كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مجتمع يعيش على الحافة

«حوض السمك» عن الأسرة البريطانية اليوم

عبد الستار ناجي

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

   
 
 
 
 

قبيل ثلاثة أعوام، جاءت المخرجة اندرا أرنولد، الى مهرجان «كان» السينمائي الدولي، لتقدم فيلمها الأول «ريد رود» أو «المراقبة» عن حكاية شرطية شابة تعمل في مراقبة الطرق عبر الكاميرات، ومن خلال تلك الكاميرات تكتشف الكثير من الحكايات، من بينها حكايات تخصها شخصياً، ويومها خرجت من المهرجان بجائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها الأول.

وحينما تعود عام 2009 من جديد، فانها تقدم فيلمها في المسابقة الرسمية بعنوان «حوض السمك» عبر سيناريو قامت بكتابته، يذهب بعيداً، في الوقوف على الظروف التي تعيشها الأسرة البريطانية اليوم، وهي محاولة (جادة) للاقتراب من تلك الأسرة بكثير من الحيادية والعمق.

ومنذ اللحظة الأولى، نحن أمام حكاية الصبية البريطانية «ميا» ذات الخامسة عشر من عمرها، التي لا تجد نفسها في الدراسة، بل في الرقص الحديث، وهي ترصد حولها الكثير من المتغيرات، حيث الشباب حولها غارق بكم من الحكايات والأسرار والادمان، وأيضاً والدتها ترتبط برجل جديد، يعاملها بكثير من اللطف، فتنجذب اليه هي الأخرى.

وتتطور الأحداث، حتى ممارسة الجنس بينهما، ولكنه في لحظة يقرر الابتعاد عن هذه الأسرة، لأن اقامة علاقة مع أم.. وأيضاً ابنتها ذات الخمسة عشر عاماً، تشكل جريمة اجتماعية.

وتبدأ «ميا» بالبحث عنه، وحينما تصل الى بيته تجد بانه متزوج وعنده طفل أيضاً، فتقرر الانتقام أولاً من طفلته، ولكنها تتراجع عن قرارها وعن كافة القرارات الأخرى الصبيانية التي اتخذتها.

وتعود الى اسرتها ووالدتها وشقيقتها، وتشد رحالها برفقة صديق جديد «لتمضي الحياة».

تماس مع الاشكاليات الاجتماعية اليوم في المجتمع البريطاني. دراسة في المفردة بين الشباب، والعنف، وايضاً الاحلام المحبطة، والطموحات المتكسرة، فهي حينما تتقدم الى احدى المسابقات، تقرر الانسحاب، لانها تجد مجتمع «الرقص» يغرق في اجواء لا تناسب عمرها، وطبيعتها.

تماس مع اهم القضايا التربوية والاقتصادية، وايضاً وضع المجهر على قضايا الشباب الضائع في الاحياء والازقة، في العاصمة البريطانية.

كاميرا تذكرنا باللغة السينمائية التي قدمتها اندرا ارنولد في فيلهما الاول، وهي «التلصص» والرصد، وهي تعيد الكرة من جديد، لتقول الكثير.

فنحن في حقيقة الامر لم نكن امام حكاية «ميا» وامها وشقيقها وصديق والدتها فقط، بل كنا امام شريحة اجتماعية، هي اختصار لقضايا المجتمع البريطاني اليوم.

مجتمع يعيش على الحافة، قريباً من الهاوية، قريباً من العنف، من التوتر، من الانفجار.

ففي لحظة ما كانت «ميا» ان تقتل الصغيرة ابنة صديقها وصديق امها، وفي لحظة ضربت احدى الفتيات، في الشارع لانها لم تكن ترقص بطريقة جيدة.

وهنالك دلالة رمزية، في الفيلم حول رغبة «ميا» باطلاق سراح حصان عجوز محبوس عند مجموعة من الشباب، وتحاول اكثر من مرة، ولكن محاولاتها تذهب هباءا، ولكن محاولاتها تعرفها على شاب تنتهي رحلتها معه، حيث يقرران في نهاية الفيلم السفر سوياً.

فيلم «حوض السمك» عن الاسرة البريطانية اليوم، والعنوان هو اختصار لكثير من المعاني، فذلك الحوض هو الاسرة البريطانية، والمجتمع البريطاني، فيلم يطرح الصورة، ويدعونا لان نحلل ونقول ونستخلص.

هكذا كانت اندرا ارنولد في «ريد رود» وها هي تؤكد على نهجها الرائع.

النهار الكويتية في 14 مايو 2009

####

وجهة نظر

تقاليد

عبد الستار ناجي

هنالك عدد من التقاليد الاحترافية، للتعامل مع الصحافة والإعلام الدولي، تبدو غائبة عن نسبة كبيرة من الأعمال السينمائية العربية المتواجدة هنا في كان، ما يشكل لها مساحة من الخلل.

حين يظل الهاجس الأساس بالنسبة لشركات الانتاج العربية، هو النقاد والصحافي العربي، في حين معادلة كان تختلف كلياً عن ذلك المنحى الذي نراه ضيقاً.. وبعيداً عن الطموح في بلوغ العالمية.

هذا ما نلمسه هذه الأيام مع عدد من الأفلام العربية، التي يظل حضورها مقتصراً على العرب فقط.

إنها المعادلة الخطأ.. بل المعادلة الخلل.

فمع الاحترام الكبير للصحافة والحضور العربي، إلا أنها لا تؤثر في معادلة التوزيع العالمي، ويظل الفيلم العربي، في كثير من الأحيان حبيس الرقعة العربية، المحدودة من حيث العوائد والمشاهدين.

ومن هنا تعود الأسئلة من جديد.

لماذا يغيب المرافق الصحافي (العالمي) عن الفيلم العربي، أو المرافق الصحافي (العربي) ذو العلاقات الدولية؟

وعلى مدى اليومين الماضيين من أيام مهرجان كان السينمائي الدولي، كانت هناك نسبة من الأفلام العربية، وكان الحضور (دائماً) عربياً.. وكانت المواعيد مع الصحافة (العربية).

إن هكذا تجربة يمكن تحقيقها في المهرجانات العربية مثل القاهرة ودبي والشرق الأوسط وغيرها من المهرجانات.. ولكن في كان، يفترض التفكير بأطر ومعطيات وتقاليد جديدة.

أجل - تقاليد جديدة.

يقول لي النجم العربي «محمود عبدالعزيز» على مدى يومين في كان كل الذين التقيت بهم من الصحافيين كان من العرب.. وهكذا التلفزيونات والقنوات الفضائية والإذاعية وغيرها هي عربية.

فلماذا لا نفكر في العالمية؟

وعلى المحبة نلتقي.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في 15 مايو 2009

 
 

الإيراني بهمن غوبادي يصنع تحفة

فيلم «لا أحد يعرف عن القطط الفارسية»..

تحليل للمجتمع الإيراني

عبد الستار ناجي

يذهب المخرج بهمن غوبادي بعيدا في فيلمه الجيد «لا أحد يعرف عن القطط الفارسية في تحليل المجتمع الايراني» في هذه المرحلة من تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وقد عرض الفيلم في افتتاح تظاهرة - نظرة ما - وهي التظاهرة الثانية من حيث الاهمية في مهرجان كان السينمائي الدولي. فيلم يذهب الى رصد الفرق الشعبية الايرانية التي تقدم الاغاني الانكليزية والأميركية وأغاني الروك بعيدا عن الاضواء وتلقى كثيراً من المواجهات التي تضطر عناصرها للبحث عن الهروب بجميع الوسائل المسموحة وغير المسموحة. فيلم كبير بكل ما تعني المفردة، يطبخ على نار هادئة يعري المجتمع ويحليل القضايا، ويرصد أكبر كم من الفرق الشعبية التي تقدم نتاجات غنائية تدهشنا بمستواها وتذهلنا بالحرفية العالية. وقبيل الحديث عن الفيلم وتفاصيله نذهب الى المخرج الايراني بهمن غوبادي الذي بات يعتبر من الرموز المهمة في تاريخ السينما الايرانية الحديثة. وهو في تجربته السينمائية الجديدة يجمع بين الوثائقية والروائية وقد ولد بهمن في الاول من فبراير عام 1969 في بناة ايران قدم العديد من الاعمال السينمائية المهمة من ابرزها فيلم «وقت الخيول المخمورة» الذي نال عنه عام 2000 في كان جائزة الكاميرا الذهبية التي فتحت أمامه أبواب النجومية والشهرة وتواصلت أعماله الى محطته الاخيرة التي تعتبر بمثابة التحليل الدقيق للمجتمع الايراني، عبر حكاية مجموعة من الشباب يحاولون تقديم حفل غنائي في ايران، وايضا التخطيط للسفر الى الخارج لتقديم اعمالهم الموسيقية (الروك وغيره) الى العالم، وتبدأ جولة صبية شابة مع صديقها عازف الغيتار، على زملائهم في انحاء طهران، لرصد كل الفرق، واختيار افضل العناصر، للمشاركة في رحلتهم الى الخارج، وحينما تغلق الابواب الرسمية امامهم، يضطرون الى اللجوء لرجل كهل يقوم بتزوير جوازات السفر والفيزا الى الخارج، ولكل دولة ميزتها وقيمتها، اعتبارا من (5) دولارات الى افغانستان حتى (25) الف دولار الى الولايات المتحدة. وتتواصل الرحلة، عبر عدد من الفرق والايقاعات، والالحان والاصوات المدهشة، التي تبدع رغم كل الظروف التي تحيط بها. رحلة مقرونة بالتعب والقهر والاعياء الانساني، عبر عدد من الوجوه المطحونة والمغلوبة على امرها، التي تطرح في فضاءات ثانية، حتى لا يسمعها احد المسؤولين، او رجال الامن او غيرهم.

ولكل واحد من تلك المجموعة صوته، وحكايته، واسلوبه، واغانيه، وطموح واحد هو السفر الى الخارج لتقديم ابداعة الفني، الذي لا يقل قيمة واهمية عن الابداع العالمي. ولكن الامور والاحداث تتعقد، مشهد بعد اخر، حيث صعوبة الحصول على اماكن لاجراء البروفات، بعضهم يجري بروفاته في مزارع الحيوانات الى جانب الابقار، واخرون فوق العمارات الجديدة، وغيرهم في البراري والسراديب هروب من كل شيء، في مجتمع يرفض كل شيء، الغناء والموسيقى والفن وطموحات الشاب في التعبير. سينما تذهب الى ابعد من حدود الصورة. سينما تحلل الاشياء، وتقول الكثير، تدعونا الى طرح الاسئلة. فهو لا يقدم المواجهة مع السلطة، بل ان السلطة الرسمية والدينية لا تظهر في الصورة، ولكن الاحباطات والدلالات هي التي تشخص وتظهر وتتأكد. عنف واحباط وانكسار.. وتكون قمة ذلك الانكسار حينما يتم القبض على العجوز المزور فيذهب الاصلاح ويضيع الامل وتتعقد الامور حينما يذهب الشاب عازف الغيتار للبحث عن احد الاصدقاء، كان يتواجد في مكان محظور لتجمع الشباب ولكن الشرطة تصل وحينما يحاول الهروب يسقط ويموت.

انه موت الحلم.. والأمل..

والذهاب الى الطريق المغلق..

ان اللاأمل لموسيقى الشباب في ايران..

وهو الموت المرتقب لكل الاحلام والآمال بالخروج والذهاب الى العالم.

فيلم يقول الكثير يسحب المشاهد من كرسيه الى عمق الحدث يحاوره ... يناقشه.. يستفزه.. يقدم امامه الحقائق عن فرجه سينمائية تمتاز بالبساطة المتناهية من خلال مجموعة من العناصر الشابة المبدعة في المجال الموسيقي والتي تجسد شخصيتها في الفيلم وتتحدث عن مشاكلها وظروها بكثير من الشفافية والموضوعية والعمق.

فيلم إيراني تحفة...

يصور الموزابيك الايراني بكل تفاصيله ويرحل بنا في رحلة جميلة مقرونة بالانغام والالحان الشبابية وفي الحين ذاته العزف على أوتار الألم والحلم الضائع..

بهمن غوبادي احد جيل الكبار في السينما الإيرانية من امثال عباس كبار وستامي ومحسن مجلباف وسميرة مجلناف وغيرهم.. فيلم يتجاوز حدود الصورة والاغنية والنغم الى الحقيقة .. فما أقسى الحقيقة اليوم في ايران..

هكذا يقول المخرج الايراني بهمن غوبادي في فيلمه الجديد لا احد يعرف عن القطط الفارسية.

النهار الكويتية في 14 مايو 2009

####

وجهة نظر

نجم

عبد الستار ناجي

النجم العربي، مهما بلغت مكانته، واهميته، فانه من النادر ان يلفت الانتباه، ويثير الاهتمام هنا في مهرجان كان السينمائي او غيره من المهرجانات الدولية العالمية.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا فعل النجم العربي كي يتجاوز حدود ذلك الاطار العربي، الذي يبدو «ضيقا» حينما تكون في مثل هكذا مهرجان سينمائي دولي؟

في العام الماضي، كان هنا في «كان»، نجوم فيلم «ليلة البيبي دول» واذا كنتم تريدون ان تعرفوا من هم، نشير الى بعضهم ومنهم عادل امام ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وليلى علوي وكم اخر من الاسماء، والنتيجة انهم وفور خروجهم من صالة العرض، في سينما ستار كانوا شأنهم شأن اي مشارك اخر غير معروف.

ومن يعرفهم سوى الصحافيين العرب في «كان»، او بعض المهاجرين المقيمين في «كان».

واليوم تتكرر التجربة مع نجوم فيلم «ابراهيم الابيض» ومنهم محمود عبدالعزيز وأحمد السقا وهند صبري، وهؤلاء ايضاً لا يعرفهم اي شخص في كان، الا من يحيط بهم، ويصور لهم بانهم نجوم فوق العادة.

دعونا نتجاوز ذلك الوهم.. دعونا نصنع سينما عربية حقيقية تذهب الى العالم، تقدم نجومنا بالشكل الذي يليق بهم وبسمعتهم ومكانتهم.

اما ذلك الوهم السينمائي، والافلام الهامشية، والزيف، فانها سرعان ما تخبو، ولا تجد طريقها الى صالات العرض والمشاهد الاوروبي.

ونذكر، ان يوسف شاهين اصبح نجم النجوم في كان وفينيسيا وبرلين وموسكو، لانه عرف كيف يقدم السينما، وقضاياه وانسانيته، بلا زيف، وبلا كذب.

ويبقى ان نقول.. لا تواصلوا الكذب، فالعمر يمضي، والنجوم تهرم، وتختفي، وهي تتمنى ان يعرفها العالم، فمتى يعرفكم العالم؟

وعلى المحبة نلتقي

النهار الكويتية في 14 مايو 2009

 
 

اليوم: «المومياء» يبعث من جديد ويؤكد للعالم أهمية السينما المصرية

بقلم   سمير فريد

تعرض اليوم فى الساعة الرابعة بعد الظهر فى قصر المهرجانات بمدينة «كان» الفرنسية النسخة الجديدة من الفيلم المصرى «المومياء» إخراج شادى عبدالسلام «١٩٣٠ - ١٩٨٦»، وذلك فى إطار برنامج «كلاسيكيات كان»، الذى أصبح من معالم المهرجان الدولى الكبير، ورئيس شرف البرنامج هو فنان السينما الأمريكى العالمى الكبير مارتين سكور سيزى، الذى يقود حركة إنقاذ التراث السينمائى من خلال رئاسته «مؤسسة السينما العالمية»، التى أسسها فى جنيف مع نخبة من كبار صناع السينما فى العالم.

الرابعة بعد الظهر موعد ممتاز فى «كان» لعرض أى فيلم خارج المسابقة، حيث يأتى بعد عرض الفيلم الأول فى المسابقة، وقبل عرض الفيلم الثانى. وفى غياب أى فيلم مصرى طويل أو قصير فى برامج المهرجان، يأتى «المومياء» ليؤكد للعالم أهمية السينما المصرية، كما حدث عندما عرض لأول مرة فى مهرجان فينسيا عام ١٩٧٠. ويصدر المركز القومى للسينما بهذه المناسبة كتابًا بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية يتضمن مقالات أهم نقاد السينما فى أوروبا وأمريكا، التى نشرت بعد عرضه فى فينسيا، ويوزع الكتاب اليوم قبل عرض الفيلم.

قامت مؤسسة سكورسيزى بإعداد النسخة الجديدة من الفيلم بمناسبة ٤٠ سنة على إنتاجه عام ١٩٦٩ بعد ترميم النيجاتيف «الأصلى» كما يحدث مع كل الأفلام التى تقوم بإنقاذها، ولكن وزارة الثقافة فى مصر أضافت صنع نيجاتيف «تكنكلور» تكلف ٥٠ ألف يورو، وهو أطول أنواع النيجاتيف عمرًا.

ويرجع الفضل فى هذا الإنجاز الحضارى إلى الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة، وكذلك إلى جهود أمين عام المجلس الأعلى للثقافة على أبوشادى، ورئيس المركز القومى للسينما خالد عبدالجليل، والفنان صلاح مرعى، مهندس ديكور «المومياء»، والعديد من النقاد والخبراء داخل وخارج مصر، وعلى رأسهم الخبير المصرى العالمى مجدى عبدالرحمن الذى كتب التقرير الفنى عن حالة الفيلم إلى مؤسسة سكورسيزى.

مئوية جوزيف لوزى

تعرض تحفة شادى عبدالسلام مع ١٨ نسخة جديدة من ١٧ فيلمًا طويلاً من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة والنمسا وأستراليا وتايوان وكوريا الجنوبية والمكسيك وفيلم قصير من السويد، ومن بين هذه الأفلام «بييرو المجنون» إخراج جودا، و«حواس» إخراج فيسكونتى، و«مولى ماجويرز» إخراج مارتين ريت، و«سيداتى سادتى» إخراج بيترو جيرمى، و«المغامرة» إخراج أنتونيونى. ولأول مرة فى تاريخ مهرجان «كان» يحمل ملصق الدورة صورة من أحد أفلام برنامج «كلاسيكيات كان»، وهى صورة مونيكا فيتى فى فيلم «المغامرة» الذى فاز بجائزة خاصة فى دورة عام ١٩٦٠.

ويحتفل البرنامج هذا العام بمئوية ميلاد جوزيف لوزى «١٩٠٩ - ١٩٨٤»، وذلك بعرض نسخة جديدة من فيلمه البريطانى «حادث» الذى أخرجه عام ١٩٦٧ عن سيناريو هارولد بيتر، وفاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان «كان» فى نفس العام. ومن الجدير بالذكر أن لوزى فاز بالسعفة الذهبية عام ١٩٧١ عن «الوسيط»، وفاز بها فيسكونتى «١٩٠٦ - ١٩٧٦» عام ١٩٦٣ عن «الفهد»، وأنتونيونى «١٩١٢ - ٢٠٠٧» عام ١٩٦٧ عن «تكبير الصورة»، أما الفيلم السويدى القصير فهو «صور من الألعاب» إخراج ستيج بوركمان.

ثلاثة أفلام

«المومياء» أحد ثلاثة أفلام تقدمها مؤسسة سكورسيزى فى البرنامج، أما الأفلام الأخرى فتقدمها أرشيفات سينمائية فى أوروبا وأمريكا وآسيا، خاصة أرشيف بولونيا فى إيطاليا الذى يقوم بكل العمليات الفنية لأفلام مؤسسة سكورسيزى، الفيلمان الآخران نسخة كاملة لم تعرض من قبل من الفيلم التايوانى «يوم صينى أكثر إشراقًا» إخراج إدوارد يانج عام ١٩٩١

، والفيلم المكسيكى «الموجة» إخراج إميليو جوميز موريل وفرد زينمان عام ١٩٣٦، وهو أقدم فيلم فى البرنامج، ورغم أن مدته ٦١ دقيقة فإنه من أحداث مهرجان «كان» هذا العام، حيث اشترك فى إخراجه أحد أعلام فن السينما، وهو المخرج الأمريكى فرد زينمان «١٩٠٧ - ١٩٩٧».

الموجة الجديدة بعد ٥٠ سنة

وإلى جانب النسخ الجديدة من الأفلام يعرض برنامج «كلاسيكيات كان» الأفلام التسجيلية عن السينما، ومن المعروف أن السينما هى الفن الوحيد الذى يؤرخ له بلغته، أى لغة السينما، ولذلك فالأفلام التسجيلية عن السينما عندما تكون أفلامًا تسجيلية بحق لا تقل أهمية عن الأبحاث العلمية المكتوبة.

ويعرض البرنامج هذا العام ثلاثة من هذه الأفلام: الفيلم الإيطالى «بيترو جيرمى» إخراج كلاوديو بوندى، والفيلم الفرنسى «اثنان من الموجة» إخراج إيمانويل لوران عن جودار وترفو «١٩٣٢ - ١٩٨٤»، وهما من رواد الموجة الجديدة الفرنسية بعد ٥٠ سنة من عرض فيلم جودار «على آخر نفس»، وفيلم تروفو «أربعمائة ضربة» الذى فاز بجائزة أحسن إخراج فى مهرجان كان ١٩٥٩، والفيلم الفرنسى «جحيم كلوزو» إخراج سيرج بورمبرج وروكساندرا ميدريا عن فيلم هنرى جورج كلوزو «١٩٠٧ - ١٩٧٧» الذى أخرجه عام ١٩٦٤.

المصري اليوم في 16 مايو 2009

####

اليوم ينطلق سباق السعفة الذهبية.. و«إبراهيم الأبيض» يعرض فى السوق

بقلم   سمير فريد

افتتح، أمس، مهرجان «كان»، وتبدأ اليوم عروض مسابقة الأفلام الطويلة، وهى من أقوى المسابقات فى تاريخ المهرجان الذى يعقد دورته الـ٦٢ هذا العام، حيث يتنافس على «السعفة الذهبية» أكبر جوائزه ٢٠ مخرجًا ومخرجة. منهم عشرة سبق أن فازوا فى المهرجان، ومنهم أربعة فازوا بالسعفة الذهبية.

يشترك فنان السينما البريطانى كين لوش بفيلمه «البحث عن إريك»، وقد فاز بالسعفة الذهبية عام ٢٠٠٦ عن «الريح التى تهز الشعير»، كما فاز بثلاث جوائز أخرى من ١٩٨١ إلى ١٩٩٣. ويشترك فنان السينما الدنماركى لارس فون ترير بـ«المسيح الدجال»، وفاز بالسعفة الذهبية عام ٢٠٠٠ عن «راقصة فى الظلام»، وبجائزتين عامى ١٩٩١ و١٩٩٦.

وتشترك فنانة السينما الأسترالية جين كامبيون بـ «نجمة لامعة»، وفازت بالسعفة الذهبية عام ١٩٩٣ عن «البيانو»، والثلاثة من أعلام السينما المعاصرة فى العالم، كما يشترك المخرج الأمريكى كوينتين تارانتينو بـ«كتيبة الأوغاد»، وهو الفائز بالسعفة الذهبية عام ١٩٩٤ عن «روايات الجيب».

ومن أفلام أعلام السينما المعاصرة فى العالم أيضًا يعرض فى المسابقة «العشب البرى» إخراج آلان رينيه، وهو من رواد الموجة الجديدة فى فرنسا فى الخمسينيات، والذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عام ١٩٨٠ عن «عمى الأمريكى»، ويعرض «أحضان مكسورة» إخراج بيدرو آلمودوفار الذى فاز بجائزة أحسن إخراج عام ٢٠٠٠ عن «كل شىء عن أمى»، وبجائزة أحسن سيناريو عام ٢٠٠٦ عن «العودة»، ويعرض «الشريط الأبيض» إخراج مايكل هانكى الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن «أستاذة البيانو» عام ٢٠٠١، وبجائزة أحسن إخراج عن «المستور» عام ٢٠٠٥.

ومن أفلام صناع السينما الشباب الذين يساهمون فى السينما العالمية بقوة يعرض «الزمن الذى يبقى» للمخرج الفلسطينى إيليا سليمان الذى سبق أن فاز بجائزة لجنة التحكيم عام ٢٠٠٢ عن «يد إلهية»، و«حوض الأسماك» للمخرجة البريطانية أندريه أرنولد التى سبق أن فازت بجائزة لجنة التحكيم عام ٢٠٠٦ عن «طريق أحمر».

ومن أفلام أعلام السينما الآسيوية يعرض «عطش» إخراج بارك شان - وول من كوريا الجنوبية، الذى سبق أن فاز بالجائزة الكبرى عام ٢٠٠٤ عن «فتى مخضرم».

والعشرة الآخرون الذين يشتركون فى مسابقة كان ٢٠٠٩ ولم يسبق لهم الفوز فى المهرجان من بينهم علمان من الكبار، هما الإيطالى ماركو بيلوكيو، ويعرض له «المنتصر»، والتايوانى أنج لى، ويعرض له «تصوير وود ستوك»، اللذان سبق لهما الفوز بجوائز أخرى كبرى غير جوائز «كان»، ومن يدرى ربما تأتى مفاجآت من المخرجين الثمانية الآخرين الذين لم يسبق لهم الفوز فى «كان» أو غيره من المهرجانات الكبرى - إدارة المهرجان التى يقودها بامتياز رئيسه جيل جاكوب، ومديره تيرى فيرمو - تأتى بالأفلام الجديدة للكبار، والكبير يتحمل مسؤولية فيلمه، وليس المهرجان بالطبع، وفى نفس الوقت لا تقتصر المسابقة على أفلام الكبار، وإنما تشمل أيضًا أفلامًا جديدة لمخرجين متميزين يساعد المهرجان على أن يصبحوا بدورهم من الكبار، وهذا هو الدور الأساسى للمهرجانات.

«إبراهيم الأبيض» فى السوق الدولية

يعرض اليوم فى العاشرة مساء فى السوق الدولية التى تقام أثناء مهرجان كان الفيلم المصرى «إبراهيم الأبيض» إخراج مروان حامد، وهو فيلمه الروائى الطويل الثانى بعد «عمارة يعقوبيان» عام ٢٠٠٤، وكلا الفيلمين من إنتاج شركة «جود نيوز» التى أسسها الصحفى الكبير عماد الدين أديب.

منذ فيلم تخرجه فى المعهد العالى للسينما بالجيزة أثبت مروان حامد أنه موهبة حقيقية أصيلة، وجاء فيلمه الطويل الأول «عمارة يعقوبيان» مؤكدًا ذلك، بل إنه فتح صفحة جديدة فى السينما المصرية المعاصرة، كما كانت رواية علاء الأسوانى المأخوذ عنها صفحة جديدة فى الرواية العربية المعاصرة، أى المكتوبة بالعربية.

فتح علاء الأسوانى بروايته صفحة «الروايات الأكثر مبيعًا» التى لم تعرفها الرواية فى مصر منذ روايات إحسان عبدالقدوس فى الخمسينيات من القرن الميلادى الماضى، حيث يعبر الكاتب بأسلوب سهل ممتنع عما يشغل أغلب الناس فى عصره، أما الصفحة التى فتحها الفيلم فهى العودة بالسينما المصرية إلى عصر تعدد الأنواع، الذى يعنى النهضة فى جانب من جوانبه، بعد سيادة الأفلام الهزلية نحو عقد كامل دون منافس، وكما حققت رواية الأسوانى نجاحًا محليًا ودوليًا، كذلك حقق الفيلم داخل مصر وفى العالم العربى وفى أوروبا وأمريكا، ولذلك كله ليس من الغريب أن يكون «إبراهيم الأبيض» من الأفلام المصرية القليلة المنتظرة بشغف، وعرض الفيلم فى سوق كان لأول مرة إنجاز لشركة «جود نيوز»، بغض النظر عن خلط البعض بين ما يعرض فى السوق المتاحة لكل من يريد ويقدر على تحمل التكاليف، وبين العرض فى المهرجان أو فى البرنامجين الموازيين لنقابتى النقاد والمخرجين.

المصري اليوم في 14 مايو 2009

####

 اليوم.. افتتاح أكبر مهرجانات السينما:

١٥٠ فيلمًا من ٤٢ دولة والبرنامجين الموازيين للنقاد والمخرجين

بقلم   سمير فريد

يفتتح اليوم مهرجان كان السينمائى الدولى الـ ٦٢ أكبر مهرجانات السينما فى العالم، والذى يستمر فى المدينة الفرنسية حتى ٢٤ مايو، حيث تعلن جائزته الكبرى «السعفة الذهبية» وجوائزه الأخرى، يعرض فى الافتتاح، ولأول مرة فى تاريخ المهرجان العريق، فيلم تحريك، وهو الفيلم الأمريكى «نحو الأعالى» إخراج بيتر دوكتير، مؤكدًا العصر الذهبى لهذا النوع من الأفلام، والذى بدأ مع بداية العقد الأخير من القرن الميلادى الماضى مع الثورة التكنولوجية.

يشهد المهرجان عرض ١٥٠ فيلمًا طويلاً وقصيرًا من الأفلام الروائية والتسجيلية وأفلام التحريك فى برامج المهرجان، والبرنامجين الموازيين: أسبوع النقاد الـ ٤٨ الذى تنظمه نقابة نقاد السينما فى فرنسا، ونصف شهر المخرجين الـ٤١ الذى تنظمه نقابة مخرجى السينما فى فرنسا، وذلك بالإضافة إلى ١٨ نسخة جديدة من أفلام كلاسيكية طويلة، ونسخة جديدة من فيلم قصير فى برنامج كلاسيكيات كان.

الأفلام الطويلة فى برامج المهرجان ٩٨ فيلمًا (٢٠ فى المسابقة و١٨ خارج المسابقة و٢٠ فى نظرة خاصة و٣ فى كلاسيكيات كان) و١٢ فى أسبوع النقاد و٢٥ فى نصف شهر المخرجين، والأفلام القصيرة ٥٢ فيلمًا (٩ فى المسابقة و١٧ فى مسابقة أفلام الطلبة و١٢ فى أسبوع النقاد و١٤ فى نصف شهر المخرجين، وتأتى هذه الأفلام من ٤٢ دولة من مختلف قارات العالم ما عدا أفريقيا.

خريطة السينما

خريطة السينما فى العالم، كما يرسمها مهرجان كان وبرنامجاه الموازيان على النحو التالى:

- فرنسا ٢٩ فيلمًا طويلاً وعشرة أفلام قصيرة.

- الولايات المتحدة الأمريكية ١٠ أفلام طويلة و٣ أفلام قصيرة.

- بلجيكا ٧ (٤ طويلة و٣ قصيرة)

- كوريا الجنوبية ٧ (٤ و٣).

- إسبانيا ٦ (٤ و٢).

- إسرائيل ٦ (٤ و٢).

- الصين ٥ (٤ و١).

- كندا ٥ (٤ و١).

- البرازيل ٥ (١ و٤).

- بريطانيا ٤ (٢ و٢).

- الدنمارك ٤ (١ و٣).

- البرتغال ٤ (٢ و٢).

- أستراليا ٣ (٢ و١).

- إيطاليا ٣ (٢ و١).

- ألمانيا ٢ (١ و١).

- هولندا ٢ (١ و١).

- الأرجنتين ٢ (١ و١).

وتعرض ثلاثة أفلام طويلة من الفلبين، وفيلمان طويلان من كل من روسيا ورومانيا وكولومبيا وشيلى، وفيلم طويل واحد من كل من اليونان وهولندا وصربيا والنمسا وبلغاريا والمكسيك وأورجواى وماليزيا وتايلاند وإيران وسنغافورة والعراق، ويعرض من السويد فيلمان قصيران، وفيلم قصير واحد من كل من لاتفيا وكرواتيا ونيوزيلندا وبولندا والجمهورية التشيكية والمجر وباراجواى.

فى مسابقة الأفلام القصيرة ٩ أفلام وفى مسابقة أفلام الطلبة ١٧ فيلمًا، وفى برامج المهرجان والبرنامجين الموازيين عشرة أفلام لمخرجين سبق أن اشتركوا أو فازوا فى مسابقة أفلام الطلبة وفى أتيليه السيناريوهات.

لجان التحكيم

تشكلت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة برئاسة الممثلة الفرنسية والنجمة العالمية إيزابيل هوبير، وعضوية أربع ممثلات هن الإيطالية آسيا أرجينتو والأمريكية روبين رايت بن والهندية شارميللا تاجورى والتايوانية شويو كيو آى، وثلاثة مخرجين هم الأمريكى جيمس جراى والتركى نورى بلجى سيلان والكورى من كوريا الجنوبية لى شانج دونج، والكاتب البريطانى من أصل باكستانى حنين قريشى.

وتشكلت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة برئاسة فنان السينما البريطانى الكبير جون بورمان، وعضوية الممثلتين البرتغالية ليونور سيلفيرا والصينية زى شانج، والمخرجين الفرنسى برتراند دونيللو والتونسى فريد بوجديز، ومن المعروف أن هناك سعفة ذهبية للأفلام الطويلة وأخرى للأفلام القصيرة.

وتشكلت لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية لمخرج فى فيلمه الطويل الأول برئاسة الممثل والمخرج الفرنسى من أصل جزائرى رشدى زيم، وعضوية الفرنسيين المخرجة ساندرين راى والمصورة ديان بارتييه والخبيرين أوليفيه شيا فاسا وإدوارد وانتروب، ولا أحد يدرى لماذا تشكل هذه اللجنة من سينمائيين فرنسيين فقط رغم أنها مسابقة دولية يشترك فيها ٢١ فيلمًا هى مجموع الأفلام الطويلة الأولى فى برامج المهرجان والبرنامجين الموازيين.

وأخيرًا، لجنة تحكيم أحسن فيلم فى برنامج «نظرة خاصة» وتشكلت برئاسة المخرج الإيطالى باولو سورنتينو، وعضوية الممثلة الفرنسية جولى جايت والصحفية الهندية أوما داسيونا والصحفية السويدية ماريث كابلا، وبيرس هاندلنج، مدير مهرجان تورونتو فى كندا، ولا أحد يدرى لماذا تمنح هذه الجائزة رغم أن «نظرة خاصة» برنامج خاص خارج المسابقة.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في 13 مايو 2009

 
 

اسماء وعروض ومنافسات

نجوم السينما يثيرون منافسة حامية في كان

كان (فرنسا)

فعاليات المهرجان الفرنسي تسلط الضوء على افلام من اوروبا ودول آسيا وتشارك فيها مجموعة من الأسماء الكبيرة.

يتوقع ان تكون المنافسة محتدمة بين اسماء كبيرة في السينما العالمية بينهم كوينتن تارانتينو وكين لوتش وبيدرو المودوفار، للفوز بالسعفة الذهبية في الدور الثانية والستين لمهرجان كان للسينما الذي يفتتح الاربعاء.

ومع ذكر مهرجان كان يتبادر الى الذهن النجوم الذين سيكونون حاضرين ايضا وبينهم براد بيت ومونيكا بيلوتشي وبينيلوبي كروث وجوني هاليداي واريك كانتونا.

وليلة الافتتاح هذا العام ترتدي طابعا مميزا مع عرض فيلم الرسوم المتحركة "آب" (فوق) لبيت دوكتر، وهذا يشكل سابقة في تاريخ المهرجان.

اضافة الى ذلك سيتابع هذا الفيلم الطويل المشاركون في المهرجان ومشاهدون عاديون في باريس ومدن فرنسية عدة في الوقت عينه وذلك نتيجة اتفاق تم بين صالات سينما اوروبالاس (غومون، باتي) والاستديو الاميركي بيكسار - ديزني. ويتناول الفيلم قصة ترحال عجوز غاضب وطفل على متن منزل طائر تحمله آلاف البالونات.

وتتسلق رئيسة لجنة الحكم الممثلة الفرنسية ايزابيل اوبير الدرج الشهير محاطة باعضاء لجنة التحكيم وبينهم الممثلة الاميركية روبن رايت بن والايطالية اسيا ارجنتو الى المخرج الاميركي جايمس غراي والروائي البريطاني حنيف قريشي.

وعلى امتداد 12 يوما ينبغي على لجنة التحكيم اختيار الفائز في المسابقة الرسمية من بين مخرجين يعتبرون من رواد المهرجان الدائمين، بينهم اربعة حازوا السعفة المكافأة في سنوات سابقة كالمخرج الاميركي كوينتن تارانتينو والبريطاني كين لوتش والنيوزيلاندية جاين كامبيون والدنماركي لارس فون ترير.

تضاف ايضا مشاركة اسماء كبيرة في عالم السينما كالاسباني بيدرو المودوفار والايطالي ماركو بيللوكيو الى الفرنسي الان رينيه البالغ من العمر 86 عاما وفيلمه الاخير "لي زيرب فول".

وتنطلق فعاليات هذه المنافسة التي تسلط الضوء على افلام من اوروبا ودول آسيا، الخميس مع فيلمين: الفيلم الاول "سبرينغ فيفر" (حمى الربيع) حول قصة حب جارفة بين مثليي جنس من اخراج لو يي الذي تتعرض اعماله للرقابة في الصين و"فيش تانك" للبريطانية اندريا ارنولد.

ومن بين الافلام المنتظرة، فيلم "الانتقام" لمخرج الافلام البوليسية المعروف جوني تو من هونغ كونغ ويشارك فيه نجم الاغنية والروك الفرنسي جوني هاليداي.

وتتنافس في المسابقة الرسمية اربعة افلام فرنسية. فاضافة الى الان رينيه يقدم المخرج جاك اوديار فيلم "النبي" (لو بروفيت)، وغاسبار نويه "سودان لو فيد" (فجأة الفراغ) فضلا عن فيلم "آ لوريجين" (في البدء) للمخرج كزافييه جانولي.

وفي ختام المهرجان يعرض تيري غيليام فيلمه "ذي ايماجينرايوم اوف دكتور بارناسوس" من بطولة جوني ديب وكولين فاريل وجود لو والممثل الراحل هيث ليدجر خارج اطار المسابقة عشية الاختتام.

وسيتولى المخرجان البلجيكيان جان بيار ولوك داردين، اللذان حازا مرتين جائزة السعفة الذهبية في العام 1999 مع فيلم "روزيتا" وفي العام 2005 عن فيلم "الطفل"، تقديم "درس في السينما" للجمهور. وكان سبقهما الى ذلك خصوصا كوينتن تارانتينو ومارتن سكورسيزي.

ويختتم التألق الفرنسي، المهرجان من خلال عرض فيلم "كوكو شانيل وايغور سترافنسكي" للمخرج جان كونين. ويتناول الفيلم علاقة الحب السرية بين مصممة الازياء والموسيقي وهو من بطولة آنا موغلاليس.

واستقطب "مهرجان كان" العام الفائت 4300 صحافي اتوا من مختلف ارجاء العالم.

وتقدر موازنة هذا المهرجان بحوالى 20 مليون يورو توفر السلطات نصفها.

ميدل إيست أنلاين في 12 مايو 2009

####

المتابعون سيدهشون لمسار السينما الإيرانية

لا قطط ولا كلاب تستطيع الخروج إلى الشارع في طهران  

فيلم 'لا أحد يعرف شيئاً عن القطط الفارسية' يدين قمع 'آيات الله' الايرانية ويكشف العمق الآسن للفساد.

كان (فرنسا) - يدين فيلم المخرج الكردي الإيراني بهمان غابودي "لا أحد يعرف شيئا عن القطط الفارسية" الذي عرض في افتتاح المسابقة الرسيمة بمهرجان كان السينمائي الدولي النظام القمعي الإيراني.

وقال مدير مهرجان كان عن الفيلم "بدون تنظير وإفساد متعة الاكتشاف سيدهش المتابعين لمسار السينما الإيرانية"

وقال المخرج بهمان غوبادي ساخرا "لا قطط ولا كلاب تستطيع الخروج إلى الشارع في طهران" مشيرا في الفيلم إلى واقعة توقيف نقطة تفتيش، لكلب في الشارع، وهو المصير الذي يتعرض له الموسيقيين الذين يسعون للهروب من البلاد بتأشيرة مزورة.

ويصور الفيلم بالإضافة لذلك المناخ البوليسي، تفشي الفساد والفوضى في المدينة القاسية، التي تتسرب لقاعها الحفلات السرية في المقابر وعلى أسطح البيوت المهجورة.

ويغوص الفيلم الذي شاركت في كتابة السيناريو له الصحفية روكسانا صابري التي اتهمت بالتجسس لحساب أمريكا وأفرج عنها في طهران، في قاع المدينة الفارسية حيث يعيش شابان ايرانيان "نيجار وأشكان" لديهما فرقة روك أند رول ومتهمان من قبل السلطات بأنهما يروجان لـ"موسيقى الشيطان"، وهو ما يؤدي بهما الى الإحباط ومحاولة الهجرة الى بريطانيا، هربا من القمع الذي يشعرون به في الداخل.

وتربط المخرج غوبادي علاقة صداقة وطيدة بروكسانا وبكى عندما صدر الحكم الأول بحبسها وكاد يتراجع عن التوجه إلى كان من شدة الحزن والتأثر.

ويعرف غوبادي مثل مواطنيه عباس كيروستامي ومحسن مخملباف، أن للسينما شروطا خارج العواطف، فقد سبق له وأن نال السعفة الذهبية في المهرجان الفرنسي سنة 2000 عن فيلمه الأول "زمن الجياد المخمورة".

وحصل غوبادي أيضا على "الصدفة الذهبية" لمهرجان سان سباستيان الإسباني عامي 2004 و2006، بالرغم من أن أفلامه ممنوع عرضها في إيران ومنها فيلم "نصف قمر" انتاج 2006.

ميدل إيست أنلاين في 15 مايو 2009

 
 

مهرجان كان.. سياسة ومثلية

كوبولا النجم الأول بعيدًا عن السجادة الحمراء

قصي صالح الدرويش من كان

السياسة والمثلية الجنسية كانتا محور الفيلم الذي إنطلق فيه المهرجان بعد حفل الافتتاح وهو فيلم "حمّى الربيع" أو كما جاء بالتسمية الفرنسية "ليلة ثمالة ربيعية" للمخرج الصيني المُعارض"لو يه" والممنوع في بلده منذ فيلمه الأول weekend lover عام 1994، منع زاد حدة مع فيلمه الثاني summer palace الذي عرض في مهرجان كان قبل ثلاثة أعوام والذي يتناول أحداث تياننمين التي هزت الصين عام 1989. هذا المنع اجبر المخرج على تصوير فيلمه الجديد سرًا وبوساطة كاميرا محمولة صغيرة، علمًا بأن "حمّى الربيع" لا يتعرّض لموضوع سياسي إشكالي أو استفزازي للسلطات الصينية، لكنه يتناول المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة الرافضة لمبدأ الحرية الشخصية المطلقة، وهذه الحرية تتمثل هنا في الموقف من المثلية الجنسية.

أحداث الفيلم تبدأ عندما تستعين امرأة شابة بخدمات تحرٍّ خاص للتجسس على علاقات زوجها، لتكتشف أن لديه عشيقًا فتنفجر غضبًا وتواجه زوجها بعد تلقيها صفعة منه متسائلة لم يفعل ذلك على الرغم من أنه موضع احترامها وعائلتها. وتتطور العلاقة متوترة بين الزوجين مما يثير غيرة العشيق الذي يقرر إنهاء علاقته بالزوج، قبل أن يخضع لجلسة وشم تطبع على صدره زهرة اللوتس التي تمثل الهوى المحرم في الثقافة الصينية. في هذه الأثناء يجد التحري السري نفسه مشدودًا إلى هذا العشيق، رغم أنه لا يبدو من ذوي الميول المثلية ولديه صديقة تعاني من الاكتئاب، لكنها تقبل الدخول في لعبة جنس ثلاثية مع الرجلين في "ليلة ثمالة ربيعية" بين شخصيات حولتها الغيرة والكبت وحمى الجسد، ليلة قد تنتهي بدورها إلى مأساة. أما الزوج الأول الذي يتخلى عنه صديقه فينتهي إلى الانتحار، تاركًا الزوجة لوحدتها تحاول الانتقام ممن حطّم زواجها وحياتها.

صحيح أن أحداث الفيلم تتطور بشكل حلزوني جلدي مؤثر في النهاية، لكنه يبقى بطيء الإيقاع أحيانًا، وبدا السيناريو مرتبكًا، ناهيك عن مستوى التصوير الذي بدا متوسطًا وخانقًا ومعتمًا، وقد يعود ذلك إلى السرية التي تم فيها العمل بعيدًا عن الأنظار أو على الأقل أنظار السلطة الأمنية السياسية، كما بدت المشاهد الجنسية فيه ثقيلة دراميًا، ولا يتعلق الأمر هنا بمسألة المثلية الجنسية، إذ سبق أن رأينا أفلامًا تتناول الموضوع نفسه وكانت جميلة مثل فيلم "صراع" الذي أخرجه الألماني فاسبيندر عن عمل أدبي للكاتب الفرنسي جان جونيه، لكن المثلية الجنسية في فيلم لو يه جاءت استعراضية مبالغ فيها وتقترب من البورنوغرافيا، كما بدت المشاهد الجنسية مقصودة من حيث الفرجة البصرية الممتعة أو غير الممتعة حسب الأذواق، لكنها في كل الحالات تتجاوز الأبعاد الدرامية للفيلم. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيكون الموقف من الرقابة السياسية في الصين من ضمن الأسباب التي قد تدفع لجنة التحكيم إلى منح هذا الفيلم جائزة في نهاية المهرجان؟

حوض السمك

أما الفيلم البريطاني fish tank "حوض السمك" للمخرجة أندريا ارنولد فقد أثار اهتمام النقاد في أول أيام المهرجان، خاصة وأن المخرجة لقي فيلمها الأول "الطريق الأحمر" ترحيب المهرجان عام 2006 ونالت جائزة التحكيم الخاصة فيه كما فازت بجائزة "بافتا" عن نفس الفيلم وبأوسكار عن فيلم قصير.

الفيلم يتناول الحياة اليومية لمراهقة متمردة في الخامسة عشرة من عمرها تعيش في قطيعة كاملة مع محيطها بعد أن توقفت عن الدراسة ولفظها أترابها.  حياة ميا الصعبة في ضاحية شعبية فقيرة وفي جو أسري مضطرب غاب عنه الأب وعجزت الأم الفتية الجميلة عن لعب دورها كما يجب، فهي تحب الحياة والجنس ولا تعبأ كثيرا بتربية ابنتيها. هذا الوضع ينقلب رأسا على عقب عندما يدخل البيت صديق حميم للأم يحرِّك مشاعر المراهقة ولا يتردد في التخلي عن الأم وإقامة علاقة مع ابنتها، قبل أن يغادر الاثنتين عائداً إلى حياته وأسرته. لكن ميا التي تعلقت به تتبعه مهددة استقرار عائلته، فيحاول إقناعها بالعودة إلى منزلها بناء على وعد بأن يتصل بها لاحقا. وعندما تكتشف أنها كانت مخدوعة تخطف طفلته وتحاول قتلها عبر إغراقها في البحر، قبل أن تستيقظ إنسانيتها وتنقذ الطفلة ويكون جزاؤها صفعة من الرجل الذي تعلقت به وتركها وحيدة. مرارة التجربة تدفع بالمراهقة إلى البحث عن أفق جديد برفقة شاب كان يتودد إليها سابقا من دون جدوى.

الفيلم محكم كما عودتنا السينما الانكليزية ومحبوك بدقة، على الرغم من بعض المبالغة في رسم شخصية ميا التي تبدو عنيفة جدا، إلا أن هذا الخلل أو التطرف لم يؤثر على حيوية الفيلم وجاء أداء الممثلة الهاوية رائعا. لكن هذا الفيلم لا يصل إلى مستوى جودة فيلم المخرجة الأول الذي صفق له المهرجان سابقا.

الحقيقة أن نجم هذا اليوم الأول كان المخرج الأمريكي الكبير فرنسيس فورد كوبولا الذي أعلن بعد عرض فيلمه "تيترو" أنه فضل المشاركة في تظاهرة نصف شهر المخرجين الموازية بدلا من المسابقة الرسمية مشيرا لأن فيلمه أقرب إلى هذه الروحية بعيدا عن السجادة الحمراء في المسابقة الرسمية. لكن رغم هذا التواضع الكوبولي الظاهر فإن فيلمه الجديد والذي كتبه هو فيلم رائع يؤكد عبقريته وقدرته على التجديد والإبداع وسنعود لهذا الفيلم مرة أخرى في قراءة مفصلة في أثناء المهرجان.

إبراهيم الأبيض

ينتظر الجمهور العربي اليوم فيلم  "إبراهيم الأبيض" للمخرج المصري الموهوب مروان حامد والذي سيُعرض ليلاً ضمن فعاليات العروض التجارية بحضور نجومه وعلى رأسهم محمود عبد العزيز وهند صبري وأحمد السقا وعمرو واكد والمنتج عماد الدين أديب الذي أنتج عمارة يعقوبيان وكذلك كاتب السيناريو، وقد استغرق تصوير هذا الفيلم عدة أشهر وتجاوزت مصاريفه كل الميزانيات التي صرفت من قبل في السينما المصرية. وقد تابعت شخصياً تصوير بعض مشاهد هذا الفيلم الذي بدا مخرجه مهووساً بالتفاصيل ودقتها. ويبدو النجم محمود عبد العزيز شديد الحماس للفيلم وإنتاجه ولمواقع تصويره في مدينة السينما والتي أسسها بمهارة أنسي أبو سيف. وفيما تتفاوت الروايات بين قائل إن الفيلم عُرض على لجنة اختيار أفلام كان ولم يحظ بالقبول، وبين قائل بأنه لم يعرض عليها، وأيا كان الأمر، فالجميع ينتظر مشاهدته وكلنا أمل بأن يكون فيلماً جميلا. 

موقع "إيلاف" في 15 مايو 2009

 
 

كان، الساحة المثلى لاجتذاب موزعين

عنف مصري على الطريقة الاميركية في مهرجان كان

كان ـ من هدى إبراهيم

'ابراهيم الأبيض' يقدم لحظات سينمائية دموية على خلفية اجتماعية سوداء تخترقها قصة حب لا تكتمل في عالم خيالي.

يقدم الفيلم المصري "ابراهيم الابيض" للمخرج مروان وحيد حامد اجواء بوليسية عنيفة ولحظات سينمائية مجبولة بسيل من الدماء على خلفية اجتماعية سوداء تخترقها قصة حب لا تكتمل في عالم هامشي خيالي.

و"ابراهيم الابيض" هو ثاني افلام حامد الذي قدم فيلم "عمارة يعقوبيان" في 2007، وقد لقي فيلمه الاول المقتبس عن رواية لعلاء الاسواني رواجاً وبيع لكثير من البلدان.

وعلى عادتها منذ سنوات تحرص شركة "غود نيوز" للانتاج السينمائي على تقديم اعمالها في سوق مهرجان كان لاجتذاب الموزعين.

وعرضت "ابراهيم الابيض" خلال حفل اقيم الخميس في سينما "ستار" حضره المنتجون وموزعون ومخرج الفيلم والممثلون محمود عبد العزيز واحمد السقا وهند صبري وعمرو واكد.

كما حضر العرض كاتب السيناريو عباس ابو الحسن الذي قدم بذلك اول عمل له يعرض على الشاشة بعد تجارب سابقة لم يتم تبنيها، وفنانون مصريون بينهم لبلبة وخالد ابو النجا وكاتب السيناريو وحيد حامد.

وشارك في التمثيل في الفيلم كل من سوسن بدر ووفاء عامر وفرح يوسف وباسم سمرة في العمل بادوار صغيرة.

و"ابراهيم الابيض" من افلام الاثارة البوليسية التي اشتهر احمد السقا في تقديمها في السنوات الاخيرة.

ويظهر السقا في الفيلم مثل رامبو او روبن هود مصري يحارب الارض بمجملها ويتحول من شخص يريد الدفاع عن نفسه ضد الظلم الى مجرم ثم الى سفاح تسيل دماء على يديه بغزارة لا نظير لها في اعمال السينما العربية.

وابدع احمد السقا على عادته في اداء دور ابراهيم الابيض الذي اوصته امه وهو طفل بعد مقتل والده على يد المعلم الذي كان يعمل عنده "الا يترك احداً يدوس عليه ولو مرة واحدة" لانه اذا حصل ذلك مرة واحدة فسيدوم طوال العمر.

ويسعى ابراهيم للانتقام لوالده ويحاول ان يحقق ذاته في مواجهة مجتمع لا يرحم فيتعرض للعديد من المشاكل ما يدفعه للعمل مع العصابة التي قتل زعيمها والده بهدف الانتقام والتقرب من الزعيم الذي يستخدمه في اخطر العمليات ليتخلص منه.

والفيلم مقتبس اساساً عن قصة واقعية لشخص توفي من ثلاث سنوات وحمل الاسم نفسه ما دفع اسرته الى رفع دعوى قضائية على منتجي الفيلم واتهامهم بانه لا يروي واقع ما عاشه ابراهيم الابيض الاصلي.

والواقع ان الفيلم وان كان منطلقه اجتماعي يثير حياة شخص هامشي الا انه سرعان ما ينفصل عن هذا الواقع ويدخل في تصوير لشخصية خرافية قادرة على فعل ما لا يفعله الابطال لكن في مشاهد دموية يتخللها تفنن في استخدام الاسلحة البيضاء.

ويظل الشاب ضحية زعيم العصابة نفسه الذي قتل ابيه وتزوج بعد ذلك حبيبته وسرق منه اللحظة الوحيدة الجميلة في حياته التي تولد فيه الامل.

وكما في "عمارة يعقوبيان" نفذ المخرج ببراعة المشاهد القتالية المبالغ بها والتي تأتي احيانا من دون مبرر درامي كاف ومقنع ما يفقدها زخمها وقوتها التقنية خاصة بتكرارها واستغراقها لمعظم مشاهد الفيلم.

ورغم البراعة في التصوير والكادرات والحيوية والسرعة في التقاط المشاهد، بقي الفيلم يشكو من ترهل واطالة في معظم مشاهده.

وقد اجاد معظم ممثلي الفيلم الاداء.

فإلى جانب امكانيات احمد السقا، اتقن عمرو واكد دور الصديق الذي يظل بجانبه حتى النهاية وقدم اداءً خاصاً بدقة.

وجمع هذا الفيلم في ثاني لقاء بين هند صبري والسقا بعد فيلم "الجزيرة" فيما يعد اللقاء الثالث الذي يجمعها بعمر واكد بعد "جنينة الاسماك" ليسري نصرالله و"تيتو" لطارق العريان.

وقدم احمد السقا ابنه الصغير ياسين في اول ظهور له في الفيلم وهو يؤدي دور والده صبيا.

والى "ابراهيم الابيض" يشارك فيلمان آخران في السوق من مصر بينما يشارك فيلم الفلسطيني ايليا سليمان "الوقت المتبقي" في المسابقة الرسمية وفيلم الفلسطينية شيرين دعيبس "اميركا" في تظاهرة "خمسة عشر يوماً للمخرجين".

وتقدم تظاهرة اسبوع النقاد فيلماً عراقياً للمخرج الكردي شاهرام اليدي الذي درس السينما في طهران وصور فيلمه "ميوتا لاجاليا" على الحدود الواقعة بين البلدين.

ميدل إيست أنلاين في 16 مايو 2009

 
 

إشادة من النقاد بفيلم الافتتاح

"كان" مهرجان المخرجين

محمد رضا

معظم الآراء النقدية التي نُشرت من “كان” حول فيلم الافتتاح الأمريكي “فوق” كانت إيجابية إلى حد بعيد.كلمات المديح حامت حول الفيلم بلا استثناء. معظم النقاد اجتمعوا على أنه فيلم آخر يليق بشركة بيكسار التي انتجته كعاشر فيلم لهابعد سلسلتها من الأفلام الجيّدة مثل “توي ستوري” و”سيارات” و”وول إ” وسواها.

ناقد مجلة “فاراياتي” تود مكارثي كتب ما مفاده أن الفيلم إن لم يكن عشرة على عشرة فهو تسعة على عشرة لمن قد يفضّل عليه فيلم بيكسار الكرتوني الآخر “سيارات”.

فيلم “فوق”، يدور حول رجل تجاوز منتصف العمر ينظر إلى حياته على الأرض كما لو أنها لم تكن. فهو أمضى تلك الحياة يعمل من دون طائل يذكر ولم يستطع تكوين عائلة تمشي معه مسيرة الحياة وبقي محافظاً على عزلته. لكن شيئاً واحداً كان يحفّزه لحياة ما بعد التقاعد هو السفر إلى مجاهل أمريكا اللاتينية التي قرأ وسمع عنها الكثير. وهو أعدّ العدّة لذلك.

لقد ربط بيته الخشبي الصغير بألوف البالونات ولن يتطلّب الأمر سوى إشارة البدء لترفع تلك البالونات البيت بمن فيه (هو) وتنطلق به إلى تلك المجاهل التي يريد استكشافها.. هذا جيّد وكل شيء يبدو آيل لرحلة ممتعة في الأجواء، لولا أنه قبيل موعد الانطلاق بلحظات يسمع الرجل طرق الباب. يفتحه على مضض ليجد ولداً آسيوي الملامح (تحية إلى شخصيات الأنيماشن اليابانية؟) يحاول بيعه حاجيات من باب جمع التبرّعات. يغلق العجوز الباب في وجه الصبي ويطلق إشارة البدء فيطير البيت والصبي واقف عند الباب خائف من ارتفاعه المفاجئ عن الأرض.

وحين يكتشف العجوز أنه ليس وحيداً في الرحلة يقبل، وعلى مضض، وجود الشريك الذي لم يخطط له والمناسبة مفتوحة من هنا وصاعداً لا إلى مغامرات خيالية وفانتازيا كبيرة تفضي إلى مجابهات بينهما وبين أشرار مختلفين، بل إلى وحدة صف وتعلّم ضروب حياة على كبر وصغر. أي أن كلاً منهما يأخذ من الآخر شيئاً معنوياً ويمنحه شيئاً معنوياً في المقابل.

إنه فيلم هادف كعادة أفلام “بيكسار” من دون أن يرتفع عن قدرة الصغار على الفهم وهضم الأحداث والتمتّع بها. لكنه أول فيلم أنيماشن بالأبعاد الثلاث لجانب أنه أول فيلم أنيماشن يفتتح المهرجان الفرنسي.

وفي حين أن الافتتاح بمنزلة احتفاء (او تكريم) لسينما الأنيماشن ولسينما شركة بيكسار (التي توزّع أعمالها شركة وولت ديزني) ما يجعل التحية إلى بيكسار مزدوجة بحد ذاتها، إلا أن التساؤل الذي لم تخفه روعة الاستقبال وكلمات الثناء على الفيلم هو إذا ما كان المهرجان أصاب ام أخطأ في اختياره فيلم تجاري كافتتاح له.بالتالي، إذا ما كان الأولى بالمهرجانات الكبيرة أساساً، العودة إلى الاحتفاء بالفن أساساً وتغليب الطابع الجاد على الطابع المرح. في مصلحة هذه الفكرة أن المهرجانات الرئيسية الثلاث (برلين وفينسيا وكان) لم تكف في السنوات الأخيرة عن محاولة جذب هوليوود والإنتاجات الأمريكية وأن ذلك إنما على حساب الإبداع المستقل المنتشر في كافة أرجاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة.

الموافقون على معنى افتتاح الدورة الحالية بالفيلم المذكور وبنوعيّته يؤكدون أن “كان” لا يحتفي بنوع واحد من السينما، بل همّه كل فيلم جيّد فنياً يستطيع استحواذه. من هنا، يقولون، إن المهرجان أضحى مهرجان مخرجين أكثر منه مهرجان دول ويردد الكلام ذاته عدد كبير من النقاد المتجوّلين حالياً بين أفلامه.

الحقيقة هي نتاج من الجانبين: الافتتاح هذا العام كان موفّقاً كحالة تنضم الى حالات “كان” الاستعراضية والاحتفائية بالسينما من كل جوانبها- لا ريب. لكنه كان أيضاً ابتعاداً، ولو مدروساً، عن دعم سينما أخرى معيّنة تحتاج لأن تنتعش ولا تملك مقوّمات هوليوود وميزانيّاتها لكي تفعل ذلك. أما القول إن المهرجان بات مهرجان مخرجين فهذا صحيح لكن كذلك باقي المهرجانات ولو أنها لا تزال تتمسّك بذكر أسماء البلدان التي جاءت أفلام هؤلاء المخرجين منها. والسؤال هو ماذا سيحدث لو أن “كان” في دورة ما لم يحظ بغالبية من المخرجين المعروفين؟ 

لجنة التحكيم في مهمة صعبة

رئاسة لجنة التحكيم للدورة ال 62 الحالية ليس أمراً غريباً على الممثلة إيزابل اوبيرت ليس لأنها سبق لها أن ترأست العديد من لجان التحكيم، بل لأن كونها ممثلة يجعلها في تواصل دائم مع فرقاء كثيرين من المخرجين والممثلين إلى الكتاب وباقي فرقاء العمل الواحد.

تحت إدارتها في اللجنة ثلاث ممثلات هن الأمريكية روبين رايت بن (وزوجها شون بن كان رئيس لجنة التحكيم في الدورة الماضية) والتايوانية شو كي والهندية شارميلا تاغوري، والإيطالية آسيا أرجنتو. وربما إذا ما كان الجدال حول النتائج سيكون صعباً أو حادّاً فهو من كثرة الدوافع الذاتية التي لدى الممثلات ومجابهتهن المرتقبة مع باقي أعضاء لجنة التحكيم ومعظمهم من المخرجين الذين ربما رأوا الأمور في صورة مختلفة: هناك المخرج التركي نوري بيلج شيلان والمخرج الكوري لي تشانغ-دونغ والمخرج الأمريكي جيمس غراي والعضو الثامن في هذه المؤسسة المؤقتة هو الروائي وكاتب السيناريو البريطاني حنيف قريشي.

إذاً، من ناحية فإن مهمّة اختيار الأفلام والشخصيات الفائزة قد لا تكون مهمّة غريبة، لكنها على الأرجح لن تكون سهلة. في كل الأحوال فإن الممثلة التي وُلدت قبل 53 سنة مستعدة للمهمّة لكنها حذّرت في مؤتمرها الصحافي من أنها لن تتّبع خطوات شون بن في العام الماضي بل ستحاول أن تختلف. وكان الممثل  المخرج شون بن أصر على معاملة الأفلام المشتركة في مسابقة العام الماضي على أساس كم هي، سياسياً واجتماعياً، ذات أهمية بالنسبة إليه وإلى فريقه. أوبيرت، في المقابل، ستصر على أن تقيّم الأفلام بمعايير سينمائية أساساً، أو هكذا صرّحت حين أضافت: “نحن لسنا هنا لنقيّم الأفلام، بل لنحبّها”.

طبعاً هذا كلام إعلام، فهي وفريق عملها لتقييم الأفلام والا لم المسابقة أساساً. وهي تعلم أن الحديث في مثل هذه المحافل مفتوح على التأويلات والتفسيرات المتناقضة. وبالفعل أتت بعض الصحف الفرنسية في اليوم التالي على القول إن النتائج المتوقّعة من تحت ناظري أوبيرت قد تكون  كالمهرجان نفسه  استعراضية/ احتفائية. لكن لا شيء يؤكد ذلك بالفعل. لا شخصيّتها الحادة ولا موهبتها النافذة ولا إدراكها للمسؤولية التي تقدم عليها وهي التي شاركت في سبع عشرة دورة إما بأفلام أو بتقديم جوائز وتعلم أن الكثير من الأهمية ملقاة على حسن أداء لجنتها، خصوصاً في عام سينبري فيه مخرجون معروفون عديدون بالتباري في ما بينهم من الأمريكي كونتن تارانتينو إلى الإسباني بدرو ألمودوفار (الذي أعتقده سيكون المُحبَّذ الأول لدى تحالف من أوبيرت/ أرجنتو/ قريشي) إلى كن لوتش وباقي المتنافسين الكبار.

بالنسبة للمخرج التركي نوري بيلج شيلان الذي خرج في العام الماضي بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه الدرامي النفسي/ الاجتماعي “ثلاثة سعادين” فمن المرجّح أن يكون صاحب الرأي الأكثر التزاماً بمفاهيمه المحددة لدور السينما كعامل صنع قراراً اجتماعياً جاداً. وهو اعترف أن مهمّته صعبة لأنه عادة ما يشاهد من الفيلم عشر دقائق أولى فيبني رأيه بالنسبة اذا ما كان الفيلم جيّداً أو رديئاً، لكنه بالطبع عليه الآن الجلوس إلى آخر الفيلم حتى ولو رأى أنه رديء.

يبقى القول إن معظم المشتركين في اللجنة سبق لهم أن فازوا بجائزة ما في السابق ما يجعلهم على اتفاق بكيف سيكون صدى كل جائزة حين تُمنح لفيلم أو فرد عنوة عن فيلم أو فرد آخر. أو كما لخّص حنيف قريشي الوضع قائلا: “قبل أن تفوز بجائزة يبدو الأمر ليس مهمّاً على الإطلاق بل منافياً لقيمة الأعمال المتنافسة. لكن بعد الفوز تبدأ بالشعور أن فكرة الفوز لا بأس بها بصرف النظر عن خيبات آمال الآخرين”.  

شاشة البيت

المبشّرون الجدد

Wise Blood  (1979)  ****

حين توفي المخرج جون هيوستن سنة 1987 عن 81 سنة، كان صيته كمخرج أفلام ذات دكانة في وصفها لحياة أبطالها الاجتماعية، قد بلغ حدّاً واضحاً أثّر في تمييزه عن معظم مخرجي جيله وهو الذي بدأ العمل في الخمسينات وأنجز حتى وفاته 44 فيلماً روائياً طويلاً أو نحوها.

فيلم “سلالة حكيمة” (وهو العنوان الساخر المقصود) هو أحد تلك الأفلام: عمل صغير أنجزه المخرج في العام 1979 وفيه حكاية شاب يقوم به براد دوريف فقير ومن المهمّشين حتى في إطار بلدته الجنوبية الصغيرة. وهو يجد أن الوسيلة للخروج من هذا الإطار المحدود وتحقيق طموحاته بالشهرة والمكانة تأسيس كنيسته الخاصّة وهو لا يتأخر في القيام بهذا الدور منتقلاً إلى الوعظ والتبشير ومتحوّلاً إلى داعية من المبشّرين البروتستانتيين الجدد.  

أفلام القمّة

وولفرين في تراجع

على الرغم من النجاح الذي ترجمه في الأسبوع الماضي فيلم “وولفرين” إلى أكثر من ثمانين مليون دولار، إلا أن الهبوط الحاد في الإقبال كان ينتظره في الأسبوع الثاني فخسر أكثر من ستين في المائة من حجم الإقبال عليه وانتهى إلى المركز الثاني بسبع وعشرين مليون دولار الفيلم الذي حل محلهّ هو “ستار ترك”: الجزء الحادي عشر من المسلسل الخيالي العلمي الذي انطلق تلفزيونيا في الستينات ووصل إلى السينما في نهاية السبعينات بنتائج متفاوتة.

الخمسة الأولى لهذا الأسبوع

1. Strar Trek: $72 m

2. Wolverine:  27 m

3. Ghosts of Girlfriends Past: 10.4 m

4. 17 Again: 4.4 m

5. Next Day Air: 4 m. 

قبل العرض

كوستنر في الغرب مجدداً

وافق الممثل كيفن كوستنر على بطولة فيلم وسترن جديد يطلق سينمائياً كفيلم من ساعتين لكنه سيعرض على حلقات لحساب إحدى محطات الكايبل الأمريكية. العنوان المؤقت للفيلم هو “الأرض الممنوعة” وكوستنر الذي أخرج ومثّل سابقاً في فيلمين ناجحين من هذا النوع هما “رقص مع الذئاب” و”هضاب مفتوحة”، يدرس حالياً تفاصيل الاتفاق لكنه لم يؤكد أنه سيقوم بإخراجه أم سيكتفي بالتمثيل فيه. 

أوراق ناقد

هل السينما بحاجة إلى كان؟

انطلقت الدورة الجديدة من مهرجان “كان” واضعة أمامنا 62 سنة من ممارسة الاحتفال الكبير بماهية السينما وكيانها وفنّها وصناعتها معاً، يمكن للبعض منا أن ينتهز الفرصة بين عرض فيلم وآخر ليسأل عن حال العالم السينمائي لو لم يكن “كان” موجوداً.والحقيقة أن هناك عدّة إجابات وليس إجابة واحدة.

لو لم يكن المهرجان الفرنسي موجوداً، أو لو كان فشل في أن يصبح الحدث الكبير الذي هو عليه حالياً هذه الأيام لكان من المحتمل مثلاً أن تكون الريادة لمهرجان آخر كبير مثل برلين أو فينسيا. وماذا عن سان سابستيان؟ لفترة من الستينات بدا أن المهرجان الإسباني المقام على شواطئ مقاطعة الباسك المعروفة لأسباب أخرى سوف يتقدّم المهرجان الفرنسي ويسرق منه الوهج. والحكومة الملكية الإسبانية ضخّت أموالاً طائلة في ذلك الحين لهذا الغرض.

من المحتمل أيضاً أن المهرجان الفرنسي المحتفى به، والذي يستحق من دون ريب هذا الاحتفاء، لو لم يكن موجوداً على النحو الذي هو عليه الآن لكانت العديد من الأفلام التي تم تسليط الضوء عليها لم تعش لتشهد هذا النجاح. الكثير من هذه الأفلام عادي أو مميّز بقدر ضئيل من القيمة الفنية أو الموضوعية ورفع حاجبي الناقد من الدهشة حين أعلن عن فوزها بالسعفة الذهبية. خذ مثلاً “جنس، أكاذيب وأشرطة فيديو” لستيفن سودربيرغ وراجع الأفلام التي عرضت معه في سنة فوزه بالسعفة (1989) وستجد انه لم يكن الأفضل، لكن المخرج صنع الفيلم والمهرجان صنع المخرج مرّة أخرى وحوّله إلى اسم كبير.

وربما  وهذا احتمال آخر  لسقط المهرجان الفرنسي بعد ثورة 1968 وتحوّل إلى تظاهرة فنية صغيرة لا يؤمها الا مواطنو المنطقة الباحثين عن بعض الأفلام غير المعروضة في الصالات. بذلك كان سينضم إلى مئات المهرجانات التي لا يسمع بها أحد، عوض أن يتربّع على قمّة المهرجانات الكبرى.

هناك الاحتمال الثالث وهو أن يكون المرء وفّر ثمن منزل بكامله عوض المرّات التي توجّه فيها إلى هذا المهرجان. إنه، مع فينسيا، أكثر المهرجانات تكلفة، وبل لعلّه أغلى من فينسيا في هذا الشأن بقليل. وسواء إذا حسبتها كتذاكر سفر أو كشقق أو فنادق ذات نجوم أقل من أصابع اليد، أو كفنجان شاي مع قطعة “كرواسان” ثلاث مرات في اليوم (حسب الميزانية) فإنك بالتأكيد تضع ثقلك المادي في الميزان وتخاطر بحسابك المصرفي للأسابيع أو الأشهر المقبلة.

طبعاً هذا الا إذا كنت صاحب شركة تستطيع تحمّل التضخّم في الأسعار وحتى هذه الشركات باتت حذرة كم وكيف تنفق ما تنفقه وسط الأزمة العالمية الحاصلة.

لكن بالنسبة لهاوي سينمائي ما عادت تفرق معه باقي جوانب الحياة كثيراً وأصبح مدمن أفلام باحثاً فيها عن ذات العالم (لجانب ذاته) فإنه لو وُضع أمام اختبار: هل تفضّل لو أنك تقبض تعويضاً يساوي كل ما صرفته على المهرجان من مال خلال ال 34 سنة من قدومك اليه مقابل أن تمحي من بالك الأفلام التي شاهدتها، لقبل العرض من دون تأخير. ذلك أن تلك الأفلام موجودة لن تُمحى بأي قرار. صورها ليس فقط في الذاكرة بل في النفس والكيان. تزورك حين تقود سيّارة وحين تكتب مقالاً وحين تخلو بنفسك أو حين تشاهد فيلماً آخر.

أدرك أن كل ذلك بالنسبة للبعض هو كلام غير موزون خصوصاً لمن يعتقد أن الإنسان خُلق وعنده كل الإجابات حول كل شيء. لكن الحقيقة هي العكس: الإنسان وُلد جاهلاً وولد ليتعلّم ويبحث ويقضي وقته في ضروب المعرفة. في نهاية الأمر هذا من أهم ما يميّز حياته عن المخلوقات الأخرى.

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في 17 مايو 2009

 
 

مهرجان «كان» يتألق بالأفلام المنتقاة والمفاجآت

القاهرة - أسامة عسل

دشن مهرجان كان السينمائي الدولي 2009، عاماً جديداً من عشق السينما، تمجيداً لفنونها التي تقدم عصارة الحياة، وخلاصة الوجود في خيالات ملونة. وتأتي أهميته لكونه يتقدم مع كل دورة جديدة، خطوات واسعة إلى الإمام، لذا يمكننا أن نطلق على دورته الثانية والستين (مهرجان المخرجين العظام)، فرانسيس فورد كوبولا، وجين كامبيون، وكوانتين ترانتينو، وكين لوش، وآلان رينيه، ومايكل هاندكيه، بيدرو المودوفار، وإينابار، وإيليا سليمان، لتنافسهم هذا العام على جائزة السعفة الذهبية وبقية الجوائز.

بدأ مهرجان كان فعالياته التي تختتم في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وفي كل دورة يقدم مفاجأة مدوية، فهو ليس مجرد احتفالية عادية بالأفلام، بل إنه مهرجان يحظى بمكانة متميزة في مجال السينما، يعتبره القاصي والداني قبلة الفن السابع في العالم، ولا يخفى على أحد توجهه السياسي بالدرجة الأولى، حيث يأخذ موقفاً مؤيداً لحركات النضال في كل مكان، كما يقدم لكل مخرج كبير أو صغير، فرصة الإعلان عن ميلاده، بآرائه التي قد ترفضها بلاده، أو بتفوقه الفني.ففي الدورة التاسعة والخمسين، ثار جدل شديد بسبب عرض فيلم (شيفرة دافنشي) بطولة توم هانكس إخراج روان هوارد، وفي العام 1969، فاز الفيلم السياسي(زد) للمخرج كوستاغافراس بجائزة لجنة التحكيم بإجماع الأصوات.

وفي العام 1970، فاز فيلم( ماش) إخراج روبرت التمان بالجائزة الكبرى، وكان فوزه مفاجأة كبيرة، لأنه الفيلم الكوميدي الأول الذي يفوز بهذه الجائزة، ونال فيلم(قضية ماتيه) عام 1972 الجائزة الكبرى( السعفة الذهبية) مناصفة مع الفيلم الإيطالي(الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة)، وقضية ماتيه إخراج فرانشيسكو روزي أحد ألمع مخرجي الأفلام السياسية في السينما الايطالية. والفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية لأحد كبار رجال البترول في العالم، وموقفه ضد استغلال شركات البترول لبترول العرب، بينما يعيش العرب في فقر، فتسقط به الطائرة ويفقد حياته لموقفه المتصلب في محاربة الاحتكار. أماالمخرج البولندي الكبير أندريه فاجدا فقد قلب الأحداث التي تشغل العالم عام 1981 بفيلمه( رجل من حديد)، وفاز بالسعفة الذهبية، عندما قدم قضية إضرابات عمال بلاده، وفاز بالتعاطف معهم.وفاز فيلم(بابا في رحلة عمل) للمخرج اليوغسلافي أمير كوستاريكا بالجائزة الكبرى بإجماع كل الأصوات،وأعلن عن ميلاد مخرج شاب عبقري.

وكانت لفيلم(الطريق) الذي أخرجه المخرج التركي يلماظ جونيه من منفاه بتمويل سويسري، قصة أخرى،بينما نفذه مساعده، وتكاتف مهرجان كان مع مخرج مناضل مضطهد في بلاده. أما فيلم(سلام بومباي) للمخرجة ميراناير، فقد فاز بجائزة الكاميرا الذهبية في العام 1988، وهي تمنح للمخرجين الذين حققوا في أول أفلامهم مستوى فنياً ورؤية جديدة للقضايا الإنسانية.

وفاز فيلم( البيانو) الذي أخرجته وكتبته جين كامبيون بالسعفة الذهبية عام 1992، وكانت سابقة أن تفوز مخرجة شابة بهذه الجائزة.

ومن عادة مهرجان كان أن يكسر كل القواعد، وكما قدم من قبل الفيلم الوثائقي (فهرنهايت 11/9) للمخرج الأميركي المثير للجدل مايكل مور، في افتتاح الدورة السابعة والخمسين.

والتي فاز فيها أيضا بالسعفة الذهبية، ها هو بكل جسارة، يقدم فيلم رسوم متحركة في افتتاح دورة هذا العام، مادام مصنوعاً بحرفية متميزة وقائماً على فكرة جيدة، ويحقق تجسيد المشهد بواسطة الرؤية عن طريق نظارة مبتكرة تؤدي إلى الرؤية ثلاثية الأبعاد. الفيلم هو (أعلى) للمخرج الأميركي بيت دوكتير من إنتاج استوديوهات شركة (باكسار) المتخصصة في أفلام الرسوم المتحركة وتوزيع شركة (ديزني).

ورغم أنها المرة الأولى التي يفتتح فيها مهرجان كان بفيلم رسوم متحركة، لكن سبق له أن عرض أفلاماً كثيرة مماثلة داخل المسابقة الدولية مثل: رامبو (1974)، وشريك (2001)، وشريك (2004)، وباندا كونغ فو (2008).

هذه هي بعض مفاجآت (كان).. ومازال مهرجانها يتألق بالمفاجآت والأفلام المنتقاة بعناية وإتقان لتحظى بالجائزة الكبرى وتقدير لجان التحكيم والمشاهدين.

البيان الإماراتية في 17 مايو 2009

 
 

«نظرة ما».. انحياز للسينما الجديدة

مسعود أمر الله

يعد (نظرة ما) بالتأكيد، أحد أهم الأقسام التي ينظر إليها النقاد بعينٍ ثاقبة، لما يوفره من إنتاج مختلف ومغاير، سواء في شكله واستقلاليته، أو في اكتشافه مبدعين قادمين إلى عالم السينما، أو للتنبيه إلى موجات سينمائية تنحاز إلى التجريب والانفراد، ولطالما كان هذا القسم الرافد الحقيقي والمستقبلي لأفلام المسابقة. وهذه السنة، نلاحظ غياباً تاماً للسينما العربية، بعد أن اعتدنا على مشاركة فيلم أو فيلمين في السنوات الماضية.

تغلب على أفلام القسم مشاركة مخرجين في عملهم الأوّل، ما يؤهلهم للمنافسة أيضاً على جائزة(الكاميرا الذهبية)، غير أن القسم يعرض أيضاً لمخرجين مخضرمين. تيري فريمو، المدير الفني لمهرجان (كان) السينمائي دافع هذه السنة عن قسم (نظرة ما) الذي وصفه البعض بسلّة الأفلام المرفوضة من المسابقة الرسمية، وأوضح بأنه قسم بديل، وليس هامشياً.وإذا ما أمعنّا النظر في قائمة الأفلام المشاركة، نجد أن القليل منها قد تنطبق عليه مواصفات المسابقة الرسمية، التي اعتاد المهرجان قبول أفلام مخرجيها. هناك الياباني هيروكازو كوري إيدا، الذي شارك سابقاً في المسابقة الرسمية بفيلمين، يأتي هنا مع (دمية هوائية)، حول دمية نفخ بحجم إنسان تتطوّر لتصبح لها روح، وتمارس حياتها بشكلٍ آدمي، ثم تقع في حب شاب يعمل في محل فيديو، غير أن أحداثاً غير متوقعة تُدير دفة حياتها بشكلٍ درامي.

الروماني كريستيان مونجو بعد حصوله على السعفة الذهبية عن فيلم (أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع، ويومان) في عام (2007)، يأتي بفيلم من إخراج مشترك مع أربعة مخرجين آخرين بعنوان(حكايات من العصر الذهبي)، وفيه يغوص في تاريخ حقبة الشيوعية في رومانيا، من خلال وجهات نظر أشخاص عاديين؛ حيث تختلط الغرابة بالسريالية، والهزل بالأسطورة، وتنسج في مجموعها خمس حكايات يومية، وقعت أثناء حكم النظام الديكتاتوري.

أما زميله الروماني الآخر كورنيليو بورمبويو، الذي حاز على الجائزة الثانية في العام (2004) عن فيلمه القصير (رحلة إلى المدينة)، وجائزة الكاميرا الذهبية في (2006) عن (شرق بوخارست)، يشترك هنا بفيلم (شرطة وصف)، حول شرطي يرفض إلقاء القبض على شاب عرض حشيشاً على صديقيه، لأنه مقتنع بأن مجرد العرض ليس تهمة، وأن القانون سيتغيّر، ولا يمكن اعتبار تصرّف هذا الشاب غير مسؤول، لأنه لا يؤمن بهذه النظرية.

الفرنسي آلان كافيلييه، سبق وأن شارك في المسابقة الرسمية مرتين، وفي (نظرة ما) مرة، وحصد جائزة لجنة التحكيم عام (1986) عن (تريزا)، يأتي هنا بفيلم (إيرين) حول فتاة ومخرج أفلام في علاقة قوية ومتينة، لكنها معبأة بالمناطق الرمادية. تختفي الفتاة فجأة، ولكن ينقب صحافي بعد سنوات في الحكاية.

أما الكوري الجنوبي بونغ جون هو (المضيف)، يعود بفيلم (أم) حول أم أرمل تعيش وحيدة مع ابنها الشاب، الهاديء والخجول، وفي خضم جريمة قتل بشعة، يصبح الابن المشتبه الرئيسي، رغم أنه لا توجد دلائل قاطعة على تورّطه، غير أن الشرطة، تتهمه لأنه ببساطة لا يستطيع إثبات براءته.

في الفيلم البرازيلي (هدى) للمخرج هيتور داليا، تعاني فتاة مراهقة من التحوّل التدريجي إلى عوالم وطقوس البلوغ، وتجربة الحب الأولى، في الوقت الذي يخون فيه الأب أمها مع امرأة غريبة تعيش في قرية على ضفة البحر. لكن هذا السر ليس الوحيد، بل هناك سلسلة أخرى تنتظرها مليئة بالألم تكتشفها واحدة تلو الأخرى، بعضها عن العائلة، وبعضها الآخر عن نفسها.

أما في الفيلم اليوناني (حلية) للمخرج جيورجوس لانثيموس، تصبح حياة ثلاثة أطفال يعيشون مع الأب والأم في بيتٍ محاط بالسياج إلى خرافة، فالأطفال ممنوعون من الخروج تماماً بحجة أن لا يتأثروا بالعالم الخارجي. تمّ تعليمهم، والترفيه عنهم في داخل المنزل. هم يؤمنون بأن الطائرات التي تحلّق فوق بيتهم مجرّد ألعاب، وأن الوحوش هي ورود صفراء.

وتحضر إسرائيل بفيلم (عينان مفتوحتان باتساع) للمخرج إينيم بيكوت حول علاقة مثلية في قلب مجتمع يهودي أرثوذوكسي متزمّت بين جزار متزوج ولديه أربعة أبناء، وبين طالب متشرّد يجد في الملحمة مكاناً للعمل. فيما، تأتي الألمانية ميا هانسن لوف بفيلم (والد أبنائي) حول رجل يمتلك تقريباً كل شيء يتطلبه المرء: زوجة، وثلاثة أبناء، ووظيفة منتج أفلام يكتشف من خلالها المواهب الجديدة، ويقوم بتطوير أفلام يتبناها فكرياً، وتُناسب وجهة نظره حول السينما. لكن تأخذ الأمور مجرى مختلفاً، عندما تغرق شركته بالديون، وعليه الآن مواجهة حياته الجديدة.

بالمقابل، يحدث العكس في فيلم (حورية) للتايلندي بن إيك راتاناروانغ، عندما نتعرف إلى امرأة تمتلك كل شيء تقريباً، ومتزوجة من مصوّر فوتوغرافي يعشقها كثيراً، غير أن القدر يعاندهما، وتنقلب حياتهما إلى جحيم، عندما تتورط الزوجة في علاقة مع رجل متزوج.

المخرج الفلبيني رايا مارتن يحضر بفيلمين إلى كان هذه السنة (الثاني يُعرض في قسم عروض خاصة). في (استقلال) الذي تدور أحداثه في أوائل القرن العشرين، تبدو علامات الحرب آتية بوصول الأميركيين. فيما أم وابنها يهربان إلى الجبال بحثاً عن حياة مستقرة. في يوم، يعثر الابن على امرأة مصابة في وسط الغابة، ويأتي بها إلى البيت. بعد سنوات، تتكرّر القصة ذاتها؛ رجل وامرأة وطفل يعيشون في عزلة عن الفوضى المتعاظمة في البلد، ولكن عاصفة قريبة ستهدد حياتهم، فيما القوات الأميركية تقترب أكثر فأكثر.

الإيراني الكردي بهمن غوبادي في فيلم افتتاح (نظرة ما)، وبعد تواجده اليومي في الأسابيع الماضية في وسائل الإعلام، ليس بسبب فيلمه هذا، ولكن لاتهام واعتقال خطيبته الصحافية الأميركية الإيرانية روكسانا صابري في إيران لمدّة ثماني سنوات بتهمة التجسس (أفرج عنها أخيراً)، يحضر بفيلم (لا أحد يعرف عن القطط الفارسية)، والذي يعتبره تيري فيريمو مفاجأة خاصة لجمهور كان، ودرساً في موسيقى الراب الإيرانية، يدور حول شاب وفتاة يقرّران تشكيل فرقة موسيقية بعد خروجهما من السجن.

في (بريشوس) للأميركي لي دانيلز؛ نتعرّف إلى (بريشوس) ذات الستة عشر ربيعاً، والتي تتعلم في مدرسة خاصة القراءة والكتابة، وتتعرّف على عالم جديد، تكتشف فيه ذاتها بشكل آخر، عالم يصبح فيه كل فتاة جميلة، قوية، ومستقلة.. تماماً مثلها. في (شمشون ودليلة) للأسترالي فارفيك ثورنتون، يعيش الاثنان في عالم صغير لمجتمعٍ منعزل في وسط الصحراء الأسترالية. عندما تأتي المآسي، يعودان إلى أرضهما في رحلة للنجاة، ويكتشفان أن الحياة ليست عادلة أحياناً، ولكن لا حكم للحب هنا.

المخرج الهولندي جان فان دي فيلدي يحضر بفيلم (الجيش الصامت) حول صاحب مطعم في دولة أفريقية لا تبدو حياته سهلة بعد الموت المفاجئ لزوجته، فعليه الآن تربية ابنه لوحده، والذي بدوره صديق لابن عاملة سوداء في المطعم. عندما يختفي الصديق مع عشرة أطفال آخرين في ليلة دموية وعنيفة، بعد اجتياح جيش الثوار قريتهم، يدخل الابن والأب في دائرة البحث عن الصديق الضائع.

أما الروسي نيكولاي كوميريكي في فيلم (حكاية في الظلمة)، فإنه يتتبع حكاية شرطية شابة ووحيدة تعيش في مدينة صاخبة، حيث المرح والحب. ذات يوم، وكجزء من عملها في رعاية الأطفال المنبوذين، تفضفض إلى طفل عن حياتها المملة، والباهتة، والضائعة.. ولكن هذه الكلمات ظلت تؤرقها إلى أن تقرّر تغيير نفسها، فترحل في طريق نحو الظلمة.

الروسي الآخر بافيل لونغين، ينقلنا في فيلم (تزار) إلى القرن السادس عشر، حيث يؤمن (إيفان الرهيب) بأنه مكلف بمهمة مقدسة، محطماً كل من يعترضه في طريقه، إلى أن يأتي من يتصدى له.

 (أن تموت رجلاً) للمخرج البرتغالي خاو بيدرو رودريغيز مقتبس عن حياة روث بريدين، أحد أشهر المثليين في عالم الترفيه؛ ويدور حول الفصل الأخير من حياته عندما أدمن المخدرات، وانهار العالم من حوله حين بدأ برنامجه بالأفول، وأخذ التحدي من قبل الفنانين الجدد الصاعدين يهدد نجوميته.

أما (فجر غد) للفرنسي دينيس ديركورت، في مشاركته الثانية ضمن (نظرة ما)، فهو يتعقّب العلاقة بين أخوين، الأول مهووس بالمعارك التأريخية إلى حد فقدانه الإحساس بالواقع؛ بينما يحاول الثاني جاهداً في تحريره من إدمانه هذا.

المخرج الكولومبي سيرو غويرا في (رحلات الريح)، يتعقّب سفر رجل أمضى حياته بالتنقل حول قرى ومقاطعات شمال كولومبيا حاملاً الموسيقى والأغنيات الشعبية في أكورديون، هذه الآلة الأسطورية التي يُقال أنها ملعونة لأنها ذات يوم كانت بحوزة شيطان.

يترأس المخرج الإيطالي باولو سورينتينو لجنة قسم (نظرة ما) وهو من مواليد مدينة نابولي في العام 1970، وأخرج أوّل أفلامه (رجل في الأعلى) في العام (2001) في (2004)، أخرج فيلمه الثاني (عواقب الحب) الذي شارك في المسابقة الرسمية في (كان)، وحقق نجاحاً باهراً، وحاز على جوائز كثيرة. في (2006)، حقق فيلمه الثالث (صديق العائلة) ومشاركاً به في (كان)، بينما حاز فيلمه الأخير في مهرجان العام الماضي (النجم) على الجائزة الكبرى.

أما عضوية اللجنة، فهي تتألف من: الممثلة جولي غاييه (فرنسا)، مدير مهرجان تورنتو بيرس هاندلينغ (كندا)، الصحافية والناقدة أوما دي كونها (الهند)، الصحافية ومديرة مهرجان غوتبورغ ماريت كابلا (السويد).

البيان الإماراتية في 17 مايو 2009

 
 

"كان2009" باهت الأضواء

فلسطين " إقليم" والشذوذ أصبح نضالا

هدى فايق

يبدو أن "الشذوذ الجنسي" سيظل هو القادر على اقتناص أهم الجوائز العالمية هذا العام. إذ جاء في بداية العام تتويج الفيلم الأمريكي "ميلكي" من خلال حصوله على الأوسكار وهاهم النقاد يتوقعون تتويجا مماثلا للفيلم الصيني "حمى الربيع" الذي يتحدث عن علاقة شذوذ جنسي في مهرجان كان السنمائي في دورته الحالية التي بدأت 14 مايو وتستمر حتى 24 .

وتكمن خطورة مهرجان "كان" في كونه الملهم، سواء في موضوعاته أو تقنيات أفلامه، لأغلب السينمائيين في العالم، إذ تعبر لجنة التحكيم من خلال اختيارها لأفلام المسابقة الرسمية عن الحالة السياسية أو الفكرية التي تشغل العالم كل عام. وفي الوقت نفسه فالمهرجان – الذي يعد الأعرق في العالم- غير مبرأ من الإنحيازات السياسية أو الفكرية ومن هنا قد نقرأ دلالة توصيف فلسطين بالإقليم في معرض الحديث عن بلد المخرج إيليا سليمان.

كرتون

تظهر ملامح الإختلاف في دورة هذا العام جلية بداية من فيلم الإفتتاح  وهو "نحو الأعالي" تحريك أمريكي من إخراج بيتر دوكتير، والذي جاء مناسبا لإضفاء بريق على المهرجان الذي خفتت أضواؤه هذا العام بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى تخفيض النفقات وإلغاء الحفلات الباذخة التي اشتهر بها المهرجان الفرنسي.

ويدور الفيلم حول بائع بالونات متقاعد يسعى لتحقيق وعد قطعه لزوجته الراحلة التي كانت ترغب طوال حياتها في زيارة أمريكا الجنوبية، ولتحقيق ذلك يستخدم الرجل عشرة آلاف من بالونات الأطفال للتحليق بمنزله إلى هناك، إلا أنه يصطحب معه بشكل غير مقصود طفل كشافة ليخوضا معا مغامرات خلال رحلتهما.

فيما جاءت عروض أفلام المسابقة الرسمية لتكشف عن جوانب أكثر إثارة للجدل، إذ جاء عرض فيلم المخرج الصيني المثير للجدل "لو يه"  "حمى الربيع"، والذي يطرح قضية المثلية الجنسية كنموذج لممارسة الحرية الشخصية، و"لو يه" الذي عرض له فيلم في المهرجان نفسه منذ ثلاث سنوات منعت أفلامه في بلاده منذ فيلمه الأول، وذلك بسبب إصراره على تقديم موضوعات مثيرة للجدل، مما دفعه إلى تصوير الفيلم  سرا وبكاميرا محمولة صغيرة، ولهذا فإن الفيلم يفتقد الجودة، ورغم ذلك يرجح النقاد منافسته على السعفة الذهبية.

فلسطين إقليم

ويبقى تعلق أنظار العرب في المهرجان بالوجوه العربية التي تمر فوق سجادته الممتدة في وسط المنتجع الفرنسي الشهير، وبعيدا عن العروض التجارية التي يسوّق أصحابها لها باعتبارها مشاركة فاعلة في المهرجان، لا تحتوي قائمة أفلام المسابقة الرسمية سوى اسم إيليا سليمان، والذي يشترك في المسابقة بفيلم "الزمن الباقي".

وكانت قد شهدت الساحة العربية جدلا أثارته التقارير الصحفية التي أشارت إلى أن فيلم إيليا سليمان هو فيلم إسرائيلي لمخرج فلسطيني، رغم أن أغلب التقارير الصحفية تقول إنه فيلم فلسطيني لمخرج فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية، ونشر البعض أن فلسطين هي الدولة العربية الوحيدة التي شاركت بمهرجان "كان" هذا العام.

ولقد حسم المهرجان القضية بما نشره مسئولوه على موقعه الإلكتروني، بكون الفيلم لمخرج من «إقليم فلسطين»، أما عن اسم الدولة المنتجة فهي أربع دول: فرنسا وبلجيكا وإيطاليا والمملكة المتحدة، ولا وجود لكل من إسرائيل أو حتى فلسطين، وهو ما يخرجنا من دائرة المشاركة العربية أو الإسرائيلية لكونه فيلما من إنتاج رباعي لمخرج فلسطيني يروي حكاية فلسطينية في الأراضي المحتلة.

والفيلم أقرب إلى أفلام السيرة الذاتية، مقسمة إلى أربعة فصول تاريخية يقول عنه مخرجه على موقع المهرجان: "يحكي عن عائلتي بداية من اشتراك والدي في حروب المقاومة عام 1948 حتى الآن، وقد استوحيته من مذكرات كتبها في يومياته ومن خطابات أمي إلى باقي أفراد العائلة التي أجبرتهم قوات الاحتلال على مغادرة الأرض الفلسطينية بعد احتلالها"، ويضيف: "الفيلم في مجمله محاولة لتصوير الحياة اليومية لهؤلاء الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم، وأطلق عليهم عرب إسرائيل واضطروا إلى التعايش كأقلية في وطنهم الأم".

لا يتوقف حضور فلسطين في المهرجان عند حد المشاركة في المسابقة الرسمية، إذ يعرض ضمن برنامج أسبوعي المخرجين فيلم "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية شيرين دبس، كما ضمت قائمة الأفلام القصيرة فيملين أحدهما فلسطيني للمخرجة الشابة ديما حمدان اسمه "غزة - لندن". ويحكي الفيلم عن شاب فلسطيني ذهب إلى لندن مع بداية العدوان على غزة، فلا يجد طريقا أمامه لمناصرة غزة التي يراها عبر الإعلام البريطاني سوى الصلاة والدعاء.

والفيلم الثاني في قائمة الأفلام القصيرة كان "يافا" للمخرجة كارين يدايا الذي يحكي عن قصة حب في المدينة التي أسمتها عروس البحر، ويحمل الفيلم نفسا داعيا للسلام ومناصرة حقوق الفلسطينيين يراه النقاد واضحا.

سباق السعفة

ويشهد المهرجان عرض ١٥٠ فيلما طويلا وقصيرا من الأفلام الروائية والتسجيلية وأفلام التحريك في برامج المهرجان، والبرنامجين الموازيين: أسبوع النقاد الـ٤٨ الذي تنظمه نقابة نقاد السينما بفرنسا، ونصف شهر المخرجين الـ٤١ الذي تنظمه نقابة مخرجي السينما في فرنسا، وذلك بالإضافة إلى ١٨ نسخة جديدة من أفلام كلاسيكية طويلة، ونسخة جديدة من فيلم قصير في برنامج كلاسيكيات "كان".

يتنافس عشرون فيلما على جائزة السعفة الذهبية في المسابقة الرسمية بتطلع معظمهم لاقتناص السعفة الذهبية الثانية في مسيرته الفنية، وهم "الزمن الباقي" إخراج إيليا سليمان و "العشب المجنون" إخراج آلان رينيه «فرنسا» و"في عمق الخواء" إخراج جاسبار نوي «فرنسا» و"رسول" إخراج جاك أوديارد «فرنسا» "في البدء" إخراج زافير جيانولى «فرنسا» "وجه" إخراج مينج - ليانج تساي «فرنسا»  "صعاليك بلا أمجاد" إخراج كوينتين تارانتينو «أمريكا» "تصوير وود ستوك" إخراج آنج لي «أمريكا» "البحث عن إريك" إخراج كين لوتش «بريطانيا» "حوض الأسماك" إخراج أندريه أرنولد «بريطانيا» "أحضان مكسورة" إخراج بيدرو آلمودوفار «إسبانيا» "خريطة أصوات طوكيو" إخراج إيزابيل كوازيه «إسبانيا» "حمى الربيع" إخراج ليو يي «الصين» "انتقام" إخراج جوني تو «الصين»  "الشريط الأبيض" إخراج مايكل هانكي «ألمانيا» "المنتصر" إخراج ماركو بيلوكيو «إيطاليا» "المسيح الدجال" إخراج لارس فون ترير «الدنمارك» "عطش" إخراج شان ووك بارك «كوريا الجنوبية» "كينا تاي" إخراج بريلانتي ميندوز! «الفلبين» "نجمة لامعة" إخراج جين كامبيون «أستراليا».

و تشكلت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة برئاسة الممثلة الفرنسية والنجمة العالمية إيزابيل هوبير، وعضوية أربع ممثلات هن الإيطالية آسيا أرجينتو والأمريكية روبين رايت بن والهندية شارميللا تاجوري والتايوانية شويو كيو آي، وثلاثة مخرجين هم الأمريكي جيمس جراي والتركي نوري بلجي سيلان والكوري من كوريا الجنوبية لي شانج دونج، والكاتب البريطاني من أصل باكستاني حنين قريشي.

فيما ضمت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة الممثلتين البرتغالية ليونور سيلفيرا والصينية زي شانج، والمخرجين الفرنسي برتراند دونيللو والتونسي فريد بوجديز، ومن المعروف أن هناك سعفة ذهبية للأفلام الطويلة وأخرى للأفلام القصيرة, ويرأس اللجنة فنان السينما البريطاني الكبير جون بورمان.

أما لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية للمخرج في فيلمه الطويل الأول فيرأسها الممثل والمخرج الفرنسي من أصل جزائري رشدي زيم، وتضم في عضويتها الفرنسيين المخرجة ساندرين راي والمصورة ديان بارتييه والخبيرين أوليفيه شيا فاسا وإدوارد وانتروب، ولا أحد يدرى لماذا تشكل هذه اللجنة من سينمائيين فرنسيين فقط رغم أنها مسابقة دولية يشترك فيها ٢١ فيلما هي مجموع الأفلام الطويلة الأولى في برامج المهرجان والبرنامجين الموازيين.

وأخيرا.. لجنة تحكيم أحسن فيلم في برنامج «نظرة خاصة» والتي تضم الممثلة الفرنسية جولي جايت والصحفية الهندية أوما داسيونا والصحفية السويدية ماريث كابلا، وبيرس هاندلنج، مدير مهرجان تورونتو في كندا, وعلى رأسها المخرج الإيطالي باولو سورنتينو.

صحفية مصرية

موقع "إسلام أنلاين" في 17 مايو 2009

 
 

تكريم لفيلم الحذاء الأحمر في مهرجان كان

فيلم عن مهرجان الموسيقى الذي فجر الحرية في أمريكا

قصي صالح الدرويش من كان

شاهدنا في رابع أيام المهرجان ثلاثة أفلام جميلة، أولها كان في إطار تظاهرة تكريم مؤسسي السينما الأوائل، حيث إختار المخرج مارتن سكورسيزي فيلم "الحذاء الأحمر" الذي كتبه وأخرجه وأنتجه مايكل باول عام 1948 ليتعرف عليه الجمهور بعد أن أُعيد ترميمه وذلك  بحضور مساعدة المخرج التي أشرفت على عملية الترميم وإلى جانبها بنات مايكل باول ونخبة من المخرجين والنجوم والمنتجين والنقاد. ويعكس هذا الفيلم روح وحيوية سينما الأربعينيات.

ودائما في إطار تظاهري مؤسسي السينما تابع الجمهور فيلم "المومياء" للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام والذي أعيد ترميم نسخة منه أيضاً بمساعدة هيئة أوروبية متخصصة ومؤسسة السينماتيك الفرنسية. 

أما الفيلم الثاني الذي أثار إعجاب الجمهور ودهشته فكان فيلم "Taking Woodstock"  للمخرج الأمريكي التايواني إنج لي الذي يعد اليوم في طليعة مبدعي السينما الحديثة، إذ سبق له أن نال جوائز عديدة في مهرجانات هامة مثل برلين والبندقية كما حصل فيلمه "نمر وتنّين" على أوسكار أفضل فيلم أجنبي قبل أن ينال أوسكار أفضل إخراج عن فيلم "بروكباك ماونتين". 

في فيلمه الجديد يستعرض انج لي الظروف التي أحاطت بمهرجان وودستوك لموسيقى البوب الذي نظم في منتصف أغسطس 1969 في قرية وايت ليك شمال ولاية نيويورك والذي لبّى فيه نصف مليون شاب دعوة الموسيقى والحب والسلام على امتداد ثلاثة أيام وعلى خلفية موقف معاد للحرب الأمريكية في فييتنام.

يستند السيناريو إلى مذكرات كتبها اليوت تيبر الذي شهد ولادة الحدث وعايشه وتفاعل معه إلى درجة كبيرة. واليوت هو شاب منطوٍ ابن عائلة يهودية محافظة، يعاني من بخل والدته الهستيري ومن إحباط والده الذي أثقلت الديون كاهله والذي حاول إحراق الفندق أو النزل مصدر رزق العائلة في لحظة يأس. اليوت اقتنص فرصة رفض محافظ قرية مجاورة تنظيم مهرجان للموسيقى بدعوى أن السكان لا يريدون شباب الحركة الهيبية في قريتهم، فعرض أن ينظم الحفل في الحقول المحيطة بفندق عائلته لتبدأ مغامرة ما عرف لاحقاً بمهرجان وودستوك هذا المهرجان الذي كان علامة في تاريخ الولايات المتحدة والذي مثل بداية لنمط حياة جديدة الغلبة فيها للحرية المطلقة سواء على المستوى الاجتماعي أو الموسيقي أو الحرية الجنسية.   

ثلاثة أيام كانت، رغم الوحل والأمطار، فضاء لمختلف أشكال الحرية بما فيها المخدرات، فضاء قلب حياة اليوت ومكنه من مواجهة هواجسه وحقيقة ميوله الجنسية وطغيان أمه التي أخرجت وهي تحت تأثير المخدرات مدخراتها البالغة 97 ألف دولار والتي كانت تضن بإنفاق جزء يسير منها لحل أزمة العائلة.

حكاية اليوت هي حكاية صغيرة داخل حكاية وودستوك الكبيرة التي كانت عنوان عصر جديد في الحياة والثقافة والفلسفة والتكنولوجيا، بل كانت بداية لنهاية ثقافة وسياسة محافظة، فمع بداية الستينات ظهرت حبوب منع الحمل، ثم تأسست حركة الحقوق المدنية في واشنطن تلاها اغتيال الرئيس كينيدي وفي منتصف الستينات ظهرت فرقة البيتلز كما قرر مجلس الشيوخ إعلان الحرب على فيتنام بعدها قتل مالكوم أكس عام 1965 وفي نفس السنة انطلقت أول تظاهرة معادية للحرب ضد فيتنام كما نظم مهرجان دولي لموسيقى البوب في كاليفورنيا حضره 200 ألف مشارك توجه قسم منهم إلى وود ستوك لاحقا، كما انطلقت الحركة الهيبية وقبيل المهرجان قتل مارتن لوثر كينغ تلاه روبير كيندي وقرر نيكسون الهجوم على كمبوديا.

الفيلم جميل، مشوق وغني في دلالاته ويحمل كل مواصفات الفوز كما يبدو معاصراً جدا بعد سنوات من الحكم المحافظ في الولايات المتحدة كسرها وصول رئيس من أصول أفريقية. انج قال إنه يرى في مهرجان وودستوك رمزاً لبراءة جيل سعى إلى عيش أكثر جمالاً وعدلا.  

الحدث السينمائي الثالث كان فيلم بعنوان "نبي" للمخرج الفرنسي جاك أوديار شارك فيه مجموعة من الممثلين المبتدئين يتقدمهم طاهر رحيم  في دور البطولة إلى جانب الممثل المعروف نيلز اريستروب. والفيلم الذي لقي ترحيباً حارا يحكي قصة شاب من أصول مغاربية عمره 19 عاما يدعى مالك اتهم بالاعتداء على رجل شرطة في فرنسا وحكم عليه بالسجن لست سنوات، تحول في نهايتها من فتى هش إلى مجرم رغما عنه بسبب اختلاطه بأوساط مجرمي كورسيكا الذين يبسطون سطوتهم على السجناء بمن فيهم مالك الذي قبل الانضواء تحت جناح زعمهم الذي قدم له الحماية من الاعتداء والاغتصاب لقاء خدمات وصلت حد القتل. في جو السجن الخانق تتطور شخصية مالك الذي يعيش صراعاً داخليا بين مثله العليا وبين ما يقوم به وتدريجياً يبدأ ببناء شبكته الخاصة فيعمل على الإطاحة بحاميه ليقع تحت حماية زعيم آخر خارج السجن.

الفيلم بسيط لكنه محكم بدقة يتجاوز حدود الحكاية البوليسية المعتادة ليتناول علم السجن وقوانينه الوحشية، في رسم شديد القسوة بواقعيته وكأن الفيلم صرخة احتجاج عالية على واقع السجون في فرنسا. فيلم جميل من دون ادعاء برع فيه الممثلون ومنحوه نكهة طزاجة منعشة، لكن لا بد من الإشارة إلى أن عرض الفيلم يستغرق ساعتين ونصف وبالتالي يعاني من بعض الإطالة، إطالة قد لا تكون حائلاً أن بعض جوائز المهرجان، خاصة جائزة أفضل ممثل للشاب طاهر رحيم الذي لعب دور مالك.

على هامش المهرجان

نظمت إدارة مهرجان أبو ظبي السينمائي حفل عشاء في أحد مطاعم "كان" المطلة على البحر بهدف الترويج للمهرجان الطموح، إلا أن بعضا من النقاد خاصة الغربيين علقوا بأن نجاح أي مهرجان دولي للفيلم يقتضي مزيدا من الحرية على مستوى اختيار الأفلام والمواضيع التي تعالجها وكذلك الأمر على مستوى حرية الدخول إلى الإمارة، إذ شهدت الدورة الماضية منع دخول عدد من المدعوين إلى المهرجان منهم ممثل فلسطيني شارك في فيلم للمخرج رشيد فرشاوي إذ منع من تخطي المطار لأن جواز سفره إسرائيلي مثل كل سكان فلسطين المحتلة من فلسطينيي 1948، نفس الموقف تعرض له ناقد عربي من المدعوين حيث منع من الدخول لأنه يحمل وثيقة سفر لجوء تابعة للأمم المتحدة، علما بأن نفس الناقد سبق له الدخول قبل بضعة أعوام إلى الإمارة وبنفس الوثيقة عندما كان بمرافقة المخرج رأفت الميهي والنجمة ليلى علوي. 

على هامش المهرجان أيضاً

نشرت مجلة الفيلم الفرنسي موضوعاً عن نشاط مجموعة "غود نيوز" المصرية ونقلت عن عماد الدين أديب وشقيقه أن المجموعة تحضر لتصوير مجموعة أفلام ومسلسلات من بينها الفيلم الخاص بحياة محمد علي باشا ومسلسل جريء يدور حول الإخوان المسلمين أعده السيناريست الأكبر في مصر وحيد حامد، إلا أن النقاد الصحافيين المصريين ذكروا بأن هذه المشاريع قديمة وسبق الحديث عن المباشرة بها، لكن الظروف المالية الدولية وتلك الخاصة بمجموعة "غود نيوز" جمدتها إلى أجل غير محدد. ولوحظ أن عماد الدين أديب لم ينظم هذه السنة حفل عشاء كما فعل خلال العامين السابقين.

موقع "إيلاف" في 17 مايو 2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)