كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حدثان مُدَوّيان يكسران كل التوقعات في حفل الأوسكار الـ82

تتويج أول امرأة بأوسكار أفضل مخرجة واستبعاد "أفاتار" من الجوائز الأساسية

ريما المسمار

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم الثاني والثمانون

(أوسكار 2010)

   
 
 
 
 

حدثان كبيران خيّما ليل أمس الاول على حفل توزيع جوائز الأوسكار الثاني والثمانين هما فوز أول إمرأة بأوسكار أفضل مخرجة وحصر فيلم "افاتار" بتفوّقه التقني. وقد جاء الحدث الأول المتزامن مع اليوم العالمي للمرأة مدوياً على أكثر من صعيد أبرزها تفوق المخرجة كاثرين بيغيلو على زوجها السابق جايمس كاميرون، مخرج "أفاتار"، في فئة المرشحين لأوسكار أفضل مخرج. اما الحدث الثاني فكسر كل تلك التوقعات.

أظهر "حراس" الصناعة السينمائية في هوليوود من مخرجين وكتاب وممثلين ومنتجين "جرأة" تخطّت بأشواط موقع النقّاد السينمائيين المتربّصين بهوليوود. فحيث جزع أعضاء جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود، تجرأ صناّع الأخيرة مخالفين التوقعات ليل أمس بعدم منحهم "السينما المستقبلية"، بمفهومها التقني فقط، والمتمثّلة بشريط "أفاتار" أية جوائز كبرى، في ما هو فخّ لم يتمكن النقّاد قبل اسابيع من تجاوزه. فقد طوّبوا خلال توزيع جوائز الكرة الذهب "أفاتار" الفيلم الأفضل ومخرجه "ملك السينما" من دون تردد. غالب الظن انهم أرادوا بذلك نفي "التّهمة" الأزلية المقترنة بالنقاد ألا وهي تجاهلهم الجانب الجماهيري والتجاري للصناعة السينمائية، فضلاً عن الضغط المعنوي والنفسي الكبير الذي يمارسه جايمس كاميرون، بقصد او من دون قصد، من موقعه كمخرج السينما المستقبلية. صحيح ان تجاهل حقيقة رفده السينما بملياري دولار والعدد في تزايد أمر ليس بالسهل ولكنه لا يحتاج الى مزايدة. من هنا جاءت لفتة أكاديمية علوم الصورة وفنونها المانحة لجوائز الأوسكار منصفة وحاسمة في آن، إذ كرّمت الفيلم بالجوائز التي يستحقها (أفضل مؤثرات بصرية وتصوير سينمائي وإخراج فني) وفي الوقت عينه حجّمت نرجسية مخرجه و"أناه" المتعاظمة منذ زمن طويل عندما أعلن قبل 13 عاماً "أنا ملك العالم" بعيد فوزه بأوسكارات عدة عن فيلمه "تايتانك" العام 1997. بعيداً من التسرّع في استنتاج من نوع "احقية" الفيلم الفائز، "خزانة الألم" The Hurt Locker، بالفوز قبل أن نشاهده، ومن دون أن نكون قادرين على التحقق من ذلك، نقول ان عدم فوز "أفاتار" بجائزتي أفضل مخرج وأفضل فيلم إنما مؤشر الى وجود بارقة أمل بأن السينما الأقل كلفة وبهرجة لاتزال تحتفظ بموقع ما.

وقبل أن يُطلق Hurt Locker في الصالات المحلية لن نتمكن من معرفة ما الذي يقدّمه الفيلم وأية صورة يروجها لأميركا وجنودها وحربهما في العراق. على أن فوز مخرجته بيغيلو يسجّل سابقة في تاريخ الأوسكار الذي يُمنح للمرة الأولى إمرأة، مع العلم أن أربع نساء سبقنها الى نيل الترشيح من دون أن تتمكن اي منهن من الفوز وهن: الايطالية من أصل سويسري لينا فيرتموللر التي كانت اول امرأة تنال ترشيح اوسكار لأفضل إخراج عام 1976 عن فيلمها Seven Beauties، تلتها النيوزيلندية جاين كامبيون عام 1993 عن فيلمها The Piano ومن ثم الأميركية صوفيا كوبولا عام 2003 عن فيلمها Lost In Translation. بيغيلو التي كانت المرأة الرابعة التي تنال ترشيح أوسكار لأفضل مخرجة والأولى التي تحوز الجائزة حقّقت سابقة أخرى قبل حفل الاوسكار هي فوزها بجائزة نقابة المخرجين الاميركيين كأول إمرأة ايضاً. ولكن الحكاية لا تقف عند هذا الحد ذلك ان معظم الصحافة الاميركية الصادر صبيحة إعلان نتائج الأوسكار أحال فوز بيغيلو الى نقطة ثانية هي فوزها ليس فقط كأول إمرأة وانما ايضاً كمخرجة فيلم حركة حربي وليس كوميديا رومنسية، النوع الذي غالباً ماتُحصر فيه جهود المخرجات في هوليوود. على أن بيغيلو وخلال مسيرتها السينمائية الممتدة على نحو ثلاثين عاماً اشتغلت على أفلام الحركة في أفلام متفاوتة الجودة من طراز Near Dark (1987) وPoint Break (1991) وK-19: The Widowmaker ( 2002). وبفوزها بالاوسكار لم تهزم كاميرون فقط وانما تفوّقت أيضاً على كوينتن تارانتينو (Inglorious Basterds) وجايسن رايتمن (Up in the Air) ولي دانييلز (precious) بفوز ينتظر إطلاق فيلمها محلياً قبل الوقوف على استحقاقها الجائزة. كذلك تجدر الإشارة في معرض الحديث عن فوز The Hurt Locker الى انه الفيلم الأقل موازنة ومدخولاً من بين الأفلام التي حازت هذه الجائزة، إذ لم تتجاوز موازنته 15 مليون دولار ولم تتعدّ مداخيله 13 مليون دولار على شباك التذاكر الأميركي.

أما "أفاتار" الذي تعادل مع Hurt Locker من حيث الترشيحات (تسعة لكل منهما) فخرج بثلاث جوائز في المجال التقني (المؤثرات البصرية والتصوير السينمائي والاخراج الفني) بما يؤكد ان الأخيرة لا تعلو النص والمقاربة السينمائيين وان التجربة السينمائية لا تكتمل ما لم تقترن بثورية ليس فقط في التقنية وانما ايضاً في المعالجة والرؤية الاصيلتين. في حين اضاف شريط بيغيلو الى جائزتي أفضل أخراج وأفضل فيلم الاساسيتين أربع جوائز أخرى لأافضل مونتاج صوت وأفضل ميكساج صوت وأفضل توليف وأفضل سيناريو أصلي (مارك بول).

لم تكن جوائز التمثيل مفاجئة إذ ذهب أوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي الى ساندرا بولوك في فوزها الاول وذلك عن دورها في فيلم "الجانب المظلم" the Blind Side مع إجماع نقدي على استحقاقها الجائزة. في مواجهتها، كانت هنالك منافسة شرسة من ممثلتين عملاقتين: جامعة العدد الاكبر من الترشيحات (16 ترشيحاً وفوزان) في تاريخ جوائز الأكاديمية وجائزة الكرة الذهب (25 ترشيحاً) والرائعة دوماً ميريل ستريب عن دورها في "جولي وجوليا" وهيلين ميرين عن "المحطة الأحيرة" The last station والتي فازت بالاوسكار قبل عامين عن دورها في فيلم ستيفن فريرز "الملكة" the Queen. وفي فئة أفضل ممثلة في دور ثانٍ، فازت بالجائزة مونيك عن دورها في Precious.

أما فئة التمثيل الرجالي التي تنافس فيها كولن فيرث (A Single Man) وجيريمي رينير (Hurt Locker) ومورغن فريمن ( Invictus) وجورج كلوني (Up in the Air) وجيف بريدجز (A Crazy Heart) فانتشلها الأخير عن تجسيده شخصية مغنٍ وكاتب أغنيات في "الكانتري ميوزيك" وهو للمناسبة ترشيحه الخامس للأوسكار وفوزه الاول. وكما هو متوقع، ذهب أوسكار أفضل ممثل في دور ثانٍ الى الألماني كريستوف فالتس عن دوره في Inglorious Basterds.

في فئة أفضل سيناريو مقتبس، ذهبت الجائزة الى جيوفري فليتشر عن Precious على الرغم من المنافسة الكبيرة في هذه الفئة لاسيما من فيلمي In The Loop لأرماندو إيانوتشي وUp in the Air لجايسن رايتمن. ومن دون مفاجآت، فاز فيلم Up بأوسكار أفضل فيلم تحريك على الرغم من انه كان مرشحاً في فئة افضل فيلم أيضاً. بخلافها، حملت جائزة أفضل فيلم ناطق بالاجنبية مفاجأة لجهة استبعاد الفيلمين الأكثر حضوراً خلال العام: "الشريط الابيض" the White Ribbon لميكايل هانيكي و"نبي" Un Prophete لجاد أوديار حيث ذهبت الجائزة للأرجنتيني "السر الذي في عيونهم" The Secret in their Eyes لخوان خوسيه كامبانيللا.

توزعت جوائز الفئات الأخرى كما يلي: أفضل أزياء The Young Victoria (ساندي بويل)؛ أفضل وثائقي The Cove للوي بسيهويوس وفيشر ستيفنز؛ أفضل وثائقي قصير Music by Prudence لروجر روس ويليامز وإلينور بوركيت؛ أفضل ماكياج Star Trek (بارني بورمن، ميندي هول وجويل هارلو)؛ أفضل موسيقى Up (مايكل غياتشينو)؛ أفضل أغنية Crazy Heart (راين بينغهام وتي بون بورنيت)؛ أفضل فيلم تحريك قصير Logorama لنيكولاس شميركن؛ أفضل فيلم قصير The new Tenants ليواكيم باك وتيفي ماغنوسن.

انطلاق الجوائز

بين تاريخ جوائز الأكاديمية (الأوسكار) الذي انطلق في العام 1929 وتاريخ جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (مانحة جوائز الكرة الذهب) الذي انطلق في العام 1944خمسة وخمسون عاماً مشتركة، دائماً ما جرت المتابعين والنقاد الى المقارنة. تردد دائماً ان الثانية مؤشر للأولى. واعتُبر غالباً ان الثانية أكثر ميلاً الى الأفلام المستقلة منها الى الانتاجات الضخمة التي يجلّها الاوسكار في وصفه الجائزة التي تكرّم الصناعة السينمائية الكبرى في العالم. ولكن نتائج العام 2009 كانت صادمة لجهة انقلاب المعادلة. هنا لائحة بالافلام الثلاثة والعشرين التي اختلفت عليها ذائقتي الاوسكار والكرة الذهب وتالياً افترقت فيها الجوائز (من بينها أربعة أفلام حازت الاوسكار من دون ان تكون مرشحة حتى للكرة الذهب: Crash 2005، Ghandi 1982، Chariots of Fire 1981 وThe Sting 1973) نوردها بالترتيب التالي: السنة، الفيلم الفائز بالاوسكار، الفيلم الفائز بالكرة الذهب لأفضل دراما والفيلم الفائز بالكرة الذهب لأفضل كوميديا او غنائية مع الاشارة الى ان جوائز الكرة الذهب كانت تمنح أحياناً ثلاث جوائز (فاصلة بين الكوميدي والغنائي) او جائزة واحدة.

2009- The Hurt Locker (الاوسكار)؛ Avatar (غولدن غلوب لأفضل فيلم درامي) وThe Hangover ( (غولدن غلوب لأفضل كوميديا).

2007- No Country for Old Men؛ Atonement وSweeney Todd

2006- The Departed؛ Babel وDreamgirls

2005- Crash؛ Brokeback MountainوWalk the Line

2004- The Million Dollar Baby؛ The Aviator وSideways

1995- Braveheart؛ Sense and Sensibility وBabe

1992- Unforgiven؛ Scent of a Woman وThe Player

1991- Silence of the Lambs؛ Bugsy و Beauty and the Beast

1982- Ghandi؛ ET وTootsie

1981- Chariots of Fire؛ On Golden Pond وThe Coal Miners Daughter

1978-Hunter The Deer؛ Midnight Express وHeaven Can Wait

1977- Annie Hall؛ The Turning Point وGoddbye Girl

1974- The Godfather Part II؛ Chinatown وThe Longest Yard

1973- The Sting؛ The Exorcist وAmerican Graffitti

1970- Patton؛ Love Story وM*A*S*H*

1969- Midnight Cowboy؛ Anne of the Thousand Days وThe Secret of Santa Vittoria

1968- Oliver ؛ The Lion in Winter وFunny Girl

1958- Gigi؛ The Defiant Ones وAuntie Mame وThe Westside Story

1955- Marty؛ East of Eden وGuys and Dolls

1953- From Here to Eternity؛ The Robe

1950- All About Eve؛ Sunset Bouleverd

1948- Hamlet؛ Johnny Belinda وThe Treasure of the Sierra Madre

1943- Casablanca؛ The Song of Bernadette

المستقبل اللبنانية في

09/03/2010

 
 

«ذي هارت لوكر» حقق خمس جوائز ويتجاوز «آفاتار»

أوسكار 2010 احتفى بالإنسان في زمن الخوف

عبد الستار ناجي

يبدو ان مزاجا جديدا بات يسيطر على اعضاء اكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي تمنح جوائز الاوسكار السينمائية . فبعد فوز «المليونير المتشرد» في العام الماضي. ها نحن في هذا العام امام اتجاه يحتفي بالانسان وقضاياه في زمن الحروب والخوف والقلق من خلال منح اوسكار افضل فيلم لعام 2010 لفيلم «ذي هارت لوكر» او «خزانة الالم» الذي حقق خمس جوائز اوسكار اساسية من بينها افضل فيلم وافضل مخرجة لكاثرين بيغلو والتي تدخل التاريخ بوصفها اول امراة تحقق جائزة افضل مخرجة في تاريخ هذه الجائزة التي احتفلت هذا العام بالسنة الثانية والثمانين لانطلاقتها حيث باتت الجائزة السينمائية الاهم على مستوى صناعة الفن السابع في الولايات المتحدة والعالم. كما ان فوز «ذى هارت لوكر» يعتبر دعوة صريحة للاهتمام بالاعمال السينمائية الصغيرة والتي تحمل طروحات انسانية واجتماعية ذات بعد انساني عالمي. حيث ذلك العمل الذي يعتمد على نص مسرحي مثير للجدل يرصد معاناة فريق من الجنود الاميركان الباحثين عن الالغام في العراق والمواجهة بين الواقع والارهاصات النفسية التي تحيط بهم للخروج من ذلك المأزق المدمر. وقد هيمن فيلم «ذي هارت لوكر» حول الحرب في العراق على الحفل الثاني والثمانين لتوزيع جوائز الاوسكار مساء أول من أمس حاصدا خمس جوائز بينها جائزتا افضل فيلم وافضل اخراج خلال ليلة تاريخية في هوليوود. واستطاع الفيلم المشوق الذي يروي احداثيات ويوميات وحدة لنزع الالغام في الجيش الاميركي تعمل في العراق بجميع الافلام التي كانت تنافسه على اوسكار افضل فيلم ومن بينها الفيلم الضخم «افاتار» فيما اصبحت مخرجته اول امرأة تفوز بجائزة افضل اخراج. وقالت المخرجة وهي المرأة الرابعة فقط التي ترشح للفوز بهذه الجائزة العريقة «هذه فعلا محطة لا تتكرر في حياة شخص انها اهم لحظة في حياتي». واضافت المخرجة «اود ان أهدي هذه الجائزة الى النساء والرجال العاملين في الجيش الذين يخاطرون بحياتهم يوميا في العراق وافغانستان وعبر العالم واتمنى عودتهم سالمين الى ديارهم». وكانت جائزة ممثل من نصيب جيف بريدجز عن دوره في فيلم «كرايزي هارت» الذي يجسد فيه شخصية «مغني» كانتري سكير. وهو اهل للاستحقاق بهذا الفوز المحجل .

فيما نالت ساندرا بولوك جائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم «ذي بلايند سايد».

وكانت امسية مثالية للمخرجة لبيغلو التي تمكن فيلمها ذو الميزانية المتواضعة من التغلب على الفيلم الملحمة «افاتار» الذي بلغت كلفته نصف بليون دولار واخرجه زوجها السابق جيمس كامرون.

واكتفى فيلم «افاتار» الذي حطم الرقم القياسي في الايرادات العالمية بحصده 2,5 بليون دولار، بثلاث جوائز اوسكار في الفئات التقنية خصوصا فيما كان مرشحا لتسع جوائز. وسميت المواجهة بين بيغلو وكامرون «معركة الزوجين السابقين» الا ان المخرجين كانا يبتسمان ويمزحان من بعضهما البعض طوال الحفل وقد اجلسا على مسافة قريبة. بل نقوم في «النهار» بنشر عدد من الصور النادرة التي تجمع بين الزوجين السابقين والتي تؤكد عمق العلاقة بينهما رغم انفصالهما.

وكما كان متوقعا فاز بريدجز اخيرا بالاوسكار بعد اربعة ترشيحات سابقة. وشكر بريدجز والديه الراحلين في كلمة اتت بعد 39 عاما على ترشيحه للمرة الاولى. وقال بريدجز «شكرا ابي وامي لانكما سمحتما لي بالتعرف على هذه المهنة المشوقة». وكانت عينا الممثل اغرورقتا بالدموع قبيل ذلك عندما تحدثت عنه الممثلة ميشال بفايفر بشكل مؤثر.

وحققت النجمة ساندرا بولوك سابقة في تاريخ هوليوود باختيارها افضل ممثلة بعد 24 ساعة على تنصيبها أسوأ ممثلة في الحفل الثلاثين لجوائز راتزي مساء السبت. وقالت الممثلة بعد تسلمها الجائزة «هل فعلا استحققت الجائزة ام انكم سئمتم من رؤيتي؟» ويستند دور بولوك في فيلم «بلايند سايد» على قصة لي آن تويهي الحقيقية التي رعت طفلا مشردا اسود يدعى مايكل اوهير وساعدته على ان يدخل عالم كرة القدم الاميركية. واهدت بولوك فوزها الى «الامهات اللواتي يهتممن بالرضع والاطفال من اي مكان اتوا منه» واشادت بوالدتها الراحلة هيلغا التي كانت «تدفعني الى التمرين على البيانو ورقص الباليه يوميا عند عودتي الى المنزل». واضافت «اود ان اشكرها لانها كانت تذكر بناتها على الدوام انه لا الجنس ولا الديانة ولا الطبقة التي ننتمي اليها ولا لون البشر ولا الميول الجنسية، لا شيء يجعلنا افضل من الاشخاص الآخرين. كلنا يستحق الحب». أما جائزة افضل ممثل في دور ثانوي فكانت من نصيب الممثل النمساوي كريستوف فالتز لدوره كضابط نازي سادي في فيلم كوينتين تارانتينو «انغلوريوس باستردز» وكان قد فاز في مايو الماضي بجائزة افضل ممثل في مهرجان كان السينمائي الدولي ليبدأ طريقه في حصاد الجوائز عن دور الضابط النازي الشرس.

فيما فازت مونيك بجائزة افضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في فيلم «بريشوس». وفوز مونيك جعلها خامس ممثلة سوداء تفوز بجائزة اوسكار بعد هاتي ماكدانييل ووبي غولدبرغ وهالي بيري وجنيفر هادسون. وأشادت الممثلة البالغة الثانية والاربعين بالممثلة ماكدانييل التي شاركت في فيلم «ذهب مع الريح»، مشيرة لاحقا الى انها اختارت فستانها تكريما لهذه الممثلة. وقالت مونيك «اود ان اشكر الانسة هاتي ماكدانييل لانها عانت حتى لا اعاني انا». واضافت «السبب الذي دفعني الى ارتداء هذا اللون الازرق هو ان هاتي ماكداييل ارتدت العام 1940 اللون ذاته عندما تسلمت جائزتها». اما فالتز فكان في حالة نشوة بعدما تسلم جائزته من الممثلة الاسبانية بينلوبي كروز التي كانت قد ترشحت لجائزة افضل ممثلة مساعدة ولكنها لم تفز. وقال «اوسكار وبينيلوبي هذه جائزة كبرى» موضحا «لا يسعني ان اشكركم كفاية لكن يمكنني ان ابدأ على الاقل الآن: شكرا». وفاز فيلم «آب» للرسوم المتحركة حول رجل مسن يربط منزله ببالونات ليعيش حلمه برؤية براري اميركا الجنوبية باوسكار افضل فيلم للصور المتحركة.

وحصد الفيلم الارجنتيني «ايل سيكريتو دي سوس اوخوس» (في سر اعينهم) للمخرج خوان خوسيه كامبانيا جائزة افضل فيلم اجنبي متغلبا على «عجمي» من اسرائيل و«حليب الحزن» من البيرو و«ان بروفيت» (نبي) من فرنسا و«الوشاح الابيض» من المانيا.وهذا ثاني فيلم ارجنتيني يفوز بهذه الجائزة.

بعد هذا الفوز وهذه النتائج نستطيع التاكيد أن «مزاج» جديد و«فكر» جديد و«منهج» جديد راح يتأكد لدى اعضاء اكاديمية العلوم والفنون السينمائية حيث الرهان على معطيات ومضامين اكثر تماسا مع الانسان وقضاياه بدلا من الرهان على موضوعات مشبعة بالمغامرة والخيال . كما تمثل الدورة الحالية احتفاء بالمرأة من خلال فوز كاثرين بيغلو بجائزة افضل مخرجة والذي تزامن مع احتفال العالم بيوم المرأة العالمي. وايضا بجهدها في التعامل مع نص مسرحي مشبع بالقلق والتوتر والمواجهة مع واقع مدمر . حيث تلك الشخصيات التي تقوم بمهمة البحث عن الالغام تجد نفسها في لغم كبير هو العراق وألغام اكبر تتمثل في المواجهات بين الشخصيات والواقع وفيما بينها وهو الجانب الاهم والاكثر قسوة حيث حالة من الرعب والقلق والتوتر في مواقع المواجهة.

احتفاء بالانسان والانسة اجل انها انسة الالم وانسة الخوف والدمار في عمل كان يمكن ان يمر مرور الكرام لولا ان التفت اليه ماركو مولر رئيس مهرجان البندقية السينمائي الدولي ليقدمه للعام في الدورة الماضية ويحصد اكبر كمية من الكتابات النقدية الايجابية التي مهدت الطريق له للقفز الى دائرة الترشيحات المحورية في الاوسكار وغيره.

جوائز

كاثرين افضل مخرجة

فازت كاثرين بيغلو باوسكار افضل اخراج عن فيلم «ذي هارت لوكر» لتصبح بذلك اول امرأة تحصد هذه الجائزة منذ بدء توزيعها قبل اثنين وثمانين عاما. وهزمت المخرجة البالغة الثامنة والخمسين وهي رابع امرأة فقط ترشح في هذه الفئة، زوجها السابق جيمس كامرون الذي كان مرشحا عن فيلم «افاتار». وقالت المخرجة لدى تسلمها الجائزة «انها اهم لحظة في حياتي» وقد اهدت فوزها الى القوات المنتشرة في العراق.وكان فوز بيغلو متوقعا بعدما فازت اخيرا بجائزة نقابة المخرجين التي تعتبر مؤشرا موثوقا الى النجاح في الاوسكار. وفاز فيلم «ذي هارت لوكير» الذي يتابع يوميات نازعي الغام اميركيين في العراق. وكانت الفيلم قد انتج بميزانية قدرها «15» مليوناً ولم يحصد سوى «16» مليوناً والفوز يشكل دفعة ايجابية لمزيد من الحصاد.

جيف بريدجز أفضل ممثل

فاز الممثل الاميركي جيف بريدجز باوسكار افضل ممثل عن دوره كمغن فاشل لموسيقى الكانتري في فيلم «كرايزي هارت» من اخراج تي بون برنيت.وللمفارقة ان جيف بريدجر (60 عاما) رفض في البداية المشاركة في «كرايزي هارت». وقد وافق فقط بعد اشراك الموسيقي والمنتج تي بون برنيت في المشروع. وينتمى جيف الى اسرة فنية عريقة ويمتاز بمواقفه الانسانية والسياسية الكبيرة.

ساندرا بولوك أفضل ممثلة

فازت الممثلة ساندرا بولوك بجائزة أوسكار افضل ممثلة عن دورها في فيلم (الجانب المظلم).

يذكر أن هذه هي أول جائزة أوسكار تحصل عليها بولوك «45 عاما» والتي حققت أفلامها بصورة عامة نجاحا تجاريا أكثر من النجاح على الصعيد النقدي.

وكان أكبر ظهور لها في عام 1994 من خلال فيلم «سبيد» (السرعة)، والتي أعقبته بعد ذلك بعام بالفيلم الكوميدي الرومانسي «عندما كنت نائما»، ومن بين الأفلام الناجحة الأخرى فيلم «سبيد 2» وفيلم «هوب فلوتس» و«براكتيكال ماجيك» (سحر عملي) وجزئي فيلمها «ميس كونجينياليتي» (الآنسة عميل سري) وفيلم «دايفين سيكرتس» (أسرار إلهية) وفيلم «يا يا سيسترهود» و«ذا بروبوزال».

وحققت أفلامها ما يربو على ثلاثة بلايين دولار في أنحاء العالم وهي متزوجة من الممثل جيسي جيمس، مدير شركة تصنيع دراجات بخارية شهيرة.

مونيك أفضل ممثلة في دور ثانوي

الاميركية السمراء مونيك الفائزة بجائزة الاوسكار لافضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في فيلم بريشوس. وكانت قد فازت بكل الجوائز الرئيسة هذه السنة من الغولدن غلوب الى البافتا البريطانية مرورا بجائزة نقابة الممثلين وسبيريت اواردز للسينما الاميركية المستقلة. وكانت الاوفر حظا للفوز وقد تغلبت على آنا فيندريك (ان ذي اير) وفيرا فارميغا (ان ذي اير) وماغي غيلنهال (كرايزي هارت) وبينيليبوي كروث (ناين). وتقوم مونيك في فيلم «بريشوس» من اخراج لي دانييلز بدور ام تسيء معاملة ابنتها التي تعاني البدانة.وقالت وهي متأثرة جدا لدى تسلمها جائزتها «يجب التخلي احيانا عن القيام بما هو شعبي والاكتفاء بما هو صحيح».ومونيك واسمها الاصلي مونيك ايميس معروفة في الولايات المتحدة لعروضها الكوميدية وعدة مسلسلات تلفزيونية ناجحة.وفي السينما شاركت في فيلم «دومينو» من اخراج توني سكوت والفيلم الاول للي دانييلز «شادوبوكسر» الى جانب هيلين ميرين وكوبا غودينغ جونيور.واكدت الممثلة في مقابلة اخيرا انها استوحت من الصدمات التي عاشتها في شبابها لتأدية دور والدة بريشوس المراهقة السوداء البدينة والامية التي تتعرض للاغتصاب من قبل والدها وللضرب من والدتها. وكشفت مونيك انها تعرضت للاغتصاب من قبل شقيقها الاكبر في طفولتها موضحة «شقيقي كان وحشا بالنسبة لي. وكلما كان لي دانييلز يقول «اكشين» كنت اتحول الى شقيقي.. كنت اتحول الى وحش». واملت الممثلة ان يساعد الفيلم ضحايا العنف والاستغلال الجنسي في التعبير عن انفسهم موضحة «اظن ان هذا الفيلم سينقذ ارواحا» مشيرة الى انها سكتت عن معاناتها على مدى سنوات. وقالت «لم احك شيئا حتى سن الخامسة عشرة. كنت افعل كما يفعل كل الاطفال الآخرين. وضعت ذلك في زاوية من رأسي واخفيته عن كل الناس».

الفيلم الأرجنتيني «سر عيونهم»  أفضل فيلم أجنبي

حاز فيلم السيكريتو دي سوس اوجوس (سر عيونهم) الارجنتيني جائزة الاكاديمية الاميركية للعلوم والفنون السينمائية (أوسكار) لافضل فيلم أجنبي.وأحداث الفيلم الذي قام بإخراجه خوان خوسيه كامبانيلا مأخوذة من قصة للكاتب إيدواردو ساشيري حول رجل يعمل في احد الاجهزة الامنية الاتحادية تورط في قضية تحقيق بشأن جريمة قتل امرأة شابة. وقد حقّق الفيلم نجاحا كبيرا في الارجنتين حيث يعد ثاني أنجح فيلم على الاطلاق تشهده البلاد. وجاء فوز هذا العمل على مجموعة من اهم الاعمال لعل من اهمها «نبى» للفرنسى جاك دويار وفيلم « الشريط الابيض» للنمساوي مايكل هنيكيه.

الأوسكار يتحيز للأفلام الصغيرة المستقلة

القراءة الاولية المتانية لنتائج الاوسكار ذهبت الى محصلة محورية هي تحيز الاوسكار للافلام الصغيرة حيث يثبت فوز «ذي هيرت لوكير» في مواجهة «افاتار» في حفل توزيع جوائز الاوسكار مرة جديدة ان اعضاء الاكاديمية يفضلون مكافأة الافلام «الصغيرة» المستقلة عوضا عن الانتاجات الهوليوودية الضخمة.. وكانت حظوظ الفيلمين متساوية اذ كان كل منهما مرشحا في تسع فئات.

لكن في النهاية لم يكن لبلايين الدولارات التي حصدتها المحلمة الثلاثية ابعاد التي أخرجها جيمس كامرون منذ بدء عرضها في ديسمبر، اي ثقل امام شعبية «نازعي الالغام» في فيلم كاثرين بيغلو.

فقد حصد الفيلم الدرامي الزاخر بالتشويق الذي يروي يوميات ثلاثة نازعي الغام في الجيش الاميركي في العراق، ست جوائز اوسكار بينها جائزتا أفضل فيلم واخراج الرئيسيتين.

اما «افاتار» فكان يعاني من مشكلة اضافية الا وهي ان الافلام العلمية الخيالية لا تلقي رواجا في الاوسكار حيث لم تفز يوما بجائزة افضل فيلم مكتفية عادة بجوائز تقنية.

ولم يشذ «افاتار» عن هذه القاعدة مع فوزه في النهاية بثلاث جوائز أوسكار عن المؤثرات الخاص والادارة الفنية والتصوير.

والاختلافات بين الفيلمين لا تحصى.

فافاتار ملحمة خيالية علمية ثلاثية الابعاد من انتاج شركة فوكس وقد سجل ارقاما عدة قياسية، فقد جمع حتى الآن اكثر من 2,5 بليون دولار في شباك التذاكر العالمي محطما رقم «تايتانيك» للمخرج نفسه.

وهو يعتبر اكثر الافلام كلفة في تاريخ السينما مع ميزانية تقدر بنصف بليون دولار (300 مليون للانتاج و200 مليون للتسويق).

على الشاشة الفيلم عبارة عن سلسلة لا متناهية من المؤثرات الخاصة والديكورات والحركة مع تعاظم مقاومة سكان كوكب باندورا وهم شعب النافي الطويل القامة وصاحب البشرة الزرقاء لهجمات البشر المتكررة.

بيد ان الامر مختلف تماما مع «ذي هرت لوكير».

في ميزانتيه تصل الى 11 مليون دولار وهي متواضعة جدا وفقا لمعايير هوليوود وقد أنتجته شركات مستقلة.

وعرض امام الجمهور للمرة الاولى في مهرجان البندقية في سبتمبر 2008 قبل ان ينتقل من مهرجان الى آخر، ليعرض في الصالات الاميركية وفي بعض المدن فقط في يونيو 2009.

وحتى الساعة يمكن اعتبار الفيلم فاشلا على الصعيد التجاري مع عائدات عالمية تكاد لا تتجاوز 16مليون دولار اي اقل بـ150 مرة عن ايرادات «افاتار». والمواجهة بين الفيلمين اتخذت بعدا شخصيا كذلك علما ان المخرجين كانا متزوجين في السابق.. ومساء الاحد عندما اخرجت المغنية والممثلة الاميركية بربارا سترايسند البطاقة التي تحمل اسم كاثرين بيغلو معلنة فوزها بأوسكار أفضل اخراج كان جيمس كامرون اول المصفقين صارخا «نعم نعم نعم». وسبق لكامرون ان فاز بالجائزة عن فيلم «تايتانك». في الكواليس وبعدما تسملت الجائزة، اشادت كاثرين بيغلو بزوجها السابق مطولا. وقالت «انه سينمائي رائع. اعتبر انه شخص مثالي ومصدر وحي للكثير من المخرجين عبر العالم». وختمت تقول «بامكاني ان اقول باسمهم جميعا اننا ممتنون له كثيرا».. هذا الفوز يصب في رصيد السينما المستقلة رغم هيمنة الاستديوهات الكبرى في هوليوود .

لقطات من الحفل

العراق كان حاضرا بقوة في حفل الأوسكار من خلال فوز فيلم «ذا هارت لوكر» وايضا عبر كلمات المخرجة كاثرين بيغلو.

العربي الوحيد كان الممثل الفرنسي «الجزائري الاصل» طاهر رحيم – والذي حضر مع المخرج الفرنسي جاك دويار عن فيلم «نبي».

الدموع غالبت عددا من الفنانين من بينهم ساندرا بولوك والمخرجة كاثرين بيغلو والنجم جيف بريدجز الذي تكلم كثيرا عن أسرته وقال لبناته الثلاث وزوجته لولاكم ما كنت سعيدا .

طيلة الحفل قام المخرج جيمس كاميرون بمداعبة وتهنئة مطلقته السابقة المخرجة كاثرين بيغلو وحينما وقفت لتسلم جائزة أفضل مخرجة كان اول المباركين .

النجمة الإسبانية سلمت جائزة افضل ممثل مساعد للنمساوي كريستوف والتز بينما قام مواطنها المخرج بدرو المودفار مع كونتين تارنتينو باعلان جائزة افضل فيلم أجنبي .

قام النجم توم هانكس باعلان جائزة افضل فيلم بكثير من العجالة ما أحدث حالة من الهرج داخل الصالة وخلف الكواليس حيث كانت المخرجة كاثرين بيغلو لا تزال تتحدث مع النجمة بربارا سترايسند .

مونيك هي رابع امرأة سوداء تفوز بالاوسكار.. وقد شهد الحفل حضور النجمة اوبرا وينفري التي تحدثت عن الممثلة الشابة جابوري سيديب نجمة فيلم بريشوس.

كيت وينسليت شاركت في الحفل وهي لاتزال تواصل عملية انقاص وزنها.

حينما تم الاعلان عن فوز ساندرا بولوك همت بتقبيل ميريل ستريب ولكنها تراجعت مداعبة وتكلمت عنها باعجاب كبير خلال كلمتها .

جميع النجمات حرصن على ارتداء ازياء من توقيع كبار المصممين العالميين وكان للاسماء العربية في هذا المجال حضورها .

ظهر النجم مورغان فريمان مع المنتجة لوري ماكراي وابنته مرجانة وحرص على ان يقدم للمصورين اكسسواراته الجديدة .

يتوقع ان يكون قد شاهد الحفل اكثر من بليون ونصف البليون مشاهد حول العالم وبأكثر من 40 لغة حول العالم.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

09/03/2010

 
 

كاثرين بيغلو تودع «خزنتها» ست جوائز أوسكار وتهديها إلى «وحدة نزع الألغام»

العراق يعتلي المنصّة مع المرأة الأولى في تاريخ الأكاديمية التي تنال جائزة أفضل إخراج

هوليوود: محمد رُضا

انتهت المنافسة بين أكبر فيلم في مسابقة الأوسكار وأصغر فيلم فيها، بانتصار الشقيق الأصغر وخروجه بستّ جوائز أوسكار، اثنتان منها هما القمّة بين هذه الجوائز، اثنتان أخريان مهمتان على نحو خاص، واثنتان من تلك التقنية التي عادة ما تنعكس أهمّيتها على الجهود الفردية للفائزين بها.

فيلم «خزنة الألم» الذي أخرجته كاثرين بيغلو، تكلّف نحو أحد عشر مليون دولار وجلب حتى الآن أكثر من ستة عشر مليون دولار بقليل، خرج بالأوسكارات الستّة من بين تسعة ترشيحات، بينما خرج «أفاتار»، الفيلم الضخم الذي أنجزه السينمائي المعروف جيمس كاميرون بميزانية تزيد على الـ 250 مليون دولار (البعض يرفع الرقم إلى 400 مليون دولار لكن هذا غير مؤكد أو ثابت) والذي جمع حتى الآن أكثر بقليل من بليوني دولار محليّا (أي في سوق شمالي أميركا) وعالميا، بثلاث جوائز أوسكار من ترشيحاته التسعة كذلك.

«خزنة الألم» يتناول يوميات وحدة لنزع الألغام في الجيش الأميركي تعمل في العراق. وقالت المخرجة وهي المرأة الرابعة فقط التي ترشح للفوز بهذه الجائزة العريقة «هذه فعلا محطة لا تتكرر في حياة شخص، إنها اهم لحظة في حياتي». وأضافت المخرجة «أود أن أهدي هذه الجائزة إلى النساء والرجال العاملين في الجيش الذين يخاطرون بحياتهم يوميا في العراق وأفغانستان وعبر العالم وأتمنى عودتهم سالمين إلى ديارهم».

في ظل المنافسة بين الاثنين غاب العديد من الأفلام الثمانية الأخرى المرشّحة في مسابقة أفضل فيلم عن الذكر في النتائج التي شارك في الاقتراع عليها ستة آلاف من أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في هوليوود.

أكبر الخاسرين كان فيلم المخرج كوينتين تاراتنيو «أرذال مغمورون» الذي كانت عدد ترشيحاته وصلت إلى ثمانية لكنه أنجز جائزة واحدة تلك التي منحت إلى الممثل كريستوف وولتز كأفضل ممثل مساند. التالي له في حجم الخسارة هو «في الفضاء» لجايسون رايتمان الذي كان رشّح لخمس جوائز لم ينل أيا منها. كذلك الفيلم الخيالي العلمي «المقاطعة 9» الذي رشّح في أربع مسابقات، بينها مسابقة أفضل فيلم، لكنه خرج من الحفل بلا أدنى ذكر.

الحال ذاته مع الفيلم البريطاني «تعليم» (ثلاثة ترشيحات - لا شيء) أما «الجانب الأعمى» فقد منح ساندرا بولوك ثاني جوائزها الكبيرة هذا العام بعد الغولدن غلوب.

هذا ما جعل ساحة الصراع حكرا على فيلمي كاميرون وزوجته السابقة بيغلو. الأول خرج بجوائز في مجالات التصوير والإدارة الفنية والمؤثرات البصرية والثاني في مجالات أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو كُتب خصيصا وأفضل توليف، وأفضل مزج صوتي وأفضل توليف صوتي وهما جائزتان تقنيّتان تماما؛ تتولّى الأولى تأمين كل الأصوات المطلوبة للمشهد في الفيلم وتمضي الثانية فتولّف بين كل تلك الأصوات على النحو المتداخل والصعب الذي ينجلي عن شريط الصوت المصاحب لكل ثانية من شريط الصورة.

تفسيرات عدّة وراء خروج الفنانة كاثرين بيغلو لا بهذا القدر من الأوسكارات فقط، بل بأوسكاري أفضل فيلم وأفضل إخراج. في الموقع الأول هناك حقيقة أن أعضاء الأكاديمية استوعبوا سريعا أن الفيلم، وهو عمل رصين وجيّد في كل جوانبه، يحتاج إلى تأييد. في هذه الناحية قد يكون «أفاتار» ساعد «خزنة الألم» على إنجاز أوسكار أفضل فيلم من حيث أن الناخبين قرروا أن الفيلم الكبير نال السباق الجماهيري كما لم ينله فيلم آخر في التاريخ وهذا يكفيه، بينما يستحق فيلم بيغلو الأوسكار لكل ما جسّده على الصعيد الإنتاجي من صعوبات تمويلية وتنفيذية بميزانية محدودة للغاية.

المبدأ ذاته تكرر تلقائيا حين كان على أعضاء الأكاديمية وضع علامة صغيرة بجانب المخرج الذي يرونه أكثر استحقاقا للجائزة. كاثرين بيغلو سينمائية جادّة ولا تشيح بعيدا عن المواضيع التي تتطلب جهدا بدنيا كان حكرا على الرجال ولا يزال.

في هذا الإطار فإن بيغلو هي الاستثناء أيضا من حيث أنها المرأة الأولى في تاريخ الأكاديمية التي تنال جائزة أفضل إخراج. ولا بد أن ترشيحها في هذا المضمار كان لافتا للمقترعين الذين لا شك أدركوا أن الوقت قد حان لمنح امرأة مثل هذا التقدير الكبير، وهو حان لأن الفيلم والجهد المبذول فيه يستأهلان التقدير بالفعل.

الجانب الثالث في قراءة الأسباب التي لا بد وقفت وراء تخصيص «خزنة الألم» ومخرجته بهذا التقدير الكبير، وتحويل ليلة المناسبة الثانية والثمانين إلى ليلتها الكبيرة، هو أنه بالإضافة إلى منافستها للأخ الكبير من ناحية واستحقاقها كامرأة من ناحية أخرى، فإن كاثرين بيغلو إنما تعاملت مع موضوع يتعلّق بالحرب في العراق وبالتالي بالسياسة الأميركية الخارجية التي كانت توغّلت في تلك الحرب منذ سنوات وما زالت. وفي عام يزداد الرأي العام الأميركي ترددا حيال توسيع جبهة القتال الأفغانية إلى ما هي عليه اليوم، فإن الرسالة التي تضمّنها الفيلم حول «أولادنا في جبهات القتال» والخوف المستعر من وقوع المزيد من الخسائر بين صفوف القوّات الأميركية المحاربة سواء في العراق أو في أي مكان آخر شكّل دافعا عاطفيا لتبنّي فيلم معاد للحرب وإن من دون خطابة، مما يكشف عن السبب الذي من أجله لم يفز أي من الأفلام السابقة المعادية للحرب في العراق بأي جائزة، إذ كانت إما أقل إبداعا على الصعيد المهني أو أكثر مباشرة في وقت لا يرغب أحد في خطابات أو مواعظ.

بذلك الفيلم حضر العراق على منصّة الأوسكار كما لم يفعل من قبل، كذلك لم يفت المخرجة شكر الأردن وأهلها على الاستقبال الحسن إذ تم تصوير الفيلم فوق أراضيها. ولم تكن المنافسة في الأقسام الأربعة الخاصّة بالتمثيل (أفضل ممثلة، أفضل ممثل، أفضل ممثلة مساندة وأفضل ممثل مساند) أقل حدّة ولو أن المرء كان يستطيع قراءة النتائج بقليل من الإمعان.

فأوسكار أفضل ممثلة انتهى إلى يد ساندرا بولوك كتقدير لها بسبب نجاحها الجماهيري في ثلاثة أفلام متعاقبة («كل شيء عن ستيف» و«العرض» و«الجانب الأعمى») وهي رشحّت هنا عن «الجانب الأعمى» وفازت، كما كانت رشّحت قبل أيام قليلة عن «كل شيء عن ستيف» كأسوأ ممثلة للعام وفازت بها أيضا.

لحين بدا للبعض هنا أن الممثلة الجديدة غابوراي سيديبي ستخطف من ساندرا بولوك وهيلين ميرين وميريل ستريب وكاري موليغان ذلك الأوسكار وذلك بسبب قوّة حضورها (ولا أقول قوّة تمثيلها) في «بريشوس» لكن المسألة من الأساس لم تكن في هذا الوارد ولو أن الفيلم سجل نجاحين آخرين إذ فاز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس وأفضل تمثيل نسائي مساند نالته الممثلة مونيك التي لعبت دور الأم القاسية للشخصية التي لعبتها غابوراي سيديبي. رجاليا حدث المتوقّع كما المأمول: جيف بريدجز الذي كان رشّح أربع مرّات من قبل ولم يفز، أنجز النقلة ووجّه حديثه إلى والديه الراحلين شاكرا إياهما على توجيهه كممثل. الفيلم الذي فاز عنه بجائزة أفضل ممثل أول، هو «قلب متيم» (أو «مجنون» حسب الترجمة الحرفية) وفيه وضع بالفعل كل ما لديه من جهد في سبيل إتقان دور مناسب له يؤدي فيه شخصية مغني «كانتري أند وسترن» فاتته فرص النجاح فبقي على رصيف محطّته بلا تقدّم. فجأة يحدث عودة ناجحة ولو محدودة، ويقع في حب امرأة تصغره كان يمكن لها أن تمنحه فرصة جديدة، لكنه يخفق في إنجاز المأمول له.

هذا النوع من الأداء الدرامي فاز على أداء مورغان فريمان في «إنفيكتوس» لاعبا شخصية نيلسون مانديلا وعلى تمثيل جورج كلوني في فيلم جايسون رايتمان «في الفضاء». كلاهما كانا المنافسين الأكثر أهمية. أما كولين فيرث عن «رجل أعزب» وجيريمي رَنر عن «خزنة الألم» فتم النظر إليهما كجديدين يستطيعان العودة مرّات أكثر في المستقبل.

هذا الاعتبار لم يدخل في حسبان المصوّتين على الجوائز حين نظروا إلى جائزة أفضل ممثل مساند فمنحوها لكريستوفر وولتز علاوة على خبرة كريستوفر بلامر وستانلي توشي. كما الحال مع ساندرا بولوك، العام كان عام وولتز وليس سواه. وفي حين توجّهت هوليوود سياسيا حين اختارت الفيلم الفائز، ابتعدت عن السياسة تماما حين اختارت الفيلم الأجنبي الفائز. استبعدت «عجمي» المقدّم باسم إسرائيل لاسكندر قبطي ويارون شاني، وهي حسنا فعلت ولو فقط من حيث أن الفيلم الفائز، الأرجنتيني «السر في عيونهم» لخوان جوزي كامبانيلا فيلم لا يعلوه في مستواه الفني إلا فيلم واحد آخر في المجموعة وهو الترشيح الألماني «الشريط الأبيض» لميشيل هانيكه. في بعض جوانبه المهمّة، هذه الدراما المشغولة كحكاية بوليسية غير عنيفة، لديها قدرة ساحرة على جذب المشاهد إليها يخلو منها فيلم هانيكه على جودته. النتائج مثيرة لمن تابع السباق من البداية، وكانت أقل من ذلك بكثير لمن لم يشاهد من بين كل الأفلام المشتركة سوى «أفاتار» و«الجانب الأعمى» الذي نالت بولوك جائزتها عنه خصوصا أن متابعتها على التلفزيون، كما يفعل ملايين المشاهدين حول العالم تكشف عن حفلة أخرى يقبّل كل من يعتلي المنصّة كل الموجودين في توزيع أوكسترالي مدروس. صحيح أن الخطب كانت ملتزمة بالوقت الضيّق والشكر والثناء لم يرتفع كوتيرة إلا في الساعة الأخيرة (من ثلاث ساعات ونصف) إلا أن تلك خطب المدح في كل مرشّح على حدة، خصوصا بين الممثلين والممثلات، كانت أشبه بسوق شعر مفتوح. بعد قليل، يتمنّى المرء لو أن إعلان الفائزين يتم نشره في المواقع الإلكترونية والصحف اليومية وينتهي الأمر. لكن هذا لن يحدث مطلقا. كل هوليوود تنتظر اليوم الذي مضى وتعتبره عيدها الخاص.

الشرق الأوسط في

09/03/2010

 
 

متفجرات العراق تتغلب على الخيال العلمي: 6 أوسكارات لـ«خزانة الألم» و3 لـ«أفتار»

امرأة تفوز بأول أوسكار للإخراج.. وتطيح طليقها

نديم جرجورة

المنافسة حامية. صراعٌ يُمكن اعتباره تجاوزاً للسينما إلى الحياة الشخصية، كما ألمحت صحفٌ عديدة إثر إعلان الترشيحات، قبل أسابيع قليلة. النتيـــجة صادمة، أقلّه على المستوى التجاري: الفـــيلم الحاصد أعلى الإيرادات في العالم (أكثر من ملياري دولار أميركي منذ منتصف كــانون الأول، علماً أن عروضه مستمرّة في دول متفـــرّقة، ما يعني أن الإيـــرادات مرشّحة لمزيد من الأرباح)، يفـــشل في انتزاع أبرز الجوائز من فيلم لم يُحقّق أرباحاً مالية كثيرة.

المرأة تفوز، وللمرة الاولى بجائزة افضل اخراج. الرجل يخسر. الزوجة السابقة تنتصر على طليقها. حرب العراق أقوى، والخيال العلمي يسقط أمام بؤس الواقع وخرابه. السينما في مقابل السينما. الواقعية البحتة تتغلّب على المؤثّرات الصوتية والبصرية. السجال النقدي المبطّن إزاء العلاقة الملتبسة بين الإنسان والحروب التي يخوضها أو يعيشها، بدا أفضل من الدخول في اللعبة الخبيثة للخيال العلمي، عندما يُقال إن الأخير غطاء لمواقف إنسانية وأخلاقية وثقافية.

هذا ليس تلاعباً بالكلام، أو خروجاً على المشهد الواضح للاّئحة النهائية للحفلة الثانية والثمانين لجوائز «أوسكار». إنه واقعٌ حقيقي، انكشف أمام المهتمّين بالسينما وصناعتها أمس الأول، عندما نال «خزانة الالم» (أو «منتزعو الألغام» بحسب إحدى الترجمات الأجنبية) للمخرجة كاترين بيغولو ست جوائز (بعضها أساسي)، في مقابل ثلاث جوائز فقط لـ«أفاتار» لجيمس كاميرون، مندرجة في إطار التقنيات البحتة. المرأة منعته من استعادة اللحظات القديمة التي توّجته «ملكاً على العالم»، بفوز فيلمه السابق «تايتانيك» بـ11 جائزة «أوسكار» قبل 12 عاماً.

العمل السينمائي الأخير لبيغولو، الزوجة السابقة لكاميرون، حصد أهمّ الجوائز في فئات أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو أصلي لمارك بوال، وأفضل مونتاج للثنائي بول مورافسكي وكريس إينيس، وأفضل مونتاج صوتي لبول أن. جي. أوتوسّون، وأفضل ميكساج صوتي للثنائي أوتوسّون وراي بيكيت، وهي الفئات نفسها التي فاز الفيلم بها في حفلة توزيع جوائز «بافتا 2010»، قبل أيام قليلة. وفاز «أفاتار» بجوائز أفضل إدارة فنية لريك كارتر وروبرت سترومبيرغ وديكورات لكيم سينكلير، وأفضل صورة لمورو فيور، وأفضل مؤثّرات بصرية لكلّ من جو لوتيري وستيفن روزنبوم وريتشارد بانيهانس وأندرو ر. جونز.

إلى ذلك، فاز جف بريدجز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في «قلب مجروح» لسكوت كووبر، علماً أنه فاز بجائزة الفئة نفسها من «غولدن غلوب»، كما نال الفيلم جائزة «أوسكار» أفضل أغنية بعنوان «النوع الكئيب» التي كتبها ولحّنها راين بينغهام وتي بون بورنيت، بعد فوزهما بجائزة «غولدن غلوب» في الفئة نفسها.

ونالت ساندرا بولوك جائزة أفضل ممثلة عن دورها في «الجانب الأعمى» لجون لي هانكوك، بعد يوم واحد فقط على منحها جائزة «راتزي» لأسوأ ممثلة عن دورها في «كل شيء عن ستيف» لفيل ترايل، علماً أنها حضرت الحفلة وتسلّمت الجائزة بنفسها، بعدما وزّعت على الحضور نسخ «دي. في. دي.» من هذا الفيلم. والمعروف أن الغالبية الساحقة من السينمائيين لا يشاركون في حفلة توزيع جوائز «راتزي» لأسوأ الأعمال ومنجزيها، التي تُقام عشية إعلان نتائج «أوسكار».

كما فاز كريستوف فالتز بجائزة أفضل ممثل في دور ثان عن مشاركته في «سفلة مجهولون» لكوانتين تارانتينو، ومو نيك بجائزة أفضل ممثلة في دور ثان عن مشاركتها في «بريشس» للي دانيالز، بعد فوزها بجوائز «غولدن غلوب» و«بافتا» و«سبيريت للأفلام المستقلّة» في الفئة نفسها. و«بريشس» نال أيضاً جائزة «أوسكار» في فئة أفضل اقتباس لجيوفري فليتشر (عن رواية «إدفع» لسافير).

تكتمل اللائحة بالجوائز التالية: أفضل فيلم تحريك طويل لـ«فوق» للثنائي بيت دوكتور وبوب بيترسون، وأفضل موسيقى أصلية للفيلم نفسه، نالها مايكل جياتشينو. أفضل فيلم تحريك قصير لـ«حول منتصف الليل» لنيكولا شميركن. أفضل أزياء لساندي بوويل عن عملها في «فيكتوريا الشابة» لجان ـ مارك فالي. أفضل ماكياج لبارني بورمان وميندي هال وجويل هارلو عن عملهم المشترك في «ستار ترك» لجيفري جي. أبرامز.

ونال الفيلم الأرجنتيني «سرّ العيون» لخوان خوسي كامبانيلاّ جائزة «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي، و«الخـــليج الصغير» للوي بسيهوياس جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، و«الموسيـــقى بحذر» لروجر روس ويليامز وإليونور بوركيت جائزة أفضل فيــلم وثائقي قصير، و«المستأجرون الجدد» ليواكيم باك وتيفي ماغنوسّون جائزة أفضل فيلم قصير. ومُنح جون هيوغ جائزة تكريمية.

السفير اللبنانية في

09/03/2010

 كتــاب

«آلان ديلون: نجوم من سينما الزمن الجميل»

خمسة عشر فصلاً شكّلت الكتاب السينمائي الجديد «آلان ديلون: نجوم من سينما الزمن الجميل: سيرة حياته وأفلامه»، الصادر حديثاً عن وزارة الثقافة السورية في «سلسلة الفن السابع». إعداد الكتاب وترجمة فصوله عائدان إلى محمد علاّم خضر. لائحة بأفلام الممثل الفرنسي. صُوَر مختلفة له. لقطات من بعض أفلامه.

آلان ديلون ممثل إشكالي. خاض تجارب متفرّقة. لكن إحدى معاركه انصبّت على كتّاب سيرته. لا يريد المثول أمام من لا يثق به. سيرته حكرٌ عليه. الكتاب المترجم إلى اللغة العربية سرد مراحل عدّة من هذه السيرة. لم يُشر المعدّ والمترجم إلى المصادر التي استُلت منها الفصول. الكتاب مفتوح على الحكايات، وهي كثيرة بالنسبة إلى ممثل كآلان ديلون. الطفولة. الفتى المتمرّد. بدايات الشهرة. زواج. عرش الشاشة الفرنسية. صانع الأفلام. معشوق النساء. خيبات الأمل. الاعتزال الملتبس. عودة «كازانوفا». عناوين تختصر الأعوام الخمسة والسبعين لرجل يزداد تألّقاً ووسامة على طريق الشيخوخة.

السفير اللبنانية في

09/03/2010

كلاكيت

جرح بيغولو

نديم جرجورة

استاء عربٌ عديدون من تصريح المخرجة الأميركية كاتلين بيغولو، إثر فوزها بجوائز «أوسكار» أفضل فيلم وأفضل إخراج عن «خزانة الألم». انتقدوا تمنيّاتها بالعودة السليمة للجنود الأميركيين من أفغانستان والعراق. أهدت جوائزها إليهم. إنها مواطنة أميركية مثلهم. إنها سينمائية لديها وجهة نظر، أو موقف ما.

لم يُشاهد هؤلاء فيلمها. لعلّه منتم إلى فئة الأفلام الأميركية السجالية ضد الحرب في العراق. لكن تصريحاً كهذا منسجمٌ وارتباطها ببلدها وناسه. هذا حقٌّ لها. العرب مستاؤون دائماً من مواقف غربيين. يريدون إسقاط أوضاعهم وغرائزهم وأفكارهم على الآخرين. يريدون من الآخرين أن يكونوا لهم، أو مثلهم. يتناسون أن مواقف سجالية كثيرة لغربيين عديدين إزاء الإدارات السياسية والقيادات العسكرية لبلدانهم، ترجمة لعلاقة صدامية داخلية. هلّلوا لشتيمة مايكل مور الموجّهة ضد جورج بوش الابن. لكنهم تغاضوا عن أن الأفلام الانتقادية الحادّة لهذا المخرج نابعةٌ من التناقض الصارخ بين وجهتي نظر، لا أكثر ولا أقلّ. شون بن انتقد إدارة بلده، سياسياً واقتصادياً، إثر جريمة الحادي عشر من أيلول 2001، لأنه لم يفصل بين السطوة الاقتصادية والرأسمالية القاتلة على البلد وناسه، وانهيار هذه السطوة بفعل الاعتداء الإرهابي. سوزان ساراندون وتيم روبنز خاضا معارك شتّى، من بينها رفض الحرب الأميركية. هذه مسائل متعلّقة بالداخل الأميركي، وإن غُلِّفت بخطاب إنساني عام. الأفلام المناهضة للحربين الأميركيتين على أفغانستان والعراق مستلّة من الجرح الإنساني الأميركي، بعيداً (غالباً) عن أدنى اهتمام بالـ «ضحية». لا يُمكن مطالبة الجلاّد الغربي بتفهّم الضحية العربية، مع أن غربيين كثيرين انتقدوا الجلاّد، وتفهّموا وضع الضحية.

لا شكّ في أن سينمائيين أميركيين وغربيين اتّخذوا مواقف إيجابية مع قضايا عربية، طالعة من حسّ إنساني، لا من تحرّك سياسي. الحسّ الإنساني مهمّ للغاية. لكن، لا يُمكن مطالبة الجميع بما يشتهيه العرب ولا يفعلونه. تمنيات كاترين بيغولو متوافقة وموقفها من تلك الحرب. هناك من قال بالحقّ العراقي في الحرية والسيادة والاستقلال. هناك من طالب بجلاء القوات الأميركية من أفغانستان. هناك من انتقد وحشية الجندي الإسرائيلي في حروبه اليومية ضد الفلسطينيين. العكس صحيح أيضاً. لكن، ليس المطلوب من الجميع موقفاً واحداً. لكاترين بيغولو الحقّ في تمنياتها هذه، تماماً كما أن للآخرين الحقّ في اتّخاذ ما يرونه مناسباً لهم. للعرب الحقّ في إعلان استياء أو موقف رافض. لكن، عليهم أن يقوموا بواجباتهم، وأن يتحمّلوا مسؤولياتهم، بدلاً من التهليل لخطاب غوغائي وانتهازي يصدر من هنا أو هناك، بحجّة تلاؤمه والحقّ العربي؛ وبدلاً من الاستياء المتزمّت من موقف ذاتي خاص، بحجّة تناسيه الضحية.

ما يجري في أفغانستان والعراق وحشي. أميركيون وغربيون عديدون متورّطون في حربين لا علاقة لهما بأهدافهما المعلنة. لكن عرباً كثيرين متورّطون في ما هو أخطر: التغاضي عن الفعل، والتمسّك بردّ الفعل.

السفير اللبنانية في

11/03/2010

 
 

مخرجة "خزانة الألم" تفوز بالأوسكار وتشكر الأردن وشعبه

كاثرين بيغلو أول امرأة تفوز بجائزة أفضل إخراج عن فيلم تم تصويره في المملكة

مريم نصر

عمّان– في يوم المرأة العالمي دخلت المخرجة الأميركية كاثرين بيغلو التاريخ؛ بنيلها جائزة أفضل إخراج عن فيلمها "خزانة الألم" The hurt locker لتكون أول امرأة تحصد الجائزة على مدى 82 عاماً، منذ انطلاق الأوسكار أول مرة في العام 1927.

وشكرت بيغلو في كلمتها الأردن وشعبه المضياف، وكرمه خلال فترة تصوير الفيلم في مناطق مختلفة من الأردن.

وكانت بيغلو، رابع امرأة ترشح لجائزة أوسكار أفضل مخرجة، قد صرحت لوسائل الإعلام مؤخراً، أنها تواجه مصاعب كثيرة في عملها كونها امرأة، ولكنها قالت انها لن تغير جنسها، ولن تغير شغفها، وأنها ستواصل الإخراج. وهزمت المخرجة البالغة الثامنة والخمسين زوجها السابق جيمس كاميرون الذي كان مرشحاً عن فيلم "أفاتار". ووصفت بيغلو فوزها بالجائزة بأنه "أجمل لحظات العمر".

وفي حفل مبهر، أقيم في مسرح كوداك بهوليوود، عاصمة صناعة السينما الأميركية بلوس أنجلوس، حصد الفيلم الذي يدور حول حرب العراق، وصورت مشاهده في مواقع مختلفة من الأردن، خمس جوائز أخرى، من بينها أفضل فيلم.

ونجح الفيلم منخفض التكلفة، في التفوق على فيلم أفاتار، الذي حقق نجاحاً تجارياً مدوياً، ليهيمن على حفل توزيع جوائز الأوسكار.

وكان فوز بيغلو متوقعاً، بعدما فازت مؤخراً بجائزة نقابة المخرجين، التي تعد مؤشراً موثوقاً للنجاح في الأوسكار. وقالت المخرجة لدى تسلمها الجائزة، "إنها أهم لحظة في حياتي"

واكتفى فيلم "أفاتار" ثلاثي الأبعاد للمخرج جيمس كاميرون، بجائزتي أفضل إخراج فني، وأفضل مؤثرات مرئية.

ويحكي "أفاتار" الأكثر نجاحاً في التاريخ؛ حيث بلغت مبيعاته في شباك التذاكر بليوني دولار، قصة مكافحة قبيلة لحماية أراضيها من المحتلين، الذين يرغبون في تجريف غاباتها واغتصاب خيراتها، المتمثلة في "أحجار الطاقة"، التي قد تدر بلايين الدولارات على المحتلين، في حال حصولهم عليها. وهي قصة تعكس واقع حال معظم مناطق السكان الأصليين في العالم.

وحقق "خزانة الألم" مبيعات في شباك التذاكر بلغت 21 مليون دولار فقط، ليجعل منه أقل فيلم تحقيقاً للإيرادات، يحصل على جائزة أفضل فيلم.

ويروي الفيلم قصة الجندي ويليام جيمز المتخصص في إبطال مفعول القنابل في العراق، وقد استوحى الكاتب الصحافي الأميركي مارك باول، قصة الفيلم والسيناريو الخاص به من ذكرياته التي عاشها في العراق، حيث رافق سرية مدرعات أميركية إلى البلد العربي في العام 2004، وكانت مجلة "بلاي بوي" قد نشرت مذكراته تلك.

وحصل فيلم "بريشس" على ثلاث جوائز، من بينها جائزة أفضل ممثلة مساعدة، التي حصلت عليها الممثلة الأميركية السمراء الصاعدة مونيك، لتطيح بآمال كل من الممثلة الإسبانية بينلوبي كروز، بعد ترشيحها للجائزة عن دورها في فيلم "ناين"، والممثلتين فيرا فيرميجا وآنا كيندريك في فيلم "عالياً في الهواء"، والممثلة ماجي جالينهال في فيلم "القلب المجنون".

وفاز الممثل الأميركي جيف بريدجز، بأوسكار أفضل ممثل، عن دوره كمغنٍ فاشل لموسيقى الكانتري في فيلم "كرايزي هارت" من إخراج تي بون برنيت. وللمفارقة أن جيف بريدجر (60 عاماً) رفض في البداية المشاركة في "كرايزي هارت". وقد وافق فقط بعد إشراك الموسيقي والمنتج تي بون برنيت في المشروع.

وخطفت الممثلة ساندرا بولوك جائزة أوسكار أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم "الجانب المظلم" من الممثلة ميريال ستريب، التي ترشحت عن دورها في "جولي وجوليا". وتلعب بولوك في فيلم الجانب المظلم، دور امرأة بيضاء ثرية محافظة، تتولى رعاية طفل أسود فقير وتجعله لاعباً متألقاً لكرة القدم الأميركية .

وذهبت جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، للفيلم الأرجنتيني "السر في عيونهم"، وبذلك تفوز الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية بثاني جائزة من الأكاديمية عن دراما الجريمة، وفازت الأرجنتين بجائزة الأوسكار الأولى في العام 1985 عن فيلم "القصة الرسمية". وتدور أحداث الفيلم، الذي قام بإخراجه خوان خوسيه كامبانيلا، مأخوذاً عن قصة للكاتب إيدواردو ساشيري، حول رجل يعمل في أحد الأجهزة الأمنية الاتحادية، تورط في قضية تحقيق بشأن جريمة قتل امرأة شابة. وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً في الأرجنتين، حيث يعد ثاني أنجح فيلم على الإطلاق تشهده البلاد.

جائزة أفضل ممثل مساعد كانت من نصيب النمساوي كريستوف فالس، عن دوره في فيلم "أوغاد مشينون".

كما حاز فيلم الرسوم المتحركة "آب" الذي أنتجته شركة ديزني-بيكسار بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، مساء أول من أمس في هوليوود، أمام فيلم كورالين و"ذي سيكرت او كيلز". وتدور أحداث الفيلم الذي أخرجه بيت دوكتر، حول رجل عجوز في الثامنة والسبعين من العمر، يحقق حلمه وهو السفر حول العالم، حيث يقوم بربط ملايين البالونات الملونة، ليسافر عبرها متجهاً إلى شمال أميركا، ولكنه يفاجأ أنه قد أحضر معه في رحلته من دون قصد أسوأ شريك، وهو طفل في التاسعة، يصر على إزعاجه باستمرار. وهو ثالث فوز على التوالي لشركة بيكسار، بأوسكار أفضل فيلم للرسوم المتحركة بعد "راتاتوي" في 2008 و"وال-اي" في 2009.

وفاز فيلم "بريشس" بجائزة أفضل سيناريو مقتبس، بينما فاز "خزانة الألم" بجوائز أفضل مكساج صوتي، وأفضل مونتاج صوتي وأفضل مونتاج. وحصل "أفاتار" على جائزة أفضل إخراج فني، وجائزة أفضل مؤثرات بصرية.

وحصل فيلم "القلب المجنون" على جائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية عن أغنية The Weary Kind لكل من راين بينجهام وتي بون بيرنت، متفوقاً على أغاني أفلام "ناين" و"باريس 36" وعلى أغنيتين من فيلم "الأميرة والضفدع" لشركة ديزني.

كما نال الفيلم الفرنسي "Logorama" جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير، متفوقاً على الفيلم الإسباني La dama y la muerte أو "السيدة والموت" والفيلم الفرنسي French Toast والإيرلندي Granny O'Grimm's Sleeping Beauty، والبولندي Kinematograph.

وحاز فيلم الخيال العلمي Star Trek أوسكار أفضل مكياج متفوقاً على فيلمي II Divo و The Young Victoria.

ولأول مرة في تاريخ الأوسكار، شهد حفل التتويج هذا العام منافسة قوية، بين عشرة أفلام رشحت لجائزة أفضل إخراج.

mariam.naser@alghad.jo

الغد الأردنية في

09/03/2010

 

الأوسكار...خزانة الألم

هدا السرحان 

كانت المخرجة الأمريكية كاثرين بيغلو تصور فيلمها خزانة الألم في الأردن لكنها لم تكن تعلم ان هذا الفيلم المتواضع في قدراته الفنية وإمكانياته المادية والأقل في الإيرادات سيخطف جوائز الأوسكار من زوجها السابق جيمس كاميرون مخرج فيلم افاتار وسيهزم الفيلم الذي حقق رقما قياسيا في الدخل تجاوز 2 مليار دولار.

هذه النتيجة طرحت تساؤلات عديدة وسط اجواء من دهشة النقاد التي كانت بمثابة الصدمة..لماذا؟؟

لكننا كنا نعرف من ترشيح فيلم خزانة الألم الى جوائز الاوسكار ان الفيلم سيحصد الجوائز الأكثر ليس لانه فيلم ناجح ومميز, بل لانه يتناول قضية الحرب الأمريكية في العراق.

ففي الوقت التي كان فيه الرئيس اوباما يتحدث عن نجاح الانتخابات ويشيد بالعملية السياسية ويشير الى الانسحاب العسكري الأمريكي القريب, كانت لجنة مهرجان اوسكار تعلن في صالة كوداك فوز خزانة الألم بجائزة أفضل فيلم وافضل إخراج وافضل نص مكتوب وغيرها.

هذا الفيلم الذي قدم له الزميل الدكتور إبراهيم علوش شرحا ونقدا مفصلا في الملحق الثقافي تحت عنوان صور في الأردن بتسهيلات من هيئة الأفلام الملكية للسينما التي قدمت المساعدات التقنية وكل التسهيلات اللازمة حيث صور بعيدا عن تدخل الاعلام او الكشف عن اماكن التصوير الا بعد انجازه وعرضه وهو ما كشف عن مضمونه الذي يحمل دعاية سياسية وأمنية واضحة هدفها تجميل دور حيش الاحتلال في العراق وإعطاءه دورا إنسانيا فيه تضحية كبرى من اجل الأمريكيين والعراقيين معا كما ان الفيلم يقلل من شأن المقاتل العربي وينضح بالعنصرية ضد العرب.

والفيلم يتناول يوميات فرقة عسكرية أمريكية تنجز مهماتها الصعبة بروح التضحية من اجل خدمة العراقيين وخلاصهم من اجل تنفيذ الأهداف العسكرية للجيش الأمريكي في العراق.

وكتب علوش انه في كل معركة مباشرة بالأسلحة النارية في الفيلم, يتغلب الأمريكي على العربي, حتى لو تغلب العربي على العسكري البريطاني, مما يؤكد تفوق العسكري الأمريكي, ولا يستطيع العربي أن يتفوق على الأمريكي إلا بالغدر.

والمقاتل العربي في الفيلم ليس فقط غداراً وأقل كفاءة من العسكري الأمريكي, بل لا يتورع عن قتل المدنيين من شعبه, وعن زرع القنابل في وعلى أجسادهم, وهي القنابل التي يسعى لتفكيكها الأمريكيون, فالأمريكيون في الفيلم صناع أمن واستقرار في العراق!

الفيلم من الناحية الفنية عادي جدا رغم استخدام احد مرتزقة البلاك ووتر لمرافقة تصويره لانهم الأكثر معرفة بنفسية الفرد العراقي ولهم صولات وجولات بذلك.

تكلفة انتاجه بالكامل لا تساوي تكلفة تصوير عدة مشاهد من الفيلم المنافس الاخر افاتار كما ان دخله لم يغط تكلفته لانه فشل في شباك التذاكر لذلك طرح المشاهدون والنقاد والمعنيون أسئلة كثيرة حول سبب منح خزانة الألم الجوائز الست في حين حقق افاتار الرقم القياسي العالمي من حيث ميزانية الإنتاج وقيمة الدخل في زمن قصير وبشكل غير مسبوق على مستوى السينما العالمية.

هناك اتفاق في وجهات النظر فقد اجمع الكل بان الجائزة لهذا الفيلم كانت سياسية بامتياز وليست فنية, فقد ارادت اللجنة منح الجيش الأمريكي فرصة لرفع معنوياته وتجميل صورته واعطاء مهمته في العراق شكلا انسانيا يخدم العراقيين كما يخدم الرسالة الأمريكية المزعومة.

ويجب الإشارة الى ان منح فيلم خزانة الألم جوائز اوسكار تمت في اليوم الذي تمت فيه الانتخابات النيابية العراقية, وفي الوقت الذي أعلن فيه اوباما عن ارتياحه لنجاح هذا الانجاز العظيم الذي حدث بفضل دعم واشنطن ودورها في العراق.

ولكن..رغم كل هذه التسهيلات وهذا الدعم لم يقدم أي من طاقم الفيلم الشكر او حتى ذكر الاردن وهذا يدحض مقولة هيئة الأفلام من ان هذه المساعدات المكلفة المقدمة للفيلم مجانا تأتي من اجل التعريف بالأردن.

hada_sarhan@yahoo.com

العرب اليوم في

09/03/2010

 
 

«خزانة الالم» ..

صور في الاردن واكتسح جوائز الاوسكار

محمود الخطيب وهيام ابو النعاج

قالت الاميرة ريم علي عضو مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أن "أكثر ما يجذب فرق الإنتاج إلى الأردن هي المرونة التي يستطيعون العمل بها هنا والقدرة على استعمال مخيلتهم لجعل مواقع في الأردن تحاكي مواقع أخرى في العالم" ، واكدت "حسب بيان للهيئة الملكية للافلام ، وصل للدستور نسخة منه" في تصريحات لها عقب اعلان فوز فيلم "خزانة الالم" بست جوائز اوسكار ، والذي صورت مشاهد منه في مناطق مختلفة من الاردن ، اشادة المعنيين بالمستوى المهني العالي للهيئة وبجهدها لتذليل العقبات البيروقراطية.

كما نوهت الاميرة ريم العلي بالأثر الإيجابي لجذب صناع الأفلام العالميين إلى الأردن ، قائلة: "بالإضافة إلى المردود الاقتصادي ، يكتسب صناع الأفلام الأجانب معرفة أكبر وأفضل بالبلد وبمنطقة الشرق الأوسط. غير أن المهم ليس ترك أثر على المستوى العالمي فحسب ، بل أيضاً سرد رواياتنا والعمل على خلق موروث ثقافي خاص بنا للأجيال القادمة من خلال السينما".

بدورهم اتفق نقاد وفنانون اردنيون على أن فوز فيلم (خزانة الالم - The Hurt Locker) الذي صور في الاردن واستعان منتجوه بتقنيي صوت اردنيين ، بست جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم ، انتصار للفن والفنان الاردني ، كما اكدوا ان النجاح الباهر للفيلم ، سيلفت النظر الى الاردن: باعتبارها موقعا متميزا لتصوير افلام عالمية وبميزانيات كبرى ، فضلا عن ان الفيلم الفائز والذي تدور احداثه حول الحرب الامريكية على العراق استعان بخبرات رئيس قسم الصوت في معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية بالعقبة الأردني بهاء عثمان ، لابراز الأصوات الناتجة عن أحداث الفيلم الذي خاض في موضوع غير مألوف في السينما العالمية ، حيث تتكئ قصته على أحداث عصيبة تتناول عمل مجموعة من الجنود الاميركيين المتخصصين بالبحث عن الألغام في مناطق عراقية ، وجرى تصوير الفيلم في مواقع مختلفة من الأردن: بسبب التشابه بين مواقع التصوير التي اختارتها المخرجة في الأردن ومواقع ترغب بالتصوير فيها بالعراق، بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام.

واتسمت فترة التحضير لتصوير فيلم "خزانة الألم" ، بحسب جورج داوود مدير الهيئة الملكية للافلام، بكثير من الضغط وتطلبت جهداً كبيراً ، إلى جانب أن التحضير استغرق ستة أسابيع ، فيما استغرقت فترة التصوير ثمانية أسابيع ، غير أنها تمّت بشكل "سلس وناجح".

وعمل نحو سبعين أردنياً ضمن طاقم فيلم "خزانة الألم" ، بالإضافة إلى ما يقارب 150 "كومبارس" أردنيا، وبحسب التقديرات ، فقد صرف ما يعادل سبعة ملايين دولار أميركي في الأردن خلال عملية التصوير، وهو مبلغ مناسب نظراً لقيمة الإنتاج الذي تضمن آليات عسكرية ومتفجرات وتكاليف أخرى ، يستلزمها إنتاج أي فيلم حربي أو فيلم إثارة بهذا الحجم.

احداث الفيلم

الفيلم الذي حصل مؤخرا على جائزتي مسابقة جوائز الاكاديمية البريطانية للافلام "بافتا" وجائزة نادي المنتجين الامريكيين "PGA" ، مقتبس عن وقائع حقيقية ، كشفت عنها وثائق أفرجت عنها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مؤخرا ، حيث يتناول الفيلم يوميات وحدة خاصة في الجيش الأميركي ، مكلفة بالكشف عن العبوات الناسفة في العراق ، كما يظهر الحياة اليومية لأفراد هذه الوحدة ، في إحدى المدن التي تخيم عليها أجواء القتال. ويذكر أن كاتب سيناريو الفيلم هو الصحافي الأميركي مارك بول، الذي رافق هذه الوحدات لفترة طويلة في العراق.

ويظهر الفيلم الذي أخرجته الأميركية كاثرين بيغلو ، مدى صعوبة مهمة الجنود والمرتزقة الأميركان ، في تفكيك القنابل ، التي زرعتها المقاومة على طريق القوات الأميركية وعلى جوانب الشوارع.

ويلعب رالف فاينس في الفيلم دور "المتعاقد" أو قائد مجموعة المرتزقة المصاحبة للقوات الأميركية ، ويشاركه البطولة جاي بيرس ، وجيريمي رينر ، بالإضافة إلى الممثلة البريطانية الشابة ايفانجلين ليلي ، بطلة المسلسل التلفزيوني الشهير "lost".

وجرى تصوير الفيلم في مواقع مختلفة من الأردن: بسبب التشابه بين مواقع التصوير التي اختارتها المخرجة في الأردن ومواقع ترغب بالتصوير فيها بالعراق.

ووصفت كاثرين بيجلو التي دخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة تفوز بجائزة افضل مخرج في تاريخ الأوسكار على مدار 82 عاما بـ "أجمل لحظات العمر".

وقالت وهي على منصة الأوسكار ، "إنه أمر مميز للغاية أن أكون بصحبة زملائي المرشحين ، من صناعْ عظامْ للسينما ، الذين ألهموني وأكن لهم التقدير ، وبعضهم أكن له الاعجاب منذ عقود" ، و"أود أيضاً أن أشكر الشعب الأردني الذي كان مضيافاُ جداّ خلال تصويرنا الفيلم".

وحول تجربة التصوير في الأردن ، قالت بيغلو في تصريحات صحافية سابقة: "عملية التصوير في الأردن كانت تجربة ممتازة. فالأردن متنوع جداً ، وهنالك مدرسة سينما مميزة وبنية تحتية سينمائية شابة". ويشير جورج داود إلى أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام التي يديرها "تعمل منذ تأسيسها في عام 2003 على توفير الدعم والتدريب لصناع الأفلام الأردنيين. ففي نهاية المطاف ، مهارات ومواهب طاقم الفيلم هي التي تميز عملاً عن آخر" .

وحصد فيلم "خزانة الألم" اضافة لجائزتي افضل فيلم وافضل مخرج ، أربع جوائز أخرى وهى أحسن صوت وأحسن مكياج وأحسن مونتاج وأحسن سيناريو.

تنشيط للسياحة والفن

بدوره نسب مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز الدور الاساسي في نجاح تصوير العمل في الاردن ، الى الجهود التي تقوم بها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ، مضيفا: دورنا متواضع جداُ والهيئة الملكية هي التي تعمل على استقطاب ودعم أكثر الأعمال التي يتم تصويرها في الأردن ، وأكد ان هذا يدل على أن بلدنا قادرعلى إستقبال الجهات المعنية في هذا الجانب لما تتميز به الأردن من المواقع المختلفة التي تشكل الدور الرئيس في هذا الشأن الذي يلقي الضوء على الكفاءات التي تتميز بالتصوير للمناطق السياحية المختلفة والمتنوعة ، ونحن حريصون بالتعاون والتنسيق على جميع الأصعدة مع الهيئة الملكية لإستقطاب أكبر عدد من الأفلام للتصوير الأحادي والمشترك لترويج الأردن وهذا من اولويات الهيئة دائماً.

كما اكد نقيب الفنانين حسين الخطيب ان فوز فيلم تم تصويره بالاردن وبالتعاون مع جهات اردنية، سيجلب الخير والاهتمام بالمقدرات الفنية الاردنية مكانيا وعمليا ، واضاف: جائزة الاوسكار لها قيمة فنية عالية تكاد تكون الوحيدة التي يتم انتظارها من كل عام ، وهي قيمة فنية لا يُختلف عليها.

وبين: ارى ان يتم التعاون بين نقابة الفنانين الأردنيين مع الجهات المختصة لتسهيل وتنظيم وجذب أعمال عربية وعالمية للإستثمار الفني ، لما له من مردود معنوي وسياحي وإقتصادي على مدخلات الأردن، حيث يجب إعادة النظر بأن يكون هناك مجلس أعلى فني سياحي ثقافي وسياسي وإقتصادي يرسم سياسة الإستثمار في الجانب الفني.

واعتبر المخرج حسين دعيبس تصوير هذا العمل في العديد من المناطق الأردنية ومنها "مدينة مأدبا" نجاحا يضاف لرصيد الفيلم ، حيث استطاعت الهيئة الملكية للافلام ان توفر البيئة المناسبة لصناع الفيلم ، الذين استعانوا ايضا باجزاء من الديكور الذي شيده دعيبس في "مادبا" لتصوير كليب "مدينة الحب لكاظم الساهر".

واضاف: كمخرج ارى ان عدم "فوز فيلم المخرج جيمس كاميرون "افاتار" الذي كان مرشحا لنيل الاوسكار بشدة ورغم تميزه ، الا انه كان يفتقد للحس الانساني الذي برعت فيه كاثرين بيجلو مخرجة "خزانة الآلم". وبين دعيبس: نحن قادرون في الأردن على الإعتماد على القضايا الإنسانية البحتة والتصوير بأبسط المعدات والتكاليف ، فمن المفيد جداً أن نفكر لماذا لا نفكر بالسينما اليوم؟ ، وكانت لدينا محاولات في ستينيات القرن الماضي.

الهيئة الملكية للافلام

وكانت الهيئة الملكية للافلام ، بالتعاون مع شركات الإنتاج العالمية بدأت في هذا المجال منذ خمسة أعوام ، حسب مديرها العام جورج داوود ، الذي يؤكد أن الأردن قطع شوطا كبيرا في تأهيل كادر يعد الأفضل في الشرق الأوسط: إذ تعقد الهيئة ورشات عمل مجانية لكل من يرغب في الحصول على خبرة ومعرفة بفنون الصناعة السينمائية من كل جوانبها: سواء الإخراج أو كتابة السيناريو أو المونتاج أو الإضاءة وغيرها ، وذلك لتحضير كادر مؤهل سينمائيا في خطوة لإنتاج أفلام روائية أردنية طويلة.

ويستقبل الأردن صانعي أفلام من مختلف الدول الأوروبية ومن الهند وكندا ، بالإضافة إلى الولايات المتحدة: فخلال العام الماضي ، صور في الأردن 27 فيلما عالميا من بينها أفلام وثائقية وروائية وكليبات موسيقية وإعلانات تلفزيونية.

ومن ابرزها فيلم "لورنس العرب" الذي حاز على سبع جوائز أوسكار العام 1963 ، صور في صحراء وادي رم ، وعرض على ملايين المشاهدين في العالم ، ما دفعهم إلى الرغبة في زيارة الأردن ، وهذا ما تكرر مع فيلم "إنديانا جونز والحملة الأخيرة" لستيفن سبيلبيرغ ، الحائز على جائزة أوسكار العام 1990 ، فقد صور في منطقة البتراء وسوَّق المدينة سياحيا بشكل فريد. ويقول داوود "هذا بالتأكيد يرسّخ الأردن كموقع تصوير يؤهل للأوسكار ، ونحن على ثقة أن هذا التوجه الناجح سوف يستمر".

ومن ضمن الأفلام الهوليوودية التي صورت في الأردن: (Transformers: Revenge (العام 2008)of the Fallen ، وفيلم The Search for John the Baptist (5002) ، وفيلم 13 North 26 East ، Fair Game (9002) ، The Mummy Returns (1002) ، .Red Planet(0002)

إضافة إلى أفلام أخرى تتناول الحرب على العراق: مثل Battle for Haditha , A Journey to Iraq ، لكن أيا منها لم يلق النجاح الذي لاقاه فيلم "خزانة الألم".

معهد البحر الاحمر

من جهته اعتبر بهاء عثمان رئيس قسم الصوت في معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية بالعقبة أن الصوت مفردة في لغة السينما يستحسن إجادتها وتوظيفها في دراما العمل ومشهديته مبينا أن صناع الفيلم وفي مقدمتهم مخرجته كاترين بيغلو أعطوا قيمة وأهمية مضاعفة لعنصر الصوت حيث اختار عثمان في اشتغاله على الصوت أن يكون قريبا من الواقعية ويمتلئ بالحيوية المصاحبة لأحاسيس وعواطف شخوص الفيلم بغية إدماج المتلقي في لحظات الفيلم التشويقية.

وكثيرا ما جرت الإشادة بمساهمة عثمان التقنية خلال تلك الحواريات التي أجراها صناع فيلم (خزانة الألم) عبر شاشات القنوات التلفزيونية العالمية أو في أحاديثهم الصحافية مثال ذلك عقب حصول الفيلم على جائزة أفضل صوت من بافتا (الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون) حيث جرت الإشارة إلى حرفية عثمان بأنه يستحق نصيبا من الجائزة حيث حمل جزءا واسعا من نجاح العمل كما وصفت المخرجة بيغلو عثمان بأنه مبدع وفنان يوظف أحدث التقنيات لتلبية معايير عالية لا تقبل المساومة.

الدستور الأردنية في

09/03/2010

 
 

مفاجأة:

«خزانة الألم» يفوز بـ٦ «أوسكار» و«كاثرين بيجيلو» أول امرأة تفوز بجائزة الإخراج  

فى حفل أقيم تحت شعار «أوسكار كما لم تشاهده من قبل»، أعلنت الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم جوائز الدورة ٨٢ فجر أمس الإثنين، والتى شهدت عدداً لا بأس به من المفاجآت أهمها، حصول فيلم «خزانة الألم» على ٦ جوائز (من ٩ ترشيحات) هى: أفضل فيلم وإخراج وسيناريو ومونتاج ومونتاج صوت ومكساج صوت، ليتفوق على فيلم «أفاتار» الذى حصل على ٣ جوائز فقط (من ٩ ترشيحات) هى: أفضل تصوير وديكور ومؤثرات بصرية، وتتفوق أيضا «كاثرين بيجيلو» مخرجة «خزانة الألم» على طليقها «جيمس كاميرون» مخرج «أفاتار»، وتتوج ملكة على عرش السينما الأمريكية بصفتها أول إمراة تحصل على جائزة أفضل إخراج فى تاريخ أوسكار.

مُنحت معظم الجوائز لفيلم «خزانة الألم» الذى تدور أحداثه عن وحدة إزالة المتفجرات فى الجيش الأمريكى الموجود فى بغداد، وقد واجه الفيلم هجوماً عنيفاً من أفراد فى الجيش الأمريكى فى العراق ووصفوه بأنه «فيلم مضحك»، بل اتهم «جيفرى سيرفر»، ضابط متخصص فى إزالة الألغام فى العراق، صناع الفيلم بسرقة شخصيته وعمل فيلم عنها دون إذن منه،

واتهم كاتب السيناريو «مارك بول» بأنه أظهره «متهور ومدمن حرب»، وهدد منتجى الفيلم بمقاضاتهم، واتهمت جمعية المحاربين القدامى الأمريكيين فى العراق وأفغانستان صناع الفيلم بأنهم قدموهم مثل «رعاة البقر المتهورين وليس كمحترفين»، وقال «بول ريكهوف»، مؤسس الجمعية، عن الفيلم: «صورة سيئة لنا»، فى حين قال أعضاء فريق إزالة المتفجرات فى العراق عن الفيلم: «فيلم أكشن جيد لمن لا يعرف كيفية إزالة المتفجرات، فلا يمكن إيقاف قنبلة بقطع سلك مثلما جاء فى الفيلم».

من المفاجآت أيضا، عدم ذهاب جائزة أحسن ممثلة لواحدة من الممثلتين الكبيرتين «ميريل ستريب» عن فيلم «جولى وجوليا»، و«هيلين ميرين» عن فيلم «المحطة الأخيرة»، فى حين ذهبت إلى «ساندرا بولوك» عن فيلم «الجانب الأعمى» رغم أنه ترشيحها الأول بعد سنوات من تقديم أفلام تجارية جماهيرية لا تحمل قيمة فنية، فى حين ترشحت «هيلين» ٤ مرات ونالتها مرة، وترشحت «ميريل» ١٦ مرة (وهو أعلى ترشيح لممثل فى تاريخ أوسكار)، ونالتها مرتين.

ولم يحصل فيلم «عالياً فى الهواء» على أى جائزة من ٦ ترشيحات رغم إشادة النقاد بمستواه الفنى، كما خرج فيلم «أوغاد مغمورون» إخراج «كوينتن تارانتينو» من الحفل بلا جائزة عدا جائزة أحسن ممثل مساعد رغم توقع الخبراء ضمان حصوله على جائزتى أحسن إخراج وسيناريو على الأقل. وتظل المفاجأة الكبرى من نصيب فيلم «أفاتار» الذى أشاد به النقاد واعتبروه «تحفة فنية»، وحقق أعلى إيرادات فى تاريخ السينما (أكثر من ٢ مليار دولار) فى حين لم يفز بأى من الجوائز الكبرى.

وشهدت الجوائز ظاهرة جديدة على تاريخ الأوسكار، وهى حصول عدد كبير من المرشحين للمرة الأولى على الجائزة، ومنهم «كاثرين بيجيلو» وفازت بجائزتى أحسن إخراج وفيلم عن «خزانة الألم»، و«كريستوف فالز» وفاز بجائزة أحسن ممثل مساعد عن «أوغاد مغمورون»، و«ساندرا بولوك» وفازت بجائزة أحسن ممثلة عن «الجانب الأعمى»، و«مونيك» وفازت بجائزة أحسن ممثلة مساعدة عن «ثمين»، و«مارك بول» وفاز بجائزتى أحسن سيناريو وفيلم عن «خزانة الألم»، و«جيفرى فليتشر» وفاز بجائزة أحسن سيناريو مقتبس.

أما باقى الجوائز، فقد فاز «جيف بريدجز» بجائزة أحسن ممثل عن «قلب مجنون»، وفاز فيلم «عالياً» بجائزتى أحسن فيلم تحريك وأحسن موسيقى، وفاز فيلم «فكتوريا الصغيرة» بجائزة أحسن ملابس، وفاز فيلم «الكهف الصغير» بجائزة أحسن فيلم وثائقى، وفاز فيلم «موسيقى الحكمة» بجائزة أحسن فلم وثائقى قصير، وفاز فيلم «السر فى عيونهم» الأرجنتينى بجائزة أحسن فيلم أجنبى متفوقا على الفيلم الألمانى «الشريط الأبيض»، وفاز فيلم «رحلة نجم» بجائزة أحسن ماكياج، وفاز فيلم «قلب مجنون» بجائزة أحسن أغنية وهى «النوع الممل»، وفاز فيلم «لوجوراما» بجائزة أحسن فيلم تحريك قصير، وفاز فيلم «المستأجرون الجدد» بجائزة أحسن فيلم أكشن حى.

المصري اليوم في

09/03/2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)