كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

طارق الشناوي يكتب من كان:

صفقات المليارات التي امتزجت بدماء العراقيين!!

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

   
 
 
 
 

من أجل هذا الفيلم حطم مهرجان «كان» قواعده الراسخة علي مدي 63 عاماً وسمح قبل بداية انطلاقه فقط بثلاثة أيام بأن يضم إلي مسابقته الرسمية هذا الفيلم «طريق أيرلندا» للمخرج البريطاني الشهير «كين لوتش».. بالطبع لو أن هذا القرار أصدره مهرجان مصري لأصبح عليه طوال فعالياته أن يبرئ ساحته من شبهة التواطؤ لصالح صناع هذا الفيلم، ولكن جاءت المبررات التي أعلنتها إدارة المهرجان نابعة من الفيلم ومستندة أيضاً إلي اسم المخرج، وهكذا فتح الباب أمام «كين لوتش» ليعبر إلي المسابقة بفيلمه وسط ترقب من كل النقاد والصحفيين والإعلاميين، وجاء الفيلم إلي المهرجان متخطياً مواعيد العروض التي تم طبعها وتوزيعها علي الصحفيين وأتيح عرضه في البداية لعدد محدود جداً من النقاد الذين يحملون كارنيهات بيضاء أو حمراء بنجمة، وهذا يعني أن لديهم باعاً طويلاً بالمهرجان ويراسلون جرائد لها تأثيرها في بلادهم، وفي اليوم التالي أتيح العرض في المساء لباقي الصحفيين.. ومن حسن حظي أنني كنت مع الفريق الأول الذي لا يتجاوز 500 صحفي 10% فقط من المتابعين للمهرجان، وشاهدت الفيلم الذي يمثل من الناحية الإنتاجية خمس دول وهي بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، قدم الفيلم مباشرة اتهاماً إلي المؤسسات العسكرية التي تورطت في إعلان الحرب ضد العراق.. كل الأفلام التي سبق وأن أعلنت هذا الاتهام استندت إلي أن المبررات المعلنة لم تكن أبداً صحيحة فلا توجد أسلحة دمار شامل تتيح للقوات الدولية تحت ستار أمريكي وأوروبي غزو العراق مثل فيلم «المنطقة الخضراء»، علي سبيل المثال الذي تبني إعلان هذا الرأي مباشرة.. هذه المرة مع «كين لوتش» أكد التواطؤ وأن هناك من مارسوا اللعبة سواء المدنيين أو العسكريين لتحقيق ثروات مالية علي حساب الجثث التي تناثرت علي أرض المعركة من المحتلين أو رجال المقاومة.. يقدم المخرج حكاية صديقين، عمر هذه الصداقة تجاوز الثلاثين عاماً منذ أن التقيا في المدرسة في ليفربول كان يزوغان من المدرسة ليمارسا كل شقاوة الأطفال وكان لديهما حلم يكبر بينهما كلما مرت السنوات، وهو السفر حول العالم، قبل ست سنوات استطاع أحد الصديقين «فيرجس» أن يقنع صديقه «فرانكي» بالالتحاق بفريق الأمن في بغداد مقابل «10» آلاف جنيه إسترليني في الشهر، هذا هو ما نكتشفه مع اللحظات الأولي للفيلم عندما يشاهد في الكنيسة جثمان «فرانكي» في النعش قبل الصلاة ونري معركة بين اثنين وصفعات تنهال علي وجه «فيرجس» من امرأة هي «راشيل» صديقة «فرانكي».. فلقد عاد جسده سنة 2007 إلي بريطانيا. ويبدأ «فيرجس» و«راشيل» في اكتشاف الحقيقة للوقوف علي أسباب الموت الذي يؤكد تورط وتواطؤ الكثيرين، ومن هنا يبدأ الخيط أولاً وسط الغموض ثم نمسك بالحقيقة وهي أن «طريق أيرلندا» هو طريق الخطر في العراق، ومن يذهب إليه اختار التوقيت الخاطئ.

.. كاتب الفيلم «بول لافيرتي» استند إلي عدد من الحقائق الموثقة بالأرقام وكذلك إلي ظاهرة في التعامل مع جثث العائدين من العراق، حيث إن عدداً من المدنيين المتعاقدين مع الجيش لا تقام لهم مراسم الدفن المعتادة للعسكريين وأن هناك شبكات لها مصالح مالية تلجأ لاستخدام كل الأسلحة ومنها الاغتيال لكل من يعترض علي مثل هذه الصفقات، وهكذا تكشف أحداث الفيلم عن مذابح تعرض لها العراقيون ليس من أجل معركة علي الأرض، ولكن لأن هناك من يريد أن يعقد صفقة وكان من أشهرها ما عرف باسم مذبحة «المياه السوداء»، حيث قتل 17 عراقياً وسط بغداد.. الأرقام التي استند إليها كاتب الفيلم تقول إن هناك 9 بلايين دولار كانت هي الثمن وأن كبار العسكريين مثل «ديك تشيني» مثلاً حقق 43 مليون دولار.. إن هذه الأرقام كانت هي البذرة التي نسج عليها الكاتب فكرة هذا الفيلم الوثيقة وكان «كين لوتش» مدركاً أنه يفتح باب جهنم لأنه سيفضح الكبار، إلا أنه فعلها وقدم كل التفاصيل ومنها تعذيب الأبرياء واستمعنا إلي أصوات باللغة العربية من أهالي العراقيين الأبرياء الذين واجهوا القتل بكل بشاعة دون جريمة.. قيمة الفيلم الفكرية قائمة علي أن الملفات لاتزال ساخنة وأنه من الممكن أن تتسع بعد عرض الفيلم دائرة الشكوك والاتهامات لتشمل الكثيرين.. حرص المخرج علي أن يرتكز إلي المشاعر الإنسانية لأبطاله حتي علاقة الحب التي تنمو بين بطل الفيلم «مارك وماك» و«أندريه لومي» بدأت بإحساسه القاتل بتأنيب الضمير ولهذا يطلب منها أولاً أن تصفعه.. المكان الرئيسي للأحداث هو «ليفربول» وكان المخرج يعود في العديد من المشاهد إلي بغداد لنري وجهاً مختلفاً للحرب التي شهدتها العراق ولاتزال ونتأكد أن حلم الديمقراطية الذي صدرته أمريكا كان مجرد وهم أرادت من خلاله أن تخفي الحقيقة وهي أن رؤوس الأموال امتزجت بالدماء التي راحت تجري علي أرض العراق، لا تستطيع سوي أن تلهث وأنت تتابع الأحداث دون لحظة ملل واحدة، والفيلم الذي جاء في موعده تماماً واستحق بالفعل أن تحطم إدارة مهرجان «كان» كل القواعد حتي تتمكن من عرضه!!.

الدستور المصرية في

20/05/2010

####

طارق الشناوي يكتب :

السينما المصرية هذه المرة بعيداً عن تمثيلية «السلم والسجادة»! 

علي مدي السنوات الأخيرة كنت أكتب عن لعبة تأجير السلم ومهرجان «كان» حيث إننا دأبنا منذ عام 2006 علي أن نري نجومنا يعبرون علي السجادة الحمراء أمام قصر الباليه يصعدون السلم ثم يهبطون مع نهايته، بينما يبدأ المذيع الفرنسي في تقديم أسمائهم بصوت مؤثر وتبرق الكاميرات وهي تنقل للجمهور هذا الحدث وأعني بالطبع الجمهور المصري والهزل الذي صار يصدق الفضائيات فهي من وجهة نظره لا تنقل غير الحقيقة، خاصة أن كل شيء يؤكد ـ بما لا يدع مجالاً للشك ـ أننا بالطبع علي سلم وسجادة «كان» وهكذا رأينا نجوماً بحجم عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف ومحمود حميدة وهند صبري وليلي علوي وهم يشاركون في تلك التمثيلية.. حتي إن المخرج أحمد عاطف قدم أيضاً قبل عامين فيلمه «الغابة» وكتبت مقالاً كان عنوانه «والغلابة أيضاً يصعدون السلم»، حيث إنه استطاع بحيلة لم تكلفه أكثر من 80 يورو أن يصعد ومعه بطلتا فيلمه حنان مطاوع وريهام عبدالغفور، وتجول دقيقتين علي السلم وتم تصويره، ونقلت الفضائيات هذا الحدث وصدقه الجمهور وعدد لا بأس به من الصحفيين، اعتبروا الأمر يدخل في إطار الترويج البريء، ولكن ما حدث هذا العام كان مختلفاً ونحن نعرض فقط السوق بدون سلم ولا سجادة ولا مذيع فرنسي وفي صالة لا تتجاوز 35 مقعداً، وهكذا شاهدت آخر أفلام محمد أمين «بنتين من مصر»، الفيلم خارج الكتالوج التقليدي وهو مثل الفيلمين السابقين للمخرج، وهو «فيلم ثقافي» و«ليلة سقوط بغداد» يقدم رؤية لحالة واقعية يعيشها الناس في بلادنا بعيداً عن القيادة التقليدية التي دأبت عليها السينما، وقع اختيار المخرج علي العنوسة باعتبارها أكثر القضايا التي تؤرق المجتمع. دائرة المخرج اتسعت إلي حالة البلد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لعبت دوراً في زيادة هذا المأزق وتعمد المخرج أن ينتقي فنانتين جميلتين «زينة» و«صبا مبارك» والاختيار يؤكد أكثر علي القيمة الدرامية فلم تعد العنوسة مرتبطة بالفقر والجمال.. الزمن هو العدو الرئيسي الذي تري المرأة وقعه علي ملامحها، كما أن نظرة المجتمع تزداد شراسة كلما تقدم العمر بالفتاة وتتحول أكثر من الأحيان تلك النظرة إلي اتهام قاس يدخل في إطار التجريح.. لم تمر زينة سوي بتجربة قصيرة «خطوبة» لم تتجاوز ثلاثة أشهر وكالعادة فسخت الخطبة لظروف اقتصادية.. تشتري في كل عام يمر عليها أحدث موضة للملابس الداخلية وتكتب عليها تاريخ العام وكأنه يخصم من عمرها وتظل محتفظة به لكنها قررت أن ترتديه بعدما تقدمت بها السنوات.. حتي شروطها في عريس المستقبل عندما تذهب إلي مكتب التزويج تبدأ في التراجع عن كثير منها.. فهي تقدم نفسها كسلعة لمن يريد أن يشتري، وحيث إنه لا يوجد من يتقدم للشراء ولأن هذا يعني بوار النوع المعروض للبيع، وهكذا كل مرة تتنازل عن طموحها.. تعمل في المكتبة الجامعية مشرفة وكانت طالبة مثالية تؤرقها الرغبة في الأمومة ودائماً ما تبادل صورة طفل موضوعة أمامها الابتسام.. السيناريو يقدم أيضاً تعريفات عن المأزق الذي تعيشه تلك الشخصية من خلال العلاج الجماعي الذي تجريه الطبيبة النفسية، حيث نري العديد من الشخصيات يطرحن مشاعرهن.. وصبا مبارك الطبيبة التي تحاول أن تعقد هذا التوازن النفسي وتتحرك خارج النطاق المعتاد ويبدو حتي انضمامها لصفوف المعارضة للنظام من خلال نقابة الأطباء هو فقط من أجل زيادة فرص الزواج.. تعامل المخرج بحذر مع الحالة السياسية بجناحيها المعارضة والحكومة، وكان يصف الحزب الوطني بأنه حزب الحكومة ويبدو أنه كان ممنوعاً عليه استخدام كلمة الحزب الوطني.. وكم كان المخرج تقليدياً في رسمه للشخصيات المعارضة برغم انطلاقه في رسم بطلتي الفيلم.. وجاءت النهاية لبطلتي الفيلم في المطار في انتظار عريس مصري لديه فقط بضع دقائق يقضيها في المطار قبل عودته إلي قطر وحوله أربع فتيات كل منهن تقدم له كشف هيئة لعله يوافق علي واحدة، جاءت النهاية كاشفة بقدر ما هي صادمة حيث نري لقطة علي وجه زينة وصبا مبارك وترقب مليء بالحذر، تبقي هناك ملاحظات عديدة متعلقة بالتحفظ الذي قدمه المخرج لبطلتيه عند تناوله الرغبة الجنسية المكبوتة والمؤجلة لكل منهما وكأنه يخشي عليهما من افتقاد تعاطف الجمهور، تحليله لغشاء البكارة كعنوان للشرف وعدم الغوص أكثر من ذلك في مفهوم الشرف وعذرية الرجل وليس فقط المرأة.. كان الأمر بحاجة إلي اقتحام أكثر جرأة لتلك المنطقة ولكن يبدو أن لمحمد أمين قناعاته الخاصة التي حالت دون الولوج أكثر من ذلك، وبالطبع الفيلم يستحق رؤية أخري أكثر شمولاً لكل معتقداته عندما تتاح فرصة العرض التجاري، إلا أنه في كل الأحوال واحد من الأفلام التي تحمل جاذبية تؤهله للمشاركة في المهرجانات، وفي نفس الوقت به حس جماهيري لأن ينافس قضايا تشغل البيت المصري.. عرض هذا الفيلم مساء الأحد الماضي ثم أعقبه عرض مساء أمس الثلاثاء لفيلم «رسائل البحر» لداود عبد السيد أيضاً في إطار السوق، خارج أي نطاق رسمي والذي يشمل سنوياً حوالي 5 آلاف عنوان سينمائي لكل أطياف الأفلام التي تأتي من مختلف بلاد العالم لغرض واحد هو الترويج لدي شركات التوزيع من أجل عقد صفقات مع مشترين، ويبقي السؤال: أين مصر من أفلام المهرجان، ولماذا يبدو الأمر وكأنه أمل بعيد غير قابل للتحقيق؟. إنها أسئلة تطرح نفسها بصورة دائمة في «كان» الذي يعاني هذه المرة غياباً عربياً وأيضاً أفريقياً وربما يأتي عرض الفيلم التشادي «صرخة رجل» لمحمد صالح هارون كنوع من التعويض الجغرافي للمهرجان، وكأنه يقول إنه أيضاً للجنوب وليس فقط للشمال، حيث بات هذا التعبير الجنوبي مرادفاً للحديث عن العرب والأفارقة.. بينما الشمال لأوروبا.. وفي كل الأحوال لو راجعت جهات إنتاج الفيلم الفرنسي «خارج عن القانون» للمخرج رشيد بوسناويس لاكتشفت أن فرنسا ليست هي الجهة الوحيدة التي أنتجت الفيلم، هناك أيضاً مساهمة من بلجيكا والجزائر وتونس أي أن الفيلم من الناحية الشرعية من الممكن أيضاً أن يحمل جنسية عربية تستند إلي جهتي الإنتاج العربيتين، برغم أن المخرج الجزائري الجذور رشيد بوسناويس ولد في باريس ولا يحمل سوي الجنسية الفرنسية فهو من الجيل الثاني الذي ولد من أبوين جزائريين مهاجرين، ولكن يبقي لنا أن نتشبث بفيلم واحد نصف عربي وذلك حتي إشعار آخر؟!

الدستور المصرية في

18/05/2010

####

المشاركة الألمانية في مهرجان كان لهذا العام

الكاتب: كريستوف فوز/ عباس الخشالي

مراجعة: هبة الله اسماعيل 

اتسمت المشاركة الألمانية في مهرجان كان لهذا العام بحضور يتمثل في المشاركة في إنتاج أو إخراج أفلام غير ألمانية. لينجح فيلم ألماني واحد فقط في الدخول إلى سباق التنافس على جائزة السعفة الذهبية. فما السبب وراء ذلك؟

جو احتفالي يسود شواطئ مدينة كان الفرنسية و بالتحديد أمام فندق كارلتون الفخم. وكما هو معتاد في كل حفلة في هذه المدينة  خلال مهرجان كان يتم احتساء النبيذ و الشمبانيا الفرنسيين. إلا أن هذا العام، توجد البيرة على قائمة المشروبات المقدمة في الحفل، حيث يحضر المخرج النمساوي الجنسية  والمولود في مدينة ميونيخ الألمانية، ميخائيل هانيكه، مهرجان هذا العام.

وقد فاز هانيكه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان العام الماضي، ليكون بذلك أول فيلم ناطق باللغة الألمانية يفوز بالسعفة الذهبية منذ أكثر من ربع قرن. ويقول هانيكه مخرج الفيلم الفائز (الشريط الأبيض) "هذا المهرجان اثر كثيراً على مسيرتي الفنية، فقد كان لي الحظ أن أفوز بأول فيلم لي في هذا المهرجان، ما ساعدني على تطوير نفسي. وأنا شاكر جداً لهذا".

نقد المواهب بدلا من دعمها

في السابق نجح الفيلمان الألمانيان " باريس، تكساس" لفيم فينديرس و "طبل الصفيح" لفولكر شلوندورف عن رواية بنفس الاسم للكاتب الألماني غونتر غراس الحاصل على جائزة نوبل في الأدب. وتعرض النسخة المنقحة لهذين الفيلمين هذا العام في كان على هامش المهرجان. وبهذه المناسبة توجه المخرج شلوندورف إلى كان الفرنسية. وخلال لقائه بالمخرج النمساوي  هانيكه ، علق شلوندورف على فوز فيلم (الشريط الأبيض) العام الماضي بأن هذا الفيلم لم يفز بالجائزة إلا لأن الفرنسيين شاركوا في إنتاجه، ويستطرد قائلاً "لو أنهم لم يدعموه لما كان من الممكن أن  ُيصنع فيلم بهذا الشكل. أعتقد بأننا مازلنا قاتلين للمواهب و بدلا من أن ندعمها نقوم بتوجيه النقد لها بشدة. وهذا من شأنه أن يدمر الثقة بالنفس.وبدون الثقة هذه لا يستطيع المرء إنتاج أي فيلم".

من جانبه لا يشاطر وزير الثقافة  الألماني بيرند نويمان هذا الرأي. ولكنه يعتقد أنه في عالم العولمة يكون من البديهي جداً أن يكون هناك تعاون ما لإنتاج الأفلام. و يرى نويمان أن مهرجان كان هو أفضل مثال على ذلك، فبالرغم  من انه لا يوجد فيلم ألماني هذا العام يمكنه التنافس بقوة على  جائزة السعفة الذهبية،إلا أن المساهمة الألمانية في إنتاج باقي الأفلام كبيرة جداً ويوضح نويمان:" نشارك في إنتاج ثمانية عشر فيلما،وبشكل ملحوظ في البعض منها.إنه لأمر مهم أن نبني شبكة التعاون هذه لإنتاج الأفلام الأوربية،وهذا ما نرغب فيه".

تعدد نوعية المشاركة الألمانية في كان

وُيعرض في مهرجان هذا العام  فيلم تايلندي من إنتاج المنتج الألماني هانز جايسيندورفر. كما ٌيعرض فيلم (Life Above All) من جنوب أفريقيا ،وهو من إخراج  اوليفر شمتز الذي يعيش من فترة طويلة في برلين. فيلم "المدينة تحتك" هو الفيلم الألماني الوحيد الذي يشارك في التنافس على جائزة السعفة الذهبية . و يتطرق الفيلم الذي تدور أحداثه مدينة الاقتصاد و البورصة الألمانية فرانكفورت إلى قصة درامية لزوجين في عالم البنوك.

فيلم ألماني واحد قد ينجح في الفوز

الألماني من مدينة ميونخ، تيلو فيدرا، ُدعيَ من قبل إدارة مهرجان  كان لتقرير أي الأفلام الألمانية  تشارك في المنافسة على السعفة الذهبية. يقول فيدرا "اعتقد وبعد مشاهدتي لثلاثين فيلم ألماني لاختيار أفضلها للتنافس في المهرجان، أن هذا العام هو الأسوأ في خلال الست سنوات التي قمت فيها بهذه المهمة".

وبالرغم من كل التشاؤم الذي يصاحب مهرجان هذا العام ، فإن بارقة من الأمل تسود الأجواء. فالمخرج الألماني فيليب كوخ يملك حظا جيداً بالفوز بجائزة الكاميرا الذهبية، وهي جائزة تقدم على هامش مهرجان كان، عن فيلمه (Picco). أما بالنسبة لجائزة السعفة الذهبية فإنه على الألمان أن يعملوا بجد أكثر للفوز بها كما في السابق.

دويتشه فيله في

20/05/2010

 
 

اقتصاديات العالم كما تراها ثلاثة أفلام في «مهرجان كان»

من دموع «وول ستريت 2» إلى غموض غودار الفصيح

كان (جنوب فرنسا) – ربيع إسماعيل

فيلمان في دورة هذا العام لمهرجان «كان» السينمائي استعارا عنوانهما من اسم حي المال والأعمال الأهم في أميركا والعالم«وولت ستريت»، من دون أن يحظيا بالشهرة نفسها أو بالاهتمام نفسه من قبل جمهور المهرجان... إذ شتان ما بين الزحام الذي واكب كل عرض من العروض التي قدمت لفيلم «وول ستريت 2 – المال لا ينام» لكبير المشاكسين في السينما الأميركية اويفر ستون، وشبه التكتم التي حاق بعرض فيلم «كليفلاند ضد وول ستريت» من إخراج السويسري جان – ستيفان برون. الفيلم الأول قدم في التظاهرة الأساسية للمهرجان، إنما خارج المسابقة، فيما كان على الثاني أن يكتفي بعرضين ضمن إطار التظاهرة الثانوية «أسبوعي المخرجين». ويمكننا أن نقول منذ الآن، إن القاسم المشترك الأساسي بين الفيلمين هو أنهما يتحدثان، وكل على طريقته، عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي لا يتوقف العالم عن التخبط فيها منذ شهور طويلة. وبعد هذا كل شيء يفرق بين الفيلمين: فيلم اوليفر ستون روائي طويل، هوليوودي بامتياز بدءاً من بطولته التي تجمع نصف دزينة من كبار النجوم العاملين في السينما الهوليودية في أيامنا هذه. أما فيلم السويسري برون فعمل توثيقي لا نجوم فيه ولا ضخامة، هو أقرب من أن يكون عملاً تجريبياً سياسياً واقتصادياً، فيما كان من المتوقع لفيلم «وول ستريت 2» أن يكون سياسياً يشاغب فيه مخرجه على السياسات والاقتصاديات الرسمية الأميركية.

كان هذا هو المتوقع لفيلم اوليفر ستون الجديد، حتى وإن كان معروفاً سلفاً أن الفيلم ليس في حقيقة أمره سوى استكمال لواحد من أول الأفلام التي حققها اوليفر ستون قبل أكثر من ربع قرن، وبها بدأ مسيرته السينمائية كواحد من أكثر المخرجين تمرداً... وهي مسيرة قادته إلى أفلام منشقة عن حرب فيتنام، وأخرى تدين الإعلام الأميركي، وأفلام عما لا يقل عن ثلاثة رؤساء أميركيين وزعماء من الخارج من الذين لم يكن البيت الأبيض ينظر إليهم بود شديد (عرفات، كاسترو وأخيراً هوغو تشافيز)، كما قادته إلى مجاهل التاريخ القديم ليحقق فيلماً لا ينسى عن «الاسكندر». والحقيقة أن «وول ستريت 2» الذي بات يعرف الآن اختصاراً بـ «المال لا ينام»، يعود إلى حياة الشخصية المحورية في الفيلم القديم، غوردون جيكو (قدمها مايكل دوغلاس في الفيلمين)، الذي كان لمضارباته المالية في الفيلم الأول أن أودت به إلى السجن، حيث سيقبع ثماني سنوات، مخلفاً وراءه ابنة وأبنا وزوجة وأموالاً سوف لن نعرف بأمرها إلا في الفيلم الجديد.

ميلودراما اقتصادية

يبدأ هذا الفيلم الجديد، إذاً، مع خروج جيكو من السجن ليجد أن ليس ثمة أحد في انتظاره، لا ابنته ولا رفاق دربه ولا حتى خصومه الذين كان يعتقد أن سجنه سنوات سوف يعيد العلاقات بينه وبينهم. بيد أن هؤلاء كانت تبدلت عليهم أمور كثيرة: صعد منهم من صعد واختفى من اختفى وبات جيكو بالنسبة إليهم نسياً منسيا. وفي الوقت الذي كان جيكو يخرج من السجن وهو يشعر بأقصى درجات المرارة، تكون الحياة (والأعمال) متواصلة في «العالم الخارجي». فابنته التي سوف ترفض لقاءه لأنها تعتبره مسئولاً عن انتحار ابنه (شقيقها) وموت أمها، هي الآن مخطوبة لشاب صاعد في عالم المال والأعمال. وهذا الشاب يطل على عالم وول ستريت من خلال عمله مع أستاذ له، صاحب مصرف كبير. والفيلم بعدما يصور لنا خروج جيكو من السجن، ينتقل مباشرة إلى اجتماعات البنك الفيدرالي الأميركي، حيث على مشارف الأزمة الاقتصادية العالمية، هناك حكاية ألاعيب في البورصة وفي عالم البنوك، تشبه حكاية بنك «ليهمان براذر» الذي كان إفلاسه، على خلفية أزمة الائتمان العقاري، قبل عامين، في خلفية الكارثة الاقتصادية التي حلت بالعالم (في الواقع لا في الفيلم). والفيلم لا يقدم من تلك الكارثة سوى بداياتها... وبشكل يدفع المتفرجين إلى التساؤل حول ما الذي أراد اوليفر ستون أن يقوله في هذا الفيلم حقاً.

ذلك أننا بعد مقدمات توحي، بصرياً على الأقل، بأن المخرج، في الفيلم الذي كتب له السيناريو بنفسه، سوف يغوص في الكارثة وأسبابها، نجده يضع هذا الجانب السياسي - الاقتصادي، جانباً ليغوص بدلاً من ذلك في حكاية درامية – بل ميلودرامية – عائلية تتحلق من حول جيكو وابنته وصهره. إذاً، كل شيء مشخصن هنا، على يد اوليفر ستون، وتتتابع على الشاشة مشاهد الدموع والخصام، بل تصبح للأزمة الاقتصادية العالمية سمات وأبعاد أخلاقية، كما في حالة الأفلام الميلودرامية، ليعجز اوليفر ستون، عن تقديم أي تحليل مقنع للسياسات الاقتصادية. حسب الفيلم، كل شيء يبدو صراعاً بين الخير والشر. أما قوة بطله جيكو فتكمن في تأرجحه بين هذين. لأنه – حسب منطق الفيلم – شرير يريد الآن أن يصبح شخصاً جيداً وأن يستعيد ثقة ابنته. وهو إذ يعجز عن هذه الاستعادة، لا يجد أمامه إلا أن يتآمر مع صهره، من وراء ظهر الابنة التي تبقى مصرة على عدم استعادة العلاقة مع أبيها. وهنا، يصبح تافيلم كله هذه الحكاية العائلية، التي نطمئن القارئين أنها سوف تنتهي على خير، وفي مشهد جدير بأجمل الميلودرامات ذات الخبطات المسرحية العابقة بأطياف من الدموع. وما نعني أنه سينتهي على خير هنا، هو مصير جيكو وابنته وصهره، أما الأزمة الاقتصادية فتكون قد نسيت تماماً.

المدينة ضد بنوك وول ستريت

ولكن من حسن الحظ، هناك للتذكير بها وبأبعادها السياسية – اللا أخلاقية – الفيلم الآخر الذي نتحدث عنه هنا: «كليفلاند ضد وول ستريت». وهو فيلم وثائقي كما قلنا أعلاه، يصور محاكمة حقيقية إثر دعوى رفعها سكان من مدينة كيلفلاند الأميركية ضد البنك الفيدرالي الأميركي وأعيان وول ستريت جميعاً، بل بالتحديد ضد واحد وعشرين بنكاً أميركياً، اعتبرها السكان مسئولة عن مصادرة البيوت التي يملكونها ويعيشون فيها، في تلك المدينة. أما منطلق الفيلم فمكتب «جوش كون وشركاه» الذي تولى رفع الدعوى أوائل العام 2008. واللافت هنا هو أن المحاكمة التي يتمحور الفيلم من حولها لم تحصل... ذلك أن البنوك لقوتها وسلطتها تمكنت من أن تقف بقوة ضد فتح المحاكمة في الأساس. هناك، عبر هذه الحكاية تمكن المخرج السويسري الشاب، من أن يحقق عملاً سياسياً بامتياز، استجوب فيه المحامين والزبائن والشهود والصحافيين... استجوب كل الناس الذين اعتبر أن لهم علاقة بالقضية. وهو خرج من ذلك كله بعمل أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه يدين النظام الاقتصادي والمالي الأميركي برمته، واصلاً في إدانته إلى الجذور؛ إلى ذلك التواطؤ بين المصارف والسياسيين والقضاء... والصحافة أيضاً.

هنا، إذاً، لدينا فيلم سياسي- اقتصادي يدخل في عمق الأمور حيث يحقق المخرج غايته الأساسية وهي البرهنة على الكيفية التي تشتغل فيها القوى الاقتصادية خلف قناع السياسة... وكيف تجعل السياسي في خدمتها وكذلك القضائي. وهو أمر من الواضح أن المخرج تمكن من إظهاره بقوة... ولكن في فيلم من المؤكد أن قوته تشتغل ضده: فها نحن أمام عمل يكاد يكون نخبوياً، في معنى أنه لن يشاهد، في حقيقة الأمر، إلا من جمهور مكتسب سلفاً إلى القضية التي يدافع عنها، على عكس فيلم أوليفر ستون، الذي سوف يحقق بالتأكيد نجاحاً جماهيرياً كبيراً، لكنه لن يكون سوى نجاح هوليوودي... أي لا يوصل أية رسالة حقيقية. بل بالأحرى سيوصل رسالة مغلوطة مفادها، أننا هنا في عالم الأخلاق ما يعني أنه لو كان الرأسمالي أخلاقياً، لن تكون هناك أزمة ولا يحزنون.

المكتوب من عنوانه

وهذا البعد لن يوافق عليه، بالتأكيد، المخرج السويسري- الفرنسي الكبير جان – لوك غودار، الذي يعرض في «كان» فيلمه الجديد «قيم اشتراكية» (هكذا هو اسمه) الذي يقول منذ عنوانه إنه فيلم آخر عن الاقتصاد. بيد أن ما يقوله العنوان لا يظهر بوضوح في الفيلم. ذلك أننا، مع فيلم لغودار، لا يحق لنا أن نتوقع وضوحاً خطيّاً، ولا حبكة درامية أو ميلودرامية: يحق لنا أن نستشرف النظر، عبر كاميراه إلى تصويره أحوال العالم. العالم الذي ينظر إليه هذه المرة، انطلاقاً من رحلة بحرية على سفينة سياحية، تضم عدداً من كبار القوم، فنعبر المدن المتوسطية وننظر من خلال ذلك إلى الجديد - القديم، من فلسطين أو من مصر أو من الجزائر. ونحلل الأحوال والاقتصاد والسياسة والفن في لغة شديدة الخصوصية قد تقول لنا في نهاية الأمر، إن كل ما أراد غودار أن يقوله في هذا العمل الجديد المركب المشتت، إنما وضعه في العنوان. ولدى غودار المكتوب يقرأ من عنوانه طبعاً.

كين لوتش ودوغ ليمان يدخلان مهرجان «كان» حرب العراق

من المؤكد الآن أن السينما الأميركية والانجلو- ساكسونية عموماً التي تتحدث عن حرب العراق، باتت متفوقة، عددياً على الأقل على الأفلام التي تحدثت منذ سنوات السبعين عن حرب فيتنام، مع فارق أساسي يكمن في أنه، إذا كان ثمة في الأفلام الأميركية عن فيتنام، من نظر بعين التعاطف، مرة أو أكثر، إلى التدخل الأميركي في فيتنام (جون واين مثلاً حين حقق «القبعات الخضر»)، فإن ليس ثمة أي فيلم حتى الآن يتعاطف ولو بقدر ضئيل مع التدخل الأميركي في العراق. بل إن عدوى تحقيق أفلام معادية لذلك التدخل، انتقلت من هوليوود إلى بريطانيا الآن. حيث، إذا كان كثر قد تساءلوا خلال السنوات الأخيرة عن استنكاف كين لوتش، المخرج البريطاني، عن الدنو، على الأقل، من التدخل الانجليزي في العراق، وهو الذي عالج كل القضايا العادلة في العالم في عشرات الأفلام – الروائية – التي حققها حتى الآن، ومن موقع تقدمي جعله يلقب بـ «آخر اليساريين المحترمين» في السينما العالمية، ها هو لوتش يفاجئ أهل السينما وحتى مهرجان «كان» بفيلمه الجديد «الطريق الايرلندية»، الذي يعرض اليوم (الخميس) تحديداً، للمرة الأولى، بعدما كان قد صرف النظر عنه يوم اختيار عروض «كان» لأنه لم يكن جاهزاً بعد... ويعرض الفيلم في المسابقة الرسمية تحديداً، حيث يأمل مخرجه الآن أن يحقق به فوزاً شبيهاً بفوزه قبل سنوات قليلة بالسعفة الذهبية عن فيلم «الريح تهز حقل الشعير» (عن الثورة الايرلندية). والحقيقة أن كثراً، حين جرى تناقل أخبار هذا الفيلم الجديد وعرف عنوانه، اعتقدوا أنهم في صدد فيلم جديد للوتش عن الثورة الايرلندية، لكنهم سرعان ما عرفوا أن «الطريق الايرلندية» إنما هي الطريق التي تربط في العراق بين المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي. وهكذا إذاً، دخلت سينما كين لوتش حرب العراق من حيث لا يتوقع أحد.

غير أن مهرجان «كان» لم ينتظر فيلم لوتش، الذي سنعود للحديث عنه في رسالة مقبلة، حتى يدخل هو الآخر حرب العراق... وفي المسابقة الرسمية حتى، حيث إن فيلم دوغ ليمان الجديد، المشارك في المسابقة الرسمية بدوره، أمّن وجود الحرب العراقية، ولكن بشكل أقل دموية وأكثر سياسية. الفيلم عنوانه «لعبة عادلة»... وهو من بطولة نعومي واتس (الحاضرة كذلك من خلال فيلم وودي آلن المشارك خارج المسابقة الرسمية)... وهو يبتعد عن الرصاص والانفجارات والدماء، ليقدم الحرب الأميركية على العراق من خلال حكاية حقيقية حول فاليري بلام، العاملة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، في الفرع المكلف بالتحقيق في قضية أسلحة الدمار الشامل. وهذه السيدة كانت قد كلفت أوائل العقد الماضي بهذا التحقيق بشكل سري... وفي الوقت نفسه كان الدبلوماسي جود ويلسون وهو زوج فاليري قد كلف بمهمة معاكسة تقوم على إيجاد القرائن على شراء النظام العراقي، اليورانيوم المخصب من النيجر. وإذ يتوصل ويلسون إلى الاستنتاج بأن الشراء لم يحصل، تحاول إدارة بوش التكتم على الاستنتاج فلا يكون من الدبلوماسي إلا أن ينشر مقالاً في «نيويورك تايمز» يفضح أكاذيب الإدارة. ويتلو ذلك الكشف عن هوية الزوجة، ما يثير فضيحة كبيرة في ذلك الحين. وكانت هذه الفضيحة كما نعرف في أساس معظم حركات الاحتجاج الأميركية المناهضة لسياسة البيت الأبيض الحربية في العراق.

إذاً... فيلمان أمنا معاً حضور الحرب العراقية في «كان»... والفيلمان لم يعرضا حتى كتابة هذه السطور، ومن هنا، منذ الآن وحتى إعلان الجوائز في حفل الختام، حيث من المحتمل أن يخرج واحد منهما فائزاً بجائزة ما، سوف يشتد السجال حول هذه الحرب ونظرة السينما إليها...

الوسط البحرينية في

20/05/2010

 
 

وودي ألن يتشابه في مدن مختلفة

كان ابن نيويورك وأصبح ابن لندن

محمد رُضا

وودي ألن ليس غريبا عن هذا المهرجان، فقد حضر عدة دورات له قبل وبعد تركه نيويورك واستقراره أولا في باريس ثم في لندن. فيلمه الجديد «ستقابلين شخصا غريبا طويلا داكنا»، الذي عرضه المهرجان خارج المسابقة، كوميديا عاطفية أخرى من أعمال المخرج ومن بين أكثرها مرحا. منواله هنا هو التعاطي مع شخصيات عادية لا داكنة ولا غريبة في ذات المنوال من الأحاسيس والمواقف العاطفية التي سادت معظم أفلامه منذ خمس وعشرين سنة وإلى اليوم: الشخصية الأولى تحب الشخصية الثانية لكن الشخصية الثانية فجأة ما تقع في حب شخصية ثالثة تعيش مع شخصية رابعة واقعة في حب الشخصية الأولى. ليس هذا الترتيب نفسه في فيلم ألن الأخير لكنه قريب منه، وحين سألناه في مهرجان كان عن السر في ذلك قال: «هذا لا يزال أفضل من أن تخلو قصص الحب من هذه التناقضات. لو أن الشخصية (أ) تحب الشخصية (ب)، والشخصية (ب) تحب الشخصية (أ)، لما احتجنا فيلما».

·         لكن هل تجد منوالا روتينيا واحدا في هذا الشأن؟

- يرد قائلا، وعلى وجهه ابتسامة خفيفة: «أجد تشابها بالطبع لكن كل فيلم يختلف عن الآخر. للشخصيات التي أقدمها هنا مواقف واتجاهات في الحياة مختلفة عن تلك التي في أفلام أخرى. هناك ثيمة أعمل عليها تؤمّن هذا التشابه، لكن الشخصيات ذاتها دائما ما تأتي بجديد تضيفه. عقلي يعمل على ملاحظة جوانب جديدة لم أتطرق إليها في أفلامي السابقة حتى ولو كانت قائمة على تلك الخطوط العاطفية المتشابكة، بل وبسببها». على الرغم من ذلك ففي هذا الفيلم زاوية جديدة يطل منها المخرج على شخصياته: «صحيح.. تتعامل هذه الشخصيات هنا مع أحلامها وطموحاتها، وأكاد أقول فانتازياتها أكثر مما تتعامل مع واقعها».

·         هذا يبدو تناقضا كاملا مع وجهة أعمال مايك لي مثلا.. هل الواقعية شيء تتجنبه دائما في أعمالك؟

- أعتقد أنني لا أكترث لما فيه الكفاية أن أرصد الواقع، هذا ليس موقفا ضده، لكني نشأت كما تعلم كوميديا أميركيا، وآخر ما في جعبة هاتان الصفتان. الواقعية منهج مختلف طبعا عن منهجي، لكن من يقول إن ما أسرده يلتقي أو لا يلتقي مع الحقيقة؟ كل ما أقوم به هو استخدام السرد الروائي لمعالجتها. لكن الفارق أحيانا ليس شاسعا كما يبدو لي.

·         لكن في الإطار العام هناك ذات البحث في الشخصيات والحياة العامة للناس. هل توافق؟

- أوافق بتردد. الشخصيات التي تتحدث عنها في الأفلام الأخرى هي من واقع الحياة. شخصياتي هي ليست نموذجية تماما. أحيانا ما يكون بينها الطبيب والممثل والرسام والموسيقار.

·         لماذا توقفت عن التمثيل؟

- لا أعتقد أن أيا من أفلامي كمخرج يحتاجني كممثل، لكن حين أجد المادة الصحيحة فسوف أقوم بالتمثيل من جديد.

·         كيف يختلف وجودك في لندن عن وجودك في نيويورك؟ وكيف ينعكس هذا الاختلاف في أفلامك؟

- لندن ونيويورك وأكثر من مدينة كبيرة أخرى تلتقي في صفات عامة كثيرة. أقول وفي بالي أن الشوارع والسيارات والمباني قد تختلف في من يصنعها أحيانا، كذلك اللغة أو اللهجات. لكن المدينة بمفهومها العام هي ذاتها. هي - إذا أردت - المضاد لـ«غير المدين» وهذا ما يجعلها بالمواصفات الخاصة بها. أنا ابن المدينة التي كان اسمها نيويورك في سنواتي السابقة والآن ابن لندن. على صعيد الحكايات أحيانا ما يبدو لي أن ما يحدث هنا يحدث هناك والعكس. لكن التفاصيل لا تقل أهمية وهي التي تمنح الفيلم خصائصه. كما أن العنوان يشي بأن مصدره عرافة تتنبأ بمستقبل السائل، فإن الفيلم يحمل ملامح من التنبؤات بخصوص شخصياته. لا أحد منها يأتي بجديد، ولو أن شخصية أنطوني هوبكنز أكبر بقليل من أن تلعب دور من تقاوم رياح السنين بتصرفات في نهاية أمرها طائشة.

·         كيف كان العمل مع أنطوني هوبكنز وناعومي ووتس. إنجليزي وأميركية؟

- يقول ضاحكا: «حالما يقف كل ممثل أمام الكاميرا فإن الهويات القومية تختفي. الجميع يتساوون» ثم وبجدية بادية: «أنطوني هوبكنز مثال على الانضباط ومدرسة في الأداء، ولا أقول ذلك توددا، فالفيلم انتهى، وسواء عملنا معا في فيلم لاحق أو لا فإن الحقيقة يجب أن تُعلن. إنه من أفضل المواهب الكبيرة حاليا. ناعومي تفاجئني. سابقا حين شاهدتها في بضعة أفلام أدركت أن لديها الكثير مما يمكن لها أن تعطيه إذا ما وجدت النص المناسب وكانت في بالي وأنا أكتب هذا الفيلم».

·         كثيرون ينتقدون أن الشخصيات التي في أفلامك - تتصرف كما تتصرف أنت - ليس لديها ذوات خاصة بها؟

- ماذا أقول: إنه فيلم من إخراج وودي ألن. أليس كذلك؟ ما تقوله صحيح. قرأت ذلك في الماضي، لكنني لم أعد أقرؤه منذ عدة سنوات. ربما أكون تخليت عن هذه العادة أو نفض النقاد أيديهم مني.

الشرق الأوسط في

21/05/2010

####

العرب غائبون.. لكنهم موجودون في الأفلام

تتناولهم أفلام «كارلوس» و«اشتراكية فيلم» و«طريق أيرلندي» و«لعبة عادلة»

كان: محمد رُضا 

ليس صعبا إيجاز ما احتواه يوم أمس من شؤون وشجون خلال اليوم العاشر من الدورة الثالثة والستين من مهرجان كان السينمائي الدولي. لقد ارتفع مستوى النقاش وتعدد بسبب عرض فيلم «طريق أيرلندي» للبريطاني كن لوتش وفيلم «كارلوس» للفرنسي أوليفييه أساياس الذي شهد عرضه خارج المسابقة بإصرار من المدير الفني تييري فريمو. هذا القرار فتح معركة مع الرئيس الأسبق جيل جاكوب الذي لا يزال يعمل في الإدارة العامة للمهرجان على أساس رفض الضغط التجاري الذي مارسته قناة «بلوس» ورفض إدخال فيلم تلفزيوني المنشأ والعرض إلى أعمال مهرجان عُرف طوال حياته بأنه سينمائي صرف يمثل السينمائيين ويتوجه إليهم.

لكن هناك مسائل أخرى يُماط عنها اللثام هنا.

بين فيلمي «طريق أيرلندي» و«كارلوس» علاقة مهمة، كذلك بين هذين الفيلمين والفيلم الأميركي الذي عرض أمس الخميس «لعبة عادلة»، وبين هذه الثلاثة وفيلم جان - لوك غودار «اشتراكية فيلم». هذا الجامع المشترك أن الأفلام الأربعة تتحدث عن موضوعات عربية تفترش الأرض العريضة بين الماضي (كما في «كارلوس» و«اشتراكية فيلم») والحاضر (كما في «طريق أيرلندي» و«لعبة عادلة»).

وعلى الرغم من خلو الساحة في «كان» من أي فيلم عربي، إلا أن هذه الأفلام تحفل بالمسائل التي تخصنا على نحو أو آخر: «طريق أيرلندي» و«لعبة عادلة» يستمدان موضوعهما مما حفلت به الحرب العراقية من طروحات جاهزة، «كارلوس» عن تاريخ علاقة الرأس المدبر لأعتى العمليات الإرهابية في السبعينات بالعالم العربي وشخصياته التي ساعدته حينا وانقلبت عليه فيما بعد، و«اشتراكية فيلم» عن فلسطين وتاريخ القضية البعيد مع وقوف سريع على مواضيع اعتماد أوروبا على النفط العربي وعلاقة مصر بحضارتها القديمة والتساؤل عن الحضارة الحالية.

عبر هذه الأفلام يعكس المخرجون اهتمامهم الكبير بالوضع الراهن في العالم العربي وخارجه، أو بالأحرى خارجه أولا لأن هؤلاء المخرجين يعيشون في الخارج ويرون انعكاسات الوضع وتهديداته. وليس صحيحا أن المهرجان تجنب الأفلام ذات الطروحات السياسية، ولا يستطيع حتى لو أراد لأنه يعلم أنه إذ يريد أيضا عرض أعمال ذات مسائل مختلفة وبعيدة، فإن المسائل الجوهرية التي تتحكم في هذا العالم أكثر من ملحة.

والموضوع العربي ليس الموضوع السياسي الوحيد المطروح، الجانب الاقتصادي من هذا الوضع متوفر في الفيلم الوثائقي الأميركي «شغل من الداخل» لتشارلز فرغسون الذي جلب الممثل مات دامون للتعليق، كما هو موجود في فيلم أولي?ر ستون «وول ستريت: المال لا ينام»، الذي، وكما أسلفنا في رسالة سابقة، يتناول روائيا ما حدث للشارع الاقتصادي الأول في العالم وإلى أي مدى يتدخل الجشع ليعطل مسيرة الحياة الاقتصادية بأسرها.

وشاهدناه أيضا في فيلم أليخاندرو غونزاليس إياريتو «جميل» ولو على جانب بعيد عن لغة الأرقام؛ إذ يدور الفيلم حول المهاجرين اللاجئين للعمل من دون تراخيص وما يتسبب به ذلك من أوضاع إنسانية مؤلمة ومزرية.

في أعقابه، وليل يوم الأربعاء، تم عرض فيلم إيطالي بعنوان «لا نوسترا فيتا» أو «حياتنا» للمخرج الإيطالي الذي يعمل منذ عشرين سنة ولا يزال دون مستوى الاكتشاف، دانيال لوشيتي. الفيلم عاطفي - كوميدي مع جوانب درامية صرفة كما لو أنه أراد تأمين كل خط رجعة ممكنة. يبدأ كنكتة رديئة لكنه يتحسن قليلا مع الوقت. وما يعنينا هنا هو أنه يدور، جانبيا على الأقل، حول وضع المهاجرين العاملين من دون رخص في حقل البناء الآتين من رومانيا (أساسا) وشمال أفريقيا.

على عكس فيلم إياريتو، لا يذرف المخرج الدمع على أوضاع المهاجرين، وربما هذا ليس مطلوبا لو أن الفيلم جيد، أما وأنه من تلك التي يتساءل المرء كيف تسللت إلى المسابقة، فإن المرء لا بد له أن يتساءل عن الغاية من الاكتفاء بالعرض دون التحليل. هذا قبل أن يأتيه حل الفيلم للمسألة كلها: لكي تنجز مشاريعك المعمارية في إيطاليا عليك بأبناء بلدك. وكما يقول الفيلم، هؤلاء العمال ربما كانوا خارج النقابات لكنهم يعملون بجد بل يأتون من عوائل مشتركة ومن بينهم النساء اللواتي سيبقين بجانب أزواجهن ويطبخن للجميع السباغيتي واللازانيا.

الشرق الأوسط في

21/05/2010

 
 

نقاشات الثورة التحريرية في السينما ومهرجان كان

''معركة الجزائر'' كان البداية و''الخارجون عن القانون''

المصدر :الجزائر: مسعودة بوطلعة

تبقى الثورة التحريرية الجزائرية، أو كما يسميها الفرنسيون ''حرب الجزائر''، إحدى الإشكاليات التي تناولتها الكاميرا بقوة، تختفي وتعود إلى الساحة الفنية والسينمائية في كل مرة، مع جيل جديد يحمل رؤى مغايرة لمن سبقوه، أو إضافة قد تفتح النقاش من جديد على مصراعيه في نقاط مظلمة، أو غامضة من تاريخ الجزائر، وتثير هذه الجهة أو الأخرى، قد ترفض أو تقبل وتهلل لأطروحات السينما، التي تظل إحدى الأبواب الرئيسية لطرح كل القضايا للمناقشة دون تحفظ أو خطوط حمراء. 

من بين هذه الأعمال الجديدة، فيلم رشيد بوشارب ''الخارجون عن القانون''، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، التي تجري فعالياته بمدينة كان الفرنسية، حيث يعرض اليوم الفيلم بالجزائر، بمبادرة من وزارة الثقافة، حتى يتمكن النقاد، الإعلاميون الجزائريون، من معرفة تفاصيله التقنية والفنية ورؤيته التاريخية والدرامية للأحداث، خاصة بعد الضجة الإعلامية والسياسية التي أحدثها وردود الفعل القوية التي أثارها، بعد أن كشفت التقارير عن معالجته لقضية أحداث 08 ماي 45 والمجازر الفرنسية في الجزائر، ومطالبة اليمين المتطرف بسحبه من المهرجان والتظاهر يوم عرضه أمام قصر المهرجان. ويعتبر فيلم ''الخارجون عن القانون''، في واقع الأمر تتمّة لسلسلة من الأفلام الجزائرية والفرنسية، التي عالجت على مدار أكثر من أربعين سنة، الثورة التحريرية أو مآسي الاستعمار الفرنسي بطرق مختلفة، حيث عرفت المهرجانات الدولية، مشاركة جزائرية قوية بأفلام ثورية، فتحت النقاش مبكرا حول الاستعمار الفرنسي ومجازره واستعرضت بكثير من الدراما، الحالة الجزائرية إبان الفترة الاستعمارية، وكانت خنجرا في قلب فرنسا ''الحرية والعدالة والأخوة'' وصوتا للجزائر وثورتها. ولا يختلف ''الخارجون عن القانون''، من حيث مستوى وموضوع النقاش، الذي طرحه وفتحه عن باقي الأفلام، التي شاركت في مهرجان ''كان'' وكان موضوعها الرئيسي الجزائر، أو علاقة الجزائر بفرنسا بشكل أو بآخر. وبالرغم من أن هذا الأخير طرح إشكالا مغايرا ونقل النقاش من مستوى الشعبوي أو الدعائي والجزائري البحت، إلى المستوى النخبوي والسياسي والفني، ومن داخل الجزائر إلى قلب فرنسا، باعتبار المخرج والممثلين الرئيسيين من أبناء الجيل الثاني الحاملين للجنسية الفرنسية والمولودين بفرنسا، فإن أول فيلم عرض في كان سنة 1967 بعد 5 سنوات من الاستقلال، كان الفيلم الكلاسيكي ''ريح الأوراس'' لمحمد لخضر حامينا، الذي تحصل على جائزة العمل الأول، وهو يروي مأساة أم تبحث عن ابنها، الذي جنّد إجباريا في الجيش الفرنسي، كان الفيلم قويا من الناحية الدرامية، لكنه لم يرق إلى مستوى العالمي من حيث التقنية والمؤثرات. لكن الجزائر لم تتوقف عنده، لتكون سنة ,65 سنة السينما الثورية الجزائرية، دون منازع، بولادة أحد الأعمال الخالدة والمخلدة لهذه الثورة المعنون بـ''معركة الجزائر '' للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو، حيث تطرق الفيلم إلى قضية التعذيب والأحكام التعسفية والقمع، الذي كان يتعرض له المدنيون الجزائريون، كما عرض لأول مرة قضية اغتيال العربي بن مهيدي في زنزانته والأساليب اللاإنسانية والإجرامية، التي استعملها الجنرال ''ماسو'' للقضاء على الثورة في الجزائر العاصمة، واعتبرته فرنسا فيلم دعاية للثورة ومنعته من العرض في فرنسا، بينما منحه مهرجان '' البندقية'' بإيطاليا، جائزة الأسد الذهبي سنة 1966، لتعاد برمجته في فرنسا سنة 1970، لكن سرعان ما يسحب من دور العرض، لكن الفيلم اعتبر من الأعمال السينمائية الرائدة وأصبح مدرسة في ما يعرف بحرب المدن. ليسجل مهرجان كان سنة 1975 بالذهب، اسم الفيلم الجزائري ''وقائع سنين الجمر'' للمخرج لخضر حامينا، الذي تحصل على السعفة الذهبية ونال إعجاب النقاد، حيث انتقد فيه مخرجه الاستعمار الفرنسي وصوّر الحالة المزرية، التي عاشها الشعب الجزائري قبل الثورة التحريرية، وقد عرف أيضا احتجاجات بسبب عرضه في كان ومظاهرة مناهضه له.  كما لا ننسى بعض الأفلام: ''عشرون سنة في الأوراس''، ''دورية نحو الشرق''، ''الأفيون والعصا''، ''الحرب بدون اسم''. لكن هناك السينما الموازية كذلك، التي خاض معركتها مخرجون فرنسيون وقدّموا حرب الجزائر وما خلّفته من آثار على الفرنسيين، كفيلم ''لو بو تي سولدا'' أو ''الجندي الصغير'' سنة 1963، ويتحدث عن قضية هروب الجنود الفرنسيين من الجيش ورفضهم للتعذيب اللاإنساني للجزائريين، لكنه تعرض للمقص، ثم ''شرف رائد''، لتتوقف حمى الأفلام الثورية سنوات التسعينات، وتعود مطلع الألفية الثالثة، مع جيل جديد من الجزائريين والفرنسيين كذلك، مثل فيلم ''العدو الحميم'' سنة 2007 لفلورون ايميليو سيري، و أخيرا فيلم (الأهالي) انديجان للفرونكو جزائري رشيد بوشارب والمتوّج بجائزة السعفة الذهبية عن العمل الجماعي .2006 وقد أعاد الاعتبار للمجندين المغاربة في الحرب العالمية الثانية والذين دافعوا عن فرنسا ضد النازية، لكنهم همشوا وأبعدوا بعد تحرّر هذه الأخيرة وأخيرا يعود رشيد بوشارب إلى الثورة للحديث عن جبهة التحرير الوطني بدءا بأحداث 08 ماي 45 إلى الاستقلال، عبر قصة ثلاث أخوة ومسار حياتهم بين الجزائر وفرنسا.

الخبر الجزائرية في

21/05/2010

####

استغربت انتقاده قبل عرضه في مهرجان "كان"، خليدة تومي للفرنسيين:

“الخارجون عن القانون” فيلم روائي وليس فيلما وثائقيا، ولا يحتاج لكل هذه الضجة

ح.س/وكالات 

قالت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، إنه ما من ضرورة لتضخيم قصة الفيلم الجزائري “الخارجون عن القانون”، للمخرج رشيد بوشارب، والذي أثار جدلا بين باريس والجزائر أخيرا، بسبب تناوله فترة الإستعمار الفرنسي وأضافت تومي، في تصريح خاص لـ”سي أن أن عربية”، قائلة: “لا أرى أي داع للتضخيم لقصة الفيلم أو جعله بؤرة للخلاف، طالما أنه يحكي قصة معاناة الشعب الجزائري إبان الإحتلال الفرنسي، ويروي قصة شباب في فترة الإستعمار”، مؤكدة أنّ هناك أمورا يجب أن نحددها في الفيلم، وهي أنه رواية رأى مخرج الفيلم أنها تناسب وضع فيلم روائي راح خلاله إلى تصور أحداث، ووضعها في قالب “حرب عصابات”، تشكلت من ثلاثة شبان، وعليه يمكنني القول إنه فيلم روائي وليس فيلما وثائقيا، ولا يحتاج لكل البلبلة والضجة التي أحيطت من حوله.

كما أعلنت الوزيرة عن استغرابها لموقف السلطات الرسمية الفرنسية من هذا الفيلم، وأكدت أن من أشد الأمور التي تعجبت لها أن يحكم على عمل فني سينمائي قبل مشاهدته، خاصة إذا تعلق الأمر بما أبداه أحد أعضاء الحكومة الفرنسية. وذكرت في هذا السياق باسم أمين عام وزارة الدفاع الفرنسي، هوبير فالكو، متسائلة عن مبدأ حرية التفكير والديمقراطية الذي تتحدث به دوما فرنسا. وفي سياق متصل، أعلنت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، عن عرض فيلم “الخارجون عن القانون” بالعاصمة، وبالتحديد بقاعة الموڤار، في ذات التوقيت الذي سيعرض به الفيلم في فعاليات مهرجان “كان السينمائي الدولي”، لمختلف وسائل الإعلام المحلية. وبذلك فهي توجه تحديا لكل الذين انتقدوا الفيلم أياما قبل عرضه. وتأتي هذه الخطوة، كما قالت الوزيرة، في إطار تمكين الإعلاميين الجزائريين من مشاهدة هذا الفيلم في نفس يوم عرضه بمهرجان “كان” السينمائي ضمن المنافسة الرسمية على الصحافة الأجنبية التي تنقلت بكثافة لتغطية هذا الحدث السينمائي العالمي.

الخبر الجزائرية في

19/05/2010

 
 

الجزائر والعراق وفلسطين في مهرجان كان...

مع بضعة «جراح» عربية أخرى

كان (جنوب فرنسا) – ابراهيم العريس

منذ ما قبل افتتاح الدورة الحالية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي والسؤال الاحتجاجي العربي المتداول هو هو لم يتغير: لماذا يغيب العرب عن هذه الدورة.هو السؤال المطروح بقوة خاصة انه دائماً ومنذ سنوات طويلة هناك حضور ما لسينما عربية او اخرى، أحياناً في المسابقة الرسمية وغالباً خارجها في تظاهرات موازية. بل حتى في الجوائز الكبرى أحياناً اخرى. لا يملك أحد إجابة واضحة ونهائية. لكن الأقرب الى المنطق هو ان الإنتاج السينمائي في بلدان السينما العربية الرئيسة هو المسؤول. ويعزز هذا المنطق ما أسرّ به بعض أهل المهرجان من ان عدد الأفلام العربية التي اقترحت عليهم كان هذا العام قليلاً جداً ولم يكن من بينه ما يستحق حتى المشاهدة إلى الآخر من قبل لجان الاختيار. لسنا ندري ما هي هذه الأفلام، ولا من هم أصحابها ولا من أية بلدان عربية أتت، لكننا نميل الى تصديق الحكاية طالما أننا إن أمعنّا الفكر فلن نتذكر أي إنتاج عربي لهذا العام لم يعرض في مهرجان أو أكثر قبل حلول مواعيد «كان».

يبقى أن النتيجة ماثلة أمام أعيننا: غياب تام واستثنائي للسينمات العربية، والأدهى من هذا في دورة ستبقى في تاريخ «كان» واحدة من الدورات الأكثر اهتماماً من ناحية أفلامها ببعض القضايا والشؤون العربية. ولنوضح أكثر! إذا كان العرب السينمائيون غائبين – مع استثناء جزائري ملتبس سوف نوضحه بعد قليل – فإن القضايا العربية، أو بعضها على الأقل، بدت حاضرة بقوة، وليس فقط في السجالات او المعلومات المتداولة حول هذا الشأن أو ذاك، بل داخل عدد لا بأس به من الأفلام، ومن بينها أفلام كبيرة جداً وربما من أهم ما في الدورة.

حضور القضايا العربية ولا سيما الشائك منها أمّنه مخرجون كبار وآخرون أقل أهمية في المسابقة الرسمية كما في تظاهرات موازية. هذا كي لا نتحدث عن الأفلام الصغيرة والتسجيلية التي غالباً ما حملها أصحابها بمبادرة منهم وعرضوها أمام جمهور يعثرون عليه بصعوبة. وكذلك كي لا نتحدث عن أنواع أخرى من الحضور العربي تتمثل في الأجنحة والوفود العربية الكثيرة التي راح بعضها يتنافس مع بعضها الآخر في إقامة الولائم السخيّة وإعلان الأخبار الحقيقية والوهمية والحديث عن اتفاقات وتحالفات مستقبلية وما يشبه ذلك وهو ما سوف نعود اليه في آخر هذا الكلام كي نتوقف هنا عند ما هو أهم في نظرنا: التعبير عن بعض القضايا العربية الشائكة وبعض التواريخ العربية الملتبسة في أفلام حملت تواقيع مبدعين من طينة جان - لوك غودار وكين لوتش ودوغ ليمان وكزافييه بوفوا ورشيد بوشارب وغيرهم. وطبعاً إذا كان من غير المنطقي هنا القول بأن هؤلاء عبّروا في نحو نصف دزينة من أفلام بارزة عن «كل» القضايا العربية أو حتى ان الغاية من أفلامهم فقط العودة الى هذه القضايا، فإن الأقرب الى المنطق، طالما نحن هنا في صدد مخرجين كبار لهم هويتهم واهتماماتهم، ان الأفلام المعنية، او معظمها على الأقل نظراً الى ما تناوله من قضايا عربية شائكة إنما ضمن إطار شامل ربما يصح ان نقول انه معولم بعض الشيء، يربط هذه القضايا باهتماماتهم الشخصية كمبدعين ولكن أيضاً كأبناء لهذا الزمن يتأملون أحواله. ومن هنا سوف يكون من المضحك ان نتوقع منهم ان يكونوا عرباً أكثر من العرب. ومع هذا يمكن القول بشكل إجمالي ومنصف إن دنوهم من القضايا التي تخصنا ليس فيه بشكل اجمالي ما يثير معنا سجالات عنيفة كما سنرى ولكن بعد أن نتوقف بعض الشيء عند الجزائري الأصل رشيد بوشارب الذي اشرنا الى استثنائيته في هذا السياق.

الجزائر في الماضي والحاضر

حتى وإن كان رشيد بوشارب جزائري الأصل والمواضيع والهوى في معظم أفلامه التي حققها خلال أكثر من ربع قرن حتى الآن وأمّن له بعضها شهرة واسعة ومكانة كبيرة في سينما الزمن الراهن، فإنه يحسب على السينما الفرنسية وهو غالباً ما يهتم في أفلامه بقضايا تهمّ العلاقات الفرنسية – الجزائرية مع العلم انه لا يعتبر خارج هذه القضايا، أي فنياً وتعبيرياً، من مخرجي الصف الأول، حيث نعرف ان سينماه ما إن تخرج عن اطار القضايا المثيرة للسجال حتى تفقد بريقها ويخفّ الاهتمام العام بها. اما حين يدنو من مثل هذه القضايا فإنه يبرز بقوة ليس فقط كمدوّن سينمائي لتاريخ ما بل صانعاً لهذا التاريخ: لنتذكر هنا ان فيلمه الأشهر «السكان الأصليون» الذي فاز في «كان» قبل سنوات بجائزة افضل تمثيل رجالي، جعل السلطات الفرنسية في ذلك الحين برئاسة جاك شيراك الذي شاهد الفيلم في عرض خاص، تبادر الى اعطاء الفرنسيين من اصول مغاربية حقوقهم التي كانت ممنوعة عليهم مع انهم – وكما يروي الفيلم تحديداً - ساهموا مساهمة أساسية في تحرير فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. ثم كان النسيان نصيبهم حتى جاء فيلم بوشارب ليثير ضجة كانت فعالة في نهاية الأمر. فيلم بوشارب الجديد والذي يعرض اليوم تحديداً في المسابقة الرسمية، لا يبتعد هو الآخر، عن تاريخ جزائري/ فرنسي، بل يبدو مستكملاً بشكل ما لهذا التاريخ إنما من منظور آخر. فالحكاية هنا حكاية الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي ثم حكاية الاستقلال من خلال مصائر ثلاثة اشقاء تتفرق بهم السبل خلال وبعد الثورة ليلتقوا في نهاية الأمر في فرنسا. منذ ما قبل عرض هذا الفيلم ثارت في وجهه زوابع اليمين الفرنسي وبعض المسؤولين السياسيين كما أشرنا في رسائل سابقة. ولم يكن الغضب طبعاً لأن الإخوة التقوا في باريس وعاشوا فيها، بل لأن الفيلم اتهم الفرنسيين مباشرة بارتكاب مجازر في مدينة صطيف اول اندلاع الثورة غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدء تحرك الجزائريين للمطالبة بالاستقلال. لقد اعتمد الفيلم هنا الرواية الجزائرية التاريخية عن ظروف المجزرة. وهي رواية يرفضها اليمين الفرنسي كما يرفض روايات مشابهة أخرى اعتمدها الفيلم أيضاً. ومن هنا كان الضجيج وكذلك ربما تحوّل الفيلم في تقديمه «الكانيّ» من انتاج فرنسي/ جزائري الى فيلم جزائري فقط! ومن المؤكد أن سجالات صاخبة ستدور حول الفيلم وعنوانه «الخارج على القانون» من بعد عرضه اليوم وربما لتعطي المهرجات حيوية لا يزال يفتقر اليها!

هذه الحيوية عجز عن تأمينها على أية حال الفيلم «الجزائري» الآخر في الدورة، اي فيلم «عن البشر والآلهة» للفرنسي كزافييه بوفوا. ونقول «الجزائري» ليس طبعاً انطلاقاً من هوية الفيلم بل من موضوعه. فهو الآخر يغوص في قضية جزائرية شائكة لا تزال تثير السجالات والأسئلة حتى الآن مع انها تتعلق بحدث مرعب جرى قبل خمس عشرة سنة: مقتل سبعة رهبان فرنسيين في قرية جزائرية صغيرة إذ ذبحوا وقطعت رؤوسهم بعد خطفهم. وكما قلنا في رسالة أمس في «الحياة» كان من الواضح ان العملية الإرهابية نفسها لم تكن هي ما همّ المخرج كثيراً. وليس ما همّه كذلك الوصول الى حقيقة حول الهدف من العملية او حتى حول مقترفيها الحقيقيين. ما همّ الفيلم حقاً كان اثارة سجال بين الدين الحقيقي ومقترفي الجرائم باسم الدين، وحتى من دون ان يفرض علينا الحكاية الرسمية المتداولة من ان الرهبان وقعوا ضحية ارهابيي «الجماعة الإسلامية المسلحة» ولا حتى الرواية المضادة الأخرى التي تؤكد ان الفاعل انما كان السلطات العسكرية عن قصد او لتلصق التهمة بالإرهابيين انفسهم! وما همّ الفيلم أيضاً كان التأكيد على الحوار الحقيقي بين الديانات والحضارات، ومن هنا تصبح الجزائر في الفيلم محركاً ليس لمحاكمة التاريخ، مهما كان قاسياً وعنيفاً وجديراً بالمحاكمة، بل لبناء تعايش ما بين ابناء الديانات جميعاً. ويقيناً ان الرسالة وصلت والبرهان على هذا ان الفيلم لم يثر اية احتجاجات جدية فيما عدا بعض الاصوات التي وجدته متسامحاً اكثر من اللازم مع... الإرهابيين. ولنذكر هنا ان أصواتاً من هذا النوع رأت ايضاً ان الفيلم التلفزيوني الذي حققه الفرنسي الآخر اوليفييه السايس عن «كارلوس» وعرض بساعاته الطويلة في «كان» انما خارج المسابقة الرسمية، اتى بدوره متسامحاً نسبياً مع... الإرهاب!

فلسطين على الطريقة الغودارية

ويقودنا حديث «كارلوس» الذي سبق ان اسهبنا فيه، إلى فلسطين التي تولّى امرها السينمائي هذه المرة الفرنسي/ السويسري الكبير جان – لوك غودار وذلك كجزء اساسي من فيلمه الجديد «فيلم اشتراكية». وطبعاً كعادته لم يجعل غودار من فلسطين الموضوع الوحيد لفيلمه بل احد موضوعاته الأساسية. وهو نفس ما كان فعله في فيلمه السابق «موسيقانا» الذي عرضه بدوره في «كان» قبل بضع سنوات. في ذلك الفيلم كان منطلق الحديث الفلسطيني لقاء مع شاعرنا الراحل محمود درويش خلال زيارة مشتركة الى ساراجيفو، اضافة الى بضعة مشاهد ذات دلالة تدور من حول صبية اسرائيلية مشاكسة وسفير للدولة العبرية. كل هذا جاء يومها مختلطاً على طريقة غودار التركيبية. اما النتيجة فكانت اعلان غودار ارتباكه واحتجاجه بل غضبه ازاء قضية شعب وأرض لا يعرف العالم كيف يتعامل معها. هذه المرة في «فيلم اشتراكية» لا يبتعد غودار كثيراً عن الموضوع نفسه، لكن منطلقه هذه المرة صورة قديمة التقطها الفرنسي داغير اواسط القرن التاسع عشر للقدس العربية. انطلاقاً من هذه الصورة التي يقول غودار ان الباحث الفلسطيني الياس صنبر هو الذي اعطاه اياها، يرسم المخرج ضمن اطار رحلة لفينة حول مدن وحضارات المتوسط صورة جديدة لأسئلته الشائكة حول فلسطين التاريخ وفلسطين الحاضر. وهي على اية حال نفس الأسئلة التي تطارحها مع محمود درويش في «موسيقانا» بل الأسئلة التي ما برحت تشغله وتقلقه وتحيره منذ عاش في الأردن زمناً في السبعينات حين كان يحقق فيلمه عن القضية الفلسطينية بعنوان «ثورة حتى النصر». وهو فيلم لم ينجزه ابداً لكنه ضمّن ما كان صوّره منه الى فيلم آخر له عنوانه «هنا وهناك» تناول فيه القضية كجزء من القضية الإعلامية المتناقلة بين الشرق والغرب.

في الفيلم الجديد – كما في الحوار الذي اجراه دانيال كوهين بنديت، النائب الأوروبي واحد زعماء «ايار 68» مع غودار على صفحات مجلة «تيليراما» - يستعيد هذا الأخير التساؤلات نفسها والقلق نفسه من حول فلسطين التي ينظر اليها اسوة بنظرته الى مصر في الفيلم نفسه كما الى اليونان وبعض المناطق المتوسطية الأخرى، باعتبارها مهداً حضارياً. بل «مهد انسانيتنا بالأحرى». في اختصار أمّن غودار في هذه الدورة من «كان» حضوراً فلسطينياً رائعاً لا شك في انه سيكون جزءاً من احاديث كثيرة مقبلة حول هذا الفيلم الاستثنائي.

حرب العراق على طريقة لوتش

حتى كتابة هذه السطور لم نكن قد شاهدنا بعد اي من الفيلمين اللذين جعلا من حرب العراق موضوعاً لهما وكلّ على طريقته. فيلما كين لوتش («الطريق الإرلندية») ودوغ ليمان («لعبة عادلة») هذان أمّنا اذاً حضوراً لقضية عربية شائكة أخرى. ولكن هنا أيضاً من منطلق هموم كل من المبدعين البريطاني (لوتش) والأميركي (ليمان). واللافت هنا هو ان ما يجرى في كل من الفيلمين يجرى بالأحرى في انكلترا وأميركا أكثر مما يجرى في العراق، بمعنى ان النفحة الاحتجاجية، مبدئياً، ليست من منطلق انساني تعاطفي مع شعب وبلد دمرتهما تلك الحرب، بل من موقع الأميركيين والإنكليز، سياسيين ومرتزقة وجنوداً ومواطنين عاديين لم يقلّ تدمير الحرب في العراق لهم عن تدميرها الشعب العراقي وبلده. طبعاً نكتفي بهذا القدر هنا من الحديث عن هذين الفيلمين اللذين ستكون لنا ولغيرنا عودات اليهما اكثر تفصيلاً بعد مشاهدتهما مع العلم أن كين لوتش الذي تناول في أفلام عديدة له سابقة الكثير من القضايا السياسية والإنسانية ودائماً من منطلق تقدمي من المؤكد انه سيكون المهيمن على فيلمه الجديد.

ويبقى ان نذكر هنا لمناسبة الحديث عن فيلمي لوتش وليمان انهما صوّرا جزئياً في الأردن ( فيما صوّر فيلم بوفوا في المغرب وليس في الجزائر. أما «كارلوس» فصوّر جزء كبير منه في لبنان بين مناطق عربية أخرى). وهذا كله يعيدنا طبعاً الى نشاطات الوفود العربية وأجنحتها في «كان» حيث لوحظ مثلاً ان نشاط الجناح الأردني ركّز على الدعوة الى تصوير الأفلام العالمية في الأردن أسوة بما كانت حال «الطريق الإرلندية»، فيما كان التنافس الإعلامي شديداً بين الوفود الخليجية لإثبات التزام كل مهرجان في كل من الدوحة وأبو ظبي ودبي بالقضية السينمائية ولا سيما الشبابية منها دعماً وصخباً إعلامياً وحفلات غداء وعشاء. أما الوفود المصرية، من سينمائية ورسمية فتحلق اهتمامها من حول اتفاق التعاون الذي وُقّع وسط حضور رسمي وسينمائي كبير بين المركز الوطني الفرنسي للسينما ونظيره المصري فيما كانت شركة «غودنيوز» - التي على غير عادتها لم تصحب معها الى كان فيلماً جديداً تعرضه في صالة مستأجرة بمبلغ خيالي - تعلن عن مشاريع لها مقبلة من بينها فيلم يكتبه وحيد حامد ليخرجه ابنه مروان (صاحب «عمارة يعقوبيان» و «ابراهيم الأبيض») عن الإرهاب من خلال الجمع بين شخصيات الحسن الصباح وحسن البنا ومحمد عطا قائد إرهابيي مركز التجارة العالمي في نيويورك.

الحياة اللندنية في

21/05/2010

####

هوامش المهرجان

... وفي المغرب هناك ايضاً من لا يحب السينما

 اذا كان من عادة كثيرين القول ان النجاح في العالم العربي ممنوع، ها هي الأخبار تأتي على التوالي حيناً من هذا البلد العربي او ذاك تؤكد هذه المقولة: المثال الأحدث يأتي اليوم من المغرب. وبالتحديد من المكان الذي كان الأنجح بين النتاجات الثقافية في هذا البلد الذي اعتاد ان تكون فيه للثقافة مكانة كبيرة. وفي شكل اكثر تحديداً، من عالم السينما الذي نعرف انه حقق نجاحات مدهشة في السنوات الأخيرة أكان ذلك في إنتاج أعداد متزايدة ونوعيات تتحسن باضطراد من الأفلام، او في مجال النشاطات المهرجانية، او في مجال الانفتاح على العالم واجتذاب افلام تصور هناك ما يعطي كل انواع الزخم لنهضة سينمائية كبيرة. معروف اليوم في الأوساط السينمائية داخل المغرب وخارجه ان هذا الزخم ما كان من شأنه ان ينمو على هذه الشاكلة المدهشة لو لم يتسلم الناقد المعروف نور الدين صايل مقدرات مركز السينما المغربية ومهرجان مراكش. وبالتالي من المعروف ايضاً ان من يريد ضرب هذا النجاح لا بد له من إزاحة هذا الباحث والإداري الذي جيء به من فرنسا قبل سنوات لإحداث هذه النهضة. وهو منذ ذلك الحين يتعرض الى مضايقات وهجومات لم تفلح في إبعاده ذلك انها كانت تأتي من مصادر متنافرة وخاصة من المتشددين المتطرفين المعروفين بأنهم لا يحبون السينما ولا النجاح. ضمن هذا الإطار كان الأمر متوقعاً لكنه كان من دون تأثير.

الجديد اليوم هو ان جهوداً كثيرة بدأت تتضافر لإنجاح الحملة، أغربها جهود سينمائيين لم يكن احد يتوقع تحالفهم مع المتطرفين من كارهي السينما وفنون الحياة عموماً، فهؤلاء السينمائيون بدأوا ينضمون الى الحملة عبر مقالات وتعليقات تنشرها خاصة صحيفة «المساء» اليومية التي يشارك سينمائي معروف في ملكيتها وتحريرها. امام هذا الواقع الجديد هب المثقفون المغاربة في حملة تستهدف الدفاع عن نور الدين صايل وبالتالي عن مستقبل السينما في المغرب، عبر بيانات وعرائض ومواقف تؤكد ان المسألة باتت ابعد من ان تكون شخصية بل هي تستهدف حرية الثقافة ووجود السينما. اليوم تبدو المعركة محتدمة وللمتابعة.

ساليس يحقق «على الطريق» لجاك كيرواك وكوبولا يكتفي بالإنتاج

> منذ زمن بعيد يحلم سينمائيون بتحويل واحد من اشهر الكتب الروائية في القرن العشرين الى فيلم سينمائي. لكن اياً منهم لم يحقق هذا الحلم حتى الآن. وحسبنا هنا ان نذكر أن هذا الكتاب ليس سوى رواية «على الطريق» للكاتب الأميركي جاك كيرواك حتى ندرك السبب. فهذه الرواية معروفة بكونها عصية حتى على القراءة وذلك منذ صدورها اوائل سنوات الخمسين من القرن العشرين معلنة رسوخ ادب البيتنكس وبالتالي جيل البيتنكس برمته. وحين يكون كتاب صعب القراءة لا يكون تحويله فيلماً بالأمر السهل. ومن هنا خابت احلام السينمائيين الذين كان آخرهم، كما نعلم، فرانسيس فورد كوبولا الذي وصل قبل سنوات الى شراء حقوق الرواية معلناً منذ ذلك الحين، عاماً بعد عام انها سوف تكون مشروعه المقبل، لكن السنوات مرت ووجد كوبولا نفسه يجدد العقد ويدفع المزيد من المال تبعاً لذلك ثم لا شيء. فلا هو حقق الحلم ولا ترك غيره يحاول. ولكن يبدو أن هذا كله سيصبح قريباً من التاريخ. اذ اعلن المخرج البرازيلي والتر ساليس انه يشتغل الآن جدياً على كتابة السيناريو لفيلم عن الرواية يخرجه بنفسه.

اما الانتاج فسوف يتولاه كوبولا تحديداً. اذاً سيكتفي صاحب العراب بدور المنتج لعمل حلم به طويلاً وادرك كما يبدو انه لن يتمكن من تحقيقه بنفسه ابداً! ساليس الذي كان حقق شهرة كبيرة على الأقل في فيلمي «طريق» هما «محطة البرازيل» وخاصة «يوميات سائق دراجة كهربائية» – عن تجوال غيفارا وصديق له في ارجاء اميركا اللاتينية – قال في مؤتمر صحافي في «كان» ان كوبولا هو الذي اتصل به وأقنعه بتولي المشروع بعدما شاهد فيلميه هذين.

مهرجان دبي يقدم عشرة آلاف دولار لجمعية سينمائية لبنانية

> من الأخبار التي اعلنت بضجة استثنائية في «كان» خبر أتى من موفدي مهرجان دبي السينمائي وتناقلته المطبوعات المتخصصة هنا في شيء من الدهشة مع كثير من الترحيب. الترحيب لأن المهرجان الخليجي أبدى فيه اهتماماً بسينما بلد مثل لبنان لم يعتد على نيل اي دعم سينمائي إلا من اوروبا. وبالتالي اعتبر الأمر لفتة عربية جديرة بالتنويه، خاصة ان الطرف اللبناني هو مجرد جمعية شابة تهتم بالعروض السينمائية الطليعية اكثر مما تهتم بالانتاج او ما يشبهه. الجمعية هي «بيروت دي سي» التي اعتادت ان تقدم مواسم عروض سينمائية اوروبية ناجحة.

اما الدهشة فتتعلق بالشكل الذي اتخذه اعلان الخبر بقدر ما تتعلق بالمبلغ محور «الاتفاق بين مهرجان دبي وجمعية بيروت دي سي» كما جاء في عناوين الخبر قبل ان يكتشف القراء ان المسألة ليست اكثر من دعم متواضع يقدم من «دبي» الى الجمعية اللبنانية. فقيمة الدعم لا تبرر كل ذلك الصخب الإعلامي في وقت تعاني فيه الإمارة الخليجية الطموح ازمة اقتصادية خانقة تجعل كثراً ينظرون بشيء من الحسرة الى ازدهار الجناح الكانيّ الذي اقامه المهرجان المنافس، مهرجان ابو ظبي، مستقطباً السينمائيين والصحافيين من شتى انحاء العالم موفراً للضيوف العرب نادياً حقيقياً. او لعل هذا كله اعطى الخبر الذي نتحدث عنه هنا قيمته على رغم تواضع المبلغ!

السينما الفلسطينية الغائبة في «كان» تحضر في الدنمارك

> منذ سنوات عدة لم يحدث ان مرت دورة من مهرجان «كان» إلا وكان فيها حضور لفيلم فلسطيني او اكثر. لكن دورة هذا العام خالية تماماً من اي انتاج فلسطيني جديد. ومن البديهي ان الحق ليس على المهرجان ولا على لجان الاختيار فيه. الحق على الإنتاج نفسه، إذ خلال العام الفائت لم يحقق اي فيلم فلسطيني جديداً آثر اصحابه خصّ «كان» به. ومع هذا ثمة حضور لفلسطين لافت من خلال فيلم جان - لوك غودار طبعاً (راجع مكاناً آخر في هذه الصفحة) كما ثمة حضور لعدد من السينمائيين الفلسطينيين من بينهم مي المصري التي اعلنت في «كان» عن بدئها قريباً في تصوير فيلمها الروائي الطويل الأول بعد سنوات من العمل في السينما الوثائقية.

ولقد بات شبه مؤكد الآن ان المصري ستسند بطولة فيلمها المقبل الى نسرين فاعور التي تألقت قبل عام ونيّف في بطولة فيلم «أمريكا» لشيرين دعيبس. مع العلم أن احداث الفيلم تدور في سجن اسرائيلي للنساء. وفي انتظار بدء المصري في تحقيق مشروعها كما في انتظار مشاريع فلسطينية مقبلة، تحضر فلسطين من الدنمارك عبر فيلم روائي وثائقي حققه عمر الشرقاوي الفلسطيني المقيم في الدنمارك عنوانه «ابي من حيفا» وهو فيلم ينطلق موضوعه من علاقة الجيل الفلسطيني الجديد بالأجيال السابقة من خلال علاقة المخرج نفسه بأبيه الذي يقوم بدوره الخاص في الفيلم الذي ينطلق من رحلة يأخذ فيها الابن اباه الى دمشق وحيفا وعبرها الى ماضيه وماضي القضية.

الحياة اللندنية في

21/05/2010

 
 

عرض فيلمه الجديد "شانتراباس"

مهرجان كان يلقي "نظرة ما" على أيوسيلياني

كان - محمد رضا

يُحتفى بالمخرج أوتار أيوسيلياني، الذي يعرض له مهرجان “كان” فيلمه الجديد “شانتراباس” (125 دقيقة) في تظاهرة نظرة ما ضمن برنامج “عروض خاصّة”، بأنه من السينمائيين- المؤلّفين في فرنسا، ثم يختلف البعض في تحديد أهميّته في هذا النطاق . البعض يراه من بين الأساسيين ومنهم من يراه من بين الثانويين في هذا المجال . ولو أن تحديد القيمة يبدو هنا مرتبطاً بعدد أفلامه (12 فيلماً طويلاً في 50 سنة) التي آخرها هذا الفيلم، أكثر من ارتباطه بتقييم فعلي لأعماله من هذه الزاوية تحديداً .

من بين ال 12 فيلماً هناك 9 أفلام روائية و3 وثائقية طويلة بالإضافة إلى عدد محدود من الأفلام القصيرة) والجامع بين أعماله أسلوبه القائم على رصد شخصيات متعددة عوض الاكتفاء بشخص واحد وخلال ذلك، نراه عادة ما يرصد “ثيمة” حياة مراقباً إياها عن بعد كما لو أنه جار للمكان فتح نافذته وأخذ يرقب من بعيد ما تفعله الشخصيات الأخرى .

ليس الوحيد الذي يرصد شخصيات متعددة في قالب واحد من الأحداث، لكنه في هذا الإطار من أبرزهم اليوم وأكثرهم عرضة للتناسي كون أفلامه متباعدة . حين نال “حدائق في الخريف”، جائزة لجنة التحكيم الخاصّة في 2007 كان مرّ خمس سنوات على إنجازه الفيلم السابق “صباح الاثنين” الذي نال عنه جائزة اتحاد النقاد السينمائيين الدوليين في مهرجان برلين في ذلك العام .

شخصيات أيوسيلياني هي في واقعها مجموعات من مختلف القطاعات ينطلق المخرج من وسط البيئة التي يعيشونها . لا يوجد خط قصصي واحد يتبلور أو يتميّز أكثر من سواه، بل خطوط عدّة ولو أنها تنبع من تلك النقطة المركزية ألا وهي البيئة .

هذا، وتحبيذ واضح لاقتصاديات الصمت، ما جعل عديدين يعتبرونه أقرب، في سينماه، إلى الكوميدي الفرنسي جاك تاتي، لولا أن تاتي كان لديه ما يثير مشاهديه من ضحك ناتج عن القيمة الكبيرة لفن العرض والتعليق الساخرين، في حين أن أيوسيلياني عادة ما يرقب بلا انفعال، حتى حين يكون لديه مشهد كبير مفاجئ يجيء بلا بناء درامي مسبق، كحال الأحداث الصغيرة التي تتوزّع في أركان فيلمه .

في هذا السياق، فإن اللقطات البعيدة هي الأنسب لترجمة هذه الاهتمامات . لو كان أيوسيلياني بالفعل جاراً يشهد من نافذته ما يمر به جيرانه من أحداث، فإن بعده عن كل منهم هو بعد الكاميرا ذاتها . المسافة واحدة . في القليل من المرّات يقدم على لقطة قريبة لكن هذه اللقطة لن تكون لوجه . وفي ذلك أيضاً، وإلى جانب الصمت الذي يستخدمه كلحاف يغطّي به أناسه (مرّة أخرى الجار لا يسمع ما يدور، فإذا كان هذا مفهوم أيوسيلياني فإننا لن نسمع أيضاً ما يدور في غالب الأوقات) هناك اقتصاد اللقطات وهو في ذلك ذات الاقتصاد الذي يمارسه المخرجون المتأمّلون الآخرون مثل أنجيلوبولوس، زاخاروف، تاركوسكي أنطونيوني الخ . . . على اختلاف مشارب هؤلاء وتنوّع أساليبهم . اقتصاد يمنح المونتاج دوراً مخالفاً للبناء السردي الذي أسسه ايزنشتاين وطوّره غريفيث وسارت عليه معظم السينما.

إذاً، اقتصاد في اللقطات من حيث قلّتها عدداً وتنويعاً . اقتصاد في الكلام ثم هناك اقتصاد في الموسيقا . الموسيقا التي يستخدمها المخرج قليلة في أفلامه، وليست بهدف مصاحبة حالة درامية متصاعدة، وعادة، وربما دائماً إذا لم أكن مخطئاً، مقطوعة بيانو كلاسيكية .

في أحاديثه اعترض أيوسيلياني على أن سينماه تشابه سينما جاك تاتي . إنه اعتراض نجده بين كثيرين من المخرجين الذين يعتبرون المقارنة تقتنص قدراً من فرديّتهم . لكن أيوسيلياني يستند إلى أهم الفروقات ليجعل منها كل الفرق: تاتي كوميدي، هو راو حكايات . وفي فيلمه الجديد “شانترباس” الذي عرض في مهرجان “كان” ما يؤكد هذا الاعتبار . اوسيلياني يروي حكايات متعددة تدور في فلك عالمه وهمومه: من السينما إلى رصد الحياة ومن وضع خيالي صرف إلى وضع مستوحى من الواقع الذي يبدو مستقى من ذكرياته الخاصّة . في كل ذلك، يعبر المخرج المساحة بين الجانبين الواقعي والخيالي بأسلوبه المنتظم وغير المثير لا لتفاصيل الواقع ولا لشطحات الخيالي متحدّثاً عن هجرته وعن الحرية التي كان يتوق إليها ليعبّر من خلالها عن وجوده الخاص . كل ذلك في حكاية تقع في جورجيا زمن انضوائها تحت ستار الاتحاد السوفييتي .

####

نقاد المهرجان أشادوا بجهودها الإنتاجية

أبوظبي تنقب عن الذهب في عالم السينما

ركزت أشهر المجلات الفنية والسينمائية العالمية على انطلاق صناعة سينمائية مزدهرة في العاصمة الإماراتية من خلال مشاريع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وشركة “ايميج نيشن” التابعة لشركة أبوظبي للإعلام، مُشيرة إلى أن أبوظبي تدخل الأروقة السينمائية العالمية بقوة وتميز .

وعبرت إدارات شركات الإنتاج في هوليوود ومنتجون عالميون عن انبهارهم بالدخول الإنتاجي والاستثماري لهيئة أبوظبي في عالم السينما العالمية .

وتوقع محللون أن تقوم استثمارات هيئة أبوظبي في مجال الإنتاج السينمائي بإعادة القطار إلى سكة الإنتاج المتميز بعد الأزمة المالية العالمية والكساد الذي عمّ هوليوود .

ورحبت شركات الإنتاج بالدخول “الذكي والباهر” لأبوظبي في مجال الإنتاج السينمائي العالمي، في وقت تحتاجه شركات الإنتاج التي تعاني الأزمة المالية العالمية .

وتناولت مجلة “فراييتي” احدى أهم المجلات السينمائية المتخصصة ومجلة “هوليوود ريبورتر” المهتمة بالصناعة السينمائية في هوليوود و”سكرين دايلي” وهو موقع رائد ومتخصص في الصناعة السينمائية، في تحقيقات من أروقة مهرجان “كان” نشاط هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشركة “ايميج نيشن” كشركة مستثمرة في صناعة السينما العالمية .

وأشارت المطبوعات الفنية العالمية المتخصصة إلى مشاركة رموز صناعة السينما في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وبشكل خاص من خلال حضور بارز في “سوق الفيلم” المقام على هامش مهرجان كان السينمائي .

ويضم الجناح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومشاريعها ومبادراتها السينمائية لجنة أبوظبي للأفلام ومهرجان أبوظبي السينمائي إلى جانب “إيمج نيشن أبوظبي”، و”توفور 54” .

وقالت مجلة “فراييتي”: يتيح جناح أبوظبي الفرصة أمام المؤسسات القيادية في مجال السينما والإذاعة والتلفزيون في الإمارة للترويج لأبوظبي كمركز عالمي لصناعة السينما، حيث تتمتع شركات الإنتاج المشترك العالمية بتسهيلات لتنفيذ أعمالها ويتم تسويق الإنتاج السينمائي والموارد الإنتاجية الإماراتية في السوق العالمية، بالإضافة إلى إفساح المجال لصناع السينما العالميين والإقليميين لتقاسم التجارب في مهرجان أبوظبي السينمائي الفريد من نوعه، الذي لا يزال يستقطب الاهتمام العالمي على نحو متسارع في الوقت الذي يستعد فيه منظموه لإطلاق نسخته الرابعة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل .

وأقامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تقدم “مهرجان أبوظبي السينمائي”، ضمن فعاليات مهرجان كان، حفلا خاصا للترويج لصندوق التمويل السينمائي “سند” الذي أطلقته لدعم الإنتاجات السينمائية المتميزة في المنطقة العربية من خلال تقديم مِنح بقيمة إجمالية تبلغ 500 ألف دولار كل عام .

وأشارت “سكرين دايلي” إلى ما يقدمه صندوق “سند” من منح مالية في مجالين هما مرحلة التطوير ومرحلة الإنتاج النهائية لكل من الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة التي يصنعها مخرجون من العالم العربي، حيث تصل منحة التطوير إلى 20 ألف دولار، في حين تصل قيمة منحة الإنتاج النهائية إلى 60 ألف دولار . وأشادت “هوليوود ريبورتر” بتعيين ماري-بيير ماسيا مشرفة على الصندوق، وهي السينمائية المخضرمة التي رأست وأشرفت على أكبر مهرجانات السينما في العالم .

ويعد صندوق التمويل وسيلة فعالة يمكن للمهرجان من خلالها مساندة مخرجين من المنطقة ليكون لهم صوتهم الخاص ويأخذوا مكانهم في المجتمع السينمائي الدولي، خاصة مع وجود قدر مذهل من الإمكانات المبدعة الكامنة التي لم يُكشف النقاب عنها بعد في العالم العربي . ومن هذا المنطلق، تعد المنح بمثابة حجر الأساس في إيجاد حركة سينمائية حيوية هنا خاصة أنها كما يؤكد بيتر سكارليت المدير التنفيذي للمهرجان “تتيح فرصاً دولية ودعماً يسعنا تقديمه” .

وكشفت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” عن قيام أبو ظبي باستثمار600 مليون دولار في صناعة السينما بهوليوود لتكون من بين أكبر المستثمرين في العالم .

وقال مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والثرات محمد خلف المزروعي “إن الهيئة تحضر هذا العام من أجل عدد من الأنشطة، من أبرزها الإعلان عن برامج الدورة الجديدة لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي الذى سيعقد في أكتوبر المقبل” .

وأضاف أن هناك أنشطة أخرى منها حضور افتتاح فيلم “لعبة نزيهة” للمخرج الأمريكي دوج ليمان الذي تشارك الإمارات في إنتاجه، إضافة للإعلان عن عدد آخر من الأنشطة السينمائية الجديدة، وخاصة الإنتاج السينمائي الإماراتي . وقال مدير لجنة أبوظبي للأفلام ديفيد شيبرد “نأمل برفع مستوى الوعي حول مبادراتنا الأخيرة لدفع صناعة السينما في المنطقة، بينما نقوم أيضاً بالترويج للأفلام الإماراتية في السوق العالمية” .

وجاء في تقرير لصحيفة الاندبندنت البريطانية من أروقة مهرجان “كان” السينمائي الدولي في دورته الحالية المتواصلة في فرنسا، أن سوق الإنتاج يعول على دخول شركة “ايميج نيشن أبوظبي” برصيدها الضخم .

وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية ومحطة تلفزيون “فرانس 24” إلى الأهمية الكبيرة لدخول أبوظبي إلى صناعة السينما . واعتبرتا أن أبوظبي تنقب عن الذهب في عالم الاستثمار السينمائي الكبير . وكانت أبوظبي أعلنت أنها ستستثمر مليار دولار في شركة إعلامية ستنتج ثمانية أفلام روائية طويلة بالتعاون مع هوليوود .

####

مخرج تونسي يحضر ببطاقة صحافية

سينمائيون: أسباب متعددة وراء الغياب العربي

كما سبق القول وبات معلوماً، تغيب السينما العربية مرّة أخرى عن الحضور، وذلك بسبب تقصير متعدد الأطراف والمسببات . فمن ناحية يغيب دعم الدولة للفن السينمائي غياباً شبه تام وشامل في معظم الدول العربية التي انتجت سابقاً أو حتى الآن أفلاماً، ومن ناحية أخرى، يفضّل المنتجون الخاصّون طرق باب الأعمال التي يعتبرونها كفيلة باسترداد تمويلهم رغم الإخفاقات البيّنة للسينما العربية التجارية .

هناك بالطبع حالة من الركود في الأفلام التجارية وتراجع الطموح الذي واكب المخرجين العرب لمعظم السنوات الماضية وتحديداً منذ الستينات وحتى مطلع هذا القرن .

يقول المخرج التونسي فريد بوغدير الذي أنجز بضعة أعمال لافتة جابت مهرجانات السينما العالمية بنجاح كبير مثل “حلفاوين”: “أتيت هذا العام متسلّحاً ببطاقة صحافية ولست كمخرج . إبداعي متوقّف منذ سنوات . التمويل جفّ من أمام أمثالي والأفلام المنتجة في تونس معظمها لا يستحق العرض في مثل هذه المحافل وأحياناً في أي مكان” .

لكنه وبنبرة تفاؤل يقول: “لكني عائد إلى حالة الإبداع في العام المقبل” .

والشكوى ذاتها تصدر من المخرجة أسماء البكري التي اكتشفت أن المكتب التجاري المصري المكلّف بتسهيل مهام السينمائيين المصريين نسي أنها ستحضر المهرجان او لعلّه نسى أنها تحضر المهرجان لتشاهد أفلامه فلم يصدر لها أي بطاقة تخوّلها الدخول، فقالت وهي ترتشف فنجان قهوة في مطعم صغير: “الأحوال الإنتاجية في مصر كما هي في العالم العربي . إنها انعكاس لحالة الإحباط والتخبّط الذي تمر به السياسة العربية في هذه المرحلة . من كان يصدّق أن مأساة كبيرة، كتلك الحرب التي قادها العدو “الإسرائيلي” في غزة تهز العالم الغربي وتدفعه للاهتمام إعلامياً وسينمائياً بها، بينما تبقى السينما مشغولة بحواديت البيت ومشاغل القلوب” . نسألها عن جديدها فتقول: “جديد؟ أي جديد إذا ما كان المنتجون توقّفوا عن تمويل أي مشروع لا يتناسب وأفلام “الهلس” الذي يقدّمونها؟ لدي مشروعان واحد عن حصار غزّة، والثاني عن الحاصل في بلادنا من أوضاع تطرّف وتفرقة لكن أحداً لا يريد التعامل مع هذه المواضيع . يفضّلون الأفلام الهابطة التي يقدمون على إنتاجها” .

ترى المخرجة أن الحال العربي ليس أفضل: “هاهي السينما العربية تعجز عن التواجد في أكبر مهرجان للسينما العالمية وأعتقد أن ذلك ليس صدفة، بل نتيجة القبول بخطّة غير معلنة لتهميش السينما والثقافة وإحلال سياسة الجهل الكامل” .

وتقول المخرجة اللبنانية جوسلين صعب التي قدّمت في المهرجان فيلماً مدته (20 دقيقة) هو “شو صار؟” أن الوضع ما عاد يتحمّل السكوت عنه: “السينمائي العربي الذي يحمل طموحاته على كفّه طوال الوقت متّجه الآن إلى الغرب باحثاً عن التمويل أو إلى بعض المهرجانات العربية الكبيرة التي ستقدّم، إذا ما أرادت، دعماً مالياً لقاء عرض الفيلم فيها . لكن التمويل الغربي بات صعباً ودعم المهرجانات ليس حلاً . المطلوب إعادة النظر في غياب الثقافة العربية عن النشاط من الأساس وفي غياب السينما العربية عن الحضور بالتحديد . المسألة ليست عدم وجود فيلم على شاشة “كان”، بل عدم وجود سينما عربية جيّدة في الأساس وهذه مهمّة وطنية .

####

أوراق ناقد

الكرسي لمن سبق

في مطلع كل عرض نقف، نحن مجموعة من النقاد السينمائيين عند الحاجز الحديدي الموضوع عند أسفل سلّم الصالة بانتظار فتح الباب الكبير والبدء باستقبال الروّاد . بعضنا الآخر يأتي متأخراً بعد أن يتم إدخال المنتظرين مفضّلاً عدم الانتظار . لكن المسألة هي أكثر من انتظار فتح الأبواب أو عدم فتحها . هناك من يختار الوصول إلى ذلك الحاجز باكراً والوقوف عنده قبل نصف ساعة من فتح الباب الكبير، لديه الرغبة في أن يكون أوّل الداخلين للتأكد من أنه سيحصل على الكرسي الذي يفضّله . إذا ما تأخر، يفكّر، سوف يضطر للجلوس في مكان جديد قد لا يعجبه . وإذا ما تأخر كثيراً فالأماكن الشاغرة سوف تختفي إذ يتدفّق الحضور، وجلّهم في العروض الصحافية من النقاد والصحافيين، ويحتلّون ما هو مُتاح .

خلال فترة الانتظار التي يتكوّم عندها الناس تباعاً بلا صف واحد يستطيعون الانضواء فيه، يمتد البعض منا على طول الحاجز كما يفعل صيادو السمك لا ينقصنا في ذلك سوى الصنّارة وخطّافها والسمك طبعاً .

لكن المثير هو نوعية المناقشات والأحاديث التي تدور بين المنتظرين . نقاشات مفيدة عن الأفلام التي تمّت مشاهدتها تصلح لأن تكون في جلسة حقيقية أو في ندوة، وبحث في التيارات السينمائية ومشاكل المهرجانات وما يجب فعله، وما لا يجب لتحسين وضع السينما .

هناك أحياناً الوضع الذي قد تتعرّض إليه حين وقوفك . مثل أنك تريد المشاركة في نقاش قائم بين صديقين او زميلين بينما هناك ثالث يريد لفت نظرك إلى موضوع لا يهمّك، وهذا حدث يوماً حين أصرّت سيّدة عجوز أن تتحدّث لي عن حال المطارات واحتمال إغلاقها مع مزيد من سحاب البركان الآيسلندي بينما كان زميلاي (واحد كندي والآخر تشيلي) يتحدّثان عن فيلم جان-لوك غودار واحد مع والثاني ضد .

في أحيان أخرى تجد أنك جئت متأخراً حتى على الصف الأول في ذلك الفوج المتكوّم والمنتظر . ليس لديك إلا أن تطلب من زميل يعرفك ويجلس عادة في ذات المكان الذي تجلس فيه أن يحجز لك . وهناك منافسة بيني وبين صديقين على المقعد الذي أفضله . هذان الصديقان هما الصحافي اللامع عبدالستّار ناجي، وناقد كندي لا زلت أجهل اسمه حتى الساعة، لكننا وبكل ديمقراطية نرضى بمبدأ الكرسي لمن سبق مدركين أن الأول في الوصول سيسارع لحجز كرسيين مجاورين لا بأس بهما .

وقبل يومين وصل هذا الناقد متأخراً بعض الشيء ليجد أن المنتظرين عند الحاجز الحديدي بلغوا نحو ثلاثين شخصاً . أحد هؤلاء كان يقف مباشرة أمامي، وهو يأكل بيتزا . تحت صحن البيتزا صحن حلوى غربية إذ يبدو أنه لم يستطع الحصول على مقعد في مطعم أصلاً فحمل طعامه معه . لكن أمام هذا الشخص كانت هناك مساحة خالية وجدتها مهدورة . تقدّمت صوبها فسارع بوضع يديه لمنعي، علماً بأننا لسنا في صف منتظم . حين طلبت منه إنزال يده لأنني أريد الوقوف في ذلك الفراغ البشري القريب، قال وهو يمضغ لقمته: “كلنا مستعجلون” . رددت عليه بكلمة “ صحيح”، ثم زحت يده من أمامي ووقفت حين المكان الشاغر . يومها لم أحظ بالمقعد المفضّل بل بالمقعد المفضّل رقم (2) .

م .ر

الخليج الإماراتية في

21/05/2010

 
 

«واتس» في حرب العراق.. و«ويليامز» تحاول إنقاذ زوجها

السياسة والحب.. يجتمعان في «كان»

« Fair Game» و« Looking for Eric» يصوران «مآسي الحروب» .. و«Corlos» عين على الإرهاب

كتبت منيرة بوعركي

أثار قرار اختيار المخرج دوغ ليمان ليشارك بفيلمه الأخير Fair Game دهشة واستغراب الكثيرين من النقاد حول العالم، خاصةً ان فيلم كSwingers يندرج ضمن حصيلة أعماله.

وفي فيلمه المشارك ضمن مسابقة السعفة الذهبية بمهرجان «كان» يسرد ليمان قصة واقعية لفاليري بليم (نعومي واتس) وهي عميلة سرية يتم كشف هويتها للجمهور خلال حرب العراق اذ تعتبر مذنبة بسبب ما وصف ب»الجرائم السياسية» من ضمنها تساؤلاتها المتكررة حول قضايا تتعلق بأسلحة النووية وارتباطها بزوجها جو ويلسون الذي سرد شكوكها وتساؤلاتها في مقالاته المنشورة في «نيويورك تايمز».

وقد اتهم جو وهو سفير دبلوماسي سابق، الرئيس الأمريكي بتجاهله تقارير ودراسات مهمة ومضيه في الحرب ضد العراق دون الالتفات للنتائج.

ويطلق فيما بعد البيت الأبيض حملة ضد جو وزوجته مما يعرضهما لسيل من الانتقادات معتبراً اياهما «خونة» الى جانب تلقيهما مجموعة من التهديدات.

النجم «بين»

ومن جهته، أكد المخرج ليمان ان فيلمه لا يهدف للتعليق على المؤامرة السياسية التي حيكت ضد بليم وزوجها بل انه يتمحور حول سرد شعور وأحاسيس الشعب الأمريكي خلال تلك الحقبة الزمنية.

وقد اختار المخرج النجم الحائز على جائزتي أوسكار، شون بين ليجسد دور الدبلوماسي الأمريكي جوزيف ويلسون الذي اعتذر بدوره عن الوجود في الربوع الفرنسية وفضّل المثول أمام الكونغرس الأمريكي بخصوص قضية هاييتي.

ووفقاً للمؤتمر الصحافي الذي عقد أمس الأول، أوضحت النجمة نعومي واتس أنها اضطرت لدراسة شخصيتها بصورة صحيحة وبذلك قامت بالاتصال بشخصية الفيلم الحقيقية والتحقت فيما بعد ببرنامج تدريبي قاس خاص بعملاء الاستخبارات الأمريكية.

فرصة كبيرة

ومن جهة أخرى، اعتبرت المصادر فرصة كين لوتش، مخرج فيلم Route Irish قد تكون كبيرة خاصة وان الفيلم تم ادراجه في المسابقة بعد افتتاح المهرجان، ففي فيلمه الأخير، Looking for Eric تطرق لمجموعة من القضايا السياسية من ضمنها عدم خصخصة الحروب، وهو من بطولة مارك ووماك الذي يجسد فيه دور ضابط سابق يلتحق بالعمل في قطاع الأمن الخاص في بغداد.

حب وارهاب

وبعيداً عن السياسة، تم عرض فيلم Blue Valanites للمخرج ديريك سيانفرانس الذي يدور حول اطار عاطفي واجتماعي بحت، في قصة زوجين (ميشيل ويليامز ورايان غوسلينغ) يحاولان انقاذ زواجهما.

وأكد النقاد في نيويورك تايمز ان اعتماد المخرج على الزوايا القريبة أعطت الفيلم روحاً مختلفة.

ومن ضمن الأفلام المعروضة (خارج المسابقة) فيلم كارلوس Carlos للمخرج الفرنسي اوليفر اساياس وهو فيلم تلفزيوني مقسم الى ثلاثة أجزاء، تصل مدته لخمس ساعات. ويسرد قصة ارهابي يدعى كارلوس ورحلته الممتدة من أوروبا وامريكا اللاتينية الى الشرق الأوسط.

وقد أثنى النقاد على أداء بطل الفيلم راميريز الذي يتحدث العربية والأسبانية والروسية بطلاقة، وقد تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في سورية وليبيا وروسيا.

الوطن الكويتية في

21/05/2010

####

إشادة كبيرة بفيلم "اللعبة العادلة" فى "كان"

كتب محمود التركى

نال فيلم fair game أو "اللعبة العادلة" الذى يشارك فيه النجم المصرى خالد النبوى ردود فعل إيجابية بعدما عرض أمس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى فى دورته الـ60 المقامة حاليا.

أقام سيناتور أمريكى بارز من الحزب الجمهورى حفل عشاء أمس لصناع العمل، وأشاد بالفيلم ومضمونه وبمشاركة النجم المصرى خالد النبوى ، وشكر صناعه على العمل الجيد.

أفردت عدت صحف ومجلات أمريكية ومواقع على شبكة الإنترنت مقالات نقدية عن الفيلم أحدهم للناقد الأمريكى Kirk Honeycutt على موقع www.hollywoodreporter.com، قال فيه أن الفيلم قد يكون واحدا من أفضل الأفلام التى تتعرض لقضايا سياسية وبها جو من التجسس، كما تناولت مجلة فارايتى الفيلم فى مقال كتبه جوستين تشانج أكد فيه أن الفيلم سهل الاستيعاب، مشيدا بإمكانيات الأبطال وكاتب السيناريو والمخرج فى فيلم يكشف خداع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن ونائبه ديك تشينى للرأى العام من خلال الإدعاء بوجود أسلحة دمار شامل فى العراق. 

اليوم السابع المصرية في

21/05/2010

####

بحضور النبوى وناعومى واتس..

بالصور.. العرض الأول لـ"اللعبة العادلة" فى كان

كتب وليد النبوى

انتهى منذ قليل العرض العالمى لفيلم "اللعبة العادلة" بطولة النجم "شون بين" الحاصل على جائزة الأوسكار والنجمة "ناعومى واتس" والنجم المصرى خالد النبوى، تأليف جيز بيتروث وإخراج دوج ليمان. وقبل العرض التقطت عدسات المصورين والقنوات الفضائية صوراً جماعية لفريق الفيلم على السجادة الحمراء وفقاً للطقوس شهيرة فى مهرجان كان الذى يعقد دورته الـ63 هذا العام.

حضر العرض العالمى فى مهرجان كان السيدة فاليرى بليم وزوجها وهى الشخصية الرئيسية بالفيلم، وتظهر فى الصور مع النجمة الإنجليزية ناعومى واتس، والنجم المصرى خالد النبوى، ومخرج الفيلم دوج ليمان بينما غاب النجم العالمى شون بين بطل الفيلم عن العرض.

تدور أحداث الفيلم حول كشف أكاذيب الإدارة الأمريكية السابقة "جورج بوش الابن ونائبه ديك تشينى" حول وجود أسلحة دمار شامل فى العراق، ويجسد النجم المصرى خالد النبوى فى فيلم "اللعبة العادلة" شخصية عالم نووى عراقى يدعى حمد.

يذكر أن فيلم "اللعبة العادلة" هو الفيلم الأمريكى الوحيد داخل المسابقة الرسمية فى مهرجان كان لهذا العام، كما عرض الفيلم اليوم فى الصباح للصحفيين والنقاد.  

اليوم السابع المصرية في

21/05/2010

####

فى العرض الخاص للعبة العادلة..

بالصور.. "النبوى" وناعومى واتس فى "كان"

كتب وليد النبوى

انتهى منذ ساعة تقريباً العرض الخاص لفيلم "اللعبة العادلة" للصحفيين والنقاد فى مهرجان كان فى دورته لـ63، التى بدأت فى 12 مايو الجارى، ومن المقرر أن يعرض فيلم اللعبة العادلة أو Fair Game مساء اليوم فى السابعة والنصف بتوقيت فرنسا، حيث يشارك الفيلم فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

والفيلم بطولة النجم العالمى "شون بين" الحاصل على جائزة الأوسكار والنجمة الجميلة "ناعومى واتس" ويجسد النجم المصرى خالد النبوى فى فيلم اللعبة العادل شخصية عالم نووى عراقى يدعى حمد والفيلم من تأليف جيز بيتروث وجون بيتروث ومن إخراج دوج ليمان.

وتدور أحداث الفيلم حول كشف أكاذيب الإدارة الأمريكية السابقة "جورج بوش الابن ونائبه ديك تشينى" حول وجود أسلحة دمار شامل فى العراق.

اليوم السابع المصرية في

20/05/2010

####

أول صورة للنجم خالد النبوى فى مهرجان كان

كتب وليد النبوى

ينفرد اليوم السابع بنشر أول صورة للنجم خالد النبوى فى مهرجان كان، وفى الصورة المخرج دوج ليمان مخرج فيلم اللعبة العادلة، وهو مخرج فيلم براد بيت وإنجلينا جولى mr.mrs Smith والذى حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، وتتوسط دوج ليمان وخالد النبوى فى الصورة المخرجة لوسى ووكر، مخرجة الفيلم التسجيلى للشخصية الرئيسية "فاليرى بليم"، وتجسد دورها فى فيلم اللعبة العادلة النجمة ناعومى واتس، ومن المقرر عرض الفيلم التسجيلى أيضا فى مهرجان كان.

من المقرر أن يعرض فيلم اللعبة العادلة أو Fair Game اليوم، الخميس، فى مهرجان كان فى دورته الثالثة والستين الذى بدأت فعالياته فى 12 مايو الجارى، والفيلم بطولة النجم العالمى شون بين الحاصل على جائزة الأوسكار والنجمة الجميلة ناعومى واتس، ويشارك النجم المصرى خالد النبوى فى الفيلم، حيث يجسد شخصية عالم نووى عراقى يدعى حمد، والفيلم من تأليف جيز بيتروث وجون بيتروث، ومن إخراج دوج ليمان، ويعرض الفيلم داخل المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو الفيلم الأمريكى الوحيد فى المسابقة الرسمية لهذا العام.

وتدور أحداث الفيلم حول كشف أكاذيب الإدارة الأمريكية السابقة "جورج بوش الابن ونائبه ديك تشينى" حول وجود أسلحة دمار شامل فى العراق.

يذكر أن فيلم اللعبة العادلة هو الفيلم الثانى للنجم المصرى خالد النبوى فى هوليود، بعد فيلم مملكة الجنة من إخراج المخرج ريدلى سكوت مخرج فيلم المصارع وفيلم روبن هود الذى عرض مؤخرا فى افتتاح مهرجان كان فى دورته الحالية، ويعرض حاليا فى دور العرض السينمائى.

اليوم السابع المصرية في

20/05/2010

####

«جعفر بناهي» يضرب عن الطعام.. و«جميل» و«رجال ورهبان» يتنافسون علي السعفة الذهبية

كتب هالة عبد التواب 

أسبوع حافل مر علي بداية أهم المهرجانات السينمائية في العالم مهرجان كان في دورته الثالثة والستين والذي يختتم فاعلياته السبت 22 مايو واختلفت فيه آراء النقاد والمشاهدين حول الأفلام المعروضة وبدأ الرهان علي أكثر الأفلام ترشحا للفوز بالسعفة الذهبية ومن هذه الأفلام الفيلم الفرنسي «رجال وآلهة» للمخرج زافييه بوفوا الذي يتناول قصة مقتل سبعة رهبان فرنسيين في دير تبحرين بالجزائر عام 1996 علي يد جماعة إسلامية متطرفة في قضية تسببت في أزمة دبلوماسية آنذاك وأشاد النقاد بأداء الممثل لمبار ويلسون في دور رئيس الرهبان الذي أداه بقوة وسلاسة ملحوظة كما أشادوا بالديكور والتصوير الذي دارت أغلب أحداثه في الدير والقرية تبحرين وجبال أطلس.

 ومن جانب آخر أبدي العديد من النقاد اندهاشهم من المستوي العادي الذي خرج به الفيلم «نسخة طبق الأصل» للمخرج عباس كياروستامي وبطولة النجمة الفرنسية جولييت بينوش حيث كان يتوقع له فيلماً مبهراً بعد أن اعتادوا علي أفلامه السياسية الصادمة جاء هذا الفيلم الذي دارت أحداثه في مدينة توسكانا الإيطالية باهتا ولا يحمل البصمة المميزة لكياروستامي. في الوقت نفسه مازال المخرج الإيراني أيضا «جعفر بناهي» قيد الاعتقال في إيران بتهمة موالاته للمعارضة وقد أثار إعلانه الإضراب عن الطعام حزن وأسف وتضامن كل المشاركين في المهرجان حتي أن النجمة جوليت بينوش قد ظهرت في إحدي الصور تبكي لذلك وقد أرسل بناهي خطابا جديداً إلي المهرجان بعد خطابه الأول الذي قرأه وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران علي سلالم كان قبل أيام استغاث فيه المخرج الحاصل علي جائزة الدب الفضي ببرلين عام 2006 بفيلمه خارج اللعبة من سوء المعاملة التي يلقاها في السجن وعبر عن اشتياقه لأسرته وفنه. خطاب آخر جاء للمهرجان هذه المرة لأسرة فيلم «كارلوس» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس والذي يتناول حياة الإرهابي الفينزويلي إليش راميرز سانشيز الشهير باسم كارلوس والذي حكم عليه عام 1992 بالسجن مدي الحياة بسبب جرائم ارتكبها في جميع أنحاء أوروبا.

كارلوس الحقيقي أرسل برسالة من سجنه أدهشت إدارة المهرجان إلي بطل الفيلم الفينزويلي أيضا إدجار راميرز يذكره فيها بالتشابه في الأسماء بينهم ويلومه علي المشاركة في هذا الفيلم الذي «يسئ للمبادئ الثورية» ويشوه اسم عائلة روميرز! ويراهن الكثير من النقاد علي فيلم «جميل» للمخرج المكسيكي أليخاندرو جونزالز إناريتو لينافس بقوة علي الفوز بالسعفة الذهبية، الفيلم الذي تدور أحداثه في برشلونة لكن ليس في المساكن ولا الأحياء الفاخرة للمدينة الأسبانية وإنما في العشوائيات حيث يعيش البطل أوجسبول الذي يرعي طفلين بدون أم ويتمتع بقدرات خارقة علي التحدث مع الموتي والذي يلعب دوره الممثل الإسباني خافيير باردم.

روز اليوسف اليومية في

21/05/2010

 
 

خارج القانون .. في “الموڤار” و”كان”

“برافو” بوشارب.. بإمكانك حقا تغيير التاريخ

رشدي رضوان

قيل لنا إن الذين شاهدوا فيلم بوشارب “خارج القانون” أمس في عرضه الأول بمهرجان كان السينمائي بفرنسا، صفقوا طويلا له وتجاوبوا كثيرا مع أحداثه.. أما نحن الذين شاهدناه أمس بقاعة الموڤار بالعاصمة، موازاة مع عرضه في فرنسا، فلا يمكننا أن نضيف شيئا غير القول : “شاهدنا بالأمس سينما عالميّة بكامل مقاييس النجاح.. برافو رشيد بوشارب”

الأفلان، المصاليون، حملة الحقائب، المهاجرون.. وكثير من التاريخ

 هل ننتظر من المخرج الجزائري الأصل، رشيد بوشارب، أن يغيّر شيئا من التاريخ -أو بالأحرى يضيف شيئا للتاريخ - بفيلم حول أحداث إجرامية غير معترف بها من الجانب الفرنسي، جرت في مستعمرة فرنسية قديمة قبل أكثر من ستين سنة؟! كان هذا هو السؤال الذي طرحناه في عدد سابق على خلفية الجدل الذي أثير قبل عرض فيلم “خارج القانون”، أمس الجمعة في إطار المسابقة الرسمية للسعفة الذهبية في الدورة الـ 63 لمهرجان “كان” السينمائي، في الوقت الذي عرض فيه أيضا في قاعة الموڤار بالعاصمة، خصيصا للصحافة الوطنية، والمختصين الذين أجمعوا بعد خروجهم من صالة العرض بأن ما شاهدوه طيلة ساعتين من الزمن داخل العتمة، كان بالفعل سينما عالمية بكامل المقاييس الفنية والتقنية، الإبداعية  والإنتاجية..

“خارج القانون”.. داخل التاريخ

يؤكد إذن المخرج الجزائري (نعم، الجزائري) رشيد بوشارب أنه مخرج عالمي وصاحب رؤية سينمائية مبدعة، تأكدت ملامحها أكثر مع فيلمه السابق “أنديجان”، ليثبّتها اليوم مع “خارج القانون”، الفيلم الذي من وسعه أن يضع في يد المخرج الجزائري سعفة من سعف مهرجان “كان” الجارية فعالياته.

“خارج القانون”، لم يجب فقط على سؤالنا المذكور، وإنما استطاع ببراعة السهل الممتنع، الذي يتقنه رشيد بوشارب،  أن يضيف إلى إدراكنا، بأن الفيلم لا يستطيع فقط تغيير التاريخ الجزائري والفرنسي المشترك وإنما يستطيع أيضا تغيير تاريخ السينما الجزائرية التي قد تدخل مع فيلم بوشارب الجديد، عهدا جديدا قد يفضح “البريكولاج” الذي يعيشه أغلب صناع السينما في هذا البلد، رغم توفر ريع الإنتاج السينمائي في السنوات الأخيرة. 

وكي لا تحيلنا الانطباعات الذاتية أكثر للخروج عن الموضوع، نعود إلى تفاصيل الرائعة السينمائية التي عرضت في الموڤار الجزائرية أمس، موازاة مع عرضها في كان الفرنسية، في توليفة تاريخية لا تبتعد عن روح فيلم بوشارب الذي أراد من خلال قصة ثلاثة إخوة (السعيد، مسعود وعبد القادر) ووالدتهم- والذين أوصلتهم الأقدار المتشابكة إلى بيت قصديري في الضاحية الباريسيّة - أراد بوشارب أن يضغط تواريخ جزائرية فرنسية مشتركة، شكّلت مفاصل هامة في الفترة الزمنية الإستعمارية الممتدة بين سنتي 1925 و1962.

مثّلت صورة الأرض المفتوحة على الخير، أوّل الصور التي أراد بوشارب أن يفتتح بها زواياه التصويرية التي أبدع في تجسيدها بكاميرا مدير التصوير كريستوف بوكارن، حيث ينتهي تيتر بداية الفيلم، على صورة منظر مفتوح لعميلة اغتصاب أرض عائلة قروية بسيطة، تطرد من التراب الذي ورثته أبا عن جد، بحضور القايد وبعض الكولون، وبكلمات مقتضبة للأب (جسد الدور الممثل المخضرم أحمد بن عيسى) وآهات رافضة  للأم (الممثلة الرائعة شافية بودراع) تنفتح القصة على بُعد تاريخي لم يتجاهله بوشارب، رغم دخول الفيلم في التفاصيل الشخصية لأفراد العائلة التي التقت في بيت قصديري بضواحي باريس بعد شتات تسببت فيه اليد الاستعمارية التي زجّت بالابن الأكبر مسعود (جسّد الدور المثل رشيد زام) في حربها ضد الفيتناميين، كما زجت بالابن الأوسط عبد القادر (جسّد الدور سامي بوعجيلة) في سجن في فرنسا، تاركة الابن الأصغر السعيد (جمال بودبوز) برفقة الأم التي فقدت ربّ العائلة في أحداث الثامن ماي 45، بقرية في سطيف، وهي المحطة التاريخية الأولى التي أبدع فريق بوشارب في تجسيدها، بما لم يسبق للذاكرة الجماعية لمن شاهدوا الفيلم، أن رأته على شاشة السينما أو التلفزيون من قبل حول أحداث الثامن ماي..

مجازر الثامن ماي .. الشجرة التي غطّت غابة الأحداث 

بطريقة فنيّة مبتكرة، أدخلنا بوشارب في بعد رمزّي وواقعي في الآن ذاته، ليوم من أيام مجزرة مايو التاريخية، لم تخل مشاهده من رمزية العلم الجزائري المستحدث آنذاك، واستشهاد الطفل سعّال بوزيد، وبعده سقوط المئات من الضحايا الجزائريين في قرية واحدة، من بينهم والد الإخوة الثلاثة: مسعود، عبد القادر والأخ الأصغر السعيد، الذي لم تكن تعنيه الأحداث بقدر ما كان يعنيه الكسب، قبل أن يغرس الخنجر في قلب القايد (الحركي) انتقاما لوفاة والده من جهة وانتقاما لسلب أرض العائلة قبل 20 سنة من جهة أخرى.  هذه المشاهد التي لم تأخذ من زمن الفيلم أكثر من 10 دقائق، بقدر ما كانت مقتضبة ومركّزة، بقدر ما لخّصت تلك الفترة الزمنية السوداء، التي يحاول أرباب اليمين الفرنسي المتطرف حجبها عن أعين التاريخ، من خلال محاولات منع فيلم بوشارب من دخول قاعات السينما العالمية.

وبالعودة إلى أحداث الفيلم، يجد السعيد نفسه مجبرا على حمل والدته الطاعنة في الحزن، للسفر إلى باريس على أمل جمع شتات العائلة من جديد والعودة بعدها إلى تراب الوطن.. وهنا لابد أن نسجّل رمزية تراب الأرض الذي تحمله الوالدة في كيسها أينما حلّت، راجية من أولادها أن يضعوه تحت خدّها الأيمن في القبر إن لم تكتب لها الأقدار عودتها إلى الوطن. 

بوصول السعيد ووالدته إلى البيت القصديري بالضاحية الباريسية، مهاجرَين مطحونَين، يدخل بنا سيناريو أوليفيي لوريل المحبوك مع رؤية رشيد بوشارب، منعرجات تاريخية وشخصية أعقد، من خلال دخول السعيد عالم “البونديّة” - كما يلقبون – وكسب المال بالاشتغال في الممنوع، قبل أن يجتمع شمل العائلة من جديد بعودة مسعود من “ديان بيان فو” الفيتنامية وفي يده خبرة السلاح، وخروج عبد القادر “الأفالاني” من السجن الفرنسي وفي رأسه فلسفة الثورة، ليشكلا معا رأس جسد جبهة التحرير الجزائرية في الضاحية الباريسية.

بعد الجدل الخارجي ..  مرحبا بالجدل الداخلي  

تتسارع الأحداث خارج نطاق حساباتنا التي كنّا قد ربطناه بالجدل الذي أثير حول الفيلم من منطلق أنه عاد إلى جرح الثامن ماي غير المرغوب في استذكاره فرنسيا، لنجد أنفسنا أمام حبكة درامية سوسيو-تاريخية، غير نمطية، ممزوجة بالإبداع الفني، تلامس علاقة “أفلان فرنسا” بـ”المصاليين” فيها، وعلاقة ما كان يعرف باسم “حملة الحقائب” مع أبناء الجبهة في فرنسا، وحتى التركيبة الداخلية لأفراد الجبهة في التراب الفرنسي، وهي التشابكات التي لا يسعنا تفكيكها في هذه الورقة، وقد نعود إليها لاحقا. مع الإشارة فقط، إلى أن في فيلم بوشارب رؤية توثيقيّة للأحداث التاريخية، لم يسبق وأن فصّل فيها سينمائيا قبل “خارج القانون”، خصوصا ما تعلّق بالعلاقة المضطربة التي وصلت إلى حدود الحرب غير المعلنة - حتى في التراب الفرنسي - بين مناضلي جبهة التحرير الوطني وبين “مصاليي” الحركة الوطنيّة الجزائريّة.. وحتى تلك التي سجّلها التاريخ ولم تسجّلها السينما بعد، بخصوص بعض التصفيات الداخلية التي حدثت داخل صفوف مناضلي الجبهة وفيما بينهم، ولو أن فيلم بوشارب لم يصبغها بصبغة التضخيم، مكتفيا بوضعها وفق سياق “الانضباط داخل الجبهة”، كما يمكننا القول في هذا السياق أيضا أن “خارج القانون” – وعكس ما كان يروّج له – لم يقدّم مناضلي الجبهة على أنهم أفراد عصابة، بل قدّمهم بإحالات رمزية وحتى تجسيدية، كأفراد منظّمة ذات نفوذ موصول بقضيّة شعب.. وهي الرسائل التي تحسب لرشيد بوشارب الذي لم يغفل أيضا تلك الجوانب الفنية التي جمعت بين الدراما المؤثرة والأكشن وحتى الكوميديا في تركيبة سينمائية عالمية، سواء من حيث تقنيات التصوير والمناظر الداخلية والخارجية، الديكور الرائع والمطابق لملامح تلك الفترة الزمنية، إضافة إلى جودة الصوت وانسجام الموسيقى التصويرية للمبدعة إليس لوغارن، مع أحداث الفيلم، دون إهمال جانب المؤثرات الخاصة ومشاهد التفجيرات التي كانت على أعلى مستوى من الإتقان.

الممثلون الكبار لا يظهرون  إلا في الأفلام الكبيرة

موازاة مع الحبكة الدرامية والروح التأريخية لفيلم “خارج القانون”، استطاع بوشارب أن يقدّم لنا نماذج مختلفة عن تركيبات شخصية كثيرة أبدع في تجسيدها “كاست” العمل، بداية من الأخ الأصغر السعيد (جمال بودبوز) صاحب الشخصية اللامبالية والحادة في آن واحد، المتحمّس لجمع المال ولو خارج العُرف المحافظ للأسرة المهاجرة، الشريك في ملهى ليلي ثم الماناجير لملاكم جزائري يوصله إلى نهائي البطولة الفرنسية. السعيد ماش رافضا الدخول في نضال تحرّري، لا يرى أنه يعنيه، ورغم ذلك يبقى مرتبطا بجسد العائلة إلى درجة أنه تخلّى في النهاية عن “مجده الفرنسي” مقابل حماية إخوته.

أما عبد القادر، الأخ الأوسط (سامي بوعجيلة) المثقف السياسي والمتوغّل في الفكر التحرري، المنضبط شكلا ومضمونا، فقد شكّلت بالفعل شخصيته في الفيلم محورا مهما للأحداث التي حرّك مجملها، باعتباره رئيسا لخلية جبهة التحرير في الضاحية الباريسية ومديرا لأغلب العمليات المسلحة في ذلك الحيّز المكاني، من خلال علاقته ببعض قادة الجبهة من جهة وتواصله مع بعض الفرنسيين المتعاطفين مع ثورة الجزائر من جهة أخرى.. 

مسعود هو الأخ الأكبر (رشيد زام) العائد من “لاندوشين” بعد أن حارب في صفوف الجيش الفرنسي، يد عبد القادر اليمنى، محبُّ وحازم في نفس الوقت، قد تلخّص تلك العبارة التي قالها لوالدته وهي على فراش المرض شخصيته بامتياز، ففي مشهد مؤثر جدا، يقول مسعود لأمه: ” أخاف أن أدخل النار يا أمي.. هذه الأيادي مضرجة بالدماء.. أقسم أنني فعلت ذلك من أجل وطني ..من أجل أن يحيا ولدي عيشة كريمة.. سامحيني يا أمي .. سامحيني..”  

أما الأم التي جسّدت دورها الممثلة الرائعة شافية بوذراع، لا يمكن وصفه على الإطلاق.. كلّ ما يمكن قوله هو إن شافية بوذراع كانت أسطوريّة في جزائريّتها..

من الفنانين الجزائريين الذين ظهروا في فيلم بوشارب، أيضا، نذكر،  العربي زكّال، مراد خان، عبد القادر السيكتور، محمد جوهري وسمير قاسمي... وهنا دعونا نتساءل ببراءة محبّي السينما: هل الممثّل هو من يصنع أمجاد المخرج أم المخرج هو صانع أمجاد الممثلين ؟؟ 

آن للسينما الجزائريّة أن تغيّر التاريخ

بعيدا عن السؤال الساذج، في الفقرة السابقة، دعونا في الختام نعود إلى سؤال المقدمة، حول إمكانية أن تغيّر السينما التاريخ..

قبل سنوات قليلة، حيث أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك شاهد فيلم بوشارب السابق “السكان الأصليون” (الذي فاز نجومه مجتمعون بجائزة التمثيل في “كان” قبل سنوات قليلة)، وفهم درسا تاريخيا مهما يتعلق بالظلم اللاحق في فرنسا بالمغاربة الذين كانوا قد ساهموا في تحريرها خلال الحرب العالمية الثانية، فأصدر قرارات سياسية إصلاحية، غيّرت مصيرهم ومصير ورثتهم.. اليوم وبعد أن شاهدنا هنا في الجزائر فيلم بوشارب الجديد “خارج القانون” موازاة مع عرضه في فرنسا في مهرجان “كان” الدولي، وبعد أن يشاهده المهاجرون المغاربة عموما والجزائريون خصوصا،  يمكننا أن نقول ودون مبالغة، إن فيلم بوشارب الجديد سيغيّر فعلا التاريخ.. وغدا لناظره قريب.

الفجر الجزائرية في

21/05/2010

 

####

قالوا إنّ الفيلم يخالف الحقائق التاريخية

مظاهرات ضخمة في مدينة “كان” الفرنسية لمنع عرض “خارج القانون”

حياة.س 

تظاهر صباح أمس، بالقرب من قصر “كان”، المتواجد بالعاصمة الفرنسية باريس، ساعات قبل عرض الفيلم المثير للجدل للمخرج الجزائري رشيد بوشارب الموسوم بـ “خارج القانون”، ما يزيد على 1000 متظاهر، منددين بسحب الفيلم من العرض، وهذا حسب ما تناولته مختلف وسائل الإعلام الفرنسية الصادرة نهار أمس

وحمل المتظاهرون الذين ينتمي أغلبهم إلى الأحزاب اليمينية الفرنسية، لافتات احتجوا من خلالها على عرض الفيلم في فرنسا، منددين في ذات الوقت بوقف عرضه، حيث تشكل المتظاهرون في مجملهم من عدد كبير من النواب الفرنسيين الذين ينتمون إلى حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، وأطلقوا على أنفسهم اسم “من أجل الحقيقة التاريخية – كان 2010”، حيث اتهموا المخرج بتزييف الحقائق وقالوا في هذا الصدد “تجمعنا لإظهار أننا ضد ما تم الإبلاغ عنها، ضد الاستهزاء بالحقائق التاريخية في هذا الفيلم، خاصة وأنّ الأغلبية روجت في البداية أنّ الفيلم حقيقة تاريخية، ومن ثمة أصبحوا يدعون بأنه فيلم خيالي”.

وقال أحد المتظاهرين، أنّ عرض هذا الفيلم اليوم، يدل على سلبيات المهرجان، حيث كان يمكنهم اختيار فيلم آخر لدخول المنافسة على السعفة الذهبية، فيم اعتبر آخر وهو العمدة السابق لمدينة نيس الفرنسية، جاك بيارت، والذي كان عضوا في الجبهة الوطنية والحركة الشعبية آنذاك أنّ الذين قتلوا في مظاهرات 8 ماي 45 أغلبهم فرنسيون قائلاً أنّ “في مدينة سطيف يقطن الفرنسيون والجزائريون الموالون لفرنسا، لذلك فالذين قتلوا أول من المؤيدين للاستقلال الجزائريين، مضيفاً أنّ عدد القتلى الحقيقيين لا يتعدى 904 قتيل فقط، حسب ما ورد للجيش الفرنسي حينها”، وأضاف المتحدث مخاطبا الصحفيين الذين توافدوا لتغطية هذه المظاهرات، “من الخطأ الادعاء بأننا قتلنا 45 ألفا من الشعب الجزائري”.

هذا وكان أعضاء منظمة “من أجل الحقيقة التاريخية..كان 2010”، قد أعربوا منذ أيام قليلة عن عزمهم تنظيم مسيرة صامتة في “كان”، بغرض تخليد ذكرى الفرنسيين الذين سقطوا في حرب الجزائر، وكذا الاعتراض على فيلم “خارجون عن القانون”.

هذا وامتدت التظاهرات على مدار اليوم، بشوارع مدينة “كان”، فيم عملت الشرطة الفرنسية على منع المتظاهرين من الاقتراب من القاعة الرئيسية للمهرجان السينمائي الدولي”كان”.

وحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الدولية نهار أمس، أنّ المظاهرات هذه جاءت بعد الحملة التي قادها النائب ليونال لوكا منذ الإعلان عن السيناريو، مبرراً موقفه بما سماه “المغالطات التاريخية”، التي تضمنها الفيلم، خصوصاً وأنه يروي أحداث 8 ماي 1945، بالجزائر التي راح ضحيتها ما يزيد على 45 ألف قتيل نتيجة القمع الذي مارسه المستعمر الفرنسي آنذاك،  وذهب النائب لوكا إلى أبعد من ذلك بالتأكيد أنه حتى وإن كانت السلطات العسكرية الاستعمارية مارست قمعا في تلك الأحداث، إلا أن هذا القمع كان رداً على اعتداء قام به الجزائريون ضد مواطنين فرنسيين؟.

هذا وعرفت المظاهرات مشاركة الوزير الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين هوبير فالكو، إضافة إلى مشاركة جمعيات “الحركى“، الذين قاموا ببيع ضمائرهم أثناء الحرب التحريرية، لصالح الفرنسيين، فيم أصدر المتظاهرون لبيان ذكر من خلاله المتظاهرون، أنّ إعلان الرئيس ساركوزي عن إنشاء مؤسسة لذاكرة حرب الجزائر، لا يعني أن تاريخ الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر يجب أن يقرأ من زاوية واحدة فقط.

الفجر الجزائرية في

21/05/2010

####

بعد فيلمه الأخير “خارج القانون”

رشيد بوشارب يستعد لتصوير فيلم عن العلاقات الأمريكية والعالم العربي 

كشف الجزائري رشيد بوشارب مخرج فيلم “خارج القانون”، عن عزمه تصوير فيلم يتحدث عن العلاقات الموجودة بين الولايات المتحدة والعالم العربي، وذلك في حوار خاص للتلفزيون الجزائري، مساء أول أمس، مؤكدا أنه سيشرع نهاية السنة الجارية في تصوير هذا العمل السينمائي الجديد بالولايات المتحدة الأمريكية

عن هذا الفيلم، قال بوشارب، إنه يملك مشروعا جاهزا لإنجاز فيلم يتناول قضية الهجرة بمختلف أبعادها، رافضا إعطاء بعض تفاصيل العمل، تارك الأمور على حالها إلى حين الشروع في تصويره نهاية السنة الجارية، من جهة أخرى انتقد المتحدث، الجهات التي طالبت بعدم عرض فيلمه الموسوم بـ”خارج القانون” في مهرجان كان السينمائي، موضحا بأنه كان ينبغي على هذه الجهات مشاهدة الفيلم قبل مهاجمته ومحاولة تأليب الرأي العام الفرنسي ضده.

وأكد أنه كان يعلم أن الفيلم سيثير جدلا على غرار فيلمه “أنديجان”، الذي لم يكن موجها ضد فرنسا وأن هدفه هو فتح نقاش جدي وليس المواجهة، وأضاف بوشارب قائلا إنّ الفيلم سمح بفتح النقاش حول موضوع حساس جدا في العلاقات بين الجزائر و فرنسا، وإنه يتعين على المسؤولين والمؤرخين في البلدين العمل بكل جدية لتجاوز المشاكل القائمة، كما أثنى على إدارة مهرجان كان التي لم تستجب للضغوط المطالبة بمنع الفيلم من العرض.

وفي سياق متصل، خرج المخرج القدير  رشيد بوشارب عن صمته إزاء الانتقادات الحادة التي وجهة لفيلمه، من قبل بعض المتطرفين الفرنسيين، من خلال توجيهه رسالة للقائمين على مهرجان “كان”، نشرت على الموقع الالكتروني للمهرجان نهاية الأسبوع الفارط، وضّح فيها المخرج موقفه من هذا اللغط وجاء في الرسالة “على مدى الأسابيع الثلاثة المنصرمة، برز جدل بشأن فيلم “خارجون عن القانون” الذي سأقدّمه في المهرجان، غير أن الأشخاص الذين يشاركون في إثارة هذا الجدل لم يشاهدوا الفيلم بعد، وعليه، وسعيا مني إلى تهدئة الأوضاع، يجب أن أذكّر أمرين مهمين، يتعلق الأمر الأول بكون الفيلم خيالي يروي قصّة ثلاثة إخوة جزائريين وأمّهم على مدى أكثر من ثلاثين سنة، من منتصف ثلاثينيات القرن المنصرم إلى استقلال الجزائر في 1962، وثانيا من أدوار السينما تناول جميع المواضيع، وأنا أضطلع بدوري كمخرج سينمائي وأضفي على عملي الفني مشاعري الشخصية ولا ألزم أحدا بمشاطرتها”. وأضاف بوشارب في نص رسالته قائلاً “بعد عرض الفيلم يجب إرساء حوار عام بشأن الموضوع المثار، ومن الطبيعي ألاّ يشاطرني الجميع الرأي، ولكنني أتمنى أن يتم التعبير عن الآراء المختلفة في الجو السلمي والهادئ الذي يميّز كل حوار وتبادل آراء”.

الفجر الجزائرية في

21/05/2010

####

غضب في مهرجان كان بسبب الفيلم الفرنسي الجزائري "Outside The Law"

محمود لطفي  

تسبب عرض الفيلم الفرنسي الجزائري المشترك "Outside The Law" الذي تدور أحداثه حول الاحتلال الفرنسي للجزائر خلال مهرجان كان يوم الجمعة في اندلاع موجة غضب وثورة كثير من المدنيين والسياسيين بفرنسا وتظاهروا مطالبين بمنع عرض الفيلم خلال المهرجان الذي يعتبرونه إساءة وتشويه للتاريخ وأدانوا مخرجه راشد أبو شارب الذي على حد قولهم شوه هذه الحقبة التاريخية المشتركة بين الجزائريين والفرنسيين على حد سواء، الأمر الذي دفع العديد من قوات الأمن الفرنسية مستخدمين العصي والدروع للتدخل في الوقت المناسب لمنع أكثر من 1200 شخص من المتظاهرين والسياسيين الفرنسيين من الوصول إلى قاعة السينما بالمهرجان التي يعرض داخلها الفيلم والذي كانت أولى مشاهده المذبحة التي أقامها الفرنسيين للمواطنين الجزائريين بمدينة سيتيف في 1945، ودارت باقي أحداثه حول شقيقيين جزائريين تم طردهما في طفولتهما من منزلهما أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر، لتمر السنوات بعد ذلك ويكبر الاثنان ليتزعما حركة مقاومة جديدة ضد الاحتلال الفرنسي.

وأثار الفيلم الجديد وحتى قبل عرضه خلال مهرجان كان السينمائي تحفظ عدد من الأحزاب الفرنسية النشطة بسبب الطريقة التي تناول بها المخرج راشد أبو شارب الفرنسيين خلال فترة استعمار فرنسا للجزائر والحرب بين الطرفين التي انتهت باستقلال الجزائر في 1962، وصرح ليونيل لوكا أحد أفراد الحزب الحاكم بفرنسا بأن الفيلم شبه الفرنسيين بقوات النازيين وأظهرت أحداثه البوليس الفرنسي بطريقة مشابهة لقوات الجستابو النازية.

الدستور المصرية في

21/05/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)