كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أوسكار من دون مفاجآت

ولكن مع كثير من المفارقات

بقلم   سمير فريد

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم الثاني والثمانون

(أوسكار 2010)

   
 
 
 
 

لم تكن هناك مفاجآت فى جوائز الأوسكار التى أعلنت صباح أمس الأول بتوقيت القاهرة، فقد فاز الفيلم الفائز بأوسكار أحسن فيلم «خزانة الألم»، إخراج كاترين بيجلو، بجائزة أحسن فيلم فى أغلب مسابقات جمعيات النقاد الأمريكية، وفى عدد ١٥ فبراير من «فارايتى»، بعد إعلان الترشيحات فى ٢ فبراير تعريف بكل المرشحين لجوائز التمثيل الأربعة على عمود باستثناء الأربعة الذين فازوا على عمودين.

ولكن هناك مفارقات، فقد رشح كل من «أفاتار» إخراج جيمس كاميرون و«خزانة الألم» لعدد متساو من الأوسكارات «٩ لكل منهما»، وهو العدد الأكبر من الترشيحات لفيلم واحد هذا العام، ولكن «خزانة الألم» فاز بأكبر عدد من الأوسكارات لفيلم واحد «٦»، وهى أحسن فيلم، وأحسن إخراج، وأحسن سيناريو، وأحسن مونتاج، وأحسن مونتاج صوت، وأحسن ميكساج صوت، ولم يفز «أفاتار» سوى بـ٣ أوسكارات «أحسن تصوير وأحسن ديكور وأحسن مؤثرات بصرية»..

وبينما كانت تكاليف «خزانة الألم» أقل من ٢٠ مليون دولار، وإيراداته أقل من ١٥ مليون، ولم يجد موزعاً فى أمريكا عام ٢٠٠٨، عندما عرض لأول مرة فى مهرجان فينيسيا ولم يفز بأى جائزة، كانت تكاليف «أفاتار» الأكبر فى تاريخ السينما منذ اختراعها «٥٠٠ مليون دولار»، وكانت إيراداته الأكبر فى تاريخ السينما أيضاً «أكثر من ٢ مليار دولار» فى ثلاثة شهور منذ ديسمبر الماضى.

مسابقة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية، المعروفة باسم الأوسكار، التمثال الذهبى الصغير رمز جوائزها، هى مسابقة محلية للأفلام الأمريكية أساساً «أى مهرجان قومى ولكن على الطريقة الأمريكية»، ورغم محليتها فإنها أشهر جوائز السينما فى العالم، لأن السينما الأمريكية هى أقوى سينما فى العالم وأكثرها تأثيراً خارج حدود أمريكا، ويبلغ عدد جوائز الأوسكار ١٩ جائزة للأفلام الطويلة الروائية والتحريك، فازت بها تسعة أفلام.

من بين الأفلام العشرة التى رشحت لأحسن فيلم فازت ٦ أفلام بـ١٥ أوسكار، وخرجت ٤ من دون الفوز بأى جائزة، والأفلام الأربعة إلى جانب «أفاتار» و«خزانة الألم» هى «بريشوس» إخراج لى دانيلز، الذى عرض لأول مرة فى مهرجان صاندانس «أحسن سيناريو عن أصل أدبى، وأحسن ممثلة فى دور مساعد (مونيك)»، وفيلم التحريك «نحو الأعالى»، إخراج بيتر دوكتير وبوب بيترسون، الذى عرض لأول مرة فى افتتاح مهرجان كان «أحسن فيلم تحريك وأحسن موسيقى»، و«كتيبة الأوغاد»، إخراج كوينتين تارانتينو، الذى عرض لأول مرة فى مسابقة مهرجان كان «أحسن ممثل فى دور مساعد (كريستوف والتز) الذى فاز بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان كان، و«الجانب المظلم» إخراج جون لى هانكوك «أحسن ممثلة (ساندرا بولوك)».

المصري اليوم في

10/03/2010

 
 

عيون وآذان

(شعب ... ذكّرني بالفلسطينيين وقضيتهم)

جهاد الخازن

حديثي اليوم عن الخاسرين، وأُسرع فأقول قبل أن «يطفش» القارئ إنني لا أقصد العرب والمسلمين، وإنما الذين خسروا جوائز الأوسكار بعد أن رشحوا لها، فجريدتنا هذه وكل الصحف، وفضائيات العالم، ركزت على الرابحين، وليس عندي ما أزيد على المنشور والمبثوث.

اهتمامي بالأفلام محدود وغالباً ما يقتصر على مهرجان كان، لأنني أحضره مع أصدقاء، عادة من يخت في الميناء، غير أنني كنت أكثر اهتماماً هذه السنة فأكاديمية السينما للفنون والعلوم رفعت رقم الأفلام المرشحة هذه السنة من خمسة الى عشرة، ووجدت في رأس القائمة «أفاتار» الذي كنت في سبيل مقابلة مخرجه جيمس كاميرون على هامش مؤتمر دافوس، وفيلم عن حرب إدارة بوش على العراق، وآخر عن النازيين، وقررت أن أحضر ما أستطيع من أفلام بانتظار نتائج تصويت 5777 عضواً في أكاديمية السينما.

في النهاية لم أحضر سوى «أفاتار» وقد كتبت عنه، و «أولاد زنى حقيرون» وفاتني «خزانة الألم» الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وأيضاً بجائزة أفضل مخرج ونالتها كاثرين بيغلو لتصبح أول امرأة تفوز بجائزة الإخراج في 81 سنة من عمر الأوسكار. وأعترف بأن ترجمتي لاسم الفيلم ناقصة، فالأصل عبارة بالإنكليزية عن شخص يتعرض لأذى فكأنه أرسل الى خزانة أو علبة تعذيب. وكان محامون يعملون للشاويش الأميركي جيفري سارفر أعلنوا أنهم سيقاضون كاتب السيناريو مارك بوال لأنه «بنى جميع أحداث الفيلم تقريباً» على أحداث تعرَّض لها الشاويش. غير أن هناك خبراء يقولون إن العبارة مسجلة ومعروفة منذ سنة 1966، وهذا مع العلم أن مارك بوال كان ملحقاً بقوة أميركية في العراق وشهد عمل الخبراء في تعطيل الألغام والمتفجرات.

فاتني الفيلم الفائز فقد اخترت أن أحضر الفيلم عن النازيين، وأنا أخشى أن يكون مجرد دعاية عن المحرقة، إلا أنني قررت أن في بطله ومخرجه تعويضاً كافياً، فالممثل براد بيت وسيم جداً أعجبني أداؤه في أفلام كثيرة، والمخرج كوينتن تارانتينو يخلط في أفلامه العنف والجنس، والأول لا أعرف منه إلا ما يمارس ضدي كعربي والثاني تزيد فيه رغباتي عن قدراتي.

لم يكن الفيلم كما توقعت أبداً، فهو بدل أن يكون دعاية ضد النازيين انتهى وشعوري بأنه دعاية ضد اليهود، فقد كانوا ضحية النازيين، ومع ذلك فقصة الفيلم تدور حول عصابة انتقام يهودية يقودها ضابط من تنيسي، هو براد بيت، وهو غير يهودي من ولاية لم تشتهر بتأييد اليهود أو أي مجموعة اثنية خارج حدودها. واليهود من عصابة الانتقام يمارسون أعمالاً سادية وحشية ضد الجنود النازيين وكان يفترض أن يُظهر الفيلم النازيين وهم يرتكبونها ضد اليهود.

وفي حين قرأنا أن النازيين قتلوا اليهود في أفران الغاز ودفنوهم في مقابر جماعية فالفيلم يظهر الجنود اليهود والواحد منهم مكلف بقتل مئة جندي نازي وسلخ فروة رأس كل منهم، فكنت أغلق عيني أمام كل مشهد سلخ ودم، مع أنني صياد، ولا أعرف كيف كان شعور المتفرجين الذين لم يقتلوا شيئاً في حياتهم (برزان التكريتي قال في محاكمته إنه لم يقتل نملة في حياته، وقيل له إنه ليس متهماً بقتل نملة بل بقتل ألوف البشر).

نستطيع أن ندرج الفيلم «أولاد زنى حقيرون» في خانة الانتقام الخيالي، غير أن خيال تارانتينو أوسع كثيراً مما تصورت، والفيلم ينتهي بمشهد في دار للسينما يعرض فيها فيلم نازي عنوانه «فخر أمة» عن قناص نازي تكرمه القيادة على إنجازاته. ويجتمع في صالة العرض هتلر وجوزف غوبلز والقيادة النازية كلها وتوصد الأبواب وتشعل صاحبة الصالة، التي قتل النازيون أسرتها، النار في الأفلام وتحترق الصالة ويموت قادة النازيين اختناقاً أو حرقاً.

هذا تاريخ لم يحدث (مثل التاريخ التوراتي عن أرض الميعاد) ولكن يتمنى اليهود حدوثه، وكنت شخصياً أتمنى لو حدث وقُتِل النازيون قبل أن يقتلوا اليهود فيرسل الناجون لاستعمار بلادنا.

حكمي على الفيلم «أولاد زنى حقيرون» هو أنه فيلم عنف مريض، وشخصياً أفضل تارانتينو في أفلام عنف سابقة مثل «اقتلوا بيل»، ولا أجده يخدم اليهود أو ضحايا المحرقة، فهو يصور المنتقمين وحوشاً بشرية وعنفهم أمام الكاميرا مخيف مقزز.

لو فاز هذا الفيلم لكانت علاقتي بجوائز الأوسكار انتهت، مكتفياً بمهرجان كان، إلا أنه لم يفز، فأفيد القارئ بما تعلمت على هامشه لأنه يستطيع أن يبحث في الانترنت وسيجد قوائم بأفشل أفلام فازت بالأوسكار، وبأفلام ممتازة جانبها الفوز، وبالمفاجآت بين الفائزين والذين تُوقِّع لهم الفوز وفشلوا، وأيضاً ذكريات لا تنسى من حفلات الأوسكار السابقة. وإذا كان القارئ ليس خبيراً في الانترنت فهو يستطيع أن يحضر «افاتار» ويرى شعباً أزرق فيه ذكّرني بالفلسطينيين وقضيتهم.

khazen@alhayat.com

الحياة اللندنية في

10/03/2010

 

بكاء ساندرا بولوك وخيبة أمل "أفاتار" في الأوسكار

الفن اونلاين – اسامة زكي 

وسط سقوط الأمطار الغزيرة شهد حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الثانية والثمانين العديد من المفاجآت والصدمات بداية بفوز ساندرا بولوك للمرة الأولي بجائزة أفضل ممثلة،ومرورا بفوز فيلم the hurt Locker   بنصيب الأسد من الجوائز ، وانتهاءً باستحواذ جورج كلوني علي قلوب معجبيه بدلا من الأوسكار حيث لم ينل الجائزة التي كان مرشح لها.

استطاع  فيلم "ذا هارت لوكر" The Hurt Locker " أن يستحوذ على أكبر قدر من الجوائز حيث فاز بستة  جوائز وهم  جائزة أفضل قصة  للكاتب مارك بوال  ، وجائزة أفضل هندسة صوتية لـ راي بيكيت و بول أوتسون، وأفضل ميكساج صوت لـ بول أوتسون ، وجائزة أفضل مونتاج لـ بوب مورويسكي و كريس إنيس وجائزة أفضل اخراج لـ كاثرين بيجلو  لتكون أول سيدة تحصل علي جائزة الأوسكار في مجال الإخراج.

كما حصل أيضا على جائزة أفضل فيلم لهذا العام وقام بتقديمها النجم العالمي توم هانكس للمخرجة كاثرين بيجلو التي شكرت الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية لإعطائها هذا التكريم  وتحدثت عن فيلمها والرسالة التي تود تقديمها من خلال  الفيلم وهي أن توضح تأثير الحروب علي جميع الأطراف والفوضى التي تسببها وتحدثت عن الجنود الأمريكيين الموجودين في أفغانستان والعراق وتمنت أن يعودا سالمين لعائلاتهم قائلة: "انهم هناك من أجلنا ونحن هنا من أجلهم ".

وحصدت الممثلة ساندرا بولوك أخيرا علي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "ذا بلايند سايد the blind side "، وفور صعودها على المسرح لاستلام الجائزة لم تتمالك بولوك نفسها حيث بكت بشدة قائلة " هل فزت فعلا بالجائزة"، حيث تعد هذه المرة الأول التي ترشح فيها للاوسكار وتحصل على جائزة.

وحصد الممثل جيف بريدجيز جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم"ذا كريزي هارت the crazy heart  والتي تسلمها  من الممثلة كيت وينسلت، وكان ينافسه بشدة عليها النجم جورج كلوني.

وعكس ما هو متوقع لم يحصد "افاتار  "avatarللمخرج جيمس كاميرون سوي  ثلاثة جوائز فقط وهم أفضل تصوير سنيمائي، وأفضل مؤثرات بصرية، بالإضافة إلي  جائزة أفضل اخراج فني , وجاءت جوائز "افاتار" مخيبة للآمال حيث كان متوقع له أن يحصد العديد من الجوائز، ولكن مفاجاة الحفل هذا العام هي تفوق المخرجة كاثرين بيجلو بفيلمها " ذا هارت لوكر the hurt locker " لتحصد أهم جوائز الحفل لتتفوق بذلك علي زوجها السابق جيمس كاميرون مخرج "افاتار".

 وذهبت جائزة أفضل ممثل مساعد للنمساوي كريستوف والتز عن دوره في فيلم "أنجلوريس باسترد Inglourious Basterds" ليحصد أول جائزة أوسكار في تاريخه، وقدمت له  الجائزة النجمة بينلوبي كروز فعلق قائلا  " اوسكار وبينولوبي كروز !!!! بينجو".

وحصد فيلم " أب up "جائزتين, وهما أفضل فيلم رسوم متحركة وتسلم الجائزة المخرج بيتي دكتور و أفضل موسيقي تصويرية لـ مايكل جيتشينو، بينما حصدت الممثلة مونيك جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "بريشيوس Precious" وكان الجميع يتوقع فوز مونيك بالجائزة.

وحصد فيلم "بريشيوس Precious" أيضا جائزة أفضل نص سنيمائي مأخوذ من رواية للكاتب جيفري فليتشر.

ونال الفيلم  الأرجنتيني El secreto de sus ojos جائزة أفضل فيلم أجنبي، بينما، حصل فيلم "ذا نيو تايتنتس The New Tenants "  علي جائزة أفضل فيلم قصير و فيلم " ميوزيك باي برودينس   “music by prudence علي جائزة  أفضل فيلم وثائقي قصير وقدم الجائزتين  الممثلة كاري موليجان والممثلة وذوي سالدانا .

وحصدت أغنية" ذا ويري كايند The Weary Kind" جائزة أفضل أغنية في فيلم crazy heart  وقدمت الجائزة المغنية مايلي سايرس والممثلة أماندا سيفرد للمطرب رايان بينجهام الذي كتب كلمات الأغنية وقام بأدائها في الفيلم.

وفاز فيلم " يانج فيكتوريا The Young Victoria "  بجائزة أفضل تصميم ملابس  وتسلمت الجائزة مصممة الأزياء ساندي باول، وحصد فيلم "ذا كوف the cove " جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل وقام الممثل مات ديمون بتقديم الجائزة.

بينما حصد فيلم "لوجوراما Logorama  " جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير، وفاز فيلم ستار تريك "star trek بجائزة أفضل مكياج وتسلم الجائزة جو هارلو وبارني برومان.


أقر أيضا :

بالصور.."افاتار" و "خزانة الألم" يتصدران الفائزين بـ"الأوسكار"

بالصور .. انطلاق حفل توزيع جوائز "الأوسكار"

الفن أنلاين في

10/03/2010

 
 

كاثرين بيجلو بعد فوزها بالأوسكار:

نجحت فى تناول الأحداث العراقية بمنظور مختلف

رشا عبدالحميد

«دائما هناك ثمن لهذا النوع من البطولة».. هكذا صرحت المخرجة «كاثرين بيجلو» عن فيلمها الأخير «خزانة الألم» بعد أن أصبح هو العلامة المميزة فى أى مهرجان أو مسابقة دولية للأفلام السينمائية فى العالم خلال الفترة الأخيرة.. وهو يدور حول حرب العراق مصورا إحدى الفرق العسكرية كنموذج للجنود الأمريكيين بكل مناقضاتهم..

بل وتفوق الفيلم على أكثر الأفلام تحقيقا للأرباح «أفاتار» بعد أن اقتنص منه جائزة الأوسكار أفضل إخراج وأفضل فيلما، وأصبح له الآن سجل طويل من الجوائز منها الفوز بست جوائز أوسكار ومن قبلها ست جوائز بافتا التى أعلنت منذ فترة قصيرة.. وحول أحلام كاثرين وما تفكر فيه بعد كل هذا النجاح الكبير ودخولها التاريخ كأول مخرجة تفوز بالأوسكار يدور هذا الحوار الذى أجرته معها مجلة سلانت الأمريكية ..

·         بعد هذا الانتصار فى جوائز الأكاديمية البريطانية «البافتا» والأوسكار.. بماذا تشعرين؟

ــ بالتأكيد أنا سعيدة جدا بهذا النجاح وبعبور كل الحواجز التى كانت أمامى وأتمنى أن أكون أولى الكثيرات من النساء اللاتى يفزن بالأوسكار فى الأعوام القادمة، وأرى أن جوائز الأوسكار جاءت لتتوج نجاح هذا العمل وطاقمه وتعد إشارة انطلاق لتقديم المزيد وأنا لم أكن أنوى صنع التاريخ ولكن الأمر حدث.

·         هل تعتقدين أن نجاح فيلمك سببه قصته السياسية؟

ــ هناك الكثير من الأفلام التى تبرز الجوانب السياسية فى العالم، ولكن كيفية تناول هذه الأحداث هو ما يحدد هوية الفيلم ويكون السبب فى نجاحه وأعتقد أننى وفقت فى تناول الأحداث العراقية بمنظور مختلف عما قدم من قبل وهذا هو سبب نجاح العمل.

·         لماذا اخترت هذه الفرقة من الجيش الأمريكى لتكون النموذج الحى لجنود هذه الحرب؟

ــ للعديد من الأسباب أولا لأنها تعتبر أخطر مهمة ليس فى الجيش فقط وإنما فى العالم فالجندى فى هذه الفرقة يحاول أن يكشف عن العبوات الناسفة فى العراق لينقذ الآلاف من أرواح الأبرياء من الموت، فنرى فرقة حربية ولكن مهمتها ليست قتالية، ثانيا استطعت من خلال هذه الفرقة أن أقدم أيضا نماذج الجنود المختلفة فى الحرب من خلال ثلاثة جنود، واحد منهم يمثل روح الاندفاع والتهور، يعشق الحرب ويتلذذ بها وآخر يسير وفق النظام ويتبع القواعد والثالث يسير بجانب الحائط لا يريد أن يخسر شيئا ويحافظ على حياته حتى أنه يتجنب قتل الآخرين وهو ما يمثل نظرية كل منهم فى الحرب وموقفه منها لهذا اخترت هذه الفرقة من الجيش لما بها من تناقضات تثرى العمل ككل.

·         وما الهدف من هذا التصوير الدقيق لما يدور فى أذهان هؤلاء؟

ــ أردت ألا يكون الفيلم مجرد نقل تقرير مما ذكره السيناتور مارك بول الذى كان يرافق الجنود فى العراق عام 2004، لذا كان يجب أن اقترب من واقع هذه الأحداث ليشعر المشاهد أنه يعيشها بالفعل من خلال أبطال العمل فكشفت عما يدور فى أذهانهم ووجودنا فى الشرق الأوسط «عمان والمغرب» كمواقع للتصوير جعلنا جميعا نعيش الأحداث العراقية.

·         الفيلم لا يقدم أى رؤى سياسية للحرب وإنما يركز أكثر على الجوانب الإنسانية، لماذا؟

ــ لأن التركيز على الناحية الإنسانية كان أكثر أهمية لمعرفة كيف استطاع هؤلاء الجنود التكيف مع هذا الموقف المحفوف بالمخاطر وهدفى من ذلك هو تذكير الناس بأن هناك من خاطر بحياته لإنقاذ الكثيرين بغض النظر إذا كان من المفروض أن يوجود هؤلاء الجنود فى هذا المكان أم لا لأنهم ليسوا من بدأوا هذا الصراع.

·         ما الجديد الذى تفكرين فيه الآن؟

ــ أعمل الآن على عمل جديد مع نفس المؤلف مارك بول، لذا ربما نقدم تركيبة فيلم «خزانة الألم» مرة أخرى، حيث تقع أحداثه فى أمريكا الجنوبية فى منطقة تسمى الحدود الثلاثية، حيث تلتقى الأرجنتين وباراجواى والبرازيل فيها ولن أتحدث عن أى تفاصيل أخرى لأننا لم نبدأ العمل بعد فمازال فى مرحلة الكتابة.

وفى النهاية أحب أن أقول إن نجاح «خزانة الألم» كان بفضل مجموعة من الممثلين الموهوبين الأذكياء المبدعين أخذوا على عاتقهم نجاح هذا العمل وهو بالفعل ما حدث وهؤلاء الأبطال هم جيرمى رينر وأنتونى ماكى وجاى برسى وغيرهم من النجوم.

الشروق المصرية في

10/03/2010

 

نقاد الفن السابع المصريون يختارون جوائز الأوسكار مبكرًا ..

رشا عبدالحميد 

على الجانب البعيد يقف نقاد السينما فى مصر يختارون بنظرة مختلفة ربما تتفق أو تختلف مع نظيرها الأمريكى جوائز العرس السينمائى الأوسكار.

فى البداية أكد الناقد يوسف شريف رزق الله أن الأفلام المرشحة هذا العام تتنافس على جوائز الأوسكار ليست قوية، وأشار قائلا «على الرغم من انه ليست هناك أفلام تستحق التنافس فى مسابقة هذا العام إلا أننى أتمنى ألا يفوز فيلم «خزانة الألم» للمخرجة كاثرين بيغلو لأنه من وجهة نظرى لا يستحق الفوز أو حتى كل هذه الجوائز التى حصل عليها من المهرجانات السابقة، وفى ظل الأفلام المرشحة أعتقد أنه ربما تنحصر الجائزة بين فيلم الرسوم المتحركة «فوق» للمخرج بيتى دوكتر وفيلم «افاتار» للمخرج جيمس كاميرون.

أما جائزة أفضل ممثل فرشح لها الممثل «جيف بريدجز» بطل فيلم «قلب مجنون»، وتوقع أن تذهب جائزة أفضل ممثل مساعد إلى الممثل كريستوف والتز بطل فيلم «الأوغاد»، وجائزة أفضل ممثلة أختير لها كارى موليجان بطلة فيلم «تعليم» التى ربما تحطم كل التوقعات التى تشير إلى ساندرا بولوك أو ميريل ستريب.

وأكد رزق الله أيضا أن جائزة أفضل ممثلة مساعدة يجب أن تذهب إلى بطلة فيلم «ثمين» (مونيكو) وأخيرا أشار إلى أن جائزة أفضل مخرج أنها ربما تكون من نصيب المخرج جيمس كاميرون مخرج فيلم «افاتار».

بسؤال الناقد السينمائى طارق الشناوى عن توقعاته للجوائز حصر جائزة أفضل فيلم بين اثنين أما فيلم «افاتار» أو «خزانة الألم»، وأكد قائلا «إن جائزة أفضل مخرج يجب أن تذهب إلى أحد مخرجى نفس الفيلمين وهما «جميس كاميرون» أو المخرجة «كاثرين بيجلو».

وكان توقعه لجائزة أفضل ممثل أن تنحصر بين النجم مورجان فريمان عن فيلمه «انفيكتوس» والنجم «جيرمى رينر» عن فيلمه «خزانة الألم».

وأكد طارق الشناوى أنه يتوقع أن يفوز الممثل «وودى هاريلسون» بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «نبى»، وفضل إحدى النجمتين ساندرا بولوك عن دورها فى فيلم «الجانب الأعمى» أو النجمة «ميريل ستريب» عن دورها فى فيلم «جولى وجوليا» للفوز بجائزة أفضل ممثلة، وواضح فيلم «تسعة» هو فيلم جيد ويجب ان يحصل على جائزة وربما تكون من نصيب «بينلوبى كروز» كأفضل ممثلة مساعدة، مؤكدا أنها بالفعل تستحق هذه الجائزة لدورها الجيد فى الفيلم.

وأضاف قائلا «أتمنى أن يفوز فيلم «فوق» للمخرج «بيتى دوكتر» بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة لأنه يستحق التكريم والفوز، كما أفضل ألا تخرج جائزة أفضل فيلم أجنبى عن فيلمى «حليب الأسى» من بيرو أو فيلم «الشريط الابيض «من ألمانيا».

وعند سؤال الناقد أحمد يوسف عن توقعاته قال: فى البداية أحب أن أشير إلى انه يجب أن نهتم فى مصر بعرض الأفلام الأجنبية فى دور العرض أكثر من ذلك حيث إن ما يعرض الآن لا يمثل ثلاثة أرباع ما يعرض فى الخارج، كما أن الشركات تحدد الأفلام التى تعتقد أنها ستدر الأرباح وتعرضها، لذا يجب أن يكون هناك ولو قاعة عرض واحدة تعرض كل الأفلام التى تعرض فى الخارج دون النظر إلى أى حسابات ليستطيع الجميع مشاهدتها».

أما عن توقعاته فقد اختار فيلم «خزانة الألم» ليفوز بجائزة أفضل فيلم، والممثل «جيف بريدجز» ليفوز بجائزة أفضل ممثل عن دوره فى «قلب مجنون» والممثل «كريستوف والتز» ليفوز بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «الأوغاد».

أما جائزة أفضل ممثلة فتوقع أن تذهب إما إلى الممثلة «ساندرا بولوك» أو الممثلة «ميريل ستريب» وأكد أنها فى الغالب ستفوز بها ساندرا لأن ميريل فازت بها العام الماضى، وأشار إلى جائزة أفضل ممثلة مساعدة ان الممثلة ماجى جيلينهال بطلة فيلم «قلب مجنون» ربما تحقق المعجزة وتخطفها.

وأشار إلى أن جائزة أفضل إخراج يجب أن تحصل عليها المخرجة «كاثرين بيغلو»، أما جائزة أفضل فيلم أجنبى فتوقع أن تذهب إلى الفيلم الألمانى «الشريط الأبيض»، وأخيرا جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة ينتظر أن يحصل عليها فيلم «فوق».

أما على مراد فقد أكد أن جائزة أفضل فيلم لن تخرج عن فيلمى «افاتار» أو «عاليا فى السماء»، وأن الممثل كريستوفر والتز هو الأقوى للفوز بجائزة أفضل ممثل مساعد، أما جائزة أفضل ممثلة فستكون من نصيب الممثلة ساندرا بولوك، أشار إلى أن فيلم «تسعة «لن يخرج من المسابقة خالى الوفاض لذا ربما تفوز النجمة بينلوبى كروز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، وأضاف قائلا «أن أفضل فيلم رسوم متحركة يستحق جائزة الأوسكار هو «فوق» وأفضل فيلم أجنبى هو «الشريط الأبيض» والذى أرى انه يستحق الجائزة».

وأكد الناقد على مراد أن جائزة المؤثرات البصرية سيحصل عليها فيلم «افاتار» بدون أدنى شك، أما جائزة أحسن مونتاج فستكون من نصيب فيلم «الأوغاد».

أما عن توقعات الناقد مصطفى درويش للجوائز فقد حسم جائزة أفضل مخرج للمخرجة كاثرين بيغلو، واشار إلى أن جائزة أفضل فيلم ستكون من نصيب «خزانة الألم».

وأضاف قائلا «انه على الرغم من التنافس الشديد بين النجمتين ساندرا بولوك وميريل ستريب فى الكثير من الجوائز التى أعلنت فى الفترة الماضية إلا أننى اعتقد أن الجائزة ستكون من نصيب ساندرا بولوك، كما سيحصل الممثل كريستوف والتز بطل فيلم «الأوغاد» على جائزة أفضل ممثل مساعد، أما جائزة أفضل ممثل فسيكون التنافس شديدا بين الممثل كولين فيرث بطل فيلم «رجل عازب» والممثل جيف بريدجز بطل فيلم «قلب مجنون» ولكنى أرى أن الكفة سترجح لـ«جيف بريدجز».

واختار لجائزة أفضل ممثلة مساعدة «مونيكو» بطلة فيلم «ثمين» ولجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة فيلم «فوق»، أما عن جائزة أفضل فيلم أجنبى فيعتقد انه على الرغم من أن فيلم «الشريط الأبيض» فيلم رائع فإنه حصل على الكثير من الجوائز فى الفترة الماضية وربما لا يكون له حظ مع الأوسكار هذا العام وأكد قائلا «اعتقد أن المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبى ستكون بين فيلم «السر فى عيون» الأرجنتين وفيلم «عجمى» إسرائيلى.

الشروق المصرية في

07/03/2010

 

 

جوائز أوسكار 2010

هادي ياسين 

على الرغم من أن فيلمي ( أفاتار ) و ( خزانة الألم ) كانا متساويين بتسعة ترشيحات لأوسكار هذا العام 2010 ، إلا أن التوقعات كانت تتجه نحو فيلم ( أفاتار ) بفوزه بجائزة ( أفضل مخرج ) لمخرجه ( جيمس كاميرون) و جائزة ( أفضل فيلم ) ، أو احداهما في الأقل ، عدا الجوائز الأخرى . فهذا الفيلم الذي يعتمد الخيال العلمي في قصته ، اعتمد تقنية عالية جداً و غير مسبوقة في تاريخ السينما ، بحيث بات يمثل التأسيس التاريخي لتقنيات السينما القادمة خلال هذه الألفية . و من جهة أخرى ، فأن فيلم ( أفاتار ) كان قد حقق أكثر من 2 مليار دولار خلال بضعة اسابيع من عرضه في أمريكا و كندا ، بما تجاوز ـ بعشرات المرات ـ أرباح فيلم ( تايتانك ) للمخرج نفسه ، و هو ايراد غير مسبوق في تاريخ السينما مطلقاً . أما فيلم ( خزانة الألم ) الذي تدور أحداثه حول عمل فريق من الجيش الأمريكي لتفكيك المتفجرات في العراق ، فأنه فيلم متواضع و إخراجه تقليدي جداً ، فيما لم يحقق من شباك التذاكر في كل من أمريكا وكندا ، الاّ مبلغاً متواضعاً جداً هو 15 مليون دولار فقط ، الأمر الذي يعني أنه لم يلق لا شهرة و لا شعبية لدى جمهور السينما . ولكن هذا الفيلم كان قد فاز ، من قبل ، بجائزة رابطة المنتجين و اخرى من رابطة الكتــّاب ومن رابطة المخرجين ، و جائزة الأكاديمية البريطانية للسينما و التلفزيون ( بافتا ) التي منحت مخرجة الفيلم ( كاثرن بغيلو ) جائزة ( أفضل مخرج ) .. و هذه كلها تمهد طريق الترشيحات الى الأوسكار، لأن معظم المحكمين في هذه الجوائز هم انفسهم الذين يقومون بهذه الترشيحات.

غير أن الذي حصل هو أن حفل توزيع الأوسكار في 7 آذار 2010 انتهى و علامات عدم الرضا واضحة على وجه ( جيمس كاميرون ) الذي لم ينل جائزة ( أفضل مخرج ) بل ذهبت الى زوجته السابقة ( كاثرين بغيلو ) مخرجة فيلم ( خزانة الألم ) و التي هي أول امرأة تحصل على هذه الجائزة ، و لم ينل فيلمه (أفاتار ) جائزة ( أفضل فيلم ) ، فقد ذهبت الى فيلم ( خزانة الألم ) أيضاً ، على الرغم من قوة المنافس المقابل ( أفاتار ) ومن كثرة الإشكالات التي تعرض لها الفيلم . فقبل أربعة أيام فقط من حفل الأوسكار أقام السرجنت في الجيش الأمريكي ( جيفري سارفر ) دعوى قضائية مفادها أن الفيلم مستوحى من تجربته الشخصية في تفكيك المتفجرات في العراق ، و أنه هو الذي أطلق تسمية ( خزانة الألم ) و أن الأسم الحركي ( المفجّر الأول ) الذي يرد في الفيلم انما هو النداء الذي كان يتم استدعاءُه به ، و أن كاتب السيناريو ( مارك بوال ) انما كان قد رافق وحدته العسكرية في العراق . و قبل هذا كان الفيلم قد تعرض الى انتقادات حادة من قبل رابطة المحاربين الأمريكيين القدامى و نازعي الألغام . فضلاً عن هذا فأن منتج فيلم ( خزانة الألم ) كان قد بعث برسالة الى لجان الأوسكار ـ قبل أسابيع ـ يدعوهم فيها الى ترشيح فيلمه لجائزة ( أفضل فيلم ) ، و هو ما عُدّ سابقة في اختراق قوانين و اخلاقيات التعامل مع الأوسكار ، الأمر الذي أدى الى معاقبة المنتج بمنعه من حضور حفل الجوائز .

بدأ حفل هذا العام بتوزيع جائزة ( أفضل ممثل ) في دور ثانوي ، و قد ذهبت الى الممثل النمساوي (كريستوفر فالتز ) عن دور الضابط النازي القاسي ( هانز لاندا ) في فيلم ( أوغاد شائنون ) و الفائز هو ممثل لم يكن يعرفه أحد قبل هذا الفيلم ، سوى انه كان يمثل في مسلسلات تلفزيونية تنطق بالألمانية في بلاده ، ولكنه أبدع في الفيلم بتجسيد شخصية الضابط النازي المتمظهر بالرقة و النعومة ولكن الشرير قاسي القلب . و كان ( كريستوفر فالتز ) قد فاز قبل اسابيع من ( الأوسكار ) بجائزة ( نقابة الممثلين ) عن دوره هذا . الأمر ذاته حصل مع الممثلة الأمريكية السمراء ( مونيك ) ، فهي كانت قد حصلت على الجائزة إياها عن دورها الثانوي في فيلم ( الثمينة ) ، وحصلت على جائزة ( أفضل ممثلة ) في دورثانوي عن دورها في الفيلم ذاته في حفل جوائز الأوسكار .

جائزة ( أفضل ممثل ) ذهبت الى الممثل الأمريكي ( جيف بريجز ) عن تجسيده دور المغني الأمريكي السكير ( باد بليك ) في فيلم ( القلب المجنون ) ، أما جائزة ( أفضل ممثلة ) فقد تنافست عليها (ساندرا بولوك ) و ( كيري موليغن ) و (غابوري سيديبي ) و ( هيلن ميرين ) و ( مريل ستريب ) التي ترشحت 15 مرة لهذه الجائزة من قبل . غير أنها ذهبت الى ( ساندرا بولوك ) ـ كما كان متوقعاً ـ عن دورها في فيلم (الجانب الأعمى ) ، و كانت هي ـ أيضاً قد فازت قبل اسابيع بجائزة ( نقابة الممثلين ) عن دورها إياه .

وهذه هي المرة الثانية التي تفوز بها الأرجنتين بجائزة ( أفضل فيلم أجنبي ) للأوسكار حين ذهبت الجائزة هذا العام الى فيلم ( السر في عيونهم ) بعد أن كانت قد خطفت الجائزة ذاتها عام 1985 عن فيلم ( القصة الرسمية ) . أما جائزة ( أفضل فيلم للرسوم المتحركة ) فقد خطفها فيلم ( تحليق ) الذي انتجتة شركة ديزني ـ بيكسر .

و تعتبر جائزة الأوسكار امتيازاً خارقاً في الشهرة ، وشهادة عالية في الفن السينمائي مابعدها شهادة ، و يمر الفائز بها باختبار عالٍ لقدرته الإبداعية في السينما ليقتنع القائمون على الترشيح بترشيحه ، ولتصوّتَ عليه ـ فيما بعد ـ لجنة تصويت مكونة من 5816 شخصاً . أما الفيلم فيشترط به أن يكون قد عُرض في صالات العرض خلال فترة العام السابق ، و أن لا يقل طوله عن أربعين دقيقة كي لا يُعامل كفيلم قصير . و كانت جائزة الأوسكار قد تأسست في العام 1927 في كاليفورنيا . وهذا العام شاهد الحفل الثاني و الثمانين مئات الملايين من الناس في جميع انحاء العالم .. عبر شاشات التلفزيون .

أدب وفن في

10/03/2010

 
 

‏‏‏فيلم الـ 6 جوائز أوسكار على مقاس الجندي الأميركي

«خزانة الألم».. الحرب مثل المخدّرات‏

زياد عبدالله - دبي

«الحرب مثل المخدرات» يقول لنا فيلم The Hurt Locker «خزانة الألم» في بدايته، شكل من أشكال الإدمان أو كما يرد أيضاً مع البداية في اقتباس لما كتبه كريس هيدجز المراسل الحربي في «نيويورك تايمز» أن «حمى المعركة إدمان استحواذي وقاتل، لأن الحرب مخدرات».

فيلم كاثرين بيغالو المتوج بست أوسكارات بما فيها أفضل فيلم، وأفضل مخرجة، لا يخرج عن سياقه الاستحواذي أيضاً، والمتمثل في مقاربة الحرب في العراق، ووفق ما يعيشه الجندي الأميركي هناك، ولعله ومع تتويجه الأوسكاري ينال اعترافاً بأنه الفيلم الأميركي الأول عن هذه الحرب، ولعله كذلك بمقاييس أميركية كثيرة لن يغيب عنها الجانب السينمائي، ولن يمنعنا أيضاً من استعادة أفلام كثيرة تناولت هذه الحرب، لكنها جميعاً كانت بميزانيات صغيرة «أقل من ميزانية (خزانة الألم) الصغيرة أصلاً (11 مليون دولار)»، والتي تحمل في الغالب موقفاً مسبقاً له أن يتخذ من اصبع الاتهام محدداً لحراك الكاميرا والمساحة التي يتحرك فيها السيناريو، كأن يكون مركزاً على الداخل الأميركي وعودة جنود الاحتلال الأميركي من العراق كما هو الحال مع فيلم بول هاغيز In the Valley of Ellah (في وادي إيلاه)، فالجنود العائدون قتلة ومجرمون، كذلك الأمر مع فيلم The Massenger «الرسول» وليكون التركيز هنا على أسر ضحايا الجيش الأميركي وهم يتلقون نبأ وفاة أب أو زوج أو ابن، وصولاً إلى ما قدمه روبرت ردفورد في Lions for Lambs «أسود مقابل الحملان» الذي يدور في فلك حواريات مطولة على علاقة بحروب أميركا الحديثة، ويأتي برايان دي بالما في Redacted «تنقيح» بما يشكل مقاربة للاحتلال الأميركي في العراق دون التفات للداخل بقدر ما يفضح ممارسة الجنود الأميركيين في العراق من خلال استعادة قصة اغتصاب جنود لفتاة عراقية وقتلها هي وأفراد عائلتها.

سيخلو فيلم «خزانة الألم» من كل ما تقدم، إنه فيلم حربي بامتياز، يصور الجنود وهم يؤدون مهامهم، وعلى شيء من بناء مشوق حاضر على الدوام، ونحن المشاهدين على حافة انفجار قد يحدث في أية لحظة، كوننا سنشاهد على الدوام السرجنت وليام جيمس «جيرمي رنر» وهو يفكك عبوة ناسفة، وعلى شيء من الترقب، وفي بناء دارمي يعتمد على ثلاثة جنود، فمع وليام هناك السرجنت سانبوم «انتوني ماكي» والمجند أوين أولدريدج «براين غيرافتي»، ولكلٍ منهم خصائصه، وليام هو شخصية الفيلم الرئيسة الذي يمارس مهامه على أكمل وجه ولا يخضع نفسه لقوالب أو قوانين، وله أن يصل بالمخاطرة إلى أقصاها، بينما سانبوم ملتزم تماماً بما تعلمه، ويلتزم بصرامة بالواجب الذي عليه فعله دون أية اجتهادات أو خروقات، بينما أوين يكون مأزوماً وخائفاً على الدوام.

أهم ما في الفيلم هو تقديمه أجواء جحيمية تماماً تحاصر الجندي الأميركي، وثمة اتكاء دائم في السيناريو على الانتقال من مشهد إلى آخر باتباع لتفخيخ كل مشهد بما قد ينفجر بأية لحظة في وجه وليام، والفيلم لا يمهلنا ، فمن البداية ينفجر لغم بمن يحل وليام مكانه، لحظات مليئة بالترقب، ومن ثم استخدام أحد أصحاب المحال المجاورة لهاتفه النقال يكون كفيلاً بالانفجار.

وعليه تمضي أعمال الدورية الروتينية بالتنقل من ترقب إلى آخر ومن كمين إلى آخر، وفي اتباع لما يواجهه الجندي الأميركي، بوصفه شبحاً، بمعنى أنها عبوات ناسفة، نيران تأتي فجأة، ثم إن كل المحيطين به من المدنيين العراقيين سيكونون موضع شك مع فتح الاحتمالات على مصراعيها أمام تلقي الرصاص أو الضغط على مفتاح التفجير من أي ممن يراقبون تفكيك العبوة.

الفيلم غير معني بالعراقيين، بل يقدمهم بوصفهم جميعاً ضدهم وضد وجودهم، وفي الوقت نفسه بوصفهم مقاتلين لهم أو مقاتلين مؤجلين ربما.

إنه معني بالجندي الأميركي ومهامه التي ستكون في جانب منها مهام إنسانية كون وليام يفكك عبوات ما إن تنفجر حتى تقتل الجنود والمدنيين، وفي الوقت نفسه فإن وليام يمارس مهامه على أكمل وجه فهو جندي لا تدهمه أسئلة كبرى، ولا يضغط عليه سؤاله عما يفعله على أرض العراق، وغير ذلك.

وفي جانب آخر يقدم الفيلم العراق بوصفه جحيم الجندي الأميركي، وفي اتباع لخصائص الحرب التي يخوضها هؤلاء الجنود، حيث كل شيء مبهم ومتوار مع احتمال انفجار كل شيء في أية لحظة، ومن حيث لا يدرون، وعلى شيء يقدم لما صارت عليه حرب فيتنام في السينما الأميركية حيث الأدغال والغابات والمزايا التي اتفقت عليها أفلام كثيرة بخصوص هذه الحرب، وعليه فإن «خزانة الألم» يسعى إلى تقديم تصور مبدئي بهذا الخصوص، فتحضر حرب العصابات على الطريقة العراقية بمعنى أن من يطلقون النار هم في ثياب مدنية ويراهنون على المفاجأة، ومن ثم الخطف إن كان متاحاً كما يحصل مع أوين، وبالتأكيد العبوات المزروعة في الطرقات، ومعها التفجيرات الانتحارية، والبناء لما يفترض أنه بغداد وتصوير الاشتباك في الصحراء إن كان الاقتتال خارج المدن.

في الفيلم وفاء لأفلام حربية مفصلية في تاريخ السينما الأميركية في ملامح يمكن تعقبها هنا وهناك، ثمة أجواء قيامية على هدى فيلم كوبولا «القيامة الآن» مثلما هو الحال في مشهد التفجير الانتحاري الذي يصله الجنود الثلاثة، ثم إن البندقية تتوقف عن إطلاق النار كون الرصاص صار مبللاً بالدم، وعلى الجندي أن يمسح كل رصاصة ببصاقه ليبعد عنها الدم، وليحضر مشهد الفتى الصغير الذي يعثر عليه وليام وقد زرع في بطنه عبوة ناسفة. 

‏تزجية الوقت

«خزانة الألم» فيلم يرصد الجنود وهم يتعاركون لتزجية الوقت، يلعبون بألعاب الفيديو التي لا يفارقها اطلاق النار. العنف في أعلى تجلياته، الذي يتــوج بإحكام سينمائي، وبقبضة تطبق على الجنود وهم يمارسون إدمان الحرب الذي يكون قد أصاب (وليام) كونه لم يعد قادراً على مواصلة حياته المدنية، والبحث عن غير ذلك سيكون مخيباً، لا بل إن الفيلم غير معني بذلك، فالعراقي الذي لا يطلق النار على الجنود، هناك احتمال وارد دائم بأنه سيفعل، أو أنه جثة مفخخة، كما هو الرجل الذي يعجز وليام عن فك الحزام الناسف عنه فيعتذر منه ويركض بينما الرجل يقول «أشهد أن لا إله» ولا يكمل شهادته وينفجر.‏

الإمارات اليوم في

10/03/2010

  

‏أردنيون يحتفلون بـ «حاصد الأوسكار» ‏

عمان ــ رويترز‏: ‏أعرب أردنيون عن سعادتهم بفوز فيلم «خزانة الألم» الذي تم تصوير معظم مشاهده في الأردن عام ،2007 بست جوائز أوسكار في حفل أكاديمية فنون وعلوم السينما الاميركية، أول من أمس.

وقالت مديرة قسم الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية الاردنية للأفلام ندى دوماني «نحن سعداء وفخورون بفوز الفيلم، لأن هذا يضع الاردن على الخارطة، ليس فقط من ناحية سياحية بل كموقع لإنتاج الافلام، وبالتالي يخلق فرص عمل وفرص تدريب قيمة». وفاز فيلم «ذي هيرت لوكر» أو «خزانة الالم» الذي يروي قصة خيالية عن فنيي تفكيك قنابل أميركيين في العراق بعد حرب عام ،2003 بست جوائز أوسكار عن أفضل فيلم، وأفضل اخراج، وأفضل سيناريو، وأفضل مونتاج سينمائي، وأفضل مونتاج صوت، وأفضل مكساج صوت.

وجاء فوز المخرجة كاثرين بيغالو التي أصبحت أول امرأة تفوز بجائزة الاوسكار عن أفضل إخراج بعد منافسة ساخنة مع الفيلم الاميركي «أفاتار» الذي استحوذ على إيرادات شبابيك التذاكر في الصالات العالمية. وشكر راي بيكيت الذي حصل على أوسكار أفضل مكساج صوت فريقه الأردني لدى قبوله الجائزة، وأشار تحديداً إلى مدير قسم الصوت في معهد البحر الاحمر للفنون السينمائية في مدينة العقبة جنوب الاردن، بهاء عثمان .

وقال عثمان الذي عمل على تسجيل المؤثرات الصوتية للفيلم، إن «هناك مشكلة في المنطقة عادة، هي أن كل فيلم يصور في الشرق الاوسط تكون الاصوات فيه غير واقعية. في هذا الفيلم كانت مهمتي أن أسجل كل الاصوات اللازمة من الواقع». وأضاف عثمان الذي فوجئ بالاتصالات الهاتفية المهنئة لدى إعلان النتائج «اليوم كان عرس في المعهد. لدينا طلاب عملوا مع طاقم الفيلم، والكل كان ساهراً طول الليل يتابع الجوائز».

وقالت فيدرا دحدلة التي عملت مع فريق الفيلم في قسم الازياء وإعداد الاقمشة «لا يمكن أن أصف مقدار سعادتي وشعوري بالفخر، خصوصاً أنهم ذكروا الاردن أكثر من مرة خلال تسلم الجوائز».

وأضافت دحدلة الحاصلة على بكالوريوس في الموسيقى، والتي كانت واحدة من 70 أردنياً عملوا مع الطاقم الفني للفيلم «لقد تعلمنا صناعة الافلام في الجامعة، لكننا تعلمنا من العمل الافضل في هذا المجال. عملنا 21 ساعة في اليوم على مدى ثلاثة أشهر وتعلمنا كثيراً».

دحدلة استفادت من الخبرة التي اكتسبتها في الفيلم لتؤسس شركة متخصصة في إعداد أزياء الافلام واشترت الاجهزة والملابس التي استخدمت في «خزانة الالم»، وأفلام أخرى بعد انتهاء التصوير لتستخدمها في عملها. وتقول «أرجو أن يسهم نجاح الفيلم في فتح أبواب مهنية مستقبلية لنا».

ويضيف عثمان «تعلمت الكثير عن كيفية سير الصناعة العالمية، الآن سأستخدم خبرتي في فيلم محلي».

الإمارات اليوم في

10/03/2010

 

‏‏‏«أولاد الحرام» بلا جائزة.. وعاصفة «أفاتـار» تتنحّى

أوسكار 2010 فـي «خزانة الألم»‏

زياد عبدالله - دبي 

‏«أتمنى أن يعود الجنود في العراق وأفغانستان إلى ديارهم سالمين». تلك هي أمنية كاترين بيغلو التي صرحت بها وهي تنال أوسكار أفضل إخراج ومعه أوسكار أفضل فيلم ليلة أول من أمس، عن فيلمها Hurt Locker «خزانة الألم»، ولتكون أول امرأة تنال «أوسكار» الإخراج في عمر هذه الجائزة التي بلغت عامها الـ.82

يمكن لتأنيث الأوسكار إخراجياً أن يكون الحدث الأبرز أول من أمس، كون الاحتفالية خلت من أية اختراقات، وجاءت الجوائز مثلها مثل الأفلام المرشحة متوقعة، مع فواصل ترفيهية مثل الرقصات المميزة التي سبقت الإعلان عن جائزة أفضل موسيقى تصويرية التي ذهبت إلى فيلم الأنيماشن Up (إلى الأعلى)، وبالتأكيد مع «حس الفكاهة» الهوليوودي الذي على كل من يعتلي الصالة أن يتحلى به كما هما مقدما الحفل الرئيسان، وغيرها من تقاليد راسخة في تقديم الأوسكارات كأن تقدم كيت وينسلت الفائزة بأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيس العام الماضي إلى الفائز هذا العام جيف بريدج عن تجسيده شخصية المغني باد بليك، ونحن ننتقل معه في سجايا أغاني «الكانتري» وما يلهمه وما يحبطه، ولينتزع بريدج هذا الأوسكار من مورغان فريمان الذي طال الزمن به طويلاً دون أن يحصد هذه الجائزة، وقد رشح هذا العام عن تجسيده شخصية نيلسون مانديلا، ومع فريمان كان من المرشحين أيضاً جورج كلوني وجيرمي رانر وكولين فيرث، وليقول بريدج مخاطباً أعضاء أكاديمية الفنون «أخيراً تذكرتم» في إشارة لترشحه لأربع مرات للأوسكار من دون أن ينالها.

نسوياً كان على شون بن أن يسلم ساندرا بولوك أوسكارها الأول كأفضل ممثلة في دور رئيس عن الشخصية التي قدمتها في «الجانب الأعمى»، من إخراج جون لي هانكوك، الأمر الذي كان متوقعاً بناء على حالة المرشحين الآخرين معها، وهن ميرل ستريب الحائزة على الأوسكار مرتين، وهيلين ميرن «الملكة» التي حصلت عن تجسيدها الملكة إليزابيث أوسكار عام ،2006 دون أن يكون من المتوقع أن تمنح لغابوري سيديبي وهي تقف أمام الكاميرا للمرة الأولى في حياتها في «بريشوس»، وتقدم دوراً استثنائياً من نواح عدة، وليكون أوسكار أفضل ممثلة في دور ثان من نصيب أمها في الفيلم أي الممثلة مو نوكيو.

تنحية «أفاتار»

اللافت ليلة أول من أمس تنحية «أفاتار» ومعه مخرجه جيمس كاميرون عن الجوائز الكبرى، حصد ثلاث أوسكارات لها أن تكون استحقاقات لا محيد عنها في كل من المؤثرات البصرية والتصوير والإدارة الفنية، ولعل ما حصده من نجاحات وتخطي أرباحه المليارين وضعته بعيداً عن خيارات الأعضاء فلاحاجة لمثل هذا الفيلم إلى أوسكار أو غيره من جوائز، ثم إن كاميرون نفسه متخم بأوسكارات «تيتانك» 1997 التي بلغت 11 في حينها.

لا أعرف إن كان في ما تقدم تفسيرات لنصر «خزانة الألم» المظفر على «أفاتار»، بحصده الأوسكارات الست، أو الانتقال إلى مستوى آخر من القراءة يتمثل في رسالة فيلم «خزانة الألم» نفسه الذي له أن يشكل بشكل أو آخر تحية لجهود الجنود الأميركان «الانسانية» في العراق، على الرغم من القتل اليومي الذي يتعرض له العراقيون على يد اولئك المحتلين.

والفيلم الذي تم تصويره في الأردن، دون الخوض في هجائيات أو تقديم ما له أن يكون فعل إدانة لاحتلال العراق وغير ذلك مما حملته أفلام كثيرة وانتاجات هوليوودية أو غير هوليوودية، وعلى شيء من نصرة مثل هذه المقاربة للحروب الأميركية بعيداً عن النقد والمواقف المناهضة لهذه الحرب.

على كلٍ، يمكن لـ «خزانة الألم» أن يحظى بفرصة عرض أخرى جراء الأوسكارات في دور العرض المحلية، بعد أن مرّ كالشبح على سطح الشاشات، فهو يضمن الآن تحقيق أرباح، وبالتالي فما مانع أن يبقى لأشهر مثله مثل «أفاتار» الذي لم يفارق شاشات العرض والإقبال الجماهيري على أشده، وهنا ستحضر قيمة الجائزة التي توجه الجمهور إلى ما غاب عنه، ومع هذا ستصل رسالة الفيلم والجنود الأميركان «أصحاب القلوب الرهيفة» يحققون نجاة الأبرياء من الألغام.

تارنتيو

كونتن تارنتيو وفيلم «أولاد الحرام المجهولون» خرج خالي الوفاض عدا أوسكار أفضل ممثل في دور ثان كانت من نصيب كريستوف فالس، دون أن يروق لأعضاء الأكاديمية أن يروا ربما رأس ضابط نازي يهشم بعصا البيسبول بينما آخر يحفر عليه الصليب النازي المعقوف، ودون أن تشفع له أول ربع ساعة من الفيلم التي مهد فيها لانقضاضه على فرقة من الجنود الأميركان اليهود وتقديمهم محتكمين على وحشية تتفوق على وحشية النازيين.

على كلٍ، قام تارنتينو وبرفقته المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار بتسليم الأرجنتيني جوان خوسيه كامبينلا أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عن فيلمه «الأسرار في أعينهم»، الذي كان مرشحاً لها فيلم «عجمي» الاسرائيلي الناطق بالعربية في ثلثيه كونه من إخراج الفلسطيني اسكندر قبطي والاسرائيلي يارون شاني، وليكون فعل المجاورة هذا تناوباً بين واقع عربي يوغل في عوالمه السفلية في تأكيد على هامشيته وصراعاته الداخلية وانحداره الأخلاقي إلى جانب مجتمع اسرائيلي يتبدى مسالماً لا يطاله التهديد إلا من هؤلاء العرب الذين يبدون مهاجرين في أرضهم، دون أن أعرف ما الذي قدمه قبطي لشعبه في هذا الفيلم، هل هو واقع الفلسطينيين المتبقين في حيفا؟ إن كان كذلك فقد كان علينا أن نثني على ذلك، لكن ماذا عن الشق الاسرائيلي من الفيلم، والسياق التاريخي لما نشاهده؟

لن نستسلم لخروجنا عن سياق جوائز الأوسكار، وقد سبق أن خصصنا على هذه الصفحة مقالاً موسعاً عن فيلم «عجمي»، لكن علينا أن نؤكد أن فوز الفيلم الأرجنتيني أبعد فيلمي هنكه وأوديار كونهما متوجين في «كان» وغيره من مهرجانات وجوائز، وكذلك الأمر بالنسبة للفيلم البيروفي «حليب هذا الأسى» المتوج العام الماضي بدب برلين الذهبي.

يبقى لنا أن نشير إلى أن أفضل فيلم وثائقي جاء بحرياً ومناصراً للحيوانات والدلافين وحمل عنوان «الخليج الصغير» بعيدا عن ترشيحات الأفلام الأخرى التي كانت تتمحور حول الوضع السياسي في بورما، أو مشكلة الأطفال العابرين للحدود في المكسيك وغيرها، وفي تأكيد أهمية الفيلم القصير الذي يبشر بولادة مخرج سرعان ما يحقق أفلاماً روائية طويلة، فقد كان أوسكار أفضل فيلم قصير من نصيب «السكان الجدد»، وهو من إخراج جوشيم باك وجايمس فلاين، وبالتأكيد فإن «إلى الأعلى» حصد أوسكار أفضل فيلم «أنيماشن» طويل، بينما كان أوسكار الأنيماشن القصير من نصيب «لوغوراما» لنيكولاس شمركين.

الإمارات اليوم في

09/03/2010

 
 

الفيلم الفائز بالأوسكار عن معاناة الجلّادين من دون أدنى اهتمام بضحاياهم

بقلم   سمير فريد

يعمل فى صناعة السينما الأمريكية أكثر من مائة ألف فرد فى المهن السينمائية المختلفة، ولكل مهنة روابطها الخاصة، ويتم اختيار أعضاء الأكاديمية الذين يصوتون لمنح جوائز الأوسكار من بين المائة ألف، وقد بلغ عددهم هذا العام نحو ستة آلاف، وهناك فارق كبير بين الفوز فى مسابقات عن طريق لجنة تحكيم وبين الفوز عن طريق التصويت، فلجان التحكيم تعبر عن وجهة نظر الغالبية من الأعضاء، أما التصويت، فهو يعبر عن غالبية الرأي العام، وتقوم فيه وسائل الدعاية بدور محورى، تماماً مثل الانتخابات السياسية.

ولذلك فازت ثلاثة أفلام لم ترشح لأوسكار أحسن فيلم بـ ٤ أوسكارات، وهى «قلب مجنون» إخراج سكوت كوبر أحسن أغنية وأحسن ممثل جيف بريدجز، و«حرب النجوم» أحسن ماكياج»، و«فيكتوريا الشابة» أحسن أزياء.

وقد شاهدت الفيلمين اللذين تنافسا على أكبر عدد من الجوائز «أفاتار» إخراج جيمس كاميرون، و«خزانة الألم» إخراج كاترين بيجلو، ومنها أحسن فيلم وأحسن إخراج حيث فاز «خزانة الألم» بهاتين الجائزتين و٤ جوائز أخرى، وأصبحت مخرجته أول امرأة تفوز بجائزة أحسن إخراج فى تاريخ الأوسكار.

ويعرض «أفاتار» فى دور العرض فى مصر، كما يتوفر «خزانة الألم» على أسطوانات «دى فى دى» «شرعية» أي غير مقرصنة، وكما صنعته مخرجته.

الفيلمان على مستوى يقترب من الكمال من حيث الإخراج والتصوير والمونتاج والصوت والمؤثرات الخاصة، كما أن موضوعهما واحد، وهو دور الجيش الأمريكى فى العالم، ولكنهما يختلفان تماماً فى النظرة إلى هذا الدور، وفى التعبير الدرامى عن هذه الرؤية: «أفاتار» يذهب إلى المستقبل بعد مائة سنة، ومن خلال دراما أسطورية يرفض النظرة السائدة بأن الأقوى هو الذى يمثل الحضارة، ويؤكد أن لكل شعب حضارته حتى ولو كان لأفراده ذيول مثل الحيوانات، أما «خزانة الألم»، فيذهب إلى العراق اليوم مع وحدة لتفكيك المتفجرات ليعبر عن معاناتهم من دون أن يناقش لماذا هم فى العراق، ومن دون أدنى اهتمام بضحاياهم، وتقول مخرجته وهى تتسلم الأوسكار إنها تهديه إلى الرجال والنساء الذين يحاربون فى العراق وأفغانستان!

المصري اليوم في

11/03/2010

 

جوائز أوسكار.. عندما تخدم السينما السياسة الأمريكية

كتب   إسلام حامد 

فى يناير ٢٠٠٩، تولى باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد حملة انتخابية «سينمائية» تابعتها شعوب العالم وهى ترتدى «نظارات الأفلام ثلاثية الأبعاد» الوردية، فقد تكفل عنوان الحملة «نجرؤ على الحلم.. نعم نقدر» بفتح أفق الأمريكيين وإسالة لعاب «التغيير» عندهم بيد رجل أسود قدم نفسه فى صورة «المخلص» أو «المسيح» الذى سيهدى الإدارة الأمريكية ويعيدها إلى رشدها، بل يتحمل «محو خطاياها» على غرار النصف الأول من فيلم «الإغواء الأخير للمسيح»، بعد أن أصبحت «صورتها» فى العالم أسوأ من كادرات فيلم «المرأة القطة».

واكتملت الحملة بوعود إعلامية محبوكة الصياغة مثل الوعد بغلق معتقل جوانتانامو فى يناير ٢٠١٠، وسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول عام ٢٠١١، لكن بعد انتهاء نصف الفيلم، وتوليه الرئاسة، وعودة المشاهدين إلى أماكنهم «مخدرين» بحلم التغيير، بدأت سياسة أوباما الحقيقية فى الظهور تدريجيا مثلما حدث فى النصف الثانى من فيلم «الإغواء الأخير للمسيح» عندما اتهم «يهوذا» «المسيح» بخيانته ونقض اتفاقهما، فقد فشلت «استراتيجية الابتكار» التى تكلفت ١٠٠ مليار دولار لتطوير التعليم والبحث العلمى فى إنقاذ أمريكا من الأزمة الاقتصادية العالمية أو حتى خفض معدل البطالة الذى وصل إلى ٩.٨%،

كما أقر «أوباما» محاكمة المعتقلين فى جوانتانامو أمام المحاكم العسكرية، وتعهد بدفع ٧.٥ مليار دولار لباكستان على ٥ سنوات تدفع بمقدار ما تقتله حكومتها من مواطنين باكستانيين يدعمون حركة طالبان فى أفغانستان، ونتج عن ذلك، تحول باكستان وأفغانستان إلى شلالات دماء مثل فيلم «قلب شجاع» لميل جيبسون، وتراجع عن تعهده بفتح حوار مع إيران، وأصر على توقف تخصيب اليورانيوم فيها واستمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عام ١٩٩٥، بل لم يستبعد استعمال القوة العسكرية لإيقافها عن مخططاتها.

وقد بدأ «أوباما» الحكم محاطا بشعبية بين الأمريكيين وصلت يوم تنصيبه إلى ٧٨%، لكنها فى أكتوبر الماضى انخفضت إلى ٥٥%، بعد خروج مظاهرات فى واشنطن مناهضة لسياسته تحمل لافتات مكتوبا عليها «يوجد فى حديقة الحيوان أسد أفريقى، ويوجد فى البيت الأبيض كذاب أفريقى» و«أغلقوا الكونجرس وأعيدوا أوباما إلى كينيا».

وكالعادة، لجأت الإدارة الأمريكية إلى الوسيلة الوحيدة والسحرية لرفع نسبة شعبية الرئيس بين الأمريكيين، وهذه الوسيلة هى الإعلام وبالتحديد «السينما» التى خدمت أمريكا طوال سنوات بنشر سياساتها وترسيخ توجهاتها بين الأمريكيين وباقى شعوب العالم أيضا، فهى أقوى صناعة سينما فى العالم والأكثر تأثيرا، ولو كره الأوروبيون.

وكان اختيار السينما أيضا لأنها وسيلة مجربة، فقد أنتجت هوليوود أفلاما ضخمة على مدار سنوات طويلة بأمر مباشر من البنتاجون والإدارة الأمريكية، بل توجد قائمة معلنة لمخرجين كانوا متخصصين فى إخراج هذه الأفلام، فلو أرادت أمريكا مصالحة العرب تنتج هوليوود، التى يسيطر عليها اليهود، أفلاما يظهر فيها العربى بصورة طيبة، ولو أعلنت حربها على المسلمين، تنتج ما يخدم هذا التوجه.

ولم تجد الإدارة الأمريكية أفضل من جوائز «أوسكار» لتكريم أفلام أنتجتها تخدم سياستها، فعلى مدار ٨٢ دورة (لم يتم إلغاء أى دورة طوال هذه المدة وهذا دليل الحرص على توزيع الجوائز كل عام)، كانت الإدارة الأمريكية تتدخل فى اختيار الأفلام الفائزة، والأمثلة عديدة، نذكر منها حصول السود «دينزل واشنطن» و«هالى بيرى» و«سيدنى بواتييه» على ٣ جوائز أوسكار فى أول دورة أقيمت بعد ضرب برجى التجارة العالميين، لخدمة محاولة الإدارة فى لم شمل المجتمع الأمريكى بفئاته المختلفة، تمهيدا لإعلان خطتها الحرب على الإرهاب وعدم ظهور أى معارضة لها خاصة من الأمريكيين السود الذين يشعرون بالعنصرية فى التعامل معهم، لدرجة أن عددا من الأفلام وبرامج الأطفال أيضا التى أنتجت بعد هذه الحادثة، كانت حريصة على وجود شخصية سوداء إيجابية.

ووفقا لفيلم «هز ذيل الكلب» بطولة «روبرت دينيرو» و«داستن هوفمان» الذى يفضح استخدام الرئيس الأمريكى للسينما لزيادة شعبيته بالاستعانة بمخرج يصنع له فيلما غير حقيقى يحكى بطولة وهمية، لجأ «أوباما» إلى الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم المانحة لجوائز اوسكار لإنقاذ شعبيته، فمنحت فى دورتها التى وزعت جوائزها فجر الاثنين الماضى ٦ جوائز من ٩ ترشيحات لفيلم «خزانة الألم» ليضرب عدة عصافير بحجر واحد:

أولها منح الجائزة لفيلم عن وحدة إزالة الألغام فى الجيش الأمريكى الموجود فى بغداد، والذى حرص مؤلفه «مارك بول» على عدم إدانة العراقيين خلال الأحداث، كما لم يظهرهم بصورة جيدة لكنه حافظ على الصورة الجيدة للجندى الأمريكى، وللمرة الأولى، أهملت الأكاديمية اعتراضات أفراد من الجيش الأمريكى على الفيلم، واتهام أحدهم صناع الفيلم بسرقة شخصيته وتقديمها دون علمه وتهديده باللجوء إلى القضاء،

بل أهملت أيضا انتهاك واحد من منتجى الفيلم الأربعة قواعد التصويت على الجوائز عندما أرسل رسالة إلكترونية إلى عدد كبير من الأشخاص طالبهم فيها بوضع فيلمه فى المقدمة ووضع فيلم «أفاتار» المنافس له فى فئة أفضل فيلم فى آخر الترتيب، وقد أعلنت المتحدثة باسم الأكاديمية قبل حفل توزيع الجوائز بيوم واحد، أن الأكاديمية ستتخذ إجراء سريعا لضيق الوقت وهو حرمان المنتج من حضور الحفل فقط دون اتخاذ أى إجراء تجاه ترشيحات الفيلم.

ثانيها، حصول مخرجته على جائزة أحسن إخراج لتكون أول امرأة تحصل على هذه الجائزة فى تاريخ الأوسكار، لتترك الدورة تأثيرا إيجابيا، يحتفل به الأمريكيون لمدة ليست قصيرة خاصة أنها شهدت أيضا فوز عدد كبير من المرشحين للمرة الأولى بجوائز منهم «كاثرين بيجيلو» مخرجة «خزانة الألم» وفازت بجائزتين.

 ثالثها، إقصاء فيلم «أفاتار» الذى يناهض فكرة التحضر الأمريكى وينتقد سياسة التدخل فى حياة شعوب ربما تبدو غير متحضرة، بينما تملك أدوات تحضرها وتمارسها ولكن بطريقتها، وينتقد تدمير الدول الكبرى للبيئة بغرض الحصول على الثروات، كما ينتقد فكرة الاستعمار بشكل عام والتى تصب فى غير مصلحة سياسة الولايات المتحدة.

المصري اليوم في

11/03/2010

 
 

لماذا فوّزوا (خزانة الألم)؟!

رمزي الغزوي

قبل ست سنوات اقترحت في زاويتي اليومية ، أن تمنح جائزة الأوسكار السينمائية الشهيرة بشحمها ولحمها ، لفلم احتلال العراق واجتياحه ، على أن ينال (بوش) جائزة أفضل إخراج وأفضل تمثيل ، فيما ينال توني بلير جائزة أفضل ممثل مساعد ، في حين تتوزع جوائز الإضاءة والمؤثرات الصوتية والخدع السينمائية على الكثير من (الكومبارس) الذين انطلت عليه أكاذيب بوش وساعدوا في جلب الويلات لهذا البلد الذي ما زال متشردقاً في دمائه.

أعتقد جازماً أن السياسة بكل شحمها ولحمها تدخلت لتفويز فيلم (خزانة الألم) للمخرجة الأمريكية (كاثرين بيجلو) ، فحصد ست جوائز أوسكار ، وهو فيلم يلفق الحقائق ، ويحل الجزار محل الضحية ، ويريد أن يرينا معاناة وآلام الأمريكان في حربهم غير العادلة والظالمة على العراق ، ولهذا فأول كلمة تفوهت بها المخرجة على منصة التتويج ، أنها أهدت الجائزة للجنود الأمريكان في العراق: فماذا عن ألم العراق والعراقيين؟،. وهل يستطيع فيلم هوليودي مهما بلغت فنيته أن يحاكي ويضارع الأوجاع والآلام التي خاضوا عبابها عبر تلك السنوات ؟؟؟

حينما سمعت بهذا الفيلم قبل ما يقرب الشهرين ، اعتقدت أنه يصور معاناة العراقيين وينبش ألمهم ، وتحمست لمشاهدته لأنهم بدأوا (يطنطنوا ويدندنوا) لترشيحه للفوز بالأوسكار ، ليكون منافسا لفيلم (أفاتار) ، الذي أعجبني ، وكتبت عنه في هذا الزاوية حينها.

وتوقعت أن يتناول هذا الفيلم جزءاً حياً من معاناة العراق وشعبه ، كما توقعت أن ينحاز قليلاً إلى الجنود الأمريكيين الذين يرى البعض منهم أنهم مجبرون على خوض حرب ليست على أرضهم ولا تعنيهم ، لكننا لم نتوقع أن يصدمنا بهذه الرؤية المحدودة للأحداث ، والتي حصرت كلمة الألم في الجانب الأمريكي فقط ، وحجبتها كلياً عن الشعب العراقي المغموس في ألمه من أم قصر في الجنوب ، وحتى زاخو في أقصى شماله.

يحكي هذا الفيلم يوميات فرقة مكونة من ثلاثة جنود أمريكيين متخصصة بفك الألغام والمتفجرات تعمل في العراق. يتوفى قائدها بعملية تفجير يتحكم بها عراقي عن بعد ، ويحل مكانه قائد آخر أكثر تهوراً، يميل إلى المجازفة بحياته وحياة الجنديين اللذين يعملان تحت أمرته. ولهذا يضع الجنود حياتهم على أكفهم ويسيرون في شوارع بغداد وأحيائها الشعبية بحثاً عن المتفجرات: لنزع فتيلها وإنقاذ المدنيين.

ويرينا الفيلم أن كل العراقيين من أطفال ونساء ورجال وشيوخ ، يعادون الأمريكيين ويضربونهم بالحجارة ويزرعون المتفجرات في كل مكان ، أمام مبنى الأمم المتحدة ، ووسط السوق وفي جسد طفل ميت وفي ملابس رب أسرة وفي شاحنة نفط. والأدهى أنهم يجلسون خلف شرفات منازلهم وفوق المئذنة والسطوح يتفرجون بقلوب باردة وبلا شفقة أو رحمة أو حتى خوف ، بينما الجنود يضحون بحياتهم من أجل تفكيك العبوات.

في خزانة الألم كل العراقيين تحولوا إلى إرهابيين في نظر المخرجة العظيمة ، من دون أن تنتبه إلى أن هناك من يراهم أصحاب حق مقاومين للاحتلال ويدافعون عن أرضهم ، وقد تعمدت عدم إظهارهم كضحايا: خوفاً من أن نتعاطف معهم ، أو أن نحس بمأساتهم. بل إن كاثرين تقنعنا بكل ما تمتلك من قوة إخراجية ، أن الضحايا هم الجنود الأمريكيون ، وهم البواسل والنبلاء بإنسانيتهم.

تنقطع الأنفاس ونحن نتابع بكل دقة مشاهد تفكيك المتفجرات ، والعرق يتصبب من جبين الجندي الباسل ، ويسمعون لهاث أنفاسه وتسارع نبضات قلبه ، وتدهشهم طيبة قلبه وصبره ولطفه في التعامل مع العراقيين الذين يبادلونه بالشر ويتربصون له دائماً. لكن ما فات المخرجة الذكية في مشهد بحث البطل عمن استخدم أحد الأطفال العراقيين لزرع المتفجرات في جسده بهدف الإيقاع به وبفرقته ، وأثناء دخوله عمق الأحياء الشعبية الضيقة وهو يركض وحيداً بين العراقيين ، أن أحداً لم يستوقفه أو يقتله بأبسط الطرق دون الحاجة إلى متفجرات. إذاً كيف يكونون بكل هذا العنف والشر يتطاير من وجوههم ولا يقبضون على الجاني بعد أن أصبح فريسة سهلة المنال؟،

خزانة الألم لا مكان فيها إلا للصوت الواحد ، واللون الواحد ، والكاميرا الواحدة ، فالمخرجة استخدمت في عملها أبسط التقنيات السينمائية ، وهو ما يبدو واضحا في طريقة التصوير التي تشعرنا أحياناً أننا أمام فيلم وثائقي مصور بكاميرا واحدة ، ويقوم ببطولته (رالف فاينس) و(جاي بيرس) ، و(جيريمي رينر)، ويدعي صناعه أنه مقتبس عن أحداث حقيقية مأخوذة من وثائق لوزارة الدفاع الأمريكية ، ليثبتوا للعالم بأن الأحداث حقيقية ، وليست من صنع مخيلة كاتب السيناريو (مارك بول) الصحافي الذي كان يرافق الجنود الأمريكيين في العراق.

من وجهة النظر الأمريكية تستحق المخرجة هذه الجائزة: لأنها أفضل من جمّل حقيقة الوجود الأمريكي في العراق ، وأفضل من يسعى للتأكيد بأن الإرهاب عراقي بامتياز ، بل وسعت إلى تجميل صورة ساسة بلدها وجيشها الذي حولته من مغتصب ومعتدْ ومتسلط وحاكم وعدواني ومضطهد للشعب العراقي، إلى معتدى عليه ، ومغلوب على أمره ، كل ما يحلم به السلام والعودة إلى بلده وأسرته بأمان.

وأرجو أن أشير إلى أن هذا الفيلم سيثير كثيرا من اللغط ، ليس لأن مخرجته أول امرأة تفوز بهذه الجائزة في تاريخ الأوسكار على مدار 82 عاماً. رغم أنه لم يحقق مبيعات في شباك التذاكر سوى 21 مليون دولار ، وبهذا يكون أقل فيلم تحقيقا للإيرادات يحصل على جائزة أفضل فيلم ، ولأنه وباختصار شديد مدعوم سياسياً.

ramzi279@hotmail.com

الدستور الأردنية في

12/03/2010

 
 

الأوسكار لامرأة بعد أوسكارات الملونين والأقليات وخارقي المحظورات

ابراهيم العريس

بعد أسابيع من التشويق، تنفس النقاد وأهل السينما الجادون في هوليوود، وربما في غيرها أيضاً، الصعداء، أوائل هذا الأسبوع. فما كانوا يخشونه لم يحصل: لم يكتسح «آفاتار» جيمس كاميرون جوائز الأكاديمية كما كان كثر يتوقعون، ولم يحقق كاميرون ما كان حققه قبل عقد ونيف حين ضرب الرقم القياسي التاريخي، تقريباً، في عدد الجوائز التي تمنح له خلال دورة أوسكار واحدة، كان ذلك حين حصل على 11 اوسكاراً، عن فيلمه «تايتانيك». يومها وعلى رغم اعتراضات كثيرة، دخل اسم جيمس كاميرون سجل الخالدين في تاريخ السينما الأميركية، وصار في امكانه ان يقول انه، كما حال ستيفن سبيلبرغ وجورج لوكاس وربما أيضاً فرانسيس فورد كوبولا - في أفلامه السابقة فقط - صار واحداً من كبار هوليوود الذين يجمعون المجد من اطرافه الثلاثة: التجاري والأوسكاري... والنقدي. والحقيقة أن مؤشرات عدة كانت تؤكد انه هذه المرة سيفعلها أيضاً، خصوصاً ان منافسته الرئيسة امرأة. وهوليوود لا تعطي عادة، أي اعتبار، للجنس اللطيف، إلا حين يكون جنساً لطيفاً. وأبداً لم تنظر هوليوود بعين الجدية الى النساء اللواتي يتنطحن الى التسلل الى عالم الرجال. والإخراج في هوليوود رجالي بامتياز. في تاريخ هوليوود كلها لم يزد عدد المخرجات الأميركيات المعترف بهن، عن عدد المخرجات الفلسطينيات العاملات حالياً. وأقل منهن طبعاً المخرجات اللواتي يهتممن حقاً بالقضية النسائية في أفلامهن. واليوم إذ تفوز كاترين بيغلو، التي تعتبر الأشهر، ومنذ زمن بعيد، بين المخرجات الهوليوديات، بأوسكار أفضل فيلم وأفضل اخراج، وثلاثة أوسكارات أخرى، يصح التساؤل: هل معنى هذا إن أهل هوليوود، حين رشحوا بيغلو ثم «أسكروها»، هل كسروا الحظر الذكوري على الفن السينمائي النسائي؟ الجواب هو، بكل بساطة، نعم، إنما جزئياً فقط.

ذلك لأن من الصعب القول انه إذا كانت كاترين بيغلو امرأة، فإن أفلامها أفلام نسوية... بل على العكس من هذا تماماً: هي، في نهاية الأمر، أفلام ذكورية... في أغلب الأحيان. وما فيلمها الأخير «خزانة الألم» سوى الدليل الساطع على هذا... فبالكاد ثمة، في هذا الفيلم نساء... وهذا أمر طبيعي بالنسبة الى شريط يدور من حول رجال في البحرية الأميركية مهمتهم نزع الألغام في الأرض العراقية أيام الحرب القاسية التي شنها الأميركيون هناك بدءاً من مسعاهم لإطاحة صدام حسين. مثل هذا الموضوع لا يعطي أي دور لامرأة... لكن هذا ليس جديداً على كاترين بيلغو التي كانت، أصلاً، عرفت على نطاق واسع، هوليودياً وعالمياً، بواحد من أفلامها الأكثر نجاحاً «ك - 19، صانعة الأرامل»، الذي حققته بعد عشرين سنة من جهود سينمائية دؤوبة متفاوتة الجودة، متفاوتة النجاح - راجع مكاناً آخر في هذه الصفحة -.

ضد العنصرية

مهما يكن من أمر، فإن اختيار هوليوود لامرأة - حتى وإن كانت من نوع يسمى في اللغة العربية «أخت الرجال» - يحسب هذا العام لهوليوود، إذ وكما بات معروفاً الآن، صاحبة «خزانة الألم» هي أول امرأة تفوز بأحسن فيلم وأحسن اخراج في تاريخ جوائز الأكاديمية... وهي المرة الرابعة التي ترشح فيها امرأة للجائزة. ما يضعنا مباشرة أمام هذا الوجه الجديد لعاصمة السينما العالمية، وجه بدأ يُظهر ما كان من غير الممكن ظهوره لسنوات قليلة: الاهتمام المتجدد لهوليوود بكل ما كان يعتبر، في الماضي من الأقليات. فاليوم لم يعد استثنائياً أن يفوز فيلم هندي (وليس هندياً أحمر)، مثل «المليونير الصعلوك»، أو أفلام مناهضة كلياً للعنصرية، أو أفلام حربية تسير عكس التيار الوطني المعتاد. ولم يعد غريباً فوز ممثل أسود أو ممثلة ملونة أخرى بأسمى الجوائز. بل إن أوسكارات هوليوود، صارت كمن يعرف طريقه الى الأفلام الصعبة والمغرقة في إنسانيتها خلال السنوات الأخيرة، من دون لف أو دوران. ومن هنا يأتي هذا العام تتويج «خزانة الألم» خطوة على طريق أنسنة هوليوود... وهي، في الأحوال كافة أنسنة متجددة، لا جديدة... إذ خلال ثلاثة أرباع القرن وأكثر، ومنذ بدأ أهل هوليوود يوزعون جوائز أكاديميتهم السنوية، لم يفت هذه الجوائز أن تدهش وتفاجئ... ولا سيما أولئك الذين يقتاتون على شتيمة هوليوود، معتبرينها، مجرد وجه من وجوه المؤسسة والحلم الأميركيين. والحقيقة أنه، إذ التصقت هذه الصورة المزدوجة بهوليوود لزمن طويل، عرفت هذه الأخيرة، كيف تنسفها بين الحين والآخر. فحين تعطي هوليود أوسكاراتها الى مخرجين مثل وودي آلن وكلينت ايستوود (ولا سيما عن أكثر أفلامه انسانية مثل «طفلة المليون دولار» و«لا يسامح») ومارتن سكورسيزي (عن «المرحّلون») وستيفن سبيلبرغ، وآنغ لي، وميلوش فورمان (خصوصاً عن «أماديوس») وأوليفر ستون (أكثر من مرة واحدة) ولأفلام مثل «رجل لكل العصور» و«مارتي» و«المريض الإنكليزي» بعد «آخر امبراطور» و«لورانس العرب»... يصح أن نتساءل أين هذا من أولئك الذين يجدون، كل سنة، في توزيع جوائز الأوسكار مناسبة لشتيمة أصحابها، ثم يصمتون بعد أن توزع الجوائز؟

طبعاً يحدث لهوليوود في مرات كثيرة أن تخضع لمنطق تجاري ما، ويحدث لها في مرات عدة أن تبدو امتثالية ورجعية في اختياراتها السياسية، ولكن الذي يمكن قوله اليوم، والفائز فيلم عن حرب العراق - حتى وإن كان، في نهاية الأمر، ملتبس الشكل والمضمون يهمه جنود البحرية الأميركية أكثر مما يهمه الشعب العراقي -، والفائزة مخرجة امرأة، هو ان هوليوود تواصل منذ نحو عقد ونصف العقد تكريم أفلام أقل ما يمكن أن يقال فيها انها لاهوليوودية. ولنتأمل اللائحة منذ العام 1999 على الأقل: «جمال أميركي» للإنكليزي سام مندس، «تهريب» لستيفن سودربرغ، «دماغ جميل» لرون هوارد، «عازف البيانو» لرومان بولانسكي (المغضوب عليه أميركياً على أية حال) و«عودة الملك» (من سلسلة سيد الخواتم») و«جبل بروكباك (لأنغ لي، والذي ربما يكون الفيلم الأكثر جرأة في تاريخ السينا الهوليوودية)، ثم «المرحلون» لسكورسيزي، كما أشرنا، فـ «لا وطن للعجائز» للأخوين جويل وإيتان كون... وصولاً الى الفيلم «الهندي» للإنكليزي داني بويل («المليونير الصعلوك») ثم الى حرب العراق من طريق كاترين بيغلو...

الصورة المتكاملة

الحال أن متأملاً لهذه الأفلام وأصحابها يجد أن هذا السرد يقول الكثير... غير أن هذا لا يكفي لرسم الصورة المتكاملة، إذ علينا أيضاً أن نتبحر في أسماء الأفلام المنافسة: فحين يفوز «خزانة الألم» على «آفاتار»، قد يكون في الأمر انتصار لفيلم جدي «مستقل» «متقشف» على طاحونة مال وتكنولوجيا كبيرة، ولكن ماذا حين تكون المنافسة، أحياناً محصورة، بين خمسة أفلام من النوع الفني أو السياسي الثقيل؟ ماذا حين تكون المعركة، مثلاً بين «لا وطن للعجائز» و«ستكون هناك دماء» و«مايكل كليتون»، و«جونو» و«رداء الغطس والفراشة» للأميركي - الفرنسي جوليان شنابل؟ ان هذه الأفلام التي تنافست عام 2007، كلها أفلام يمكنها أن تدخل تاريخ السينما الفنية من الباب العريض... فماذا يبقى ازاء هذا من التاريخ المثير للشتائم لهوليوود الهوليوودية؟ وكي لا يعتقد البعض ان ذلك العام (2007) كان استثنائياً، نذكر بأن العام الذي سبقه شهد منافسة حامية بين سكورسيزي وكل من ايستوود («رسائل من ايوجيما») وستيفن فريرز («الملكة») والخاندرو غونزاليس ايناريتو («بابل») وبول غرينغراس («يونايتد 93»)... وهذه كلها أفلام يفخر أي ناد نخبوي للسينما ببرمجتها... ويمكن لهذا السرد أن يطول، طبعاً، سنة وراء سنة لنكتشف كيف ان العدد الأكبر من الأفلام التي تنافست منذ أكثر من عقد، على الأقل، هي أفلام كبيرة... ومعظمها يشاكس حتى على الإيديولوجيا والتاريخ الأميركيين.

إذاً، هذه السنة أيضاً، لم تخيّب هوليوود الأوسكارية الآمال، وإن خيّبت التوقعات... ناهيك بأمر لا بد من التوقف عنده هنا، وهو ان الأوسكاريين اختاروا هذه السنة أيضاً كي يعطوا جائزتهم، لأفضل ممثلة ثانوية، الى النجمة السوداء موتيك التي، إذ جعلها هذا الفوز، خامس امرأة أميركية من أصل أفريقي تؤسكر على مدى 82 سنة، لم يفتها ان تشير، في عبارات تحية وإكبار الى الأولى بينهن، هاتي ماكدانييل، التي كانت في العام 1939، أول سوداء تؤسكر، في تاريخ هوليوود، عن دورها كوصيفة في «ذهب مع الريح»... وهذه في حد ذاتها علامة، خاصة إذ أشارت مونيك في كلمتها «أود أن أشكر الآنسة هاتي ماكدانييل لأنها عانت حتى لا أعاني أنا»... وواضح أن مونيك انما كانت تشير بهذا، الى سهولة أن يحصل الملون أو ابن الأقلية أو الأجنبي... اليوم على حظه في هوليوود، التي كانت أيام هاتي ماكدانييل، تحدث معجزة حين تعطي جائزة لمثل هذه الأخيرة.

الحياة اللندنية في

12/03/2010

 

كاترين بيغلو: ليست هناك سياسة داخل خنادق الموت 

«انها فعلاً محطة لا تتكرر في حياة أي شخص. انها أهم لحظة في حياتي(...) أود أن أهدي هذه الجائزة الى النساء والرجال العاملين في الجيش، الذين يخاطرون بحياتهم يومياً في العراق وأفغانستان وعبر العالم، وأتمنى عودتهم سالمين الى ديارهم...». بهذه العبارات استقبلت كاترين بيغلو إعلان فوزها بجائزة أحسن مخرج في حفلة الأوسكار الأخيرة قبل أيام... وعلى وجهها آيات سعادة غريبة. والحقيقة أن هذه المخرجة الشابة الحسناء التي تقترب من انهاء عامها الستين بخطوات حثيثة كانت على حق في ابداء سعادتها. إذ ها هي تسجل سابقة تاريخية كأول امرأة تفوز بأرفع جائزة هوليوودية، وها هي من ناحية تالية تقدم - إعلامياً - على أنها أول فنانة يكون فوزها الرئيس على زوجها السابق في المباراة نفسها، مع العلم ان زوجها السابق هذا (جيمس كاميرون) ليس «حبتين» في هوليوود، وفيلمه المنافس، والذي حقق البلايين حتى اليوم، يعتبر أكبر آلة لحصد المال في تاريخ الفن السابع، ناهيك بأن كثراً من النقاد قد أثنوا عليه أيضاً، ما جعله المرجح الجدي، الوحيد تقريباً، لحصد الأوسكارات. وفي حفلة التوزيع، كان يلوح لكثر، وكأنه واثق من الفوز، ومن «سحق» زوجته السابقة حتى وان كان أمضى السهرة يتبادل معها عبارات الود. فهما، بعد كل شيء، صديقان، ولا سيما منذ طلاقهما عام 1991، بعد زواج دام أقل من ثلاث سنوات. وفي الأيام التالية للفوز ستقول كاترين ان حدة الصراع بينها وبين جيمس، كانت من اختراع الصحافة. فهي تحترمه وتحترم عمله بالتأكيد... وتحب أن تفكر بأن فوز فيلمها على فيلمه كان نتيجة مباراة رياضية.

جوائز من الخارج

مهما يكن من أمر، اسهبنا في مكان آخر من هذه الصفحة في تناول هذا الموضوع وقد يجدر بنا هنا أن نلتفت بعض الشيء الى المخرجة نفسها، هي التي ما كان في امكانها لفترة قليلة ماضية من الزمن، أن تحلم بتبوؤ عرش هوليوود. صحيح انها فازت بجوائز عدة قبل الآن عن غير فيلم لها، لكن معظم جوائزها أتت من الخارج... بالكاد التفتت اليها هوليوود، حتى وان كانت قد خُصت دائماً بمكانة طيبة... ولكن في هذا العام، لم يعد في امكان الجوائز الكبيرة غض النظر عنها.... وهكذا، رأيناها خلال أسابيع قليلة تفوز بـ «غولدن غلوب» لأفضل فيلم درامي، وبـ «البافتا» الإنكليزية لأفضل اخراج... الى آخره... وكان عليها أن تفوز بعد ذلك بالأوسكار كي تعزز مكانتها وتعتبر انها دخلت سرايا الكبار في هوليوود... وهو ما تم لها بالفعل.

كاترين بيغلو، المولودة عام 1951 في شمال كاليفورنيا لأب صاحب تجارة دهان، وام مكتبية، لم تكن، منذ بارحت موطنها الى نيويورك، تتوقع أن تصبح سينمائية... في الأصل كانت تريد أن تصبح رسامة أو كاتبة... وهكذا درست النقد ونظريات الأدب فيما كانت تمارس الرسم (وطلي الشقق أحياناً وتركيب ورق الجدران في أحيان أخرى...)، لكنها سرعان ما وجدت نفسها بين أهل السينما، بعد أن مرت بالتلمذة على يدي سوزان سونتاغ في ما يطاول نظرية الفن والصورة. وفي عام 1978، بما يشبه الصدفة وجدت نفسها تحقق فيلماً قصيراً عنوانه «الترتيب»، لم تكن تريد منه ان يكون مدخلاً الى عمل سينمائي بمقدار ما أرادته تعبيراً، في عشرين دقيقة عن تفكيك العنف المستشري ودراسته. ولكن يبدو ان التجربة راقتها، إذ نجدها بعد ذلك بثلاث سنوات تنهمك في تحقيق فيلم روائي طويل، سيكون الأول في سلسلة. والحقيقة أنه لم يكن مقصوداً منها، في فيلمها الطويل الأول هذا «اللامحبوب» (1982)، أن تخوض السينما التقليدية، وسينما النجوم تحديداً... لكن الفرصة واتتها للعمل مع ويليام دافو، في الدور الأول في الفيلم، فأمن لها هذا التعاون فرصة للخروج من أي غيتو كان يمكن أن تضع نفسها فيه... وهكذا، إذا كانت حققت بعد هذا الفيلم، سبعة أعمال سينمائية على مدى يقرب من ربع قرن. فإن هذه الأفلام (وهي على التوالي «قرب العتمة» - 1987، «بلوستيل» - 1989، «بوينت بريك» - 1991، «أيام غريبة» - 1995، «ثقل الماء» - 2000، «ك - 19، صانعة الأرامل» - 2002، وصولاً الى فيلمها الأخير «خزانة الألم» 2009)، أتت ضمن السياق التقليدي للإنتاج الهوليوودي، حتى وان كان كثر من النقاد قد أحبوا ان يروا في هذه الأفلام انتماءً ما، الى السينما المستقلة، بيد أن هذا غير صحيح الى حد كبير... إذ، لئن كانت أفلام كاترين بيغلو، تحاول أن تقول أموراً جدية في لغة بسيطة متقشفة، فإنها في الوقت نفسه قالت هذه الأشياء، من دون ادعاءات زائدة... بل، لعل سوء التفاهم الأكبر بالنسبة الى التعاطي مع سينما كاترين بيغلو يكمن في حسبان هذه السينما، سينما نسوية. صحيح أن هذه المخرجة حاولت أحياناً أن تدنو من الموضوع النسوي، ولا سيما في «بلوستيل» جاعلة الدور الأول لامرأة (قامت بالدور يومها جامي لي كورتيس)، لكن المنتجين رفضوا خوض المغامرة. وحده يومها أوليفر ستون أقدم عليها، في وقت استنكف فيه، حتى، جيمس كاميرون، الذي كان اعتاد أن ينتج للآخرين. ويومها كانت زوجته. ولعل خلافهما بصدد انتاج هذا الفيلم هو الذي فجّر العلاقة الزوجية بينهما منذ البداية! مهما يكن فإن الفيلم لم يحقق ما كان متوقعاً له من نجاح. وكاترين نفسها ستقول حين تُسأل عما إذا كان فشل هذا الفيلم هو الذي أبعدها لاحقاً عن السينما النسوية الخالصة: «أنا أبداً طوال مساري الدراسي والمهني لم أفكر بأي فنان أو تيار سينمائي انطلاقاً من المسألة الجنسوية» بالنسبة اليها، ثمة بالفعل قضية يتعين الاشتغال عليها، لكنها فقط قضية الوصول الى المساواة بين الرجل والمرأة... وهي قضية طويلة الأمد. أما كيف تصل هي اليها. فقط من طريق ممارسة الفن في شكل صحيح، بصرف النظر عن محموله الجنسوي. وازاء هذه المواقف لم يستغرب أحد أن عدداً لا بأس به من أفلام كاترين، كان أفلاماً عن رجال... ولكن، في أحيان كثيرة: عن رجال تضعهم المخرجة في مأزق وتحاول أن تشرّح تصرفاتهم وكياناتهم. فإذا كان سيحلو للبعض ان يرى انه سعي لفرض رؤية نسوية على حال الرجال... فليكن.

«بعيداً» من السياسة

فيلم كاترين بيغلو الأخير «خزانة الألم» هو هذا، الى حد ما... وهو في هذا البعد، يبدو قريباً جداً من فيلمها السابق «ك - 19، صانعة الأرامل»، الذي يتحدث عن غواصة في داخلها احتمال لانفجار نووي مدمر، يتعين على مجموعة من رجال البحرية الغواصين ان يفككوه في غرفة خاصة، سيعرضهم دخولها الى خطر الموت بالتأكيد. وشيء مثل هذا يحدث في «خزانة الألم»، حيث تصور المخرجة، مجموعات من مفككي الألغام، في بغداد وغيرها، وهم يشتغلون على تفكيك ألوف الألغام، ما يعرض كل واحد منهم الى خطر الموت المؤكد.

إذاً، من حول هذا الموضوع، الذي يعني رجال البحرية الأميركيين، الذين يقومون بمهمتهم وكل واحد منهم يأمل أن يبقى حياً، ليعود الى بيته وينسى العراق وحربها، من حول هذا الموضوع، لا من حول حرب العراق في حد ذاتها بنت بيغلو هذا الفيلم المتقشف، والملتبس كما أشرنا، وفازت به، بعشرات الجوائز الكبيرة حتى الآن. وهي نفسها حين سئلت عن الفيلم وعما إذا كانت توافق على اعتباره فيلماً عن حرب العراق، قالت: «أجل إذا شئتم... لكنني في الأساس شئته فيلماً مناهضاً لكل حرب بوصفها مكاناً للقتل، سواء كان ذلك في المعارك أم خارج المعارك... ثم عن الإنسان محاطاً بالخطر الشديد...». وهنا، إذ قيل لها، قبل فوز الفيلم بجوائزه الكبرى، إن كثراً من النقاد نظروا اليه، من هذا المنظور، على اعتبار انه فيلم ملتبس قالت بكل بساطة: «انني في الحقيقة أحب الأفلام الملتبسة، فإن كان فيلمي هذا فيلماً ملتبساً، سيشعرني هذا بفرح طاغ، أنا التي لن تثير اهتمامي على أية حال، أية موضعة لفيلمي على أية خريطة سياسية. ولعل في هذا طريقة مختزلة بعض الشيء لفهم السينما فهماً حقيقياً. بالنسبة إليّ يقوم الأمر قبل أي شيء كان، في انني وددت أن أقدم حكاية شخصية جداً. حكاية انسانية جداً. فأنا لا أرى ان ثمة أية سياسة داخل الخنادق».

الحياة اللندنية في

12/03/2010

 
 

المفاتيح السحرية لجائزة الأوسكار

حسن شامي

شكل حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام مناسبة قدمت هوليوود نفسها من خلالها بصورتها الجديدة: عاصمة السينما في العالم لم تعد كما كانت، «متزمة» و«رجالية» و«عنصرية»، بل عاصمة حضارية للسينما ذات التوجه الإنساني والنزعة الليبرالية، ومنصفة.

تجلى ذلك من خلال الأوسكارات الأربعة الأكثر أهمية التي قر عليها رأي أعضاء اكاديمية السينما في هوليوود: «أفضل مخرج» كانت من نصيب امرأة هي كاترين بيغلو، التي خطفت الجائزة من طريق زوجها السابق جيمس كاميرون، صاحب فيلم «أفاتار» ذي المردود الخيالي (نحو ثلاثة مليارات دولار).. أفضل ممثلة ساندرا بولوك، التي تتميز بابتعادها عن الإثارة الإعلامية.. أفضل ممثل جيف بردجيز الذي أنصفته هوليوود بعد ثلاثين عاما من ترشيح النقاد له.. أوسكار أفضل فيلم أجنبي للفيلم الأرجنتيني «السر في عيونهم».

لكن فوز بولوك وبردجيز بأوسكاري أفضل ممثلة وممثل، لم يشذ عن معايير تتبعها هوليوود في منح الجائزة، وتعتمد على مدى اتقان الممثلين في لعب أدوار مركبة وذات أبعاد إنسانية، وأخرى يمكن وصفها بالسهل الممتنع. هذه الأدوار يمكن اعتبارها المفاتيح السحرية لباب الأوسكار.

فساندرا بولوك فازت بالأوسكار عن دور في فيلم «الجانب المظلم»The Blind Side مجسدة شخصية السيدة البسيطة التي تعهدت فتى أسود مشردا، وربته في زمن التمييز العنصري المقيت في الجنوب الأميركي، ليصبح بطلا رياضيا كبيرا عندما يكبر.

أما بردجيز فكانت الجائزة تقديرا لدوره في فيلم «القلب المجنون» Crazy Heart عن مغني الغرب الأميركي «الكونتري» السكير.. فما الأدوار التي تهوى هوليوود منح مؤديها الأوسكار؟

إحياء الشخصيات

تجسيد شخصية تاريخية مهمة، سواء بواقعية وأمانة، أو بإضفاء مسحة خيالية على ملامحها، فتح باب الأوسكار واسعا امام النجوم. وهذا ما تكرر على مدى سنوات متواترة، كان آخره عام 2008، عندما فازت ماريون كوتيلارد بجائزة أفضل ممثلة، بعد أن جسدت شخصية إديث بياف في فيلم «لا موم» La Mom الذي يروي سيرة حياة هذه المغنية الفرنسية الأسطورية. وكرست هذا الدور كوتيلارد الضئيلة الجسد نجمة كبيرة.

غير أن تجسيد حياة الشخصيات التاريخية على الشاشة، بصورة مقنعة ليس بالأمر السهل، لذا يبقى علامة فارقة في مسيرة النجم الذي ينجح في مثل هذا التحدي، كما حصل مع روبرت دي نيرو الذي نال عام 1981 أوسكار أفضل ممثل، بعد أن أعاد تخليد شخصية بطل الملاكمة جاك لاموتا، في فيلم «الثور الهائج» Raging Bull، من إخراج مارتن سكورسيزي.

شون بين نال العام الماضي الأوسكار بجدارة عن دوره الجريء في فيلم «ميلك» Milk، وتقمص فيه شخصية السياسي الأميركي المثير للجدل هارفي ميلك، الذي يعد أحد «رواد» المطالبة بحقوق المثليين في الولايات المتحدة الأميركية، وكان هو نفسه مثليا.

وفي العام 2007 ذهب أوسكار أفضل ممثلة إلى هيلين ميرين، عن أدائها دور ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في فيلم «ملكة» Queen. وفي العام نفسه ذهب أوسكار أفضل ممثل إلى فوريست وايتيكر الذي قدم شخصية عيدي أمين بابا في فيلم «آخر ملوك سكتلندا» The Last King Of Scotland.

«كل ذي عاهة جبار»

شخصية المعاق (والمشوه) جسديا أو نفسيا، دور يتطلب أداؤه مقدرة استثنائية، تمكن الممثل من مواجهة مخاطرة الانجرار إلى المبالغة أو الافتعال. والواقع أن قلة من النجوم نجحوا في الامتحان، ليقنعوا القيمين على أكاديمية السينما في هوليوود بتبني ترشيحهم للأوسكار.

وتبقى الأدوار اللامعة هنا علامات فارقة في تاريخ هوليوود.. فمن منا لا يذكر انبهاره بجاك نيكولسون الذي استحق الأوسكار لنجاحه في دور راندل باتريك ماك مورفي، نزيل مستشفى الأمراض العصبية، المشاغب والثائر والعربيد، في فيلم «الذي طار فوق عش الكوكو» One Flew Over the Cuckoo's Nest عام 1975، الذي يعتقد أنه خلص العديد من النجوم من «عقدة» المظهر الحسن، حيث حفلت السنوات الخمس والثلاثين الأخيرة بأفلام ناجحة لم يخش أبطالها النجوم أن تظهر وجوههم مشوهة أو شخصياتهم مقيتة. وآخر الأمثلة فوز جيمي فوكس بأوسكار أفضل ممثل عام 2005، بعد إبداعه في تجسيد شخصية مغني البلوز الشهير، الضرير، راي تشارلز، في فيلم «راي» Ray.

لكن سحر آل باتشينو برز بعد 18 عاما، وتحديدا عام 1993، عندما لعب دور «سلايد» الكولونيل الأعمى المتقاعد، الشرس الطباع غير المهادن، في فيلم «عطر امرأة» Scent of a Woman. إلا أن الأوسكار قدّر أيضا أداء أدوار الشخصيات البسيطة. ففي عام 1996، قدمت الجائزة، وسط ترحيب وتهليل منقطع المثيل، لتوم هانكس عن دوره الإنساني في فيلم «فوريست غامب» Forrest Gump للمخرج روبرت زيميك، فيما ترك داستين هوفمان بصمة لا تمحى، في أدائه دور المتوحد في فيلم «رجل المطر» Rain Man وأوسكار أفضل ممثل عام 1989.

المسخ

يعتقد كثير من النقاد أن النجم الذي يجرؤ على الظهور بصورة الشخص البشع أوالمشوه الهيئة، يكون قد اختار طريقا سريعا، لكن وعرا، للحصول على الأوسكار. والمقياس هذا يصح بشكل خاص على النجمات، وهو ما حصل عندما استحقت نيكول كيدمان، عام 2003، أوسكار أفضل ممثلة عن دورها الذي جسدت من خلاله شخصية الكاتبة الإنكليزية فيرجينا وولف، وقد ظهرت كيدمان في الفيلم بأنف بالغ الطول وبشع. وبعدها بعام فازت شارليز ثيرون بالجائزة، عن بطولتها لفيلم «المسخ» Monster.

هوليوود «المتسامحة»

في إطار سعيها لتغيير صورتها السائدة، اعتمدت هوليوود في السنوات الأخيرة منهجا في تقييم الأفلام وتقدير الممثلين، يقوم على التسامح إزاء ما شكل على مدى تارخها محرمات، او على الأقل «ممنوعات».. وهكذا، وفي خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، أخذت هوليوود تقبل بالأفلام التي تتحدث عن الشذوذ الجنسي، سواء ضمنا أو مباشرة، ومنحت أبطال مثل هذه الأفلام الأوسكار عن طيب خاطر.

عام 1994 فاز توم هانكس بأوسكار أفضل ممثل، لبطولته في فيلم «فيلادلفيا» Philadelphia حيث لعب دور محام شاذ جنسيا، مصاب بالإيدز، يوكل محاميا آخر لنيل حقوقه من الشركة التي طردته من عمله.

وكرت السبحة بعد ذلك، ليذهب الأوسكار إلى هيلاري سوانك بطلة فيلم «الصبيان لا يبكون» Boys Don't Cry عن امرأة تشكو اختلالا فيزيولوجيا في تركيبها الجنسي. وعام 2006 فاز بالجائزة كأفضل ممثل فيليب سيمور هوفمان، بطل فيلم «كابوتي» Capote مجسدا شخصية ترومان كابوتي الكاتب المثلي جنسيا. والعام الماضي كرست هوليوود تحولها بمنح الأوسكار للموهوب شون بن بطل فيلم «ميلك» Milk (سبقت الإشارة إليه أعلاه).

تمجيد القوة

تحدي الذات موضوع يفرض احترامه على أعضاء أكاديمية السينما، وخصوصا عندما يتعلق الموضوع بالمبارزات الرياضية على حلبة الملاكمة، كما في حالتي روبرت دينيرو (أوسكار أفضل ممثل عن دور الملاكم جاك لاموتا في فيلم «الثور الهائج» Raging Bull وهيلاري سوانك (أوسكار أفضل ممثلة عن دورها كبطلة ملاكمة في فيلم «فتى بمليون دولار»Million Dollar Baby.

الهولوكوست

المحرقة النازية (الهولوكوست) موضوع معقد وذو حساسية خاصة، تصدت له السينما بالمعالجة في عدد من الأفلام. لكن أكاديمية السينما لم تقتنع بغير أربعة أفلام تناولت هذه المسألة الشائكة، ومنحت الأوسكار لأبطالها: ميريل ستريب، أفضل ممثلة عن دورها المتميز جدا في فيلم «خيار صوفي» (1983) Sophie’s Choice مؤدية دور إمرأة يهودية تضطر أثناء الحرب إلى اختيار أحد طفليها كي يعيش وتسلّم الثاني للنازيين.. روبرتو بينينيي عن دوره في الفيلم الإيطالي الذي أخرجه هو أيضا «الحياة جميلة» (La Vita e Bella (1999 الذي يعتبر اول شريط سينمائي يعالج موضوع معسكرات الاعتقال النازية بأسلوب كوميدي.

أدريان برودي فاز بأوسكار أفضل ممثل بطلا لفيلم آخر عن المحرقة هو «عازف البيانو»The Pianist عام 1999 وهو فيلم مأخوذ عن السيرة الذاتية، التي تحمل الاسم نفسه، لعازف البيانو البولندي اليهودي فالديك سازبيلمان. وأخيرا فازت كيت وينسليت بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في «القارىء» The Reader 2009 الذي يعد من الأفلام الأكثر جرأة التي خرجت من هوليوود عن «الهولوكوست».

عازف البيانو

لطالما مجدت السينما الموسيقى والموسيقيين، وبالأخص عازفي البيانو..أول امرأة نالت أوسكار أفضل ممثلة في هذا المجال كانت هوللي هنتر بطلة فيلم «البيانو» 1994 The Piano، بينما كان الرجال أسبق إلى الأوسكار مع موري ابراهام بطل فيلم «أماديوس» Amadios 1984. وفي عام 1997 ذهبت الجائزة إلى جيوفري راش بطل فيلم «تألق» Shine، فيما فاز أدريان برودي كأفضل ممثل عن دوره في «عازف البيانو» The pianist 2003، وبعده بسنتين لحقه جيمي فوكس مؤديا دور مغني البلوز الراحل راي تشارلز في فيلم «راي» Ray.

شخصيات مضطربة

نرى كثيرا من الممثلين يؤدون أدوار الأشخاص المجانين أو العدوانيين والمرعبين في محيطهم، لكن «كركتر» الشخصية المضطربة الـ«بسيكوبات» (psychopath) تفرض تحديا مختلفا عند أدائها.

في عام 1991 تجلت كاثي بيتس في بطولة فيلم «تعاسة» Misery لتستحق أوسكار أفضل ممثلة. وبعدها بعام (1992) كان الأوسكار من نصيب أنتوني هوبكنز في شخصية الكتور هنيبعل الصادمة، في فيلم «صمت الحملان» Silence Of The Lambs. وقبل سنتين (2008) استحق خافيير بارديم أوسكار أفضل ممثل ثانوي عن دوره في فيلم «لا وطن للمسنين» No Country For Old Men.

وعام 2005 فاز بأوسكار مماثل النجم هيث لي هدجر عن دوره كفارس (جوكر) في فيلم «فارس الظلام» The Dark Knight.

(بتصرف عن مقالة الناقد السينمائي فلور غالو في مجلة «لو فيغارو ماغازين»).

 

لماذا لم يربح «أفاتار» الجائزة الرئيسية؟

فور الانتهاء من توزيع جوائز الاوسكار هذا العام، بدأت الأسئلة تظهر في مختلف المحافل السينمائية والإعلامية حول سبب عدم نجاح فيلم «أفاتار» في الحصول على الجائزة الرئيسية للأوسكار، مع أن الكثيرين توقعوا ذلك بالنظر للنجاح الجماهيري والمالي الكبير الذي حققه في شباك التذاكر.

وسارع البعض للحديث عن مؤامرة جرت لإبعاد هذا الفيلم، فيما رأى البعض الآخر أنه حقق أرباحا كبيرة ولذلك فهو ليس بحاجة إلى جوائز. أما الحقيقة فقد تكون مختصرة بعبارة تقول «بصراحة لم يكن الفيلم الأفضل».

وقد ظهرت النظريات السبع التالية حول سبب إخفاق «افاتار» في الحصول على جائزة الاوسكار:

النظرية الأولى:

نظام التفضيل

بدأ العمل بنظام جديد في التصويت يتم وفقه، ولأول مرة منذ أكثر من نصف قرن، اختيار الفيلم الفائز من ضمن عشرة أفلام رشحت للجائزة، وليس من خمسة كما كان الأمر سابقا. وعمدت الأكاديمية السينمائية إلى هذا الأسلوب الجديد كي تمنح الفرصة للأفلام «الأقل مشاهدة» أو للأفلام المستقلة، وبالتالي كان بامكان «أفاتار» الحصول على عدد كبير من الأصوات، غير انه اخفق بسبب أصوات الذين لم يفضلوا أن يكون في الموقع الأول.

وقد لعب دورا رئيسيا في فوز فيلم كاترين بيغيلو حقيقة انه «فيلم صغير لكنه طموح»، لذلك حاز أصواتا كثيرة.

النظرية الثانية:

امرأة جميلة مقابل «ملك العالم»

قد يبدو ذلك بأنه أمر ثانوي، لكن العديد من الأشياء تؤثر في المشاعر الإنسانية، ولا تنسوا بأنه في الكفاح من اجل الاوسكار وقف وجها لوجه امرأة موهوبة وذكية وجميلة من جهة، وملك العالم الذي حقق ربحا كبيرا لم يكن احد يشك بعدم قدرته على الفوز من جهة أخرى.

النظرية الثالثة:

فرصة إعادة كتابة التاريخ

صحيح أن عدة نقاط إضافية يمكن أن تحصل عليها بيغيلو باعتبارها أول مخرجة تصل إلى هذه المكانة الرفيعة، غير أن الأمر لم يكن ميزة لها بشكل عام لأنه سيعني بذلك الحصول على أصوات مفضلات الأنوثة من النساء والرجال، ولكن ذلك سيقابل برفض كل من لا يشجع الاختلافات.

النظرية الرابعة:

المرأة تتقن إخراج فيلم عن الحرب

لا تمثل الأفلام الحربية الموضوع المفضل للنساء المخرجات، على الأقل حسب ما يعتقده المخرجون ومشاهدو الأفلام الحربية، غير أن الحرب بعيون بيغيلو تم تصويرها بشكل لم يجعل أحدا يبحث فيها عن الروح النسائية. كما لعب لمصلحة الزوجة السابقة للمخرج كاميرون حقيقة انه كان بامكانها التصوير في الاستديوهات الهادئة، لكنها فضلت التوجه إلى الواقع القاسي للشرق الأوسط على خلاف فيلم كاميرون «افاتار» الذي نشأ بشكل مصطنع بأيدي خبراء كمبيوتر في الخدع، ولذلك فان من يعطي الأولوية للحياة سيثمن التناول الذي اختارته المخرجة.

النظرية الخامسة:

تقنية 3D كانت عائقا

الخطوة الثورية التي قام بها كاميرون في فيلمه من خلال اختياره طريقة 3D (الأبعاد الثلاثية) لم يتم فهمها على مختلف الجبهات، فهذه التقنية لم تحظ بصدى ايجابي واضح من قبل مختلف الأجيال والفئات الاجتماعية، وبالتالي لم يكن «أفاتار» استثنائيا.

النظرية السادسة:

الممثلون يحتجون على المخرج

أثار المخرج كاميرون غضب الممثلين عندما حاول قبل حفل توزيع الجوائز إدخال الشخصيات التي يخلقها الكمبيوتر إلى مسابقة الاوسكار، كما انه لم يقبل بالعرض الذي قدم له بان يتم تخصيص تصنيف خاص بهذه الشخصيات الافتراضية، وأراد أن تقوم بمنافسة الممثلين من لحم ودم، لذلك فان الاحتجاجات لم تتأخر في الظهور على ذلك.

النظرية السابعة:

هلع أعضاء الاكاديمية

قد يكون بعض أعضاء الأكاديمية أصيبوا بالهلع من الدخل القياسي الذي حققه فيلم كاميرون الخيالي، وبالتالي ظهرت مخاوف من إمكان تخفيض الرصيد الفني لمسابقة الاوسكار لو تم منح الجائزة لفيلم «افاتار»، خاصة أنه ظهرت في السابق عدة شكاوى من الميل إلى الأفلام التجارية التي تحقق دخلا عاليا، وبالتالي قد يكون ظهر السؤال لدى البعض: لماذا المخاطرة من جديد؟

القبس الكويتية في

16/03/2010

 

من كواليس الأوسكار

دموع الفرحة علي وجه ساندرا بولك.. لأول مرة

فوز "ذاهارت لوكر".. أصاب النقاد بالصدمة

كتبت كريمان حرك

استطاعت النجمة ساندرا بولك أن تفوز بقلوب الناس بما يوازي فوزها بالأوسكار وربما أكثر حيث كانت من الذكاء والتلقائية أثناء كلمتها الموجزة التي قالتها عقب حصولها علي جائزة أحسن ممثلة في دور رئيسي حيث ذكرت كل النجمات المرشحات للجائزة وأبدت تقديرها الخاص لكل منهن باسمها "ميريل ستريت" و"كاري موليجان" و"هيلين ميرين" و"جابوري سيديبي" وكما ذكرت أيضا كل من اشترك في فيلم "الجانب الأعمي" heblins\dside الذي فازت عن دورها فيه والتي لعبت فيه دور أم بديلة لمراهق أسود متشدد جعلته يتحول إلي بطل في رياضة كرة القدم الأمريكية واستثمرت هذا في كلمتها لتطالب بالاهتمام بالأطفال المشردين وتدعيم مشاريع الأسر البديلة.. جانب اجتماعي لم تغفله هذه النجمة أما عن الأوسكار فاكتفت أن تعبر عنها بالانفعال والدموع الغزيرة في مشهد يؤكد مقدرتها الرائعة علي التعبير وساندرا بولك رغم تاريخها السينمائي تعد هذه المرة الأولي التي ترشح للاوسكار وتفوز بها بعكس النجمة ميريل ستريب التي رشحت 16 مرة وفازت 5 مرات من قبل.

ما فعلته ساندرا بولك أسر قلوب الملايين التي تشاهد هذا الحفل علي المسرح أو عبر الفضائيات أخفقت فيه تماماً المخرجة "كاترين بيجلو" التي فازت بلقب أحسن مخرجة هذه الجائزة التي تفوز بها لأول مرة امرأة منذ ابتداع هذا الحدث من 82 عاماً والتي فاز أيضا فيلمها بجائزة أحسن فيلم وصعدت علي المسرح مرتين لم تذكر فيهما زملائها الذين شاركوها الترشيح ومنهم زوجها السابق جيمس كاميرون مخرج فيلم "avarat" والذي كان مرشحاً ل 9 جوائز لم يفز إلا بثلاثة فقط أفضل تصوير وأفضل إخراج فني وأفضل مؤثرات بصرية هذا بالرغم من أن هذا الفيلم كان مرشحاً بقوة لحصد معظم الجوائز كما أنه حقق أعلي إيرادات في تاريخ السينما والتي وصلت حتي الآن إلي 2.5 مليار دولار بينما فيلم المخرجة كاترين "ذاهارت لوكر" تكلف 15 مليون دولار ولم يحقق إلا 16 مليون دولار فقط.. المخرجة "كاترين بيجلو" كان كل اهتمامها في كلمتها علي أسرة الفيلم وخدمتها بإهداء الجائزة للجنود الأمريكان في العراق وأفغانستان وهنا بدأت رائحة السياسة تفوح لتؤكد الشكوك التي حامت حول هذا الفيلم منذ ترشيحه للأوسكار حيث كان من الواضح أن هذا الفوز لاضفاء الشرعية علي الحرب الأمريكية في العراق وأيضا لمواجهة الاتجاه السائد في أمريكا الآن ضد هذه الحروب وقصة الفيلم تدور حول فرقة أمريكية تتضمن نخبة من ضباط خبراء في المفرقعات للقيام بنزع الألغام من الأراضي العراقية حفاظاً علي العراقيين والجنود هناك!!

فوز الفيلم جاء صدمة وخالف التوقعات حيث أكد عدد كبير من المتخصصين أن الفيلم لا يستحق ولولا حرب العراق وظروف أمريكا السياسية والاقتصادية ما كان تم الالتفات له والبعض يعد فوزه وفوز مخرجيه بهذه الصورة المبالغة من وصمات العار التي تلحق بهذه الجائزة الشهيرة.. وكان هذا تعليق عام خاصة أن الفيلم الذي كان متوقعاً "Avarat" والذي فاز بجائزة جولدن جلوب وحقق أعلي نسبة مشاهدة وإيرادات علي مستوي العالم.

المخرجة "كاترين بيجلو" صعدت علي المسرح وخرجت بين أعضاء الفيلم ولكنها خرجت من قلوب الجماهير بعكس ساندرا بولك.

أما الممثل "جيف بريدجز" الذي فاز بأحسن ممثل وأيضا لأول مرة وتم ترشيحه 4 مرات من قبل وقف علي المسرح وذكر كل المرشحين زملائه "مورجان فربمان" و"جورج كلوني" و"كولين فبرت" و"جيريمي رينر" ولأنه من أسرة فنية غلب علي حديثه الجانب العائلي الحميم وحكي ذكريات والده والدته وأثرهما فيه وأهدي إليهما هذه الجائزة.

النجوم السود كان لهما حظ في هذا الحدث حيث فازت الممثلة "مونيك" بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "بريشوس" والتي كانت مرشحة لجائزة أحسن ممثلة في دور رئيسي بطلته الممثلة السوداء جابوري سيديبي والتي ظهرت التليفزيونية الشهيرة أبرا ونيفري لتقدمهم علي المسرح في لقطات إنسانية معبرة.

وبشكل عام ورغم ما شاب هذه الجوائز من شبهات سياسية هزت فيها الثقة ورغم أن بعض الفائزين لم يكونوا علي درجة عالية من التوفيق أثناء الحفل ولكن هذا لا ينفي أن حفل توزيع جوائز الأوسكار والدعم الذي يقدم له من رجال الأعمال بشكل ثابت والإبهار الذي يتم تقديمه يعد من أهم الأحداث الفنية علي مستوي العالم.

المساء المصرية في

16/03/2010

 
 

أغلب مشاهد الفيلم صورت في الأردن

«خزانة الألم».. الدماء عربية والانتصار أمريكي!

حذام خريّف

أسدل الستار مؤخرا على حفل توزيع جوائز الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية، الأوسكار، أشهر الجوائز السينمائية العالمية، وكالعادة كانت منصة التتويج خالية من أي انتصار عربي، سواء كان المتوج بالأوسكار مخرجا أو منتجا أو ممثلا أو حتى مساعد ماكيير؛ وإذا سئل عن السبب فإن العذر الدائم عند العرب هو أنها مؤامرة تعمّدت إقصاء الأفلام العربية من هذه الجائزة التي تموّلها جهات يهودية، ولكن فوز "خزانة الألم" بأوسكار أفضل فيلم سلّط الضوء على نقطة "شبه مضيئة" في تاريخ العرب والأوسكار وهي أن الآثار العربية الصامتة وقضايا الأمة العربية وحروبها تفوقت على العنصر البشري.

لقد كان الفوز هذه السنة من نصيب فيلم "خزانة الألم"، الذي دخل التاريخ بكونه الفيلم الأقل تكلفة وكون مخرجته كاثرين بيجلو هي أول امرأة تفوز بأوسكار أفضل إخراج، إلى جانب فوزه بخمس جوائز أخرى؛ إلا أن المثير أن هذا الفيلم يحمل بين طياته "دماء عربية"، فإلى جانب الموضوع الذي يدور حول فرقة نزع الألغام في العراق، فإن نسبة كبيرة من مشاهده صوّرت في الأردن، وأيضا عمل نحو سبعين أردنيا ضمن طاقمه بالإضافة إلى ما يقارب 150 "كومبارس" أردنيا، كما أن مديرة الإنتاج هي التونسية كريمة العجيمي. ومع ذلك لا نعرف لماذا يتعسّر على السينما العربية السير على السجاد الأحمر نحو مسرح الأوسكار؟ والأهم من ذلك لماذا نعيب الآخر دائما فيما منبع الداء فينا؟ وإلى متى ستكتفي المشاركة العربية في أشهر جائزة سينمائية عالمية على أن تكون مجرّد ديكور ومسرحا لأفلام أمريكية هي التي تفوز بالجائزة في الأخير؟

والملفت أن فيلم "خزانة الألم" لم يكن بريئا، إذ نقل الصورة الرسمية الأمريكية عن مهمة فرقة خاصة بنزع الألغام وصور عناصرها على أنهم أبطال يجاهدون و"يستشهدون" من أجل هدف "إنساني"، ومثلما دمرت القوات الأمريكية العراق وأعادته إلى العصور الحجرية، هاهي السينما الأمريكية تدخل على الخط لتسرق قضية هذا البلد المنكوب وتستثمرها نجاحا وتألقا وإشعاعا في هوليوود.

منذ أن بدأت أول مسابقة للأوسكار سنة 1929، وعلى مدى هذا التاريخ الطويل لم يصعد أي فيلم عربي إلى منصة التتويج النهائية واقتصرت المشاركات على الترشيحات فقط، ولكن كعادتنا في كل "نكسة" نرحّب بلعب دور الضحية، ونسارع إلى الهجوم المضاد ونتهم الآخر بأنه عنصري ويكره العرب دون أن تكون هناك محاولة دفاعية واحدة فعلا لا قولا، محاولة ملموسة تكون قادرة على تحقيق ما يبدو مستحيلا، رغم أن الباب فتح على مصراعيه أمام السينما العربية منذ أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، حيث أصبحت كلمة "العرب" أكثر كلمة تكتب في خانة محرك البحث غوغل، كما تغيّرت الصورة التي تعاطت بها هولوود من قبل مع العرب، ولم تعد الأفلام الغربية تقنع المشاهدين بصدق وصفها للعرب، ولم تعد صورة "الأعرابي" تضحكهم ولا صورة "الشرير سفاك الدماء" تخيفهم.. تغيرات حتّمت على صنّاع السينما العالمية إعادة صياغة أوصافها للمنطقة العربية بعد أن دخلت السياسة على الخط؛ وهي صورة تفطّن إليها السينمائيون في هوليوود فيما لا تزال مفقودة بين ثنايا سينما عربية، سينما مصرية، "عميدة"، أفقدتها هيبتها الأفلام التجارية، وأخرى مغاربية، رغم نجاحها، لا تزال سينما مهرجانات ومحصورة في المواضيع المحلية تعتمد أكثر على التمويل الأوروبي، وسينما خليجية لا تزال تمشي الهوينى في هذا الطريق.

ومن الأمور المؤسفة أنه في ظل وجود متميز لبعض الأعمال السينمائية العربية خصوصا في المغرب وتونس ولبنان، تقف مصر صاحبة أهم وأقدم تجربة سينمائية عربية متعثرة غارقة في "وهم" الريادة.. فمجرد ترشيح فيلم مصري للأوسكار بات أشبه بالحلم، مع أن مدوّنة السينما العربية تدين للسينما المصرية بأنها فتحت لها الطريق نحو هذه الجائزة العالمية الاشهر، فأولى المشاركات العربية في جوائز الأكاديمية الأمريكية للسينما كانت مشاركات مصرية، منذ أن اختير فيلم "دعاء الكروان" ضمن أحسن خمسة أفلام في أوسكار 1961.

ثم اشترك العرب بفيلم "اللص والكلاب" سنة 1964 وسنة 1970 كان الفيلم الرائع "الأرض" خير سفير للسينما العربية، فـ"الخوف" سنة 1972.. ومنذ ذلك التاريخ لم تغب صورة العرب عن مسابقة الأوسكار، وإن لم تظهر من خلال فيلم عربي الجنسية فمن خلال فيلم أمريكي أو أوروبي يتحدّث عن العرب، مثلما هو الحال مع "خزانة الألم".

وإذا تركنا نظرية المؤامرة جانبا، فإن الفوز بجائزة الأوسكار في حد ذاتها ليس هو المهم، بل أن يصل فيلم عربي إلى الترشيحات ويشاهده الجمهور والنقاد ذلك هو الأهم، مثلما حدث مع فيلم الفلسطيني الهولندي "الجنة الآن" أوسكار 2007، الذي كان أول فيلم عربي رُشّح للأوسكار بعد غياب 13 سنة على أول فيلم عربي رُشّح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وهو "غبار الحياة" لرشيد بوشارب 1995، فقد أثار هذا الفيلم جدلا كبيرا وإن لم يتوّج بأوسكار أحسن فيلم فقد توّجه الجمهور الذي شاهده واعتبره الأحق بالجائزة.

الفوز بالجائزة المادية لا قيمة له مقابل الفوز "النفسي" وذلك بتقديم الصورة الحقيقية للعرب برؤية عربية الهوية والإنتاج؛ والسينما اليوم هي أفضل وسيلة للقيام بهذه المهمة، وهو ما تفطّنت إليه إسرائيل منذ سنوات فجعلت من السينما منبرها الذي تؤثر من خلاله على العالم وتلمّع به صورتها، فالسينما لغة عالمية أصبحت، مع تطور تقنياتها، من العوامل الأكثر تأثيرا في المجتمعات. في الماضي نجحت الجهات الصهيونية في ذلك لأن العالم لم يكن متّصلا مثل الآن، أما اليوم وفي ظل تطوّر وسائل الاتصال الحديثة، فلم تعد هناك صورة يمكن أن تزيّف، فما تلمّعه اسرائيل كذبا تفضحه جهات أخرى، هي في الأغلب غير عربية.

الأمر الذي دعا هذه الجهات الصهيونية إلى رفع مستوى القتال عبر هذه الجبهة، حيث تسعى إسرائيل إلى تدعيم استغلالها للفنون في حربها العالمية ضد العرب، فلم تكتف بسيطرة اللوبي الصهيوني على هوليوود الأمريكية العالمية، بل خطّطت سنة 2004 لإنشاء "هوليوود" خاصة بها، هي مدينة "هوليهود" السينمائية الإسرائيلية في صحراء النقب.

ورغم أن ملامح هذا المشروع لم تظهر بعد إلا أن مجرّد التفكير فيه يبرز أهمية هذا السلاح الصامت الذي تغزو به إسرائيل العالم، ويكشف مدى خطورة الوضع لو تحققت مطامح هذه المدينة السينمائية، التي لن تقدّم فقط أفلاما تعكس الزيف الإسرائيلي فحسب بل إنها ستكون منافسا مدمّرا للسينما العربية، وإن لم يكن على مستوى الإنتاج والانتشار، فإن المزاحمة ستكون على مستوى "التفوق السينمائي" للبلاد العربية كديكور للأفلام الغربية..

إسرائيل لن تكتفي ببناء مدينة سينمائية تنتج من خلالها أفلامها وأعمالها الفنية فحسب، بل تخطط لأن تسحب البساط من تحت المدن العربية التي تعتبر قبلة أشهر السينمائيين العالميين يصورون بها أفلامهم، كما هو الحال مع الأردن وفيلم "خزانة الألم"؛ ومن قبل الفيلم الشهير "حرب النجوم" الذي صور بالجنوب التونسي وأيضا عديد الأفلام التي صوّرت ولاتزال تصور في مدينة ورزازات المغربية..

وقد سُئل المخرج الصهيوني "مناحيم جولان" ذات حوار عن الخدمة التي يمكن أن يقدّمها لـ"إسرائيل"، أجاب أن "إسرائيل استفادت معنويا من أفلامه"، وهذا خير دليل على أهمية السينما والفنون عموما كسلاح خطير في خدمة المصالح السياسية قبل الفنية.

العرب أنلاين في

17/03/2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)