كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان «كان» السينمائي:

تيم بيرتون يريد من لجنة التحكيم أن تعود إلى طفولتها

كان: محمد رُضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

   
 
 
 
 

إن ما يقوم به مهرجان «كان» وما يشترك في قيامه كل الموجودين هنا أشبه بجزء من الصورة الكبيرة على الرغم من كبر الصورة البادية لنا. ويتجلّى ذلك باعتراف المهرجان بأهميّة سوقه السينمائية. هو ذاته يحتفي بالفن والثقافة والموضوع من جهة ويخصص مساحة كبيرة (بالمعنيين الواقعي والمجازي للكلمة) للسوق والتجارة راغبا في دفع الحركتين معا. وبينما نحن نجلس متابعين ثم محللين وكاتبين عن أفلام المسابقة وباقي الاختيارات الرسمية، فإن كل ما يهم الموزّع والمنتج هو إذا ما كان فيلم رعب جديد اسمه «ضباع» سيستطيع أن ينهش من لحم مشاهديه المحتملين.

«كان» و«هوليوود» العلاقة بين «كان» و«هوليوود» تمر دائما بمنطقة فيها رياح باردة تليها رياح ساخنة، ثم باردة، ثم ساخنة وهكذا. في تلك الأعوام التي لا تتواجد فيها السينما الأميركية إلا على نحو محدود، مثل هذا العام، فإن سؤال الكثيرين الصارخ هو: أين هي السينما الأميركية؟ لم لا يوجد منها ما يكفي؟. في أعوام أخرى، حين يكون هذا الوجود ملحوظا فإن المسألة تنقلب إلى استنكار معلن: لماذا هناك هذا الكم من الأفلام الأميركية في المهرجان؟ هل هذا هو احتفاء هوليوودي؟

قدر كبير من هذا التجاذب عائد إلى أن الإعلام عادة ما يبحث عن شكوى كافية لإثارة قضية. أو عن قضية يعكس بها شكوى ما. وقبل سنوات قليلة حين واجه المخرج رون هوارد وفريق فيلم «شيفرة دافنشي» النقاد والصحافيين في المؤتمر الصحافي بعد عرض الفيلم، أدرك كم أن الجمهور لا يتساهل مع فيلم لا يعنيه إذا ما وجده في صلب العروض السينمائية للمهرجان.

على العكس، كان المؤتمر الصحافي الذي انعقد قبل يومين لفيلم «روبن هود» مثيرا للاهتمام من حيث أن الاهتمام به عكس ردّ فعل إيجابيا حياله على الرغم من أن معظم الأسئلة التي طُرحت على راسل كرو كانت شخصية أو تتعلّق بشؤون فنية عامّة وليست خاصّة.

طبعا غياب المخرج ريدلي سكوت كان سببا في انحسار الحديث عن الفيلم إلى حد ملحوظ، لكن هذا تمّت استعاضته، كما يحدث دائما، بالمؤتمرات الصحافية الأخرى مع المخرجين غير الأميركيين الذين تمّ عرض أفلامهم في اليومين الأولين من المهرجان ومنهم: ماثيو أمالريك، مخرج وممثل «جولة» والصيني وانغ جياوشواي مخرج «أحزان شونغكينغ» والكوري إيم سانغ سو مخرج «الخادمة».

طبعا هناك فرق كبير في الاستقبال بين معظم الحاضرين: مع الفيلم الأميركي هناك قدر من الحكم المسبق: هوليوود تنتج أفلاما تطغى فيها النسبة التجارية (ونسبة كبيرة منها رديئة أو هزيلة وغير مهمّة) وهذا صحيح، وسينمات العالم تطلق أفلاما تطغى فيها النسبة الثقافية المحصّنة بالبحث الفكري والتعبير الفني والإبداعي (ونسبة كبيرة منها هي كذلك لا شك).

لكن الاستثناءات هي كبيرة أيضا: ففي الوقت الذي لا يمكن اعتبار كل فيلم هوليوودي فيلما رديئا لمجرد أنه هوليوودي، فإن اعتبار كل فيلم مستقل أو ينتمي إلى سينما المؤلّف أو يختلف عن التجاري السائد هو فيلم جيّد بالضرورة لا يزال ضربا من التفكير المراهق.

هذا التفكير المراهق أثّر على اختيارات لجان التحكيم سابقا: كلّما كان هناك فيلم أميركي جيّد قامت بتمويله هوليوود، قامت لجنة التحكيم بتوجيه دفّة جوائزها لأفلام أخرى تعتبرها جيّدة. كمثال واحد من عدّة لا يحتاج المرء إلا ليعود إلى سنوات قليلة حين عرض كلينت ايستوود فيلمه الرائع «ميستيك ريفر» في مسابقة كان، فإذا بالفيلم الفائز هو «فيل» لغاز فان سانت.. فيل فعلي تم تطييره آنذاك على أساس أن فيلم ايستوود، حتى ولو كان أفضل صنعا، إلا أنه لا يحتاج إلى دعم على عكس فيلم مستقل. هذا الكلام صحيح لو أن «كان» مخصص للسينما المستقلّة، أما وهو فاتح أبوابه لكل إبداع فالحكم على عناصر الجودة وحدها.

تيم بيرتون يريد من لجنة التحكيم أن تعود إلى طفولتها:

وهذا ما يعد به المخرج تيم بيرتون هذا العام كونه رئيس لجنة التحكيم. يقول للصحافيين الذين حضروا مؤتمره الصحافي هنا كلاما جيّدا حول الالتزام بـ«كيف يلمسنا الفيلم وجدانيا وعاطفيا وثقافيا» عوض توجيه الاهتمام إلى مسائل غير سينمائية آملا أن يترك أعضاء لجنته الأحكام المسبقة «عند الباب» وأن «تأتي النتائج لتحيي عنصر الدهشة المفقود».

وهو عنصر ليس مفقودا إلا في مرّات قليلة، إذ إن اختيارات لجنة التحكيم المتناوبة كثيرا ما أدهشت ولو من الناحية السلبية «فهرنهايت 9/11» لمايكل مور سنة 2004 لم يكن أفضل من «مفكّرة الدرّاجة» للبرازيلي وولتر سايلس ولا كان «4 أشهر، 3 أسابيع ويومان» لكريستيان مانجيو، الذي فاز بالسعفة الذهبية سنة 2007 أفضل من «إقصاء» لأندريه زفياغينتزيف. وهل كان فيلم الصربي إمير كوستاريزا «تحت الأرض» أهم أو أفضل فعليا من «إد وود» للأميركي تيم بيرتون أو «رجل ميّت» لمواطنه جيم يارموش أو «كره» للفرنسي ماثيو كازوفيتز أو فيلم البريطاني كن لوتش «أرض وحريّة» وكلها عرضت سنة 1995؟

الأعضاء:

لكن هذا بعض الثمن الذي تدفعه أي أفلام تعرض في مسابقات مفتوحة وتخرج خاسرة رغم جودتها. فليس هناك من فيلم فائز حاز إعجاب الجميع بلا استثناء، وعادة ما تكون شخصية رئيس لجنة التحكيم هي الطاغية كما كان الحال في العام الماضي حين «فرضت» الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير على لجنة تحكيمها آراءها أو كما فعل قبلها شون بن حين وجّه لجنته إلى تبني الموقف السياسي عوض العنصر السينمائي.

هذه المرّة لدينا المخرج تيم بيرتون الذي لا يزال ولدا صغيرا في داخله والمرء يصدّقه إذ يقول إنه يريد إعادة تكوين عنصر الدهشة ليسود نتائج المسابقة، وتحت إمرته ثلاثة ممثلين، هم الأميركي (من أصل بوارتو ريكلي) بينيثيو دل تورو، والإنجليزية كايت بكنسال والإيطالية جيفوانا ميزوجيورنو بجانب مديرة المتحف الوطني للسينما الإيطالية ألبرتو باربرا والمؤلّف والكاتب و(أحيانا) المخرج الفرنسي إيمانويل كاريرو والموسيقار الفرنسي ألكسندر دسبلات والمخرجين الهندي شيخار كابور والإسباني فكتور إيريس.

والناقد يتساءل كم سيأخذ وقت السجال حين يستعرض هذه الأفلام الثلاثة الأولى التي عرضت في المسابقة حتى الآن وهي الفيلم الفرنسي «جولة» لماثيو أمالريك، والفيلم الصيني «أحزان شونغكينغ» لوانغ جياوشواي والكوري «الخادمة» لسانغ سو قبل أن يغضوا النظر عن كل واحد من هذه الأفلام ربما مع بعض التردد فيما يتعلّق بالفيلم الصيني.

أفلام اليوم

TOURNEE إخراج: ماثيو أمالريك.

أدوار أولى: ماثيو أمالريك، ميمي لو ميو، روكي روليت، ديرتي مارتيني.

فرنسا/ المسابقة بضع لمسات عاطفية في محلّها وشيء من التعاطي الرقيق مع الذات البشرية لا يكفيان لصنع فيلم جيّد، وهذه هي حال رابع أفلام المخرج والممثل أمالريك الذي تم افتتاح المسابقة به. أمالريك جيّد في بعض أداءاته، أو هكذا استنتج بعضنا حينما لعب بطولة «الجرس الغاطس والفراشة» علما بأن تأدية دور المصاب بشلل تام يجعله غير قادر إلا على تحريك رمش عينيه لا يتطلّب تمثيلا على الإطلاق. هنا في هذا الفيلم يبرز معدنه كممثل على نحو لا بأس به لكن من دون أن يترك الكثير مما يمكن معه التلاقي وإياه شعوريا أو عاطفيا أو فنيّا. إنه يواكيم، منتج تلفزيوني سابق تحوّل إلى منتج حفلات ترفيهية عاد من أميركا ومعه مجموعة من المغنيات والراقصات اللواتي تجاوزن سن الأربعين أو يكدن ينتقل بهن من ناد ليلي رخيص إلى آخر مع حلم يراوده في عودة مظفرة إلى أمجاد ولّت، وإدراك خفي بأنه لن يستطيع فعل ذلك مع هذه الفرقة غير الجاذبة. حريم يواكيم نساء طيّبات ومحرومات ويدركن تماما موقعهن الصعب في هذه الفترة من الحياة ماديّا وفنيّا وإنسانيا. في الوقت ذاته يعلم يواكيم أنه لا جدوى من محاولة ترميم حياته الزوجية أو صداقاته التي لم ينتج عنها سوى المزيد من الغرق في الديون. لا يستطيع الانتقال إلى باريس لأنه مُدان لمنتجين ومتعهدين وكل ما يستطيع أن يفعله هو البقاء على الحافّة في تلك المدن الساحلية غالبا.

يُصيب المخرج، الذي كتب فيلمه هذا أيضا، في تلك المشاهد التي عليه فيها نقل ما يتفاعل في علاقته مع النساء من حب وكره. لكن كتابته للشخصية التي يؤديها تبقى بلا عمق أو إثارة. يكفي مقارنتها بالدور الذي لعبه بن كازارا سنة 1976 في فيلم جون كازافيتيز «مقتل متعهّد صيني». هناك شخصية متعهّد لديه مجموعة من النساء يشتغلن في النوادي الليلية لكن علاقته معهن مهنية في المقام الأول وواضحة وهو يشعر بأنه مسؤول عنهن ويدافع عن هذه المسؤولية في حب ويقين على عكس يواكيم هنا الذي يقبل بحمل ثقل ويشكو منه. هناك مثال آخر متوفّر في فيلم قديم للراحل روبرت ألدريتش «كل ذلك المجد» (1981) حيث بيتر فولك (زميل عمل لبن كازارا تحت لواء كازافيتيز) لديه ثلاث نساء (فيكي فردريك، تراسي ريد ولورين لاندون) يمتهن المصارعة النسائية وموقفه تجاههن حان ومدافع وواضح مما يجعل كلا هذين المثالين نواة عملين سينمائيين أفضل وقعا.

السيناريو الذي وضعه أمالريك لا يحتوي على الكثير من الأحداث وتبدو الفكرة قد وصلت وانتهت بعد نصف ساعة من الساعة والخمسين دقيقة التي هي مدّة عرض الفيلم وما تبقى استطراد حينا وتكرار حينا آخر. الكاميرا تؤدي دورها المتوقّع هنا: محمولة غالبا لكنها تنبئ عن مخرج يبحث عن سياسة عمل. لكن لو أن أمالريك وجد الرسم الصحيح للشخصية وما يكفي من مفارقات لرفع شحنة العمل وإيقاعه من دون تحسين مستوى أداء الكاميرا لهان الأمر.

Chongqing Blues إخراج: وانغ جياوشواي.

أدوار أولى: وانغ جويكي.

الصين/ المسابقة.

يعود بطل «أحزان شونغكوينغ» إلى مدينة بهذا الاسم بعد غياب ستة أشهر في البحار. إنه كوانهاي (وانغ جويكي) قبطان سفينة يتحدّث عن مشاعره حين يشرف على طاقمه وركّابه فيقول: «أشعر بتوتر شديد لأني أخشى على سلامتهم» وهو يفعل ذلك قرب نهاية الفيلم حين يلتقي والضابط الذي قتل ابنه بعد رحلة أخرى على الأرض يقضيها كوانهاي باحثا عن سبب موت ابنه.

الفيلم يبدأ بعربة التلفريك تمر فوق النهر معلّقا في الفضاء ولاحقا هناك لقطات متعددة للمدينة وللنهر وللسماء. لكن لا شيء من كل هذا جميل. المخرج لا يستطيع أن يجد جمالا ولو من باب التناقض مع الواقع الذي يتناوله، ولديه سبب جيّد وتبرير مقبول: رحلة هذا الأب ليست للبحث عن كيف قُتل ابنه ولماذا فقط؟ بل هناك أخرى جانبية لا يقوم بها بل يطرحها الفيلم طوال الوقت: الرحلة في التحوّلات التي تمر بها الصين والتي زرعت شكل حياة غربية وأفقدتها هويّتها الأولى. كوانهاي يراقب، مثلا، الراقصين والراقصات الصينيين الشباب وهم يتمايلون على إيقاعات غربية في ملاه مزدحمة. يواجه صخبا في أحد المطاعم لم يعتد عليه من قبل ويلقي نظرة على مبان عصرية لا تزال تحمل مفهوم الإنشاءات العشوائية رغم حداثتها. لا عجب أنه إنسان غير سعيد. وكونه جاء من البحر (حيث لا وطن) فإنها حالة نموذجية لرجل فقد، في وسط كل ذلك، وطنه وهويّته.

كوانهاي يحاول إعادة رسم صورة ما حدث آملا، على الأغلب، في إعادة التعرّف على ابنه الذي لم يتعرّف إليه سابقا. زوجة كوانهاي تعيش الآن على محاولة محو الذكرى ولا تريد التحدّث إليه، لكن معظم الشخصيات الأخرى تريد أن تتحدّث عما وقع حين دخل ابنه، مشحونا بعاطفة جيّاشة حينما تركته صديقته، إلى محل عام واستل سكينا طعن به اثنين واحتجز طبيبة هبّت للإنقاذ قبل أن يضع الضابط حدّا لما يمثّله من خطر. ما لا يستطيع الفيلم، كما كُتب ونُفّذ، التغلّب عليه هو أنه كلّما غاص الأب في تلك الحكاية بدت غير قادرة على أن تكون سببا قويّا لمسيرته. ربما لأن شخصية الابن وما تقوم به تبقى غير مقنعة، وربما لأن الحدث نفسه ليس بحاجة إلى كل هذا الغموض الذي يحاول الفيلم استخدامه مفتاحا لشخصية الأب ومعاناته. ثم هناك ذلك الإيقاع. لا يمكن أن يكون الإيقاع مقبولا إذا ما كان بطيئا أو متسارعا إلا بربط ذلك بالحاجة الدرامية إليه. في أفلام أندريه تاركوفسكي فإن الكاميرا التي تمكث فوق شخصياته طويلا تستوعب جديدا في كل مرّة. عند بيلا تار تهضم شذرات الحياة. عند وانغ جياوشواي هي غير هذا أو ذاك. مجرد بطيئة وفي الوقت ذاته ليست واقعية ولا تفرز ثراء قائما بذاته. ما تنجح فيه - على أي حال - هو تنفيذ أسلوب المخرج في النظر إلى العالم حيث اللقطة وما تشمله هي انعكاس للفكرة التي في البال بصرف النظر عن الدراما ذاتها.

The Housemaid إخراج: أيم سانغ – سو.

أدوار أولى: جوان دو يون، لي يونغ جاي، يون يوه – يونغ.

كوريا الجنوبية/ المسابقة.

هناك لجنة اختيار للأفلام يتقاضى الفرد منها رطلا من المال شهريا لقاء انتقاء أفضل الأفلام. إذا لم تكن الاختيارات كلها متساوية فهذا طبيعي، أما أن يكون بعضها بمستوى هذا الفيلم فإن المسألة تحتاج إلى تفسير. فيلم إيم سانغ - سو الجديد مفاجئا في مستواه لمن شاهد له سنة 2005 «الطلقة الأخيرة للرئيس» (من عروض مسابقة مهرجان برلين) وهو يبدأ بفتاة ترمي نفسها من فوق بناية متوسطة العلو لتحط على رصيف شارع في ناحية شعبية مزدحمة.

الشرق الأوسط في

15/05/2010

 
 

«الخادمة»

يدشن هجوم الأفلام الآسيوية في {كان}

كان - د .ب. أ- تبدأ المخرجة الكورية الجنوبية إيم سانجسو فيلمها «الخادمة» بمشهد لشابة تستعد للقفز من مبنى بوسط مدينة مزدحمة.

ومشهد الافتتاح في فيلم سانجسو هو في الحقيقة نهاية الرواية التي تبدأ عندما تذهب الشابة للعمل كخادمة في منزل أحد الاثرياء.

وقالت المخرجة سانجسو في مؤتمر صحفي بمناسبة العرض الاول للفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي يوم الجمعة «ان هذا المشهد يعد نذيرا لباقي قصة السيدة التي تنتحر».

واضافت قائلة «كمشاهد لمثل هذه الاحداث لا يدرك المرء أن هناك قصة كاملة أدت الى هذا». وترتبط الخادمة، التي تؤدي دورها الممثلة الكورية المشهورة جيون دو ­يون، بعلاقة جنسية مع رب الاسرة التي تعمل لديها وهو رجل أعمال شاب رفيع المستوى.

وتحمل الخادمة نتيجة تلك العلاقة، الامر الذي يفجر سلسلة من الاحداث التي تحول الفيلم الى واحد من أفلام الاثارة تتخلله ومضات من الكوميديا السوداء والاثارة الجنسية.

صراع السلطة

والتساؤل الذي سيطرح بينما تتكشف تفاصيل الفيلم هو من الذي سيفوز بصراع السلطة بينما تلقي الخادمة بسذاجتها الاولية لتصبح شخصية أكثر حزما وفي نهاية الامر مشوشة.

ويعد فيلم سانجسو اعادة لفيلم يحمل العنوان نفسه أخرجه في الستينيات المخرج كيم كي ­يونغ. ولكن سانجسو (48 عاما) قالت إن فيلمها مختلف عن الاصلي.

وقالت «لا يمكنني فعلها مرة أخرى لأن الاشياء تغيرت كثيرا.. إنه كان يعكس كوريا في الستينيات. وأنا أرغب في أن أعكس «رؤيتي» للمجتمع الكوري والدولي اليوم». ولكنها قالت انها ترغب في الاشارة الى أن ما اثار اهتمامها هو : هل تغير رد فعل المجتمع تجاه الفضائح الجنسية. وتساءلت «لقد أصبحت المرأة حاملا، ولكن هل تغير الناس فعلا؟».

ويمثل فيلم سانجسو واحدا من كثير من الافلام لمخرجين آسيويين اختيرت للعرض في مهرجان كان في اطار المسابقة الرسمية.

وتتضمن تلك الافلام، فيلما لمواطنها لي تشانج دونغ الذي يعود الى مهرجان كان السينمائي هذا العام بفيلم الدراما المؤثرة «بويتري -شعر» الذي تقوم ببطولته نجمة أفلام الستينيات يون جوينغ ­هي في دور سيدة تبحث عن معنى الحياة بينما تكافح مرض الزهايمر.

منافسة كورية

ويأتي اختيار فيلمين كوريين للمشاركة في المنافسة على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي، بينما تتعافى صناعة السينما الكورية ببطء من أزمة أثارتها عمليات الانتاج المبالغ فيها والميزانيات الهائلة.

ويمثل فيلم «الخادمة» عودة جيون دو ­ يون (38 عاما) الى الافلام ومهرجان كان سويا.

وفازت جيون، التي أطلقت عليها وسائل الاعلام الاسيوية لقب «ملكة كان» بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن أدائها في فيلم «الشروق السري» للمخرج لي تشانغ ­ دونغ قبل ثلاثة أعوام. ومنذ ذلك الوقت تفرغت الممثلة الكورية الجنوبية لرعاية أسرتها.

وجرى تصوير فيلم «الخادمة» في منزل أسرة حديث وواسع يعطي شعورا خانقا وفي بعض الاوقات مثيرا للتهديد. ويساعد هذا المكان على اعطاء الفيلم لمسة من أفلام مخرج الاثارة والرعب ألفريد هيتشكوك. 

ستون ينتقد غياب القواعد في أسواق المال

كان- د. ب. أ- وجه المخرج الأميركي أوليفر ستون انتقادات شديدة الى عالم المال والأعمال وذلك خلال مهرجان كان السينمائي الدولي.

وقال المخرج /63 عاما/ الحاصل على جائزة الأوسكار «تراجعت أجور العاملين في الولايات المتحدة بشكل واضح منذ سبعينيات القرن الماضي في حين ارتفع حجم الانتاجية بشكل كبير الأمر مما صنع فجوة كبيرة».

وأضاف ستون في تصريحاته التي جاءت خلال العرض الأول لفيلمه الجديد «وول ستريت» يوم الجمعة: «هناك ظلم كبير وعدم مساواة وهي أشياء يجب تصويبها».

وأكد ستون أن المرء لم يتعلم كثيرا من الأزمة المالية الأولى وقال: «كان الأمر مثل الاصابة بالسكتة.. تم اجراء ثلاث عمليات قلب مفتوح.. ولكني لا أعتقد أننا حللنا المشكلة بالفعل».

وقال ستون إن الطمع تضاعف بشدة في أسواق المال. كما انتقد غياب القواعد الملزمة في سوق المال وقال: «أشعر بالقلق مثل الكثير من الناس في العالم.. أتمنى أن أرى إصلاحا واضحا». 

اللكنة «الإيرلندية» تغضب راسل كرو

لندن- رويترز- غضب الممثل راسل كرو خلال مقابلة مع راديو هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» بعد اشارات الى انه جعل البطل الاسطوري البريطاني روبن هود يبدو كأنه ايرلندي في أحدث فيلم قدمه.

وكان كرو النيوزيلندي المولد - والذي تربى في استراليا - هدفا لنقد وسائل الاعلام البريطانية بسبب لكنته في فيلم المغامرة «روبن هود» الذي عرض للمرة الاولى هذا الاسبوع في افتتاح مهرجان كان السينمائي.

وقال مارك لوسن مراسل راديو «بي.بي.سي» ان انطباعه عن اداء كرو هو ان «روبن هود كان رجلا ايرلنديا أمضى بعض العطلات في استراليا».

وقال كرو (46 عاما) في المقابلة التي اذيعت يوم الخميس «انت لا تسمع جيدا. انت حقا لا تسمع جيدا اذ اعتقدت ان هناك لكنة ايرلندية». 

جعفر بناهي يظهر في كان

ظهر المخرج الايراني جعفر بناهي المعتقل حاليا في ايران لمعارضته النظام في طهران في شريط فيديو عرض مساء الخميس في فعالية «نظرة ما» في مهرجان كان للسينما.

في هذا الشريط الذي يستمر ثلاث دقائق والذي صور قبل توقيفه يتحدث بناهي عن استجواب الشرطة له مرة اولى قبل ثلاث سنوات. وقال ان الشرطي سأله يومها «لماذا تبقى في ايران؟ لم لا تنجز افلامك في الخارج؟».

ودعي بناهي (49 عاما) للمشاركة في لجنة تحكيم المهرجان الا انه موقوف في سجن ايوين في طهران منذ الاول من مارس. وهو متهم «بتحضير فيلم ضد النظام تناول الاحداث ما بعد الانتخابات» في اشارة الى تظاهرات نظمت بعد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في يونيو 2009.

ومساء الاربعاء خلال حفل الافتتاح ترك مقعد خاليا باسم المخرج الايراني على المنصة.

القبس الكويتية في

16/05/2010

####

للترويج لصندوق التمويل السينمائي العربي

«سند» أبوظبي في «كان» 

أبوظبي ــ الإمارات اليوم: بحضور بارز في «سوق الفيلم»، المقام على هامش مهرجان كان السينمائي، وبوفد يترأسه مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام محمد خلف المزروعي، يشارك صانعو السينما في أبوظبي بشكل فاعل في المهرجان السينمائي الدولي، حيث يستقبل جناح أبوظبي في القرية العالمية الجمهور يومياً من العاشرة صباحاً إلى السادسة مسا،ء طوال فترة انعقاد المهرجان الذي يختتم في 23 مايو الجاري. ويضم الجناح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومشروعاتها ومبادراتها السينمائية لجنة أبوظبي للأفلام ومهرجان أبوظبي السينمائي إلى جانب «إيمجنيشن أبوظبي» و«توفور 54».

ويتيح جناح أبوظبي الفرصة أمام المؤسسات القيادية في مجال السينما والإذاعة والتلفزيون في الإمارة للترويج لأبوظبي مركزاً عالمياً لصناعة السينما، حيث تتمتع شركات الإنتاج المشترك العالمية بتسهيلات لتنفيذ أعمالها ويتم تسويق الإنتاج السينمائي والموارد الإنتاجية الإماراتية في السوق العالمية، بالإضافة إلى إفساح المجال لصانعي السينما العالميين والإقليميين لتقاسم التجارب في مهرجان أبوظبي السينمائي الفريد من نوعه، الذي لايزال يستقطب الاهتمام العالمي على نحو متسارع في الوقت الذي يستعد فيه منظموه لإطلاق نسخته الرابعة في أكتوبر المقبل.

واستقطب الجناح العديد من صانعي السينما والوكلاء المعتمدين في هذه الصناعة، كما يستضيف سلسلة من الفعاليات اليومية طيلة أيام مهرجان «كان» السينمائي بحضور مختلف وسائل الإعلام العالمية.

وحسب بيان صحافي لها، وزعته أمس، أقامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تقدم «مهرجان أبوظبي السينمائي»، ضمن فعاليات مهرجان كان، حفلاً خاصاً للترويج لصندوق التمويل السينمائي «سند» الذي أطلقته لدعم الإنتاجات السينمائية المتميزة في المنطقة العربية من خلال تقديم مِنح بقيمة إجمالية تبلغ نصف مليون دولار كل عام.

ويقدم صندوق «سند» منحاً مالية في مجالين هما مرحلة التطوير ومرحلة الإنتاج النهائية لكل من الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة التي يصنعها مخرجون من العالم العربي، حيث تصل منحة التطوير إلى 20 ألف دولار، في حين تصل قيمة منحة الإنتاج النهائية إلى 60 ألف دولار.

تتألف لجنة اختيار المخرجين المؤهلين للاستفادة من الصندوق من أعضاء من فريقي مبرمجي المهرجان وإدارته إلى جانب عدد من أكفأ المحترفين في الحقل السينمائي، أوكلت إليهم مهمة البحث عن مشروعات جريئة ومهمة سواء لمخرجين جدد أو متمرسين، وذلك بهدف تشجيع الإبداع الفني. وإذ يتميز «سند» بكونه أول صندوق تمويل يطلقه مهرجان سينمائي بغرض دعم صانعي الأفلام من العالم العربي تحديداً، فإنه يهدف كذلك إلى إيجاد شبكات أوثق من المحترفين ضمن الحقل السينمائي في المنطقة.

ويعد صندوق التمويل وسيلة فعالة يمكن للمهرجان من خلالها مساندة مخرجين من المنطقة ليكون لهم صوتهم الخاص ويأخذوا مكانهم في المجتمع السينمائي الدولي، خصوصاً مع وجود قدر مذهل من الإمكانات المبدعة الكامنة التي لم يُكشف النقاب عنها بعد في العالم العربي. وتعد هذه المنح حجر الأساس في إيجاد حركة سينمائية حيوية هنا، خصوصاً أنها، كما يؤكد المدير التنفيذي للمهرجان بيتر سكارليت «تتيح فرصاً دولية ودعماً يسعنا تقديمه».

الإمارات اليوم في

16/05/2010

 
 

حفلات عربية تعيد «كان» إلى ما كانت عليه.. لكن كيت بلانشيت لا تجد وقتا للراحة

المهرجان يحشد نخبة من المخرجين العالميين

كان: محمد رُضا

* حفلة ولا كل الحفلات

* أقامت «الهيئة العامة للثقافة والتراث» في أبو ظبي حفلة ساهرة كبيرة في أحد مطاعم «كان» المطلة على البحر. عدد المدعوين تجاوز الـ400، وجل هؤلاء من السينمائيين والمعنيين بالعمل السينمائي في أكثر من جانب ونشاط.

معظم حفلات «كان» الساهرة كانت على هذا النحو في التسعينات وصولا إلى ما قبل عام 2008. مجلة «هوليوود ريبورتر» ذات الصدور اليومي في المهرجان لديها كل سنة زاوية خاصة يكتبها صحافي مهمته تقييم الحفلات، وهو خير من أبقى مفكرة عامرة بالملاحظات بنى عليها تقييمه لكل حفلة حضرها من تلك التي أقيمت في هذا المهرجان عبر العقدين الأخيرين. وقال حين سألته، إن مستوى الصرف تأثر كثيرا بسبب الأزمات: «راح الكافيار وحل مكانه الجزر المبشور». ثم أضاف: «لكن حفلة أمس كانت استعادة لتلك الحفلات التي تستقطب الاهتمام وتؤدي المهمة الإعلامية الموكلة إليها».

* مخرجون من هنا وهناك

* يتفق النقاد، في إجماع نادر هذه الأيام، على أن الدورة الثالثة والستين من مهرجان «كان» المنطلقة منذ 4 أيام، تحتوي بالفعل على عدد من مخرجي السينما الكبار والمشهود لهم: كن لوتش، ومانويل دي أوليفييرا، ومايك لي، وبرتنران تفارنييه، وتاكيشي كيتانو، وأوليفر ستون، وريدلي سكوت، وجان لوك غودار من بين آخرين. إلى جانب هؤلاء عدد من المخرجين الذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الشهرة وباتت أعمالهم تشكل رديفا مهما لمهرجانات السينما مثل الجزائري الأصل رشيد بوشارب والإيراني عباس كياروستامي وكلاهما موجود في حاضرة هذا المهرجان.

لكن هل نحن واثقون من أن هذا الزخم من الأسماء له أي دلالة خارج العروض الرسمية؟

قبل سنوات ليست بالبعيدة قرع المهرجان وعدد كبير من النقاد الطبول ونفخوا في المزامير ترحيبا بالوافدة الجديدة صوفيا كوبولا، ابنة أبيها فرنسيس فورد كوبولا، التي قدمت عبر فيلمها «ماري أنطوانيت» النوع التاريخي الذي يحب المهرجان عرضه في كل دورة. تكلف الفيلم 40 مليون دولار لإنجازه، لكن الحفاوة الظاهرة والكم الكبير من الكتابات المسبقة لعرضه وتلك اللاحقة، والعشرات من المقابلات التي شملت المخرجة وبطلتها كرستين دانست لم تنجح في التمهيد لنجاحه التجاري حين حط على الشاشات الكبيرة سواء في فرنسا أو في الولايات المتحدة.

وإذا ما رصف المرء الأمثلة ستطول لتؤدي إلى نتيجة واحدة: في حين أن العالم السينمائي يحتفل بالمهرجان الفرنسي الدولي الشهير، فإن حسابات المشاهدين لا تتعامل حاليا إلا مع «آيرون مان 2» و«كيف تدرب تنينك» و«كابوس شارع إيلم» و«روبِن هود» كونه صنع أساسا لتلك الغاية وما اختياره لافتتاح الدورة الحالية من «كان» إلا إطلالة كان المهرجان يستحقها كما استحقها الفيلم بجدارة.

* حوار مع كيت بلانشيت

* وجود الممثلة كيت بلانشيت (41 سنة) في فيلم ريدلي سكوت «روبِن هود» في حد ذاته إضافة نوعية لدور كان يستحق أن يكتب أكثر عمقا. الفارق يتضح لو أن ممثلة أخرى من نفس وزنها قامت ببطولته وارتكنت إلى المواصفات المحددة المذكورة في السيناريو والأحداث التي تضطلع بها. لكن بلانشيت أدت الدور كما لو كانت تملك الدور الأول فعلا خالقة الحضور المناسب الذي تستحق حتى ولو كان الفيلم عن روبِن هود لا عن شخصية ماريان لوكسلي التي تؤديها.

كيت التي ولدت في أستراليا وعرفت الشهرة العالمية في بريطانيا سنة 1998 حين لعبت بطولة فيلم شيخار كابور «إليزابيث»، تقدم على كل دور تلعبه بذات القدر من الجدية، حتى حين تجد نفسها فجأة ومن دون مقدمات في فيلم أقل مستوى من معظم أعمالها السابقة مثل فيلم مثل «بوليس ساخن» قبل ثلاثة أعوام.

·         ما هو الفيلم الذي قمت بتمثيله ولم ينل النجاح الذي كان يستحقه من وجهة نظرك؟

- سريعا هكذا أعتقد أن واحدا من هذه الأفلام هو «الألماني الجيد» لستيفن سودربيرغ. هناك أفلام أخرى مثلتها وكنت أعلم أنها لن تشهد نجاحا ما، لكن «الألماني الجيد» بدا لي وأنا أشاهده مرة واحدة بعد التصوير يستأهل النجاح.

·         مثل أي أفلام تقصدين؟

- أقصد مثل «قهوة وسجائر» لجيم يارموش، وربما «الموهبة» لسام رايمي.

·         النقاد كانوا غير راضين عن «الألماني الجيد»؟

- أعتقد أنه كان فيلما رائعا. أحببته. لم يكن تقليدا أو ترجمة لفيلم من الأربعينات كما كتب كثيرون ولم أكن أحاول أن أمثل شخصية «إنغريد برغمَن». هكذا كتب بعضهم أو أي ممثلة أخرى. الممثلة التي كانت في ذهني كانت الألمانية هيلديغارد نف، لكن ليس من باب التقليد بل من باب معرفة كنه الشخصية الألمانية.

·         من باب أن كل شخصية لا بد أن يكون لها نموذج ينتمي إلى ذات الثقافة ربما؟

- تقريبا. أعتقد أن النقد تفاعل ضد الفيلم لأن الفيلم كان باردا جدا، في حين نجد أن الأفلام التي تتعامل وموضوع الهولوكوست عادة ما تكون عاطفية جدا. ما أراد سودربيرغ تحقيقه في المقام الأول هو فيلم بأسلوب جيد وخاص. هذا كان طموحه. وهو فيلم أعتز به وفخورة به جدا وبوضوح شعرت بخيبة أمل لأنه لم يتواصل مع الجمهور.

·         هل تجدين نفسك مرتاحة في إطار الفيلم التاريخي؟ «إليزابيث» ثم «إليزابيث: العصر الذهبي» و«روبِن هود» إلخ..؟

- لا أعرف كيف أفسر ذلك. المفترض أن أكون مرتاحة في كل الأدوار بلا استثناء، لذلك لا أعتقد أن هذا هو ما يحدث معي حين أمثل فيلما تاريخيا. ربما هناك شيء آخر.

·         ربما مزيج من السن المناسب والحضور الجسدي والعناصر الفنية والفكرية الضرورية؟

- حين أقرأ السيناريو أفكر في التجسيد. وهناك عوامل كثيرة تمر بي كما تمر بكثير من الممثلين. إنها ليست حكرا على أحد من بينها الرغبة الخاصة: هل فعلا أريد أن أمثل شخصية الملكة إليزابيث مرة أخرى؟ هل أريد أن ألعب دور الجاسوسة؟ هل أريد أن أمثل فيلما بهذا الموضوع أو مع هذا المخرج؟ مسائل كثيرة تتبعها مسائل أخرى. طبعا لن يتقدم إلي أحد بدور صغير أو دور لا يناسب أو دور يعرف أن هناك من الشروط البدنية ما لا أستطيع القيام به، لذلك فإن الكثير مما يعرض علي لا يشكل خروجا عن الصورة التي يتوقعها مني كثيرون. الباقي هو كيف أستخرج وأطور ثم أضع حياة جديدة في تلك الشخصية المسنودة إلي.

·     هل هناك اختلاف بين أداء شخصية خيالية مثل دورك في «الألماني الطيب» وفي «سماء» أو «أخبار الشحن» وأخرى حقيقية مثل «فيرونيكا غيرين»؟

- اخترت أمثلة جيدة لهذا السؤال، والجواب هو لا. أقصد أنني لن أشبه الصحافية فيرونيكا غيرين على مستوى الملامح أو حتى تفاصيل السلوك، لكن الشروط العامة لا بد أن تكون متطابقة. ما عدا ذلك هو الترجمة التمثيلية لكلتا الشخصيتين الخيالية والواقعية وبشروط الممثل الواحد. طبعا، هناك التزام يتجاوزني في الحالة الأولى فإنجاز فيلم عن شخصية واقعية يتطلب التزامات تعرف أنها غير مطلوبة في الحالة الثانية.

·     حضرت مهرجانات كثيرة من بينها كما أعلم تورنتو وبرلين و«كان». هل هناك روتين معين تجدين نفسك مرتبطة به في كل من هذه المناسبات؟

- طبعا.. باستثناء أن أكون عضو لجنة تحكيم، أحضر المهرجانات كجزء من محاولتنا جميعا ترويج الفيلم الذي اشتركنا فيه. هنا نحن في «كان» بسبب «روبِن هود» وفي تورنتو كنت بسبب «إليزابيث» ثم «إليزابيث: العصر الذهبي»، وقبل ذلك في «كان» بسبب «إنديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستال». بالتالي ما أجد نفسي أقوم به هو هذا الفعل بالتحديد. حضور العرض الأول واللقاءات الصحافية والمؤتمر الذي يلي عرض الفيلم ثم المغادرة سريعا لارتباطي بتصوير فيلم آخر. إنه نفس الروتين، لكن تصوير الأفلام ذاتها يتبع الروتين أيضا. أشياء كثيرة أخرى في الحياة هي روتينية مهما بدت نشطة أو حيوية مثل ممارسة التدريبات الرياضية.

·         هل يختلف «كان» عن سواه بالنسبة للممثل؟

- بالنسبة للممارسات التي وصفتها.. لا، لكن على صعيد آخر، كان مكانا جميلا ومريحا. للأسف ليس هناك وقت للراحة فيه.

·         الفيلم الذي تعودين من أجله إلى بافاريا هو «هانا»، وبعده إلى الهند في فيلم «صيف هندي» وكلاهما لنفس المخرج..

- نعم. جو رايت الذي هو من تلك المواهب الرائعة.. أخرج «غفران» كما لا بد تعلم وأنا سعيدة بالتمثيل معه في فيلمين متواليين.. أنتظر الكثير منهما.

أفلام اليوم

Wall Street: Money Never Sleeps «وول ستريت: المال لا ينام»

إخراج: أوليفر ستون.

أدوار أولى: مايكل دوغلاس، وشاي لابوف، وجوش برولين، وكاري موليغن.

الولايات المتحدة - خارج المسابقة.

سيناريو ألان لوب وستيفن شيف، لا يريد أن يترك شخصية غوردن غيكو مرتاحة بإثمها السابق. الشخصية، كما أداها في سنة 1987 مايكل دوغلاس في فيلم «وول ستريت» كانت وقفت في ذلك الفيلم لتقول بثقة وخبث لمستمعيه من كبار شخصيات المال والاقتصاد في نيويورك عبارتها الشهيرة «الجشع جيد». لـ23 سنة بقيت العبارة قيد التداول كلما بحث النقاد في سينما المخرج أوليفر ستون أو في أفلام مايكل دوغلاس أو في تلك الأعمال التي تناولت أوضاعا اقتصادية. بل هي عبارة تناقلها أكثر من كاتب ومعلق سياسي واقتصادي ليصف المنوال الذي سارت عليه الحياة الاقتصادية الأميركية في ذلك الحين على الأخص.

إذن آن الأوان لكي يشرح غوردن نفسه، كما آن الأوان للمخرج ستون أن ينتقل من البحث في الوضع الاقتصادي لما قبل الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 إلى الوضع الاقتصادي بعده. كل ذلك في صياغة متعددة الطروحات في البداية تهبط بعد ذلك إلى وضع عاطفي يرتع على خلفية الحياة الاقتصادية الحاضرة مع انهيار الوضع المصرفي في الولايات المتحدة وصعود الأزمة الاقتصادية والمعيشية في المقابل.

من ناحية أخرى فإن أوليفر ستون هو من بات أرق مما كان عليه أيام جولاته السياسية في الثمانينات أيام كان جادا في بحثه عن مبارزات سياسية يخوضها حينا ضد البيت الأبيض وحينا ضد الـ«سي آي إيه»، وكما الحال في «وول ستريت» السابق، مع الحرية الاقتصادية التي استحوذ عليها كبار مالكي المصارف والمضاربين في أسواق البورصة. الآن هو يترك المشاهد يستنتج ما يريد استنتاجه صحيح، لكنه لا يتخذ الموقف الذي يعكسه، تماما كما كان حاله في «إمباير ستايت» قبل 4 أعوام حين التزم بالحادث الفردي وخلفيات شخصيتين سقطتا تحت الركام ولم يصدر موقفا خاصا به سوى ما يمكن استنتاجه من انفعال عاطفي زرعه في شخص جندي من المارينز أسهم في المساعدة على إنقاذهما.

إخراج أوليفر ستون يبدو للعين مشبعا بالنشاط والتجدد واستخدام «الكومبيوتر غرافيكس» للنقلات السريعة والشاشة المنقسمة على نفسها لعرض أكثر من فعل ورد فعل، لكن الفيلم نفسه، وبمنأى عن هذه اللعب العينية، لم يعد تشويقا ناجحا كما كان. في الحقيقة ليس هناك من تشويق واحد في الساعتين والعشر دقائق من العرض. لا سؤال حول ما إذا كان هذا ما سيقع أو ذاك. لا توقعات. لا غموض ولا إثارة في أي شأن.

* سينما وسينمائيون

* أعلنت شركة «إيماجناشن» الإماراتية عن أن إنتاجها الإماراتي الأول سيكون «ظل البحر» الذي سيخرجه نواف الجناحي، وهو مخرج شاب قدم عملا جديرا في العام الماضي بعنوان «الدائرة». الفيلم من كتابة محمد حسن أحمد، وسيباشر بتصويره في الشهر العاشر من العام الحالي.

وفي السياق نفسه، أعلن مهرجان دبي السينمائي أنه نجح في تسويق أحد الأفلام الإماراتية التي عرضها في دورة عام 2009. الفيلم هو «مدينة الحياة» لعلي مصطفى وقد ابتاعته شركة «شورلاين» لتوزيعه عالميا.

* الممثل الفرنسي العربي الأصل، طاهر رحيم، سيتناصف بطولة فيلم فرنسي مع الممثل المعروف جيرار ديبارديو. الفيلم الذي لا يزال بلا عنوان من كتابة واكيم لافوس يدور حول قصة واقعية لأم قتلت أولادها الخمسة ثم حاولت الانتحار. طاهر رحيم هو بطل فيلم «نبي» الذي عرض في «كان» العام الماضي.

* أعلن المخرج مايكل رادفورد هنا أنه سيتوجّه قريبا لتصوير فيلمه الثاني مع الممثل آل باتشينو فالتمويل صار جاهزا لتقديم ترجمة سينمائية (أخرى) لمسرحية وليام شكسبير «الملك لير»، وكان رادفورد وباتشينو عملا معا على إنجاز مسرحية شكسبير «تاجر البندقية» قبل نحو 7 سنوات.

* المخرج الجزائري رشيد بوشارب عازم على غزو الولايات المتحدة في مشروعه الجديد. فقصة فيلمه المقبل تتحدث عن شرطي عربي يعمل في سلك البوليس الفرنسي ينتقل للتحقيق في جريمة قتل تدور تفاصيلها في مدينة لوس أنجليس ويعاونه عليها شرطي أميركي. الفيلم بعنوان «شرطي بينفيل».

الشرق الأوسط في

16/05/2010

 
 

«دراكولا: إيطاليا تهتز» فيلم تسجيلى إيطالى يهز إيطاليا وعلاقتها مع فرنسا

من مهرجان كان   سمير فريد

 لا شك أن أهم ظواهر السينما فى العالم خلال العقدين الماضيين هى كاميرات وعروض الديجيتال، والقنوات الفضائية التى تبث الأفلام دون توقف لكل العالم، وتطور الأفلام التسجيلية وأفلام التحريك الطويلة، بحيث أصبحت تنافس الأفلام الروائية الطويلة فى السوق، ولأول مرة منذ اختراع السينما.

وعلى النقيض من دورة العام الماضى لا توجد فى دورة مهرجان كان هذا العام أى أفلام تحريك طويلة، ولكن هناك ١٢ فيلماً تسجيلياً طويلاً خارج المسابقة، و٦ أفلام فى البرنامجين الموازيين (٢ فى أسبوع النقاد و٤ فى نصف شهر المخرجين).

وتتنوع هذه الأفلام تنوعاً كبيراً، فهناك أربعة أفلام عن السينما (الأمريكى «هوليوود لا تركب الموجة» إخراج جريج ماكجيلفرى، والبريطانى «مصور: حياة وأعمال جاك كارديف» إخراج كريج ماكال، والسويدى «ولكن الفيلم هو عشقى» إخراج ستيج بوركمان، والفرنسى «دانييل توسكان دى بلانتير» إخراج إيزابيل بارتيوت - بيرى)، والفيلم الهولندى «سوف تنمو الحشائش فوق مدنكم» إخراج صوفى فينس عن الفنان التشكيلى الألمانى أنسلم كيفير،

والفيلم الفرنسى «حنين إلى الضوء» إخراج باترشيو جوزمان عن علم الفلك، والفيلم الصينى «أتمنى أن أعرف» إخراج جيا زانج كى عن مدينة شنغهاى، وأربعة أفلام سياسية (الأمريكى «العد التنازلى إلى صفر» إخراج لوسى والكر عن الخطر النووى، والأمريكى «تحليل وظيفة» إخراج شالز فيرجسون عن الأزمة الاقتصادية العالمية، والرومانى «سيرة حياة نيكولاى شاوشيسكو» إخراج أندريه يوجيكا عن ديكتاتور رومانيا، والإيطالى «دراكولا: إيطاليا تهتز» إخراج سابينا جوزانتى عن تقصير الحكومة الإيطالية تجاه ضحايا زلزال أكولا)، والفيلم البرازيلى «الأحياء الفقيرة» الذى اشترك فى إخراجه ٧ مخرجين.

وفى برنامج النقاد الفيلم الدنماركى «أرماديلو» إخراج يانوس ميتز عن الحرب فى أفغانستان، والفيلم الفرنسى «النساء البطلات» إخراج المصورة الفوتوغرافية المعروفة باسم «جى آر». وفى برنامج المخرجين فيلمان عن الموسيقى، أولهما الفرنسى «بيندا بيليلى» إخراج رينو باريت وفلورين دى لاتواى الذى عرض فى افتتاح البرنامج، وثانيهما البريطانى «ستونز فى المنفى» إخراج ستيفن كيجاك، والفيلم السويسرى «كليفلاند ضد وول ستريت» إخراج جان - ستيفان برون عن الأزمة الاقتصاد العالمية، والفيلم الأمريكى «حلبة الملاكمة» إخراج فردريك وايزمان عن الرياضة المعروفة، ومخرجه من كبار مخرجى السينما التسجيلية فى أمريكا والعالم.

وتتنافس الأفلام الأولى لمخرجيها من هذه الأفلام للحصول على جائزة الكاميرا الذهبية لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول، وتتنافس الأفلام التى تعرض فى برنامج «نظرة خاصة» للحصول على جائزة أحسن فيلم فى هذا البرنامج، وكذلك الأفلام التى تعرض فى أسبوع النقاد للحصول على جوائز النقاد، ولكن دون التنافس على جوائز المهرجان الأساسية لعدم عرض أى منها فى مسابقة الأفلام الطويلة. والمقصود بهذه العبارة الأفلام الطويلة من الأجناس الثلاثة الروائية والتسجيلية والتحريك، ولكن نادراً ما عرض فى المسابقة أفلام تسجيلية أو تحريك، ونادراً ما فاز أى من هذين الجنسين بإحدى جوائز المهرجان.  

ومع التطور المتعاظم للأفلام الطويلة التسجيلية والتحريك أصبح من غير المنطقي أن تظل على هامش المهرجانات الدولية الكبرى. وهناك حل من اثنين لهذه المشكلة، إما أن تكون هناك ثلاث مسابقات للأجناس الثلاثة، أو إضافة جائزتين لأحسن فيلم تسجيلي وأحسن فيلم تحريك، إلى جانب جوائز المهرجان الأخرى. 

مايكل مور إيطاليا

«دراكولا: إيطاليا تهتز» إخراج سابينا جوزانتى رابع فيلم تسجيلى طويل لمخرجته منذ فيلمها الأول «يحيا زاباتيرو» عام ٢٠٠٥، والذى كان موضوعه حرية التعبير فى إيطاليا. وقد جاءت المخرجة التى أصبحت تلقب بـ«مايكل مور إيطاليا» إلى السينما من عالم التمثيل والأدب والمسرح والتليفزيون، حيث عرفت بالسخرية السياسية اللاذعة فى أدوارها وكتاباتها وبرامجها.

عنوان الفيلم فى قسمه الأول مزيج من مدينة أكولا التى تعرضت لزلزال عنيف فى ٦ أبريل ٢٠٠٩، واسم الشخصية الأسطورية دراكولا التى ارتبطت بمص دماء البشر، وفى القسم الثانى من العنوان إشارة إلى فيلم فيسكونتى «الأرض تهتز» الذى أخرجه عام ١٩٤٧ عن إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية.

ويكفى هذا العنوان على الأقل بالنسبة للجمهور الإيطالى ليعرف أن المقصود بـ«دراكولا» رئيس مجلس الوزراء الحالى برلسكونى، وأن إيطاليا فى عهده تهتز كما كانت بعد الحرب العالمية.

أدى زلزال أكولا إلى مصرع نحو ٣٠٠ مواطن وتشريد أكثر من ١٢٠ ألفاً. ويكشف الفيلم عن تقصير الحكومة تجاه ضحايا الزلزال، حيث لم ينتقل للحياة فى مساكن جديدة سوى ٣٠ ألفاً، بينما لايزال ٤٠ ألفاً يسكنون فى الفنادق، و٥٠ ألفاً يعيشون فى الخيام، ولاتزال المدينة «مدينة أشباح».

كما يكشف عن استخدام برلسكونى للكارثة، حتى إن الإعمار بدأ بعد ستة شهور يوم عيد ميلاده، وبثلاثة أضعاف تكاليف البناء.

أزمة دبلوماسية وإقبال جماهيرى

تسبب اختيار الفيلم للعرض فى مهرجان كان فى أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وفرنسا، وذلك بعد إعلان وزير الثقافة الإيطالى ساندرو بوندى يوم ٨ مايو رفضه دعوة رسمية لحضور المهرجان قائلاً «إن الفيلم دعاية سياسية تسىء إلى الحقيقة وإلى الشعب الإيطالى».

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية - نشر فى ٩ مايو - انتقد دانيللى لوكيتى، مخرج الفيلم الإيطالى الوحيد فى المسابقة «حياتنا»، موقف الوزير بعنف وقال: «لا أدرى حقاً ماذا أقول عن وزير يخجل من حرية التعبير» و«أن البلاد الحرة تفخر بعرض مثل هذا الفيلم فى الخارج».

وحول موقف الوزير قال لويجى دى ماجيستريس، النائب الإيطالى فى البرلمان الأوروبى: «الفن لا يهين الحرية ولا الشعب الإيطالى، وإنما الوزير الذى بدلاً من أن يتشرف بالفيلم يقوم بدور (الخادم الأمين) لرئيس الوزراء».

وفى ظل هذه الأزمة بدأ عرض الفيلم فى إيطاليا يوم ١٢ مايو قبل عرضه فى المهرجان يوم ١٣، وعرض على ١٢٠ شاشة وحقق فى اليوم الأول ٢٦٠ ألف يورو. وفى النشرة اليومية لـ«فارايتى» صرحت سابينا جوزانتى فى عدد ١٣ مايو قائلة: «إننى لا أحب برلسكونى، ومع ذلك حاولت أن أكون موضوعية وهو ما لا يتنافى مع كونى صاحبة وجهة نظر»، وقالت: «كثيرون فى معسكر الإيواء كانوا خائفين وهم يتحدثون عن الفيلم، وكثيرون رفضوا الحديث أصلاً، ومنهم من يعملون فى الصحافة، وهذا يعنى أن إيطاليا لم تعد بلداً حراً». ولم تعلق المخرجة على موقف وزير الثقافة، ولكنها قالت: «هدفى الأساسى فهم ما الذى يحدث».

وعندما شاهدت هذا الفيلم عن تقصير الحكومة الإيطالية تجاه ضحايا الزلزال بعد أقل من سنة من وقوعه، تذكرت تقصير الحكومة المصرية تجاه ضحايا كوارثنا المتعددة مثل قطار الصعيد وغرق العبارة وسقوط صخرة المقطم فوق سكان حى الدويقة، وتذكرت تقصير السينما المصرية التسجيلية فى التعبير عن تقصير الحكومة تجاه ضحايا هذه الكوارث، والذين تمر عليهم السنون دون أن تحل مشاكلهم.

المصري اليوم في

16/05/2010

####

انتقادات حادة للفيلم الجزائري المشارك في «كان»

كتب هالة عبد التواب 

بالرغم من الموجات التي بلغ ارتفاعها ستة أمتار، والسحب البركانية التي خيمت علي سماء أوروبا، والجدل الكبير حول العديد من الأفلام، انطلقت الأربعاء الماضي النسخة الثالثة والستان من مهرجان كان السينمائي وسط حالة من التألق والسحر الجديرة بمثل هذا الحدث العالمي، وقد افتتح السجادة الحمراء النجمان الاستراليان الأصل «راسيل كرو» و«كيت بلانشيت، أبطال فيلم الافتتاح «روبين هود» للمخرج البريطاني «ريدلي سكوت» والذي يعرض خارج المسابقة الرسمية التي تشهد هذا العام غيابًا غير متوقع لأفلام هوليوود، إذ يشارك في المسابقة الرسمية فيلم أمريكي واحد، هو «لعبة عادلة» للمخرج دوج ليمان، بطولة ناعومي واتس التي تقوم فيه بدور فاليري بالم، عميلة للمخابرات الأمريكية التي يتم الكشف عن هويتها انتقاما من زوجها، ويقوم بدوره النجم شون بن، ويشارك في الفيلم النجم المصري خالد النبوي في دور مهندس عراقي.

وعن ضعف المشاركة الأمريكية أرجع المخرج تيري فريمو مدير المهرجان السبب للأزمة الاقتصادية قائلا: السينما صناعة تحتاج إلي الكثير من المال. وهي القضية التي يتناولها فيلم أمريكي آخر يعرض خارج المسابقة الرسمية، وهو فيلم المخرج أوليفر ستون «وول ستريبت.. «المال لا ينام أبدًا»، الذي يعيد فيه مايكل دوجلاس تقديم دور رجل المال جوردون جيكو الذي قدمه في 1987 ويعتبر من بين أكثر الموضوعات المرتقبة في المهرجان حيث يركز علي الفساد المالي والجشع في البنوك الكبري بالعالم، ولم يتغيب المخرج الأمريكي الكبير وودي آلان عن كان هذا العام، حيث يشارك، خارج المسابقة الرسمية أيضا بفيلمه «ستقابل غيرب أسمر طويل القامة» بطولة النجمة ناعومي واتس.

وعن مهرجان كان هذا العام، قالت النجمة الفرنسية البريطانية «كريستين سكوت توماس» أثناء تقديمها حفل الافتتاح إن مهرجان كان ليس فقط للأفلام ذات الميزانيات الضخمة، فهو أيضا يعطي الفرصة للأفلام البارزة التي يبدع فيها مخرجون قليلو الموارد ويتم إنتاجها تحت أنظمة حكم مختلفة، وقد أبدي أعضاء لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأمريكي أسفهم لبدء المهرجان بدون العضو التاسع في لجنة التحكيم، المخرج الإيراني جعفر بناهي المعتقل في بلاده.

شهدت دورة هذا العام هجومًا علي عدد كبير من الأفلام المشاركة حتي قبل عرضها، علي رأسها فيلم «خارجون علي القانون» للمخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب، حيث تعرض الفيلم الذي يعد التمثيل الجزائري والعربي الوحيد في المهرجان والمقرر عرضه 21 مايو المقبل، لحملة انتقادات واسعة من طرف شخصيات سياسية فرنسية واعتبروه تحريفا للتاريخ وطالبوا بمنع عرضه ووصل الأمر إلي أن دعت حركات محسوبة علي اليمين المتطرف إلي التظاهر بكان و«إفساد» المهرجان، وتدور أحداث الفيلم، الذي يعد امتدادا لفيلم «أندجين» «الأصليون» الذي حصل علي جائزة أحسن أداء جماعي من قبل في مهرجان كان عام 2006، حول ثلاثة اخوة جزائريين كانوا الناجين الوحيدين من مجزرة سطيف عام 1945 التي راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين. بعد ذلك سينتقل الإخوة الثلاثة إلي فرنسا حيث سيلتحقون بحركة التحرير الجزائرية.

وكان مخرج الفيلم «بوشارب» قد قال في تصريح سابق لجريدة الوطن الجزائرية إن الفيلم يسعي لإعادة الاعتبار للحقيقة المرتبطة بمجزرة سطيف التي تعد محل خلاف بين الجزائر وفرنسا، ومثلما كان فيلمه «أندجين» قد نجح من قبل في رد الاعتبار لقدماء المحاربين المغاربيين الذين قاتلوا إلي جانب فرنسا في القرن الماضي.

فيلم آخر أثار عاصفة من الجدل هو الفيلم الإيطالي «دراكويلا - إيطاليا ترتجف» الذي يتطرق إلي فشل حكومة برليسكوني في التعامل مع أزمة زلزال أكويلا المدمر، من اخراج سابينا جوزانتي، المعارضة السياسية الساخرة، وسيعرض خارج المسابقة الرسمية وقد أعلن وزير الثقافة الإيطالي مقاطعته للمهرجان مبديا أسفه وانزعاجه لاختيار إدارة المهرجان لهذا الفيلم «الدعائي» علي حد وصفه، «الذي يخالف الحقيقة ويهين الشعب الإيطالي بأكمله»، بالرغم من وجود فيلم إيطالي آخر ينافس علي السعفة الذهبية في المسابقة الرسمية وهو فيلم «لا نوسترا فيتا» للمخرج دانيال لوشتي.

جدل آخر، هذه المرة من روسيا، حيث اتهم فيلم «الشمس الخادعة» للمخرج نيكيتا ميخائلوف بتجميل فترة الديكتاتور «ستالين». أما فيلم «رجال وآلهة» للمخرج الفرنسي زافييه بوفوا الذي يتناول قضية مقتل الرهبان الفرنسيين في دير تبحرين بالجزائر عام 1996 فيدخل في منطقة حساسة من العلاقات الفرنسية - الجزائرية بحسب وصف الصحف الفرنسية.

وتحت عنوان «كلاسيكيات كان» والتي تعتبر من أهم فئات المهرجان يعرض هذا العام 14 فيلمًا من أهم ما أنتجت السينما العالمية مثل أفلام «النهر» للمخرج الإيطالي فيسكونتي وفيلم «سايكو» لهيشكوك و«الملكة الأفريقية» لجون هيوستون التي قامت مؤسسة سكورسيزي السينمائية ومعهد سينماتيك الفرنسي ببولونيا بترميمها. يجري أيضًا تكريم المخرج المصري الراحل شادي عبدالسلام من خلال عرض النسخة المرممة من فيلمه القصير «شكاوي الفلاح الفصيح» والذي يعرض ضمن هذه الاحتفالية لتكريم روائع السينما العالمية.

روز اليوسف اليومية في

16/05/2010

 
 

تواصل تاريخها الطويل من المشاركة

الأفلام الآسيوية في "كان" رؤى متباينة للحياة

محمد رُضا

هناك تاريخ طويل من العروض الآسيوية على شاشة مهرجان “كان” يمتد إلى الأربعينات من القرن العشرين مع مجموعة من الأفلام التي أنجزت المهمّة بفوزها بالسعف الذهبية عبر العصور . أفلام يابانية وصينية وتايوانية وتايلاندية وكورية سبق لها أن شاركت وفازت وأثرت رؤية الناقد، جديداً كان أم مخضرماً، وعرّفته على ما في جعبة فناني ذلك الجزء من العالم .

المسألة لا تختلف حالياً على الاطلاق . خمسة أفلام من تلك المنطقة تعرض داخل المسابقة وما توفّره هو اختلافات بيّنة في الثقافة والأسلوب والرؤيا صوب الحياة كما لو كانت هذه الأفلام آتية من مناطق متعددة ومتباعدة .

هناك “أحزان تشونغكوينغ” للصيني وانغ جيانشواي و”الخادمة” للكوري إيم سانغ سو، و”انتهاك” للياباني تاكيشي كيتانو و”شعر” للكوري لي تشانغ-دونغ و”العم بونمي الذي يستطيع تذكّر حياتاته السابقة” للتايلاندي أبيشاتبونغ ويراسيتاكول . وهذا في المسابقة وحدها، لكن خارجها تطالعنا أفلام أخرى بينها الفيلم الصيني “لو كنت أعرف” لجيا زانغي، “هاهاها” لهونغ سانغ-سو (كوريا الجنوبية) و”هل أنت هناك؟” لديفيد فربيك (تايوان) .

تلك التي في المسابقة تتطرّق إلى نواحٍ مختلفة، لكن المواضيع وحدها ليست أسباب الاختلاف، هي أيضاً المواقف المعلنة في هذه الأفلام من الحياة والشخصيات التي تستعرضها . هناك، بداية، حديث عن هزّة تصيب العائلة الارستقراطية الكورية في فيلم “الخادمة” . هذه الهزة تبدأ حين تدخل خادمة شابّة وجميلة البيت فيقع صاحبه في حبّها، ويكون ذلك بداية لانشراخ حاد في العائلة وسبيلا لتهاويها، فالزوجة تشعر بأنها لم تعد مرغوبة والابن الشاب يريد فعل ما يقوم به والده . اما الخادمة، فللمرّة الأولى، تشعر بأنها مكرّمة ومثار اهتمام، هذا كما يرد في سيناريو وإخراج إيم سانغ-سو الذي سبق له وأن حقق خمسة أفلام معظمها بقي في إطار دور العرض الفنية ولم يبتعد عنها كثيراً صوب الأسواق العالمية .

من ناحيته، فإن فيلم تاكيشي كيتانو “انتهاك” عمل مختلف ينتمي إلى تلك الأعمال التي يكرر فيها المخرج الياباني سبر غور التركيبة العنيفة لبيئة يابانية حيناً حديثة وحيناً ماضية غلفتها السنون . فيلمه هذا يدور حول مافيا “الياكوزا” المعروفة عبر أجيال متراصّة فلا أحد كشف سرّها وتشعباتها وامتداداتها التاريخية، والمخرج المثير للإعجاب عادة لا يفعل ذلك هنا، بل يتحدّث عن صراع السُلطة بين بعض رؤسائها . بطل الفيلم (تاكيشي نفسه) يعرف ما تؤول إليه تلك الصراعات ويفهم النفسيات الفاسدة، لكن هذه المعرفة لن تعفيه من اضطراره للاشتراك فيها حتى من باب الدفاع عن النفس في ساعات الحرج .

هذا الفيلم آت من مخرج سبق له أن بعث بأفلام سابقة له إلى مهرجاني “كان” و”فينيسيا” ودائماً ما حصد إعجاباً كبيراً عبر بعضها مثل “سوناتين” الذي عرضه “كان” سنة 1993 و”المحارب الأعمى” سنة 2003 الذي عرضه مهرجان “فينيسيا” .

الفيلم الثالث في المجموعة كوري جنوبي أيضاً (كوريا الشمالية نادراً ما تصدر أفلاماً والمعلومات عن سينماها شبه معدومة) هو “شعر” وهو أيضاً لمخرج حديث لم تشهد أعماله السابقة الكثير من الانتشار هو لي تشانغ-دونغ . وموضوع الفيلم بالغ الإثارة: امرأة فوق الستين تعيش مع حفيدتها الصغيرة في بلدة صغيرة قرب نهر “هان” الكبير، ومعروف عنها شخصيّتها المتقلّبة . في يوم ما تفاجيء الجميع بانخراطها في مدرسة لتعلّم الشعر وتقبل على نفسها تحدّياً من نوع لم تعهده من قبل: البحث عن أحاسيس ومنابع وجدانية يمكن أن توفّر لها عناصر المقطوعة الشعرية الأولى .

الفيلم الصيني “أحزان تشونغكوينغ” للمخرج وانغ جياوشواي ويتناول فيه الوضع الخاص الذي يفاجئ بطله الكابتن البحري الذي يعود من رحلة أخيرة ليكتشف أن ابنه سقط برصاص رجال البوليس فينطلق باحثاً عن المسببات ليدرك أنه لم يكن يعرف الكثير عن ابنه وحياته السريّة .

أما الفيلم التايلاندي “العم بونمي الذي يستطيع تذكّر حياتاته السابقة” فيتعامل والموضوع الفلسفي الذي ساد بعض أعمال المخرج أبياتبونغ وويراسثاكول السابقة مثل “مرض استوائي” و”عوارض العصر” . بطله رجل عجوز ليس لديه الكثير من الوقت لكي يعيش بعدما أخذ جسده يرفض الاستجابة لدواعي الاستشفاء . ينتقل إلى بلدته التي وُلد فيها ويجمع حوله أفراد أسرته ومن بينهم ابنه الذي لم يره منذ زمن بعيد . لكن إلى جانب الأحياء، فإن روح زوجته الميّتة ستعوده أيضاً . 

التلميذ التشادي مع أستاذيه في المسابقة

خلال حكم الرئيس التشادي السابق حسين حبري الذي امتد لثماني سنوات (من 1982 إلى 1990) وجد المخرج محمد صالح هارون أن عليه الهجرة إلى فرنسا هرباً من النظام الحاكم . كان أصيب في مواجهة ضد النظام (من دون أن نعلم إذا ما كان اشترك بها أو كان موجوداً بالصدفة) إصابة أقعدته . الإصابة لم تمنعه من التسلل، بكرسيه المتحرك، هرباً من تشاد ليحط في فرنسا لاجئاً . وهو لا يزال في مطلع العشرينات من عمره ومليء بالطموح . كان أخرج فيلماً واحداً في تشاد، التي لم تكن عرفت الا أعمالاً سينمائية قليلة جدّاً في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ورغب في دراسة الإخراج السينمائي . في منتصف التسعينات بدأ ينجز أفلاماً قصيرة روائية وتسجيلية . درس أيضاً الصحافة، لذلك فإن تلك الأفلام تظهر أنه كان يفكّر بعقلية الصحافي في معالجاته عموماً .

في 1998 أنجز بداية لافتة في أوّل أفلامه الطويلة . الفيلم كان “وداعاً إفريقيا” واستلهمه من تجربته الذاتية . عمل يمزج التسجيلي (القالب الخارجي للفيلم) بالرواية (أحداث تقع متخيّلة لا تبتعد عن الحقيقي) وقام هو بالبطولة لاعباً شخصية اسمها هارون . الفيلم وجد محبّذين بين أعضاء لجنة التحكيم ما خوّله الفوز بجائزة أفضل عمل أوّل .

في هذا الفيلم الذي يحكي عودة مخرج إلى تشاد بعد طول غياب طرح محمد صالح هارون بعض المسائل التي يعلم أنه سيواجهها، مثل أن تحقيق فيلم حول وضع خاص في بلد خال من مكوّنات الصناعة السينمائية سيضعه مباشرة في مواجهة المثقّفين المحليين الذين يرتابون في أهمية أعماله كونها من إنتاجات غربية ولا مجالات عروض تجارية لها في البلاد، وبالتالي يرون أنه يصنع فيلمه ذاك لأعين الغربيين وليس للتشاديين أنفسهم .

هو نوع من المواجهة التي على صدقها، تلعب دور من يريد درء التهمة عنه باستباق طرحها .

هذا لم يوقفه عند حد ما، بل سعى لاستكمال طموحاته السينمائية فأنجز سنة 2002 فيلما استقبل بحفاوة أكبر هو “أبونا” حيث جاب مهرجانات عدّة كما عُرض تجارياً في أوروبا وحصد بضع جوائز محفّزة . فيلمه الثالث ورد سنة 2006 تحت عنوان “موسم جاف” أو “دارات” .

في هذا الفيلم يبني المخرج قضيّته ولبّ موضوعه ببطء مقصود سارداً حكايته بانعطافاتها القليلة بتؤدة طبيعية . نبدأ في قرية تشادية بعد نحو عقدين من الحرب الأهلية حيث لا يزال العجوز الأعمى (خَيار عمر ضيف الله) يشعر برغبته في الانتقام لمقتل ابنه وهو يوعز لحفيده الشاب آدم (علي بكري) بأن يكون يد ذلك الانتقام بعدما خاب أمله حين أصدرت الحكومة عفواً عاماً عن جميع الذين ارتكبوا جرائم أو مخالفات جنائية خلال الحرب . يدفع الجد لحفيده بمسدس كبير ويطلب منه الانتقال إلى العاصمة والانتقام لمقتل أبيه . بهذه الشحنة من التحريض يصل الشاب فعلاً إلى المدينة، ولسبب غير مبرر، يكتشف الفاعل سريعاً ويهتدي إلى مكانه . الفاعل هو رجل اسمه نصّارة (يوسف جاورو) يتحدّث من ثقب في الرقبة، بسبب عاهة، لديه فرن قريب وما لا يبيعه عند آخر النهار يوزّعه على المحتاجين . الرجل متزوّج من امرأة جميلة اسمها عائشة (عزيزة حسين) تصغره سنّا وآدم يطرق الباب طالباً العمل ومتقرّباً وغير مستعجل للبت بمسألة انتقامه . وخلال ذلك يتقرّب من الزوجة الحامل ما يعزز السؤال حول إذا ما كان الانتقام سيبقى مبرراً وحيداً عند آدم أو أن ما يمر به الآن هو مزيج من المشاعر ولو أن المخرج يبقي المبرر الأول في البال طيلة الوقت، مظهراً نوايا نصّارة وطيبة قلبه جنباً إلى جنب مع تاريخه الذي شهد قتله أنفاساً بريئة .

عين المخرج هارون في ذلك الفيلم كانت على التفاصيل اليومية، لكنه لم ينشغل كثيراً بمراقبة تسجيلية لا محل لها، بل يختار من النهار والممارسات ما يلتزم بالموضوع ويسانده . في لب الموضوع يتألّف شكل جوهري: الابن الذي لا أب له يريد قتل رجل لا ابن له . البديل بالطبع، هو أن نصّارة يصبح الأب الذي افتقده آدم من دون أن يلتقي به، إذ وُلد بعد مقتل أبيه .

في أحاديث له سابقة، ذكر المخرج هارون أنه تأثر بالمخرجين الياباني تاكيشي كيتانو والإيراني عبّاس كياروستامي والصيني هاو سياو سيين، وهذا مثير في هذه الدورة من مهرجان “كان” بالتحديد لأن كل من كياروستامي وكيتانو موجودان في المسابقة التي يشترك فيها المخرج التشادي بفيلمه “رجل صارخ” . فهل أوصل التلميذ إلى مصاف من يعتبرهم أساتذته؟. 

علامات

مخرجو البداية

كان مفهوم المهرجانات السينمائية لا يزال جديداً تماماً حين أقيمت الدورة الكاملة الأولى من مهرجان “كان” سنة 1946 والتي ضمّت 45 فيلماً طويلاً . هذه الأفلام كانت كل ما عرضه المهرجان الذي ترأس لجنة تحكيمه مؤسسه الفرنسي جورج ويزمان . بكلمات أخرى، كان كل ما هو مطلوب جلب عدد معيّن من الأفلام الجيّدة وإجراء مسابقة بينها من دون تقسيمها إلى تظاهرات أو استحداث برامج هامشية أخرى بمزيد من الأفلام .

السنة المذكورة تلت سنة انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية استعادة الدول الأوروبية التي خسرت استقلالها، حريّتها بعد رد الغزو الألماني، ولو أن بعضها تخلّص من النازية ليجد نفسه مطوّقاً بالنظام الشيوعي الذي أدّى بدوره إلى تقسيم اوروبي استمر ردحاً طويلاً: هناك أوروبا الغربية، تلك التي تقوم على النظام الرأسمالي أو الاشتراكي- البرلماني الحر والنظام الشيوعي وهذا التقسيم ساهم في تعزيز رغبة الغرب في التعرّف على الآخر كما فعل لاحقاً حينما بدأت الأفلام الصينية تشق طريقها إلى المهرجانات الدولية، وكما أخذت الأفلام الإيرانية تفعل من التسعينات من القرن الماضي وصاعداً .

المخرجون الذين شاركوا في تلك الدورة انقسموا إلى قسمين: الأول مغمور والثاني مشهور . الخانة الأولى، إذ نطالع أسماءها اليوم، نجدها تشمل أسماء مثل البرتغالي جوزيف لاييتو دي باروس والروماني غبريال باسكال والنمساوي ليوبولد ليندبيرغ والروسي لَف أرنشتام . معظم أسماء هذه الخانة حققوا أفلاماً قليلة نسبياً ولم يتداول التاريخ أياً من أعمالهم لما بعد مناسبة عرضها .

الخانة الأخرى كانت تضم فعلاً أسماء كبيرة ومشهودة تركت آثاراً مختلفة، من هذا الفريق البريطاني ديفيد لين والأمريكي جون كرومول والروسي ميخائيل روم والأمريكي تشارلز فيدور والإيطاليان ألبرتو لاتوادا وروبرتو روسيلليني والبريطاني ألفرد هيتشكوك من بين آخرين .

أحد الذين اشتركوا في المسابقة أيضاً المصري محمد كريم الذي قدّم فيلم “دنيا” بطولة سليمان نجيب ودولت أبيض وراقية إبراهيم وأحمد سالم .

هذا الاشتراك العربي المبكر تكرر في الأعوام القليلة التالية حيث انضم اللبناني جورج نصر إلى شلّة العارضين لأفلام هناك، كذلك كمال الشيخ ويوسف شاهين وصلاح أبوسيف، وهم أفضل مخرجي السينما المصرية على مر العصور .

سوف يكون مثيراً للاهتمام إطلاق مشروع خاص يرصد في كتاب أو بحث ما كل المخرجين الذين اشتركوا في الدورة الأولى وما حدث لكل منهم على حدة . والأفضل لو كانت هناك وسيلة لمشاهدة هذه الأفلام لكي نعلم -على الأقل- ما إذا كان سليماً ذلك التخمين من أن الأفلام التي فازت بالجوائز في تلك الدورة الأولى، والتي بلغ عددها 27 فيلماً، كان تستحق كلها ما فازت به .

وفي وقت بات نشر ثقافة سينمائية أمر عسير في أي من الأوساط المعمول بها، فإن العودة إلى الأمس من باب الرصد والتسجيل أكثر صعوبة، ولو أنه بالغ الأهمية .

م .ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

16/05/2010

 
 

عروض «كان» الغائمة والمـــشرقة

اللجوء إلى تـــشاد و ثرثرة وودي آلن

زياد عبدالله – كان

يتطلب الأمر لجوءاً إلى السينما التشادية، بعيداً عن ثرثرة وودي آلن، وعلى مقربة من حواريات مايك لي، في تمام الساعة التي تشير إليها الأفلام التي تحملها مسابقة كان هذا العام، والتي مازالت إلى الآن متناغمة تماماً مع الطقس الذي يراوح بين المشرق والغائم، بين المشمس والماطر، مع تأكيد أن الاحتفالية السينمائية الكبرى على ما هي عليه من ملاحقة النجوم القادمين من جميع أرجاء العالم، وعليه يمكن أن تشهد جمهرة كبيرة من الناس أمام فندق «المارتينز» لا لشيء إلا لأن راسل كرو قد يخرج من الباب، بينما الدخول إلى فندق آخر يتم من خلال بوابة صنعت للترويج لفيلم، بما يدفعنا إلى اعتبار طريق «اللا غروزيت» طريقاً محفوفة بالنجوم والتقاط الصور.

أما على السجادة الحمراء فسيعلو الصراخ، تكفي التفاتة من نجمة او نجم أن تشعل المتحلقين حولها، مع أن نجوم هذا العام أقل مقارنة بالأعوام السابقة.

يكثر الحديث عن فيلم الجزائري رشيد بوشارب «خارج القانون» ولم يعرض بعد، لا بل إن مناهضة الفيلم من قبل اليمين الفرنسي مازالت إلى الآن مبنية على ادعاءات لا علاقة لها بالفيلم طالما أن أحداً لم يشاهده، وهم يعتبرونه من الآن «خارج القانون» قانونهم طبعاً الذي يعطي القداسة للمرحلة الكولونيالية واحتلال الجزائر على ما يبدو.

حسناً فيلم بوشارب الذي يعرض في اليوم قبل الأخير من الدورة الـ،63 منتظر ومرتقب، لكن بالعودة إلى ما بدأنا به من اللجوء إلى السينما التشادية فمرد هذه العبارة يعود بالتأكيد إلى فيلم التشادي صالح هارون Screaming Man (رجل الصراخ)، الذي له أن يستوقفنا مطولاً، وربما بانتظار فيلم بوشارب، الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الرسمية ومسابقة «نظرة ما» وكل المسابقات إن شئتم، كون فيلم هارون ناطقاً في جزء منه بالعربية، اللغة التي لم تتردد بعد في كل ما شاهدناه من أفلام.

فيلم هارون افريقي بامتياز، لنا أن نقول حين نتحدث عن الحرب الأهلية، الصفة اللصيقة بأفلام إفريقية كثيرة، ولعلها كذلك كونها واحدة من كبريات الأوبئة التي فتكت وتفتك بالقارة السمراء، لكن مهلاً! فيلم «رجل الصراخ» هو عن البشر في تلك الحرب، وربما هو بشكل أو آخر عن صالح هارون نفسه الذي صور كل أفلامه والحرب تهدده، بما في ذلك فيلمه «رجل الصراخ»، الذي سيكون أول أفلامه الروائية الطويلة، ولعله من الجميل أن يجد أول فيلم طويل لمخرج مكاناً له في المسابقة الرسمية في مهرجان كان.

ينطلق فيلم «رجل الصراخ» من الفندق، إن ليس بـ «فندق راوندا»، لكن له أن يشكل بؤرة درامية يحتشد فيها كل ما يعصف بتشاد، ومن خلال شخصية آدام (يوسف دجارو) الذي يعمل مشرفاً على مسبح الفندق، والجميع ينادونه بالبطل كونه كان بطل السباحة في ستينات القرن الماضي، وهو أول من عمل مشرف مسبح ومنقذاً في تشاد.

للمشكلات التي تحيط بهذا الرجل تنويعاتها، إنه مهدد بالطرد من عمله، لا لشيء إلا لأن الفندق أصبح تحت إدارة جديدة، خاصة وأجنبية وليست حكومية، وفي الوقت نفسه هناك الحرب التي تحدث على الحدود، وتقدم «المتمردين» كما يطلق عليهم الفيلم، ولعل آدام سيكون معتصراً بين الاثنين، ومعه ابنه الذي يعمل معه في الفندق مشرفاً أيضاً على بركة السباحة.

فيلم صالح هارون يمضي بخطى مدروسة، ومن نقطة أساسية تتمثل في أن بركة السباحة هي كل حياة آدام، إنه مستعد لفعل أي شيء لئلا يفقد عمله، وحين تقرر المديرة الصينية تحويله إلى بواب، وإحلال ابنه مكانه، فإنه لن يتوانى عن التفريط في ابنه ونحن نشاهد من اللقطة الافتتاحية من الفيلم كيف هي علاقته به.

إنها الحرب التي يسأله أحد المسؤولين عنها أن يدفع مالاً لمصلحة مجهود الجيش في الدفاع عن تشاد، أو إلحاق ابنه بالخدمة العسكرية، وليكون الخيار الثاني خيار آدام، وبدافع أن يعود مشرفاً على بركة السباحة، هذا الفعل سرعان ما ينقلب إلى كارثة متمثلة في الصمت والحزن والندم الذي يحاصر آدام من كل جهة، وصولاً إلى ذهابه إلى موقع ابنه العسكري وتهريبه، وليموت الابن وهو في طريق العودة.

فيلم هارون مبني بنسق جمالي ودرامي يمضي بنا إلى ما يود المخرج قوله في سياق القصة التي يقدمها، إنه «البطل» ومصيره والحرب والتفكك الداخلي يعصف به، إنه سائق الدراجة الذي يضع نظارة الغطس حين يقودها، إنه فيلم اللقطات الليلة ونحن نشاهد العتمة تحيط به من كل جانب ولا ضوء إلا ضوء دراجته، إنه عن زوجة ابنه التي يكتشف وجودها وهي حامل بحفيده، فإذا بها مغنية تردد واحداً من تلك المواويل الإفريقية الحزينة.

فيلم صالح هارون كان آخر ما شاهدناه في يوم «كاني» طويل، بدأ مع فيلم المخرج الانجليزي الشهير مايك لي Another Yeaْ (عام آخر)، حيث الرهان مجدداً على الشخصيات، رهان مختلف تماماً عن شخصية آدام في فيلم صالح هارون، ولعل المنطلق الذي تتضح من خلاله مصائر الشخصيات وطباعها ومآسيها ونمط عيشها، سيكون متأتياً من عائلة بعينها ناجحة في زواجها، وعلاقتها بابنها الوحيد، وتحويل هذه العائلة إلى كشاف لكل الشخصيات الفاشلة حولها، من أصدقاء يجدون فيها عزاء أو نمطاً مغايراً للحياة التي يعيشونها التي تكون محاصرة بالوحدة والأسى والندم، والتي لكلمة مثل الفشل أن تلخصها.

رهان الفيلم الرئيس سيكون حوارياً، وهو مقسم إلى أربعة فصول هي فصول السنة، ومع كل فصل هناك جديد يطرأ، شخصية جديدة تدخل معترك الفيلم، وتمتزج مصائرها بمصائر تلك العائلة من خلال الحوار الذي سيتولى كل شيء بخصوص إضاءة الشخصية، وعليه فإن من يحيط بهذه العائلة، يكون من خلال شخصية امرأة وحيدة وكحولية وصاخبة وخرقاء، وهي تستمر حتى نهاية الفيلم، مضطربة وتتوق للحب، لدرجة تفكر فيها باتخاذ ابن العائلة سابقة الذكر عشيقاً لها، والذي سرعان ما نتعرف إلى حبيبته، فتهبط عليها الخيبة.

من يحيط بهذه العائلة هو الصديق المهزوم والوحيد والذي يدخن بلا انقطاع، ومع غيابه في الجزء الأخير، يظهر الأخ الذي يفقد زوجته ويعاني من ابنه المضطرب أيضاً.

فيلم «عام آخر»، ينتصر للشخصية، إنه يريد أن يقدم لنا نماذج نعايشها، نراها، وهو ينبشها من خلال تصرفاتها وردود أفعالها، وفي اتكاء كامل على الحوار والرهان عليه والكوادر الملاصقة لوجوه الشخصيات، الأمر الذي لن نعثر عليه في فيلم وودي آلن You will Meet A Tall Dark Stranger (ستلتقي برجل طويل أسمر)، الذي يرسخ فقدانه بريقه، بما في ذلك ثرثرته التي كانت مشرقة في أحيان كثيرة، ولعله يبتعد عن نفسه هو بالذات، ففي هذا الفيلم الذي عرض خارج المسابقة، لكن ضمن البرنامج الرسمي للمهرجان، جاء الفيلم محتشداً بالنجوم بدءاً من انتوني هوبكنز مروراً بنعومي واتس وصولاً إلى أنتوني بانديراز، وليتحرل ضمن مساحة آلان الأثيرة ألا وهي العلاقات الملتبسة، الحب واللاحب، وما يطال علاقة الحب مع مرور الزمن، وعليه فإن أي ثنائية أو زواج في الفيلم ستكون مأزومة ومتغيرة وفق إملاءات الزمن، مع القليل من الكوميديا، والكثير من اللاشيء، الذي لن يكون تكراراً لسينما آلن وأفلامه، بقدر ما سيكون ارتكاساً ونكوصاً عنها، ولعل فكرة النبوءة وما يدور حولها وأدوات درامية أخرى استخدمها في الفيلم، لن تكون موظفة بقدر ما ستكون حلقة وصل واهية بأسلوب آلن نفسه. 

دموع «كان»

رويترز: تجمّع فريق عمل فيلم «أمير مونتبنسير» الفرنسي أمام كاميرات التصوير في مهرجان كان السينمائي الـ63 أمس، بحضور المخرج بيرتراند تافيرنيه، والممثل رافاييل بيرزينو والممثل الفرنسي غاسبار أوليل، وغريغوري لابرينس، والممثلة الفرنسية ميلاني تيري، التي لم تحتمل عيناها عدسات التصوير والإضاءة الشديدة فكانت الدموع هي النتيجة

الأسبوعية في

17/05/2010

####

.. و«ودي آلان» يبحث عن السعادة في «سوف تقابليه غريباً»

البريطاني «مايك لي» يعود إلى «كان» بـ «سنة أخرى»

كتب بداي الضاوي: 

المخرج البريطاني مايك لي أحد الأسماء المعروفة في كواليس مهرجان كان السينمائي فقد شارك المخرج بثلاثة أفلام سابقة وفاز عن فيلمه (عاري) بجائزة أفضل إخراج في سنة 1993، كما نال جائزة السعفة الذهبية عن فيلم (أسرار وأكاذيب) في عام 1996، وكان عضوا في لجنة تحكيم المهرجان 1997، وهو الآن يشارك للمرة الرابعة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بأحدث أفلامه (سنة أخرى)، من تمثيل جيم برودبينت وليسلي مانفيل وروت شين وبيتر وايت.

يتناول الفيلم قصة عائلة ابتلاها حظها التعيس بالمصائب المتكررة على مدى حياتهم والفيلم يستعرض سنة أخرى لهم عبر الفصول المختلفة لا تختلف عن باقي سنينهم مليئة بالأهوال والمتاعب، والمخرج يهدي فيلمه هذا لرفيق دربه الذي أنتج معظم أفلامه سيمون شأنين ويليامز الذي توفي في ابريل 2009.

كابوس «آلان»

أما المخرج الأمريكي وودي الآن فيعرض فيلمه الجديد (سوف تقابلين غريبا طويلا واسمر) خارج المسابقة الرسمية وهو بطولة الاسباني أنتونيو بانديراس والأسترالية ناعومي واتس وجوش برولين، الفيلم تدور أحداثه في لندن ويتناول مجموعة من الشخصيات المختلفة تبحث عن السعادة وكل منهم لديه فكرة عن الشيء الذي اذا حصل عليه يصبح سعيدا ولكنهم يكتشفون ان للسعادة مفهوما أوسع وأكثر تعقيدا من ذلك، والفيلم لا يختلف بنظرته السوداوية والمتشائمة عن باقي أفلام وودي الآن الذي يقول عن ذلك: (أنا بطبعي متشائم، ولطالما كنت كذلك حتى في طفولتي، ان الحياة تجربة كابوسية والطريقة الوحيدة للسعادة هي ان نكذب على أنفسنا، والشخصيتان الوحيدتان السعيدتان في الفيلم كانتا مصابتين بالحمق!!).

الوطن الكويتية في

16/05/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)