كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«كان» يفتتح دورته للمرة الأولى بفيلم تحريك ثلاثي الأبعاد...

«أعلى!»: دراما بصرية واعدة وتكريم لذكرى سبنسر ترايسي

ابراهيم العريس

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

   
 
 
 
 

حدث في مرات أن شاركت أفلام تحريك (رسوم متحركة) في مهرجانات سينمائية كبرى، ومنها مثلاً الفيلم الأميركي «شريك»، الذي عرض جزؤه الأول في احدى دورات مهرجان «كان». وحدث في مرات أن فازت أفلام من هذا النوع بجوائز كبرى في مهرجانات من هذا العيار. ولكن لم يحدث أبداً، قبل دورة هذا العام من مهرجان «كان» أن كرست ليلة الافتتاح، ليلة النجوم والجواهر والأزياء الفاخرة، لفيلم تحريك. انها بدعة، بالتأكيد، لكن اللافت أن أحداً لم يستهجنها، ولا ارتفعت أصوات ولو بقدر أدنى من الاحتجاج. ومن الصعب أن نقول هنا ان الفيلم الذي تم اختياره لافتتاح التظاهرة الرسمية في هذه الدورة، التي تبدأ أعمالها مساء الأربعاء المقبل، فرض نفسه لمستواه الفني أو غرابة موضوعه... فالفيلم لم يشاهد بعد، إلا من جانب صانعيه (شركة بيكسار) ومن قبل لجنة الاختيار في «كان». أي بكلمات أخرى، ان الموافقة العامة على عرض هذا الفيلم - أو، على الأقل، عدم الاحتجاج على عرضه - في الافتتاح، لا علاقة لها بقيمة الفيلم، علماً أنه إذا كان من المعتاد في شكل عام أن يكون فيلم الافتتاح في مهرجان ما، واحداً من أقوى الأفلام المعروضة في المهرجان، فإن هذا التقليد لم يعد وارداً، منذ زمن بعيد، لا في «كان» ولا في غيره... وذلك بسبب بسيط تم التنبه اليه، أخيراً، وهو أن ما من أحد يمكنه، أصلاً، أن يحدد أن فيلماً ما هو الأفضل أو الأقوى، إلا لجنة التحكيم وفي ليلة الاختتام. ومن هنا لم يعد العرض في الافتتاح حكم قيمة، بل تعبيراً عن أن الفيلم المعروض يشكل ظاهرة ما. والحقيقة أن الفيلم الذي نحن في صدده هنا، والذي سيشاهده أهل «كان» في عرضه العالمي العلني الأول، بعد أيام، وهو «!UP»، هو فيلم - ظاهرة في كل معنى الكلمة. ولم يكن في حاجة الى أن يتم اختياره في افتتاح «كان»، كي يؤكد هذا.

جوائز بالجملة

ففي الدرجة الأولى هو فيلم من انتاج «بيكسار»، لحساب والت ديزني. وبيكسار هي المؤسسة التي تقول سمعتها الآن إنها أحدثت خلال السنوات الأخيرة واحدة من أهم الثورات في تاريخ سينما التحريك. بل يقال أيضاً إن «بيكسار» باستوديواتها، وابتكاراتها الجديدة في عالم التحريك، هي التي أنقذت «ديزني» من تفوق دريم ووركز عليها في ميدانها السينمائي الأمثل، أفلام التحريك. وحسبنا أن نذكر بعض انتاجات «بيكسار» الأخيرة حتى نتيقن من هذا: «توي ستوري» (1995) و «حياة بقة» (1998) و «توي ستوري2» (1999) و «وحوش وشركاهم» (2001) و «العثور على نيمو» (2003)، و «سيارات» و «راتاتوي» بعد ذلك وصولاً الى «واللي» الذي كان آخر الفائزين بالأوسكار حتى اليوم. ونعرف أن بيت دوكتر وبوب بيترسون، صاحبي «واللي» هما اللذان حققا «UP»... وهنا قد يكون مفيداً أن نذكر أن أفلام بيكسار حققت حتى الآن 22 جائزة أوسكار (في مختلف المجالات الفنية والتقنية) و4 غولدن غلوب، و3 آمّي...

غير أن UP، يبدو مجدداً، حتى خارج اطار أفلام «بيكسار» في موضوعه وأجوائه أيضاً. إذ هنا، ومن جديد، يعود فيلم التحريك الى الانسان ليروي حكاية عنه وعن مغامراته... حكاية قد تكون حافلة بالمواقف المضحكة والمغامرات الطريفة، لكنه في خضم ذلك، لا يبتعد من الدراما والمواقف العاطفية. وذلك بدءاً من حبكته نفسها التي تروي لنا حكاية السيد كارل فردريكسن، الذي تقاعد بعد عمر قضاه في بيع البالونات. وسنفهم هنا أن كارل حين كان صبياً التقى فتاة حسناء تدعى ايلاي ورغب في الزواج منها... وهي كانت تحلم دائماً بزيارة أميركا الجنوبية. لكن المسكينة ماتت قبل أن تحقق ولو جزءاً يسيراً من أمنيتها هذه. واليوم، إذ وجد كارل نفسه أمام خطر أن يُبعد عن بيته ويوضع في مأوى للعجزة، يقرر أن يقوم برحلة في بلدان أميركا الجنوبية تحية لذكرى فتاة أحلامه الطفلة الراحلة، إذ كان وعدها بذلك. أما الرحلة فسيقوم بها على متن «مركبة» طائرة صنعها من عدد لا يحصى من البالونات. لكنه لن يكون وحيداً في رحلته، بل يصحب معه صبياً في الثامنة يدعى راسل، وكذلك كلباً صغيراً يسميانه داغ. ان هذا هو إطار فيلم UP. ولنا أن نتصور، حتى من قبل مشاهدة الفيلم، أي وعد بصري أخاذ يقدمه لنا: منزل من بالونات يطير من مدينة الى أخرى ومن بلد الى آخر. ولكن أيضاً من مغامرة الى أخرى. ويمكن منذ الآن الحكم بصرياً، في شكل شديد الإيجابية على الفيلم، من خلال صور منه وزعت ونشرت حتى الآن، ومن خلال عرض لبعض المخاطر والمجازفات التي يتعرض لها رحالتنا الثلاثة.

ظاهرة قديمة

لكن هذا ليس كل شيء. وقد يكون من الصعب الافتراض أنه وحده قادر على جعل دورة أساسية وكبيرة من دورات «كان» تضع UP في حفل افتتاحها. إذ يبقى عنصر أساسي، هو الذي يجعل العرض في حد ذاته مناسبة للاحتفال بثورة تقنية جديدة/ قديمة، بدأت تتفاعل مع واقع السينما معطية اياها بعداً انتقالياً مدهشاً. وهذا العنصر هو أن الفيلم مصور ومعروض بأسلوب الأبعاد الثلاثة... اذ ان الفيلم مجسم، ومن المنطقي ان نظارات خاصة (زرقاء وحمراء) ستوزع على المتفرجين قبل دخولهم الصالة. وهي نظارات، من دونها لا تمكن مشاهدة هذا الفيلم... أما معها، فإن الفيلم يتحول الى عالم رائع من الخيال البصري، حيث وكما هو معروف يحول هذا الأسلوب الصور والمشاهد الى عالم مجسم يبدو على الشاشة وكأنه يخرج منها ليملأ الصالة، مشعراً المتفرجين أنهم - هذه المرة - في قلب الحدث. لقد قلنا هنا إنه أسلوب جديد/ قديم، ونعنيه حقاً... لأن أسلوب السينما المجسمة الثلاثية الأبعاد، كان وجد للمرة الأولى بشكله التجاري التطبيقي أواسط الخمسينات من القرن الماضي وصورت به أفلام عرضت بالفعل ووزعت النظارات نفسها لمشاهدتها. غير ان الظاهرة سرعان ما خبت يومها، لأن التطور التقني للفن السينمائي كان لا يزال يجعل التنفيذ باهظ الكلفة، والنتيجة غير دقيقة بل مزعجة أحياناً، ومن هنا صُرف النظر يومها عن الاستمرار، ووضعت المشاريع على الرف، كما وضعت على الرف تقنيات عدة أخرى. أما العودة اليها اليوم، فناتجة، من ناحية من التقدم التقني الذي حصل، مقابل الاستفاضة في الانفاق على كل أنواع الأفلام، ومن ناحية ثانية، من أن السينما تبدو في حاجة متزايدة الى الالتفاف على تقدم التلفزة وتقنياتها في شكل ينافس السينما أكثر وأكثر. ولئن كان الجديد الآن يكمن في أن أسلوب الأبعاد الثلاثة المجسم يطبق على سينما التحريك، فإن السينما تبدو منذ زمن في حاجة الى الاستفادة من هذا الأسلوب السينمائي المتجدد والمستعاد، إذ يبدو أن ثمة الآن مشاريع عدة لتحقيق أفلام مغامرات ضخمة، بالتحريك أو من دونه، ستعرض في الصالات مجسمة... ثم في التلفزيونات بتقنية عالية مدهشة انما من دون تجسيم.

ومن هنا يمكننا القول منذ الآن، ان ثمة في الأفق مرحلة انتقالية لفن السينما، ربما هي في انتظار ما ستكون عليه ردود الفعل، الأكثر أهمية من ردود فعل الجمهور المراهق الذي لا شك يستهويه هذا الأسلوب الجديد، كي تواصل طريقها، محدثة في سينما اليوم ثورة قد تقارن بثورة السينما الناطقة، ثم ثورة السينما الملونة فثورة السينما سكوب... والحقيقة أننا إذا نظرنا الى الموضوع من هذا المنظور، سندرك أهمية عرض الفيلم الجديد UP في افتتاح «كان». أما محبو تاريخ السينما ولعبة التكريمات، فقد يحبون للمناسبة أن يعرفوا أن مخرجي UP، حين رسما ملامح شخصية الفيلم الرئيسة، كارل فردريكسن (وينطق عنه الممثل المعروف ادوارد آزنر)، أصرا على أن تكون ملامحه مقتبسة من ملامح ذلك النجم الهوليوودي الكبير والذي عاش بين 1900 و1967... سبنسر ترايسي ما يعني أن هذا الفيلم قد يصح اعتباره، أيضاً، تكريماً لذكرى واحد من أفضل الفنانين في تاريخ السينما الهوليوودية.

الحياة اللندنية في 8 مايو 2009

####

ما الذي يمكن توقعه من لجنة تحكيم فاتنة الى هذا الحد؟ 

من المعروف عادة أنه حين يختار مهرجان ما، أو أية مسابقة من المسابقات، لجنة التحكيم، يكون قد تحدد سلفاً، إن لم يكن اسم الفائز والفائزين، فعلى الأقل التوجه الذي تسير الاختيارات النهائية اليه. وطبعاً، لا يشذ مهرجان «كان» عن هذه القاعدة، حتى وإن كنا نعرف أن بعض المحكمين، لغرابة أطوارهم، أو لإحداث صدمة ما، يختارون ما هو معاكس تماماً لكل ما كان متوقعاً منهم. وهذا ما حدث العام الفائت في «كان»، حيث أعطت لجنة التحكيم برئاسة شون بن، سعفتها الذهبية الى الفيلم الذي كان متوقعاً أقل من غيره. واستبعد بن من الجوائز صديقيه كلينت ايستوود وانجلينا جولي. فما الذي يمكن توقعه هذا العام من لجنة التحكيم التي ترأسها الفنانة الفرنسية ايزابيل هوبير، وتضم اليها أربعة مبدعين هم المخرج التركي نوري بلغي جيلان، والكاتب الانكليزي - من أصل باكستاني - حنيف قريشي، والمخرج الأميركي جيمس غراي والسينمائي الكوري لي شانغ دونغ، ثم - بخاصة - أربعاً من الممثلات العالميات اللواتي عرفن بثقافتهن الرفيعة: آسيا آرجنتو (ايطاليا)، روبن رابت بن (الولايات المتحدة) شو كي (تايوان، هونغ كونغ) وأخيراً فنانة الهند الكبرى شارميلا طاغور؟

طبعاً لا يمكن التكهن بالنتائج منذ الآن... بل لن يكون هذا ممكناً حتى بعد عرض الأفلام العديدة المشاركة في المسابقة. ولكن في المقابل يمكن القول إن ثمة حساسيات معينة، قد يكون لها دور في نهاية الأمر. فالسينمائيون من أعضاء اللجنة (وحتى حنيف قرشي سينمائي رغم أن شهرته الكبرى تجعله واحداً من كبار الروائيين، فهو كتب سيناريوات عدة، منها «غسالتي الجميلة» لستيفن فريرز، كما حقق شرائط قصيرة)، هم من المعروفين بنخبوية تفضيلاتهم السينمائية، ومن الذين شارك معظمهم في افلام تتسم بأبعاد انسانية أكيدة، ومعظمهم يقف في منطقة مشتركة بين التمثيل والاخراج والكتابة (آسيا آرجنتو هي في المجالات الثلاثة معاً، كما أن روبن رايت بن هي امرأة شون بن، ومن حواريي الراحل جون كازافتس، اضافة الى أنها تعتبر أحياناً أجمل امرأة في هوليوود).

ولنضف الى هذا أن معظم أعضاء لجنة التحكيم هم من رواد «كان» الدائمين، وليس فقط في مجال النجومية (مثلاً، في عام 1978، نالت ايزابيل هوبير، وكانت لا تزال مراهقة غير معروفة، جائزة أفضل تمثيل نسائي عن دورها في فيلم «فيوليت نوزيير لكلود شايرول). فمثلاً نعرف، في هذا السياق أيضاً أن جيمس غراي عرض في تظاهرات «كان» آخر ��لاثة أفلام حققها («الياردات» و «الليل لنا» و «عاشقان») وكذلك حال جيلان («من بعيد» و «مناخات» و «ثلاثة قرود»). ونال جوائز كبيرة... ويمكننا أن نواصل لنذكر شارميلا طاغور، التي مثلت تحت ادارة ساتياجيت راي ومرنال سن، وتعتبر الى جانب شعبانة عزمي، أشهر ممثلات الأفلام الجادة في السينما الهندية. صحيح، في المقابل، أن اسم شوكي، الممثلة التايوانية الأصل، ارتبط بسلسلة فضائح وعشرات الأفلام الأولى ذات الطابع الاباحي، غير أن ثمة في فنها وسيرتها، جانباً آخر، أكثر ثقافة بكثير، حيث نعرف أنها خلال السنوات الأخيرة مثلت، بين أقصى آسيا، وأوروبا وأميركا، أفلاماً مميزة آخرها «نيويورك أحبك» ومن قبله «أخوة الدم»، وبخاصة «ثلاث مرات» تحفة هوهسياو هسين، الذي كانت مثلت معه في «ميلينيوم مامبو» (2001)... ويقول محبو هذه الفاتنة الصينية إنها حسبها أن تكون مثلت في هذين الفيلمين حتى تؤمن لنفسها مكانة لا بأس بها في عالم سينما المهرجانات. ويمكننا أن نضيف هنا الى سيرة شوكي مواقفها من أجل حرية المرأة وانصافها في المجتمع، وهو أمر تشارك فيه ايزابيل هوبير، وشارميلا طاغور، وبخاصة آسيا آرجنتو وطبعاً روبن بن (التي عرفت عنها مواقف راديكالية تتعدى قضية المرأة الى القضايا السياسية والاجتماعية)... ويقيناً أن هذا الواقع يخلق حساسية اضافية قد تلعب دوراً ما، في الاختيارات في نهاية الأمر. صحيح أن عدد السينمائيات النساء، المتسابقات واللواتي يتعين على لجنة التحكيم أن تفاضل بينهن وبين زملائهن الرجال، قليل، ومع هذا لا بأس من النظر ناحيتهن منذ الآن، ولا سيما منهن جين كامبيون التي تعود الى مسابقة «كان» الرسمية، بعد عقد ونصف العقد من فوزها بـ «السعفة الذهبية، عن تحفتها «البيانو».

طبعاً سيكون من الهرطقة، ايراد أي توقع منذ الآن.. ومع هذا، مع لجنة تحكيم مدروسة بعناية مثل لجنة تحكيم دورة هذا العام من كان، يمكن توقع أي شيء... بما في ذلك الوصول الى ما هو... متوقع.

الحياة اللندنية في 8 مايو 2009

 
 

دورته الثانية والستون تزدحم بأسماء الكبار

مهرجان كان السينمائي بوابة على الإبداع العالمي

عبد الستار ناجي

تنطلق هنا في مدينة كان الفرنسية اعتبارا من الثاني عشر من مايو المقبل اعمال الدورة الثانية والستون لمهرجان كان السينمائي الدولي وسط احتفالية فنية واعلامية عامرة بالنجوم والاسماء الكبيرة التي بدأت تشد رحالها الى جنوب فرنسا بانتظار ان تطرز اسماءها على شاطئ الكوت دي زور في الريفيرا الفرنسية. حيث عرس السينما العالمية الذي يحرص صناع الفن السابع على رصده ومتابعته من اجل التماس مع الابداع الانساني في هذا الجانب الخصب.

ورغم ان الوقت لا يزال مبكرا الا ان مدينة كان الفرنسية لا تعرف هذة الايام الا جملة واحدة هي كامل العدد- تكاد تكون مرفوعة على واجهات جميع الفنادق والمطاعم وايضا وسائل النقل من طائرات وقطارات...

والحديث عن احتفالية هذا العام في كان يعني عن كم من المفاجات والتظاهرات الابداعية التي ستتواصل على مدى اسبوعين حافلة بالافلام والنجوم والاسماء الكبيرة.

وكانت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي قد كشفت منذ ايام عن الافلام التي تم اختيارها للمسابقة الرسمية وهي عشرون فيلما من اصل -2000- فيلمه شاهدتها لجنة الاختيارات في المهرجان وقد جاءت دورة هذا العام زاخرة بأسماء العديد من كبار مخرجي أوروبا وآسيا على حساب القارة الأميركية الممثلة فقط ب/كوينتن تارانتينو/ في حين يقتصر حضور سينما الشرق الأوسط وعالم العربي على فيلم للفلسطيني ايليا سليمان الذي كان قد فاز عام- 2002 بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان عن فيلمة يد الاهية-.

كما كان المسؤول العام للمهرجان تييري فيرو قد صرح عند الاعلان عن الاعمال الجديدة للمسابقة الرسمية ان دورة المهرجان لهذه السنة تزخر بالأسماء الكبيرة في أوساط السينما العالمية وأشار تعليقا على الغياب شبه الكامل للوجوه الجديدة في المسابقة التي يتنافس فيها عشرون فيلما الى ضرورة النظر الى الأفلام المختارة في الفعاليات الأخرى للمهرجان مثل/نظرة ما/ التي تعد منبتا للمواهب الجديدة والتي تضم 52 فيلما.

الآن دعونا نتأمل خارطة الاسماء فمن بين رواد مهرجان كان المعتادين الأميركي كوينتن تارانتينو الذي يعود هذا العام بفيلم- اينغلوريوس باستيردس- حول الحرب العالمية الثانية من بطولة النجم الاميركي براد بيت الذي تأكد حضورة خلال ايام المهرجان برفقة زوجتة الجميلة انجلينا جولي وستكون معة في الفيلم دايان كروغر وهوالفيلم الأميركي الوحيد في المسابقة وعزا فريمو هذا الأمر الى اضراب كتاب السيناريو في هوليوود قد اثر تأثيراً سابيا على نوعية الاعمال بالذات تلك التي يختارها مهرجان كان السينمائي.

والى جانب ألان رينيه مع فيلم لي زيرب فول تتنافس ثلاثة أفلام فرنسية على السعفة الذهبية هي - النبي - لجاك أدويار و- في الأصل - لكزافييه جيانولي و- فجأة الفراغ - لغاسبار نويه.

يشارك فيلم وحيد في المسابقة الرسمية للمخرج الفلسطيني ايليا سليمان بعنوان- الزمن المتبقي -وسبق لسليمان ان شارك في مهرجان كان العام 2002 بفيلم يد الاهية الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم.

وفي المسابقة الرسمية هناك البريطاني كين لوخ مع فيلم البحث عن اريك والدنماركي لارس فون ترير مع فيلم انتي كرايست والنمساوي مايكل هانيكي الذي حاز فيلمه عازفة البيانو العام 2001 الجائزة الكبرى.

وتتضمن اللائحة كذلك مخرجين اسبانيين هما بيدرو المودوفار مع فيلم العناق المتكسر وايزابيل كويتشيت مع فيلم خريطة ضوضاء طوكيو ومخرجا ايطاليا هو ماركو بيلوكيوالذي يروي فيلمه الانتصار قصة ابن موسيليني غير الشرعي.

أما النيوزيلندية جاين كامبيون وهي أول مخرجة تفوز بالسعفة الذهبية العام 1992 فتشارك بفيلم نجمة ساطعة حول علاقات الشاعر الرومانسي جون كيتس الغرامية وهي واحدة من ثلاث مخرجات يشاركن في المسابقة الرسمية الى جانب كوتشيت والبريطانية اندريا أرنولد مع فيلم فيش تانك.

وتشارك ستة أفلام من آسيا ابرزها انتقام لجوني تو ويعود الفلبيني بريانتي ميندوزا الذي شارك في المسابقة العام الماضي مع فيلم كيناتاي الى جانب الكوري الجنوبي بارك تشانووك الذي يعرض فيلما عن مصاصي الدماء بعنوان باك جوي.

أما التايواني انغ لي فيعود الى المهرجان بفيلم تايكينغ وودستوك حول اسطورة مهرجان الهيبي في حين يعرض مواطنه تاي مينغ ليانغ فيلم بعنوان الوجه.

ويعرض في ختام المهرجان فيلم كوكو شانيل وايغور سراتفينسكي للمخرج يان كونين وهو من بطولة انا موغلاليس

ونشير الى ان فيلم الافتتاح سيكون الفيلم الكارتوني اعلى اب من انتاج استديوهات ديزني وسيكون الحديث طويلا ومسهبا عن هذة التجربة السينمائية التي تشكل منعطفا مهما في صناعة الافلام الكارتونية على المستوى العالمي..

وتتألف لجنة التحكيم التي تترأسها ايزابيل هوبير من الكاتب البريطاني حنيف قريشي والمخرج الأميركي جيمس غراي والممثلتين روبن رايت وشو كي وعدد اخر من المبدعين والحرفيين السينمائيين. كما تم اختيار المخرج التونسي فريد بوغدير في عضوية لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية مشيرين الى ان بوغدير كان قد شارك من ذي قبل في لجنة التحكيم الدولية للمهرجان.

الحديث عن مهرجان كان له بداية وليس له نهاية.. وهذه هي البداية وفي الايام المقبلة ستقوم النهار- بتقديم صفحة يومية ترصد انشطة وفعاليات هذا العرس السينمائي المهم.

وتبقى كلمة:

كان... عرس الفن السابع.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في 10 مايو 2009

 
 

أفلام "كان" أبرز محاور "عيد السينمائيين

محمد رُضا

يوم الأربعاء المقبل موعد عشّاق السينما مع الدورة الجديدة من مهرجان “كان” السينمائي الدولي، وبعد 62 سنة على إطلاقه أول مرّة كاملاً (هناك مرّة اغلق فيها أبوابه بعد يومين من افتتاحه إثر غزو ألمانيا لبولندا سنة 1939) لا يزال هذا المهرجان الفرنسي عيداً جامعاً لكل من لديه علاقة ما بالسينما: من النقاد الذين يريدون الاشتراك في فرحة العيد، إلى المخرجين والمنتجين وبقية صانعي الفيلم،إلى رؤساء الشركات التجارية والمؤسسات الثقافية على حد سواء، إلى طلاب السينما في المعاهد وصولاً إلى قطاعات الموظّفين العاملين في حقول الخدمات العامّة مثل قيادة السيّارات الموضوعة بتصرّف النخبة، والحرس الخاص والموظّفين المنتشرين لتأمين الشؤون جميعاً. كل هؤلاء وغيرهم ينتظرون المهرجان لأسباب تتراوح بين العمل الإضافي والمتعة الصافية بالتواجد في مهرجان حافل كهذا.

المحور يبقى تلك الأفلام الكثيرة والمتعددة، وفي جانب ثالث، المتباينة. التي يجمعها المهرجان ليعرضها ما بين الثالث عشر والرابع والعشرين من الشهر ويبلغ عددها في الأقسام الرسمية للمهرجان فقط 58 فيلماً.

أربعة من هذه الأفلام شاهدها هذا الناقد في مناسبات سابقة هي فيلم بدرو ألمودوار الجديد “عناقات مكسورة” المعروض ضمن المسابقة، و”شمشون ودليلة” لوورويك ثورنتون و”ثمين” للي دانيالز، وهما فيلمان يعرضان في نطاق تظاهرة “نظرة ما”، كما فيلم “أمريكا” للبنانية- الكندية شيرين دبس، المعروض في التظاهرة المنفصلة التي تقيمها جمعية المنتجين الفرنسيين تحت مظلّة “نصف شهر المخرجين”.

أبرز هذه الأفلام، نسبة لشهرة مخرجها على الأقل، هو الفيلم الجديد للإسباني بدرو ألمودوار الذي اشترك أكثر من مرّة في مسابقات المهرجان الفرنسي ولم ينل بعد السعفة الذهبية رغم ما يتمتّع به من مكانة وتقدير.في السنوات الأخيرة مال المخرج الإسباني بدرو ألمودوار إلى تكثيف المعنى الآتي من عمق الشخصيات التي يتناولها كاشفة عن المزيد من توجهه البحث عن الهوية الأسبانية في أعماله. ألمودوار أكثر مخرجي فترة ما بعد حكم الجنرال فرانكو شهرة، والوحيد الذي وازاه هذه الشهرة من إسبانيا كان المخرج الراحل لوي بونويل الذي انتهى إلى الهجرة إلى المكسيك بعيداً عن متناول حكم فرانكو اليميني، وفي حين أن أعمال بونويل كانت، في مجملها، سوريالية فإن أعمال ألمودوار، في مجملها، ميلودراميات عاطفية وبضع دراميات داكنة الصورة آخرها، في هذا الاتجاه “تعليم سيئ”، لكن البحث عن ذات إسبانيا في شخصياته لا يتوقّف وهو طابع مشترك بين غالبية السبعة عشر فيلماً التي حققها إلى الآن.

يدور “عناقات مكسورة” عن حب صعب وعلاقة أصعب بين الممثلة التي تحاول الهرب من تعلّق مليونير بها، فرش لها الطريق وصرف عليها وأسسها بين نجمات السينما الاسبانية من فرط إعجابه بها. وإلى حين بادلته التقدير وارتبطت معه بعلاقة عاطفية، لكنها الآن تريد الهرب منها ومنه.

يسرد الفيلم قصّته ذات الإطار البسيط ظاهرياً عبر سلسلة من “الفلاش باك” مصدرها مخرج وكاتب سينمائي سابق يجلس الآن في دارته بعدما أصيب بالعمى (لويس هومار). كيف اكتشف الممثلة الجميلة لينا (كروز) وأحاطها بما يناسب موهبتها؟ وكيف استبدلت لينينا كل طموحاتها الفنية بالعيش الرغيد منذ أن تعرّفت إلى رجل الأعمال أرنستو (جوزي لويس غوميز) الذي ساعدها الوصول إلى ما تبتغيه لكن ليس من أجل جمال عينيها فقط؟

يستعير ألمودوار هنا من السينما الواقعية الإيطالية بعض أوجه التعبير لكنه يعتمد أكثر على نصوص وشروط معدّلة بما يناسب الموضوع الميلودرامي الذي يعمل تحت مظلّته. عملياً، لا الكتابة ولا اختيار مواقع التصوير يؤدّيان إلى ما أدّى اليه النوع المعروف ب”الفيلم نوار”. كذلك لا ينجح التصوير في استعادة تلك الأعمال النادرة في تاريخ السينما في الخمسينات حين كان الأبيض والأسود أكثر تأثيراً في دفع المشاعر، تلك التي داخل الممثلين وتلك التي داخل المشاهدين، إلى التلاقي في فضاء الصالة. لذا فإن النتيجة تخص المخرج وأسلوبه في النهاية ما سيقسم المشاهدين إلى معجبين متيّمين، كالعادة أو حذرين.

إلى ذلك، فإن العنصر المثلي دائم الوجود في أفلام ألمخرج يعاود الإطلالة هنا. في الأساس كل قصص الحب في أفلام ألمودوار لا تشي بالحب الطبيعي بل تحاول أن تؤكد أنه أشبه ب”عناقات مكسورة”، كما يفصح العنوان.  

الثغرات ربما تهدد "أنذال" تارانتينو

إذ يعرض المخرج الأمريكي كونتين تارانتينو فيلمه الجديد “أنذال غير جديرين بالمجد” مع خطأ مقصود أو غير مقصود في كلمة العنوان “Basterds” في مسابقة مهرجان “كان” المقبل، فإن الكثير يُكتب عنه هذه الأيام ومن باب الاهتمام والتقدير. هو بلا ريب مخرج مختلف في تركيبته الشخصية وما ينتج عنها على الشاشة من تركيبة فنيّة، لكن ذلك لا يعني مطلقاً أنه مخرج جيّد على الدوام أو حتى في غالبية أعماله. في أفضل حالاتها هي أعمال غير متساوية وحين تزداد ثغرات أي منها فإنه من السهل على الفيلم السقوط على نحو فني مدو، لولا بالطبع أن التقدير الغربي (وبعض العربي) ناتج عن أن أسلوب تارانتينو البصري يغلب على رغبة الكثيرين تحليل أعماله بحثاً عن جوانبها غير المؤيدة لمشروع انضمامه إلى صنف “كبار المخرجين”. وبالتالي، فإن معاملته سائرة على هذا الوجه، تكشف بعض أفلامه عن أنها معاملة أعلى، عملياً، مما يستحق.

لا يستطيع المرء الحكم على “أنذال غير جديرين بالمجد” إلى حين عرضه. لكن يستطيع المرء النظر إلى سوابق المخرج، أو بعضها على الأقل، ليرى أين أصاب وأين أخطأ.

بداية من آخر ما عُرض له من أفلام، وهو “برهان موت”، سنجد أن الاهتمام الذي واكب هذا الفيلم عمد إلى الحديث الوفير عن الحوار الذي يستخدمه تارانتينو في أفلامه كما لو كان حواراً مفعماً وبالغ الدلالات. وفي العديد من أفلامه، نجد مثل هذه الحوارات. إنها بين روبرت دي نيرو وسامويل ل. جاكسون في “جاكي براون”، وبين الأخير وجون ترافولتا في “بالب فيكشن”، كما بين روزانا دوسون وروز مغووَن وفانيسا فرتيلو في “مضاد للموت”.

ومع أن الغاية المصرّح بها من الفيلم هي التماثل مع الأفلام التجارية الرخيصة التي أنتجت في السبعينات من القرن الماضي، إلا أن تلك الأفلام لم تحتو على مشاهد حوارية طويلة. ولا كان تقديم الشخصيات يستدعي فيها ذلك التمهيد الطويل. وهذا برهان على أن فترة التمهيد وطولها لا علاقة لهما بجدوى وقيمة الفيلم أياً كان. هذا الحوار بات مقصداً بحد ذاته من أوّل أفلام تارانتينو “كلاب المخزن” حيث نتابع مجموعة من اللصوص العطشى للثراء والعنف في مرحلتين: واحدة قبل سرقة المصرف، وأخرى بعدها. معظم الحوار الذي ينطلق في هاتين المرحلتين لا علاقة له بالقصّة على الإطلاق.

سيكون بالإمكان، حين نرى “أنذال غير جديرين بالمجد”، المقارنة بينه وفيلم روبرت ألدريتش المشابه في تكوينه القصصي وهو “الدزينة القذرة”. كلاهما يحكي عن مهمّة صعبة خلف خطوط العدو النازي وكلاهما يتحدّث عن منفّذين خارجين على المجتمع في عملية قد لا يعودون منها أحياء. روبرت ألدريتش أيضاً حقق أفلاماً بدت مختلفة في الخمسينات والستينات، لكن في حين أنه كان يصر على عملية سينمائية بحتة، فإن هناك اتباعاً لتقاليد في السينما جعلت من أفلامه أكثر جدارة.

الخليج الإماراتية في 10 مايو 2009

 
 

المدى " في مهرجان"كان"السينمائي الدولي:

فيلم الكارتون"إلى الأعلى"تحدٍ لزرع الأمل في زمان الأزمة الاقتصادية

عرفان رشيد/ كان

ما هي إلا ساعات وينطلق المهرجان، مهرجان"كان"السينمائي الدولي بدورته الثانية والستين.. وما يميّز هذه الدورة عن سابقاتها أنها تقام في أصعب فترة يمر بها العالم بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ولا يبدو أن العالم سيشهد بارقة النور في نهاية النفق في القريب العاجل. فبرغم التطمينات والتأكيدات بأن احتمالات النهوض من هذه"الكبوة"قائمة، فإن ما يُكتشف كل يوم من"مصائب"اقترفها المتلاعبون باستثمارات المدّخرين، يرفع سقف المخاوف ويضبّب الأفق بشكل أكبر. وآخر هذه"الاكتشافات"ما يجري الحديث عنه في هذه الساعات، أي الانهيار الذي يمكن أن يصيب عدداً من البنوك بسبب ملياردارات الدولارات المتراكمة بديون المواطنين الأمريكيين إزاء نظام البطاقات الائتمانية المصرفية والتي قُدّرت فيها ديون العائلة الأمريكية الواحدة بما يعادل ١٢-١٥ ألف دولار. وحين تنفجر حالة في الولايات المتحدة لا بد من أن تشعر أوروبا بارتداداتها.

في هذه الأجواء المضببة يقام المهرجان.  واختار المدير الفني للمهرجان تييري فريمو لحفل الافتتاح شريط التحريك"إلى الأعلى"من إخراج جون لاسيتير وإنتاج"بيكسار"الشركة الأكثر نشاطاً ضمن ديزني التاريخية. قد يكون اختيار تييري فريمو نتيجة لإعجابه الشديد بالشريط أو ربما مجرّد مصادفة، لكنها مصادفة أصدق من أي تخطيط، ذلك لأن ما يدور في الفيلم -حسب من أتيحت لهم فرصة مشاهدته- لا يختلف كثيراً ممّا يُعاش كل يوم في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية فالعالم يبدو،  في مواجهة الأزمة الحالية، مثل من كبا وفقد كل إمكانيات النهوض أو المقاومة، أو كمن استكان من دون حول أو قوة منتظراً النهاية المحتومة، أي بالضبط نقيض ما تفعله الشخصية الرئيسية في فيلم "إلى الأعلى"كارل فريدريكسن،  الذي يخطط لتحقيق حلم حياته، بالذات في اللحظة التي يعتقد الآخرون بأنه سحب مجدافيه وسلّم القارب لمجرى النهر وتياراته.

بطل من نوع جديد

منذ بضع سنوات عوّدت شركة"ديزني"، وبالذات قسمها الأكثر حيوية، أي"بيكسار"،  جمهورها على مفاجآت لا حدود لها. ومن بين المفاجآت نوعية الأبطال الذين يحتلون واجهة إنتاجاتها وهم من جميع الأشكال والأنواع. ولم تعد الشركة تكتفي بإناطة مهمة البطولة إلى الحيوانات الناطقة أو الكائنات البشرية بلحم ودم،بل أيضاً إلى لعب وروبوتات ناطقة، ووحوش، وإلى سيارات خارقة السرعة.  إلاّ أن كل هذه الشخصيات تعجز عن مواجهة أو مقاربة الطاقةالانقلابية والتميّز الذي يمتلكه"كارل فريدريكسن". لكن أين تكمن قوة كارل فريدريكسن الكاسرة للتابوهات؟

ونظراً لكونها شخصية إنسانية، فإن قوتها لا تكمن في طبيعتها، بل في واحدة من صفاتها، أي في سني عمر كارل فريدريكسن البالغ ٧٨ عاماً من العمر. إنه رجل عجوز إذاً وقد أختير لا ليؤدي دوراً ثانوياً مسانداً بل ليكون بطلاً آساسياً في واحدة من أكثر المغامرات إثارة وتشويقاً: فبعد وفاة زوجته يقرر كارل فريدريكسن تحقيق أمنية طالما حلم أن يحققها برفقة زوجته الحبيبة، أي بالطيران بمنزله إلى مكان قصي لا يبلغه أحد ولا يزاحمه فيه أي كائن. وهكذا يبدأ بربط آلاف البالونات الملوّنة والمنفوخة  بسقف بيته ويبدأ برحلة إلى الأعلى، صوب أمريكا اللاتينية عبر السماء. يهبط بعد حين في مكان غريب ومليء بالمفاجآت اسمه"بارادايس فولس"أي"مهبط الفردوس". لكن، وبرغم أنه كان يحلم أن يقوم بهذه الرحلة لوحده، فإنه يجد نفسه محاصرا بمرافق غير مرحّب به في البداية. طفل صغير في الثامنة من العمر إسمه راسّيل، بدين للغاية ودخل المنزل الطائر"كـ"متسلل غير شرعي"بالضبط مثل المهاجرين غير الشرعيين  الذين ترميهم قوارب مهربي البشر (الجدد) على بعد بضع مئات من الكيلومترات من الساحل اللازوردي.

مثال إيجابي

يسعى المثال القادم من هذا الشريط، كما هي الحال في غالب أعمال ديزني، إلى زرع القيم الإيجابية العامّة وقدر من الثقة بالنفس، وتصبح هذه الثقة  في ظروف الأزمة الاقتصادية المستفحلة والمتواصلة ضرورية مثل خافض الآلام الذي يحتاج من أصيب بجرح أليم عسير على الاندمال. صحيح أن العديد من المحللين الاقتصاديين يؤكدون أن العالم خارج لا ريب من عنق هذه الزجاجة إلاّ أن آثار الأزمة لا تزال كارثية ومخيفة ولم تُبعدها من صدر الصفحات الأولى في صحف العالم أو من مقدمة الأخبار إلاّ مخاوف الموت الناجمة عن انتشار"أنفلونزا الخنازير"في المكسيك وأرجاء من العالم. والمواطن الأمريكي أكثر حاجة من غيره إلى هذا النموذج الإيجابي وربما ستجبره تلك الحاجة على أن يجلس في صالة السينما أو أمام شاشة التلفزيون ليشاهد الفيلم الذي خُطّط لأبنائه أو أحفاده. وبرغم أن الشريط خُطّط وأنجز قبل انفجار الأزمة إلاّ أنه ينسجم مع واقع الحال بشكل كبير.

لكن، وعلى الصعيد السينمائي، ماهو الجديد الذي يملكه شريط التحريك هذا الذي يُغامر به تييري فريمو لافتتاح مهرجانه؟

هل يسعى للحصول على ما حققه في العام الماضي بشريط التحريك"فالس مع بشير"المتميّز للإسرائيلي آري فولمان والذي كان قاب قوسين أو أدنى من السعفة الذهبية، وبلغ ناصية الأوسكار ضمن الترشيحات الخمس؟

هل يسعى للحصول على الوهج الإعلامي (والسياسي) عندما عرض ضمن مسابقة مهرجانه في عام ٢٠٠٥ شريط مايكل مور المثير للجدل "فهرنهايت ٩-١١" والذي زاد وهجاً بقرار لجنة التحكيم الدولية برئاسة الأمريكي كينتين تارانتينو منحه السعفة الذهبية رغم كونه فيلماً وثائقياً "مُمثّلاً ومبنيّاً" في غالب مشاهده؟

ربما كان فريمو يسعى لكل ذلك أو ربما أراد أن يكون مهرجانه أن يكون صاحب القول النهائي بعودة سينما التحريك إلى كنف المهرجانات الكبيرة بأهلية وبحقوق المواطنة الكاملة بعد أن كانت أبعدت عن البرامج الرسمية للمهرجانات الكبرى وعن مسابقاتها لسنين طويلة. وعلى أية حال لا ينبغي البحث عن مبررات منح صولجان الافتتاح لـ"إلى الأعلى"دون الأخذ في الاعتبار الضغط والإنفاق الإعلامي والإعلاني الذي تمارسه ديزني للترويج  عن إنتاجها هذا، وكانت كافية لنا جولة سريعة في شارع"الكروازيت"وقرب قصر المهرجان قبل ثلاثة أيام من الافتتاح لنلمس لمس اليد مقدار الاستثمار الإعلاني الذي أنفقته ديزي وبيكسار للدفع بشريطهما دون أن تستكينا إلى ما سيحققة عرض الفيلم في ليلة افتتاح مهرجان"كان"من عوائد إعلامية في إرجاء المعمورة. ليس بأمكان العابر في هذا الشارع ألاّ يستدير برأسه لمشاهدة بوسترات الفيلم العملاقة وهي تزيّن واجهة فندق"كارلتون"أحد أهم مقرّات المهرجان والواقع في منتصف الطريق الذي سيمّر به آلاف الصحفيين والنقاد وزوّار المهرجان.

يقول بيت دوكتير عن الفيلم "إنه يروي عن منزل طائر مثل المنطاد. منزل كان يسكنه رجل عجوز غريب الأطوار شيئاً ما وخفيف الظل ومُغرّباً عن العالم المحيط به، بالضبط كما هي الحال لشخصية "غراند تورينو" التي أداها كلنت إيستوود. كان العجوز كارل يعمل، قبل إحالته الى التقاعد، بائعاً للبالونات وعندما تموت زوجته يُقلع عن كل شيء ويربط آلاف البالونات بسقف منزله ويطير في الهواء متجهاً إلى مكان غريب في أمريكا الجنوبية لطالما حلم به وبرحلة يقوم إليها برفقة زوجته. وبالفعل يطير المنزل لكن على كارل أن يواجه مفاجأة غير مُنتظرة إذ يجد نفسه مٌرافقاً بالصبي راسّيل الذي كان يلعب في حديقة المنزل لحظة إنطلاق المبنى نحو الأعالي.

لكن هل الجمع ما بين هذين الجيلين، جيل الأجداد والأحفاد عملياً، محاولة من ديزني لتوسيع قاعدة المشاهدين عمرياً ؟ هل تحاول ديزني أن تغمز لملايين المتقاعدين الذين يُقضّون جل أيامهم أمام شاشات التلفزيون ويزيد عددهم كل عام بالآلاف؟ مخرج الفيلم جون  لاسيتير يعتبر عمله"بالضبط مثل أفلامنا السابقة، موجّه لجميع المراحل العمرية وليس إلى الأطفال فحسب. نحن نعتقد أن لا وجود لمتعة أعذب من فيلم تحريك مُنجز بشكل جيّد، وهو ما نسعى لتحقيقه بأعمالنا. ما أتمنّاه هو أن يستوعب جمهور مهرجان"كان"الفيلم". وإذا علمنا أن جمهور المهرجان مكوّن من النقاد والصحفيين والاختصاصيين فإن هذا الرجاء يحوي، ضمنياً، مخاوف من ردة فعل النقد واستقباله الفاتر للفيلم. إلاّ أن لاسيتير لا يُظهر ذلك القلق ويحاول مواجهته بحالة من النشوة الممزوجة بالفرح والإضطراب في آن لكونه سيحضر بفيلمه آهم مهرجان سينمائي في الدنيا، والأهم من هذا كله أن فيلمه سيفتح هذا المهرجان. يقول لاسيتير"لقد شاهدت البساط الأحمر في"كان" على شاشة التلفزيون فقط ولم أحضر المهرجان أبداً، لكن عليّ أن أقول أن هذه السنة بالنسبة لنا سنة إستثنائية بحق، فمن كان يتوقع حقاً أن يحقق فريق صغير مهووس بالتحريك من"نورث كارولاينا"كل هذا النجاح؟ ومع ذلك فقد حدث كل هذا.

المدى العراقية في 11 مايو 2009

####

سيني تشيتا

موجة سينمائية تونسية تجتاح مهرجان كان

عشرات الافلام التونسية الطويلة والقصيرة من الانتاجات الحديثة والقديمة تعرض ضمن القرية العالمية للافلام.

تونس - تعرض ابتداء من الاربعاء فى مهرجان كان السينمائي الدولي عشرات الافلام التونسية الطويلة والقصيرة من الانتاجات الحديثة والقديمة ضمن "القرية العالمية للافلام" وفق ما اعلن لطفي لعيوني المنسق العام للتظاهرة الاثنين.

وتشهد "ايام تونس" على مدى عشرة ايام عرضين لفيلمين روائيين طويلين "سيني تشيتا" لابراهيم لطيف و"ثلاثون" لفاضل الجزيري و"تحيا كارطاغو 2" لحبيب عطية.

ويروي الفيلم الاول باسلوب ساخر تهكمي قصة ثلاثة شبان ياملون في انتاج فيلم سينمائي رغم معارضة لجنة الدعم في وزارة الثقافة.وقد حاز جائزة الجمهور في ايام السينما الاوروبية في كانون/ديسمبر الماضي.

ويقدم الفيلم الثاني قراءة ذاتية لفترة من تاريخ تونس شهدت تحولات كثيرة بالاعتماد على تفاصيل يومية لحياة شخصيات سياسية وثقافية كان لها دور في النضال من اجل استقلال تونس وبناء الدولة الحديثة لا سيما الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

اما الفيلم الكارتوني "تحيا كارطاغو 2" فيواصل في جزئه الثاني رواية تاريخ قرطاج التي تاسست على يدي عليسة (اليسار) سنة 814 قبل الميلاد وحتى سقوطها من خلال طاقم السفينة الفينيقية "كارطاغو" المكون من الطفل الفضولي "سديك" والشاب الباسل المقاتل "كوثار" والمحارب البربري "سيد" والشيخ "سيفور" روح الطاقم والصوت المرشد والفتاة "غادا" التى تشكل "الضمير الاجتماعي" للمجموعة.

والفيلم من انتاج مشترك فرنسي تونسي جزائري مغربي لبناني وسوري الى جانب مساهمة مؤسسة "اوروميدياتون" التابعة للبرنامج الاورومتوسطي السمعي البصري الذى يشرف عليه الاتحاد الاوروبي.

ومن بين الافلام القصيرة المشاركة "مشروع" لمحمد علي النهدي الذي يتطرق لقضايا متنوعة سياسية واجتماعية وثقافية من خلال يوميات شاب عاطل يعيش الفقر والتمزق الاسري داخل حي شعبي بالعاصمة التونسية ما يجعل منه منحرفاً.

وشارك هذا الفيلم وهو باكورة الاعمال السينمائية لهذا المخرج الشاب في عشرين مهرجاناً عالمياً ونال 24 جائزة في اقل من سنة.

وفى اعقاب العروض السينمائية تنظم لقاءات مع السينمائيين والمهنيين التونسيين حول "السينما التونسية".

كما ستقام لقاءات مع منتجين ومخرجين عرب واجانب بهدف تحفيزهم على تصوير افلامهم في تونس حسبما اضاف عيوني.

وانشأ المنتج العالمي التونسي طارق بن عمار اول مركز سينمائي يحتوى على تقنيات عالية في قمرت في الضاحية الشمالية للتونس واستوديوهات ضخمة في منتج منطقة الحمامات على بعد 60 كيلومتراً جنوب العاصمة يطمح من خلالها الى جعل تونس قاعدة للانتاج السينمائي على المستوى العالمي واعطاء دفع جديد للانتاج الفيلم الاجنبي والعربي والافريقي في تونس.

ميدل إيست أنلاين في 11 مايو 2009

 
 

Cannes 09 عودة العمالقة

كان ــــ عثمان تزغارت

كين لوتش، لارس فون تراير، جين كامبيون، مايكل هانيكي، كوبولا، تارنتينو، ألان رينيه، ألمودوفار... لم يسبق أن اجتمع هذا العدد من المخرجين البارزين في دورة واحدة من أي مهرجان سينمائي. «كان» بخير رغم الأزمة العالميّة. أما المشاركة العربيّة (الرسميّة) فتقتصر على الفلسطيني إيليا سليمان

الذين تنبّأوا بأنّ الأزمة الاقتصادية العالمية ستلقي بظلالها على الدورة الـ62 من «مهرجان كان السينمائي» التي ستفتتح غداً بفيلم UP الثلاثي الأبعاد (إنتاج استوديو «بيكسار ـــ ديزني») من إخراج الأميركي بيت دوكتر، وتستمر حتى 24 الحالي، يجب عليهم مراجعة حساباتهم. صحيح أنّ العدد الإجمالي للأفلام التي رُشِّحت للمهرجان تراجع بنحو 122 مقارنة بالمعدّلات المعتادة. وصحيح أنّ بعض الجوانب الاحتفالية التي تُمَوَّل برعاية الماركات التجارية الشهيرة، ستواجه هذه السنة انتكاسة، بعد إلغاء معظم ميزانياتها الإعلانية. إلا أنّ المهرجان حافظ على نوعية الأفلام المشاركة، إذ مثّلت البرمجة الرسمية مفاجأة سارة لمحبّي الفن السابع. الأعمال المشاركة في السباق على «السعفة الذهبية»، أو في التظاهرات الموازية، تحمل توقيع كوكبة من أكبر صنّاع السينما (52 فيلماً من 120 دولة في التشكيلة الرسمية).

لم يسبق أن اجتمع في المهرجان الفرنسي العريق، هذا العدد من سينمائيي الصف الأول في العالم. تستقطب الكروازيت حالياً خمسة مخرجين ينتمون إلى النادي الضيّق للفائزين سابقاً بـ«السعفة الذهبية». بل إنّ أحدهم ـــــ فرانسيس فورد كوبولا ـــــ ينتمي إلى دائرة أضيق تضمّ خمسة أعضاء فقط نالوا «السعفة الذهبية» مرتين. صاحب «العرّاب» يعود ليفتتح تظاهرة «أسبوعي المخرجين» بجديده Tetro (راجع البرواز).

وتعود النيوزيلندية جين كامبيون التي أحرزت «سعفة ذهبية» (البيانو ــــ 1993)، لتدخل المسابقة بفيلمها «النجمة الساطعة». الدنماركي لارس فون تراير («السعفة الذهبية 2006» عن «الراقصة في الظلام»)، يحاول بدوره انتزاع سعفة ثانية بجديده Antichrist. والرهان ذاته يرفعه كوينتن تارنتينو («السعفة الذهبية 1994» عن Pulp Fiction) الذي يدخل المسابقة بـ«السفلة المجهولون». بينما يعود البريطاني كين لوتش («السعفة الذهبية 2006» عن «الرياح التي تهزّ حقول الشعير») بـ«البحث عن إيريك» الذي يحمل المنحى الاجتماعي والنبرة النضالية اليسارية ذاتها.

ونجد في المسابقة الرسمية كبار رموز «سينما المؤلف» ممن لم ينالوا «السعفة الذهبية»، لكنّ المهرجان منحهم جوائز أخرى بارزة. في مقدمة هؤلاء الإسباني بيدرو ألمودوفار الذي سيعود إلى المسابقة بفيلمه «العناق الكسير». بينما سيشارك النمساوي مايكل هانيكي بـ«المنديل الأبيض»، وسيشكّل الصيني أنغ لي إحدى محطات المهرجان بفيلم «عن وودستوك». أما الفرنسي غاسبار نويي الذي أثار عمله «بلا رجعة» جدلاً في «كان 2002» (تضمّن مشهد اغتصاب عنيف للنجمة مونيكا بيللوتشي)، فسيعود بـ«الصمت المفاجئ»، بينما يشارك الكوري بارك تشان ووك مجدداً بفيلمه «العطش».

وتضم البرمجة الرسمية فئة ثالثة تتمثل في سينمائيين كانوا ــــ في الماضي القريب ــــ من اكتشافات المهرجان. الفيليبيني بريانتي ماندوزا الذي قدّمته تظاهرة «أسبوعي المخرجين» سنة 2007 عبر فيلم John John، ثم أبهر الكروازيت برائعته Serbis، يحمل إلينا فيلمه Kinatay. الصيني لو ــــ يي الذي أطلقه المهرجان عبر «الفراشة الأرجوانية» (2003) ثم «شباب صيني» يشارك هذه السنة، بشريط صُوّر سراً وهُرِّب خارج البلاد من دون موافقة السلطات، تحت عنوان «حمى الربيع».

الفرنسي جاك أوديار الذي اكتشف المهرجان رائعتيه «على شفتيَّ» (2001) و«عن النبض توقف قلبي» (2005)، سيدخل المسابقة لأول مرة بجديده «نبي». أما مواطنه زافييه جيانولي الذي اكتشفته الكروازيت عام 2005 في «حين كنتُ مغنّياً»، فإنه يقفز هذه السنة إلى مصاف الكبار. إذ سيكون جديده «في الأصل» أحد أربعة أفلام فرنسية تخوض السباق إلى «السعفة الذهبية». والفلسطيني إيليا سليمان الذي انتزع الجائزة الكبرى سنة 2002، عن «يد إلهية»، سيقدّم «الوقت المتبقي» الذي سيكون العمل العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية (راجع الصفحة المقابلة). أما جوني تو فيسجّل حضوره في المسابقة بـ«انتقام» الذي يؤدي بطولته المغنّي الفرنسي جوني هاليدي.

هناك أيضاً سينمائيتان يتوقّع أن تحدثا المفاجأة في «كان»، وكلتاهما داخل المسابقة، ما يعطيها حضوراً نسائياً مميزاً. إضافة إلى جين كامبيون، هناك الإسبانية إيزابيل كواكسيت التي باتت تُوصف بأنّها «المعادل النسوي لألمودوفار» تدخل السباق إلى الجوائز بجديدها «خارطة لضوضاء طوكيو». والسينمائية الأخرى في المسابقة، هي البريطانية أندريا أرنولد التي يحمل شريطها عنوان «حوض السمك».

أما المفاجأة الأكبر التي تضمنتها تشكيلة «كان»، فتتمثل في عودة سينمائيين مخضرمين سينافسان على «السعفة الذهبية» بعد غياب ثلث قرن. صاحب «هيروشيما حبّي» الفرنسي ألان رينيه الذي غاب منذ 1968، يعود ليقدّم جديده «الأعشاب البريّة». أما الإيطالي ماركو بيلّوكيو الذي افتقده المهرجان منذ الستينيات، فسيعود بـ«النصر» الذي يواصل فيه مساءلة التاريخ الإيطالي المعاصر ويصوّر جوانب خفية من حياة الزعيم الفاشستي موسوليني.

www.festival-cannes.com

####

كوبولا... الأميركي الهارب من الجحيم

تستعد الكروازيت لاستقبال زائر من نوع خاص، هو السينمائي الكبير فرانسيس فورد كوبولا الذي يعد أحد خمسة سينمائيين فقط نالوا «السعفة الذهبية» مرتين. كوبولا نال «السعفة» لأوّل مرة عام 1974، عن «محادثة سرية»، ثم عاد وخطفها ثانية في 1979، برائعته Apocalypse Now. وبعد مرور 30 سنة، ها هو يعود هذه السنة بـ«ملحمة بيوغرافية» تحمل عنوان Tetro، ستُعرض خارج المسابقة، في افتتاح تظاهرة «أسبوعي المخرجين». كوبولا قد انقطع عن السينما 10 سنوات ولم يقدّم جديداً منذ «صانع المطر» (1997). واعتقد كثيرون أنّ الشعلة التي كانت تحرّك صاحب «العرّاب» انطفأت وأنه قرّر اعتزال الإخراج السينمائي نهائياً، ليتفرغ لمهنته الأخرى.. صناعة النبيذ!

أسهم في تكريس ذلك الانطباع بأنّ كوبولا صرّح بعد انتهائه عام 1990 من إخراج الجزء الثالث من سلسلة «العرّاب»، بأنه قرّر اعتزال السينما في السنة ذاتها التي يموت فيها بطله، مايكل كورليوني، في «العرّاب» أي سنة 1997!

لكن للقصة وجهاً آخر لا صلة له بالاعتزال الفني الطوعي. كوبولا، الذي كان يلُقّب في هوليوود السبعينيات بـ«نابليون السينما» يشتهر بمزاج ناري وطموح فني بلا حدود وأنا منتفخة تقارب جنون العظمة، ما جعله ـــــ على غرار بونابرت ـــــ يتقلب دوماً بين الانتصارات العظيمة والسقطات المدوّية. حتى إنّ بعض النقاد بدأوا يتساءلون مطلع الثمانينيات، بعد الفشل المريع الذي مُني به آخر أفلامه الكبيرة «ضربة قلب» (1982): هل يجدر تشبيه كوبولا بنابليون أم بـ«نيرون السينما»؟

لكن كوبولا أحدث المفاجأة عام 2007، إذ حقّق فيلماً ناجحاً بعنوان «رجل بلا عمر» صوّره في سرّية تامة، وموّله من عائدات النبيذ الذي يحمل اسمه. وما إن نجح ذلك الفيلم، حتى عاد «جنون العظمة» ليراود كوبولا. هكذا، أعلن أنّه سيصوّر فيلماً ملحمياً ضخماً ذا بعد بيوغرافي، يختتم به مساره السينمائي، ويروي المسار الفني لعائلته على مدى ثلاثة أجيال. إذ من المعروف أنّ والده، كارمين كوبولا، كان عازف ناي شهيراً في الأوركسترا السيمفونية في نيويورك، وشقيقته، تاليا شير، كانت ممثلة بارزة في السبعينيات وابنها هو النجم المعروف نيكولاس كيدج. أمّا ابنا كوبولا صوفيا ورومان، فقد أصبحا اليوم مخرجين بارزين. إذ قدّمت صوفيا ثلاثة أفلام مميزة، هي Virgin suicides وLost in translation و«ماري أنطوانيت». بينما قدّم رومان باكورة واعدة بعنوان CQ.

والسؤال الذي يؤرق محبي كوبولا، عشية عرض عمله الجديد في «كان»، هو الآتي: هل يحقق صاحب «صانع المطر» هنا رائعة يختتم بها مساره الفني الخصب؟ أم هل يزج بنفسه مرة أخرى في سقطة مدوّية تثبت صحة «اللعنة النيرونية» التي تطارده منذ بداياته؟

####

إيليا سليمان يمثّل العرب في المسابقة فيلم فلسطيني من دون «ضرّة» إسرائيلية!

عثمان تزغارت

وحده فيلم السينمائي الفلسطيني دخل المسابقة الرسمية. فيما يقتصر الحضور العربي على التظاهرات الموازية، أو على عضويّة في لجان التحكيم

بين ثلاثة أفلام دار الحديث عنها خلال الاختيارات الأوّلية، سيكون «الوقت المتبقّي» للفلسطيني إيليا سليمان، العمل العربي اليتيم المشارك في المسابقة الرسمية... بعدما استُبعد «الحراقة» للجزائري مرزاق علواش الذي لم يُستكمل بعد و«إبراهيم الأبيض» للمصري مروان حامد الذي سيقتصر حضوره على... «سوق الفيلم».

ولن يكون حظّ السينما العربية أوفر في التظاهرات الموازية. إذ لا يوجد فيلم عربي على برنامج «نظرة ما»، فيما يحتضن «أسبوع النقاد» عملاً واحداً هو «وداعاً غاري» سيدخل المنافسة على جائزة «الكاميرا الذهبية»، كونه الأول لمخرجه الجزائري نسيم عماوش. أما تظاهرة «أسبوعي المخرجين»، فتضم «يا للحسْن»، سينافس على «الكاميرا الذهبية» لأنّه الأوّل للسوري رياض سطوف. وهناك أيضاً في التظاهرة ذاتها، فيلم فلسطيني ـــــ إسرائيلي مشترك بعنوان «عجمي» من إخراج يارون شاني وإسكندر قبطي، الأوّل سينمائي إسرائيلي تقدمي، والثاني تشكيلي وسينمائي فلسطيني من الأراضي المحتلّة عام 1948.

ها هو إيليا سليمان يعود إلى «كان» من بابه العريض إذاً مع «الوقت المتبقي». ولعلّها المرّة الأولى في تاريخ المهرجان التي يُقبل فيلم فلسطيني في المسابقة الرسميّة، من دون أن يبرمج في المقابل فيلم إسرائيلي، ضمن لعبة توازنات تغلب فيها الحسابات السياسية. هكذا كانت أعمال ميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وإيليا سليمان تتجاور مع أفلام سينمائيين إسرائيليين أمثال عاموس غيتاي أو آفي مغربي. وفي 2004، وصل الأمر ببعض أعضاء لجنة التحكيم إلى المطالبة بمنح «سعفة ذهبية» مشتركة إلى عاموس غيتاي (كيدما) وإيليا سليمان (يد إلهية)، كنوع من «التأييد الرمزي لمسار السلام الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي»! لكن تلك الفكرة أُلغيت بعدما تبيّن أنّ «كيدما» لم يكن أفضل أفلام غيتاي ولا أكثرها تمسكاً بقيم السلام، ما وضع لجنة التحكيم في موقف حرج جعلها تحجب السعفة الموعودة عن «يد إلهية» وتكتفي بمنحه «الجائزة الكبرى»!

فيلم إيليا سليمان الذي توقف بعض الإعلام العربي عند كونه لا يشارك باسم فلسطين، بل تحت راية فرنسا ـــــ بلجيكا ـــــ بريطانيا ـــــ المملكة المتحدة (حسب الموقع الرسمي للمهرجان)، هو عمل بيوغرافي يروي وقائع 60 سنة من الشتات الفلسطيني عبر يوميات ومذكرات ثلاثة أجيال لعائلة من أراضي 48. أما الحضور الإسرائيلي، فيقتصر على تظاهرة «نظرة ما»، ويتمثّل بمخرجة تقدّمية هي كارين ييدايا التي ستقدّم «يافا». وكانت ييدايا قد أطلقت صرخة شهيرة على خشبة «كان»، حين تسلّمت جائزة «الكاميرا الذهبية» عن «أور» عام 2004. إذ قالت: «متى ستفهمون، أنتم الغربيون، أنّ أفضل خدمة تقدّموها لنا نحن الإسرائيليين هي منعنا من مواصلة الاحتلال؟». ويقول المفوّض العام للمهرجان، تيري فريمون لـ«الأخبار»: «قرار إدراج فيلم إيليا سليمان في المسابقة، فيما اقتصرت مشاركة كارين ييدايا على التشكيلة الرسمية إنما خارج المسابقة، دليل على أننا لم نغلّب الاعتبارات السياسية، بل تعاملنا مع الفيلمين انطلاقاً من قيمتهما الفنية».

فلسطين ستكون حاضرة أيضاً عبر فيلم قصير للأردنية ديما حمدان: «غزة ـــــ لندن» يروي قصة شاب فلسطيني مقيم في لندن يحاول التواصل مع أهله في غزة خلال العدوان الأخير. وسيُعرض ضمن تظاهرة Short Film Corner.

وسيكون للسينمائيين العرب حضور من نوع آخر عبر اختيار اثنين لعضويّة لجان التحكيم. التونسي فريد بوغدير الذي قدّم هنا أوّل أفلامه الروائية «حلفاوين، عصفور السطح» (1990)، يعود إلى الكروازيت عضواً في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة. أما الممثل والمخرج المغربي رشدي زام الذي أحرز جائزة أفضل ممثل، مناصفةً مع رفاقه في «بلديون» لرشيد بوشارب (2006)، فسيرأس لجنة تحكيم مسابقة «الكاميرا الذهبية» التي تكافئ الأعمال الأولى المعروضة في «نظرة ما» أو «أسبوعي المخرجين»...

####

بريد باريس رأفة بالضواحي!

عثمان تزغارت

في الدورة الماضية من «مهرجان كان»، أحدث لوران كانتيه المفاجأة. إذ أحرز «السعفة الذهبية» بفيلمه «بين الجدران» واضعاً حدّاً لغياب فرنسي طويل منذ فوز موريس بيالا بالجائزة الكبرى عن «تحت شمس الشيطان» عام 1987. وما زاد من وقع المفاجأة أنّ «بين الجدران» أُلحق بالمسابقة متأخراً، ولم يكن أحد يتوقع أن يكون له شأن في جوائز دورة غلب عليها الهمّ السياسي، فيما عملُ لوران كانتيه حميميّ يروي قصة إنسانية مؤثرة لمدرّس يحاول إخراج مجموعة طلاّب في ثانويّة في إحدى ضواحي باريس من براثن الانحراف وإغراءات الشارع، عبر زرع حبّ القراءة والأدب في أنفسهم. الفيلم مستوحى من كتاب بيوغرافي لمدرّس لغة فرنسية، يدعى فرانسوا بيغودو، طلب منه كانتيه أن يؤدي دوره بنفسه في الفيلم. بينما أُسندت الأدوار الأخرى إلى ممثلين غير محترفين اختيروا من بين طلاب تكميلية في أحد أحياء باريس الشعبية. لم تكن تيمة الفيلم جديدة، لكن المنحى التجريبي الذي سلكه كانتيه، معتمداً على الارتجال والعفوية، أبهر لجنة تحكيم «كان 2008» برئاسة شين بن، فمنحته «السعفة الذهبية» بالإجماع. ونجح الشريط لاحقاً في استقطاب 3 ملايين مشاهد في فرنسا، وهو رقم قياسي لفيلم غير كوميدي.

لكنّ الحفاوة النقدية التي حظي بها لم تحصّنه من الانتقادات، إذ نظمت بعض نقابات المعلمين تظاهرات احتجاجية لدى طرحه في الصالات الفرنسية، الخريف الماضي، بحجة أنّ نبرة العمل المغالية في التفاؤل لا تعكس حقيقة الأوضاع المتأزمة في مدارس أحياء الضواحي! ثم عاد الجدل أخيراً مع تسويق «بين الجدران» على dvd، وتزامنه مع نزول فيلم جان بول ليلينفيلد «عيد التنورة» إلى الصالات. وقد حاول بعضهم المقارنة بين الفيلمين، لأنهما يعكسان نظرتين متضادتين لواقع المدارس في أحياء الضواحي الفرنسية. في مقابل ما تضمّنه «بين الجدران» من نظرة مغالية في التفاؤل، وجد فيها بعض النقاد الفرنسيين «لمسة ساركوزية»، رأى آخرون أنّ الخطاب السوداوي المتشائم الذي غلب على «عيد التنورة» يصبّ الماء في طاحونة اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين، إذ يفترض سلفاً أن كل أبناء الضواحي «متخلفون» وخارجون حكماً عن القانون! وفي كلتا الحالتين، اتسمت الانتقادات بالتعميم والتجني. إذ نسي الجميع أن الأمر يتعلق بعملين سينمائيين يعكسان تجارب فنية ذاتية. لا يدعي أيّ منهما التحدّث باسم أحياء الضواحي أو امتلاك الحقيقة المطلقة حول ما يحدث في تلك الأحياء.

الأخبار اللبنانية في 12 مايو 2009

 
 

رفض كوبولا عرض فيلمه خارج المسابقة ففاز به برنامج المخرجين

بقلم   سمير فريد

بدأ برنامج مهرجان كان من قسمين داخل المسابقة وخارج المسابقة، ولكن من ٤٨ سنة أضافت نقابة نقاد السينما فى فرنسا «أسبوع انتقاد» ليعرض ٧ أفلام لمخرجين جدد فى أفلامهم الطويلة الأولى أو الثانية لفتح نافذة جديدة للمخرجين الجدد، ومن ٤١ سنة أضافت نقابة المخرجين نافذة أخرى هى «نصف شهر المخرجين» بعيدًا عن الاختيارات «الرسمية» للمهرجان، ولمواجهة برنامج المخرجين أضاف المهرجان برنامج «نظرة خاصة» إلى جانب برنامج المسابقة وبرنامج خارج المسابقة.

«أسبوع انتقاد» هذا العام يضيف إلى أفلام المهرجان الطويلة أربعة أفلام تمثل دولاً - ثقافات - غير ممثلة فى المهرجان من صربيا وشيلى وأورجواى والعراق التى يعرض باسمها «الهمس مع الريح» إخراج شاهرام العيدى، وهو كردى ولد وتعلم فى طهران، أما «نصف شهر المخرجين» فيعرض ٢٥ فيلمًا من ١٥ دولة، ويضيف إلى الأفلام الطويلة فى المهرجان وأسبوع انتقاد ٦ أفلام من النمسا وبلغاريا وماليزيا وسنغافورة والمكسيك والأرجنتين،

وهذه هى الدورة الأخيرة لمدير البرنامج أوليفر بيرى بعد ٦ سنوات، إذ أصبح مديرًا لمهرجان لوكارنو فى سويسرا، الذى يعقد دورته الـ ٦١ هذا العام، مثل «كان» تمامًا، وفى ٢٩ أبريل أعلنت نقابة المخرجين أن المدير الجديد للبرنامج هو فردريك بوير.

فى «نصف شهر المخرجين» ٢٥ فيلمًا، ٦ من فرنسا، و٤ من الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها فيلم المخرجة الفلسطينية شيرين دعبس «أميركا»، والذى عرض فى مهرجان صاندانس فى يناير، وفى مهرجان برلين فى فبراير، و٣ أفلام من كندا، و١٢ فيلمًا من الدول الست المذكورة إلى جانب بلجيكا والبرتغال والصين وكوريا الجنوبية وإسرائيل وشيلى،

ومن بين المخرجين المشتركين اثنان سبق اشتراكهما فى مسابقة مهرجان كان، هما الكورى الجنوبى هونج سانج سو الذى اشترك عامى ٢٠٠٤ و٢٠٠٥، والبرتغالى بيدرو كوستا الذى اشترك عام ٢٠٠٦ وبوجود فيلم إسرائيلى رابع فى هذا البرنامج، الذى يعرض فى الختام وعنوانه «عجمى» لمخرجين أحدهما الفلسطينى اسكندر كوبتى والثانى الإسرائيلى يورام شانى، ويتسابق على جائزة الكاميرا الذهبية كفيلم أول.

 يكون لإسرائيل أربعة أفلام فى المهرجان وفى هذا البرنامج الموازى، وهو أكبر عدد من الأفلام من دولة واحدة فى كل المهرجان بعد فرنسا وأمريكا.

وفى افتتاح البرنامج يعرض الفيلم الأرجنتينى «تيترو» لفنان السينما الأمريكى العالمى الكبير فرانسيس فورد كوبولا، والذى طلب مدير مهرجان «كان» عرضه خارج المسابقة، ولكن كوبولا طلب عرضه فى المسابقة أو عدم عرضه، ففاز به «نصف شهر المخرجين»،

ومن الجدير بالذكر أن كوبولا كان أول مخرج فاز بالسعفة الذهبية مرتين عام ١٩٧٤ عن «المحادثة» وعام ١٩٧٩ عن «سفر الرؤيا الآن»، وحتى الآن لم يفز بها مرتين سواه وبيل أوجست وأميركو ستوريتشت، ويبدو أنه كان يريد أن يفوز بها للمرة الثالثة،

وكان التقليد قبل عام ١٩٧٩ عدم اشتراك من يفوز بالسعفة فى المسابقة، ولكنه اشترط المسابقة وقال إنه لا يفهم معنى «خارج» المسابقة، وبالفعل فاز للمرة الثانية، وأنهى هذا التقليد.

المصري اليوم في 12 مايو 2009

####

السينما الأمريكية فى افتتاح «كان» وخارج المسابقة وفى «نظرة خاصة»

بقلم   سمير فريد

تركت السينما الأمريكية مسابقة مهرجان كان، حيث لا يعرض غير فيلمين من ٢٠ فيلماً، ربما لأول مرة فى تاريخ المهرجان، ولكن القائمين على السينما الأمريكية أكثر مهارة من أن يتركوا أكبر مهرجان دولى للسينما فى العالم، والقائمين على المهرجان أكثر مهارة من أن يتركوا أقوى سينما فى العالم.

ولذلك فالعدد الأكبر من الأفلام من دولة واحدة بين الأفلام الـ٦١ الطويلة يأتى من فرنسا (١٩ فيلماً)، وهذا منطقى فى مهرجان فرنسا الأشهر، يليه مباشرة عدد الأفلام الأمريكية (٦).

فى الافتتاح بعد غد يعرض فيلم التحريك الأمريكى «نحو الأعالى» إخراج بيتر دوكتير وبوب بيترسون، ليصبح أول فيلم تحريك يفتتح المهرجان فى كل تاريخه، ويعرض خارج المسابقة مع فيلمين أمريكيين آخرين، كما يعرض فى برنامج «نظرة خاصة» فيلم أمريكى سادس.

خارج المسابقة ١٨ فيلماً، ٩ من فرنسا، منها فيلم الختام «شانيل وسترافينسكى» إخراج جان كونين، والأفلام الأمريكية الثلاثة المذكورة، و٦ أفلام من إسبانيا والصين والفلبين وإسرائيل وبلجيكا وكندا، وكلها من دول تشترك فى المسابقة ما عدا الدولتين الأخيرتين، ومنها أفلام لمخرجين كبار مثل البريطانى تيرى جيليام، والإسبانى اليخاندرو أمينابار، والمالى سليمان سيسى، وهو الوحيد من مخرجى خارج المسابقة، الذى سبق أن فاز بجائزة لجنة التحكيم عام ١٩٨٧ عن فيلمه «الضوء».

واللافت عرض فيلم سيسى الجديد «قل لى من أنت» خارج المسابقة، وهو إنتاج فرنسى مالى مشترك، وكان من شأن عرضه فى المسابقة وجود السينما الأفريقية فيها ولو باسم فرنسا.

واللافت أيضاً اشتراك إسرائيل لأول مرة داخل وخارج المسابقة، وفى برنامج «نظرة خاصة». ففى المسابقة «الزمن الذى يبقى» إخراج الفلسطينى إيليا سليمان، وخارج المسابقة «يافا» إخراج الإسرائيلية كارين يدايا، وفى «نظرة خاصة» الفيلم الطويل الأول لمخرجه الإسرائيلى حاييم تاباكمان وعنوانه «عيون مفتوحة دائماً»، وهو عنوان يعارض عنوان فيلم كيوبريك «عيون مغلقة بإحكام».

فى «نظرة خاصة» ٢٠ فيلماً ٣ من فرنسا منها «إيرين» أحدث أفلام فنان السينما آلان كافالييه، و٢ من روسيا منها أحدث أفلام فنان السينما الروسى بافل لونجينى «قيصر»، و٢ من رومانيا «حكايات من العصر الذهبى»، الذى يشترك فى إخراجه ٥ من صناع السينما الرومانية الجديدة منهم كرستيان مونجيو، الذى فاز بالسعفة الذهبية، و«بوليس، صفة» إخراج كورنيليو بورومبيو، وهو من أعلام هذه السينما أيضاً، وأحدث أفلام فنان السينما التايلاندى بن - إيك راتانا روانج «حورية البحر»، والفيلم الإيرانى «لا أحد يعرف القطط الفارسية» أحدث أفلام فنان السينما الكردى باهمان جودباى، والذى يعرض فى افتتاح البرنامج.

أضاف برنامج خارج المسابقة فيلمين من بلجيكا وكندا إلى الدول الـ١٢، التى تعرض منها أفلام المسابقة، وأضاف «نظرة خاصة» ١٢ فيلماً من ١٠ دول ٢ من روسيا و٢ من رومانيا، وفيلماً من كل من اليونان وهولندا والبرتغال واليابان وإيران وتايلاند والبرازيل وكولومبيا، فأصبحت أفلام المهرجان الطويلة من ٢٤ دولة من كل قارات العالم.

المصري اليوم في 11 مايو 2009

####

افتتاح مهرجان «كان» الأربعاء وسط التوتر من الأزمة والوباء

بقلم   سمير فريد

بعد إعلان الأفلام الطويلة المشتركة فى مسابقة مهرجان كان الـ٦٢ «١٣-٢٤ مايو» يوم ٢٣ أبريل «انظر (صوت وصورة) يوم ٢٦ أبريل»، توالى إعلان أفلام الأقسام الأخرى فى برنامج المهرجان، ثم أفلام البرنامجين الموازيين «أسبوع النقاد الـ٤٨، ونصف شهر المخرجين الـ٤١»، وسط التوتر من انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على المهرجان، ثم انعكاسات التهديد بوباء الأنفلونزا الجديد.

وقد سُئل مدير المهرجان تيرى فيرمو فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب إعلان الأفلام الطويلة فى المسابقة عن مدى تأثير الأزمة العالمية، فقال إنها ربما تؤثر على الفنادق ولكن ليس لها تأثير على ميزانية المهرجان، وأن البعض سوف يحضر أياماً أقل، وقال فيرمو إنه اختار الـ٥٤ فيلماً طويلاً التى تعرض فى المسابقة «٢٠» وخارج المسابقة «١٤» وفى نظرة خاصة «٢٠» من بين ١٦٧٠ فيلماً من ١٢٠ دولة تقدمت إلى المهرجان.

وكما هى عادة المهرجان فى السنوات الأخيرة لا يوضح فى مطبوعاته مصادر الأفلام الطويلة، أى دول منشأ شركات الإنتاج، بينما يوضح مصادر أفلام مسابقتى الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة، وهو خطأ علمى ينفرد به مهرجان كان، وقد اعتمدنا فى نشر جنسيات الأفلام يوم ٢٦ أبريل على موقع جريدة «فارايتى» اليومية الأمريكية الدولية.

ومن هذا الموقع ندرك أن الـ٢٠ فيلماً التى تتسابق على جوائز أكبر مهرجانات السينما الدولية فى العالم تأتى من ١٢ دولة من الـ١٢٠ التى تقدمت أفلامها، وهذه الدول هى فرنسا «٥ أفلام» وفيلمان من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا والصين، وفيلم واحد من كل من ألمانيا وإيطاليا والدنمارك وكوريا الجنوبية والفلبين وإسرائيل وأستراليا، أى مع الغياب التام لأى فيلم من أمريكا الجنوبية وأفريقيا والعالم العربى.

واللافت الاشتراك الأمريكى بفيلمين فقط، والاشتراك الفرنسى بخمسة أفلام، أى ربع أفلام المسابقة، بينما المعتاد عرض أربعة أفلام أمريكية وأربعة أو ثلاثة أفلام فرنسية.

وبالطبع كان هذا من الموضوعات التى نوقشت فى المؤتمر الصحفى، حيث أوضح فيرمو أن السبب إضراب كُتاب السيناريو فى هوليوود العام الماضى!!

والأرجح أن يكون السبب عدم فوز فيلم كلينت إستوود «الاستبدال» فى مهرجان العام الماضى بالجائزة التى كان يستحقها عن جدارة، وهى السعفة الذهبية، وقد حاولت إدارة المهرجان ترضيته بجائزة خاصة باسم الدورة الـ٦١، ولكنه لم يحضر حفل الختام ورفض تسلمها، وفى ٢٥ فبراير الماضى سلمته إدارة المهرجان فى باريس السعفة الذهبية فى حفل خاص بمناسبة بدء عرض فيلمه الجديد «جران تورينو» فى فرنسا، وأصدرت بياناً رسمياً جاء فيه أنها نفس السعفة التى حصل عليها برجمان عام ١٩٩٧.

مسابقة كان ٢٠٠٩ أوروبية بامتياز، حيث يعرض من أوروبا ١٢ فيلماً من الـ٢٠، و٥ من آسيا، منها فيلم إسرائيلى للعام الثانى على التوالى لأول مرة فى تاريخ المهرجان، وفيلمان أمريكيان وفيلم أسترالى.

المصري اليوم في 10 مايو 2009

####

المخرج العربى الوحيد فى مهرجان «كان» فلسطينى من إسرائيل فى فيلم إسرائيلى

بقلم   سمير فريد

أعلنت إدارة مهرجان كان الأفلام الطويلة فى برنامج الدورة الـ٦٢ التى تنعقد من ١٣ إلى ٢٤ مايو. يعرض المهرجان ٥٤ فيلماً طويلاً من ٢٤ دولة من كل قارات العالم ماعدا أفريقيا، وليس من بينها أى فيلم عربى، والفيلم الوحيد لمخرج عربى هو لمخرج فلسطينى من إسرائيل، وهو إيليا سليمان، الذى يشترك فى المسابقة بالفيلم الإسرائيلى «الزمن الباقى».

توقعنا فى «صوت وصورة» يوم ٢٨ مارس الماضى عرض ٢١ فيلماً فى مهرجان فرنسا، الأكبر والأشهر بين مهرجانات السينما الدولية فى العالم، وتم اختيار ١٦ فيلماً من هذه الأفلام فى المسابقة وخارج المسابقة وبرنامج «نظرة خاصة».

وليس صحيحاً ما نُشر عن تقدم ٣ أفلام مصرية إلى المهرجان، وإنما تقدم عدد أكبر، وليس صحيحاً أن هذه الأفلام كانت «مرشحة»، فلا توجد ترشيحات فى المهرجانات، وإنما يفتح باب التقدم لكل من يريد فى العالم،

وليس صحيحاً نشر عناوين الأفلام التى تقدمت لأن بعض الناس يتصورون أن عدم اختيارها يعنى أنها محدودة القيمة، فأغلب الأفلام التى يتم اختيارها فى المهرجانات الكبرى الثلاثة، وهى فينسيا وكان وبرلين حسب تواريخ بداياتها تكون من الأفلام المهمة، ولكن هذا لا يعنى أنه لا توجد أفلام بنفس القدر من الأهمية خارج هذه المهرجانات.

ويتسابق على السعفة الذهبية وجوائز المهرجانات الأخرى ١٩ فيلماً إلى جانب فيلم إيليا سليمان، وهى:

- العشب المجنون، إخراج آلان رينيه «فرنسا»

- فى عمق الخواء، إخراج جاسبار نوى «فرنسا»

- رسول، إخراج جاك أوديارد «فرنسا»

- فى البدء، إخراج زافير جيانولى «فرنسا»

- وجه، إخراج مينج - ليانج تساى «فرنسا»

- صعاليك بلا أمجاد، إخراج كوينتين تارانتينو «أمريكا»

- تصوير وود ستوك، إخراج انج لى «أمريكا»

- البحث عن إريك، إخراج كين لوتش «بريطانيا»

- حوض الأسماك، إخراج أندريه أرنولد «بريطانيا»

- أحضان مكسورة، إخراج بيدرو آلمودوفار «إسبانيا»

- خريطة أصوات طوكيو، إخراج إيزابيل كوازيه «إسبانيا»

- حمى الربيع، إخراج ليو يى «الصين»

- انتقام، إخراج جونى تو «الصين»

- الشريط الأبيض، إخراج مايكل هانكى «ألمانيا»

- المنتصر، إخراج ماركو بيلوكيو «إيطاليا»

- المسيح الدجال، إخراج لارس فون ترير «الدنمارك»

- عطش، إخراج شان - ووك بارك «كوريا الجنوبية»

- كينا تاى، إخراج بريلانتى ميندوز! «الفلبين»

- نجمة لامعة، إخراج جين كامبيون «أستراليا»

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في 26 أبريل 2009

 
 

مهرجان كان: فيلم ثلاثي الأبعاد للصغار وتنافس بين كبار السينما

لا تقل المنافسة على السعفة الذهبية حدة هذا العام

فؤاد البهجة/ مهرجان كان ـ بي بي سي

تنطلق اليوم فعاليات الدورة الثانية والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي وهي دورة تزخر بأسماء لامعة في مجال صناعة السينما سواء في المسابقة الرسمية أو في التظاهرات الموازية. وتتشكل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية من خليط من الأفلام التاريخية والرومانسية والسياسية وأفلام الرعب والكوميديا الاجتماعية.

كما يعرض في المهرجان الذي لقبه النقاد بـ "جد المهرجانات" هذه السنة فيلم للرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد في سابقة من نوعها ويحمل عنوان "آب" أو إلى الاعلى وهو من انتاج استوديوهات بيكسار ديزني العملاقة. ويعرض في افتتاح الدورة لكنه لا يشارك في المسابقة الرسمية.

ويعود نجوم كبار ومخرجون طبعوا أسماءهم في ريبيرتوار المهرجان هذه السنة للتنافس على جائزة السعفة الذهبية على حساب الوجوه الشابة والمدارس الناشئة التي استبعدت من المسابقة الرسمية ليفسح لها المجال في تظاهرات أخرى موازية لا تقل أفلامها أهمية من الناحية الفنية.

ومن الأسماء الكبيرة العائدة الاسباني بيدرو ألمودوفار في فيلم العناق المتكسر من بطولة بينيلوبي كروز، والمخرج الايطالي ماركو بيلوكيو في فيلم الانتصار، وهو يحكي قصة الابن غير الشرعي لموسوليني ثم المخرج البريطاني كين لوش في كوميديا لوكينغ فور اريك التي قد تمنح اريك كانتونا بطل الفيلم لقبا سينمائيا يضيفه الى القابه الكروية.

وهناك أيضا المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون التي كانت اول امرة تحرز سعفة كان في فيلم عازفة البيانو والتي تعود في هذه الدورة بفيلم برايت ستار والمخرج الصيني لو يي الممنوعة افلامه في الصين بسبب مشاركة سابقة له في المهرجان والذي يعود بفيلم يحمل عنوان حمى "الربيع" والذي يعرض في افتتاح المسابقة الرسمية.

والى جانب آلان ريني في فيلم ليزيرب فول تشارك فرنسا بثلاثة أفلام في المسابقة الرسمية.

هوليود والأزمة المالية

ويلاحظ أن التنافس يكاد يكون محصورا بين مخرجين من أوروبا وآسيا في غياب لافت للسينما الأمريكية. والاستثناء الوحيد هو فيلم " انغلوريوس باستاردز" للمخرج الأمريكي كوينتين تارانتينو صاحب الفيلم الشهير بالب فيكشن، والذي يعتبر أحد أبرز المرشحين للفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان.

فيلم طانغلوريوس باستردز" من بطولة براد بيت وسامويل جاكسون الذي يشارك بصوته فقط كراو للأحداث.

وباستثناء هذه الملحمة الحربية، تغيب هوليود وتغيب معها اضواؤها، في ممارسة يرى البعض فيها استمرارا لنهج دأب عليه المنظمون بالتركيز على السينما الأوروبية بشكل أساسي. لكن آخرين يربطون هذا الغياب وفي هذه الدورة بالذات بالظرفية الاقتصادية الراهنة.

وإذا كان منظمو المهرجان قد أقروا بان الازمة المالية العالمية قد فرضت عليهم اجراءات تقشفية في بعض الجوانب التنظيمية، فانهم يعتبرون أن ذلك لم يؤثر على جودة الأفلام المشاركة.

ويقول تييري فريمو المدير الفني للمهرجان:" بالتأكيد فان المهرجان لن يتجاهل الأزمة التي يشهدها العالم، ولكن ذلك لن يكون على حساب برمجة الأفلام او اختيارها أو حتى على الجوانب التنظيمية المعهودة."

وعن غياب السينما الأمريكية، قال فريمو: " هناك مشاركة من استوديوهات بيكسار ديزني ويونيفرسل.

واذا كان هناك من غياب للشركات الأخرى فربما يكون مرد ذلك الى اضراب كتاب السيناريو لأن التأخر الذي تسبب به الاضراب جعل معظم الأفلام غير جاهز للعرض في هذه الدورة.

المشاركة العربية

عربيا، يعود المخرج الفلسطيني ايليا سليمان الحائز في دورة سابقة على جائزة لجنة التحكيم عن فيلم يد الهية للمشاركة في المسابقة الرسمية بفيلم يحمل عنوان "الزمن المتبقي"، وهو فيلم تدخل في انتاجه كل من اسرائيل وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا.

وصورت أحداثه في مدينة الناصرة، وداخل الخط الأخضر، وهضبة الجولان، وأيضا في في مدينة رام الله.

ويتحدث الفيلم عن التحولات التاريخية والاجتماعية التي شهدتها مدينة الناصرة منذ عام 1948 إلى غاية اليوم. وذلك من خلال التطورات التي ستشهدها علاقة حب مستحيلة بين بطلي الفيلم فؤاد و ثريا.

ومن المشاركات العربية في تظاهرة أسبوع النقاد التي تتنافس فيها عشرة أفلام لمخرجين يقدم معظمهم باكورة أعماله خارج المسابقة الرسمية، الفيلم العراقي "العم الطائر" للمخرج شرهام اليدي، وهو فيلم ناطق بالكردية صور في المنطقة الجبلية على الحدود الايرانية العراقية.

وشارك في انتاج الفيلم مخرجه ووزارة الثقافة في حكومة اقليم كردستان.

كما تعرض نسخة حديثة من فيلم مومياء للراحل شادي عبد السلام والذي يعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية ضمن الأفلام التي تمت اعادة ترميمها في تظاهرة تبناها المخرج العالمي مارتين سكورسيزي .

وفي تظاهرة اسبوعي المخرجين تشارك الفلسطينية الاردنية شيرين دابس بفيلم أمريكا وهو انتاج أمريكي بمساهمة كويتية، وذلك جنبا الى جنب مع المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا بفيلمه الجديد "تيترو".

وأخيرا تشارك في سوق المهرجان الذي يقام بموازاة مع فعاليات "كان" العديد من الأفلام العربية التي يقال انها كانت تطمح لدخول المسابقة الرسمية ومنها فيلم دكان شحاتة للمخرج خالد يوسف وفيلم ابراهيم الأبيض للمخرج مروان حامد. وهو من بطولة محمود عبد العزيز وهند صبري وأحمد السقا وعمرو واكد وحنان ترك.

وتتواصل فعاليات مهرجان كان على مدى 12 يوما هنا في الساحل الجنوبي لفرنسا ، وتختتم بفيلم "كوكو شانيل وايغور سراتفينسكي" حول علاقة الحب السرية التي ربطت بين مصممة الازياء والمؤلف الموسيقي.

ورغم ظروف الأزمة المالية فان نجم "كان" لم يأفل بعد وعلى تعدد المهرجانات السينمائية الدولية فان هذا المهرجان سيظل كما قال المخرج الألماني فيم فينديرز قلب السينما الذي لا ينبض بشكل واضح إلا مرة واحدة في كل عام.

موقع "الـ BBC العربية" في 13 مايو 2009

 
 

في دورته الـ‏62‏

كان يحتفي بنجوم السعفة الذهبية

رسالة كان‏-‏أحمد عاطف‏

تبدأ اليوم الدورة الثانية والستون لمهرجان كان السينمائي الدولي بفرنسا لتدشين عام جديد من عشق السينما‏..‏ تمجيدا لفنونها التي تقدم عصارة الحياة‏,‏ وخلاصة الوجود في خيالات ملونة‏..‏ ومهرجان كان صنع السينما العظيمة وأفسح لها مكانا في الأعالي‏..‏ والسينما العظيمة صنعت أسطورة المهرجان كعنوان للتميز والعبقرية السينمائية المتفردة‏..‏ فالأفلام والمخرجون الذين عرضوا بكان أعطوا للعالم أكثر الأفكار بريقا‏,‏ وأكثر الأساليب السينمائية تجددا‏..‏ لكن ما الذي يجعل مهرجان كان هذا العام يحرص أكثر علي حضور الأسماء الكبيرة أكثر مما يحرص علي الاكتشافات‏.‏ ولهذا فالمسابقة الرسمية هذا العام بها أربعة مخرجين حازوا السعفة الذهبية من قبل‏..‏ هم الدانماركي لارس فون تريار بفيلم أنني كريست عن زوجين ينعزلان عن العالم بعد موت ابنهما‏..‏

والنيوزيلاندية جين كاميون بفيلم نجم ساطع عن قصة حب عاشها الشاعر البريطاني الأشهر جون كيتس‏,‏ والأمريكي كوينتين تارانتينو بفيلم وقحون منحطون عن مجموعة من الجنود بالحرب العالمية الثانية محكوم عليهم بالاعدام يمنحون فرصة أخري للحياة‏..‏ والبريطاني كين لوتش بفيلم البحث عن إيريك وهناك أيضا من الفائزين بالجوائز الكبري الأسباني بدرو المودوبار ببفيلم الاحضان المتكسرة عن قصة حب كاتب اعمي وخائز الاوسكار الصيني انج لي بفيلم خذورد ستوك عن المهرجان الموسيقي الشهير الذي يحمل نفس الأسم‏..‏ والمخرج آلان رينيه بفيلم الأعشاب المتوحشة‏..‏ عن فكرة الفقر والبقاء في الحياة‏..‏ والنمساوي الأشهر مايكل هانيكا بفيلم الإزار الأبيض عن نشوء الاشتراكية في مدرسة ريفيه في بداية القرن العشرين‏..‏

والبريطاني أندريا رينولد بفيلم حوض السمك عن عالم المراهقين‏.‏ والايطالي المتميز ماركو بيلوكيو بفيلم فين سير عن المرأة المجهولة في حياة الديكتاتور موسوليني‏.‏ والكوري الذائع الصيت بارك شان ووك بفيلم عطش‏..‏ هذا دمي عن كاهن ديني يتحول لمصاص دماء‏(!!)‏ والتايواني تساي مينج ليانج بفيلم وجه عن مخرج تايواني يخرج مسرحية عن سالومي بمتحف اللوفر‏..‏ ومن الأسماء الكبيرة جدا خارج المسابقة الإسباني أليخاندو أمينبار بفيلم أجورا عن قصة حب في التاريخ المصري القديم بالإسكندرية تحت الحكم الروماني‏..‏ والأمريكي الكبير تيري جيليام بفيلم آله خيال دكتوربرنا سوس أما إفتتاح المهرجان اليوم فهو لفيلم في العالي وهو فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد عن رجل عجوز يحلم بالسفر لأمريكا الجنوبية مع طفل مخترع عمره‏9‏ سنوات‏..‏

أما لجنة التحكيم فترأسها الممثلة الفرنسية الكبيرة إيزابيل هوبير‏..‏ ومعها الممثلة الايطالية آسيا أرجنتو والمخرج الكوري لي شانج دونج والمخرج الامريكي جيمس جيراني‏..‏ والممثلة اليونانية شوكيه والهندية شارميلا تاجور والأمريكية رومبيررايت بن‏..‏ ورئيس لجنة تحكيم الافلام القصيرة البريطاني جون بورمان ورئيس لجنة تحكيم نظرة ما الايطالي باولو سورنتينو ورئيس لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية للعمل الأول الفرنسي من أصل مغربي رشدي زعيم‏..‏ أما المخرج الأمريكي الكبير فرانسيس فورد كوبولا فرفض اقتراح ادارة المهرجان بعرض فيلمه الجديد تيترو خارج المسابقة وفضل عرضه في افتتاح قسم نصف شهر المخرجين‏.‏

الأهرام اليومي في 13 مايو 2009

####

مقعد في الصالة

مفاجآت مهرجان كان

كتبت‏-‏ماجدة حليم‏

اليوم يبدأ مهرجان كان‏..‏ لكنه في كل دورة يقدم مفاجأة مدوية‏..‏ فهو ليس مجرد مهرجان‏..‏ إنما هو مهرجان سياسي بالدرجة الأولي يأخذ موقفا مؤيدا لحركات النضال في العالم كما يقدم لكل مخرج كبير أو صغير فرصة الاعلان عن ميلاده بآرائه التي قد ترفضها بلاده‏..‏ أو بتفوقه الفني‏.‏

ولذلك فقيمة مهرجان كان الفنية عالية تطعمها مراسم الاحتفال وتنافس بيوت الازياء الفرنسية في تصميم فساتين نجمات العالم كما تتنافس السينما الأمريكية مع سينما الدول الأخري في الوجود في مهرجان كان‏.‏

ففي الدورة‏59‏ ثار جدل شديد بسبب عرض فيلم‏(‏ شفرة دافنشي‏)‏ بطولة توم هانكس اخراج روان هوارد‏.‏ وفي عام‏1969‏ فاز الفيلم السياسي‏(‏ زد‏)‏ للمخرج كوستاجا فراس بجائزة لجنة التحكيم بإجماع الاصوات‏.‏

وفي عام‏1970‏ فاز فيلم‏(‏ ماش‏)‏ اخراج روبرت التمان بالجائزة الكبري‏,‏ وكان فوزه مفاجأة كبيرة لأنه أول فيلم كوميدي يفوز بهذه الجائزة‏..‏ ويحكي الفيلم قصة ثلاثة أطباء يجبرون علي الاشتراك في الحرب في مستشفي ميداني باسم‏(‏ ماش‏)‏ ويتنافسون في السخرية مما يدور حولهم من أحداث دامية‏..‏ وهو نقد لاذع ورفض مباشر للحرب الأمريكية علي فيتنام‏.‏

نال فيلم‏(‏ قضية ماتيه‏)‏ عام‏1972‏ الجائزة الكبري‏(‏ السعفة الذهبية‏)‏ بالمناصفة مع الفيلم الايطالي‏(‏ الطبقة العاملة تذهب الي الجنة‏)‏ وقضية ماتيه اخراج فرانشيسكو روزي أحد ألمع مخرجي الافلام السياسية في السينما الايطالية‏..‏ والفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية لأحد كبار رجال البترول في العالم وموقفه ضد استغلال شركات البترول لبترول العرب‏,‏ بينما يعيش العرب في فقر فتسقط به الطائرة ويفقد حياته لموقفه المتصلب في محاربة الاحتكار‏.‏ المخرج البولندي الكبير اندريه فايدا قلب الاحداث التي تشغل العالم عام‏1981‏ بفيلمه‏(‏ رجل من حديد‏)‏ وفاز بالسعفة الذهبية عندما قدم قضية اضرابات عمال بلاده وفاز بالتعاطف معهم‏.‏

فيلم‏(‏ بابا في رحلة عمل‏)‏ للمخرج اليوغسلافي امير كوستاريكا فاز بالجائزة الكبري بإجماع كل الأصوات‏..‏ وأعلن عن ميلاد مخرج شاب عبقري‏.‏

فيلم‏(‏ الطريق‏)‏ الذي أخرجه المخرج التركي يلماظ جونيه ومولته سويسرا‏..‏ واخرج الفيلم من منفاه بينما نفذه مساعده‏..‏ وتكاتف مهرجان كان مع مخرج مناضل مضطهد في بلاده‏.‏

فيلم‏(‏ سلام بومباي‏)‏ للمخرجة ميراناير فاز بجائزة الكاميرا الذهبية عام‏88‏ وهي تمنح للمخرجين الذين حققوا في أول أفلامهم مستوي فنيا ورؤية جديدة للقضايا الانسانية‏.‏

فيلم‏(‏ البيانو‏)‏ اخرجته وكتبته جين كامبيون وفازت بالسعفة الذهبية عام‏1992..‏ وكانت سابقة أولي أن تفوز بالسعفة مخرجة شابة‏.‏

هذه بعض مفاجآت‏(‏ كان‏)..‏ ومازال مهرجانها يتألق بالمفاجآت والأفلام المنتقاة بعناية واتقان لتحظي بالجائزة وتقدير لجان التحكيم والمشاهدين‏.‏

الأهرام اليومي في 13 مايو 2009

 
 

اسكتوا لخالد بن عيسى ضمن زاوية الفيلم القصيرفي كان

نبيلة رزايق من الجزائر

كشف المخرج الجزائري خالد بن عيسى لموقع إيلاف انه سيخوض تجربة جديدة رفقة فيلمه القصير "اسكتوا" بمشاركته في  مهرجان "كان" الذي سينظم خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 24 ماي 2009، وهذا ضمن برنامج خاص ليس له علاقة بالمنافسة الرسمية، ويعرف ضمن هذه التظاهرة السينمائية العريقة بزاوية الفيلم القصيرة، وهي عبارة عن فضاء مفتوح لصناع الأفلام القصيرة الذين يلتقون طوال فترة المهرجان مخرجين، منتجين، ممثلين وموزعين من مختلف بلدان العالم.

وقد أكد المخرج خالد بن عيسى أنه على الرغم من بساطة هذه المشاركة إلا أنها تعني له الكثير في مشواره كمخرج سينمائي الطموح وقال:"أهمية المشاركة ليست من أجل القول إن السينما الجزائرية ستعود، بل من أجل أن نؤكد وجودها بأفلامنا وتواجدنا بأهم المواعيد السينمائية"

مذكراً في ذات السياق بأهم المحطات السينمائية التي خاضها هذا العام منها المشاركة في مهرجان القارات الثلاث في ميلان بايطاليا في دورته الـ 19 والتي نظمت خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 28 اذار، وتحصل حينها على جائزة تمكنه من تسويق فيلمه ضمن النوادي السينمائية بايطاليا، وتسويق فيلمه بايطاليا.

وحصوله مؤخراً على ذهبية المهرجان السينمائي الإفريقي بواغادوقو المعروف اختصارا بالفسباكو، وقبلها  ذهبية التاغيت الذهبي للفيلم القصير بالجزائر والكاميرا الذهبية لأحسن فيلم جزائري قصير بذات المهرجان. ومن المنتظر أيضاً أن يشارك خلال شهر جوان ضمن مهرجان دكار السينمائي.

أما فيلمه القصير "اسكتوا" المُنَتج سنة 2008 ومدته 18 دقيقة فهو صورة واقعية للمجتمع الجزائري من خلال مزج المخرج بين الفكاهة والجدية حيث يروي حكاية منشط اذاعي شاب "قام بدوره الفنان هشام مصباح" ينشط حصة ذات استماع كبير ليلاً وينام نهاراً، ليحاول النوم في الوقت الذي بدأت تستيقظ فيه المدينة. ولما كان يسكن حياً شعبياً فيه الكثير من الضجيج والجلبة اصبح الشاب المنشط لا يعرف النوم ولا يمكنه بالتالي الاستراحة من عمل الليل، إذ يحول الضجيج حلمه الى كابوس، وتتحول المدينة الى فوضى غريبة ومصح للمجانين.

أما خالد بن عيسى فهو من مواليد 1978، درس الهندسة المعمارية، لكن اجتذبته السينما فبدأ بالتمثيل في كل من فيلم "المنارة" لبلقاسم حجاج و "دوار النساء" لمحمد شويخ، ثم توجه للإخراج فأخرج سنة 2006 "خوف خيالي" و "بابل" ثم "اسكتوا"سنة 2008. هو نجل الكاتب الفنان والمسرحي الجزائري سليمان بن عيسى الذي أطل بعد غياب كبير على الجمهور الجزائري بدور "مصالي الحاج" أبرز روّاد الحركة الوطنية الجزائرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي من خلال فيلم "مصطفى بن بولعيد" لمخرجه المخضرم أحمد راشدي، وهو نفس الفيلم الذي قام فيه خالد بن عيسى بدور الشهيد المجاهد "بن مهيدي".

موقع "إيلاف" في 13 مايو 2009

 
 

مهرجان كان السينمائي الدولي الدورة (الثانية والستون) 2009

البحث عن آفاق جديدة تمنح المهرجان الحيوية

عبد الستار ناجي

«كان» هذه الايام، مثل صبية في صباح عيد، تتزين لاستقبال عرسها السينمائي، حيث يفتتح اليوم الاربعاء مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثانية والستين، التي تأتي وكأنها تشريدة شباب، وجموح صوب المستقبل، حيث العقود الستة الماضية، اكدت أن كان يرفض ان يشيخ ويكبر ويهرم، اجيال واجيال، ومبدعون كبار، ورغم ذلك يظل الرهان دائما، صوب التجديد، والبحث عن آفاق جديدة تمنحنا الدهشة، وتمنح المهرجان مزيدا من الحيوية والانطلاق، هكذا هو مهرجان كان حيث الابداع بالمطلق.

اتذكر حينما جئت الى هنا في المرة الأولى، في عام 1975، يومها بالكاد كنت في بداية مشواري الصحافي، وفي ذلك العام، حقق العرب السعفة الذهبية من خلال الجزائري «محمد الاخضر حامينا» عن فيلمه التحفة «سنوات الجمر الحمراء».

ومنذ ذلك اليوم لم يتوقف الرحيل الى كان التي تغيرت وازدادت جمالا، في حين يمضي بنا العمر وتتغير الملامح، ولكن نظل نتذكر ذلك اليوم، وتلك الايام واللقاءات مع كبار النجوم والمبدعين، وفي هذا العام، وحتى اللحظة، في جدولنا ارتباطات لمواعيد مع اكبر حشد من النجوم، سيطلون عليكم، من خلال هذه الرسالة اليومية، ضمن عدد قليل من الصحف العربية التي تغطي هذا المهرجان، بينما يتجاوز عدد الصحافيين العالميين اكثر من خمسة آلاف صحافي واعلامي من بينها (274) قناة تلفزيونية.

عرس هذا العام، ينطلق الى مرحلة جديدة، حيث الفن السابع في مرحلة جديدة من تطوره، فالتقنيات بلغت ذروتها، منذ عصر الاسود والابيض ثم الملون، واليوم الابعاد الثلاثة والسينوراما وايماس وديجتال والانترنت والابعاد الثلاثة المتجددة.

مدارس واجيال وقامات طويلة، واسماء كل منها راح يضع بصمته على تاريخ السينما، من الاخوين لومبير وغرينث مرورا بأيزنشتين ومؤرد وشابلن والمودنار ووصولا الى اجيال السينما الشابة التي تتحرك في اتجاهات سينمائية متشعبة ومتجددة.

لهذا اختارت اللجنة المنظمة هذا العام برئاسة جيل جاكوب ورفيقه المدير الفني تيري فيريمو، فيلما كارتونيا ثلاثي الابعاد بعنوان «اعلى (UP) من توقيع ستديوهات والت ديزني الذي يذهب بعيدا في طروحاته اولا، حيث الحلم والامل والخيال الخصب، وايضا التقنيات العالية المستوى، والتي تمثل مرحلة جديدة من صناعة السينما وفن الكارتون السينمائي الثلاثي الأبعاد المتجدد، والتي تدعو المشاهد، ومنذ اللحظة الى فضاء الدهشة والمتعة البصرية، والفيلم يخلق معادلة المشاهدة لجميع أفراد الأسرة، عبر حكاية رجل عجوز يحلم ان يطير، وحينما لا يجد الوسيلة يبدأ بتجميع أكبر كمية من البالونات في منزله، وفجأة ذات يوم يتحرك المنزل بكامله الى أعلى، في رحلة يقوم بها مع أحد الأطفال، وتبدأ متعة السفر والدهشة والخيال الخصب.

والآن دعونا نذهب الى أفلام المسابقة الرسمية، حيث حرص جيل جاكوب وتيري فيريمون على اختيار 20 فيلماً للمسابقة الرسمية من أصل أكثر من 2500 فيلم تمت مشاهدتها على مدى ستة أشهر كاملة، حفلت بكل ما هو جديد وما هو متميز أيضاً.

ثم أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته الثانية والستين، هذا العام، الأفلام التالية:

- «الأحضان المحطمة» للاسباني بدرو المودنار.

- «حوض السمك» للبريطاني اندريه ارنولد.

- «رسول» للفرنسي جاك اوديار.

- «الانتصار» للايطالي ماركو بيلوتشيو.

- «النجم الساطع» للنيوزيلندية جين كامبيون.

- «خريطة ضوضاء طوكيو» للاسبانية ايزابيل كويخيت.

- «في الأصل» للفرنسي زافييه جيانولي.

- «عصابة البيض» للألماني المتفرنس مايكل هانيكه.

- «تيك وودستوك» للصيني المتأمرك ونج لي.

- «البحث عن ايريك» للبريطاني كين لوش.

- «حمى الربيع» للصيني لو بي ن.

- «كيناتي» للفلبيني بريانت ميندوزا.

- «انتر ذا فويد» للفرنسي جاسفار نويه.

- «العطش» للكوري الجنوبي بارك تشان دوك.

- «الأعشاب المجنونة» للفرنسي آلان رينيه.

- «الزمن المتبقي» للفلسطيني ايليا سليمان.

- «اوغاد شينون» للأميركي كونتين تارتينو.

- «الانتقام» لهونج كونجكي جوني تو.

- «وجه» لليتواني شاي بينج ليانج.

- «انتيكرايست» للدانماركي لارس فون ترير

أما فيلم الختام فسيكون «كوكو شانيل» و«ايجور ترافنسكي» من توقيع جان كونيين عن حياة مصممم الأزياء الفرنسية الشهيرة «كوكو شانيل».

كما يشهد المهرجان هذا العام عرض عدد مهم من الأعمال السينمائية «خارج المسابقة» ضمن الاطار الرسمي، وهذه الأعمال سنتوقف عندها في رسالة اخرى.

هذا وتترأس لجنة التحكيم الدولية هذا العام النجمة الفرنسية ايزابيل هوبير ومعها كل من الممثلة الايطالية اسيا ارجنتو والمخرج التركي نوري بليج جيلان والمخرج الكوري لي شانج دونج والمخرج الاميركي جيمس غراي والروائي الاميركي جنيف قريش والنجمة التايوانية شوكي والممثلة الاميركية روبين رايتابين والممثلة الهندية القديرة شارميلا تاغور.

اما بقية اللجان فيترأس كل من الممثل الفرنسي الجزائري رشدي زيم لتظاهرة الكاميرا الذهبية والمخرج الايطالي باولو سورنتينو لتظاهرة نظرة.

والان تسألون اين العرب؟.

العرب في كان يتحركون في اتجاهات عدة، ففي المسابقة الرسمية، هناك الفلسطيني ايليا سليمان بفيلمه - الزمن المتبقى -.

وفي تظاهرة اسبوع المخرجين. هناك الفلسطينية شيرين دعيبس بفيلم اميركا «انتاج اميركي - كويتي - كندي» وفي مظاهرة اسبوع النقاد الفيلم العراقي - العم الطائر للمخرج الكردي شرهام اليدي.

من السعودية، الفيلم القصير - الصمت - لبندر العبدالسلام في تظاهرة الافلام القصيرة، وهو اول فيلم سعودي في التظاهرات الرسمية للمهرجان.

وكان المهرجان قد شهد منذ عامين عرض اول فيلم روائي سعودي. خلال الصمت للسعودية عبدالله المحيسن. «بطولة عبدالمحسن النمر ومحمد المنصور».

وفي سوق كان الدولية، سيعرض يوم الخميس فيلم ابراهيم الابيض من توقيع المخرج الشاب مروان حامد وبطولة النجم الكبير محمود عبدالعزيز الذي وصل الى كان برفقة عدد من النجوم من بينهم أحمد السقا وعمرو واكد وهند صبري وحنان الترك.

هذه هي كان اليوم...

ويبقى ان نقول

العقود الستة الماضية من عمر مهرجان كان السينمائي لم تزده الا شبابا.. ولم تمنحه الا حيوية اكبر.. للانطلاق الى افاق سينمائية جديدة.

النهار الكويتية في 13 مايو 2009

####

وجهة نظر

كان

عبد الستار ناجي

تفتتح في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاربعاء اعمال الدورة الثانية والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي، وهو المهرجان الأهم عالمياً.. بل الحدث الفني والإعلامي والسينمائي الأهم.

في كان هذا العام.. يتواصل الغياب العربي وهو الأمر الذي يظل يشكل علامة استفهام كبيرة..

ومثل هذا الغياب لا يقتصر على السينما فالغياب العربي على الصعيد الدولي يكاد يكون حالة عامة.

غياب في السياسة والاقتصاد.. وايضاً جميع الأطر والمفردات الاجتماعية فلماذا لا تكون السينما جزءاً من ذلك الغياب حتى وان جاء الحضور العربي، في هذا المهرجان او ذاك فانه يأتي خجلاً يحاول ان يحقق الحضور اولاً ثم التطلع الى المنافسة ولعلهم قلة في عالمنا العربي الذين حققوا معادلات الحضور والتنافس ومن بينهم الراحل يوسف شاهين وايضاً الجزائري محمد الأخضر حامينا وقلة اخرى من الأسماء يأتي من بينها الفلسطيني إيليا سليمان الذي يعود مجدداً الى المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي الذي ستنطلق اعماله اليوم.

ورغم قلة الحضور العربي في التطورات الرسمية الا ان مساحة الحضور الصحافي والاعلامي تتجاوز اضعاف السنوات الماضية بكثير وربما يتجاوز عدد الفضائيات العربية التي ترصد العشرين فضائية.

انه عرس السينما العالمية..

وعلى المحبة نلتقي

النهار الكويتية في 13 مايو 2009

####

وجهة نظر

فلسطين

عبد الستار ناجي

أيام قليلة، وتنطلق أعمال الدورة الجديدة لمهرجان كان السينمائي الدولي، وفي الطريق الى «كان» أتوقف ليوم واحد في باريس مزدحم بالمواعيد والأفلام، ولكن الأمر الأهم، اتصال هاتفي مع المدير الفني للمهرجان «تيري فريمون» يؤكد خلاله بانه شاهد 2400 فيلم من أجل اختيار 18 فيلماً للمسابقة الرسمية، وانه شاهد أكثر من 50 فيلماً من أنحاء العالم العربي من بينها (مصر والجزائر وتونس والمغرب والعراق وفلسطين...)، وقد تم اختيار فيلم عربي واحد (من فلسطين) للمسابقة الرسمية، وهو بالمناسبة الفيلم العربي الوحيد في التظاهرات الرسمية.

وهنا نتوقف وبشيء من العجلة مع اسم المخرج الفلسطيني «ايليا سليمان» الذي يعود مجدداً للمسابقة الرسمية، من خلال فيلمه الجديد «الزمن المتبقي»، وكان سليمان قد فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عام 2002 عن فيلمه الرائع والقاسي «يد الهية» ويومها كان قريباً من السعفة الذهبية.

ونشير هنا، بأنهم قلة في عالمنا العربي الذي يعرفون اسم الفلسطيني «ايليا سليمان» بل هم القلة الذين شاهدوا أفلامه، حتى المهرجانات العربية السينمائية لم تقدم أفلامه، لان ايليا يحمل الجواز الإسرائيلي، رغم ان العالم وايليا يصران على وضع كلمة «فلسطيني» أمام الاسم والهوية.. فلماذا يتعامل العالم مع ايليا على انه فلسطيني، ونحتفظ نحن على انه يحمل الجواز الاسرائيلي وهو قدره...

وقدر الكثيرين...

وعلى المحبة نلتقي.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في 12 مايو 2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)