كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

جائزتان لمصر في ختام مهرجان القاهرة السينمائي: أحسن ممثل فتحي عبدالوهاب وشهادة تقدير ل "هليوبوليس"

"أمريكا" الفلسطيني يحصد جوائز المسابقة العربية

تغطية - فكري كمون ونادر أحمد

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والثلاثون

   
 
 
 
 

وقفة احتجاجية للنجوم ضد العنف الجزائري

ساد حفل ختام الدورة "33" لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أمس جو من الحزن بسبب الاعتداءات الوحشية التي مارستها الجماهير الجزائرية في السودان ضد مشجعي مصر ولاعبيها أثناء وبعد المباراة الاخيرة التي أقيمت في أم درمان وأعرب الفنانون جميعا عن حزنهم وانزعاجهم لما حدث وأدانوه إدانة كاملة. وقد احتشد الفنانون عقب الحفل في وقفة احتجاجية رفعوا خلالها علم مصر ولافتات تدعو إلي مقاطعة الجزائر.

فازت السينما المصرية في ختام الدورة 33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بجائزتين الاولي مناصفة كأحسن ممثل للفنان فتحي عبدالوهاب بطل فيلم "عصافير النيل" اخراج مجدي أحمد علي في المسابقة الدولية للافلام الطويلة والثانية شهادة تقدير للفيلم المصري "هليوبوليس" في المسابقة العربية.

ونال الفيلم الفنلندي "خطابات إلي الأب جاكوب" جائزتين في مسابقة الافلام الطويلة الاولي الهرم الذهبي والثانية جائزة السيناريو وفي نفس المسابقة فاز الفيلم الفرنسي "القنفد" بثلاث جوائز الاولي الهرم الفضي والثانية جائزة الاخراج والثالثة جائزة لجنة تحكيم النقاد وفاز بجائزة احسن ممثلة البولندية كارولينا بيشوتا عن فيلم "الشظايا" وشارك في جائزة احسن ممثل مناصفة مع فنان مصر فتحي عبدالوهاب الفنان الهندي سوبرات دوتا

وقد جاءت جوائز حفل ختام المهرجان كالتالي.

أولا في المسابقة الدولية للافلام الروائية الطويلة.

جائزة الهرم الذهبي إلي منتج الفيلم الفنلندي "خطابات إلي الأب جاكوب" لمخرجه كلاوس هارو وتسلمها منتج الفيلم كينوتار أوي.

* ذهبت جائزة الهرم الفضي للفيلم الفرنسي "القنفد" لمخرجته مني شاش التي تسلمتها وقدمها وزير الثقافة فاروق حسني.

* أفضل ممثلة ذهبت إلي الممثلة كارولينا بيشوتا بطلة الفيلم البولندي "الشظايا" اخراج وقدم الجائزة الفنان المصري احمد الفيشاوي.

* أفضل ممثل ذهبت مناصفة إلي كل من الممثل سوبرات دوتا بطل الفيلم الهندي "مادو هولان لا يزال يسير" والممثل فتحي عبدالوهاب بطل الفيلم المصري "عصافير النيل" وقدمتها النجمة المصرية منة شلبي.

* أفضل مخرج ذهبت إلي الفيلم الفرنسي "القنفد" وتسلمتها مخرجة الفيلم مني شاش وقدمها رئيس لجنة التحكيم الدولية أدور جوبالا كريشنان افضل سيناريو "سعد الدين وهبة" فاز بها الفيلم الفنلندي "خطابات إلي الاب جاكوب" وتسلمها مخرج الفيلم كلاوس هارو وقدمتها النجمة رانيا يوسف.

* جائزة أفضل أول عمل أو ثاني لمخرجه وهي "جائزة نجيب محفوظ" فاز بها الفيلم الارجنتيني "لويزا" لمخرجه جونزالو كالزادا وسلمها الفنان الشاب حسن الرداد.

* وفاز بجائزة يوسف شاهين لأفضل ابداع فني للفيلم الروسي "حرب واحدة" وتسلمتها مخرجة الفيلم فيرا جلاجوليفا وقدمتها الفنانة المصرية أيمي سمير غانم.

وفي جوائز مسابقة الأفلام العربية أعلنها رئيس لجنة تحكيم هذه المسابقة الفنان يحيي الفخراني وعضوة اللجنة المخرجة الفلسطينية مي مصري حيث أكد علي أهمية وجود جائزة خاصة بالسيناريو تشجع علي أهمية صناع السينما وقدرها 100 ألف جنيه مصري وهذا يدعم موقف صناع السينما المصرية في العالم وقد تولت مي مصري ترجمة كلمة د. يحيي الفخراني.

* الجائزة الأولي لأفضل سيناريو وقدمتها الفنانة الصاعدة دينا فؤاد وذهبت إلي الفيلم الفلسطيني الامريكي "أمريكا" لمخرجه شيرين دابيس وتسلمتها بطلة الفيلم نسرين فاؤور.

* وجائزة افضل فيلم عربي وقدرها 100 ألف جنيه مقدمة من وزارة الثقافة للمنتج والمخرج وقد ذهبت لنفس الفيلم الفلسطيني الأمريكي "أمريكا" اخراج شيرين دابيس وتسلمتها بطلة الفيلم نسرين فاؤور وقدمها الفنان الشاب عمرو يوسف.

وهو ما يعني ان هذا الفيلم حصد جوائز المسابقة العربية وقدرها مائتا الف جنيه بواقع الف جنيه لكل جائزة.

ثم تقدمت جوائز لجنة تحكيم الافلام الروائية الرقمية حيث اعلنتها فيكتور اوكاي رئيس اللجنة وعضوة اللجنة ماريان خوري.. وقد نوه فيكتوريا بإدارة المهرجان ونشاطها وحيا مصر وكرم الضيافة بها وقد تولت ماريان خوري مهمة ترجمة كلمتها وسلمت الجوائز الفنانة الشابة مي نور الشريف.

وفاز بالجائزة الفضية مناصفة وقدرها 6 آلاف دولار لكل من الفيلم الهندي "أول مرة" وتسلمها مخرج الفيلم كرشنا سيشادري جوماتاماي والفيلم الثاني "المنفي في باريس" وهو فرنسي وتسلمها المخرج احمد زيريك.

وفاز بالذهبية وقدرها 10 آلاف دولار للفيلم الفلبيني "نشوة في" وتسلمها مخرج الفيلم الغين يابان.

ثم قدمت الفنانة هالة فاخر جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية حيث ذهبت إلي المخرجة مني شاش مخرجة فيلم "القنفد" والتي تسلمتها بنفسها.

ومنحت لجنة مسابقة الاعلام العربية شهادة تقدير لكل من فيلم "الليل الطويل" اخراج السوري حاتم علي وتسلمها الفنان السوري جمال سليمان وقدمتها الفنانة المغربية سناء مورزيان وشهادة تقدير أخري للفيلم المصري "هليوبوليس" اخراج احمد عبدالله السيد ويتسلمها منتج الفيلم شريف مندور وبطل الفيلم خالد ابو النجا وقد قدمها الفنان عزت ابو عوف وقال المنتج ان رسالة الفيلم هي الحب وحيا خالد أبو النجا كل المشاركين في الفيلم وقال عليهم الترشح للوقوف ثم منحت ثلاث جوائز تكريما للسينما الهندية ضيف شرف المهرجان وهم مادورنا باندركان وإير مينكان وسيلينا ميكلي ثم عرض الفيلم الامريكي "أميليا" عقب الحفل بطولة ريتشارد جير.  

####

علي هامش المهرجان: فاروق حسني: إدخال الشعوب طرفاً في العلاقات خطر كبير

فتحي عبدالوهاب يهدي جائزته لمنتخب مصر .. وجمهوره الكبير!

أكد فاروق حسني وزير الثقافة أن ما حدث شيء مزعج.. والسياسة يمكن أن نتعامل معها كلغة حضارية أما إدخال ا لشعوب كوقود وطرف في العلاقات بين الدول فإن ذلك خطر كبير والمهرجان عمل سينمائي ولا صلة له بالسياسة ونحن في مصر دولة كبيرة ولا نتوقف عند الصغائر. وقال عزت أبوعوف رئيس المهرجان أنا كمواطن مصري أطالب بالرد علي ما حدث في السودان بطريقة متكافئة ولكننا كسينمائيين لن نتخذ اجراءات مع السينما الجزائرية لأننا كبار وهم بيننا ضيوف ومصر بلد الأمان وقد دعوت الفنانين لوقفة احتجاجية وقد لبوا علي الفور وقال في كلمته قبل توزيع الجوائز مصر يا بلدنا الحبيبة روحك طول عمرها فيها أمومة أصيلة كلها خير وعطاء وتسامح وكبرياء وإبداع وجمال وناسك سيجعلونك دائما أم الدنيا. وقالت الفنانة هالة فاخر: سعدت بتشريف المهرجان لي بعضوية لجنة التحكيم الدولية وعن المباراة أقول للعالم أننا أكبر من أن نهتز بما فعله الجزائريون بنا ونحن البلد الأم التي تحتضن كل من يأتي لها والذين اعتدوا علينا أناس غير محترمين.

وقال الفنان مجدي كامل: علم مصر بلدي مصر أشرف من أي جزائري ومن أي حد يعتدي عليها أو يحرق علمنا لقد لعبنا مع ناس غير محترمين وما حدث عملية مدبرة من الألف إلي الياء عندما اشتروا الأسلحة في السودان لأن من رد كرامتنا برحيل السفير الجزائري من مصر إنهم يريدون تصغير مصر ومصر فوق الجميع. أشعل الفنان فتحي عبدالوهاب والذي فاز بجائزة أحسن ممثل "مناصفة" مسرح دار الأوبرا عندما ألقي كلمة أهدي خلالها جائزتها الغالية للاعبي المنتخب المصري لكرة القدم.. وللجمهور الكروي الذي زحف خلف لاعبيه في مباراة مع نظيره الجزائري بالسودان. حيث صفق جمهور الحضور طويلا للفنان الشاب وقاموا بتحيته والنداء بتحية مصر.. كرسالة واضحة عبر القنوات الفضائية للعالم أجمع علي تلاحم الشعب المصري من جمهور كروي وفنانين ضد الحادث المأسوي والاعتداء علي رموز مصر وجماهيرها الكروية.  

####

"فجر العالم"..

فيلم عراقي أبطاله مصريون

شهد الفيلم العراقي "فجر العالم" مفاجأة في مهرجان القاهرة السينمائي والذي عرض في إطار العروض الرسمية بالمهرجان.. حيث شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور الأجنبي. ثم كانت المفاجأة الثانية أن معظم أبطال الفيلم مصريون شاركوا في أحداثه بلهجة عراقية.. أما المفاجأة الثالثة والأخيرة فإن الفيلم تم تصويره بالكامل داخل مصر وبالتحديد عند بحيرة المنزلة وذلك لاستحالة تصويره في العراق بسب تردي الأوضاع الأمنية داخل البلاد بسبب ظروف الحرب والأجواء وغير الآمنة في العراق.

وفجر العالم من إنتاج عام 2008 إخراج عباس فاضل.. وقد حاز علي جائزة أفضل فيلم بمهرجان بيروت السينمائي مؤخراً إلي جانب عرضه بمهرجانات دولية أخري في فرنسا وبلجيكا والبرتغال وكوريا والإمارات المتحدة.

وفي ندوة الفيلم غاب المخرج العراقي عباس فاضل عن الحضور.. بينما حضر أبطال الفيلم المصريين إنجي عاشور أحد الوجوه الصاعدة مؤخراً وشاركت في عدد من المسلسلات التليفزيونية منها "أولاد الشوارع" و "بعد الفراق" اللذان عرضا في شهر رمضان الماضي.

كما يعتبر الفيلم أول ظهور لها علي شاشة السينما وهناك وليد أبوالمجد ومحمود محيي الدين والذي جاء اختيارهما من قبل المخرج العراقي من بين مائة ممثل دخلوا في التصفيات هي وقع الاختيار عليهم جميعاً.

وتعلم الممثلين المصريين الشباب اللهجة عن طريق مواطنين عراقيين يعيشون في مصر فأكدت إنجي عاشور أن المخرج عباس فاضل كان يجلس معهم كثيراً وأقام جلسات عمل مكثفة لاتقان اللغة واللهجة العراقية كما كان أبناء المخرج وأصدقاؤه عاملاً أساسياً في تعلم اللهجة.. تدور أحداث الفيلم حول قصة حب بين شاب وفتاة وتنتهي بالزواج.. وبعد إقامة حفل زفافهما السعيد تتفجر الأوضاع في العراق إيذائغا بحرب الخليج..  

الجمهورية المصرية في

21.11.2009

 
 

دهشة من فوز "أمريكا"

اختتام "القاهرة السينمائي 33" بمظاهرة سياسية

"الهرم الذهبي" من نصيب الفنلندي "رسائل الأب يعقوب

سعيد أبو معلا

حصد الفيلم الفنلندي "رسائل الأب جاكوب" جائزة "الهرم الذهبي" إضافة إلى جائزة أفضل سيناريو (جائزة سعد الدين وهبة) لمخرجه وكاتبه كلاوس هارو.. جاء ذلك في حفل اختتام فعاليات المهرجان التي تحولت إلى تظاهرة سياسية على خلفية مباراة كرة قدم التي تأهلت فيها الجزائر إلى نهائيات كأس العالم الأربعاء الماضي في السودان.

حيث تعالت الأصوات من الفنانين المصريين المحتشدين في دار الأوبرا عندما أشار رئيس المهرجان "عزت أبو عوف" في كلمته إلى مكانة مصر واتصافها بالتسامح والكبرياء، وأنها ستظل أم الدنيا، وهو ما تضاعف عندما أعلن الممثل المصري "فتحي عبد الوهاب" الذي حاز جائزة أفضل ممثل مناصفة أنه يهدي الجائزة للمنتخب المصري والجماهير التي ذهبت تشجع المنتخب في السودان.

وعقب حفل الافتتاح كانت هناك وقفة احتجاجية نظمها الفنانون المصريون.. ونفى عزت أبو عوف، رئيس المهرجان، ما تردد في وسائل الإعلام عن تكريم السينما الجزائرية في حفل الختام، وقال إن حفل الختام يقتصر فقط على تسليم الجوائز، ولا يشمل تكريم الجزائر أو غيرها وهو ما يتناقض مع تكريم السينما الهندية في ذات الحفل.

وغلب على تعليقات الفنانين المصريين قبل الحفل وبعده، سواء في أحاديثهم الشخصية أو أمام وسائل الإعلام، الحديث عن اتهامات لمشجعين جزائريين بالاعتداء على مشجعين مصريين في الخرطوم خلال المباراة وبعدها، حيث كان في المشجعين كثير من الفنانين في ظل غياب نصيب الأفلام المصرية عن جوائز المهرجان بفئاتها المختلفة.

وكان اتحاد النقابات الفنية برئاسة ممدوح الليثي وعضوية كل من أشرف زكى نقيب الفنانين ومنير الوسيمي نقيب الموسيقيين وإبراهيم الشقنقيري القائم بأعمال نقيب السينمائيين قد أصدر قرارا بوقف جميع أشكال التعامل مع المؤسسات الفنية والثقافية الجزائرية، وفيها المهرجانات الفنية، سواء كانت «سينما أو تلفزيون أو مسرح».

القنفذ الفرنسي

وأعلن رئيس لجنة التحكيم الرسمية المخرج الهندي أدور جوبا لاكريشنان فوز الفيلم الفرنسي "القنفذ" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة "الهرم الذهبي"، كما فازت مخرجته منى عشاش بجائزة أفضل مخرج، إضافة إلى فوز الفيلم أيضا بجائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي"، ويعرض الفيلم قصة اكتشاف غير متوقع بطلتها "بالوما" الفتاة التي تبلغ من العمر 11 سنة وتتميز بالذكاء والروح الصلبة.

وفاز المخرج الأرجنتيني جونزالو كالزادا بجائزة أفضل عمل أول، وجائزة نجيب محفوظ كانت لفيلم "لويزا"، ويحكي الفيلم بقالب كوميدي قصة إنسانية لامرأة عجوز تعمل في مقبرة، تضطرها الظروف المحيطة لترك عملها، حيث تضطر للعمل في ظروف صعبة وكوميدية لتأمين دفن يليق بقطها الصغير الذي توفي في يوم طردها من عملها.

وفازت المخرجة الروسية فيرا جلاجوليفا بجائزة يوسف شاهين للإبداع الفني عن فيلم "حرب واحدة"، والفيلم المأخوذ عن أحداث حقيقية يكشف عن صفحات مجهولة من تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث تجري الأحداث في جزيرة نائية، فيلتقط الفيلم الروسي "حربا واحدة" تفصيلية تبدو منسية داخل دائرة الحديث عن الحرب العالمية الثانية من وجهة النظر الروسية، حيث يحكي عن خمسة نساء مذنبات بإقامة علاقة مع العدو "الألمان" قبيل إعلان انتهاء الحرب مباشرة, تم اعتقالهن في جزيرة نائية مع أطفالهن حتى انتهاء الحرب, والتي تمثل لدى كل منهن بداية جديدة يمكن أن تغير من الواقع الذي فرض عليهن.. حالمات بأن تتم تبرئتهن بعد الانتصار، لكن شيئا من ذلك لن يكون، وهو ما يدفع بالضابط الذي كان يحرسهن بالقيام بتهريبهن قبل موعد الترحيل, رغبة في منحهن فرصة للحياة التي حرمن منها بسبب الحرب.. يدين الفيلم الحرب التي تظل هي نفسها ذات تأثير مدمر، سواء انتهت بالانتصار أو الهزيمة, بحصادها للأرواح، سواء كانوا جنودا أو مواطنين.

ونالت البولندية كارولينا بيكوتا جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "الشظايا"، وتقاسم الهندي بطل فيلم "مادهولال ما زال يسير" سوبرات دوتا جائزة أفضل ممثل مع المصري عبد الوهاب بطل فيلم "عصافير النيل" إخراج مجدي أحمد علي.

جائزة الثقافة لأمريكا

وأعلن الممثل المصري يحيى الفخراني، رئيس لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الأفلام العربية، فوز الفيلم الفلسطيني "أمريكا" بجائزة أفضل فيلم عربي، وقدرها 100 ألف جنيه (نحو 18324 دولارا)، وتمنح مناصفة بين شركة الإنتاج ومخرجة الفيلم الفلسطينية شيرين دعيبس التي فازت أيضا بجائزة أفضل سيناريو لفيلم عربي وقدرها 100 ألف جنيه مصري، والجائزتان تمنحهما وزارة الثقافة المصرية، والفيلم يحكي قصة تعايش بين أسرة فلسطينية ويهودي يعيشان في الولايات المتحدة الأمريكية.

فالأسرة الفلسطينية القادمة من "بيت لحم" بعد حصولها على بطاقة الإقامة الأمريكية تمر بظروف صعبة في الإقامة والبحث عن عمل، حيث يقف إلى جانبها مدير إحدى المدارس الأمريكية، وهو يهودي مولود في هولندا، ويعيش في أمريكا.

في حين منحت لجنة التحكيم العربية شهادتي تقدير لفيلم "الليل الطويل" من إخراج حاتم علي الذي يتحدث عن الاعتقالات السياسية والصراع على السلطة في سوريا، وفيلم "هليوبوليس" إخراج أحمد عبد الله والذي يتحدث عن رثاء الطبقة الوسطى في مصر وواقعها الحالي، وهما فيلمان حازا على إعجاب النقاد والجمهور أثناء عرضهما وكانت التوقعات تشير إلى فوز أحدهما بجائزة أفضل فيلم عربي التي نالها فيلم "أمريكا" وهو ما استغرب له كثير من الحضور.

ناقد فني ومسئول صفحة ثقافة وفن بشبكة إسلام أونلاين. نت

إسلام أنلاين في

21.11.2009

 
 

أميركا في المرتبة الثانية

الحزن يخيم على ختام مهرجان القاهرة السينمائي

القاهرة ـ من محمد الحمامصي  

'القنفذ' يحصد ثلاثاً من جوائز المهرجان الذي سيطر عليه التأثر بمجريات العنف بين المصريين والجزائريين في السودان.

حصد الفيلم الفرنسي "القنفذ" للمخرجة منى قشاش ثلاثاً من جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ33 التي اختتمت أعمالها أخيرا، أولها جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية، وجائزة أفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم الدولية الخاصة، وهو الفيلم الذي لعب بطولته جوسيانا بالاسكو، وجارانس لي جويليرميك، توجو ايجاوا وإنتاج لي فيلمز دي تورنيلز.

وجاء الفيلم الفلسطيني "أميركا" في المرتبة الثانية من حيث عدد الجوائز، فنال جائزتي أفضل سيناريو عربي وأفضل فيلم عربي، والجائزتان تمنحهما مسابقة لجنة التحكيم العربية، والفيلم للمخرجة شرين دعبس، وبطولة نسرين فعور، ميلكار مواليم، هيام عباس.

وأعلن الفنان يحيي الفخراني رئيس لجنة التحكيم العربية إضافة لجنته شهادتين تقديريتين منحتهما لفيلمين مهمين هما الفيلم السوري "الليل الطويل" لحاتم علي، والفيلم المصري "هليوبوليس".

كما نال فيلم "خطابات إلى الأب جاكوب" للمخرج كلاوس هارو على جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، وجائزة أفضل سيناريو "جائزة سعد الدين وهبة".

وذهبت جوائز المسابقة الدولية أولا جائزة يوسف شاهين للإبداع الفني لفيلم "حرب واحدة" للمخرج فيرا جلاجوليفا، وثانياً جائزة نجيب محفوظ لأفضل مخرج عمل أول لمخرج فيلم "لويزا" أليخاندرو نارفيز، وثالثاً جائزة أفضل سيناريو "جائزة سعد الدين وهبة" لفيلم "خطابات إلى الأب جاكوب"، وأخيرا جائزة أفضل مخرج لفيلم "القنفذ" منى قشاش.

وحصل فتحي عبد الوهاب و سوبرات دوتا على جائزة أفضل ممثل مناصفة، الأول عن دوره في فيلم "عصافير النيل"، والثاني عن فيلم "استمري في السير".

وشهد حفل الختام لحظات حماسية ضد ما حدث للمصريين في السودان بعد مباراة مصر والجزائر، كشفت عن حزن عميق ينتاب الوسط الفني المصري مما جرى، حتى لقد كان يتحول حفل الختام إلى إعلان شديد اللهجة ضد أحداث السودان.

فعقب إلقاء عزت أبو عوف كلمته والتي ختمها بالتوجه إلى مصر قائلاً "روحك دي كلها خير وعطاء وتسامح وكبرياء وإبداع وجمال، روحك دي وناسك حيخلوكي دائما وللأبد أم الدنيا" انطلقت الصرخات في المسرح الكبير بدار الأوبرا "تحيا مصر"، مع ملاحظة أن أغلب الفنانات والفنانين المصريين ارتدوا السواد، فساتين سوداء وبدل سوداء، وعندما خرجت هالة فاخر عضو لجنة التحكيم الدولية رفعت يديها هاتفة "تحيا مصر" تجاوبت معها القاعة، لكن موقف الفنان فتحي عبد الوهاب الذي أعلن منح جائزته لمصر ومنتخبها، هز المسرح بالتصفيق، فقد كاد يبكي فيما يرفع بعلامة النصر.

وعلى هامش حفل الختام استضافت قناة النيل سينما عدداً كبيراً من الفنانين؛ فهاجم مجدي كامل ما حدث في السودان، واتهمت الفنانة زينة الجزائر وشعبه اتهامات قاسية وصلت لحد السب، فيما طالبت يسرا مصر قيادة وشعبا الالتفات إلى مصالحها بالدرجة الأولى، ورأي ماجد المصري أن ما حدث يمثل كارثة ولا بد من رد فعل من القيادة المصرية.

وخارج المسرح رفع البعض أعلام مصر وأوراقاً تندد بما حدث في السودان، في حالة أقرب للتظاهرة الفنية، الأمر الذي يؤكد أن الأمر لدى المصريين ليس بالبساطة التي يظنها البعض خاصة بعد الحكايات المرعبة التي نقلها الفنانون الذين كانوا في السودان عما جرى.

ميدل إيست أنلاين في

22.11.2009

 
 

اختتام فعاليات الدورة 33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

جائزة الهرم الذهبي تُسند للفيلم الفنلندي خطاب الى الاب جاكوب

رويترز / القاهرة: 

فاز الفيلم الفنلندي "خطاب الى الاب جاكوب" بجائزة "الهرم الذهبي" مساء يوم الجمعة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الذي تحول الى ما يشبه المظاهرة السياسية على خلفية مبارة لكرة القدم تأهلت فيها الجزائر الى نهائيات كأس العالم الاربعاء الماضي.

وشهدت دار الاوبرا حفل ختام المهرجان باشارة رئيسه عزت أبو عوف الى مكانة مصر واتصافها "بالتسامح والكبرياء وأنها ستظل أم الدنيا" فتعالت هتافات الجمهور "تحيا مصر" ومع اعلان حصول الممثل المصري فتحي عبد الوهاب على جائزة أفضل ممثل مناصفة مع ممثل هندي تعالت الهتافات مرة أخرى ووقف معظم المصريين الذين صفقوا كثيرا للممثل الفائز وهو يهدي الجائزة الى "المنتخب "المصري لكرة القدم" والى المشجعين "المصريين" في السودان" حيث أقيمت المبارة الفاصلة التي خسرتها مصر.

وتصاعد التوتر في وسائل الاعلام المصرية والجزائرية قبل المباراة التي جرت في مصر السبت الماضي وزادت حدته بعد المبارة الثانية حيث وجهت مصر اتهامات لمشجعين جزائريين بالاعتداء على مشجعين مصريين في الخرطوم خلال المباراة وبعدها.

وأعلن رئيس لجنة التحكيم الرسمية المخرج الهندي أدور جوبا لاكريشنان فوز الفيلم الفرنسي "القنفذ" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة "الهرم الفضي" كما فازت مخرجته منى عشاش بجائزة أفضل مخرج اضافة الى فوز الفيلم أيضا بجائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي".

وفاز الفيلم الفنلندي "خطاب الى الاب جاكوب" أيضا بجائزة أفضل سيناريو "جائزة سعد الدين وهبة" لمخرجه وكاتبه كلاوس هارو.

وفاز المخرج الارجنتيني جونزالو كالزادا بجائزة أفضل عمل أول "جائزة نجيب محفوظ" عن فيلم "لويزا". وفازت المخرجة الروسية فيرا جلاجوليفا بجائزة يوسف شاهين للابداع الفني عن فيلم "حرب واحدة" ونالت البولندية كارولينا بيكوتا جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "الشظايا" وتقاسم الهندي بطل فيلم "مادهولال ما زال يسير" سوبرات دوتا جائزة أفضل ممثل مع المصري عبد الوهاب بطل فيلم "عصافير النيل" اخراج مجدي أحمد علي.

وأعلن الممثل المصري يحيى الفخراني رئيس لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الافلام العربية فوز الفيلم الفلسطيني "أميركا" بجائزة أفضل فيلم عربي وقدرها 100 ألف جنيه "نحو 18324 دولارا" وتمنح مناصفة بين شركة الانتاج ومخرجة الفيلم الفلسطينية شيرين دعيبس التي فازت أيضا بجائزة أفضل سيناريو لفيلم عربي وقدرها 100 ألف جنيه مصري والجائزتان تمنحهما وزارة الثقافة المصرية.

ويتناول الفيلم حلم امرأة فلسطينية تعيش في الضفة الغربية بالهجرة الى الولايات المتحدة ويتحقق لها ذلك مع ابنها المراهق. وصفت لجنة التحكيم الفيلم بأنه من حيث السيناريو الاخراج والتمثيل "على درجة عالية من المتعة والتشويق والجاذبية" للناقد المتخصص وللمشاهد العادي.

وفي المسابقة نفسها منحت لجنة التحكيم شهادتي تقدير للفيلمين المصري "هليوبوليس" تأليف واخراج أحمد عبد الله والسوري "الليل الطويل" اخراج حاتم علي والذي يستعرض فيه بعض ضحايا المعتقلات واعتبرت لجنة التحكيم الفيلم مهما وجريئا "لتناوله وطرجه لظاهرة يعاني منها المجتمع العربي بأجمعه."

وأعلن المخرج النيجيري فيكتور اوكاي رئيس لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة أفلام الديجيتال فوز الفيلم الفلبيني "نشوة في/ بالجائزة الذهبية وقدرها عشرة الاف دولار أما الجائزة الفضية في هذه المسابقة وقيمتها ستة الاف دولار فتقاسمها الفيلم الفرنسي "المنفى في باريس" والفيلم الهندي "أول مرة".

واستمرت الدورة الثالثة والثلاثون للمهرجان 11 يوما وعرض فيها 150 فيلما تمثل 67 دولة وأهديت الى اسم المخرج المصري شادي عبد السلام (1930-1986) صاحب فيلم "ليلة أن تحصى السنين- المومياء" الذى يعد من كلاسيكيات السينما العربية.

الإتحاد العراقية في

22.11.2009

 
 

عصافير النيل..

لوحة هائلة عن البسطاء بالأسود والأزرق!

كتب محمود عبد الشكور

فيلم عصافير النيل الذي شاهدناه في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثالثة والثلاثين هو بالتأكيد أحد أهم وأفضل الأفلام المصرية في السنوات الأخيرة، الفيلم الذي كتب له السيناريو والحوار وأخرجه مجدي أحمد علي حلقة ذهبية جديدة في سلسلة الأعمال التي تتناول بدرجة كبيرة من الحب والتعاطف حياة البسطاء والمهمشين، يمكن أن تسمي هذا التيار الواقعية الجديدة أو أي تسمية أخري، ولكن الأهم في رأيي هذا الشعور الذي تخرج به من المشاهدة، حالة عجيبة من الشجن والتعاطف والمشاركة وتشاطر لحظات الحياة مع شخصيات لا تشك في أنك التقيتها أو سمعت عنها، مخرجو هذا التيار يختلفون في عوالمهم وفي أساليب التعبير ولكن أفلامهم تشترك في خلق هذه الحالة الصادقة والصادمة.

عصافير النيل هو ببساطة لوحة هائلة للبسطاء رسمت أشكالها وحددت معالمها بالأسود والأزرق، بعض الابتسامات والأضواء الخافتة من لمبة جاز حال انقطاع النور المستمر لا تكفي أبدًا لكي تفتح نوافذ التفاؤل، هذه قصيدة رثاء مليئة بالشجن والأسي رغم التعلق المستمر بالحياة، علي مستوي الشكل تبدو التيمة متكررة: ذلك الشاب الريفي الذي يصل إلي العاصمة فلا يحقق شيئًا، بل ويبدو كما لو أنه يدور في دائرة بلا نهاية، ولكن المستوي الأعمق في الفيلم المأخوذ عن رواية للأديب الكبير إبراهيم أصلان يوسع الدائرة قليلاً لتدخل فيها أسرة أخري تسكن شارع فضل الله عثمان في إمبابة، بسطاء القرية والمدينة يلتقون معًا في رحلة لا تنتهي إلي أي شيء، أحلامهم وطموحاتهم متواضعة أقرب ما تكون إلي الجلوس علي شاطئ النيل لاصطياد سمكة صغيرة أو الإمساك بعصفور هزيل، ولكن حتي هذه الأشياء الصغيرة لا ينجحون في الوصول إليها.

يلجأ مجدي أحمد علي إلي صوت الراوي الذي يعرف كل شيء، والذي يتأمل الصورة من بعيد، ولكنه يحتفظ أيضًا برواية بطله الأساسي عبدالرحيم (فتحي عبدالوهاب) الذي يسرد في فلاش باك طويل محطات في حياته، وفي حياة أسرة أخته التي أقام عندها واسمها نرجس (دلال عبدالعزيز) وزوجها موظف البريد البهي عثمان (محمود الجندي)، ولكن عبدالرحيم لا يتذكر حياته الفارغة في برنامج تليفزيوني مثلاً، وإنما في لقاء بالصدفة في مستشفي يعالج فيه مع حبيبته القديمة بسيمة (عبير صبري)، تخترق الكاميرا المستشفي حتي تتوقف أمام سرير عبدالرحيم ثم تتابعه إلي الردهة الطويلة لتظهر له بسيمة من قلب النور يتبين فيها بصعوبة ملامح امرأة جميلة فاتنة كان يعرفها.

هذا المشهد الافتتاحي من أقسي ما قدم مخرجو الواقعية الجديدة رغم تنفيذه بشفافية آسرة، هنا نهاية قصة حب تليق بطبقة غاربة أصبحت علي هامش الهامش، وما يتذكره عبدالرحيم مضافًا إليه تعليق الراوي العليم بكل شيء بصوت حلمي فودة يقدم لنا تفاصيل ما جري، لن نشاهد عبدالرحيم سوي في لقطات سريعة في قريته الهامشية، سنراه وهو يصطاد علي شاطئ النيل في إمبابة، ولكنه بدلاً من أن يصطاد سمكة يصطاد عصفورًا أزرق من الماء، بداية عبثية تماما لا تخلو من السخرية، عندما ندخل في التفاصيل أكثر سنجد أنه سيفشل في اصطياد أي شيء، معظم ما سنشاهده يدور حول علاقاته النسائية وفحولته الجنسية الواضحة، ستفشل علاقته مع بسيمة التي أحبها، ولكن ستطارده سمعتها كامرأة تركت أسرتها لتعيش بمفردها، وسيفشل ارتباطه بالممرضة أفكار التي لا تحب أن تقترن بفلاح يرتدي جلبابًا، وسيطلق زوجته أشجان الأرملة لأنها رفضت أن تتنازل عن المعاش الذي تحصل عليه بعد زواجها، وسينتهي الأمر بزواجه من امرأة بلا ملامح، امرأة عادية تمامًا تنجب له ثلاثة أبناء، وترافقه في رحلاته إلي المستشفي.

لا يختلف عبدالرحيم في فحولته الجنسية عن القادمين من الريف في أفلام السينما المصرية من شكري سرحان في فيلمي ابن النيل وشباب امرأة إلي فتحي عبدالوهاب في فيلم فرحان ملازم آدم، المعني المباشر القريب هو أن المدينة تفرِّغ الكبت والرغبات الممنوعة، ولكن المعني الأعمق والأهم هو أن تفريغ الطاقة الجنسية هو التفريغ الوحيد المسموح به لهؤلاء البسطاء، حتي الحب لا يستطيعون الحصول عليه، وحدود الوظيفة لا تتجاوز بالنسبة لـعبدالرحيم توزيع الخطابات أو قطع التذاكر بالنسبة لفرحان ملازم ادم، فليتسع الفراش لما ضاق به المجتمع.

أما البهي زوج شقيقة عبدالرحيم فهو أيضًا محدود الأحلام والطموح، كل مشكلته أن مصلحة البريد التي يعمل بها أنهت معاشه في سن الستين بدلاً من سن الخامسة والستين مما سيقلِّل من المبلغ الذي سيحصل عليه شهريا، وبسبب ذلك سيشكو - مثل الفلاح الفصيح - لكل المسئولين دون جدوي، البهي غارق في الشكوي، وعبدالرحيم غارق في النساء، ونرجس غارقة في هموم منزلها الذي تنقطع عنه الكهرباء، وفي الجزء الأخير من الفيلم ستتسع الدائرة بالرجوع إلي الخلف زووم آوت حيث ستظهر شخصية أم عبدالرحيم وهي هانم الأم العجوز التي تقيم مع ابنها ويسكنها حلم استعادة أرضهم الصغيرة المفقودة، وشخصية ابن البهي الأكبر عبدالله الذي يمارس نشاطًا سياسيا يجعله مطاردًا من الشرطة طوال الوقت، هنا ثلاثة أجيال لا تستطيع أن تتحقَّق لأسباب مختلفة، وتخرج من الهامش لتدخل إليه من جديد.

اللوحة النهائية واضحة المعالم إلي حد كبير لولا بعض الملاحظات مثل غموض شخصية عبدالله وغموض نشاطه السياسي، ومثل ضبابية بعض الشخصيات المساعدة في الشارع مثل شخصية أم حسين والرشيدي الذي لا نعرف لماذا هاجمه المتطرفون بالذات، ومثل الارتباك الذي قد تشعر به في تحديد زمن الأحداث بدقة، ولكن مجدي أحمد علي يقدم بالمقابل تفصيلات تمزج بين الحزن والسخرية مثل عدم معرفة عبدالرحيم بطعم التفاح لدرجة أنه يأكله بالجاز دون أي شكوي!
ومثلما كانت البداية قاسية فإن النهاية لا تقل قسوة، نتابع الأجيال الثلاثة في لحظات غير مريحة: عبدالرحيم يزف إلي بسيمة في المستشفي زفاف الجثة إلي الجثة، وعبدالله يهرب من الشرطة، والجدة هانم تجري وراء عربات الكارو لتحملها إلي القرية بحثًا عن الأرض الضائعة فإذا أضفت إلي هؤلاء هذه الطفلة الصغيرة التي لا تفعل شيئًا سوي تفريغ إطارات السيارات لأصبح واضحًا أن الأجيال بأكملها تحرث في البحر، ولن تصصاد أبدًا أسماكًا ولا طيورًا.

ليس هناك حواديت تقليدية، ولكنها لوحات ظاهرها البساطة وباطنها الحقيقة المؤلمة، مجدي أحمد علي ينجح بامتياز في تحويل الفشل الإنساني إلي لحظات للتأمل والتفكير، يدير ممثليه ببراعة خاصة فتحي عبدالوهاب الذي تنقل بسلاسة بين تعبيرات وانفعالات مختلفة، وعبير صبري التي قدمت أفضل أدوارها حتي الآن، ومحمود الجندي الذي قدم شخصية ثرية لا تُنسي ودلال عبدالعزيز التي قدمت شخصية نرجس في مراحلها العمرية المختلفة بصورة مقنعة ومؤثرة إجمالاً، أما مدير التصوير رمسيس مرزوق فهو الذي أعطي هذه اللوحة ألوانها السوداء والزرقاء، حتي عندما تشتعل لمبة صغيرة فإن المكان يتحول إلي مقبرة مُضيئة، المصور الكبير ينقل إلينا في اللقطات الكبيرة للوجوه مأساة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات، وتستكمل موسيقي راجح داود التأثير فتسخر أحيانًا وتبكي أحيانًا أخري، ربما طالت وتكررت بعض المشاهد الجنسية مما كان يتطلب تدخل المونتير أحمد داود، كما بدا وضع قصيدة لـشكسبير من هاملت علي مشاهد حميمية لـعبدالرحيم مع أشجان أمرًا غريبًا ولا يمكن فهمه، ولكن النتيجة العامة كانت جيدة ومقبولة للغاية.

عبدالرحيم يصطاد عصفورًا أزرق بدلاً من الأسماك، وابن اخته عبدالله يفشل حتي في اصطياد العصافير، والأخت نرجس تحلم بلمبة تضيء لها القبر، والعروس بسيمة تُعالج بالدواء الكيماوي، كم هي مؤلمة صورتنا في المرآة،. ولكن -يا إلهي- كم هي جميلة بالأسود والأزرق!

####

عبير صبري: عصافير النيل جعلني مختلفة

كتب غادة طلعت 

عبير صبري تري أنها تعيش مرحلة فنية جديدة تعتبرها الأهم في حياتها وذلك بعد عودتها للسينما من خلال فيلم عصافير النيل الذي يشاركها بطولته فتحي عبدالوهاب ودلال عبدالعزيز وشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي وعن الفيلم تحدثت عبير في هذا الحوار.

·         تفاوتت الآراء بين إيجابية وسلبية عقب عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي كيف كان أثر ذلك عليك؟

- لا أخفي إنني شعرت بالسعادة الحقيقية عقب عرض الفيلم خاصة إنني وجدت أن ردود الأفعال كانت مرضية جدا بالنسبة لي ولفريق العمل خاصة أن أغلبها كانت إيجابية ومشجعة جدا وهذا جعلني أشعر بقيمة التجربة التي تكللت بالعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العريق.

·     مشاركة الفيلم في المهرجان أخذت فترة طويلة في المفاوضات بين صناع الفيلم وإدارة المهرجان وقبل أن الشركة المنتجة كانت ترغب في عرضه في مهرجانات غربية فهل كنت مع عرض الفيلم في مهرجان القاهرة؟

- أهم تكريم لي ولفيلمي عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي وبالرغم من سعادتي بإقبال المهرجانات الغربية لعرض الفيلم في مسابقات مهمة إلا أنني لا شك أرجح كفة مهرجان بلدي خاصة أن هناك أزمة في وجود فيلم مصري علي مستوي يليق بقيمة المهرجان واسمه.

·         وما السر وراء أدائك المختلف في هذا الفيلم لدرجة أن بعض النقاد قالوا أنها بدايتك السينمائية الحقيقية؟

- الحمد لله سمعت بنفسي الجمهور يقول إنني كنت مختلفة وإنما نسي البعض إنه يشاهد عبير صبري التي ظهرت من قبل في أعمال كثيرة أخري وهذا ناتج من حبي للتجربة وشوقي الشديد للعودة للسينما بعد أن ابتعدت عنها لفترة طويلة ولذلك عندما أجلس مع نفسي أقول الحمد لله هو الذي وفقني لإنني كنت متوقعة أن لطول استبعادي عن السينما بعد فترة الغياب ولكن ربنا كافأني بفيلم عصافير النيل هذا بالإضافة لنظرة المخرج مجدي أحمد علي المختلفة فهو قادر علي تقديم الفنان بشكل مختلف.

·         هل قرأت رواية عصافير النيل للكاتب إبراهيم أصلان ؟

- بالطبع استمتعت بها جدا ولا أخفي عليكي إنني عندما قرأتها كنت أتابع كل شخصياتها بشغف شديد وخاصة شخصية الفتاة بسيمة التي قمت بدورها وحلمت بتقديمه وكنت أفكر فيها كثيرا إلي أن فوجئت بالمخرج مجدي أحمد علي يرشحني للدور فشعرت بسعادة خاصة إنني لم أجد اختلافا كبيرا بين الرواية والفيلم كما أتمني أن أقوم بتقديم رواية ربع جرام للكاتب عصام يوسف عندما تتحول لفيلم سينمائي.

·         ما هي أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير؟

- اغلب المشاهد لم تكن سهلة خاصة أن المخرج مجدي أحمد علي طلب أن أظهر الحزن في عيوني طوال الأحداث حتي وقت الضحك كما أنني شعرت بألم نفسي شديد وقت تصوير لمشاهد بعد الإصابة بمرض السرطان وتساقط شعري خاصة أن هذه السيدة بدأت تفقد جمالها وأنوثتها فهي مشاهد ليست سهلة علي الإطلاق هذا بالإضافة لصعوبة عمل المكياج والباروكه والتي كانت تستغرق وقتاً طويلا يتجاوز الخمس ساعات في التركيب والإزالة خاصة إننا حرصنا أن نظهر صلعة هذه السيدة بلون بشرتها حفاظا علي المصداقية.

·         ألم تفكري في نظرة الجمهور بعد ظهورك بدون مكياج وفي سن الخمسين؟

- الموضوع لم يقتصر علي الظهور بدون مكياج ولكن علي أنني أقدم دور سيدة كبيرة في السن تعاني من مرض السرطان بآثاره المرضية المعروفة كما أنني لم أفكر أبدا في المكياج لإنني ليست وجها جديدا أسعي ليري الجمهور جمالي فالناس يعرفون عبير صبري جيدا ولكني حرصت أن أظهر بشكل متدهور قدر الإمكان لدرجة إنني خضعت لنظام غذائي قاس جدا حتي ينقص وزني ويبدو الإرهاق علي وجهي.

·         وما ردك علي الهجوم عليك بسبب القبلات الساخنة والمشاهد الجريئة التي قمت بتقديمها مع فتحي عبدالوهاب؟

- لا أحب الحديث عن هذه المشاهد ولا تعليق علي هذا السؤال.

روز اليوسف اليومية في

22.11.2009

 
 

طرحت هموم العرب بالصوت والصورة

شاشة مهرجان القاهرة السينمائي منبر سياسي

القاهرة - انتصار محمود

ما يجمع بين القضايا المتنوعة التي تناولتها الأفلام العربية المشاركة في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثالثة والثلاثين التي اختتمت قبل أيام هو مناقشة قضايا وهموم الإنسان العربي خاصة السياسية منها بتناول إنساني يزيح السياسة إلى خلفية الصورة ليركز على انعكاساتها على ذوات الشخصيات، كما ناقش عدد منها تجارب الهجرة ومحاكمة الماضي، كما شهدت الدورة حضوراً متميزاً للمخرجات العرب، وحضوراً عربياً في مسابقاتها الثلاث بفيلمين في المسابقة الدولية المصري “عصافير النيل” والمغربي “أقدار متقاطعة”، وفيلم واحد في مسابقة أفلام الديجيتال الجزائري “زهر”، وأحد عشر فيلماً في مسابقة الأفلام العربية .

بعد الجدل الطويل حول تمثيل مصر في المسابقة الدولية للمهرجان جاء فيلم “عصافير النيل” للمخرج مجدي أحمد علي بطولة فتحي عبدالوهاب، وعبير صبري، ودلال عبدالعزيز، أقل كثيراً من المتوقع، رغم أنه مأخوذ عن رواية بديعة لإبراهيم أصلان وتصوير الفنان رمسيس مرزوق الذي قدم صورة جميلة، وموسيقا لراجح داود جاءت مكررة ودون إضافة، المخرج وقع في فخ إعادة إنتاج نموذج فيلمه الناجح العام الماضي “خلطة فوزية”، كما افتقد كثير من أحداثه المصداقية، وتداخلت الأزمنة بشكل أفقدها واقعيتها وانشغل بخط مغامرات بطله الجنسية، التي اعتبرها الفيلم تعبيراً عن حب الحياة، على حساب موضوعه الذي أعطاه إشارات متفاوتة (الأرض/ الوطن) الذي يضيع لأسباب مبهمة وعبثية، والذي حاول تكثيفه في خاتمة الفيلم بمشهد الجدة العجوز التي تلاحق السيارات في الطريق الزراعي باحثة عن طريق البلد قريتها لتعود إليها، ورغم تركيزه على الحياة في شارع فضل الله عثمان في الكيت كات والذي أجبرنا على استحضار فيلم الكيت كات إلا أن الفارق بين الفيلمين كشف المزيد من مشاكل فيلم “عصافير النيل”، الذي أراد أن يقول الكثير عن صراعات سياسية وبلد تودي بأبنائها إلى المستشفيات مرضى وغيرها الكثير من دون أن يفقد فرصة تقديم الكثير من المشاهد الساخنة .

في المقابل شارك الفيلم المصري الثاني في المهرجان “هليوبوليس” للمخرج أحمد عبدالله في تجربته الأولى بعد تجربة العمل كمونتير في مسابقة الأفلام العربية، ورغم عدم تحقق التكامل الفني في “هليوبوليس” واعتماده إيقاعاً خاصا هادئا ومتأملا ربما يصيب كثيرين بالملل إلا انه استطاع تحقيق رؤية عبرت عن حالة عدم التحقق والأحلام المجهضة عند أبطاله الذين قدمهم كشخصيات متوازية لا تتلاقى، وتكشف الجزر المنعزلة وتجارب الحياة المختلفة كموزاييك متنوع، الفيلم بطولة خالد أبوالنجا وحنان مطاوع وعدد من الوجوه الشابة الموهوبة .

وتدور أحداثه في يوم واحد من خلال تجول بطله خالد أبوالنجا في المنطقة وإجراء حوارات مصورة بكاميرا فيديو ديجيتال مع بعض أهالي منطقة مصر الجديدة “هليوبوليس”  متسائلا عن التغييرات التي مرت بها ليخلص إلى أن المنطقة تدهورت بعدما تركها الأجانب، وهي إحدى الأفكار غير الناضجة بالفيلم، لكن يحسب للمخرج الذي أنجز أيضاً السيناريو والمونتاج تقديم لغة سرد متميزة وتناول إنساني متأمل فتح أبواباً لجمهوره للتساؤل عن أسباب عدم التحقق والانكفاء على الذات

قدم المهرجان هذا العام الفيلمين الفلسطينيين “المر والرمان” لنجوى النجار و”أمريكا” لشيرين دعيبس، وكلاهما كتبت سيناريو فيلمها، وهما مخرجتان متميزتان تشكلان مع “آن ماري جاسر” صاحبة فيلم “ملح هذا البحر” إضافة كبيرة ليس فقط للسينما الفلسطينية، ولكن العربية أيضاً، في “أمريكا” الذي نال عددا من الجوائز منها جائزة النقاد بمهرجان كان، وقدم لنا ممثلة فلسطينية مبهرة هي نسرين فاعور، يطرح الإشكاليات التي يعيشها الفلسطينيون في أمريكا وما يواجهونه من تعنت بسبب هويتهم والأفكار المغلوطة عن العرب والمسلمين كإرهابيين بعد أحداث 11 سبتمبر .

أما فيلم “المر والرمان” لنجوى نجار الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان ترابيكا الأول بالدوحة، فيناقش صراعات من نوع مختلف بين الرغبات والاحتياجات الشخصية والاختيارات الأصعب .

من سوريا جاء احد أهم أفلام هذه المسابقة “الليل الطويل” للمخرج حاتم علي، والسيناريو والإنتاج للمخرج والمنتج هيثم حقي، الفيلم يحمل دعوة لإنصاف المعتقلين السياسيين في المعتقلات السورية ومحاسبة من دمروا حياتهم، الفيلم رصد الخراب الذي طال حياة هؤلاء وما مرت به عائلاتهم من خلال أسر أربعة معتقلين أفرج عنهم بعد السجن عشرين عاماً على خلفية الصراع السياسي، وهو من خلال الشخصيات الأربع يقدم رؤى مختلفة بين المكتئب الذي يخرج ليموت في تراب بيته القديم والمتفائل الذي يأمل في مستقبل مختلف خاصة أن الفيلم يشير إلى أن الأحداث تدور في زمن الرئيس بشار الأسد في اتجاهه للمصالحة، والثالث في حالة ضياع والرابع مخرج مسرحي يرفض الخروج ويظل في محبسه يردد مونولوج العاصفة من مسرحية الملك لير لشكسبير الذي افتتح به الفيلم وختم به في تأكيد على استمرارية القضية وشمولها الإنساني، الفيلم يتعرض للعلاقات بين الأبناء والتغيرات التي مرت بها حياتهم كانعكاس للمجتمع والفيلم يكاد يتعمد ألا يدرك المشاهد من البداية تحديد أي شخصياته من أبناء أي سجين ليبدو كأسرة واحدة كبيرة تختصر شريحة واسعة في المجتمع .

الفيلم بطولة باسل الخياط، أمل عرفة، وزهير عبدالكريم، حاز جوائز . . أفضل فيلم من مهرجان تاور مينا بإيطاليا، وأفضل مخرج من مهرجان أوسيان الهندي، ويكتسب أهمية لكونه أحد إنتاجات القطاع الخاص التي تبشر بمخرج للسينما السورية من قلة حجم الإنتاج الذي سيطرت عليه الدولة لسنوات طويلة، الفيلم صور بتقنية الديجيتال ثم نقل إلى شريط 35 مللي سينمائي .

من المغرب شارك فيلم “فينك ليام” بمعنى تقاطع الأقدار للمخرج إدريس شويكه في المسابقة الدولية وفيه فتحت نوعية أخرى من حسابات الماضي بين ستة من أصدقاء الدراسة يلتقون في بيت أحدهم بدعوة غامضة نكتشف في النهاية أنها وصلتهم من ابنة المضيف التي أرادت التعرف إلى جانب غامض من حياة أبويها، الفيلم الذي يتخذ إطاراً وأسلوباً عصرياً يفتح خزائن شخصياته فيركز على علاقاتهم الإنسانية ببعضهم . وعلى عكس هذه الأجواء العصرية يأتي الفيلم المغربي “موسم المشاوشة” للمخرج محمد بن سوده المشارك في المسابقة العربية، الذي ينهل من الفلكلور، وتدور أحداثه في القرن التاسع عشر من خلال قصة حب بسيطة وصراع الشاب البسيط سليمان للفوز بحبيبته الحسناء ضد احد المصارعين المتجبرين من خلال لعبة المصارعة المعروفة ب”المشاوشة” . ورغم كونه الفيلم الأول لمخرجه إلا انه حشد له عددا من النجوم المغاربة بينهم حميدو بن مسعود الذي كرمه المهرجان هذا العام وقدم لغة سينمائية جيدة .

ورغم أن تونس شاركت بثلاثة أفلام في المسابقة العربية “ثلاثون” للمخرج فاضل الجزيري، “أسرار دفينة” للمخرجة رجا عماري و”سفرة يا محلاها” للمخرج خالد غربال إلا أنها لم تصل إلى تميز الأفلام العربية الأخرى حتى إن احدها “سفرة يا محلاها” كان الأسوأ، بينما قدم المخرج فاضل الجزيري صاحب الخبرة الطويلة في فيلمه “ثلاثون” استعادة لفترة مهمة في التاريخ التونسي في ثلاثينات القرن العشرين التي شهدت إرهاصات الحداثة وانتصارا لحرية الفكر من خلال شخصية الرائد التنويري الطاهر حداد وغيره من التنويريين .

رغم تزامن فعاليات المهرجان مع تصاعد أجواء الشحن والتناحر بسبب الأجواء العدائية التي أحاطت بصراع الفريقين المصري والجزائري في تصفيات كأس العالم، كرم المهرجان السينما الجزائرية وأحد روادها المخرج والمنتج أحمد راشدي، وقدمت خلاله مجموعة متنوعة تاريخياً وفنياً من الأفلام الجزائرية بين القديم والحديث من أهمها “بلديون” و”نهر لندن” للمخرج رشيد بوشارب . وفي مسابقة الأفلام الديجيتال كان فيلم “زهر” للمخرجة الجزائرية الشابة فاطمة زهرة زموم التمثيل العربي الوحيد في المسابقة في “زهر”  بمعنى النرد  تشركنا المخرجة في رحلتها الخاصة لتحقيق فيلمها  الأول بعد عدة أفلام قصيرة  وكيف تحول إلى مشروع مختلف ناقشت من خلاله قصص ثلاث شخصيات هي إحداهم، في حين عرض فيلم “رحلة إلى الجزائر” للمخرج عبدالكريم بهلول الذي شارك ضمن المسابقة العربية سيرة ذاتية للمخرج في تجربة والدته التي شاركت مع زوجها في المقاومة الوطنية مع والده الذي استشهد في مقاومة الفرنسيين، المخرج أكد أن الحافز وراء انجاز فيلمه كان استياءه من أحداث العنف والحرب الأهلية بعد الاستقلال .

وعلى هامش المهرجان عرض الفيلم العراقي الوحيد بالمهرجان “فجر العالم” للمخرج عباس فاضل الذي يعيش في فرنسا وتشارك في بطولته الممثلة الفلسطينية المقيمة بفرنسا “هيام عباس” في ثالث فيلم يعرض لها في هذه الدورة مع الفيلمين الفلسطينيين، الغريب أن غالبية فريق الممثلين في الفيلم من الممثلين المصريين الشباب منهم سيد رجب، إضافة إلى عدد قليل من الممثلين العراقيين منهم كريم صالح وحفيظة حرزي .

الخليج الإماراتية في

23.11.2009

 
 

أسدل عنه الستار أمس الأول

القاهرة عاشت مهرجانين فى مهرجان واحد ديفيله أزياء.. وسينما على الهامش!

صفاء الليثي

أسدل الستار مساء أمس الأول الجمعة عن الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الذى شعرنا بأنه لم يكن مهرجانا واحدا، بل هو مهرجانان فى واحد!  

الأول يبدأ بالسجادة الحمراء وتكريم نجمات السينما العالمية وديفليه الأزياء، وهو ملعب لرئيس المهرجان ونائبته يظهران معا فى كل فعالياته، والمهرجان الثانى تعرض فيه الأفلام لمحبى السينما من المتفرجين الصامدين الذين يتغاضون عن كثير من الأخطاء التنظيمية وضياع الوقت وتبديل الأفلام لأنهم فى النهاية يشاهدون أفلاما جيدة بعضها رائع، وبعضها هام يعرض قضايانا الهامة وخاصة ما يخص العرب والمسلمين والعلاقة مع أمريكا. لا بأس إذن فى أن يبحث كل فريق عما يفضله، أن تحضر ديفيله أزياء، أوتحضر مهرجانا سينمائيا. 

تكرم سلمى حايك دون عرض أى فيلم من أفلامها، فما معنى هذا؟ وكذا لوسى لو وصمويل شاكسون، نجوم نحبها نعم، ولكن أين أفلامهم، أين "فريدا" و"زقاق المدق" لسلمى، أين ما تنتجه! على الأرجح المسئول عن هذا التكريم اتجاه فى المهرجان له رؤية عن السينما لا ترتبط بالضرورة بالأفلام ويمكنك أن تؤجر أى أسطوانة أو حتى تشتريها، تحصل عليها سرقة من الشبكة الدولية ولا تزعج السيد أبو عوف الذى حول المهرجان كعكة لأصدقائه من الممثلين. 

تكريم ماركو بيلوتشيو والسينما الإيطالية 

يكرم المخرج الإيطالى الكبير ماركو بيلوتشيو بعرض فيلمين فقط من أفلامه، إذا كنت من الفريق الثانى فلتبحث بنفسك عن الفيلمين العظيمين "ابتسامة أمي" و"المربية"، عندها ستنسى كل المضايقات وسيبقى فقط أنك شاهدت فيلمين بمستوى فنى بديع، وبفكر تقدمى عميق، وإذا كنت قد أسعدك الحظ وحضرت مصادفة الندوة التى عقدت بعد عرض الفيلمين ستستمتع أكثر بانطلاق المخرج الكبير ماركو بيلوتشيو (70 عاما) بلغته الإيطالية المحببة وبصراحته كأوربى حر يعلن أنه يسارى غير مؤمن، ويحكى كيف انقسمت الكنيسة الكاثوليكية عند استقبال فيلمه "ابتسامة أمي". البعض اعتبره مهرطقا والبعض الآخر من داخل الكنيسة نفسها أعجب بطرحه لفكرة استخدام الدين لدعم الظواهر والابتعاد عن جوهر الإيمان. "ابتسامة أمي" أنتج فى 2002 ويتناول شخصية رسام طليعى يرفض الكذب كما يطلب منه بأن يقنع أخيه المريض العقلى الذى قتل أمه أثناء نومها بتغيير شهادته وأن يذكر أنها كانت فى وعيها وأنها سامحته على فعلته لتحويلها إلى قديسة، وهى نفس الأسرة التى تطلب منه بدلا من إنهاء زواجه بالمرأة التى لم يعد يحبها بأن يتخذ عشيقة ويحافظ على أسرته. 

نقد القيم البرجوازية وكره المخرج لها أكثر وضوحا فى فيلمه " المربية " عن قصة للكاتب الصقلى " لويجى بيراندللو" وفيها يقارن بين سيدة من طبقة برجوازية عليا لم تتحمل آلام ولادة طفلها الأول من زوجها الطبيب، وترفض إرضاعه فيختار الطبيب قروية من صقلية لها ابن حديث الولادة ويبرم معها عقدا لإرضاع ابنه بشرط أن تترك ابنها تماما. تحضر المربية وتبدأ فى العناية بالطفل الذى كاد يموت جوعا، فيكبر ويزداد وزنه وتتوتر العلاقة مع الأم الحقيقية، وتطلب إبعاد المربية، الزوج يرفض فتترك المنزل، تطلب منه المربية أن يعلمها القراءة والكتابة لتتمكن من قراءة رسائل زوجها السجين لأسباب سياسية. بقى أن نذكر أن الأحداث تدور إبان الحركة اليسارية فى بداياتها، حيث نشاهد مظاهرة لثوار بأعلام حمراء ويشك الطبيب فى تورط المربية فى أمر ما فيراقبها ويتبين أنها وضعت ابنها فى مكان مع مربية أخرى، وأنها تذهب لإرضاعه وعندما يثور عليها لأنها نقضت الاتفاق تفحمه بمنطقها (كيف تطلب منى أن أترك ابنى مادام اعتنائى به لا يؤثر على ابنك). قدرة الفلاحة الصقلية على العطاء ورقى مشاعرها وقدرتها على التواصل وإحداث التغيير فى البشر، تفوق قدرة الطبيب النفسى وزوجته المتعلمة. وبإصرارها على العلم وسرعة تحقيقها لذلك يؤكد المخرج على الفكر الاشتراكى وينحاز له عبر المشاعر الدافئة للأم. أعيد حاليا قراءة رواية الأم لماكسيم جوركى، كاتب الثورة البلشفية، وأجد المخرج ماركو بيلوتشيو معبرا عن روح الاشتراكية عبر فيلميه العظيمين بديعى الصورة والسرد والتمثيل، اللذان شاهدهما محبى السينما رغما عن الإهمال المخجل الذى تعرض له المخرج الذى لم يحضر ندوته سوى مترجمين عن الإيطالية واختفى رئيس المهرجان ونائبته، وكل لجانهما العليا والاستشارية، وبقى متابعان صامدان ومسجل الندوة حاتم جمال. وردة هذه الدورة أهديها للمخرجة والناقدة فريال كامل.  

تكريم أمريكا بالهندى والفلسطيني 

تكرم سينما الهند بمهرجان القاهرة، ولكن فيلم الافتتاح والمشارك أيضا فى المسابقة الدولية فيلم هندى من الإنتاج الضخم" نيويورك" يدلى بدلوه فيما بعد سبتمبر إلفن وينتهى لتحية "الإف بى آي" وضرورة مساندة جهودها فى محاربة الإرهاب. أى والله فتارة يعلنون على لسان الأبطال بالطريقة الهندية وعبر الفلاش باك المسنود بالموسيقى الزاعقة، أن الوكالة الأمريكية هى التى حولت الشاب المتفوق المولود بأمريكا (سمير- سام) إلى إرهابى باتهامة زورا وتعذيبه بعد الأحداث الشهيرة. وتارة يخبرنا ضابط الوكالة من أصل هندى أن واجب كل مسلم أن يكشف عن المتورطين لكى ينعموا بالحرية فى أرض الأحلام وأن ينبذوا فكرة الانتقام التى تأكل أصحابها. أرض الأحلام أيضا هى محور فيلم " أنا خائف " الهندى من التاميل والذى يبدأ بداية طيبة عن اختلاف ثقافة الهنود فى أمريكا عن الثقافة الأمريكية ويدور حوار بين الزوج الذى يفضل الاندماج فى المظاهر الأمريكية، وبين الزوجة التى تصر على أن تتحدث طفلتها بلغة التاميل وتطلب من الزوج ألا يشرب أو يكون هنديا. ينحرف الفيلم عن مساره وندخل فى قضية العنف ضد الأطفال بتصوير شخص أمريكى مهووس جنسيا، أقرب إلى سفاح للأطفال جاء لطلاء جزء من المنزل. فكرة أن الشر آتى من الخارج تعود لأيام الاستعمار حيث كل الشرور آتية من المستعمر الأبيض. علاقة الحب والكره مع الأمريكان تسيطر على الأفلام الهندية المشاركة بمهرجان القاهرة هذا العام، ولكنها لا تعبر بالتأكيد عن السينما الهندية ككل. 

أما فيلم "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية شرين دعبس فهو حالة خاصة من حالات التنازل المعلن رغم مستوى الفيلم الفنى المرتفع وجودة التمثيل فيه وخاصة للممثلة (نسرين ـ مني) التى توشك على الرحيل لأمريكا مع ابنها المراهق هربا من الحواجز والحالة المعروفة لفسطينى الأرض المحتلة. فى أمريكا تلجأ للعيش مع أختها وزوجها الطبيب الذى بدأ مرضاه فى سحب ملفاتهم من عيادته بعد أحداث 11 سبتمبر. تنجح منى فى الحصول على عمل بمطعم صغير اسمه القلعة البيضاء، لافتته بألوان العلم الإسرائيلى، وتجد مساندة قوية من مدير مدرسة ابنها اليهودى الطيب من أصول بولندية. تتشابه ظروفهما فهو مطلق مثلها، ينقذ ابنها من الاعتقال بعدما تشاجر مع زميل له بالمدرسة ويقول حرفيا لرجل البوليس أنه يضمن الفتى، تدعوه على مطعم عربى مع الأسرة وينتهى الفيلم به يرقص مع الطبيب زوج الأخت فى سلام ووئام. الفيلم شديد الخبث حاز إعجاب غالبية الحضور ورددوا ما يقال عن أن الرجل يهودى وليس صهيوني. وعن حدوث هذا فى الواقع. والأفلام ككل فن اختيار فحين تختار شرين دعبس من بين كل الأمريكيين يهوديا طيبا للعيش معا فى سلام تحت مظلة القلعة البيضاء لا يمكن أن يكون الأمر محض صدفة. قدمت شرين دعبس أوراق اعتمادها وستبقى فى أمريكا محققة حلمها الفنى كصانعة أفلام. أما القضية فلها الله. 

فارق كبير بن التزام المخرج الإيطالى "ماركو بيلوتشيو" وبين تنازلات المخرجة الفلسطينية الشابة شرين دعبس، بين سينما حقيقية كالمربية وبين سينما مزيفة كالنموذج الهندى " نيويورك".  

####

دورة أقل من عادية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي

أشرف توفيق 

انتهت مساء أمس الأول الجمعة الدورة الثالثة والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وسط استغلال حاشد وتزيد كبير من فنانى مصر، لما حدث مؤخرا من أحداث مؤسفة عقب انتهاء مباراة كرة القدم بين المنتخب المصرى والمنتخب الجزائرى، حيث احتشد عدد من الفنانين المصريين فى وقفة غاضبة قبل بدء فعاليات الختام للإعلان عن موقف احتجاجى غاضب من الفنانين والمثقفين الجزائريين لعدم تعليقهم أو إدانتهم ما جرى بعد المباراة. 

وبعيدا عما حدث فى المباراة وبعدها ـ ولايزال ـ فقد كانت هذه الدورة من عمر المهرجان ربما أقل من عادية، رغم المحاولات التى بذلت من أجل النهوض بالمهرجان، ولكن النجاح لا يكون بالنوايا الطيبة فقط، فقد كان هناك العديد من الملاحظات التى تؤخذ على إدارة المهرجان هذا العام، ربما كان أهمها عدم التوفيق فى توقيت اختيار التكريم الجزائرى فى ظل هذه الأجواء المشحونة، واضطرارهم لإلغائه. 

المأخذ الثانى الذى يؤخذ على المهرجان هو إصرار إدارة المهرجان على خرق لائحة المهرجانات مما يهدد بسحب الصفة الدولية من المهرجان ـ مرة أخرى ـ وهذا الخرق للائحة ظهر جليا فى واقعتين أولاهما اشتراك فيلم الافتتاح الهندى «نيويورك» فى المسابقة الرسمية للمهرجان رغم اشتراكه من قبل فى مهرجانات أخرى وهو ما يمثل خرقا للمادة الرابعة من لائحة مهرجان القاهرة والتى تنص فقرتها الأولى على أنه لن يسمح فى هذا القسم «المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة» بعرض أى فيلم سبق اشتراكه فى مسابقة أى مهرجان دولى آخر. 

ظاهرة سلبية أخرى لمسناها فى هذه الدورة مستمرة منذ دورات سابقة هى ضعف مستوى سوق الفيلم وقلة عدد الشركات المشاركة فيه وعدم تحقيقه أيا من أهدافه والتى يفترض أنها فتح أسواق جديدة للفيلم المصرى فى الخارج. 

ومن الظواهر الايجابية لهذه الدورة حُسن اختيار النجوم العالميين الذين استضافهم المهرجان ونجاح إدارة المهرجان فى إقناعهم بالحضور ومنهم سلمى حايك، ولوسى لو وصامويل جاكسون.. 

ظاهرة ايجابية أخرى تمثلت فى استجابة إدارة المهرجان لما كتبه الصحفيون العام الماضى حول ضرورة أن تكون الأسئلة التى توجه للنجوم العالمين فى المؤتمرات الصحفية مكتوبة حتى نتفادى الأسئلة التافهة والسطحية التى كان يلقيها البعض من غير المتخصصين والذين كانوا يسألون لمجرد الظهور أمام الكاميرات، كما أن فكرة الاستعانة بالفنانين المصريين لإدارة ندوات النجوم العالميين كانت فكرة جيدة. 

لمسنا هذه الدورة أيضا استجابة لما طالبنا به العام الماضى من ضرورة التعريف بالنجوم العالميين المكرمين بالمهرجان حيث تم عمل كتيب صغير عن كل نجم منهم طرح مع بانوراما المهرجان ولكن كان يوزع للأسف بعد انتهاء المؤتمر الصحفى للنجم بدلا من أن يوزع قبله. 

شهدنا هذه الدورة أيضا حرصا من رئيس المهرجان د. عزت أبوعوف على الظهور فى أروقة المهرجان وخلال الندوات والمؤتمرات الصحفية. 

غير أنه للأسف الشديد لم يتم الاهتمام بالموقع الالكترونى للمهرجان سوى مع افتتاح المهرجان فقبل بدء المهرجان بأيام قليلة كان مستوى الموقع منهارا تماما ولا توجد عليه أى أخبار صحفية أو معلومات جديدة، وحتى مع بدء المهرجان كانت المعلومات التى على الموقع والصور متأخرة يومين كاملين. 

كانت هناك حالة من التعاون فى المركز الصحفى الذى يرأسه الصحفى حامد حماد وتسلم الصحفيون مطبوعات المهرجان بسهولة وكانت هناك خمسة أجهزة كمبيوتر لمساعدة الصحفيين على أداء أعمالهم. 

####

«أمريكا».. فيلم فلسطينى يدعو إلى حياة مشتركة مع الإسرائيليين !

رانيا يوسف 

بعد عرض الفيلم الفلسطينى الأمريكى المشترك "أمريكا" ضمن مشاركته فى المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته هذا العام، خرج بعض متابعى الفيلم ينبذون فكرة الفيلم والتى اعتبروها دعوة صريحة لتهجير الشعب الفلسطينى وشتاته فى العالم ليفسحوا المجال لإسرائيل بالاستيلاء على ما تبقى من الأراضى الفلسطينية، ويبدو لمتابعى الفيلم للوهلة الأولى أن الموضوع مكرر فى عدة أفلام سابقة تضمنت خلالها تلميحات وآراء حول تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لكن فيلم أمريكا لمخرجته شيرين دعيبس بريء من هذا الاتهام، وإن نظر له البعض بهذه النظرة الأولية والنمطية التى تنحصر فى الأذهان عند تناولنا للأعمال الفلسطينية وردود الأفعال حول هوية الفيلم طالما انه إنتاج مشترك بين أمريكا وفلسطين. 

فالمشكلة الموازية لمشكلة نمطية بعض الأفلام فى السينما الفلسطينية هى ارتباط فكرة الإنتاج المشترك بين الدول العربية والأوروبية والأمريكية بالشبهة الثقافية واتهام بعض الأعمال أنها دعم للأفكار المناهضة للسياسة العالمية فى إطار السينما، ربما يوجد بالفعل أساس لهذا الاتهام الذى تحول إلى هاجس كلما سمعنا عن عمل سينمائى بتمويل مشترك تساهم فيه أكثر من دولة وبات الوضع محيراً عند تصنيف جنسية الفيلم التى من الممكن أن تتوزع بين أكثر من ثلاث وأربع دول ساهموا فى إنتاج الفيلم، لكن إدارة المهرجانات تجاوزت هذه الحيرة بتصنيف الفيلم تبعاً لجنسية مخرجه الأصلية، لكن ليس من العدل تعميم هذه الشبهة على كل ما يأتينا بتمويل أوروبى أو أمريكي. 

أمريكا فيلم أعتبره مختلفاً عن إنتاج الأفلام الفلسطينية التى أصبحت موضوعاتها تميل إلى التطابق أحياناً، فنحن ندرك أن المشكلة الرئيسية التى يعانى منها الشعب الفلسطينى مع الاحتلال الإسرائيلى والقسوة والظلم والاضطهاد.. الخ، وهذا أكثر ما ينعكس دائماً بوضوح فى إنتاجهم السينمائى ويبدو واضحاً أمام العالم، حتى تعودنا عليه كسمة أساسية لا يخلو منها الفيلم الفلسطينى، ما يشعرنا فى مرات كثيرة بالتكرار. 

ربما اختلاف فكرة فيلم "أمريكا"، أثارت هذا الجدل بين بعض النقاد، صدمة المشاهدة الأولى وتجديد الأفكار وكسر نمطية الصورة والأداء المرح لمجموعة الممثلين والأطفال المشاركين، التميز البارز الذى أبديته شيرين دعيبس مخرجة الفيلم فى مزج الحديث بين الشخصيات ما بين العربية والانجليزية بسلاسة أعطت روحاً فكاهية للأحداث وعكست الانقسام النفسى الذى أصاب أبطالها والذى لم يبدأ عند وصولهم أمريكا فحسب، بل أعلنت لنا عنه مبكراً داخل فلسطين بين الأسرة، بين الجيل القديم من الأجداد والجيل الحديث من الأحفاد، وكأنه يعكس صورة لشتات أكبر هو شتات الروح داخل الوطن. 

ويمتد هذا الشتات الذى سريعاً ما يتحول إلى مثابرة وراثية فى دماء الشعب الفلسطينى، مثابرة على البلاء والغربة الداخلية والظلم، بعدما تقرر منى الهجرة إلى أمريكا من أجل ابنها الوحيد والإقامة عند أختها رغدة التى هاجرت أيضاً منذ خمسة عشر عاماً مع زوجها وبناتها التى ترفض تأمرك سلوكياتهم وتداخلهم التام فى المجتمع الغربى وضياع أصولهم العربية وذوبانها فى عادات المجتمع الأمريكي. 

الأمومة هى الدافع الوحيد وراء فكرة الهجرة إلى أمريكا الذى دفعت منى أن تترك أرضها وأهلها وعملها فى أحد البنوك الفلسطينية، ومن جهة أخرى تقبل إحساس الغربة والعمل فى أحد محلات الوجبات السريعة التى تخجل من أن تخبر عائلتها عنه، هذا الدافع الوحيد الذى لا يمكن لنا أن ننبذه ولا أن نلومها عليه، إحساس الأمومة والخوف على الأبناء والتفكير لهم فى مستقبل أفضل هو شعور تلقائى وطبيعى يدفع بالأم أن تلقى بنفسها فى الجحيم ليس فقط أن تهجر تاريخها ووطنها وأهلها وذكرياتها. 

نجحت المخرجة فى الخروج من فكرة التحريض والدعوة إلى التهجير بتوظيفها لفكرة الأمومة المجردة من أى أفكار أو نوايا سوى حبها لطفلها، مجرد حالة إنسانية لأم تخشى موت ابنها الصغير أو تعرضه لاعتقال ولا حرج فى سعيها لينال درجة أفضل من التعليم والنجاح خارج أسوار الاحتلال وهو حق مشروع لكل أم حتى وإن لم تكن أرضها محتلة، وتعلنها منى مباشرة عندما يبدأ ابنها بتغيير سلوكه وانتهاج أفكار وأفعال أصدقائه التى تنحرف عن أسباب هجرتها إلى أمريكا، فتدعو ابنها أنها لم تغادر الوطن إلا للبحث له عن مستقبل أفضل لا ليرتدى الزى الأمريكى ويتزين بالعقل الأمريكى وإلا فما الحاجة للغربة إذن، فالفيلم يجمع بين المرح والمشاعر الإنسانية والحنين إلى الوطن بكل ما فيه من مآس واضطهاد وعنصرية لأنه فى النهاية يظل وطنا. 

يحمل الفيلم أيضاً تيمة الأمل والأمنية فى خلق حياة مشتركة وربما هذه الدعوة الحقيقية التى نادت بها شيرين دعيبس مخرجة الفيلم، وهى توفير حياة مناصفة بين الفلسطينيين واليهود سواء داخل فلسطين أو خارجها، اختزلتها شيرين فى شخصية مدير المدرسة التى التحق بها فادى ابن منى بأمريكا، وهو شخصية يهودية أمريكية أشبه بالكاريكاتيرية، سريعاً ما نجده يندمج مع منى وعائلتها كأنه فردا منهم أو صديق حميم. 

"دعونا نعيش مثل ما انتم عايشين" صرخة صاغتها شيرين فى هذا العمل جاءت بعد يأس من إنهاء الاحتلال الإسرائيلى كلياً، فحاولت إيجاد مخرج للدائرة السياسية المفرغة والتى لن تنتهى وقدمت دعوة صريحة وعلنية لفكرة التعايش السلمى بين الجانبين شرط أن تتوفر المساواة فى توزيع الحريات والعدل، حسب ما عرضته المخرجة من وجهة نظرها فى أمريكا أرض الحريات كما يسمونها، ولكن هل المهاجرون من بلاد عربية يتمتعون فعلاً بنفس هذا القدر من العدل والحرية التى يتمتع بها المواطن الأمريكى أو المهاجر الأوروبى داخل أمريكا؟. 

حصد الفيلم جائزة جمعية النقاد الدوليين الفايبريسى فى مهرجان كان 2009 كما شارك فى مهرجانى ستوكهولم وسان دانس قبل مشاركته فى مهرجان القاهرة. 

العربي المصرية في

24.11.2009

 
 

مخرجو العمل الأول يحصدون جوائز المسابقة العربية ..

وأفلام الديجيتال

نادر أحمد

حقق مخرجوالعمل السينمائي الأول مفاجأة في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي.. إذ حصدت جميع أفلامهم جوائز مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة.. ومسابقة الأفلام الروائية الرقمية.. وتأتي علي رأسهم المخرجة الفلسطينية شيرين دعبس التي فاز فيلمها "أمريكا" بجائزتين كأفضل فيلم عربي وأحسن سيناريو لفيلم عربي وقيمة كل منهما "100 ألف جنيه مصري".. حيث حققت بالجائزتين مفاجأة إذ لم يحصد فيلم عربي واحد الجائزتين معاً في دورات المسابقة بالسنوات الماضية.

الطريف أن مخرجة الفيلم شيرين دعبس لم تحضر عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي.. وحضرت بالمصادفة بطلة الفيلم نسرين قاعود التي أصرت علي حضور المهرجان بالرغم من أنها لم تتلق دعوة الحضور.. وتسلمت الجائزتين بدلاً من المخرجة الغائبة.

يعتبر فيلم "أمريكا" هو فيلمها الروائي الأول وقامت بكتابته سيناريو وحوارًا.. وقد تم اختيار مشروع الفيلم للمشاركة في مهرجان كان السينمائي لأفلام البحر المتوسط ضمن برنامج عبور الحدود.. كما عرض بمهرجان برلين في سوق مشاريع المواهب. وقد نوهت لجنة التحكيم بأن الفيلم الفلسطيني "أمريكا" استخدم عناصر الإبداع السينمائي من سيناريو واخراج وتمثيل لتحقيق فيلم سينمائي علي درجة عالية من المتعة.. وتدور أحداث الفيلم حول أم وابنها تسافر من الضفة الغربية إلي أرض الأحلام أمريكا سعياً لحياة أفضل.

وفي نفس مسابقة الأفلام العربية نال الفيلم المصري "هليوبوليس" شهادة تقدير لمخرجه أحمد عبدالله.. والذي تصادف عدم حضوره لمهرجان القاهرة لتواجده في اليونان وحضور عرض فيلمه في مهرجان سالونيك.

هليوبوليس

"هليوبوليس" هو الفيلم الأول للمخرج أحمد عبدالله.. وقد كانت بدايته في المونتاج الذي عمل به في نهاية التسعينات ثم بعض الأفلام الدعائية إلي جانب عمل العديد من تترات الأفلام.. وقد نوهت لجنة التحكيم للفيلم بصدقه وتلقائية الموضوع والتعبير عن حلم الجيل.

أما شهادة التقدير الثانية فنالها الفيلم السوري "الليل الطويل".. وهو أيضاً أول الأفلام الروائية للمخرج السوري حاتم علي برغم أن له العديد من المسلسلات التليفزيونية الشهيرة علي مستوي الدول العربية ونال عنها العديد من الجوائز آخرها مسلسل الملك فاروق.

الطريف أن فيلم "الليل الطويل" عرض في مهرجان وهران.. ثم مهرجان الشرق الأوسط ولم ينل أي جوائز.. كما لم يعرض في مهرجان دمشق. وفي مهرجان القاهرة غادر المخرج حاتم علي القاهرة قبل نهاية المهرجان لتأتي المفاجأة وينال شهادة تقدير ويتسلمها بدلاً منه جمال سليمان ليشارك في الفيلم بسبب غياب المخرج وأبطال الفيلم.

أشارت لجنة التحكيم إلي أن الفيلم نال شهادة تقدير لأهمية الموضوع وجرأة تناوله وطرحه لظاهرة يعاني منها المجتمع العربي.. وتدور أحداثه حول اطلاق سراح ثلاثة سجناء سياسيين.. ويتناول الفيلم تفاصيل خروج هؤلاء إلي الحياة ثانية متتبعاً ردود أفعال عائلتهم.

أفلام الديجيتال

وامتدت جوائز مسابقة أفلام الديجيتال لمخرجي الأفلام الأولي.. يتقدمهم المخرج الفلبيني ألفين بي يابان مخرج فيلم "نشوة ÷ي" والذي يعمل مدرساً مساعداً في جامعة مانيلا كما أنه أديب حاصل علي جوائز عديدة هامة..

وأشارت لجنة التحكيم إلي أن الفيلم الفلبيني يصور بحساسية شديدة حيرة المرأة بين زوج يسئ إليها وحبيب عاجز عن أن يرتبط بحبيبته.

وهناك المخرج الكردي الأصل أحمد زيرك والذي فاز بالجائزة الفضية للفيلم الفرنسي "المنفي في باريس" مناصفة.. وهو أول أفلامه الطويلة.. والذي بدأ حياته كممثل مسرحي قبل أن يتوجه إلي الاخراج.. والفيلم يجسد خلالها المخرج تجربته الحية كشخص يعيش في المنفي ويتوق أن يعود إلي بلاده الذي رحل عنها منذ 25 عاماً.

ويتبقي الفيلم الهندي "أول مرة" الفائز بالجائزة الفضية مناصفة للمخرج والمنتج كريشتان جوماتام في أول أفلامه الروائية الطويلة.. وهو مخرج إعلانات مشهود له بالكفاءة.. ويقدم الفيلم الصراع الأبدي للإنسان في محاولة فهمه لمعني الحياة والموت.. والطريف أن الفيلم تجري أحداثه عن مخرج يحاول يائساً تقديم فيلمه الروائي الأول.

يذكر أن مسابقة أفلام الديجيتال لم تشارك مصر في مسابقته حيث لم يكن هناك أي انتاج مصري لأفلام الديجيتال.

####

عبير صبري .. تعيش حالة اكتئاب

لم أفرح بفوز فتحي عبدالوهاب بمهرجان القاهرة

سحر صلاح الدين 

رغم حصول فيلم "عصافير النيل" علي جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والتي كانت من نصيب فتحي عبدالوهاب كأفضل ممثل إلا أن ذلك لم يخرج بطلة العمل عبير صبري من حالة الاكتئاب التي اصابتها بعد الأحداث المؤسفة في السودان.

تقول عبير صبري: كنت متوقعة أكثر من جائزة للعمل خاصة فتحي الذي قدم دوراً جديداً عليه تماماً.. والفيلم في حد ذاته جائزة لكل من شارك فيه وقدمت من خلالها دور غريب وجديد علي تماماً وغير مألوف وفخورة جداً بمشاركتي في عمل من اخراج مجدي أحمد علي ومثل مصر في المسابقة الرسمية لأنه كان من غير اللائق أن يخرج مهرجان مصري بدون فيلم يمثلنا.

ورغم ذلك لم استطع أن أفرح من قلبي لأن الأحداث المؤسفة التي عشناها بعد مباراة مصر والجزائر جعلتني في حالة اكتئاب ولم انزل من يومها من بيتي لولا انهم اخبروني بالوقفة الاحتجاجية للفنانين فلم اتصور أن ارتدي فستانًا وأضع المكياج واخرج لأن داخلي طاقة غضب كبيرة ولكن لابد أن نثبت للجميع أن مصر كبيرة بنجومها ولازم نحافظ علي خروج المهرجان بأحسن صورة وماحدث يؤكد أن رجال مصر وشبابها داخلهم حماس وحب للبلد كبير ولكن علينا أن نعيد كل حساباتنا في التعامل مع الغير وأنا من أوائل من يعلن مقاطعته لمهرجانات الجزائر والتي لم يعرفها أحد إلا من خلال تواجدنا نحن الفنانين المصريين الذين اعطينا قيمة للكل.

وللأسف ماحدث ضدنا كان حربًا مدبرة ولذلك سوف أنفذ قرار اتحاد النقابات الفنية واشجع قرار اسعاد يونس بالمقاطعة ولن تشارك حتي أفلامنا في مهرجاناتهم.

تقول عبير: أقرأ حالياً عدة سيناريوهات اختار منها الأنسب لي وسوف اقضي اجازة العيد في الأقصر وأسوان بعد أن ارهقت نفسي كثيراً في تصوير مسلسل "أحلام نبيلة" مع هالة صدقي وفيلم "عصافير النيل".

الجمهورية المصرية في

24.11.2009

 
 

أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي

فتحي عبدالوهاب: جائزة "عصافير النيل" الأهم في مشواري

القاهرة - حسام عباس

نجح الفنان فتحي عبدالوهاب في اقتناص جائزة مهمة للسينما المصرية عن دوره في فيلم “عصافير النيل” من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، وهى جائزة مهمة له شخصيا ويعتبرها الأهم في مشواره الفني لأنها جائزة من أهم مهرجانات السينما الدولية . عن الجائزة والفيلم وخصوصية التجربة كان معه هذا اللقاء .

·         ماذا تمثل لك جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

- بكل تأكيد هي جائزة مهمة بل الأهم في مشواري الفني وأنا سعيد لأنها جائزة ليست لي وحدي بل للسينما المصرية والعربية وجائزة للإبداع الحقيقي ولكل فريق العمل الذي ساعدني وعلى رأس هؤلاء المخرج المبدع مجدي أحمد علي .

·         كيف أمسكت بخيوط شخصية “عبدالرحيم” في “عصافير النيل”؟

- الفيلم مأخوذ عن رواية “عصافير النيل” للأديب إبراهيم أصلان وقد قرأت الرواية وتشبعت بها، وكتابات إبراهيم أصلان ترسم ملامح الصورة وفيها إبداع كبير، والشخصية مرسومة بملامح واضحة في الرواية، وكان لابد أن أجتهد في إضافة بعض الرتوش على الشخصية .

·         هل تتحمس لتحويل الروايات الأدبية إلى أفلام سينمائية في هذه الظروف السينمائية المختلفة؟

- كان الأدب وسيظل مصدراً مهماً وملهماً للسينما، وروائع أفلامنا مأخوذة عن روايات أدبية لنجيب محفوظ، ويوسف السباعي، وإحسان عبدالقدوس، وغيرهم وأنا عاشق لهذه النوعية من الأفلام لأن بها عمقا أكبر وقراءات مختلفة والفيلم المأخوذ عن رواية أدبية يبقى علامة في تاريخ السينما .

·         هل تحمست للعمل مع مجدي أحمد علي بعد تجربة “خلطة فوزية” الناجحة العام الماضي؟

- “خلطة فوزية” لم يكن العمل الأول لي مع مجدي أحمد علي وهو من المخرجين القلائل الذين حدثت “كيميا” خاصة بيني وبينه، وله فكرة ووجهة نظر، وعاشق للسينما الحقيقية البعيدة عن المسميات التجارية وهذا لا يعني أن أفلامه لا تصل إلى الجمهور وأتمنى أن تتكرر أعمالي معه .

·         ألا تخشى من تكرار الأفلام التي لا تحقق إيرادات من شباك التذاكر؟

- أنا ممثل ووظيفتي أن أقدم فنا محترما يبقى ويعيش ويسجل في تاريخي وليس همي هو شباك التذاكر لأن هذا يعني الشركة المنتجة، وطالما أن الشركة أقدمت على إنتاج الفيلم واختارتني له فمهمتي أن أتقن دوري وأجتهد وأنا أبني لنفسي رصيدا في تاريخ السينما ولا أفكر أبدا في مسألة الإيرادات .

·         ما الرسالة التي قصدتها بإهداء الجائزة للفريق القومي المصري لكرة القدم؟

- هي رسالة إلى كل من تسول له نفسه إهانة مصر أو المصريين وهي رسالة تقدير إلى فريقنا القومي واللاعبين المحترمين الذين اجتهدوا ولم يتهاونوا ورد اعتبار للإهانة التي تعرض لها المصريون في السودان .

·         هل لديك اهتمامات كروية؟

- لا أنتمي إلى أهلي أو زمالك لكن اهتمامي بالكرة ينصب على ولائي لمصر وعندما تكون هناك مباراة مهمة للفريق القومي أحرص على مشاهدتها وأكون في قمة توتري وانفعالي .

·         وماذا عن فيلم “عزبة آدم” الذي يعرض في عيد الأضحى؟

- ألعب فيه شخصية لص وهو شخصية غريبة وسعدت في هذا الفيلم بالعمل مع النجم الكبير محمود يس ومعنا دنيا سمير غانم والإخراج لمحمود كامل وأتمنى نجاح الفيلم مع الجمهور والنقاد أيضا لأنه حالة مختلفة عن “عصافير النيل” .

·         وماذا عن التلفزيون في خطتك المقبلة؟

- هناك سيناريوهات كثيرة لكني لم أحسم أمري منها حتى الآن وانشغالي الآن بأعمالي السينمائية الأخيرة .

الخليج الإماراتية في

24.11.2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)