كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ختام مهرجان «كان».. حلم غريب وجميل

دورة ناجحة رغم المصاعب

كان: محمد رُضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

   
 
 
 
 

«العالم بات أصغر، غربيا أكثر، هوليووديا أكثر... ثم يأتيك هذا الفيلم الذي يجيء من منطلق آخر. حين شاهدته شعرت بأنه حلم غريب وجميل».. قائل هذه الكلمات هو المخرج تيم بيرتون، رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان، وذلك بعد إعلان نتائج الدورة الثالثة والستين مساء الثالث والعشرين من الشهر الحالي. وهو يصف الفيلم الذي نال السعفة الذهبية هذا العام، وهو الفيلم التايلاني - البريطاني - الفرنسي - الألماني - الإسباني «العم بونمي الذي يستطيع تذكر حيواته السابقات».

بهذه الجائزة انتصر قرار المخرج بالهروب من شتّى المشاكل التي رمتها معظم أفلام المسابقة على الشاشة: من موضوع المهاجرين إلى موضوع الحرب العراقية، ومن موضوع العنصرية والحرب الجزائرية إلى موضوع المتاعب الفردية في كل ركن وناحية. بذلك تخلّى بيرتون وفريقه عن تبنى السينمات الواقعية والأفلام المائلة إلى الدكانة، كما توقّع هذا الناقد، ولجأ إلى الفيلم الوحيد الذي يؤمن قدرا من الخيال وهو المخرج الخيالي الكامل منذ بداية أعماله إلى نهايتها. الفيلم من عروض الأيام الأخيرة من المهرجان، مخرجه هو أبيشاتبونغ ويراستهاكول ويعتمد على تعاليم ومفاهيم بوذية بلورها في سيناريو من الحكايات والقصص التي تدور في خون كاين، وهي مدينة تقع شمال شرقي العاصمة. وكان المخرج قد صوّر سبع عشرة دقيقة بعنوان «رسالة إلى بونمي» عرضها في الدورة الفائتة، كما كان اشترك في فيلم روائي طويل واحد هو «مرض استوائي» لفت الأنظار إليه وذلك قبل نحو أربع سنوات.

شرفة بيت بطل الفيلم الكبير سنّا والمريض بدنا، تصبح محطّة وصول أرواح مختلفة. بعضها لزوجته وولده الراحلين، وبعضها الآخر له متقمّصا مخلوقات عدّة مختلفة وذلك تبعا لنظرية التقمّص البوذية التي تعتبر أن كلا منا عاش حياته على هذه الأرض ولو بصور أخرى من قبل.

الفيلم ينتقل من مشهد إلى آخر من دون الرغبة في الإفصاح عن السبب أو اتباع سياق واضح. المخرج قد لا ينوي أن يكون غامضا، لكن سريعا ما توحي المشاهد بأن همّه كان تقديم الحالة الواحدة معزولة عن سواها مما يُثمر عن عمل ثري من ناحية ومفتقد للأهمية من ناحية أخرى. أعجب كُثرا من الحاضرين ولم يعجب البعض، لكن بيرتون كان من بين الغالبية.

قرارات لجنة التحكيم استبعدت، عمليا، كل فيلم طرح مادّة واقعية أو جادّة باستثناء الفيلم الفرنسي «عن الآلهات والرجال» الذي أنجز الجائزة الثانية، وهو فيلم يستحق الاهتمام حول أحداث حقيقية وقعت في الجزائر قبل عدّة سنوات، حين صعّدت جبهة متطرّفة عملياتها ضد الأجانب في القرى الجبلية واعتقلت (ثم قتلت) عددا من النسّاك الكاثوليكيين الذين عاشوا منذ بضعة عقود هناك جنبا إلى جنب مع الأهالي المسلمين. الفيلم يحيّي الإسلام في أكثر من وجه مذكّرا بسماحته حيال الأديان الأخرى ومعارضته للعنف، ولا يواجه التطرّف بهجوم كان من السهل تبنّيه فيما لو أراد المخرج أكزافييه بيوفوا الذي كان سبق له أن فاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «لا تنسى أنك ستموت» سنة 1995 هذه الجائزة ذهبت هذه المرّة إلى المخرج التشادي محمد صالح هارون عن فيلم «رجل يصرخ» الذي دار حول أب يشي بابنه فيضمّه الجيش إلى الحرب عنوة وذلك لكي يتسنى للأول البقاء كمشرف على بركة السباحة في الفندق الذي كان يعمل فيه مع ابنه.

* الإيراني المغيّب

* لجنة التحكيم لم تعجب كثيرا بفيلم عبّاس كياروستامي «نسخة مصدّقة» واكتفت بمنح بطلة الفيلم جولييت بينوش جائزة أفضل ممثلة عن دور لعبته جيّدا لكن نجوميّتها طغت على دقّة أدائها وربما على أداء ممثلات أخريات في أفلام مختلفة. لكن إذا لم يصعد كياروستامي المنصّة صعد عوضا عنه المخرج المغيّب جعفر باناهي، إذ احتل اسمه كرسيه الفارغ، إذ كان من المنتظر قيامه بعضوية لجنة التحكيم لكن قرار الاستمرار في سجنه بلا تهمة، منعه من الوصول. جولييت بينوش تحدّثت عنه بحنان وتوقّفت قبل أن تنهمر دموعها، لكن دموع كياروستامي كانت تترقرق تحت نظّارته وهي توجّه إليه التحية والشكر على دورها الذي قامت به تحت إدارته.

ولم ينل فيلمان من بريطانيا إعجاب لجنة التحكيم فيما يبدو، فخرج «عام آخر» لمايك لي حول الوحدة في حياة البشر، و«طريق أيرلندية» حول رجل يبحث عن هوية قاتلي صديقه في العراق من قائمة الجوائز. السينما الأميركية أيضا خرجت خالية الوفاض لكن لا أحد اعتقد سابقا أن اختيار فيلم «لعبة عادلة» لدوغ ليمان (وهو تمويل إماراتي - أميركي مشترك) قُصد به أن يفوز الفيلم فعلا. ففي نهاية المطاف هناك أفلام أميركية أخرى كانت جديرة أكثر باختيار أحدها لو كان ذلك هو المطلوب.

لم تكن هناك أيضا خيبات أمل كبيرة في هذه النتائج رغم السؤال حول حقيقة ما إذا كان إخراج الفرنسي ماثيو أمالريك هو فعلا أفضل إخراج بين السينمائيين الذين قدّموا أفلاما. أمالريك قدّم فيلما لافتا ومتواضعا في الوقت ذاته، لكن الكتابة والإخراج ليسا من بين حسناته الرئيسية. رغم ذلك فاز أمالريك بجائزة أفضل مخرج عنوة عن الآخرين.

الأسبوعية في

25/05/2010

####

وثائقيات كان : النصيب الأوفر للسياسة..

حسن مرزوقي 

يبدو أن ارتباط الوثائقي بالسياسة في مهرجان كان السينمائي صار لازمة سنوية. ففي هذه الدورة كسابقاتها يهمن الشأن السياسي وأزمات العالم وآلامه على مواضيع الأفلام. فمن سبعة أفلام من الأفلام التي عرضت في فئة الوثائقي نجد خمسة منها تتخذ من السياسة موضوعا لها أو متماسة بالشأن السياسي. وفيلمين لهما علاقة بالفن.

للفن والجمال نصيب...

فيلم "سينمو العشب في مدنكم" لصوفي فيين يتناول مشروع الفنان أنسلام كييفر الذي انطلق سنة 1993من ألمانيا ميمما وجهه نحو الجنوب الفرنسي ليستقر في مدينة صغيرة اسمها "برجاك" وينشئ مشروعا حالمًا سرعان ما أصبح حقيقة فنية.

المشروع اسمه " La Ribotte" أو "مرسم الهضبة" وهي عبارة عن 48 عمارة بنيت على 35 هكتار كونت قرية غريبة عن محيطها الصناعي تماما. وسيركز الفيلم على مظاهر الغرابة حيث تلك المغارات والأودية والشلالات والبحيرات المتناثرة في غابة نضرة .. توحي بمكان خيالي في عالم واقعي. يغوص الفيلم في ثنايا الإبداع مركزا على مواده الطبيعية من خشب ومعادن ومختلفة وطين وإسمنت وحتى الرماد كان مادة خلق وإبداع..

أما الفيلم الثاني الذي له علاقة بالفن فهو سيرة ذاتية فنية للسينمائي الذي ارتبط اسمه بمهرجان كان لسنوات طويلة وهو جيل جاكوب. والفيلم لسرج بيرون ويتناول المحطات الفنية لجاكوب والشخصيات الكبرى التي التقاها من فيليني وبليلوش مرورا بتارانتينو وصولا إلى كلنت إيستوت .. سيل عارم من الصور والذكريات والتطلعات حول عالم السينما من خلال عالم جيل جاكوب.

للوثائقي السياسي وجوه...

أما الأغلبية الساحقة للأفلام الوثائقية المشاركة في مهرجان كان لهذه السنة فكانت تدور في فلك السياسة إما بشكل مباشر أو تحوم حول الموضوع السياسي وتنويعاته الاقتصادية والحقوقية وتوزعت كما يلي :

السياسي المستبد والسياسي الفاسد...

حيث تعرض كل من الفيلم الروماني "السيرة الذاتية لنيكولا تشاوسيكو" للمخرج أندري اوجيكا وفيلم الإيطالية صابرينا غوزيتي "دراكولا .. إيطاليا ترتجف" لرمزين سياسيين أحدهما في الماضي ويمثل الدكتاتورية التي تزعم أوروبا أنها تخلصت منها والثاني رمز لسياسي مخضرم هو برلسكوني ارتبط اسمه بالكل شيء في إيطاليا المعاصرة. ويرمز لفساد تزعم أوربا أيضا أنها بريئة منه.

* السيرة الذاتية لنيكولا تشاوسيسكو

"في نهاية الأمر لم يكن ذلك الدكتاتور إلا ممثلا محترفا أتيحت له الفرصة كي يجسد في حياته أقصى درجات الأنانية البشرية... لم يكن فيلمي سوى سؤال ذي بعد جمالي يشبه  ما وصف به م بودلير لويس السادس عشر، وصور به بولنتنيانو نيكولا تشاوسيسكو، ولكن شعرا.."

هكذا عبر المخرج الروماني أندري أوجيكا واصفا فيلمه الوثائقي عن الطاغية الروماني نيكولا تشاوسيسكو. حيث تتبع حيثيات محاكمته هو وزوجته ومن خلالها حاكم المخرج 24 سنة من الاستبداد (1965 – 1989).

* دراكولا .. إيطاليا ترتجف..

هذا الفيلم ينغص نشوة انتصارات رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني سوءا السياسية منها أو المالية في حرب يخوضها بشكل يومي ضد النقد من داخل وخارج إيطاليا. يكشف الفيلم الفساد السياسي والمالي الذي في ظله تدار الانتخابات التي ينتصر فيها هذ الزعيم.. إنه نظام سياسي ومالي بالغ التعقيد يقف المواطن الإيطالي عاجزا أمام تغييره.

يبحث الفيلم في أسباب تعثر الديمقراطية الإيطالية الناشئة. من خلال التعاطي مع الزلزال الذي هزّ مدينة "أكيلا" الإيطالية يوم 6 أبريل 2009. تتجول الكاميرا في مدينة أشباح وما يلفت الانتباه هو الصور الكاريكاتورية عن برلسكوني المعلقة في ما تبقى من جدران حيث يبدو كإمبراطور يفقد إمبراطوريته

في هذه المدينة الخالية بفعل الزلزال يحلو الحديث عن إيطاليا الطبقة الحاكمة وإيطاليا الفساد الإداري والإعلام الفاسد وإيطاليا الطبقات المسحوقة... ثم سؤال الانتلجينسيا الإيطالية الكبير : لماذا يصوت الناس لبرلسكوني كل مرة ؟؟

من أكيلا المدينة العظيمة التي محقها الزلزال  جاءت الإجابة.. هذه المدينة الجبلية الفخورة بما تملكه من تراث فني استطاع سكانها أن يتبادلوا أعز شيء يمتلكونه : إنه التضامن ضد قهر الطبيعة وظلم البشر.. ضد دمار الزلزال وخراب سياسة برلسكوني.

أزمات العالم... مزمنة

كثيرة هي الوثائقيات التي تتناول قضايا عالمية دون الاقتصار على إقليم أو قارة. وعادة ما يحاول هذا النوع من الوثائقيات الجلوس على يسار القوى المهيمنة في العالم.  ولم تخل دورة من دورات مهرجان كان من هذا النوع. وأهم فيلمين في هذه الدورة يعبران عن هذا المضمون هما:

العد التنازلي نحو الصفر Count Down to Zero

أخرجته الأمريكية لوسي ولكر... وهو فيلم يتناول تاريخ القنبلة النووية منذ نشأتها. تسع دول في العالم تملك السلاح النووي اليوم وكثيرة هي الدول التي تسعى إلى امتلاكه بشتى السبل.

هذا الفيلم يفضح النفاق العالمي في تناول مسألة السلاح النووي. ويعرض أدلة قاطعة على هشاشة السلم في العالم. فاستقرار العالم مرهون بعمل إرهابي نووي أو بأزمة دبلوماسية حادة أو بامتلاك قائد مجنون لهذا السلاح أوتقدير غير سليم للخطر الخارجي من قبل دولة مالكة للقنبلة النووية وما حدث هيروشيما وناكازاكي عنا ببعيد...

في خضم العمل Inside Job

يدخل المخرج شارل فيرغسون كان هذه السنة من باب الأزمة المالية العالمية. حيث يعتبر فيلمه  الوثائقي  "داخل العمل" أول فيلم يتناول بشكل صادم أسرار الأزمة المالية التي عصفت بالعالم سنة 2008 والتي وصلت خسائرها إلى 20000 مليار دولار وأدت إلى فقدان الملايين لوظائفهم ومنازلهم عبر العالم. يمثل هذا الفيلم بحثا استقصائيا معمقا في أسباب هذه الأزمة. حيث حاور أهم وجوه دنيا المال والأعمال والسياسة والإعلام في العالم. ليكشف عن حقيقة العلاقات الخفية والمريبة والشريرة أحيانا بين السياسة والاقتصاد من ناحية وبين السياسة والخبراء والعلماء من ناحية أخرى.

يقوم بدور الراوي في هذا الفيلم مات دايمون المتحصل على أوسكار وبطل فيلم "المنطقة الخضراء" المتحصل على الأوسكار. وتجول الفيلم بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأيسلندا وسنغافورة والصين.

الفن وجه والسياسة قفا....

الفيلم القادم من الشيلي ويحمل "عنوان الحنين على قمة لوز" يوهم متلقيه بأنه يتناول موضوعا سياحيا فإذا به أمام فيلم سياسي.

الحنين إلى قمة لوز  Nostalgia de la Luz...

في الشيلي وعلى ارتفاع 3000 متر فوق سطح البحر تمتد براري أتاكاما وهي من أروع الأماكن في العالم لرؤية النجوم. حيث السماء مفتوحة أمام الناظر ويشعر من يرتقي ببصره إلى السماء أنه قريب جدا من ذلك النور الذي يراه.

يفضل علماء الفلك هذا المكان الجميل والبريء لمعرفة حقيقة السماء. ولكن لو نظرت من حولك تطالعك حقائق الأرض: من بقايا مومياء ومغاور المناجم التي سقطت على العمال فاندثر من اندثر. ولكن أيضا بقايا عظام المقابر الجماعية لمناهضي النظام السابق، نظام بينوشي.

يبني المخرج باتريسيو غوزمان الفيلم على مشهدين في غاية التناقض والألم. مشهد العلماء الذين يبحثون عن إمكانية عيش في كواكب أخرى وفرضية وجود كائنات خارج الفضاء. ومشهد عجوز تقلب الصخر باحثة عن بقايا كائن كانت تناديه زوجا أو ابنا

الجزيرة الوثائقية في

25/05/2010

 
 

فوز «عن الآلهة والبشر» بالجائزة الكبرى ينقذ جوائز المهرجان

من مهرجان كان   سمير فريد

أعلنت أمس الأول الأحد جوائز الدورة الـ٦٣ لمهرجان كان السينمائى الدولى. حفلت قرارات لجنة التحكيم التى ترأسها المخرج الأمريكى تيم بورتون بالعديد من المفاجآت التى كادت تحول الجوائز إلى مهزلة لولا فوز الفيلم الفرنسى «عن الآلهة والبشر» إخراج زافير بيفوا بالجائزة الكبرى التى تلى السعفة الذهبية مباشرة.

فاز بالسعفة الذهبية الفيلم البريطانى «العم بونمى الذى يستطيع استعادة حيواته السابقة» إخراج فنان السينما التايلاندى أبيشا تبونج ويراستاكول، وبجائزة أحسن إخراج ماتيو آمالريك عن الفيلم الفرنسى «جولة»، وبجائزة أحسن سيناريو لى شانج دونج عن فيلم كوريا الجنوبية «شعر» من إخراجه، وبجائزة لجنة التحكيم الفيلم الفرنسى «رجل يصرخ» إخراج التشادى محمد صالح هارون.

أما جوائز التمثيل فقد فازت جولييت بينوش عن دورها فى الفيلم الفرنسى «نسخة معتمدة» إخراج الإيرانى عباس كياروستامى، وتقاسم جائزة أحسن ممثل خافير بارديم عن دوره فى الفيلم المكسيكى «بيوتيفول» إخراج أليخاندو جونزاليس إيناريتو، وإليو جيرمانو عن دوره فى الفيلم الإيطالى «حياتنا» إخراج دانيللى لوكيتى.

وهكذا فازت السينما الفرنسية بـ٤ من جوائز المهرجان السبع، وفازت السينما البريطانية وسينما كوريا الجنوبية بجائزة واحدة لكل منها، وتقاسمت السينما الإيطالية والمكسيكية جائزة واحدة. صحيح أن الفيلم البريطانى لمخرج من تايلاند ومصور بالكامل فى تايلاند، ويمكن اعتبار السينما فى تايلاند فازت بالسعفة الذهبية فى كان، وصحيح أن مخرجه من فنانى السينما المؤلفين المبدعين، وكان فيلمه يستحق الفوز بجائزة..

ولكن ليس أكبر جوائز أكبر مهرجان فى العالم مع وجود فيلم «بيوتيفول» والفيلم البريطانى «عام آخر» إخراج مايك لى والفيلم الفرنسى «عن الآلهة والبشر». وقد توقعنا أن تفوز الأفلام الثلاثة بأهم الجوائز وهى: السعفة والكبرى والإخراج وجائزتا التمثيل، ولم يفز سوى «عن الآلهة والبشر» بالجائزة الكبرى عن جدارة.

ما يقبل وما لا يعقل

شعرت بالجو العام فى المهرجان الذى لم يقدر «بيوتيفول» بما يستحق من تقدير، ولذلك توقعت أن يفوز بجائزة الإخراج على الأقل. وعندما فاز «عن الآلهة والبشر» بالجائزة الكبرى، ولم تبق سوى السعفة توقعت أن يفوز بها فيلم إيناريتو على أساس أن مايك لى سبق أن فاز بها، ولكن كانت الصدمة بعدم فوزه إلا بجائزة أحسن ممثل، ومناصفة، وكأن اللجنة تريد أن تذكر الفيلم على نحو ما حتى لا تكون قد تجاهلته تماماً.

وعلى أى حال «بيوتيفول» ليس فقط أحسن أفلام مهرجان كان هذا العام سواء داخل أم خارج المسابقة، وإنما من أحسن الأفلام فى تاريخ السينما، وسوف يبقى فى ذاكرة الإبداع الإنسانى الكبير.

فيلم سعفة ٢٠١٠

ويراستاكول، الذى يطلب من الأجانب مناداته باسم «جو» ليعفيهم من نطق اسمه التايلاندى الصعب، فنان كبير منذ أخرج أول أفلامه الطويلة عام ٢٠٠٠. وقد سبق أن فاز فى مهرجان كان بجائزة «نظرة خاصة» عن فيلمه «مع تمنياتى بالسعادة» عام ٢٠٠٢، وبجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «أمراض استوائية» عام ٢٠٠٤. وفيلمه الفائز بالسعفة الذهبية هو فيلمه السادس الطويل. ولاشك أنه الذى وضع السينما فى بلاده على خريطة السينما فى العالم لأول مرة فى العقد الماضى.

ومثل كل فنان كبير يعبر ويراستاكول فى أفلامه عن ثقافته الوطنية الخاصة بأسلوب شخصى وسينمائى نقى، ولا يختلف الأمر فى الفيلم الجديد، فهو من الناحية الشكلية بالنسبة لنقاد «الأنواع» فيلم «رعب» من أفلام الأشباح، ولكنه يعبر عن الإيمان بالقوى الخفية كما يبدو فى الثقافة التايلاندية حيث لا تتناسخ أرواح البشر فقط، وإنما يتم أيضاً تبادل الأرواح بين البشر والنباتات والحيوانات والأشباح. وذلك من خلال قصة «العم بونمى» الذى يصاب بفشل كلوى ويقرر أن يقضى ما بقى له من عمر فى الريف مع من يحبهم فى عالمنا، وحيث يأتيه من العالم الآخر شبح زوجته التى توفيت فى هيئة إنسانية، بينما تأتيه روح ابنه الذى فقد على شكل قرد.

ومن يعرف العالم السينمائى لرئيس لجنة التحكيم تيم بورتون لن يندهش من منح السعفة الذهبية لفيلم «العم بونمى»، فهو من عالمه، ولكن على الطريقة التايلاندية. ولكن الدهشة أن تأتى السعفة الذهبية على ذوق رئيس اللجنة رغم أنها من ٩ أشخاص.

جائزة لسينمائى ووزير سابق

أما لى شانج دونج، وهو الآسيوى الثانى الذى فاز فى مهرجان كان هذا العام عن سيناريو فيلم «شعر» من إخراجه، فهذا هو فيلمه الطويل الخامس منذ عام ١٩٩٦، وقد سبق أن فاز بجائزة أحسن إخراج فى مهرجان فينسيا عام ٢٠٠٢ عن فيلمه «واحة»، وتولى منصب وزير الثقافة فى بلاده منذ عام ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٥.

وربما لا يعرف الكثيرون أن دواوين الشعر فى كوريا الجنوبية تحقق «أعلى المبيعات». ويعبر الكاتب المخرج فى فيلمه الفائز عن خشيته من ضعف إقبال الأجيال الجديدة على قراءة الشعر، وعن الواقع الذى يفتقد الشعر فى الوقت نفسه. وذلك من خلال امرأة فى السادسة والستين تعيش مع حفيدها الطالب، وتحاول أن تتعلم كتابة الشعر، وتقرضه لأول مرة فى حياتها، وتعيش قصة حب مع جارها المريض الذى يماثلها فى العمر، ولكنها تصدم فى حفيدها عندما تعلم أنه اشترك مع مجموعة من زملائه فى اغتصاب فتاة، وأن هذه الفتاة قد انتحرت نتيجة الإحساس بالعار.

جولييت بينوش

كانت جولييت بينوش نجمة مهرجان كان هذا العام قبل أسابيع من بدء المهرجان، عندما صدر ملصق الدورة يحمل صورتها تكتب كلمة كان باللون الأبيض الشفاف. كما كانت نجمة حفل الختام أمس الأول عندما فازت بجائزة أحسن ممثلة، وكانت أكثر من رائعة عندما استخدمت مسرح الحفل وهى تتسلم الجائزة، وطالبت بالإفراج عن المخرج الإيرانى جعفر بناهى المعتقل منذ أول مارس فى طهران من دون سبب إلا أنه يصنع فيلماً تخشى السلطات هناك أن يكون ضد ديكتاتوريتها.

جولييت بينوش من أكبر نجوم السينما فى فرنسا والعالم، وفيلم «نسخة معتمدة» الذى فازت عن دورها فيه فيلمها السادس والعشرون فقط منذ أن قدمها جودار فى «السلام عليك يا مريم» عام ١٩٨٤. فهى تختار أفلامها بعناية بالغة، وتعمل مع كبار مخرجى السينما فى باريس وعواصم السينما الأوروبية الأخرى وفى هوليوود أيضاً، أمثال لويس مال وجون بورمان ومايكل هانكى وكريستوف كيشلوسكى وستيفن سبيلبرج.

وقد فازت بينوش التى نشأت فى أجواء إبداعية مع والدها النحات ووالدتها الممثلة، بجائزة أوسكار أحسن ممثلة فى دور مساعد عام ١٩٩٥ عن دورها فى «المريض الإنجليزى» إخراج أنتونى مينجيللا، وكانت ثانى ممثلة فرنسية تفوز بالأوسكار بعد ٣٧ سنة من فوز سيمون سينيوريه، ورشحت بعد ذلك لأوسكار أحسن ممثلة ثلاث مرات.

ودورها فى الفيلم الذى فازت عنه فى مهرجان بلادها الكبير دور بلا اسم للشخصية الدرامية، وهى شخصية امرأة فرنسية تملك «جاليرى» فى منطقة توسكانيا الإيطالية المعروفة بطبيعتها الخلابة، وتلتقى هناك مع كاتب بريطانى، حيث تدور بينهما مناقشات حول الأصل والصورة فى الحياة والفن. وأتاح لها الدور الإلقاء بالفرنسية والإنجليزية والإيطالية معاً، فهى مثقفة قامت بدور مثقفة.

خافير بارديم

ومثل جولييت بينوش نشأ خافير بارديم الذى فاز بجائزة أحسن ممثل عن دوره فى «بيوتيفول» فى عائلة من الفنانين، فجده كان ممثلاً، وكذلك جدته، ووالدته أيضاً التى حضرت معه فى مهرجان كان، وعمه المخرج الكبير خوان أنتونيو بارديم.

ومثل الممثلة الفرنسية الكبيرة عمل بارديم مع مخرجين كبار فى بلاده وفى أوروبا وهوليوود، مثل: ألمودوفار وودى آلان ومايكل مان وجون مالكوفيتش. وقد شاهدت مولده ومولد بينلوب كروز معاً فى فيلم «جامون جامون» إخراج بيجاس لونا، عندما عرض فى مهرجان فينسيا عام ١٩٩٢، وكان أول فيلم كشف عن الموهبتين الإسبانيتين اللتين لمعتا فى العالم.

رشح بارديم للفوز بجائزة أحسن ممثل فى جوائز «جويا» التى تعادل الأوسكار فى إسبانيا ٧ مرات، وفاز ٤ مرات. وفاز بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان فينسيا عن دوره فى الفيلم الأمريكى «قبل هبوط الليل» إخراج جوليان شنابل، ورشح عنه للأوسكار. وفاز فى فينسيا مرة ثانية عن دوره فى الفيلم الإسبانى «البحر فى داخلى» إخراج أليخاندرو أمينابار، وكان ثانى ممثل يفوز مرتين فى تاريخ مهرجان فينسيا. وفاز بأوسكار أحسن ممثل فى دور مساعد عن دوره فى الفيلم الأمريكى «لا وطن للشيوخ»، إخراج جويل وإيتان كوين.

ودور بارديم فى «بيوتيفول» دور رائع ربما يفوز عنه بالأوسكار العام المقبل، ولكن من دون شريك كما حدث فى كان.

جوائزالأفلام القصيرة

فاز الفيلم الفرنسى «كلاب التاريخ» إخراج سيرج أفيدكيان، وهو مخرج فرنسى أرمنى، بالسعفة الذهبية لأحسن فيلم قصير. ومن الجدير بالذكر أن رئيس لجنة التحكيم آتوم إيجويان كندى أرمنى من أصل مصرى. وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم السويدى «ميكى بادر» إخراج فريدا كامن.

جائزة «نظرة خاصة»

فاز بجائزة أحسن فيلم فى برنامج «نظرة خاصة» من اختيارات إدارة المهرجان الرسمية فيلم كوريا الجنوبية «هاهاها» إخراج هونج سانج سو، وبجائزة لجنة التحكيم فيلم بيرو «أكتوبر» إخراج دانييل وديجو فيجا. ومنحت اللجنة التى ترأستها المخرجة الفرنسية كلير دنيس جائزة خاصة إلى ثلاث ممثلات فى الفيلم الأرجنتينى «الشفاه» إخراج إيفان فوند، وهن: أديلا سانشيز وإيفا بيانكو وفيكتوريا رابوسو.

جائزة الكاميرا الذهبية

فاز بجائزة الكاميرا الذهبية لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول الفيلم المكسيكى «سنة كبيسة» إخراج ميشيل روى. ومن الجدير بالذكر أن رئيس لجنة التحكيم الممثل المكسيكى جيل جارسيا بيرنال.

المصري اليوم في

25/05/2010

 
 

جولييت بينوش أحسن ممثلة في كان بفيلم إيراني

قبل 48 ساعة علي نهايته .. «كـان».. يلعـب سيـاسـة

كتب عبد النور خليل

«لعبة السياسة» هى الصفة الغالبة على الدورة 63 لمهرجان كان السينمائى الدولى التى انتهت بإعلان جوائزه ليلة الأحد الماضى - وأنا أكتب تحقيقى هذا قبل انتهاء الدورة بثمان وأربعين ساعة - وفى تصورى أن «لعبة السياسة» وهى جديدة على مهرجان «كان» ستحكم جوائزه الكبرى مثل «الجائزة الكبرى« و«السعفة الذهبية» وجائزة لجنة التحكيم الخاصة «وأحسن مخرج»، و«أحسن ممثلة»، و«أحسن ممثل».. كما أنها أى «لعبة السياسة» كانت نقطة الخلاف بين رئيس المهرجان المتقاعد جيلز جاكوب الذى رأسه منذ عام 1977 وحتى العام الماضى ورئيسه بدءا بهذه الدورة تييرى فرميو، وكانت أبرز وجوه هذا الاختلاف حول اختيار فرميو فيلما عن الإرهابى الشهير «كارلوس» أنتجته سينمائياً قناة التليفزيون الفرنسية «قنال بلاس» متمسكاً برأيه فى أنه فيلم سينمائى وليس تليفزيونيا وأنه قد نفذ بتقنية عالية مما يؤهله للمشاركة فى المهرجان.

ومن المظاهر السياسية فى هذه الدورة حكاية المخرج الإيرانى جعفر باناهى المحبوس فى سجون إيران.. لقد أختير عضوا فى لجنة التحكيم الدولية هذا العام، وهذا حقه بسبب فوزه بجوائز «كان»، ورفضت إيران الإفراج عنه بحجة أنه ارتكب جريمة سياسية بعيدة عن الفن عندما تقدمت فرنسا بطلب لإيران الإفراج عنه لكى يشارك فى المهرجان، بل إن المخرج تيم بورتن الذى يرأس لجنة التحكيم عقد مؤتمرا صحفيا يطالب فيه بإطلاق سراح باناهى وتركت الممثلة البريطانية التى كانت ضيفة الشرف فى الدورة كرستين سكوت توماس، على المسرح ليلة الافتتاح مقعدا خاليا بين أعضاء لجنة التحكيم قائلة إنه سيظل شاغرا حتى يفرج عن باناهى ليشغله.

لعبة السياسة والسعفة الذهبية

من تجاربى وخبرتى بمهرجان «كان» لأكثر من أربعين سنة.. أرى أن الذى سوف يفوز - بعد 48 ساعة من كتابة تحقيقى هذا - ستحكمه لعبة السياسة كظاهرة بارزة هذا العام.. وهو لن يخرج عن واحد من ثلاثة أفلام هى «آلهة وبشر» و«اللعبة العادلة»، و«خارج على القانون».. إذ يعبر كل فيلم من هذه الأفلام عن موقف سياسى واضح ومثير للجدل، بل كل منها يرتبط بقضية ساخنة تتصل بالاستعمار الفرنسى فى الجزائر والغزو الأمريكى للعراق وهى قضايا حيوية للعالم قبل أن تكون حيوية لنا فى الشرق الأوسط.. ولنتوقف أمام ثلاثية الأفلام السياسية، ولنتحدث عنها بالتفصيل.. وهى كما قلت تعرض أحداثا سياسية متنوعة فى التاريخ القريب الحى فى الأذهان.

«آلهة وبشر» ورءوس الرهبان

الفيلم فى رأى كثيرين من نقاد السينما فى العالم يعتبر من الكلاسيكيات التى دخلت تاريخ السينما بعد عرضه فى «كان» فهو يعبر عن مدى تطور التعبير السينمائى الحر فى عصرنا.. والفيلم مفاجأة حقيقية من مخرجه زافير بيفوا الذى بدأ رحلته الفنية ممثلا قبل أن يتحول إلى مخرج.

والحادثة التى يعبر عنها الفيلم ويناقشها على اتساع هى مذبحة الرهبان السبعة الذين تم خطفهم يوم 26 مارس 1996 بواسطة الجماعات الإسلامية فى الجزائر، وأعلنت مسئوليتها عن الخطف يوم 18 أبريل مطالبة بالإفراج عن مجموعة من معتقليها فى فرنسا، وفشلت المفاوضات بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية للوصول إلى حل لمشكلة الرهبان الرهائن، ونتيجة لهذا الفشل أعلنت الجماعات الإسلامية قتل الرهبان السبعة فى 21 مايو وتم العثور فى 30 مايو على رءوسهم مفصولة عن أجسادهم.. لقد عاش الرهبان فى دير فى قرية بجبال الأطلس منذ 1993 وحتى قتلوا فى 1996 وهم كريستيان «لامبرت ويلسون» وسيليستين «فيليب لاودينباخ» وبرونو «أوليفر بيرير» وبول «جان مارى فرين» وميشيل «زافير مالى» وكريستوف «أوليفر رابوردين» ولونى «ميشيل لوندالى» وقد حدث أثناء هجوم الجماعات الإسلامية على الدير أن اختبأ راهبان هما ايميديه «جاك هيرلين» وجان بيير «ليوبيشون»

وإذا كان للمخرج زافير بيفوا وكاتبة السيناريو وايتين كومار فضل الابتعاد عن مناقشة الحادثة الحقيقية وابتعادهما عن تصوير المذبحة أو العثور على الرءوس المذبوحة، والخروج بالفيلم إلى نظرة إنسانية شاملة، فى التركيز على العلاقة الحميمة بين الرهبان المسيحيين وسكان القرية المسلمين والمشاركة فى مناسباتهم.. وفى الهجوم على الدير يطلب من الراهب الطبيب معالجة أحد المصابين يواجه رئيس الدير قائد المجموعة المسلحة ويسأله: هل قرأت القرآن وهل تعرف أنه يوصى بالنصارى وأن منهم رهباناً يعرفون الله وهم أقرب إلى الله والمسلمين المؤمنين؟!.

لقد تمسك الرهبان بالدفاع عن الفكر المسيحى الحقيقى ورفضوا الحماية من قوات الحكومة الجزائرية لهم وقال رئيس الدير: كيف نقبل الحماية من حكومة فاسدة، ورفضوا العودة إلى فرنسا خلال مناقشات مطولة إذ كيف يتركون سكان القرية المهددين بالقتل مثلهم؟! وأننى أتساءل.. هل هناك حوار بين الأديان أعظم من هذا الذى قدمه المخرج الفرنسى زافير بيفوا فى فيلمه هذا؟!

بوشارب.. خارج على القانون

منذ عامين، وفى مهرجان «كان» أيضا قدم المخرج الجزائرى الأصل الفرنسى الجنسية رشيد بوشارب فى مسابقة المهرجان فيلمه «أيام المجد» وأحدث ضجة وتشارك ممثلوه الأربعة الجزائريين الذين لا يعرفهم أحد جائزة أحسن ممثل فى المهرجان، واحتضنه الفرنسيون، وشرعوا فى تغيير وجهة نظرهم إلى الجزائريين المقيمين من فرنسا أو الذين يحملون الجنسية الفرنسية، فقد قدم الفيلم حكاية هؤلاء الجزائريين الذين حاربوا فى صفوف الجيش الفرنسى فى الحرب العالمية الثانية ضد النازية وضد الاحتلال النازى لفرنسا، وبذلوا دماءهم فى سبيل تحرير فرنسا رغم أنهم كانوا يتعرضون لمعاملة عنصرية بغيضة من ضباط وقيادات الجيش الفرنسى المقاوم للنازية. نال بوشارب كل التكريم على فيلمه هذا، على عكس ما حدث له تماما هذا العام عندما اختير فيلمه «خارج على القانون» لينافس على «السعفة الذهبية» داخل المسابقة الرسمية..

ومنذ ترددت الأنباء عن مشاركة بوشارب بفيلمه الأخير قامت غضبة كبيرة بين أوساط اليمين الفرنسى، والتقت جماعات اليمين المتطرفة، وعقدت اجتماعات وأصدرت بيانات الرفض والشجب للفيلم، وهددت بالتدخل بالقوة لمنع عرض الفيلم.. لماذا؟!.. لأن الفيلم الفرنسى المشترك «خارج على القانون» يحكى عن مذبحة للاستعمار الفرنسى فى الجزائر عام 1945، وبالتحديد فى بلدة «ستيف» الجزائرية التى تعيش تحت وطأة الاحتلال، ونجاة ثلاثة شبان جزائريين من هذه المذبحة، وتكوينهم خلية للمقاومة بعد أن سافروا إلى باريس واستقروا فى العاصمة الفرنسية.

اللعبة العادلة» وحرب العراق

فيلم المخرج الأمريكى دوج ليمان «اللعبة العادلة» هو الفيلم الوحيد الذى يمثل السينما الأمريكية داخل المسابقة هذا العام، وهذا أيضاً مأخوذ عن قصة سياسية تتعلق بالحرب الأمريكية على العراق.. يحكى الفيلم عن سفير سابق «شون بين» كتب مقالا فى جريدة «نيويورك تايمز» يتحدث فيه عن كذب وتلاعب إدارة بوش فى المعلومات التى تدعى فيها وجود أسلحة دمار شامل فى العراق، مما يبرر غزوه بطريقة غير مشروعة.. وسبب المقال الكثير من الإحراج والمضايقات لإدارة بوش وكذب المعلومات التى استندت عليها المخابرات العسكرية.. وقررت إدارة بوش الانتقام من السفير عن طريق كشف هوية زوجته «ناعومى واتسب» التى كانت تعمل عميلة سرية للمخابرات المركزية الأمريكية..

وفى هذا الفيلم يشارك الممثل المصرى خالد النبوى الذى ظهر فى شخصية عالم نووى عراقى وصور مشاهد بين القاهرة وعمان وقبرص.. وكما أسلفت.. فيلم «اللعبة العادلة» المأخوذ عن قصة حقيقية كتبه جون وجيز بيترورث وأخرجه روج ليمان تفضح نوايا أمريكا المسبقة فى غزو العراق وتدميره، وهى جديرة بإثارة الانتباه وربما يعرف طريق «السعفة الذهبية».

وهذه هى جوائز المهرجان

توقعت وأنا أكتب سطورى السابقة، أن تذهب جوائز المهرجان إلى الفيلم السياسى - قبل 48 ساعة من إعلان الجوائز - فقد ذهبت جائزة المهرجان الكبرى للفيلم الفرنسى «آلهة وبشر» للمخرج الفرنسى زافيير بيفوا.. بينما أعطيت «السعفة الذهبية» للفيلم التايلاندى «العم بونى» الذى يتذكر حياته السابقة» للمخرج التايلاندى أبيشا تبونج ويراسنركل..

وقد جاء هذا الفوز لأسباب سياسية خالصة بسبب الأحداث الدامية التى تتعرض لها تايلاند الآن، وحتى جائزة لجنة التحكيم الخاصة التى فاز بها فيلم «رجل يصرخ» التشادى، فتلك هى المرة الأولى التى يشارك فيها المخرج التشادى محمد صالح هارون بفيلم له فى المسابقة الرسمية فى المهرجان، وربما لعبت السياسة أيضاً دوراً فى هذا الفوز بسبب أحداث الفيلم التى جرت فى ظل الحرب الأهلية فى تشاد.

ويجيء فوز الممثلة الفرنسية الجميلة جولييت بينوش بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم المخرج الإيرانى عباس كيار وستامى نسخة موثقة ربما بسبب موقف المهرجان من منع المخرج الإيرانى جعفر باناهى من المشاركة فى لجنة التحكيم الدولية للمهرجان ورفض الحكومة الإيرانية الإفراج عنه، وبقى مقعده بين أعضاء لجنة التحكيم شاغرا، بينما حملت جولييت بينوش لافتة تطالب بإطلاق سراحه وهى تتسلم جائزتها على منصة الجوائز.

ولا يبقي الكثير للحديث عنه بالنسبة للجوائز التي أعلنت ووزعت.. جائزة أحسن ممثل ذهبت مناصفة بين الممثل الإسبانى خافيير باردام عن دوره فى الفيلم المكسيكى «بيوتيفل» والممثل الإيطالى ايليوجيرمانو عن دوره فى فيلم «حياتنا».. المفاجأة الوحيدة فى هذه الجوائز هى جائزة أحسن مخرج التى فاز بها الممثل، المخرج الفرنسى ماثيو أماريلك عن إخراجه فيلم «رحلة».. وهكذا يلعب مهرجان كان فى دورته 63 لعبة السياسة.

صباح الخير المصرية في

25/05/2010

 
 

جوائز «كان» تغازل المشاعر الإنسانية

بقلم : ماجدة خيرالله

سوف يظهر هذا العدد من جريدة القاهرة بعد إعلان نتيجة الدورة الثالثة

والستين من مهرجان «كان» السينمائي الدولي ، بأقل من ثماني وأربعين ساعة، ولايسعني هنا غير تقديم بعض التوقعات والاحتمالات ، وطرح بعض الاسماء المرشحة بقوة للفوز، أهم جوائز المهرجان هي السعفة الذهبية التي تمنح لفيلم واحد من بين الـ 19 فيلماً المشاركة في المسابقة الرسمية، ويليها في الأهمية جائزة لجنة التحكيم الكبري، ثم جائزة الكاميرا الذهبية وتمنح للمخرج الذي يقدم أول أو ثاني أعماله السينمائية، ثم جائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل وأفضل ممثله ولا يمنح المهرجان جوائز للممثل المساعد

 أو الممثلة المساعدة كما هو الحال في الاوسكارأو الجولدن جلوب!

ومحاولة قراءة مايدور في أذهان أعضاء لجنة التحكيم وهم مجموعة من فناني السينما، من مختلف البلدان والاهتمامات، أمر بالغ الصعوبة وخاصة أنه لم يصدر عن أي منهم أيه تعليقات، أو آراء ممكن أن تساعدنا في معرفة الاتجاه الذي سوف يسلكونه في الاختيار! ولكن جملة واحدة قالها "تيم بيرتون" المخرج الأمريكي ورئيس لجنة التحكيم، قبل أن يلوذ بالصمت هو وأعضاء لجنة التحكيم، أن اللجنة سوف تميل للأفلام ذات الطابع الانساني، أو تلك المهتمة بمعاناة الانسان وآلامه وطموحه، وصراعه مع العالم أو مع نفسه!

البعض يعتقد أن ميل تيم بيرتون لتقديم افلام الخيال والفانتازيا يمكن أن يجعله ينحاز الي هذا النوع من السينما دون سواه ، وهو اعتقاد خاطيء لأن تيم بيرتون أو أي رئيس لجنه تحكيم آخر، لاينفرد وحده، بالقرار وإن كان له دور في تحديد اتجاه لجنة التحكيم!

يمكن بعد استعراض تعليقات نقاد السينما في اشهر المطبوعات الصحفية العالمية التي تهتم بمتابعة المهرجان أن نخلص إلي بعض التصورات ، ونقسم افلام المهرجان الي ثلاث أقسام أولها التي يمكن استبعادها من الحصول علي أي جوائز، ومنها الفيلم الفرنسي "الجولة " للمخرج ماثيو أمارليك، وفيلم "أميرة مونتبيسيية"للمخرج الفرنسي" برتراند تافرنييه"، وفيلم الرجل الذي يصرخ للمخرج التشادي محمد صلاح هارون، والفيلم الكوري "خادمة المنزل"، والفيلم الياباني الغضب!والفيلم الايطالي"حياتنا"للمخرج "دانييل لوتشيني" والفيلم الكوري"القصيدة الشعرية"!

أما القسم الثاني فهو للمخرجين الكبار الذين لهم تاريخ طويل من المشاركة في مهرجان «كان»، وهم مايك لي الذي يقدم فيلم "عام آخر"، وقد سبق له الفوز بالسعفة الذهبية عن فيلم "أسرار وأكاذيب"في عام 1998، والمخرج البريطاني كين لوتش الذي شارك بفيلمه" الطريق الايرلندي"قبل يومين فقط من بداية المهرجان، وسبق له الحصول علي السعفة الذهبية عن فيلم"الرياح التي تهز حقول الشعير"في عام 2006، والمخرج الروسي نيكيتا ميكالكوف، المشارك بفيلم "حرقته الشمس 2" وهو الجزء الثاني من فيلم يحمل نفس الاسم حصل عنه نيكيتا ميكالكوف علي جائزة لجنة التحكيم الكبري أو ال GRAND PRIX   في عام 1994، كما سبق له وقدم في عام 1987 فيلم "العيون السود" الذي لعب بطولته مارشيللو ماستروياني وتم ترشيحه للسعفة الذهبيه، وقدم ميكالكوف فيلم حلاق سيبريريا خارج المسابقة في عام 1998، ويمكن أن نضع بين هؤلاء الكبار التايلاندي" أبيشاتبونج" مخرج فيلم" العم بونمي الذي استدعي حياته السابقه"، والايراني عباس كياروستامي مخرج فيلم صورة طبق الاصل ، والصيني "وانج إكسواشوراي" مخرج فيلم "شونجينج بلوز"، والمكسيكي أليخاندرو كونزاليس ، مخرج فيلم "جميل" وهو مخرج شاب في بداية الاربعينات ولكن تجاربه السابقة تمكنه من وضع اسمه مع الكبار ويكفي انه صاحب افلام مثل بابل، وأموروس بيروس، و21 جرام! وأعتقد أن السعفة الذهبية لن تخطيء طريقها لواحد من هؤلاء السبعة، إلا في حالة حدوث مفاجآت غير متوقعة!

أما القسم الثالث فهو قسم المفاجآت غير المتوقعة أو الافلام التي يمكن أن تحدث إنقلابات في كل الحسبة المنطقية التي اعتمدنا فيها علي تاريخ المخرجين وقيمتهم الأدبية، والفنية وقيمة الافلام التي شاركوا بها في المسابقة، ولكن في المهرجانات الكبري، كما في الحياة يمكن أن يظهر عنصر مش علي البال، ويقلب كل الموازين ونكتشف أنه يستحق أن يقلبها، كما حدث مثلا مع جوائز الاوسكار التي ابتلع معظمها فيلم "خزانة الآلام" ووضع مخرجته كاترين بيجلو في دائرة الضوء وهي تقترب من الستين من عمرها، لتحقق إنجازا فنيا وتحصل علي لقب أول امراة تحصل علي جائزة أفضل مخرج في تاريخ الأوسكار!

ومن أهم مخرجي قسم المفاجآت المجري "كورنيل موندروكزو" صاحب فيلم "ابن رقيق -مشروع فرانكشتين"! والامريكي دووج ليمان مخرج"اللعبة العادلة"، والفرنسي "إكسافييه بوفوا " مخرج رجال وآلهه، والمخرج الأوكراني "سيرجي لوزنيتسا" صاحب فيلم "فرحة حياتي"أو "MY JOY"!  ورشيد بوشارب مخرج "الخارجون عن القانون" وهو فيلم فرنسي ، جزائري !

وأعتقد بعد تلك التقسيمة ، أن فيلم فرحة حياتي أو بهجتي يمكن أن يحصل علي جائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح للمخرج الذي يقدم أول أو ثاني أفلامه، وسيرجي لوزننيتسا ، ينطبق عليه هذا الشرط، بالإضافة لكون فيلمه يتمتع بمستوي فني راق، وموضوع فيلمه يطرح حالة إنسانية شديده التعقيد، ويميل للكوميديا السوداء، وهو أسلوب قد يروق لتيم بيرتون وأعضاء لجنته، أما موضوع الفيلم فيدور حول سائق شاحنة يحمل بعض البضائع لتوصيلها إلي مكان ما، وإذا بمجموعة من الاشخاص يجبرونه علي تغيير وجهته، فيجد نفسه وقد ضل طريقه، ليصل الي مكان غريب علي الحدود الروسية حيث يواجه أشخاص وأحداث مريرة، تؤدي به الي الهلاك، وخلال الفيلم يستعرض المخرج مأساة بلاده التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي ودخلت الي متاهات لاحصر لها!

وفي رأيي أيضا أن الفيلم المجري مشروع فرانكشتين يمكن أن يكون له حظ كبير في الحصول علي إحدي الجائزتين السعفة الذهبية، او الجائزة الكبري للجنة التحكيم!

أما جائزة التمثيل فإن أبرز المرشحين لجائزة أفضل ممثل تنحصر بين ثلاثة أولهم الأسباني "خافييه بارديم" بطل فيلم "الجميل" للمخرج المكسيكي "أليخاندرو كونزاليس"، وخافييه من أروع ممثلي السينما العالمية وهو حاصل علي اوسكار افضل ممثل مساعد عن فيلم "لاوطن لكبار السن" للأخوة كوين ، كما سبق له تقديم أداء رائعا مبهر في افلام "عاشق البحر"، الحب في زمن الكوليرا، وجويا، دوره في فيلم " الجميل "مفعم بالانسانية، فهو رجل عصابات، يكسب قوته بالعمل في تجارة غير مشروعة، وربما يتورط في جرائم قتل، ولكنه في نفس الوقت أب لطفلين صغيرين يعتبرهما مشروع عمره، وسبب وجوده في الدنيا، بالاضافه لأن حياته تنقلب رأسا علي عقب عندما يكتشف إصابته بسرطان البروستاتا، الذي لن يمهله أكثر من اشهر قليله قبل أن يقضي علي حياته، ولذلك فهو يسابق الزمن كي يحصل علي المال ليتركه لصغاره، قبل أن يموت! علق بعض النقاد علي أداء خافييه بارديم بأنه حمل الفيلم علي كتفيه، وكان يمكنه أن يحمل أفلام المهرجان كلها علي نفس الكتفين لو أراد! منتهي القدير من النقاد الذين تابعوا أفلام المهرجان، وأعتقد أن لجنة التحكيم من الصعب ان يكون لها رأي آخر، ويأتي بعد خافييه بارديم بدرجات الممثل الفرنسي "لامبرت ويلسون" في تحفة المخرج إكسافييه بوفوار "رجال وآلهه "، وهو الفيلم الذي تدور أحداثه حول واقعة حقيقية حدثت في منتصف التسعينات من القرن الفائت ، في إحدي المدن الجزائرية، حيث يواجه تسع من القساوسة الفرنسيين مخاطر هائلة نتيجه هجوم بعض اعضاء الجماعات المتطرفة المسلحةعلي المدينة، ويشعر القساوسة أن حياتهم في خطر داهم، يقترح بعضهم أن يعودوا الي فرنسا تجنبا لما يمكن أن يحدث، ولكن الاغلبية تقرر البقاء مع اهالي البلدة ، وتكون النتيجه تعرضهم للخطف من قبل الجماعه المتطرفه، ثم يتم العثور علي جثثهم، وقد انفصلت عنها رؤوسهم!ويقوم الممثل لامبرت ويلسون بأداء دور كيستين كببير القساوسة! وهو ممثل شهير شارك في بعض الافلام الامريكية مثل سلسلة "ماتريكس"، أما الممثل الثالث الذي يمكن أن ينضم لقائمة المرشحين لجائزة افضل ممثل فهو الروسي "أوليج مينشيكوف" بطل فيلم "حرقته الشمس2 "للمخرج نيكيتا ميكالكوف، وأخيرا شون بين بطل فيلم اللعبة العادلة ! وطبعا يمكن أن يظهر اسم خامس لم يكن في الحسبان، تجد لجنه التحكيم أنه يستحق الجائزة أكثر من كل هؤلاء!

أما جائزة افضل ممثلة، فتتسابق عليها جولييت بينوش في فيلم نسخة طبق الاصل للمخرج الايراني عباس كياروستامي ، والأمريكية نعومي واتس في فيلم "اللعبة العادلة"للمخرج دووج ليمان، والصينية "فان بينج بينج" عن دورها في فيلم شونجنج بلوز!

ومما سبق وبعد استعراض أهم الافلام المتسابقة، أعتقد وهذا رأي شخصي ، أن الجوائز "السعفة الذهبية والجائزة الكبري للجنة التحكيم" يمكن أن تذهب لواحد من خمسة أفلام ، المجري "مشروع فرانكشتين"، أو الفرنسي "رجال وآلهه"و البريطاني "عام آخر" للمخرج مايك لي ، و"جميل" للمخرج المكسيكي أليخاندرو كونداليز، الصيني شونجنج بلوز! أما جائزة افضل مخرج فيمكن أن تكون من حظ "إكسافييه بوفوا" مخرج «رجال وآلهه» أو المجري "كورنيل موندروكزو" مخرج فيلم مشروع فرانكشتين، وأمنيتي الشخصية أن ينال الاسباني خافييه بارديم جائزة أفضل ممثل لأنه يستحقها في كل الاحوال!

جريدة القاهرة في

25/05/2010

 
 

الخيارات واضحة.. وما من تضحيات

«رجل يستحضر الماضي» وسعــــفة «كان»

زياد عبدالله كان

لم تكن مهمة لجنة التحكيم ورئيسها تيم بورتون في الدورة الثالثة والستين من مهرجان كان السينمائي الذي اختتم الاحد الماضي، مهمة مستحيلة، ولا تستدعي منها الغرق في حيرة أو تردد، وبالتالي اللجوء إلى اجراءات صارمة أو التضحية بفيلم مقابل آخر، لا بل إن الجوائز والكيفية التي وزعت على الأفلام كانت بمنتهى الدقة، لأسباب كثيرة، أولها أن هذه الدورة ومع كل ما احتكمت عليه من أسماء كبيرة في عالم «الفن السابع» لم تكن حمالة خروقات ولا أفلاما عظيمة ترسخ في الذاكرة، بل إن أفلاماً كثيرة اكتسبت مشروعيتها من اسم صاحبها قبل أي اعتبار آخر، مثلما هي الحال مع عباس كياروستامي وكين لوتش وآخرين، وكان علينا أولاً وأخيراً انتظار نهاية هذه الدورة لإطلاق هذا الحكم، الذي كان يزداد رسوخاً يوماً بعد يوم أثناء عروض المسابقة الرسمية.

فيلم التايلاندي أبيشاتبونغ ويراستاكول Uncle Boonmee Who Can Recall His Past Lives (العم بونمي الذي يستطيع استحضار الماضي) الفائز بسعفة مهرجان كان الذهبية خيار جريء لا شك، مع التأكيد على انحيازي المطلق له، فالفيلم أولاً وأخيراً يقدم مقترحاً جمالياً مغايراً، جانحاً نحو استحضار أساليب سرد خاصة، قادني وبعد مشاهدته الخميس الماضي إلى أن يتلبسني وكائناته وعوالمه تتجول وتستحضر مراراً وهو وكنقطة ارتكاز رئيسة يقدم شخصية العم بونمي، الذي يعيش في شمال غرب تايلاند، ويعايش الحاضر والماضي معاً جنباً إلى جنب، البشر الذين ماتوا ورحلوا مع من لايزالون على قيد الحياة، ابنه المتوفى وقد تحول إلى كائن أسطوري أشبه بالغوريلا بعيون حمراء تلمع في الليل، زوجته المتوفاة، أخته المتوارية، وليحدث هذا الاستحضار للماضي رموزاً ودلالات، سنكون مشغولين عنها بكيفية بنائها، عوالمها، هذا «المنولوج» المدهش الذي يردده العم بونمي حين يمضي برفقة البشر الأموات والأحياء إلى مغارة، ويقول «أنا نائم لكن عيناي مفتوحتان»، ولتحضر فصائل مسلحة، ولتظهر الكائنات الخرافية التي تلبست ابنه مجدداً، تحيط به من كل جانب وعيونها حمراء في الليل، هذه الكائنات ستظهر وهي تتوسط الجنود في صورهم الفوتوغرافية، سيقول بونمي الذي يعاني فشلاً كلويً «لقد أصبت بهذا المرض عقابا على العدد الكبير من الشيوعيين الذين قتلتهم، أو البعوض الذي أقتل منه العشرات يومياً»، عبارة تقول ما تقول بخصوص صراعات شهدتها تايلاند، لن نعرف ماهيتها طالما أننا لسنا بباحثين في تاريخ تايلاند.

وحين يموت بونمي، وتحضر شخصية ذلك الكاهن البوذي، يبدو أن استحضار شخصيات الماضي أمر انتقل إلى أخت بونمي، ولنتساءل: هل هذا الكاهن هو بونمي في شبابه؟

يراستاكول الذي ظهر في «كان» مع الممثلة مونغلبرا سيرت في فيلمه ولابا يقول إن شخصية بونمي حقيقية، وإنه كان يعيش الماضي والحاضر سوية، الماضي الذي سيكون موغلا في القدم، ونحن نرى تلك الأميرة وهو تغوي خادمها، ومن ثم تسلم نفسها للبحيرة وليبادلها الحب السمك بدل البشر.

مكافأة التجريب

فيلم «العم بونمي الذي يستطيع استحضار الماضي» يتحرك وبإيقاع بطيء بين مستويين زمنيين، وعبر مفردات بصرية مفتوحة على ثراء بصري خاص، ستكون الكتابة عنه لا شيء أمام مشاهدته.

وبالعودة إلى حصوله على السعفة الذهبية، فإن مهرجان «كان» يكافئ التجريب، الانفتاح على مساحات عذرية في السينما تأتي من عوالم آسيوية مثل تايلاند، وفي استحضار سينمائي عذب بصريا وسرديا للمكان النابع منه وتشابك التاريخ الشخصي بالوطني، وليس يراستاكول بمخرج مبتدئ، ففيلمه Blissfully Yours حصل على جائزة مسابقة «نظرة ما» عام .2002

إنسانية

الجائزة الكبرى التي كانت من نصيب الفيلم الفرنسي كسفييه بوفوا «عن الآلهة والانسان»، يمكن أن تجتمع عليه خيارات كثيرة أخرى، لكن يبدو أن بورتون انحاز للجرعة الانسانية التي يقدمها الفيلم عن الرهبان السبعة الذين قتلوا في جبال الجزائر، والبناء الشائك والجميل لعلاقتنا معهم كما قدموا إلينا، وعلاقتهم بالدين الاسلامي وسكان القرية الجزائرية التي يوجد ديرهم فيها، جائزة يمكن لفيلم أنارتيو «جميل» أن يستحقها بجدارة، والذي حصل بطله خافيير بارندوم عن دوره فيه على جائزة أفضل ممثل، وربما تركيز أناريتو على شخصية واحدة في هذا الفيلم وأداء بارندوم الآثر جعلها مستحقة بالتأكيد، ولتأتي مناصفة مع الايطالي ايليو جيرمانو عن دوره في فيلم atiV artsoN aL (حياتنا)، لا بل إن الأمر يمتد بنا للقول إن دورة «كان» هذا العام دورة تمثيل بامتياز، بمعنى أن أغلب الأفلام هي أفلام آمنة ومهادنة تحمل على الدوام شخصية رئيسة يؤديها ممثل بأداء مميز، بما يقودنا إلى جولييت بينوش التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة في فيلم عباس كياروستامي «نسخة طبق الأصل»، ليكون الفيلم بينوش، وبينوش الفيلم، الأمر نفسه يمتد إلى الممثلة يون شانغهي في الفيلم الكوري «شِعر» الذي حصل على جائزة أفضل سيناريو لمخرجه وكاتبه لي شانغ دونغ، وهو يمضي بنا وبصحبة الشعر الذي تحاول ميغا كتابته من عالم إلى آخر، وكل ما تسعى إليه حماية حفيدها ونحن نشهد اجتياح «الزهايمر» لها.

نمضي خلف الجوائز الأخرى، وقد استقرت جائزة أفضل إخراج لدى الفرنسي ماثيو أميرليك عن فيلمه On Tour (الجولة) في تجربته الإخراجية الأولى ونحن نعرفه ممثلاً، وهو يتنقل في فرنسا برفقة راقصات تعرٍ، لا بل إن اميرليك سيدفعنا للقول إن جوائز هذا العام فرنسية بامتياز متوزعة بين الجائزة الكبرى وأفضل إخراج وأفضل ممثلة.

«رجل الصراخ»

تبقى الإشارة إلى فيلم التشادي محمد صالح هارون Screaming Man (رجل الصراخ) الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والذي سبق وأشرت إليه بوصفه واحداً من أهم الأفلام التي شوهدت في هذه الدورة الضعيفة نسبياً، ولعل علي هنا الإشارة إلى أن فيلم «هارون» وإلى جانبه فيلم «أناريتو»، ومن ثم الفيلم الكوري «شعر»، وفيلم الانجليزي مايك لي «عام آخر» الذي خرج خالي الوفاض، مثله مثل فيلم رشيد بوشارب «خارج عن القانون»، وفيلم «العم بونمي الذي يستطيع استحضار الماضي»، هي أفضل الأفلام التي شاهدتها في هذه الدورة.

الإمارات اليوم في

26/05/2010

####

السعفة الذهبية تخالف جميع التوقعات وتذهب لـ«العم بونمي»

كتب هالة عبد التواب 

انتزع المخرج التايلاندي «ابيشات بونغ وير اسيثاكول»، والذي وصفته الصحف الفرنسية بالدخيل علي مهرجان كان «السعفة الذهبية»، أكبر جائزة في هذا المهرجان الدولي مخالفًا لكل التوقعات. ففيلمه الذي يحمل عنوان «العم بونمي الذي يستطيع تذكر حياته السابقة» تدور أحداثه في الغاباته التايلاندية، ويتناول حياة رجل مسن يعاني من قصور حاد في الكلي يتحاور مع شبح زوجته ونجله المتوفيين منذ سنوات في غابة خارقة للطبيعة حيث تنتقل الأرواح من الإنسان إلي النبات والحيوانات.

وقد سرت موجة من الدهشة بين النقاد والصحفيين الفرنسيين بعد هذا الاختيار الغريب، الذي أرجعه البعض إلي ولع تيم برتون رئيس لجنة التحكيم بهذه النوعية من الأفلام ذات الأجواء السحرية التي تشبه الأحلام. في حين اعتبر البعض أن هذا الفيلم ذي الأجواء السحرية التي تشبه الأحلام. في حين اعتبر البعض أن هذا الفيلم هو الأقل إثارة للجدل بين الأفلام المرشحة للفوز بالسعفة الذهبية مثل فيلم «الخارجون عن القانون» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب الذي أثار ضجة كبيرة حتي قبل عرضه في فرنسا لتناوله موضع شائك في تاريخ العلاقات الفرنسية - الجزائرية.

ومن جانبه، وصف المخرج «أبيشتات بونغ وير اسيتاكول» فوزه بهذه الجائزة بأنه لحظة مهمة في تاريخ تايلاند والسينما التايلاندية. وقال للصحفيين: «أعتقد أن تايلاند بحاجة إلي نوع من الأمل لأننا مصدومون بالمواجهة بين مختلف الأيديولوجيات»، كما أشاد بلجنة التحكيم ورئيسها «تيم برتون» و«تسريحة شعره»!!

علي جانب آخر أكدت الصحف الفرنسية أن المسابقة الرسمية هذا العام كانت في مجملها ضعيفة المستوي بينما حظيت الفئات الموازية مثل مسابقة «نظرة خاصة»، و«مسابقة الأسبوع الدولي للنقاد» بمشاركة ثرية من أفلام متميزة علي الساحة السينمائية أبهرت النقاد والصحفيين. وقد نالت فرنسا النصيب الأكبر من الجوائز حيث حصل فيلم «رجال وآلهة» للمخرج الفرنسي «زافييه بوفوا» علي الجائزة الكبري، بعد أن أثار مشاكل بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية. كما حصلت الممثلة الفرنسية «جولييت بينوش» علي جائزة أحسن ممثلة عن فيلم «نسخة طبق الأصل» للمخرج الإيراني عباس كيروستامي ولم تنس «بينوش» أن توجه تحيتها للمخرج الإيراني جعفر بناهي وحملت الممثلة لافتة كتب عليها اسم هذا المخرج المسجون في طهران والذي كان يفترض أن يكون عضوًا في لجنة التحكيم.

نال جائزة أفضل إخراج المخرج الفرنسي «ماتيو امالريك». عن فيلم «جولة» بالرغم من كونه من معتادي المشاركة في مهرجان كان السينمائي، إلا أنها أول مرة يشارك في المسابقة كمخرج. ويروي فيلم «جولة» قصة منتج حفلات سابق يعود للأضواء لينطلق في جولة في أنحاء فرنسا برفقة فرقة من الراقصات.

وتقاسم جائزة أفضل ممثل الإسباني «خافيير بارديم» عن دوره في فيلم «جميل» للمخرج المكسيكي «أليخاندرو جونزاليس إيناريتو» والإيطالي «إيليو جيرمانو» عن دوره في فيلم «حياتنا» للمخرج الإيطالي «دانييلي لوتشيتي».

وفاز المخرج الكوري الجنوبي «لي تشانغ دونغ» بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه «شعر»، في حين انتزع المخرج التشادي «محمد صالح هارون» جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «رجل يصرخ».

روز اليوسف اليومية في

26/05/2010

 
 

بعد فوز تايلاند وتشاد في مهرجان "كان"

الأفلام المصرية للاستهلاك المحلي فقط

ناصر عبدالنبي

فجرت جوائز مهرجان "كان" السينمائي الدولي قضية مهمة داخل الوسط السينمائي المصري وهي سر الغياب المتواصل للسينما المصرية عن المهرجانات العالمية القوية مثل كان والأوسكار خاصة ان الفائز بالسعفة الذهبية من مهرجان "كان" هذا العام الفيلم التايلاندي "العم بوني يتذكر" وحصول المخرج التشادي محمد صالح هارون علي جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه رجل يصرخ فإذا كانت تايلاند وتشاد حصلتا علي جوائز من مهرجان كان هذا العام فأين السينما المصرية صاحبة التاريخ السينمائي الذي يزيد علي المائة عام؟

في البداية يؤكد السيناريست ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية ان الأمل في الشباب الجديد للارتقاء بصناعة السينما وهناك أسماء لمخرجين نتنبأ لهم بمستقبل كبير منهم مروان حامد وكاملة أبوذكري وغيرهما. فيجب ان ننظر للأمر بنظرة تفاؤل ولا نتشاءم.

بالنسبة لمسألة المشاركة في المهرجانات الدولية فنحن ينقصنا التقدم الفني سواء في معدات الصوت والصورة ومعامل التحميض وكل هذه الأشياء تجدها متقدمة في الخارج ونعاني منها في مصر ولكن بالنسبة للفكر فهو موجود ولدينا كتاب سيناريو ممتازون وهناك مخرجون شباب يأتون لي في جهاز السينما يقدمون انفسهم لاخراج أفلام لأول مرة اجدهم علي مستوي فني عال وخلال وقت قصير قريبا في السنوات القادمة سنجد افلاما تمثل مصر في كان وغيره من المهرجان.

وإذا كانت دول مثل تايلاند وتشاد قد حصلت علي جوائز فهذا تشجيع لنا للمشاركة بجرأة. قال ان السينما المصرية لا تقف عند حد المحلية لأن المحلية في نفس الوقت عالمية فعندما تعالج قضية داخلية مثل سائقي التاكسي فهي مشكلة عالمية والاغراق في المحلية هو مفتاح الوصول للعالمية.

أما الفنان القدير محمود ياسين فيقول: لابد ان ننظر لموقف السينما المصرية الآن فقد كنا ننتج أفلاما كثيرة في ظل النظام الاشتراكي وتبعية صناعة السينما للدولة والتي كانت تمتلك الاستديوهات والمعامل وشركة التوزيع الداخلي والخارجي إلي أن جاء الاقتصاد الحر وبالتالي ضاعت أكبر شركتين للسينما وهما شركة الاستديوهات والمعامل وشركة دور العرض وهما أكبر دعامتين في بلد سينمائي وبعد ان بدأنا ننتعش اقتصاديا جاءت الأزمة المالية في العالم ووصلت لنا بعض تأثيراتها وهذا كله انعكس علي صناعة السينما وتأثرت بعنف ولم يعد لها صاحب وبعد ان كنا ننتج 131 فيلما انخفض انتاجنا إلي فيلم واحد عام 1999 ثم بدأ الانتاج يزيد إلي أن وصل في عام 2008 إلي 48 فيلما وفي عام 2009 انخفض إلي 15 فيلما وفي هذا العام 2010 لن يزيد علي عشرة أفلام وبالتالي فمن الصعب تقييم السينما المصرية في هذه الظروف لأننا لن نجد من بين العشرة أفلام إلا فيلما أو فيلمين لنشارك في مهرجانات أقل قيمة أما مهرجان كان فلن نجد الفيلم القوي الذي سنشارك به بقوة في هذه المهرجانات خاصة اننا نعاني عند اختيار فيلم للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي.

اضاف ان الانتاج الآن يخاطب الفضائيات التي لا تبحث عن افلام مهرجانات لتعرضها ولكنها تبحث عن افلام التسلية. قال: لابد للدولة ان تدعم السينما لأن كل دول العالم الرأسمالية مثل انجلترا وفرنسا وباقي دول أوروبا تدعم صناعة السينما لديها وفي هذه الحالة نستطيع أن نشارك في المهرجانات العالمية.

قال ان صناعة السينما صناعة تنموية تهدف إلي تنمية الوعي العام ولابد ان نعاملها من هذا المنطلق ولا نتعامل معها كأنها عار فهي صناعة عريقة يزيد تاريخها في مصر علي المائة عام.

الجمهورية المصرية في

26/05/2010

####

.. و3 مفاجآت في جوائز "كان"

حققت السينما التايلاندية المفاجأة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي بحصول الفيلم التايلاندي "العم بوني يتذكر حيواته السابقة" علي السعفة الذهبية وهي أعلي جائزة في المهرجان وتسلمها المخرج التايلاندي أبيشات يونغ ويتناول الفيلم المعتقدات التايلاندية القديمة حول تناسخ الأوراح وتميز الفيلم بعرض جمال الطبيعة التايلاندية في الليل.

تتوالي مفاجآت المهرجان في حصول المخرج التشادي محمد صالح هارون علي جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه "رجل يصرخ" وتنحصر المفاجأة في ان تلك أول مشاركة للسينما التشادية في المسابقة الرئيسية للمهرجان وتدور أحداث الفيلم حول رجل في الستينيات من عمره يضطر إلي التخلي عن وظيفته التي يحبها كمراقب في حمام سباحة بأحد الفنادق إلي ابنه.

أما المفاجأة الثالثة فقد جاءت في خروج الفيلم البريطاني "سنة أخري" للمخرج مايكل لي بدون جوائز في المسابقة برغم ترشيح معظم النقاد للفيلم واعجابهم به.

في بانكوك أعرب السينمائيون عن سعادتهم لحصول السينما التايلاندية علي جائزة السعفة الذهبية كأفضل فيلم في المهرجان.. في الوقت الذي تشهد البلاد هناك مظاهرات عنيفة علي مدار الشهرين الأخيرين واشتعال الشوارع.

الطريف ان الفيلم التايلاندي "العم بوني يتذكر حيواته السابقة" شهد جدلا من رواد المهرجان ما بين الحيرة وعدم الفهم وآخرون في حالة دهشة.. مما جعل فوزه بالجائزة نوعا من المفاجأة بسبب قصة الفيلم الغريبة وذكر المخرج التايلاندي أبيشات يونغ - 39 عاما - انه عرف السينما لأول مرة منذ 30 عاما عندما اصطحبه والداه إلي السينما ولكنه كان صغيرا ليدرك ما يدور من احداث علي الشاشة والجدير بالذكر ان جائزة المخرج أبيشات يونغ في مهرجان كان لم تكن الجائزة الأولي حيث سبق ان نال في دورة المهرجان عام 2004 جائزة لجنة التحكيم عن فيلم "أمراض استوائية".

امتدادا لغياب العرب عن جوائز مهرجان كان السينمائي خرج الفيلم العربي الوحيد في المسابقة "خارجون علي القانون" من الجزائر للمخرج رشيد بوشارب بلا جوائز ويتطرق الفيلم إلي فترة هامة في تاريخ الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي وخاصة الأحداث المتعلقة بيوم 8 مايو عام 1945 وحركة التحرير الوطني وقد شهد الفيلم اثناء عرضه في المهرجان تنظيم مظاهرات ضخمة احتجاجا لما يحمله من افكار عدائية.

في نفس الوقت الذي خرجت السينما الجزائرية بلا جوائز أهدت لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأمريكي تيم بيرتون الجائزة الكبري في المهرجان وهي الجائزة الثانية بعد جائزة السعفة الذهبية للمخرج الفرنسي كزافييه بوفوا 43 عاما عن فيلمه "رحال والهة" وهي قصة مؤثرة حول مجموعة من الرهبان الفرنسيين يعيشون في الجزائر اثناء فترة التطرف الارهابي حيث تم اغتيال الرهبان الفرنسيين الثمانية في احدي القري علي يد احدي الجماعات الارهابية المتطرفة في الجزائر فترة التسعينيات من القرن الماضي ورغم ان الفيلم لا يبرز مشاهد الاغتيال ولكنه يوضح حالة التوتر التي عاشها ابطال الفيلم وقوة العنف الذي اجتاح الجزائر في تلك الفترة الزمنية.

الجمهورية المصرية في

26/05/2010

 
 

اوراق شخصية

رحلة مع مخرج العجائب

أمال عثمان

أسدل الستار يوم الأحد الماضي علي مهرجان »كان« السينمائي الدولي.. وانطفأت أضواء قصر المهرجانات.. وعاد الهدوء إلي الريفييرا الفرنسية بعد 11 يوماًً من الأحداث الصاخبة والأخبار المثيرة والأزمات الملتهبة.. لكن توابع تلك العواصف التي هبت علي مملكة السينما في عامها الـ63 لم تهدأ بعد.. ومثلما ألقت القضايا السياسية والاقتصادية والمواقف الإنسانية بظلالها علي حفل افتتاح المهرجان وأيامه ولياليه امتدت أيضاً إلي مسرح الجوائز التي جاءت صادمة للنقاد ومخيبة لآمال صنّاع الأفلام الذين سارعوا بإنهاء تصوير أفلامهم السينمائية رغم الأزمات المالية للحاق بأكبر حدث سينمائي عالمي.

في الأسبوع الماضي استعرضت معكم مجموعة من القضايا السياسية الشائكة التي عرضت علي شاشة المهرجان، وتناولت الأحداث التي صاحبت عرض بعض تلك الأفلام، وردود الأفعال والاحتجاجات والاعتراضات التي توالت علي شاطئ السينما الهادئ، ووعدتكم بإستكمال الحديث عن الأفلام التي تناولت الأزمات الاقتصادية الكبري التي زلزلت الحكومات وهزت الدول، وأطاحت بعرش المؤسسات المالية الكبري في معظم الدول والعواصم.

اسمحوا لي قبل الخوض في تفاصيل تلك الأفلام أن أصحبكم في قراءة سريعة للجوائز التي كان لفرنسا منها نصيب الأسد وأن نلقي نظرة خاطفة علي الأفلام التي اختارتها لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأمريكي الشهير »تيم بيرتون« صاحب العالم السينمائي المليء بالخيال والأحلام والغرائب والفانتازيا، والذي يؤمن بنقل ما يوجد في العالم الحقيقي من مشكلات إلي عالم الخيال، والتعامل مع الموضوعات المهمة في الحياة الواقعية بنظرة تجمع بين الحلم والحقيقة.. وقد اعترف المخرج »تيم بيرتون« قبل المهرجان- بأنه لم يشاهد أي أفلام منذ عامين لأنه كان مستغرق في فيلم »أليس في بلاد العجائب«، واعتبر أن سفره إلي مهرجان »كان« بمثابة رحلة إلي بلاد العجائب أيضاً، وظهر ذلك بوضوح من خلال جائزة السعفة الذهبية التي أطاحت بأحلام السينمائيين، وكانت كبري المفاجأت عندما حصل الفيلم التايلاندي »العم بونمي يتذكر حياته السابقة« ومن شاهد أفلام بيرتون السابقة مثل »كابوس ما قبل الكريسماس« و»كوكب القرود« وغيرهما لم يستغرب اختيار الفيلم التايلاندي بالفوز بالجائزة لأنه يتشابه مع نوعية الأفلام التي يفضل المخرج الأمريكي »بيرتون« إخراجها، وقد علق علي هذا الاختيار قائلاً : لقد أعجبني ذلك العمل لأنه شديد الغرابة.. فلم أر مثله طوال حياته، فهو يقدم سينما الفانتازيا بشكل لم أشاهده من قبل وجعلني هذا الفيلم أشعر بأنني في حلم جميل غريب مليء بالمفاجآت.

> > >

ويدور الفيلم حول بطل ينتظر الموت بعد إصابته بفشل كلوي وخلال الأيام الأخيرة من حياته يبدأ في استدعاء كل الذين قابلهم طوال مشواره، وينطلق الفيلم من فكرة تناسخ الأرواح بين البشر، وتقمصها في صور متعددة سواء حيوان أو نبات أو شخص آخر وتظهر له زوجته وابنه الذي فقده في صورة قرد ويتساءل البطل- بصورة فلسفية عن حقيقة نفسه!

واستقبل الجمهور والنقاد هذا الفيلم بنوع من الاستهجان والسخرية وصلت إلي حد مغادرة معظم المشاهدين لقاعة عرض الفيلم!

المثير في الأمر أن مخرج الفيلم »أبيشا تبونج وير أسيفا كول« علق علي هذا الفوز قائلاً: إنه كصانع أفلام قرر أن يعبر عن هموم وطنه بالمصادمات العنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة من خلال هذا الفيلم!

أما ثاني مفاجآت الجوائز فكانت حصول الفيلم الفرنسي »رحلة« علي جائزة أفضل اخراج للمخرج والممثل »ماثيو أماريك « في أولي تجاربه الاخراجية رغم أن الفيلم لم ينل إعجاب النقاد ووصفوه بأنه ضعيف المستوي إلا أن رئيس لجنة التحكيم أنه أحب في هذا الفيلم الحيوية التي تغمر أحداثه وأسلوب تناولة واتفق معه أعضاء لجنة التحكيم في ذلك الرأي واستطاع الفيلم أن يبقي في ذاكرتهم جميعاً رغم أنهم شاهدوه في بداية المهرجان.

والجائزة الفرنسية الأخري حصدتها النجمة الفرنسية الجميلة »جوليت بينوش« عن دورها في فيلم »نسخة طبق الأصل« للمخرج الايراني »عباس كيروستامي« وهي الجائزة التي ألمح الكثيرون علي أنها تنطوي علي مغزي سياسي كبير.. وانتهزت النجمة الفرنسية صعودها علي مسرح الجوائز لترفع بطاقة تحمل اسم المخرج الإيراني المعتقل »جعفر بناهي« في إشارة واضحة وصريحة للتضامن معه مثلما تضامن معه كبار نجوم السينما العالمية مثل »سبيلبرج وسيكورسيزي وروبرت دي نيرو« ووقعوا وثيقة تضامن معه لمساندته فيما تعرض له من ظلم وقهر.

> > >

ويبدو أن تلك المواقف قد نجحت في الضغط علي الحكومة الايرانية التي أعلنت عزمها اطلاق سراح المخرج الايراني عشية حفل الختام.. وكان نائب وزير الثقافة الايراني للشئون السينمائية قد أدان موقف مهرجان كان في دعم ومساندة المخرج الايراني المحتجز، أثناء حضوره في السوق السينمائي للمهرجان حيث أخبر »جيل جاكوب« رئيس المهرجان بأن الجميع يعلم أن الهدف من وراء اقامة مهرجان كان هو الربط بين الشعوب وتقوية علاقاتها من خلال الفن والثقافة، ولكن تدخل المهرجان في الأمور السياسية من شأنه الاضرار بسمعته ومكانته، ومن جانبه أكد »جيل جاكوب« أن موقف المهرجان يعود لأسباب انسانية خالصة لا دخل للسياسة بها، وأن ادارة المهرجان تحترم سيادة الدول وحريتها في اتخاذ قراراتها.

> > >

أما فيلم  »عن الآلهة والرجال« للمخرج الفرنسي »خافيير بوفوه« فقد فاز بالجائزة الكبري ثاني أهم جائزة في المهرجان وكانت هذه الجائزة من أكثر الجوائز التي لاقت تأييداً.. ويعد هذا الفيلم من أكثر أفلام المهرجان إنسانية وعاطفية، وقد علقت وسائل الأعلام البريطانية بأنه فيلم يستحق الفوز بأكثر من الجائزة الكبري.

والفيلم مقتبس من أحداث حقيقية وقعت عام 1996 عندما تعرض 7 من الرهبان الفرنسيين للاختطاف علي يد الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر والتي أعلنت وقتها مسئوليتها الكاملة عن هذا الحادث، وطبقاً لوثائق سرية فرنسية فإن عملية الاغتيال تورط فيها الجيش الجزائري بشكل خاطئ أثناء محاولاته إنقاذ الرهائن، وقد تم تصوير معظم مشاهد الفيلم في دير قديم كان مغلقاً لأكثر من 40 عاماً، إلا أن فريق عمل الفيلم تمكن من تجديده حتي يكون صالحاً للتصوير وصرح مخرج الفيلم أن ما جذبه لتقديم هذه القصة هي المعاناه الداخلية التي عاشها الضحايا، وتجربتهم الأليمة، ومحاولة معرفة الحقيقة الكاملة وراء ذلك الحادث الإرهابي البشع!

> > >

أما لجنة التحكيم فقد قالت في حيثيات منحها الجائزة أن الفيلم نجح في تجسيد التضحية العظيمة التي قام بها الرهبان بعد أن تمسكوا بالاستمرار في عملهم  في سلام علي الرغم من وجودهم وسط ساحة العنف الدموي.

وكان احترام الرهبان للديانة الاسلامية ومشاعرهم الكريمة الطيبة نحو جيرانهم الجزائريين كان لكل ذلك الأثر اختيارنا لمنح هذا الفيلم للجائزة.

واستطاع المخرج التشادي محمد صالح هارون أن يعيد افريقيا إلي مسرح الجوائز بعد سنوات طويلة من الغياب وذلك بحصولة علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم »رجل يصرخ« ليصبح أول مخرج أفريقي يحصل علي واحدة من كبري جوائز مهرجان كان منذ 13 عاماً، وعلق المخرج التشادي علي هذه الجائزة قائلاً بأنه يسعي من خلال أعماله السينمائية للتعبير عن القارة السمراء بشكل انساني  واعترف بأنه تعلم أن يكون مناضلاً حالماً حتي يتمكن من الاستمرار في عمله وتقديم المزيد من الأفلام في وطن لا يقدم الدعم المالي لصناعة السينما وتغلق فيه دور العرض .

> > >

وجائزة أفضل ممثل فقد حصل عليها مناصفة النجم الأسباني »خافير بارديم« عن تجسيده لشخصية رجل شرطة فاسد يصاب بالسرطان في فيلم »جميل« مع النجم الايطالي »أليو جير يو مانو« عن دوره في فيلم »حياتنا«.

أما جائزة السيناريو فقد ذهبت للمخرج وكاتب السيناريو الكوري الجنوبي »لي شانج دونج« عن فيلمه »شعر« وقد لاقي هذا الفيلم استحسان واعجاب معظم النقاد، وكان هذا المبدع وزير ثقافة سابق في بلاده ويدور الفيلم حول امرآه الستين من عمرها تعيش مع حفيدها بعد فقد ابنها وتحاول أن تتعلم كتابة الشعر وتقع في حب جارها المريض، ثم تصطدم مع حفيدها عندما يغتصب احدي زميلاته وتنهي هذه المرأة حياتها بالانتحار.

والامر المثير للدهشة أن جميع القامات الكبيرة في عالم الاخراج قد خرجت خالية الوفاض من المهرجان عكس ما كان متوقعاً ومنهم المخرج الروسي ميخاكيلوف بفيلمه »وجوه أحرقتها الشمس« والمخرج رشيد بو شارب بفيلمه »خارجون عن القانون« والمخرج الامريكي دوج ليمان بفيلمه »لعبة عادلة« والمخرج الياباني الشهير تاكيشي كيتانو بفيلمه »الغضب« الذي حصد حاله من التصفيق والاعجاب استمرت خمسة دقائق بعد عرضه. وللحديث بقية في الاسبوع القادم بمشيئة الله. تحدث المخرج  الكبير وودي الان خلال وجوده في مهرجان كان عن زميله المخرج رومان بولانسكي حيث عبر عن استيائه مما تعرض له بولانسكي مشيراً إلي دعمه ووقوفه بجانبه في أزمته وصرح قائلاً: لقد وقعت تلك الحادثة منذ سنوات عديدة وعاني رومان بسببها كثيراً ويكفي أنه كان ممنوعاً من دخول أمريكا وأعتقد أنه قد سدد هذا الدين بعد أن قضي حياه مشتته وغير مستقرة وأن رومان فنان مرهف الحس وانسان رقيق، وأعترف بأنه أقدم علي فعل خاطأ ونال جزاءه في نهاية الأمر، ويوجد ملايين الاشخاص في أمريكا يسرقون البنوك ويقتلون ويبيعون المخدرات ولا أحد يتعقبهم، والسلطات الامريكية تترك كل هذا وتطارد رجلاً فوق السبعين لم يسبب متاعب لأحد، خاصة وأن الفتاه المعنية بأمر التحرش لم تكن تتمني حدوث هذه المشاكل كلها وتتمني أن تتركه السلطات  يقضي بقية أيامه بكرامه وكفاه ما مر به.. وكان بولانسكي البالغ من العمر 76 عاماً قد هرب من الولايات المتحدة عام 1978 لتجنب محاكمته أمام القضاء الامريكي بتهمة تحرشه الجنسي بفتاه قاصر وتم القبض عليه في سبتمبر الماضي ويخضع حاليا للإقامة الجبرية في منزله بسويسرا. وقد ظهرت الاسبوع الماضي اتهامات جديده مقدمة ضده بعد اعلان الممثلة البريطانية شارلوت لويس أن المخرج الفرنسي تحرش بها جنسياً عام 1982 عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاماً.

amalosman23@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

27/05/2010

 
 

طارق الشناوي يكتب :

«خالد النبوي» وصورة على السجادة مع «ناعومي واتس»

لو تتبعت الأخبار التي صاحبت مهرجان «كان» في مصر ستجد الخبر الرئيسي هو أن «خالد النبوي» يشارك في بطولة فيلم عالمي «لعبة عادلة» إخراج «دوج ليمان» مع «شون بين» و«ناعومي واتس».. كنت أعلم بالطبع أن الدور صغير لا أقول هامشي ولكنه صغير وذلك لأن تجاربنا مع «خالد» هي أنه يملأ الدنيا صخباً قبل عرض فيلمه ثم يسفر الأمر عن لا شيء فعلها مع فيلم «مملكة الجنة» إخراج «ريدلي سكوت» وكان الأمر وقتها لا يخلو من أحاديث عن غزو عالمي لنجم مصري وأنه القادم للعالمية بعد «عمر الشريف» وبعد أن شاهدنا الفيلم اكتشفنا أن الفنان السوري «غسان مسعود» يلعب دوراً رئيسياً في الفيلم هو دور «صلاح الدين الأيوبي» ولم تسبقه أي دعاية بل إنه في سوريا لا وجود له علي خريطة السينما هناك.. هذه المرة مع فيلم «لعبة عادلة» كان «النبوي» أكثر هدوءاً فلم تسبقه تلك الزفة وقدم دوراً صغيراً في عدد مشاهده لكنه أساسي في البناء الدرامي للفيلم فهو عالم ذرة عراقي يؤكد أنه في عام 90 قامت العراق بتفجير كل أسلحة الدمار الشامل ولا توجد لديهم مثل هذه الأسلحة ولكن بالطبع جهاز المخابرات الأمريكية الـ C.I.A كانت تريد الحصول علي وثيقة تبرر غزو العراق في 2003 «خالد» أدي دوره بأسلوب جيد صحيح أن المخرج «دوج ليمان» لم يقدم فيلماً ممتعاً ولكننا في النهاية شاهدنا ممثلاً مصرياً يشارك في فيلم عالمي ولم يكن «خالد» هو الفنان المصري الوحيد كان لدينا أيضاً «هناء عبد الفتاح» الذي لعب دوراً صغيراً في الفيلم نفسه أدي شخصية أستاذ جامعي.. بالطبع «هناء» لم يكتب عنه أحد.. قابلت «خالد» بالصدفة علي شاطئ الكروازيت في «كان» قلت له الدور هذه المرة أكبر بالتأكيد وأكثر أهمية وأداء أيضاً جيد قال لي قرأت ذلك في «الدستور».. إلا أنني فوجئت بأن ما يجري في الإعلام المصري شيء آخر المساحة الأكبر احتلها «خالد» علي قناة «نايل سينما» وكأنه قد صار نجماً عالمياً وكأن هذا هو أهم أحداث مهرجان «كان».. «خالد» كان حريصاً علي أن يتم تصويره أثناء صعوده علي السجادة الحمراء بجوار «ناعومي».. غاب «شون بين» بطل الفيلم عن العرض وبالتالي كانت الفرصة مهيأة أمام «خالد» للاقتراب أكثر من «ناعومي».. جميل بالطبع أن يشارك «خالد» في هذه الأفلام وأن يملك أيضاً الطموح الدائم في هذا الاتجاه ولكن علينا ألا نعتبر أن هذه عالمية.. الممثل المصري الوحيد الذي من الممكن أن تنطبق عليه شروط العالمية بعد «عمر الشريف» هو «خالد عبد الله» الذي شارك مؤخراً في دور رئيسي في فيلم «المنطقة الخضراء» وقبله «يونايتد 93» و«الطائرة الورقية» فنان مصري يعتز بجذوره رغم أنه مولود في لندن ومع الأسف لا يحصل من إعلامنا علي أي اهتمام.. أنا بالطبع أعتبر أن طموح «خالد» مشروع ولكن لا ننسي أن في هذا الاتجاه مثلاً قد نري علي الطريق كلاً من «خالد أبو النجا» و«عمرو واكد» و«محمد كريم» يحققون وجوداً في نفس الاتجاه ولكن بدون أي بقعة ضوء إعلامية.. لا أري أن الإعلام والأضواء التي يصنعها النجوم هي تهمة عليهم أن ينكروها كما أنها أيضاً بنفس القدر ليست شرفاً مفروضاً عليهم أن يتحلوا ويتباهوا به.. جاء لقائي مع «خالد النبوي» علي رصيف «الكراوزيت» في «كان» في ليلة عودتي للقاهرة والمهرجان كان قد لملم أوراقه وهي من المرات القليلة التي أجد فيها متسعاً من الوقت للتنزه قبلها بلحظات كنت قد التقيت علي الرصيف المقابل بالمنتج «محمد حسن رمزي» ورغم أننا في «كان» نعيش أجواء تبعدنا عن السينما المصرية عادة إلا أنني كنت أهيئ نفسي بعد ساعات قليلة للعودة للقاهرة وأجد نفسي مشتبكاً رغم أنفي مع الأفلام لأننا في عز الموسم الصيفي.. كنت قد كتبت أكثر من مرة عن مأزق كتابة الأسماء في فيلم «الديلر».. أثيرت هذه المشكلة بعد احتجاج «خالد» واعتبرت أن احتجاج «خالد» بسبب كتابة الأسماء يعرقل مسيرة وجوده علي الخريطة السينمائية التي لا تعترف مع الأسف إلا بالأرقام التي يحققها و«خالد» يعاني من ضآلة في هذا الشأن.. قلت إنه لا يوجد عقد يتيح له أن يكتب اسمه بالتترات قبل «السقا» لأنه في هذه الحالة ينبغي أن يحصل علي موافقة الطرف الآخر وأنه لا يمكن أن يتعاقد معه منتج علي أن يسبق اسمه «السقا» لأن الشباك لصالح "السقا" الجمهور يأتي إليه ويقطع التذكرة.. قلت هذا لمحمد حسن رمزي وصدق علي رأيي.. وكانت مع «خالد النبوي» الفنانة «بشري» تقضي شهر العسل مع زوجها وقلت لها ألم يحدث أنك رشحت لدور أمام نجم شباك وكان المخرج والمنتج متمسكان بتواجدك واعترض عليك نجم العمل فتم استبعادك.. أجابتني حدث ذلك ولم أسألها عن الفيلم أو النجم وهي أيضاً لم تتبرع بأن تذكر الاسم ولم يكن موضوعنا هو البحث عن أسماء بقدر ما نتحدث عن قانون السينما المصرية الذي مع الأسف يحرك كل شيء وفقاً لإرادة نجم الشباك.. «خالد»، قال لي إنه لا يستسلم لقانون السينما ولم أفهم كيف يستطيع فنان أن يحطم قانوناً ويخترع قانوناً خاصاً به.. اتضح بالفعل أنه لديه عقد مع «سامي العدل» أول منتجي الفيلم يتيح له فيه ألا يكتب اسمه في التترات.. «حسن رمزي» قال لي إنه بعد أن اشتري الفيلم من «سامي العدل» فوجئ بهذا العقد الغريب وأنه طوال تاريخ السينما لم يحدث ذلك.. قلت مرة واحدة حدث ذلك في مسلسل «زيزينيا» عندما طلبت «فردوس عبد الحميد» أن تحذف اسمها من التترات حتي لا تسبقها «آثار الحكيم» ووافقوا علي طلبها.. حالة استثنائية بالطبع.. رغم أننا قرأنا في إعلانات دور العرض اسم «خالد» في المركز الثالث بعد «أحمد السقا» و«مي سليم».. قال «رمزي» لي إنه أنهي المشكلة وإنه كتب اسم «النبوي» في التترات بأسلوب يرضيه.. الفيلم مفروض أنه عرض مساء أمس الثلاثاء وهذا المقال أخذ طريقه للنشر مساء الاثنين لا أدري ما هو الذي أرضي «النبوي» في التترات ولم يغضب «السقا» الذي أتصوره وهو لا يزال ينظر إلي صورته مع «ناعومي واتس» منتعشاً بدفء السجادة الحمراء؟!

الدستور المصرية في

26/05/2010

####

خواطر ناقد

مهرجان مدجج بالسياسة

طارق الشناوي

في حفل الختام لم يغب »جعفر باناهي« عن منصة لجنة التحكيم ولا عن منصة التكريم.. كان المخرج الإيراني الشهير المسجون الآن في إيران هو البطل الغائب الحاضر الذي سيطر علي  كواليس المهرجان منذ اختياره عضواً في لجنة التحكيم.. ولم يتوقف الإحساس بالأجواء السياسية التي أحاطت بقصر المهرجان طوال أحداثه كان كل شيء يؤكد ظاهرياً بأن هذه الدورة لديها أجندة تريد توصيلها للعالم.. ورغم ذلك فإنني أري أن المهرجان لم يلعبها سياسة ولم تكن الخطة هي أن يقول رأيه في نظام الحكم في إيران ولا أن يهاجم السياسة الأمريكية في عهد »جورج بوش« من خلال عرضه فيلمي »لعبة عادلة« لدوج ليمان و»طريق أيرلندا« لكين لوتش.. ولا أن يسخر من »بيرلسكوني« رئيس الوزراء الإيطالي بفيلم »دراكيولا« للإيطالية »سابينا جوزينتي« لأن نفس المهرجان أيضاً اختار فيلم رشيد بوشارب »خارج عن القانون« الذي يتناول مذبحة عام 5491 في الجزائر عندما أطلق الجيش الفرنسي النيران علي المتظاهرين المدنيين العزل في العاصمة الجزائرية ولم يكن أي منهم يرفع السلاح في وجه أحد.. تحيط فرنسا دائماً في عهد الرئيس »ساركوزي« بعض الظلال فيما يتعلق بالعرب والمسلمين والموقف منهم وفرنسا هي الأعلي صوتاً بين كل دول العالم الأوروبي في رفض ارتداء النقاب وبغض النظر عن أن هذه الأصوات لها من يؤيدها أيضاً في بعض البلاد العربية ولكن الأمر المؤكد أن هناك موقفاً فكرياً يعبر عن نفسه في الكثير من مواقف »ساركوزي« ورأيي الشخصي رغم ضعف المستوي الفني للأفلام المشاركة بالمسابقة الرسمية فإن المنطق هو أن لجنة الاختيار لم تكن تبحث عن الفيلم السياسي أولاً وتختاره للمشاركة في المهرجان ليس صحيحاً علي الإطلاق ولا يمكن أيضاً لسينمائي متابع لمهرجان »كان« أن يصدق هذا التوجه.. مثلاً عندما اختار المهرجان قبل 6 سنوات فيلم »مايكل مور« 9.11 فهرنهايت كنا علي مشارف الانتخابات الأمريكية في  الدورة الثانية لجورج بوش الابن و»مايكل مور« كان يسخر بضراوة من كل ممارسات الرئيس الأمريكي السابق ومنها الحرب علي العراق وبعض التعليقات الأمريكية أشارت إلي أن »كان« أصبح هو الولاية رقم (55) في أمريكا التي تعادي »جورج بوش«.. وحصل وقتها »مور« علي السعفة وقالوا إن لجنة التحكيم تم اختيارها من البداية برئاسة »تارنتينو« المخرج الأمريكي الشهير المعروف بمعاداته لسياسة »بوش« حتي نصل إلي هذه النتيجة.. فهل هذا من الممكن اعتباره موقفاً مسبقاً ضد أمريكا.. وعندما مثلاً تغيب أمريكا عن فعاليات المهرجان هذه الدورة ولا يمثلها رسمياً سوي فيلم واحد »لعبة عادلة« فلا يعد هذا من وجهة نظري معبراً عن موقف سياسي تلعبه هوليود ضد فرنسا أو ضد أوروبا لا يمكن اعتباره كذلك ولكن الأقرب للصحة هو أن هذه الاختيارات فرضت نفسها وهذا هو المتاح فلا هوليود مثلاً قررت فجأة اعتبار أن »كان« عدوتها اللدودة ولا »كان« قرر أن يثبت للعالم أجمع أن السينما أمريكية لا تستحق أن يحتفي بها في »كان«.. لا شيء من هذا يصلح لكي يصبح بمثابة تفسيراً مقنعاً والدليل أن المهرجان يثبت عكس ذلك باختيار رئيس لجنة التحكيم أمريكي »تيم بيرتون« ومخرجون كبار مثل »وودي آلان« و»أوليفر ستون« يعرضون أفلامهم خارج التسابق ولكن في الإطار الرسمي المهرجان أليست كل هذه مؤشرات علي أن المهرجان لا يعادي أمريكا.. علي الجانب الآخر نستطيع ولكن مع التدقيق أن نشعر بهوية المهرجان الفرنسية تعلن عن نفسها بوضوح لا لبس فيه.. خمسة أفلام فرنسية في المسابقة وخمسة أخري إنتاج مشترك مع فرنسا.. الأرقام لا تخطئ وأيضاً لا يمكن تجاهلها.. مثلاً »جولييت بينوش« صورتها علي بوستر المهرجان إنها النجمة الفرنسية الأولي ساحرة فن الأداء وتربعت علي عرش الجماهير وأيضاً الإيرادات وصارت صاحبة أعلي أجر بين نجوم العالم في السينما.. المهرجان في فرنسا هذه حقيقة بالطبع لكنه أيضاً لا يغفل أنه دولي والدليل أن فرنسا لم تنحاز إلي فرنسا وعندما حصلت علي جائزة »السعفة« قبل عامين عن فيلم "بين الجدران" كانت قبلها علي مدي 02 عاماً بعيدة عن »السعفة«.. إن ما تبقي في ذاكرة الجمهور بعد المهرجان ليس هو الأفلام المشاركة ولا حتي الصراعات التي صاحبت الأفلام الناس تتذكر الأفلام التي حصلت علي الجوائز وهكذا مثلاً في هذه الدورة فاز فيها فيلم »أنكل بونمي يتذكر حيواته السابقة« التايلاندي للمخرج »أبيتشيونج وبراسيتاكول« بالتأكيد اسم المخرج من الصعب حفظه واسم الفيلم طويل أكثر مما ينبغي ولكن ما سوف يتبقي هو ان السينما التايلاندية حصلت علي السعفة الذهبية وأنها لأول مرة تقف بقوة علي خريطة المهرجانات.

ولكن لدينا سؤال سيعيش ويتكرر بعد المهرجان هل السياسة فرضت نفسها أم أن المهرجان تورط في السياسة وعندما بدأ الخطوة الأولي لم يستطع التوقف.. لا أتصور أن المهرجان أقحم نفسه في دائرة السياسة العالمية ولكن العالم كله من خلال الأفلام السينمائية صار يتعامل مع واقع سياسي يفرض نفسه علي كل شيء.. فما يجري في العراق ليس حدثاً محلياً ولا حتي عربياً ولكنه دولياً كانت حجة أمريكا هي نشر الديمقراطية وغزت العراق مستعينة بغطاء عسكري مع عدد من دول العالم لحماية البشرية من أسلحة الدمار الشامل ثم اكتشفنا أن هذه مجرد كذبة كبيرة تخفي وراءها الكثير من المصالح الصغيرة التي فضحتها الصحافة والفضائيات وكان ينبغي أيضاً للسينما أن تلعب دورها كما تعودت أن تمارسه في كل شئون الحياة.. في أعقاب أحداث 11/9 استدعت وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاجون« خبراء هوليوود لوضع تصور لما حدث.. عجز تحليل العسكريين والمدعم بالوثائق عن معرفة الأسباب فذهبوا إلي هوليود.. قبل نحو شهر أشارت الصحف إلي أن وكالة الفضاء الأمريكية »ناسا« اتفقت مع المخرج العالمي »جيمس كاميرون« الذي قدم قبل 31 عاماً »تيتانيك« ومؤخراً عرض له فيلمه »أفاتار« بالأبعاد الثلاثة هذا المخرج اتفق مع الوكالة علي أن تتم الاستعانة بكاميرات ثلاثية الأبعاد في رحلتها القادمة إلي المريخ.. السينما ترتبط بالسياسة ولهذا تواجدت هذه الدورة وبقوة ولكن يبقي أن مأزق هذه الدورة ليس في التوجه السياسي ولكن مستوي الأفلام التي شاركت في المسابقة كانت دون المستوي سوف ننسي مع الأيام المظاهرات الفرنسية التي أحاطت قصر المهرجان منذ الصباح الباكر يوم الجمعة الماضي موعد عرض فيلم رشيد بوشارب »خارج عن القانون« وهو فيلم أنتجته فرنسا بالاشتراك مع »بلجيكا« والجزائر وتونس ورغم ذلك أثار غضب اليمين الفرنسي وشاهدنا العلم الفرنسي مرفوعاً أمام قاعة »لوميير«.. كل هذا سوف ينسي وسوف يتبقي فقط في الذاكرة أن مستوي أفلام هذه الدورة من عمر المهرجان كان دون المستوي!!

أخبار النجوم المصرية في

27/05/2010

####

غابت الأفلام وحضرت القضايا والطموحات في (كان)

حصاد مهرجان كان عربي وقطري

يمثل مهرجان كان بالنسبة لصناعة وصناع الافلام في كل مكان الطموح والحلم والمكان الذي يمكن ان ينطلق منه الى العالمية وجذب الاضواء والانظار.. ولم تختلف صناعة وصناع الافلام في المنطقة العربية عن غيرهما من المنغمسين في الفن السابع في الاهتمام بالتواجد في هذا المهرجان وهو تواجد نجح بعضهم فيه في حالات قليلة وفي حالات نادرة نجح البعض في اقتناص جائزة من جوائزه، كما حدث مع المخرج الجزائري الكبير لخضر حامينا وفيلمه "وقائع سنوات الجمر" الذي فاز بالسعفة الذهبية للمهرجان في عام ١٩٧٥.

في دورة هذا العام لم يمثل العرب رسميا إلا من خلال فيلم ملتبس الهوية هو فيلم "الخارجون على القانون" الذي شارك في انتاجه كل من الجزائر وفرنسا وبلجيكا واخرجه المخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب ويبقى موضوع ورسالة الفيلم عربياً وجزائرياً بامتياز لا لبس فيه حيث يدور عن المذبحة التي ارتكبتها القوات الفرنسية في الثامن من مايو عام ١٩٤٥ عشية انتصار فرنسا والحلفاء على دول المحور النازية في الحرب العالمية الثانية.. وعن العلاقة بين فرنسا والجزائر شارك ايضا ممثلا لفرنسا فيلم "عن البشر والآلهة" والذي يروي احداث مقتل سبعة رهبان فرنسيين في قرية جزائرية صغيرة بطريقة بشعة ولم يركز الفيلم جهده في كشف الحقيقة وراء الجريمة ولا مقترفيها الحقيقيين بل ركزه على الصراع بين جوهر الاديان ومن يرتكبون الجرائم باسمها وعلى الحوار الحقيقي والحتمي بين الديانات والحضارات المختلفة.. وعن الإرهاب ايضا قدم المخرج الفرنسي اوليفيه السايس فيلما حمل اسم "كارلوس" المناضل العالمي والارهابي الاشهر في نظر الغرب وهو ايضا فيلم يحاول ان يفهم ظاهرة ما يسمى بالارهاب .. وانضم الى هذا الفيلم في عروض خارج المسابقة الرسمية ايضا فيلم المخرج السويسري الشهير جان لوك جودار "اشتراكية" الذي خصص قسما هاما منه لفلسطين وتاريخها ودورها الحضاري ومن خلال صورة للقدس العربية في القرن التاسع عشر يطرح مجموعة من الاسئلة حول فلسطين بين الماضي والحاضر.. وفي المسابقة الرسمية كانت العراق والحرب ضدها حاضرة من خلال فيلمين اساسيين هما فيلما "لعبة عادلة" و"الطريقة الايرلندية" وكلاهما يناقش آثار هذه الحرب داخلياً على المجتمعات الغربية التي شاركت فيها.. وبالاضافة للهموم والقضايا العربية حضرت ايضا الطموحات العربية حيث اعلن خلال المهرجان عن قيام مؤسسة الدوحة للأفلام التي تطمح الى تأسيس صناعة سينمائية قطرية مستدامة، كما تم ايضا توقيع اتفاق تعاون مع مؤسسة السينما العالمية التابعة للمخرج العالمي الكبير كارتن سكورسيزي بهدف ترميم الافلام الدولية ذات القيمة الفنية والثقافية الكبيرة بهدف الحفاظ عليها كجزء من الذاكرة البصرية الانسانية.. كما شهدت كواليس المهرجان توقيع اتفاق تعاون بين المركز الوطني الفرنسي للسينما والمركز القومي للسينما المصرية للتعاون في مجالات الانتاج وتوفير مواقع التصوير.

الراية القطرية في

27/05/2010

 
 

جوائز كان مخيبة للآمال‏..‏ وتايلاند وتشاد تنالان المجد

رسالة كان‏:‏ أحمد عاطف

جائزة افضل ممثل مناصفة بين الاسباني خافيير بارديم والايطالي اليوجيرمانوجاءت جوائز الدورة الثالثة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي علي عكس توقعات أغلب متابعي المهرجان خاصة النقاد الدوليين.

حيث حصل علي السعفة الذهبية فيلم‏(‏ العم بونمي الذي يتذكر حيواته السابقة‏)‏ للمخرج التايلاندي أبيشاتبونج ويراستاكول‏.‏ الفيلم يمتلك الكثير من الخيال الجامح واستدعاء لتيمات الحب والفقد والاستنساخ‏,‏ لكن في إطار يمزج بين الخيال العلمي والرعب والايقاع أبطأ من خيال الحدوتة والغرابة سيدة الموقف‏,‏ حتي إن ابن البطل يظهر له في صورة غوريلا بأعين حمراء‏,‏ والحبكة تتحكم فيها فيما بعد أميرة وسمكة ذات قدرات خارقة‏,‏ ليس مستغربا أن تمنح لجنة تحكيم رئيسها تيم بورتون هذه الجائزة فهو مخرج باتمان وشارلي ومصنع الشيكولاتة وأليس في بلاد العجائب‏.‏

الغريب أن يأتي أكبر مهرجان سينمائي في العالم ببورتون علي رأس لجنته‏,‏ وهو في الأصل مخرج لأفلام تسلية رائعة‏,‏ لكنها موجهة للأطفال بالأساس‏,‏ وفن السينما لايمكن أن تكون أهم أفلامه هي أفلاما علي هذه الشاكلة‏,‏ وبالتالي تذهب جائزة كان المصنفة من أهم جوائز العالم لفيلم مثل العم بونمي‏.‏ ولأحداث توازن منحت لجنة بورتون جائزة لجنة التحكيم الكبري ثاني أهم جوائز المهرجان لفيلم رجال وآلهة الذي أخرجه الفرنسي زافيير بيفوا ويحكي الفيلم قصة مجموعة من الرهبان المسيحيين التابعين للمدرسة السيسترية يعيشون في دير بمنطقة جبلية نائية بالجزائر بتسعينات القرن الماضي‏.‏ يعلم الرهبان بأن الجماعات الأصولية المتشددة اغتالت مجموعة من العاملين الأجانب بالمنطقة ويبلغهم الجيش الجزائري انهم لابد أن يرحلون لأن حياتهم مهددة‏,‏ ويقدم الفيلم المناقشات التي يدخلها الرهبان هل يرحلوا أم لا‏.‏ ويقدم الفيلم علو الشأن الانساني لهؤلاء الرهبان وكم التسامح والاحترام للاسلام اللذين يظهرونهما من خلال تعاملهم مع أهل القرية الجبلية المسلمين ومن خلال حواراتهم‏.‏ والفيلم مبني علي حادثة واقعية حدثت للرهبان البيض الذين قتلوا علي يد المتطرفين بالجزائر‏.‏ والفيلم لايظهر تفاصيل حادثة القتل التي ظلت غامضة حتي اليوم ولم تكشف أسرارها بعد حتي أن هناك قضية بالمحاكم الفرنسية لم يحكم فيها حتي الآن لغياب المعلومات‏.‏ وبرغم أن الرهبان بالفيلم قد قرروا البقاء‏(‏ فداء لأهل القرية‏)‏ كما فدي المسيح البشرية إلا انك لا تعرف بالتحديد سبب بقائهم‏.‏ من المؤكد أنهم لم يمارسوا نشاطا تبشيريا‏,‏ فهذا ضد منهج الرهبان السيستريين أساسا وأن منهجهم هو اقامة اديرتهم بالطبيعة في أماكن بعيدة عن البشر‏,‏ لكن المتفرج لا يعرف تحديدا لماذا جاءوا تلك المنطقة تحديدا بالجزائر‏,‏ وما سر تمسكهم بالبقاء فيها‏.‏ جائزة التمثيل للرجال اقتسمها الاسباني خافيير بارديم‏(‏ كما توقع الجميع‏)‏ مع الايطالي اليو جيرمانو‏,‏ وهذا الاقتسام يثبت إلي حد كبير ضعف لجنة تحكيم كان هذا العام وعبثية اختياراتها‏.‏ فشتان بين أداء بارديم الرائع في الفيلم الأكثر روعة‏(‏ بيوتيفول‏)‏ وبين أداء جيرمانو العادي في الفيلم التقليدي‏(‏ حياتنا‏).‏

أدي بارديم دوره بدقة وحساسية واتقان ليس لهما مثيل‏.‏ أما جيرمانو فيلعب دور رئيس عمال باحدي البنايات يعيش حياة سعيدة مع أسرته حتي يكتشف جثة عامل لايعرفه بموقع العمل‏,‏ لا شئ يستحق الاشارة لا بالفيلم أو الدور‏.‏

جائزة لجنة التحكيم حصل عليها فيلم‏(‏ رجل يصرخ‏)‏ للتشادي محمد صالح هارون‏.‏ ورغم الفرحة بحصول السينما الافريقية علي جائزة مثل تلك‏,‏ لكن الفيلم للأسف لم يثر اهتمام أي من النقاد أو المتابعين‏,‏ وهو عن حق أضعف أفلام المخرج قاطبة‏.‏ وللأسف لم تأت المعالجة علي قدر جمال الفكرة‏,‏ نفس المنطق ينطبق علي الفيلم الكوري‏(‏ شعر‏)‏ الذي يحكي قصة سيدة في السبعين تربي حفيدها المراهق وتبحث عن شيئ جميل بحياتها فتتعلم كتابة الشعر‏,‏ حتي تكتشف تورط حفيدها وأصدقاؤه في القتل‏,‏ فتتعاون مع أولياء أمور هؤلاء المراهقين علي الخروج من الورطة‏,‏ بينما تعاني هي من بدايات مرض الزهايمر‏,‏ حصل هذا الفيلم علي جائزة السيناريو رغم أن السيناريو مثال للملل وعدم التطور الدرامي والتذبذب في الاهتمام بين الخطوط الدرامية‏.‏ أما جائزة التمثيل النسائي فحصلت عليها الفرنسية جولييت بينوش عن دورها في الفيلم الفرنسي‏(‏ نسخة مطابقة‏)‏ للمخرج الايراني عباس كياروستامي‏.‏ وهي جائزة غير مستحقة أيضا‏,‏ فكل التوقعات كانت في اتجاه ليسلي مانفيل عن فيلم‏(‏ عام آخر‏)‏ للبريطاني مايك لي والتي لم تخل مجلة أو جريدة عن ترشيحه لأغلب الجوائز‏,‏ وإن لم يحصل علي أي منها‏.‏ أما بينوش فتلعب دور امرأة فرنسية صاحبة جاليري بتوسكانيا بايطاليا ترافق كاتبا انجليزيا جاء لمدينتها وتحاول اقناعه بالوقوع في حبها‏.‏ والفيلم بأكمله حوار بينهما بكل تفاصيله بدون تطور في الحدث بينهما‏,‏ تبقي من الجوائز الرسمية جائزة الاخراج وحصل عليها الفرنسي ماثيو امالريك عن فيلم جولة الذي قدم فيه فرقة رقص أمريكية تأتي لعمل جولة فنية بفرنسا فتعترضها العقبات‏.‏ وقد أعطت أكثر من جريدة فرنسية درجات تقييم منخفضة للفيلم‏,‏ وقالت انه علي أسوأ تقدير تقليد ضعيف لأفلام استعراضية مهمة في تاريخ السينما‏.‏

‏*‏ جائزة قسم نظرة ما للفيلم الكوري هاهاها‏.‏

‏*‏ جائزة الكاميرا الذهبية للعمل الأول للفيلم المكسيكي أنا بيسييستو‏.‏

‏*‏ جائزة اسبوع النقاد للفيلم الدانماركي ارماديو‏.‏

‏*‏ الجائزة الكبري لفيلم‏(‏ آلهة ورجال‏).‏

أما الجائزة الحقيقية التي حصلت عليها مصر فكانت في الأداء المتميز والتمثيل الراقي للنجم المصري خالد النبوي في الفيلم الأمريكي‏(‏ لعبة عادلة‏)‏ بطولة شون بين‏.‏ وكان مصدر فخر حقيقيا لكل مصري ظهور خالد علي السجادة الحمراء بجانب نعومي واتس وبقية نجوم وصناع الفيلم الأمريكي الوحيد بمسابقة مهرجان كان هذا العام‏.‏

الأهرام اليومي في

26/05/2010

####

بعد خروجهم من الدورة 63 خاوين الوفاض

العرب في مهرجان «كان».. كان يا ما كان!!

الدوحة - جمال السامرائي 

لم يدر ببال أحد من السينمائيين، وخاصة الأوروبيين إن لم نقل الفرنسيين تحديدا أن تخرج سعفتهم الذهبية لتقطع حدود أوروبا الغربية والشرقية على حد سواء وتصل إلى تايلاند الواقعة في جنوب شرقي آسيا، هذا البلد السياحي والذي أصبح منذ أيام يعيش صراعات أيديولوجية متضاربة.

ففي وقت تحتدم فيه المواجهات بين أصحاب القمصان الحمر وحكومة بلدهم (تايلاند) نجح المخرج التايلاندي (أبيتشات بونج ويراسيتاكول) هذه المرة ليس في الحصول على جائزة لجنة التحكيم مثلما حصل معه في مهرجان كان لعام 2004 بل في الإمساك بقبضة محكمة على الجائزة الكبرى للمهرجان في دورته الـ63 لهذا العام 2010، وذلك عن فيلم «العم بونمي الذي يستطيع أن يتذكر حياته السابقة» الذي يعالج الاستكشاف الروحي لقضايا تتصل بالتناسخ لمزارع ميسور الحال يواجه موته الوشيك، الذي يتناول الروحانية في الغابة التايلاندية وقصة رجل يحتفل بحيواته السابقة. واعترف المخرج التايلاندي «39 عاما» أمام حضور المهرجان أن شعوره بالفوز بالجائزة «سيريالي»، وذكر أن والديه اصطحباه إلى السينما قبل 30 عاما ولكنه كان صغيرا جدا ليدرك ما يدور من أحداث على الشاشة.

ويشتهر ويراسيتاكول بأنه من مخرجي الطليعة ويعرف بأفلامه المختلفة أو الجديدة، الأمر الذي جعل نجاحه في الفوز بالجائزة الرئيسية في مهرجان يمثل نوعا من المفاجأة بسبب قصة الفيلم الغريبة، فالمخرج الذي عرف عنه تقديمه للأفلام ذات الصبغة الغرائبية من حيث اللعب على الجوانب النفسية والروحانية، حيث سبق له أن حاز على شهرة كبيرة في المهرجانات السينمائية في جميع أنحاء العالم على مدى سنوات، وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان 2004 عن فيلم «أمراض استوائية».

واختارت لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأميركي تيم بيرتون المخرج الفرنسي كزافييه بوفوا ليفوز عن فيلمه «رجال وآلهة» بالجائزة الثانية للمهرجان التي تعتبر الكبرى.

ويقدم فيلم بوفوا (43 عاما) قصة مؤثرة حول مجموعة من الرهبان يعيشون في الجزائر خلال فترة تصاعد عنف المتشددين. ومنحت جائزة أفضل ممثل للإسباني خافيير بارديم مناصفة مع الإيطالي إيليو جيرمانو، حيث نال بارديم الجائزة عن دوره في فيلم «جميل» للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو الذي قام فيه بدور رجل في سباق مع الزمن، يكافح مع اقتراب نهاية حياته لتحسين حياة الكثيرين ممن حوله بما في ذلك الأشخاص الذين عاملهم بطريقة سيئة في الماضي.

وقام الممثل الإيطالي جيرمانو بدور والد شاب، انقلبت حياته رأسا على عقب بعد وفاة زوجته فجأة في فيلم «حياتنا/ لا نوسترا فيتا» للمخرج الإيطالي دانييلي لوتشيتي.

وعادت جائزة أفضل ممثلة للفرنسية جولييت بينوش عن دورها في فيلم «نسخة أصلية» للمخرج الإيراني عباس كياروستامي، وهو من أفلام الكوميديا الرومانسية.

كما فاز المخرج الكوري الجنوبي لي تشانغ دونغ بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه «شعر» الذي يدور حول جدة تحاول إيجاد الشعر في الحياة مع اتضاح العالم الذي تعيش فيه. وفاز المخرج الفرنسي ماثيو أمالريك بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «جولة»، الذي يتناول قصة مدير فرنسي لفرقة من الفنانين الكوميديين الأميركيين يصحبهم في جولة في فرنسا.

وفاز المخرج التشادي محمد صالح هارون بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «رجل صارخ»، والذي مثل تشاد لأول مرة في المسابقة الرئيسية بمهرجان كان، حيث يدور الفيلم عن رجل في الستينيات من عمره يضطر إلى التخلي عن وظيفته التي يحبها كثيرا كمراقب في حمام سباحة بأحد الفنادق إلى ابنه.

ومنحت جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم روائي جديد للمخرج الأسترالي المولد مايكل رو عن فيلمه «سنة كبيسة» الذي تدور أحداثه في المكسيك. ورغم ما أحدثه التواجد العربي من اهتمام ومتابعة على المستويين الإعلامي والجماهيري، خصوصا بعد مشاركة الفيلم الجزائري (خارجون عن القانون) للمخرج رشيد بوشارب، حيث خرجت تظاهرات تطالب بعدم عرض الفيلم كونه يتناول موضوع الاستعمار الفرنسي للجزائر وانعكاساته وتداعياته التي استمرت وما زالت لعقود من الزمن.

رغم ذلك فقد خرج العرب من دون جوائز أو حتى جوائز تكريمية كما كان يحصل سابقا، فالكل يتذكر الجزائري محمد الأخضر حامينا الذي فاز بالجائزة الكبرى لدورة المهرجان في عام (1975) عن فيلمه الملحمي (وقائع سنين الجمر) وهو العربي الوحيد الذي حصل على السعفة الذهبية وكذلك المخرج الكبير الراحل (يوسف شاهين) حيث حصل على تكريم لمجمل أعماله السينمائية، فبعد أن أسدل الستار على أهم مهرجان عالمي، يفصلنا عن دورته القادمة عام واحد هل يستطيع العرب بإمكاناتهم وخبراتهم في مجال السينما وتاريخهم الذي يمتد لأكثر مما عرفته السينما التايلاندية، أن يقطفوا أحد أغصان السعفة الذهبية لمهرجان كان الدولي؟ سؤال ستجيب عنه دورة المهرجان الـ64 لعام 2011.

العرب القطرية في

26/05/2010

####

المخرج التايلاندي حصل على الفتات وذهب إلى "كان"

سعفة "العم بونمي" أعادت البسمة إلى بانكوك المكلومة 

لم يكن ليأتي فوز المخرج التايلاندي ابيتشات بونغ ويراسيتاكول بجائزة "السعفة الذهبية" لأفضل فيلم بمهرجان "كان" السينمائي في وقت أفضل من هذا بالنسبة لبانكوك المكلومة.

وقالت إينغ منتجة الأفلام المستقلة: "إنها أخبار رائعة في وقت نحتاج فيها لذلك, كتبت له رسالة نصية قصيرة بعد تسلمه الجائزة: الشعب التايلاندي يحتاج فوزك".

ويأتي فوزه بينما تلم بانكوك شعثها جراء مظاهرات عنيفة مناهضة للحكومة على مدار شهرين تركت العاصمة مشتعلة والبلاد منقسمة للغاية بين مؤسسة محصنة وقوى التغيير, لكن السعفة الذهبية التي حصدها فيلم "العم بونمي" أعادت البسمة ولو للحظات إلى البلاد.

ويعتبر أبيتشات بونغ (39 عاما) نفسه مدافع قوي عن التغيير على الأقل في صناعة السينما المحلية في البلاد التي تعاني من قيود الرقابة الصارمة.

وقال المخرج التايلاندي في "كان": "لايمكننا صناعة فيلم عن الوضع الحالي", مشيرا إلى قتال الشوارع الذي تشنه القوات ضد المتظاهرين, ما أسفر عن مقتل 85 شخصا.

كما أنه منتقد صريح للنظام التقليدي من "المعايير المزدوجة" في تايلاند وهي شكوى سائدة بين معظم المتظاهرين القرويين الذين تدفقوا إلى تايلاند على مدار الشهرين الماضيين.

وأصبحت "المعايير المزدوجة" شعارا لوصف توجه النظام التايلاندي, سواء أكان النظام القضائي أو الشرطة أو وزارة الثقافة في محاباة الأغنياء والمشاهير وأصحاب النفوذ الاجتماعي على حساب المواطنين العاديين.

واحتج أبيتشات بونغ في الشهر الماضي على قرار وزارة الثقافة بمنح المخرج الشهير صاحب العلاقات القوية تشاتري تشاليرم ثلثي ميزانية تبلغ 9.4 مليون دولار للمساهمة في تمويل الجزء الثالث من مسلسل "سري سورييوثاي", وهو مسلسل ملحمي تاريخي يدور حول الملك التايلاندى الذي تمكن بمساعدة زوجته المخلصة من هزيمة بورما في عام 1548 بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وحصل أبيتشات بونغ على الفتات من البرنامج, لكنه احتج مطالبا بضرورة منح اموال اكثر للفنانين الشباب الصاعدين بدلا من تشاتري, الذي يعد بالفعل شخصية كبيرة في صناعة السينما التايلاندية.

واندهش كثيرون من حصول أبيتشات بونغ على أموال من البرنامج الحكومي.

وقالت إينغ: "إن "الرأي العام السائد بين صناع السينما يقول إن الحكومة أعطته الأموال لشراء صمته, للقضاء على مجتمع الفيلم المستقل من خلال إلقاء عظمة لأكبر كلب". وقد رفض مشروع فيلم إينغ الأخير "ماكبث التايلاندي".

ولم يكن التمويل بالنسبة لأبيتشات بونغ يعني الصمت. حيث انتقد, أثناء تواجده في مهرجان "كان" السينمائي, الرقابة المفروضة على السينما في بلاده, التي أصبحت أكبر عائق في الصناعة إلى جانب ضعف التمويل.

وقال كرايساك تشونهافان, العضو البارز في الحزب الديمقراطي الحاكم: "ما يقوله عن العوائق والعراقيل التي تفرضها الرقابة في تايلاند صحيح تماما".

وأضاف: "رايساك إن مسؤولي الرقابة التايلاندية يعتقدون أن الشعب التايلاندي مجموعة أطفال, نظام الرقابة قمعي للغاية ورجعي حيث لا يوجد أي سبيل يمكن من خلاله تشجيع صناعة السينما مثل الطريقة الموجود في كوريا الجنوبية". وحظر في تايلاند عرض معظم أفلام أبيتشات بونغ, التي تقترب كثيرا من المواضيع التي تعد من المحرمات الاجتماعية مثل المثلية الجنسية.

ويعرف عن المخرج التايلاندي بأنه من مخرجي الطليعة ويشتهر بأفلامه المختلفة أو الجديدة, ما جعل نجاحه في الفوز بالجائزة الرئيسية في مهرجان يمثل نوعا من المفاجأة بسبب قصة الفيلم الغريبة, وهو ما ترك بعض رواد المهرجان في حيرة وآخرين في حالة دهشة.

ونال أبيتشات بونغ شهرة كبيرة في المهرجانات السينمائية في جميع أنحاء العالم على مدى سنوات وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" 2004 عن فيلم "أمراض استوائية" أو "تروبيكال مالادي".

السياسة الكويتية في

26/05/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)