كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

لجان تحكيم «كان».. ماذا يفعل الرئيس؟

كوستوريتزا الكومندانتي وبولانسكي الذي صوّت لنفسه

نديم جرجورة

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

   
 
 
 
 

ماذا يجري داخل لجان التحكيم الخاصّة بالمهرجانات السينمائية؟ أي علاقات تنشأ بين أعضائها؟ ما هي القواعد المعمول بها في النقاش؟ ماذا عن النفسي والثقافي والمزاجيّ؟ أسئلة لا تنتهي. لجان التحكيم تكون، غالباً، متقوقعة على نفسها. أعضاؤها صامتون. أو هكذا يُفترض بهم أن يكونوا، أقلّه أثناء انعقاد الدورات السنوية. أحياناً، تكون اللجان قلاعاً حصينة. تُخفي وراءها أنماطاً شتّى من السلوك والوعي المعرفي والشخصيات. لكنها لا تخلو من خلافات. أكاد أقول انشقاقات. مع هذا، أمام أعضاء اللجان المذكورة وقتٌ محدّد لاختيار لائحة الفائزين. لا يُمكن التلاعب به.

لجان التحكيم

المجلة الأسبوعية الفرنسية «تيليراما» طرحت أسئلة كهذه، في تحقيق لأوريليان فيرينكزي منشور في عددها الصادر في الثاني عشر من أيار الـجاري، أي في اليوم نفسه الذي شهد افتتاح الدورة الثالثــة والستـين لمهرجان «كان» السينمائي. ما أدّى، بطبيعة الحال، إلى استعادة فصول من الذاكرة الخاصّة بلجان تحكــيمية عدّة تشكّلت سابقاً في المهرجان نفسـه. في دورة هذا العام، اختير السينمائي الأميركي تيم بورتون رئيساً للجنة التحكيم. هناك سؤال مطروحٌ في بدايـة التحقيق: أي تأثير تمارسه شخصية رئيس لجنة التحكيم على اللائحة النهائية لنتائج المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»؟ رئيس لجنة الدورة الحالية «شخــصٌ مميّز». فهل يدعم هذا الـ«خمـسيني الشــاب المهووس بالوحوش، المرتدي زيّاً أسود والمنفـوخ الشعر» أفلاماً قريبة من عالمه السينــمائي؟ هل يُفتــرض بهذا النوع من الأفلام أن تتلاءم وسينما المؤلّف الواقعـية؟ السؤال الأبرز هو: «ما الذي يُمكن معرفته عن تيـم بورتون المُشَاهد؟ هل شاهد أفلام (الفرنسي) برتران تافيرنييه؟ هذا ممكن. أفلام (الإيراني) عباس كياروستامي؟ من يدري».

جيل جاكوب (رئيس مهرجان «كان») طرح المسألة من وجهة نظر أخرى: «ربما أراد (بورتون) أن يندهش. ربما يُساعد نتاجات سينمائية لا يُتقن تحقيقها. لن نعرف شيئاً مسبقاً عن مسار الأمور. نجهّز لائحة تضمّ أسماء سينمائيين نرغب في أن يكونوا رؤساء لجان التحكيم. بعدها، ننتظر فرصة مناسبة لاختيار سينـمائي متفرّغ من العمل في فترة المهرجان. اسم بورتون موجود في اللائحة منذ بعض الوقت. اسم (الأميركي) ستيفن سبيلبيرغ موجود منذ فترة أطول. إنه دائم العمل. ذات يوم، سيكون سبيلبيرغ رئيساً للجنة تحكيم. هذا أمر مؤكّد». غير أن رئيس اللجنة لا يختار أعضاءها: «97 بالمئة من الحالات نُقنعهم فيها أن فرض شخـص مقرّب من رئيس اللجـنة أمرٌ ليس جيــداً. هذا يــؤدّي إلى إنشاء جماعات. تيم بورتون أدرك الأمر، فـتركنا أحراراً. قال إن لا أعداء له. إن هناك، ربما، من لا يُحـبّه. لكـنه يجهل هذا». لا يختار الرئيس الأفلام التي يُشاهدها أيضاً. هذا بديهي. لكن السؤال مطروحٌ دائماً في اليوم الأول للمهرجان. في المؤتمر الصحافي الخاصّ بلجنة التحكيم. لا يملك الرئيس صوتين. لكنه، بالإضافة إلى استفادته من غرفة أكبر من غرف أعضاء اللجنة («يحصلون جميعهم على استضافة جيدة»، كما يستدرك جاكوب)، يتحمّل مسؤولية تنظيم عمل اللجنة. وعند الضرورة، يهتمّ باحتفالاتها.

«نرى سريعاً كيف يتـعاطى الرئيس مع أعضاء لجنته»، قال جاكوب. أضاف: «البــعض متواضع. يقول إنه عضو لجنة تحكيم كالآخــرين. غير أن لأقواله وزناً وقيمة. هم دائماً فنانون كبار. (الأمــيركي) فرنـسيس فورد كوبولا نموذج ديموقراطي للغاية لرئيس اللجنة. واجه، بشدّة، «كراش» (1996) للكنديّ ديفـيد كروننبيرغ. لكنه، أمام رغبة أعضاء لجنته في منحه جائزة، وافق. رؤوسـاء آخرون يكـــونون توجــيهيين أكثر، وعلى أعضاء لـجانهم التحـكيمية الدفاع عن أنفسهم وقراراتهم. أتذكّر أن (الفرنسـية) جاين مورو طلبت من أعضــاء لجـنتها مــشاهدة الأفــلام مع بعضهم البعض. قالوا: «بالتأكيد». عندها، أخبرتهم أنها ستشارك في حفلة الثامنة والنصف صــباح كل يوم. طوال أيام المهرجان، توافدوا على مكتبي متذمّرين من التوقيت».

ديكتاتورية

على الرغم من سرّية المداولات الحاصلة داخل لجان التحكيم، فإن هناك حالتين شهيرتين، بسبب «ديكتاتورية رئيس اللجنة»: في العام 1991، فرض (الفرنسي البولوني) رومان بولانسـكي ثلاث جــوائز لـ«بارتون فينك» للأخوين (الأميركيين) كـوهين. مــساء كل يوم، أثناء صعوده على سلم قصر المهرجــان، كان السينمائي ينظر إلى جيل جاكوب نظــرة ساخــرة. يهزأ بالأفلام التي يُشاهـدها. يتســاءل مراراً عن فيــلم يُرضيه. أخيراً، عُرض «بارتون فينك». لم يكن صعــباً علـى أحد أن يكشتف سماته البولانسكية، في شخصية السيناريست المُصاب ببارانويا (جون تورتورو. إحدى الجوائز الثلاث له). «إذاً، صوّت الرئيس لـ... نفسه». حالة شبيـهة بها جرت فصــولها في الــعام 2003. اختير (الفرنسي) باتريس شيرو رئيــساً للــجنة التحكيم. لائحة الجوائز مشدودة للغاية: أربعة أفلام فقط، منها ثلاثة («فيل» للأميركي غاس فان سانت على رأسها) «حاز كل واحد منها جائزتين». هذا أثار غضب منظّمي المهرجان. وجدوا النتيجة منقوصة الكرم: «هناك أمر أول أقلقني. قبل وقت قليل على بدء المهرجان، أُجري معنا، باتريس شيرو وأنا، حوارٌ صحافي مشترك. في النهاية، سأل شيرو الصحافية: هناك سؤال لم تطرحيه عليّ: ما هو المهرجان الذي تفضّله؟ أقول لك: برلين، بالطبع. قلتُ في نفسي: بدأ الأمر سيئاً. أعتقد أن شيرو، وهو في المقابل فنان كبير، لم يهضم مسألة عدم فوزه بالسعفة الذهبية عن فيلمه «من يحبّوني، فليستقلّوا القطار». هذا ليس خطأ المهرجان. لديه تصوّر منقوص عن المنصب». في مقابل هذا كلّه، احتفظت الممثلة الفرنسية كارين فيار (عضو لجنة تحكيم شيرو) بذكرى مختلفة. أكّدت أن «مسار العمليات مرتبط، أساساً، بالرئيس». قالت إن اللجنة منفتحة: «باتريس شيرو كان جدّياً عند اللزوم. لكنه أفسح مجالاً للاسترخاء والضحك. لم يكن ديكتاتوراً. أتاح للآخرين، دائماً، أن يقولوا ما لديهم. ذاك العام، لم تكن المشكلة في اللجنة، بل في اختيار الأفلام. عانينا الأمرّين أثناء مشاهدتنا أفلاماً لا مكان لها هنا. أثناء المداولات الأخيرة، غضب جاكوب كثيراً. ذكّرنا مراراً بقوانين المهرجان. كانت لدينا رغبة في سؤاله: لماذا لم تختاروا الأفلام بطريقة جيّدة؟».

أحياناً، تحدث أزمات. تقع فتن أو انشقاقات. تحصل مواجهات حادّة داخل اللجان. في العام 2005، ترأّس البوسني أمير كوستوريتزا اللجنة. السينمائي الفرنسي بونوا جاكو كان عضواً فيها. معاً، شكّلا نموذجاً واضحاً لحالة المواجهة المباشرة («وجهاً لوجه» كما يُقال) بين طرفين متناقضين. ليست نادرة حالة كهذه. إنها معركة حقيقية. فريدة من نوعها. تذكّر جاكو أن «كوستوريتزا سمّى نفسه، سريعاً، الـ«كوموندانتي». أعطى، حالاً، صورة عمّا ستكون عليه رئاسته. جانب متبجّح، مستعدّ لابتسامة. تنظّم إدارة المهرجان، دائماً، حفلة عشاء قبل افتتاح كل دورة، كي يلتقي أعضاء لجان التحكيم بعضهم مع بعض. في ذاك المساء، أدركتُ، سريعاً، أن الـ«كوموندانتي» كوّن ملفاً عنّي. استعلم عنّي كثيراً وجيّداً. حدّدني، فوراً، في هيئة شخص سيجد نفسه هو في مواجهة معه أثناء المناقشات. هذا دور أسرعتُ، أنا، إلى لعبه».

«أفضل عدوّ»

في ذاك العام، لم تنقــسم اللجنة إلى جماعات، بل تفرّق الأعضاء إلى من تبع كوستوريــتزا، حتى عندما أحيا حفلتين موسيقيتين، في مقابل من حافـظ على مسافة معه: «هناك من كان يحبّ موسيقاه، فعلياً. بالنسبة إليّ، هذه جلبة رهيبة». ظلّ الرجلان، في الاجتماعات كلّها، «على خلاف شبه دائم»، إلى درجة أن كوستوريتزا، في خطوة استراتيجية، اقترح على جاكو مشاهدة أحد الأفلام معاً لوحدهما، من دون باقي أعضاء اللجنة، كي يستطيعا التحدّث عنه بشكل جيّد: «هذه مبارزة»، كما جاء في التحقيق، الذي نقل عن جاكو قوله إنه «كان لديه فيلم مفضّل قبل وصوله إلى «كان». أراد منحه السعفة. لم تكن لديّ أحكام مسبقة. بعد مشاهدته، وجدتُ أن فكرته منقوصة». إنه «زهور مكسّرة» للأميركي جيم جارموش. ناضل جاكو من أجل «ثلاثة أوقات» للصيني هو هسياو ـ هسيان: «شَخَر أعضاء اللجنة جميعهم بطريقة لم أشهدها منذ وجودي في المدرسة الداخلية». هذا ما حصل مع «تاريخ العنف» لكروننبيرغ، الذي قيّمه كوستوريتزا بالقول إنه غير جدير بـ«كان». بما أن فيلميه المفضّلين استُبعدا، عمل جاكو المستحيل كي لا ينتصر فيلم الـ«كوموندانتي». أثناء المداولات، عبّر كوستوريتزا عن نفوره من الأفلام، مقدّماً حججاً واهنة. بدت الأمور سيئة. بعد تحديد غامض لـ«الفيلم الجيّد» طرحه كوستوريتزا، سأله جاكو عن تحديده ماهية الفيلم المرشّح للسعفة: «إنه الفيلم الذي يتحدّث عن الإنساني بنزعة عالمية». كأن التحديد «صادر عن المكتب الكاثوليكي»، كما قال جاكو، الذي طرح «الولد» للأخوين البلجيكيين داردين مثلاً لهذا التحديد. وافق الجميع. كوستوريتزا نفسه، الذي بدا متعباً، لم يعترض. في النهاية، أهدى ملصق المهرجان لجاكو، كاتباً عليه: «إلى أفضل عدوّ لي».

أهي قلـيلة الروابط القائمة بين سينما كوستوريتزا وأفلام الأخــوين داردين؟ لعـلّها ليست أقلّ من تلك القائمة بين سينما الرئيس الصيــني (هونغ كونغ) وانغ كار ـ واي وأفلام السينمائي البريطـاني كن لوتش، الذي فاز حينها بالسعفة الذهبــية، عن فـيلمه «الريح التي تهزّ الشعير» (2006). يتـذكّر الفرنــسي باتريس لوكونت (عضو اللجنة) تلك الفترة، بقــوله إن هذه السعفة «مُنحت في خمس دقائــق، وبمـزاج جيّد». عُرض فيلم لوتش في اليوم الثاني. لم تفـتر حماسة أعضاء اللجنة طوال أيام الدورة تلك: «ظلَّلـنا مناخ جيّد. لم يكن وانغ كار ـ واي أبداً المبـدع الغامــض الذي تخيّلته. إنه شخص لطيف. منفتــح على الآخرين. يستمع إلى كل واحد منهم. لم يُشاهد أياً من أفلامي، بالتأكيد. لكننا تحدّثنا عن الإخراج كزميلين، من دون عجرفة من قبله. التجربة مثيرة. بفضلها، أقمت صداقات عدّة».

السفير اللبنانية في

20/05/2010

 
 

فلم وثائقي يقض مضجع برلسكوني

حسونة المنصوري كان

شغل حدثان سياسيان حديث الناس قبيل انطلاق مهرجان كان في دورته 63. تعلق الأول بوضع المخرج الإيراني جعفر بناهي الذي منع من السفر من قبل حكومته. وكانت إدارة المهرجان قد اختارته كعضو لجنة تحكيم هذه الدورة في محاولة لدفع السلطات الإيرانية لرفع الحصار عن المخرج ولكن للعدالة الإيرانية رأي آخر.أما الحدث الثاني فقد اتخذ بعدا أكثر رسمية حيث قررت الحكومة الإيطالية مقاطعة المهرجان رسميا وستترجم هذه المقاطعة بعدم حضور وزير الثقافة الإيطالي الاجتماع الدوري لوزراء الثقافة الأوربيين على ها مش المهرجان كما جرت العادة. والسبب هو برمجة المهرجان لفلم وثائقي يصور الأحداث  التي دارت حول الزلزال الذي ضرب مدينة أكويلا سنة 2009.

الفلم من إخراج سا بينا غوزانتي المخرجة الإيطالية المعروفة بأشرطتها الوثائقية التي تعتمد على التحليل السياسي من خلال متابعتها للسياق المتبع من قبل بعض الساسة في إطار الديموقراطيات الأوربية وخصوصا بلدها إيطاليا. وكانت من قبل قد تعرضت إلى العلاقة المتينة بين الإعلام والسياسة من خلال فلمها يحيى زاباتيرو سنة 2005. في فلمها الجديد تتهم غوزانتي وبوضوح الوزير الأول الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني وأقرب معاونيه بتورطهم الماكيافيلي في التعامل مع المافيا من خلال معالجتهم لقضية زلزال أكويلا.

بأسلوب ساخر يقرب كثير من أسلوب المخرج الأمريكي الجريء مايكل مور في مزج بين الخطاب المباشر من خلال الصوت المرافق للصورة أحيانا والحوار مع الناس العاديين والمسؤولين من هذا الجانب وذاك أحيانا أخرى تحاول المخرجة من أن ترصد ليس فقط  مدى تلاعب الساسة بالإعلام  ولا من أجل التحكم في الرأي العام وتضليله, ولا من التلاعب بالمال العام وتغطية عملية غسل الأموال المتأتية من أعمال الإجرام المنظم لكن الأدهى من وجهة نظر غوزانتي هو أن تتحول الأدوات الديموقراطية من وسائل لحماية المواطن إلى أدوات لاستخدامه واستغلال أحلك الظروف التي يمر بها من أجل من أجل تمرير مشاريع قوانين تخدم وتؤسس لسيطرة الإجرام على هياكل الدول تحت غطاء الديموقراطية ودولة المؤسسات.

تتعدى المخرجة الخطاب السطحي الذي يعتبر أنها تتهجم على الوزير الأول بشكل شخصي. وهذا واضح منذ عنوان الفلم أكويلا, إيطاليا ترتعش. الفكرة العامة هي أنه لإن كانت أكويلا  قد أصابها زلزال بالمعنى الجيولوجي فإن البلد برمته يهتز ومنذ زمن تحت وطأة الأعمال الإجرامية التي تتلاعب بالمؤِسسات. ومثل الزلزال حالة تكمنت هي من أن تدرس المنهجية المتوخات من التنظير إلى سن القوانين إلى سير الأحداث على أرض الواقع .

اتخذت المخرجة الإيطالية من الطريقة التي عولجت بها أزمة الأكويلا مثالا حيا لممارسات المافيا التي تعتمد على التحكم في السياسة والإعلام والرشوة.وهذا ما جعلها تقتنع أن إيطاليا تحولت إلى نوع من الدكتاتورية. حتى أن أحد المواطنين في لحظة غضب أسر لها بأن الشعب في هذه البلدة المنكوبة أصبح : يعيش في ظل دكتاتورية قمامة ليست ككبرى الدكتاتوريات التي سبقت في تاريخ الإنسانية. وكانت المخرجة نفسها قد صرحت في الموقع الرسمي لمهرجان كان حسب وكالة فرنسا للأنباء: البلد يعيش مرحلة تحول تدريجي سيمر إثره من حالة ديمقراطية إلى حالة أخرى لا اسم لها بعد.

أسلوب الفلم قريب جدا من أسلوب المخرج الأمريكي مايكل مور الذي تكن له المخرجة تقديرا خاصا وتعتبر أنهما يلتقيان في الأفكار وفي نظرتهما لدور السينما في كشف الحقائق في ما يسمى بسينما التحقيق نسبة إلى صحافة التحقيق. ويذكر أن غوزانتي كانت في الأصل صحفية تنتج برنامج تحقيقات في القناة الإيطالية الرسمية وتم رفتها سنة 2003 على خلفية أن برنامجها يبالغ في النقد السياسي. ولكن المخرجة المتمردة ترفض الاستسلام وتواصل نقدها عبر الأفلام الوثائقية. ووصل إحراجها للمسئولين السياسيين في إيطاليا إلى مقاطعة المهرجان .وتتهم وزارة الثقافة الإيطالية الفلم بأنه فلم دعائي يسيء إلى كل الإيطاليين.

بهذا يبدو أن المخرجة قد حققت هدفين. يتمثل الأول في انتقام شخصي من الساسة الذين يختفون وراء قطع عيشها بطردها من العمل بالتلفزيون. أما الثاني فهو إجبار الحكومة الإيطالية على المساهمة  في الحملة الإعلامية للفلم قبل أن يعرض مما زاد في جلب الأنظار إليه.

الجزيرة الوثئقية في

20/05/2010

####

الناقد إبراهيم العريس ينجز عملاً موسوعياً عن السينما اللبنانية 

كان - AFP  : حمل الناقد والكاتب الصحافي اللبناني إبراهيم العريس معه إلى مهرجان «كان» السينمائي الثالث والستين نسخة من كتابه «الصورة الملتبسة.. السينما في لبنان مبدعوها وأفلامها»، الصادر قبل أيام عن وزارة الثقافة اللبنانية بمناسبة الاحتفال ببيروت عاصمة عالمية للكتاب عام 2010.

يعتبر هذا الكتاب الذي يقع في 500 صفحة الموسوعة الأولى التي تؤرخ للسينما اللبنانية منذ بداياتها وإلى اليوم، رابطا تاريخها بسياقات المجتمع اللبناني وتقلباته السياسية والاقتصادية والطائفية.

يعكس الكتاب المتابعة والجهد اللذين بذلهما الناقد إبراهيم العريس في جمع مادته وعرضها، وهي تجمع إلى جانب المعرفة والمعلومات الخاصة بالسينما اللبنانية, تجربته الشخصية الطويلة المميزة في هذا المجال.

ويحوي الكتاب 500 صورة، من بينها صور نادرة تنشر للمرة الأولى، ويتضمن فيلموغرافيا كاملة ومفصلة حول ما يسميه المؤلف «المئة فيلم التي صنعت السينما اللبنانية». وأفرد العريس فصلا في كتابه عن السينما الفلسطينية التي أنتجت في لبنان.

غير أنه ركز في عمله الموسوعي هذا على الأعمال السينمائية إبان الحرب اللبنانية، وانطلاقتها مع ظهور مخرجين مثل مارون بغدادي وبرهان علوية وآخرين. ويحمل هذا الجزء من الكتاب عنوان «الانبعاث الحقيقي للسينما اللبنانية»، كما تناول في قسم آخر الأعمال السينمائية المصرية التي صورت وأنتجت في لبنان في الستينيات.

وإذا كانت السينما هي الفن الأقدر على التعبير عن الانقسامات التي تخترق المجتمع اللبناني على كل الصعد، برأي إبراهيم العريس، فإن هذا الرأي انعكس على تقسيم فصول الكتاب التي تتبع حركة تطور المجتمع اللبناني، وعلاقة فنونه بتكوينه، وعلاقة فنانيه بطوائفهم.

وقد أهدى المؤلف كتابه إلى علي العريس (صاحب الخطوة الأولى في السينما اللبنانية).

وفي حديث مع وكالة «فرانس برس» أوضح إبراهيم العريس أنه اختار أن يتحدث عن أفضل مئة فيلم لبناني من بين الأفلام الـ300 التي صورت في لبنان، وقال: «تناولت مثلا فيلم «قطط شارع الحمرا» علما بأنه ليس فيلما هاما من الناحية الفنية, لكنه حين خرج أحدث «قلبة» في السوق اللبنانية».

وردا على سؤال حول المدة التي استغرقها إنجازه لهذا العمل الموسوعي، سارع العريس إلى القول من دون أدنى تردد: «حياتي كلها، أنا ولدت في السينما, والدي علي العريس مؤسس السينما اللبنانية, ووالدتي كانت ممثلة. أما إذا تكلمنا عن التحرير فقد استغرق عاما ونصف العام».

وأضاف: «ذكرياتي الشخصية تتداخل مع كلامي عن الأفلام, خاصة خلال فترة عملي على الأفلام المصرية التي صورت في لبنان، حيث كنت مساعد مخرج في 30 فيلما».

وتضفي الذكريات الخاصة طابعا أكثر حميمية، وتقرب القارئ من الكتاب الذي يعالج الأفلام اللبنانية وفق منطق تحليلي اجتماعي سيكولوجي ماركسي.

الجدير بالذكر أن إبراهيم العريس ناقد سينمائي لبناني، وكاتب صحافي معروف، صدر له حوالي 20 كتابا حول النقد السينمائي، كان آخرها كتاب عن سينما يوسف شاهين، وكتاب آخر بعنوان: «سينما الإنسان- الجزء الثاني»، وصدر عن مؤسسة السينما في دمشق, فضلا عن هذا العمل الموسوعي عن السينما اللبنانية.

ويتندر إبراهيم العريس أمام أصدقائه في مهرجان كان قائلا: «أنا الشخص الوحيد الذي صدر له في أوقات متزامنة تقريبا ثلاثة كتب عن ثلاث وزارات ثقافة عربية مختلفة، في بيروت والقاهرة ودمشق».

وهو يعمل حاليا على إنجاز كتاب سيصدر في القاهرة في الخريف المقبل, ويتناول سينما نجيب محفوظ.

العرب القطرية في

20/05/2010

####

بحضور كبار الفنانين العالميين

«كان» الفرنسية تشهد إطلاق «مؤسسة الدوحة للأفلام» 

الدوحة - العرب  : شهد مساء يوم الأحد الماضي الفعاليات الرسمية الدولية لإطلاق «مؤسسة الدوحة للأفلام» في منتجع «ماجيستيك بيتش» الراقي على شواطئ الكُروازيت الساحرة في مدينة كان الفرنسية.

وشهد عدد من أبرز صناع الأفلام ونجوم السينما وكبار الشخصيات العالمية انطلاقة أول مؤسسة سينمائية ثقافية دولية من نوعها في قطر والتي ستنظم فعالياتها على مدار العام. وحضر هذا الاحتفال كل من سمو الشيخ محمد بن فهد آل ثاني، وسمو الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني، والمخرج العالمي مارتن سكورسيزي، والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، والمخرجين الأميركيين بيرتراند تافيرنير وتيري غيليام، والمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والمخرج الأردني أمين مطالقة، والإيراني بهمن قبادي، والمخرج تيري فريمو، والمنتج التونسي طارق بن عمار، والمخرج الفرنسي جان جاك آنو، والممثلة الهندية مليكة شيروات، والأميركي ستيفين بالدوين، والفنانين المصريين خالد عبدالله وخالد أبو النجا. وتألق الضيوف على السجادة الحمراء مستمتعين بغناء الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة وفرقتها المميزة.

وقد بدأت الأمسية برسالة فيديو مسجلة من سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني التي كشفت خلالها عن المؤسسة الجديدة التي تهدف إلى جمع كل البرامج والمبادرات السينمائية التي تستضيفها وتنظمها قطر تحت مظلة واحدة.

وتهدف «مؤسسة الدوحة للأفلام» إلى تأسيس صناعة سينما قطرية مستدامة تتمتع بروابط قوية مع مجتمع السينما الدولي وتركز على المبادرات والبرامج التعليمية في المجتمع المحلي.

كما رحبت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية لـ «مؤسسة الدوحة للأفلام» بالضيوف قبل أن تقدم aوتعرف الضيوف بالمخرج العالمي المرموق مارتن سكورسيزي.

وقامت مؤسسة السينما العالمية التابعة للمخرج مارتن سكورسيزي بتوقيع شراكة ثقافية لمدة 3 سنوات مع «مؤسسة الدوحة للأفلام» بهدف ترميم الأفلام الدولية القديمة ذات القيمة الفنية والثقافية الكبيرة والحفاظ عليها. وأشاد مؤسسو ترايبيكا الدولية كل من كريغ هاتكوف، وروبرت دي نيرو، وجين روزينثال بمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الذي يعتبر ثمرة الشراكة المميزة بين كل من مؤسسة ترايبيكا الدولية ومؤسسة الدوحة للأفلام والذي ستشهد هذه السنة فعاليات دورته الثانية.

وتمتع الضيوف بمشاهد الألعاب النارية التي أضاءت سماء شارع الكُروازيت، كما حظوا بالفرصة لمتابعة العرض العالمي للفيلم الكلاسيكي «الفلاح الفصيح» للمخرج شادي عبدالسلام والذي يعود إنتاجه للعام 1970؛ حيث قامت «مؤسسة السينما العالمية» بترميمه والحفاظ عليه في نسخة جديدة.

العرب القطرية في

20/05/2010

 
 

البحث عن الإبن المفقود في "رجل يصرخ"

أمير العمري

الفيلم الإفريقي الوحيد في مسابقة مهرجان كان السينمائي الـ63 بل وفي كل أقسام المهرجان المختلفة، هو فيلم "رجل يصرخ" A Screaming Man للمخرج التشادي محمد صالح هارون.

ويعتبر هارون الرائد الحقيقي للإخراج السينمائي في تشاد، ولا أقول للسينما، فلا توجد هناك صناعة سينمائية أو إنتاج سينمائي له صفة الاستمرارية والدوام في تشاد، بل وقد دمرت معظم دور العرض في البلاد خلال سنوات الحرب الأهلية.

وقد أخرج هارون ثلاثة أفلام روائية طويلة  قبل فيلمه الجديد هي "باي باي أفريقيا" Bye Bye Africa، و"أبونا" Abouna و"موسم الجفاف" Dry Season أو "دارات" Darat، وكل أفلامه من الإنتاج الفرنسي. وتدور أحداثها في أجواء الحرب الأهلية التي تمزق تشاد، وهي الخلفية الرئيسية لفيلمه الجديد الذي يتنافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان.

الفيلم السابق لهارون وهو فيلم "موسم الجفاف" كان عملا فيه الكثير من الطموح، لتناول موضوع يدور حول فكرة الثأر وجدواها، وهل يمكن أن يتوصل المرء إلى الإحساس بالتسامح حتى مع من قتل والده، دون أن يفقد احترامه لنفسه، خاصة وأنه يحيا في ظل تقاليد قبلية عتيقة تضع الكثير من القيود حول عنقه.

أما فيلمه الجديد "رجل يصرخ" فهو يتناول  التأثير النفسي للحرب الدائرة بين القوات الحكومية وقوات المتمردين، على العلاقة بين الأب والإبن، بين "آدم" الذي يعمل مشرفا على حوض السباحة في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة نجامينا، وولده الشاب "عبد الله" الذي يساعده في العمل. ومن المشهد الأول الذي نرى فيه آدم يقود دراجته النارية في شوارع المدينة في طريقه إلى العمل، نلمح أجواء الصراع المسلح، مع انتشار نقاط التفتيش على الطرق، وأمام الفندق، وتعرض آدم للتفتيش اليدوي في الشارع. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل إن هناك إدرارة جديدة صينية للفندق جاءت بعد أن اشتراه رجل أعمال صيني، وهذه الإدارة تريد خفض العمالة، وتبدأ بصديق آدم "ديفيد" الطباخ الذي قضى زهرة شبابه في العمل بمطبخ الفندق، فيجد نفسه وقد أصبح بلا عمل، مما يؤدي إلى وقوعه صريع المرض.

وسرعان ما يأتي دور آدم عندما يتم نقله من الإشراف على حوض السباحة، الذي نرى عائلات ضباط الأمم المتحدة الأوروبيين وأطفالهم يلهون ويمرحون وهم يسبحون فيه، إلى تناوب الحراسة على مدخل الفندق.

وتنهار حياة آدم انهيارا تاما، ويسيطر عليه الاكتئاب، فحوض السباحة، كما يقول للمسؤولة الصينية مدام وانج، هو حياته بأسرها، وهو كان بطلا للسباحة في منطقة إفريقيا الوسطى في الستينيات. ويكاد عقله يطير من رأسه عندما يعلم أيضا أن ابنه "عبد الله" هو الذي سيحل محله في الإشراف على الحوض.

الإبن وجل، متردد، بل ومتلعثم ومرتبك، لا يمكنه مواجهة والده. يجلس الإثنان أمام الأم/ الزوجة "مريم" في البيت، عاجزان عن الكلام. عبد الله يشعر بالذنب لاستيلائه على مهنة والده، لكنه يبرر ذلك بقوله: إنه أيضا من حقه الحصول على عمل مناسب لأن أمامه مسؤوليات في انتظاره. وآدم لا يمكنه قبول الانسحاب من موقع يعتبره ملكا أبديا له بحكم تاريخه الشخصي!

وتقع الطامة الكبرى التي تزلزل حياة الأسرة كلها عندما يساق الإبن عبد الله، لأداء الخدمة العسكرية، ووالده آدم، يراقب الجنود يسوقونه بالقوة، من نافذة حجرة النوم، دون أن يتحرك لمساعدته أو حتى لتوديعه، بينما أمه تصرخ وتولول، وتستنجد بآدم دون جدوى.

تحضر ضيفة جديدة تحل على الأسرة المحطمة، هي حبيبة الإبن التي تحمل أيضا في أحشائها جنينا منه، ويرحب بها آدم ومريم ويرعيانها كإبنة لهما. والمسكينة لا تكاد تصدق أن عبد الله اختفى هكذا ببساطة. وفي لحظة مواجهة مع الذات ممزوجة بنوع الإحساس بالندم العميق، يعترف لها آدم بأنه هو الذي أبلغ السلطات في ابنه.

وطول الوقت، نلمح آثار الحرب الأهلية غير المعلنة في البلاد، الراديو يبث الكثير من الأخبار عن المتمردين الاستيلاء على بلدتين، ونفي الحكومة، ومسؤول الحكومة المحلية يمارس ضغوطا على آدم من أجل التبرع بالمال لصالح المجهود الحربي للقوات الحكومية، وأصوات القذائف وإطلاق النار هنا وهناك، ومع اتساع التهديد الذي تمثله قوات المتمردين، يهرع السكان في هلع، إلى الفرار من المدينة حاملين معهم أمتعتهم، بينما مسؤول الحكومة يخاطبهم عبر مكبر الصوت، داعيا إياهم إلى البقاء، مؤكدا أن الوضع "تحت السيطرة".

آدم، مدفوعا برغبته في التكفير عن الذنب، يذهب للبحث عن ولده إلى أن يعثر عليه جريحا في صدره وقد غطت وجهه الضمادات، فيقوم بتهريبه ومساعدته على النجاة والعودة به إلى حبيبته. وينتهي الفيلم تلك النهاية التي يمكن للبعض أن يعتبرها سعيدة، غير أنها تشير إلى استمرار المأساة وامتدادها في تشاد.

في الفيلم أجواء افريقية صرف، من خلال الشخصيات المختلفة التي تنتمي إلى بلدان أخرى، مثل الطباخ ديفيد الذي يقول إنه من الكونغو، وحبيبة عبد الله التي جاءت من مالي، كما يصور هارون كعادته، الكثير من العادات والتقاليد، ويستخدم إيقاعا بطيئا يعتمد على اللقطات الثابتة أكثر، وعلى الحركة البطيئة للكاميرا، وعلى الإبقاء على اللقطة زمنا أطول على الشاشة، كما يهتم بالتكوين، وبالإضاءة خاصة في المشاهد الليلية، وينتقل من المدينة إلى الصحراء، ومن الداخل إلى الخارج، دون أن يفقد التدرج اللوني الطبيعي في إطار الشاشة العريضة التي تساهم في إضفاء طابع ملحمي على الفيلم.

ويعتمد هارون أيضا على براعة ممثليه الذين يبرز من بينهم بوجه خاص الممثل يوسف جاورو الذي يؤدي دور آدم برصانة وحزن عميق في عينيه.

إلا أن مشكلة هذا الفيلم أن مادته الدرامية البسيطة لا تساعد على التعمق في الفكرة ومنحها أبعادا أكثر شمولية، سواء على الصعيد الفلسفي أو الإنساني. فهناك الكثير من الغموض الذي يلف سلوك الشخصيات: لماذا يبدو عبد الله مثلا مبتهجا إلى هذا الحد بعد أن تتم ترقيته من مساعد لوالده إلى مسؤول عن حوض السباحة؟ وما الذي يمكن أن يمثله حوض السباحة أصلا في الموروث الثقافي الافريقي لكي تنهار حياة آدم بعد إبعاده عن العمل بجواره؟ وهل أبلغ آدم السلطات فعلا عن ابنه لكي يسوقونه إلى الجيش؟ وهل كان الإبن متهربا أصلا من أداء الخدمة، علما بأنه العائل الوحيد لوالده المتقدم في العمر؟ وما موقف الزوجة مريم، أكثر من تكرار التعبير عن استيائها من أن أحدا منهما، أي الإبن والزوج، لا يطري طهيها، ولا يقبل على تناول الطعام، دون أن تسعى لفهم حقيقة ما حدث. وما هذه الصدفة التي تجعلنا نكتشف وجود حبيبة لعبد الله، تحمل أيضا طفلا منه؟ وما هو المغزى الخاص لاستيلاء رجل أعمال صيني على الفندق؟.

وربما يكون الإيقاع أيضا أكثر بطئا مما يمكن احتماله في العديد من المشاهد، حتى أنه بدا مفتعلا، لإضفاء سمة خاصة على الفيلم، كما أن كثرة تكرار التركيز، من خلال لقطات قريبة (كلوز أب)، على وجه آدم، أفقدت هذه اللقطة قوتها التعبيرية الخاصة بل ودفعت أحيانا إلى الشعور بالملل منذلك التكرار الذي لا يضيف جديدا.

ولعل القتامة الشديدة في أحداث الفيلم، كانت تقتضي كسر هذا الطابع الثقيل من خلال ابتكار بعض المواقف التي تتسم بروح المرح، وإن كان المخرج- المؤلف قد حاول في المشهد الذي نرى فيه ديفيد يقول لآدم إنه أخبر للسيدة وانج إنه يفرط في وضع الملح في الطعام، فقط عندما يقع في الحب، وإن بعض الناس لا يعرفون غير الكلام فقط!

ولاشك أن مشاركة فيلم "رجل يصرخ" في مسابقة مهرجان دولي كبير مثل كان، تعيد تسليط الأضواء على السينما الإفريقية المنسية التي لم تعد تحظى بأي اهتمام حقيقي (في العام الماضي كان هناك فيلم واحد أيضا من افريقيا السوداء في كان هو فيلم "قل لي من أنت؟" للمخرج سليمان سيسي من مالي).

أخيرا ربما تجدر الإشارة إلى أن المخرج محمد صالح هارون (مواليد 1960) عانى كثيرا أثناء الحرب الأهلية، فقد اختطف عمه، وأصيب هو بجروح وتمكن من الهرب من بلده على عربة يدفعها شخص استأجره.

وهو يقول إنه يعرف الكثير من الأشخاص الذين قتلوا زمن الحرب الأهلية أثناء حكم الرئيس حسين حبري، ويقدر عددهم بـ40 ألف شخص.

يقول هارون: "البعض ينظر إلى القارة الإفريقية على أنها ضاحية من ضواحي العالم. ولكن البعض منا يرى أحيانا أنه يمكن لهذه الضاحية أن تعيد الحياة إلى منتصف العالم".

الجزيرة الوثئقية في

20/05/2010

 
 

كن لوتش يعود بفيلم جديد حول الحرب في العراق

أفلام مهرجان «كان» السينمائي.. خيبات أمل على الطريق

كان: محمد رُضا

لم ترتسم علامات الرضا كثيرا على وجوه النقاد الموجودين في مهرجان «كان» الدولي، لا قبل عرض فيلم كن لوتش الجديد «طريق أيرلندية»، ولا بعده.

بداية، الشعور بأنه ما كان المهرجان ليكتفي بثمانية عشر فيلما في المسابقة قبل أن يضيف الفيلم التاسع عشر قبل ثلاثة أيام من بدايته، إلا دليلا على الصعوبات التي واجهتها الإدارة هذه السنة لتأمين الأفلام المناسبة. وإذ بدأ المهرجان أعماله قبل تسعة أيام، فإن معظم ما عرض جاء ليؤكد ذلك الشعور وتحويله إلى حالة من خيبات أمل بمعدل فيلم أو فيلمين في كل يوم.

طبعا كانت هناك استثناءات، لكن سابقا ما استطاع المهرجان، وفي أكثر من دورة، قلب المعادلة بحيث إن الاستثناء كان الفيلم المخيب للأمل وليس الفيلم الجيد على عكس الحال الآن، حيث لا يزال فيلم «يوم آخر» للبريطاني مايك لي، وهو الفيلم الذي عرض رابع أيام المهرجان، هو الفيلم الأفضل، يليه الفيلم الفرنسي «عن الآلهات والرجال» لأكزافيير بيوفيز، وعرض قبل يومين، ثم، وعلى مسافة بينة، فيلم «أميرة مونبونسييه» للفرنسي أيضا برتران تفارنييه.

بقية الأفلام حظيت بمعدلات معتدلة في القوائم النقدية لأكثر من مجموعة نقدية عاكسة ذلك اليقين بأن الدورة لم تكن ذات أعمال مهمة أو رائعة، بل مجرد جيدة ومقبولة. وفي حين يتصرف المدير العام للمهرجان تييري فريمو كحاكم بأمره وراء الكواليس وكشخصية تلفزيونية على المسرح حين تستدعي الحالة تقديم الضيوف، فإن الخلاف الذي كنا أشرنا إليه سابقا والذي وقع بينه وبين الرئيس السابق جيل جاكوب، مر بامتحان قبول هذا اليوم: خمس ساعات وتسع عشرة دقيقة من فيلم تلفزيوني أخرجه أوليفييه ساياس «كارلوس» تم استئصاله من نحو سبع ساعات ونصف الساعة تلفزيونية كان الرئيس الخبير جاكوب قد رفضه لأنه لم يرد أن يرضخ لطلب شركة إنتاجه «قنال بلوس» ولا السماح بتسلل فيلم تلفزيوني إلى العروض الرسمية. هذا الموقف الذي أصر عليه فريمو وقراره، حسب عقده، هو النهائي وعليه ارتفعت شاشة صالة ديبوسي الرئيسية عن الفيلم وشهدت أبوابها خروج كثيرين كانت لديهم مشاغل أو أفلام أخرى.

فيلم كن لوتش، «طريق أيرلندية»، عرض أيضا في هذا اليوم التاسع، والصالة الصغيرة التي استقبلته كانت حاشدة. السبب في أنه لم يعرض في الصالة الرئيسية وفي توقيت معتاد لأفلام المسابقة الأخرى يعود إلى أنه إذ دخل البرنامج في اللحظة الأخيرة لم يكن ممكنا تغيير برنامج العروض كما تم وضعه سابقا فتم انتخاب عرض محشور له.

هذه المعاملة لا تخفي طرح الفيلم وموقعه بين الأفلام المتسابقة ولا بين الأفلام التي تطرح موضوع الحرب العراقية بصفة أو بأخرى (نقد الفيلم في زاوية أخرى هذا اليوم)، لكن ما تكشف عنه هو أن الفيلم بدا خروجا للسينمائي البريطاني الفذ عن مألوفه، بحيث جاء في نهاية المطاف أقل وقعا مما تمناه المشاهدون - هذا على الرغم من أهمية الفيلم ومن وقوفه مع معاناة الشعب العراقي الحالية.

في نهايته صفق النقاد بحرارة أقل مما فعلوا حين عرض كن لوتش فيلمه السابق «الريح التي هزت الشعير» حينما عرضه في «كان» سنة 2006 ونال عليه السعفة الذهبية، علما بأنه لم يكن أفضل أفلام المخرج التي عرضها «كان» في تاريخ العلاقة بينهما.

التصفيق المهذب والمتواضع صحب معظم الأفلام الأخرى لكنه لم يصاحب مثلا مغامرة الإيراني عباس كياروستامي في الغرب التي تمثلت بفيلم «نسخة مصدقة». مع نهاية العرض أول من أمس أطلق الكثير من الحاضرين «بووووووووو» دلالة امتعاضهم من فيلم مثرثر وبلا قيمة سينمائية حقيقية.

على ذلك، فإن المرء دائما ما يستطيع استعراض الأفلام كحالات منفصلة بعضها عن بعض. إلى جانب تلك التي تحدثت عن علاقات واهية أو قوية بين الآباء والأبناء، هناك أفلام أخرى تعرضت للمواقف المصيرية التي عليها أن تضع المعايير الأخلاقية في صلب قراراتها، كما الحال مع فيلم «عن الآلهات والرجال»، وهناك الخيبة الشرق آسيوية التي تمثلت بمجموعة الأفلام الصينية والكورية واليابانية. وما يبدو استمرارا لنهضة السينما الرومانية وغياب أفلام من الرقعة الأوروبية الأكبر أو من أميركا اللاتينية أو - بالطبع - من العالم العربي. لكن الوضع في جملته ليس بكامله من صنع المهرجان أو اختياره. هو محكوم بما هو متوافر - أو هكذا يأمل المرء أن يكون الوضع عليه. لقد وضع المهرجان في دورته الحالية نصب عينيه الإتيان بعدد من الأفلام التي إما لم تكن جاهزة وإما تعتبر أن منصة «كان» الكبيرة قد تقضي عليها إذا ما أخفق الفيلم في استحواذ جائزة. فالمعروف أن فيلم ترنس مالك الجديد «شجر الحياة»، بطولة براد بت وشون بن وفيونا شو من بين آخرين، كان يريد إنجاز مراحل ما بعد التصوير لكي يشترك في «كان» بعدما شاهد فريمو مقاطع منه وأخبر مخرجه المقل أنه سيكون سعيدا بعرض الفيلم في المسابقة إذا ما تم إنجازه في الوقت المناسب.

* سينما وسينمائيون

* بات واضحا أن معظم الأفلام التي لم تلحق بمهرجان «كان» في دورته الحالية ستتوجه إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الذي سيقام في الشهر التاسع من هذا العام. إلى جانب أعمال من كوبولا ومالك وبيلا تار، هناك الفيلم الجديد لكلينت ايستوود «الأبدية» وفيلم جوليان شنابل «ميرال».

* تغلق سوق الفيلم أبوابها غدا (الجمعة) بعدما شهدت إقبالا أعلى من المتوقع قليلا. لكن ما هو لافت أن الإقبال على شراء حقوق توزيع الأفلام التي عرضت في المسابقة لا يزال فاترا إلى حد ملحوظ دلالة على خلو المسابقة من الفيلم الذي يمكن له أن يحدث رد فعل يشجع الموزعين السينمائيين على التسابق صوب شرائه.

* باشر المخرج الإيراني المعارض جعفر باناهي إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله من دون ذنب أو حكم قضائي منذ نحو شهرين. المخرج الذي كان سرد في فيلم قصير تسلل إلى شاشة «كان» في مطلع الدورة كيف تم التحقيق معه قبل اعتقاله، واستوجب احتجاج عدد من السينمائيين العالميين، من بينهم مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ، مطالبين بإطلاق سراحه. الحكومة الإيرانية تجاهلت هذا النداء حتى الآن.

* أعلن المخرج لارس فون تراييه، الذي هو من زبائن «كان» الدائمين، أنه انتهى من الـ«كاستينغ» الخاص بفيلمه المقبل «ميلانكوليا» تمهيدا للبدء في التصوير خلال أسابيع قليلة. الممثلون الذين يشتركون في هذا الفيلم هم: كرستين دانست، وكيفر سذرلاند، وشارلوت رامبلينغ، والبريطاني جون هيرت.

* لدانيال ليكونت فيلم «كارلوس» الذي يتناول حياة وأفعال الشخصية الإرهابية الشهيرة، يصر على أن الفيلم الذي قام جورج كلوني بإنتاجه وبطولته قبل خمس سنوات، بعنوان «سيريانا» هو الدافع لفيلمه هذا، وذلك حسب تصريح له يقول فيه: «حين شاهدت ذلك الفيلم أدركت أن هذا النوع من الأفلام التي تدور حول الإرهاب في عصرنا هو ما أريد إنتاجه».

أفلام اليوم

* Route Irish «طريق أيرلندية»

* إخراج: كن لوتش تمثيل: مارك ووماك ونجوى نميري إنتاج بريطانيا

* فيلم كن لوتش الجديد «طريق أيرلندية» هو إضافة إلى جملة ما قامت بتحقيقه السينما حول ما أفرزته الحرب في العراق من قضايا ومسائل تخص الغرب. مثل مجموعة الأفلام الأميركية طوال السنوات الثلاث الماضية، تلك التي حوت في الأشهر الأخيرة على «خزانة الألم» لكاثرين بيغلو و«المنطقة الخضراء» لبول غرينغراس، فإن الأحداث وشخصياتها الرئيسية ليست عراقية، بل أميركية وبريطانية في الأفلام السابقة وأيرلندية كما في هذا الفيلم. لكن نسبة التعاطي هنا مع الخسارة الرجالية العراقية أعلى مما شهدته تلك الأفلام من قبل.

سيناريو بول لافرتي الذي سبق له أن كتب عدة أعمال للمخرج لوتش، يتحدث عن مؤسسة أمن بريطانية تورد رجالها إلى حيث تكمن الحروب وما الذي يحدث عندما تعود جثة صديق لبطل الفيلم فرغيس (ووماك) فيصدم. فالفقيد كان من أعز أصدقائه ومن أجله يقتحم الكنيسة ليلا ويكسر التابوت لينظر إلى وجه صديقه للمرة الأخيرة. لا نرى ذلك الوجه لكننا نفهم أن الجثة مزقت بالرصاص.

التبريرات هي أن كمينا نصب له من قبل مقاومين عراقيين. لكن فرغيس غير راض عن هذه الرواية ويبدأ بحثا عن الحقائق من تلك النقطة وحتى نهاية الفيلم. وكلما مضى أبعد قليلا في تحقيقاته تبين أن المسألة لها علاقة بمحاولة التستر على مذبحة أخرى قام بها رجال تلك المؤسسة قتلوا خلالها سائق تاكسي وحمولته من الركاب الأبرياء. الواضح أن صديق فرغيس لم يكن ليرضى بأن يصمت عما حدث مما يتطلب إخماده قبل أن يتسبب في فضيحة تضر بالمؤسسة وسمعتها التي تساوي عشرات ملايين الدولارات على شكل مهام عسكرية.

الموضوع يمشي بوحي من المؤسسة الأمنية الأميركية التي طالتها فضيحة مماثلة قبل بضعة أعوام والتي لا تزال على الرغم من ذلك تعمل داخل العراق متمتعة، حسب وصف الفيلم، بحرية عمل تفوق تلك التي للجنود البريطانيين أو الأميركيين أنفسهم. الفيلم بذلك يصبح مناسبة للنيل منها، كما من الحرب العراقية بكاملها، وهذا ليس عجيبا أو غريبا من المخرج المعارض لوتش. الغريب هو كيف أن الفيلم يكاد يفلت، في صلب حكايته، من بين أصابع مخرجه. صحيح أن الطرح يبقى جادا للغاية، والمضمون يحمل رسالته المعادية للحرب وللأدوار الغربية فيها بلا مواربة، لكن السيناريو لا يستطيع إلا أن يتحول إلى تحقيق يتكأ في أكثر من مكان على لوازم هذا التحقيق: البحث عن الحقيقة، والقيادة الفردية لهذا البحث، والمصاعب التي تواجهه، واحتدام الصراع مع محاولة ثني المحقق عن هدفه أو تهديده، وتغلبه على المصاعب وكشفه عن الحقيقة في نهاية الفيلم على الرغم من شراسة ذلك الصراع. الفيلم في هذا الشأن يبلغ نقاطا منخفضة تجعله يبدو كما لو أنه قصة بوليسية لشخصيات معهودة في هذا الإطار تحاول أن تجد الحقيقة بين طيات الأكاذيب. النقد العربي سيكتب كثيرا عن كيف أن فيلم لوتش هذا أتاح مساحة أكبر لتقديم شخصيات عراقية. وهذا صحيح، فهناك شخصية رجل عراقي يساعد في حل القضية معرضا حياته للخطر. هو أيضا مغن يسمح له الفيلم بالغناء العراقي أمام جمهور يخاله المرء من المثقفين والمعارضين. ويعود الفيلم إليه مرة أخرى حين تداهم شقته فرقة من المسلحين الذين يبحثون في حوزته عن هاتف جوال يساعد في كشف حقيقة ما جرى حين قام رجال المؤسسة بفتح النيران على التاكسي وركابه.

* Bietiful «جميل» إخراج: أليخندرو غونزاليس إياريتو.

تمثيل: خافييه باردم، وماريسل ألفاريز، وهناء بوشايب.

إنتاج المكسيك/ إسبانيا|

* Beautiful حين تسأله ابنته الصغيرة كيف يكتب كلمةBietiful يأتي جوابه على هذا الشكل. وهذا الشكل يتخذه المخرج البارع إياريتو لوصف الرجل بطل الفيلم من ناحية، ولوصف معاكس لما هي عليه حقيقة الأحداث والبيئة التي تقع فيها. لا شيء جميل في هذه الصورة بل العكس: قاتم وداكن ومؤلم، هذا باستثناء جمال هذا الرجل الذي تحركه عواطفه الإنسانية وسط ظروف لا يستطيع معها سوى تحمل نتائجه ونتائج ما يفعله الآخرون.

مخرج «21 غرام» و«بابل»، يبدأ الفيلم برجل يرتدي خاتما ويد أنثوية تمر على الخاتم في أصبعه. يخلع الخاتم ويهديه لصاحبة الأصابع الرقيقة، هذا مع حوار شبه هامس. في نهاية الفيلم تعاد اللقطة لكننا الآن نعرف من هو صاحب الخاتم (فعليا وليس من صوته فقط) ومن هي الأنثى التي تعجبها الهدية فتضعها في أصبعها.

أكسبال (باردم) هو إنسان مصاب بالسرطان ولديه شهران على الأكثر ليعيشهما. هو أيضا رجل متزوج ولديه ولدان صغيران. فتاة فوق العاشرة اسمها آنا (تقوم بها هناء بوشايب ذات الوقع المؤثر بوجهها اللافت الحزين)، وصبي من دون العاشرة اسمه ماتاو (غيلرمو استريللا)، وزوجته مارامبرا (ماريسل ألفاريز). علاقته مع زوجته متوترة في أفضل الأحوال. إنها ترغب في أكثر مما يستطيع الإيفاء به (جنسيا وعاطفيا وعلى صعد أخرى)، وهي ليست زوجة تعرف العناية بالأولاد وبحاجة إلى من يرشدها (كما تعترف في النهاية). تحب أكسبال لكنها لا تعرف كيف تحبه. دائما هي في المحور ومن دون أن تكون قادرة على التصرف على هذا النحو.

على حسن مزايا أكسبال فإنه يعمل خارج القانون. لديه علاقة عمل مع سنغاليين مهاجرين يتاجرون في المخدرات وعلاقة أخرى مع رئيس مصنع حلويات صيني ومدير أعماله يستوردان مهاجرين صينيين بسبب رخص اليد العاملة. هؤلاء المهاجرون لديهم قاعة تحت مستوى الأرض يعيشون فيها ومعهم أولادهم. يتعرضون لمعاملة خشنة ونهر مستمر ويمضون حياتهم في عمل متواصل من الصباح الباكر حتى الليل من دون رعاية. أكسبال على الرغم من ذلك، هو رجل يحب الإنصاف وينتفض غضبا حين يضرب البوليس بريئا من السنغاليين (يقوم به الشيخ نيداي) وحين يكتشف سوء المعاملة التي يتعرض إليها الصينيون. وكل هذا يحدث بينما يحاول سبر حياته - أو ما تبقى منها - خافيا عن الجميع إصابته وقصر عمره.

الرحلة التي يأخذنا إليها إياريتو وكاتبا السيناريو أرماندو بو ونيكولاس جياكوبوني منهكة من حيث مرورها على ما سبق وغيره من الشخصيات والطروحات والمضامين الاجتماعية. لكن إياريتو يمنح الفيلم كل ما يطلبه ذاك من ثراء في الصورة (تصوير رودريغو برييتو) تكوينا واختيارات. كذلك فإن الموسيقى (غوستاف سانتاولالا) التي يختارها لافتة والمونتاج الذي يقوم به دقيق ومتآلف مع الغاية. لا يكترث لصنع فيلم مشوق بل لفيلم حقيقي، لكن حينما يكون على المخرج ومونتيره ستيفن ميروني استخدام التوليف لعكس إيقاع كما الحال في مشهد مطاردة البوليس للسنغاليين، فإن ذلك يتم عبر تنفيذ من باب أول.

الشرق الأوسط في

20/05/2010

####

عرض فيلمه «كوبي كونفورمي» في {كان}

عباس كياروستامي: الفن معتدى عليه في إيران  

كان-رويترز- قال المخرج السينمائي الايراني عباس كياروستامي ان حبس حكومة طهران لزميله جعفر بناهي «غير مقبول» وان صناع الافلام والفن بشكل عام معتدى عليهم في وطنه.

وقال كياروستامي في العرض الأول لفيلمه «كوبي كونفورمي» المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي ان مخرجي الافلام المستقلين في ايران واجهوا على مدار عقود عقبات صنعتها حكومة تسعى للسيطرة على عملهم.

وقال كياروستامي في مؤتمر صحفي على هامش المهرجان - من خلال مترجم - «حقيقة سجن صانع افلام واحد في حد ذاتها غير مقبولة».

واضاف «اتجه جعفر بناهي الى صنع فيلمه وفق ظروف سرية وغير قانونية ولكن هذه ليست مسؤوليته وحده. المسؤولية تقع على السلطات التي منعته من القيام بعمله».

وتابع قائلا «لذلك عندما يسجن صانع فيلم - فنان - فالفن كله هو الذي يتعرض للاعتداء وهو يخالف ما يجب علينا فعله».

وكان بناهي - وهو صانع أفلام تتناول القضايا الاجتماعية في الجمهورية الاسلامية - من انصار زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي في الخلاف الذي دار بشأن انتخابات العام الماضي التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية.

واعتقلت قوات الأمن الايرانية بناهي وأعضاء من عائلته في الأول من مارس في منزله ومنذ ذلك الحين يقبع بناهي في السجن.

وأكد مسؤولون اعتقال بناهي ولكنهم قالوا ان الأمر ليس له دوافع سياسية الا ان صحافيين قالوا انه كان يصنع فيلما مناهضا للحكومة وهو الأمر الذي نفاه ابن بناهي.

وقال كياروستامي «اذا واصلت الحكومة الايرانية رفضها اطلاق سراح جعفر، واذا بقي جعفر في السجن، فنحن نحتاج على الأقل الى تفسيرات».

واضاف «لأنني لا أفهم كيف يمكن اعتبار فيلم جريمة خاصة عندما لا يكون الفيلم صنع بعد».

وناشد مخرجو أفلام بارزون أمثال ستيفن سبيلبرغ ومارتن سكورسيزي وآخرون اطلاق سراح بناهي كما طلب وزراء فرنسيون اطلاق سراحه حتى يستطيع حضور مهرجان كان.

القبس الكويتية في

20/05/2010

 
 

أوراق شخصية

كان ياما كان .. كلاكيت ٦٣ مرة: عاصفة سياسية تهب علي شاطئ السنما في الريفييرا

بقلم : آمال عثمان

ألقت الأحداث السياسية والأزمات  الاقتصادية والإنقلابات المناخية بظلالها علي مهرجان كان السينمائي الدولي .. وطغت  أخبار الاحتجاجات والاعتراضات والمقاطعات علي دورته الثالثة والستين التي انطلقت في ظل مناخ مشحون  بالعواصف  والأنواء والأزمات .. وبعد أن اختار المسئولون عن المهرجان هذا العام اختراق  أكثر من منطقة شائكة .. وفتحوا شاشاته للعديد من القضايا الساخنة والملفات الملتهبة التي حشدت ضده صيحات الغضب  والاستنكار .. وجعلت أصوات الرفض والإدانة  تتوالي من هنا وهناك علي الريفيرا الفرنسية التي أصبحت محط أنظار السياسيين والدبلوماسيين وأعضاء  الحكومات في مختلف أنحاء  العالم .

وقد انعكس ذلك في صورة أخبار عن غضب إيراني .. ومقاطعة إيطالية .. وأنباء عن احتجاجات نسائية .. ورفض واستنكار من خلف القضبان ..  وتصريحات إدانة واتهامات شرسة  بالعداء من قلب العاصمة  الفرنسية !

وهذا بالطبع ليس غريبا علي المهرجان الذي ظل منذ بدايته "هايدبارك " يتسع  لأفكار وأراء المبدعين والسينمائيين من مختلف بقاع الأرض ، ويدافع عن حرية صناع الأفلام في التعبير عن قضاياهم ومواقفهم، سواء كانوا من القامات الكبيرة في عالم الإخراج .. أو الشباب الذين يضعون أقدامهم علي بداية الطريق.

ويخطيء من يظن أن مهرجانات السينما في العالم صنعت فقط لكي تكون مجرد شاشة يتسابق فوق مضمارها  صناع الأفلام ، ويخطيء أيضا من يظن  أنها  احتفالية لاستضافة النجوم والمشاهير والتقاط صورهم ، وهم يخطون علي البساط الأحمر ، ولكن إذا تصفحنا أوراق التاريخ  سنجد أن المهرجانات السينمائية في العالم صنعت لأهداف وأغراض سياسية في المقام الأول ، وأن السياسة لم ولن تغب عن جميع المهرجانات السينمائية الكبري ، فالفن والسياسة  وجهان لعملة واحدة في جميع المهرجانات التي حفرت لنفسها مكانا مميزا علي الساحة الدولية ، فمنذ أن فكر "ستالين" في إقامة أول مهرجان عام 1935 لم يكن يهدف إلي دعم هذا الفن الساحر الذي عرفه العالم منذ نهاية القرن الثامن عشر ، وإنما كان يضع نصب عينيه  دعم الشيوعية وتعزيز الاتجاه نحو الاشتراكية ، ورد عليه موسوليني في العام التالي بتحويل بينالي فينسيا للفنون إلي مهرجان سينمائي  يدعم أيدلوجيات الكتلة الشرقية ، وظهر ذلك جليا عام 1938 عندما منح المهرجان جائزته الكبري مناصفة بين الفيلم النازي " الأولمبياد" والفيلم الفاشي " لوتشيانو سيرابيلوتا"! وهو ما دفع فرنسا لدخول المعركة السياسية متخفية في ثياب الأفلام السينمائية  ، بإقامة مهرجان كان السينمائي الدولي  عام 1939 تعبيرا عما يسمي "العالم الحر"  في مواجهة الشيوعية التي قادها "ستالين "والنازية التي رفع لوائها "هتلر" والفاشية التي قادها "موسوليني" ، ورغم أن المهرجان توقف قبل 3 أيام من بدايته بسبب الحرب التي إشتعلت بين ألمانيا من جهة  و فرنسا وإنجلترا من جهة أخري ، إلا أنه عاد للوجود مرة أخري بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وعقدت الدورة الأولي عام 1946والتي شكلت  انطلاقته الحقيقية .

> > >

صحيح إن المهرجانات السينمائية  قد خلعت بعد ذلك قناع السياسة الذي ارتدته في بدايتها  ، بعد المتغيرات الأيديولوجية  والتحولات الفكرية التي شهدها العالم   ،

ولم يصبح كل مهرجان يعكس توجهات وأفكار وسياسات هذه الكتلة أو تلك  من العالم ، لكن الصحيح أيضا أن المهرجانات السينمائية لم تتنازل عن دورها السياسي الذي صنعت من أجله ، وتحولت إلي وسيلة للتعبير السياسي والفكري الحر الذي يمثل كافة الاتجاهات ، وأصبحت تسعي وراء الأعمال الفنية التي تطرح مختلف القضايا السياسية والاقتصادية ، وتعكس الرؤي الفكرية والاجتماعية  للسينمائيين الذي يتصدون للظلم والفساد ، ويناصرون الحرية ويدافعون عن حق  الإنسان في أن يعيش حياة كريمة آمنة  ومستقرة  .

ولكن السياسة لم تكن يوما علي حساب الفن في مهرجان كان السينمائي ، ولا تلعب دورا في اختيار الجوائز أو ممارسة أي نوع من الضغوط علي لجان التحكيم التي تؤثر اتجاهاتها السينمائية والفكرية علي مسار الجوائز في كثير من الأحيان ، فلا يمكن أن يقبل أي سينمائي محترم في العالم املاء أي رغبات عليه أو قبول أدني ضغوط ! و هذا لا يعني تجاهل مقولة أن المهرجانات تختار الأفلام الفائزة وهي تختار أعضاء لجان التحكيم !

والسياسة علي شاطيء الريفيرا أحيانا يكون صوتها هامسا ، وفي  أحيان أخري يكون صاخبا كما حدث هذه الدورة التي كان "المقعد الخالي " في حفل افتتاحها  إحد ي رسائلها السياسية شديدة اللهجة ! فقد حرص القائمون علي المهرجان علي ترك مقعد شاغر علي المسرح  بقاعة لوميير للمخرج الإيراني المعارض " جعفر بناهي " المعتقل من السلطات الإيرانية منذ 3 شهور بسبب قيامه بتصوير فيلم عن تزوير الانتخابات الرئاسية ، رغبة في أن تصل تلك الرسالة إلي العالم ، ليس هذا فحسب بل إن المهرجان عرض في اليوم التالي شريطا سينمائيا تم تهريبه من إيران يتحدث فيه المخرج الإيراني المعتقل عن ظروف اعتقاله ، وذلك خلال حفل افتتاح برنامج " نظرة خاصة " وقبل أن يصعد إلي خشبة المسرح  المخرج البرتغالي المخضرم مانويل دي أوليفيرا الذي تجاوز عمره المئة بعامين .

وهذه ليست المرة الأولي التي تتعنت فيها  السلطات الإيرانية مع السينمائيين الإيرانيين فقد سبق ومنعت خروج أفلام كثير منهم واستطاع بعضهم تهريب الأفلام ، والوصول بها إلي مهرجان كان السينمائي ، وأشهر تلك الوقائع ما حدث عام 1997مع فيلم " طعم الكرز " للمخرج الكبير عباس كيروستامي الذي رفضت السلطات الإيرانية خروجه من البلاد  وشطب الفيلم من قائمة أفلام المسابقة ، لكن المخرج نجح في تهريب نسخة من فيلمه ، وعرض قبل ختام المهرجان بأيام قليلة ، ومنحته لجنة التحكيم جائزة  السعفة الذهبية مناصفة مع فيلم " ثعبان البحر " للمخرج الياباني الكبير شوهاي إيمامورا.

ويشارك كيروستامي هذا العام في المسابقة بفيلم " قصة حب " إنتاج فرنسي  وفيه يذهب بعيدا عن الأجواء السياسية ، حيث يتناول قصة الحب بين كاتب انجليزي وسيدة فرنسية يلتقيان في إيطاليا .

> > >

ولم يكن فيلم الإفتتاح "روبن هوود "للمخرج الكبير ريدلي سكوت خاليا  من السياسة ، والذي تدور أحداثه حول الحروب الصليبية بتناول لا يخلو من إسقاطات سياسية  علي العصر ، ويمزج التاريخ بالواقع ، ويؤدي النجم  راسل كرو في الفيلم شخصية روبين هوود بصورة مختلفة عما قدمتها السينما من قبل باعتباره  اللص الشريف الذي يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء  ، ولكن هذه المرة  كبطل يدعو للحرية والعدل ، وينتقد المذابح التي قام بها الصليبيون ضد المسلمين دون مبرر !

٥ دقايق من التصفيق احتراما لزعيم عصابة

نجح فيلم " غضب " للمخرج الياباني الشهير تاكيشي كيتانو في حصد حالة من التصفيق الحاد خلال العرض الخاص له حيث وقف الحاضرون للعرض تقديرا له و ظل الجميع يصفق لمدة خمس دقائق كاملة .

وعلق المخرج علي هذا المشهد قائلا "لقد شعرت بالدهشة و الفرحة  بعد هذا الاستقبال الحافل وقد كنت قلقا من أن يمل بعض الحاضرين من الأحداث و يغادرون القاعة في منتصف الفيلم و لكن لحسن الحظ نال العمل اعجاب الجميع  وتأكدت من ذلك بعد رؤيتي لوجوه المشاهدين و انطباعاتهم.

و يتناول فيلم المخرج الياباني البالغ من العمر 63 عاماً  صراع القوي الداخلية في منظمة " ياكوزا " اليابانية الاجرامية ؛ و يجسد المخرج شخصية زعيم عصابة مخضرم ضمن الأحداث .

والي جانب اخراج الفيلم و المشاركة في بطولته  قام تاكيشي بكتابة السيناريو و عمل المونتاج .

وتلقي قضية الحرب "الأنجلو أمريكية" بظلالها علي المهرجان من خلال فيلمين .. الأول  " لعبة عادلة " للمخرج دوج ليمان وبطولة شون بين وناعومي واتس ، وهو الفيلم الأمريكي الوحيد في المهرجان ، ويدور حول قصة حقيقية لعميلة المخابرات الأميركية " فاليري بلام " التي حاولت إدارة الرئيس الأمريكي السابق  جورج بوش الإضرار بها وكشف هويتها إنتقاما من زوجها الخبير الأمني  ، بعد قيامه بنشر موضوع باحدي الصحف الأمريكية يكشف ادعاءات  وجود الأسلحة النووية في العراق  .. تلك الإدعاءات  التي اتخذتها أمريكا مبررا لهجومها علي العراق ، حيث كان مكلفا بالبحث عن حقيقة تلك الأسلحة في النيجر والتي تردد  أنها سربت  اليورانيوم المخصب للعراق! ويقدم الفيلم صورة من الأجواء الفاشية التي أشعلتها الإدارة الأمريكية ، والتي جعلت الإعلام يطلق علي هذه القضية فضيحة " بلام جيت " بالإشارة إلي فضيحة الفساد السياسي الشهيرة " ووتر جيت " التي  تورط فيها الرئيس ريتشارد  نيكسون .

أما الفيلم الأخر فهو " طريق أيرلندا "للمخرج البريطاني الشهير " كين لوتش" ـ وهو الطريق المؤدي إلي المطار في العراق ـ الذي يشارك للمرة الثالثة عشر في مهرجان  كان وحصل علي سعفة المهرجان عن فيلمه " الريح هزت الشعير " حول المقاومة الأيرلندية عام 2006 ، وهذا العام استطاع المخرج الإنجليزي أن يلحق بمسابقة المهرجان في اللحظات الأخيرة ، وبعد الإعلان عن أفلام المسابقة ، ليرفع "طريق أيرلندا " عدد الأفلام المشاركة في المسابقة إلي  19 فيلما .

ويتخذ الفيلم من موت أحد المرتزقة الإنجليز في العراق موضوعا  لكشف  ما حدث في تلك الحرب من خلال محاولات أحد أصدقاء هذا الجندي الأجير للوصول  إلي الأسباب الحقيقية وراء موته !

> > >

ويكشف الفيلم التسجيلي "دراكولا.. إيطاليا تهتز " عن أسباب صيحات الإحتجاج والمقاطعة الإيطالية للمهرجان ، حيث ينتقد الفيلم أسلوب مواجهة حكومة بيرلسكوني لزلزال مدينة " أكولا" الذيوقع في 6 أبريل من عام  2009 وتسبب في  قتل  حوالي300 شخص وتشريد 120 مايقرب من  ألف آخرين ! مخرجة الفيلم سابينا جوزانتي تتخذ من السخرية السياسية اللاذعة  أسلوبا في أفلامها التسجيلية ،وهو ما دفع البعض لمنحها لقب مايكل مور إيطاليا ، والجزء الأول من عنوان الفيلم "دراكولا" يجمع بين اسم المدينة وبين شخصية مصاص الدماء الأسطورية الشهير في السينما ، وهوأسلوب فيه إسقاط علي  بيرلسكوني  ، أما الجزء الأخر "إيطاليا تهتز" فهو اسم فيلم للمخرج الشهير" سلفيو فيسكونتي " قدمه عام 1947 عن حالة بلد الرومان بعد الحرب العالمية .

ويصور الفيلم كيف استثمر" بيرلسكوني" تلك الكارثة  لتحقيق مكاسب مالية ودعائية ، حتي أن الاعمار لم يبدأ إلا بعد 6 شهور ليتوافق مع يوم عيد ميلاده! وهو ما دفع وزير الثقافة الإيطالي  لأن يعلن مقاطعته للمهرجان احتجاجا علي عرض الفيلم في مهرجان  كان!وقد دفع هذا الموقف المخرج الإيطالي دانيللي لوكيتي المشارك في مسابقة المهرجان إلي إنتقاد الوزير الإيطالي الذي يخجل من حرية التعبيرمشيرا إلي أن البلاد الحرة تفخر بعرض مثل هذا الفيلم  ! 

ولا شك أن أكبر الأزمات التي واجهت المهرجان هذا العام كانت بسبب مشاركة المخرج الفرنسي الجزائري الأصل رشيد بو شارب في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمه "الخارجون علي القانون "الذي أثار اليمين الفرنسي وصحافته وقاد حملة ضد المهرجان والفيلم واتهام مخرجه بالعداء لفرنسا ونكران الجميل !

> > >

الفيلم يتتبع قصة أسرة مكونة من ثلاثة رجال جزائريين وأمهم علي مدي 30 عاما ، حيث تفرق بينهم الأيام ، وتنتهي الأحداث عام 1962 باستقلال وطن المليون شهيد .

ويتعرض الفيلم  للمعاناة التي كان يعيشها الشعب الجزائري تحت الإستعمار الفرنسي ، ويصور المجزرة التي قام بها الجيش الفرنسي بإحدي القري الجزائرية في 8 مايو 1945 بزعم  الدفاع عن السكان الفرنسيين في الجزائر ، وراح ضحيتها 45 ألف مواطن جزائري دون ذنب  !

وهو ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والصحفية واعتبره البعض تحريفا للتاريخ وتهويلا لأحداثه ! وقد طلب المخرج من الذين يهاجمون الفيلم الانتظار حتي مشاهدة الشريط السينمائي قبل الحكم علي عمله الفني  ، مضيفا إن الفيلم ملحمة درامية تدورحول قصة خيالية وليست قصة حقيقية .

وقد سبق وشارك رشيد بو شارب في مسابقة مهرجان  كان عام 2006 بفيلم " بلديون " وفاز أبطال الفيلم الأربعة بجائزة التمثيل !

> > >

أما  أحداث الفيلم الفرنسي " رجال وآلهة " ،الذي يعرض في المسابقة الرسمية  فتدور  في الجزائر، حيث يعيش 8 رهبان في الجبال الجزائرية مع إخوانهم المسلمين في روح من التسامح والود خلال تسعينيات القرن الماضي ، حتي يدخل الرعب والعنف والإرهاب المنطقة ، ورغم التهديد الذي يواجهه الرهبان إلا أنهم يقررون البقاء الصمود  حتي الموت !

ومن الأفلام التي تطرح قضية سياسية مهمة  في مسابقة المهرجان الجزء الثاني من فيلم " وجوه أحرقتها الشمس" للمخرج الروسي "نيكيتا ميخالكوف "، والذي يستكمل فيه المخرج ما حدث لأبطال فيلمه الأول الذي حصل عنه علي سعفة  الإخراج عام 1994 ،ويقدم فيه رؤية لوضع الإنسان تحت ضغوط الحرب وسطوة القرار السياسي الذي يطغي بقسوة علي أبسط حقوق المواطن البسيط،  ويستعرض في الجزء الثاني من الفيلم  مصير أسرة الضابط الروسي سيرجي كوتوف الذي يناضل من أجل البقاء والهروب من الموت خلال الحرب العالمية الثانية ، في ظل نيران التسلط والحكم الشمولي وسلطات الدولة الروسية التي تحكم البلاد خلال الحرب بالحديد والنار ،  والقسوة والديكتاتورية البغيضة ، وعلي الجانب الآخر الغزو النازي الألماني  القادم برائحة الموت  ، في حين تتهرب ابنته ناديا من جحيم النار لمداواة الجرحي من ضحايا الحرب  .

أما الفيلم الأمريكي " العد التنازلي إلي الصفر" فيتناول قضية الخطر النووي ، ويتعرض فيلم" أرماديلو" الدانماركي إلي الحرب في أفغانستان .

وبعيدا عن قضايا الأفلام فقد تلقي المهرجان أيضا احتجاجا بتوقيع  200 مخرجة بسبب تجاهل أفلام المخرجات وخلو المسابقة الرسمية من اسم احدي صانعات الأفلام  ، رغم أن المهرجان لديه سجلا حافلا بمشاركة النساء في لجان التحكيم والجوائز ، ووصول المخرجة الاسترالية جين كامبيون بفيلمها الشهير "بيانو" إلي منصة السعفة الذهبية .

وعلي صعيد الأزمة الاقتصادية التي هزت أركان العالم ، وما زالت تداعياتها تعصف بالمؤسسات المالية وتهدد عروش الحكومات .. فالحديث عن تأثيرها علي السينما سيكون موصولاً في الأسبوع القادم بالاضافة إلي الأعمال المأخوذة عن سير ذاتية لمشاهير ونجوم في شتي مجالات الحياة فلنا في الأسبوع القادم بمشيئة الله حديث آخر !

زحام علي طريق ايرلندا

عرض فيلم »طريق أيرلندا « في أصغر قاعات العرض بالمهرجان ؛ حيث خصص للفيلم الذي انضم للمسابقة الرسمية في اللحظات الأخيرة عرض واحد فقط للصحفيين   بقاعة بازان ويدرك المتابعون للمهرجان المغزي من اختيار تلك القاعة تحديدا لعرض الفيلم ؛ حيث يطلق علي تلك القاعة " كابوس بازان " فيمكن تخيل المشهد الذي ساد العرض من وقوف مئات الصحفيين   لمشاهدة الفيلم احتشدوا جميعاً رغم ضيق المكان و خاصة أن هذا الفيلم مثير للجدل و الجميع انتظر مشاهدته منذ اعلان منافسته علي السعفة الذهبية ؛ و بالتالي يمكن توقع المشهد المزدحم الذي لا يتناسب مع  مع مكانة ورفاهية مهرجان كان   السينمائي .  

ويتشابه هذا الموقف مع الواقعة التي حدثت في المهرجان قبل سنوات قليلة عندما عرض فيلم " تمجيد الحب " للمخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار في نفس القاعة و كان عدد الصحفيين كبيراً بالخارج انتظارا لدخول القاعة و مشاهدة الفيلم ؛ و لم يتحرك أحد من مكانه  و هو ما ترتب عليه انتشار حالة من الغضب و الصياح بين جموع الواقفين ليطلب أحد المسئولين من الصحفيين التزام الهدوء و عدم اثارة البلبلة ليصيح ناقد هولندي قائلا " هذا هو انتقام جودار من النقاد و الصحفيين " .

أخبار النجوم المصرية في

20/05/2010

 
 

«باناهي» يضرب عن الطعام و«كول» تغني نصف ساعة

هل تكون «السعفة الذهبية» من نصيب Of Gods and Men؟

«بيوفورا» حرك مشاعر الجماهير ونال استحسان النقاد

كتبت منيرة بوعركي

ضمن الأفلام المتنافسة في الدورة الـ 63 لمهرجان كان السينمائي الدولي يأتي الفيلم الفرنسي Of Gods and Men ليكون الأكثر حظاً بحصد جائزة هذا العام لما قابله من استحسان النقاد خلال عرضه أمس الأول. وقد نجح المخرج زافييه بيوفورا بتحريك مشاعر الجمهور وانتزاع دموعهم خلال دقائق عرضه الـ120.

يسرد الفيلم قصة واقعية جرت أحداثها في عام 1996 لرهبان جبال أطلس الذين تم خطفهم من قبل جماعات اسلامية مسلحة في الجزائر فيما لاقوا مصرعهم خلال عملية انقاذهم، وقد تم تصوير جميع مشاهد الفيلم في مكناس بالمغرب وتطرق الفيلم للصداقة التي كونها الرهبان السبعة مع المسلمين والمسيحيين وبينّ الكثير من الجوانب الانسانية التي تحطمت بفعل الجحود السياسي.

وعلى الرغم من ان المخرج قد تولى شخصياً بطولة فيلمه الا انه قام بتقسيم العمل على زملائه الممثلين بصورة اسهمت في ابراز مواهبهم وقدراتهم العالية.

يشار الى ان بيوفورا البالغ من العمر 43 عاماً قد سبق له الفوز بجائزة «كان» قبل 15 عاما عن فيلم Don’t Forget You''re Going to Die وأكد نقاد الفن السابع أن فيلمه الجديد يأتي من تجربة وخبرة تجعله أكثر نضجاً وواقعية، فهل ستكون السعفة الذهبية من نصيبه هذا العام؟ انه أمر يحدده تاريخ 23 من الشهر الحالي!

إضراب

اضرب المخرج الايراني جعفر باناهي الموجود في أحد سجون طهران عن الطعام والشراب الى حين الاستجابة لكل مطالبه.

وقد تم اعتقال باناهي مع بعض أفراد أسرته – الذين سرعان ما أطلق سراحهم- من قبل السلطات الايرانية وذلك بعد اتهامه بتصوير فيلم حول الانتخابات الرئاسية السابقة في ايران واعتقل بتهمة انتقاده للنظام الايراني.

وقد سبق لباناهي ان حصد عددا من الجوائز في كبرى المهرجانات السينمائية كبرلين والبندقية وكان سيخوض تجربة التحكيم في كان هذا العام الا ان حبسه قد حال دون ذلك. وتزامناً مع أحداث كان، بعث المخرج رسالة لأسرة المهرجان في أيامه الأولى.

وصلة غنائية

استضافت شركة مجوهرات غريسوغونو – احدى الشركات الراعية للمهرجان- المغنية البريطانية شيريل كول والتي أدت وصلة غنائية لا تتعدى مدتها نصف ساعة أنشدت خلالها اثنتين من أشهر أغنياتها Fight for this Love وParachutes وقد كرمتها أسرة كان بمبلغ 250.000 دولار.

وقد تألقت بفستان سهرة رائع من تصميم روبيرتو كافالي ثم فستان آخر لجوليين ماكدونالد لما بعد الحفل وقد لازمت صديقها من فريق بلاك آي بيز المغني ويل أي ام.وقد حضر الحفل عارضة الأزياء العالمية نعومي كامبل ونجم الغناء الأمريكي ليونيل ريتشي وكاميلا فايد في الحفل الكبير المقام في فندق دو كاب.

الوطن الكويتية في

20/05/2010

####

أين أنجلينا جولي وجورج كلوني؟

بريق النجوم يخفت في كان

ميدل ايست اونلاين 

عوامل محتملة لنقص النجوم في المهرجان السينمائي الشهير: الأمطار، السحابة البركانية، قلة الأفلام والأزمة المالية.

كان (فرنسا) - لا أحد يدري ان كان السبب هو الامطار ام سحابة الرماد البركاني التي تخيم على اوروبا ام قلة الافلام التي حققت نجاحا ساحقا ام الازمة المالية لكن الجميع متفقون فيما يبدو على أن هناك نقصا في النجوم في مهرجان كان السينمائي هذا العام.

وحضر راسل كرو وكيت بلانشيت فيلم الافتتاح (روبن هود) لكن غابت انجيلينا جولي وجورج كلوني وغيرهم من كبار النجوم الذين يساهمون في استمرار الصخب مما دفع المصورين الذين يلاحقون المشاهير (الباباراتزي) ومقدمي الحوارات التلفزيونية الى مطاردة امثال فتاة هوليوود الجامحة لينزي لوهان.

واشتكى أحد مسؤولي الدعاية بالصناعة قائلا "النجوم اعضاء لجنة التحكيم اقوى من نجوم الافلام".

ومن أعضاء اللجنة كيت بيكينسيل وبنيشيو ديل تورو والمخرج تيم بيرتون. وستحدد اللجنة الفائز بالمنافسة مما يضفي بعض البريق على التوليفة التي تميز مهرجان كان من تألق المشاهير والافلام الفنية رفيعة المستوى.

وشوهد نجوم كبار مثل جوني ديب ومايكل دوغلاس لكنهم ابتعدوا عن الاضواء اكثر من الاعوام الماضية كما قللت الاستديوهات من الحفلات الباذخة التي كانت تقيمها للافلام التي تعرض بمهرجان كان للمرة الاولى.

وظهرت مجموعة متنوعة من المشاهير من عارضة الازياء الشهيرة ناعومي كامبل وباريس هيلتون الى نجم فريق رولينغ ستونز ميك جاغر اما لتدشين مشاريع جديدة او منتجات فاخرة او لمجرد الاستمتاع بالاجواء.

وقال جاغر الذي كان يقضي بعض الوقت على يخت الملياردير بول الين الذي جمع ثروته من برامج الكمبيوتر فيما كان يروج لفيلم وثائقي جديد عن الرولينغ ستونز ان مهرجان كان "ممتع دوما. لا تدري ما الذي ستحصل عليه تماما لكنني دائما أستمتع بالاسبوع".

ميدل إيست أنلاين في

20/05/2010

 
 

المغرب يشارك في مهرجان "كان" للترويج للسينما الوطنية واستقطاب المنتجين العالميين

و م ع - أمل التازي

قال نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي إنه ينبغي للرواق المغربي بالمهرجان الدولي للسينما ب"كان" (12 إلى 23 ماي) أن يدرك باعتباره "مكسبا للسينما الوطنية" و"جسرا نحو السوق الأوروبية بشكل رئيسي وأوضح الصايل،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن هذا الرواق بالقرية العالمية لمهرجان كان " قدم خدمة كبيرة للسينما المغربية سواء على مستوى السمعة التي أضحت تتمتع بها هذه السينما على المستوى العالمي أو وضوح الرؤية،وكذا على مستوى تطور الاتصالات مع المهنيين الدوليين والأوروبيين وخاصة الموزعين والقنوات التلفزية والمنتجين".

فبحضور حوالي 10 آلاف مشارك و400 شركة عارضة من 97 بلدا،يعد مهرجان كان أكبر سوق للفيلم بالعالم،حيث يتم مناقشة حقوق استغلال حوالي 4 آلاف فيلم منجز أو التي ما زالت في طور الإنجاز.

وأوضح الصايل،الذي يشغل كذلك منصب رئيس لجنة الفيلم بورزازات التي تنشط الرواق المغربي إلى جانب المركز السينمائي المغربي،أن المشاركة المغربية تشكل فرصة للمهنيين الوطنيين وخاصة المنتجين " لإبراز وبيع إنتاجاتهم وكذا لفتح القنوات الضرورية مع نظرائهم في المهرجان من أجل القيام بإنتاجات مشتركة".

وتهدف لجنة الفيلم بورزازات المحدثة في 2008 بمبادرة من المركز السينمائي المغربي والمجلس الجهوي لسوس - ماسة - درعة،إلى تطوير الجهة من الناحية السينمائية وتيسير استقطاب عمليات التصوير بورزازات.

+ النهوض بالمغرب وبمنتوجه السينمائي+

وقال نور الدين الصايل إن المركز السينمائي المغربي،ولجنة الفيلم بورزازات تسعيان إلى أن تجعل من الرواق المغربي أرضية لوضع المنتوج السينمائي المغربي والإطار المغربي للسينما ك`"فضاء في متناول الإنتاج العالمي".

ويشارك المغرب منذ سنة 2006،من خلال رواقه،في القرية الدولية لمهرجان كان،في أفق تدعيم حضوره على مستوى السوق الدولية للفيلم.

ويحظى زوار الرواق المغربي بعدة توضيحات تهم تطور السينما الوطنية وآخر الأفلام المنجزة،وكذا إمكانيات التصوير في المغرب اعتبارا ل(المناظر الطبيعية والتسهيلات الإدارية وتوفر تقنيين من مستوى رفيع...إلخ ).

ويتم الاستعانة بكافة وسائل التواصل التي تشمل الوثائق والأقراص المدمجة "دي.في.دي" والعروض السمعية- البصرية،بغية ضمان تقديم جيد للعرض السينمائي المغربي،والعمل بنفس المناسبة،على الترويج للوجهة المغربية من الجانب السياحي عبر المراهنة على جاذبية ورزازات،التي من شأنها أن تصبح "رائدة أماكن التصوير السينمائي في القارة الإفريقية".

وقال الصايل إن مردودية الرواق المغربي "تحققت بالفعل" مقارنة مع الأهداف التي سطرت له مضيفا أن "ذلك يعد استثمارا في الوقت،واستباقا".

وبواقعية ملحوظة،أعرب مدير المركز السينمائي عن اقتناعه بأنه حينما ينظم مهرجان "كان" مرة واحدة "لا يجب أن ننتظر قدوم الأشخاص للتصوير في هذا البلد أو تسويق منتجاته".

وأشار إلى أن إرساء علاقة بين الأوفياء لمهرجان "كان" والرواق المغربي والإنتاجات المغربية والأشخاص والمهنيين المغاربة هدف يمكن تحقيقه،قائلا أن "ذلك ما نصبو إلى تحقيقه".

وأضاف أن السينما المغربية تسعى،من خلال مهرجان كان،علاوة على الرفع من عدد الأفلام المنتجة سنويا (15 فيلما حاليا)،إلى إبراز أن المغرب "منفتح على الإنتاجات العالمية بقواعد غاية في البساطة"،ولكن في احترام للإكراهات السينمائية المتعارف عالميا.

+ التفاعل والفاعلية +

ولاحظ المدير العام للمركز السينمائي المغربي أن المغرب يراهن على "التفاعل والفاعلية" وهي شروط،حسب رأيه،لاستقطاب الإنتاجات الدولية،التي يرغب الكثيرون تصويرها في بلد عربي.

واعتبر نور الدين الصايل أن المملكة،وبالنظر إلى مقوماتها في المجال (إدارة سينمائية ناجعة وسريعة في قراراتها،وتقنيون من مستوى عال،ومناظر طبيعية وغيرها)،تعد "لها حظوظ أوفر في وجه المنافسة".

ووفقا للمركز السينمائي المغربي،فإن عددا من المهنيين على الصعيد الدولي،بما في ذلك حوالي إثني عشر منتجا بريطانيا،أعربوا خلال هذه الدورة عن عزمهم إقامة إنتاجات مشتركة أو التصوير بالمغرب،"وهو أمر نادر بالنسبة لبلد عربي".

وأوضح الصايل أنه،بالمقارنة مع القوتين السينمائيتين الإفريقيتين المتمثلتين في مصر وجنوب إفريقيا،واللتين تحاولان،على غرار المغرب،إنتاج أقصى عدد من الأفلام،"لدينا امتياز يتمثل في لعب الورقة الدولية"،من خلال المشاركة في المهرجانات المرموقة (كان وبرلين والبندقية)،ولكن أيضا عبر استقطاب السينمائيين الكبار،لا سيما خلال الموعد السنوي للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

+ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش،وسيلة لتسويق السينما المغربية +

وأشار إلى أنه كان للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش مونريال،في ظرف عشر سنوات،"أثر ايجابي حقيقي" في النهوض سواء بوجهة المغرب أو بصناعته السينمائية على حد سواء،مما يشكل "واحدة من وسائل تسويق سينمانا" بمدينة "كان" كما في غيرها.

وستخصص الدورة العاشرة،المقرر تنظيمها من 3 إلى 11 دجنبر المقبل،تكريما للسينما الفرنسية.

وإلى جانب البعد الدولي للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش،لاحظ السيد الصايل أن المغرب يؤكد أيضا على طموح إفريقي من خلال مهرجان خريبكة،ومتوسطي مع مهرجاني طنجة وتطوان.

وأكد أن المغرب،باعتباره "قوة سينمائية صغرى"،لم ينس أبدا مساعدة الأفلام الإفريقية،موضحا أنه منذ سنة 2004،"شاركنا في إنتاج عشرة أفلام إفريقية (السنغال،وتشاد،وبوركينا فاسو،وكوت ديفوار،وغينيا)،ومن المغرب العربي (تونس والجزائر).

وتستمر القرية الدولية ل"كان" المحدثة سنة 2000،في التأكيد على دورها كواجهة للسينما العالمية،من خلال عدد الأروقة الذي ارتفع من نحو خمسة عشر رواقا إلى أزيد من ستين رواقا هذه السنة.

ويمكن هذا المكان للعرض واللقاء،البلدان المنتجة للأفلام السينمائية،من تثمين هويتها الثقافية ومؤسساتها وتنوع إنجازاتها.

ويتوفر كل بلد يحظى بالتمثيل على رواق خاص به بغية تنظيم مبادلاته مع مهنيي العالم بأسره.

الخبر المغربية في

20/05/2010

####

كان 63.. السيف والخيل والتعري 

يمكن الحديث عن الأحلام في الدورة الثالثة والستين من مهرجان كان السينمائي، ويمكن البحث عنها برفقة رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي تيم بورتون، وهو يرى في الفيلم حلماً، لكنه يتحقق متى صار فيلماً، وعليه فإن ثنائية الفيلم ـ الحلم ستكون على شيء من معاينته أفلام هذه الدورة، ويمكننا القول، سيكون الفيلم المتوج بالسعفة الذهبية، هو القادر على أن يحول الحلم إلى فيلم ربما بورتون الخارج للتو من "أليس في بلاد العجائب"، يبحث عن المفاجأة أو الدهشة للدقة، وفي تصريح له يؤكد أنه على عكس شون بن، الذي ترأس لجنة التحكيم عام 2008 لا يأبه للأفلام السياسية، ويقول إنه ولجنة التحكيم "سنعاين كل فيلم ونناقشه بناء على ما لامسنا عاطفياً وفكريا".

طبعاً وبما أن بورتون استعاد شون بن، فإن هذا الأخير يحضر في أفلام المسابقة من خلال قيامه ببطولة فيلم Fair Game (لعبة عادلة)، من إخراج دوج ليمان، وعلى شيء من تقديم دراما سياسية لها أن تعود بنا إلى موضوع أسلحة الدمار الشامل في العراق، حيث المساحة غير متاحة تماما للحلم الذي يبحث عنه بورتون، إذ يجدر بنا الحديث هنا عن الكابوس.

فيلم الافتتاح "روبن هوود" لم يأتِ كما قدمه ريدلي سكوت ليجسد هوود أحلام الفقراء، مستبعداً الفكرة الأثيرة الملتصقة بهذه الشخصية الأسطورية أي روبين هوود الذي يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء، المقاربة في الفيلم تريد الابتعاد عن كل الكلشيهات الملتصقة بهوود، والمتأتية بالتأكيد من الانتاجات التي لا حصر ولا عد لها من الأفلام التي تناولت هذه الشخصية، ابتداء من عام ،1922 والفيلم الصامت عنه من إخراج دوجلاس فيربانكس، وصولاً الآن إلى ريدلي سكوت والذي لن يكون الأخير، أو كما يقال: لو لم يكن هناك من روبن هوود حقيقي فإن هوليوود ستقوم باختراعه.

راسل كرو هو هوود الألفية الثانية، ولعل اليوم الأول من كان مضى على وقع السيف والخيل، وليلحق به فيلم قادم من اتجاه معاكس تماماً، قفز بالممثل الفرنسي ماثيو أميرليك من صهوة التمثيل إلى ساحة الإخراج، حيث قدم فيلماً ضمن أفلام المسابقة الرسمية حمل عنوان On Tour (الجولة)، والذي يأتي بمثابة أولى تجاربه الإخراجية، وليعبر السجادة الحمراء بوصفه مخرجاً وليس ممثلاً هو الذي شاهدناه في أفلام مثل "ميونيخ" و"قدر من العزاء" بجوار بوند أو العميل 007 وغيرها من أدوار يدور الحديث عنها أينما وليت وجهك، والكل يسأله عن شعوره وهو يحضر هذا العام بوصفه مخرجاً وليس ممثلاً، وهو يؤكد على الدوام أن الأمر مختلف كلياً.

فيلم أميرليك مأهول بأشياء كثيرة، أبرزها الإصرار على العودة، بمعنى أن قصة الفيلم التي تدور حول منتج تلفزيوني فرنسي، يعاود مقاربة الفن بطريقة مختلفة تماماً عما كان عليه، واجدا في راقصات التعري مساحة لهذه العودة، متجولاً في أرجاء فرنسا وهو يقدم هؤلاء الراقصات، وعلى شيء من مقاربة عوالمهن وعوالم المنتج السابق، الذي يؤثر هوسه بتقديم الفن أي فن على أي شيء آخر، إنها حياته المنهكة التي نشاهدها طيلة الفيلم، وهو يلهث في سبيل مواصلة تلك الجولة، ومعها أيضا حماقاته الصغيرة والكبيرة، علاقته بأولاده وعائلته وبالوسط الفني المحيط به، بينما النساء حوله مصرات على الفرح، وعلى امتزاج التعري والعروض التي يقدمها الفيلم مع مسار الأحداث التي تسلط الضوء على نوع الرهان الذي يمضي خلفه هذا المنتج وفرحه به، المحاصر بأعداد كبيرة من الخيبات التي لا تستوقفه.

البداية مع هذين الفيلمين، ستمهلنا قليلاً بانتظار أفلام كثيرة مقبلة، وعلى شيء من احتشاد لأهم إنتاجات هذا العام، ونحن نتكلم عن جديد عباس كياروستامي "نسخة منقحة" الذي سيأتي فيلماً غير إيراني لهذا المخرج الإيراني الكبير، وفي تعقب لما تقدمه جوليت بينوش فيه، ونحن نراها أينما نظرنا في كان وهي ترسم الرقم 63 بالضوء على ملصق هذه الدورة المرتبط ببينوش بامتياز، بينوش على خلفية زرقاء وهي حافية القدمين.

عربياً لا يمكن الحديث إلا عن جديد رشيد بوشارب المرتقب "خارج القانون" الذي يتعقب من خلاله مصائر ثلاثة إخوة يتفرقون بعد أن يهجروا بلدهم الأم الجزائر، ولعل هذا الهم الجزائري الذي سيمضي إلى الاغتراب الفرنسي سيقابله فيلم خافير بيفوا "عن الله والإنسان" الذي يروي مصائر ثمانية رهبان فرنسيين في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، وقد فتحت أبواب جهنم والعنف الديني.

كين لوتش أضيف قبل يوم من افتتاح المهرجان إلى قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة، ويحضر إلى جانبه أيضا اليخاندرو أناريتو بفيلم "جميل" وقد صارت تفصله أربعة أعوام عن آخر أفلامه "بابل".

خارج المسابقة وضمن البرنامج الرسمي للمهرجان سيحضر أوليفر ستون في جديده "وول ستريت 2" أو "المال لا ينام أبدا" وجديد وودي آلن "ستلتقي رجلاً طويلاً أسمر"، وبالتأكيد الفيلم الذي يحمل عنوان "كارلوس" عن المناضل الشهير والذي سيكون على مساحة كبرى من الجدل بين أن يكون مناضلاً أو إرهابيا، ولعل هذا التراوح بين المفهومين خاضع للكثير من المعايير التي لن تكون بالنهاية معايير سينمائية، لكن مخرج الفيلم أوليفير آسياس يعدنا بتتبع حياة كارلوس من بدايته وعلاقته بالجيش الأحمر الياباني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وصولاً إلى إلقاء القبض عليه في السودان.

حساسية شخصية كارلوس ومفصليتها التاريخية، ستحضر في شخصيات أخرى تحملها أفلام، مثل "داركولا ـ إيطاليا تهتز" والذي يشكل وثيقة إدانة إن صح الوصف لرئيس الوزراء الايطالي الحالي بيرلسكوني، الأمر الذي دفع الحكومة الايطالية إلى الاحتجاج على عرضه، وفي فعل استعادي سيحضر الرئيس الروماني نيكولا تشاوشيسكو من خلال فيلم اندريا أوجيكا "السيرة الذاتية لنيكولا تشاوشيسكو".

حلم بورتون الذي بدأنا به، على قدر لا بأس به من الإغراء، ولعل البحث عنه في الأفلام سيكون على شيء يبعدنا عن ما نلاحظه من آثار الأزمة المالية البادية من خلال قلة الإنتاجات السينمائية الجادة هذا العام، وليكون مهرجان كان كشافاً لها، ونحن نشهد عددا أقل من الأفلام التي تحملها المسابقة الرسمية التي تراوحت بين الثمانية عشر والتسعة عشر، وليبقى السؤال كم هو مبارك المنتج الذي ينتج فيلماً منحازاً للسينما في مثل هذه الظروف، ويرضى أن يكون بعيداً عن إغراءات الأفلام التجارية مضمونة الربح، لنشاهد ما ستحمله إلينا الأيام المقبلة، واضعين كل ثقتنا بالحلم.

shorouknews.com

الخبر المغربية في

15/05/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)