كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ماري ـ بيار ماسيا المشرفة على صندوق "سند" للتمويل السينمائي في العالم العربي:

علينا العيش مع الأفلام طويلاً قبل تقويمها وأهمية العمل ليست في كونه كاملاً

ريما المسمار

مهرجان أبوظبي السينمائي الرابع

أبوظبي للثقافة والتراث
   
 
 
 
 

شخصية "أموميّة" تكتنز قدراً كبيراً من الطفولية والمشاكسة. إنها ماري-بيار ماسيا صاحبة المسيرة السينمائية الطويلة في حقل المهرجانات، تنظيماً وإدارة وبرمجة، التي قررت قبل ثلاث سنوات أن تدخل عالم الإنتاج بعدّة بسيطة قوامها الشغف والصبر والتسامح. لا نستثني المعرفة والخبرة لافتقارها إليهما، بل لأنهما تحصيل حاصل وغنيّتان عن الذّكر والتعريف في مسيرتها الحافلة. عندما اختارها مهرجان أبوظبي السينمائي قبل أشهر قليلة للإشراف على صندوق التمويل السينمائي "سند" الذي أطلقه، بدا وكأنها تظهر إلى العلن للمرة الأولى. ولكن المصادقة على اختيارها التي جاءت في شكل تعليقات إيجابية من كل مكان، أكّدت أن لصاحبة الشعر الأبيض تلك بملامح وجهها الطفولية نجومية متوارية عن الأنظار، مردّها إلى طبيعتها المتواضعة والودودة وتعاطيها غير النهائي مع قدراتها وعملها. على هامش الحوار الذي جمعنا في المهرجان، أشارت سريعاً إلى أنها مضطرة للسفر لبضعة أيام إلى فرنسا لمشاهدة النسخة الأولية لفيلم السينمائي المجري بيلاّ تار الذي تنتجه. ولم تذكر كيف اكتشفت، خلال السنوات التي أدارت فيها تظاهرة "نصف شهر المخرجين"، سينمائيين باتوا اليوم في طليعة السينما المعاصرة من أمثال المكسيكي كارلوس ريغاداس والبريطاني ستيفن دالدري ورواد السينما الرومانية الجديدة كريستي بيو وكريستيان مونغيو والأميركية صوفيا كوبولا والتشادي محمد صالح هارون. وتحدّثت عن معرفتها بالسينما العربية من موقع المكتشف والشغوف وليس كنتيجة طبيعية لأصولها الجزائرية.
جاءت ماسيا السينما من دراسة الأدب الكلاسيكي والفرنسي، فكانت بداياتها العملية في "المكتبة السينمائية الفرنسية" قبل أن تعمل لسنوات في مجال حفظ الإرث السينمائي في "متحف الفن الحديث" في نيويورك و"مكتبة الكونغرس" وفي مجال البرمجة مع "مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي" وغيره من المهرجانات.

لا تستطيع ماسيا أن تخفي حماستها تجاه مشروع "سند" لاسيما أنها كانت من أوائل الذين اقترحوا على مهرجان أبوظبي السينمائي فكرة إنشاء صندوق تمويل للمشاريع والأفلام السينمائية العربية. فقبل أشهر قليلة من إطلاق "سند"، حضرت ماسيا الدورة الثالثة للمهرجان كمنتجة للفيلم الوثائقي الفلسطيني "ميناء الذاكرة" لكمال الجعفري. كان منح المهرجان الفيلم مساعدة إنتاجية إشارة واضحة إلى أن فكرة تأسيس صندوق دعم ليست بعيدة من تفكير منظّميه. هكذا أبصر الصندوق النور في نيسان/أبريل الماضي وعيّنت ماسيا مشرفة عليه، يشاركها فريق من مبرمجي المهرجان وإدارته (بيتر سكارليت وتيريزا كافينا ورشا سلطي وانتشال التميمي) في عملية اختيار المشاريع والأفلام التي ستحوز الدعم. تصل قيمة الدعم الإجمالي الى 500 ألف دولار أميركي سنوياً وتستفيد منه المشاريع الروائية والوثائقية الطويلة، حيث تصل قيمة منحة مرحلة التطوير إلى عشرين ألف دولار، فيما تصل منحة مرحلة الإنتاج النهائية إلى ستين ألف دولار.

خلال أربعة أشهر بين نيسان وأيلول، شاهدت لجنة الإختيار نحو خمسين فيلماً في مراحل الإنتاج النهائية وقرأت قرابة مئة سيناريو. جاءت حصيلة الدورة الأولى من "سند" سبعة وعشرين مشروعاً توزعت بين 17 مشروعاً في مرحلة التطوير وعشرة في مرحلة الإنتاج النهائية. من بين الأخيرة، أربعة أفلام انتهى العمل عليها بالفعل وعُرضت خلال الدورة الرابعة من المهرجان هي: " شتي يا دني" للبناني بهيج حجيج (عُرض في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وحاز جائزة أفضل فيلم روائي عربي)، "طيب، خلص، يللا" للبنانية رانيا عطية والأميركي دانييل غارسيا، "كرنتينة" للعراقي عدي رشيد و"ثوب الشمس" للإماراتي سعيد سالمين (عُرضت الأفلام الثلاثة في مسابقة "آفاق جديدة" للأفلام الأولى والثانية وحاز شريط عطية وغارسيا جائزة أفضل فيلم روائي عربي لمخرج جديد). وثمة عمل رابع هو الوثائقي "في أحضان أمي" للمخرجين العراقيين عطية ومحمّد الدراجي قُدم في إطار "عمل قيد الإنجاز". ومن المنتظر أن تعلن الدفعة الأولى من مشاريع الدورة الثانية في شهر شباط/فبراير 2011.

الكم والنوع

أثار العدد الكبير للمشاريع الدهشة والتساؤل. هل كلها تستحق الدعم بالفعل؟ أوليس الأفضل دعم عدد أقل من الأفلام بمبالغ مالية أكبر؟ تعلّق ماري ـ بيار على ذلك بالقول: "عندما أطلقنا "سند"، كان في بالنا دعم خمسة أفلام وعشرة سيناريوات سنوياً. ولكننا اكتشفنا ان التمسّك بتلك الخطة الأولية سيتسبب بإلحاق الظلم بمشاريع كثيرة تستحق الدعم. وما حدث أننا تلقينا عدداً كبيراً من المشاريع نظراً إلى أن "سند" هو أول صندوق للتمويل السينمائي في العالم العربي ولأنها ايضاً كانت دورته الأولى. اجتمع العدد الكبير من المشاريع مع الجودة. ولا أنكر انني ذهلت بمستوى الأعمال لاسيما السيناريوات."

خلف قرار المهرجان تقديم الدعم لمرحلتي تطوير السيناريو والإنتاج النهائية، تقف عوامل عدة، ليس أقلّها الكلفة الكبرى التي يتطلّبها الإنتاج الفعلي والتي تتجاوز القيمة الكلية للصندوق في معظم الأحيان. ولكن ماسيا ليست معنية كثيرة بالأرقام بقدر اهتمامها بالمدلولات: "من خبرتي كمنتجة ومبرمجة ومديرة مهرجانات، أعرف تماماً ما يعانيه السينمائي في العالم العربي. نحن نتحدّث دائماً عن مشكلة الإنتاج كمعضلة واحدة ولكن الواقع ان هنالك مراحل في عملية الإنتاج ولكل منها مواصفاتها ومشكلاتها وحساسياتها. أعتقد أن مرحلتي الكتابة وما بعد الإنتاج هما الأكثر حساسية في العالم العربي. الأولى تتطلب تفرّغاً وهدوءاً وانصرافاً تاماً من المخرج الى الكتابة الإبداعية. وذلك يحتاج إلى تأمين مورد له خلال هذه الفترة ومن هنا أهمية دعم التطوير. وفي حين يعثر المخرج على طريقة ما لبدء التصوير، يجد نفسه في مراحل الإنتاج النهائية من دون دعم لأن التصوير يكون قد استهلك الموازنة المتوفرة بين يديه والشحيحة أصلاً. ومن هنا جاء قرار تخصيص دعم مراحل الإنتاج النهائية. بقول ذلك، لا أقصد ابداً قطع الطريق على فكرة إنشاء تمويل خاص بالإنتاج. فهذا مشروع ليس بعيداً من طموحاتنا بل إن العمل جارٍ على بلورته. وبالعودة إلى مراحل تطوير السيناريو، يجب أن نتذكر ان الإنتاج السينمائي اليوم قائم على تضافر أكثر من جهة. لذلك يشكّل حصول مشروع سينمائي على منحة تطوير اعترافاً به ويمهّد الطريق لحصوله على دعم من جهات أخرى."

التوقيت والحاجة

صحيح أن توقيت الإعلان عن "سند" مرتبط بعوامل داخلية خاصة بمهرجان أبوظبي السينمائي ولكنّه أيضاً ذو دلالات تتقاطع مع المشهد العام. فاللافت في الأمر تزامنه مع تراجع حاد في الدعم الأوروبي للأفلام العربية، كما مع صعود مشاريع تمويلية أخرى في المنطقة (مثل الصندوق العربي للثقافة والفنون مبادرة مهرجان الدوحة ترايبيكا وسواهما)، يثير اهتمامها بالثقافة عموماً والسينما خصوصاً سؤال "لماذا الآن؟". مما لا شك فيه ان "الإعتراف" التدريجي الذي حقّقه فنانون وسينمائيون عرب خلال السنوات الأخيرة في المهرجانات والمتاحف الدولية لعب دوراً ما في التفات الداخل إليهم. ومما لاشك فيه أيضاً أن الغياب شبه الكامل للدعم الرسمي للسينما في معظم البلدان العربية شكّل نداءً لبروز قنوات دعم بديلة. عن ذلك تقول ماسيا: "إن إنشاء صندوق تمويل سينمائي هو في الاساس استجابة لحاجة ملحّة لدى السينمائيين العرب كما أنه برأيي الموقف الأكثر إيجابية الذي يمكن مهرجان سينمائي عربي أن يتّخذه ويعبر من خلاله عن فهمه لحاجات السينمائيين والمنطقة كما لدوره. ولاشك في أن هذا الموقف أصبح أكثر إلحاحاً مع تراجع الدعم الأوروبي للسينما العربية بسبب الأزمة المالية من جهة وتقلّص الإهتمام بها من جهة ثانية. علينا ان نكون صادقين مع أنفسنا عند تقويم تجربة الإنتاج المشترك مع أوروبا. فالأخير اسهم خلال السنوات الأخيرة في تسليط الضوء على سينمات أميركا اللاتينية وإيران وسواهما. مع السنما العربية، اختلف الأمر حيث بقيت الإكتشافات على مستوى المخرجين فيما لم تحقق السينما العربية صحوة شاملة. لا يرمي هذا القول الى التقليل من شأن الأخيرة بل إلى إدراك ضرورة مساندتها ودعمها داخلياً واحتضان تجاربها على اختلاف أشكالها ومستوياتها."

يخبئ كلام ماري-بيار ماسيا طموحاً في أن يكون "سند" ومن خلفه مهرجان أبوظبي السينمائي ومن خلفهما أبوظبي تلك المنصّة لإطلاق سينما عربية واعدة وحيوية. وهو طموح مشروع بالطبع ولكنّه لا يلغي حقائق أخرى أبرزها الإختلافات الكبيرة بين السينمات العربية التي تعاند الإنضواء تحت راية "سينما عربية" موحّدة والشروط التي قد يفرضها مثل هذا الطموح من مثل توجيه الدعم إلى أفلام "مقبولة" على الأصعدة الإجتماعية والجماهيرية وحتى السياسية. ولكن ماسيا تؤكد: " لم نواجه أية ضغوطات خلال اختيارنا المشاريع ولا وجود لدفتر شروط مسبق. أما الإتجاه إلى دعم مشاريع جماهيرية فهذا ما لم أفكّر به أبداً لأنه في عرفي ان لا قاعدة لمسألة الجماهيرية وبعض الأفلام المتطرّف في خياراته الفنية والسردية قد يلاقي الجماهيرية. ولا تنسي أن 17 مشروعاً من بين التي دعمناها هي سيناريوات وبالتالي يصعب تحديد توجهها لأنها ليست الأفلام النهائية."

تنوع ومعايير

تحتوي المجموعة المختارة من الأفلام على تنوّع هائل لجهة توجهات مخرجيها وتجاربهم وجنسياتهم ولجهة النوع. في اللائحة، 15 مشروعاً لمخرجين يقدمون تجاربهم الأولى، يتجاورون مع سينمائيين مخضرمين من أمثال السوريين محمد ملص وعمر أميرالاي وآخرين حاضرين في المشهد السينمائي بأعمال معروفة من طراز فوزي بنسعيدي وبهيج حجيج وصبحي الزبيدي وكريم طريدية وطارق تغية ورجاء عماري وخليل جريج وجوانا حاجي توما وناديا الفاني وآخرين. كذك موّل الصندوق الباكورة الروائية للمخرج الإماراتي سعيد سالمين "ثوب الشمس" ومشروعين، أحدهما روائي والثاني وثائقي، للعراقي محمّد الدراجي. تعتبر ماسيا أن المثال الأخير دليل على ان الحسابات الجغرافية لا تلعب دوراً في الإختيار: "لقد صدف ان للدراجي مشروعين وكلاهما قوي ويستحق الدعم. لم يكن ممكناً أن نحرم أحدهما من الدعم لمجرد أنه لا يحق لمخرج التقدم بعملين. أما مشروع سعيد سالمين فدعمه مسألة بديهية لأنه امتلك مقومات جيدة ولأن دعمه هو دعم لحركة سينمائية ناشئة في الإمارات. الأمر ليس استثناء البتة بل هو عرف وتقليد متّبع في العالم ونلمسه كثيراً في المهرجانات السينمائية. فحين يقام مهرجان سينمائي في روما، نقع فيه على أفلام إيطالية قد لا تكون بمستوى الأفلام الايطالية التي تشارك في مهرجانات عالمية ولكن جزء من دور المهرجان أن يؤمن مساحة لنتاج سينماه قد لا تتوفر في أماكن أخرى."

تبقى معايير الإختيار في المهرجانات كما في المسابقات عملية غامضة لا تخضع لمقاييس ثابتة بقدر ما تقوم على حساسيات الأفراد وذائقاتهم. من هنا تعتبر ماسيا تأتي أهمية لجان الإختيار المتنوعة بأعضائها وبخلفياتهم. السر بحسب ماري-بيار يكمن في "الصبر والتسامح والعيش مع الأفلام لأيام قبل اتخاذ أي قرار. العناصر التي تحكم عملية الإختيار كثيرة، تبدأ بالجودة بالطبع ولكن تتخطاها إلى أشياء كثيرة منها ما يريد المخرج قوله والموضوع والمعالجة وسواها. هدف هذا التمويل اكتشاف ما يفعله المخرجون في المنطقة العربية وتسليط الضوء عليه. لا يعنيني أن يكون الفيلم كاملاً بل أن يقول شيئاً سواء ا[موضوعه او شكله أو مقاربته. إذا لمست شيئاً مميزاً في فيلم حتى لو لم يكن مكتملاً أميل إلى مساندته لأنني بذلك أساند موهبة وأساعدها على التطوّر."

خمسة أفلام على الأقل من بين تلك التي حازت دعماً لمراحل الإنتاج النهائية ستكون مكتملة وجاهزة للعرض خلال العام المقبل. وحين تُسأل ماري-بيار عن المردود المعنوي من دعم هذه الأفلام الذي يُترجم عن طريق حصول المهرجان على حقوق العرض الأول تقول: "إن عرض فيلم دعمناه في المهرجانات الدولية إنما هو كسب لنا. ومسألة عرضه في مهرجان أبوظبي ستظل خاضعة لجودته وقوته وليست تحصيل حاصل."

ملامح

لا تميل ماسيا إلى تقديم رأي نقدي في السينما العربية أو الأحرى انها لا تقدم وجهة نظرها في إطار نقدي بل على شكل استنتاجات تعتبرها سمات متفرّدة في الأفلام: "السينما العربية ميالة إلى الإتجاه السردي الكلاسيكي وتلك ليست نقيصة بل هي ملمح عام، يشهد بين الحين والآخر استثناءات. لقد لفتني في المشاريع انها طالعة من قلق وإلحاح وحيوية تنم عن مدى الحاجة عند السينمائيين إلى تقديم أفلامهم. لهذا الإلحاح وجهه السلبي أحياناً إذ يتسبب بتسريع عملية الكتابة قبل اختمار الإفكار وتبلور الرؤية. لا أريد أن أعمم في شأن الموضوعات، ولكن مرة أخرى وصلني إحساس المخرجين العميق بالغربة والمنفى بالمعنيين الداخلي والخارجي. الشباب مشغولون برصد محيطهم وما حلّ به، بينما الجيل الأكبر يلوذ بالحلم والنوستالجيا بديلاً من واقع منفصل عنه. أعتقد أننا سنشهد خروج بعض الأفلام المهم السنة المقبلة."

المستقبل اللبنانية في

05/11/2010

# # # #

أرواح صامتة تنطق باصوات تعبيرية

أبوظبي - من عدنان حسين أحمد 

تحفة فنية ترصد قصة حبٌ لايموت وهوية لا تنمسخ تنال بجدارة اللؤلؤة السوداء في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.

بادئ ذي بدء، لابد من الاشارة الى أن معظم الأفلام التي إشتركت في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي لهذا العام كانت تتوفر على سوية فنية واضحة تؤهلها للتنافس على كبرى جوائز المهرجان مثل (أرواح صامتة) للمخرج أليكسي فيدورتشنكو، (شتّي يا دني) لبهيج حجيج، (لا تتخلَّ عني) لمارنك رومانك، (حرائق) لدني فينلوف، (سيرك كولومبيا) لدانيس تانوفيتش، (مزهرية) لفرانسوا أوزون وغيرها من الأفلام الخمسة عشر التي إشتملت عليها المسابقة المذكورة. وعلى الرغم من أهمية بعض هذه الأفلام إلا أن فوز فيلم (أرواح صامتة) للمخرج الروسي أليكسي فيدورتشنكو قد جاء في محله، وقد وُفقت لجنة التحكيم في أن تُسند جائزة المهرجان الكبرى (اللؤلؤة السوداء وقيمتها مائة ألف دولار) الى مستحقها الذي أبدع في كل مفصل من مفاصل هذه التحفة البصرية التي قدّمت أروع ما يمكن من جماليات الخطاب السينمائي. وقد جاء في قرار لجنة التحكيم أنها أسندت هذه الجائزة لفيلم فيدورتشنكو وذلك "لتصويره الشعري لأصداء تراث ثقافي لشعب حاضر اليوم، ولتميز لغته السينمائية." وقبل ذلك كانت لجنة تحكيم مهرجان فنيسيا في دورته السابعة والستين قد إحتفت بهذا الفيلم ومنحت مخرجه جائزة النقاد، فيما نال مصوره جائزة (أوزيلو) لأفضل تصوير.

طقوس المريان وشعائرهم

لكي نحيط القارئ الكريم علماً بالأس التراثي لفيلم (أرواح صامتة) لابد لنا أن نتوقف عند طقوس وأعراف وتقاليد المجموعة الأثنية المعروفة بالـ (Merja) وهي مجموعة ذات أصول فينو- أغريقية تمّ إستيعابهم من قبل الأسكندنافيين الى أن جاء القيصر الروسي إيفان الرابع، الملقّب بـ (إيفان الرهيب) فضمهم الى روسيا ومارس ضدهم مختلف أشكال القمع في محاولة لتذويبهم وتمييع هويتهم الوطنية.

وجدير ذكره أن هذه الأثنية وثنية تقدس الطبيعة بشكل خاص ولهم آلهة محددة مثل إله النار وإله الريح وما الى ذلك. ووفقاً لمعتقداتهم الراسخة فإنهم يربطون بين الانسان والطبيعة المحيطة بهم حيث يعتقدون أن لها تأثيراً سحرياً على حياة (المريان) وأن الإنسان الذي يريد أن يعيش خارج الطبيعة وبمعزل عنها فإنه لا يقوى على الحياة. كما يلعب الماء دوراً مهماً في حياتهم، ولذلك فهم يعيشون عند ضفاف الأنهار والبحيرات مثل نهر (الفولغا) وبحيرة (نيرو) وللمناسبة فإن (الفولغا) هي تسمية متشقة من اللغة المارية التي يتحدث بها المريان. إن ما يهمنا من أمر هذه الاثنية هو شعائرها وطقوسها، وعاداتها وتقاليدها التي أفاد منها كاتب السيناريو دينيس أوسوكين، صاحب الرواية الأصلية المعنونة بـ (Buntings) وهي نوع من عصافير الدُرَّسة. يعتقد المريان أيضاً بأن (كل شيء قابل للزوال ماعدا الحب الذي لا يعرف الموت) كما يقول الراوي (إيست).

لا يقتصر الفيلم، كما أشرنا آنفاً، الى موضوع الهوية (المريانية) التي ذابت بشكل أو بآخر لكنها لم تمت، ولم تتعرض للإنقراض بعد، وإنما يتمحور على موضوعات أخرى مثل الحب، والمشاركة الوجدانية، والفقد الأبدي، وتناول فكرة الموت من زاوية نظر جديدة. يمكن إختصار ثيمة الفيلم بأن ميرون (يوري تسيرليو)، مدير معمل الورق في مدينة (Neya المريانية) يطلب من صديقه الحميم إيست ( إيغور سيرغييف)، المصور الفوتوغرافي، وابن الشاعر المحلي، الذي يزاول كتابة الأغاني والقصائد المتعلقة بالتراث المرياني، أن يرافقه في رحلة مراسيم حرق زوجته تانيا (يوليا أوغ) التي توفيت بسبب مرض مفاجئ، ويتوجب عليه أن يحرقها في مدينة (غورباتوف) التي تربطهم بذكريات شهر العسل. إيست الذي نسمعه عبر تقنية الـ (فويس أوفر) ونراه وهو يزاول مهنة التصوير الفوتوغرافي وكتابة الأشعار يرتبط هو الآخر مع تانيا بقصة حب أيضاً.

من هنا فإن المثلث العاطفي يحضر بأركانه الثلاثة في مشاهد الغسل والرحلة الطويلة وحرق الجثة.

النزوع الإيروسي

لاشك في أن أداء يوليا أوغ التي جسّدت الدور الصعب لـ(تانيا) كانت فنانة من طراز خاص وهي تسيطر على نفسها في دور الزوجة الميتة أو الجثة التي يغسلها بالفودكا كلاً من الزوج المكتئب والعشيق الحزين وهي عارية تماماً من دون أن تُصدر أية نأمة أو حركة، بل بدت وكأنها جثة مسجاة فعلاً. يمشط الزوج شعرها الطويل، ثم يغسل بقطعة قماش منقعّة بالفودكا كل بقعة من جسدها، ولعل غسل النهدين الناعمين الكبيرين كان طقساً مؤثراً خاصاً بالمريانيين يمتزج فيه الحب بالنزوع الإيروسي البعيد عن البورنوغرافية الرخيصة (للمناسبة منعت وزارة الثقافة الروسية دعم وتمويل هذا الفيلم لتوفره على مشاهدة "بورنوغرافية" كما تصور بعض الموظفين في الوزارة المذكورة!).

ومن الشعائر الجميلة التي تنطوي عليها عملية الغسل والتطهير هو ربط شعر العانة بعدد من الخيوط الملونة الجميلة التي تتدلى وتغطي عضوها التناسلي، وهي ذات الشعيرة التي أدتها لتانيا فتاتان شبه عاريتين في حفلة زفافها. ثم يلفان جسدها الطاهر العاري ببطانية ثقيلة. وحينما ينتهيان من غسلها وتطهيرها تتم قراءة بعض العِظات الدينية حيث نسمع صوت (إيست) ينساب إلينا قائلاً: ( جسد المرأة الحيّة هو أيضاً نهر يحمل الهموم بعيداً. . . ومن العار ألا تستطيع أن تغرق فيه). بعد هذه المَشاهد الطويلة التي دارت في أمكنة ضيقة يخرج الفيلم الى الفضاءات الواسعة لكي يصور لنا صدق العلاقة بين المريانيين وعناصر الطبيعة التي تقدسها هذه الأثنية. قد لا نغالي إذا قلنا إن الفيلم سيصبح من أفلام الطريق حيث يتطلب من السائق ميرون وصديقه الحميم الجالس الى جواره والعصفورين اللذين لا يكفان عن الحركة في القفص، وجثة تانيا الهامدة على أرضية السيارة الجيب، بضع ساعات كي يصلا الى المكان المائي المنشود. لا شك في أن اللقطات والمَشاهد الساحرة التي صوّرها ميخائيل كريتشمان منذ إنطلاق السيارة وحتى مشهد الحرق والعودة الى المدينة كانت من أجمل المشاهد التي توفر عليها هذا الفيلم الرثائي شديد التعبير.

في الطريق الى النهر الكائن في مدينة (غورباتوف) يشتري ميرون كماً كبيراً من الأخشاب التي سيرصفانها مثل دكّة مريحة ترقد فوقها جثة تانيا الملفعة بدثار ثقيل. ثم تندلع ألسنة النيران في الدكة الخشبية والجثة المسجّاة فيما يغلّف الحزن الكثيف معالم وجهيهما. يغرف ميرون بقايا رماد الجثة ويُلقيها في تيار النهر الجاري صوب الأبدية. وقبل أن يعود يخلع خاتم الزواج ويقذفه في النهر أيضاً على وفق التقاليد والشعائر المريانية. وقبل أن يعودا نكحل أعيننا بمشهد صبي صغير يسحب وراءه عربة صغيرة تستقر فوقها طابعة يدوية يلقيها في النهر بعد أن يهشّم صفحته المتجمدة. يقفل الزوج وصديقه الحميم عائدين الى مدينتهما (Neya) حيث يشاهدان عدداً من النساء، وقرب أحد الفنارات الشاهقة يرقصان رقصة تعبيرية جميلة لكي يطوي هذا الفيلم المرهف قصته الرثائية. ثمة مقاربة لهذا الموت الفجائعي الذي هزّ ميرون، وأدخل العشيق إيست في دائرة الحزن الطويل أيضاً، هوت موت والد إيست نفسه، الشاعر الذي قيل إنه توفي من الحزن الشديد بعد موت زوجته أو ثنية روحه، لكنه لم ينتحر لأن المريانين لا يؤمنون بالموت قبل الأجل المحدد أو المكتوب سلفاً. بل أنهم يؤمنون بأن الحب، هذا النزوع الانساني الراقية، لا يموت، وأنه يظل يظل نابضاً حتى وإن غادرت الروحُ الجسد.

يذكرنا المريانيون بالصابئة العراقيين وغير العراقيين الذين يعيشون بجوار الأنهار والبحيرات والمسطحات المائية ويمارسون بعض الطقوس وما الى ذلك من شعائر تستحق الرصد والدراسة والمقارنة لما ينطويان عليه من مقاربات متشابهة في موضوعة الحياة والموت وما بينهما من محطات أساسية تستوقف العقل البشري الذي يشترك في بعض المفهومات الثقافية والفكرية التي تربط بين هذه المجموعات الأثنية مهما بعدت المسافة وإشتط المزار.

ميدل إيست أنلاين في

05/11/2010

# # # #

فيلم 'ميرال': نحن نصنع السلام، لا نحلم به!

سليم البيك  

كان لا بدّ من حضور فيلم ' ميرال' ثانيةً، ومن ثمّ ( أو: من أجل) الكتابة عن أمور لم أعرضها في مقالي السابق عن الفيلم. بعد أسبوع من عودتي إلى أبوظبي، قرأت عن عرضين للفيلم ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي. قطّبت حاجبيّ.. ورحت.

ثمّ كانت الملاحظات التالية، الملخّصة والملطّفة:

عند تقديم الفيلم، أصرّ ( استباقاً) المخرج الأمريكي شانبيل على أن فيلمه يروي القصة كما حصلت تماماً دون أية رسائل سياسية لفيلمه ( الذي كان فجّاً مستغبياً المشاهدين في رسائله ' الأوسلويّة').

بدأ الفيلم بمشهد الاحتفال بعيد الميلاد في 'American Colony' أي المستعمرة الامريكية، التي تصرّ المستضيفة العجوز الشقراء على أنها واحة للجميع، وكان ذلك في مدينة القدس، والتي هي - حسب ما أراد الفيلم - المكان المقدّس وواحة السلام المحايدة التي يتفيأ بها كلّ ٌمن الفلسطينيين والإسرائيليين، أهلين!

ثمّ المشهد السطحي لهند، البرجوازية الكبيرة ( جداً) ولقائها الدراماتيكي بالأطفال والـ cat walk في أزقّة القدس العتيقة. ثمّ ' تلمّ' الأطفال المشرّدين المنكوبين بمجزرة دير ياسين، وتمشي بهم إلى بيت الحسيني وهناك تصدر بيانها الأوّل we need to feed themوالذي اختصر مأساة التهجير والاحتلال إلى مأساة إنسانية تسترعي التعاطف وتأمين المأوى والمأكل لمن شُرّدوا، وهذا أسوأ ما قد يمس قضية اللاجئين كقضية سياسية بالمقام الأول تحتاج لحل سياسيّ جذريّ لا لتعاطف إنسانيّ لا يزيد مفعوله عن مفعول حبة البنادول.

مشهد الممرضة فاطمة التي تضع القنبلة تحت كرسيّها في السينما وتخرج، حيث لم ينسَ المخرج أن يلفت النظر إلى أن الصالة مليئة بالمدنيّين المسالمين ' الحبّيبة' الذين ' قد' يُقتلون في انفجار القنبلة لذنبِ أنهم كانوا في الصالة مع عشّاقهن / عشيقاتهم في حينه.

حين يقول أبو ميرال : I dont want her to end up like my sister، تبدو المقاومة ـ ودائماً حسب المخرج وكاتبة السيناريو/ الكتاب - زعرنة وهمالة وعيباً، وخاصة عند النساء/ الفتيات. وعدا عن أن للفيلم رسالة ' أوسلوية' فجّة، فهو يظهر المقاومة كحالة ينفر منها الفلسطينيون، ويلقّمنا بأن الانتفاضة هي عبارة عن أولاد وبنات مدارس يرمون حجارة على الجيش في طريقهم من المدرسة إلى البيت.

اللقطة الأبشع في الفيلم هي تلك التي تقول فيها هند الحسيني لميرال كي تمنعها عن ' رمي الحجارة':this school is the difference between you and the children  of the refugee camp. ( أنا يا رولا جبريل وجوليان شانبيل وهيام عباس ابن مخيّم).

وتكمل ابنة الحسيني عظاتها لميرال فتقول Hadil is gone you are here. هديل هي صديقة ميرال وقد استشهدت في مواجهات مع جيش الاحتلال، وجملة هند ليست إلا استخفافاً بالشهداء وتضحياتهم بأسلوب لا يخلو من الانتهازية الخبيثة، وهو منطق ' جماعة أوسلو' على كل حال.

وإن حقاً قالت هند الحسيني كل ذلك، وكان كلامها إدانة للانتفاضة والمقاومة واستعلاء أحمق على أطفال المخيمات ( أشكّ في أن الفيلم كان مخلصاً هنا) فاللوم يطالها ـ رحمها الله - كما يطال القائمين على الفيلم.

ليزا، صاحبة ابن عمة ميرال، اليهودية، أظهرها الفيلم كامرأة سلميّة وعقلانية وتحبّ الحياة وكوول ( وتشبه تسيبي لِيفني بالمناسبة) ومنفتحة على الآخر بعكس ميرال الفلسطينية العابسة المعقّدة المنغلقة على الآخَر. أما سؤالاها لميرال: have you ever loved anyone before' و what did I ever do to you' واستغرابها من ميرال ( المتخلّفة) التي لم تسمع بفرقة Rolling Stones، فلم تكن أكثر من حشو مأدلج زاد من إغراق الفيلم في كليشيهاته.

وطبعا أبو ليزا، الضابط في الجيش الإسرائيلي، المتسامح الحضاري في التعامل مع ابنته بخلاف أبو ميرال الشيخ ـ في الأقصى - الذي يضربها ويبهدلها.

صديق ميرال، هاني، العاشق، المسيحي، المناضل، المطارد لأنه قبل بالتسويات، ( والذي لم أفهم مسوّغات الربط بين مسيحيته وقبوله بالتسويات مع المحتل واغتياله).

الحلم الأميركي في الفيلم كان حاضراً ( أيضا) حين صرّحت ميرال: real democracy like in New Yourk. وكذلك التلميح بأن الخلاص يكون بالسلام، أو الهجرة إلى أوروبا للدراسة أو العمل أو مهما يكن، المهم هو ترك البلاد ( لأبناء المخيمات ربما).

أما مأساة الفيلم الكبرى فهي أن ينتهي في مشهد لرابين ( وحده) وهو يقول: نحن نصنع السلام، لا نحلم به.

طبعا لم أغيّر رأيي في الفيلم. ما زلت أعتبره من الأفلام ' الصديقة'، ولكن من تلك الغبيّة التي تلحّ على استغباء المُشاهد، أي الصداقة المؤذية بغبائها.

ما إن انتهى ' ميرال' حتى داهمتني آلام في المعدة ( فعليّاً في المثانة)، ثمّ خرجت راكضاً..

www.horria.org

القدس العربي في

05/11/2010

# # # #

نجوم هوليوود أحدث سلاح في حروب الخليج السينمائية

ابوظبي ـ من اندرو هاموند  

تهادت نجمة هوليوود سلمى حايك على السجادة الحمراء مرتدية فستانا أنيقا تداخل فيه اللونان الذهبي والأسود، وأعلى كعب حذاء قد تكون رأيته على الإطلاق.

وقالت للصحافيين معلقة على دورها عضوا بلجنة التحكيم في مهرجان الدوحة السينمائي 'يعجبني حقا وأتعامل معه بجدية شديدة'. وأضافت 'يبدو أنهم أقاموا موطنا عظيما للفنون والثقافة والسينما'.

من كان يصدق أنها تتحدث عن قطر تلك الدولة الصحراوية البالغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة، معظمهم من المغتربين والتي طالما اعتبرت منعزلة ثقافيا حتى بالمقارنة مع جيرانها من دول الخليج العربية.

وفي الأعوام الأخيرة تنافست دول الخليج، التي تملك المال الوفير بسبب احتياطيات النفط والغاز الهائلة والأعداد القليلة لسكانها، على أن تصنع لنفسها مكانة كعواصم ثقافية.

ففي الدوحة متحف رائع للفن الإسلامي، اما ابوظبي فتقيم فرعا لمتحف جوجنهايم النيويوركي ومتحف اللوفر الباريسي.

لكن المهرجانات السينمائية باتت الحدث الثقافي المفضل منذ أقامت دبي مهرجانها عام 2004، الذي كان وجها دعائيا لمسعاها لتصبح مقصدا للسائحين الأثرياء.

وقبل أسبوع من ظهور حايك في مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي الثاني، مشت النجمة أوما ثورمان على السجادة الحمراء في مهرجان ابوظبي السينمائي الرابع بالإمارات العربية المتحدة.

وقالت للصحافيين في العاصمة الإماراتية 'للمرة الأولى أشعر بطاقة تخرج من مهرجان في هذه المنطقة'.

ورصدت الإمارات، ثالث اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، جوائز قيمتها نحو مليون دولار لمهرجان ابوظبي لهذا العام، وشارك فيه 13 فيلما عالميا تعرض لأول مرة. وستتاح لدبي التي تعاني من مشاكل مالية أزالت عن المدينة بعض بريقها الفرصة للرد في كانون الأول/ ديسمبر.

وقالت سينثيا شنايدر خبيرة تاريخ الفن واستاذة الدبلوماسية بجامعة جورجتاون في واشنطن، 'آخر مرة أعلم بها بوجود هذه النوعية من المنافسة الثقافية كانت بين الدول المدينية خلال النهضة الإيطالية'، مشيرة الى دول مستقة ذات سيادة مؤلفة من مدينة واحدة.

وتتناقض عروض الأفلام التي تعرض للمرة الأولى والحفلات التي تقام بعدها مع الواقع السياسي والثقافي الذي يهيمن على مجتمعات الخليج.

وفي السعودية على سبيل المثال لا توجد دور عرض سينمائي على الإطلاق. اما معظم الأفلام العربية التي تعرض في دور السينما في بقية منطقة الخليج والتي لا تحظى بدعاية تذكر وسط الأفلام الأمريكية والهندية التي تحقق إيرادات هائلة، فهي أفلام درامية او كوميدية تنتج في مصر. وكانت مصر التي تقع عند منتصف الطرق بين أفريقيا والشرق الاوسط ودول حوض البحر المتوسط تصنع الأفلام قبل 100 عام، حين كان كثيرون في الخليج يعيشون في أكواخ من سعف النخل، وهي طريقة حياتهم التقليدية قبل أن تتغير بعد اكتشاف النفط.

ويقتصر الإنتاج الدرامي في الخليج على المسلسلات التلفزيونية التي ينتج معظمها في الكويت والبحرين. وحتى في هذا المجال يتم إنتاج عدد اكبر من المسلسلات التلفزيونية العربية خارج الخليج في دول مثل سورية ولبنان التي بها مجتمعات اكثر ليبرالية ولها تاريخ أطول بمجال الفنون.

ويقول بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان ابوظبي السينمائي إن المهرجانات تلعب دورا في تنمية الفنون بدول الخليج، على الرغم من افتقار المنطقة للإنتاج.

وأضاف 'في ابوظبي الأفلام الوحيدة التي تتاح للناس مشاهدتها حين لا يكون المهرجان منعقدا هي أفلام بوليوود (الهندية) وهوليوود متوسطة المستوى'.

وتابع قائلا 'على الأقل تعرض أفلام من بقية أنحاء العالم لعشرة ايام في كل عام. هناك فرصة لتقديم عينة من تاريخ السينما الذي لا يستطيع الناس الاطلاع عليه، وكل هذا في الصالح وهو عنصر ضروري في تأسيس ثقافة سينمائية.'

وعلى الرغم من العقبة الواضحة التي يمثلها انتشار الرقابة على المواد ذات المحتوى السياسي والجنسي على نطاق واسع في الشرق الأوسط ترعى حكومة ابوظبي محاولة لإنتاج المزيد من الأفلام المحلية.

ويجري حاليا إنتاج فيلم (ظل البحر) رابع فيلم إمارتي روائي طويل. ويتناول فكرة تعاني المجتمعات الخليجية من التعامل معها، وهي التحديث السريع الذي يمزق عالما من القرى الهادئة التي يعيش اهلها على الصيد ومراكز تجارة اللؤلؤ لتحل محلها مدن تحمل ملامح المستقبل بمناظرها الأخاذةن وهي بالنسبة للبعض مثالية لكنها للبعض الآخر تدخلات مزعجة.

وقال سكارليت الذي كان في قطر لحضور مهرجان الدوحة بعد مقارنة الأحداث خلال مهرجان ابوظبي، الذي يشغل منصب مديره التنفيذي، إن التغيرات السريعة في الشكل الحضري والسكاني والاقتصادي للمجتمع في دولة مثل الإمارات أفكار جاهزة لتقديمها على الشاشة الفضية.

وأضاف 'من الواضح أن اي إنتاج سينمائي في الإمارات يجب أن يتعامل مع فكرة أن التغيير الثقافي سريع جدا'.

ومضى يقول 'الكل مهتم بالاستعانة بماض ثقافي وتوفيقه بما يتلاءم مع وجه الحاضر الذي يتغير بسرعة'.

القدس العربي في

05/11/2010

# # # #

 

حول ما حدث في مهرجان أبو ظبي

إسرائيل والمثقفون العرب: المسكوت عنه في موضوع التطبيع 

بقلم :أمير العمري

مرة أخرى تنفجر قضية التطبيع في وجوهنا. هذه المرة يثار الموضوع من جانب ما يسمى باتحاد نقابات المهن الفنية في مصر، الذي أصدر بيانا عنتريا يوم الخميس 4 نوفمبر 2010 يهاجم فيه مهرجان أبو ظبي السينمائي ويعلن مقاطعته له ويهدد أعضاءه، أي أعضاء الاتحاد من الفنانين المصريين، بالطرد من عضويته وبالتالي منعهم من ممارسة العمل، إذا شاركوا في المهرجان بعد ذلك. وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل وصل الأمر برئيس الاتحاد، إلى توجيه انتقادات عنيفة ضد الصحفيين والنقاد المصريين الذين حضروا المهرجان ولم ينسحبوا بسبب وجود منتجة "اسرائيلية" هناك!

ورئيس الاتحاد ممدوح الليثي ضابط شرطة سابق وصادر ضده حكم من القضاء المصري في جريمة مخلة بالشرف حتى لو نجح هو فيما بعد في شطب الحكم بعد تدخل قيادات معروفة بالفساد، تماما كما تدخلت نفس القيادات في عمل القضاء لتخفيف الحكم بالاعدام الصادر ضد المحرض البلطجي هشام طلعت مصطفى الذي دفع الملايين لقتل المغنية سوزان تميم في القضية التي يعرف حقائقها الشعب المصري بكل طوائفه وأركانه، وكذلك الالتفاف الحكومي الرسمي بعد ذلك على الحكم ببطلان عقد بيع أراضي الدولة لاقامة مدينة سكنية لنفس الشخص، أي القاتل الذي ثبتت ادانته بما لا يدع أي مجال للشك، بأسعار "رمزية"، قامت الحكومة على إثر ذلك الحكم باعادة بيعها له بنفس الأسعار تقريبا وبقرار سيادي من أعلى مستاوى في دولاب الفسا القائم في مصر.

وبدايةً، فإن ما أكتبه هنا لا علاقة له، من قريب أو بعيد بالدفاع عن مهرجان أبو ظبي أو غيره من المهرجانات، فموقفي من هذه المهرجانات مكتوب ومنشور ومعلن، بما لها وما عليها، ويستطيع المهرجان على أي حال أن يرد أو يبرر، وهذا شأنه إذا فعل. وإنما أنا أتحدث لأنني أولا كنت أحد هؤلاء المصريين الحاضرين في المهرجان، وثانيا لأنني أرى رأيا مخالفا في قضية التطبيع التي تحولت إلى ألعاب صبيانية، وإلى نوع من المزايدة على الشرفاء، يستخدمها الانتهازيون وبعض عملاء الأجهزة الأمنية لوصم المعارضين الذين ليسوا على استعداد لأي نوع من المساومة أو الدخول إلى "الحظيرة" بتلك التهمة الشيطانية التي تحولت إلى فزاعة، أي تهمة التطبيع، دون أن يكون لهذا أي أساس. ولا أستبعد أن ينالني البعض بهجومه بعد هذا المقال، لكني لا أقيم وزنا لمثل هذه الترهات، ولا أظن ان مثل هذه الاتهامات لها أي قيمة وهي على أي حال، لن تكون الأولى ولا الأخيرة!

تتعلق القصة أساسا بهذا النوع من المزايدات المستمرة من جانب فصيل في المجتمع المصري، يظن نفسه، الحارس على الوطنية، والذي يمكنه أيضا أن يلقن العرب خارج مصر أيضا، معنى الصمود والمقاطعة ورفض التطبيع ربما بسبب عقدة الاحاساس بالعجز عن منع وجود سفارة اسرائيلية في قلب العاصمة المصرية نفسها.

ويتسم الخطاب الصادر عن هذا الفصيل دائما بالتهديد والوعيد والهستيريا التي تخلط الأوراق، وتفتش عن رائحة التطبيع في كل زاوية وتحت كل حجر، بما يصل أحيانا إلى مستوى الإرهاب الفكري، والابتزاز السياسي للشرفاء والوطنيين الذين لا يستطيع أي شخص أن يشكك في ولائهم لوطنهم، وعدائهم الدائم والمستمر للصهيونية.

وليس بوسع أي مخلوق أن يشكك في كاتب هذه السطور شخصيا، فيما يتعلق بهذه المواقف تحديدا، وبوسع أي متشكك أن يبحث ويراجع تاريخ الكاتب الشخصي منذ أكثر من 30 عاما، وما قدمه ويقدمه في قضية التصدي للصهيونية وإسرائيل، ويقارن مع ما قدمه من إسهام فكري، وبين ما قدمه غيره من حفنة المطبلين والمهللين لبيان اتحاد الفنانين فقط لمجرد أنهم لم يتلقوا دعوة من مهرجان أبو ظبي تتيح لهم الفرصة لالتقاط صور تذكارية مع النجوم الحاضرين، ولعق بقايا أطباق الطعام، أو تصفية لحسابات معروفة ومنشورة، بينهم وبين أحد العاملين بالمهرجان، وصل من ناحيتهم إلى حد التشكيك في انتمائه العربي والادعاء بأن له أصولا يهودية!

وبكل أسف وجدت أيضا الناقد الزميل سمير فريد، في إطار الرغبة في توجيه ضربة لإدارة مهرجان أبو ظبي الحالية، يهاجم المهرجان ويصور الأمر على أن "المهرجان يمنح 30 ألف دولار لمنتجة إسرائيلية" ويذكرنا بما حدث عندما كان يعمل مستشارا للمهرجان في دورتيه الأوليتين وحاول المهرجان أن يأتي بفيلم "إسرائيلي" هو "زيارة الفرقة الموسيقية" (بالمناسبة سمير من أشد المعجبين به ويعتبره تحفة فنية وهو بالطبع حر في رأيه!) ويقول لنا للمرة الأولى، إنه كان مسؤولا عن وقف عرض الفيلم بالمهرجان بعد أن هدد بالاستقالة، متساءلا عن صمت الذين سبق ان هاجموا المهرجان لهذه الخطوة هذه المرة فيقول بالحرف:  في عموده بجريدة "المصري اليوم" (6 نوفمبر)"ومن اللافت الآن صمت بعض الذين حضروا ختام المهرجان عن الدعوة التى تمت ٢٠١٠ بينما كان صوتهم عالياً عن الدعوة التى لم تتم ٢٠٠٧".

والقصة ببساطة شديدة أن المنتجة البريطانية ليزلي يودوين (أؤكد البريطانية، فهي من مواليد مدينة برمنجهام الانجليزية) جاءت إلى المهرجان بصحبة فيلمها "الغرب هو الغرب" West is West وهو فيلم جيد سبق أن تناولته في هذه المدونة في اطار الكتابة عن المهرجان، ولا علاقة له من قريب أو بعيد باسرائيل أو بالعرب، بل يروي قصة ذات دلالة، عن العلاقة بين المسلمين (من باكستان) والإنجليز، ويصور بشكل كوميدي التناقضات بين المجموعتين، في اطار كوميدي يسعى للتصالح والفهم المتبادل، وليس الى ازكاء نيران الحقد العنصري بين الشعوب، وهو من تأليف كاتب هندي وبطولة ممثل هندي شهير، ويعد استكمالا لفيلم آخر بريطاني أنتج في 1999 بعنوان "الشرق هو الشرق".

هذه المنتجة وقفت في الندوة الصحفية لمناقشة الفيلم أو ربما خلال اعلان فوز فيلمها بجائزة الجمهور (ولم أحضر أي منهما شخصيا ولم أعرف عما حدث شيئا الا بعد أن انتهى المهرجان وعدت إلى لندن حينما قرأت ما نشرته بعض الصحف بعد انتهاء المهرجان بأيام).. فقد قالت المنتجة البريطانية حسب ما نقلته بعض الصحف إنها إسرائيلية الجنسية، وإنها تفخر بذلك. وذكرت تلك المصادر أن “ليزلى” قالت أنها أرادت أن تقضى على التعصب والانغلاق العقلى لدى البعض نتيجة التعميمات التى تطلق على أى شخص لمجرد أنه إسرائيلى فهى ليست مسؤولة عن تصرفات الدولة التى جاءت منها.

والواضح الجلي من هذه القصة أن ليزلي يودوين ممن يطلق عليهم "مزدوجي الجنسية" أي أنها بريطانية يهودية، حاصلة على الجنسية الاسرائيلية، وإن كانت قد ولدت وتقيم وتعمل في بريطانيا، وللعلم، ففيلمها شاركت مؤسسة بي بي سي البريطانية طرفا في انتاجه مع جهات بريطانية أخرى، وعرض في عدد من المهرجانات الدولية أحدثها مهرجان لندن السينمائي.

هذه النظرية

ولا أظن أن خطيئة المهرجان أنه أتى بفيلم بريطاني ودعا منتجته "البريطانية" ثم وقفت هي لتقول فجأة، إنها تحمل الجنسية الإسرائيلية. فما هو المطلوب في هذه الحالة؟ هل يجب أن تتدخل أجهزة المخابرات العربية في عمل مهرجانات السينما وتفتش في التاريخ الشخصي لكل المدعوين لتضمن ألا تتسلل شخصية تحمل الجنسية المزدوجة للمهرجان؟ والمعروف أن الكثيرين ممن يأتون إلى المهرجانات العربية مثل القاهرة وقرطاج ومراكش، هم من الاسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أمريكية وغير أمريكية، دون أن يعلنوا ذلك، بل ويتردد على مهرجان القاهرة السينمائي تحديدا عدد من السينمائيين الإسرائيليين منهم ليا فان لير مديرة مهرجان القدس السينمائي (وقد شاهدتها بنفسي عدة مرات)، ولكن بدون دعوة رسمية، ويجرون اتصالات مع بعض ضيوف المهرجان، وربما أيضا يشترون تذاكر يشاهدون بها بعض الافلام، فماذا فعل اتحاد الفنانين في مواجهة ذلك "الاختراق" العظيم الهائل الخطير جدا الذي يهدد أسس الثقافة المصرية والعربية – ياحسرة- بالانهيار والتصدع أكثر مما يهددها مثلا الفكر الوهابي المتخلف الزاحف من أعمق مجتمعات التصحر والبداوة والانغلاق، أو ديكتاتورية نظام هو الذي يقيم معاهدة مع عدو الشعب المصري التاريخي أي إسرائيل، ويسمح لها بافتتاح وتشغيل سفارة تعمل باستمرار تحت سمع وبصر ممدوح الليثي وحفنة الأفواه المريضة المحيطة به، دون أن يصدر الليثي وأعوانه بيانات التنديد والشجب والادانة والمقاطعة، ودون أن نرى لاتحاده المزعوم أي دور في معارضة نظام يقوم على القمع وإلغاء الآخر وشطبه من التاريخ، ويفتح ذراعيه وساقيه لإسرائيل وعملاء إسرائيل في أجهزة الإعلام والثقافة!

وللزميل الكبير سمير فريد أقول إن هناك فرقا كبيرا بين عرض فيلم بريطاني حول العلاقة بين الشرق والغرب، وبين عرض فيلم إسرائيلي حول العلاقة بين الإسرائيليين والمصريين، وإن هناك فرقا كبيرا أيضا بين أن يتخذ فيلم "زيارة الفرقة" الإسرائيلي وسيلة لعبور الأفلام الإسرائيلية للعالم العربي، وهو أمر مرفوض تماما حاليا، حتى لو رفع شعار السلام، وبين فيلم إنساني جميل يدعو للتفاهم بين الانجليز (الذين يعيشون بعقدة الامبراطورية القديمة) وبين الهنود أو الباكستانيين الذي لا يمكنهم الثقة في الانجليز. وأما ما يلوح به سمير فريد من أن جائزة الثلاثين ألف دولار فازت بها منتجة إسرائيلية، فهذه هي جائزة الجمهور وليست جائزة لجنة التحكيم ولا المهرجان، وهي لم تذهب لفيلم إسرائيلي كما أوضحنا. فماذا لو قلنا لسمير وغيره إن المنتجة ليزلي يودوين أدانت في كلمتها السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وقالت إنها توجه انتقاداتها للمسؤولين الإسرائيليين الذين تلتقي بهم حول خطورة ما يفعلونه من تكريس للكراهية في حين أنهم يتعين عليهم أن يعيشوا مع الفلسطينيين وأن يفهمونهم. وهذه هي باقي تصريحات يودوين التي لم تنقلها بكل أسف، الصحف العربية التي تسعى وراء الاثارة السطحية فقط.

وقد كان هناك في المهرجان نفسه، كما في الدوحة، وربما سيكون في القاهرة أيضا، فيلم "ميرال" الذي شاهدناه معا في فينيسيا وأعجبنا به، وهو من إخراج مخرج أمريكي يهودي ليس مستبعدا أن يكون أيضا حاملا للجنسية الإسرائيلية، فكيف يمكننا أن نعرف، علما بأن كاتبة الفيلم فلسطينية، وعددا كبيرا من العاملين به من الفلسطينيين، فهل نحكم عليهم جميعا بالخيانة الوطنية أيضا!

ما المطلوب؟

ماذا كان مطلوبا من النقاد المصريين الحاضرين في المهرجان: أن ينسحبوا لمجرد وجود امرأة بريطانية- إسرائيلية جاءت بفيلم بريطاني.. وما الذي يجديه هذا الانسحاب؟ وما الذي يجديه أساسا، أي انسحاب من أي محفل دولي أمام الإسرائيليين، ولماذا يتعين على الطرف "العربي" دوما أن ينسحب في حين يتبجح الإسرائيلي ويتوغل ويصمد وينتقد ويفرض ويعرض وجهة نظره؟ هل أصبحت هذه السياسة التافهة التي تمارس منذ الخمسينيات بقرة مقدسة غير قابلة للمراجعة من أجل التوصل إلى مواقف أكثر فعالية وأكثر جدية في مواجهة الصهيونية والأنظمة التي تتعامل معها؟ وهل يجرؤ ممدوح الليثي، المسؤول عن جهاز الانتاج السينمائي الرسمي في مصر، على مواجهة إسرائيل بالفعل وليس بالقول، وتمويل الأفلام "الحقيقية" التي تفضح ممارسات إسرائيل "الحقيقية" داخل مصر نفسها؟ أم أنه سيتوجه أولا إلى أولياء نعمته وزملائه القدمي في مباحث أمن الدولة لكي يطلب رأيهم، وهل سيتناقض أمن حسني مبارك مع مواقف حسني مبارك؟

إن موضوع التطبيع أصبح بكل تأكيد في حاجة إلى تحديد علمي بعد أن أصبح حديث حق يراد به باطل، وأصبح كل من هب ودب من صحفيي آخر زمن، يستخدمه للصراخ في وجه الشرفاء.

يشارك الممثل خالد النبوي في فيلم أمريكي هو "لعبة غير عادلة"The Unfair Game (وهو بالمناسبة من أفلام الهجوم على السياسة الأمريكية في العراق) الذي اشتركت فيه ممثلة إسرائيلية، فتقوم قيامة البعض.

يذهب الممثل عمرو واكد لتمثيل دور في مسلسل بريطاني كبير عن صدام حسين، يشارك فيه ممثل إسرائيلي، فتقوم القيامة أيضا.

فما هو المطلوب: أن يمتنع كل الممثلين العرب عن العمل ويتركوا الفرصة، كل الفرصة، أمام الإسرائيليين للتواجد والتعبير وتقديم أنفسهم للعالم، ولماذا لا ينسحب الإسرائيليون الذين نقول عنهم إن لا تراث لديهم ولا ثقافة ولا تاريخ، وبأن دولتهم تقوم على التلفيق؟ لماذا لا ينسحب الطرف الإسرائيلي "الضعيف" تخاذلا وجبنا عن مواجهة الطرف "العربي" الأكثر رسوخا من الناحية التاريخية والثقافية، ولماذا يتعين ان ينسحب ويتوارى دائما هذا الطرف (العربي) ويترك المجال أمام الإسرائيليين؟ أليست هذه السياسة نفسها امتدادا لسياسة الانسحاب بدون معركة من هضبة الجولان، بل ومن سيناء في 1967 قبل أي اشتباك حقيقي مع العدو؟ وهل أدت هذه الانسحابات إلى تعزيز القضية الفلسطينية والى تحرير الأرض؟!

هذه المكارثية الجديدة

تذهب الممثلة هند صبري لزيارة الفلسطينيين في الضفة الغربية فتقوم القيامة: كيف تحصل هند على إذن بالعبور من السلطات الإسرائيلية، فممن كان يتعين أن تحصل هند على التصريح؟ من المخابرات المصرية مثلا في حين أن السيد عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، لا يستطيع عبور مصر إلى غزة بدون استئذان الإسرائيليين.. بل ويحصل الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس نفسه على إذن للانتتقال داخل الأراضي الفلسطينية أليس كذلك؟ وأليس هذا هو الواقع المؤسف المخزي الجدير باهتمام كل القوى السياسية التي تسعى للتغيير الحقيقي في أرض الواقع وليس التشدق بشعارات تافهة، ثم الغرق بعد ذلك في غيبوبة المخدرات والخمر!

بكل أسف اقول إن عددا من المثقفين المصريين من أصحاب الصوت العالي، والفهم السطحي الذي لا يعرف كيف يفكر العالم فينا وكيف ينظر إلينا، فرضوا إطارا ضيقا يتعلق بنظرتهم للتطبيع، يرفض التواجد ويرفض المواجهة الحقيقية في ميادين النزال: الفكري والثقافي والفني والسينمائي، ويفضل دائما أن تبقى إسرائيل وحدها، تقدم نفسها للعالم- كذبا وادعاء- كنموذج على "التحضر، والهدوء، والعقلانية" في كل هذه المجالات.

إنه نوع من المكارثية الجديدة التي تفتش في العقول والقلوب والأفكار، وتتولى توزيع صكوك الوطنية أو سحب الوطينة وتخوين الكتاب والفنانين الوطنيين نتيجة فرضيات مضحكة ومضللة تؤدي إلى تقوية الطرف الآخر في الصراع طيلة الوقت، وتجعلنا أضحوطة امام العالم، وغريب أنها أيضا تصدر من جانب طرف هو الأدعى أن نتشكك فيه بحكم ولاءاته لسلطة قمعية غير وطنية أصلا، فقدت شرعيتها منذ دهر، وسقوطها مؤجل فقط.

ودعونا نطرح هذه الأسئلة: 

لماذا لا تنسحب الدول العربية من الأمم المتحدة؟ ومن منظمات الأمم المتحدة التي توجد فيها إسرائيل، ولماذا لا ينسحب ممثلو الدول العربية (المناضلة ضد اسرائيل) من أي اجتماع دولي يوجد فيه الطرف الإسرائيلي؟ ولماذا يطلب من الممثلين العرب الانسحاب امام أي وجود اسرائيلي في أي عمل فني؟ هل اشتراك خالد النبوي في فيلم أمريكي مع ممثلة اسرائيلية الأصل، معناه أن خالد النبوي أصبح ببساطة، جاسوسا لإسرائيل، وانه أعلن اعتراف العالم العربي بها، وهل معنى قبوله الدور أن المثقفين المصريين أصبحوا من "المطبعين" مع إسرائيل؟

وما معنى "التطبيع" تحديدا؟ وما هي حدوده وقيوده؟ ومن الذي يحددها؟ وكيف يضر التطبيع القضية الفلسطينية؟ وما هو منطق المقاطعة؟ وهل المقاطعة لكل ما هو يهودي الديانة، أم صهيوني داعم لاسرائيل فكريا وماديا ومعنويا، حتى لو كان أوروبيا مسيحيا، أو هنديا هندوسيا، أو حتى عربيا مسلما، وماذا لو كان هناك إسرائيلي يرفض السياسة الإسرائيلية ويؤيد القضية الفلسطينية، كيف سنتعامل معه، هل نتعامل معه على أنه إسرائيلي يهودي لا يجوز مصافحته، أم على أنه نصير ورفيق درب، هل كل ما يأتي من داخل إسرائيل (وهو مجتمع شديد التناقضات) شر مطلق يجب أن نتجنبه، وكل ما يأتي من داخل الدول العربية خير مطلق؟ وهل المواجهة على جبهة الثقافة تغني بالفعل عن المواجهة الأشمل والأعمق على جبهة السياسة؟ وماذا يستطيع المثقف العربي أن يفعل في مواجهة الساسة المتخاذلين الذين يقبلون يوميا يد إسرائيل لكي تقبل الجلوس معهم، ومع الطرف الفلسطيني المغلوب على أمره؟!

كل هذه الأسئلة ينبغي طرحها بكل جرأة وصراحة، والاجتهاد في تقديم إجابات علمية عنها، بعيدة عن الشعارات والمزايدات الفارغة التي لا تؤدي سوى إلى مزيد من الهزائم والانكسارات.

وقديما قالوا "خذوا الحكمة من أفواه المجانين".. لكننا لا يمكن أن نتعلم الوطنية من بيانات الـ........!

amarcord222@gmail.com

المقال على العنوان التالي:

http://www.life-in-cinema.blogspot.com/

مدونة الناقد "حياة في السينما" في

06/11/2010

# # # #

 

علا الشافعى تكتب: "أقر أنا المُطَبع أعلاه"

مشاركة مخرجة إسرائيلية بمهرجان أبو ظبى أحدثت جدلاً واسعاً

لم أجد أنسب من الاستشهاد بكلمات أغنية المطرب الكبير محمد منير "إقرار" لتكون المدخل المناسب للمشهد العبثى الذى وجدت نفسى فيه مع مجموعة من كبار نقاد وإعلاميين مصريين وكبار الفنانيين، ومنهم الدكتور يحيى الفخرانى والفنان محمود حميدة ويسرا ولبلبة وسمية الخشاب وخالد أبو النجا وغيرهم كثيرون ممن شاركوا وحضروا الدورة الرابعة من مهرجان أبو ظبى السينمائى، بعدما واجهنا جمعيا نقداً حاداً بدعوى مشاركة منتجة إسرائليية فى فعاليات المهرجان بفيلمها "الغرب هو الغرب"، والذى حصل على جائزة الجمهور، وهى الإشاعة التى انطلقت مثل النار فى الهشيم، وتناقلها الكثيرون دون التأكد من صحة المعلومة ومصدرها وغرضه من إطلاق هذه الشائعة، والتى يبدو أن الهدف منها تصفية حسابات بين أطراف متعددة ومتشابكة، خصوصا وأن منتجة فيلم "الغرب هو الغرب" ليزلى اودين من برمنجهام ببريطانيا والفيلم إنتاج بريطانى وشاركت فيه الـ "بى بى سى" ومن إخراج المخرج التليفزيونى البيريطاني" اندى دى ايموني" والفيلم يتناول قضية شائكة وغاية فى الخطورة تتعلق برفض الآخر وعدم قبوله من خلال رجل باكستانى يقرر الهجرة إلى لندن.

ولم يتسن لى حضور العرض الافتتاحى للفيلم، والذى كان مبرمجا ضمن برنامج "عروض عالمية"، حيث فضلت فيلما آخر كان موعد عرضه الأخير لذلك وبعد اشتعال الأزمة سألت مجموعة من الزملاء ممن شاهدوا الفيلم عنه، والمفارقة أن المخرج والزميل أحمد عاطف أكد لى أنه حضر العرض الافتتاحى للفيلم وأن المنتجة والمخرج اكتفيا بتقديم الفيلم وأكدت ليزلى "أنها تعتذر لجمهور الحاضرين عن q &a " ويقصد به السؤال والجواب بعد الفيلم لأنه فى طريقها هى والمخرج إلى دبى لحضور عرض للفيلم سيخصص دخله لصالح ضحايا السيول فى باكستان، إذاً فالمنتجة المتهمة والتى نسب إليها تصريحا لم تنظم لها ندوة من الأصل، لذلك فالقصة مختلقة وملفقة، خصوصا وأن هناك شائعة موازية بأن المنتجة ذات الأصول الإسرائيلية المزعوم تواجدها كانت تشارك ضمن فاعليات "سند" وهو البرنامج المخصص لتمويل السيناريوهات، وهى أيضا شائعة انطلقت ولا يعرف أحد مصدرها، والمفارقة أن المنتجة فى كل الحوارات التى نشرت لها "تصدر إجابتها بجملة أنا كبريطانية" ومن هذه الحوارات حوار منشور على الـ "بى. بى سي".. وكل ما يخص المنتجة والمخرج وبيانات الشركة صاحبة الفيلم موجودة بالتفصيل فى نسختى الكتالوج العربية والإنجليزية.

والمدهش حقا أن هذه الدورة من مهرجان أبو ظبى شهدت عروض العديد من الأفلام من جنسيات مختلفة تدافع عن القضية الفلسطينية وتكرس لكل ما هو مع الشعب الفلسطينى وقضيته، ومن هذه الأفلام "دموع غزة" للمخرج النرويجى" فيكيه لوكبرج"، "وطن" للهولندى "جورج سلاوزر" و"مملكة النساء عين الحلوة" وغيرها من إبداعات مخرجى العالم، وهو ما يجعلها بحق دورة فلسطين.

المدهش أن أصحاب المصالح انطلقوا فى كل الاتهامات دون أن يقوم واحد منهم بممارسة "ألف باء" مهنة الصحافة، وهو التأكد من المعلومة ومصدرها وحق الطرف الآخر فى الرد، بل وصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بقطع رقاب الصحفيين والنقاد وفصلهم من نقابة الصحفيين، لذلك أصبحنا هدفا لزملاء "مع الأسف" والمعروف عنهم لصالح من يزيدون الأمر اشتعالا.

وعموما أتعهد بأننى فى المرات المقبلة وعند تلقى أى دعوة من مهرجان أن أسأل عن جنسيات كل الحاضرين.. خوفا من تهمة التطبيع والتى أصبحت مثل "البعبع" تلقى فى وجه المغضوب عليهم أو يتم إرهابنا بها.

والذى يزيد الأمر دهشة هو الطريقة التى تحركت بها النقابات الفنية وممدوح الليثى رئيس اتحاد النقابات الفنية والذين قاموا بإصدار بيان يطول كبار فنانينا ورموزنا، "طبقا لنظرية قالوا"، فكل النقباء عندما تسألهم يقولون لك، قالولنا" مع الاعتذار للزعيم وجملته فى مسرحية "شاهد ماشفش حاجة".. وعندما هاتفت رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثى، أكد لى أنه سمع أيضا أن الفيلم إنتاج إسرائيلى، وعلقت بأن هذه المعلومات مغلوطة فالفيلم إنتاج بريطانى، فطلب أن أرسل له الكتالوج ليتأكد، وأحد النقباء أكد أيضا أنهم تورطوا بإصدار هذا البيان والسؤال هنا لماذا يتم اتخاذ مواقف والهتاف وتصدير شعارات دون التأكد؟ أو البحث عن حقيقة المعلومة؟ فهل هو البحث عن البطولة؟ أم ماذا؟.

النتيجة ستكون كالعادة توريط البلد فى أزمات لا تترك سوى الندوب فى العلاقات العربية العربية، وتكون صعبة الترميم ولا يدفع ثمنها غير الشعوب مثلما حدث فى أزمة الجزائر وعمل الفنانيين العرب فى مصر، خصوصا وأن هذه النقابات ورؤسائها لا يمثلون أنفسهم بل يمثلون جموع الفنانيين فكيف لهم اتخاذ مثل هذه القرارات؟ ولن أقول مثل بعض السادة الأفاضل إننى عدت قبل حفل ختام المهرجان لأن المسألة فى الأساس المبدأ، والتساؤل الأهم هو عن سياسة القطيع التى باتت تحكم كل شىء؟ والاتهامات التى تلقى جزافا فى وجوه الآخرين وفعلا من أزمة سوريا إلى الجزائر إلى أبو ظبى "يا قلبى لا تحزن".

اليوم السابع المصرية في

06/11/2010

# # # #

سينمائيون مصريون: البعض يهاجم مهرجان أبوظبي ويتراكض إلى كان وفينيسيا

القاهرة - من محمد الحمامصي 

ثمة جماعة مصرية صارت متخصصة في مهاجمة مهرجان أبوظبي السينمائي، مرة بدعوى التطبيع وأخرى بالارتباك.

خرج اتحاد النقابات الفنية في مصر باتهام مهرجان أبوظبي السينمائي بالتطبيع كونه عرض فيلما تشارك فيه ممثلة إسرائيلية/أميركية "لعبة عادلة" وأيضا المصري خالد النبوي، والفيلم يدين الإدارة الأميركية السابقة لاحتلالها العراق لأسباب ملفقة وكاذبة حول وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق، وكذلك لفوز فيلم "الغرب غربا" بجائزة الجمهور وهو الفيلم الذي أنتجته إنجليزية ذات أصول يهودية بإحدى جوائز المهرجان. هل تعتقد أن هذا تطبيعا يدعو لقطيعة مصرية للمهرجان ودعوة النقابات المصرية لتوقف الفنانين والمخرجين والسينمائيين والكتاب والصحفيين المصريين للتعامل مع المهرجان؟ هكذا سألنا نقادا وكتابا وسينمائيين وجاءت ردودهم كالتالي:

يرى الناقد طارق الشناوي، أحد حضور المهرجان، أن الفيلم الذي يتحدث عنه ممدوح الليثي لمنتجة إنجليزية، يهودية الأصل، وليست إسرائيلية، والفيلم إخراج المخرج الإنجليزي اندي ديموني، وأضاف: "أهلاً باليهود في أي مكان، لكننا ضد التواجد الإسرائيلي".

وقال المخرج فوزي صالح : بالطبع لا يعد الأمر تطبيعا، لأن هذه المشاركات لا تمثل الدولة الصهيونية "التي بمناسبة لديها سفارة على نيل مصر"، وثانيها لأنني أعتقد أن الفنان يجب أن يصم أذنيه عن هذه الدعاوي الفاشية، ثالثا لا نسمع هذه الدعاوي توجه ضد مهرجانات أخرى، فأغلب دول العالم تعترف بإسرائيل ومن ثم تتعامل معها، فلم نسمع هذه الأصوات تنادي بمقاطعة مهرجان فينسيا مثلا أو كان أو غيرهما، ولقد سبق أن منحا جوائز لأفلام إسرائيلية، رابعا لاحظت أن مهرجان أبوظبي السينمائي يهاجم هجوما عنيفا من قبل بعض الصحافيين وفى كل مرة يتغير سبب الهجوم تارة لأنه لا يمنح جوائزه لأفلام مصرية وتارة يتهموه بالارتباك وضعف التنظيم وتارة وتارة، ولدي سؤال لماذا لا نسمع هذه الأصوات ترتفع ضد العديد من الرأسماليين المصريين الذين يتعاملون مع دولة الصهاينة.

وتقول الكاتبة د.عزة عزت أستاذ الإعلام "أرى في قرار اتحاد النقابات الفنية المصرية محاولة لضرب المهرجانات العربية الوليدة المنافسة، وأيضا محاولة جر تعبيرات سياسية مثل التطبيع إلى المجال الفني، أيضا يمثل تخويفا لكل من يعمل في مجال دولي لمناصرة القضية الفلسطينية، وفيه أيضا تأكيد على انسحاب الدور المصري في مناصرة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة".

وتضيف "لقد ظللنا فترة طويلة مبتعدين عن المشاركة في أي أنشطة لها طابع فني أو ثقافي أو رياضي دولي تاركين الساحة لإسرائيل حتى نجحت إلى حد كبير في إقناع العالم بقضيتها رغم عدم عدالتها، فأصبحت ترى شخصية اليهودي في السينما العالمية في صورة المستضعف الذي يتعاطف معه الجمهور وبالضرورة يتعاطف مع إسرائيل، بعد أن كانت الشخصية اليهودية شخصية كريهة في أدبيات السينما والمسرح في العالم خلال فترات طويلة، لقد نجحوا في تحقيق قبول الشخصية اليهودية وبالتالي قبول التعاطف مع قضيتهم، وفي المقابل تشوهت صورة الشخصية العربية والتصقت بها سمات سيئة أبرزها سمة الإرهاب".

وطالبت د.عزة التدقيق قبل إلقاء التهم جزافا وقالت "المهم الأهداف وما تسفر عنه الأعمال الفنية من انطباعات، لا البحث في جنسية العاملين في هذا الفيلم أو ذاك ونواياهم وانتماءاتهم السياسية المعارضة والمؤيدة للقضية الفلسطينية، وقبل أن نهاجم نجومنا أو نهاجم المهرجانات العربية الأخرى ونتهمها بالتطبيع لابد أن نتحرى الدقة في المعلومات وأيضا ننظر إلى معالجة الأفلام المعروضة وهل تركت انطباعا نهائيا مع أو ضد؟"

الكاتبة والمترجمة مروة هاشم "لا أعتقد أن هذا سببا لمقاطعة مهرجان أبوظبي السينمائي خاصة أن الفيلم ذاته الذي تم عرضه يدين الإدارة الأميركية لاحتلالها العراق، وبالتالي فهو يقدم صورة في صالح العرب وليس العكس، كما تشارك الأفلام المصرية والعربية والدولية في المهرجانات الدولية المشابهة وبالطبع تدخل فيها منافسات مع أفلام إسرائيلية ولا اعتقد أن مشاركة فنان مصري مثل خالد النبوي في فيلم إحدى ممثلاته إسرائيلية يُعد تطبيعا مع إسرائيل".

ويقول الكاتب الروائي السيد نجم إنه خلال السنوات القليلة الفائتة، خصوصا منذ العام الماضي، أصبحت مقولة "التطبيع" ضمن مصطلحات يتداولها رجل الشارع قبل المتخصص، "وأظن أنها ظاهرة جيدة في ذاتها، وتعبر عن حراك ثقافي في اتجاه قضية مصيرية، وخصوصا الفترة ما بعد اتفاقية كامب ديفيد، وتخوف الجميع من التعامل مع العدو الاسرائيلي، تطبيقا لبنود هذه الاتفاقية، التي يمكن وصفها "مع إيقاف التنفيذ" على المستوى الشعبي والاجتماعي".

وأضاف "مع هذا الحراك بدت معالم الانفعالية التي نوصف بها نحن العرب، حيث وبمضي الوقت على الاتفاقية، قاربت من الأربعين سنة، ظهرت فئة 'الأقل سنا وبعض الشباب' تعيد السؤال والتساؤل والعودة إلى المربع الأول، حول إمكانية التعامل مع العدو الاسرائيلي، ولأن المناهج الدراسية ووسائل الإعلام بصفة عامة، لم تعد تعطي للأجيال الجديدة الحقائق التي نعرفها جميعا، حول تاريخ وتفاصيل القضية الفلسطينية، أصبح مصطلح التطبيع قابل للتأويل والتفسير الذاتي".

ويقول "هذا من جانب، وعلى الجانب الأخر، هناك من تسلح بوعيه الخاص، وانتمائه الحقيقي للثوابت المصرية العربية، وبات رفض 'التطبيع'، والحرص على مواجهته، هي السمة لكل أفكاره وأرائه وقراراته، إن كان في موقع المسئولية. وما بين الانزياح تجاه التفسير الذاتي للتطبيع، والاندفاع نحو مواجهته.. فى ظل عدم وضوح الرؤية للأسباب السابقة (التعليم والإعلام). بدت ظواهر انفعالية، بين الادانة بالتطبيع، وعدم اعتبار مقابلة السفير الإسرائيلي مثلا تطبيعا!"

ويوضح الكاتب الروائي السيد نجم "حتى لا تختلط الأوراق، وبلا انفعال، في ضوء ما كتب عن مهرجان أبوظبي السينمائي، والقرار الذي تبناه اتحاد الفنانين المصريين، بمقاطعة أعمال المؤتمر مستقبلا. يلزم الإشارة إلى ما تلاحظ لي شخصيا، أن في بعض الأخبار التي وردت ونشرت حول المؤتمر وما بعده.. قد تبدو فى بعض تفاصيلها غير حقيقية، أو هكذا تبدو. بحيث ينشر خبر عن منتجة إسرائيلية حضرت المهرجان وعقدت لها ندوة، بينما يؤكد بعض من شارك في تغطية المؤتمر نفسه، عدم تواجدها، بصرف النظر عن كون فيلمها حصل على جائزة الجماهير من عدمه".

واضاف"وتكثر الأمثلة والأخبار المتناقضة، وعليه أرى انه كان على اتحاد النقابات الفنية ضرورة تسليم ملف هذا الموضوع إلى لجنة لتحري الحقائق، حتى نتعامل نحن الجمهور المتابع التقليدي مع أي قرار يصدر بمصداقية الموضوعية التي تبنتها الجهة التي أصدرته".

ويؤكد السيد نجم أنه حقيقة أصبح يشعر بالارتباك والحيرة "وأرجع هذا إلى قدر الانفعالية التي نتعامل بها تجاه موضوعات تبدو جوهرية وربما مصيرية في حياتنا. فليس من المقبول والطبيعي، أن تصبح مصر هي البلد التي تصدر فرمانات الفرقة بين العرب، كما حدث من نظام صدام حسين بعد زيارة السادات إلى القدس. مصر فوق كل الخلافات الجزئية.. مصر تضيف إلى الصف العربي، وهذا دورها التاريخي.. مصر في هذه المرحلة بالتحديد، يجب على كل فرد فيها، أن يعرف أنه لا أمن ولا آمان مع الفرقة العربية، مهما بدت الأسباب (وكلها أسباب فارغة، مثل مباراة لكرة القدم). أعيد وأكرر أن قرار المقاطعة الآن، في حاجة إلى تبرير، ومراجعة قبل الحديث حوله، ولا ضير في الرجوع فيه، أن تأكدنا من كذب بعض ما نشر حول المؤتمر وأعماله".

وفي حوار له لجريدة الجمهورية المصرية أكد الناقد والمخرج أحمد عاطف أن عرض فيلم "اللعبة العادلة" في إطار مهرجان أبوظبي السينمائي والذي سبق عرضه في المسابقة الرسمية لدورة مهرجان "كان" السابقة لم تحدث عليه أي ضجة في العرض من أي نوع، مشيرا إلى أنه فيلم يدين سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والإدارة الأميركية ويقدم وقائع حقيقية يؤكد فيها أن احدى عميلات المخابرات الأميركية كان زوجها سفيراً سابقاً بإحدى الدول الأفريقية وتم الضغط عليه لاختلاق قصة استيراد العراق ليورانيوم مخصب من احدى الدول الأفريقية وعندما نشر هذه المعلومات في جريدة النيويورك تايمز مؤكداً أن العراق لم يستورد اليورانيوم من أفريقيا تم التنكيل به وطرده هو وزوجته عميلة المخابرات ورفعوا قضية ضد الحكومة الأميركية، والفيلم بصفة عامة يدين بوش لأنه اختلق قضية أسلحة الدمار الشامل بالعراق كما أن أبو ظبي شاركت في إنتاجه ويلعب فيه الفنان المصري خالد النبوي دور عالم نووي عراقي ولم يكن مؤلفه أو منتجه أو مخرجه أو موضوعه يدعو للتطبيع مع إسرائيل بل انه كان مع العرب وقضية العراق.

وقال إنه كان بصحبة الناقد علي أبو شادي في أبوظبي ولم ير المنتجة الإسرائيلية المدعوة ليسلي وودين التي قيل أنها منتجة هذا الفيلم.

وأما عن وجود ممثلة معها الجنسية الإسرائيلية مشاركة في الفيلم فقال إن هذا الأمر أثير من قبل عند عرض الفيلم في كان عندما اكتشف الفنان خالد النبوي وجودها بالفيلم، ولكن هذا التواجد لها لم يصنف الفيلم علي أنه إسرائيلي لأن منتجه وكاتبه ومخرجه لا صلة لهما بإسرائيل.

أوضح أحمد عاطف "أننا كسينمائيين نرفض الفن الإسرائيلي لأنه إنتاج الصهاينة أما اليهود في أنحاء العالم فهم شيء مختلف ونحن نتعامل معهم فنحن لسنا ضد ديانة اليهود وهم عاشوا معنا من قبل في مصر ولكننا ضد العنصرية الصهيونية وهناك فيلم اسمه "ميرال" عرض في أبوظبي وأخرجه اليهودي الأميركي جوليان شنايبل ورحبنا به حيث تناول قصة حياة المذيعة الفلسطينية ولاء جبريل التي حوربت في إسرائيل وتعيش حالياً في ايطاليا".

ورفض عاطف أن يجعل خالد شوكات مدير مهرجان الفيلم العربي في روتردام من نفسه الغيور الوحيد والرافض للتطبيع مع إسرائيل قائلاً انه يعيش حالة من تصفية الحساب مع صديقه السابق الناقد العراقي انتشال التميمي الذي كان مساعداً له في روتردام، ثم اختلف معه وأصبح التميمي أحد المسئولين في مهرجان أبوظبي، ويسعي شوكات للإساءة إلى هذا المهرجان بالحديث عن تطبيع سينمائي لا وجود له مع إسرائيل.

وقال عاطف "إن كثيراً من اليهود وأحدثهم المخرج البريطاني الكبير مايكل لي الذي كان يدرس بجامعة القدس ثم اعتذر مؤخراً عن احدى المحاضرات بسبب ما يحدث من الصهاينة في غزة والأراضي المحتلة".

ميدل إيست أنلاين في

06/11/2010

# # # #

مقاطعة الليثي لمهرجان أبوظبي السينمائي تتحول إلى مادة للتهكم والتنديد

ميدل ايست أونلاين/ لندن 

علا الشافعي تشبه قرار رئيس اتحاد النقابات الفنية بالمقاطعة بأنه قرار 'شاهد ما شافش حاجة'.

وصفت نخبة من النقاد والكتاب والصحفيين العرب المطالبين بمقاطعة مهرجان أبوظبي السينمائي تحت ذريعة "التطبيع مع أسرائيل" بأنهم ليس سوى "حلقات ضيقة" تنطلق من دوافع شخصية لم تستطع اثبات "تهمة التطبيع المزعومة".

وتهكم النقاد والكتاب والصحفيون في مقالات وحوارات في الصحف والمواقع الالكترونية، على الحملة الإعلامية من بعض الاوساط المصرية ضد مهرجان أبوظبي السينمائي، مثيرين في مقالاتهم مجموعة من الاسئلة عما اذا كانت "ضغائن" بعض الفنانيين المصرين على نجاح العاصمة الاماراتية كمركز ثقافي في الشرق الاوسط أثارت لديهم ''غيرة'' دفينة.

ووصفت علا الشافعي في تقرير لها في موقع صحيفة "اليوم السابع" المصرية المهرجان "بدورة فلسطين بحق".

وأكدت بقولها "ان دورة مهرجان أبوظبي شهدت عروض العديد من الأفلام من جنسيات مختلفة تدافع عن القضية الفلسطينية وتكرس لكل ما هو مع الشعب الفلسطينى وقضيته، ومن هذه الأفلام (دموع غزة) للمخرج النرويجي فيكيه لوكبرج، (وطن) للهولندي جورج سلاوزر و(مملكة النساء عين الحلوة) وغيرها من إبداعات مخرجي العالم، وهو ما يجعلها بحق دورة فلسطين".

وتساءلت الشافعي "المدهش أن أصحاب المصالح انطلقوا فى كل الاتهامات دون أن يقوم واحد منهم بممارسة (ألف باء) مهنة الصحافة، وهو التأكد من المعلومة ومصدرها وحق الطرف الآخر فى الرد، بل وصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بقطع رقاب الصحفيين والنقاد وفصلهم من نقابة الصحفيين، لذلك أصبحنا هدفا لزملاء (مع الأسف) والمعروف عنهم لصالح من يزيدون الأمر اشتعالا".

وعبرت عن استغرابها للطريقة التى تحركت بها النقابات الفنية وممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية والذين قاموا بإصدار بيان يطول كبار فنانينا ورموزنا، "طبقا لنظرية قالوا"، فكل النقباء عندما تسألهم يقولون لك، قالو لنا" وعندما هاتفت رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثي، أكد لي أنه سمع أيضا أن الفيلم إنتاج إسرائيلي، وعلقت بأن هذه المعلومات مغلوطة فالفيلم إنتاج بريطاني، فطلب أن أرسل له الكتالوج ليتأكد، وأحد النقباء أكد أيضا أنهم تورطوا بإصدارهذا البيان والسؤال هنا لماذا يتم اتخاذ مواقف والهتاف وتصدير شعارات دون التأكد؟ أو البحث عن حقيقة المعلومة؟ فهل هو البحث عن البطولة؟ أم ماذا؟".

ولم تتردد الشافعي في تشبيه الليثي بنكتة عادل امام الشهيرة "بشاهد ما شافش حاجة".

وذكرت صحيفة الخبر الجزائرية ان ادارة مهرجان ابوظبي السينمائي تجاهلت دعوات الحلقات الضيقة لمقاطعة المهرجان.

وكتبت في تقرير تحت عنوان "مصر تعلن الحرب على السينما الخليجية" "مع أن (أم الدنيا) لم تعلن صراحة دخولها لـ(حرب سينمائية) مع الإمارات، إلا أن رائحة الانزعاج بادية من الكلام المنشور على صفحات الجرائد وبيانات نقاباتها. فيما لم يسمع لإدارة مهرجان أبوظبي السينمائي، أي رد فعل تجاه دعوات المقاطعة".

وكتب الناقد المصري امير العمري في مقال بموقع "حياة في السينما" "لا أظن أن خطيئة المهرجان أنه أتى بفيلم بريطاني ودعا منتجته البريطانية ثم وقفت هي لتقول فجأة، إنها تحمل الجنسية الإسرائيلية. فما هو المطلوب في هذه الحالة؟ هل يجب أن تتدخل أجهزة المخابرات العربية في عمل مهرجانات السينما وتفتش في التاريخ الشخصي لكل المدعوين لتضمن ألا تتسلل شخصية تحمل الجنسية المزدوجة للمهرجان؟".

وقال العمري في مقاله التهكمي الذي كشف فيه عن تاريخ بعض الاسماء التي تبنت "المقاطعة المزعومة" "المعروف أن الكثير ممن يأتون إلى المهرجانات العربية مثل القاهرة وقرطاج ومراكش، هم من الاسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أميركية وغير أميركية، دون أن يعلنوا ذلك، بل ويتردد على مهرجان القاهرة السينمائي تحديدا عدد من السينمائيين الإسرائيليين منهم ليا فان لير مديرة مهرجان القدس السينمائي (وقد شاهدتها بنفسي عدة مرات)، ولكن بدون دعوة رسمية، ويجرون اتصالات مع بعض ضيوف المهرجان، وربما أيضا يشترون تذاكر يشاهدون بها بعض الافلام، فماذا فعل اتحاد الفنانين في مواجهة ذلك (الاختراق) العظيم الهائل الخطير جدا الذي يهدد أسس الثقافة المصرية والعربية".

ويرى الناقد المصري طارق الشناوي، أحد حضور المهرجان، أن الفيلم الذي يتحدث عنه ممدوح الليثي لمنتجة إنجليزية، يهودية الأصل، وليست إسرائيلية، والفيلم إخراج المخرج الإنجليزي اندي ديموني، وأضاف: "أهلاً باليهود في أي مكان، لكننا ضد التواجد الإسرائيلي".

وقال المخرج فوزي صالح : بالطبع لا يعد الأمر تطبيعا، لأن هذه المشاركات لا تمثل الدولة الصهيونية "التي بمناسبة لديها سفارة على نيل مصر"، وثانيها لأنني أعتقد أن الفنان يجب أن يصم أذنيه عن هذه الدعاوي الفاشية، ثالثا لا نسمع هذه الدعاوي توجه ضد مهرجانات أخرى، فأغلب دول العالم تعترف بإسرائيل ومن ثم تتعامل معها، فلم نسمع هذه الأصوات تنادي بمقاطعة مهرجان فينسيا مثلا أو كان أو غيرهما، ولقد سبق أن منحا جوائز لأفلام إسرائيلية، رابعا لاحظت أن مهرجان أبوظبي السينمائي يهاجم هجوما عنيفا من قبل بعض الصحافيين وفى كل مرة يتغير سبب الهجوم تارة لأنه لا يمنح جوائزه لأفلام مصرية وتارة يتهموه بالارتباك وضعف التنظيم وتارة وتارة، ولدي سؤال لماذا لا نسمع هذه الأصوات ترتفع ضد العديد من الرأسماليين المصريين الذين يتعاملون مع دولة الصهاينة.

وقالت الكاتبة عزة عزت أستاذ الإعلام في الجامعة المصرية "أرى في قرار اتحاد النقابات الفنية المصرية محاولة لضرب المهرجانات العربية الوليدة المنافسة، وأيضا محاولة جر تعبيرات سياسية مثل التطبيع إلى المجال الفني، أيضا يمثل تخويفا لكل من يعمل في مجال دولي لمناصرة القضية الفلسطينية، وفيه أيضا تأكيد على انسحاب الدور المصري في مناصرة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة".

واضافت "لقد ظللنا فترة طويلة مبتعدين عن المشاركة في أي أنشطة لها طابع فني أو ثقافي أو رياضي دولي تاركين الساحة لإسرائيل حتى نجحت إلى حد كبير في إقناع العالم بقضيتها رغم عدم عدالتها، فأصبحت ترى شخصية اليهودي في السينما العالمية في صورة المستضعف الذي يتعاطف معه الجمهور وبالضرورة يتعاطف مع إسرائيل، بعد أن كانت الشخصية اليهودية شخصية كريهة في أدبيات السينما والمسرح في العالم خلال فترات طويلة، لقد نجحوا في تحقيق قبول الشخصية اليهودية وبالتالي قبول التعاطف مع قضيتهم، وفي المقابل تشوهت صورة الشخصية العربية والتصقت بها سمات سيئة أبرزها سمة الإرهاب".

وطالبت د.عزة التدقيق قبل إلقاء التهم جزافا وقالت "المهم الأهداف وما تسفر عنه الأعمال الفنية من انطباعات، لا البحث في جنسية العاملين في هذا الفيلم أو ذاك ونواياهم وانتماءاتهم السياسية المعارضة والمؤيدة للقضية الفلسطينية، وقبل أن نهاجم نجومنا أو نهاجم المهرجانات العربية الأخرى ونتهمها بالتطبيع لابد أن نتحرى الدقة في المعلومات وأيضا ننظر إلى معالجة الأفلام المعروضة وهل تركت انطباعا نهائيا مع أو ضد؟"

وقالت الكاتبة والمترجمة مروة هاشم "لا أعتقد أن هذا سببا لمقاطعة مهرجان أبوظبي السينمائي خاصة أن الفيلم ذاته الذي تم عرضه يدين الإدارة الأميركية لاحتلالها العراق، وبالتالي فهو يقدم صورة في صالح العرب وليس العكس، كما تشارك الأفلام المصرية والعربية والدولية في المهرجانات الدولية المشابهة وبالطبع تدخل فيها منافسات مع أفلام إسرائيلية ولا اعتقد أن مشاركة فنان مصري مثل خالد النبوي في فيلم إحدى ممثلاته إسرائيلية يُعد تطبيعا مع إسرائيل".

وقال الروائي السيد نجم أنه أصبح يشعر بالارتباك والحيرة "وأرجع هذا إلى قدر الانفعالية التي نتعامل بها تجاه موضوعات تبدو جوهرية وربما مصيرية في حياتنا. فليس من المقبول والطبيعي، أن تصبح مصر هي البلد التي تصدر فرمانات الفرقة بين العرب، كما حدث من نظام صدام حسين بعد زيارة السادات إلى القدس.

وأكد "مصر فوق كل الخلافات الجزئية.. مصر تضيف إلى الصف العربي، وهذا دورها التاريخي.. مصر في هذه المرحلة بالتحديد، يجب على كل فرد فيها، أن يعرف أنه لا أمن ولا آمان مع الفرقة العربية، مهما بدت الأسباب (وكلها أسباب فارغة، مثل مباراة لكرة القدم). أعيد وأكرر أن قرار المقاطعة الآن، في حاجة إلى تبرير، ومراجعة قبل الحديث حوله، ولا ضير في الرجوع فيه، أن تأكدنا من كذب بعض ما نشر حول المؤتمر وأعماله".

وفي حوار مع جريدة الجمهورية المصرية أكد الناقد والمخرج أحمد عاطف أن عرض فيلم "اللعبة العادلة" في إطار مهرجان أبوظبي السينمائي والذي سبق عرضه في المسابقة الرسمية لدورة مهرجان "كان" السابقة لم تحدث عليه أي ضجة في العرض من أي نوع، مشيرا إلى أنه فيلم يدين سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والإدارة الأميركية ويقدم وقائع حقيقية يؤكد فيها أن احدى عميلات المخابرات الأميركية كان زوجها سفيراً سابقاً بإحدى الدول الأفريقية وتم الضغط عليه لاختلاق قصة استيراد العراق ليورانيوم مخصب من احدى الدول الأفريقية وعندما نشر هذه المعلومات في جريدة النيويورك تايمز مؤكداً أن العراق لم يستورد اليورانيوم من أفريقيا تم التنكيل به وطرده هو وزوجته عميلة المخابرات ورفعوا قضية ضد الحكومة الأميركية، والفيلم بصفة عامة يدين بوش لأنه اختلق قضية أسلحة الدمار الشامل بالعراق كما أن أبو ظبي شاركت في إنتاجه ويلعب فيه الفنان المصري خالد النبوي دور عالم نووي عراقي ولم يكن مؤلفه أو منتجه أو مخرجه أو موضوعه يدعو للتطبيع مع إسرائيل بل انه كان مع العرب وقضية العراق.

وقال إنه كان بصحبة الناقد علي أبو شادي في أبوظبي ولم ير المنتجة الإسرائيلية المدعوة ليسلي وودين التي قيل أنها منتجة هذا الفيلم.

وأما عن وجود ممثلة معها الجنسية الإسرائيلية مشاركة في الفيلم فقال إن هذا الأمر أثير من قبل عند عرض الفيلم في كان عندما اكتشف الفنان خالد النبوي وجودها بالفيلم، ولكن هذا التواجد لها لم يصنف الفيلم علي أنه إسرائيلي لأن منتجه وكاتبه ومخرجه لا صلة لهما بإسرائيل.

وكتب الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي في "ميدل ايست اونلاين" مقالا تحت عنوان "مهرجان أبوظبي السينمائي: أصابع التطبيع أم غيرها؟" أكد فيه إن الطابع اليساري طغى على اختيارات الأفلام التي جاء معظمها ذا منحى فكري ووثائقي أمثال "كارلوس" وتشي جيفارا رجل جديد " و"مزهرية" و"أسافر لأنني مضطر أعود لأنني أحبك " و"الغرب غربا" و"لعبة عادلة" و"أرض خراب" و"جوزاء" و" في أحضان أمي" و"شيوعيين كنا " و"سيرك كولومبيا" .

وقال الربيعي المحرر الثقافي في صحيفة الشبيبة العمانية "أعلن المهرجان عن هويته منذ حفل الافتتاح الذي تضمن عرض فيلمين روائيين أحدهما إيراني قصير والثاني أميركي طويل للمخرج راندال ولاس مأخوذ عن قصة حقيقية يحمل رسالة في تصميم الإنسان على بلوغ الهدف مهما كانت صعوبته عنوانه 'سكريتاريا' ومن خلالهما كشف المهرجان عن إنه يمثل خطا ملتزما بالقضايا الإنسانية والطروحات الفكرية و المباديء، وكان الفيلم الإيراني هو أحدث أعمال المخرج جعفر بناهي الذي تعرض للسجن ثم أفرج عنه مع التحفظ على سفره كما قال الأميركي بيتر سكارليت المدير التنفيذي للمهرجان".

وكتب الصحفي المصري محمد الحمامصي في موقع "ايلاف" "لقد تبني المهرجان في دورته الرابعة هذه 13 ـ 24 أكتوبر 2010 القضايا العربية في العراق وفلسطين ولبنان، وشهد عرضا لأفلام لا أعتقد أن مهرجانا عربيا يجرؤ على عرضها كونها تدين التوحش الإسرائيلي وتفضح ممارساته الإجرامية بحق الفلسطينيين، مثل دموع غزة، وأطفال الحجارة أطفال الجدار، ومملكة النساء في عين الحلوة، والنساء بطلات، وميرال وغيرها، وتدين الاحتلال الأمريكي للعراق وآثاره المروعة على المجتمع العراقي مثل كرنتينة وفي أحضان أمي ولعبة عادلة الذي يدين الإدارة الأمريكية ممثلة في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن وأجهزتها الاستخباراتية".

ميدل إيست أنلاين في

06/11/2010

# # # #

 

ممدوح الليثي يتهم «أبو ظبي» بالتطبيع

محمد عبد الرحمن

رغم انتهاء «مهرجان أبو ظبي السينمائي»، لا تزال تبعات مشاركة ليسلي أودوين تتفاعل في القاهرة. احتفاء المهرجان بهذه المنتجة الإسرائيلية، وفوز فيلمها «الغرب هو الغرب west is west» بجائزة 30 ألف دولار، دفعا رئيس «اتحاد النقابات الفنية» في مصر، ممدوح الليثي، إلى إصدار بيان ألزم فيه نقابات السينمائيين والممثلين والموسيقيين بمقاطعة المهرجان ابتداءً من العام المقبل. كما طالب النقابات بالامتناع عن المشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الفنية، على أساس أنّ المهرجان «عبر إصراره على الاحتفاء بالمشاركة الإسرائيلية، فإنّه يؤدّي دور حصان طروادة في كسر الجدار العازل الذي يقف أمام المحاولات الإسرائيلية للمشاركة في الفعاليات الفنية والثقافية العربية».

وجاء في بيان الليثي أنه منذ انطلاقه تحت مسمّى «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي»، يحاول «مهرجان أبو ظبي» تبنّي السينما الإسرائيلية. وذكّر البيان ما حصل في الدورة الأولى (2007) حين حاول المنظّمون عرض الفيلم الإسرائيلي «زيارة الفرقة الموسيقية The band›s visit» ودعوة مخرجه الإسرائيلي عيران كوليرين للمشاركة في المهرجان. لكن يومها أدّت الاحتجاجات العربية الغاضبة إلى تعديل البرنامج واستبعاد الفيلم.

وفي الدورة الأخيرة (2010)، عُرض فيلم «لعبة عادلة»، الذي شاركت «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» في إنتاجه. والمعروف أنّ الممثلة الإسرائيلية ليراز شارهي تشارك في بطولة العمل. وأكد الليثي في اتصال مع «الأخبار» أنّ قرار «اتحاد النقابات الفنية» ملزم بقوة القانون لجميع أعضاء هذه النقابات، وخصوصاً أن النقباء الثلاثة أشرف زكي (الممثلين)، ومسعد فودة (السينمائيين)، ومنير الوسيمي (الموسيقيين) وقّعوا أيضاً البيان. وينص هذا الأخير على أن العضو الذي يخالف القرار، يعرّض نفسه للفصل من النقابة «في حال ثبوت تعاونه مع المهرجان، المتهم بالتطبيع والاحتفاء بالفنّانين الإسرائيليين في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين». وأخذ البيان على الإسرائيليين المشاركين في المهرجان عدم توجيههم أيّ إدانة إلى سياسة دولتهم العنصرية. وأكّد أنّ الحالة الوحيدة التي يمكن فيها تعليق القرار هي صدور بيان رسمي من إدارة «مهرجان أبو ظبي» تتعهد فيه عدم تكرار الأمر في الدورات المقبلة. ويذكر أن قرار حظر التطبيع مع الإسرائيليين صادر عن «اتحاد النقابات الفنية» عام 1981.

معركة خالد النبوي

مع اقتراب العرض التجاري العالمي لفيلم «لعبة عادلة» واحتمال عرضه في الصالات المصرية أواخر الشهر الحالي، لا شكّ في أنّ النيران ستُفتح من جديد على خالد النبوي (الصورة). وكان هذا الأخير قد شارك في العمل مجسّداً شخصية عالم نووي عراقي. وكما حصل سابقاً، سيتركّز الهجوم على اتهام الممثل المصري بالتطبيع، بما أن العمل تشارك فيه ممثلة إسرائيلية. وكان الجدل قد انطلق حول هذه القضية خلال الدورة الأخيرة من «مهرجان كان السينمائي الدولي». ودافع بعضهم عن النبوي باعتباره لا يستطيع السيطرة على اختيارات المخرج لفريق العمل. كما أن الفيلم ينحاز للعرب في صراعهم مع الولايات المتحدة.

الأخبار اللبنانية في

07/11/2010

# # # #

يهرفون بما لا يعرفون

كتب - محمد الحمامصي 

سمير فريد لم يحضر ختام أبوظبي السينمائي والليثي يعتمد على مقال فريد كوثيقة الاتهام بالتطبيع!

أصابتني الدهشة كما أصبت الكثيرين من الفنانين والإعلاميين عندما استمعت إلى ردود ممدوح الليثي حول البيان الذي أصدره اتحاد النقابات الفنية المصرية برئاسته بمقاطعة مهرجان أبوظبي السينمائي، والتهديدات التي خرجت منه لمعاقبة جماعة الفنانين والإعلاميين الذين شاركوا في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في دورته الرابعة 2010.

لقد بدا كلام الرجل على دريم في برنامج العاشرة مساء للمذيعة منى الشاذلي مرتبكا ومتناقضا ويحمل قدرا كبيرا من اللامنطقية، فالرجل لا يملك معلومة واحدة موثقة ولم يخاطب أصحاب الشأن إن كان ما ورد إلى مسامعه أو كتبه البعض صدقا أم كذبا، يستند منساقا انسياقا كليا في كل ما يقول على مقال كتبه الناقد سمير فريد الذي حضر بعض من أيام المهرجان وليس كله وسافر قبل نهايته، أي لم يحضر الختام، أيضا بيان الليثي خرج قبل يومين من نشر مقال فريد في جريدة المصري اليوم، لكن الرجل يعتمده وثيقة تجب أي كلام آخر، فهل كان المقال حاضر عند صدور البيان، أم أن صاحب المقال قاله لليثي كلاما ثم اضطر إلى تسجيله ونشره كتابة، أم محير ويثير الشك والريبة!

يقول الليثي الفيلم الإسرائيلي، والفيلم البريطاني، ويقول المنتجة الإسرائيلية وهي بريطانية، ويقول أنها صعدت على خشبة المسرح لتسلم الجائزة ليلة ختام المهرجان وتوزيع الجوائز، وهي لم تكن هناك ولم تصعد خشبة المسرح، يقول كل ذلك استنادا إلى مقال سمير فريد، فإذا كان فريد لم يحضر الختام وسافر قبله بيوم من أين له بهذه الثقة المعلوماتية الموثقة، وإذا كان مقال فريد نشر بعد صدور البيان بيومين فماذا في الأمر؟

أيضا يذهب الليثي بناء على مقال سمير فريد الملتبس، لكن يبدو أن الليثي فهمه وفسره ومن ثم شرحه لنا أن مهرجان أبوظبي منذ ثلاث سنوات "حاول، حاول" ـ بتأكيد المحاولة ـ دعوة فيلم إسرائيلي إلا أن احتجاج سمير فريد واستقالته أثمرا عن تراجعه عن دعوة الفيلم، وهذه النقطة أظن أنني لا أستطيع البت فيها وعلى أبوظبي أن تخبرنا هل هذا صحيح، هل احتج واستقال سمير فريد لأن المهرجان "حاول" و"حاول" دعوة فيلم إسرائيلي!

وبغض النظر عن كل هذا فإن العجيب أن لا يرى الليثي في التطبيع الاقتصادي ما يستدعي التوقف عنده، ولكن التطبيع الثقافي هو الكارثة وهو الورقة الضاغطة على إسرائيل للرضوخ والاستسلام والقبول بالسلام العربي، وإقامة الدولة الفلسطينية المعززة المكرمة!

أيضا يقول الليثي أن وزير الثقافة المصري فاروق حسني رفض مشاركة إسرائيل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ورفض مشاركة فرقها الموسيقية في أنشطة الأوبرا، ونسى دعوة الوزير للمايسترو الإسرائيلي دانيال بارنبويم لإحياء حفلٍ بدار الأوبرا في تحدٍ خطير لمشاعر المصريين، وفي حضور عدد ضخم من الفنانين والمثقفين والكتاب المصريين المشهورين والمعروفين بالاسم.

وحتى لا يرى البعض تجنيا على الليثي، إليكم نص بعض مما جاء في كلامه ورد الناقد السينمائي طارق الشناوي عليه في برنامج العاشرة مساء للمذيعة منى الشاذلي:

منى الشاذلي "أثناء انعقاد مهرجان أبوظبي للفيلم، الحقيقة كان فيه حالة من الانبهار والاحتفاء والاحتفال بالمهرجان، بما فيه من نجوم وبما فيه من أفلام ومن ضيوف من السينما العالمية وحسن تنظيم، كان فيه حالة مبتهجة جدا، تستقبل هذا المهرجان في كل وسائل الإعلام، وأول ما المهرجان انتهى والمولد انفض، بدأنا نسمع حديثا غريبا، لم يتحدث به أثناء انعقاد المهرجان، الحقيقة احنا قرأنا في الجرنال إن رئيس اتحاد النقابات الفنية السيد ممدوح الليثي يوجه تهديدا ونداء وغضبا شديدا جدا، وبيقول إن اللي حضروا المهرجان من صحفيين ومن ممثلين ونجوم لازم يتم استدعائهم ولومهم لأنهم حضروا هذا المهرجان، لماذا؟ هذا الحديث تضمن إن المهرجان استقدم ودعا منتجة اسرائيلية ومش بس كده ومنحها جائزة الجمهور عن فيلم الغرب غربا، كما قرأنا على لسان السيد ممدوح الليثي قال: أنه بما أن المهرجان عزم المنتجة الإسرائيلية فالاحتفالية كلها فيها شبهة تطبيع، وكل من ذهب وعرف وصمت، يقع عليه اللوم وربما العقاب، لأن احنا عندنا كل النقابات في مصر متفقة مع قرار المقاطعة، وبالرجوع إلى إدارة مهرجان أبوظبي كانت لا تريد التعليق على الإطلاق، وقال إن هذا الموضوع لن نعلق عليه على الإطلاق، اكتشفنا شيئا أغرب اليوم ونحن نعمل متابعة إنه السيد ممدوح الليثي نفسه نفى كل ما قيل على لسانه، معنا على التليفون رئيس اتحاد النقابات الفنية السيد ممدوح الليثي، أهلا بحضرتك أستاذ ممدوح".

السيد ممدوح الليثي "حضرتك الجزئية التي قلتها في الأول خالص إني أنا هددت و ..، كل ده لا أساس له من الصحة، الموضوع باختصار شديد أنه في قرار في اتحاد النقابات الفنية من 1980 بمنع التطبيع الثقافي مع إسرائيل، اتحاد الفنانين العرب اجتمعنا وقررنا أن مفيش تطبيع ثقافي بين إسرائيل والدول العربية، حاولت إسرائيل تنفذ من خلال هذا من خلال معرض الكتاب السيد فاروق حسني اعترض، من فرق موسيقية تأتي الأوبرا السيد فاروق حسني اعترض، حتى على مستوى الدولة، ممكن يكون فيه تطبيع ثقافي أو تطبيع اقتصادي أو ، أو ، وإنما مفيش تطبيع ثقافي، ممكن يكون فيه دبلوماسي، إنما مفيش تطبيع ثقافي، ودي ورقة ضغط نضغط بيها على إسرائيل لحد ما يتركوا أخر شبر من الأرض المحتلة وتقوم الدولة الفلسطينية معززة مكرمة، هذه وسيلتنا للضغط على إسرائيل، الأمة العربية ..."

منى الشاذلي "ما ذلك اللبس والحديث عن"

ممدوح الليثي "أخلص كلامي بس: الأمة العربية واخده قرار، كل القنوات العربية كل الجهات الثقافية في الأمة العربية بمنع التطبيع مع إسرائيل".

منى الشاذلي تقاطعه "هذا حقيقي ومعروف لدى الجميع".

ممدوح الليثي مقاطعا "الأستاذ سمير فريد انهارده كاتب في المصري اليوم عاوزك تقريها كاتب يقول الآتي: إن مهرجان أبوظبي من ثلاث سنوات حاول حاول أن يعرض فيلم إسرائيلي في المهرجان وكان ساعتها الأستاذ سمير فريد مستشار المهرجان، الأستاذ سمير فريد احتج بشدة، وقدم استقالة من إدارة المهرجان كان يعمل فيه مستشارا وبالتالي مديرة المهرجان وهي أمريكية سحبت الفيلم الإسرائيلي وأقيم المهرجان دون أن تتم دعوة الفيلم الإسرائيلي، السنة دي حصل الآتي يا مدام منى وده منقول في كل وكالات الأنباء وكاتبه برضه الأستاذ سمير فريد، يوم توزيع الجوائز، زي ما احنا بنعلن توزيع الجوائز في مهرجان الإسكندرية اللي بشرف برئاسته أو مهرجان القاهرة، نادوا على فلانة عشان خدت جائزة الجمهور، فلانة دي بعد ما أخدت جائزة الجمهور قالت الآتي "أنا بعترف لكم إني أنا إسرائيلية وإنه شرف لي أن أنتمى للإسرائيليين، اللي كانوا قاعدين، اللي صفقولها في الصالة بعد ما أخذت الجائزة، فيه جزء ساب الصالة واحتج وجزء تاني من الأجانب شكروها على شجاعتها وده اللي كاتبوه الأستاذ سمير فريد انهارده، ده اللي حصل، واحنا كنقابات فنية نستنكر إن فيه فيلم إسرائيلي يعرض في مهرجان عربي وأن المنتجة بتعته تكرم، وتأخذ جائزة الجمهور وتمنح 30 ألف دولار".

منى الشاذلي "أستاذ ممدوح حضرتك مصر على البيان اللي صدر ولا لأ؟"

ممدوح الليثي "البيان اللي صدر، لا قلنا نحول حد للتحقيق ولا قلنا نحول الصحفيين، ده كله كلام لغو في جريدة المصري اليوم، المصري اليوم نشرته في الطبعة الأولى والأستاذ مجدي الجلاد .. ".

منى الشاذلي "لا الكلام منشور على وكالة الأنباء الرسمية، وكالة أنباء الشرق الأوسط، تتحدث عن بيان للاتحاد أصدرتموه...".

ممدوح الليثي مقاطعا "بيان الاتحاد بيقول الآتي حتى نكون في الصورة .. إن احنا بنستنكر التصرف في مهرجان أبوظبي ونحن كنقابات فنية بنقاطع المهرجان في دورته القادمة وإن احنا بنطلب من فنانينا أعضاء النقابات الثلاثة ما يروحوش يحضروا هذا المهرجان إلا في حالة واحدة أن تعلن إدارة المهرجان أنها لن تستضيف فيلم إسرائيلي تاني".

منى الشاذلي "أستاذ ممدوح عندي مجموعة من الأسئلة : مهرجان أبوظبي صحيح لم يصدر أي بيان رسمي، إنما بعض القائمين عليه كان لهم استفسار واستنكار لهذا الموقف من اتحاد النقابات الفنية وتسألوا ولماذا لم يخاطبنا اتحاد النقابات الفنية المصري ليسألنا إذ كنا استقبلنا أو استضفنا شخصية إسرائيلية من عدمه".

مقاطعة "سأذكر لك كل الأسئلة الاستنكارية، ومرة أخرى المهرجان لم يصدر أي بيان لأنه مفيش أي تهمة موجهة لي بشكل رسمي".

ممدوح الليثي مقاطعا "أي بيان، الحقيقة التي كتبها سمير فريد انهارده، دي منشورة في المصري اليوم، فيه منتجة إسرائيلية أخذت الجائزة، والكل صفق لها، وبعد ما صفق لها سواء كان الموجودين مصريين أو عرب أو أجانب، وقفت كده ابتسمت وقالت أنا إسرائيلية وبعتز بإسرائيليتي".

منى الشاذلي "الناقد المصري الشهير طارق الشناوي الذي حضر المهرجان وشاهد أفلامه وشارك في فعالياته وندواته وله تعقيب على فكرة بيان اتحاد النقابات الفنية ".

طارق الشناوي "أنا حزين أن اتحاد يمثل كل فناني مصر، القوة الضاربة والقوة الناعمة، والقوة التي تحمل عنوان مصر في العالم كله، وليس فقط في العالم العربي أن يتورط في إصدار بيان يدين مهرجان ويدين توجه، ويكيل له اتهام بالتعامل مع إسرائيل، ودي تهمة ما بعدها تهمة، بدون تحقق، بمعنى لم يحدث كما قالوا أن هذه المنتجة طلعت في حفل الختام، وأعلنت بأنها تفخر بإسرائيليتها، لأنها يوم 22 يوم حفل الختام وأنا كنت حاضر، يوم إعلان الجوائز، هي مكنتش موجودة أساسا، ولم تصعد على المسرح لا هي ولا المخرج، ثم إن الفيلم الغرب غربا مخرجه بريطاني الجنسية، وهي دخلت باعتبارها بريطانية الجنسية وقد تكون تحمل جنسية أخرى إسرائيلية، قد تكون قالت في حوار داخلي مع أحدهم قبل الجوائز أو شيء من هذا القبيل، لكن في كل الأحوال هي دخلت باعتبارها بريطانية، ولا يمكن أن احنا نعاقب مهرجان على أن حد من ضيوفه قال كلمة".

وأكد الشناوي أنه ضد التطبيع مع إسرائيل بكل أشكاله لأنها تهمة ما بعدها تهمة، وأن المهرجان احتوى على عدد كبير من النقاد والصحفيين السوريين والمعروفين بواجهتهم تجاه أى شبة إسرائيلية، فلماذا لم تتخذ النقابات السورية الموقف نفسه؟

ويشير الشناوي إلى أن نقابة الممثلين لها سوابق عديدة في البيانات المتهورة مثل بيانات مقاطعة، ومنع أي نجم عربي بالعمل في أكثر من عملين في العام الواحد وغيرها.

ميدل إيست أنلاين في

08/11/2010

# # # #

أفلام أبوظبي تستقطب اهتماماً عالمياً واسعاً

ميدل ايست أونلاين/ نيويورك 

متحف نيويورك للفن المعاصر يواصل عرض سلسلة 'خرائط الذات: التجريب في السينما العربية منذ الستينيات حتى الآن'.

تشهد عطلة نهاية هذا الأسبوع في مدينة نيويورك اهتماماً واسعاً بأفلام من تمويل أبوظبي، ومنها فيلم دوغ ليمان "لعبة عادلة" من بطولة نعومي واطس وشون بين، ومن إنتاج شركة إيميج نيشن التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، والذي أثار موجة هائلة من الاستحسان بين محبي السينما والنقاد على حد سواء.

ومن بين المقالات النقدية الكثيرة التي صدرت في مديح هذا الفيلم بكافة تفاصيله، وردت في صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للكاتب إيه. أو. سكوت يصفه فيها على أنه "فيلم مسلٍّ إلى أبعد الحدود".

(لقراءة المقالة:

http://movies.nytimes.com/2010/11/05/movies/05fair.html?scp=2&sq=fair%20game&st=cse)

وواصل متحف نيويورك للفن المعاصر عرض سلسلة "خرائط الذات: التجريب في السينما العربية منذ الستينيات حتى الآن"، التي كانت أجزاء منها قد عرضت للمرة الأولى في دورة العام الحالي من مهرجان أبوظبي السينمائي. وضمت تلك الأجزاء فيلمين حصلا على تمويل من المهرجان، وهما "ميناء الذاكرة" للفلسطيني كمال الجعفري و"شيوعيين كنا" للبناني ماهر أبي سمرا الذي تقاسم مع فيلم آخر جائزة أفضل فيلم وثائقي لمخرج عربي في المهرجان 2010. وكان كل من المخرجين حاضراً في جلسة الأسئلة التي تلت عرض فيلميهما.

وفي هذا الصدد، يؤكد المدير التنفيذي للمهرجان بيتر سكارليت الذي قدم كلا الفيلمين في المتحف: "إنه يوم مشهود لأبوظبي، فمدينة التفاحة الكبيرة أعجبتها الأفلام التي حصلت على دعم المهرجان، والذي يقدمه راعينا الرئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث".

• نبذة عن مهرجان أبو ظبي السينمائي

يذكر أن مهرجان أبوظبي السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً) تأسس عام 2007 في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء المنطقة. ويلتزم هذا الحدث الذي تقدمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في أكتوبر/تشرين الأول من كل عام تحت رعاية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة.

وبما أنه المهرجان الوحيد في المنطقة حيث تشارك أعمال لمخرجين عرب في المسابقات إلى جانب أعمال كبار المخرجين في عالم السينما، فإنه يقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في أبوظبي وسيلة للتواصل مع ثقافاتهم وثقافات الآخرين.

كما أن التركيز القوي على الأصوات الجديدة من السينما العربية يتصل في الوقت نفسه بدور أبوظبي كعاصمة ثقافية ناشئة في المنطقة، ويميز المهرجان بكونه المكان الذي يكتشف فيه العالم صناعة السينما العربية الحديثة ويجس نبضها.

ميدل إيست أنلاين في

07/11/2010

# # # #

 

كيف يكون مهرجان أبو ظبي داعيا للتطبيع؟

أحمد عاطف

هل عندما يجيء مهرجان ما ويعرض مجموعة كبيرة من الأفلام المناصرة للقضية الفلسطينية بشكل قوي‏.‏

أيحق للبعض الذين لم يحضروا المهرجان أن يتهموه بالتطبيع بناء علي معلومة غير مؤكدة تقول إن منتجة بريطانية قالت إنها إسرائيلية أيضا؟ وهل عدم إنتاج شركة أمريكية كبري معروفة بتحيزها للقضايا الإنسانية فيلما منحازا لوجهة النظر العربية لاحتلال العراق ويتهم الفيلم إدارة بوش بالكذب علي العالم في مسألة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل‏.‏ ثم تلجأ الشركة الأمريكية لإسناد دور صغير لممثلة إسرائيلية وأدوار كثيرة أكبر لممثلين عرب هل نتهم الجهة العربية المشاركة في الإنتاج أنها مطبعة وخائنة لأنها سمحت للشركة الأساسية المنتجة للفيلم بوجود إسرائيلية؟ وهل نتناسي دور الفيلم وتأثيره العالمي وقدرته كفيلم هوليوودي بما له من تأثير علي الدفاع عن قضايانا بشكل واسع وفعال‏.‏

هذه هي مقدمة للقصة التي أصبحت أمثولة ويدور حولها اهتمام الإعلام المصري بعنف هذه الأيام‏.‏ القصة تقول إن موقع إحدي الجرائد المصرية علي الإنترنت نشر أن السيدة ليسلي يودوين منتجة الفيلم البريطاني‏(‏ الغرب هو الغرب‏)‏ ظهرت في إحدي ندوات مهرجان أبو ظبي السينمائي وقالت إنها إسرائيلية وفخورة بذلك‏.‏ تلقف الخبر العديد من الأشخاص الذين لهم خصومات مع مهرجان أبو ظبي لأسباب مختلفة وازدادوا النار اشتعالا منهم من يشتعل غضبا لأن المهرجان لم يدعوه للحضور فوجدها فرصة لتنفيس غضبه ومجموعة أخري تنتمي من خلال الصداقة أو العمل مع شخص في حالة خصومة قضائية مع الناقد العراقي انتشال التميمي أحد مسئولي المهرجان فاتهمته بأن أصوله يهودية ليس هو فقط بل ومدير المهرجان الأمريكي بيتر سكارليت ومجموعة ثالثة كان لها علاقات عمل سابقة مع مهرجان أبو ظبي وتريد إظهار المهرجان الآن بالمطبع والخائن بل والفاشل ربما حضرت اغلب ايام المهرجان من‏41‏ إلي‏22‏ نوفمبر ورحلت باليوم الأخير وهذه شهادتي عما حدث‏.‏ كان من ضيوف المهرجان من المصريين الفنانين يحيي الفخراني ويسرا وخالد النبوي ومحمود حميدة وخالد ابو النجا ولبلبة وبسمة ومحمد لطفي وغيرهم ومن كبار النقاد علي أبو شادي وكمال رمزي ومن مسئولي وزارة الثقافة خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما ومن المنتجين هشام عبد الخالق ومحمد حفظي ومع هؤلاء نخبة من الصحفيين والنقاد المميزين عن حق‏.‏ إنها نخبة مختارة الكثير منها من له مواقفه السابقة الكثيرة ضد التطبيع بالكلام والكتابة وغيرها‏.‏ وأتحدي أن يدعي أي شخص أن أحدا من الوفد المصري وصلته معلومة عن وجود منتجة قالت إنها إسرائيلية وفخورة بذلك‏.‏ ولم نسمع ذلك أيضا من أي ضيف عربي أو أجنبي بالمهرجان‏.‏ وليس معقولا أن يداري كل ضيوف المهرجان علي بعضهم البعض معلومة كتلك ونحن نجلس طوال اليوم في أروقة المهرجان ونحضر أغلب العروض‏.‏ وليس معقولا أن يكون الموقع المصري الذي نشر الخبر هو الموقع الوحيد في العالم الذي عرف الخبر ولم ينتبه لذلك ممثلو‏053‏ وسيلة إعلام كانوا يحضرون المهرجان‏.‏ وإذا افترضنا أن المنتجة البريطانية قالت ذلك في أحد العروض الثلاثة لفيلم‏(‏ الغرب هو الغرب‏)‏ كيف ظل ذلك سرا طوال الوقت ولم ينبس به أحد‏.‏ خبر كذلك لو عرف لكان أصبح الشغل الشاغل لكل الحاضرين بالمهرجان ولترك الكثيرون المهرجان وعادوا لبلادهم وأنا منهم‏.‏ ولو افترضنا أن القصة حدثت بالفعل ولم تصل إلي أسماع كل من بالمهرجان من سينمائيين ونقاد‏.‏ ألا يعتبر ذلك وحدث تسللا من سيدة تحمل جنسيتين وتحايلا منها علي ادارة المهرجان‏.‏ فأنا بحثت كثيرا علي الإنترنت ووجدت أكثر من حوار للمنتجة المزعومة لا تذكر فيه إلا أنها انجليزية منها حوار معها لهيئة البي بي سي التي شاركتها انتاج فيلمها‏.‏ انا شخصيا لا اعتقد أن ادارة المهرجان خدعت المشاركين فيها ومررت حضور هذه السيدة كبداية للتطبيع‏.‏ ودليلي الأفلام العظيمة الكثيرة التي شاهدتها بالمهرجان تناصر القضية الفلسطينية وتفضح الوحشية الاسرائيلية‏.‏ وليس صدفة أن أغلب تلك الأفلام مخرجوها من الغرب‏.‏ أنا أتذكر دموعي جيدا في فيلم‏(‏ دموع غزة‏)‏ للمخرجة النرويجية فبيكة لوكبرج الذي قدم بكل صراحة اجتياح غزة الأخير وركز علي جثث الأطفال الذين قتلوا بدون ذنب والذين أصيبوا بانهيار عصبي أو بإعاقة ما تمنعهم من الحياة العادية‏.‏ وأتذكر قلبي وهو ينفطر بفيلم الهولندي جورج سلاوزر الذي جاء ليقدم تحفته‏(‏ وطن‏)‏ وهو نفسه علي عكازين‏.‏ فيلمه هو الثالث في سلسلة أفلام صنعها عن المخيمات الفلسطينية خلال أعوام‏4791‏ و‏3891‏ و‏9002‏ حتي أن العائلة التي دأب علي تصويرها بالمخيمات بكت بالفيلم عندما رأت المخرج وقالت إنها تعتبره عضوا بالعائلة‏.‏ وإذا كان الفيلمان حصلا علي جوائز كبري بمهرجان أبو ظبي بل وكل الأفلام الأخري التي حصلت علي الجوائز الأخري هي أفلام مناصرة للعرب وقضاياهم من العراق للبنان كيف إذن يقال إن المهرجان أعطي جائزة الجمهور لفيلم الغرب هو الغرب مجاملة للمنتجة الذين يدعون إنها إسرائيلية‏.‏ وإذا كان التميمي وسكارليت يهودين فعلا فمنذ متي ونحن نعادي اديان البشر بمنتهي الفخر‏.‏ وهل يعني عداؤنا للصهيونية وللإسرائيليين أننا ضد ديانة بعينها‏.‏ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا نغضب ممن يعادوننا في الغرب لمجرد أننا مسلمون ؟ هل الأستاذ ممدوح الليثي الذي أصدر قرارا يحمل اسمه كرئيس اتحاد النقابات المهنية يعرف ذلك؟ وإذا لم يكن يعرف لماذا تسرع وأصدر قراره بمقاطعة مهرجان أبو ظبي وتوجيه اللوم للفنانين الذين حضروه لماذا لم يتبع القانون ويتوثق من المعلومة التي وصلته بل ويقوم بإجراء تحقيق حول ما حدث بالمهرجان وبعدها يتخذ ما يشاء هل يمثل نفسه أم يمثل جموع الفنانين حتي يقطع العلاقة مع مهرجان دولة بهذا الشكل المتعسف‏.‏ حتي المعلومات التي ذكرها بيان الليثي خاطئة كقوله إن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث التي تقيم مهرجان أبو ظبي أنتجت فيلم‏(‏ اللعبة العادلة‏)‏ وهو المقصود في بداية المقال وهو الذي شاركت فيه الممثلة الإسرائيلية ليزار شارهي‏.‏ والصحيح أن شركة إيما جينشان التابعة لمجموعة أبو ظبي للإعلام هي التي شاركت في إنتاج الفيلم‏.‏ والمعروف أن هذه الشركة تمتلك قنوات أبو ظبي التليفزيونية‏.‏ هل سيطلب الليثي من وزارة الإعلام المصرية بحكم منصبه ألا تدعو تليفزيون أبو ظبي لمهرجان الإعلام العربي؟ ما هذا الذي يحدث هذا؟ هل من اتهموا الفنانين والصحفيين الذين حضروا بأنهم أكملوا المهرجان بعد معرفتهم بما قالته المنتجة البريطانية نسوا تاريخهم‏.‏ أليس من الأفضل أن يصمتوا؟

فليرد مهرجان أبو ظبي أو لا يرد فهذا شأنه‏,‏ أما الكلام عن جهل وصنع مصيبة من لاشئ وادعاء الوطنية من أناس معروف جيدا للكل ذممهم فهذا هو المضحك المبكي في القصة بأكملها.

الأهرام المصرية في

10/11/2010

# # # #

بطحة مهرجان أبوظبى

بقلم: محمد عدوي

أهم ما فى أزمة مهرجان أبوظبى السينمائى وبيان اتحاد النقابات الفنية بمقاطعة المهرجان هو أنه كشف بشكل أو بآخر حال الصحافة والنقد السينمائى لدينا وهو حال ليس ببعيد عن حال السينما نفسها فقد أكدت الأزمة أن نقاد هذا الزمن يشبهون إلى حد كبير سينما هذه المرحلة فقد انقسم نقاد السينما وكتاب صحافتها إلى قسمين قسم غالى فى عدائه للمهرجان ــ ربما أكثر من عدائه للتطبيع نفسه ــ وقسم آخر غالى فى وفائه للمهرجان ــ ربما أكثر من ولائه للقضية الفلسطينية نفسها ــ فبعض ممن هاجموا المهرجان من النقاد والصحفيين هم أنفسهم الذين كانوا يمنون النفس بالذهاب إلى المهرجان وقضاء أسبوع أو أكثر على أراضى أبوظبى وبذلوا محاولات حثيثة وحتى اللحظات الأخيرة للذهاب إلى هناك وربما صبوا جام غضبهم على المهرجان لعدم تمكنهم من السفر!

أما الفريق الآخر فقد حاول هو الآخر أن يدافع عن نفسه وعن المهرجان بتبرئه المهرجان من بطحة تكريم منتجة إسرائيلية، مؤكدين أنه لم يحدث أى شىء من هذا القبيل رغم أن بعضهم أقام الدنيا ولم يقعدها وكاد يتسبب فى أزمة دبلوماسية بين مصر وفرنسا فى مهرجان الصورة الذى اقيم على أرض السفارة الفرنسية فى القاهرة والغريب أن المعلومة التى أكدها ناقد كبير بحجم سمير فريد نفاها ناقد كبير آخر هو طارق الشناوى والطريف أن الشناوى وفريد كانا فى المهرجان نفسه!

والأغرب أن إدارة مهرجان أبوظبى أعطت اذنا من طين واذنا من عجين ولم ترد ولم تنف أو تؤكد وهى حرة فى ذلك طبعا لكن اتحاد النقابات الفنية إذا تأكد من نية المهرجان ودعمه لمنتجة إنجليزية اعتزت فى مؤتمر صحفى بأنها إسرائيلية فمن حقه هو الآخر أن يصدر بيانه ولا يجب أن نلوم إدارة أبوظبى على عدم ردها ولا يجب أن نصف قرار اتحاد النقابات ــ إذا تأكدوا من الواقعة ــ بأنه قرار متهور فالأصل هو المقاطعة وعدم التطبيع بعيدا عن اعتبارات كرم الضيافة.

ما حدث فى أبوظبى دليل على العوار الصحفى السينمائى والخلل الموجود فى هذه المنظومة رغم وجود جمعيات وهيئات مهمتها تنظيم هذه المسألة لكن يبدو أن بطحة مهرجان أبوظبى تركت أثرا فى رءوسنا للأسف.

الشروق المصرية في

11/11/2010

# # # #

اسرائيلية في البو ظبي تشعل ازمة في القاهرة

كتب أحمد بيومي

وكأنه أحد المشاهد السينمائية، وقفت المنتجة البريطانية ليسلي وودوين أثناء تكريمها في احدي الندوات التي أعقبت حفل الختام وبعد فوزها بجائزة »الجمهور« ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الرابعة والتي انتهت قبل أيام وقالت: »أنا افتخر كوني اسرائيلية« ثم تنهي كلمتها وتتسلم - الجائزة المالية التي تبلغ ٠٣ ألف دولار وتغادر المكان تاركة وراءها عشرات الأسئلة، الامر الذي دعا اتحاد النقابات الفنية الثلاث  »التمثيلية والسينمائية والموسيقية« الي إصدار بيان يحظر فيه التعامل مع المهرجان علي خلفية قرارات النقابة الثلاثة منذ عام ١٨٩١ والتي تنص علي عدم التعامل أو التطبيع مع اسرائيل والكيان الصهيوني، وأكد البيان أن هناك ثوابت لن تتغير مادامت اسرائيل تواصل انتهاكها لحقوق الفلسطينيين.

ومن جانبه أكد ممدوح الليثي أن هذا الحظر لن يرفع إلا بعد قرار رسمي من مهرجان أبوظبي باستبعاد كل ما هو اسرائيلي من المهرجان. ودعا الليثي أعضاء النقابات بالالتزام بقرارات الاتحادات وحذر غير الملتزم بالفصل من عضوية النقابة التابع لها في حالة المخالفة.

الناقد طارق الشناوي الذي كان حاضرا فعاليات المهرجان أكد ل »أخبار النجوم« أنه غادر المهرجان فور انتهاء حفل الختام وبالتالي لم يحضر الجلسة »المزعومة« للمنتجة البريطانية - الاسرائيلية.

يقول الشناوي: »أثناء حفل الختام لم تحضر المنتجة أو مخرج الفيلم، وبعد ذلك ترددت أحاديث حول المؤتمر الصحفي أو الجلسة التي عقدتها المنتجة والتي قالت خلالها انها تفتخر بكونها اسرائيلية«. وتساءل الشناوي: في ظل الحشد الاعلامي المتواجد لتغطية مهرجان أبوظبي ومع اتاحة كل فعاليات المهرجان مجانا أمام كاميرات القنوات الفضائية، هل من الطبيعي الا نجد أي تسجيل لهذا المؤتمر ولا يوجد له أدني أثر علي شبكات الانترنت«.

ويضيف الشناوي: »ومع الافتراض جدلا أن هذا الحديث قد تم بالفعل وأن المنتجة قالت أنها فخورة بكونها اسرائيلية، ما هي مسئولية مهرجان أبوظبي عن حديث المنتجة، فهذه التصريحات حدثت خارج الاطار الرسمي للمهرجان، سواء في حفل الافتتاح أو الختام، ومن المستحيل أن تفتش ادارة المهرجان عن جنسيات كل القادمين للمهرجان، فالدعوة التي وجهتها ادارة المهرجان كانت للمنتجة وجواز سفرها الانجليزي«.

وعن البيان الذي أصدره اتحاد النقابات الفنية يقول: كثيرا ما يورط الاتحاد مصر كدولة في قرارات عشوائية تؤدي الي مشاكل كثيرة في الحياة الثقافية والفنية والسياسية أيضا، وقبل سنة حدثت أزمة أم درمان واتخذ الاتحاد أيضا نفس الموقف وحذر الفنانين من السفر الي الجزائر ومنع أي فنان جزائري من القدوم إلي مصر، الي أن جاءت الدولة نفسها وقامت بحل هذه المشكلة عندما ذهب الرئيس المصري محمد حسني مبارك لتقديم واجب العزاء للرئيس الجزائري بوتفليقة. الاتحاد كان عليه في البداية أن يتيقن ويتقصي الحقائق قبل اصدار أي قرار عشوائي«.

ويضيف الشناوي: في حالة مهرجان أبوظبي قام الاتحاد باتهام دولة بأكملها بتهمة التطبيع مع اسرائيل، وقام بتوريط جميع الاتحادات العربية التي اضطرت للتعامل مع الحدث، فقرار مشاركة فيلم اسرائيلي أو فنان اسرائيلي في أحد المهرجانات ليس قرار المهرجان نفسه بل قرار الدولة، وعلي سبيل المثال تعاقب أكثر من رئيس علي مهرجان القاهرة السينمائي ومع ذلك تظل السياسة تجاه الكيان الاسرائيلي والصهيوني واحدة«. وفي النهاية دعا الشناوي الاتحاد الي تقديم الاعتذار في أسرع وقت.

الناقد علي أبوشادي الذي كان حاضرا بدوره في فعاليات مهرجان أبوظبي وصف قرار الاتحاد بالرعونة ويقول: »أنا لم احضر هذه الندوة التي تردد أن المنتجة الانجليزية قالت خلالها أنها فخورة بكونها اسرائيلية، لكن في كل الاحوال اري ان القرار الذي اتخذه الاتحاد قرار يتصف بالرعونة لأنه لا يوجد مهرجان في الدنيا يتحقق من كل جوازات السفر التي يحملها ضيوفها«. ويضيف: ولا يمكن المزايدة علي أي شخص شارك في المهرجان لأنهم أشخاص لا يمكن المزايدة عليهم وتاريخهم تجاه القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني معروف وواضح وعلي سبيل المثال في حالة حضور فنان يهودي ايطالي الي مهرجان القاهرة وتم اكتشاف هويته بعد ذلك ماذا يمكن لادارة المهرجان أن تفعل في هذه الحالة. يجب التأكيد اننا لسنا ضد اليهود كديانة، نحن ضد الكيان الاسرائيلي إلي جانب ذلك، الفيلم نفسه بعيد تماما عن اسرائيل والقضية الفلسطينية فهو فيلم يدعو للتسامح«.

ويؤكد علي أبوشادي: »ممدوح الليثي ليس من حقه أن يصدر مثل هذا القرار.. وكفانا ادعاءات ببطولات وهمية تصنع بقرارات عشوائية«.

الجدير بالذكر أن المنتجة ليسلي وودوين هي بريطانية المولد كما يؤكد موقع imdb وفيلمها west is west ليس له أي علاقة بدولة اسرائيل أو العرب، فالفيلم يتحدث في اطار كوميدي عن العلاقة بين المسلمين في دولة باكستان والانجليز، ويصور بشكل كوميدي التناقضات بين الشعبين وهو من تأليف كاتب هندي هو أيوب خان دن وبطولة ممثل هندي أيضا هو اكيب خان، ويعد استكمالا لفيلم بريطاني آخر تم انتاجه عام ٩٩٩١ تحت اسم »الشرق هو الشرق« والجدير بالذكر أن مؤسسة bbc البريطانية كانت طرفا ضمن أطراف بريطانية أخري انتجت الفيلم وقد عرض الفيلم في عدد كبير من المهرجانات الدولية كان آخرها مهرجان لندن السينمائي.

أخبار النجوم المصرية في

11/11/2010

# # # #

 

فاز بـ «اللؤلؤة السوداء» في مهرجان أبوظبي السينمائي

الفيلم الوثائقي القصير «أنين السواحل» يروي مأساة الصيادين في سترة

الوسط - حبيب حيدر

لم يكن يخالج صيادي سترة وهم يتحدثون عن آمالهم وأحلامهم وأرزاقهم التي ردمتها جرفات الدفان أن تلك المعاناة وأنين الحكايات ستلامس شغاف لجنة التحكيم وتمنح معاناتهم جائزة «اللؤلؤة السوداء».

حيث فاز الفيلم الوثائقي القصير «أنين السواحل» جزيرة سترة نموذجاً، سيناريو وإخراج الكاتب البحريني إبراهيم راشد الدوسري بجائزة «اللؤلؤة السوداء» الجائزة الثانية عن أفضل فيلم وثائقي خليجي في مهرجان أبوظبي السينمائي الذي نظم في قصر الإمارات في أبوظبي بدولة الإمارات العربية في الفترة من 14 حتى 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 والفيلم من تصوير ومونتاج أنور حيات وتعليق زكريا رضي ومتابعة إنتاج عبدالحميد الشيخ.

وقد أشار الدوسري خلال مقابلة «الوسط» له أن الفيلم يتخذ من معاناة الصيادين مدخلاً لمعالجة قضية عموم سواحل الجزر هذه الثروة الوطنية الواجب المحافظة عليها، وأشار إلى أنه ركز على سترة وشهادات صياديها نموذجاً كونها أقرب مثال ولأن الفيلم قصير كان له أن يقتصر على جزيرة سترة وشهادات صياديها كنموذج عام على مختلف سواحل الجزر في أي منطقة من مناطق العالم.

·     ماذا تقول بعد فوز فيلمك «أنين السواحل» باللؤلؤة السوداء في مسابقة أبوظبي للأفلام القصيرة، وكيف كان شعورك حين إعلان الفوز بالجائزة.

- كنت في غاية السعادة لأني بهذا الفوز حققت لبلدي إنجازاً متميزاً في مهرجان سينمائي دولي يشارك فيه صفوة من أهم الأفلام وأهم المخرجين ونجوم التمثيل والنقاد وكتاب السينما في العالم والوطن العربي والخليج كما أكد فوزي بالجائزة أهمية الجهد الفكري والفني والإبداعي الذي بذلته في إنجاز فيلم ( أنين السواحل ) ومالقيه من تقدير واهتمام وإشادة من قبل لجنة التحكيم التي كانت تظم نخبة من السينمائيين كما عززت هذه الجائزة الثقة في قدراتي الفنية وإصراري في مواصلة مشواري في إخراج الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة.

·     ماذا أردت أن تقول من خلال هذا الفيلم، وما الرسالة المختصرة التي يرسلها فيلم «أنين السواحل»، ولمن توجّه هذه الرسالة بالتحديد.

- حاولت من خلال هذا فيلم «أنين السواحل» أن أسلط الضوء على معاناة أصحاب مهنة صيد السمك في البحرين الناتجة عن دفن وردم السواحل واقتطاع مساحات كبيرة من البحر من أجل إنشاء المشاريع التجارية المختلفة فضلاً عن تلوث البيئة البحرية الذي نتج عنها تخريب مصائد الأسماك والإضرار بالثروة السمكية والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الأسماك وانعكاس ذلك على المستهلك، ومن ثم كساد مهنة صيد الأسماك وإنني من خلال هذا الفيلم أوجه رسالة لمن يهمه الأمر وتحديداً للجهات المعنية وقد اخترت منطقة سترة وما يعانيه صيادوها لتكون نموذجاً لما يحدث في مختلف مناطق البحرين وكانت الشهادات في الفيلم على لسان الصيادين أنفسهم كلها تعبر عن أنين البحر والسواحل في البحرين.

·         هل لك أن تحدثنا عن قصة الفيلم كيف بدأت في مخيلتك إلى أن انتهت بالفوز في هذه المسابقة؟

- بدأت فكرة الفيلم في شكل صدمه منذ أن رأيت السواحل والبحر في مختلف المناطق الساحلية في البحرين تغمر بالصخور والحصى والأسمنت والشاحنات تهدر ليل نهار كالوحوش تتوغل في البحر لتكبّ ما تحمله في جوفها من مخلفات وحولها الجرافات وهي تنهش في جسد سواحلنا الجميلة ثم تحولّت الصدمة إلى فعل تمخض عنه فيلم «أنين السواحل».

·     للفيلم القصير خصوصيته وتقنياته، هل لك أن تحدثنا عن تجربتك لهذه التقنيات الدقيقة والتي تساعد المخرج وتتعبه في نفس الوقت حين الاشتغال على مثل هذا النوع من الأفلام لما لها من عمق وكثافة في زمن قصير جداً؟

- الفيلم القصير عموماً يحتاج من المخرج القدرة على الاختزال والتكثيف فما بالك بالفيلم الوثائقي القصير فهو يحتاج أولاً إلى وضوح الفكرة والهدف في ذهن المخرج أولاً ومن ثم توفر المصادر المختلفة المعززة للفكرة فضلاً عن التعامل مع شخصيات الفيلم وتصريحاتهم ووجهات نظرهم حول موضوع الفيلم وهذا كله يتطلب تهيئة الظروف المناسبة وخصوصاً الاجتماعية والنفسية وهو وجوب توفر عنصر الثقة بين المخرج وشخوص الفيلم الوثائقي خصوصاً في مثل فيلم «أنين السواحل» الذي يطرح قضية مهمة وشائكة في نفس الوقت المهم أن الفيلم واجه العديد من التحديات ولكني استطعت التغلّب عليها بمساندة شخصيات الفيلم من بحارة منطقة سترة والأستاذ عبدالحميد الشيخ الذي عمل معي متابعاً في إدارة إنتاج الفيلم باعتباره من أهالي سترة وكذلك الأستاذ زكريا رضي الذي قام مشكوراً بمهمة التعليق على الفيلم والفنان أنور حيات الذي قام بتصوير ومونتاج الفيلم.

·     ما سر ذهابك نحو قضية البحر والسواحل والصيادين وكيف وجدت تفاعل الصيادين معك وخصوصاً أنت ترصد همومهم وشكاواهم بالكاميرا؟

- في الحقيقة لولا تعاون الصيادين وحماسهم لما رأى فيلم «أنين السواحل» النور لأن الصيادين كانوا مقتنعين برسالة الفيلم لأنه يعبر عن قضيتهم.

·     يشتغل الفيلم على طرح قضية «الدفان البحر وأثر ذلك على الصيادين» في البحرين ما الأدوات التي حاولت من خلالها الاشتغال على هذا الموضوع؟

- لقد تضمن الفيلم العديد من المشاهد واللقطات المعبرة عن معانات الصيادين حيث أبرزت السواحل والبحر، وهما مغموران بالرمال والغبار والصخور واختفاء قوارب الصيادين وهذا تأكيد على ما كان يطرحه الصيادون في الفيلم.

·         ما المنهجية التي اعتمدتها في الفيلم لتناول هذه القضية، وما أثر تلك المنهجية في إبراز الفيلم بالصورة التي خرج بها.

- لقد اعتمدت منهجية الفيلم على شهادات الصيادين أنفسهم باعتبارهم أصحاب الهم والمعاناة ثم أكدت ذلك بالمشاهد واللقطات المصورة لتأكيد تلك الشهادات وربط كل ذلك بمشاهد جمالية للبحر بمصاحبة الموسيقى.

·     ما الصعوبات التي واجهتك في صناعة هذا الفيلم، وكيف استطعت التغلّب عليها وما الكلمة التي تتجه بها للمسئولين لتذليل هذه الصعوبات.

- نحن السينمائيين في البحرين نحفر في الصخر لكي ننجز مشاريع أفلامنا ورغم حصول العديد من أفلامنا على جوائز عربية ودولية مهمة لانزال مهمشين من قبل الجهات الرسمية المعنية في البحرين لقد رفعنا العديد من التوصيات والمقترحات من خلال أجهزة الإعلام المختلفة نطالب الجهات المعنية بالدعم والمساندة ولو بالقليل من الإمكانيات مثل توفير كاميرات وأدوات الإضاءة ليستخدمها المخرجون بشكل دوري تحت إشراف جهة معنية في وزارة الثقافة أو الإعلام ولكن كل هذه التوصيات لم تنفذ حتى الآن ولكن رغم هذا الصمت والتجاهل نحن نواصل الطريق الذي بدأناه بكل عزم وإصرار ونحصد الجوائز أيضاً ولكن السؤال المستغرب هو لماذا هذا التجاهل من قبل الجهات المعنية.

·     لك تجربة متواصلة في الإنتاج الفني والمشاركة في المهرجانات السينمائية هل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة؟ وأين تضع فيلمك الأخير من هذه التجربة؟

- فيلم «أنين السواحل» يمثل خلاصة تجربتي السينمائية في هذه المرحلة إذا جاز التعبير والتي بدأت منذ أول أفلامي الوثائقية التي كتبتها حول تاريخ قرية البديع مسقط رأسي وجاء بعنوان ( البديع حبيبة الشمس ) وكان من إخراج علي شاهين ثم تلت تلك التجربة العديد من الأفلام التي كتبتها وأحرجتها وشاركت بها في العديد من المهرجانات المحلية والخليجية من بينها الأفلام التالية: (القفص / وتر من المحرق / زمن آخر / أصابع النور / وردة / البالونة الخضراء / رماد السنين / والعديد من الأفلام الوثائقية لتلفزيون البحرين ولمؤسسات ثقافية : مسرح أوال / أسرة الأدباء والكتاب / وزارة التربية والتعليم).

·         إبراهيم الدوسري رجل متعدد المواهب في المجال الفني بالتحديد ما جديدك للأيام القادمة على مستوى الإنتاج الفيلمي.

- لقد أنجزت قبل فترة فيلماً روائياً جديداً لم يعرض حتى الآن تحت عنوان: «أنياب» كما اشتغل هذه الأيام على فيلم وثائقي جديد يسلّط الضوء على ظروف ومعاناة المتقاعدين في البحرين تحت عنوان: «خريف النوارس» شاكراً صحيفة «الوسط» متمثلة في ملحق «فضاءات» على الاهتمام بالشأن الثقافي والفني في وطننا العزيز.

الوسط البحرينية في

11/11/2010

# # # #

 

بمناسبة فوزه بالمركز الثاني في مهرجان أبوظبي..

الدوسري: جائزة »أنين السواحل« دليل تميز الأفلام البحرينية دولياً

كتب - علي الستراوي

حصد فيلم ''أنين السواحل'' للمخرج البحريني إبراهيم الدوسري الجائزة الثانية في الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي للأفلام الوثائقية في الفترة من 14إلى 24 أكتوبر الماضي بمشاركة عربية وأجنبية، وبحضور نجوم عرب وأجانب، كما حصل فيلم ''الملكة'' للمخرج هادي شعيب من الإمارات على الجائزة الأولى في فئة أفضل فيلم وثائقي قصير. والدوسري، فنان ومخرج بحريني، من الوجوه المجتهدة والمثابرة على احتضان الفن والثقافة، وهو متعدد المواهب من الكتابة للقصة القصيرة والعزف والغناء والإخراج السينمائي. وبهذه المناسبة أجرينا معه الحوار التالي:

·         ماذا تعني لك هذه الجائزة؟

 - هذه الجائزة خير دليل على تميز الأفلام البحرينية في المهرجانات الدولية، وهي إضافة للجوائز العديدة التي حصدها المخرجون السينمائيون البحرينيون في مهرجانات سابقة ويكفيني فخراً أنني أضفت إنجازاً إبداعياً متميزاً لوطني البحرين في هذا المهرجان الدولي الهام، كما تؤكد هذه الجائزة تقدير لجنة التحكيم لما يطرحه فيلم ''أنين السواحل'' من موضوع هام يعبر عن تأثر مهنة صيد السمك والصيادين والبيئة البحرية من جراء دفن وردم السواحل ومصائد الأسماك وما نتج عنها من مشكلات كثيرة اجتماعية واقتصادية وبيئية تمثلت إحداها في ارتفاع أسعار الأسماك.  وأن يكون لك نصيب الفوز ضمن هذا الكم الهائل من الأفلام المشاركة، يعني لي هذا أن الرسالة التي أصر عليها كمخرج سينمائي، هي نفسها الرسالة التي كثيراً ما حلمت بها، وأشعر بفخر لحملي لها لأنها في النهاية ستصل لمن يقرأها بشكل جيد ويؤمن بمبادئها، في ظل الهجمة الشرسة على ما أورثه الله من خيرات، في بيئة يجب علينا الحفاظ عليها، ولا ننسى أن البحر مصدر رزقنا الدائم، فكل شيء بعده زائل.

·         ماذا عن مشاركاتك في المهرجانات السابقة؟

 - شاركت بأفلام عديدة في مهرجانات سابقة محلية وخارجية وخصوصاً مسابقة مهرجان أفلام من الإمارات الذي تطور الآن وأصبح مؤخراً مهرجان أبوظبي السينمائي حيث حصلت على إشادات وتشجيع من المهتمين، كما استفدت من ملاحظات زملائي المخرجين في البحرين وخارجها وهذا ما حفزني على الاستمرار في إخراج الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة ومن الأفلام التي قمت بإخراجها وشاركت بها في المهرجانات: القفص، وتر من المحرق، زمن آخر، وردة، البالونة الخضراء، أصابع النو، أنياب، رماد السنين..إلخ.

·         هل كانت الأفلام التي أنتجتها وأخرجتها بجهود ذاتية؟

 - لقد قمت بإنتاج وإخراج أفلامي كلها حتى الآن بجهود ذاتية، بداية من كتابة السيناريوهات والإخراج وحتى التمثيل إذا لزم الأمر ولكني لا أنسي جهود أخوة أعزاء كانت لهم وقفاتهم الداعمة والمساندة في إنتاج أفلامي منهم الفنان المصور أنور حيات الذي قام بمهمة تصوير ومونتاج كافة أفلامي والفنان الممثل إبراهيم المنسي والكاتب المسرحي ميرزا زهير والإعلامي المذيع حسين سعيد والكاتب زكريا رضي والتربوي عبد الحميد الشيخ، هذه الوقفات المساندة دليل على أن الأرض لم تخل من الطيبين، فالمال ليس كل شيء.

·         ماذا تتمنى من وزارة الثقافة في هذا الصدد؟

 - أتمنى من وزارة الثقافة، الجهة المعنية برعاية ودعم الثقافة والفنون، دعم هذا المجال الفني الهام ورعاية واحتضان القائمين عليه من كتاب ومخرجين وفنيين واستحداث إدارة أو قسم للاهتمام بهذا الفن الجميل وعشاقه من الفنانين وابتعاث الموهوبين منهم للدراسة والتخصص. ويجب علينا ألا نترك مواهبنا تفر لدول مجاورة عربية أو أجنبية، وعلينا لملمة فنانينا المبدعين، وأن نحفزهم على المنافسة، وهذا لا يأتي من فراغ دون وعي ثقافي تسنده الوزارة المعنية بجد واجتهاد، ومهما بلغنا من الإبداع تظل رسائلنا مقرونة باحتضان وفتح مجالات أكبر أمام مبدعينا الموهوبين.

الوطن البحرينية في

11/11/2010

# # # #

مهرجان أبو ظبي السينمائي

تسلل تطبيعي

عبد الرحمن سلام 

ما حدث في ختام “مهرجان أبو ظبي السينمائي”، هل هو “نزوة فنية احدثت خطأ غير مقصود”، ام انه مؤامرة مخطط لها، تستهدف كسر قرار اتحاد النقابات الفنية العربية مجتمعة، وتمرير “التطبيع” مع العدو الاسرائيلي من ابواب المهرجانات الفنية الخلفية؟

السؤال مطروح بعدما استنكر نقاد السينما كافة في العديد من العواصم العربية، منح “مهرجان ابو ظبي السينمائي”، جائزة، في دورته الأخيرة بمسمىجائزة الجمهور”، الى منتجة اسرائيلية، رغم كل القرارات المعتمدة بإصرار من قبل النقابات والمهرجانات الفنية العربية، والقاضية برفض اي نوع من انواع التطبيع مع اسرائيل. كما دعا هؤلاء الى مقاطعة المهرجان، ومعاقبة كل من حضره او سيحضره مستقبلا من الفنانين العرب والضيوف الاجانب، معلنين انهم لم يستغربوا ان يقع التطبيع فيمهرجان ابو ظبي” الذي يديره الاميركي بيتر سكارليت، مضيفين ان هذا الاخير يمتلك ربما رغبة مبطنة لتمرير افلام اسرائيلية في الآتي من المهرجانات، وفي ظل وجود مبرمج للافلام العربية في هذا المهرجان لا يفقه شيئاً في السينما، ولا يجيد التحدث بالانكليزية كي يعترض على التوجهات الاسرائيلية... والامر ذاته يحدث في مهرجانات عربية اخرى.

يضيف هؤلاء النقاد والمهتمون انه يفترض عدم الاكتفاء بالشكوى، طالما ان اهل السينما العرب، صناعا ومنتجين ونقادا وممثلين وجمهورا ونقابات، سلموا قيادة مهرجان سينمائي في بلد عربي، الى اجنبي (اميركي). وبيتر سكارليت ليس الوحيد الذي يجب ان يتحمل اللوم، وادارة المهرجان او الحكومة التي عينته شريكة مباشرة أو غير مباشرة في خطة التطبيع، لأن توظيف بيتر سكارليت ـ من وجهة نظر النقاد ـ كان لتنفيذ مخططات وتوجهات سياسية لا تخضع لأي ارادة شعبية، بل تخضع فقط للادارة الحكومية.

ويتابع النقاد انهم ضد اي مشاركة اسرائيلية في اي مهرجان عربي، او في اي تظاهرة ثقافية، سيما وأن الكيان الاسرائيلي كيان عنصري محتل، ونياته العدوانية لا تحتاج الى ادلة والفنان الاسرائيلي، مهما ادعى انه معارض لسياسة دولته، او ان الفن لا وطن له، يستحيل تصديقه، وعليه ان يتنازل عن جنسيته الاسرائيلية والعودة الى جنسيته الام، اذا كان صادقا في ادعائه.

ويشرح هؤلاء ان على المهرجانات العربية التنبه جيدا، كما أنه يفترض بالسينمائيين والفنانين والمثقفين العرب الحذر من تصرفات الادارات الاجنبية وبعض مؤيدي التطبيع الذين اصبحوا “يسيطرون على معظم المهرجانات الفنية العربية”، وإلا فكيف يمكن تفهم قرار ادارة “مهرجان ابو ظبي بإدارة الاميركي بيتر سكارليت منح المنتجة لسلي وودوين جائزة الجمهور، ومن ثم اعلان هذه المنتجة، في ندوة تكريمها انها “تغمز بكونها اسرائيلية” وسط صمت مطبق من ادارة مهرجان يفترض انه مهرجان عربي، يقام بأموال عربية وعلى ارض عربية... في ظل صمت تام لوسائل الاعلام العربية والمحلية.

قد يكون ما اعلنه الناقد الفلسطيني بشار ابراهيم الاكثر تعبيرا عن الواقع، عندما ذكر معلقا على الحادثة بـ”أنه يميل الى تسمية هذه الواقعة حالة تسلل وليس تطبيعا”، لأنه ليس هناك اي قرار باستضافة فيلم اسرائيلي، وإنما هناك تواطؤ من جانب ادارة المهرجان، “مجرد كتابة قائمة بأسماء فريق مدير المهرجان بيتر سكارليت، وخلفياتهم، ودياناتهم، وسيرة حياتهم، وجنسياتهم، يكشف الكثير من الامور، والأمر يوحي بأن هذا المهرجان مقبوض عليه بقرار اميركي ـ يهودي”.

أما التونسي خالد شوكت، رئيس “مهرجان الفيلم العربي في روتردام فقد ذكر ان دورة “مهرجان ابو ظبي” الرابعة هذه “كشفت حالة الشيزوفرانيا الحادة التي تعانيها النخبة السينمائية العربية”! وأضاف: في حين يطالب بعض السينمائيين العرب في مهرجانات غربية بمقاطعة اسرائيل ومؤازرة القضية الفلسطينية، ويلوحون بمقاطعة اي من هذه المهرجانات ان هي “تجرأت” وأشركت اي فيلم او ضيف من اسرائيل، فإن هؤلاء لم يجدوا اي غضاضة في سلوك “ادارة مهرجان ابو ظبي” التي غيرت اسم مهرجانها بسبب شبهة التطبيع التي احاطت به (كان الاسم السابق مهرجان الشرق الاوسط). ويضيف رئيس “مهرجان الفيلم العربي في روتردام”: من جهة المبدأ، كان على “هيئة ابو ظبي للثقافة” ان تتأكد من الاشخاص الذين توظفهم، حيث ان الاصول اليهودية لبعض المسؤولين تجعلهم ـ بالطبيعة ـ مؤازرين لاخوانهم في الدين والهوية، وبالتالي، متعاطفين مع ما يعتقدون انه “محنة السينمائيين الاسرائيليين واليهود جراء مقاطعة العرب لهم”.

ومن مصر، اورد الصحفي المصري قدري الحجار، تفاصيل جانب مهم من الاجتماع المطول الذي حضره، بدعوة من اتحاد النقابات الفنية المصرية، فذكر انه تمت مناقشة اصدار قرار يقضي بمقاطعة “مهرجان ابو ظبي السينمائي”، ومنظميه، وكذلك معاقبة كل الفنانين المصريين الذين سيثبت تعاملهم مع المهرجان المذكور. اما الناقد السينمائي اشرف بيومي، رئيس تحرير موقع “شبكة السينما العربية” في نقابة الصحفيين المصرية، فقد طالب باجراء تحقيق نقابي ـ مهني مع كل الصحفيين المنتسبين الى النقابة الذين حضروا ندوة المهرجان الاخير، لأن اياً منهم لم يعترض اولا على وجود منتجة اسرائيلية، وثانيا لأن اياً منهم لم يأت على ذكر الواقعة”، ما جعل الحدث يبدو وكأنه محاولة لتمريره.

ويعلق الناقد المصري محمد قناوي بالتأكيد على ان موقف “مهرجان ابو ظبي تجاه التطبيع واضح منذ الدورة الاولى للمهرجان المذكور، وقد صدر، قبل انطلاق الدورة تلك قرار عن اتحاد النقابات الفنية المصرية، قضى بالمقاطعة، وذلك ردا على مشاركة الفيلم الاسرائيلي “زيارة الفرقة الموسيقية”، وهو القرار الذي دفع ادارة المهرجان الى التراجع، واستبعاد الفيلم، إلا أن الدورة استضافت عددا من الافلام التي تتناول العلاقات العربية ـ الاسرائيلية، وحيث كان الانحياز واضحا في هذه الافلام لمصلحة اسرائيل، ما يعتبر دعوة غير مباشرة الى التطبيع. وأنهى الناقد محمد قناوي، الذي يرأس قسم السينما في صحيفة “اخبار اليوم” القاهرية، بأن “مهرجان ابو ظبي” السينمائيعاقبه” عندما فضح توجهاته التطبيعية، بأن منعه من الحضور، بعد الدورة الاولى. ولم يغفل الناقد من لفت الانتباه، الى ان هناك “تطبيعا فعليا وحقيقيا في هذا المهرجان، مستغربا في الوقت ذاته صمت الزملاء الذين يحضرون دورات “مهرجان ابو ظبي” السينمائي، لأن دعوتهم تتم بناء لعلاقات شخصية ومباشرة مع المنسق العربي في المهرجان، والذي يشاع انه من اصول يهودية.

فيما مضى، وقبل تضخّم الثروات في اجزاء من الوطن العربي، وازدهار المهرجانات السينمائية وغيرها في بعض العواصم العربية، كنا نحذّر السينمائيين والفنانين العرب، ونلفتهم الى ضرورة التنبه من الوقوع في “احضان” منظمي وضيوف مثل هذه المهرجانات، لعلمنا بأن هؤلاء لا يكتفون فقط بأداء الادوار الفنية، لكن لم يكن في بالنا اننا سنصل الى يوم، يتوجب فيه علينا لفت انتباه القيادات السياسية الى محاذرة السقوط في أفخاخ ينصبها لهم مديرو مهرجانات عربية، ينتمون الى اصول يهودية والى جنسيات اميركية.

الكفاح العربي في

13/11/2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)