقريرا ويحاول ان يثير تعاطف المتلقي الذي لايملك الا ان يفعل ذلك ،ربما هنالك فرصة جيدة للدراجي لان يعيد النظر في الكثير من مشاهد الفيلم ،ونجح الطفل سيف في كسب تعاطف الجمهور وانتهى العرض بدعوى الى جمع التبرعات لاطفال الدار المهددة بالاغلاق.

الصباح العراقية في

31/10/2010

# # # #

 

بعد فوز منتجة إسرائيلية بجائزة الجمهور

اتحاد النقابات الفنية المصرية يحظر التعامل مع مهرجان أبوظبي السينمائي

القاهرة - حسام حنفي ووكالات

حظرت النقابات الفنية المصرية (التمثيلية والسينمائية والموسيقية) تعامل أي من أعضائها مع مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، على خلفية منح المهرجان جائزة الجمهور للمنتجة الإسرائيلية ليسلي وودوين عن فيلم «الغرب غرباً»، وقيمتها 30 ألف دولار، حسب ما جاء في بيان صادر عن النقابات.

قال البيان، الذي صدر ليلة الأربعاء/الخميس بالقاهرة، إنه في ضوء استنكار عدد كبير من النقاد والفنانين العرب ما وصفوه بـ «التطبيع غير المبرر» لإدارة مهرجان أبوظبي السينمائي مع إسرائيل بمنح جائزة لمنتجة إسرائيلية، فإن النقابات الفنية المصرية تحظر تعامل الفنانين مع مهرجان أبوظبي، في ضوء قرارات النقابات الثلاث منذ عام 1981 بعدم التعامل أو التطبيع مع إسرائيل، مؤكداً أن هذه ثوابت لن تتغير؛ ما دامت إسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين.

وشدد البيان على أن هذا الحظر لن يرفع إلا بعد قرار رسمي من مهرجان أبوظبي باستبعاد كل ما هو إسرائيلي أو له علاقة بإسرائيل من المشاركة في المهرجان، داعياً أعضاء النقابات الثلاث بالالتزام بهذا القرار حتى لا يتعرض غير الملتزم بالفصل من عضويتها.

وقد وقَّع على البيان كل من ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الثلاث، وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، ومنير الوسيمي نقيب المهن الموسيقية، ومسعد فوده نقيب المهن السينمائية.

وكان مهرجان أبوظبي في دورته الرابعة التي انتهت مؤخراً، قد منح المنتجة البريطانية ليسلي وودوين جائزة «الجمهور». وقالت وودوين في ندوةٍ لتكريمها إنها تفتخر بكونها إسرائيلية، «وسط صمت مطبق» من قِبَل إدارة المهرجان وكل وسائل الإعلام المحلية والعربية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

ونقلت فضائية «إم.بي.سي» عن الناقد المصري المقيم في باريس صلاح هاشم، أنه لا يستغرب أن يقع التطبيع في مهرجان أبوظبي الذي يديره الأميركي بيتر سكارليت، ورجَّح أن يكون لهذا الأخير «رغبة في تمرير أفلام إسرائيلية».

وأضاف هاشم: «يجب -في رأيي- ألا نشكوَ ما دمنا سلمنا قيادة مهرجان سينمائي في بلد عربي لأجنبي، وأرى أن سكارليت لا ينبغي أن يُلام، بل اللوم على الإدارة التي عينته». ومن جهته، قال الناقد الفلسطيني بشار إبراهيم: «ما حدث تواطؤ من قِبَل إدارة المهرجان، ومجرد كتابة قائمة بأسماء فريق بيتر سكارليت الذي يدير المهرجان، وخلفياتهم ودياناتهم وجنسياتهم، تكشف الكثير من الأمور»، وأضاف: «المهرجان في قبضة فريق أميركي يهودي». بدوره، طالب رئيس تحرير موقع «شبكة السينما العربية» أشرف البيومي نقابة الصحافيين المصرية بالتحقيق مع كل أعضائها الذين حضروا الدورة الأخيرة للمهرجان؛ لكون أيٍّ منهم لم يعترض على وجود منتجة إسرائيلية، ولم يكتب أيٌّ منهم على الإطلاق عن الواقعة، فيما يبدو أنه محاولة لتمريرها.

وقال الناقد المصري محمد قناوي إن موقف مهرجان أبوظبي تجاه التطبيع واضح منذ الدورة الأولى التي صدر قبل انطلاقها قرارٌ من اتحاد النقابات الفنية المصرية بالمقاطعة ردّاً على مشاركة الفيلم الإسرائيلي «زيارة الفرقة الموسيقية»؛ ما دفع إدارة مهرجان أبوظبي إلى التراجع واستبعاد الفيلم، لكن الدورة نفسها ضمَّت عدداً من الأفلام التي تتناول العلاقات العربية الإسرائيلية بنوعٍ من الانحياز لصالح إسرائيل؛ ما يُعَد دعوةً غير مباشرة إلى التطبيع، حسب قوله.

وأشار إلى غرابة موقف الصحافيين المصريين الذين حضروا المهرجان، والذين لم ينسحبوا بعدما علموا أن هناك تطبيعاً حقيقيّاً؛ «ربما لأن اختيارهم تم بناءً على علاقاتٍ شخصيةٍ بالمنسق العربي في المهرجان الذي يقال إن أصوله يهودية أيضاً».

ووفقا لموقع «بريتش فيلم» فإن المنتجة ليسلي وودوين، ولدت عام 1957 في إسرائيل، وتحمل الجنسيتين البريطانية والإسرائيلية، وقامت بإنتاج العديد من الأفلام، وهي «الشرق هو الشرق» الذي يعد الجزء الأول لفيلمها الذي يشارك بمهرجان أبوظبي «الغرب غرباً».

وأُنتج فيلم «الغرب غرباً» بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو، ثم في مهرجان لندن السينمائي الذي يتزامن مع مهرجان أبوظبي. بدأت ليسلي حياتها المهنية كممثلة وكانت تظهر في البرامج التلفزيونية بهيئة الإذاعة البريطانية، كما أنتجت العديد من المسلسلات وأصبحت من منتجي صناعة السينما البريطانية في الوقت الحالي.

والفيلم من إخراج البريطاني «آندي دي إيموني» ويقوم بالتمثيل فيه، أوم بورى، وأكيب خان، وليندا باسيت، وإيلا آرونوفجاي راز، وليسلي نيكول، وقام بكتابة سيناريو الفيلم المؤلف الهندي «أيوب خان الدين» والمنتج التنفيذي للفيلم جان رايت، ويتناول الفيلم قصة حياة رجل باكستاني يغادر بلده متجها إلى بريطانيا ليتزوج إنجليزية تاركا أسرته وأولاده في باكستان التي لا يفكر في أن يعود إليها إلا ليتعلم ابنه من زوجته البريطانية التقاليد الباكستانية، وفي نهاية الفيلم تعود الأسرة إلى لندن.

ويدور الفيلم في طابع كوميدي ويتوجه إلى جمهور بريطانيا، سواء من الأصليين أو المهاجرين من باكستان أو الأجيال الجديدة التي تنتمي إلى ثقافة باكستان دون أن تكون قد نشأت فيها، ويتعمد إبراز هذه التناقضات، ولكي يكتشف المتفرج من تلقاء نفسه عبثية الصورة النمطية الراسخة في خيال كل طرف عن الآخر، ومن ثم يخرج بنتيجة أن التعايش والتسامح أفضل من البقاء داخل سجن الذات الحديدي.

ويعد مهرجان أبوظبي السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقا)، الذي تأسس عام 2007، أحد أهم المهرجانات التي تقيمها سنويا هيئة أبوظبي للإعلام والتراث برعاية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان.

العرب القطرية في

05/11/2010

# # # #

لتطبيعه مع إسرائيل..

"النقابات الفنية" يحظر التعامل مع مهرجان أبو ظبى

كتب ريمون فرنسيس 

أصدر اتحاد النقابات الفنية برئاسة ممدوح الليثى، بياناً صباح اليوم، الخميس، أعلن فيه مقاطعة مهرجان أبو ظبى السينمائى الدولى لاستضافته المنتجة الأيرلندية "ليسلى وودوين" من أصول إسرائيلية، ومنحها جائزة الجمهور عن فيلم "الغرب غرباً".

وبعد سلسلة من الاجتماعات بين النقباء الفنيين الثلاثة أشرف زكى نقيب الممثلين ومسعد فودة نقيب السينمائيين ومنير الوسيمى نقيب الموسيقيين مع ممدوح الليثى أصدروا بياناً، قالوا فيه: إن مهرجان أبو ظبى جرنا إلى طريق التطبيع مع إسرائيل وبتوجيه الدعوة لمنتجة إسرائيلية فخورة بإسرائيليتها ومنحها جائزة باسم جائزة "الجمهورعن فيلم "الغرب غربا" والبالغة قيمتها 30 ألف دولار.

وأكد البيان، أنه ليست المرة الأولى، بل إن هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث والمشرفة على مهرجان أبو ظبى قامت بإنتاج الفيلم الأمريكي fair game أو "اللعبة العادلة" الذى تم عرضه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى فى دورته الماضية، الذى شاركت فى بطولتة الممثلة الإسرائيلية ليزار شارهى.

وأوضح البيان، أن قرارات مجلس النقابات الفنية الثلاث "التمثيلية والسينمائية والموسيقية" منذ عام 1981 بعدم التعامل أو التطبيع مع إسرائيل هى ثوابت لن تتغير ما دامت إسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين، وتستمر فى إعلانها أن دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، وأن عقوبة الداعين إلى التطبيع مع إسرائيل بأى شكل من الأشكال تصل إلى شطب عضويته.

وأوصى البيان بحظر تعامل أعضاء النقابات الفنية مع مهرجان أبو ظبى السينمائى، وإلا عرض العضو نفسه إلى الفصل، ولا يرفع الحظر إلا بعد قرار رسمى من مهرجان أبو ظبى باستبعاد كل ما هو إسرائيلى أو له علاقة بإسرائيل عن المهرجان.

اليوم السابع المصرية في

04/11/2010

# # # #

مصر تقاطع مهرجان ابو ظبي السينمائي

بسبب "التطبيع" مع اسرائيل  

قرر اتحاد النقابات الفنية المصرية الخميس حظر التعامل مع مهرجان ابوظبي السينمائي متهما اياه "بالتطبيع" مع اسرائيل.واتهم الاتحاد المهرجان "بعرض افلام اسرائيلية بما يعتبر تطبيعا مع العدو الاسرائيلي الذي

يرتكب عشرات المذابح بحق الشعب العربي الفلسطيني".وقال رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثي لوكالة فرانس برس انه "لا يجوز لمهرجان سينمائي عربي ان يقدم افلاما اسرائيلية لمخرجين ومنتجين اسرائيليين ويقوم بتطبيع العلاقات معهم في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة في فلسطين".وقال اتحاد النقابات الفنية التي تضم في صفوفها نقابة الفنانين ونقابة السينمائين ونقابة الموسيقيين، في بيان ان "مهرجان ابوظبي يحاول بشتى الطرق جرنا الى التطبيع مع اسرائيل".واضاف ان المهرجان "استطاع جرنا الى هذا الطريق من خلال توجيه الدعوة لمنتجة اسرائيلية فخورة باسرائيليتها ليصبح المهرجان حصان طروادة لعبور الفن الاسرائيلي لداخل الوطن العربي".وتابع ان "مهرجان ابوظبي منح المنتجة الاسرائيلية ليسلي اودوين جائزة الجمهور عن فيلم الغرب غربا والبالغة قيمتها 30 الف دولار".ولم تعرض خلال مهرجان ابوظبي رسميا اي افلام اسرائيلية. والمعروف عن اودوين، وهي ايضا ممثلة، انها بريطانية الجنسية.وقال البيان ان "هذه الخطوة لم تكن الاولى في محاولة التطبيع بل كانت هناك محاولات كثيرة اولها محاولة المهرجان في دورتة الاولى عرض فيلم زيارة الفرقة الموسيقية ودعوة المخرج الاسرائيلي عيران كولين للمشاركة في المهرجان".واشار الى ان الدعوة كانت "موقعة باسم نانسي كوليت مديرة البرامج في المهرجان في ذلك الوقت".واضاف انه "تم التراجع (عنها بعدما اثارت) عاصفة من الهجوم والانتقادات من الفنانين العرب واتهامهم للمهرجان بالترويج للتطبيع مع اسرائيل بما يخالف نبض الشارع العربي وحسه الوطني".واستهجن البيان ما قامت به "هيئة ابوظبي للثقافة والتراث المشرفة على المهرجان بانتاج الفيلم الاميركي اللعبة العادلة الذي تم عرضه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الماضية وشاركت في بطولته الممثلة الاسرائيلية ليزار شارهي".وطالب الاتحاد في قراره اعضاء النقابات الثلاثة بالالتزام "بقرارها الذي اتخذ منذ 1981 بعدم التعامل او التطبيع مع اسرائيل باعتبارها من الثوابت ما دامت اسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين وتستمر في اعلانها ان دولة اسرائيل من النيل الى الفرات".وتضمن القرار بندين رئيسيين اولهما "حظرالتعامل مع مهرجان ابوظبي السينمائي على اعضاء النقابات الفنية والا تعرض العضو نفسه الى الفصل".اما البند الثاني فينص على "عدم رفع الحظر بمقاطعة المهرجان الا بعد قيام مهرجان ابوظبي باستبعاد كل ما هو اسرائيلي او له علاقة باسرائيل عن المهرجان".واتهم الليثي اسرائيل "بمحاصرة مئات الالاف من الفلسطينين وتعرض المدن الفلسطينية للقصف الجوي الذي خلف وراءه الالاف من القتلى والجرحى المدنيين وما حدث ويحدث في غزة من ماساة انسانية وابادة جماعية بكل المقاييس".وهاجم الليثي عددا من النقاد والصحافيين الذين حضروا مهرجان ابوظبي لانهم "لم يقوموا بفضح ما جرى فيه حتى يحافظوا على دعوات المهرجان دائما لهم".

الـ AFP في

05/11/2010

# # # #

منتجة إسرائيلية منحت جائزة الجمهور

اتهام "أبو ظبي السينمائي" بالتطبيع 

استنكر عدد من نقاد السينما العربية منح مهرجان أبو ظبي السينمائي في دورته الأخيرة جائزة تعرف باسم "جائزة الجمهور" لمنتجة إسرائيلية، رغم قرارات النقابات الفنية واتفاق المهرجانات العربية على رفض التطبيع مع إسرائيل "بكل الأشكال"، داعين إلى مقاطعة المهرجان ومعاقبة كل من حضروه.

وكان مهرجان أبو ظبي -في دورته الرابعة التي انتهت مؤخرا- قد منح المنتجة البريطانية لسلي وودوين جائزة الجمهور، وقالت وودوين في ندوة لتكريمها إنها تفتخر بكونها إسرائيلية، "وسط صمت مطبق" من إدارة المهرجان وكل وسائل الإعلام المحلية والعربية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وقال الناقد المصري المقيم في باريس صلاح هاشم إنه لا يستغرب أن يقع التطبيع في مهرجان أبو ظبي الذي يديره الأميركي بيتر سكارليت. ورجح أن يكون لهذا الأخير "رغبة في تمرير أفلام إسرائيلية".

وقال هاشم إن "مبرمج الأفلام العربية في المهرجان لا يفقه شيئا في السينما، ولا يجيد التحدث بالإنجليزية حتى يعترض على التوجهات الصهيونية"، مشيرا إلى أن الأمر نفسه يحدث في مهرجانات عربية منها مهرجان قرطاج التونسي، حسب قوله.

وأضاف هاشم "يجب في رأيي ألا نشكو طالما سلمنا قيادة مهرجان سينمائي في بلد عربي لأجنبي، وأرى أن سكارليت لا ينبغي أن يلام، بل اللوم على الإدارة، أو الحكومة التي عينته"، مشيرا إلى أن توظيف بيتر سكارليت جاء "لتنفيذ مخططات وتوجهات سياسية لا تخضع لإرادة شعبية بل لإرادة حكومية".

حالة تسلل

من جهته قال الناقد الفلسطيني بشار إبراهيم إنه يميل إلى تسمية الواقعة "حالة تسلل إسرائيلية وليس تطبيعا.. لأنه لا يوجد قرار بحضور إسرائيلي، بل تواطؤ من إدارة المهرجان ومجرد كتابة قائمة بأسماء فريق بيتر سكارليت الذي يدير المهرجان، وخلفياتهم ودياناتهم وجنسياتهم تكشف الكثير من الأمور، لأن المهرجان في قبضة فريق أميركي يهودي".

وقال رئيس مهرجان الفيلم العربي في روتردام خالد شوكت إن الدورة الرابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي كشفت حالة "الشيزوفرينيا الحادة التي تعاني منها النخبة السينمائية العربية.. ففي حين يطالب بعض السينمائيين العرب مهرجانات غربية بمقاطعة إسرائيل، ومؤازرة القضية الفلسطينية، ويلوحون بمقاطعة تلك المهرجانات، لم يجد هؤلاء غضاضة في سلوك إدارة مهرجان أبو ظبي التي غيرت اسم المهرجان لشبهة التطبيع فيه".

وأضاف شوكت "من جهة المبدأ، كان على هيئة أبو ظبي للثقافة أن تتثبت من أصول الأشخاص الذين توظفهم، حيث إن الأصول اليهودية لبعض المسؤولين تجعلهم بالطبيعة ميالين لمؤازرة إخوانهم في الدين والهوية، وبالتالي متعاطفين مع ما يعتقدون أنه محنة السينمائيين الإسرائيليين واليهود جراء مقاطعة العرب لهم".

أما الصحفي المصري قدري الحجار فذكر أنه حضر الثلاثاء جانبا من اجتماع مطول لاتحاد النقابات الفنية المصرية لمناقشة إصدار قرار بمقاطعة مهرجان أبو ظبي السينمائي ومنظميه، ومعاقبة كل الفنانين المصريين الذين يثبت تعاملهم معه.

"كان على هيئة أبو ظبي للثقافة أن تتثبت من أصول الأشخاص الذين توظفهم، حيث إن الأصول اليهودية لبعض المسؤولين تجعلهم بالطبيعة ميالين لمؤازرة إخوانهم في الدين والهوية".... خالد شوكت

تحقيق نقابي

من جانبه، طالب رئيس تحرير موقع شبكة السينما العربية الناقد والصحفي أشرف البيومي نقابة الصحفيين المصرية بالتحقيق مع كل أعضائها الذين حضروا الدورة الأخيرة للمهرجان، لكون أي منهم لم يعترض على وجود منتجة إسرائيلية، ولم يكتب أي منهم على الإطلاق عن الواقعة، فيما يبدو محاولة لتمريرها.

وقال الناقد المصري محمد قناوي إن موقف مهرجان أبو ظبي تجاه التطبيع واضح منذ الدورة الأولى التي صدر قبل انطلاقها قرار من اتحاد النقابات الفنية المصرية بالمقاطعة ردا على مشاركة الفيلم الإسرائيلي "زيارة الفرقة الموسيقية"، مما دفع إدارة مهرجان أبو ظبي للتراجع واستبعاد الفيلم، لكن الدورة نفسها ضمت عددا من الأفلام التي تتناول العلاقات العربية الإسرائيلية بنوع من التحيز لصالح إسرائيل، مما يعد دعوة غير مباشرة للتطبيع، حسب قوله.

وأضاف قناوي الذي يرأس قسم السينما بصحيفة "أخبار اليوم" أن المهرجان عاقبه عندما فضح توجهاته التطبيعية بمنعه من الحضور بعد الدورة الأولى، مشيرا إلى غرابة موقف الصحفيين المصريين الذين حضروا المهرجان والذين لم ينسحبوا بعدما علموا أن هناك تطبيعا حقيقيا، "ربما لأن اختيارهم تم بناء علي علاقات شخصية مع المنسق العربي في المهرجان الذي يقال إن أصوله يهودية أيضا".

المصدر: الجزيرة

الجزيرة نت في

03/11/2010

# # # #

 

المُـعـلـم الإيـرانـي عبــاس كيـارستـمـي الـحـاضــر الأكــبــر ورسالة تضامن

أبو ظبي- فيصل عبد الله

بإعلان جوائزه والمقدرة بمليون دولار أمريكي، والموزعة على مسابقات فقراته الأساسية، يكون مهرجان أبو ظبي السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط سابقاً) قد أختتم فعاليات دورته الرابعة قبل أيام. وعبر حفل كبير أحتضنه "قصر الإمارات" المنيف، وشهد، أيضاً، عرضاً لشريط "المحقق دي وسرّ الشعلة الوهمية" للمخرج تشووي هارك، أحد أعمدة سينما الموجة الجديدة في هونغ كونغ. ما أستقطبته هذه الدورة من إشتغالات سينمائية، سواء تلك القادمة من العالم العربي او من بلدان الجوار او من أوربا، يسجل لصالح القيمين على هذه التظاهرة الوليدة.

ولعل الدعم المالي والمعنوي السخي لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بدا واضحاً، لهذا الحدث السينمائي الأبرز في حياة هذه الإمارة الآمنة والطموحة، إذ يعود لها الفضل في إطلاق مبادرة صندوق "سند" في نيسان/أبريل الماضي، وغايته دعم مراحل التطوير الأولية والإنتاج النهائية لـ 28 مشروعاً سينمائياً طويلاً ووثائقياً، ورصدت له مبلغاَ قدره 500 ألف دولار أمريكي. فيما تولى الأمريكي بيتر سكارليت، المدير الفني، مهمة تسليع هذه التظاهرة دولياً مستفيداً من علاقاته السينمائية الواسعة. "انه مهرجان يحاول إشاعة ثقافة الفرجة السينمائية، على الرغم من أنني لا أعول كثيراً على الجمهور" كما يقول سكارليت في أحدى مقابلاته المتلفزة، فيما يرى إنتشال التميمي، مبرمج فقرة الأفلام العربية، "ان مهرجاني أبو ظبي و دبي، وقدراتهما المالية والإدارية، فضلاً عن إرادة القائمين على هذه التظاهرة سيضع بقية المهرجانات السينمائية العربية في وضع حرج لجهة إستقطاب جديد السينما العربية".

السينما الإيرانية

-لئن أفتتحت هذه الدورة بشريط "الأكورديون" القصير للإيراني جعفر بناهي، فان مهرجان أبو ظبي السينمائي يكون قد سجل سابقة عربية تعد الأولى من نوعها، إذ من خلالها بعث هذا المهرجان الواعد، برسالة تضامن جريئة مع مخرج يقبع تحت إلزامات الرقابة وممنوع من العمل او السفر خارج بلده. وكما درجت عليه مهرجانات سينمائية أوروبية عتيدة مثل، كان وفينيسيا وبرلين. ذلك ان صاحب "البالون الأبيض" (سعفة كان الذهبية) و "الدائرة" (أسد فينيسيا الذهبي) و "المرآة" (فهد لوكارنو الذهبي) "دم قرمزي"(جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفقرة نظرة ما–كان) و "تسلل" (دب برلين الفضي)، كان الحاضر القوي ضمن فقرات هذه الدورة رغم غيابه. وما اختيار شريطه القصير "الأكورديون"، عرض في مهرجاني البندقية مونتريال الأخيرين، وهو جزء من مشروع ضخم أطلق عليه "بالأمس واليوم؛ فوق الحدود والإختلافات". وتبناه الإتحاد الأوربي والأمم المتحدة، والمستلهم من البند 18 لشرعة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ونصه يتمحور حول ضمان "حقوق الأفراد وحريتهم في التعبير والرأي والدين". إلا توكيداً لمكانة هذا المخرج المهجوس بالهم الإجتماعي والحالة السياسية وقضية الرقابة في بلده. يساجل بناهي في شريطه "الأكورديون" (9 دقائق)، أكثر من قضية تطول حرية التعبير والرأي والرقابة وحضور المؤسسة الدينية في الحياة العامة. ومن خلال صبي يجوب شوارع طهران لكسب قوته اليومي عبر العزف على آلة أكورديون قديمة، وبرفقة صبية تقرع الطبلة. إلا ان إعتراض رجال الشرطة لهما بحجة انهما يعزفان قرب مسجد، ومصادرة آلة الأكورديون، ينقل الشريط الى مستوى علاقة المؤسسة السياسية الملتبسة برعاياها ومصادر رزقهم. صحيح ان الصبي يتمكن في آخر الأمر من إسترداد آلته، وهي نهاية تصالحية برأيي، لكن رمزية الفعل السلطوي وإدانته كانت واضحة.

إلا ان بناهي حضر بشكل آخر، وعبر إشرافه على مونتاج شريطين إيرانيين عرضا ضمن فقرة آفاق جديدة. ويأتي العمل الأول للشاب وحيد وكيليفار "غيشير"، ليضيف أسماً آخر الى كم من السينمائيين العاج بهم هذا البلد. وفيه ينقلنا المخرج الى جنوب إيران الغنية بالنفط والغاز، وعبر قصة ثلاثة شباب يقررون الهجرة الى هذه المنطقة النائية بحثاً عن فرصة عمل. وما ان يحصلوا على وظيفة ثانوية في معمل لتكرير الغاز الطبيعي، حتى يواجهوا مشكلة تأمين السكن، فيقع خيارهم على أنبوب مهجور. يتحول هذا الخيار، وبمرور الوقت، الى حاضنة ليوميات وأحاديث ومفارقات وذائقة موسيقية، وأيضاً الى زاوية نظر الى العالم المحيط بهم. تتكشف لنا كمشاهدين، مثلما لهؤلاء الشباب، أوضاع العمل الشاقة وروح الرفقة وخردة الصناعات النفطية وعالم الصحراء المحيط بها ومياه الخليج العربي بألوانها التركوازية الساحرة. جاءت الحوارات مبتسرة وبأقل ما يمكن، وحلت بدلاً منها عدسة المصور إدوارد بورتينسكي الأخاذة، والتي راحت تقتفي سكنات هؤلاء الشباب وما يحيط بهم من عوالم يجمعها التناقض. شريط "غيشير" آسر في موضوعه، في صياغته السينمائية وفي ثقافة تشكيلاته البصرية. وما منحه جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد، وقدرها 100 ألف دولار أمريكي، هو في حقيقة الأمر تحصيل حاصل لإشتغال مخرج موهوب. إذ جاء في حيثيات قرار لجنة التحكيم، التي رأسها المخرج السوري أسامة محمد، قولها "لرؤيته السينمائية الأصيلة، وأسلوبه الإخراجي المرهف في توجيه الممثلين، وبراعته الفنية وإبداعه في تحويل واقع قاس الى لوحات سينمائية مترعة بالجماليات المرئية المحسوسة". وفي كلمته القصيرة حال إعلان فوزه وتسلمه جائزته من المبدع الكبير مواطنه عباس كيارستمي قال وكيليفار "ان أتسلم هذه الجائزة من ملهمي وأستاذي كيارستمي إنما هو فخر لي يضاف الى قرار لجنة التحكيم".

فيما جاء شريط "الجوزاء"، وهو العمل الأول للشاب زماني عصمتي، مقتفياً ما راكمته السينما الإيرانية من إشتغالات قاربت موضوع المرأة والتقاليد والقانون العام وسلطة الدولة. يأخذنا الشريط ومنذ لقطته الأولى، تلك التي تفتح على مشهد حركة ماكنة خياطة تضرب أبرتها على قطعة عباءة سوداء، ومن ثم تنتقل الكاميرا وفي لقطة مقربة تقتنص وجه الشابة إلهام الذي يبدو عليها الشرود والخوف. كل ما نراه ونسمعه في تلك اللقطة هو في حقيقة الأمر تمهيد لفصول حكاية تبدأ في المحكمة، ويوجزه كلام سيدة بقولها "ان الرجال يستطيعون فعل كل شيء من دون مساءلة أحد". إزاء نظرات الإزدراء والحيرة، تقرر إلهام الهرب من المحكمة لتجد نفسها طريدة تحرشات الشباب وفي إشارة ذكية لما تشهده شوارع العاصمة طهران. لكنها في آخر الأمر تفلح في التواصل مع أمير أستاذ التنجيم والذي غرر بها، ليقترح عليها المجيء إلى مكتب تصوير في احد الشوارع الخلفية. وعلى أمل ان يتدبر أمير  إنقاذها من ورطتها، عبر الإستعانة بطبيب مزيف يمتهن حرفة ترقيع البكارة. إلا ان عيون الجيران كانت بالمرصاد لهذه الشلة، ما يدفع رجال الشرطة الى دهم المكتب وإعتقال من فيه وإيداعم مخفراً للشرطة. بعد إجراءات التحقيق الأولية، ينقلنا المخرج وبذكاء عال الى اللقطة الأولى حيث المحكمة والمواجهة. وفيها ينكر أمير معرفته بالشابة إلهام، ولتكرر والدتها كلامها السابق "ان الرجال يستطيعون فعل كل شيء من دون مساءلة أحد"، فيما يلوذ الأب بعاره وسط منطقة متربة. لعل السينما قاربت هذا الموضوع عشرات المرات، إلا ان الشاب زماني عصمتي عرف كيف يفتح كوة قول جديدة، أجتمعت في تجسيدها جمالية المعالجة السينمائية وإدخال المشاهد في لعبة إسمها سينما الواقع. شريط "الجوزاء" متهكم وجريء في حواراته. متهكم لانه وظف، فيما لو استعرنا عنوان كتاب جيمس سكوت "المقاومة بالحيلة"، أفضل ما تجود به الأريحية الإيرانية في التهكم. انه شريط غير معني بتفاصيل علاقة الأستاذ أمير بالطالبة الشابة إلهام، بل ما ترتب على تلك العلاقة. وجريء لأنه وضع على ألسن أبطاله أقوالاً تقارب النقد لثقافة بلده منها، تساؤل الشاب مهدي في السجن "أن تصنع نافذة بغرض دخول الضوء، وبعدها نضع الستائر لكي نحجبها". بينما يجيبه أمير " لا شيء يعمل في هذا البلد".

بالمقابل جاء عرض عمل المعلم عباس كيارستمي الأخير "صورة طبق الأصل"، المسابقة الرسمية لمهرجان كان الأخير وحصلت من خلاله الممثلة الفرنسية جولييت بينوش على جائزة أفضل أداء نسوي، على قدر حجمه وقيمته الفنية والسينمائية.  ذلك ان صاحب ثلاثية كوكر، قرية إيرانية ضربها الزلزال في تسعينيات القرن الماضي، "أين منزل صديقي" و "وتمضي الحياة" و "بين أشجار الزيتون" و "كلوز أب"  و"طعم الكرز" و "عشرة"، والمكلل بأكثر من جائزة عالمية وعضو لجان تحكيم سينمائية عدة كان الحاضر الأكبر في هذه التظاهرة. يفتح الفيلم على عنوان كتاب، منه أقتبس الفيلم إسمه، حيث تجرى الاستعدادات لسماع محاضرة لمؤرخ فن إنكليزي يدعي جيمس ميلر (البريطاني وليام شيمل). أما موضوع المحاضرة فيتناول طبيعة التزييف، النَسخ والأصالة الفنية. ثناء المحاضر على مترجم كتابه الى اللغة الإيطالية، وقوله انه كان يفكر بوضع عنوان لعمله يحمل "أنس الأصل، أحصل على نسخة جيدة"، وهو متفاجئ لانه معروف في أوربا أكثر من بلده-بريطانيا، وكأنه في الحالتين يحاكي حال كيارستمي. إلا ان "هي" (جولييت بينوش)، صاحبة غاليري فرنسية وتتعامل مع اللقى القديمة، والحاضرة بصحبة أبنها النزق، تأخذها تلك الكلمات. فتقرر شراء نسخ إضافية وموقعة من قبل الكاتب من أجل توزيعها على معارفها. ودعوة جيمس الى جولة حرة في قرى توسكاني الإيطالية القريبة شرط عودته من أجل اللحاق بقطار الساعة التاسعة مساء. الرحلة القصيرة تتخللها حوارات متقطعة تطول مواضيع عدة، العلاقات العاطفية، الزواج، الوعود وسط نقاشات حامية حول طبيعة الخطاب الفني السائد. ولكي يكسر تلك الحوارات، عمد كيارستمي الى جمع الأثنين في مقهى صغير تديره سيدة، فتستغل الأخيرة رد جيمس على مكالمة هاتفية بإعجابها بهذين الزوجين السعيدين في ارتياد مقهى صباح يوم الأحد، وتسرها بالحفاظ على مثل هذه العادة لانها تجدد الحب. فيما يسر رجل عجوز جيمس في ساحة القرية بضرورة سماع المرأة الى النهاية ووضع يده على كتفها عند المشي. فيما جاءت الخاتمة تمتحن عواطف هي وجيمس في غرفة فندق رقم 9 ليسترجعا معاً شهر عسلهما المفترض. لم يتخل كيارستمي عن أسلوبه المميز، لقطات طويلة، الكاميرا الثابتة والجمع بين الوهم والحقيقة، رغم ان شريطه أوروبي الصنعة والإنتاج، لم يجد غضاضة التعامل مع حوارات بثلاث لغات هي، الإيطالية والفرنسية والإنكليزية. ولم ينس، أيضاً، إيرانيته تلك التي وظفها على شكل قول من تراث بلده بـ"الشجرة العارية هي الأصل".

خيبات الكبار

ما رافق هذه الدورة من هنات صغيرة كان يمكن تداركها. منها إلغاء لقاء حواري مع المعلم عباس كيارستمي، وسماجة المخرج السوري أسامة محمد وهو يقدم نتائج فقرة الأشرطة الوثائقية، ومثله إحراج الممثل المصري خالد النبوي للنجمة الأمريكية أوما ثورمان في تبادله حوار جانبي معها على منصة مسرح "قصر الإمارات"، وتأخر بعض العروض السينمائية عن مواعيدها المقررة. ومع ذلك، إجمالاً، لم تحجب هذه الهنات جهود العاملين والقائمين على هذه التظاهرة السينمائية، ولا على أجوائها السينمائية العامة. فان تخصص فقرة تتنافس فيها أفلام إماراتية، وثائقية طويلة وقصيرة، ولتلك القادمة من بلدان مجلس التعاون الخليجي. ومثلها حضور طلبة من أقسام اللغات والإعلام للمشاركة في هذه التظاهرة السينمائية، وإصدار صحيفة مهرجانية وبأقلام نقاد شباب وبالتنسيق مع الشبكة الأوربية لسينما الشبان تحمل إسم "نيسي مازا". وأخرى يومية تصدر عن يوميات المهرجان، يكون من حق هذه التظاهرة الوليدة ان تفخر بما حققته.

التوقعات كانت كبيرة. إلا ان بعض الأعمال السينمائية لم يرتق الى سمعة مخرجيها. فها هو، صاحب "الكيت كات" و "أرض الخوف" و "مواطن ومخبر وحرامي"، المخرج داود عبد السيد يأتي حاملاً جديده "رسائل البحر" (فقرة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة). وفيه نتابع قصة الشاب يحيى (آسر ياسين)، الطبيب وصاحب عتة في النطق، والذي يقرر الرحيل الى مدينة الإسكندرية بعد وفاة والده الميسور. عذر درامي ضعيف وغير مقنع يؤسس لحبكة الشريط. ما ان يصل يحيى الى شقة العائلة في الأسكندرية، حتى يبدأ في البحث عن معارفه من الجيران وسط بناية، حيث تقطن عائلة الإيطالية فرانشيسكا (اللبنانية نبيهة لطفي) وابنتها كارلا (سامية اسعد). ولكي يطوي صفحة الماضي والبدء من جديد، يجد يحيى في الصيد وسيلة لقتل الوقت والعيش على ما يقدمه البحر. وذات مرة يندفع الى حانة وهناك يتعرف على قابيل (محمد لطفي) الضخم، يعمل حارساً في أحد النوادي الليلية، والذي ينقله الى بيته بعد ان أخذه السكر. يتقاطع عالم يحيى مع عالم قابيل، حيث يجد في الأخير رفقة وطيبة وعوالم لا يعرفها. بالمقابل، وفي احدى اليالي الممطرة، يتعرف يحيى على شابة جميلة إسمها نورا(بسمة) التي يستضيفها في شقته. وسط صعوبة حياته اليومية وإنسداد آفاقها ووحدته، يأتي صوت عزف موسيقى كلاسيكية من وراء نافذة فيلا ضخمة، تعيد الى يحيى هدوءه. إذ تتحول ساعات العزف الليلي الى موعد غرامي لا يعرف بطلنا الى أين يقوده. ولكن سرعان ما تنشأ علاقة بين نورا و كارلا، مصممة الأزياء، تقودهما الى شقة يحيى والى فراشه وفي مشهد لا يجد ما يسوغه. وسط هذا الكم من تقاطع الشخصيات، يدور شريط عبد السيد حول نفسه، من دون ان يفضي الى شيء ينقذه من ترهله. في حين جاء إقحام صور الفراشات والأسماك الطافية في خاتمة الشريط فاقعة في دلالة توظيفها. كانت أقرب الى "الكيتش" منها الى إيجاد تقابلات بين فوضى الحياة وصخبها، بين صعود محدثي النعمة من البلطجية، وبين زمن ما عاد سهلاً الإمساك بتلابيبه. ولو تجاوزنا طول مدة الشريط، 134 دقيقة، فان جديد عبد السيد يمكن إعتباره خيبة من مخرج كبير.

المدى العراقية في

04/11/2010

# # # #

«راح البحر» شد الأنظار وانطلق لسوق عالمية

الوسط - محرر فضاءات 

يبدو أن زواج الصدق مع الإبداع يُنتج ما يُلفت الانتباه ويكون محل اهتمام ومتابعة، وما «راح البحر» ببدع من ذلك كله، فبجهود شخصية بسيطة وبعزم وإصرار كبيرين، وبثقة عالية في النفس، خرج هذا الفيلم القصير جداً جداً، والذي لا يتجاوز الخمسين ثانية أو أقل تحت مظلة مشروع «نغزة» الذي أطلقه نَفَرٌ قليل من الشباب البحريني المبدع الطموح.

خرج «راح البحر» من واقع مُعاش لتقدمه هذه المجموعة من الشباب للعالم بطريقة إبداعية لفتت الانتباه ولاقت الاهتمام والمتابعة، وذلك عبر مشاركات عديدة لم يمل ولم يكل عزم هؤلاء في المضي قدماً لنشر رسالتهم وتقديمها للعالم.

شارك فيلم «راح البحر» في مهرجان الخليج السينمائي 2010، وبالرغم من عدم حصاده لجائزة رسمية، إلا أن الجمهور صفّق له في زمن أطول من وقت عرضه، فضلاً عن إشادات الكثير من المخرجين والمشاركين في المهرجان بتجربة الفيلم، والتي تُعتبر من التجارب القليلة جداً في العالم العربي.

بعدها انطلق «راح البحر» ليُدرج في سوق دبي السينمائي أو ما يُعرف بـ«دبي مارت»، حيث سيكون متاحاً لكبار وأهم العاملين في مجال السينما والمبيعات والاستحواذ في المنطقة والعالم.

يذكر أن «دبي فيلم مارت» هي منصة للتجارة والاستحواذ، والتي أطلقها مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2008،

ويهدف «دبي فيلم مارت» إلى جمع السينمائيين من جميع الخلفيات والثقافات، كما يهدف إلى الاشتراك في عملية تجارة وتوزيع الأفلام من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على الترويج للسينما العالمية، وخصوصاً السينما العربية والآسيوية والإفريقية. كما يسعى إلى تشجيع عمليات الشراء والتوزيع للأفلام التي يعرضها مهرجان دبي السينمائي الدولي.

و»راح البحر» هو جزء من سلسلة أعمال لمشروع «نغزة»، والذي يهدف إلى تقديم رسائل متنوعة في أقل وقت ممكن لا يتجاوز الدقيقة، مع غياب الحوار والرهان على ذكاء الطرح والربط في النهاية لتقديم الرسالة. وقد تم طرح «نغزات» من هذا المشروع منها: «راح البحر»، «خل بالك في صلاتك»، و»كلام الفتن يُعمي الوطن»، وسيتم إطلاق «نغزة» جديدة وهي بعنوان «قلبك على شغلك؟» يكتب أفكار «نغزة» الكاتب جعفر حمزة، ويُمنتجها حسن نصر ويُخرجها محسن المتغوي، والعمل من إنتاج «مون ميديا».

الوسط البحرينية في

04/11/2010

# # # #

قعبور يتسلم جائزة أفضل وثائقي من دينيرو بمهرجان الدوحة ترايبكا

الوسط - محرر فضاءات

فازت شركة Veritas Films للإنتاج ومقرها في أبوظبي بـ «جائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي» عن أحدث أفلامها «تيتا ألف مرة»، في حين حصل محمود قعبور، مخرج الفيلم ومؤسس الشركة، على تنويه خاص من لجنة التحكيم كـ «أفضل مخرج عربي»، حيث سلمه الممثل والمخرج العالمي روبرت دينيرو الجائزة وقيمتها 100 ألف دولار أميركي، وذلك في ختام حفل توزيع جوائز مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي في العاصمة القطرية.

وشهد فيلم «تيتا ألف مرة» نجاحاً كبيراً في أول عرض عالمي له من قبل أعضاء لجنة التحكيم والمشاهدين، وتجلى ذلك بفوزه بـ «جائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي» ليعكس جمالية ومستوى إنتاج الفيلم الشاعري - الوثائقي. كما ينضم هذا الإنجاز إلى سجلّ Veritas Films في إنتاج الأفلام المميزة بالمنطقة.

«تيتا ألف مرة» فيلم وثائقي مدته 48 دقيقة وهو إنتاج مشترك إماراتي وقطري ولبناني، وتم إخراجه بتمويل من مؤسسة الدوحة للأفلام ومؤسسة الشاشة في بيروت. كما أنه أول فيلم تخرجه شركة Veritas Films من مقرها في بيئة ابتكار المحتوى الإعلامي والترفيهي في twofour54.

وأثناء تسلمه الجائزة أشار محمود قعبور قائلاً: «يسعدني ويشرفني حصول فيلمنا الجديد على هذه الجائزة وأيضاً على هذا التنويه، وأتأمل أن يساعد هذا التقدير الذي حصلنا عليه لتذكير الجمهور بجهد وتعب جداتنا... من ناحية أخرى، ستشهد الفترة القادمة إنتاج مزيد من مشاريعي الخاصة، التي تعكس شغفي بالسينما الوثاقية».

من جهتها، أشارت إيفا ساير، المنتجة المنفذة للفيلم عن سعادتها بحصول Veritas Films و»تيتا ألف مرة» على الجائزة والتنويه وخاصة أنه الفيلم الأول من مكتبنا الجديد في أبوظبي، وتابعت قائلة: «إنني على ثقة بأن المستقبل سيشهد مزيداً من النجاحات لـ Veritas Films وسنثبت موقعنا كواحدة من أبرز شركات الإنتاج العربية لناحية الأفلام الواقعية المبتكرة. وهذا النجاح يعزز موقعنا كواحدة من الشركات التي تساهم في ابتكار محتوى عربي مميز... ونيابة عن فريق عمل Veritas أتوجه بالشكر لمؤسسة الدوحة للأفلام ومؤسسة الشاشة في بيروت على الدعم المالي الذي قدمتاه لنا والذي سمح لنا بإخراج فيلم بهذا المستوى».

وربما سيحصد «تيتا ألف مرة» مزيداً من الجوائز، وخاصة مع مشاركته في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس، حيث عرض الفيلم لأول مرة في القارة الإفريقية وسيتم إعلان نتائج الجوائز في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد صفقة سمحت للفيلم بالمنافسة في كلا المهرجانين.

الوسط البحرينية في

04/11/2010

# # # #

 

فلسطين في مهرجان أبو ظبي السينمائي

بشار إبراهيم - دبي

في مهرجان أبو ظبي السينمائي، في دورته الرابعة، هذا العام، كان المشاهدون على موعد مع زوّادة مكثّفة، من أفلام فلسطينية، وأفلام عن القضية الفلسطينية، سواء أكانت من طراز تلك الأفلام التي تُعرض أول مرة، كما في فيلم «الدرس الأول» للفلسطينية عرين العمري، وفيلم «مملكة النساء: عين الحلوة» للفلسطينية داهنا أبو رحمة.. أو الأفلام التي تمَّت استعادة عروضها، بعد سنوات طويلة من إنتاجها!..

الهدية الأهم، والأعظم، التي قدَّمها المهرجان هي مجموعة الأفلام التي حققها سينمائيون غربيون، عُرف الكثيرون منهم باهتمامهم بالقضية الفلسطينية، منذ سنوات. فعندما شاهدنا فيلم «وطن» للهولندي جورج سلويزر، وفيلم «أطفال الحجارة.. أطفال الجدار»، للألماني روبرت كريج، كنا ندرك أن لا سبيل لنا إلا الانحناء احتراماً لتجارب هذين المخرجين الكبيرين، والتي قدمت جوانب مدهشة من القضية الفلسطينية، فمن تراه ينسى ثلاثية سلويزر العظيمة: «أرض الآباء»؟!.. أو أفلام كريج «الحرية»، و«الانتفاضة»، وصولاً إلى فيلمه «جئت إلى فلسطين/ الطريق الآخر»، الذي عرضه المهرجان ذاته قبل سنتين؟!..

كما كان المهرجان، أيضاً، فرصة هامة لمشاهدة فيلم «دموع من غزة»، للنرويجية فيبكي لوكبيرغ، و«ثمن السلام»، للألماني هاري هينكل، دون أن ننسى أشياء من فيلم «كارلوس» للفرنسي، حيث سيقوم المغني اللبناني المعروف أحمد قعبور، بأداء دور القائد الفلسطيني وديع حداد!..

فلسطين، في مهرجان أبو ظبي السينمائي، كانت حاضرة بصور متعددة، وبلغات أكثر تعدداً.. لن يتفق أحد معها كلها.. لكن ينبغي لنا كلنا، أن نراها!.. هنا وقفة، مع أبرز الأفلام:

لا يقترب فيلم «ثمن السلام»، من القضية الفلسطينية، إلا بمقدار ما تقترب اتفاقيات كامب ديفيد، والمفاوضات التي دارت قبيلها. وهي التي وإن كانت تتمحور حول سبل إنهاء الصراع المصري الإسرائيلي، إلا أن ما كان لها أن تبتعد عن الشأن الفلسطيني، خاصة وقد تسرَّب أن الرئيس المصري: محمد أنور السادات، كان قد ضمّ ملف مسألة إعطاء الفلسطينيين شكلاً من الحكم الذاتي. وهو ما ورد فيما بعد ضمن أكوام الأوراق التي انتهت إليها المفاوضات، ولكن ما كان لها أن تمضي نحو أي شيء، خاصة مع رفض الفلسطينيين، حينها، لاتفاقيات كامب ديفيد، جملة وتفصيلاً، وانضمام منظمة التحرير الفلسطينية لما عُرف يومها باسم «جبهة الصمود والتصدي».

«ثمن السلام»، لا سينما فيه. بل محاولة عنيدة للكشف عن المزيد من الأسرار، أو مما لم يُقل بعد، بشأن ذاك التحوّل الكبير الذي أصاب الصراع العربي الإسرائيلي، بخروج مصر؛ كبرى الدول العربية، وإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل، والانتقال إلى ما عرف بتطبيع العلاقات، وإن بقيت على المستوى الرسمي الحكومي، ولم تنفذ إلى المستوى الشعبي، أبداً.

كثيرة هي التفاصيل التي يقدمها الفيلم. وكثيرة هي المشاهد التي تُرى للمرة الأولى. كما أن الفيلم يعاود اللقاء مع الكثير من الديبلوماسيين، من الأطراف كافة، لاستعادة الكلام عما كان يدور قبل قرابة أربعين عاماً. سنرى آثار الزمن وتحولاتها على الوجوه. أولئك الذين كانوا شباباً وسيمين، أواخر السبعينيات، غدوا اليوم كهولاً متهدلي الملامح، يحاولون قول ما تبقى لديهم من ذاكرة.

على خلاف ذلك تماماً، يعود المخرج الشهير روبرت كريج مرة أخرى إلى فلسطين. تحديداً إلى بيت لحم. هنا كان المخرج قبل ثلاث وعشرين سنة. كان ذلك أيام الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث انتهت مواكبته للانتفاضة حينها، إلى تحقيق فيلمه الوثائقي الأشهر «الانتفاضة.. على الطريق إلى فلسطين».

وعلينا أن ننتبه هنا إلى أن المخرج الألماني روبرت كريج مهتم بالقضية الفلسطينية قبل ذلك بكثير، إذ أنه في العام 1982 حقق فيلمه الوثائقي «الحرية، كيف أعني ذلك؟»، وهو الفيلم الذي يتناول «الحياة اليومية، والمقاومة، في مخيمي اللاجئين الفلسطينيين: الرشيدية، وبرج البراجنة، في لبنان، قبل الاجتياح الإسرائيلي»، معلناً حينها عن صديق سينمائي هام للقضية الفلسطينية، ومتضامن معها عبر كاميراه، ورؤاه، ومواقفه.

فيلمه التالي « الانتفاضة.. على الطريق إلى فلسطين»، تحقق عام 1989، ومعظم أحداثه جرى تصويرها في منطقة بيت لحم، التي سيعود إليها الآن. هناك في قرية «بيت ساحور»، وحيث غالبية السكان من المسيحيين، لن نجد الانتفاضة أقل خفوتاً، ولا الناس أكثر انفضاضاً عن فعالياتها، أو عن الحلم ببناء دولة فلسطينية، تحقق أشياء من أحلامهم، وتنهي الاحتلال التي انتفضوا ضده. يومها التقط صورة لمجموعة فتيان، هي سبب عودته اليوم!..

تقوم فكرة الفيلم الجديد «أطفال الحجارة.. أطفال الجدار» على فكرة العودة إلى الماضي من خلال البحث عن الفتيان الذين ظهروا في الصورة عام 1989، واكتشاف ماذا فعلت بهم الأيام بعد قرابة ربع قرن؟.. كأنما هي محاولة لامتحان الحلم الفلسطيني ذاته، ما تحقق منه، وما انكسر.

وعلى الرغم من أن الفكرة بحد ذاتها ليست جديدة في عالم الأفلام الوثائقية، إلا أن المخرج امتلك قدراً من النباهة بحيث لم يضيع كثيراً من الوقت في البحث عنهم بل ابتدأ من تلك اللحظة التي جمعهم، وذهب بهم إلى المكان ذاته، وأعاد التقاط صورة جديدة، في محاكاة للصورة القديمة، مع الفتيان أنفسهم، وقد أضحوا رجالاً.

سيمضي الفيلم في محاولة إعادة التعرف على مصير هؤلاء الفتيان، الذين كانوا عماد الانتفاضة الكبرى، وليكتشف إلى أي درجة تحقق شيء من الأحلام التي كانت تداعبهم، أو تراود مخيلاتهم، وهم فتيان أغرار؟!..

لعل العنوان وحده يمكن أن يكون فاضحاً للجواب. «أطفال الحجارة.. أطفال الجدار» تلخيص عمر كامل لأشخاص شبوا في إطار الانتفاضة حالمين بدولة فلسطينية، فانتهوا معزولين مسجونين خلف جدار الفصل العنصري، الذي طوّح بهم بعيداً عن أمكنتهم الأليفة، وعن مرامي أحلامهم.

ولن يبتعد المخرج جورج سلويزر عن طراز هذه الاستعادة، في فيلمه «وطن». إنه، كما كتبنا هنا قبل وقت قصير، يعود إلى الأسرتين الفلسطينيتين اللتين كان قد أنجز معهما أفلامه الوثائقية الثلاثة، السابقة، ما بين العامين 1974 – 1982، ومن ثم ليحقق الآن فيلماً رابعاًَ يرصد التحولات الأخيرة لهؤلاء الفلسطينيين الذين انعقدت بينه وبينهم علاقات إنسانية، تجاوزت حدود المهني لتدخل في حيز الشخصي، وليفصح المخرج عن الكثير من مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، والرافضة للاحتلال الإسرائيلي.

بشكل مختلف تماماً تذهب المخرجة النرويجية فيبكي لوكبيرغ من خلال فيلمها «دموع غزة». إنه فيلم راهن، يتعامل مع أحداث ما تزال حارة، ودماء ما تزال نازفة. تحرص المخرجة عبر فيلمها هذا على تقديم صورة واقعية تماماً، وصادقة تماماً، عما جرى خلال العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، العام الماضي. ذلك العدوان الذي قام على العديد من المجازر المتنقلة في شتى أنحاء قطاع غزة، دامغاً نفسه بصفة جرائم الحرب التي ينبغي أن تطال قادة العدو الإسرائيلي الذين اتخذوا قرار هذا العدوان، وخططوا له، وقادوه، ونفذوه.

البشاعة التي تظهرها الصور في الفيلم لا تشكل إلا جزءاً يسيراً مما جرى على أرض الواقع. ومع ذلك فثمة الكثير من المشاهدين ممن رأوا أن الفيلم جاء قاسياً، صادماً، مؤلماً، مفجعاً.. وربما لم ينتبه الكثيرون إلى أن الواقع في غزة أشد مرارة، وأكثر قسوة، حتى مما ظهر في هذا الفيلم، الذي يمكن أن نقول إنه يشكل رسالة إدانة واضحة وصريحة وقوية لإسرائيل، خاصة وأنه يأتي على أيد أوروبية غربية، وليس فلسطينية أو عربية.

أما بصدد المشاركة الفلسطينية، فقد تمثّلت أولاً بالفيلم الوثائقي «مملكة النساء: عين الحلوة» للمخرجة الفلسطينية الشابة دانا أبو رحمة. وهو محاولة جيدة في استعادة ذاكرة العام 1982، وما تلاه من تداعيات، على إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وصولاً إلى حصار بيروت. يومها كانت القوات الصهيونية تضع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على رأس جدول أهدافها. وإذ تمكنت الهمجية الإسرائيلية من تدمير غالبية المخيمات، وتحويلها إلى ركام، واعتقال الشباب والرجال، فإن النساء الفلسطينيات هن من تولين الأمور، حتى خلقن ما تسميه المخرجة «مملكة النساء».

وجاء فيلم «الدرس الأول»، تجربة أولى للممثلة عرين عمري، بوقوفها وراء الكاميرا كما أمامها، فصنعت هذا الفيلم المنسوج بحبّ شديد للقدس، ولكل ما فيها.. ومرثية تنشد التعلق بأهداب المكان، الذي طوّحها الاحتلال عنه بعيداً، لتعود مرة أخرى للوقوف في مواجهة الإسرائيلي، لدى تلقيها الدرس الأول في اللغة الفرنسية. هناك حيث يريد الإسرائيلي مدعوماً بخريطة القهر، محو اسم فلسطين، وعاصمتها القدس، وإحلال إسرائيل، وجيروزليم، وتل أبيب، بدلاً عنها.

حضور هام للقضية الفلسطينية، هيأ له مهرجان أبو ظبي السينمائي، في دورته الرابعة، عبر مبرمجيه العربيين: (العراقي انتشال التميمي، والفلسطينية رشا السلطي). ولو لم يكن لدى هذا المهرجان من حسنات، سوى هذا لكفاه.. ولو لم يفعل التميمي والسلطي سوى استحضار هذه الحزمة من الأفلام، لكفاهما مجداً.

الجزيرة الوثائقية في

04/11/2010

# # # #

أبرزها "وطن" و"أطفال الحجارة – أطفال الجدار"

مآسي الفلسطينيين في أفلام أوروبية استضافها "أبوظبي السينمائي"

دبي - أحمد الشريف 

لم يعد الاهتمام بالقضية الفلسطينية قاصراً على السينمائيين العرب، بل امتد إلى صناع السينما الغربية، في هولندا وألمانيا والنرويج وفرنسا وإيطاليا.

وقدم مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، التي اختتمت قبل أيام، لجمهوره، مجموعة من الأفلام الروائية الأوروبية التي تجسد على الشاشة الواقع القاسي للشعب الفلسطيني، وتبرز آلام الأطفال في غزة وهم يهربون من أمطار القصف الإسرائيلي.

ولعل الفيلم الألماني "أطفال الحجارة – أطفال الجدار" هو أكثر الأفلام الأوروبية التي طرحت الواقع الفلسطيني الأليم، ولاقت إشادة كبرى من جمهور المهرجان والنقاد المشاركين فيه.

ويتناول المخرج الألماني روبرت كريغ، حياة خمسة أطفال فلسطينيين التقطت لهم صورة في عام 1989، في بيت لحم، وهم من الجيل الذي أطلق عليه جيل "أطفال الحجارة".

ومن هذه الصورة ينطلق الفيلم ليرصد "التحولات التي طرأت على سكان بيت لحم، ومالحق بالشعب الفلسطيني المحتل طوال تلك السنوات".

العيش في سجن كبير

ويرصد الفيلم الألماني المآسي التي خلفها الجدار العازل، ويختصرها أحد أبطال الفيلم بقوله "انتقلنا مع هذا الجدار من العيش في المعتقلات الصغيرة، كما كان الحال في الانتفاضة الأولى، إلى العيش في سجن كبير".

ويتمكن مخرج الفيلم من العثور على الأطفال الخمسة الذين ظهروا في الصورة القديمة، وقد صاروا شبابا، وكونوا أسراً، ويعيشون في ظل جدار العزل ظروفاً اقتصادية صعبة في الوقت الذي تتزايد فيه المستوطنات حول بيت لحم قاضمة ما تبقى من أراضي المدينة وأشجارها وحياة سكانها.

ومخرج الفيلم الألماني روبرت كريغ يحمل شهادة علم الاجتماع والصحافة وعلم الأجناس البشرية، وترأس في التسعينات جهوداً رامية إلى تطوير محطة بث إذاعي فلسطينية في القدس ورام الله.

ومن فرنسا وإيطاليا يأتي الفيلم المشترك "ميرال" الذي يتناول حياة أربع نساء يعشن تحت الاحتلال الإسرائيلي، بحسب تعريف دليل مهرجان أبوظبي السينمائي.

الفيلم هو أحدث أعمال المخرج الأمريكي جوليان شنابل، واقتبسه عن رواية للصحافية الفلسطينية رولا جبريل، ويتناول أيضا قصة 55 طفلا فلسطينيا يتيما، كانوا نواة لإنشاء مؤسسة لرعاية الطفل الفلسطيني، وقصة فتاة فلسطينية تتولى تدريس الأطفال في مخيم اللاجئين، وتتحول إلى محاربة من أجل مستقبل شعبها.

الوطن الفلسطيني المنتظر

وعلى شاشة "أبوظبي السينمائي" عرض المخرج الهولندي جورج سلاوزر فيلمه "وطن"، الذي يتناول حياة فلسطينيين في المخيمات الفلسطينية ببيروت.

ويسلط الضوء على عائلتين لاجئتين أقام المخرج علاقة إنسانية مع أفرادهما استمرت لسنوات طويلة، حتى بات أشبه بابن لهاتين الأسرتين.

ويرصد الفيلم الأم العائلتين، بعد ان فقدتا الأمل في العودة، ويركز على بعض أفرادهما ممن استشهدوا، وآخرين هجروا للإقامة في دول غربية، لكنه ينتهي إلى أن "أبناء فلسطين لم يفارقهم حلم الوطن المنتظر".

والمثير أن مخرج الفيلم الذي قارب التسعين عاما من العمر، ويسير على عكازين، حرص على الحضور من هولندا الى أبوظبي ليعرض فيلمه على الجمهور العربي الذي رحب به بحرارة، خاصة عندما فاز بجائزة أفضل فيلم عن العالم العربي.

وقالت لجنة التحكيم إن فيلم "وطن" قدم "رحلة للكاميرا في الذاكرة منذ 36 عاماً نحو الحاضر لترسم بورتريهاً تراجيدياً للشتات الفلسطيني".

ويأتي الفيلم الفرنسي الألماني "يد الهية" الذي يتناول مشقات ومحن الشعب الفلسطيني في الناصرة والضفة الغربية والقدس، وحسب وصف دليل المهرجان، فإن الفيلم "يعرف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بأشد التعابير وضوحا، وقسوة".

يشار إلى أن "أبوظبي السينمائي" خصص في دروته الثانية عام 2008، برنامجا لذكرى مرور "60 عاما على تقسيم فلسطين"، عرض من خلاله 16 ساعة من الأفلام غير عربية التي تتناول القضية الفلسطينية.

موقع "العربية" في

04/11/2010

# # # #

 

ترسانة الفوز بعاصمة الخليج الثقافية:

نجوم ومهرجانات وافلام وانتاج محلي

أبوظبي - من اندرو هاموند

المدير التنفيذي لمهرجان ابوظبي: المهرجانات عنصر ضروري في تأسيس ثقافة سينمائية عبر اطلاع الجمهور على نتاج العالم الفني.

تهادت نجمة هوليوود سلمى حايك على السجادة الحمراء مرتدية فستانا أنيقا تداخل فيه اللونان الذهبي والاسود وأعلى كعب حذاء قد تكون رأيته على الاطلاق.

وقالت للصحفيين معلقة على دورها كعضو بلجنة التحكيم في مهرجان الدوحة السينمائي "يعجبني حقا وأتعامل معه بجدية شديدة." وأضافت "يبدو أنهم أقاموا موطنا عظيما للفنون والثقافة والسينما."

من كان يصدق أنها تتحدث عن قطر تلك الدولة الصحراوية البالغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة معظمهم من المغتربين والتي طالما اعتبرت منعزلة ثقافيا حتى بالمقارنة مع جيرانها من دول الخليج العربية.

وفي الاعوام الاخيرة تنافست دول الخليج - التي تملك المال الوفير بسبب احتياطيات النفط والغاز الهائلة والاعداد القليلة لسكانها - على أن تصنع لنفسها مكانة كعواصم ثقافية.

وفي الدوحة متحف رائع للفن الاسلامي اما ابوظبي فتقيم فرعا لمتحف غوغنهايم النيويوركي ومتحف اللوفر الباريسي.

لكن المهرجانات السينمائية باتت الحدث الثقافي المفضل منذ أقامت دبي مهرجانها عام 2004 الذي كان وجها دعائيا لمسعاها لتصبح مقصدا للسائحين الاثرياء.

وقبل أسبوع من ظهور حايك في مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي الثاني مشت النجمة أوما ثورمان على السجادة الحمراء في مهرجان ابوظبي السينمائي الرابع بالامارات العربية المتحدة.

وقالت للصحفيين في العاصمة الاماراتية "للمرة الاولى أشعر بطاقة تخرج من مهرجان في هذه المنطقة."

ورصدت الامارات ثالث اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم جوائز قيمتها نحو مليون دولار لمهرجان ابوظبي لهذا العام والذي شارك فيه 13 فيلما عالميا تعرض لاول مرة. وستتاح لدبي التي تعاني من مشاكل مالية أزالت عن المدينة بعض بريقها الفرصة للرد في ديسمبر كانون الاول.

وقالت سينثيا شنايدر خبيرة تاريخ الفن واستاذة الدبلوماسية بجامعة جورجتاون في واشنطن "اخر مرة أعلم بها بوجود هذه النوعية من المنافسة الثقافية كانت بين الدول المدينية خلال النهضة الايطالية" مشيرة الى دول مستقلة ذات سيادة مؤلفة من مدينة واحدة.

وتتناقض عروض الافلام التي تعرض للمرة الاولى والحفلات التي تقام بعدها مع الواقع السياسي والثقافي الذي يهيمن على مجتمعات الخليج.

وفي السعودية على سبيل المثال لا توجد دور عرض سينمائي على الاطلاق.

اما معظم الافلام العربية التي تعرض في دور السينما في بقية منطقة الخليج والتي لا تحظى بدعاية تذكر وسط الافلام الاميركية والهندية التي تحقق ايرادات هائلة فهي أفلام درامية او كوميدية تنتج في مصر.

وكانت مصر التي تقع عند منتصف الطرق بين أفريقا والشرق الاوسط ودول حوض البحر المتوسط تصنع الافلام قبل 100 عام حين كان كثيرون في الخليج يعيشون في أكواخ من سعف النخل وهي طريقة حياتهم التقليدية قبل أن تتغير بعد اكتشاف النفط.

ويقتصر الانتاج الدرامي في الخليج على المسلسلات التلفزيونية التي ينتج معظمها في الكويت والبحرين. وحتى في هذا المجال يتم انتاج عدد اكبر من المسلسلات التلفزيونية العربية خارج الخليج في دول مثل سوريا ولبنان التي بها مجتمعات اكثر ليبرالية ولها تاريخ أطول بمجال الفنون.

ويقول بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان ابوظبي السينمائي ان المهرجانات تلعب دورا في تنمية الفنون بدول الخليج على الرغم من افتقار المنطقة للانتاج.

وأضاف "في ابوظبي الافلام الوحيدة التي تتاح للناس مشاهدتها حين لا يكون المهرجان منعقدا هي أفلام بوليوود (الهندية) وهوليوود متوسطة المستوى."

وتابع قائلا "على الاقل تعرض أفلام من بقية أنحاء العالم لعشرة ايام في كل عام. هناك فرصة لتقديم عينة من تاريخ السينما الذي لا يستطيع الناس الاطلاع عليه وكل هذا في الصالح وهو عنصر ضروري في تأسيس ثقافة سينمائية."

وعلى الرغم من العقبة الواضحة التي يمثلها انتشار الرقابة على المواد ذات المحتوى السياسي والجنسي على نطاق واسع في الشرق الاوسط ترعى حكومة ابوظبي محاولة لانتاج المزيد من الافلام المحلية.

ويجري حاليا انتاج فيلم (ظل البحر) رابع فيلم امارتي روائي طويل. ويتناول فكرة تعاني المجتمعات الخليجية في التعامل معها وهي التحديث السريع الذي يمزق عالما من القرى الهادئة التي يعيش اهلها على الصيد ومراكز تجارة اللؤلؤ لتحل محلها مدن تحمل ملامح المستقبل بمناظرها الاخاذة وهي بالنسبة للبعض مثالية لكنها للبعض الاخر تدخلات مزعجة.

وقال سكارليت الذي كان في قطر لحضور مهرجان الدوحة بعد مقارنة الاحداث خلال مهرجان ابوظبي الذي يشغل منصب مديره التنفيذي ان التغيرات السريعة في الشكل الحضري والسكاني والاقتصادي للمجتمع في دولة مثل الامارات أفكار جاهزة لتقديمها على الشاشة الفضية.

وأضاف "من الواضح أن اي انتاج سينمائي في الامارات يجب أن يتعامل مع فكرة أن التغيير الثقافي سريع جدا."

ومضى يقول "الكل مهتم بالاستعانة بماض ثقافي وتوفيقه بما يتلاءم مع وجه الحاضر الذي يتغير بسرعة."

ميدل إيست أنلاين في

05/11/2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)