كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

طارق الشناوي يكتب من كان:

السينما التشادية ممثلنا الرسمي الوحيد في المهرجان

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

   
 
 
 
 

لم يصرخ بطل الفيلم التشادي الذي يحمل عنوان «صرخة رجل»، لكننا طوال أحداث الفيلم كنا نستمع إلي صراخه الداخلي الذي تنضح به مشاعره احتجاجاً علي ما يعانيه.. وأيضاً ما يعانيه الوطن من تمزق.. نسج المخرج التشادي «محمد صالح هارون» السيناريو بدرجة حرفية عالية، منذ أن نري داخل حمام السباحة رجلاً وابنه يتسابقان علي من يمكث أكثر تحت الماء حتي ينتهي المشهد والأب يمسك بجثة ابنه ويلقيها في النهر لأنها كانت الرغبة الأخيرة له، ويتحرك الرجل بعد ذلك تجاه النهر مع صوت موسيقي أفريقية فولكلورية مليئة بالشجن.

الفيلم يحمل الجنسية التشادية لأن شركة سينمائية وطنية ساهمت في الإنتاج مع كل من فرنسا وبلجيكا، وهذه تعتبر المشاركة الأفريقية الوحيدة الرسمية بالمهرجان، كما أن اللغة العربية احتلت مساحة في الحوار بالإضافة إلي اللغة الفرنسية.. صحيح أن بعض الأفلام، مثل الأمريكي «لعبة عادلة»، سوف تسمح ببعض جمل حوار باللغة العربية وذلك لأن الأحداث يجري جزء منها في العراق، إلا أن هذه المرة كانت اللغة العربية قاسماً مشتركاً في الفيلم لأن الحضور الأفريقي ــ حيث المواطن التشادي ــ بمثابة تعويض عن الغياب العربي.. الفيلم لم يحقق بالتأكيد كل مشاعر الترقب له علي المستوي الفني، إلا أنه كان مليئاً بالتفاصيل التي شاهدنا فيها انكسار البطل واسمه «آدم» إلا أنه مشهور باسم «البطل»، فلقد كان بطلاً في السباحة قبل أن يصبح عاملاً في فندق ومسئولاً أيضاً عن حمام السباحة وألحق ابنه بالعمل معه.. نري الرجل دقيقاً جداً في تحمل أعباء وظيفية، حيث نجده ينبه ابنه إلي ضرورة مراعاة ارتداء الزي الأبيض داخل الحمام أثناء العمل.. اللحظة التي يبدأ فيها الانكسار الأول للبطل هي لحظة هزيمته أمام ابنه، حيث إن الفندق اشتراه رجل صيني وجد أن العمالة زائدة فقرر تخفيضها، وتخلص من البعض، وكان علي الموظفين في الفندق الاختيار بين الأب «آدم» ــ 55 عاماً ــ والابن «عبدالله» ــ 20 عاماً ــ فوقع اختيارهم علي الابن لهذه الوظيفة بينما صار «البطل» يعمل أمام البوابة.. وقدم المخرج أكثر من تفصيلة لتوضيح المأساة التي يعيشها «آدم»، حيث إن الموظفة سألته عن عمره فأراد اختصار عام واحد ثم تراجع.. وكانت تخرج رغماً عنه نظرات إلي بطنه واكتشف أنها كبرت قليلاً وصارت تمثل عبئاً فبدأ في تدريبات البطن للتخلص منها.. ملابس الحارس الذي يقف علي باب الفندق كانت صالحة فقط للحارس السابق الأقل منه طولاً، وظل مجبراً علي ارتداء هذا الزي بينما جسده يتمرد عليه.. أثناء تناول الغذاء للأسرة «الأب والابن والزوجة» تلاحظ الزوجة هذا السكون والفتور في العلاقة فلا يعبر أبداً الزوج عن غضبه فهو بالتأكيد ليس ناقماً علي ابنه، ولكنه حزين علي نفسه عندما صار مجرد عمالة من الممكن الاستغناء عنها.. وقدم المخرج شخصية الطباخ في الفندق الذي واجه نفس المأزق وتمت إحالته للمعاش رغم أنه ــ علي حد قوله في جملة الحوار ــ كان يطهي الأكل بإضافة مشاعره إلي مكونات المطبخ.. نجد أنفسنا بصدد مؤثر آخر خارجي هذه المرة.. إنها الدولة التي تعيش حرباً أهلية وكان علي ابنه أن يشارك في الجيش النظامي الذي يحارب ضد المتمردين.. شعر البطل بعجزه عن الدفاع عن ابنه، حيث كان من الممكن أن يدفع المال لإنقاذ الابن لكنه لا يملك إلا القليل.. وفي لحظة القبض علي الابن من قبل القوات العسكرية التشادية لإجباره علي الالتحاق بالجيش نري صرخات الاستغاثة التي ترسلها زوجته إليه، إلا أنه لا يستطيع حتي الصراخ.. فقط يتابع الموقف ــ في لقطة بارعة ــ من شباك المنزل.. كان الحل الوحيد لإدارة الفندق هو أن يعود الأب ليحل محل ابنه في حمام السباحة، لكنه أيضاً يعود منكسراً ويحاول مساومة الدولة بأن يتطوع هو مكان ابنه في الجيش لكنهم يرفضون هذه المقايضة.. كنا نترقب موت الابن منذ أن شاهدناه في اللقطات الأولي وهو يمسك بالكاميرا الفوتوغرافية ويصور كل شيء، وفي كل لحظة تمر يحاول تثبيتها حتي لا تهرب منه تفصيلة أشعرتني بأن المخرج منحها لشخصية ابن البطل لتصبح بمثابة إرهاصة لدينا بأنه سوف يرحل لتتبقي منه هذه الصور التي اختلسها من الحياة.. عندما يعلم بطل الفيلم «آدم» بأن ابنه مصاب ويخبر صديقة ابنه بتلك الحقيقة تحاول أن تصرخ إلا أنه يمنعها ويضع يده علي فمها فيكاد يخنقها.. ويسعي لتهريب ابنه خارج معسكر الجيش بعد أصيب بجراح بالغة فيطلب منه الابن أن يحقق أمنيته بالسباحة في النهر، فيلقيه في النهر ويغوص في الماء بقدميه ذاهباً إليه.. لكنه أبداً لا يصرخ وتتبعه الكاميرا لنري لقطة نستمع فيها إلي تلك الموسيقي الهامسة وهي تملأنا إحساساً بالشجن النبيل!.

> > >

وكعادته يأتي «وودي آلان» بفيلمه الكوميدي «سوف تلتقي مع رجل غريب طويل وأسمر».. عُرض الفيلم خارج المسابقة مثلما حدث أيضاً في الدورة الماضية، وعُرض فيلمه «فيكي وكريستينا في برشلونة» والذي حققت من خلال «بينلوبي كروز» جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة.. يقدم المخرج «وودي آلان» العلاقات الزوجية التي تدخل فيها الخيانة كطرف مؤثر.. كل الشخصيات في الفيلم مع التنويعات العمرية المختلفة تنتظر أن يأتي إليها القادم الغريب الغامض الذي يحرك بداخلها رغبات قديمة مستترة تحمل بذور التمرد الكامن والرافض في نفس الوقت لاستمرار الحياة بنفس الروتين.. يدافع «وودي آلان» عن حق الخيانة لأنه يراها أخف وطأة من العيش في سلام عائلي كاذب!!.

الدستور المصرية في

16/05/2010

####

ابتسامة «إنجليكا» تقهر الموت 

يعتقد البعض أن إعادة فيلم قديم برؤية جديدة في إطار واقع مختلف يعد إفلاساً فنياً وأن الغرض الحقيقي لمثل هذه الأعمال الفنية هو تحقيق ربح تجاري وهي لا تتجاوز أبداً الإطار الذي صنعه الفيلم الأول، والحقيقة هي أن الإبداع قائم في عمقه علي زوايا الرؤية المغايرة للسائد في الأفكار المطروحة دائماً علي مشاعرنا وإذا كانت إعادة تقديم الأعمال الفنية القديمة مرتبطة سينمائياً بتلك الأفكار التي تستند إلي سينما الخيال العلمي، حيث الكائنات الخرافية والغزو الفضائي وتقديم الزمن القادم في ظل صناعة صارت توفر عن طريق الكمبيوتر جرافيك والأبعاد الثلاثية رحابة سينمائية لم تكن متوفرة من قبل إلا أن المشاعر في إطار واقع اجتماعي مختلف من الممكن أن تسمح للسينمائي بأن ينزل نفس التجربة.

يمثل كوريا الجنوبية فيلم «الخادمة» للمخرج «آي إم سنج سو»، وهذا الفيلم إعادة برؤية عصرية لفيلم قديم حمل نفس الاسم وتولت مؤسسة «مارتن سكورسيزي» المخرج العالمي الشهير مسئولية ترميمه قبل نحو عامين وعرض في المهرجان في هذا الإطار التراثي علي اعتبار أنه واحد من كلاسيكيات السينما العالمية.. الفيلم الجديد قدم بعد 50 عاماً من خلال قصة ميلودرامية ولكنها تحمل إدانة أخلاقية لطبقة المجتمع الراقي في كوريا، حيث يبدأ الفيلم بمشهد لفتاة تنتحر في هذه المدينة الصاخبة «سول» ولا يدري أحد سر انتحارها بل إن الحياة يبدو وكأنها أيضاً لا تتوقف كثيراً أمام هذا الانتحار والذي نراه فقط من خلال رسم علي الشارع يوضح موقع حادث الانتحار.. الفيلم يترك كل الإجابات مفتوحة لماذا انتحرت هذه الفتاة؟! وينطلق بعد ذلك مباشرة إلي بطلة الفيلم «جوت دويون» التي تعمل خادمة في منزل أحد الأثرياء دورها رعاية طفلة أصحاب المنزل ورعاية أيضاً الزوجة الحامل في شهورها الأخيرة.. الخادمة تعيش الإحباط لعدم قدرتها علي الإنجاب ولهذا تم طلاقها ويبدأ صاحب البيت في إقامة علاقة جنسية معها وتستجيب له وتحدث المعجزة لتصبح حاملاً في أسابيعها الأولي.. وتبدأ المساومات من أجل التخلص من الجنين ولكن قبل ذلك نري مؤامرة للتخلص من الخادمة بالقتل وينتهي الفيلم بانتحار البطلة داخل هذا القصر بعد أن ربطت عنقها بالثريا العملاقة في أعلي السقف ثم احتراقها، وكان الفيلم يجيب عن السؤال المفتوح الذي رأيناه في بداية أحداث الفيلم لماذا انتحرت تلك الفتاة الفقيرة؟! ليحمل إدانة للطبقة التي تريد أن تشتري كل شيء بالمال.. وبعد أن نري الدمار والحريق تغادر الأسرة هذا القصر.. يقدم المخرج رؤية خيالية للأسرة مع الخادمة وكأنها صورة نسجتها ابنة هذه الأسرة التي تعلقت بهذه الخادمة وتعاطفت معها وكانت شاهدة إثبات علي كل المحاولات السابقة للتخلص منها.. ويبقي لنا الحديث عن الكثير من الأفلام منها فيلم المخرج «مانويل أوليفيرا» البرتغالي والذي يحمل «102» عام علي كاهله ولكنه يتحرك بكل شباب وحيوية في جنبات المهرجان.. ويقدم أيضاً فيلماً رائعاً «الحالة الغريبة» لإنجليكا.

يقدم «مانويل» مفردات صارت كثيراً ما تتكرر في أفلامه وهي العلاقة مع الموت وأيضاً لأنه كاتب السيناريو والحوار لمعظم أفلامه فهو يضيف لمحات فلسفية تتجاوز الواقع لتحمل أفكاره هو.. الموت لا يعبر عنه المخرج برهبة أو خوف ولكن ببساطة شديدة يري أن الحياة لقطات ومن الممكن تثبيت اللقطة الأخيرة وبالتالي يتجاوز الإنسان الموت.. بطل الفيلم مصور فوتوغرافي يهودي الديانة واختيار الدين هنا لا يشكل قيمة درامية استند إليها ولكنه مجرد رسم لملامح البطل.. «الحالة الغريبة» عنوان الفيلم هي أنه مطلوب منه تصوير فتاة في ثوب الفرح غادرت الحياة.. الأم تريد منه أن يختار زوايا لتصويرها داخل النعش بعد أن ارتدت ملابس العُرس.

في إحدي اللقطات يحرص «مانويل أوليفيرا» علي أن نري العروس من خلال عدسة المصور ويتصور للوهلة الأولي مثل البطلة أنها لا تزال علي قيد الحياة فهي تبتسم له وعلي الفور تأتي اللقطة التالية وهو يتابع نظرات المجتمعين حول النعش منتظراً أن يشاركوه نفس الإحساس ولكن لا أحد رأي ذلك.. منذ تلك اللحظة يعيش البطل مع تلك الفتاة «إنجليكا» ليست باعتبارها كابوساً يؤرقه ولكنه يعيش معها أحلاماً باللقاء.. يخرج بالكاميرا بعد ذلك إلي الفلاحين ويقدم أغانيهم ويلتقط صورهم وتجتمع هذه الصور في غرفته بالفندق وبين الحين والآخر تستحوذ عليه «إنجليكا» ويطير معها لأعلي ويسبحان في الفضاء ثم يصحو من الحلم.. حتي تأتي اللقطة الأخيرة عندما يفتحون عليه باب الحجرة ويعثرون علي جثته بعد أن طارت روحه لأعلي مع «إنجليكا».. عندما سألوا المخرج عن علاقته الشخصية بالموت وعلاقة الموت أيضاً في أفلامه قال لهم إنه أحد طقوس الحياة ولهذا أتعامل معه ببساطة.. وتلك البساطة التي أشار إليها المخرج رأيناها في التعبير المباشر عن الموت بالظلام، حيث إن الحجرة أغلقت علي المصور لينتشر الظلام ولكن يتبقي في الذاكرة تلك الابتسامة الساحرة للبطلة «إنجليكا» وهي التي انتصرت علي الموت.

الدستور المصرية في

15/05/2010

####

6 أبريل الإيطالي صار عنواناً للغضب 

وجهت المخرجة الإيطالية «سابينا جوزانتي» ضربة قاسية ضد «بيرلسكوني» ـ رئيس الوزراء الإيطالي ـ من خلال فيلمها «دراكولا» مستندة إلي وعوده الزائفة بعد زلزال 6 أبريل في مدينة «لاكيلا» الإيطالية والذي راح ضحيته 300 إنسان، بالإضافة إلي تحطيم أعمال فنية ارتبطت بهذه المدينة التاريخية التي أسسها «فريدريك الثاني» في القرن الثالث عشر الميلادي.. أدانت المخرجة المعارضة وليس فقط الحكومة لتواطؤها في دعم الفساد ولو بالصمت تجاه ممارسات الحكومة ورئيس الوزراء تحديداً.. حرصت المخرجة «سابينا» علي أن تغلف الفيلم بروح الدعابة، وذلك علي طريقة أفلام «مايكل مور» المخرج الأمريكي الشهير الحاصل علي سعفة مهرجان «كان» بفيلمه «11/9 فهرنهايت» قبل نحو 5 سنوات من المهرجان.. فهي تلتقط عدداً من اللقطات التسجيلية من الأرشيف وتضيف إليها التعليق المناسب الذي يؤكد ـ ليس فقط ـ أن «بيرلسكوني» لم يكن أميناً في وعوده لمواجهة كارثة الزلزال المدمر، ولكنه مارس الفساد في الكثير من أوجه الحياة في إيطاليا.. أدركت «سابينا» أن الدولة تتحرك وفقاً للمصالح المتبادلة بين الحاكم ومعارضيه، وهكذا أدانت المعارضة لأنها أتاحت لدولة الفساد أن تنمو وتتحكم وتبيع الوهم للمواطنين.

لم تتوقف الكاميرا عن الانتقال دائماً إلي موقع الحدث، المخرجة ركزت علي فساد محاولات الإصلاح، وأن اللجان التي شكلتها الحكومة باسم «حماية المواطن» هي التي أفسدت المدينة وتلاعبت في ميزانيات الإصلاح.. كشفت «سابينا» موقف الإعلام في التغطية علي الحدث، والمعروف أن «بيرلسكوني» يمتلك من بين مشروعاته العديدة في إيطاليا «ميديا إعلامية» تابعة له، والتي بدلاً من تغطية الأحداث فإنها تغطي علي الفساد.. خفة ظل المخرجة فرضت نفسها علي روح الفيلم برغم مأساويته، حيث يعرض علي هامش المهرجان في القسم الرسمي ولكن بعيداً عن التسابق.. المخرجة لا تنكر كراهيتها لرئيس الوزراء الإيطالي، فهي من خلال الرسوم المتحركة تضعه دائماً مع كبار الديكتاتوريين في العالم، ورغم انتفاء الحيادية في التعامل مع «بيرلسكوني» فإن الواقع الذي تتناوله يشكل أكبر دليل علي أنها لم تتجن علي رئيس الوزراء، وأن تعبير «دراكولا» لم يكن مقصوداً به قوة الزلزال، ولكن «بيرلسكوني» شخصياً.. ويبقي أن نذكر أن هذا الفيلم عُرض في إيطاليا في حوالي 100 دار عرض ولكن حفاوة مهرجان «كان» بالفيلم منحته ـ ولاشك ـ دائرة مشاهدة عالمية.. واستحقت المخرجة بين الحين والآخر أن تقتنص تعاطف الجمهور معها سواء بالتصفيق أو الضحك علي ردود أفعال «بيرلسكوني» الشخصية لمواجهة الأزمة سواء بالكذب في الأداء أو بالوعود الزائفة.. ومن المشاهد التي حرصت المخرجة علي إبرازها تقبيل «بيرلسكوني» ليد «معمر القذافي» الرئيس الليبي في أحد الاجتماعات، أو «بيرلسكوني» وهو يتحدث في التليفون المحمول بينما تنتظره المستشارة الألمانية «ميركل» أن ينهي الحوار وهو مستمر في استكمال تلك المكالمة الشخصية، وأضافت المخرجة أيضاً رسوماً متحركة لفضح علاقاته النسائية وفضائحه في هذا الشأن، وكالعادة استندت إلي لمحات منتقاة من العديد من المواقف والخطب التي توضح شغفه فقط بالنساء، بينما الدمار لا يزال يحيط بالمدينة ليصبح لدي الإيطاليين 6 أبريل 2009 آخر بعد إضراب 6 أبريل المصري 2008 بعام واحد.. ولكن في إيطاليا استطاعوا صناعة فيلم يواجه ويتحدي وسمحت الدولة بعرضه رغم إعلانها الاحتجاج.. فهل فكر أحد السينمائيين في بلادي في أن يقدم 6 أبريل المصري؟.. ولو فكر هل تتسامح معه الدولة؟!

الدستور المصرية في

14/05/2010

####

«روبن هود».. بدايات مخيبة للآمال 

البدايات لا تشي بالنهايات والمقدمات لا تحدد النتائج.. هذه هي قناعتي في عالم المهرجانات علي عكس- بالطبع- ما يجري عادة في قانون الحياة لأن البداية هي بالضبط التي ترسم طريق النهاية المحتوم لكن للسينما رأياً آخر. شاهدت فيلم الافتتاح «روبن هود» للمخرج ريدلي سكوت وبطولة راسل كرو وكيت بلانشيت وبعد ذلك شاهدت أول أفلام المسابقة الرسمية في المهرجان «جولة» للمخرج الفرنسي ماثيو أمارليك الذي شارك في كتابة السيناريو ولعب بطولة الفيلم ومع الأسف سواء فيلم الافتتاح أو أول الأفلام فإن الحصيلة أكدت أن المتوقع كان أقل بكثير من الواقع ولم يكن هذا هو رأيي أنا فقط ولكن ردود الفعل التي أعقبت العرض ساهمت في تأكيد ذلك.. فيلم «روبن هود» قوبل بصمت من الجمهور.. في عرض النقاد والصحفيين لم نستمع إلي صوت استهجان ولكن صمت رهيب وكان الجمهور قد وقف في مرحلة متوسطة لا يستطيع التصفيق ولا يستطيع أيضاً التصفير. أما في الثاني فإن الجمهور ضحك استهجاناً وأغلب الحضور كانوا من الفرنسيين أو الفرانكوفيين أي ناطقي الفرنسية.. «روبن هود» في الذاكرة العالمية هو لص الفقراء الشرفاء الرجل الوسيم ابن البلد الفهلوي بالمعني المصري الذي يأخذ أموال الأثرياء ليمنحها للفقراء فهو حبيب الشعب لأنه يطبق القانون الخاص الذي يوفر الحماية للأغلبية حتي ولو اخترق قانون الدولة ولهذا وقع في حب العامة لأنه يتولي بالنيابة عنهم تحقيق العدالة الاجتماعية.. المخرج ريدلي سكوت استعان برؤية جديدة للسيناريو تمنح بُعداً سياسياً للأحداث، حيث استعان بالكاتب فراين هيجلان لتقديم وجهة النظر المختلفة لتلك الرواية التي صاغها إيثان ريف وسيراس فوريس.. يؤدي الدور الرئيسي بالطبع راسل كرو النجم المفضل لريدلي سكوت، واعتمد المخرج علي ملامحه التي تجمع ما بين القوة والصرامة وأيضاًِ القدرة علي زرع التعاطف لدي الجمهور وهو يتابع علاقة «كرو» مع كيت بلانشيت.. قام ريدلي سكوت بتغيير وصل إلي درجة تزييف روبن هود الذي يحتل جزءاً من الذاكرة الجماعية للشعوب وليس فقط بالطبع الإنجليزي، ولكن ظهر لروبن هود عشرات من الشخصيات بمثابة تفريعات علي نفس التيمة وكأنه وجه آخر لجحا الذي تسند له كل دولة عشرات بل مئات من النكت ولم يذكر التاريخ أبداً أن هناك جحا قد ظهر علي الأرض من قبل وهكذا شاهدنا لدينا تلك الشخصية التي جمعت في بعضها ملامح أدهم الشرقاوي.. روبن هود يحاول في هذا الفيلم أن يقف وراء «الملك ريتشارد» بعد مقتله وذلك من أجل وريثه بينما البارونات الإنجليز- حيث تجري الأحداث في القرن الثاني عشر- يعلنون الثورة ضد هذا الوريث ويصبح علي الحاكم أن يواجه ثورتين واحدة داخلية والثانية جاءت من الجارة الفرنسية التي أيضاً لم تعترف بالملك الجديد.. خفت في هذه الأحداث الإحساس بخفة الظل التي كانت هي الطابع المميز لكل المعالجات السابقة وكانت تجعلنا نغفر للبطل كل أخطائه لأن أبطالنا أيضاً يشاركون في نجاحهم وفي توزيع الغنائم علينا وليس فقط عليهم.. وضح من خلال السياق السينمائي في تلك الهارمونية التي جمعت بين راسل وكيت بلانشيت قدر من الكيميائية اتضحت بقوة علي الشاشة وأسفرت بالتأكيد عن تحقيق المصداقية للنجمين.. المخرج كان يضفي علي الفيلم طابعاً تاريخياً من خلال ثراء الملابس، وأقصد بهذا التعبير الفخامة وعلي الجانب الآخر كان يخفت هذا الحس الجماهيري الشعبي بسبب تلك الأجواء السياسية التي اتكأ عليها ريدلي سكوت.. وتبقي في الذاكرة صورة روبن هود والتي لن تستطيع أن تمحوها أعمال فنية حاولت الخروج عن الإطار التاريخي والمعني الفكري الذي يعتبر الخروج عن القانون هو أول الطريق للدخول إلي قلوب الناس.. ونترقب عرض أكثر من فيلم يثير حالياً ضجة في العالم وخاصة إيطاليا وهو فيلم «دراكولا» والمقصود بهذا الاسم هو بيرلسكوني- رئيس الوزراء الإيطالي- والذي أعلن غضبه من المهرجان ولكن الفيلم الذي أخرجته الإيطالية تسابينا جورانتي أخذ طريقه للعرض، وأنت تقرأ هذه السطور سيكون بالفعل قد تم عرضه. كما أن المخرج الإيطالي الشهير ماركو بيلوشي سيلقي محاضرة عن السينما والتي يصفها قائلاً: إنك عندما تشاهد السينما يبقي أن تترك نفسك تتعايش كاملاً علي الشاشة وكأنك تعيش في حالة حب.. ويضيف: لا ينبغي للمخرج أن يشرح كل شيء والجزء الثاني الذي لم يذكره ماركو هو أنك كمتفرج تضيف الكثير للفيلم.. وحتي الآن في بداية القطفة الأولي لأفلام المهرجان لم نعثر علي شيء من هذا القبيل ولم نصدق شيئاً وفي انتظار الغد.

الدستور المصرية في

13/05/2010

 
 

"لعبة عادلة" إنتاج أبوظبي يعرض في المسابقة الرسمية

العرب في "كان" تواجد على استحياء

 “كان” - محمد رضا

ليس المتوقع ألا تغيب السينما العربية عن الحضور في مهرجان كان، بل أن تغيب عاماً بعد عام وتتباعد مسافات ظهورها بحيث يتوقّف أمر اشتراكها في المسابقة أو في أي من التظاهرات الرئيسية على إذا ما كان إيليا سليمان أنجز فيلماً  جديداً (وهو ينجز فيلماً كل خمس سنوات) او إذا ما كان هناك فيلم مخرجه عربي وتمويله آت من شتى بقاع الأرض .

وبمضي المخرج يوسف شاهين، يتبدّى حجم الخسارة، إذ كانت إطلاته المتوالية على المهرجان في السنوات العشرين السابقة لوفاته، تحديداً، بمثابة الصوت العربي الوحيد في تلك الحاضرة . أما السينمائيون المغاربة من تونس والجزائر والمغرب فإن غيابهم المستمر عن التواجد في واحد من تلك التظاهرات، حتى لا نقول عن المسابقة نفسها، هو انعكاس لسينمات تجد نفسها خارج السياق العالمي الذي كانت بدأت طرقه والتعامل معه عبر أفلام نوري بوزيد، والطيّب الوحيشي، ومحمد لخضر حامينا، ورضا الباهي سابقاً .

أسباب كثيرة تدعو إلى تراجع سينما من دولة ما، لكن التأثير هو ما يهم هنا علماً أن الحديث عن غياب السينما العربية ليس جديداً بل يحمل تكراراً ففي كل عام تقريباً يجد المرء نفسه أمام ذات الحالة وذات النتائج تبعاً للمسببات نفسها . والموضوع أثير قبل أيام بين بعض النقاد العرب الذين كانوا يتحدّثون في هذا الموضوع . أحدهم قال: “لماذا نهتم إذا لم تكن السينما العربية تهتم”؟ وأضاف آخر: “أنا وطني السينما وغياب السينما العربية هو نفسه مثل غياب السينما الفنزويلية أو الفنلندية مثلاً . لماذا لا نسمع من يتحدّث في غيابها؟” .

إذ ينظر المرء الى تلك البانوراما الكبيرة التي تشكّلها أفلام المسابقة والعروض الرسمية خارجها، فإن الجواب على هذه الاسئلة مستوحى من حالتي التواجد والتغييب . حالة تحمل نقيضها: الأولى تصل الى أربعة آلاف صحافي وناقد وإعلامي وأكثر من ذلك من السينمائيين، والثانية تبقى عالقة في عنق زجاجاتها لا تستطيع الاحتذاء لأنها لم تتجهّز لتفعل ذلك . بالتالي، فإن الجواب على لماذا نهتم إذا لم تكن غير مهتمّة؟ ينطلق من حقيقة أن هذا هو دور الناقد أولاً، وثانياً أن هناك من يهتم لكنه لا يستطيع الوصول ودولته ليست معنية بمساعدة قبل او خلال او بعد التصوير على مثل هذا الهدف .

أما الرد على السؤال الثاني فهو أبسط من ذلك بكثير: أولاً لابد أن هناك في فنزويلا وفنلندا وسواهما من يرفع الصوت متسائلاً حين الغياب، وثانياً، لأننا عرب والسينما العربية شغلنا وثالثاً  لأننا جميعاً سوف نلحظ غياب السينما الفرنسية او الإيطالية او الأمريكية إذا غابت فَلِمَ لا نلحظ، من باب أولى، السينما العربية حين تغيب؟

الحديث عن الوجود العربي في المهرجان ليس جديداً كما أسلفنا الا من حيث أنه في العام الماضي كانت هناك أفلام تحمل أسماء مخرجين عرب قام الغرب بتمويل أعمالهم (وهذه وخزة أخرى في جانب السينما العربية حين يموّل الغربيون وحدهم المشاريع السينمائية العربية واللبنانية) مثل فيلم “أمريكا” لشيرين دبّس و”الزمن المتبقّي” لإيليا سليمان  بينما هناك حفنة أفلام من مصر وتونس والمغرب معروضة في السوق بهدف إيجاد من يشتريها ويعرضها تلفزيونياً أو سينمائياً في الغرب . حين يفكّر المرء في الموضوع من هذه الزاوية فإن ما يتبادر إليه هو أنه وخلال كل السنوات الماضية واظب عدد من النقاد والصحافيين الحضور سواءً وجدوا أفلاماً من دولهم أم لم يجدوا . وهذا العام هناك المجموعة ذاتها من الموجودين أتوا من الإمارات ومصر ولبنان والكويت والجزائر وتونس والعراق، لكن نسبة هذا الحضور بدوره منحسرة جداً عما كانت عليه في الثمانينات ثم في التسعينات .

من ناحية أخرى، لم يمنع كل ذلك بعض المراكز والمؤسسات السينمائية العربية من زيادة حجم المشاركة ونوعيّتها . في المقدّمة الهيئة العامة للثقافة والتراث في أبوظبي التي لديها ما تحتفل به: مهرجان يجذب إليه الآن صيتاً ملحوظاً وفيلم في المسابقة بعنوان “لعبة عادلة” هو رابع الأفلام الأمريكية التي تموّلها الهيئة بعد “المخبولون” و”قصار” و”انتقام الفرو” .

هذه الأفلام الثلاثة المذكورة فنياً معدومة الأهمية وتجارياً مخفقة، لكن “لعبة عادلة” الذي قام بإخراجه دوغ ليمان  قد يكون الأول المختلف: لديه موضوعاً جاداً ومعالجة مناسبة لجدّية ذلك الموضوع وفرصة تجارية مقبولة بعدما اشترته لتوزيعه شركة “سَمِت” الأمريكية .

سنجد شون بن هنا يؤدي دوراً يناسب توجّهاته السياسية: إنه الدبلوماسي الذي عُهد إليه البحث عن خبر تهريب يورانيوم من النيجر الى العراق . تحقيقاته أثبتت أن لا شيء من هذا حدث وأن ما يشيعه البيت الأبيض ويعزفه ليل نهار حول وجود أسلحة دمار شامل بحوزة العراق ما هو إلا كذب للتمهيد لضرب العراق واحتلالها . حين لا يأخذ البيت الأبيض بنتائج تحقيقاته، يقوم بنشر تلك التحقيقات في “نيويورك تايمز” ما يؤلّب عليه الإدارة التي تنتقم منه بكشف الغطاء عن زوجته التي تعمل عميلة للسي آي آيه معرّضة حياتها للخطر .

هناك فيلمان على الأقل تم حرقهما قبل الوصول من قِبل أصحاب الأغراض السياسية .

الأول “خارج القانون” للمخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب . فقبل أيام قليلة من افتتاح المهرجان أطلق أحد السياسيين المقرّبين من الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي واسمه ليونيل لوكا هجوماً على الفيلم الذي يتعاطى موضوع  مجزرة قام بها الجيش الفرنسي سنة  1945 سقط خلالها نحو  ثمانية  آلاف قتيل،  واصفاً إياه بالتلفيق . في حين أدلى اندريه مايه، وهو عضو في البرلمان عن مدينة كان، تصريحاً طالب المهرجان فيه بسحب الفيلم وعدم عرضه .

إذا لم يكن ذلك فاشية  فهو على الأقل ضرب من ضروبها . الفيلم لا يتعاطى وحرب الاستقلال الا من حيث أنها تشكل خلفية لما يتابعه الفيلم، انطلاقاً من ذلك التاريخ، من أحداث . الى ذلك، وحسب أحد منتجي الفيلم، جان بريهات (كون الفيلم لم يُعرض بعد) “إنه فيلم عصابات مثل فيلم “حرارة” (الفيلم المعروف لمايكل مان بطولة آل باتشينو وروبرت دينيرو) على خلفية سياسية” . يضيف المتحدّث أن المخرج لم يدّعي مطلقاً أنه أنجز فيلماً تاريخياً بل هو فيلم خيالي منسوج من الواقع .

في شتّى الأحوال فإن هذه العاصفة التي انطلقت قبل بدء المهرجان وتصاحبه لليوم، تفيد الفيلم وتعزز الاهتمام به، كما هي الحال بالنسبة للفيلم الثاني في هذا المجال “حرقتهم الشمس- 2” . المسألة هنا أن الأخبار كانت سبقت وصول فيلم نيكيتا ميخالكوف الى المهرجان حيث كان، كما سبق لهذا الناقد، أن ذكر في مقالة سابقة، عُرض تجارياً في المدن الروسية الكبيرة من دون أي نجاح يُذكر رغم أن كلفته التي تردد أنها فاقت 30 مليون دولار (ترفعها الصحافة الفرنسية الآن إلى 40 مليون دولار) هي الأعلى في تاريخ السينما الروسية . لكن ما ينجزه الفيلم في السوق او ما لا ينجزه هو موضوع منفصل عن نوعية الفيلم . رغم ذلك، سارعت الصحافة الروسية ومن بعدها الفرنسية لحرق الفيلم . الأولى كانت بالضرورة شاهدته، لكن الثانية حكمت من دون أن تشاهد منه شيئاً .

وهذا المصير يشبه ما يتعرّض إليه فيلم دوغ ليمان “لعبة عادلة” إذ سارعت جريدة “ليبراسيون” للحكم بأن الفيلم لن يعدو تكراراً لأعمال المخرج الهزيلة السابقة ذاكرة فيلم “مستر ومسز سميث” كمثال على ذلك . 

وزيرة جزائرية تدعو للتصرف "بطريقة حضارية" تجاه فيلم بوشارب

اعتبرت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أن من “غير الطبيعي” ان يصدر عضو في الحكومة الفرنسية رأياً حول فيلم “خارج القانون” الذي يتناول حقبة قاتمة من الاستعمار الفرنسي للجزائر من دون ان يكون قد شاهده .

وقالت تومي خلال برنامج لاذاعة المحطة الثالثة الناطقة بالفرنسية “من غير الطبيعي ان يسمح عضو في الحكومة الفرنسية (اوبير فالكو سكرتير الدولة لشؤون الدفاع والمقاتلين السابقين) لنفسه باصدار رأي في فيلم لم يره ويطلب رأي دائرة التاريخ في وزارة الدفاع الفرنسية” .

وكان النائب عن الاتحاد من اجل حركة شعبية (الحزب الرئاسي) ليونيل لوكا بعدما استمع إلى مقابلات مع مخرج الفيلم وخوفا من ان يتم اختيار فيلم “خارج القانون” للمخرج الفرنسي من اصل جزائري رشيد بوشارب ليمثل فرنسا في اطار مهرجان كان، اتصل خلال العام 2009 بأوبير فالكو .

وطلب هذا الاخير من دائرة التاريخ في وزارة الدفاع اعطاء “رأي تاريخي” حول فيلم بوشارب .

واعتبرت الوزيرة الجزائرية “من خلال هذا التصرف يريدون زج الحكومة في قضية تزعج كثيرا في الانظمة الديمقراطية ولاسميا في فرنسا الا وهي حرية الابداع” .

واعتبرت تومي ان الانتقادات التي يتعرض لها موضوع الفيلم “هي رد فعل من الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) وعصاباتها” .

ودعت الوزيرة منتقدي بوشارب إلى “التصرف بطريقة حضارية وهادئة” مقترحة عليهم “إنتاج أفلام بدلاً من منع عرض فيلم” .

وأسف رشيد بوشارب الخميس للجدل المثار حول فيلمه الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، مشددا على ان السينما ينبغي ان “تتناول كل المواضيع” كما الحال في فيلمه حول تاريخ الاستعمار .

ويتبع الفيلم وهو من انتاج جزائري بلجيكي فرنسي مشترك مسار ثلاثة اشقاء نجوا من مجازر سطيف في ايار/مايو 1945 وناضلوا لدى وصولهم إلى فرنسا من اجل استقلال الجزائر .

وحتى قبل بدء عرضه اتهم اليمين الفرنسي المتطرف وجمعيات الحركيين ومقاتلون سابقون والنائب ليونيل لوكا فيلم “خارج القانون” ب “تزوير التاريخ” . 

"الخادمة" سينما على الطريقة الهندية

"روبن هود" فيلم متميز خارج المسابقة

بعد مضي ثلاثة أفلام على افتتاح المهرجان، يتبدّى فيلم ريدلي سكوت “روبِن هود” أفضل ما تم عرضه . لكن الفيلم الذي يعيد سرد حكاية الشخصية الإنجليزية المشهورة، بمواقف وأحداث جديدة تماماً، مشكلته- ومشكلتنا نحن معه- هي أنه ليس من عروض المسابقة، ما يجعل هذه في وضع أسوأ . والفارق ليس الإمكانات واختلافها بين فيلم تاريخي موّلته هوليوود وأفلام فرنسية وصينية وكورية محدودة التكلفة، بل في أن أياً من هذه الأفلام الثلاثة لم ينجح -على المستوى الحرفي والتقني المحض- في فرز رؤية جديدة ومعالجة أصلية للموضوع الذي يتناوله كل منها .

أفضلها الفيلم الصيني “أحزان شونغكوينغب” للمخرج غير المعروف عالمياً وانغ جياوشواي الذي لا يستطيع أن يجد جمالاً ولو من باب التناقض مع الواقع الذي يتناوله، ولديه سبب جيّد وتبرير مقبول: رحلة هذا الأب ليست للبحث عن كيف قُتل ابنه ولماذا فقط؟ بل هناك أخرى جانبية لا يقوم بها بل يطرحها الفيلم طوال الوقت: الرحلة في التحوّلات التي تمر بها الصين والتي زرعت شكل حياة غربية وأفقدتها هويّتها الأولى . كوانهاي يراقب، مثلاً، الراقصين والراقصات الصينيين الشباب وهم يتمايلون على إيقاعات غربية في ملاه مزدحمة . يواجه صخباً في أحد المطاعم لم يعتد عليه من قبل ويلقي نظرة على مبان عصرية لا تزال تحمل مفهوم الإنشاءات العشوائية رغم حداثتها . لا عجب إنه انسان غير سعيد . وكونه جاء من البحر (حيث لا وطن) فإنه حالة نموذجية لرجل فقد، في وسط كل ذلك، وطنه وهويّته .

يعود بطل “أحزان شونغكوينغ” الى مدينة بهذا الاسم بعد غياب ستة أشهر في البحار . إنه كوانهاي (وانغ جويكي) قبطان سفينة يتحدّث عن مشاعره حين يشرف على طاقمه وركّابه فيقول “أشعر بتوتر شديد لأني أخشى على سلامتهم” وهو يفعل ذلك قرب نهاية الفيلم حين يلتقي والضابط الذي قتل ابنه بعد رحلة أخرى على الأرض يقضيها كوانهاي باحثاً عن سبب موت ابنه كوانهاي يحاول إعادة رسم صورة ما حدث آملاً، على الأغلب، في إعادة التعرّف على ابنه الذي لم يتعرّف اليه سابقاً . زوجة كوانهاي تعيش الآن على محاولة محو الذكرى ولا تريد التحدّث إليه، لكن معظم الشخصيات الأخرى تريد أن تتحدّث عما وقع حين دخل ابنه، مشحوناً بعاطفة جيّاشة حينما تركته خطيبته، الى محل عام واستل سكيناً طعن به اثنين واحتجز طبيبة هبّت للإنقاذ قبل أن يضع الضابط حداً لما يمثّله من خطر . ما لا يستطيع الفيلم، كما كُتب ونُفّذ .

الاشتراك الفرنسي “جولة” محاولة أخرى لرسم معالم حياة أفراد غير سعداء، لكن من دون الخلفية الاجتماعية أو السياسية .

فيلم من كتابة وبطولة وإخراج ماثيو أمالريك يتناول حياة منتج حفلات ملاه اسمه يواكيم الذي كان عاد من أمريكا ومعه مجموعة من المغنيات والراقصات اللواتي تجاوزن سن الأربعين أو يكدن ينتقل بهن من ناد ليلي رخيص الى آخر مع حلم يراوده في عودة مظفرة الى أمجاد ولّت، وإدراك خفي بأنه لن يستطيع فعل ذلك مع هذه الفرقة غير الجاذبة . حريم يواكيم نساء طيّبات ومحرومات ويدركن تماماً موقعهن الصعب في هذه الفترة من الحياة ماديّاً وفنيّاً وإنسانياً . في الوقت ذاته يعلم يواكيم أنه لا جدوى من محاولة ترميم حياته الزوجية أو صداقاته التي لم ينتج عنها سوى المزيد من الغرق في الديون . لا يستطيع الانتقال الى باريس لأنه مدان لمنتجين ومتعهدين وكل ما يستطيع أن يفعله هو البقاء على الحافّة في تلك المدن الساحلية غالباً .

حريم يواكيم طيّبات ويدركن تماماً موقعهن الصعب في هذه الفترة من الحياة ماديّاً وفنيّاً وإنسانياً . في الوقت ذاته يعلم يواكيم أنه لا جدوى من محاولة ترميم حياته الزوجية او صداقاته التي لم ينتج عنها سوى المزيد من الغرق في الديون . لا يستطيع الانتقال الى باريس لأنه مُدان لمنتجين ومتعهدين وكل ما يستطيع أن يفعله هو البقاء على الحافّة في تلك المدن الساحلية غالباً .

بضع لمسات عاطفية في محلّها وشيء من التعاطي الرقيق مع الذات البشرية لا يكفيان لصنع فيلم جيّد وهذا هو حال رابع  أفلام المخرج والممثل أمالريك الذي تم افتتاح المسابقة به .

يُصيب المخرج، الذي كتب فيلمه هذا أيضاً، في تلك الأماكن التي عليه نقل ما يتفاعل في علاقته مع النساء مع حب وكره . لكن كتابته للشخصية التي يؤديها تبقى بلا عمق أو إثارة والسيناريو لا يحتوي على الكثير من الأحداث وتبدو الفكرة قد وصلت وانتهت بعد نصف ساعة من الساعة والخمسين دقيقة التي هي مدّة عرض الفيلم وما تبقى استطراد حيناً وتكرار حيناً آخر . الكاميرا تؤدي دورها المتوقّع هنا: محمولة غالباً لكنها تنبؤ عن مخرج يبحث عن سياسة عمل . لكن لو أن أمالريك وجد الرسم الصحيح للشخصية وما يكفي من مفارقات لرفع شحنة العمل وإيقاعه من دون تحسين مستوى أداء الكاميرا لهان الأمر .

أما الفيلم الثالث، فهو الكوري “الخادمة” لإيم سانغ-سو الذي يدور حول خادمة تبدأ العمل  في بيت لعائلة ارستقراطية يرأسها رجل أعمال بالغ الثراء (لي يونغ جاي) الذي لديه زوجة حامل بتوأم وطفلة في عامها الخامس أو نحوه ومشرفة على البيت (يون يوه- يونغ) التي تجلب يوني لاستلام عمل يشمل الإعتناء بالفتاة وبالولدين اللذين على الطريق .

لا يمر وقت طويل من قبل أن يدخل رب البيت حجرة الخادمة في نزوة تحولت الى عادة قبل أن تكتشف الخادمة بأنها حامل . لا تكتشف ذلك وحدها بل تكتشفه أم الزوجة والزوجة والمشرفة على البيت حتى قبل أن يعلم الزوج نفسه . والدة الزوجة تخطط لافتعال حادثة لقتل الخادمة بعدما بلغتها العلاقة وهذا يؤدي بالخادمة الى المستشفى ثم تعود الى البيت وقد تم افتتضاح العلاقة . تضربها الزوجة وتعرض عليها مائة ألف دولار لقاء الإجهاض . لكن الخادمة تريد الإحتفاظ بالطفل قرار يدخل الفيلم في مزيد من الحشو الميلودرامي الذي تتساءل معه لو أن فيلماً مصرياً او هندياً حمل هذا الموضوع واقترحه على المهرجان، ألم يكن المهرجان سيرفضه؟

الخليج الإ/اراتية في

17/05/2010

 
 

باتفاق بين وزارة الثقافة ومخرجه رشيد بوشارب:

"الخارجون عن القانون" سيعرض بالجزائر يوم عرضه بمهرجان "كان"

نبيلة رزايق من الجزائر

كشفت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أن فيلم "الخارجون عن القانون" لمخرجه رشيد بوشارب المثير للكثير من الجدل في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية هذه الأيام سيعرض بالجزائر العاصمة على الصحافة الوطنية في نفس يوم عرضه بمهرجان "كان" أي يوم 21 أيار/ماي الجاري وفق اتفاق ابرم بين وزارة الثقافة ومخرج الفيلم رشيد بوشارب. هذا ما أكدته مصادر مقرية من الوزيرة لموقع "إيلاف" على ضوء ما سبق وأن صرحت به خلال حصة إذاعية" بكل صراحة" على أمواج القناة الثالثة الناطقة بالفرنسية يوم السبت الماضي مؤكدة أنها تمكنت من مشاهدة الفيلم المذكور يوم الثلاثاء الماضي ولم ترى فيه إلا مجرد عمل فتي سينمائي يستحق الدعم والمشاهدة.

تأتي هذه الخطوة كما قالت الوزيرة في إطار تمكين الإعلاميين الجزائريين من مشاهدة هذا الفيلم في نفس يوم عرضه بمهرجان كان السينمائي ضمن المنافسة الرسمية على الصحافة الأجنبية التي تنقلت بكثافة لنغطيه هذا الحدث السينمائي العالمي كما أعلنت خليدة تومي عن استغرابها من موقف السلطات الرسمية الفرنسية من هذا الفيلم وأكدت ان من اشد الأمور التي تعجبت لها ان يحكم على عمل فني سينمائي من قبل مشاهدته خاصة إذا تعلق الأمر بما أبداه احد أعضاء الحكومة الفرنسية مذكرة في هذا السياق باسم امين عام وزارة الدفاع الفرنسي هوبير فالكو متسائلة عن مبدأ حرية التفكير والديمقراطية الذي تتحدث به دوما فرنسا وتتبجح به مذكرة ان مصلحة قسم التاريخ التابعة لوزارة الدفاع الفرنسي - وهي الجهة التي اخذت على عاتقها تقديم تقرير ينتقد وبشدة فيلم رشيد بوشارب ويشكك في احداثه التاريخية -مؤكدة ان هذه المصلحة التاريخية الفرنسية لا تعني في شيء الشعب الجزائري ولا مصداقية لها في نظر الشعب الجزائري لانها في اساس وريثة ذات المؤسسة العسكرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر". ودعت في هذا السياق من لا يشاطرون رأي بوشارب إلى العمل بطريقة "حضارية وهادئة" مقترحة عليهم "صناعة الافلام بدلا من منع صدور فيلم". واغتنمت تومي الفرصة للتذكير بان الجزائر كانت البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي اختير سنة 1975 وفاز بالسعفة الذهبية بفيلم "وقائع سنين الجمر" لمحمد لخضر حمينة.

تجدر الإشارة أن عرض فيلم"الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب" في قاعات السينما بالجزائر وفرنسا كان مقررا ليوم 22 أيلول/سبتمبر القادم، لكن يبدو أن وزيرة الثقافة قد قدمت الموعد بالنسبة للجزائر حيث أعلنت على هامش تواجدها بالمجلس الشعبي الوطني ان عرض الفيلم في الجزائر سيكون خلال شهر جوان بالتزامن مع مباريات كاس عالم جنوب إفريقيا.

إيلاف في

17/05/2010

####

مهرجان كان

وودي آلن: الشيخوخة سيئة والحياة كابوس 

كان- د .ب .أ- يبدو أن آخر أفلام وودي آلن -وتدور أحداثه حول مجموعة من الناس ومحاولاتهم الفاشلة لإنهاء صراعاتهم الشخصية- هو تصوير لرؤية المخرج الأميركي للعالم.

إن الحياة «تجربة ضارية مؤلمة كابوسية لا معنى لها» تلك كانت كلمات وودي آلن الذي يقيم في نيويورك بشكل دائم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمناسبة عرض فيلمه «سوف تقابل غريبا طويلا أسمر» للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي.

وأضاف آلن «الطريقة الوحيدة للشعور بالسعادة هي أن تقول لنفسك بعض الأكاذيب..هذا هو منظوري ..ولطالما كان ذلك هو منظوري للحياة دائما».

معظم الشخوص في «ستقابل غريبا طويلا أسمر» تنتهي بهم الحال غير سعداء.

خيانة وتنجيم

ويتلمس الفيلم الذي تدور أحداثه في لندن، موضوعات الموت والخيانة الزوجية والتنجيم والشيخوخة، وهي جميعا من القضايا التي يحمل آلن آراء قوية بشأنها.

ينتاب الرجل العجوز في الفيلم ­أنتوني هوبكنز­الفزع عندما يتذكر سنوات عمره التي ضاعت، يهجر زوجته ­هيلين­ ويبحث عن شبابه المفقود.

وقال المخرج البالغ من العمر 74 عاما للصحافيين، إن الشيخوخة «أمر سيئ».

وأضاف «لا فائدة ترجى من وراء التقدم في السن «موضحا أن الإنسان لا يصبح أكثر عطفا أو حكمة مع تقدم العمر «لا شيء طيبا يحدث»، تتراجع قوة الإبصار وتظهر آلام الظهر.

وأردف أنه لا يتمنى أن تصل المرأة إلى الشيخوخة «فهي لا تنطوي على شيء من الرومانسية». وقد تكون الشيخوخة أحد أسباب امتناع آلن عن المشاركة كممثل في أعماله.

«لم يعد بإمكاني أداء دور رومانسي..ليس ممتعا أن تلعب دور الرجل الذي لا يحظى بفتاة».

حشد من النجوم

يعرض «ستقابل غريبا طويلا أسمر» خارج المسابقة الرسمية في «دورة كان» الحالية، بعد أن رفض آلن طلب القائمين على تنظيم المهرجان ضمه الى قائمة الأعمال المنافسة على السعفة الذهبية، وهو الفيلم الرابع الذي يصوره آلن في عاصمة الضباب.

حشد وودي آلن لعمله الأخير مجموعة من كبار الممثلين، منهم الأسترالية ناعومي واتس التي أعلن المنتجون في كان هذا الأسبوع أنها ستلعب دور مارلين مونرو في فيلم جديد عن نجمة الإغراء في خمسينيات القرن العشرين.

تلعب واتس دور سالي ابنة هيلين التي تعيش علاقة تسودها حالة من الإحباط المتزايد مع زوجها الذي يعمل كاتبا بدون مستقبل واضح.

في الوقت نفسه، تأسر لب زوجها­ جوش برولين­، امرأة أخرى أصغر سنا، لعبت دورها فريدة بينتو نجمة المليونير المتشرد.

ويشارك كل من برولين وواتس بفيلمين في مهرجان كان هذا العام. حيث تلعب واتس دور البطولة في فيلم «لعبة نزيهة» للمخرج الأميركي دوغ ليمان، عن قصة عميلة المخابرات الأميركية السابقة فاليري بليم.

ويلعب برولين دور البطولة في الجزء الثاني من رائعة المخرج الأميركي أوليفر ستون «وول ستريت» بعنوان «وول ستريت­المال لا ينام» الذي يعرض للمرة الأولى أيضا خلال فعاليات كان هذا الأسبوع.

بعد أن هجرها زوجها، تلجأ هيلينا ­جيما جونز ­ لعرافة كي تساعدها في الخروج من محنتها.

إعجاب آلن

غير أن آلن معجب بأولئك الذين يزعمون أنهم قادرون على قراءة الطالع للآخرين.

«أرى أن ذلك كله دجل وشعوذة ...سذاجة وهراء..في الحياة الحقيقية استغلال البشر لحظة ضعفهم تعد صناعة مربحة للغاية».

يحمل «ستقابل غريبا طويلا أسمر» معنى مزدوجا، فالفيلم يشير إلى تطلعات لرومانسية جديدة وحصاد الماضي الكريه في الوقت نفسه. الموت أيضا أحد القضايا التي يملك آلن رؤية ثابتة صارمة تجاهها.

وقال «علاقتي بالموت تظل ثابتة ..أنا أقف ضده بكل قوة».

.. ويدافع عن بولانسكي

دافع المخرج الاميركي وودي آلن عن المخرج البولندي الفرنسي رومان بولانسكي معتبرا ان القضية التي تطاله «سخيفة».

واعتبر آلن ان بولانسكي الموضوع في الاقامة الجبرية في سويسرا ويواجه احتمال تسليمه الى الولايات المتحدة دفع ثمنا غاليا حتى الان. واتى كلامه بعدما اتهمت الممثلة البريطانية شارلوت لويس البالغة الثانية والاربعين الجمعة بولانسكي بانه اعتدى عليها جنسيا عندما كانت في سن السادسة عشرة. وقال وودي آلن لاذاعة «ار تي ال» الفرنسية «هذا امر حصل قبل سنوات عدة لقد تألم من جراء ذلك ولم يسمح له بالعودة الى الولايات المتحدة. لقد احرج من جراء كل ذلك».

واوضح آلن «انه فنان، انسان لطيف، لقد ارتكب خطأ ودفع الثمن. ان «منتقديه» لن يرتاحوا الا اذا بقي يدفع الثمن طوال حياته. سيكونون سعداء لو اعدم رميا بالرصاص». 

جعفر يشكر فرنسا ومهرجان كان

شكر المخرج الايراني الموقوف جعفر بناهي فرنسا ومهرجان كان لدعمهما له في رسالة مكتوبة من سجنه في طهران تليت على سلالم قصر المهرجانات في كان بحضور وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران.

وكتب المخرج البالغ التاسعة والاربعين الذي دعي ليكون عضوا في لجنة التحكيم في الدورة الحالية للمهرجان «علمت خلال زيارة لافراد عائلتي بجهودكم الثمينة خلال افتتاح الدورة الثالثة والستين لمهرجان كان الدولي».

وخلال حفل الافتتاح الرسمي مساء الاربعاء ترك اعضاء لجنة التحكيم في الدورة الثالثة والستين لمهرجان كان مقعدا خاليا وضع على اسم المخرج الايراني في تحرك رمزي.

وفي اليوم ذاته دعا وزير الثقافة الفرنسي وكذلك وزير الخارجية برنار كوشنير الى «الافرج فورا» عن بناهي. 

الجزائر تستغرب الهجمة على «الخارجون عن القانون»

الجزائر - د .ب. أ- استغربت الجزائر الهجمة التي شنتها بعض الأطراف الفرنسية على فيلم «الخارجون عن القانون» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب ومحاولة منعه من العرض في مهرجان كان الدولي.

وقالت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي للإذاعة الحكومية إن «أي محاولة لمنع عرض الفيلم أمر يثير السخرية»، معتبرة موقف الأمانة العامة للمحاربين القدامى الفرنسية التي قادت الحملة منافيا لمبدأ حرية الإبداع الذي تعتبره فرنسا ذاتها مبدأ مقدسا.

وأضافت انه على من يريد أن يعترض على هذا الفيلم الجزائري عليه أن يرد عليه بطريقة حضارية وهادئة.

وأوضحت أن الفيلم يعطي فكرة حقيقية لواقع الأسر الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي في الفترة ما بين عامي 1925 / 1962 ويشير إلى الظروف والضغوط التي دفعتهم إلى الهجرة بعيدا عن بلادهم.

القبس الكويتية في

17/05/2010

 
 

«كان 63»: مرافعة ضد «تسليع» العالم

كل شيء على ما يرام سيّدتي الأزمة

كان ــــ عثمان تزغارت

صفّق جمهور الكروازيت لوودي ألن، ومايك لي، وماتيو أمالريك، ومحمد صالح هارون. لكنّ أوليفر ستون وجان لوك غودار سرقا الأضواء من «المسابقة الرسمية»، بفليمين سياسيين ضد العولمة والليبرالية المتوحشة

الذين توقّعوا أن الدورة الحالية من «مهرجان كان» ستبتعد عن السياسة، لصالح سينما شخصية وحميمة، خابت آمالهم. صحيح أنّ عروض الأسبوع الأول تضمنت أفلاماً بارزة تنتمي إلى سينما المؤلف ذات النفس اللصيق بهموم الناس، من جديد وودي ألن «ستقابلين غريباً طويلاً غامضاً»، إلى «عام آخر» لمايك لي، مروراً بأبرز مفاجأتي الدورة، «الجولة الفنية» لماتيو أمالريك، و«رجل يصرخ...» لمحمد صالح هارون (راجع "الحلم الأميركي المجهض، وأحزان القارة السمراء")... لكن الأفلام التي استقطبت الأضواء كانت سياسية تصب في المرافعة ضد «تسليع العالم»، في ظل الهجمة الليبرالية المتوحشة التي زجّت «العالم المتحضّر» في أزمة أخلاقية ومالية غير مسبوقة.

أزمة يقول عنها غوردن غيكو، بطل «وول ستريت ٢» لأوليفر ستون، «إنها أزمة خطيرة قد تؤدي بنا إلى أسوأ مآل: الاشتراكية»! أما جان لوك غودار، فحذّر في «اشتراكية» بأنّّ «على العالم أن يفكر ملياً، لأن الحتمية الاشتراكية التي نطالب بها لم تعد مجرد يوتوبيا، بل باتت أمراً قابلاً للتحقيق». إذاً، الأزمة المالية كانت في الصدارة خلال عروض النصف الأول من «كان». وكما كان مرتقباً، نجح الأميركي أوليفر ستون في إخراج المهرجان من حالة الوجوم التي تطبع أيامه الأولى عادةً، مدشّناً بذلك المحطة السجالية الأولى في هذه الدورة. وفي سابقة غير معهودة، استطاع فيلمه «وول ستريت: المال لا ينام أبداً» (خارج المسابقة) أن يسرق الأضواء من الأعمال التي تتبارى رسمياً على «السعفة الذهبية». إذ مثّل عرضه الحدث الأهم على الكروازيت، حتى الللحظة، بانتظار مفاجآت حافلة يتضمنها الأسبوع المقبل: جولييت بينوش بإدارة كياروستامي في شريطه «نسخة طبق الأصل»، و«كارلوس» بعدسة أوليفييه أساياس، وجديد رشيد بوشارب «خارجون على القانون» الذي يهدّد اليمين المتطرف الفرنسي بـ«تعكير» عرضه من خلال تظاهرات عارمة أمام قصر المهرجان.

لم تكن مهمة أوليفر ستون سهلة. إذ إنّ تقديم جزء ثان ـــ بعد ربع قرن ــ من فيلم أصبح من كلاسيكيات السينما، هو مجازفة. فضلاً عن ذلك، فبطله مايكل دوغلاس، يتخبط منذ عشر سنوات في أزمات مهنية وشخصية جعلت نجوميته تتراجع. وبالتالي، تشكك كثيرون في قدرته على تحقيق أي إضافة في الجزء الثاني من «وول ستريت». إذ يتقمص مجدداً شخصية بارون مضاربات البورصة غوردن غيكو الذي نال عنها أوسكار أفضل ممثل عام 1987.

لكنّ ستون نجح في المهمتين معاً. قدّم فيلماً لم يكتف بمضاهاة الجزء الأول، بل ذهب أعمق في فضح الشطط الليبرالي وهوس المكسب السريع الذي استبد بعالم الأعمال وأفضى إلى فوضى مالية عارمة سمحت للمضاربين بـ«تسليع العالم» تحت مبرر العولمة. كذلك منح مايكل دوغلاس الظروف المثالية للعودة إلى القمة. في الجزء الأول من «وول ستريت»، تقمّص دوغلاس شخصية بارون البورصة غوردن غيكو، أيام كان في قمة المجد والنفوذ، وكان يلقّب بـ«سمك القرش». أما في هذا الجزء الثاني، فنكتشفه شيخاً منهكاً يغادر السجن بعدما قضى ثمانية أعوام وراء القضبان، بتهمة المضاربة غير الشرعية وتبييض الأموال. ويجد نفسه وحيداً، بعدما انفضّ عنه الأصدقاء. لكنه لا يلبث أن يعود إلى عالم البورصة، لمساعدة خطيب ابنته (النجم الصاعد شيا لابوف) على تعلم أسرار المهنة، مقابل التزام الأخير بالتوسط لمصالحته مع ابنته بعد سنوات من الجفاء. لكن «سمك القرش» يصاب بالصدمة حين يكتشف ما آل إليه عالم البورصة منذ منتصف التسعينيات، فيصدر كتاباً مدوياً ضد مخاطر المضاربة، مطلقاً التحذير الساخر، من أن خطورة الأزمة المالية الحالية قد تبلغ حد الزج بالعالم الرأسمالي نحو أسوأ الاحتمالات، أي الاشتراكية!

في «اشتراكية»، يكسر غودار كالعادة أنماط السرد التقليدي، ليقدّم رؤية متعددة المستويات والأبعاد

النبوءة ذاتها يقدمها عرّاب «الموجة الجديدة» في جديده «اشتراكية». لكن البديل الاشتراكي بالنسبة إليه ليس مجرد احتمال (سيء أو إيجابي)، بل حتمية تاريخية. كالعادة، يصعب تلخيص موضوع الفيلم، لأنه ككل أعمال غودار، يكسر أنماط السرد التقليدي، ليقدّم رؤية متعددة المستويات والأبعاد، يستعصي على المشاهد أحياناً تتبع خيوطها المتشابكة، والتجذيف في متاهاتها الأسلوبية والفكرية الشائكة. صاحب «الاحتقار» رمى عرض الحائط، منذ ربع قرن، بمعايير الانتشار التجاري، ومراعاة «المشاهد الكسول»، مطلقاً العنان لمنحى تجديدي يسعى عبره إلى تأسيس «سينما مفكرة».

وهو هنا يصوِّر الأزمة التي ضربت العالم الرأسمالي الغربي، على سبيل التورية، من خلال سفينة تتلاعب بها الأمواج في بحر هائج، فيما ركابها مشغولون باللهو في الكازينو العائم، في الطابق السفلي للسفينة، منقطعين تماماً عن العالم الخارجي! فضلاً عن مرافعته الفكرية دفاعاً عن «الحتمية الاشتراكية» القادمة، فإن صاحب «بيارو المجنون» يصوّر هنا البحر في جماله الآسر وقسوته المخيفة، كما لم يسبق أن قُدّم في السينما على الإطلاق.

بين الدراما والتوثيق

في التظاهرات الموازية، لفت الأنظار فيلم يقع في مكان وسط بين الدراما والتوثيق، قُدّم ضمن «أسبوعي المخرجين» بعنوان «كليفلند ضد وول ستريت» للمخرج السويسري جان ستيفان برون. في الأصل، كان هذا السينمائي في صدد إنجاز شريط توثيقي عن دعوى قضائية رفعها سكان بلدة كليفلند الأميركية ضد 21 مصرفاً في وول ستريت، بتهمة تبديد أموال صغار المدّخرين في أزمة الـ Subprimes التي كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت الأزمة المالية العالمية. لكن محامي المصارف نجحوا في الالتفاف على النظام القضائي، لإسقاط الدعوى، من دون أي محاكمة. لذا، ابتكر المخرج السويسري فكرة طريفة تمثلت في إقامة محاكمة صورية أمام كاميراه، شارك فيها سكان كليفلند ومحاموهم وممثلو البنوك. وكانت النتيجة فيلماً آسراً من نوع الـDocudrama يكشف عورات بنوك الأعمال الأميركية، كما لم يفعله أي فيلم روائي أو شريط توثيقي من قبل.

الأخبار اللبنانية في

17/05/2010

####

أوليفر ستون: خلل ما بين محور الخير ومحور الشرّ

الحفاوة النقدية التي استُقبل بها فيلم «وول ستريت 2» لأوليفر ستون لم تخفف من الجدل الذي أثير بشأنه، خلال المؤتمر الصحافي الرسمي للفيلم. إذ حاول بعض الصحافيين استفزاز صاحب JFK. هكذا، قال بعضهم إنّ سينمائياً أنجز فيلماً «تمجيدياً» عن فيدل كاسترو، ليس الشخص الأمثل لتحليل الأزمة المالية العالمية وانتقاد «وول ستريت».

لكن أوليفر ستون لم يسع إلى الدفاع عن فيلمه المخصص لسيرة فيدل كاسترو، واكتفى بالقول «ليس لديّ مشكلة إيديولوجية مع النظام الرأسمالي، بل أريد أن يُناقش فيلمي من داخل المنطق الرأسمالي». وأضاف: «ليس لديّ أي مشكلة بأن أودع أموالي في البنوك، أو أن أقترض منها عند الحاجة. لكن المشكلة أن النظام المالي لم يعد يخضع لأي ضوابط حكومية أو رقابية، لأن المال صار يتحكم بكل شيء، ويصنع الساسة أنفسهم. فكيف لرجل سياسة صنعه عالم المال والأعمال، وتم انتخابه بفضل تمويل الأوساط المالية، أن يدافع عن المصلحة العامة ضد أولياء نعمته من كبار المستثمرين والمضاربين في البورصة؟».

قال إنه ليس ممن يؤمنون بـ«أخلقة الرأسمالية»

وأضاف ستون إنه ليس ممن يؤمنون بـ«أخلقة الرأسمالية»، لكنه تعمّد أن يجعل بطل فيلمه غوردن غيكو يصدر في الجزء الثاني من الفيلم كتاباً يشجب فيه مخاطر المضاربة والتلاعب المالي بالبورصة، بوصفها خطراً على النظام الرأسمالي بأكمله. وفسّر ذلك قائلاً: «بطلي ليس يسارياً، ولا هو صديق كاسترو. بل هو من بارونات البورصة في الثمانينيات، وكان يُلقب في الجزء الأول من الفيلم بـ«سمك القرش». لكنني فوجئت في أثناء الإعداد للجزء الثاني، حين زرت وول ستريت للتشبع بأجواء عالم البورصة، بأن الجميع استقبلوني بحفاوة. وكثيرون من نجوم البورصة الحاليين قالوا لي إنّ بطلي غوردن غيكو يعدّ مثلهم الأعلى في الحياة! بينما عندما قدمت فيلمي في الثمانينيات، لم ير أحد أنّه مثل أعلى أو بطل إيجابي، بل عدّه النقاد واحداً من أنجح الشخصيات الشريرة على الشاشة».

وقال ستون ساخراً: «حين أقع على رجال أعمال متحكمين بمصائر الملايين، يعترفون بلا حياء بأن بطل فيلمي السابق مثالهم الأعلى، فإنني أقول إن تصدعاً ما قد حدث بين محور الخير ومحور الشر. وأترك لكم البحث عن موطن الخلل!». وأضاف «اعتقدت أن النظام كان سيتصحح، لكن هذا لم يحدث. كنت أود أن أرى تعديلات هامة في هذا النظام ولكنني ألاحظ مشاكل هائلة». وسرعان ما ذكّر بأوضاع اليونان والبرتغال وإسبانيا كأمثلة حية على الأثر المدمر للفشل في تنظيم القواعد التي تحكم الأسواق المالية الدولية. وختم متمنياً أن يتغير النظام المالي العالمي.

الأخبار اللبنانية في

17/05/2010

####

الحلم الأميركي المجهض، وأحزان القارة السمراء

مفاجأة «كان» خلقها الفرنسي ماتيو أمالريك، والتشادي محمد صالح هارون.... كلاهما يرنو إلى «الكاميرا الذهبية»

عثمان تزغارت

لكل دورة من دورات «مهرجان كان» خيباتها ومفاجآتها السارة. ولا شك في أنّ الخيبة الأبرز في الأسبوع الأول من المهرجان هي فيلم وودي ألن «ستقابلين غريباً طويلاً غامضاً». إذ لم يرقَ اللقاء الفني الأول في هذا العمل بين عملاقين، هما وودي ألن وأنطوني هوبكنز، إلى مستوى الآمال والتوقعات.

في المقابل، كانت المفاجأة السارة مزدوجة، حيث اكتشفت الكروازيت سينمائيين واعدين، هما الفرنسي ماتيو أمالريك والتشادي محمد صالح هارون. الأول عرفه جمهور «كان» ممثلاً متألقاً، وخصوصاً منذ أدى بطولة رائعة جوليان شنابل «الفراشة وبذلة الغطس». وقد بهر النقاد هنا بتحفة فنية هي أول تجربة له وراء الكاميرا، بعنوان «الجولة الفنية».

يروي الفيلم قصة ذات منحى نفسي عن «أزمة الأربعينيات»، تتعلق بمنتج تلفزيوني فرنسي يتخلى فجأة عن عمله وعائلته وأولاده، ويسافر إلى أميركا لتحقيق حلم حياته في تأسيس فرقة «ستريب تيز» تقتصر على الراقصات البدينات، أطلق عليها اسم News Burlesque، وإذا بالفرقة تحقق نجاحاً عالمياً. لكن الحلم يتبخّر، لأنّ ترسّبات حياة المنتج التلفزيوني السابق سرعان ما تعود إلى الواجهة، لتعكر سعادته في حياته الجديدة برفقة راقصاته البدينات...

لكن الذين تسرّعوا في إطلاق التهكنات بأن أمالريك سيستأثر بـ«الكاميرا الذهبية» (الجائزة المخصصة في «كان» للأعمال الأولى)، بدأوا يراجعون حساباتهم بعد عرض فيلم التشادي محمد صالح هارون «رجل يصرخ». يدخل هذا الفيلم السباق على «الكاميرا الذهبية»، لكونه العمل الروائي الأول لمخرجه. لكن محمد صالح هارون ليس غريباً عن الكروازيت، فقد استرعى الانتباه، عام 2002، بفيلمه القصير «أبونا» الذي عُرض ضمن تظاهرة «أسبوعي المخرجين».

يومها، تنبأ كثيرون بميلاد سينمائي سيكون له شأن. لكنّ عراقيل إنتاجية شائكة أخّرت إنجاز باكورته الروائيّة الطويلة. إذ لم يجد التمويل اللازم (إنتاج مشترك فرنسي ــــ تشادي) إلا في خريف عام 2008. وما إن عُرض هذا العمل على اللجان الفنية للمهرجان، في مطلع الخريف المضي، حتى قبل على الفور.

في هذا الفيلم، يستعير محمد صالح هارون عنوان قصيدة شهيرة لأيمي سيزير (رجل يصرخ ليس دباً يرقص)، ليقدّم قصة إنسانية مؤثرة عن المسحوقين في بلاده، من ضحايا الفقر والاقتتال الأهلي. بطل الفيلم آدم شيخ قضى العمر كله في العمل منظِّفاً لمسبح في فندق فاخر، لكنه يُسرّح من العمل، قبل أشهر قليلة من بلوغه سن التقاعد، إثر بيع الفندق لمستثمرين صينيين، وإذا بأحفاد ماو تسي تونغ يتحولون إلى «غزاة جدد» يسلطون على القارة السوداء إمبريالية لا تقل قسوة عن إمبريالية «الرجل الأبيض» الذي ترزح القارة الأفريقية تحت نفوذه المالي والسياسي منذ عقود.

الأخبار اللبنانية في

17/05/2010

 
 

جيل الاحتجاج في السينما الجزائريّة

كان ــــ سعيد خطيبي

ثلاثة أفلام قصيرة من الجزائر تعرض في تظاهرات «كان» المختلفة هذا العام، ولعلّ القاسم المشترك بينها أنّها تحمل تواقيع مخرجين ينتمون إلى الجيل الجديد من السينمائيين. هذا الجيل يتميّز بحساسية جديدة، تبتعد به عن إنجازات التسعينيات، مع ميل أساسي إلى منح المرأة مكانةً محوريةً في أعمالهم. في «الجن» (20 دقيقة) الذي تدور أحداثه في مدينة تاغيت (800 كلم جنوبي غربي العاصمة)، تتطرّق ياسمين شويخ للخرافات التي تتحكّم بحياة الناس ــــ المرأة تحديداً ــــ في الصحراء. وتمنح صاحبة «الباب» (2006) شريطها الجديد طابعاً صحراوياً، من خلال الكثبان الرملية واتساع الخلاء، والموسيقى الجنوبية.

إنّها قصّة عنبر (خديجة مقاوم)، وهي شابة في مقتبل العمر، تعيش في مجتمع بطريركي، ووسط تقاليد بائدة تفترض وجود جن يتزوجون الفتيات الجميلات. طوال الفيلم، تتعامل عنبر ببرودة أعصاب مع الجهل الذي يحيط بها، وترضخ لمختلف طلبات المجتمع، وتقبل وضع الوشم باعتباره «رمز المرأة الصحراوية الناضجة». لكنها في المقابل، تحاول أن تُقنع نساء القبيلة بأن «الجن» غير موجود، وأنّ الحياة تتحكّم بها خيارات الأفراد وإراداتهم، لا القوى الغيبيّة.

ويطلّ المخرج الشاب يانيس كوسيم، بشريطه الجديد «خويا» (15 دقيقة)، وهو الثاني له بعد «أختي» (2007). تدور الأحداث حول عائلة مكونة من أم وثلاث بنات وأخ يحتكر السلطة. إنّه صاحب الصوت المفرد، بتواطؤ مع الأم، رغم كونه يصغر شقيقاته سناً، وما زال طالباً في الجامعة. هكذا، يتحكّم بحياة أخواته بأدقّ تفاصيلها، ما يخلق حالة من التوتّر، وأزمة في العلاقات... ثم تصل الأزمة إلى أوجها عندما يحاول إجبار إحداهن على الزواج بابن الجيران، وينهال عليها ضرباً. سيكون نصيبه طعنات بالخنجر، على يد أخته الصغرى. وتنتهي القصّة بقتل المستبد، واقتياد القاتلة إلى السجن، فيما تستعيد شقيقتاها الحريّة أخيراً.

آخر عمل جزائري يعرض ضمن سلسلة Short Film Corner في الدورة الثالثة والستين من «مهرجان كان»، هو «المسافر الأخير» (7 دقيقائق) للمخرج مؤنس خمار. يختلف العمل عن سابقيه بكونه فيلماً صامتاً أولاً، يركز على الصورة والحركة وملامح الوجه. يبدأ بمشهد انتحار شاب قفزاً من صخرة عالية. ثم نعود، من خلال عمليّة فلاش باك، إلى ذلك الشاب (محمد شايب) الذي يتخيّل نفسه نجماً مسرحياً. يتحدى شخصية «الأميرة» التي كان دوماً يتأمل صورتها عبر الملصقات الإعلانية، ويتمنى أن يصبح نجماً مثلها.

ركن الأفلام القصيرة هامش خصب، وفرصة لاكتشاف مبدعين جزائريين في أوّل الطريق، تجمعهم هواجس مشتركة قوامها الحريّة والتقدّم ومواجهة التقاليد وتجاوز الواقع... وطبعاً يخيّم على تلك التجارب شبح الخيبة والنظرة السوداويّة إلى الواقع. قد نلتقي، في مستقبل قريب، بياسمين شويخ أو يانيس كوسيم، أو مؤنس خمار، في إحدى المسابقات الرسميّة للمهرجان. من يدري؟...

الأخبار اللبنانية في

17/05/2010

####

السينما التونسية: على أعتاب الكروازيت

سفيان الشورابي 

تونس غائبة عن «كان»، والغياب يطرح أكثر من سؤال: السينما التي عرفت نهضة في العقدين الأخيرين، وتبوّأت موقع الصدارة في السينمات العربيّة البديلة، تعيش حالة من الانحسار والتراجع. ما أبعدنا عن السنوات التي كان فيها المهرجان العريق يحتفي بمفيدة التلاتلي مثلاً، كما فعل عام 1994 حين منحها «الكاميرا الذهبية» عن باكورتها الروائيّة «صمت القصور». وقبلها شارك فريد بو غدير بـ«الكاميرا العربيّة» (١٩٨٧)، وقبلهما عبد اللطيف بن عمار الذي شارك في 1970 بشريطه الروائي «حكاية بسيطة كهذه»...

قيل الكثير عن تنازلات فكريّة وجماليّة حملت بعض المخرجين التوانسة في العقدين الماضيين، إلى «كان». هذا نقاش آخر طبعاً، لكنّهم حضروا على الأقل. هذه السنة، السينما التونسيّة يقتصر حضورها على «سوق الفيلم»، حيث تشارك خمسة أعمال: «الدوّاحة» لرجاء عمّاري، و«آخر ديسمبر» لمعزّ كامون، و«لتحيا السينما» لمختار العجيمي، و«النخيل الجريح» لعبد اللطيف بن عمار و«جرجيس» لمحمد الزرن. لمدة طويلة، ظلّت تونس سبّاقة في مجال «التجريب» السينمائي. والأعمال القليلة التي تزخر بها المدونة السينمائية، اشتغل عليها مخرجوها لتبقى راسخة في البال. إلا أنّها اليوم عاجزة عن المنافسة، وتعاني مشكلات هيكليّة، يبدو أنّ حلها لن يكون في المدى المنظور. الحصاد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة بالنسبة إلى السينما الروائيّة الطويلة الموجودة في «سوق الفيلم»، وبعضها خرج لتوّه من المختبرات المونتاج. هذه المشاركة تهدف إلى استغلال فرصة وجود عشرة آلاف مشارك يمثلون أربعة آلاف شركة إنتاج، قادمين من مئة دولة، للتعريف بجديد الصناعة السينمائيّة وإيجاد أسواق واتفاقات عروض...

رجاء عمّاري ومعزّ كامون ومختار العجيمي وعبد اللطيف بن عمار ومحمد الزرن في «سوق الفيلم»

وفي سبيل تعويض ضعف المشاركة التونسيّة، بادرت النقابة الوطنية لمنتجي الأفلام ـــــ وهي التي تكفّلت بمصاريف سفر الوفد التونسي إلى كان ـــــ إلى تنظيم حملة «سياحية» لتشجيع المخرجين على تصوير أعمالهم في تونس. ألم يصوِّر جورج لوكاس مشاهد من فيلمه «حرب النجوم» في الجنوب التونسي؟ وهو ما فعله ريبرتو بينيني في «النمر والثلج»، وعشرات السينمائيين الكبار خلال العقود الثلاثة الماضية... فهل خلاص السينما التونسيّة هو في استدراج أفلام عالميّة إلى التصوير في تونس؟ وماذا عن الإنتاج المحلّي: كيف يخرج من عنق الزجاجة ويستعيد ألق التسعينيات البعيدة؟

الأخبار اللبنانية في

17/05/2010

 
 

طارق الشناوي يكتب من كان:

«توم» و«جيري» في «حالة حب»

حتي كتابة هذه السطور لا يزال المخرج «مايك لي» يحتل المركز الأول بين كل الأفلام المتنافسة علي جائزة «السعفة الذهبية» للمهرجان، وبالطبع فإن الأمر لا يزال بعيداً عن التأكد من قدر اقترابه من الجائزة إلا أنه وعلي أقل تقدير سيظل من المرشحين الأوائل بين 19 فيلماً للتنافس علي «السعفة» حتي لو حمل المهرجان مفاجآت قادمة.. كعادة هذا المخرج البريطاني لديه نظرة ثاقبة للعائلة يستطيع أن يحيل العادي والتقليدي إلي ما هو جذاب وفني ومثير.. اختار المخرج عنواناً أيضاً هادئاً يدل علي استمرار الحياة كما هي بكل تفاصيلها وهو «عام آخر» وقسم فيلمه إلي أربعة مقاطع أو فصول صيف، وخريف، وشتاء، وربيع.. المكان الرئيسي للحدث هو بيت الزوجين اللذين يقفان علي مشارف الستين واختار لهما اسمي «توم» و«جيري» بطلي الحكاية الكارتونية الشهيرة في الرسوم المتحركة لعبة القط والفأر ولكن المخرج علي العكس تماماً من هذا المفهوم التقليدي والمباشر فإنه يبدو كأنه يداعب جمهوره بهذا التوقع المبدئي بأن الزوجين متحابان.. نماذج توقف عندها المخرج كثيراً منها صديقة الزوجة التي نراها واقعة تحت سيطرة تعاطي الخمر الذي يصل إلي حد الإدمان وهي لا تتوقف عن تحريك كل المياه التي تبدو تقليدية وراكدة ليست فقط في حياة الأسرة ولكن في الدائرة المحيطة بتلك الأسرة، حيث نراها مثلاً تشارك في جنازة قريب للأسرة بعد أن رحلت زوجته. وفي صباح اليوم التالي تذهب إليه وفي الحوار يلقي بالظلال علي الموت والافتقاد وتستمر في الحياة مع «توم» و«جيري» وتلتقي ابنهما وصديقة ابنهما.. لم يدعُها أحد للبقاء أكثر من ذلك ولكنها تواصل كشف تفاصيل الحياة.. فهي امرأة محبطة عاطفياً وربما لجوؤها لإدمان الكحول يبدو كنوع من التعويض لخلق عالم من الخيال ولكنه في نفس الوقت يدفعها لمزيد من الاقتحام لتلك العائلة السعيدة «جيري» الزوجة الطيبة الناجحة و«توم» الزوج الجيولوجي الناجح.. ويأتي المخرج «مايك لي» مواصلاً خلق الجذاب والمثير مما هو عادي وتقليدي ويمر علينا دون حتي أن يستوقفنا لأننا نعيشه يومياً بكل تفاصيله، وهكذا يمر العام لينتظر الجميع العام التالي ولكن من المؤكد بنظرة أخري لكل ما مر بالعائلة.. بنظرة مختلفة تتناول الصداقة والحب والموت..

ويأتي المخرج الياباني الشهير «تاكيشي كيتانو» مع درجة ترقب عالية جداً لفيلمه «الانتهاك» الفيلم مليء بالدموية وينتقل من جريمة إلي أخري من خلال الصراع علي المال الذي يحرك العائلتين الكبيرتين للمعركة داخل البورصة.. المخرج يقدم فيلم حركة جيد الصنع ولا شك، ولكنه يبتعد عما تعودنا عليه من أفلام سابقة له مثل «عودة الأطفال»، المجد للمخرجين، «تاكيشي»، «العرائس» وغيرها وغيرها.. أفلامه السابقة مليئة بالحركة وهو يقول دائماً إنها مثل طاهي يقدم يومياً نفس الطبق الرئيسي ولكن مع إضافة بعض المحسنات، في أفلامه السابقة كان الحوار أقل صخباً ولكنه هذه المرة يجعل شخصياته تتحدث أكثر، والصراخ كان أيضاً زائداً حتي عن الحوار وشكلت أيضاً الموسيقي التصويرية جزءاً حميماً ومباشراً من هذا الصراخ الدائم!!

كان أمس الأول يوماً به مصر حاضرة في المهرجان، حيث عرض في توقيت مقارب فيلما «الفلاح الفصيح» لشادي عبدالسلام و«بنتين من مصر» لمحمد أمين.. شادي أتم ترميم النسخة لتصبح عنواناً مميزاً لتاريخ السينما المصرية القديم، حيث إن الفيلم أنتج قبل أكثر من 40 عاماً وعرض رسمياً في إطار المهرجان في قاعة رئيسية وهي «بانويل» تتسع لنحو ألف مشاهد، بينما عرض «بنتين من مصر» ضمن عروض السوق في قاعة تتسع لـ «35» مشاهداً فقط لا غير.. «الفلاح الفصيح» أكد عبقرية شادي عبدالسلام، حيث يقدم شكاوي الفلاح الفصيح للملك أو الإله والتي تطلب العدالة.. كان «شادي» يتعامل مع نص أدبي شديد البلاغة يصل إلي أعلي المراتب في الصياغة الأدبية ورغم ذلك كانت الكاميرا وحركة الممثلين واختيار الزوايا، كل هذه التفاصيل كانت تؤكد أن «شادي» يقدم رؤية بصرية موازية لكل هذا الشموخ الأدبي الذي عشنا معه وعايشناه خلال 22 دقيقة زمن الفيلم.. لا يزال شادي عبدالسلام قادراً علي إدهاشنا وأيضاً علي أن يضع اسم مصر في مهرجان «كان»!

الدستور المصرية في

17/05/2010

####

لأنه يفضح حقيقتها الاستعمارية

رشيد بو شارب.. مخرج جزائري يُغضب الفرنسيين

يحاول في أفلامه الوصول للجذور التاريخية، والاجتماعية لأبطاله

إيمان عبد الغني - mbc.net 

السينما التي يقدمها واقعية لدرجة الصدام، مغلّفة في الوقت نفسه بطابع إنساني عميق الأبعاد.. إنه المخرج الجزائري رشيد بو شارب، الذي يكشف بإنتاجه السينمائي عن وجه آخر للسينما الجزائرية؛ إذ يؤرخ لمكافحة الاستعمار بأفكاره المعبّرة عن مشاعر حية ينتظم فيها الآلاف من البشر، فاضحا الرفض الغربي للأصول العربية، رغم وهْم الاندماج والتحرر، ومزيحا الستار عن مرحلة تُحاول فرنسا محوها من ذاكرتها التاريخية الاستعمارية.

رشيد بو شارب يبحث بأفكاره عن صنع الجدل، وإثارة التساؤلات بالقضية المطروحة في الفيلم، وهو الأمر الذي نجح فيه بامتياز فخرجت أفلامه عن كونها سينما تجتاز الحدود بجرأتها إلى رحلة للبحث عن حقيقة تاريخية ظلت حبيسة الرفوف، على حد قوله.

الهجرة والاغتراب واختلاف الثقافات ليست مجرد مفاهيم لدى المخرج الجزائري المولود بفرنسا، وإنما صور مخزنة في ذاكرته يحاول التعبير عنها بمدرسة سينمائية واقعية جديدة تجمع بين غموض الاغتراب ووهم الانتماء.

يعبر بو شارب بصورته عن عالمه الخاص بين البيئة التي نشأ فيها والبيئة التي يبحث فيها عن جذوره، في فيلم تدور أحداثه حول الصراع الأبدي بين الشرق والغرب، في شخصيات لا يفصلها حدود بين الواقع والخيال.

المهمّشون في بحر الغربة هم أبطال قصص رشيد بو شارب، الذي يروي بهم جزءا مما بداخله دون أن يدري أنه يكشف وجوها للاستعمار الفرنسي، ودون أن تكون أفلامه ذات الخلفية السياسية دعاية لطرف على حساب الآخر.

حب السينما وجرأة المشاعر

شكّل رشيد بو شارب والمنتج الفرنسي جون بريا علاقة فنية من نوع خاص؛ إذ جمعتهما عوالم مختلفة على حب السينما وجرأة المشاعر المترجمة بأفكار لا تعرف معنى الحواجز التي يعبر بها بو شارب عن هويته، لتجمعهما بعد ذلك صداقة قوية ساعدت بو شارب في كتابة أول حروف النجاح في حياته بإنتاج أفلام قصيرة في الثمانينيات، ثم أسسا معا شركتهما الخاصة عام 1983.

وفي عام 1985 قدم رشيد الفيلم القصير "العصا الحمراء"، ثم توالت بعدها عدد من التجارب لأفلام قصيرة ناجحة، استطاع فيها استخلاص مفاهيم الحرية من السينما الفرنسية التي تعلم على أيدي كبار أساتذتها ونجومها.

وكان فيلم "شاب" الذي أنتج عام 1991 أول إنتاج مشترك بين الصديقين، وقد سبب صدمة شديدة للجمهور العادي والنقاد على حد سواء، كما أثار جدلا واسعا لما يحمله من جرأة لم تعتد عليها السينما الجزائرية من قبل، ورآه النقاد وقتها تعرية لحقائق خفية في المجتمع الجزائري، لكنه فتح أمام بو شارب أبواب العالمية.

وفي عام 1996 تم ترشيح فيلمه "غبار الحياة" لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وبعدها قدما بو شارب وصديقه جون فيلم "سنغال الصغيرة" عام 2001، الذي سلّط فيه رشيد الضوء على سكان منطقة هارليم أحد ضواحي مدينة نيويورك، التي يطلق عليها "ليتل سنغال" التي يسكنها أفارقة معظمهم من السنغال.

ويروي بو شارب في الفيلم الحياة اليومية لهؤلاء الأفارقة الأمريكيين ليكشف أنهم على الرغم من اندماجهم في المجتمع الأمريكي إلا أنهم ما زالوا عبيدا.

شيراك يستجيب لانديجان

من خلال ثلاثة شباب جزائريين كانوا هم الناجين الوحيدين من مجزرة سطيف عام 1945 ثم ينتقلون إلى فرنسا ليلتحقوا بحركة التحرير الجزائرية، تدور أحداث فيلم "انديجان" أو "الأصليون" عام 2006، الذي حقق نجاحا عالميا غير متوقع؛ إذ فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي الدولي، بعد أن سُمح عرضه بفرنسا لأكثر من 5,3 ملايين فرنسي، بالإضافة أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أقر زيادة في منح المحاربين القدماء المغاربة على حد سواء مع الفرنسيين.

وفي 2008 قدّم المخرج الجزائري فيلم "نهر لندن" ليتناول تفجيرات لندن 2005؛ إذ اختلق حوارا بين رجل مسلم وامرأة مسيحية لديها أحكام مسبقة عن الإسلام لتعيد التفكير من جديد في تلك النظرة للمسلمين، وحصل الفيلم على عدد من الجوائز في المهرجانات الدولية، بالإضافة لجائزة أحسن ممثل في مهرجان برلين الدولي.

ثم أتي عام 2010 فأثار رشيد بو شارب الجدل من جديد بفيلمه "خارجون عن القانون" الذي تدور أحداثه، استمرارا لفيلم "انديجان"، حول مجازر 8 مايو/أيار 1945 في الجزائر على يد الاستعمار الفرنسي حتى عام 1962، التي كانت سببا لاعتلاء أصوات المعارضة ضد الفيلم من اليمين الفرنسي المتطرف، لدرجة اتهام الفيلم ومخرجه بتزوير الحقائق والمغالطة التاريخية.

كما عارضت لجنة فرنسية مناهضة للفيلم أطلقت على نفسها اسم "من أجل الحقيقة التاريخية في كان 2010" عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، الذي تستمر أعماله حاليا.

لكن تصريحات بو شارب جاءت لاحقا لترفض تلك الاتهامات لفيلمه، واصفا الفيلم بالمُتخيل في فترة زمنية دامت 30 عاما.

كما أعلن عن أن فيلمه المقبل -الذي لم يحدد عنوانه بعد- سيكون استكمالا لفيلمي الاستعمار انديجان وخارجون عن القانون، لكنه حدد الحقبة التي يتناول فيها استقلال الجزائر من عام 1962 لعام 2000.

أخيرا.. وُلد المخرج الجزائري في فرنسا، ونشأ وتربى فيها إلا أنه قضى العديد من سنوات الدراسة في نيويورك حيث يعيش والداه.

الـ mbc.net في

17/05/2010

####

رأت أن محاولة منع الفيلم مثيرة للسخرية

وزيرة جزائرية تستنكر الهجوم الفرنسي على "خارجون عن القانون"

القاهرة – mbc.net

أعربت وزيرة جزائرية عن دهشتها البالغة إزاء الهجمة التي شنَّتها بعض الأطراف الفرنسية على فيلم "الخارجون عن القانون" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، ومحاولة منعه من العرض في مهرجان كان الدولي.

وقالت وزيرة الثقافة خليدة تومي للإذاعة الحكومية إن "أي محاولة لمنع عرض الفيلم أمر يثير السخرية"، معتبرة موقف الأمانة العامة للمحاربين القدامى الفرنسية التي قادت الحملة منافيا لمبدأ حرية الإبداع الذي تعتبره فرنسا ذاتها مبدأ مقدسا.

وأضافت أنه على من يريد أن يعترض على هذا الفيلم الجزائري عليه أن يرد عليه بطريقة حضارية وهادئة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).

وأوضحت أن الفيلم يعطي فكرة حقيقية لواقع الأسر الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي في الفترة ما بين عامي (1925/1962)، ويشير إلى الظروف والضغوط التي دفعتهم إلى الهجرة بعيدا عن بلادهم.

كما يروي طرق تشتت أسرة جزائرية، وكيف ضاع مستقبل شبابها من خلال مشاركتهم في حرب الهند الصينية، ودخولهم السجون الفرنسية، ثم المخاض الذي تولد عنه الثورة الجزائرية في الخارج، وبالضبط في فرنسا.

وكان المخرج الجزائري رشيد بوشارب قد خرج عن صمته إزاء حملة الهجوم العنيفة التي تعرض لها فيلمه "خارجون عن القانون" من جانب اليمين الفرنسي المتطرف بتهمة تزييف التاريخ والإساءة إلى فرنسا.

ودعا بوشارب، من مدينة لوس أنجلوس إلى الهدوء، معربا عن أمله في أن تتم مناقشة الاختلافات حول ما أسماه الفيلم "المتخيل" في هدوء تام، وذلك من خلال رسالة وجّهها إلى مهرجان "كان".

لجنة مناهضة

وكانت لجنة فرنسية مناهضة لعرض الفيلم الجزائري "الخارجون عن القانون" بالدورة المقبلة لمهرجان "كان" السينمائي الدولي قد طالبت بتنظيم مظاهرة ضخة تزامنا مع عرض الفيلم بالمهرجان؛ تعبيرا عن الاحتجاج لما حمله من أفكار.

وشددوا على أن الفيلم يحمل مغالطات تاريخية كبيرة، وتزويرا للتاريخ، خاصةً حول مجازر 8 مايو/أيار 1945، التي وقعت بين الجزائريين والاحتلال الفرنسي.

وقالت اللجنة -التي أطلقت على نفسها اسم "من أجل الحقيقة التاريخية كان 2010"، في بيانٍ لها- إن عرض الفيلم بالمهرجان يمثل "استفزازا داخل الدار الفرنسية"، و"مكيدة سياسية ستجري تحت غطاء حدث ثقافي ذي سمعة دولية".

ويدخل فيلم "الخارجون عن القانون" ضمن ما يسمى بسينما الحرب، وهو إنتاج مشترك "جزائري-فرنسي"، ممثلوه الأساسيون مغاربة، بالإضافة إلى المخرج الجزائري؛ حيث يشارك فيه جمال دبوز، ورشدي زام، وسامي بوعجيلة.

ويتطرق الفيلم -الذي يعتبر استمرارا لفيلم "أنديجان"- إلى فترة من تاريخ الجزائر المستعمرة، ويتعرض بالأخص لأحداث 8 مايو/أيار عام 1945 والحركة الوطنية، وميلاد جبهة التحرير الوطني.

الـ mbc.net في

16/05/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)