كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«خزنة الألم».. فيلم الأوسكار الذي لم يره أحد

محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم الثاني والثمانون

(أوسكار 2010)

   
 
 
 
 

ليست الأقطار العربية فقط لم تُشاهد فيلم {خزنة الألم} بعد (وربما لن تشاهده) بل أيضاً لم يُشاهد في الدول التي تم توزيع الفيلم فيها (19 سوقاً) الا بمقدار لم يتجاوز ستة عشر مليون دولار في عام ونصف منذ افتتاحه في مهرجان ينيسيا الدولي. الآن، وبعد حصوله على ست جوائز أوسكار (بينها جائزة للفيلم وجائزة للمخرجة) يُعاد طرحه سينمائياً في بعض الأسواق ويقف في القائمة 33 في سلم الإيرادات بين الأفلام المعروضة عالمياً.

لكن الفتاوى التي خرجت بشأنه كثيرة معززة بالحاجة الى التعليق على الفيلم بسبب حصوله على الأوسكار.

درجت العادة أن يذهب الأوسكار إلى أفلام شهدت عروضاً واسعة منتمية الى القاعدة العريضة من الإنتاجات الهوليوودية. أما أن هذا الفيلم يختلف إذ هو تمويل شركة صغيرة (اسمها ساميت) بميزانية لم تتعد الإثني عشر مليوناً (قبل التسويق والترويج)، فإن الغالب إما قراءة مستنتجة وإما تأويلات مستوحاة او ترجمات أجنبية من دون ذكر المصدر.

وإذا ما كانت المسألة الأولى المطروحة هي حصوله على الأوسكار عوض حصول «أاتار» عليها رغم كل شيء يرمز إليه ويعكسه من بذخ وضخامة وركيزة صناعية تلتقي وتاريخ هوليوود، فإن المسألة الثانية والقريبة جدّاً محاولة الحكم حول ما إذا كان غروقه في الحديث عن محنة الجنود الأميركيين في الرحى، وإغفاله معاناة العراقيين أمرا يقتضي المواجهة والنقد أم لا، هذا كما أن الموضوع المطروح هو ما يمنح الفيلم قيمته الفنية وليس العكس.

تخصص

تؤم المخرجة بيغيلو هذا العمل من زاوية لم يسبق لأحد من المخرجين الذين اشتغلوا على الموضوع العراقي أن أَمّها من قبل. إنها تتحدّث عن «أولادنا في الحرب»، أي تلتزم بقصص البطولة الفردية في الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق بعد الإطاحة بنظام صدّام حسين، من دون أن تتحدّث عن الحرب ذاتها. تصوّر محنة الجنود الأميركيين العاملين في العراق، لكنها غير معنية بتصوير انعكاس الوضع على العراقيين الا لُماماً. هناك أبرياء، يقول الفيلم، لكنه ليس معنياً بهم.

السؤال هو: ألا يحق للفيلم الأميركي أن يكون معنياً بالجنود الأميركيين؟ إذا صنع العراقيون فيلماً عن معاناة العراقيين، هل سينتقد الأميركيون غياب الحديث عن معاناة جنودهم؟

سيناريو مارك بوَال يقصد أن يضع في المقدّمة عناصر عسكرية متخصصة في نزع الألغام والتعامل مع المتفجّرات، ورصد ما يمرّون به من مختلف مظاهر الوجود في ثقافة وبيئة هم أغراب عنها، وما يشغلهم حول ما إذا كانوا سيعودون أحياء الى بلادهم، او سيقضون نحبهم وهم يحاولون نزع فتيل من هنا او إبطال مفعول لغم من هناك.

للكاتب (وللفيلم من بعده) الحق في التخصص بهذا المقدار، مادامت خلفيته تتيح النظر الى البيئة التي يعيش فيها. وهذا ما نراه على الشاشة: مقدّمة الشاشة هي للأميركيين، خلفية المشاهد هي للعراقيين، ولا ينفع لهذا التصميم ومن زاوية سينمائية محضة، أن يفعل أي شيء آخر والا كان «خزنة الألم» فيلما آخر ليس من ملكية مخرجته.

علاقات متأزمة

يعرّفنا الفيلم بوليام جيمس (جيرمي رَنر) المتخصص في وحدة نزع الألغام. لديه أسلوبه الذي لا ينتمي الى النصوص النظامية المعهودة ما يُثير خشية رفاقه منه. فبعض هؤلاء لديه نحو خمسة أسابيع ثم يعود الى وطنه وهو لا يود أن يقضي بسبب خطأ يرتكبه.

هذه الخشية تدفع السرجنت ساندبورن (الأفرو- أميركي أنطوني ماكي) والخبير الآخر مات (غاي بيرس) الى التفكير بالتخلّص من وليام غدراً. هناك صبي يبيع اسطوانات الأفلام (كرستوفر صايغ) وجيمس يصادقه، ثم يفتقده حين يختفي، ويجده لاحقاً ميّتاً وقد تم زرع أحشائه بالمواد المتفجّرة.

غاضب مما حدث يحاول معرفة الجناة وحث رفيقيه على معاونته. لكن مات يُصاب في حادثة إطلاق نار بالخطأ بين قوّتين أميركيّتين، لكنه يلوم وليام على ذلك. في الفصل الأخير، ينطلق جيمس وساندبورن لمعالجة وضع خطر: عراقي تم إجباره على ارتداء أحزمة متفجّرة يكشف للقوات الأميركية عن عدم رغبته في الموت، مكرراً أنه يريد أن يعيش وأن لديه عائلة. هنا يضعنا الفيلم في وجهة نظر لا تنازل فيها هي وجهة نظر الأميركي جيمس: هو لا يدري ما إذا كان المواطن العراقي يكذب ويريد استدراجه للاقتراب لتفجير نفسه على أي حال او لا. في الوقت ذاته، جيمس يريد أن ينقذه، لكن لا وقت لذلك. العملية تنتهي بانفجار المواطن. الفيلم ينتهي بعودة جيمس الى أميركا حيث زوجته وابنه، لكنه غير قادر على التأقلم وها هو يستعد للعودة الى العراق.

أصغر كاميرا سينمائية

بنى الكاتب موضوعه هذا على معاينة عن كثب، فهو صحافي أمضى ردحاً من الزمن في تلك الحرب، لذلك فإن الحديث ليس محض خيالي والمخرجة تدعم هذا عن طريق تفعيل أسلوب عمل قائم على توثيق ما هو تمثيلي. تُدير عملية فيلمية قائمة على التصوير بكاميرا دجيتال صغيرة جدّاً اسمها Aaton A Minima توصف بأنها أصغر كاميرا سينمائية في العالم (مدير التصوير هو باري أكرويد الذي منح فيلم «يونايتد 93» قبل ثلاث سنوات خصوصيّته)، وعلى توليف متوتّر وبمزاج واقعي (قام به كل من كريس إينيس وبوب موراسكي وكلاهما عمل على «سبايدرمان 3») وهي تعرف ما تقوم به لكونها حققت أفلام أكشن حادّة ومتوتّرة وشيّقة من قبل، ولو أنها هنا تبحر في معالجة بصرية مختلفة حيث عليها أن تعمد الى أسلوب الريبورتاج من دون أن تنسى أنها تحقق، في نهاية المطاف فيلماً روائياً.

هذا يخلق فيلماً ذا شحنة قويّة مختلفا عن الأفلام التي عالجت الحرب العراقية من قبل، باستثناء ذلك الفيلم الرائع الذي حققه المخرج برايان دي بالما بعنوان «تنقيح» قبل ثلاث سنوات، ووجد إقبالاً أقل حتى من ذاك الذي وجده هذا الفيلم. الاختلاف بينهما ليس تقنياً او سردياً (رغم تباين الأسلوب) ففيلم دي بالما معاد للحرب وللجنود الأميركيين الذين يخوضونها، في حين أن «خزنة الألم» ضد الحرب لكنه مع الجنود الأميركيين.

كل شيء ممكن في الحرب

العلاقات بين الجنود الأميركيين أنفسهم متأزّمة، التفكير بالتخلّص من وليام تأميناً لحياة رفيقيه من المفترض به أن يصدم المشاهد الأميركي، كذلك اللوم الذي يلقيه أحدهما على وليام بعد إصابته. كل شيء ممكن في الحرب التي تصوّرها بيغيلو، بما في ذلك تهاوي العلاقات الداخلية وتهاوي الإنسان معه. إذ يقرر وليام العودة الى الحرب يكشف عن أن حتى حياة طبيعية مع أسرته الصغيرة لم تعد تساوي التآلف الذي تطبّع بين وليام الأرعن وبين خطر الموت المتمثّل في تلك الحرب.

في مطلع الفيلم عبارة تقول: «الحرب مخدّر»، وفي نهايته رفض المجنّد وليام جيمس الحياة المدنية وبينهما جحيم غير طبيعي. ربما كان على بيغيلو أن تنظر قليلاً الى الطرف الآخر أكثر مما فعلت، لكن هذا ليس ضرورياً. لديها في هذا الفيلم كل المادّة التي لديها لتصوّر الحرب كجحيم والأميركي كضحية، ومن حقّها أن تفعل ذلك.

بطاقة الفيلم

• الفيلم: خزنة الألم

The Hurt Locker

• إخراج: كاثرين بيغيلو

• تمثيل: جيريمي رَنر، أنطوني ماكي، غاي

بيرس، سهيل الدبّاش، نبيل قندي، راف فاينس

• النوع: حرب العراق

• إنتاج: الولايات المتحدة (2008)

17/03/2010

 

أوراق ناقد

حديث الخطب العصماء

يحب هذا الناقد الوصول الى بيت القصيد مباشرة، مثل سهم ينطلق بخط مستقيم ليصيب هدفه. لا يلتوي ولا يصعد ولا يهبط ويوصل الرسالة.

لكن ربما لأننا شعب تعوّد على الخطابة وكانت له مآثره الأدبية من العصر الجاهلي وصولاً إلى العصر الأندلسي وما بعد، وربما لأننا قوم نقدّر الكلمة أكثر من الصورة (والى اليوم)، او ربما لأن السينما في الأساس ليست اختراعاً عربياً (والا لتم وأدها على ما أعتقد)، فإن كتابة النقد السينمائي عند غالبية الذين يكتبونه لا يزال خاضعاً لعملية نصوص طويلة تبدأ بالتمهيد (وعادة بعبارة «مما لا شك فيه») ثم يليها تفسير التمهيد، وبعد ذلك تلخيص الحكاية (وهي عملية تشبه ملء الفراغ أكثر مما هي إيجاز فعلي)، وبعد ذلك هناك القراءة والتحليل وصولاً الى النهاية التي كان من الممكن أن تأتي أبكر، لو أن المادّة النقدية كانت ملتصقة بالفيلم وليست بالعمل الإنشائي للنقد.

خلال هذا النص على الناقد، بحسب رأيه، تأكيد أن قراءته صحيحة لا يخالجها أي خطأ او حتى احتمال خطأ. فيستعين بكل الكلمات (بدءاً من «مما لا شك فيه») التي من شأنها تأكيد ما يقوله هو. لكن ما يقوله هو وما أقوله أنا وما يقوله مليون شخص آخر يختلف من شخص الى آخر. ما يجعله يتوحّد لا ما يقوله المرء منا، بل ما يقوله الفيلم.

ولمعرفة ما يقوله الفيلم هناك عاملان مهمان هما - من دون ترتيب- قراءة الصورة قراءة صحيحة ومعرفة خلفيات الفيلم والمعلومات التي لا يداخلها الرأي بل هي حقائق. مثلاً، في نقد فيلم «أاتار» كتب البعض عن أن الفيلم يدور حول المارينز الأميركيين الذين يهاجمون شعب «ناي» فوق كوكب باندورا لاستعمارهم، وكرر كلمة المارينز وبنى عليها وأشاد. لكن الحقيقة، حسب الفيلم الذي هو المرجع الأول، أن القوّة العسكرية التي فوق ذلك الكوكب هي ليست مارينزا ولو أن بطل الفيلم هو جندي مارينز سابق. بالتالي الحديث عن المارينز كعنوان للاستعمار الأميركي الجديد وسواه ليس دقيقاً، خصوصاً أن تلك القوّة أميركية لكنها مرسلة في العام 2154 من ق.بل حكومة أرضية موحّدة.

تهمة الاستعمار إذن هي تهمة لاصقة بالحكومات الأرضية في ذلك المستقبل التي فوّضت القوّة الأميركية لانتهاك عالم شعب «ناي» بحثاً عن الثروات الهائلة في أرضه. نقطة نهاية السطر ولا داعي للشرح والاستفاضة في دور أميركي او صيني او صومالي في غزو العالم وتدمير شعوبه.

القارئ يفهم الفيلم أحياناً أكثر من أفضل ناقد. كل ما يريده هو أن يقرأ المعلومات التي لم تتوافر لديه والرأي من الناقد الذي يحب قراءته. نعم يذكر الناقد ما يذكره الفيلم من أن الإنسان سطا على مقدّرات الشعوب الأضعف لكن هذا يرد في عبارة او فقرة بالكثير وانتهى أمره. هات غيره.

لا أحاول أن أعلّم أحداً كيف يكتب، لكن المسألة منتشرة قبل فيلم جيمس كاميرون وستبقى بعده أيضاً. ما أفعله هو أنني أقرأ في هذه الظاهرة التي لا تريد أن تتوقّف، والتي يدعمها الكاتب من منطلق «أنا من يعلم وسألقي درساً في الموضوع».

ما أريد قوله هو أن كوننا لسنا أهل صورة جعلنا أهل كلام، وهذا منتشر في السينما وفي سواها. الخطابات الطويلة والحوارات الطويلة في معظم الأفلام، 400 محطة فضائية معظمها لا يسمن ولا يغني عن جوع، الثرثرة على التلفون، ساعات المقاهي الطويلة، المقالات التي تمتد وتمتد بلا نهاية، والنقد السينمائي الذي عوض أن يستفيد من لغة الصورة والمونتاج والإيقاع وثراء المادّة، تراه يرتاح الى إيقاعه الخاص والى ما يريد هو أن يكتبه.. أصاب في ذلك او لم يصب.

القبس الكويتية في

17/03/2010

 
 

فنون يقدمها: محمد صلاح الدين

جوائز الأوسكار.. أثارت شجون محبي السينما

تناقضات هوليوود بعد مكافأة "خزانة الألم" وعقاب "أفاتار"

حسام حافظ

إلي متي تظل السينما العربية بعيدة عن تناول الاحتلال الأمريكي للعراق؟

نصدق من؟.. هوليوود التي منحت الأسبوع الماضي 6 جوائز أوسكار لفيلم "خزانة الألم" التي تمجد الغزو. أم هوليوود التي منحت مايكل مور عام 2003 الأوسكار وقد وقف علي المسرح قائلا: "عار عليك يا بوش" عندما كان الجيش الأمريكي يغزو العراق في تلك اللحظة.

هل الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما مثل "الشريك المخالف" تمنح الأوسكار لمعارضي الإدارة الأمريكية وقت الحرب ورئاسة بوش. ثم تفعل العكس وتمنح الأوسكار لفيلم يمجد بطولات الجيش الأمريكي وقت رئاسة أوباما؟

وإذا كانت الإدارة الأمريكية تقوم بتوجيه الأوسكار لصالح سياساتها. فهل تلك الجوائز قادرة علي التأثير في قرارات الإدارة. أم أن المسئولين هناك لا يفكرون اطلاقا لا في السينما ولا في الأوسكار!!

جوائز الأوسكار الأخيرة أثارت شجون الكثير من محبي السينما. هل يستحق "خزانة الألم" كل هذه الجوائز. وهل الأكاديمية عاقبت "أفاتار" لتعاطفه مع الشعوب الفقيرة؟! أم ماذا حدث بالضبط؟

التوجهيات مستبعدة

* يقول الناقد مصطفي درويش: تختلف جوائز الأوسكار عن أي جائزة سينمائية أخري بسبب عدم وجود لجنة تحكيم. فالنتيجة عبارة عن عدد الأصوات التي يحصل عليها الفيلم من اقتراع أعضاء أكاديمية علوم وفنون السينما. بمعني ان الأوسكار يشبه الانتخابات وليس المهرجانات. بالتالي فإن توجيه الجائزة إلي وجهة معينة أمر مستبعد. لكن هناك في المقابل رأي عام يسود أعضاء الأكاديمية وتكن النتيجة انه يتوافق مع التوقعات. مثل أن يتفق أعضاء نقابة معينة علي منح أصواتهم لمرشح ما. بالتالي تكون فرصته في الفوز كبيرة. والعكس صحيح لو اتفقوا دون إعداد مسبق علي عدم انتخاب مرشح فإنه من الطبيعي أن يخسر وهكذا..

ويضيف مصطفي درويش: هناك بعض العوامل الخفية التي تؤثر علي تصويت أعضاء الأكاديمية. منها مثلا النجاح الجماهيري لأي فيلم.. هذا النجاح يعطي نوع من الرضاء عن الفيلم مثل حالة "أفاتار". ولذلك قد يقول البعض "يكفي ما حصل عليه الفيلم من إيرادات هائلة. أيضا قد يكون هناك تخوف من اتجاه الإدارة الأمريكية للخروج سريعا من العراق. بالتالي يريد البعض توجيه رسالة بعكس ذلك بأن يمنحوا فيلمًا ليس ضد الحرب مثل "خزانة الألم" وهكذا فإنها اعتبارات وليست توجيهات. والسينما ليست المستوي الفني فقط ولكن اتجاه الفيلم الفكري يكون أيضا في الحسبان.

تحية للإنتاج المحدود

* المخرجة كاملة أبو ذكري عبرت عن سعادتها بحصول امرأة علي أول أوسكار في الاخراج وتقول: هذه لحظة تاريخية لم تكن تحلم بها المخرجة كاترين بيجلو التي أخرجت فيلم "خزانة الألم". وهي جائزة تسعد أي امرأة تعمل في الاخراج السينمائي في العالم وليس في أمريكا فقط ولكن الشيء الذي لفت انتباهي ان أكاديمية السينما الأمريكية منحت فيلمًا قليل التكلفة جائزتي أحسن فيلم وأحسن اخراج وهذا ما أسعدني بشكل شخصي. لأنه ومع أزمة الانتاج في السينما فإن أفلام التكلفة القليلة هي الحل الوحيد أمام السينمائي لكي ينجز فيلمه. لكن تخيل لو فيلمًا مثل "أفاتار" الذي وصلت تكاليف انتاجه إلي "300" مليون دولار. تخيل لو أن يحقق النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه. معني ذلك ان خسائره سوف تكون فادحة وقد يساهم في إفلاس شركة الانتاج التي قدمته. وبالتالي فإن الانتاج المحدود يحقق عنصر الأمان في الانتاج. وبالتالي لو تم انجاز فيلم عظيم بإنتاج قليل فإنه بالفعل يستحق كل جوائز الدنيا مثل فيلم "خزانة الألم". لكن من المستحيل أن ننكر اتجاه الفيلم هل هو مع بقاء الجنود الأمريكيين في العراق أم هو ضد الحرب. وهي اعتبارات مهمة ولكنها ليست كل شيء بالنسبة لتقييم الفيلم!.

نظرية المؤامرة

* الناقد ضياء حسني يعتبر أن التشكيك في جوائز الأوسكار يخضع للتفسير حسب نظرية المؤامرة ويقول: هوليوود ليست إدارة من إدارات البنتاجون حتي تمنح الجوائز للأفلام التي تؤيد الجيش الأمريكي. وذلك لسبب بسيط ان وزارة الدفاع الأمريكية حقيقة وسينما هوليوود خيال. وهم لا يخلطون بين الخيال والحقيقة. بمعني انه لو هوليوود منحت كل جوائز الأوسكار لفيلم ضد الحرب. فإن هذا لا يؤثر علي الاطلاق في قرارات الجيش الأمريكي بالبقاء أو الرحيل عن العراق. والعكس صحيح لأن القوة العسكرية لا تحتاج لأوسكار لفيلم لكي يدعمها ويجعلها تحارب أو "تبطل حرب"!.. وياما أفلام ساذجة حصلت علي الأوسكار. وياما ظهرت تعليقات من سياسيين كبار ضد أفلام حصدت الجوائز. مثل رأي بوش الأب في فيلم "كيندي" لأوليفر ستون فقد اعتبره يمثل إهانة للولايات المتحدة. ورغم ذلك حصل الفيلم علي لأوسكار. كذلك رأي وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت في فيلن "تيتانيك" قالت عنه فيلم أقل من العادي. ورغم ذلك حصل علي "11" أوسكار.

ويضيف ضياء حسني: لو أعطوا الأوسكار لممثلة سوداء يكون لإرضاء الزنوج. أو لمخرجة امرأة سيكون لإرضاء النساء. معني ذلك ان الأوسكار خرج من كونه جائزة فنية إلي "مصلح اجتماعي". ويعطي "خزانة الألم" 6 أوسكار لكي تظل أمريكا في العراق. هذا معناه ان الأوسكار أقوي من قرارات البنتاجون وكل هذه أوهام بسبب اننا نعشق نظرية المؤامرة. لكن أحيانا تصادف جائزة رأي عام قوي ضد أو مع مشكلة. أو فيلم يؤكد علي رسالة يهتم بها الرأي العام هناك. ويبقي أخيرا ان "البيزنس" له تأثير قوي في كل مناحي الحياة في أمريكا وليس في السينما فقط. وأحيانا تتأثر هوليوود ببعض توجهات البيزنس وهذا طبيعي..

* ويؤكد كاتب السيناريو أحمد عبدالفتاح ان جوائز الأوسكار ليست كل عام تتفق مع السياسة الأمريكية ويقول: منذ احتلال العراق وهناك عشرات الأفلام الأمريكية عن تلك الحرب أغلبها ضد الحرب مثل فيلم "جسد الأكاذيب" للمخرح رايدلي سكوت. لكن فيلم "خزانة الألم" الذي حصل علي 6 أوسكار ذهب إلي اتجاه آخر تماماً وهو الحديث عن ثلاثة من جنود فرقة تفكيك القنابل الموقوتة. وبالطبع فإن التفاصيل الدقيقة تصلح جدا لعمل سيناريو جيد وهو ما نجح فيه الصحفي مارك بول الذي عاش مع الجنود الأمريكان في بغداد. وخرج بهذا السيناريو الذي حصل علي أوسكار أفضل سيناريو إلي جانب أفضل فيلم وأفضل اخراج. فالفيلم من وجهة نظري ليس ضد الحرب بل يحكي أن هناك من أبنائنا في الجيش الأمريكي الذين واجهوا الموت ولم يشعر بهم أحد بغض النظر عن عدالة الحرب وبعيدا عن كون هذه الحرب دمرت العراق أو أعادت الحرب الأهلية والفتنة الطائفية هناك وأصبح الضحايا بالآلاف كل يوم بسبب الوجود الأمريكي. وأعتقد ان من يستطيع قول ذلك هم نحن العرب في أفلامنا. ولا ننتظر دائما من الأمريكيين أن يقولوا الحق علي أنفسهم. يجب أن تنتبه السينما العربية إلي ضرورة المشاركة الفنية في تقييم الحرب في العراق لكشف كل الحقائق للرأي العام العربي أولا ثم الرأي العام العالمي. لكن أن ننتظر من هوليوود أن تقول كلمة حق مع ضحايا العراق فهذا كلام سخيف. وطبيعي انهم يتحدثون عن بطولات جنودهم. ولكن أين هي الأفلام العربية التي تتحدث عن المقاومة العراقية. والتي تقول الحقيقة من وجهة نظر الضحايا العراقيين. أما أمريكا وهوليوود فإنهم لن يقولوا كلمة إنصاف واحدة عن أهل العراق وهذا شيء طبيعي..

الجمهورية المصرية في

17/03/2010

 
 

آفاتار و'خزانة الآلام': أيهما الفيلم الخيالي؟

سيروز المحادين

'آفاتار' و'خزانة الآلام'، الفيلمان اللذان حصدا أكثر عدد من جوائز الأوسكار لهذا العام، ولعل من شاهد الفيلمين لاحظ أن بينهما الكثير من القواسم المشتركة، أولها بعدهما عن الحقيقة والواقع، حيث إختار صانعو فيلم 'آفاتار' البعد عن الواقع بشكل جميل والتحليق في مدارات كواكب أخرى ومخلوقات أخرى وألوان أخرى، والتي كانت أشبه بمحاكاة لقصص 'كليلة ودمنة'، والتي كانت تحمل الكثير من المعاني والحكم والقصص التي تنتهي بالوصول إلى معنى موحد وتطرحها على لسان الحيوان لتركيز الفكرة، ولكنها في 'آفاتار' كانت بين الإنسان وقبيلة من الكائنات الفضائية، بينما إختار صانعو فيلم 'خزانة الآلام' البعد عن الواقع باستخدام طريقة أسهل وهي الكذب.

أما فيلم 'آفاتار' فهو فيلم رائع بكل مقاييس صناعة السينما الحديثة، حيث أستخدمت أحدث التقنيات لرواية قصة مؤثرة أصلاً وأقرب إلى الحقيقة في عدة محاور، فهي الصورة الحقيقية للحكومة الامريكية والتي أصبح من صفاتها زيارة البلدان وتحويلها إلى خرابات وزعزعة كل ما يمكن زعزعته فيها ونهب كل ما يمكن نهبه، فلا تقتصر على ما خف وزنه وغلا ثمنه، بل ما غلا ثمنه فقط حتى لو تطلب نقله المئات من ناقلات النفط العملاقة. أما في 'آفاتار' فكان النفط هو مادة صخرية تسمى 'يونيبتينيوم' وهي تقع تحت سطح غابة واسعة يسكنها السكان الأصليون لكوكب 'باندورا'، وفي منتصف تلك الغابة هناك الشجرة الأم وهي الشجرة المرتبطة بشبكات شبه عصبية بكامل أشجار الغابة، ولكن هذا لم يشفع لها أمام أطماع الجيش الذي قرر إحراق الغابة والإستيلاء على الكميات الهائلة من هذه المادة الغالية. فيلم 'آفاتار' عبارة عن لوحة مختصرة واضحة دقيقة للسياسة الامريكية عرضت بإحتراف عال وتقنيات هائلة تنم عن حس فني حقيقي ممزوج بضمير حي أصبح نادر الوجود.

أما عن فيلم 'خزانة الآلام' فهو فيلم خيالي أيضاً ولكن من نوع آخر، فالفيلم الخيالي يعتمد على إطلاق العنان للخيال لتغيير الواقع للوصول إلى فكرة معينة ولكن بشكل مركز، ولكن فيلم 'خزانة الآلام' كان تشويها واضحا للواقع وتلفيقا لا يمكن أن ينطلي إلا على المشاهد الساذج، ومحاولة يائسة وبائسة لتغيير الوقائع التي بات الجميع يعرفها عن ما جرى في العراق أثناء الغزو الأمريكي، فكان في البداية الشاب العراقي الذي وجد ميتاً وقد تم زرع المواد المتفجرة في بطنه، وهي فكرة سخيفة القصد من ورائها تشويه صورة المقاومة العراقية وإظهارها وكأنها تستخدم أي طريقة مهما كانت بشعة لمقاومة الجيش الأمريكي حتى لو كانت قتل شاب عراقي منهم لتفجيره في الأعداء، فكرة إن كانت أي شيء فهي مضحكة، ثم كان رجل العائلة الذي يستجدي الضباط الأمريكيين تخليصه من المتفجرات التي تم ربطها حول خصره دون رضاه، ويحاول الجندي الأمريكي تخليصه وعندما لا يستطيع يعتذر له بشكل مؤثر ويجري هرباً، وهي الفكرة السخيفة الأخرى، فأين كانت الإعتذارات عندما تم نشر صور معتقلي أبو غريب عندما كان يتم التنكيل بهم عراة؟ أين كانت الإعتذارات عندما كانت تنشر مقاطع الفيديو للجيش الامريكي وهو يقوم بضرب المواطنين العراقيين المكبلين وعائلاتهم وإطلاق الكلاب عليهم؟ أين كانت الإعتذارات عندما نشرت مقاطع الفيديو والتي لا تزال تنشر عن الجنود الأمريكيين وهم يغتصبون الفتيات العراقيات؟ أين كانت الإعتذارات عندما تم سحب ملايين براميل البترول من العراق إلى أمريكا إلى شركات يساهم فيها جورج بوش الإبن وأعوانه؟

محاولة وقحة أخرى لتحويل الجنود الأمريكيين في العراق إلى أبطال، والذين قد يكون بعضهم أبطالاً فعلاً، لكنهم لم يملكوا الخيار في الرحيل. ولكن الفيلم تجاهل بشكل متعمد سبب كل هذه الوقائع التي يسردها المخرج والمؤلف بطريقتهما الخاصة الملتوية، وهو الغزو الأمريكي للعراق والذي لولاه لما كانت كل هذه الوقائع قد وقعت كما هي أو كما يراها صانعو بعض الأفلام التي مهمتها تضليل الرأي العام.

'آفاتار' و'خزانة الآلام'، فيلمان رائعان بمقاييس صناعة السينما، ولكن بعيدان كل البعد عن بعضهما من حيث المقاييس الأخلاقية، وإن كان هذا يثبت أي شيء فهو أن جائزة الأوسكار ليست جائزة نزيهة وإنما يسيطر عليها الأفكار التي تدعمها الحكومة الامريكية وتريد نشرها عن طريق منح الفيلم مجموعة من جوائز الاوسكار لدفع الناس لمشاهدته، كما أثبتت جائزة نوبل من قبلها عدم نزاهتها بمنحها للرئيس الأمريكي أوباما قبل أن يستحقها.

مبروك للفيلمين الخياليين فوزهما بالأوسكار، ومبروك للعالم أن فيه من يستطيع أن يرى الواقع ولديه الشجاعة الكافية لروايته بدون تزوير وبإبداع 'آفاتار'.

' كاتب من المغرب

القدس العربي في

18/03/2010

 

عارضة أزياء زعمت إقامة علاقة مع جيسي

لعنة الأوسكار تهدد ساندرا بولوك بالطلاق بعد تقارير عن خيانة زوجها

لوس أنجلوس – رويترز

يبدو أن النجمة الأمريكية ساندرا بولوك الفائزة بجائزة الأوسكار مؤخرا؛ سوف تتعرض للإصابة بما اصطلح على تسميته بـ"بلعنة الأوسكار" التي تكاد تصيب كل نجمة من نجمات هوليوود بمجرد حصولها على الأوسكار، وينهار فيها بيتها، والسبب: الخيانة الزوجية!.

فقد اعتذرت ساندرا عن حضور العرض الأول في لندن لفيلمها الجديد "البعد الآخر The Blind Side" الذي فازت عنه بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وذلك بعد أن نشرت مجلة أمريكية مهتمة بأخبار المشاهير موضوعا مثيرا حول ادعاءات لعارضة أزياء مغمورة بأنها أقامت علاقة مع زوجها.

فقد نشرت مجلة "إن تاتش In Touch" مقابلة مع عارضة أزياء من كاليفورنيا ادعت فيها أنها أقامت علاقة جنسية مع زوج بولوك عندما كانت الممثلة في أتلانتا تصور الفيلم نفسه "البعد الآخر" في العام الماضي.

وكانت بولوك تزوجت بجيسي جيمس -40 عاما- الذي يملك مصنعا للدراجات النارية، وهو نجم تلفزيون الواقع في 2005. وفي حفلات عدة للجوائز في وقت سابق من هذا العام عزت بولوك نجاحها مؤخرا إلى سعادتها مع زوجها.

وإذا صحت مزاعم خيانة جيمس فستنضم بولوك إلى قائمة طويلة من الممثلات اللاتي انهارت علاقاتهن الزوجية بعد فترة وجيزة من فوزهن بالأوسكار.

وابتليت ممثلات فزن بالجائزة في السنوات القليلة الماضية بما أصبح يُعرف في هوليوود بلعنة الأوسكار التي تصيب النجمات الفائزات بجائزة أفضل ممثلة، ومن بينهن: هيلاري سوانك، وهال بيري، وريسي ويزرسبون، وجوليا روبرتس.

وأعلنت الممثلة البريطانية كيت وينسلت -التي فازت بالأوسكار العام الماضي عن دورها في فيلم "القارئ The Reader"- يوم الإثنين الماضي 15 مارس/آذار الجاري انفصالها عن زوجها المخرج السينمائي سام منديس.

وكان من المنتظر أن تصل بولوك -45 عاما- إلى لندن للترويج لفيلمها "البعد الآخر" الذي يتناول قصة امرأة تصادق مراهقا مشردا أسود البشرة.

لكنها أصدرت بيانا موجها للشركة المنتجة (وورنر براذرز) الأربعاء 17 مارس/آذار تقول فيه: "لأسباب شخصية لم تكن متوقعة فإن القيام برحلة إلى الخارج لدعم (البعد الآخر) تُعتبر مستحيلة في هذا الوقت".

وأضافت قائلة في بيانها: "أعتذر عن أي مضايقات قد يسببها هذا، وأشكركم على دعمكم المستمر للفيلم".

يُذكر أن موعد العرض الأول للفيلم في بريطانيا كان يوم الأربعاء 17 مارس/آذار نفسه، وقد امتنعت شركة "وورنر براذرز" عن التعقيب على الأمر.

تابع كلمة ساندرا بولك الحائزة لأوسكار أحسن ممثلة لعام 2010على ناس MBC

الـ mbc نت في

18/03/2010

 

 أردنيون احتفلوا بفوز "خزانة الألم" بالأوسكار

ساندرا بولوك: فوزي بأسوأ وأفضل ممثلة منحني التوازن

قالت بعد تسلم الجائزة: "لا شيء يدفعني إلى الغرور"

لوس أنجلوس - mbc.net 

أعلنت النجمة الأمريكية ساندرا بولوك أنها ليست حزينة بحصولها على جائزة التوتة الذهبية (راتزي) لأسوأ أداء تمثيلي عن دورها في الفيلم الكوميدي الرومانسي "كل ما يخص ستيف all about steve"، على الرغم من أنها فازت يوم الإثنين الـ8 من مارس/آذار بجائزة أفضل ممثلة في فيلم "الجانب المظلم The Blind Side"، معربة عن سعادتها بالجمع بين الجائزتين.

وقالت بولوك للصحافيين في كواليس مسرح "كوداك" عقب الفوز بجائزة الأوسكار "سأضع الجائزتين جنبا إلى جنب، كما ينبغي.. علينا أن نتقبل السيئ كما نتقبل الجيد".

وأصبحت بولوك -45 سنة- أول ممثلة تحصل على جائزة أوسكار وجائزة التوتة الذهبية في نهاية الأسبوع نفسه.

وأسعدت بولوك أعضاء مؤسسة التوتة الذهبية بظهورها شخصيا لاستلام الجائزة التي تُمنح سنويا عشية حفل توزيع جوائز الأوسكار لأسوأ أداء في فيلم.

وقالت ساندرا في تصريحاتها "استمتعت بوقتي كثيرا في حفلة توزيع جوائز التوتة الذهبية ليلة السبت الـ6 من مارس/آذار 2010، فهو حفل مميز، والأهم هو أنني حصلت على الجائزتين في الوقت نفسه لأحقق التوازن"، وأشارت إلى أنه "لا شيء يدفعني إلى الغرور".

فرحة أردنية بالألم

إلى ذلك، أعرب أردنيون عن سعادتهم بفوز فيلم "خزانة الألم" الذي تم تصوير معظم مشاهده في الأردن في عام 2007 على ست جوائز أوسكار في حفل أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية.

وقالت ندى دوماني مديرة قسم الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لوكالة أنباء رويترز "نحن سعداء وفخورون بفوز الفيلم؛ لأن هذا يضع الأردن على الخارطة ليس فقط من ناحية السياحة، بل كموقع لإنتاج الأفلام، وبالتالي يخلق فرص عمل وفرص تدريب قيمة".

الـ mbc نت في

08/03/2010

 
 

هالة منصور* تكتب:

مؤامرة فوز خزانة الألم وخسارة "أفاتار"

انهالت المقالات المعترضة على فوز فيلم خزانة الألم بجائزة أحسن فيلم ،أحسن إخراج ، أحسن مونتاج وثلاثة جوائز أخرى متفوقاً على فيلم أفاتار الذى حصل على ثلاثة جوائز هى أفضل إخراج فنى، أفضل تصوير سينمائى وأفضل مؤثرات بصرية، ودارت هذه الاعتراضات بالأساس حول ضرورة وجود مؤامرة تم تنفيذها سواء من قبل المخابرات المركزية الأمريكية أو الجيش الأمريكى أو غير ذلك للدفع بفيلم خزانة الألم للفوز بجوائز الأوسكار على حساب فيلم أفاتار، وفجأة انحصرت فكرة فوز الفيلمين ما بين أن أفاتار مؤيد للعراق ومناصر لشعبه ضد المحتل الأمريكى الذى جاء لفرض حضارته وثقافته المختلفة، وبين خزانة الألم المؤيد للحرب بالعراق والداعم للجنود الأمريكيين الموجودين به.

وللتذكير فحسب فإن افاتار فيلم خيال علمى يدور حول بنى البشر الذين يحاولون استعمار كوكب آخر تعيش عليه كائنات مختلفة عنهم ولها حضارتها الخاصة وفى محاولة احتلالهم لهذا الكوكب يبدأون فى تدمير حضارته، لكن هذه الحضارة الفطرية والأصيلة تنتصر فى النهاية وتطرد المحتل.

هذه الفكرة العامة تنطبق بالتأكيد على كل مستعمر يحاول احتلال وطن آخر وليس العراق بالتحديد فدائما ما يأتى المحتل بذريعة انتشال هذا البلد أو ذاك من التخلف والصعود به فى سلم الارتقاء إلى الحضارةالحقيقية، وهذا البعد الفلسفى فى الفيلم يحسب له لكننا لا نستطيع القول أن صانعى الفيلم أثناء التحضير له قد أخذوا على عاتقهم مهمة تحرير العراق من الوجود الأمريكى.

أما الفيلم الثانى خزانة الألم فهو فيلم حربى يدور بالفعل فى العراق حول وحدة من الجيش الأمريكى تقوم بتفكيك المتفجرات هناك، وبالرغم من تمحور الفيلم بالأساس حول مشاعر الرعب والقلق والخوف الدائم الذى يحياه الجنود الأمريكيين يومياً فى العراق وخاصة تلك الوحدة التى تقوم بتفكيك المتفجرات وهى لحظات إنسانية نجحت المخرجة ببراعة فى تجسيدها، وبغض النظر عن رفضك لهؤلاء الجنود أو وجودهم بالعراق، إلا إن الفيلم لم يغفل ما تسبب فيه وجود الأمريكان من فوضى وقتل وخراب ووجود شركات أمن ترتع فى البلاد بلا ضابط مضيفة لهذه الفوضى المزيد والمزيد، حتى مشاهد تعاطف بطل الفيلم مع الطفل العراقى والتى كانت ساذجة من وجهة نظرى فى محاولة لإظهار بقية الجوانب الإنسانية لأبطال الفيلم وهى الجوانب التى قام الفيلم عليها بالأساس، انتهت بمقتل الطفل فى ظل هذه الفوضى وصراخ والدة الطفل فى وجه البطل وطردها له من منزلها، وصب لعناتها على الأمريكان.

أهم ما فى فيلم خزانة الألم كانت جملته الافتتاحية، تلك التى بدا بها وتقول "لأن الحرب كالمخدرات فإن الاندفاع للحرب هو إدمان قاتل" ولا أعتقد أن مثل هذه الجملة تدل على تأييد للحرب فى العراق أو لوجود الجنود الأمريكيين به، خاصة عندما يتساءل أحد الممثلين فى الفيلم عن سبب وجودهم بالعراق.

والآن وبعيدا عن الأيديولوجيا والبعد السياسى فى كلا الفيلمين فقد انبهرت بشدة بفيلم افاتار وتقنياته البصرية والسينمائية العالية لكننى لم أنبهر بأى شىء آخر داخل الفيلم، وهذه التقنيات والإبهار الشديد هو ما استحق عليه الفيلم من جوائز فلا عجب إذن من حصول الفيلم على الجوائز فى هذه المساحة من الإبداع ( مؤثرات بصرية، إخراج فنى وتصوير).

فيما حصل فيلم خزانة الألم على ما استحقه بالفعل كأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل مونتاج وغير ذلك من الجوائز لفيلم محكم الصنعة وعالى المستوى، كل هذا بتقنيات بسيطة وميزانية محدودة جدا إذا ما قورنت بميزانيات هوليوود أو حتى افاتار وبإبداع تغلب على كل العقبات المادية التى قابلته، لا عجب أيضاً أن يحصل الفيلم على كل هذه الجوائز وهو الذى حصل من قبل على ستة جوائز فى "مسابقة الأكاديمية البريطانية للأفلام والتليفزيون بافتا".

فوز فيلم خزانة الألم المنخفض التكاليف يعطى أملاً لصناع السينما الحقيقية بأن الإبداع يفرض نفسه فى النهاية حتى لو تنافس مع فيلم حقق أعلى إيرادات فى تاريخ السينما.

*إعلامية مصرية

اليوم السابع المصرية في

20/03/2010

 
 

مقعد في الصالة .. النساء والاوسكار

مــاجــــدة حــليــم

لم تكن أي مخرجة تحلم بالحصول علي الأوسكار أو الترشح للجائزة قبل صوفيا كوبولا منذ خمس سنوات تقريبا‏.‏ وأخيرا فازت كاترين بيجلو بأوسكار أحسن مخرجة لأول مرة في تاريخ أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي حققت هذا العام‏82‏ دورة‏.

وقد فازت كاترين عن فيلم خزانة الألم وهي رابع امرأة ترشح للأوسكار‏ ، ‏هكذا تراجع جيمس كاميرون وفيلمه آفاتار كما قال ستيف مارتن وهو يهنئ أول مخرجة تفوز بالأوسكار‏.‏

وبينما كانت ساندرا بولوك حائرة في الايام الماضية ما بين فوزها بجائزة أسوأ ممثلة عن فيلم كل شيء عن ستيف وحضورها بالفعل وتسلم الجائزة وبين بحثها عن فستان ترتديه في الأوسكار‏..‏ مما جعل التوقعات تبتعد عنها قليلا‏..‏لكن الأكاديمية وأعضاءها الذين يبلغون ستة آلاف شخص حققوا لها الحلم بفوزها عن فيلم الجانب الأعمي وقد استطاعت ساندرا بولوك أن تخطف الأوسكار من القديرة ميريل ستريب التي رشحت مرات عديدة ولم تفز بهذه الجائزة الحلم‏.‏

أما مونيك السمراء الإفريقية التي فازت بجائزة أحسن ممثلة مساعدة فهي خامس امرأة إفريقية تفوز بالأوسكار‏.‏

لكن في العالم كله ممثلين وممثلات لا يفوزون بالجوائز‏..‏ تجدهم بأدائهم المتميز أكبر من الجائزة‏..‏ إنهم يخلبون لب الناس في كل مكان في العالم بالأدوار المتنوعة التي تبهر المشاهد بأسلوب الأداء الراقي والمتميز‏.‏

وفي النهاية الفوز‏..‏ هو الفوز‏..‏ لابد أن يكون هناك خاسر وآخر منتصر‏..‏ ولابد أن تسود الروح الرياضية كما في الألعاب الرياضية ويهنئ الخاسر الفائز‏.‏

إنها لعبة الحياة‏..‏ لا أحد يفوز طوال الوقت‏..‏ ولا أحد يخسر طوال الوقت‏.‏

لكن ميريل ستريب وهيلين مير وساندرا بولوك وكاري موليجان وجابوري سيدبي كانوا الأفضل في الأداء هذا العام‏..‏ واستطاعت الساحرة ساندرا بولوك بكل ما تتحلي به من بساطة متناهية في الحصول أخيرا علي الأوسكار‏.‏

الأهرام اليومي في

16/03/2010

 

الأوسكار يهزم توقعات أفاتار

د‏.‏مصطفي فهمي 

رغم توقع الكثيرون بحصد فيلم أفاتار أو القرين لعدد كبير من جوائز الأوسكار فقد جاءت مخيبة لهذه التوقعات بحصول الفيلم علي جوائز أحسن مؤثرات بصرية‏,‏ وتصوير‏,‏واخراج فني‏.‏

تعتبر هذه الجوائز في محلها تماما لما قدمه الفيلم من تقنيات حديثة‏,‏ وإمكانات فنية متقدمة فتحت آفاق جديدة في عالم صناعة السينما‏..‏ من حيث المؤثرات البصرية التي استخدم فيها الجرافيك والمونتاج إلي جانب تقنية البعد الثالث في صنع صورة جمالية سينمائيا حققت الأبهار لذلك استحق أفاتار جائزتي أحسن اخراج فني‏,‏ وأحسن تصوير‏,‏ لدورهما في التعامل مع التفاصيل بدقة‏,‏ دون الخلل بالصورة العامة‏.‏

لعل فيلم الكارتون "فوق "الحائز علي جائزتي أفضل موسيقي وأفضل فيلم كارتون يتفق مع سابقه في التطرق للنظام الرأسمالي وتخليه عن القيم‏,‏ والمبادئ التي ينادي بها من خلال أنظمته السياسية كما جاء بالفيلم‏..‏ عندما أرادت إحدي الشركات إزالة منزل العجوز الذي يعد شاهدا علي حياته وذكرياته لإقامة مبني تجاري وطريق‏..‏ تتأكد هذه الرؤية في الجزء الثاني من الفيلم بعد هروب العجوز ومعه الصبي الكشاف بالمنزل الذي تحول لمنطاد إلي إحدي المناطق البعيدة التي تمني العجوز الذهاب إليها في شبابه‏,‏ ويتقابل مع أعظم طائري المنطاد ويري سيطرته علي المنطقة ورفضه لوجود أي شخص بها ليبقي متفردا بالسيطرة علي هذه المنطقة التي يقطنها منذ سنوات بعيدة‏,‏ وأحس بقدوم الزوار الجدد أن الحيوانات التي يسيطر عليها بدأت تحبهم لانسانيتهم‏.‏

استحق العمل جائزة أحسن فيلم كارتون لما جاء من موضوع شديد الانسانية قدمه المخرج بيتي دوكتر بصورة أظهرت رؤية العمل بشكل واضح‏,‏ وعميق‏,‏ إلي جانب توصيل المحتوي الفكري علي مستويين الكبار من خلال العجوز والفتيان من خلال الصبي الكشاف بشكل سلس جعل من الفيلم دافعا للكبار للبعد عن اليأس والأحباط بفكرة أن ما نحلم به يمكن تحقيقه في أي سن‏..‏ أما الفتيان فحثهم علي احترام الكبير والانصات لهم‏,‏ وتنمية حب الحياة واكتشافها‏..‏ في حين دعمت الموسيقي هذه الرؤية سواء في التعبير عن الشخصيات أو الأحداث فجاءت وكأنها لسان حال الشخصيات والراوي المعلق علي الأحداث في بعض المشاهد‏,‏ واستطاع المخرج باختياره لزوايا التصوير والمونتاج إبراز هذه التفاصيل الدقيقة لانفعالات الشخصيات وأماكن الأحداث بتفاصيلها‏.‏

الأهرام اليومي في

16/03/2010

 

كاترين بيجلو لن تنسي الأردن 

يبدو أن أرض المملكة الأردنية الهاشمية تمثل تميمة الحظ بالنسبة للمخرجين وللأفلام التي يتم تصويرها علي أرضها فمعظم ما تم تصويره من أفلام رشح للحصول علي جوائز الأوسكار .

بينما البعض الاخر قد حصل عليها بالفعل وهذا العام كانت المخرجة كاترين بيجلو أول امرأة مخرجة تحصل علي أوسكار أحسن اخراج من المؤكد أنها لن تنسي الأردن أبدا لأنها ظلت أكثر من ثمانية أسابيع تعيش في الأردن من أجل تصوير أحداث فيلمها خزانة الآلم الذي حصل علي أربع جوائز أخري وهي الصوت والمونتاج والمكياج والسيناريو‏.‏ وحسب ما نشرت وساتئل الإعلام الأردنية فإن المخرجة كاترين بيجلو دعت صناع الأفلام إلي الذهاب إلي الأردن والتصوير هناك لما تتمتع به الأردن من جماليات وتسهيلات في العمل السينمائي وبحسب تقديرات البعض فإن ما تم صرفه أثناء تصوير خزانة الألم في الأردن بلغ نحو‏7‏ ملايين دولار أي نحو‏40‏ مليون جنيه مصري‏.‏

ومن بين الأفلام التي صورت أيضا ورشحت للأوسكار فيلم المتحولون وأيضا فيلم لورانس العرب للمخرج ديفيد لين الذي حصد‏7‏ جوائز أوسكار وأيضا فيلم انديانا جونز للمخرج ستفين سبيليرج الذي حصل علي الأوسكار‏.‏

وأخيرا فإننا نوجه سؤالا للسادة المسئولين الكبار في مصر لماذا لا نتعلم من تجربة الأردن والمغرب أيضا في توفير الدعم للأفلام العالمية حتي التصوير في مصر سيكون خير دعاية لبلدنا مصر التي تتمتع بكل مناطق الجمال؟

الأهرام اليومي في

16/03/2010

 
 

خيبة الاوسكار

علي حمود الحسن

اسدلت الستائر واطفئت الانوار بعد يوم صاخب ليلة الأحد7 /3 في مدينة لوس أنجلوس ، اعلنت فيه جوائز اهم واعرق المهرجانات السينمائية في العالم(الاوسكار)،حيث اكتسح «خزانة الالم وهو فيلم متواضع الميزانية- نتائج المسابقة بخطفه ست جوائز من مجموع تسعة ترشيحات ، متفوقا على»افاتار» الفيلم الاعلى تكلفة في تاريخ السينما والحاصل على ايرادات تجاوزت المليارين والذي يقف وراءه مخرج عبقري وظف فيه تقنيات غير مسبوقة في تاريخ السينما ،الى الحد الذي عده بعض النقاد حدا فاصلا بين عصرين من السينما والذي يعد تحفة بصرية ومعجزة تقنية ،فلأول مرة يشاهد النظارة صورة ثلاثية الابعاد للمشهد ككل وليس للشخصيات مثلما كان معمولاً به ،حيث تستوجب الرؤية وجود نظارة خاصة ربما تسبب ازعاجا وصداعا ،وبذا انتفت الحاجة الى استخدامها ،الفيلم كلف جميس كاميرون مخرجه والشركة المنتجة اكثر من (336)مليون دولار،مقارنة بفيلم كاترين بيجالو (خزانة الالم)الذي لم تتعد ميزانيته ا(10)ملايين دولار ،فهو من الافلام الصغيرة التي انتجت في العام 2007 عن الحرب في العراق ،وعلى الرغم من ترشيحاته وفوزه بجوائز البافتا ،الا ان احدا لم يكن يتوقع خطفه لست من اهم جوائز الاوسكار ،فقد حاز على جائزة افضل مخرجة ،وهذا وحده تكريم و كسب لبنات جنسها ، لاسيما ان هذه الجائزة ظلت حكرا على الرجال منذ اول مهرجان للاوسكار وليومنا هذا _وهو فال حسن اذ تزامن مع اليوم العالمي للمراة _ وتوجت ساندرا بولوك،كافضل ممثلة عن دورها الاسطوري في فيلم (جانب واحد)،وفازت السمراء مونيك بجائزة افضل ممثلة مساعدة ،وبذا بدا اوسكار هذا العام نسائيا بامتياز،لكن هذا لايعني ان فيلم «افتار» لم يحصل على شيء ،اذ حاز على جائزة افضل اخراج فني،وافضل تصوير ،وافضل مؤثرات صوتية ،ومثلما توقعنا في تناولنا لفيلم تورتنينو «اوغاد مشينون»، نال الممثل الكبير غوستاف فالترز جائزة افضل فيلم مساعد بجدارة واستحقاق عن ادائه المفارق للمالوف لدور ضابط نازي يتعقب اليهود.

مهرجان هذا العام لم يكن باذخا ولا مميزا ،فقد اقتصرت فعاليات الافتتاح على استعراض غنائي راقص وتوزيع الجوائزالتي تميزت في هذه الدورة بتمثالها الذهبي الذي يحمل اسم الفائز.

انا اعتقد ان منح فيلم «خزانة الالم» ست جوائز مقابل ثلاث للفيلم الاعجوبة «افتار»  غير موفق او منصف، لكن في تظاهرة مثل الاوسكار تبدو هكذا معايير طبيعية ،فالفيلم يتحدث عن معاناة الجنود الاميركان في العراق، وهم يواجهون الموت وكوارث الحرب ومفاجاتها ، باسلوب يبتعد عن الملحمية والبطولات الخارقة ، فالمخرجة كاترين بيجالو اشتغلت على المشاعر الشخصية العادية واليومية، ازاء حرب يريد الجنود ان يخرجوا منها سالمين ليعودوا لاسرهم، هذه الرسالة فعلت فعلها عندالجمهورالاميركي، فهؤلاء يشارك ابناؤهم في حروب توفر الحماية لنعمة الديمقراطية التي يهددها المارقون –هكذا تسوغ مبرارات الحروب-بالمقابل فان جميس كاميرون في فيلم «افاتار»وقبله «تايتنك»(ميزانية ضخمة ،حصد11اوسكارا وارباحاً مهولة) ينسف هذه الرؤية ،وهويعتقد ان البلدان الصناعية ستظل تدشن حروبها ،طالما هنالك ثروة، حتى لو اضطرت الى ان تحرق كوكبنا الارضي بسلاح نووي ،فالعلم والقوة العسكرية يتعاضدان من اجل الحصول على مكامن الثروة ،وهذه بالضبط حكاية فيلمه «افتار»،حيث تستعمر قوة اميركية غاشمة كوكباً فضائياً افتراضياً جميلاً ومسالماً وتدمر بنيته وتخرب بيئته للحصول على المعدن الثمين لديهم ،سالني احد الاصدقاء ونحن نتحاور عن نتائج الاوسكار، هل تعتقد بان الاوسكار مسيس..؟ اجبته نعم ففيه تتداخل امور كثيرة منها ما هو تجاري وسياسي، فقد تكون مداراة لظاهرة اوتماشيا مع الراي العام، اوتنفيذا لبروغاندا متفق عليها ،ومهما يكن فقد تمتعنا هذا العام بافلام لم نكن نحلم برؤيتها.

الصباح العراقية في

27/03/2010

 

« أوسكار» للعرب.. يترجم عجز السينما الهوليوودية

أنور محمد 

الأبطال الأربعة لفيلم «خزانة الألم»، لكاترين بيغلو، الذي فاز بجائزة الأوسكار 2010، لم يمت سوى واحدٍ منهم، انفجر فيه لغمٌ في أوَّل الفيلم، وفي موته يُفترض أن تنتهي معاناة باقي الشخصيات، أو أن تنتهي قضيَّتهم، فقد يُلاقون نفس المصير ذات يوم.

كاترين بيغلو تركت المعاناة مستمرَّة دون تصعيدها؛ تكرار/تكرير، ودون خسارة. مع أنَّ الفن السينمائي، وفي فيلم فيه شيءٌ من تراجيديا يومية يعيشها الشعب العراقي مع القوات الأميركية، يفترض، وحتى يُظهر عظمة التراجيديا التي يصوِّرها أن يقتل الرائع حسب نظرية أو رؤية المخرجة، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا.

في رأي سبق الإعلان عن فوز فيلم «خزانة الألم» بجائزة الأوسكار كأحسن فيلم وأحسن إخراج، قال المخرج والناقد السينمائي الفرنسي «ماثيو توفرو»: يُترجم فيلم «خزانة الألم» عجز السينما الهوليوودية عن تصوّر العرب أو المسلمين إلا في هيئة الكائنات الساذجة، أو التي تهدّد الآخر؛ اقتحام الجندي الأميركي للصحراء، مدفوعاً بإيمانه بصوابية قضيّته، إنَّما هو دليلٌ تراجيدي على تعثّر هذه الصناعة أمام سؤال التنوّع الحضاري في العالم، في وقت تطرح فيه نفسها أداةً ترفيهية للإنسانية برمتها.

كاترين بيغلو لها رأيٌ آخر، فعندما سُئِلت عن الفيلم، وعمَّا إذا كانت توافق على اعتباره فيلماً عن حرب العراق، قالت: أجل إذا شئتم؛ لكنَّني في الأساس شئته فيلماً مناهضاً لكلِّ حربٍ بوصفها مكاناً للقتل، سواء أكان ذلك في المعارك أم خارج المعارك.. ثمّ عن الإنسان مُحاطاً بالخطر الشديد.

على كلٍّ، كاترين بيغلو هي أوَّل امرأة تفوز في تاريخ جوائز الأكاديمية (الأوسكار) التي انطلقت العام 1929 بجائزتي أفضل إخراج وأفضل فيلم، إلى جانب أربع جوائز أخرى لأفضل مونتاج صوت، وأفضل ميكساج صوت، وأفضل توليف، وأفضل سيناريو أصلي. كما أنَّها كانت قد فازت في الأسابيع الأخيرة بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل فيلم درامي، وبجائزة «البافتا» الإنجليزية لأفضل إخراج. وكاترين بيغلو (1951) كانت قبل أن تتَّجه إلى السينما تريد أن تصبح رسَّامة أو كاتبة، لكنَّها فجأةً إذا بها تقع في أحضان السينما، بعد أن كانت تتلمذت على يدي (سوزان سونتاغ) في ما يطاول نظرية الفن والصورة. وفي العام 1978 تقوم بتحقيق فيلمٍ قصيرٍ عنوانه «الترتيب»، وبعد ذلك بأربع سنوات إذا بها تقوم بتحقيق فيلم روائي طويل «اللامحبوب» 1982 أتبعته بسبعة أفلام: قرب العتمة 1987، بلوستيل 1989، بوينت بريك 1991، أيام غريبة 1995، ثقل الماء 2000، ك - 19، صانعة الأرامل 2002، خزانة الألم 2009.

وجائزة الأوسكار التي تُمنح للمرَّة الأولى إلى امرأة (كاترين بيغلو)، كان سبق أن رُشِّحت ثلاث نساء لها هنَّ: الإيطالية من أصل سويسري «لينا فيرتموللر» العام 1976 عن فيلمها Seven Beauties، والنيوزيلندية «جاين كامبيون» العام 1993 عن فيلمها The Piano، ومن ثمَّ الأميركية «صوفيا كوبولا» العام 2003 عن فيلمها Lost In Translation.

خوفٌ مستمرٌّ من الموت، خوفٌ مستمرٌّ من الحياة، هكذا أبطال الفيلم؛ لكنَّه بالتأكيد خوفٌ من المستقبل الذي لا أحد يعرف ماذا يخبئ للعراقيين، ففي مشهد هو الأخير؛ نرى رجلاً عراقياً في الأربعين من عمره، وقد تزنَّر بالمتفجرات، يتقدّم من أحد أبطال الفيلم، ويطلب منه مساعدته للتخلُّص منها، لكنّ البطل يفشل في مساعدته لينفجر الرجل بالألغام التي يتزنَّر بها، وهو يردِّد: أشهد أن لا إله إلا ... ويتحوّل بغمضة عين إلى أشلاء.. العراق أشلاء!!

أوان الكويتية في

23/03/2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)