كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ظاهرة اسمها أفلام نادية الجندي

كتب عصام زكريا

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والثلاثون

   
 
 
 
 

أسباب عديدة جعلتنى أشعر بالسعادة عندما علمت بخبر تكريم نادية الجندى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، منها أننى مهتم منذ فترة طويلة بدراسة أفلامها وظاهرة نجوميتها... ولكن حتى لا يعتقد القارئ أننى أتحدث عن أسباب شخصية أستدرك بالقول أن سبب سعادتى ينبع من اهتمامى بالسينما الشعبية التجارية واعتقادى بأن النقاد والمهرجانات ومؤسسات السينما يجب أن يضاعفوا من اهتمامهم بهذه السينما التى تشكل الأساس الأمتن لأى صناعة سينما، كما تشكل المتن الأساسى لأى قراءة اجتماعية وثقافية ونفسية من خلال قراءة السينما الشعبية التى يشاهدها ويقبل عليها الناس.

وحتى لا يعتقد القارئ أننى أعطى نادية الجندى وأفلامها أكثر من حقها أؤكد أن الاهتمام بالسينما الشعبية ليس مرتبطا بجودة هذه الأفلام أو عدم جودتها من وجهة نظر المعايير النقدية البحتة والذوق الفنى السليم، ولكن معيار الاهتمام بها يخضع لمدى شعبيتها وتأثيرها على المشاهدين الذين غالبا ما يقتصرون على فترة زمنية بعينها.. مثل موجة الأفلام الكوميدية التى سادت خلال السنوات السابقة، أو موجة أفلام المخدرات التى ظهرت فى الثمانينيات.

وحتى لايعتقد القارئ أننى أقول بأن مهرجان القاهرة أو غيره من المؤسسات المصرية لديهم هذا الوعى بأهمية الأفلام التجارية وصناعها، يجب أن أستدرك قائلا أن تكريم نادية الجندى فى مهرجان القاهرة ليس له أى دلالة سوى أنها نجحت فى مقابلة وزير الثقافة وإقناعه بأنها تستحق التكريم، فتكرم عليها به، رغم أنها ليست وظيفته بل وظيفة المسئولين فى المهرجان، ورغم أنه يفترض أن مهرجان القاهرة مؤسسة خاصة لا تخضع للدولة.. وإذا لم تصدقونى اسألوا المسئولين وقت ترشيح الأفلام الأجنبية للأوسكار.. لأنهم نجحوا فى خداع الأمريكان وإقناعهم بأن المهرجان جهة مستقلة مدنية يحق لها ترشيح الأفلام المصرية لجائزة الفيلم الأجنبى علما بأن أول قواعد الترشيح هو ألا تكون الجهة التى ترشح حكومية أو رسمية.

لنترك ألاعيب وزارة الثقافة وموظفيها لمساحة أخرى، ونعود إلى نادية الجندى التى سعدت بتكريمها رغم أى شئ، لسبب آخر هو إنها إحدى النساء القليلات جدا فى تاريخ صناعة السينما المصرية اللواتى تنسب لهن الأفلام بغض النظر تماما عن أسماء شركائها الممثلين أو اسم المخرج أو السيناريست.

من هذه النقطة أحب أن أبدأ بالحديث عن دلالة هذا الحضور الطاغى لنادية الجندى فى أفلامها، والذى يطغى على حضور أى شخص آخر، علما بأننا نعيش منذ سنوات طويلة فى زمن لا حضور فيه للنساء فى الواقع أو فى السينما إلا كتابعات ثانويات للرجال الذين يتصدرون الصورة. المدهش فى الأمر أن نادية الجندى أصبحت المرأة الأكثر تأثيرا فى السينما المصرية فى الوقت الذى بدأت فيه مكانة النساء تتراجع بشكل مخزٍ على كل المستويات.  

أسباب تراجع النساء يمكن إرجاعها إلى بداية تراجع مكانة الرجل والرجولة بمفهومها التقليدى خلال السبعينيات مع موت الرمز الفحل الزعيم الأب جمال عبدالناصر، وهو ما ساهم فى خلق فجوة هائلة اسمها الأب الميت أو الغائب، ساهم فيها غياب نسبة كبيرة من الآباء الحقيقيين عن بيوتهم بسبب التجنيد الإجبارى لسنوات طويلة وموت عدد كبير منهم فى حروب ٧٦ و الاستنزاف و٣٧، ثم هجرة عدد أكبر للعمل فى دول الخليج بداية من السبعينيات.

الأبناء الذين تربوا فى بيوت لا يسكنها الآباء كانوا غالبا صرعى للأفكار الدينية المتطرفة التى تحاول ملء هوة الأب الغائب وتعلن عن استيائها من هذا الحضور الأنثوى الطاغى فى مجال البيت، خاصة إذا كانت الأم هى التى ألحت على الأب ليسافر إلى الخليج أو للبحث عن عمل إضافى، وقد يشكل غياب الأب أنواعا من الهلاوس الجنسية تعبر عن نفسها فى صور خيانة الأم للأب الغائب.

هذا التحليل الاجتماعى لعداء النساء فى أفلام نادية الجندى يمكن العثور عليه فى فيلم سينمائى حديث نسبيا هو الأبواب المغلقة للمخرج عاطف حتاتة.هذه البيئة السياسية والاقتصادية والنفسية التى ظهرت فيها أفلام نادية الجندى يجب دراستها بعناية لفهم طبيعة جمهور السينما فى ذلك الوقت ونوعية الاحتياجات التى كان يجد تلبيتها من خلال هذه الأفلام. علينا أن نتعرف أيضا على طبيعة هذا الجمهور.

مع بداية سياسة الانفتاح تراجعت القدرة الاقتصادية للطبقة الوسطى السابقة التى كانت تتكون من المتعلمين: الموظفين والأطباء والمهندسين والمعلمين وضباط الجيش والشرطة.. إلخ، مع تنامى القدرة الاقتصادية لفئات أخرى صعدت بسرعة مذهلة من أسفل السلم الطبقى إلى أعلى درجاته. هذه الفئات التى كانت تتشكل من الشباب الذكور من تجار الشنطة وتجار بورسعيد والحرفيين من غير المتعلمين، أو متوسطى التعليم غالبا.

هذه هى الفترة التى شهدت صعود الأغنية الشعبية بصوت أحمد عدوية، مطيحة بكبار مطربى ذلك الوقت، الذين وجدوا أنفسهم غرباء على المسرح أمام جمهور لا يعرفونه، يتكون من الحرفيين والتجار الجدد .

ترسم أغنيات عدوية عالما عبثيا سيرياليا مشوش المنطق ومضطرب اللغة، لعل أبلغ أغنية تعبر عنه هى السح الدح امبو.. إدى الواد لأبوه، وقد عثرت بالصدفة على مقال على الإنترنت على موقع أرابتايمز لكاتب اسمه محمد راغب يتناول فيه أغنية عدوية بشكل ساخر ويرى أنها تعبير عن أزمة الأب الغائب!

كتاب أغانى أحمد عدوية كانوا يلتقطون كلمات أغانيهم من أفواه الطبقة الشعبية التى ينتمون إليها، ويتوجهون بأغانيهم إلى هذه الطبقة، أو بالتحديد إلى هذا الجمهور الجديد الذى أصبحت له اليد العليا فى استهلاك الفنون مع انتشار اختراع الكاسيت وارتفاع أسعار تذاكر السينما.

تتمثل موهبة نادية الجندى فى قدرتها على معرفة هذا الجمهور وقراءة احتياجاته، حتى لو كانت فى السنوات الأخيرة تحاول إنكار ذلك وتزعم أنها كانت تقدم أعمالها لكل الناس وأنها أعمال فنية جادة وذات رسالة.  

دعك من الرسالة والفن والجودة والجدية لأن أفلام نادية الجندى أهم من ذلك حتى لو كانت هى نفسها لا تفهم أهميتها وتبحث الآن عن اعتراف مثقفاتى رسمى بأعمالها.. رغم أنها طالما احتقرت رأى النقاد والمثقفين فى أعمالها، وطالما رفضت أن تظهر فى التليفزيون الحكومى أو غيره، وطالما قاطعت مهرجانات وزارة الثقافة ورفضت المشاركة فيها.. لكنها الآن على ما يبدو، مع نهاية مشوارها السينمائى وتراجع اسمها فى السوق بشكل شبه نهائى، وظهور نوع جديد من الجمهور يختلف تماما عن جمهور أفلامها...لذلك تحاول الانضمام إلى معسكر الفنانين الجادين فى مواجهة هذا الجمهور الذى يقبل على الفنانين الهزليين.

منتهى الهزل أن نادية الجندى التى اتهمت وزير ثقافة سابق، هو عبدالحميد رضوان، بالتآمر لمصادرة ومنع عرض فيلمها خمسة باب مجاملة لغريمتها نبيلة عبيد، أن تلجأ هى نفسها إلى وزير ثقافة للحصول على اعتراف رسمى بقيمة أفلامها واستحقاقها للتكريم.منذ خمسة وثلاثين عاما، عندما حقق فيلمها بمبة كشر نجاحا تجاريا وشعبيا هائلا، لم تكن تحتاج إلى هذا الاعتراف. كانت، مثل مخرج الفيلم حسن الإمام، سعيدة بتصنيفها كفنانة شعبية تجارية لا تحب المثقفين ولا يحبونها.. فى الحقيقة لم يكونا الوحيدين، فرئيس الجمهورية نفسه فى ذلك الوقت كان يعرب عن احتقاره لـالحنجورية ويتوجه بخطابه إلى الطبقة الشعبية الجديدة.  

تعكس أفلام نادية الجندى هذا الإحساس بالفجوة الناجمة عن غياب الأب بطريقة عكسية من خلال عرض الخوف المزمن من هيمنة وسيطرة المرأة. فى المرحلة الأولى والأغزر إنتاجا وأكثر نجاحا من مشوار نجوميتها لعبت نادية الجندى دائما دور المرأة الشريرة، أو التى تدفعها الظروف إلى أن تصبح شريرة.

فى الأفلام الأولى التى لعبت فيها أدوارا ثانوية صغيرة كان المنتجون والمخرجون يعطونها دور الشريرة غالبا. وقبل حلول السبعينيات بانقلاباتها السياسية والثقافية الحادة لم يكن من المتوقع أن تحصل على أدوار بطولة مطلقا. صحيح أنها استغلت زواجها من الممثل الكبير، سنا ومقاما، عماد حمدى، لينتج لها أول فيلم من بطولتها وهو بمبة كشر، ولكن النجاح الكبير الذى حققه الفيلم عند عرضه عام ٤٧٩١ كان إعلانا عن مولد نجمة جماهيرية لا تنوى التراجع أو التوقف مرة أخرى.

من الغريب أن عرض بمبة كشر جاء قبل أسابيع قليلة من الذكرى الأولى لانتصار أكتوبر ٣٧٩١، هذه الذكرى التى شهدت عرض الدفعة الأولى من أفلام أكتوبر الرصاصة لاتزال فى جيبى وبدور والوفاء العظيم، لكن الملاحظ أنه سواء بمبة كشر الذى يروى حياة راقصة فى عهد الملكية، أو أفلام أكتوبر السابق ذكرها، فإن مزاجا ميلودراميا كئيبا (ميلانخوليا) يسيطر على أجواء الأفلام كلها ويعكس المزاج العام لبلد انتصر فى الحرب ولكنه لايعرف كيف يتذوق حلاوة الانتصار!ولكن لذلك حديث آخر يطول.

صباح الخير المصرية في

17.11.2009

 
 

"المر والرمان"..

الفيلم الذي أغضب الفصائل الفلسطينية

سعيد أبو معلا

من الأفلام الفلسطينية التي يعرضها مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ33 فيلم "المر والرمان" للمخرجة "نجوى النجار"، والذي يشارك في المسابقة العربية أسوة بفيلم "أمريكا"Amreeka  للمخرجة الفلسطينية "شيرين دعيبس".

ورغم أن عوالم وموضوعات الفيلمين مختلفان؛ فالأول يدور في رام الله والقدس، فيما الثاني تدور أغلب أحداثه في أمريكا، فإنهما يطرحان الموضوع الإشكالي دوما والمتمثل في جناية الممول على العمل السينمائي، وطبيعة الرسائل والرؤى التي يرغب المخرج بتوصيلها.

نلحظ ذلك بوضوح، فالأول أي "المر والرمان" في الموضوع ذاته، ولسنا ضد طرحه إطلاقا والذي يتمثل في الصراع النفسي الذي يسكن زوجة أسير بعد أسر زوجها في ظل وجود شخص آخر يتقرب إليها، فيما الثاني حول تعايش ما بين أسرة فلسطينية ويهودي أمريكي من أصل بولندي، والأخير سنفرد له مقالا خاصا لاحقا.

ليس هذا كل شيء بطبيعة الحال، وإليكم تفاصيل فيلم "المر والرمان" الذي أثار الجدل وأغضب بعض الفصائل الفلسطينية، وانتزع جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الدوحة ترابيكيا الأول.

صراع لم يأخذ حقه

يخطئ من يظن أن فيلم "المر والرمان" يتحدث فقط عن الصراع النفسي الذي تدخله فتاة فلسطينية حديثة الزواج غداة سجن زوجها بدخول حياتها شاب آخر يعجب بها، فذلك جزء من الحكاية.

لنبدأ الحكاية إذن من الانطباع العام الذي سيدخل المشاهد وسيجعله يقول: إن هذا الفيلم لم يقل كل ما لديه، لم يجرؤ ربما أو لم يقدر.. ربما أيضا، أعنى بذلك أن المخرجة ذاتها كانت تظهر أفكارها وتخفيها في توتر أو حيرة انعكست على دراما الفيلم ذاته، وتحديدا نقلاته الدرامية التي لم تكن مقنعة تماما.

الفيلم -الذي أثار كثيرا من الجدل فلسطينيا من بعض ممن شاهدوه وكثير ممن لم يشاهدوه بل سمعوا عنه- يحكي قصة قمر (ياسمين المصري) أحد أفراد فريق الدبكة الشعبية في مدينة رام الله، والمتزوجة حديثا من زيد (أشرف فرح) الذي يدخل السجن نظرا لدفاعه عن أرضه عندما جاءت قوات الاحتلال لمصادرتها.

بفعل ذلك تضطر "قمر" التوقف عن الذهاب لدروس تعلم الدبكة الشعبية لأسباب من بينها عدم رغبتها في ذلك إضافة للتحول في النظرة الاجتماعية لزوجة الأسير، حيث تسلط العيون عليها متلصصة مراقبة، في تلك الأثناء يحضر "قيس" مدرب الرقص الجديد (في دور علي سليمان/ نموذج للفلسطيني العائد من لبنان) والذي يتعرف على "قمر" ويعجب بها.

العروس الجديدة التي حرمت من زوجها مبكرا تشتد حالة فراغها وحيرتها واضطرابها النفسي، فزياراتها المتقطعة لزوجها في سجنه لا تغني عن وجوده إلى جانبها، وهي التي تقول له في ذات مرة: "لا رائحة لشيء من بعدك".

ذلك الواقع الجديد على حياة "قمر" يدفعها بين فينة وأخرى لمقابلة أصدقائها في فريق الدبكة الذي تحول مع قدوم "قيس" المدرب الجديد إلى فريق للرقص الحديث، وأمام إلحاح من "قيس" يقنعها بالعودة للفريق لتقديم عرض جديد ومختلف، يعبر عما تحلم به، وهو ما يكون بمثابة الفرصة أمام "قيس" ليتقرب من قمر لتصبح بمثابة رئيس الفريق الذي ينال تدريبا خاصا.. فتتزايد نظرات الإعجاب والاهتمام من قبله، وأمام شعورها بتقرب مدربها في ظل بعد زوجها تدخل في صراع إنساني بين واجبها تجاهه (واجب وطني وواجب أخلاقي) وميلها تجاه "قيس".

الصراع هنا يأخذ مداه عندما تزور زوجها في سجنه لتحاول إقناعه على التوقيع على ورقة تنازله عن الأراضي التي صادرتها القوات الإسرائيلية، وهو ما يضمن خروجه من السجن، منطق "زيد" الوطني يقتضي منه الرفض، فهذه خيانة لأرضه وشعبه، فيما منطق قمر أنها وسيلة تضمن خروجه من السجن ليحافظ ويحمي ما بقي من أرض في ظل أن سجنه لن يعيد الأرض المصادرة.

ابتسامة تكفي

هنا يصل الصراع ذروته، فيخبر "زيد" "قمر" أنه إذا بقيت على قناعتها هذه فعليها ألا تأتي لزيارته نهائيا، هنا تحدث النقلة الدرامية غير المبررة، وهي محاولة من مخرجة الفيلم الهرب من المواجهة، فارتجلت حلا سريعا تمثل في إطلاق سراح "زيد"، هكذا دون أي سبب.

كان الأوقع، من وجهة نظرنا، أن يأخذ الصراع الدرامي بين الطرفين حقه وصولا لنهاية مقنعة، وهو ما حرم منه المشاهدون في ظل أن صراعات مماثلة موجودة في الشارع الفلسطيني، وتعبر عن قناعات سياسية يمكن أن يكون ما جرى بين "زيد" وقمر" رمزا لها.

وبخروج "زيد" كان على "قيس" حسم العلاقة بينه و"قمر"، وهي علاقة لم تأخذ حقها من نسيج الفيلم الروائي، وهو عجز ثان من مخرجة لم تقل أفكارها كاملة.

سنفاجأ كمشاهدين بمشهد "قيس" و"قمر" في السيارة مطالبا إياها أن تحسم له أمر علاقتها به، وهو ما يواجه بالصمت من قبلها ليطلب منها النزول من السيارة، فتمتثل لطلبه سائرة في حيرة نعيشها معها كمشاهدين غير مدركين أين ستكون النهاية، ولا تتوقف تلك الحيرة إلا مع ابتسامتها التي ترسمها لزوجها "زيد" أثناء العرض الراقص الأخير في نهاية الفيلم، في دلالة على حبها له وتمسكها به.

رقص أم دبكة؟

محور الصراع الثالث كان بين "قيس" المدرب القادم من لبنان بقناعات مختلفة والمدرب القديم ومدير الفرقة (يوسف)، ومن البداية كان يبدو أن هناك خلافات في وجهات النظر دفعت بيوسف أن يطلب من "قيس" الالتزام بتعليم الفريق الدبكة الشعبية، لكن القادم من لبنان له وجهة نظر ثانية، فهو يميل للرقص الحديث، وهو ما فجر الصراع بينهما، فـ"قيس" درب الفريق على الرقص الحديث، وحدد موعد العرض وطبع البوستر، وهو ما يدفع بيوسف إلى إلغاء العرض محتدا وصارخا.

حدث ذلك فجأة، ربما لم يدعم ذلك الصراع إلا بمشهد أو مشهدين على الأكثر، وهو ما جعله غير مبرر دراميا رغم أن المخرجة تقصده قلبا وقالبا، فهو صراع مرصود وموجود، يدركه الفلسطيني في ذلك الفرق بين وجهات النظر بين الفلسطيني الذي عاش في فلسطين والفلسطيني الذي قدم من أرض اللجوء والشتات، تماما كما هو الفرق بين الدبكة الشعبية والرقص الحديث.

المخرجة وكاتبة السيناريو هنا تنتصر هنا لـ"قيس"/ رمز الحداثة على يوسف التقليدي والكلاسيكي، فيقرر "قيس" أن يخلق مسرحه الخاص ليقدم العرض الذي درب فرقته عليه، فيكون في مدينة الملاهي التي استأجرها بعد أن كانت متوقفة عن العمل، محققا حلم والده في بيروت.

علاقة بين موقفين

الصراعات السابقة لم تكن حالات فردية، بل إن وضعها إلى جانب بعضها البعض يجعلنا نكتشف أن هذا الفيلم المتوسط فنيا يقول الكثير، إنه يطرح تلك العلاقة بين عقليتين وموقفين وفهمين للقضية الفلسطينية ومستقبلها، إنها صراع بين من عاش في فلسطين الداخل وبين من عاش اللجوء وعاد إلى فلسطين الداخل بسقف وقناعات مختلفة، صراع بين القناعات الثورية التي يتمسك بها البعض ونهج التفاوض والقبول بما هو متاح ومعروض، صراع بين الفن ودوره في حفظ التراث الفلسطيني/ الدبكة شعبية وبين التجريب في الرقص وتجاوز تقليدية الدبكة وفلكلوريتها، صراع بين الواجب الوطني لزوجة أسير وبين رغباتها وأحلامها... إلخ.

إنه صراع يعيشه المواطن الفلسطيني، وهو يمتد لمختلف المجالات، ربما هنا انعكس في تفاصيل صغيرة أمكننا جمعها من فيلم كان موقفنا منه البداية أنه لمخرجة لم تستطع أن تقول كل ما تريد أو لم تجرؤ على قول كل ما تريد.. هل هذا يعود إلى جناية الإنتاج المشترك؟

ربما.. فالفيلم هو إنتاج مشترك بين فلسطين وألمانيا وفرنسا، وكان قد حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان مدينة أميان الفرنسية الذي يدعم سينما الجنوب، كما شارك في ورشة الكتابة في مهرجان "ساندنس" الأمريكي، وأيضا في ورشة عمل الأفلام الشرق أوسطية العابرة للحدود في مهرجان كان.

أم عساه الخوف من انكشاف الواقع الفلسطيني الجديد أكثر ونقل صراعاته الداخلية إلى شاشة السينما هذه المرة، وبالتالي الرغبة في عدم الدخول في صراعات داخلية من مخرجة تشق بتجربتها الروائية الأولى بداية خطواتها، فلجأت للتوفيق والتعايش بين تناقض "زيد" و"قمر" عبر ابتسامة قمر لزوجها في نهاية العرض الراقص الذي نجح في جلب جمهوره منتصرة لفكر "قيس" الجديد.. ربما.

بقي أن أقول إنه يحسب للمخرجة طرحها هذا الموضوع حتى لو فهمه البعض على أنه يطرح موضوع زوجات الأسرى ونضالهن، فيما هو أكبر من ذلك بكثير، كما يحسب لها أنها تمكنت من توظيف بعض رقصات "قمر" للتعبير عن الحالة النفسية التي تمر بها من افتقادها لزوجها أو بعد عودته من السجن وحالة الجفاء التي كانت بينهما بفعل طول فترة الغياب والتأثر بتغير القناعات والمواقف.

لكنه لم يستثمر بصريا وبشكل فني إمكانيات كانت متاحة في "موسم الزيتون" الذي فيما لو استغل  لساهم أكثر في إثراء الفيلم بصريا، كما أن عرض "المر والرمان" الراقص لم يشف أو يعبر بوضوح عن فكرة الفيلم والصراعات الإنسانية التي تمزق شخصياته.

ناقد فني ومسئول صفحة ثقافة وفن بشبكة إسلام أونلاين. نت

إسلام أنلاين في

17.11.2009

 
 

اليوم.. للنقاد والصحفيين

أول عرض للفيلم المصري.. "عصافير النيل" في المسابقة الدولية

يعرض في التاسعة مساء اليوم بسينما جودنيوز للنقاد والصحفيين الفيلم المصري المرتقب "عصافير النيل" الذي جاءت مشاركته في المسابقة الدولية بعد معاناة مع القائمين عليه ليمثل مصر في مسابقة المهرجان الرسمية ويلعب بطولة الفيلم فتحي عبدالوهاب ودلال عبدالعزيز وعبير صبري من اخراج مجدي أحمد علي.. ويعقب عرض الفيلم ندوة يحضرها نجوم الفيلم.

يكشف فيلم "عصافير النيل" كيفية تغير بنية المجتمع المصري مع الاختفاء البطئ للطبقة المتوسطة.. من خلال رجل ريفي هاجر من قريته للقاهرة بحثاً عن حياة أفضل ولكن الواقع المأساوي اقصي بكثير من أحلامه فيكتشف الرجل الوجه القبيح للقاهرة عندما يجد نفسه قد اصبح من ضحايا المدينة.

ويعرض في نفس اليوم الفيلم الأرجنتيني "لوبزا". وللكبار فقط الفيلم الليتواني "الدوامة".

يعرض في المسرح الصغير الفيلم التركي "هل يجب أن نفعل ذلك حقا؟" وللكبار الفيلم الأرجنتيني "4 3 2 واحد" والأسباني "الصقيع". وفي مركز الابداع الفني تعرض الافلام العربية "المغربي موسم المشاوشة". والسوري "الليل الطويل". والتونسي "ثلاثون".

وفي سينما جودنيوز "3" يعرض فيلم الديجيتال من كندا وللكبار "يوميات مفتوحة" و"انتظروني لن أعود". بينما تعرض سينما مترو الفيلم الهندي "صيف 2007". والتونسي "أسرار دفينة". وللكبار الفيلم الأستواني "حرارة ديسمبر". والأوكراني "يوم المهزوم".

وفي سينما رينسانس بعماد الدين يعرض الفيلم الفرنسي "الوطن". والروسي "الزنزانة رقم 6". وللكبار الفيلم البرتغالي "اماليا" والفيلم المجري "أوقات ضائعة" وفي نايل سيتي الفيلم الفنلندي "توماس". وللكبار الفيلم الهندي "أنا خائف.. أنا خائف". والفيلم السويدي "ماتانا". والفيلم السلوفاني "الفتاة السلوفانية".

وتعرض سينما ستارز الفيلم الفلسطيني "المر والرمان". والهندي "مادولال.. استمر في السير". وللكبار الفيلم المجري "أيام الرغبة". واليوناني "جريمة صغيرة". وفي سينما كوزموس "1" الفيلم الأثيوبي "تيزا". والهندي "الموضة". والأسباني "الرجل الطيب". وللكبار الفيلم المغربي "كازانيجرا". وفي سينما كوزموس "2" يعرض الفيلم الأرجنتيني "الشاعر هوميرو متري". والجزائري "مصطفي بن بولعيد". وللكبار الفيلم السلوفاكي "الفراولة الإنجليزية". ومن لاتفيا فيلم "فوجلفري".

####

فيلمان هندي وروسي

في المسابقة الدولية ضد لائحة مهرجان السينما

نادر أحمد

قبل ساعات قليلة من مغادرة المخرج الهندي كبير خان القاهرة صباح الأحد الماضي.. أكد أن فيلمه السينمائي "نيويورك" الذي عرض في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ويشارك في المسابقة الدولية للافلام الروائية الطويلة.. قد سبق له أن عرض في عدة مهرجانات سينمائية هذا العام مثل مهرجان "جوزان" بكوريا. ومهرجان تورنتو بهولندا. ومهرجان لندن ببريطانيا.. إلي جانب العرض الجماهيري للفيلم في الهند لأول مرة منذ ثلاثة شهور اعقبه العرض الجماهيري في استراليا وكازابلانكا.

وقال كبير خان: تلقيت في البداية من ادارة المهرجان بأن الفيلم سيعرض في حفل الافتتاح ورحبت بذلك لأنه لأول مرة يعرض لي فيلم في حفل افتتاح مهرجان سينمائي دولي كبير. وعلمت بعد ذلك ان ادارة المهرجان رشحته للمشاركة في المسابقة الرئيسية للمهرجان مما اسعدني وزاد من سروري.

وعندما واجهته "الجمهورية" بأن لائحة المهرجان ترفض تماما مشاركة الأفلام في المسابقة الدولية إذا كانت قد عرضت في مهرجانات دولية أخري قال المخرج كبير خان: لا استطيع التعليق.. وانما يسأل في ذلك إدارة المهرجان التي رشحته ووضعته في المسابقة وليس أنا.. فلم أخدع أحداً.. والفيلم شارك بالفعل في مهرجان جوزان الكوري وتورنتو الهولندي ولكن علي هامش المهرجانان ولم يشارك في أي مسابقة.

وكان المخرج كبير خان قد شاهد فيلمه "نيويورك" في حفل الافتتاح وعروضه التالية بالمسرح الصغير وسينما جودنيوز.. حتي أنه في الندوة التي عقدت ايضا بعد عرض الفيلم ذكر أن الفيلم عرض جماهيريا في الهند ولاقي نجاحا كبيرا. كما أنه عرض في الولايات المتحدة الامريكية واستقبل استقبالا رائعاً.

وامتد خطأ ادارة مهرجان القاهرة السينمائي بمشاركة افلام سينمائية أخري في المسابقة الدولية للمهرجان برغم مشاركتها في مهرجانات أخري إلي الفيلم الروسي "حرب واحدة" للمخرجة فيرا جلاجولينا والذي فاز أيضا بجائزة افضل فيلم في المنبر الذهبي والذي يعتبر أحد أكبر مهرجانات السينما الإسلامية في العالم وقد وردت معلومة المشاركة في كتالوج افلام المهرجان مما يجعلنا نطرح السؤال عن اسباب هذا السهو وعدم المراجعة وقراءة حتي السطور المنشورة داخل الكتاب الرئيسي للمهرجان.. وهو ما يؤكد أن هناك عددا من العاملين لا يعلمون شيئا عن لائحة المهرجان.

وتدور احداث فيلم "حرب واحدة" عن قصة حقيقية مأخوذة من صفحات مجهولة من تاريخ الحرب العالمية الثانية حيث تجري الأحداث في عام 1945 بجزيرة نائية صغيرة لمجموعة نساء يقضين مدة عقوبتهن مع اطفالهن الذين أنجبتهم النساء من الغزاة إلي أن يأتي يوم لاجلاء الأطفال بالقوة عن أمهاتهم إلي ايواء الأيتام.

ويتردد ان هناك افلاما اخري عرضت في مهرجانات اخري منها الفنلندي "خطابات إلي الأب جاكوب" اخراج كلاوس هارو وبطولة كارينا هازارد والذي عرض في مهرجان جونتبارج بالسويد.. ثم في مهرجان بوزان بكوريا الجنوبية. والفيلم الفرنسي "القنفذ" للمخرجة مونا إش إش في أول اخراج للأعمال الروائية الطويلة.

الجمهورية المصرية في

17.11.2009

 
 

أحمد ماهر:

«القاهرة السينمائى» لم يطلب «المسافر» رسمياً.. وأستعد لفيلم جديد مع عمر الشريف

كتب   أحمد الجزار

أكد أحمد ماهر، مخرج فيلم «المسافر»، أنه ليس له دخل فى عدم عرض فيلمه فى أى من مسابقات مهرجان القاهرة السينمائى، كما أنه لم يحذف مشاهد من الفيلم بعد عرضه فى مهرجان فينيسيا، وقال إن وزارة الثقافة لم تتدخل فى عرض الفيلم فى فينيسيا، بل حرمه تمويلها للفيلم من جائزة أفضل عمل أول.

وقال ماهر، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: مهرجان القاهرة لم يطلب عرض الفيلم بعد عرضه فى مهرجان فينيسيا، رغم أن معظم المهرجانات العربية والدولية طلبته فى مسابقاتها المختلفة، منها «تورنتو» و«لندن» و«أبوظبى» و«دمشق» و«الدوحة ترابيكيا»، ولم تكن هذه العروض مجرد طلبات شخصية، بل كان جميعا تحت إشراف وزارة الثقافة، والمرة الوحيدة التى طلب فيها مهرجان القاهرة الفيلم أثناء وضع الموسيقى التصويرية له وقبل ترشيحه لفينيسيا، وقد علمت بهذا الطلب من الوزراة، لكننى طلبت من وزير الثقافة محاولة مشاركته فى أى من المهرجانات الثلاثة الكبرى «كان» و«فينيسيا» و«برلين» لأن عرض أى فيلم فيها حلم لأى مخرج، ولم يمانع الوزير، لذلك اعتذرت، كما أن عرض الفيلم فى القاهرة سيحرمنى من العرض فى المهرجانات الكبرى، وهذا ليس تقليلا من أهمية مهرجان القاهرة، بل كان قراراً بأن اتجه بالفيلم إلى العالمية، وبعد أن تم اختياره فى المسابقة الرسمية فى فينيسيا لم تتقدم إدارة مهرجان القاهرة بطلب رسمى لعرضه سواء خارج المسابقة أو فى الافتتاح أو فى المسابقة العربية، وهذا ما اضطرنا لعرضه فى مهرجانات عربية أخرى، ولو كان هناك طلب رسمى لكنا رحبنا على الفور، وفى النهاية القرار الأخير لوزارة الثقافة لأنها الجهة المنتجة للفيلم ولا أعتبر نفسى صاحب قرار.

أما عن المشاهد التى تم حذفها من الفيلم بعد عرضه فى فينيسيا، التى تردد أنها تجاوزت نصف الساعة، قال ماهر: لا يوجد فيلم يحذف منه نصف ساعة، لأن ذلك يخل بالدراما، ولولا اقتناعى بهذه المشاهد من البداية لكنت حذفتها قبل أن أعرضه فى أى مهرجان، والحقيقة أننى حذفت ٦ أو ٧ دقائق فقط، وذلك لوجود عيوب فنية فى النسخة التى عرضت فى فينيسيا، منها فواصل سوداء ولقطات من التتر، وكان ذلك رغبة من موزع الفيلم الذى طلب تقليل مدة الفيلم عن الساعتين، ولم أعد مونتاج الفيلم أبدا، لأن ذلك يتطلب إعادة طبع النيجاتيف.

ماهر أكد أن علاقته بعمر الشريف جيدة، ولم تتأثر بالجدل الذى أثير حول الفيلم، وقال: قد تكون هناك تجربة جديدة تجمعنا خلال الفترة المقبلة بعد أن تناقشنا حول تفاصيلها، وكان عمر يريد أن يجمع «المسافر» الجانبين الفنى والتجارى من خلال تغيير إيقاع الفيلم، وهذا رأيه، وكان من المقرر أن يمثل عمر مرحلتين خلال الأحداث، ولكنه قرر الاكتفاء بمرحلة واحدة فى اللحظات الأخيرة حتى لا يظهر فى مرحلة عمرية أصغر من عمره، لذلك رشحنا خالد النبوى لتقديم المرحلتين.

ونفى ماهر تدخل وزارة الثقافة فى تسهيل مهمة عرض الفيلم فى فينيسيا، وقال: مهرجان فينيسيا لا يفضل أفلام الحكومات أو المدعومة من أى جهة رسمية، لدرجة أنه لا يختار فى لجان تحكيمه أى عضو يشغل منصبا رسميا، وكانت إدارة المهرجان مترددة فى قبول الفيلم، خوفا من أن يحمل أى رسالة سياسية، وعندما تقدمت بالفيلم لم تكن هناك علاقة إطلاقا بين الوزارة والمهرجان، ولكنها بدأت عندما أرسلت إدارة المهرجان فاكسا إلى مكتب الوزير تخبره بقبول الفيلم، وعلمت أن اللجنة كانت على وشك أن تمنح الفيلم جائزة العمل الأول لمخرجه، ولكنها تراجعت فى اللحظات الأخيرة بسبب تمويله من جهة حكومية.

####

مخرج «الغربة فى باريس» بلا جنسية 

أكد المخرج أحمد زريك فى ندوة فيلمه الفرنسى «الغربة فى باريس» الذى عرض ضمن مسابقة أفلام الديجيتال بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى أن قصة العمل مستوحاة من حياته والمشاكل التى تعرض لها عقب مغادرته لبلده تركيا، بعد الانقلاب الذى حدث فى ثمانينيات القرن الماضى، وهجرته إلى فرنسا التى اختارها كمنفى.

وأوضح زريك أنه عقب إسقاط الجنسية التركية عنه، صنفته الأمم المتحده بأنه بلا جنسية مما سبب له العديد من المشاكل، وقال: لا أحلم بالعودة إلى تركيا لأنها لم تعد تركيا التى أعرفها وأصبحت مرتبطا بفرنسا.

«زريك» كان مسؤولاً عن مؤسسة ثقافية فى تركيا قبل هجرته إلى فرنسا، وفيلم «الغربة فى باريس» أول أعماله كمخرج، وقال: أنتجت «المنفى فى باريس» على نفقتى الخاصة ولم أواجه أى مشاكل مع الرقابة وسبق عرضه فى يوليو الماضى فى مهرجان فرنسى.

تدور أحداث الفيلم حول أحمد زريك الكردى الأصل الذى يذهب إلى باريس منذ ٢٥ عاماً، ووعده والده بأن يرسل له ابنه لزيارته فى رحلة العودة لتنفيذ وعده.

####

«دائرة الساحرات».. مجتمع يؤمن بالخرافات 

عرض ضمن مسابقة الديجيتال بمهرجان القاهرة السينمائى الفيلم المجرى «دائرة الساحرات»، وبعد العرض أقيمت ندوة حضرها مخرج الفيلم «ديجو جيكموند» وأدارتها إيمان منتصر .

وأكد المخرج أنه انتهى من تصوير الفيلم فى شهر فبراير الماضى، وأنه حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه وحصد إيرادات جيدة، وقال: بعض اللقطات التى صورت فى الفيلم لم تكن جيدة وذلك يرجع إلى أن معظم العاملين فى الفيلم كانوا من الهواة وليسوا محترفين، لأن ميزانية العمل قليلة جدا حيث بلغت حوالى ٤٠ مليون «فورنت» حوالى مليونين ونصف المليون جنيه مصرى فقط وهذا مبلغ قليل جدا لإنتاج فيلم كبير.

وأشار المخرج إلى أن الفيلم مستوحى من الواقع ومأخوذ عن قصة حقيقية حيث يوجد جزء فى المجر عبارة عن مجتمع صغير منغلق على نفسه وله معتقدات وخرافات مرتبطة بالسحر وجميعهم يؤمنون بها،

وقال:أحداث الفيلم تدور فى الوقت الحالى وليس من زمن بعيد حيث يوجد حتى الآن من يؤمنون بالخرافات والسحر، وقد بررت تصديقهم للخرافات بأنهم شعب أصابه الملل من كثرة الشقاء والعمل، لذلك فهم يهربون من تعبهم بحكى الخرافات والقصص الغريبة والمثيرة.

وعن سبب اختفاء أبطال الفيلم الثلاثة وقيام أهالى البلدة بوضع حفنة من التراب فى النعش، قال: قصدت بذلك أن أجعل النهاية مفتوحة لكى يستطيع كل مشاهد أن يتخيل النهاية التى تروق له، ومسألة وضع حفنة من التراب فى النعش رمزت بها لموتهم .

####

«الصالون»..

احتفال يسمح لأى شخص بحرق ممتلكات جاره!

كتب   محسن محمود 

عدد محدود من النقاد والصحفيين والجمهور حرص على حضور ندوة الفيلم الهندى «الصالون» الذى عرض فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وحضر الندوة مؤلف ومخرج الفيلم «نيكهيل نجاش»، بينما اعتذر المنتج. «نجاش» انتهى من تصوير الفيلم قبل بداية فعاليات مهرجان القاهرة بأسابيع قليلة، لذلك يعرض الفيلم لأول مرة فى مصر، وقال: استغرق التصوير عاماً تقريبا، وهو أولى تجاربى فى الإخراج، حيث إننى تلقيت اتصالا من منتج الفيلم أبلغنى فيه بكتابة قصة حدثت بالفعل ونشرت فى الصحف الهندية عن شخص يمتلك صالون حلاقة واجهته مشاكل كثيرة حتى يحصل على حقه بعد تعرض الصالون الذى يمتلكه للحرق أثناء أحد الاحتفالات فى الهند، وقد انتهيت من كتابة السيناريو فى عشرين يوما فقط، لكن التصوير تعطل لأن جميع الاستديوهات كانت مشغولة بتصوير أفلام أخرى، واضطررت إلى الحصول على مواعيد متفرقة، بالرغم من عدم وجود مشكلة فى تمويل الفيلم.

الفيلم يتعرض بشكل مباشر إلى أحد المهرجانات التى تقام فى الهند، والذى تحتفل به كل مدينة بشكل مختلف، وقال «نجاش»: تعرضت لإحدى المدن التى تحتفل بشكل مختلف وغريب، ففى يوم الاحتفال من الممكن أن يحصل أى شخص على أى شىء يمتلكه شخص آخر ويحرقه فى اليوم نفسه، دون أن يتعرض لعقوبة، لذلك تعرض الصالون الذى يمتلكه بطل الفيلم للحرق ولم يستطع طوال الأحداث أن يحصل على حقه من الحكومة.

ودافع المخرج عن مدة الفيلم الطويلة التى اقتربت من الساعتين قائلاً: أردت أن أظهر مدى المعاناة التى تعرض لها الشاب الهندى فى مواجهة بيروقراطية الحكومة والبرود فى التعامل مع مطالب الشاب وإلحاحه فى الحصول على حقه، وأعتقد أن هذه المشكلة تواجه عدداً كبيراً من الشباب فى الوطن العربى.

المصري اليوم في

17.11.2009

 
 

أفلام المهرجان من التجارب الناضجة إلي الحكايات الساذجة

كتب محمود عبد الشكور

ليست أفلام مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثالثة والثلاثين في مستوي واحد.. هناك أعمال جيدة تكشف عن مخرج ناضج ومعالجة ذكية، وهناك أعمال فيها بعض الخفة والركاكة وعدم القدرة علي استمرار النفس الطويل حتي النهاية، وهناك أفلام تلتزم السرد التقليدي، وأخري بها محاولات للتجريب وكسر المألوف، ولكنك -في كل الأحوال- تتعرف علي ثقافات مختلفة، ورؤي أخري لمشكلات إنسانية، وتختبر أيضًا تجربة السفر عبر الشاشة إلي أماكن ومناطق لم تألفها العيون.

أحد أكثر الأفلام نضجًا مثلاً الفيلم الأرجنتيني "هوميرومانزي" -شاعر العاصفة، الذي كتبه وأخرجه "ادواردو سبانيولو".. الحكاية عن أحد كبار الشعراء الراحلين- ولكن الأهم هو المزج الرائع بين الموسيقي والشعر والغناء والصورة، بين الأجزاء الدرامية والأفلام التسجيلية، يستعرض الفيلم قصة "هوميرو" الذي ولد عام 1907، وأطلق عليه والده اسم "هوميرو" إعجابا بشاعر الإغريق الأعظم هوميروس، ويربط بين أجزاء السرد مشاهد لـ"هوميرو" عجوزًا وهو داخل قطار يتذكر فلاشات من حياته: أسرته التي تحتفل بتولي زعيم راديكالي للبلاد عام 1916، حكاية حب "هوميرو" المراهق مع فتاة مراهقة مثل معها "روميو" و"جولييت" وتبادل معها قبلة، أغنية له كتبها عنوانها "قبلِّني".. دخوله السجن ومطاردة البوليس له بعد أن أصبح راديكاليا زواجه وإنجابه طفلاً عام 1931 من حبيبته "كاسيلدا".. عمله في الصحافة وكتابته لأغنية شهيرة اسمها "مالينا" غنتها مطربة معروفة هي "نيللي عمر" استلهامه أغانيه من الناس، وتجربته في عالم إخراج الأفلام، كتابته لأغنيات يؤيد فيها "خوان بيرون"، مرضه بالسرطان ووفاته في 3 مايو عام 1951.. يستغل المخرج شريط الصوت فيقدم الأغنيات بذكاء، كما يقدم عناوين لصحف تلك السنوات، ويكتب علي الشاشة كلمات قالها "هوميرو" مثل قوله: "أنا لا أكتب إلا ما عشته".. أداء متميز للغاية للممثل "كارلوس مورتالوبول" في دور "هوميرو"، سرد سلس وعذب يجمع باحتراف بين التسجيلي والروائي، ويجعلك حزينًا علي شاعر رقيق لم تكن تسمع عنه بالتأكيد قبل مشاهدة الفيلم، والتجربة بأكملها تستحق أن يشاهدها صناع الأعمال الدرامية عن الشخصيات الحقيقية.

انتحار عجوز

وفي الفيلم الفنلندي "توماس" للمخرج "ميلكا سانياي" ستجد قدرة علي نقل الشعور القاسي بالوحدة الذي يعاني منه رجل عجوز في الثالثة والثمانين من عمره.. اسمه توماس نشاهده يلعب الشطرنج في أول الفيلم مع شقيقه العجوز "جوهانسون" الذي يتهمه بأنه يخاف الموت، لكن الموت يختطف "جوهانسون" ويترك "توماس" في منزله وحيدًا.. الكاميرا ثابتة طوال الوقت والمشاهد طويلة، وقطع الإكسسوار تستكمل خلق الإحساس بالوحشة، ساعة علي الحائط، وبومة محنطة، وطقوس يومية لا تتغير مثل حلاقة الذقن، وصنع الشاي، ثم محاولة "توماس" أن يلعب الشطرنج مع نفسه، ليس هناك أحداث وإنما تفصيلات صغيرة متكررة، عندما يخرج "توماس" مثلا يتعرف في الحديقة بعجوز آخر عمره ثمانون عاما، أو عندما يسقط علي الأرض أثناء تعليق لمبة فتعالجه سيدة في منتصف العمر، كل الطرق تقود "توماس" إلي مواجهة الموت الذي قال له شقيقه إنه يخاف منه.. في لحظة يأس يفتح "توماس" الغاز، ويغلق النوافذ، ويجلس بهدوء إلي مكتبه.. يمسك زجاجة الخمر ويصب كأسًا، ويتأمل في شجن صورة زوجته الراحلة.. أهمية الفيلم في أداء بطله العجوز وفي نقل أحاسيس ومشاعر بعدم الارتياح، الذين تعودوا علي الإيقاع السريع سيصابون حتما بالتململ، ولكنهم قطعًا لن ينسوا معاناة "توماس" العجوز.

في الفيلم الإيطالي "بولشينيللا الأخير" للمخرج "ماورتيزيو سكابارو" حفاوة حقيقية بالفن باعتباره قادرًا علي بعث السعادة في نفوس متعبة.. "مايكل أنجلو" ممثل مسرحي لا يجد عملاً، انفصل عن زوجته "باولا" مصممة الأزياء، وعلاقته سيئة مع ابنه "فرانشيسكو" الذي يغادر "نابولي" إلي باريس فيتبعه الأب، في عاصمة النور، سيحاول "مايكل" أن يستأجر دار سينما ويحولها إلي مسرح يقدم عليه مسرحية بعنوان "بولشينيللا الأخير"، ويساعده في ذلك البروفيسور "دور يانت" الذي يقوم بالتدريس في السوربون، وتلميذته المغربية "فايزة"، والابن الهارب "فرانشيسكو" وصديقته "سيسيليا"، وأفراد من جنسيات مختلفة، و"باولا" التي تحضر إلي فرنسا لتقوم بتصميم الأزياء، لن تكتمل التجربة مع ملاحقة البوليس لـ"فرانشيسكو" بسبب هروبه من الشهادة علي جريمة قتل في "نابولي"، ولكن "مايكل انجلو" يصر علي الغناء وحيدًا وسط المسرح الفارغ، لقد استمتع الجميع بلحظات سعادة، "فايزة" المغربية عرفت الحب مع "فرانشيسكو" والممثلة العجوز المعتزلة "ماري" عادت إلي الحياة عندما دخلت إلي المسرح، حتي "باولا" حاولت استرجاع علاقتها مع الممثل العجوز، عمل إنساني مؤثر أجمل ما فيه مزج موسيقات وايقاعات مختلفة في تحية عالمية للفن من كل الجنسيات.

وفي الفيلم السلوفاكي "الفراولة الإنجليزية" للمخرج "فلاديميردرها" تجربة أخري تحاول أن تقدم أحداث الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا السابقة عام 1968 ولكن من وجهة نظر نماذج من الشباب من الطرفين. في نفس الوقت الذي حدث فيه الغزو كان الشباب مهتمًا بفكرة السفر إلي إنجلترا للعمل في جمع الفراولة، الشاب "توماس" يقوم بوداع فتاته "تانيا"، أما والده فهو يتحدث عن الغزو وبوصفه احتلالاً يستدعي المقاومة، نشاهد في الشوارع السكان وهم يبصقون علي الجنود الروس، رجل عجوز يستجمع شجاعته ويتبول عليهم. الجنود أنفسهم لا يقلون تأففًا عن السكان، أحد هؤلاء واسمه "ليبديف" يحلم بالهرب إلي ألمانيا، ويختبئ في منزل يوجد به "توماس" و"تانيا" ويتعاطف الاثنان مع حلم الجندي ويقدمان له ملابس مدنية، وترسم له تانيا علي الخريطة طريق الهرب بعبور نهر "فالتافا" ويبدو وهو من ناحيته مفتونًا بها، سيفشل الجندي في محاولته ولكن المعني الذي أراده الفيلم هو أن الأجيال الجديدة غير مسئولة عن هذه المعارك التي صنعتها أجيال أقدم، المعالجة مختلفة رغم أن الفيلم ليس كبيرًا أو عظيمًا خاصة مع الأداء العادي من كل الممثلين.

عنبر المجانين

وفي الفيلم الروسي "عنبر رقم 6" للمخرج المعروف "كارين شاخنازاروف" تجربة تستحق التوقف رغم غرابتها وابتعادها عن التقليدية الفيلم مأخوذ عن رائعة الراحل "أنطون تشيكوف" بنفس الاسم والتي تقدم نماذج لا تنسي في مستشفي للأمراض العقلية تعاني من الإهمال الشديد، كما ترسم ملامح الطبيب "اندريه يفيميتش راجين" الذي يعمل في المستشفي ثم يصبح أحد مرضاه، كل المرضي لديهم مشكلات مع العالم المحيط بهم، أما "راجيه" فهو بالاضافة إلي وحدته يطرح طوال الوقت اسئلة وجودية يعصب الاجابة عنها، وتنتهي القصة بموته ودفنه، ما فعله المخرج في القصة هو أنه نقلها إلي الواقع المعاصر، واختار التصوير في مستشفي حقيقي للأمراض العقلية، ومزج بين التسجيلي والروائي، ونسمع في بداية الفيلم أحد الأطباء وهو يشرح لنا طبيعة مرض الشيزوفرانيا، وتقودنا الكاميرا للتعرف ببعض المرضي وهم يقولون أنهم يسمعون بعض الأصوات، ونتعرف علي "د. راجين"، ثم نستمع لشهادات عن بعض الذين عرفوه، باختصار نحن أمام رؤية مختلفة لعمل شهير، ولا شك أن شخوص تشيكوف، التي رسمها بعبقريته قادرة علي الحضور في أي زمان ومكان ومن خلال معالجات متنوعة.

وهذه تجربة أخري يقدمها الفيلم المجري "صنع في المجر" للمخرج "فونيو جرجيلي" حيث يقدم بأسلوب ساخر غنائي وراقص مدي الانبهار بالغرب خلال سنوات الخمسينيات، أسرة مجرية تعود إلي الوطن بعد غياب أب وأم وابنهما الشاب المولع بأغنيات الروك. الشباب المجري يعاملونه كأنه قادم من الفضاء، يحدثونه عن "سيناترا"، فيقول لهم إنه موضة قديمة ولم يعد أحد يسمعه، يرتدي لهم أقمصة هاواي، المزركشة، يغني في أحد الأندية التي يديرها رجل اسمه "بيجالي"، الكل يتجاوب معه شبابًا وفتيات، تصوير ومونتاج ودراسة جيدة للأفلام الاستعراضية، وفي مشهد آخر دال ومعبر، يحضر إلي المجر وفد عسكري من ضابطات ألمانيا الشرقية، وعندما يسمعن موسيقي الروك يتحررن من الجمود ويرقصن بمهارة مع الشباب المجري، فكرة الفيلم بأكملها هي رصد الصراع بين الجمود والقيود والتحرر والانطلاق، إنه صراع الشرق والغرب وأمريكا والاتحاد السوفيتي ولكن في إطار مختلف ممتع ومضحك وأكثر حيوية وذكاءً. وفي الفيلم اليوناني "الذنب" للمخرج "فاسيليس موزومينوس" معالجة غريبة لمعاناة سكان قبرص سواء تحت الاحتلال الإنجليزي وعندما قامت القوات التركية بغزوها عام 1974 . المخرج يستوحي أجواء روايات "كافكا" التي يبدو الإنسان مطارداً فيها ومعرضاً للمحاكمة دون ذنب جناه.

محود الأحداث مسئول كبير نراه يخضع لعملية جراحية، ونعود معه إلي ذكريات عمله في ظل الاحتلال الإنجليزي عام 1959، ثم ما حدث له في أيام الغزو التركي وما بعده من سنوات، وتقطع الأحداث الدرامية مشاهد تسجيلية للزعيم القبرصي "مكاريوس" وتسجيل صوتي له يؤكد فيه لشعبه أنه علي قيد الحياة بعد الغزو، وفي الجزء الأول تظهر آلة عملاقة تقوم بتعذيب وقتل المقاومين تذكرك بروايات الخيال العلمي،وفي المشهد الأخير يظهر المسئول العجوز مرتدياً قميص المستشفي، وفي الخلفية يظهر رجل مشنوق تحيط به أعلام بريطانيا وتركيا واليونان في اشارة رمزية واضحة للدول التي صنعت الكوابيس التي عاني منها القبارصة.. فيلم مختلف لا يهتم بتقدم حكايات عن شخوصه بقدر اهتمامه بنقل الكوابيس التي عانوا منها.

حواديت عربية

وفي الفيلم الفلسطيني "المر والرمان" الذي كتبته وأخرجته "نجوي نجار" واهدته إلي وطنها "فلسطين" محاولة للتعبير عن مأساة الاحتلال ولكن من وجهة نظر امرأة تحلم بالتحرر علي المستوي الشخصي والعام. بطلتها "قمر (ياسمين المصري) تزف إلي عريسها زيد (أشرف فرح) في رام الله".

هي أصلاً راقصة في فرقة فنون شعبية، وهو فلاح لا يهتم إلا بحصاد الزيتون.

تضطرب حياة "قمر" عندما يقوم الجنود الإسرائيليون بمصادرة أرض "زيد" وعندما يقاومهم يتم سجنه وتعذيبه. ستسير حياتها في اتجاهين: زيارة زوجها في السجن، وتنفيذ تعليماته بالبحث عن مشتر لتصريف زيت الزيتون، ولكنها أيضاً ستواظب علي حضور بروفات الفرقة الراقصة، والتعامل مع المدرب الجديد "قيس" (علي سليمان) لدي "قمر" نوع من الحرمان تعبر عنه بتقبيل زوجها من وراء القضبان، ولديها غضب مكبوت تعبر عنه بضرب الأرض بقدميها في البروفات، ومن خلال "أم حبيب" (هيام عباس) تتقارب مع "قيس" الفلسطيني العائد بعد عشرين عامًا والذي يشتري ألعاب الملاهي التي كان يمتلكها والده قديماً، وعندما يخرج "زيد" تعيش قمر صراعاً بينه وبين "قيس" ولكنها تهرب من مدرب الرقص، وتخرج كل أحلامها وكبتها وطاقتها في عرض جديد عنوانه "المر والرمان" .. ربما اسرفت المخرجة في تكرار نفس المعني في مشاهد متكررة، وربما بدت "شخصية قمر" غامضة ومذبذبة، وربما كان المعني شديد الوضوح في التعبير عن الصراعات الداخلية بالحركة، ولكنها محاولة لتقديم معاناة المرأة بسبب الاحتلال، وتجربة كانت تحتاج مزيداً من العمق وضبط ايقاع السرد، وفي كل الأحوال ستجد فيها الحضور القوي للمكان وللطقوس الاجتماعية مثل الغالبية العظمي من الأفلام الفلسطينية مع أداء جيد من "ياسمين المصري" التي شاهدناها في فيلم "كراميل" للمخرجة "نادين لبكي".

أما التجربة المغربية "بحيرتان من الدموع" للمخرج "محمد حساني" فهي أضعف وأكثر سذاجة في المعالجة رغم دلالة الفيلم المهمة عن أجيال جديدة من الفتيات أكثر ميلاً للتمرد، بطلتنا "سعاد درويش" طالبة في السادسة عشر من عمرها، متحررة ومتمردة، تحب "ليلي علوي" وتحلم بأن تكون عالمة طيور، نراها وهي تدخن في حمام المدرسة، والدها رغم أنه ترزي متواضع - إلا أنه يشجعها علي استكمال تعليمها، وشقيقها "العربي" عاطل عن العمل، وكل طموحه أن يعمل مرشداً للسائحين، تتورط "سعاد" دون أي مقدمات، في علاقة مع شاب اسمه "جليل" تقضي معه أوقاتاً في "طنجة"، ويدخل الفيلم في حكاية فرعية علي طريقة المسلسلات عندما تسجن "سعاد" لأنها أوقعت صديقتها "مينا" من فوق الجبل، وبعد خروجها تهرب من جديد إلي "طنجة" بحثًا عن "جليل"، وتفكر في إجهاض نفسها، وتدخل الأحداث في تطويل واستطراد مع بحث "العربي" عن اخته وإعادتها، أما الأغرب فهي النهاية حيث تبارك أسرتها المحافظة زواجها من "جليل"، أفضل ما في الفيلم إشارته إلي أن الأجيال الجديدة متمردة وتحلم بالهجرة أو بالابتعاد عن الأسرة، وأسوأ ما فيه الطابع المسلسلاتي والنهاية الغريبة التي تؤكد أن مخرجه من المعجبين بالمسلسلات المصرية من ذات النهايات السعيدة لإرضاء الجمهور.

الشرق والغرب

وفي الفيلم الروسي "الغرباء" للمخرج يوري جريموڤ تبدو الدلالات واضحة، ورغم الإشارة إلي أن الأحداث تدور في مكان ما في الشرق، إلاّ أن الفيلم صوِّر في مصر، والحكاية عن بلد يعاني من وباء تصل إليه بعثة طبية أمريكية روسية مشتركة، ولكن اللافت أن الشخصيات الأمريكية مقدمة وكأنها تعاني من عقد داخلية، ولديها أمراضها الخاصة. الطبيب "تومي" مثلاً ينتهز الفرصة للحديث عن الديمقراطية والمساواة في أمريكا، وزوجته "چين" تخونه مع أحد الجنود المحليين وتحمل منه، أما الجانب الروسي فمنه جرّاح ودود يغني طوال الوقت ويجري عمليات لإنقاذ الجرحي، ونشاهد جنديا روسيا يضحي بحياته لإنقاذ طفلة من حقل ألغام، وتنتهي الرحلة بعودة "تومي" و"چين" إلي أمريكا ومعهما طفل هو بالتأكيد ابن عشيقها الجندي. المعاني مباشرة جدًا، والسخرية واضحة من فكرة سيطرة الغرب الأمريكي علي الشرق عمومًا، ومع ذلك فهناك عناصر متميزة جدًا في الفيلم مثل التصوير وأداء الممثلة التي لعبت دور "چين"، وتصل السخرية إلي قمتها عندما تكتب علي الشاشة في النهاية كلمات "چورچ بوش" التي قال فيها: "لقد اختار الله أمريكا لكي تقود البشرية"، وهي عبارة لا تستحق التعليق.

ليست كل التجارب جيدة الفيلم السيريلانكي "كان يا ما كان" الذي أخرجه وكتبه "ساناث چوناتيلاك" مأخوذ عن قصة "لإميل زولا" عنوانها "من أجل ليلة حب"، ولكن السرد المملّ والأداء الركيك من الممثلين حوّل التجربة إلي معالجة هزيلة. مثل شخوص عالم "زولا" يبدو البشر مدفوعين بغرائزهم طوال الوقت. الحكاية عن موظف يسير بطريقة غريبة، ويعيش وحيدًا مع كلب، وليس لديه من متع الحياة إلاّ العزف علي الفلوت، تأسره جارته الشابة بنظراتها، الفتاة لها عشيق هو صديق الطفولة الفقير الذي أصبح محاميا، وهما يقضيان أوقاتًا طويلة في حجرتها يتبادلان الحب فيها، ذات مرة تغضب منه فتضربه فيسقط علي الأرض، ولاعتقادها أنه مات تحاول استدراج جارها عازف الفلوت لكي ينقله إلي الخارج مقابل أن يقضي معها ليلة حب، الجار يوافق بعد أن تحقق حلمه في الاقتراب من الفتاة، ولكن عملية التخلص من العشيق تنتهي بمأساة حيث نكتشف أنه لم يمت، ويدور صراع بينه وبين الموظف يسفر عن غرقهما معًا - الفيلم شديد الجرأة في التعبير عن العلاقة الحسَّية بين الفتاة وعشيقها، ولكنه عمل ضعيف في معظم عناصره خاصة التمثيل.

ستجد هذه الركاكة أيضًا في الفيلم الدنماركي "المعسكر" للمخرج "يعقوب بيتش" بسبب عدم الدراسة الجيدة للشخصيات وعدم تبرير دوافعها، وبسبب السطحية التي قدمت بها الأحداث، الفتاة "كوني نيلسن" انتحر والدها في عيد ميلادها، وأمها "بوديل" سكيرة تعيش علي ذكري مشاركتها في مسابقة الغناء الأوروبية عام 1982، وشقيق "كوني" ويدعي "كريستيان" يعاني من البدانة، تخرج الأسرة في معسكر يتيح لـ"كوني" تأليف كتاب بعنوان "أبجدية الصمت" ولكنها تعيش قصة حب مع جارهم "راسموس"، بينما يحب "كريستيان" ابنته المعقدة "لورا" العلاقات تتم علي عجل، ونقفز إلي نهاية تعود فيها الأم إلي الغناء، وتتحرر "كوني" من شعورها بالذنب لانتحار والدها. لو تمت دراسة كل شخصية ومتاعبها النفسية والاجتماعية لكنا أمام فيلم جيد بدلاً من هذه الحكايات التي تذكرك بالأفلام التليفزيونية المتواضعة.

####

انتقادات للفيلم الفلسطيني "أمريكا"

بسبب مهادنته لإسرائيل

كتب ريهام حسنين 

سيل من الانتقادات كانت في انتظار الفيلم الفلسطيني "أمريكا" والذي عرض بمركز الإبداع بدار الأوبرا الأحد الماضي، وأعقبه ندوة حضرها الناقد محمود سعد الدين وبطلة الفيلم الممثلة الفلسطينية "نسرين قاعور"، بينما تغيبت مخرجة الفيلم "شيرين دعبس" حيث اعترض الكثير من الحضور علي اسم الفيلم "أمريكا" لكونه لا يعبر عند أحداث الفيلم فأمريكا ليست موجودة بالفيلم وحتي أمريكا التي أقحمت في الأحداث لا تمت للواقع بصلة كما أن السيناريو صور الشخصية اليهودية الموجودة بالأحداث بكثير من المبالغة في اللطف والود والمعاملة الحسنة للفلسطينيين الموجودين بأمريكا بل وتعاطف معهم وهو ما اعتبره البعض رغبة من صناع الفيلم للتأكيد علي خلق انطباع غير موجود في الحقيقة.

وفي المقابل ردت بطلة الفيلم علي هذه الانتقادات بكثير من الابتسامة وقالت أن وجهة نظر المخرجة هي إحداث حالة من الاستفزاز للمشاهد العربي وهو ما حدث بالفعل، كما أن لمخرجة العمل ووجهة نظرها حتي لو اختلفنا معها في طرح القضية.

وفيما يتعلق بأمركة الشباب والتي جاءت ضمن أحداث الفيلم تري قاعود أن الفيلم يعكس الضياع الذي يعيشه الشباب هذه الأيام خاصة أن عددًا كبيرًا من الفلسطينيين يعانون من سحق الهوية وكل هذا جاء مع الفيلم وفكرته وليس ضده حول انتقاد بعض الحضور عدم قدرة الفيلم علي تناول معاناة الأسرة الفلسطينية وإنما الأسرة الموجودة في الأحداث قد تكون من أي بلد عربي آخر إلا فلسطين.. وهذا يتضح في كافة الأفلام الفلسطينية وليس "أمريكا" وحدها قالت نسرين: ما رأه الجمهور وشعر به تجاه الأسرة الفلسطينية علي كونها مجرد أسرة عربية يعد نجاحًا كبيرًا للفيلم لأننا بذلك نؤكد أننا كعرب شعب واحد كما تساءل البعض عن سر هذا الجانب التفاؤلي الذي أعطي لأمريكا علي أنها الأمل أو طريق الإصلاح وجاءت إجابة نسرين مقتضبة للغاية وهي أن موضوع الفيلم ليس به تعاطف مع أمريكا كما أننا لابد أن نتعامل معها في النهاية.. وتختتم نسرين حديثها بقولها بأن صوتنا كفلسطينيين ليس مسموعًا في كل أطروحتنا الأدبية لذا نحاول أن يكون لنا صوت من خلال هذه الأفلام، كما أن السينما الفلسطينية تشهد تطورًا كبيرًا علي كافة المستويات سواء الفني أو التقني أو علي مستوي التمثيل.

####

مخرج "أيام الرغبة" يؤكد

أن الفساد السياسي في بلده سبب ضعف السينما

كتب غادة طلعت

نسبة حضور عالية شهدها عرض الفيلم المجري "ايام الرغبة" والذي عرض أمس الأول الاثنين وأعقبه ندوة أدارتها مريم زكي وحضرها المخرج جوزيف باسكو فسكي الذي تحدث عن دراسته الأساسية وهي تنسيق الحدائق ثم درس في أكاديمية الفيلم المجري وأخرج عدداً من المسلسلات ثم تحدث باسكوفسكي عن فيلمه قائلاً: بالرغم من حبي الشديد للأفلام الكوميدية إلا أن هذا الفيلم لا يمكن اعتباره كوميديا وعن تصوير الفيلم بالأبيض والأسود قال: قمت بذلك لسببين الأول هو انني لا أملك الميزانية التي تؤهلني لتصويره بالألوان والسبب الثاني هو أن الفيلم يتناول الخير الأبيض والشر الأسود والصراع بينهما.

أما عن لافتة للكبار فقط التي يحملها الفيلم فقال هذا لم يضايقني بالرغم من عدم احتوائه مشاهد مخلة إلا أنني سعيد بعد الشباب الكبير الذي شاهد الفيلم وعن الإنتاج عاد ليقول أن المجر تعاني من حالة اقتصادية سيئة لدرجة أن الشباب يفضلون الانتهاء من الدراسة ليسرعون في مغادرة البلد والهجرة لبلاد أفضل هذا بجانب الفساد وعدم الاستقرار الذي يعيشه الشعب المجري لانقسام المجرمين اليسار واليمين وهم حزبان أساسيان في البلد ولكن كل حزب منهما متهم بالفساد مما يجعل الشباب يشعرون بالضياع لذلك لا ينتظر الأمل في الغد وليس لديهم حلم وهذا يحزنني جداً لأنني مجري الأصل أما عن المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي فقال هذا أمر يشعرني بسعادة كبيرة بالرغم من إنها المرة الثانية التي اشارك فيها ولكنها المرة الأولي التي احضر فيها لمصر.

روز اليوسف اليومية في

18.11.2009

 
 

مهرجان القاهــرة وحتمية التطوير

أحمد عاطف

قارب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثالث والثلاثون علي الانتهاء وسط جدال اعلامي وسينمائي كبير ـ حول جدواه ومدي أهميته ـ دار بسبب قضية البحث عن فيلم مصري يشترك في المسابقة الدولية للمهرجان‏..‏ وأكثر ماعكسه هذا الجدال هو الفجوة الكبيرة بين المجموعة التي تدير المهرجان منذ سنوات من جانب‏,‏ وأغلب العاملين بالوسط السينمائي والصحفي من جانب آخر‏.‏

أصحاب المهرجان لايرون أن هناك عيوبا للتطوير يحتاجها المهرجان ونائبة الرئيس تشعر بشبه مؤامرة من الهجوم الكبير والمتكرر عليه‏.‏

وتفسير الانتقادات المتكررة علي المهرجان بأنها مبالغة وأحيانا مغرضة والمنتقدون وهم أغلبية برون أن هناك ضيق صدر وعدم قدرة علي تقبل النقد من المنظمين وفشل ذريع وأيا كان من من الفريقين علي حق فيبدوا أن المنظمين قد فعلوا كل مايوسعهم للمهرجان أو بمعني آخر أنهم وصلوا لسقف إبداعاتهم ونهاية إمكاناتهم‏..‏ وهم يبذلون لاشك جهودا ضخمة لكنها لا ترضي الكثيرين‏..‏ لهذا وجب التغيير‏.‏

يصر منظمون المهرجان علي التأكيد الدائم علي وضع المهرجان كواحد من افضل‏11‏ مهرجانا عالميا حسب تصنيف الاتحاد الدولي للمنتجين رغم ان هذا التصنيف لم يعد احد في العالم يعتد به الآن‏,‏ ويقولون ان حدودهم هي احضار افلام جيدة وضيوف مهمين واحضار عدد من النجوم الأمريكيين كل عام ان تلك هي حدود المهرجان وآفاقه ولايعترف المنظمون بالأخطاء المتكررة للتنظيم وهي عديدة الي درجة الصدمة‏..‏ لكن النظرة البسيطة للمهرجانات الكثيرة بالعالم والتي زادت علي الألف يوضح ماذا نقصده بالتطوير ـ ولست مع الرأي القائل بأن الأموال هي التي تجتذب السينمائيين خاصة بالخليج العربي ـ لكننا بصدد مهرجانات واعية تعرف دورها وتضع آليات وبرامج لتطوير الصناعة والفن معا‏..‏

مهرجانا كان وبرلين أصبح جزء كبير من أنشطتها مرتبطا بالسوق وبتشجيع السينمائيين مثل دائرة المنتجين بكان‏..‏ وكذلك أتيليه المشروعات وورشة المواهب ببرلين‏..‏ مهرجان القاهرة مثلا به واحد من أهم المخرجين الايطاليين هو ماركو بيلوكيو‏..‏ لماذا لم يطلب مهرجان القاهرة أن يعطي محاضرة تعليمية للسينمائيين كما تفعل مهرجانات العالم مع كبار السينمائيين بعنوان درس السينما وهل هناك أي هدف لأي مهرجان سينمائي سوي تطوير الصناعة الوطنية للسينما‏,‏ ان منطق اقامة مناسبة سينمائية للعلاقات العامة بغرض تحسين صورة مصر وماإلي ذلك هو المنطق المغلوط الذي يتبناه مهرجان القاهرة هو منطق مغلوط ويضر السينما المصرية فما الذي تستفيده السينما المصرية أو مصر بأكملها من حضور سلمي حايك‏24‏ ساعة‏.‏

إن السينمائيين المصريين وعلي الأخص الشباب وايجاد مبادرات لتواصلهم مع السينمائيين الأجانب شيء هين إذا اراد المهرجان‏,‏ وتقليد الاقسام العامة بالمهرجانات المهمة ليس عيبا مادام ذلك سيفيد الصناعة الوطنية‏..‏

إن لكل مشروع ذروة‏..‏ ولكل طريق نهاية‏..‏ ولكل فكر قدرة علي الصمود ومن حق السينما المصرية والسينمائيين المصريين ان يكون لديهم مهرجان يعبر عنهم ويطور صناعاتهم ويرتبط بهم‏..‏ لهذا هناك حتمية لتغيير فريق عمل المهرجان ليأتي فريق جديد يفكر جديد يقدم رؤاه كجزء من مشروع التطوير الكبير المأمول لهذا الوطن‏..‏

لابد أن ينتهي بالمهرجان عصر سهير عبدالقادر نائبة الرئيس‏..‏ فهي الحائل الأكبر أمام هذا التطوير والسبب في الشكل البائس للمهرجان في مرحلة مابعد سعد الدين وهبة‏.‏

####

هليوبوليـس وازمة السينما المصرية

نــــادر عـــدلــي 

كان الأمر يبدو مثيرا بدرجة كافية عندما أعلن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته المنعقدة حاليا‏,‏ انه ليس هناك فيلما مصريا واحدا يصلح للمشاركة في المسابقة الرسمية؟‏!..‏ ولان مصر هي البلد الوحيد الذي يملك صناعة سينما في القارة الافريقية‏,‏ وبين كل الدول العربية‏,‏ وفي الشرق الاوسط‏,‏ فقد ظهر الامر وكأنه اقرب للمفارقة‏,‏ او قل سخرية لطيفة او نكتة من المصريين اصحاب الدعاية وخفة الظل‏!..‏ فالثابت والمعروف والمؤكد اننا ننتج سنويا اكثر من‏35‏ فيلما روائيا طويلا‏..‏ فاين تذهب هذه الافلام؟‏!‏

الاجابة علي السؤال ليست صعبة‏,‏ مع الاعتراف بانها ليست سهلة ايضا‏,‏ وتبدو معقدة‏,‏ لان صناعة السينما في مصر تقوم علي اسس اقتصادية هشة ومتغيرة من فترة الي اخري‏,‏ فمثلا تدور حركة الصناعة والانتاج طوال السنوات العشر الاخيرة علي مصدرين اساسيين‏,‏الاول هو التمويل الخارجي والذي يتمثل في شراء الفضائيات الخليجية للافلام المصرية للعرض في المحطات السينمائية التي انتشرت مؤخرا خفضت هذه المحطات القيم المادية للشراء بعد الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة‏,‏ مما جعل كل المنتجين والموزعين المصريين يصرخون ويرون ان الازمة العالمية سوف تؤثر علي انتاج الافلام‏!‏ والمصدر الثاني هو الاستهلاك المحلي للافلام‏.‏

وهذا المصدر الثاني هو مخترع نظام افلام المواسم‏,‏ وحكاية السينما النظيفة‏,‏ ومسألة نجوم الايرادات‏,‏وذلك للترويج للافلام الاستهلاكية التي يلعب بطولتها نجوم مثل محمد هنيدي ومحمد سعد واحمد السقا وغيرهم‏.‏

وغني عن البيان‏,‏ وبعد معرفة مصدري التمويل ان نتوسم في التمويل الفضائي‏,‏ او شركات الاحتكار المحلي للانتاج والتوزيع‏,‏ وهدف كل منهما استهلاكي‏,‏ انتاج افلام حقيقية او فنية وبالتالي فان وجود افلام تصلح للمشاركة في المحافل الدولية الفنية مثل المهرجانات تصبح عملة نادرة‏..‏ومع ذلك يظهر كل عام اربعة او خمسة افلام صالحة لتحقيق هذا الغرض‏,‏ وهي افلام يفرضها انه مازال في مصر مبدعين حقيقيين يصرون علي صناعة افلام حقيقية وليست استهلاكية‏..‏ وهؤلاء هم الذين يجعلون السينما المصرية حية ترزق في صناعة لاتقوم علي اي اسس او قواعد الدولة غائبة عن حماية هذه الصناعة تماما‏.‏

ولان السينما من ادوات الثقافة المهمة والاساسية ولانها عريقة بجد وليس شعارا‏,‏ فقد ظل هناك فنانون يقاومون هذا الواقع الاستهلاكي‏,‏ ويبحثون عن وسائل اخري للانتاج وسط حرب حقيقية من المنتج الاستهلاكي المحتكر‏,‏ وتبقي المحصلة متمثلة في الافلام الاربعة او الخمسة التي تحدثت عنها‏!..‏ وفي نفس الوقت اتخذت مقاومة السينما الاستهلاكية وسائل اخري تتمثل فيما يعرف بسينما الديجيتال‏,‏ حيث ظهر عشرات من الشباب الذين يصنعون الافلام القصيرة المليئة بالافكار ومحاولا التجريب الفني‏,‏ وشاهدنا في العام الأخير ثلاثة من افلام الديجيتال تتحول الي شرائط سينمائية محدودة التكاليف لكنها تمثل واقعنا الحقيقي‏..‏ وهذه الافلام هي‏:‏ عين شمس لابراهيم البطوط‏,‏ وبصره لاحمد رشوان وهليوبوليس لاحمد عبد الله‏,‏ وهذان الفيلمين الاخيران عرضا في مهرجان القاهرة في مسابقة الافلام العربية في العام الماضي‏,‏ وهليوبوليس في هذا العام‏.‏اما الفيلم الاول فقد عرض باسم مصر في‏8‏ مهرجانات عالمية وحصد جوائز عديدة‏.‏

هل تكون هذه النوعية من الافلام المستقلة والرافضة للسينما الاستهلاكية هي عنوان جديد للخروج من ازمة السينما المصرية التي اصبحت بين شقي رحي من التمويل الخارجي والاحتكار الداخلي؟‏..‏ اظنها حلا حتي تعتدل ابرة الميزان‏,‏ ولكنها تحتاج من يدعمها من ناحية‏,‏ ومن يسندها في مواجهة تجار الافلام الاستهلاكية من ناحية اخري؟‏..‏ فمن يفعل؟‏!‏

####

أمريكا تصنع أعداءها في الفيلم الهندي نيويورك

محمد نصر 

الفيلم الهندي نيويورك الذي عرض في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أثار العديد من القضايا ومنها الخوف الأمريكي من أي مسلم باعتباره إرهابيا إلي أن يثبت العكس والتعامل بقسوة مفرطة مع المشتبه فيهم لدرجة تدفعهم للاستعداد لتنفيذ هجمات إرهابية علي أهداف أمريكية انتقاما ممن يرون أنهم أهدروا إنسانيتهم‏.‏

والفيلم الذي تبلغ مدة عرضه‏153‏ دقيقة صورت جميع مشاهده في نيويورك‏,‏ وقامت إدارة المهرجان بعرضه مرة أخري في دار الأوبرا للجمهور والنقاد والصحفيين لأهمية القضية التي يناقشها الفيلم‏,‏ والذي يبدأ أحداثه عام‏2008‏ بالقبض علي الشاب عمر أعجاز وهو هندي مسلم حصل علي منحة لدراسة الماجستير في جامعة نيويورك عام‏1999‏ وقبض عليه بتهمة حيازة أسلحة في سيارة أجرة يمتلكها ويتهمه المحقق روشان الممثل الهندي عرفان خان بالانتماء إلي خلية تخطط لتنفيذ هجوم إرهابي في البلاد‏,‏ فينفي الشاب ويستعرض معه أسماء بعض من يعرفهم‏,‏ فيفاجئه المحقق بالسؤال عن تجاهله ذكر اسم صديق الدراسة سمير وهو هندي أيضا‏...‏ ويقول عمر انه نسي اسم سمير سهوا إذ لم يره منذ سنوات بعد أن كان ندا له في التنافس علي حب زميلتهما مايا الممثلة كاترين كيف‏,‏ والتي ظل عمر يحبها من طرف واحد إلي أن اكتشف حبها لزميله‏,‏ فقرر الانسحاب إلي أن فاجأه المحقق بأنهما تزوجا ويطالبه بضرورة أن يدخل حياتهما ليساعد السلطات الأمريكية في نقل معلومات عن سمير الذي لم يقابله من سبع سنوات‏,‏ ويطلب عمر محاميا فينهره المحقق قائلا لا تتحدث عن القانون إذا كان الأمر يتعلق بأعمال مكتب التحقيقات الاتحادي‏,‏ ويخبره بأسماء لمسلمين ينوون القيام بهجوم أكثر قوة من هجمات‏11‏ سبتمبر‏2001‏ ومنهم زاهر من باكستان وياسر من أفغانستان ويعقوب من بنجلاديش‏,‏ وكلهم مشتبه فيهم بأنهم إرهابيون‏,‏ وبعضهم غادر نيويورك إلي فلادلفيا عقب‏11‏ سبتمبر‏,‏ ويهدد المحقق سمير بما يواجهه من أهوال في السجن مادام ينكر التهمة‏,‏ ويرفض التعاون مع السلطات‏,‏ فيواجهه سمير بأنهم لفقوا له تهمة حيازة الأسلحة ليجبروه علي التعاون معهم ثم يوافق مبررا ذلك بأنه لن يتجسس علي زميله القديم لمساعدة مكتب التحقيقات الاتحادي ــ اف‏.‏ بي‏.‏ أي وإنما لاثبات براءته وبراءة سمير من تهمة الإرهاب‏.‏

ويدبر المحقق لعمر مصادفة مفتعلة للقاء مايا والتي كانت في صحبة ابنها دانيال وتصر علي اصطحابه إلي المنزل ويدخل عمر حياة سمير ويكتشف بالفعل أنه تغير كثيرا بعد أن تم اعتقاله عقب هجمات‏11‏ سبتمبر في نيويورك‏,‏ وتعرض للتعذيب إلي أن ثبت أنه بريء‏,‏ ولكن مرارة الاعتقال تدفعه للتفكير في الإقدام علي هجوم انتقامي بعد أن صنعت منه الولايات المتحدة الأمريكية عدوا لها‏.‏

ويرصد الفيلم كيف يتحول الضحية إلي إرهابي بسبب الاستخدام المفرط للقسوة في التعامل مع المشتبه فيهم بأنهم إرهابيون‏,‏ فيصبحون بالفعل إرهابيين‏.‏ فسمير خطط لتفجير مبني لمكتب التحقيقات الاتحادي وأمام إلحاح مايا وعمر علي التخلي عن التنفيذ لأن الضحايا لن يكونوا فقط الذين عذبوه‏,‏ يستجيب ويرمي هاتفا محمولا أعده ليكون أداة لتفجير المبني‏,‏ ولكنه يلقي حتفه برصاص قناصة من مكتب التحقيقات الاتحادي‏,‏ ويتأكد لهم أن الهاتف لم يكن معدا لما أوهمهم به وتجري مايا إلي سمير‏,‏ فتقتلها رصاصة أخري‏.‏

حاول المخرج في الفيلم أن يؤكد أن أمريكا قد استخدمت عنفا أكثر من اللازم لمواجهة عنف تدينه‏...‏ كما استطاع بهذا الفيلم الخروج بالسينما البوليوودية من النمطية المعهودة للدخول في ساحة السينما العالمية بأسلوب تعبيري جاد ومميز‏.‏

####

السر في فستان ســاندي‏!‏

عـــلا السـعدني 

كعادة مهرجان دمشق مؤخرا في خروج أفلامنا من مولد جوائزه بلا حمص‏,‏ ففي العام الماضي أقسم الفنان الكبير دريد لحام علي عدم حصول فيلم الهام شاهين خلطة فوزية علي أي جائزة وقال بالحرف الواحد علي جثتي حصول فيلم مصري علي جائزة‏,‏ ونفس الشيء فعلته لجنة تحكيم هذا العام ولكن بدون دريد حيث أقسمت هي الأخري ولكن في سرها علي عدم حصول فيلم واحد صفر علي اي جائزة رغم جودته وتفوقه‏,‏ ليت السادة الفنانين وصناع السينما الذين يهرولون ورائهم بافلامهم ويفضلونهم علي مهرجان بلدهم يتعلمون‏.!‏

‏{‏ عموما إذا كان مهرجان دمشق حرم فيلم واحد صفر من الجوائز فربنا عوضه بجائزتين من مهرجان أهم منه وهو بروكسيل ببلجيكا واحدة كأحسن سيناريو لمؤلفته الموهوبة مريم ناعوم والثانية جائزة لجنة التحكيم لمخرجته الرائعة كاملة ابو ذكري‏,‏ اعتقد ان هذه الجائزة وهي ليست الاولي للفيلم ولن تكون الاخيرة‏.‏

‏{‏ وبمناسبة فيلم واحد صفر الذي واكب أحداث فوز مصر بكأس افريقيا أرجو ان نري فيلما آخر علي غراره هذه الايام يعبر فيه عن آخر الايام الفاصلة قبل المباراة بين مصر والجزائر واعتقد اننا سنخرج منها بعشرات بل الاف وربما ملايين من القصص تصلح كلها لفيلم يعبر عنها وليس هناك أفضل منها كأحداث حقيقية وواقعيه بدل الأقتباس وسرقة السيناريوهات ونحت الأفلام من بعضها‏!‏

‏{‏ وبما ان المهرجانات هي سيدة الموقف هذه الايام‏..‏ فمن مهرجان دمشق الي بروكسيل الي القاهرة الآن‏..‏ هل كان أحد يتصور ان نجمة مثل سلمي حايك وهي التي يطلق عليها قنبلة هوليوود من شدة اثارتها تفاجيء المهرجان وتفاجئنا نحن ايضا بارتداء الملابس المحتشمة بينما نجماتنا اللاتي تخطوا ثلاث اربعهن الخمسينات من عمرهن أو أوشكن ومازلن يتبارين بملابسهن العارية ورغم ذلك لم تستطع اي واحدة منهن أن تأخذ ربع ماحصلت عليه سلمي من الأضواء‏!‏

‏{‏ سؤال بريء؟ اذا كانت ادارة مهرجاننا لم توجه الدعوة الي نجم نجومنا عمر الشريف رغم انه الرئيس الشرفي للمهرجان ومشرفه امام العالم ولم توجه الدعوة أيضا الي النجم الكبير حسين فهمي وهو رئيس سابق للمهرجان فلمن وجهت الدعوة إذن؟ من؟ ساندي أه عرفتها ساندي أم فستان عاري ومثير جدا إذن فالسر في الفستان‏!‏

‏{‏ يسرا في برنامجها الجديد التي ستقوم بتقديمه تتحدي المذيعة الامريكية أوبرا وينفري وهي اشهر مذيعة في العالم دي واسعة حبتين يايسرا‏!‏

‏{‏ فيلم أحمد حلمي الجديد عنوانه مصر هي أودتي بالذمة مش عيب يا أحمد هل وصلت بك الاستهانه بمصر الي هذا الحد من التهريج والاستخفاف‏!‏

الأهرام اليومي في

18.11.2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)