كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

واقعية جديدة من الصين عن الطلاق بين الأجيال

من مهرجان كان   سمير فريد

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

   
 
 
 
 

منذ عشرين سنة كان الاشتراك الآسيوى فى مهرجان كان ومهرجانات السينما الكبرى عموماً لا يتجاوز فيلماً أو فيلمين فى المسابقة وخارج المسابقة، وأغلبها من اليابان.

 الآن، ومنذ عشر سنوات على الأقل، ومع تطور السينما فى الصين، وظهور مؤلفين من طراز رفيع فى تايوان وفيتنام وغيرهما من السينمات الآسيوية الطالعة، أصبح عدد الأفلام الآسيوية داخل وخارج المسابقة، وفى البرامج الموازية، العدد الأكبر بعد السينما الأوروبية والسينما الأمريكية.

استطاع أعلام الجيل الخامس، أو الدفعة الخامسة التى تخرجت فى أكاديمية بكين، أن يخرجوا بالسينما الصينية إلى العالم فى الثمانينيات، وذلك مع بروز الصين كقوة عالمية فى نفس الوقت.

وفى روائع أعلام الجيل الخامس، وأهمهم زانج ييمو وشين كايجى، تعبير سينمائى بليغ عن الثقافة الصينية العريقة من خلال التاريخ البعيد أو القريب، ولكن نادراً ما تناول أى منها الواقع المعاصر. ولاشك أن من أسباب تجنب التعبير عن الواقع الرقابة المشددة على الأفلام فى الصين، فهى منذ ١٩٤٨ لاتزال دولة يحكمها حزب واحد هو الحزب الشيوعى الصينى، وانفتاحها منذ عقدين هو انفتاح فى إطار حكم هذا الحزب الواحد.

ومع الجيل السادس فى التسعينيات بدأ التعبير عن الواقع المعاصر، والتحايل على الرقابة تارة، والصدام معها تارة أخرى. ويعتبر وانج زياشواى من أهم أعلام جيله، وذلك منذ أخرج أول أفلامه «الأيام» عام ١٩٩٣. وقد عرفته عن قرب عندما قضينا معاً عشرة أيام كعضوين فى لجنة التحكيم الدولية فى مهرجان سالونيك عام ٢٠٠٣، ووجدت فيه إنساناً رائعاً، وليس فقط فناناً موهوباً.

وسعدت بفوزه بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان ٢٠٠٥ عن فيلمه «أحلام شنغهاى»، وكان قد فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان برلين عن «دراجات بكين» عام ٢٠٠١.

أحزان عاصمة الضباب

وفى فيلمه العاشر الذى يعرض فى مسابقة كان هذا العام «أحزان شونجكوينج»، وهو الفيلم الصينى الوحيد فى المسابقة، يختتم زياشواى ثلاثية عن ثلاث مدن صينية. ولكن بينما يعرف العالم العاصمة السياسية بكين، والعاصمة الثقافية شنغهاى، لا يعرف أحد شونجكوينج التى لا تشرق فيها الشمس إلا نادراً، حتى إنها تعرف فى الصين باسم «عاصمة الضباب».

العنوان الأصلى للفيلم «ريزاو شونجكوينج»، و«ريزاو» اسم مدينة أخرى يعنى اسمها بالصينية «شروق الشمس»، أى أن العنوان الصينى يربط بين غياب الشمس وشروقها، ويعود بطل الفيلم اللابطل فى بدايته إلى شونجكوينج من ريزاو التى عاش فيها منذ ١٥ سنة.

والعنوان الإنجليزى للفيلم «شونجكوينج بلوز»، والكلمة اشتقاق من «بلو» أى «اللون الأزرق»، ولكنها تعنى الحزن أو الشجن. ويطغى اللون الأزرق على الفيلم من بدايته إلى نهايته.

يعود القبطان لين (وانج زيوى) إلى شونجكوينج بعد أن علم بمصرع ابنه لين بو (زى لى) على يد ضابط شرطة فى مول عندما اختطف رهينة وهدد بقتلها.

وندرك أن «لين» ترك زوجته وابنه منها عندما كان فى العاشرة من عمره، وذهب إلى ريزاو حيث تزوج أخرى وأنجب منها، ولم يشاهد ابنه حتى أصبح فى الخامسة والعشرين، وقتل فى ذلك الحادث.

 يلجأ «لين» إلى زياو هاو (كوين هاو) أقرب أصدقاء ابنه ليعرف ما الذى حدث، ولكنه يرفض الحديث معه، كما ترفض مطلقته الحديث معه أيضاً، وقد تزوجت بدورها من رجل آخر وأنجبت.

ويحاول لين اللقاء مع ضابط الشرطة الذى قتل ابنه، ولكن إدارة الشرطة لا توافق. وأخيراً يتمكن من الحديث مع الطبيبة، ومع صديقة ابنه زياو وين (لى فيير)، كما يبدأ صديق ابنه زياو هاو فى الحديث معه.

دخل لين بو إلى المول وحاول الانتحار بقطع شرايين يده، ولما حاولت إحدى البائعات نجدته طعنها بالسكين، وشاهدتهما الطبيبة عندما كانت تبتاع فى المول فحاولت إنقاذهما، ولكنه احتجزها فى أحد المخازن. وندرك أن ما دفع لين بو إلى محاولة الانتحار أن صديقته زياو وين قررت أن تهجره.

ومن هذه الحادثة المسجلة عبر كاميرات مراقبة المول يبدو الشاب بريئاً وبائساً ولم يخطط إلا لقتل نفسه.

اشترك زياشواى فى كتابة سيناريو الفيلم المستمد من حادثة حقيقية وقعت عام ٢٠٠٨. وقد عبرت المعالجة الدرامية عن مشاكل التفكك الأسرى والطلاق البائن بين الأجيال، ويبدو ذلك بوضوح عندما يمرض والد زياو هاو، ويأتى لين لزيارته، ويفاجأ بصديق ابنه يقول له: «لقد كنت دائماً أكره والدى الحاضر أمامى دائماً بقدر ما كان لين بو يحبك وأنت الغائب عنه».

كما تعبر المعالجة الدرامية عن الجيل الجديد الذى نراه يلعب كرة اليد طوال الوقت، وليست لديه اهتمامات كبيرة أو مشاعر إنسانية عميقة.

ويفاجأ لين بعدم وجود صورة فوتوغرافية لابنه لأنه كان يكره التصوير كما يقول صديقه، فيطلب منه تكبير صورة له من شريط الفيديو، ولكن الصورة تبدو غير واضحة المعالم.

ويفاجأ لين أيضاً بضابط الشرطة الذى قتل ابنه يطلب لقاءه، ويقول إنه كان قد نسى الحادث، ولكنه عاد يفكر فيه منذ أن طلب مقابلته، ويؤكد له إنه قام بواجبه، ولم يكن يملك إلا إطلاق النار لإنقاذ الرهينة. ويقوم لين بحرق الصورة غير الواضحة لابنه، ويعود إلى ريزاو من حيث أتى.

يبدأ الفيلم بداية سينمائية قوية حيث تتابع الكاميرا حركة التلفريك ينقل الركاب، ونرى من خلاله واجهة المدينة -الميناء ومبانيها الحديثة العملاقة، وفى نفس اللقطة مع حركة التلفريك نرى بيوت السكان البائسة، ثم ننتقل إلى الحاويات الضخمة التى تنقل البضائع فى الميناء، والتى تشبه قاطرات التلفريك التى تنقل الناس. وفى آخر لقطة نعود إلى نفس الفضاء، ونرى الركاب من بعيد فى محطة التلفريك ينتظرون وصول القاطرة.

وينتمى أسلوب الفيلم إلى الواقعية الجديدة، ويصل فى لحظات إلى مصاف الشعر، ولكن هناك ٢٠ دقيقة زائدة على الأقل، ولم يبرر زياشواى استخدام الشاشة العريضة من الناحية الجمالية على نحو كافٍ، ولكنه عالج باقتدار تحليل شريط الحادث المصور بالأبيض والأسود عن طريق لقطات تجسد ما حدث بالألوان، واختار الممثلين بعناية، وأدارهم بنجاح كبير، خاصة وانج زيوى فى دور الأب.

ميلودراما من الخمسينيات

يعرض فى المسابقة فيلمان من كوريا الجنوبية، بينما لا يوجد سوى فيلم واحد من كل من الصين واليابان من آسيا، ومن كل من روسيا وألمانيا والمجر من أوروبا، بل فيلم واحد من الولايات المتحدة الأمريكية. بل هناك من كوريا الجنوبية أيضاً فيلم فى «نظرة خاصة»، ورابع فى «أسبوع النقاد» وفيلم قصير فى مسابقة أفلام الطلبة. وفى عام ٢٠٠٧ فازت أو-يون جيون من نجوم سينما كوريا الجنوبية بجائزة أحسن ممثلة فى مهرجان كان.

لست أرى ما يبرر هذا الاهتمام الكبير بالسينما فى كوريا الجنوبية من الناحية الفنية سواء فى مهرجان كان أو فى المهرجانات الكبرى الأخرى. ويبدو ذلك فى الفيلم الأول الذى عرض فى المسابقة هذا العام «خادمة المنزل»، الذى تقوم فيه أو -يون جيون بتمثيل دور الشخصية الرئيسية.

هذا هو الفيلم السادس الذى يخرجه سونج -سو إيم منذ عام ١٩٩٨، وهو إعادة لفيلم بنفس العنوان أخرجه كى -يونج كيم عام ١٩٦٠، وقامت مؤسسة سينما العالم التى يرأسها سكورسيزى بترميمه وعرضه فى برنامج «كلاسيكيات كان» عام ٢٠٠٧.

 وقد حقق فيلم ١٩٦٠ إقبالاً جماهيرياً كبيراً حتى إن مخرجه أعاد إخراجه مرتين بعد ذلك. ولا غرابة فى هذا لأنه ميلودراما صارخة عن الخادمة الفقيرة التى يضاجعها رجل المنزل الثرى، وتحمل منه، والتى طالما أُنتجت فى السينما المصرية فى الأربعينيات والخمسينيات.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

17/05/2010

 
 

وجود قوي للأفلام الوثائقية في مهرجان كان

كان- أمير العمري

لم يعد الفيلم الوثائقي عملا أقل شأنا من الفيلم الدرامي الروائي، والفضل لا يعود فقط إلى التحاق عدد كبير من المثقفين، أصحاب الرؤى، إذا جاز التعبير، بمجال العمل في الفيلم الوثائقي أو التسجيلي، بل وأساسا، إلى التطور الكبير الذي شهده هذا النوع من الأفلام خلال السنوات العشر الأخيرة، مما جعل الفرق يضيق كثيرا بين التسجيلي والوثائقي والدرامي والخيالي وغير الخيالي والقصصي، وغير ذلك من أصناف أو أنواع من الأفلام، كان يتم عادة الفصل الصارم بينها في الماضي.

لقد أصبح الفيلم هو الفيلم، بغض النظر عن مكوناته وعناصره، فقد دخل قدر كبير من الخيال إلى الفيلم التسجيلي والفيلم الوثائقي، كما دخل الكثير من الوثائق والتوثيق السينمائي إلى الكثير من الأفلام الروائية الدرامية التي تروي عادة قصصا خيالية أو متخيلة، أو ناتجة عن خيال المؤلف دون أن يكون هدفها الأساسي تسجيل أو توثيق وقائع وأحداث حقيقية.

هذا التطور الكبير لاشك أنه فرض نفسه بقوة على مهرجانات السينما العالمية، وعلى رأسها، أكثرها شهرة وتأثيرا، أي مهرجان كان السينمائي الذي تنعقد حاليا دورته الثاثلة والستين.

يعرض المهرجان 18 فيلما وثائقيا (أو غير خيالي) عبر برامجه المتنوعة بما فيها البرنامجين غير الرسميين اللذين يقاما على هامش المهرجان إذا جاز القول، أي "نصف شهر المخرجين"، و"أسبوع النقاد". ولكن الملاحظ أن الفيلم الوثائقي يغيب عن أفلام المسابقة الـ19 وكأن المسابقة قاصرة فقط على الأفلام الروائية، علما بأن فيلمين لمايكل مور سبق أن شاركا بالمسابقة بل وفاز أحدهما بالسعفة الذهبية أيضا وهو فيلم "11/9 فهرنهايت".

وسنتوقف هنا في محطات قصيرة أمام معظم هذه الأفلام على أن نعود فيما بعد، لتناول أهمها تفصيلا:

• "دراكيلا" Draquilaللمخرجة الإيطالية سابينا جوزانتي.

يتناول الفيلم بأسلوب ملييء بالسخرية، اطريقة التي تعامل بها رئيس الحكومة الإيطالية سلفيو بيرلسكوني مع المأساة الإنسانية التي نشأت في أعقاب وقوع زلزال مدمر في بلدة لاكيلا في أبريل/ نيسان 2009، وكيف استغل الحدث لحسابه الشخصي لحساب زيادة شعبيته بعد أن كانت قد هوت. وكان الزلزال قد أوقع عددا من الضحايا، من القتلى والجرحى، كما أدى إلى تشريد الآلاف من السكان، واخلاء منطقة وسط المدينة تماما، وتوزيع السكان على مخيمات لإيواء المؤقت على وعد بتسليمهم مساكن جديدة. ويكشف الفيلم كيف تحولت المأساة إلى منفعة اقتصادية ضخمة للاحتكارات التي يملكها بيرلسكوني في مجال العقارات، بدعوى أنه يقدم خدمة من الدرجة الأولى للمواطنين في حين أن شركاته حققت أرباحا كبيرة من المشروع الذي تبنته الدولة.

• "العملية من الداخل" Inside Job للمخرج الأمريكي تشارلز فيرجسون.

هذا الفيلم الوثائقي يشرح ويحلل ويعرض للأزمة الاقتصادية والمالية التي بدأت في الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، وسرعان ما اجتاحت العالم. وهو يكشف بلاشك، سواء في طريقة سرده، وبحثه الشاق داخل "وول ستريت" وداخل الإدارة الأمريكية أيضا، الكثير من الجوانب المجهولة، بل ويوجه أيضا أصابع الاتهام إلى العديد من المسؤولين الرسميين، ويكشف ارتباطهم الوثيق بدوائر المال. ويلخص لنا في النهاية كيف كان ممكنا أن يحدث ما حدث، لكن الأهم، أنه يثبت أيضا أن مقاومة الأزمة لا يتم بشكل جدي من طرف الإدارة الجديدة في واشنط حاليا. إنه فيلم بمائة كتاب في الموضوع، وهو يتجاوز كثيرا فيلم مايكل مور "الرأسمالية: قصة حب" عن الموضوع نفسه.

• "كليفلاند ضد وول ستريت"  للمخرج السويسري جان ستيفان برون.

وفيه يتناول أيضا موضوع الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال تصوير محاكمة مفترضة (فيها قدر كبير من التدخل والإعداد قبل التصوير) ولكن بأبطالها الحقيقيين وطبقا لرغبتهم. والفكرة تقوم على مطالبة سكان مدينة كليفلاند الأمريكية بضرورة محاكمة البنوك المسؤولة عما حل بهم من خراب مالي واقتصادي بعد انهيار سوق العقارات وانكشاف أمر الديون الهائلة المستحقة عليهم ظلما، مع انكشاف وهم سوق العقارات الذي كانت تسيطر عليه شركات تأمين متعددة. ويقوم أبطال القصة الحقيقيين بأدوارهم في الحياة، وكانت فكرة الفيلم قد نشأت أصلا قبل حدوث الانهيار في البورصة الأمريكية بعد افلاس بنك ليمان، ثم تطور الفيلم إلى عمل أكبر وأكثر شمولا، وهو يصلح كنموذج للفيلم "غير الخيالي" عن حق.

• "العد تنازلي حتى الصفر": للمخرجة الأمريكية لوسي وولكر. ويعتمد الفيلم على عشرات الشهادات والوثائق المصورة مع الرسوم البيانية والقصاصات والصور واجزاء من الأفلام، لرسم صورة عن الخطر النووي المحدق بالعالم في الوقت الحالي، وكيف يمكن أن تندلع حرب نووية بطريق الخطأ في أي لحظة، أو تنشأ كارثة نووية نتيجة الإهمال، كما يحذر من سياسة السباق النووي في العالم وسعي دول أخرى إلى الانضمام للنادي النووي ومقاومة الدول الكبرى أي محاولة للتخلص من أسلحتها النووية.

• "بيندا بيللي" للمخرجين رينو باريه وفلورنس دو لا تولاي (فرنسا).

ويصور موهبة وكفاح أفراد فرقة موسيقية افريقية في الكونغو، كلهم من المعوقين الذين يعانون من الشلل، وهم يتدربون ويسعون إلى فرض أنفسهم ومواهبهم على العالم، في ظروف شديدة التعاسة حقا، وكيف يبذل قائد الفرقة كل جهد ممكن من أجل الإبقاء على الروح المعنوية عالية، وكيف يقود تدريبات الفرقة في ظروف شاقة، ثم يقود الفرقة في جولتها العالمية التي تمتد من كنشاسا إلى مونتريال. وقد استغرق تصوير هذا الفيلم 5 سنوات. وعرض في افتتاح تظاهرة "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان يوم 13 مايو/ يار.  

• "أرض الغاز" للمخرج الأمريكي جوش فوكس.

ويصور كيف أن شركة من شركات الغاز الامريكية تعرض على المخرج 100 الف دولار مقابل السماح لها بالتنقيب عن الغاز في أرضه وقرب بيت والديه في ولاية بنسلفانيا، وكيف يستيقظ وعيه الشخصي على حقيقة ما يمكن أن يمثله هذا العمل من مخاطر على البيئة وعلى البشر، فيقوم بجولة على عدد من أماكن التنقيب عن الغاز في ولايات أمريكية مختلفة، لتحذير الناس من المخاطر. عمل جريء مبني على التجربة الشخصية المباشرة، ويعتمد على بحث جيد وتوثيق ومعلومات مجهولة لنا، كما يكشف عن العلاقة السرية بين رجال السلطة ورجال الغاز في واشنطن.

• "فوق مدنكم سينمو العشب" للمخرجة البريطانية صوفي فينيس.

وفيه تتابع المخرجة مسيرة العمل الابداعي للفنان الالماني انسليم كيفر الذي استقر في منطقة في فرنسا حيث قام ببناء وتشييد عدد من المنشآت هناك منها 48 مبنى وعدد من الجسور وشبكة انفاق وبحيرات صناعية وابراج مما غير بالكامل شكل المحيط الطبيعي وجعله مكانا أكثر إنسانية وجمالا ورونقا.

• "نوستالجيا للضوء" للمخرج التشيلي بارتريشيو جوزمان.

وينطلق من البحث في العلاقة بين الكواكب والنجوم والعالم الأرضي، في بحث فلسفي عن معنى وجود الإنسان على سطح الأرض، لكي يصل إلى طرق البعد السياسي المباشر من خلال الكشف عن المقابر الجماعي لضحايا امجازر التي ارتبكتها قوات الجيش في عهد الجنرال بينوشيه ضد المعارضين السياسيين بعد الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1973.

• "شنغهاي: كان بودي أن أعرف" للمخرج جيا جانكي

يخلط فيه بين التمثيلي والتسجيلي مستعرضا تاريخ مدينة شنغهاي الحديثة بعد انتصار الثورة الاشتراكية عام 1949 وكيف هاجر قسم من سكان المدينة وكيف بقى قسم آخر لكي يمر بكل الظروف الشاقة في مرحلة الثورة الثقافية.

• "حياة وأعمال جاك كارديف" للمخرج البريطاني كريج ماكول.

وفيه يبحث المخرج المتيم بعشق الصورة السينمائية، في مسيرة وعمل جاك كارديف، المصور السينمائي الانجليزي الذي يعد أحد أهم مديري التصوير في العالم. ويتضمن الفيلم الكثير من الوثائق المصورة لكارديف أثناء التصوير، منها لقطات فريدة على شاطيء الكروازيت في كان، وجزيرة الليدو في فينيسيا أثناء مهرجان فينسيا. ويحتوي أيضا على مقابلات عديدة مع الذين تعاونوا مع كارديف من السينمائيين. ومن أفلامه الشهيرة "تحت برج السرطان" و"الملكة الافريقية" و"الكونتيسة الحافية" و"الأمير والراقصة" و"الفايكنج" و"المرتزفة" و"موت على النيل" و"كونان الهمجي".

ولاتزال هناك أفلام مهمة لم تعرض بعد مثل "قصة حياة نيكولاي تشاوشيسكو" من رومانيا، و"أرماديللو" الذي يتناول الحب في أفغانستان، وهو فيلم دنماركي، و"هوليوود لا تركب الموجة" للأمريكي جريج ماكجيلفرى، و" دانييل توسكان دى بلانتير" للمخرجة إيزابيل بارتيلوت من فرنسا، والفيلم البرازيلى "الأحياء الفقيرة" وهو من إخراج سبعة مخرجين، والفيلم الفرنسي "النساء البطلات".

الجزيرة الوثائقية في

17/05/2010

####

كان الدولي يفتتح دورته السادسة والثلاثون

افتتح فيلم كان السينمائي الدولي بفيلم روبن هود في نسخته الجديدة التي يقوم ببطولتها الممثل الاسترالي راسل كرو ومواطنته كيث بلانشيت وقد حضر كلاهما الافتتاح العام والعرض الخاص بفيلمهما في اليوم الاول من 12 يوما هي مدة المهرجان...

وسوف تشهد هذه الدورة من كان العديد من الندوات على هامش العروض ، وتناقش هذه الندوات مسائل مختلفة من عالم السينما مثل الأزمة الاقتصادية العالمية وتاثيرها على الصناعة السينمائية والتطورات التكنلوجية الجديدة التي ادخلت على صناعة الفيلم مثل طريقة العرض الثلاثية الابعاد وغيرها من المواضيع.

كما تميز مهرجان هذا العام بغياب العرب التام ، والمخرج الوحيد الذي يحمل اصولا عربية الفرنسي الجنسية رشيد بوشارب الذي يقدم فيلمه المثير للنقاش ورودود الافعال المختلفة ( الخارجون عن القانون) ويتناول الفيلم الذي هو من انتاج بلجيكي فرنسي مشترك مذبحة مدينة سطيف التي قام بها المحتل الفرنسي ضد السكان الاصليين للمدينة.

وتشارك الولايات المتحدة في المسابقة الرسمية بفيلم واحد للمخرج دوج ليمان بعنوان "لعبة نزيهة  Fair Game  ويتناول الفيلم عالم الاستخبارات الاميركي من خلال قصة حقيقية جرت عام 2003 تعلقت بعميلة تابعة للسي آي ايه تم الكشف عن هويتها للعلن نتيجة تنافس بين الأجهزة الاستخبارتية والسياسية الاميركية.

المشاركة الاميركية الأخرى تقع خارج المنافسة الرسمية ويقوم بها المخضرم وودي آلن والعتيق أوليفر ستون حيث سيقدم المخرجان آخر افلامهما ، ويقوم بتغطية المهرجان لصالح الجزيرة الوثائقية الناقد المعروف أمير العمري .

الجزيرة الوثائقية في

16/05/2010

 
 

أكبر اتفاقية للتعاون السينمائي بين مصر وفرنسا

مهرجان كان الـ63 يحتفل بالتعاون السينمائي المصري الفرنسي

كان- احتفلت الدورة الـ63 لمهرجان كان السينمائي مساء الاثنين 17 مايو2010 بتوقيع أكبر اتفاقية للتعاون بين كل من المركز القومي للسينما بمصر ونظيره الفرنسي.

وقال د‏.‏خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما المصرية‏:‏ أن الاتفاقية تتضمن كافة أوجه الانتاج المشترك والتمويل وتسهيلات التصوير في كلا البلدين وتبادل الخبرات المهنية والأكاديمية وعقد لقاءات دورية مشتركة لصناع السينما وإمداد الأرشيف القومي للسينما المصرية بالخبراء الفرنسيين لبدء الخطوات العلمية والعملية للحفاظ علي تاريخ وتراث السينما المصرية‏.

وقال عبد الجليل ان حفل التوقيع تم بحضور مختلف قطاعات صناعة السينما المصرية مثال منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما المصرية ومن المنتجين كل من اسعاد يونس وهشام عبد الخالق ومن نجوم الصف الاول لبلبة ومحمود عبد العزيز اضافة الى هشام الغانم مدير شركة الكويت الوطنية للسينما واحد اهم موزعي الافلام المصرية بمنطقة الخليج.

وقال رئيس المركز القومي للسينما بأن الاتفاقية جاءت بناء علي توجيهات فاروق حسني زوزير الثقافة المصري تفعيلا لبروتوكول التعاون السينمائي المشترك بين مصر وفرنسا الذي تم توقيعه بين الجانبين عام 1998.

وأضاف أنه تم إضافة العديد من البنود الجديدة للتعاون المشترك مثل تحديد مواعيد دورية للقاءات المهنية بين كبار الشركات المنتجة في مصر وفرنسا التي تعمل بمجال التوزيع وأعضاء غرفة صناعة السينما وتفعيل ما تم عنه من لقاءات وأفكار، وبحث كافة الطروحات الخاصة بتصوير الأفلام المصرية أو الفرنسية أو ذات الإنتاج المشترك في كل من البلدين. وقال إنه بحث مع الجانب الفرنسي كافة التسهيلات الممكنة التي يمكن منحها فيما يتعلق بتصوير الأفلام في كلا البلدين، والبدء في اتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن معاملة الفيلم المصري في فرنسا كالفيلم الفرنسي والعكس، والتعاون الكامل في كل الخطوات الإجرائية والتنفيذية المتعلقة بإنشاء الأرشيف القومي للسينما المصرية.

من جانبها وصفت فيرونيك مديرة المركز القومي للسينما بفرنسا الاتفاقية المقرر تفعيلها بين مصر وفرنسا بأنها أكبر اتفاقية في المجال السينمائي توقع بين البلدين وان االجانب الفرنسي بفضل التعاون مع جهات رسمية مصرية لضمان جدية التعاون المقترح مشيرة إلى أن البنود تتضمن حضور خبراء فرنسيين من المركز الوطني للسينما خلال شهر يونيو المقبل، للاطلاع على التصميمات والرسومات الخاصة بإنشاء أرشيف السينما المصرية، وكذلك الأماكن المقترحة له ووجهات النظر الفنية لإقامته، إضافة لإقامة مشروع "السينماتيك" وأيضا إقامة أول متحف للسينما.

وينتظر أن يعقد اجتماع بين مسؤولي التجمع الأوروبي "يوروبين كومشن" مع صناع السينما المصريين، خلال شهر نوفمبر المقبل على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لبحث كافة الإجراءات المتعلقة بتصوير الأفلام في كل من البلدين، والإنتاج السينمائي المشترك بين مصر وفرنسا، تحت إشراف جمعية "فيلم فرانس" بالتعاون مع المركز القومي للسينما.

كما سيتم التواصل مع مؤسسة "فاند سوود" الفرنسية للاستفادة من الخبرة الفرنسية في إنشاء وحدة إعداد الملفات للسينمائيين الراغبين في الحصول على دعم أوروبي لأفلامهم من خلال المركز القومي للسينما.

وتشهد المشاركة المصرية في هذة الدورة من مهرجان كان السينمائي ال63 مؤتمر تقيمه هيئة‏"‏ يوني فرانس‏"‏ ويضم التجمع الأوروبي‏"‏ يوربين كومشن‏"‏ والذي يستضيف مصر كضيف شرف بالتعاون مع المركز القومي للسينما المصرية وغرفة صناعة السينما لمناقشة التسهيلات اللازمة للتصوير في كلا البلدين وتقديم الدعم المالي‏.‏ كما سيعقد‏ اجتماعات بين هيئة الأوفرانس والموزعين المصريين من أجل فتح أسواق للفيلم الفرنسي بالقاهرة تحت رعاية المركز‏.‏

كما سيتم عرض الفيلم الروائي القصير " الفلاح الفصيح " لذي يعتبر لوحة شاعرية بانورامية لفلاح مظلوم يبث شكاواه البالغة الفصاحة, مطالبًا بالعدل ورفع الظلم, ومحملاً الحاكم في شجاعة نادرة مسئولية إقرار العدل, والفيلم بهذه الصورة لا يتضمن حوارًا بين شخوصه والفيلم الذي سيعرض فى قسم الأفلام الكلاسيكية فى مهرجان كان السينمائى من إخراج الراحل شادى عبد السلام وذلك بعد أن تم ترميمه بالإتفاق بين المركز ومؤسسة سينما العالم التي يتراسها المخرج الامريكي الشهير مارتن سكورسيزى والتي سبق لها ترميم فيلم "المومياء" لشادي عبد السلام الذى أنتجته وزارة الثقافة المصرية عام 1975حيث بلغت تكلفة الترميم 50 ألف يورو.

العرب أنلاين في

18/05/2010

####

من خلال فيلم 'رجل صارخ' للمخرج محمد صالح هارون:

مهرجان 'كان' يسلط الضوء على تشاد الممزقة بالحروب

كان ـ من اندرو مكاثي

كان إنجازا كبيرا للمخرج محمد صالح هارون أن يصبح أول مخرج تشادي يختار للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي.

وتقع الدولة الأفريقية فريسة في براثن حرب أهلية منذ عقود بالإضافة إلى كونها واحدة من أفقر بلدان العالم. وقال هارون في مؤتمر صحافي للاحتفال بالعرض الأول لفيلمه (رجل صارخ) 'هناك توتر كبير (في البلاد)'.

وأوضح هارون، المولود في العاصمة التشادية نجامينا في عام 1961، لكنه يعيش في فرنسا منذ عام 1982 'ليست بيئة للمرح'.

وأضاف يقول 'عندما تصور فيلما يجب أن تسمو فوق التوترات... لكنك تضع هذا التوتر في الفيلم.. كما أنه يساهم في إعطاء إحساس بالحاجة الملحة لصناعة الفيلم'.

ويبرز فيلم 'رجل صارخ' كأول فيلم من تشاد يتم إختياره للمشاركة في التنافس على أبرز جوائز المهرجان وهي جائزة 'السعفة الذهبية'.

ويروي الفيلم قصة آدم، الذي يقترب من الستينيات من العمر ويعمل كمراقب في حمام سباحة في أحد الفنادق الفخمة في نجامينا.

كما يمثل الفندق جزيرة صغيرة من الهدوء في البلد الممزق بالحرب حيث يحكم المتمردون قبضتهم على البلاد.

ويعشق آدم، والذي يعرف باسم 'البطل'، عمله ويقول آدم، الذي يجسد شخصيته الممثل التشادي يوسف دجاورو، إن 'حمام السباحة هو حياتي'. كما يفتخر آدم بأنه أول تشادي يعمل مراقبا في حمامات السباحة.

لذا يتأثر بشدة عندما ينزل مالكو الفندق الجدد من مكانته ويجبر على التخلي عن وظيفته لابنه 'عبد الله'، ويرتدي زي حارس بوابة مزر بدلا من الزي الأبيض الأنيق الذي كان يرتديه كمراقب للحمام السباحة.

كما يرسم هارون لمحة عن الحياة اليومية في البلاد بالحواجز العسكرية على الطرق وحظر التجول والشعب الذي يجبر على دفع مساهمة في جهود الحرب ضد المتمردين.

كما أنه بمثابة خلفية مناسبة للاضطراب الداخلي الذي بدأ يلتهم آدم حيث أصبح الكشف عن القصة وهدوء حمام السباحة هو ملاذه.

وفي نهاية المطاف، تضطره الحرب والأوضاع الاقتصادية القاتمة في البلاد إلى مواجهة نفسه وصراعه الداخلي.

ويتعرض آدم إلى ضغوط لدفع أموال كمساهمة في الحرب. لكنه يتحطم ولا يمكنه دفع الأموال.. ونتيجة لذلك، يجبر على اتخاذ قرار له عواقب وخيمة.

يشار إلى أن الفيلم الروائي الطويل الثالث لهارون وهو 'دارات' (موسم جفاف)، تناول أيضا الحرب الأهلية في تشاد التي يبدو أنها لن تنتهي، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية / فينيسيا / السينمائي قبل أربعة أعوام.

القدس العربي في

18/05/2010

####

أبوظبي تعلن في كان إنتاج أول فيلم روائي إماراتي  

كان رويترز:

أعلنت شركة 'إيماجينيشن أبوظبي' المملوكة بالكامل لشركة أبوظبي للإعلام يوم الجمعة (14آيار/ مايو) خلال الدورة الثالثة والستين لمهرجان كان السينمائي في فرنسا إنتاج أول فيلم إماراتي روائي طويل.

وخلال حفل غداء دعت إليه إيماجينيشن وحضره مخرجون ومنتجون وممولون بجناح الإمارات في مهرجان كان أعلن إد بورغيردينغ الرئيس التنفيذي لشركة إيماجينيشن العالمية إطلاق مشروع فيلم 'ظلال البحر' باكورة إنتاج الشركة في الإمارات للمخرج الإماراتي نواف الجناحي.

وأعرب ستيفان برانر مدير العمليات في إيماجينيشن أبوظبي عن أمله خلال مقابلة مع تلفزيون رويترز أن تتمكن الشركة من إنتاج المزيد من الأفلام في الشرق الأوسط ومن أجله وفي تغيير مفاهيم العالم عن المنطقة.

وقال برانر 'أعتقد أن المحتوى في الشرق الأوسط لديه فرصة مع توزيعه في أنحاء العالم لتغيير المفاهيم عن الشرق الأوسط. وأعتقد أن من المهم أن يفهم الناس في بقية أنحاء العالم.. في أمريكا الشمالية وفي أوروبا.. أن الشرق الأوسط ليس مجرد صراع ونفط وكل تلك الأمور التي ترونها في الأخبار'.

وأضاف 'لهذا يسعدنا أن يكون ظلال البحر أول مشروعاتنا لأنها قصة عن البلوغ تحكي عن اثنين من المراهقين ينشآن في الإمارات. الفيلم يمكن أن تدور أحداثه أيضا في باريس أو نيويورك وعندما يشاهده مراهقون في الولايات المتحدة سيعرفون أن هؤلاء الصغار يواجهون نفس القضايا التي يواجهونها هم وأعتقد أن هذه رسالة مهمة جدا نسعى لتوجيهها'.

ويرى نواف الجناحي مخرج الفيلم أن الإنتاج السينمائي في الشرق الأوسط محدود التمويل والأفكار إلى حد ما وأن شركات الإنتاج العالمية الكبيرة مثل إيماجينيشن ربما تساعد كثيرا في توسيع نطاق التنوع وفي الارتقاء بالجودة وتحسين صورة صناعة السينما في المنطقة.

وقال الجناحي 'الإنتاج في الشرق الأوسط أغلبه يا إما ييجي من دعم حكومي يا إما ييجي من قطاع خاص محدود'.

وأضاف 'يعني الصناعة الوحيدة اللي ماشية في الوطن العربي هي الصناعة اللي موجودة في مصر. باقي الدول ما نستطيع نقول صناعة. هي فيها إنتاج صحيح لكن مش صناعة متكاملة مثل اللي قاعد يصير في مصر. وللأسف أيضا ان اللي قاعد يصير في مصر مش.. يعني أيضا هي يمكن شركتين.. ثلاثة.. اللي ماسكين السوق.. بيشتغلوا بطريقة معينة.. يخلي.. يمكن يخلي فيه تحديد معين للأفكار أو تحديد معين لطريقة العمل.. تحدد نوعية الأفلام اللي تنتج كل عام'.

كما ذكر أن الاستثمارات المشتركة مع الشركات العالمية في مجال السينما سوف 'يغير كثير في مفهوم صناعة الفيلم في الشرق الأوسط سواء على مستوى الإنتاج أو حتى على مستوى القصص المطروحة أو على مستوى الصناعة ككل.

وأضاف 'ح يكون فيه عدد أفلام أكثر. ح يكون فيه مستوى إنتاجي أكبر. ح يكون فيه تنوع في المواضيع أكبر. وهذا كله يساعد النمو اللي إحنا نحتاجه في نوعية الأفلام في الوطن العربي اللي هي ينعكس وجودها بعدين في المهرجانات'.

وأكمل الجناحي دراسته للسينما عام 2009 في الولايات المتحدة ويعمل في صناعة السينما منذ ذلك الحين.

وأسست إيماجينيشن أبوظبي عام 2008 بهدف إنتاج وتمويل أفلام روائية طويلة للأسواق العربية والدولية.

القدس العربي في

18/05/2010

 
 

في سادس أيام المهرجان السينمائي

أفلام تكشف عن التاريخ وأخرى عن السياسة على شاشة «كان»

كان (فرنسا): محمد رُضا

في اليوم السادس من أيام المهرجان ارتفع النبض بشكل ملحوظ عمّا كان عليه منذ بداية هذه الدورة التي انطلقت في الثاني عشر من الشهر.

في صباح هذا اليوم تم عرض فيلم «بيوتيفول» لأليخاندرو غونزاليز إياريتو ليليه قبل انتصاف النهار الفيلم المنتصر لجان - لوك غودار وصحبه (للفيلم مخرجون آخرون) وهو «اشتراكية - فيلم». وفي المساء، وللصحافة قبل سواهم في اليوم التالي، فيلم عبّاس كياروستامي «نسخة مصدّقة».

ليس المهرجان ناعسا أو متثائبا إلى هذه اللحظة، بل إن معظم الأفلام المختارة حتى الآن تنزلق يمينا ويسارا في الوجهة التي تُؤمل لها. يبدأ عرض الفيلم بتوقّعات كبيرة، وبعد قليل تنزوي تلك التوقّعات مع كل عثرة يواجهها الفيلم أو كل اختيار غير صائب يتّخذه المخرج في فيلمه.

بمراجعة الأيام الماضية يتبدى أن «روبين هود» الذي ليس سوى فيلم افتتاح مبرمج للعرض هنا وفي نحو سبعين دولة على وجه الأرض في يوم واحد، ولا يزال أحد أفضل الأفلام التي تم عرضها، ليس نتاجا فنيّا خالصا، لكن فيه من الجهد الفني ومن التجديد في الرؤية التاريخية للموضوع ما يجعل معظم الأفلام التي عُرضت بعده تبدو كما لو كانت مشروعات غير منتهية بعد.

واحد من الاستثناءات القليلة فيلم الفرنسي المخضرم برتران ترفنييه «أميرة مونبنسييه»، إنتاج فرنسي - ألماني مشترك مأخوذ عن رواية مدام لا فاييت المنشورة في القرن السابع عشر عن أحداث تبدأ في منتصف القرن السادس عشر حين كانت فرنسا مشتعلة بنيران حرب دينية بين البروتستانت والكاثوليك. لكن إذا ما كان فيلم ريدلي سكوت إعادة صنع تاريخ، في أحد جوانبه، فإن فيلم ترفنييه هو إعادة إثبات تاريخ. والأول بينهما معذور إذا ما غيّر من الصورة التقليدية التي صاحبت كل أفلام روبين هود - باستثناء فيلم رتشارد لستر «روبين وماريان» - باحثا عما لم يتم الكشف عنه سابقا، أما المخرج الفرنسي فإنه يترجم على الشاشة عملا أدبيا لم يسبق لأحد أن تناوله من قبل، وإذا ما تم، فإنه لم يستحوذ على أي حضور فعلي. ليس لأن المخرج وكاتبي السيناريو عمدوا إلى الالتزام بروح الرواية وجوهر أحداثها الكاشفة (توصف بأنها أول دراما نفسية عصرية في التاريخ الفرنسي) بقدر ما اشتغل المخرج الفرنسي على الصورة ذاتها. كل شيء هنا يحمل بصمة واقعية تنتمي إلى ذلك العصر من تصميم المناظر إلى الديكورات ومن تصميم الإضاءة إلى الملابس مرورا بسياسة التعامل التي يمارسها المخرج مع الكاميرا، من حيث الحركة ومواصفات اللقطة والعدسة المستخدمة.

والتاريخ لم يكن حكرا على هذين الفيلمين. المخرج الصيني جيا جانكي قدّم في إطار تظاهرة «نظرة ما» فيلمه الجديد «أتمنى لو كنت أعلم» الذي يشبه جدّا فيلمه السابق «مدينة 24» من حيث كل شيء. جانكي يمزج المقابلة بالوثائقيات وهذه بما تسجّله الكاميرا اليوم وكل شيء ببعض التفعيل الدرامي المحدود. تركيبة نجحت في لفت الأنظار إليه حين قدّم فيلمه السابق ذاك. لكن عوض تطوير ملكيّته، إذا لم يكن تجديدها، نراه هنا يسرد ما لديه بنفس الحياكة والتركيبة جاعلا من عمله نسخة أمينة جدّا للفيلم السابق.

يدور الفيلم حول ما عاناه أولئك الذين جاء بهم المخرج للإدلاء بشهاداتهم خلال ما سُمّي بـ«الثورة الثقافية» في سبعينات القرن الماضي. كلٌّ يروي ما يتذكّره والحدث الذي عايشه والقتلى المقرّبين إليه الذين سقطوا في هلوسة آيديولوجية جائرة.

إذ يجلس الشاهد على الكرسي لكي يمنح الكاميرا شهادته، وتتركه الكاميرا لترينا بعض ما يتحدث هو فيه. الإحساس والمشاركة كانا رائعين في فيلم جانكي السابق، لكنها هنا ليست سوى تكرار يطغى على المشاعر ويحوّل المادة إلى حديث أكثر منه صورة.

إلى ذلك، ثمّة فيلمان متشابهان على أكثر من صعيد ومختلفان في الوقت نفسه إلى أقصى مدى. إنهما فيلم أليخاندرو غونزاليس أياريتا «جميل» وفيلم جان - لوك غودار «اشتراكية فيلم». وأول ما يجمع بينهما انشغالهما بهموم الإنسان حول العالم، طبعا كل بأسلوب صاحبه المتميز.

فيلم جان - لوك غودار لا يصلح للتأويلات. قليلون يستطيعون تحليله. ممعن في قراءته الخاصة لما هو سياسي وما هو غارق في النظريات الاجتماعية والاقتصادية. لا يحلل ماهية الاشتراكية بل يبحث عن غيابها، وفي الوقت نفسه يطرح القضايا العالقة التي لم تحلّها الحروب الأوروبية ومنها الهولوكوست، ويميل أكثر من مرة على القضية الفلسطينية من باب تأييد جارف ونقد مبطَّن لإخفاق أوروبا في إيجاد حل عادل. مع أي فيلم لجان - لوك غودار، باستثناء تلك التي حققها حتى أواخر الستينات، تبحث عن العلاقات والصلات بين اللقطة والتي تليها، وعن سياسة المخرج حيال استخدام الصوت ويبقى بحثك بلا نتيجة حتمية. هنا ستجد أن عليك أن تضيف محاولة الربط بين الكلمات: ما هو منطوق بالفرنسية ليس مطبوعا بالكامل في الترجمة وعن قصد. العناوين الإنجليزية عبارة عن كلمات غير موصولة، وحين سُئل المخرج عن السبب قال: «الهنود الحمر لو أرادوا الحديث بالإنجليزية لتحدثوا هكذا».

* سينما وسينمائيون

* الليالي العربية التي بدأت بحفلة أقامتها قبل أيام «الهيئة العامة للثقافة والفنون» ومركزها أبو ظبي، امتدت الآن لتشمل حفلة أخرى كبيرة أقامتها «مؤسسة دوحة السينمائية» وتميزت بضخامتها الكبيرة وكان من بين حضورها الكثيرين المخرج مارتن سكورسيزي الذي كان حضر الدورة الأولى التي أقيمت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

* مهرجان دبي السينمائي أبرم اتفاقا مع مهرجان «بيروت دي سي» اللبناني لتبادل الأفلام. بموجب هذا الاتفاق سيعرض مهرجان دبي المجموعة الكبيرة من الأفلام الشبابية التي يعرضها «بيروت دي سي» ويسهم في استقبال وفود وورش عمل.

* يقول المخرج الفرنسي برتران تفرنييه إنه كان يبحث عن قصة حب كبيرة حين اتصل به أحد المنتجين وبعث له بسيناريو «أميرة مونبنسييه»: «وجدتها أكثر من رائعة». من ناحية أخرى انضم المخرج المذكور إلى المخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب المناوئ للحملة التي يقودها السياسيون ضده بسبب فيلم بوشارب الجديد «خارجون عن القانون». وقال تفرنييه ساخرا: «جائزة خاصة يجب أن تُمنح لأولئك السياسيين الذين ينتقدون ما لم يشاهدوه بعد».

* الممثلة دايان كروغر التي شوهدت في فيلم كونتين تارانتينو «أوغاد مغمورون» في «كان» الماضي وافقت على بطولة فيلم حربي ثان فرنسي الإنتاج يتعامل والحرب الأفغانية تحت عنوان «قوى خاصة».

* حل فيلم «روبن هود» أولا في أوروبا وثانيا في الولايات المتحدة بعدما انطلق للعروض في اليوم التالي لافتتاحه دورة «كان» لهذا العام. الفيلم التاريخي لم يستطع التغلب على منافسة شديدة من فيلم الكوميكس المكلف «آيرون مان 2».

أفلام اليوم

 Another Year ***

* عام آخر إخراج: مايك لي أدوار أولى: جيم برودبنت، روث شين، لسلي مانفيل.

بريطاني (مع تمويل أميركي جانبي) - المسابقة

* يطلب المخرج البريطاني مايك لي من ممثليه أن يكونوا عباقرة. هم، في كل أفلامه كذلك أو قريبين جدا من ذلك. إنه لا يكترث لممثل ليس لديه هويته الخاصة ولا يكترث لمن لا يبذل في سبيل تقديم ما هو منفرد ضمن المسار الجماعي للشخصيات التي يوفرها. يريد ممثلا ذكيا لامعا يفكر جيدا وينفذ جيدا. وأبطاله في هذه الدراما الاجتماعية هم كذلك.

إنه عن اثني عشر شهرا من حياة زوجين (جيم برودبنت وروث شين) وابنهما المحامي (أوليفر مولتمان) الذي لا يبدو أن لديه نية لبناء حياته الخاصة بعيدا عنهما. الزوج توم (والزوجة جيري - بلا مزاح) وصل إلى سن التقاعد كعالم جيولوجي ويمضي أوقاته سعيدا مع زوجته وفي حديقته التي يعتني بها ويستقبل من حين إلى آخر زوارا من الأقارب والأصدقاء. كل شيء يبدو عاديا وسارا في اللمحات الأولى، لكن ما يجلب ظلالا داكنة إلى تلك الحياة حقيقة أن بعض أصدقائهما يعانون أوضاعا عاطفية تزداد سوءا من موسم إلى آخر (يقسم المخرج فيلمه إلى أربع فصول) خصوصا ماري (لسلي مانفيل) التي تعاني الوحدة وتبحث عمن يشاركها الحياة، وخلال ذلك تدمن شرب الكحول. لاحقا تضع عينها على المحامي الذي لا يعيرها ما تطلبه من اهتمام، ثم يفاجئها يوما بتعرفه إلى المرأة التي قد تصبح شريكة حياته.

أفلام مايك لي آسرة برسمها الشخصي للحياة العادية. أبطاله عادة ما يعكسون حالات من التأزم النفسي والعاطفي الذي يمر أمام العين آسرا لصدقه ومنسيا بعد حين بسبب من ضعف القصة ومواقفها. وهذا الفيلم يحتوي هذه المعادلة تحديدا. ما ينقذ الفيلم من الحبكة المحدودة والفراغ الناتج عن عدم وجود أحداث حقيقية هو تلك الملاحظات التي يبثها الفيلم عن شخصياته بواقعية شديدة. والمخرج لم يكن لينجح في بثها لولا حسن اختياراته من الممثلين. يبقيهم موقع رصده وينجز من خلالهم البورتريهات التي يريد المتجانسة مع معالجته لما لديه من مفارقات وخطوط درامية صغيرة.

في ذلك كله هو مخرج ناجح بقدر ما هو مخرج لا يمل تكرار مواصفاته وعالمه. بعض أفلامه يرتفع عن هذا الفيلم بسبب حياكة درامية أقوى لكنها جميعا تبقى مثيرة وصادقة في رسمها الحياة الخاصة للجيران العاديين الذين اكتشفوا فجأة أنهم وحيدون ومنعزلون ولم يكتشفوا بعد أن مصيرا كهذا لا يمكن تغييره .

O Estranho Caso de Angelica (The Strange Case of Angelica) ***

* قضية أنجليكا الغريبة إخراج: مانويل دي أوليفييرا أدوار أولى: ريكاردو تريبا، بيلار لوبيز دي أيالا، آنا ماريا ماغالهايز.

البرتغال - إسبانيا - البرازيل - خارج المسابقة

* هناك ذلك المشهد الذي يسقط فيه إسحاق (ريكاردو تريبا) منهكا حين انطلق راكضا من البيت الذي استأجر فيه غرفة إلى البراري مناديا بأعلى صوته: «أنجليكا». يركض في الشارع الرئيسي ثم يدلف في أزقة بين البيوت في تلك البلدة الصغيرة قبل أن يركض فوق هضبة خضراء حيث يقع مغشيا عليه.

المشهد التالي لسيارة إسعاف منطلقة. الثالث لإسحاق وقد تم نقله غرفته، وها هي ربة المنزل (آنا ماريا ماغالهايز) وهي تقول: «لا أصدق أن الإسعاف عاد بإسحاق إلى البيت عوض أن يأخذه إلى المستشفى». لكن في الواقع هذا الأمر قابل للتصديق لسبب واحد فقط: المخرج دي أوليفييرا في السنة الثانية بعد المائة الأولى من العمر وإذا أراد أن يلتزم بالواقع وينقلنا إلى المستشفى للمشهد النهائي المذكور، فإن ذلك سيتطلب جهدا بدنيا منه ارتأى أن يوفره لاستكمال فيلم آخر في المستقبل القريب.

لكن براعة دي أوليفييرا هي أنه على الرغم من هذا الشطط فإنه يؤلف من المشهد الأخير ذلك نهاية لطيفة ومناسبة حسيا ودراميا. إسحاق ينهض من الفراش ويدفع بالطبيب جانبا لكنه يقع مجددا وفي لحظة يهبط عليه ملاك أنجليكا ويأخذ روحه منه. حين يقف الطبيب على قدميه يجد إسحاق جثة هامدة.

قد لا يعجب «قضية أنجليكا الغامضة» لكثيرين من هواة السينما حتى المتعبين بملاحقة أفلام أربابها وفنانيها، لكن هذا لا يمنع أن المخرج البرتغالي يستحوذ دائما على ما يثير الإعجاب من دون جهد يُذكر. هذا الفيلم يوضح كيف يمكن بقصة لا يزيد سمكها عن نحافة بطلها إسحاق، ولا تعلو أكثر من قامته، صنع فيلم تضحك له وتعيش حالة شخوصه جيدا.

القصة هي عن إسحاق المصور الفوتوغرافي اليهودي الذي يعيش في تلك البلدة المسيحية الصغيرة (يتوقع أن تكون كاثوليكية تبعا للكنيسة السائدة) الذي يُطلب منه، ذات ليلة ماطرة أن يتوجه إلى منزل عائلة ارستقراطية لالتقاط صور لامرأة شابة اسمها أنجليكا (بيلار لوبيز دي أيالا) التي ماتت فجأة بعد زواجها. حين كان يلتقط الصور يراها من خلال العدسة وهي تفتح عينيها وتغمز له. المفارقة هنا هي ذات لون غرائبي. ربما فعلت ذلك وربما لم تفعل. إذا ما فعلت ذلك، ها هو الفيلم يدعوك لقبول ما يدور، وإذا ما لم تفعل، وما حدث هو وهم مفاجئ أصاب إسحاق، فإن الأحداث لن تتغير إلا من حيث أن كل ما سيحدث يقع في هلوسته. في كلتا الحالتين، هذه الخامة الغرائبية ستستمر وصاحبنا يصبح أسيرا لها في ما تبقى له من عمر. أحيانا يستيقظ من حلمه معها وأحيانا هما الحلم بعينه. وذات مرة تتبدى بالأبيض والأسود فتلتقطه وتطير به من شرفة المنزل ليلا إلى السماء لكنه يسقط منها ويصيح ويفيق من نومه.

صاحبة البيت قلقة عليه وباقي السكان يخشونه. وهو لا يأكل، بل لم يعد يعيش. والكثير من غدواته وروحاته هو ما بين منزله ومنزلها والمقبرة التي دُفنت فيها.. وهذا هو كل الفيلم بالفعل. إنه بسيط في كل شيء: عقدته وحبكته وموضوعه. كذلك في بعده ورسالته والأهم في سرده وأسلوبه. دي أوليفييرا هنا، كما في معظم أفلامه في السنوات العشر الأخيرة على الأقل، صاحب سينما صافية من الشوائب التقنية. يصور ما يريد ويقتصد في المونتاج من دون أن يطول في التصوير أو في الشرح. وهو ينجز، خلال ذلك، نتائج لا بد من الوقوع في حبها وإن بدت غير صالحة لهذا العصر (أو العصر غير صالح لها).

من حين إلى آخر في هذا الفيلم تلتقط كاميرا سابين لانسلين الجميلة مشهدا ليليا لتلك المدينة الصغيرة على الشاطئ الآخر من نهر عريض. وديعة وجبلية وتنتشر فوقها أضواء المساكن والسيارات. هذه اللقطات بمثابة استراحة. فواصل تربطنا إلى المكان لا لجماله أو جمالياته، بل للأرض التي تربطه.

الأرض الذي يحتفي بها المخرج في خط ثانوي من الفيلم حين ينطلق إسحاق بصورة محمومة لتصوير عمال يفلحون في الأرض مستخدمين معاولهم كما الطريقة القديمة في الزراعة. ملاحظة لا تفوت الفيلم ويريدنا أن نلحظ وجودها فيكررها على لسان إحدى الشخصيات. ما لن يكون سهلا تفسيره ربما هو السبب الذي من أجله جعل المخرج المصور يهوديا في بيئة غير بيئته واقعا في هوى فتاة مسيحية (ولو ميتة). هو بالتأكيد يعرف الجواب، لكن سؤاله لن يكون سهلا.

الشرق الأوسط في

18/05/2010

 
 

"الخارجون على القانون"

في "كان" والجزائر في وقت واحد

كشفت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أن فيلم "الخارجون على القانون" لمخرجه رشيد بوشارب الذي أثار مؤخراً الكثير من الجدل في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية التي اعتبرت أنه يدافع عن جبهة التحرير الوطني وتحركاتها في فرنسا إبان الحقبة الاستعمارية، سيعرض في الجزائر العاصمة على الصحافة الوطنية في نفس يوم عرضه في مسابقة مهرجان "كان" أي يوم 21 أيار/ مايو الجاري، وفق اتفاق أبرم بين وزارة الثقافة ومخرج الفيلم رشيد بوشارب. هذا ما أكدته مصادر مقربة من الوزيرة لموقع "إيلاف" على ضوء ما سبق وأن صرحت به خلال برنامج إذاعي يوم السبت الماضي مؤكدة أنها تمكنت من مشاهدة الفيلم المذكور ولم ترَ فيه إلا عملاً فنياً سينمائياً يستحق الدعم والمشاهدة.

تأتي هذه الخطوة كما قالت الوزيرة في إطار تمكين الإعلاميين الجزائريين من مشاهدة هذا الفيلم في نفس يوم عرضه بمهرجان كان السينمائي ضمن المنافسة الرسمية على الصحافة الأجنبية التي تنقلت بكثافة لتغطية هذا الحدث السينمائي العالمي. كما أعلنت خليدة تومي عن استغرابها من موقف السلطات الرسمية الفرنسية من هذا الفيلم وأكدت أن من أشد الأمور التي تعجبت لها أن يُحكم على عمل فني سينمائي قبل مشاهدته خصوصاً إذا تعلق الأمر بما أبداه أحد أعضاء الحكومة الفرنسية، مذكرة في هذا السياق باسم أمين عام وزارة الدفاع الفرنسي هوبير فالكو متسائلة عن مبدأ حرية التفكير والديموقراطية الذي تتحدث به دوماً فرنسا وتتبجح به مذكرة أن مصلحة قسم التاريخ التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية - وهي الجهة التي أخذت على عاتقها تقديم تقرير ينتقد وبشدة فيلم رشيد بوشارب ويشكك في أحداثه التاريخية - مؤكدة أن "هذه المصلحة التاريخية الفرنسية لا تعني في شيء الشعب الجزائري ولا مصداقية لها في نظر الشعب الجزائري لأنها في الأساس وريثة ذات المؤسسة العسكرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر". ودعت في هذا السياق من لا يشاطرون رأي بوشارب إلى العمل بطريقة "حضارية وهادئة" مقترحة عليهم "صناعة الأفلام بدلاً من منع صدور فيلم". واغتنمت تومي الفرصة للتذكير بأن الجزائر كانت البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي اختير سنة 1975 وفاز بالسعفة الذهبية بفيلم "وقائع سنين الجمر" لمحمد لخضر حمينة.

تجدر الإشارة الى أن عرض فيلم "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب في قاعات السينما الجزائرية والفرنسية كان مقرراً ليوم 22 أيلول/ سبتمبر القادم، لكن يبدو أن وزيرة الثقافة قد قدمت الموعد بالنسبة للجزائر حيث أعلنت على هامش تواجدها بالمجلس الشعبي الوطني أن عرض الفيلم في الجزائر سيكون خلال شهر حزيران/ يونيو بالتزامن مع مباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا.

يتطرق الفيلم الذي يعتبر استمراراً لفيلم بوشارب السابق "بلديون" إلى فترة من تاريخ الجزائر المستعمرة، ويتعرض بالأخص لأحداث 8 مايو/ أيار عام 1945 والحركة الوطنية وميلاد جبهة التحرير الوطني، وهو من انتاج جزائري - فرنسي مشترك، ويلعب أدوار البطولة فيه الممثلون المغربيون جمال دبوز ورشدي زام وسامي بوعجيلة.

المستقبل اللبنانية في

18/05/2010

####

مهرجان «كان» يسلط الضوء على تشاد الممزقة  

كان- د. ب .أ- كان إنجازا كبيرا للمخرج محمد صالح هارون أن يصبح أول مخرج تشادي يختار للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي.

وتقع الدولة الأفريقية فريسة في براثن حرب أهلية منذ عقود بالإضافة إلى كونها واحدة من أفقر بلدان العالم.

وقال هارون في مؤتمر صحفي للاحتفال بالعرض الأول لفيلمه «رجل صارخ»: «هناك توتر كبير (في البلاد)».

فوق التوترات

وأوضح هارون، المولود في العاصمة التشادية نجامينا في عام 1961، لكنه يعيش في فرنسا منذ عام 1982: «ليست بيئة للمرح».

وأضاف يقول «عندما تصور فيلما يجب أن تسمو فوق التوترات... لكنك تضع هذا التوتر في الفيلم.. كما أنه يساهم في إعطاء إحساس بالحاجة الملحة الى صناعة الفيلم».

ويبرز فيلم «رجل صارخ» كأول فيلم من تشاد يتم اختياره للمشاركة في التنافس على أبرز جوائز المهرجان وهي جائزة «السعفة الذهبية».

حكم المتمردين

ويروي الفيلم قصة آدم، الذي يقترب من الستينيات من العمر ويعمل مراقبا في حمام سباحة في أحد الفنادق الفخمة في نجامينا.

كما يمثل الفندق جزيرة صغيرة من الهدوء في البلد الممزق بالحرب حيث يحكم المتمردون قبضتهم على البلاد.

ويعشق آدم، الذي يعرف باسم «البطل» والذي يجسد شخصيته الممثل التشادي يوسف دجاورو عمله ويقول: إن «حمام السباحة هو حياتي». كما يفتخر آدم بأنه أول تشادي يعمل مراقبا في حمامات السباحة.

لذا يتأثر بشدة عندما ينزل مالكو الفندق الجدد من مكانته ويجبر على التخلي عن وظيفته لابنه «عبدالله»، ويرتدي زي حارس بوابة مزريا بدلا من الزي الأبيض الأنيق الذي كان يرتديه كمراقب لحمام السباحة.

كما يرسم هارون لمحة عن الحياة اليومية في البلاد بالحواجز العسكرية على الطرق وحظر التجول والشعب الذي يجبر على دفع مساهمة في جهود الحرب ضد المتمردين.

كما أنه بمنزلة خلفية مناسبة للاضطراب الداخلي الذي بدأ يلتهم آدم حيث أصبح الكشف عن القصة وهدوء حمام السباحة هو ملاذه.

صراع داخلي

وفي نهاية المطاف، تضطره الحرب والأوضاع الاقتصادية القاتمة في البلاد إلى مواجهة نفسه وصراعه الداخلي.

ويتعرض آدم إلى ضغوط لدفع أموال كمساهمة في الحرب. لكنه يتحطم ولا يمكنه دفع الأموال.. ونتيجة لذلك، يجبر على اتخاذ قرار له عواقب وخيمة.

يشار إلى أن الفيلم الروائي الطويل الثالث لهارون وهو «دارات»(موسم جفاف)، تناول أيضا الحرب الأهلية في تشاد التي يبدو أنها لن تنتهي، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية السينمائي قبل أربعة أعوام.

القبس الكويتية في

18/05/2010

 
 

دى أوليفيرا فى أول أفلامه بعد سن المائة يصنع تحفة نادرة

من مهرجان كان   سمير فريد

تحصل أفلام المسابقة فى أى مهرجان على أفضل أوقات العروض وأكبر عدد من العروض، ولكن هذا لا علاقة له بالقيمة، إن العديد من الأفلام التى تعرض خارج المسابقة أكثر قيمة من بعض أفلام المسابقة، فعرض أى فيلم داخل أو خارج المسابقة يكون لاعتبارات متعددة، ولكن ليس من بينها أن أفلام هذا البرنامج أكثر أو أقل قيمة من البرنامج الآخر.

ومن أحداث مهرجان «كان» ٢٠١٠ الكبرى الفيلم البرتغالى «حالة أنجيليكا الغريبة» إخراج مانويل دى أوليفيرا الذى عرض فى افتتاح برنامج «نظرة خاصة» خارج المسابقة. وقد علمت أن إدارة المهرجان طلبت عرض الفيلم فى المسابقة ولكن مخرجه فضل العرض خارجها. ولم أندهش من ذلك، فقد حصل على جائزة لا تقارن مع سعفة «كان» الذهبية ولا أى جائزة على الأرض، بحصوله على منحة إلهية من خالق السماوات والأرض بوصوله إلى سن المائة، واستمرار قدرته على الإبداع، فهذا أول أفلامه بعد أن بلغ مائة سنة عام ٢٠٠٨.

أصبح فنان السينما البرتغالى العالمى بهذا الفيلم أكبر سينمائى فى العالم عمراً، والوحيد الذى لايزال يعمل منذ السينما الصامتة، والوحيد الذى أخرج أغلب وأهم أفلامه بعد أن بلغ الثمانين من العمر. وفى مؤتمره الصحفى بعد عرض فيلمه الجديد أعلن أنه يكتب فيلمه التالى.

قلت لنفسى من البدهى أن فيلم أوليفيرا سوف يكون عن الموت، ولكن ترى هل يشعر بعد سن المائة بما شعر به شابلن بعد سن الثمانين عندما قال إنه مثل محكوم عليه بالإعدام ينتظر تنفيذ الحكم.

يبدو من خلال الفيلم، وعلى النقيض من شابلن، أن دى أوليفيرا لا يعتبر الموت حكماً بالإعدام وإنما تحريراً للروح. ولاشك أن من بين أسباب هذه الرؤية أنه لا يزال يعمل بعد سن المائة ويتمتع بصحة مناسبة على النقيض مما حدث لشابلن. والفيلم الذى صور بميزانية صغيرة لمدة شهر واحد عن سيناريو كان قد كتبه دى أوليفيرا عام ١٩٥٢، ولم يتمكن من إخراجه، وقام بإعادة كتابته، وأضاف محاورات عن أزمة المناخ والأزمة الاقتصادية العالمية ليصبح معاصراً لوقت إنتاجه وعرضه.

مثل قصص القصائد واللوحات

لا توجد قصة فى الفيلم بالمعنى الذى نجده فى الأفلام الروائية الطويلة عادة، وإنما بالمعنى الذى نجده فى قصائد الشعر أو اللوحات التشكيلية.

إنها قصة إيزاك المصور الفوتوغرافى الشاب الذى يسكن فى (بنسيون) فى منطقة وادى نهر دورو فى البرتغال، ويحمض ويطبع صوره فى نفس الغرفة التى يعيش فيها. ذات ليلة يطلب من إيزاك أن يصور أنجيليكا الشابة التى ماتت بعد أيام من زفافها فى منزل عائلتها الثرية قبل أن تدفن فى صباح اليوم التالي.

وفى إحدى الصور تفتح أنجيليكا عينيها وتبتسم. يذهل إيزاك، ولكنه لا يتحدث عما شاهده، ويصبح من هذه اللحظة مشدوداً إلى أنجيليكا حتى وهو يصور الفلاحين فى حقل لأشجار الزيتون وأحدهم يغنى لهم بعضاً من أغانى الحقل، ويتابع وكأنه مسلوب الوعى مراسم الجنازة فى الكنيسة، ويحاول أن يلحق بمراسم الدفن، ولكنه يتأخر ويجد المقابر مغلقة.

على مائدة الطعام التى تجمع سكان (البنسيون) يجرى حوار حول أزمات العالم، ولكن إيزاك لا يعلق، ويصمت تماماً. وفى الليل يحلم بأن أنجيليكا جاءته وأخذته معها وطارا فى جولة حول وادى نهر دورو، وعندما يستيقظ من النوم يهتف «يا إلهى لماذا كل هذا؟!». وفى الصباح يذهب إلى المقابر ومرة ثانية يجدها مغلقة، فيجرى نحو حقل أشجار الزيتون وهناك يسقط وهو يلهث.

يتم نقل إيزاك إلى غرفته، ويأتى الطبيب لمعالجته، ولكنه لا ينطق. وفجأة يقوم من الفراش، ويزيح الطبيب، ويسقط ميتاً أمام شرفة الغرفة، وتأتى أنجيليكا من الشرفة، ونراها تأخذه وتصعد بينما جسده على الأرض.

مثل النداهة فى الأساطير القديمة

بدأ دى أوليفيرا الإبداع الفنى كرسام ونحات، وكل كادر فى فيلمه الجديد لوحة تشكيلية كاملة أبدع فيها مدير التصوير سابين لانسلين بالأبيض والأسود والألوان، وخاصة مع عدم استخدام حركة الكاميرا إلا فى المشاهد الوصفية مثل مشهد الجرى إلى حقل أشجار الزيتون. إن برواز الشرفة وبراويز النوافذ تتحول إلى إطارات للكادرات-اللوحات.

ولأول مرة يستخدم دى أوليفيرا مؤثرات الديجيتال فى مشهد الرحلة الروحية حول وادى نهر دورو، وفى مشهد النهاية. وفى كلا المشهدين المصورين بالأبيض والأسود يتأثر المخرج بعالم الرسام مارك شاجال، حيث تمتزج فى لوحاته الملائكة مع البشر ويحلقون فى سماوات مفتوحة وكأنهم معاً مخلوقات شفافة وحرة.

وبدأ دى أوليفيرا الإبداع السينمائى عام ١٩٣١ بفيلم تسجيلى قصير بعنوان «دورو»، وها هو يعود فى أحدث أفلامه ويصور فى نفس المنطقة. وهذا ليس فقط تعبيراً عن عشقه لهذا المكان، وإنما عن عشقه للطبيعة عموماً.

إيزاك لا يشترك فى المحاورات حول أزمة المناخ، ولكن دى أوليفيرا يشترك فيها بكامل فيلمه الذى يعتبر على نحو ما تحية إلى الطبيعة والعمل اليدوى وأغانى الحقول، وكل ما أصبح من الماضى البعيد كما تقول مديرة (البنسيون)، ولكن إيزاك يحبه، كما يحب التصوير بالطريقة الكلاسيكية، ولا يستخدم كاميرات الديجيتال.

وتتكامل تحية الطبيعة فى الفيلم مع رفض الآلة، الذى يتجسد من خلال شريط الصوت، وعلاقته الجدلية مع شريط الصورة، فالموسيقى مقطوعات كلاسيكية للبيانو، وتسمع وحدها فى اللقطات التى تخلو من الحوار، وعلى نفس شريط الصوت نستمع فى مشاهد متعددة إلى أصوات صاخبة ومنفرة لآلات مختلفة لا نرى مصدرها. وتتوازى تحية الطبيعة ورفض الآلة مع تحية الإبداع الفنى ممثلاً فى الفوتوغرافيا.

فالصورة تخلد اللحظة ضد العدم، وتعيد الحياة لحظة إلى العروس الميتة، وهذه اللحظة هى ذاتها التى تدعو فيها إيزاك إلى الموت مثل النداهة فى الأساطير القديمة، وتجعل من قصة الحب بين إيزاك وأنجيليكا قصة موت فى نفس الوقت.

مثل التراتيل القديمة

اللقطة الأولى فى الفيلم منظر عام للمنطقة فى الليل، وتتكرر هذه اللقطة طوال الفيلم، وتكون اللقطة الأخيرة أيضاً. فالحياة فى الفيلم دورة مغلقة فى عالمنا، ولكنها بغير حدود فى عالم آخر لا نعرفه.

ولايبدو من الفيلم إن كان دى أوليفيرا يهودياً أو مسيحياً أو لا يؤمن بأى دين، ولكن المؤكد أنه يؤمن بوجود عالم آخر، وبأن الموت ليس له موعد، مع الشباب أو الشيوخ، مع الأثرياء أو الفقراء.

فالعروس الشابة الثرية تموت بعد أيام من زفافها، والمصور الشاب متواضع الحال يموت بعد أيام من موتها. وحياة إيزاك فى (البنسيون) ليس لها دلالة تواضع الحال فقط، وإنما تعبر عن فكرة الحياة «المؤقتة» بالضرورة.

يتوجه إيزاك إلى الله مرة واحدة ليسأل «لماذا كل هذا؟!»، وليس ثمة إجابة فى الفيلم. ولكنه عندما يسأل لا يستنكر الوجود بقدر ما يعبر عن رغبته فى الفهم. المشهد الأول يسأل فيه مندوب عائلة أنجيليكا بعد منتصف الليل عن المصور الفوتوغرافى الذى يعرفه، فترد زوجته بأنه غير موجود، ويسمعه أحد الجيران فيرشده إلى إيزاك.

وكل هذا المشهد مصور فى لقطة عامة لا نرى فيها وجوه أى من الشخصيات الثلاث، وذلك للتعبير عن القدر الذى كتب على إيزاك.

وفى الكنيسة لا نرى وجه أنجيليكا فى التابوت، كما لا نرى دفنها فى المقابر، وذلك لتكون أول وآخر مرة شاهدناها فيها أثناء تصوير إيزاك لها وهى ميتة فى منزلها. وهذه حسابات دقيقة فى الإبداع الفنى المتميز حيث لا تقل أهمية ما يستبعد عن أهمية ما يستخدم من مفردات لغة التعبير.

جاء فيلم «حالة أنجيليكا الغريبة» تحفة نادرة من تحف السينما بل ومن تحف الإبداع الفنى عموماً. إنه مثل التراتيل القديمة حيث الحكمة الخالصة والجمال المطلق، ولكن بلغة السينما.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

18/05/2010

 
 

ريدلى سكوت وفيلمه «روبن هود» أنقذ المهرجان من الفشل والأزمـات والاحتجــاجــــــــات

كتب عبد النور خليل

أنقذ فيلم المخرج البريطانى العالمى ريدلى سكوت «روبن هود» مهرجان كان فى دورته الثالثة والستين من الفشل.. أعطاه جرعة نجاح هائلة فى ليلة الافتتاح لكى يستقيم عوده ويواجه مشاكله المتفجرة على كل جانب.. المشاكل السياسية التى نتجت عن ثورات اليمين الفرنسى ضد بعض الأفلام المختارة للمسابقة.. واعتراضات بعض دول الشرق الأوسط مثل إيران على أن تمثلها أفلام بعض المنشقين عليها وممنوعة من العرض داخل إيران.. أو اختيار مخرج إيرانى مسجون لعضوية لجنة التحكيم الدولية، وإصرار فرنسا إلى طلب الإفراج عن جعفر بناهى لينضم إلى زملائه أعضاء لجنة التحكيم.

يقينا كان «روبن هود» النسخة الرقيقة التى هبت على شاطئ «الكوت دازير» لتنزل بردا وسلاما على قصر المهرجان فى كان.. ولم تكن الجميلة الشقراء الاسترالية كيت بلانشيت «40 سنة» هى «عروس» ليلة الافتتاح يوم الأربعاء الماضى فقط، بل كان راسل كرو «روبن هود موديل 2010» وهو يعبر السجادة المخملية متباطئا ذراع زوجته - هو الآخر العريس الذى احتفت به ليلة الافتتاح.. وإذا أضفنا إلى هذين أن ريدلى سكوت قد تناول أسطورة روبن هود بفلسفة جديدة وحوله من مجرد لص شريف فى غابة شبرود يسرق الأغنياء ليعطى الفقراء، إلي مدافع عن الحرية والعدل ضد الظلم الإقطاعى والعبودية مما أعطى الأسطورة رؤية جديدة، ومن حظ جماهير المشاهدين فى القاهرة، أن بدأ عرض «روبن هود» فى دورها السينمائية صباح عرضه مساء فى افتتاح كان.

لماذا كل هذا الصخب المصرى

وقبل أن أعود إلى روبن هود أعرض بالتفصيل لتواجد ما يمكن أن نسميه سينما الشرق الأوسط فى مهرجان كان على امتداد السنوات الخمس الأخيرة.. وأعترف بداية أن التواجد المصرى، إن وجد، محصور فى السوق التجارية للفيلم يحرص بعض الموزعين والمنتجين على تقديم أفلامهم وتحمل النفقات الباهظة للعروض التى تتم عادة فى صالات عرض لا تسع أكثر من عشرين أو ثلاثين مشاهدا كما فعل المنتج عماد أديب عام 2008 بفيلم «ليلة البيبي دول» هذا إلى جانب التواجد الصحفى والإعلامى المصرى الملح، والذى يتمثل هذا العام فى بعثة تليفزيونية تمثل القناة الثانية برئاسة شافكى المنيرى وقنوات النيل المتخصصة «نايل سينما» و«نايل لايف» واثنين من المخرجين هما عمر زهران وأحمد يوسف شريف رزق الله.. لماذا كل هذا الضجيج والصخب المصرى ونحن لا ناقة لنا ولا جمل فى كان..

لقد تعودنا من الإعلامى المخضرم الزميل يوسف شريف رزق الله أن يغطى وقائع المهرجان - بمفرده - برسالة يومية شاملة ولا معنى لكل هذا الصخب المصرى الإعلامى إلا أن يكون المهندس أسامة الشيخ يريد أن يكرر ويعيد ما كان «راديو وتليفزيون العرب» يفعله عندما كان مسئولا عن برامجه وهو فى أوج قوته وسيطرته على الإعلام العربى.

كان.. وسينما الشرق الأوسط

تعددت الأفلام التى تمثل دول الشرق الأوسط فى دورة كان 2010 وهذا يدل على السينما الشرق الأوسطية رغم القيود الرقابية وعنف دواعى الأمن والسياسة ومحظوراتها تحقق تقدما - إلا فى السينما المصرية - مثيرا للإعجاب والدهشة بدءا بالسينما الإيرانية التى تخضع لظروف ضاغطة، فهى فرضت وتفرض وجودها الدائم فى كان ويمثلها هذا العام مخرجها ذو الشهرة والرصيد العالمى الفائز بالسعفة الذهبية فى المهرجان عام 1997. المخرج عباس كياروستامى بفيلمه «نشرة موثقة» الذى صوره فى إيطاليا وأعطى بطولته للنجمة الفرنسية الجميلة جولييت بينوس وهو إنتاج بلجيكى .

وإذا كان لى أن أزهو بمرور السينما الفلسطينية فى كان.. وما أثاره فيلم المهرج «الياسليمان «الوقت الذى يتبقى» وما قدمه المخرج المولود فى غزة رشيد مشهراوى بفيلمه «عيد ميلاد ليلى» والمخرجة الفلسطينية المولد آن ماريا جاكير «ملح هذا البحر» فلابد أن يستوقفنى، ويستوقف غيرى من النقاد الجادين، هذا الاستعراض الذى تقدمه السينما الإسرائيلية فى «كان» ومهرجانات السينما العالمية.. ونجاحاتها فى تقديم رؤية نقدية ذاتية للمجتمـــع الإسرائيــلى مـن الــداخــل - لا يجرى وراء العشوائيات والشذوذ الجنسى كما تفعل السينما المصرية - وهى تتواجد هذا العام فى برنامج ليلة المخرجين بفيلم المخرج أفيشاى سيفان «المتشرد» بعد تواجدها الناجح فى 2007 بفيلم بوفورت وفى 2008 بفيلم «رقصة الفالى مع بشير».

وتحظي السينما اللبنانية بتعاطف كبير متصاعد فى «كان».. وفى 1998 قدمت كان فيلم «غرب بيروت» للمخرج زياد دوارى وفيلم المخرج جوزيف فارس زوزو 2005 وفيلم المخرج فيليب أركتجئ تحت القنابل 2006 وفيلم المخرجة نادين ليباكى كراميل 2007 حتى السينما العراقية، فى ظل الدمار والعنف بعد غزو أمريكا للعراق فى 2003 وغياب الأمن وحظر التصوير فى ظل الشحنات المتفجرة والسيارات المفخخة فقد خرجت من العراق عدة أفلام لاقت ترحيبا من جماهير عريضة مثل فيلم المخرج محمد الداردجى ابن بابليون الذى يحكى عن رحلة صبى وجده فى رحلة عبر العراق للبحث عن والد الصبى فى غداة الغزو الأمريكى، وقد فاز الفيلم بجائزتين فى مهرجان برلين السينمائى الدولى وفيلم المخرج شوكت أمين كوركى «الركلة» الذى يحكى عن لاجئ صغير نظم عدة مباريات كرة أثناء الغزو فى مدينة كركوك.

الاحتجاجات والمشاكل السياسية تخنق الدورة

تحدثت فى الأسبوع الماضى عن الأزمة التى فجرها اختيار المخرج الجزائرى رشيد بوشارب «الخارج على القانون» للمهرجان مع اليمين الفرنسى الذى طالب بمنع عرض الفيلم فى بيان عاصف لأن الفيلم يتحدث عن مذبحة ارتكبها الاحتلال الفرنسى فى بلدة ستيف عام 1945 وقرر الجزائريون الثلاثة الناجون من المذبحة الذهاب إلى باريس لمقاومة الاحتلال الفرنسى فى عقر داره.

كذلك تعرض المهرجان لاحتجاج إيطالى قوى اللهجة لعرض فيلم وثائقى قدمته الممثلة الكوميدية الإيطالية سابينا جوزانتى بعنوان «دراكيولا» وكان المحتج هو وزير الثقافة الإيطالى على أساس أن الفيلم يسىء إلى رئيس الوزراء بيرلسكونى، هذا فضلا عن مرحلة الاختناق التى سببتها سحابة بركان إيسلندا من خوف لعدم وصول نجوم المهرجان، خاصة وقد أغلق مطار كان الرئيسى «الكوت دازير» فى نيس لثلاثة أيام قبل ليلة الافتتاح.

وربما كان التخبط والارتباك فى هذه الدورة لمهرجان كان، سببه تقاعد مديره العالمى الشهير جيلزجاكوب، حتى أن اللجنة المنظمة أضافت إلى المسابقة قبل يومين من انطلاقة فيلم «الطريق» الإيرلندى للمخرج الإنجليزى الشهير كين لوش الفائز مرتين بالسعفة الذهبية عن فيلميه «حديقة الأسمنت» و«الريح التى هزت الحقل» فى العام قبل الماضى.

الكبار على هامش المسابقة!

أصل المتعة والإبداع معقود على كبار المخرجين الذين جاءوا يعرضون أفلامهم خارج المسابقة.. أوليفرستون بالجزء الثانى من «وول ستريت» ويحمل عنوان «المال لا ينام أبدا» ونجمه الذى انطلقت شهرته العالمية من «كان» النجم الأمريكى مايكل دوجلاس الذى جاء إلى كان هذه المرة مصطحبا زوجته الجميلة كاترين زيتا جونز.. وودى آلان بفيلمه «ستقابل رجلا طويلا أسمر» مع نجومه المخضرم جون بيركنز وناعومى واتس وأنتونيو باندرياس وثمة أفلام عديدة داخل المسابقة تثير الفضول مثل «لعبة عادلة».. المأخوذ عن قصة حياة عميلة المخابرات الأمريكية فاليرى بالام الذى يبدأ زوجها الصحفى نشر مجموعة من المقالات تكذب الرئيس بوش فى ادعائه بوجود «أسلحة دمار شامل» فى العراق واتخاذ قرار الحرب لهذا السبب الذى يتضح أنه أكذوبة.

«روبن هود».. شرارة النجاح الأولى

«روبن هود» المعروض الآن فى القاهرة - هو الفيلم رقم 19 فى تاريخ المخرج السينمائى البريطانى العالمى ريدلى سكوت... وأسطورة روبن هود بدأت فى إنجلترا فى القرن الثانى عشر الميلادى وفى أعقاب الحرب الصليبية التى قادها ملك إنجلترا ريتشارد قلب الأسد وفيليب ملك فرنسا، وفشلت فى تحقيق أهدافها فى استعادة القدس من الفاتح العربى صلاح الدين.. وقد قدمت هذه الأسطورة فى أكثر من فيلم عالمى بدأت بفيلم دوجلاس فيربانكس الأب ثم فيلم إيرول فلاين الشهير وأفلام أخرى لشون كونرى وكيفين كوستنر.. على أن ريدلى سكوت جعل من «روبن هود» أعظم الأفلام التى تناولت هذه الأسطورة وأعطاها بعدا فلسفيا جديدا..

فبدلا من لص غابة شيروود فى ضواحى مدينة نوتنجهام، اللص الشريف الذى يسرق الأغنياء ليعطى الفقراء، جعله مدافعا ومناضلا من أجل العدل والحرية.. ويجىء «روبن هود» تتويجا لتاريخ سينمائى مثير لريدلى سكوت الذى جعل من نفسه منذ بدأ عام 1997 واحدا من أهم مخرجى الشاشة العالمية، وتنوعت أفلامه من الخيال العلمى إلى التاريخ السياسى الواقعى مثل فيلمه «شحنة من الأكاذيب» عن مكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة.. «روبن هود» هو فيلمه التاريخى الرابع بعد «كريستوفر كلومبس» و«مملكة الجنة» و«المصارع» وهى يمكن أن تعطى نظرة شاملة لتاريخ أوروبا منذ فجر التاريخ.

يعود ريدلى سكوت فى «روبن هود» للمرة الثانية إلى السنوات التى أعقبت الحرب الصليبية وقدم عنها فيلمه «مملكة الجنة».. وعودة ريتشارد وفيليب من أرض فلسطين مهزومين إلى أوروبا لكى يستأنفا الحرب ضد بعضهما وضد بلديهما.. وعلى العكس من جودفرى الذى يتآمر مع فيليب لقتل ريتشارد الذى يلقى مصرعه فى معركة تسبق تنفيذ المؤامرة يحمل روبرت لوكسلى جثمانه إلى الملكة فى لندن لكن أثناء الطريق يهاجم جود فرى القافلة، فيتصدى له روبن وثلاثة من رفاقه، ويقتل روبرت لكنه يوصى روبن وهو يلفظ أنفاسه بتوصيل سيفه إلى والده سير والترفى نوتنجهام ويصل روبن إلى القصر ويدعى أنه روبرت لوكسلى ويتم إعلان الأمير جون الوالى ملكا ويصدر أول أوامره بزيادة الضرائب.. ويعارض الأمر الوزير مارشال بينما يرحب به جود فرى فيعين نائبا للملك، ويصل روبن إلى نوتنجهام ويسلم السيف إلى سير والتر الذى أصيب بالعمى، ويطلب منه الادعاء بأنه ابنه روبرت، بل ويطلب منه أن ينام فى حجرة أرملته ماريون.. وتبدأ قصة حب بينها وبين روبن.

صباح الخير المصرية في

18/05/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)