كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أنجلوبولوس وفريرز وغافراس وبوشارب...

«مهرجان برلين» يتذكّر الجدار: هنا أوروبا!

عثمان تزغارت

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والخمسون

   
 
 
 
 

جدار برلين، العولمة والهجرة الجماعية وجرائم الحرب والنزاعات العرقية والأزمة المالية تيمات تخيّم على الدورة 59 من المهرجان الذي يستمرّ حتى 15 الجاري

يسجّل «مهرجان برلين السينمائي» الذي تتواصل دورته التاسعة والخمسون حتّى منتصف الشهر الجاري، عودةً قويةً للسينما الأوروبية. ويأتي ذلك بعد الانتقادات التي وُجّهت إلى مهرجانَي «كان» و«البندقية» بسبب الغياب شبه الكامل لكبار سينمائيّي «القارة العجوز». وهو ما فسّره القيّمون على المهرجانين العريقين بتأخّر استكمال العديد من الأفلام الأوروبية التي شُرع بتصويرها في خريف السنة الماضية. بعض تلك الأفلام، مثل جديد بيدرو ألمودوفار ولارس فون تراير، لم تُستكمل حتى الآن. وبالتالي، لن تُعرض في «مهرجان برلين» خلافاً لما كان متوقّعاً. في المقابل، هناك كوكبة بارزة من كبار رموز السينما الأوروبية الذين تحتلّ أعمالهم الصدارة في هذه الدورة، أبرزهم عميد السينما العالمية، البرتغالي مانويل دي أوليفيرا الذي يقدّم هنا فيلماً جديداً (خارج المسابقة) بعنوان Singularidades في الوقت الذي يُعرض فيه حالياً على الشاشات الأوروبية فيلمان آخران أخرجهما العام الماضي، وهما «المرآة السحرية» و«كريستوف كولومب اللغز»، ما ينمّ عن حيوية مذهلة بالنسبة إلى سينمائي احتفل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بعيد ميلاده المئة!

سينمائي مخضرم آخر، هو الفرنسيّ كلود شابرول سيقدّم ـــــ خارج المسابقة أيضاً ـــــ فيلمه الجديد Bellamy (بطولة جيرار دوبارديو). وتحظى السينما الفرنسية بحصة الأسد في المسابقة الرسمية. إذ يقدّم بيرتران تافرنييه جديده «داخل الضباب المكهرب» (بطولة تومي لي جونز)، وهو أول عمل أميركي لهذا السينمائي الذي يعدّ أحد روّاد «الموجة الجديدة» الفرنسية. بينما يقدّم فرنسوا أوزون فيلماً جديداً بعنوان Ricky (بطولة سيرجي لوبيز). يضاف إلى هؤلاء سينمائيان فرنسيان آخران، هما كوستا غافراس الذي ستُختتم هذه الدورة من مهرجان برلين بفيلمه الجديد «عدن في الغرب» ورشيد بوشارب الذي يقدّم جديده London River المستوحى من تفجيرات لندن الإرهابية (تموز/ يوليو 2005). ويكتمل هذا الحضور الفرنسي في المسابقة الرسمية، بفيلم مقتبس من رواية كوليت الشهيرة Chéri، من إخراج البريطاني ستيفن فريرز (بطولة ميشال فايفر). ومن أبرز الأفلام الأخرى المشاركة في المسابقة الرسمية، Darbareye Elly للإيراني أصغر فرهادي الذي تؤدي بطولته النجمة غولشيفته فرحاني التي ما تزال ممنوعة من السفر خارج إيران، بسبب مشاركتها، دون إذن رسمي مسبق، في التمثيل إلى جانب ليوناردو دي كابريو في فيلم ريدلي سكوت الأخير Body Of Lies. وهناك أيضاً فيلم My One end Only للبريطاني ريتشارد لانكرين، وRage لمواطنته سالي بوتر، وSturm للألماني هانس ـــــ كريستيان شميد، وTatarak للبولوني أندريه فايدا.

المهرجان الذي يتنافس على جائزته الكبرى (الدب الذهبي) 18 فيلماً، خيّم عليه شبح الأزمة المالية العالمية. إذ افتتح بـThe International ذات الميزانية الضخمة. وشريط المخرج توم تايكوير مستوحى من إفلاس «بنك الاعتماد والتجارة الدولي» الذي أثار فضيحةً في أوساط الأعمال اللندنية عام 1991 وتتشابك فيه عوالم المال والسلطة والجريمة. هذا إضافة إلى أعمال تتناول العولمة والهجرة الجماعية وجرائم الحرب والنزاعات العرقية.

ويحتضن المهرجان أيضاً في برمجته الرسمية، إنما خارج المسابقة، مجموعة عروض استثنائية لسينمائيين بارزين، منهم اليوناني ثيو أنجلوبولس الذي سيقدّم جديده The Dust Of Time والأميركية ريبيكا ميلر (حياة بيبا لي الشخصيّة)، ومواطنها جورج تيلمان (Notorious B.I.G)، والهولندي هارالد زوارت (الجزء الثاني من كوميدياPink Panther)، والبريطاني ستيفن دالدري الذي سيعرض فيلمه «القارئ» الذي رُشحت عنه النجمة كيت وينسلت للأوسكار. وسيحيي المهرجان الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين بعرض مجموعة من الأعمال السينمائية القصيرة والطويلة.

الأخبار اللبنانية في 9 فبراير 2009

 
 

تاريخ السينما الإسرائيلية في برلين

محمد موسى من برلين

ما زالت السينما الاسرائيلية مجهولة وإلى حد كبير عند الجمهور العربي. فقوانين الرقابة العربية، والتي بدأت مع بدايات الصراع العربي الإسرائيلي وتمنع أي عروض او ترويج للسينما الإسرائيلية، لاتزال فعالة جدًا في كل الدول العربية، وحتى في الدول التي تملك ومنذ سنوات علاقات رسمية مع الدولة الاسرائيلية، تقاطع المؤسسات الثقافية فيها، كل النتاجات الإسرائيلية الثقافية، ومن ضمنها السينما.

وعلى الرغم من مرونة بعض المؤسسات الاعلامية العربية، في التغطية المحايدة للسينما الإسرائيلية في السنوات العشر المنصرمة، إلا ان الاخيرة ، كانت "بطلة" مجموعة من الازمات في بعض المهرجانات السينمائية العربية ، والتي كانت تخطط لعرض افلام إسرائيلية منتقاة بعناية، الامر الذي اشعل النقاش "الأخلاقي" القديم ، عرض افلام اسرائيلية (حتى لو كانت شديدة النقد لسياسات الدول العبرية) ، في الوقت الذي ما زال الفلسطينيون يسعون إلى نيل حقوقهم في دولة مستقلة وحياة طبيعية، وبأن سياسة "العزل" الثقافي لكل شيء قادم من اسرائيل يجب ان تستمر حتى ينال الفلسطينيون ما يسعون إليه منذ أكثر من ستين عامًا.

تاريخ السينما الإسرائيلية، منذ بداياتها في عام 1932 الى عام 2007 ، هو موضوع أحد الأفلام الاسرائيلية التسجيلية الطويلة، والذي يخصص اكثر من ثلاث ساعات ونصف للحديث عن البدايات والرواد. الفيلم الذي يعرض ضمن برنامج "فورم" في الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان برلين السينمائي، يقدم مقابلات مفصلة مع صناع السينما في اسرائيل ونقادها. ويحاول ان يقدم تطور السينما هناك، كإحدى صور التفاعل الجدلي بين مكونات المجتمع الاسرائيلي المتنوع بشدة، وتأثره بالصراع العربي الإسرائيلي، وهو الصراع الذي يهيمن على معظم نتاجات السينما الاسرائيلية الجادة، ويعاد تقديمه بشكل دائم منذ بدايات الثمانينات حتى الوقت الحالي.

يقدم الفيلم التسجيلي الاسرائيلي "تاريخ السينما الاسرائيلية" ، مشاهد نادرة ، من بدايات السينما الاسرائيلية ، والتي كانت مرتبطة جدًا ، بالحركات السياسية الصهيونية ، فالأفلام الاولى البدائية الصنعة، ركزت كثيرًا على الترويج لمفاهيم "البلد المختار" ، اسرائيل ، والتاريخ اليهودي و"النفي" الطويل ، والذي انتهى مع وصول اليهود من اوروبا المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية ، الى فلسطين . كذلك اهتمت الافلام الاولى الدعائية ، بتقديم الاثار النفسية للهولوكوست على اليهود الاوروبيين وغيرهم ، وكيف دفعتهم بالنهاية الى التوجه الى الشرق الاوسط ، والبحث عن مكان آمن.

وبسبب العمر القصير للمجتمع الاسرائيلي ، ارتبطت الافلام الاسرائيلية والتي انتجت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، بصانعي افلام ، تلقوا دراستهم السينمائية في دول اوروبية مختلفة ، وكانوا متأثرين وقتها ببيئتهم التي قدموا منها، ولم تقدم تلك السينما اسرائيل والمجتمع هناك ، بالشكل الذي قدمته سينما الثمانينات ، والاثر الذي تركه إحتلال بيروت عام 1982 على جيل كامل من الشباب الاسرائيلي الذي اشترك في هذا الحرب .

بعض من افلام عقد الثمانينات وما بعده ، بدأ في تقديم العربي وللمرة الأولى، مجردًا من الصورة التقليدية السيئة ، والتي تقترب من الصورة الهوليوودية ، فالشخصيات الفلسطينية اخذت تصل الى الشاشة ، بهمومها وازماتها الخاصة، وحتى ببطولاتها، في افلام ، اعترف صانعو بعضها في الفيلم التسجيلي ، بانهم لن يستطيعوا أن يقدموا الصورة الايجابية نفسها للعربي في سينماتهم المعاصرة، بسبب تنامي مشاعر العداء للفلسطيني داخل المجتمع الاسرائيلي وازدياد عقدة الصراع هناك.

ومن ضمن المتحدثين في الفيلم التسجيلي ، الممثل والناشط والمخرج الفلسطيني ، محمد بكري ، والذي لعب مجموعة من الادوار المهمة ، تحت ادارة مخرجين اسرائيليين. بكري المطلع على تاريخ السينما الاسرائيلية ، تحدث عن صورة العربي الاولى في هذه السينما ، وهي الصورة التي اشتغلت عليها المؤسسة الرسمية ، قبل ان يبدأ جيل من الشباب الاسرائيلي اليساري والذي ولد معظمه في اسرائيل ، في الذهاب بعيدًا عن تلك الصورة النمطية ، وتقدم العربي كشريك في التاريخ والجغرافيا.

وعلى الرغم من أن الفيلم التسجيلي ، لم يتناول الاعمال السينمائية الاسرائيلية للسنتين الاخريين ، وخاصة افلام مثل "زيارة الفرقة" ، شجرة ليمون" و "فالس مع بشير" ، لكنه قدم اعمالا كثيرة مبكرة عن تلك الاعمال ،وربما اثرت في صناعة الافلام المذكورة ، وقدم ايضًا الظروف التاريخية لصناعة السينما في اسرائيل ، وكيف اتجهت بعض اعمال السينما الاسرائيلية ، الى الكثير من الصدق والمحاسبة ، والانسانية والتبرؤ من تاريخ الدولة السياسي.

cinema@elaph.com

موقع "إيلاف" في 10 فبراير 2009

 

"كل شيء عن ايلي" الإيراني

ينافس على ذهبية مهرجان برلين 

برلين- العرب أونلاين: لاقى فيلم إيراني عن المدى الذي يمكن أن يذهب إليه بعض الناس للحفاظ على التقاليد والأعراف الاجتماعية في بلادهم ثناء النقاد بعد عرضه ضمن مسابقة مهرجان برلين السينمائي الدولي ليحتل بذلك مكانا متقدما في الترشيحات المبكرة لجائزة الدب الذهبي.

ويحكي فيلم "كل شيء عن إيللي" الذي تؤدي فيه الممثلة الإيرانية كلشيفته فراهاني دورا ثانويا قصة مجموعة إيرانيين من الطبقة المتوسطة يتوجهون من طهران شمالا إلى شاطيء بحر قزوين لقضاء عطلة قصيرة. وهناك تدعو امرأة تدعى زبيدة الشابة إيللي المعلمة بإحدى رياض الأطفال لقضاء وقت معها في محاولة لتعريفها بأحمد صديق زبيدة المطلق العائد من ألمانيا إلى بلده إيران.

وتخبر زبيدة امرأة عجوز تؤجر منزل العطلات الذي سيجري فيه اللقاء بأن إيللي وأحمد متزوجان حديثا في محاولة لدرء الشبهات لتبدأ بذلك سلسلة متتابعة من الأكاذيب تحول العطلة في نهاية الأمر إلى مأساة.

وذكر أصغر فرهادي مخرج "كل شيء عن إيللي" أنه اراد أن يصنع فيلما عالميا.

وقال فرهادي للصحفيين في برلين "أعتقد.. أنه لا يهم المكان الذي تدور فيه هذه القصة. إنها ليست بيانا سياسيا أو أخلاقيا. هذه قصة عن العلاقات بين البشر. لذلك ينبغي فعلا أن نتجاوز البعد الثقافي حتى نصل إلى لب المشكلة."

وأضاف قائلا إن المشاكل التي يواجهها الناس في إيران مماثلة لما يمكن أن يتعرضوا له في أي بلد آخر.

وواجه "كل شيء عن إيللي" عقبات كادت تحول دون عرضه داخل إيران إلى أن تدخل الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد لإنهائها. وكان بعض النقاد ذكروا أن السبب الرئيسي للمشكلة هو مشاركة النجمة الإيرانية كلشيفته فراهاني بأحد الأدوار في الفيلم.

وكان اشتراك كلشيفته في أفلام أمريكية منها "حفنة أكاذيب" بطولة نجم هوليوود ليوناردو دي كابريو قد أثار غضب مسؤولين إيرانيين منهم وزير الثقافة صفار هرندي.

وأعربت فراهاني عن سعادتها بحضور مهرجان برلين السينمائي. وقالت النجمة الإيرانية "أعجبني فعلا المهرجان. أنا أحب برلين حقا وربما يوما ما أنتقل لأعيش هنا."

ووصف نقاد دوليون فيلم "كل شيء عن إيللي" بأنه "من أفضل الأفلام الإيرانية في السنوات القليلة الماضية". لكن عرض الفيلم في مهرجان برلين قوبل باحتجاج من بعض الناشطين.

وقال أحد المشاركين في الاحتجاج أمام مقر المهرجان بالعاصمة الألمانية "أعتقد أنه يفسح مجال الحديث لنظام يمثل خطرا داهما للعالم أجمع. يستطيع النظام أيضا بهذه الطريقة أن يقدم سياساته الأصولية في ألمانيا".

ورفع المحتجون لافتة كتب عليها "آية الله كوسليك.. لا حوار مع نظام الملالي".

لكن المخرج الألماني ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين السينمائي الدولي دعا المحتجين إلى مشاهدة الفيلم أولا قبل إصدار حكم عليه.

العرب أنلاين في 9 فبراير 2009

 
 

على هامش فعاليات مهرجان برلين السينمائي

“يوم التنورة”، فيلم يتناول ظاهرة عنف أبناء المهاجرين في فرنسا

محمد نبيل

بعد تجربة فيلم “بين الجدران” للمخرج “لوران كانتي”، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان الصيف الماضي، قرر المخرج الفرنسي “جون بول ليليان فيلد”، التطرق مرة أخرى إلى ظاهرة الشغب و العنف المنتشر في صفوف التلاميذ من أبناء المهاجرين في فرنسا. فيلم “ليليان فيلد” حمل عنوان “يوم التنورة”، و عرض في إطار فعاليات مهرجان برلين السينمائي في دورته ال 59.الفيلم الذي أنتج للتلفزيون، و ستعرضه قناة آرتي هذا الشهر قبل خروجه إلى القاعات العمومية، يحاول أن يقدم رؤية نقدية للمجتمع الفرنسي، بلغة سينمائية بسيطة مفعمة بنوع من التراجيديا. الفيلم يجيب عن سؤال جوهري : ما علاقة التنورة بعنف أبناء المهاجرين في فرنسا؟

رفض العهارة بحجة اللباس

يحكي الفيلم عن “صونيا برجورا”(ايزابيل أدجاني)، مدرسة للغة الفرنسية و تعمل في مدرسة، تشهد الكثير من حالات الشغب و العنف، التي يقوم بها التلاميذ المنحدرين من أوساط المهاجرين العرب والأفارقة. وعندما تريد “صونيا” الذهاب إلى العمل، ترتدي تنورة، بالرغم من منع مدير المدرسة على المعلمات ارتداء هذا النوع من اللباس . مدرسة اللغة الفرنسية ترفض أن ينظر إليها كعاهرة، بسبب اختيار نوع من اللباس، ما سبب لها الكثير من المتاعب النفسية.

العنف قاتل في غالب الأحيان، فبسبب تنورتها، أضحت “صونيا ” موضوعا للسخرية من طرف تلاميذها ، لكن بعد عثورها على مسدس في محفظة أحد التلاميذ، قررت مواجهة الساخرين بعنف مضاد و”أسلوب تربوي جديد” . “صونيا” تحمل المسدس في يدها، ليتحول المشهد إلى دراما حقيقة ، يصاب على إثرها  التلميذ “موس” برصاصة طائشة .

عندما يقتل المعلم و المتعلم

يعالج الفيلم ظاهرة العنف والشغب المنتشر في أوساط أبناء المهاجرين في المدرسة، من خلال ربط هذه الظاهرة بالتنورة ، إذ يحاول المخرج توجيه نوع من النقد الاجتماعي للأحكام الجاهزة، التي يصدرها المجتمع الفرنسي ضد النساء المعلمات، اللواتي اخترن التنورة كلباس مفضل في المدارس.

ونعرف أن التنورة هي رداء للمرأة، و يغطي من وسطها إلى أسفل قدمها.و الفيلم يقدم تصورا مفتوحا يعرض من خلاله قضية منع التنورة على المعلمات في المدارس الفرنسية و نتائجها الاجتماعية.

وتفهم حكاية التنورة وتداعياته المجتمعية في فرنسا، من خلال قراءة تاريخ القرن الماضي، الذي شهد اختلافا في الاختيارات بين طول التنورة أو قصرها ، لكن الأحكام عن النساء ظلت تابثة في العديد من المجتمعات كالمجتمع الفرنسي . خطاب الفيلم تختزله البطلة “صوفيا” التي طالبت الوزيرة بتخصيص “يوم للتنورة ” في فرنسا ، كرد فعل على واقع المرأة الفرنسية و لتغيير حالها .

ويظهر الفيلم أن التفاوض أو التواطؤ غير ممكن بين التلاميذ و المدرسة  “صوفيا”، التي ستحمل المسدس في لحظة تتحدث فيها مع التلاميذ عن موليير، وكأن فلسفته لا تلقن إلا بواسطة مسدس . العنف و إصابة التلميذ الإفريقي “موس “، ستحول الفيلم من لحظة للتعلم إلى مشهد يضم رهائن داخل قسم دراسي، ما يثير الذعر و البلبلة في صفوف الصحافيين والدولة والمربون.حالة الارتباك انتهت بمقتل المعلمة و أحد تلامذتها، أثناء تدخل شرطيين انتحلا صفة صحافيين، طالبت “صوفيا” بإحضارهما إلى قاعة الدرس من أجل إعلان خطابها أمام الرأي العام. “صوفيا” التي ستتحدث على الهاتف مع أبيها باللغة العربية، ستفاجئ التلاميذ الذين لا يعرفون أصولها العربية، الشيء الذي يخلق فضاء جديد، لكنه لم يوقف زحف الموت التي قضت على المتعلم و المعلمة .

عندما طالبت “صوفيا” بتخصيص يوم للتنورة في فرنسا، كان الغرض منه تبليغ رسالة المخرج، و مفادها أن إصدار حكم على المعلمة داخل الفصل، يؤدي إلى كارثة.أما جواب الدولة الفرنسية عن القضية المطروحة في الفيلم فكان سلبيا ، من خلال كلام الوزيرة التي رفضت مطالب “صوفيا”، بدعوى عدم الرجوع إلى الوراء، فالنساء في رأيها، ناضلن قرونا عدة في سبيل انتزاع حق ارتياد السراويل، و الآن مدرسة اللغة الفرنسية تطالب “بيوم خاص بالتنورة في فرنسا ” . 

لم يخف المخرج إجابته في مشهد من مشاهد نهاية الفيلم، حين قام زوج “صوفيا” و عائلتها بدفنها بحضور تلميذات المؤسسة، و هن يرتدين التنورة، وكأن الجيل الجديد من الإناث يرفضن أحكام المجتمع الفرنسي حول المرأة المعلمة.

الفيلم خطوة للقضاء على العنف المدرسي

أتت فكرة إخراج هذا الفيلم من معايشة المخرج للمهاجرين و أبنائهم في إحدى ضواحي باريس.وفي هذا السياق، قال “ليليان فيلد” في ندوة صحفية، “إن ما وقع نهاية عام 2005 من أحداث شهدتها ضواحي باريس، خلق لي صدمة “.المخرج يرى فيلمه أنه “لا يحاكم أحد ولا يقدم حلولا، بل هو خطوة نحو الحل “.  الفيلم هو رسالة أعلنها المخرج أمام الصحافيين : “يجب علينا القضاء على العنصرية” .

اختيار المخرج للممثلة “إيزابيل أدجاني” ( Isabelle Adjani) للعب دور بطلة الفيلم، تحكمه دواعي ترتبط بمضمون الفيلم وأبعاده المختلفة. فأدجاني ممثلة فرنسية من مواليد عام 1955، وهي مولودة لأب جزائري، ولها اسم عربي ثان، وهو “ياسمين عجاني”. أدجاني عادت إلى بلدها الجزائر، عام 1988 لكي تدعم الاستفتاء الذي دعا إليه الرئيس الشاذلي بن جديد، وتعلن وقوفها إلى جانب ما سمته بالديمقراطية الوليدة. كما عرف عنها الالتزام بحرية الفكر، وبحثها عن أدوار تضيف شيئاً لمسيرتها الفنية الحافلة بالأدوار الصعبة، سواء على الشاشة الكبيرة أو على مسرح «الكوميدي فرانسيز».أدجاني حاصلة على جائزة سيزر أربع مرات، وذلك عن أدوارها في أفلام  «امتلاك» عام 1982، و«الصيف المميت» عام 1984، و«كاميل كلوديل» عام 1989، و«الملكة مارغو» عام 1995. كما نالت جائزة التمثيل النسائية في مهرجان «كان» عام 1981 عن دوريها في «امتلاك» و«رباعية». ورشحت “أدجاني” لجائزة الأوسكار ولم تحصل عليها .

falsafa71@yahoo.fr

موقع "دروب" في 10 فبراير 2009

 
 

مهرجان برلين في دورته الـ59

الطابع السياسي والقضايا الساخنة يطغيان على افلام مهرجان برلين

برلين- العرب أونلاين- وكالات: طغى الطابع السياسي العام والقضايا الساخنة في اماكن متعددة من العالم على العديد من الاعمال ال18 المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين في دورته الـ59.

ومن بين اكثر الافلام التي نالت الاعجاب لغاية الآن في المهرجان فيلم الجزائري رشيد بوشارب "لندن ريفر" الذي نجح في تفادي مطبات كثيرة في تناوله لموضوع تفجيرات لندن عام 2005 وفيلم "ذي ريدر" "القارئ" للمخرج ستيفن داردلي وهو خارج نطاق المسابقة الرسمية.

ولا يزال هذا الفيلم المرشح لنيل 5 جوائز اوسكار والمقتبس عن رواية المانية شهيرة ترجمت الى اربعين لغة الافضل لدى الكثير من النقاد ومتابعي المهرجان.

وتدور احداثه في المانيا بين نهاية الاربعينات والثمانينات وتصور في جزء منها علاقة حب بين مراهق وامراة يكتشف لاحقا حين يصبح محاميا انها كانت تعمل حارسة لمخيم اعتقال نازي وتجري محاكمتها.

ينجح هذا الفيلم ايضا في تفادي الكلام المباشر على مخيمات الاعتقال ويطرح اسئلة حول المسؤولية ومقتضياتها وهو يعتبر وان لم يكن المانيا من بين الاعمال الراهنة التي تعيد طرح السؤال حول تاريخ المانيا والتي كانت طويت تماما تماشيا مع طي صفحة النازية في البلاد.

ويطرح الفيلم اسئلة كثيرة حول ذلك الماضي ملمحا الى ان تلك المراة كانت ايضا من بين ضحايا النظام ولانها كانت طيبة بطبعها فهي اختارت ان تقول الحقيقة وان تسجن من بين خمس نساء تتم محاكمتهن ورفضن التهم الموجة اليهن جميعا.

تؤدي الممثلة كيت وينسلت دور تلك المراة ببراعة استحقت عليها الحصول على جائزة بافتا لاحسن ممثلة التي تمنحها الاكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون بعد حصولها قبل ذلك على جائزة غولدن غلوب عن الدور نفسه المرشحة عنه ايضا للاوسكار والذي يرجح ان تفوز عنه بافضل ممثلة في برلين.

ومن بين الاعمال التي لقت اعجابا في برلين فيلم "ستورم" "العاصفة" للالماني هانز كريستيان شميدت الذي ينطوي على مضمون سياسي قوي يدين الهيئات الدولية ويتهمها بالتقصير على خلفية جرائم الحرب وخصوصا منها جرائم اغتصاب النساء في البوسنة من قبل مجرمي حرب صرب ينجحون دائما في التملص من المحكمة الدولية.

ويروي الفيلم قصة مدعية عامة تجتهد طويلا للعثور على شهود يقبلون بقول الحقيقة لكن جهودها كلها تذهب ادراج الرياح حين تكتشف ان اعداءها ليسوا فقط محامي الدفاع عن مرتكبي هذه الجرائم وانما ايضا من العاملين معها.

اما فيلم "ليتل سولدجير" "الجندي الصغير" للسويدية آنيت اوليسن وهو يصور حياة جندية شابة تعود مصدومة من الحرب العراقية وتحاول ان تجد حبال امل تتعلق بها لكنها تعجز عن ايجاد عمل لتقبل في النهاية ان تعمل سائقة لدى والدها القواد الذي يتاجر بالنساء الافريقيات.

هذا الشريط رغم تواضعه وصيغته الفنية التقليدية ظل متماكسا مقنعا وجيد الحبكة الى النهاية وهو يؤكد في رسالته ان تغيير العالم الذي يطمح اليه الشباب كما تلك الجندية التي تحلم بانقاذ احدى بائعات الهوى الافريقيات بعد ان تتعلق بها لكن بلا امل لان العالم سوف يظل على حاله مهما كان.

اما الفيلم الاميركي الذي يتناول بشكل غير مباشر حرب العراق وانعكاساتها على المجتمع الاميركي "ذي ميسينجر" "المبلغ" للاميركي-الاسرائيلي اورين موفيرمان فقد دخل سريعا في وتيرة مملة متكررة ولم يأت بجديد لا على مستوى الطرح ولا على المستوى الفني.

يروي الفيلم قصة جندي اصيب في العراق ويعهد اليه حين يشفى مهمة تبليغ خبر مقتل الجنود الاميركيين في العراق الى ذويهم.

لكن فيلم "ماموث" للسويدي لوكاس موديسون كان من بين الاسوأ في المسابقة ما استحق له تصفير الاحتجاج من النقاد والصحفيين عند نهاية العرض.

ويؤدي غابرييل غارسيا برنال في هذا الشريط دور رجل غير ناضج فعليا يصمم العابا الكترونية ما يتطلب منه سفرا كثيرا فيما زوجته الطبيبة الجراحة تغرق في العمليات الجراحية وتبقى الابنة وحيدة مع المربية الفيليبينية.

اخيرا بدا الفيلم الصيني "فور ايفر انثرالاند" للمخرج شين كيجي الذي كان منتظرا وقدم الثلاثاء ضمن المسابقة الرسمية عاديا وهو يتناول بالاستناد على احداث واقعية قصة تدور في القرن التاسع عشر وتسبق وتلي الاحتلال الياباني للصين، قصة مغني اوبرا صيني يعيش كل تلك الاحداث ويرفض ان يغني للاحتلال مهما كان الثمن.

ويظل شريط اندريه فايدا "تاتاراك دير كالموس" الذي يعرض الجمعة مرتقبا بينما يختتم شريط المخرج الفرنسي كوستا غافراس التظاهرة بفيلمه "غرب عدن" الذي يعالج موضوع الهجرة الافريقية الى جنة اوروبا الموعودة "ايدين اه لوست" "جنة عدن في الغرب".

وكان كوستا غافراس تراس لجنة تحكيم مهرجان برلين العام الماضي بينما تتراسها هذا العام الممثلة الاسكلتلاندية تيلدا سوينتون.

العرب أنلاين في 11 يناير 2009

 

الأفلام العربية تبحث عن التسويق فقط بمهرجان برلين

"ميكانو" المصري و"سمعان بالضيعة" اللبناني.. خارج المنافسة الرسمية 

سجل مهرجان برلين السينمائي هذا العام رقما قياسيا من حيث عدد الأفلام المتقدمة للمشاركة. لكن اللجنة المشرفة اختارت أكثر من 300 فيلم للعرض في فقرات المهرجان المتنوعة. والأفلام العربية المشاركة بقيت خارج إطار المنافسة التي تستمر حتي 16 فبراير علي جائزة الدب الذهبي أو سعياً وراء اجتذاب محبي الفن السابع وأخري تبحث عن فرص لتسويقها.

شهدت هذه الدورة من المهرجان عرض الفيلم البوليسي ¢في الضباب الكهربائي¢. الذي يصور لويزيانا مسكونة بأشباح ماضيها المثقل بالعبودية ومدمرة بفعل الإعصار كاترينا.

الفيلم الأمريكي. هو الفيلم الثانيپالناطق بالانجليزية للمخرج الفرنسي تافرنييهپبعد فيلمهپ¢ديث ووتش¢ في عام 1980. والفيلم مقتبس عن قصة بوليسية للكاتب جيمس لي باركي حولپشرطي يعمل في بلدة صغيرة نائية في ولاية لويزيانا. يعيش بهاجس واقعة شاهدها وهو طفل صغير لضرب رجل أسود حتي الموت.لم ينجح أي فيلم عربي في الدخول في قائمة الأفلام المتنافسة علي جائزة الدب الذهبي. إلا أنه تم عرض فيلمين عربيين في إطار فعاليات المهرجان. أولهما الفيلم اللبناني ¢سمعان بالضيعة¢ للمخرج سيمون الهبر والآخر الفيلم المصري ¢ميكانو¢ للمخرج محمود كامل تدور أحداث الفيلم الوثائقي اللبناني ¢سمعان بالضيعة¢. الذي سبق عرضه في مهرجاني بيروت ودبي. في إحدي ضياع جبل لبنان الأخضر بعد اندلاع الحرب. والشخصية الرئيسية في الفيلم هي شخصية المزارع سمعان. وهو آخر من تبقي في قرية لبنانية بعد أن هجرها سكانها إثر اندلاع الحرب الأهلية. ويروي الفيلم في قالب سردي حياة هذا المزارع المنعزلة وكيف أنه أطلق علي حيواناته أسماء أشخاص وكيف يتحدث إليها. كما لو كانت أشخاصاً. ويعكس الفيلم حياة العزلة التي خلفتها الحرب الأهليةپعلي سكان القري الذين تأثروا بالصراعات التي عاشها لبنان والذين آثروا البقاء في موطنهم مواجهين الدمار والتهجير.

أما فيلم ¢ميكانو¢ للمخرج المصري محمود كامل. فيسعي في هذا المهرجان إلي إيجاد مسوق له داخل دول الاتحاد الأوربي. فقد تم عرضه في قسم التسويق الدولي للمهرجان. والفيلم. الذي يقوم ببطولته الممثل السوري تيم حسن في أولي تجاربه السينمائية بالإضافة إلي خالد الصاوي ونور.پيدور حول المهندس المعماري المبدع الذي يعمل من خلف الستار معتمدا علي أخيه. لأنه لا يجيد التعامل مع الناس. ويتعرف المعماري الخجول في حفل لأحد مشاريعه علي مسئولة التسويق التي تقع في غرامه علي الرغم من تصرفاته الغريبة. وتتحول تلك العلاقة إلي أجمل وأسوأ علاقةپحب نظراً لمرض هذا المعماري الشابپبفقدان الذاكرة كل فترة. ليعود إلي سن السادسة عشرة دون أن يتذكر كل ما مرّ بعد ذلك.

ينظر المهرجان اليوم ندوة خاصة عن السينما الفلسطينية.. حيث تتعرض للسينما الفلسطينية الحديثة وأبرز رموزها من كبار المخرجين المعروفين علي الساحة السينمائية أمثال هاني أبوأسعد ومي المصري وإيليا سليمان.. كما تلقي الندوة الضوء علي أهم إنتاج السينما الفلسطينية علي مدار عام.

يأتي ذلك في إطار برامج المهرجان التي تضم العديد من التظاهرات والتكريمات إلي جانب المسابقات الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة ومسابقة الأفلام القصيرة.. بالإضافة إلي برنامج البانوراما والذي يهتم بعرض الأفلام الفنية الجديدة. وتظاهره "ارفورم" والتي تعرض أفلاما سينمائية من مختلف المدارس الفنية.. وبرنامج "أجيال" ويعرض أفلام الأطفال في مسابقة خاصة يشرف علي تحكيمها أطفال مع برنامج خاص عن السينما الألمانية الجديدة والذي يعني بتسليط الضوء علي الاتجاهات السينمائية الألمانية الجديدة.

الجمهورية المصرية في 11 يناير 2009

 
 

السياسة تلقي بظلالها علي فعاليات مهرجان برلين السينمائي

السينما الفلسطينية تخطف الأنظار وحضور مصري في سوق الفيلم

برلين ـ د‏.‏ مصطفي فهمي‏

شهدت عروض وفعاليات الأسبوع الأول من مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته التاسعة والخمسين حضورا جماهيريا واسعا‏,‏ ومنافسة قوية بين أفلام المسابقة‏,‏ والتي أتت لتتسابق علي الفوز بـ‏'‏الدب الذهبي‏',‏ أحد أهم وأشهر الجوائز في عالم المهرجانات السينمائية‏.‏

أفلام كثيرة تتنافس هذا العام لحصد جوائز المهرجان بينما تفرض السياسة نفسها بقوة علي شاشة المهرجان وندواته‏..‏ ويبحث منتجون وموزعون آخرون عن طريق للنجاة من الأزمة الاقتصادية العالمية‏..‏ إلي جانب تسابق عدد كبير من شباب المخرجين في البحث عن فرصة لاثبات ذاتهم‏..‏ فعاليات كثيرة وأنشطة متلاحقة ومتزامنة‏,‏ وما يزيد من أهميته هذا العام عدم وضوح رؤية أو هامش توقعات بفوز فيلم بعينه‏,‏ خاصة مع اختيار إدارة المهرجان لرئيس وأعضاء لجنة تحكيم مسابقته الدولية بعيدون تماما عن الشهرة والأضواء‏,‏ ومعظمهم من الشباب‏,‏ مما يضفي طابعا وشكلا مختلفا‏,‏ وكذلك روحا جديدة مليئة بالحيوية‏.‏

ومنذ الساعات الأولي نجحت مجموعة من الأفلام في جذب أنظار النقاد والصحفيين ونيل استحسان جمهور المهرجان‏,‏ يأتي في مقدمتها الفيلم الايراني‏'‏ بخصوص إيلي‏',‏ والفيلم الأمريكي الدانماركي‏'‏ القاريء‏'‏ بطولة كيت وينسلت وكذلك الفيلم الألماني الدانماركي النرويجي المشترك‏'‏ العاصفة‏',‏ وإن كان هذا الفيلم الأخير أقلهم من حيث المستوي الفني‏,‏ وهو ما أكده غياب الكثير من النقاد والصحفيين عن الندوة التي أعقبت عرض الفيلم‏..‏ ولعل من أهم نقاط ضعف الفيلم سطحية معالجة المخرج للفكرة والتي تدور حول العرب وكيفية المعاملة معهم في دول الغرب‏..‏ في حين شهدت ندوة فيلم‏'‏ القاريء‏'‏ حضورا قويا مع حضور بطلة الفيلم كيت وينسلت‏.‏

وقد تضمنت أنشطة الأسبوع الأول ندوة حول‏'‏ السينما الفلسطينية وأراضي الحكم الذاتي‏'‏ من خلال تحليل أعمال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي‏,‏ وكذلك فيلم‏'‏ الجنة الآن‏'‏ للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد‏..‏ وقد ناقشت الندوة كيفية صناعة السينما ومقوماتها في فلسطين وأراضي الحكم الذاتي في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المفروضة علي الأراضي الفلسطينية‏.‏

وتأتي هذه الندوة لتمثل الحضور العربي الوحيد في فعاليات وندوات المهرجان‏,‏ بينما تمثل الحضور المصري في دورة هذا العام من خلال تواجد نخبة من المنتجين والموزعين المصريين ضمن أنشطة سوق الفيلم بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة لفتح آفاق إنتاج مشترك وتوسيع شبكة توزيع الفيلم المصري بشكل أكبر‏.‏

وإذا كانت السياسة قد فرضت لغتها وإيقاعها خلال الأيام الأولي فذلك لم يقتصر فقط علي ندوة السينما الفلسطينية وعرض فيلم‏'‏ العاصفة‏',‏ ولكنه جاء أيضا من خلال عرض فيلم‏'‏ وجهة نظر علي كشمير‏,‏ كابول‏,‏ باكستان‏',‏ والذي يتعرض لطبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية في هذه المنطقة من العالم‏,‏ بينما جاء فيلم‏'‏ النرويج‏'‏ ليناقش الوضع السياسي والاجتماعي لدول البلقان‏.‏

من جانبها‏,‏ كان للأزمة المالية العالمية تواجدها الواضح أيضا ضمن فعاليات المهرجان‏,‏ وذلك من خلال إقامة ندوة رئيسية لسوق الفيلم حول أثر هذه الازمة علي صناعة السينما وكيفية مواجهتها وتطويرها بأقل تكلفة ممكنة‏.‏

ولكن بعيدا عن السياسة وأزمات الاقتصاد‏,‏ يأخذ قسما‏'‏ الأجيال‏'‏ و‏'‏الفوروم‏'‏ علي عاتقهما تقديم سينما مختلفة عن قسم الأفلام القصيرة الذي تتنافس علي جوائزه‏28‏ فيلما‏.‏ ويأتي‏57‏ فيلما من بين عروض قسم أفلام‏'‏ الأجيال‏'‏ لتتناول هموم ومشكلات الشباب وقضايا حياتهم اليومية‏,‏ إلي جانب مجموعة من أفلام التحريك‏..‏ أما قسم‏'‏ الفوروم‏'‏ فيقدم‏48‏ فيلما معظمها من الأفلام ذات الطابع التجريبي أو التجارب الأولي لعدد من المخرجين الجدد‏..‏ بينما يشهد قسم البانوراما بأقسامه الثلاث مشاركة عدد ضخم من الأفلام العالمية حيث يعرض‏28‏ فيلما في البانوراما العامة بينما يعرض‏158‏ فيلما في البانوراما الخاصة بالإضافة إلي‏16‏ فيلما آخرين في بانوراما الأفلام التسجيلية‏.‏

الأهرام اليومي في 12 فبراير 2009

 
 

من عروض مهرجان برلين السينمائي

إرهاب لندن للمرة الأولى على الشاشات وبإخراج رشيد بوشارب

محمد موسى من برلين

من اليسير فهم الأسباب، التي جعلت موضوع التفجيرت الإرهابية في لندن، مثيرًا، وربما يملك ضرورة أخلاقية ملحة للمخرج رشيد بو شارب، فالمخرج المولود في باريس من والدين جزائرين، لا بد أن يكون قد تأثر ، مثل معظم ابناء المهارجين العرب والمسلمين في اوروبا، من أثار العنف الذي وقع في نيويوك في أيلول/سبتمبر عام 2001، ومن ثم انتقاله الى مدريد عام 2004 ولندن عام 2005.

هؤلاء استيقظوا صباحًا ليسمعوا، أن ابناء مهاجرين اخرين مثلهم ، فجروا ركاب مدينين في قطارات وباصات ، كانت تقوم ومثل اي صباح عادي آخر ، بنقل الناس الى اعمالهم ومشاغلهم. لا بد ان العديد من المثقفين من الاصول العربية او المسلمة تساءلوا عن توقيتها ، وعن الاسباب والظروف التي دفعت بشباب عاديين ، الى اقتراف واحدة من اكثر الاعمال بشاعة ، وتقديم ارواحهم كقرابيين ، من اجل اهداف دينية ، وبسبب شعور عميق بالظلم، يبدو انه هيمن على حياتهم لسنوات ، وكان غائبًا عن الكثيرين.

انتظر المخرج رشيد بو شارب ثلاث سنوات ، قبل ان يبدأ بمشروع فيلمه "نهر لندن" ، والذي يعرض الآن في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي. اختار رشيد بو شارب ، الاطار الانساني لتقديم القصة ، واختار لذلك بعض الامور القريبة من حياته هو: شخصية تعيش في فرنسا (بلد المخرج) ، وحي في لندن تعيش فيه جالية كبيرة من المغرب العربي (بلد والدي المخرج ايضا) . واختار ايضًا قصة سيدة انكليزية بيضاء ، ربما لتمثل حياته في باريس ، التي ولد وعاش فيها.

يجمع ارهاب لندن ، شخصيتي الفيلم الرئيستين ، ام انكليزية تعيش بمفردها ، بعد مقتل زوجها في حرب الفوكلاند عام 1982 ، وانتقال ابنتها للدراسة والعيش في لندن. واب افريقي مسلم يعيش في فرنسا بمفرده ايضا ، بعد ان ترك زوجته وابنه في بلده الافريقي. يجتمع الوالدان للبحث عن ابنائهما اللذين فقدا بعد الانفجارت. ينكشف سريعًا أن الصبي والفتاة، كانت تربطهما علاقة عاطفية ، واختفائهما معًا هكذا ، ربما يعني اشد العواقب ماساوية.

هنا ، اراد المخرج ، ان يخرج قليلا ، عن المستوى الانساني البحت ، للفيلم ، ليقدم مخاوف السيدة الانكليزية من المسلمين ، فهي ومنذ وصولها الى شقة ابنتها الجديدة ، والتي لم تزرها من قبل ، محاصرة بهم ، وبمحلاتهم التي تملأ المكان في واحد من احياء المهاجرين العديدة في لندن. في احد مشاهد الفيلم ، تقوم السيدة التي يبدو عليها الطيبة الكاملة بالاتصال باخيها ، وتخبره ان المكان مليء بالمسلمين!! ، هذا يقدم ، مقابل مشاهد عديدة ومكررة ، عن مسلمين في شوارع الحي ، لا يتوقفون عن تقديم المساعدة للام الانكليزية!

هكذا تبدو الصورة في منتصف وقت فيلم "نهر لندن" ، اخبار التلفزيون ، تنقل الرعب والاصابات البشرية الناتجة عن التفجيرات ، والتي اقدم عليها اربعة او خمسة من الشباب من الاصول المسلمة ، بكامل وعيهم وارادتهم . لكن علينا ان نقلق او ننزعج من سلوك امراة انكليزية بيضاء ، تعرف للمرة الأولى ، ان ابنتها كانت على علاقة مع شاب افريقي مسلم ، وانها كانت تتعلم اللغة العربية في احد جوامع الحي!

صحيح ان الام "تتطهر" في النهاية من خوفها من المسلمين ، وتقترب الى الاب الافريقي المفجوع مثلها ، لكن هذا التطهر لا ينسجم مع الاطار الواسع للحادثة ، ولماذا تكون هي الوحيدة التي تحتاج  إلى التغيير؟ ولماذا تبدو شخصية المسلم والتي قدمها الفيلم بهذا القدر المبالغ فيه من الايجابية ؟ ولماذا اختفت كل الاشارات عن جوامع ومؤسسات دينية مسلمة في بريطانيا ، تجاهر بالعداء لطرق الحياة البريطانية ، ويعبترها الكثيرون من الاسباب ، التي دفعت الشباب الاربع ، للقيام بما فعلوه يوم السابع من شهر يوليو عام 2005.

وبعيدًا عن السينما ، يعرف الذين تابعوا اخبار تلك الايام ، إن احد الذين فقدوا ابناءهم في تفجيرات لندن ، اختار ان يترك الكنيسة التي يعمل فيها ، لانه لم يستطع ان يسامح الذين قاموا بالتفجيرات ، وان عائلات الضحايا ومنها عائلات المهاجرين ، كانت تقف جنبًا الى جنب مع عائلات الانكليز الذين قتلوا ، هذه ليست صورة رومانسية اخرى ، لكنها جزء من تنوع لندن الكبير والمؤثر ، والذي لم يفهمه كثيرًا رشيد بو شارب. كما لم يفهم طرق الحياة الانكليزية ، ليأتي فيلمه مليئًا بالاخطاء التاريخية والاجتماعية ، بعضها فادح ، خاصة ان زمن الحوادث ما زال حاضرًا في الذاكرة ، وحفظته شاشات التلفزيون.

فالبوليس البريطاني ، لا يترك الشاكي والمشتكي عليه في الغرفة نفسها، والبوليس ايضًا ، لا يتستدعي عوائل الضحايا لاخبارهم عن مصير محبيهم ، في ممر مظلم، كما قدم في الفيلم. ويعرف ايضا كل من تابع التفجيرات على شاشة البي بي سي البريطانية مثل صاحب هذه الكلمات، ان الحكومة البريطانية ، انشات وبسرعة كبيرة بعد التفجيرات ، فرق عمل مختصة للبحث عن المفقودين ،ولم تترك عائلات المفقودين بالحيرة التي اظهرها الفيلم.

موقع "إيلاف" في 12 فبراير 2009

 

رسول الموت فيلم جديد عن الحرب الأميركية في العراق

محمد موسى من برلين 

يحتفظ بطل فيلم "الرسول" الأميركي ، بعلم عراقي، معلق فوق سريره، ويحمل في قدمه وإحدى عينيه جروحًا، لا تبدو وكأنها ستشفى قريبًا. لكنه لا يحب الحديث عن الحرب التي إشترك فيها، ويقضي معظم وقت الفيلم دون الإشارة إليها. لكنه عندما يكلف في آخر أشهر خدمته العسكرية، بمهمة إعلام عوائل القتلى من الجنود الأميركيين، بخبر مقتل أبنائهم، تعود إليه اشباح الحرب كلها!

ينضم فيلم "الرسول" والذي عرض بالأمس خارج المسابقة الرسمية في مهرجان برلين السينمائي، إلى مجموعة الافلام الاميركية القليلة، والتي انتجت في السنين الثلاث الاخيرة، والتي تسعى إلى تقديم، أثر الحرب الأميركية في العراق والعنف الذي اعقبها، على الاميركيين وحياتهم. ففي فيلم "في وادي ايلاه" ، يحمل الجنود الاميركيون والذين حاربوا في العراق، العنف الذي ارتكبوه او شاهدوه الى مدنهم الاميركية الكبيرة والصغيرة، وإذا بهم يفشلون في الذوبان في الحياة مجددًا.

ويقدم فيلم "غريس رحلت" الازمة الانسانية والاخلاقية للطبقة الاجتماعية الاميركية والتي كانت مع الحرب في العراق، وكيف يمكن ان يمهد حدث مفجع مثل مقتل الام الجندية في العراق ، الى هز معتقدات هذه الطبقة. فالأب الذي يتلقى مقتل زوجته في بداية الفيلم ، يعجز عن اخبار بناته ، ليقرر اخذهن برحلة حول اميركا.

 يبدو فيلم "غريس رحلت" وكأنه تكملة لإحدى قصص فيلم "الرسول" ، فالاول يبدأ بعد رحيل الجنود المكلفين بنقل خبر مقتل الام في العراق ، في حين يكتفي فيلم "الرسول" ، بالمشهد الصادم ، لتلقي عوائل الجنود للخبر، ولا يعود مرة اخرى الى تلك العوائل، باستثناء الارملة الشابة، والتي احتفظت بدور مهم في النصف الثاني من الفيلم.

لم يكن من الواضح او المقنع تمامًا، دوافع رؤساء الشخصية الرئيسة في الفيلم (القيام بدور الممثل ويل مونتغمري ) ، والذين قرروا اسناد مهمة نقل رسائل "الموت" ، الى الجندي ، الذي بدا منطويًا ،عاجزًا عن اقامة علاقات طبيعية مع الناس الذين كان يعرفهم ، منسحبًا من الحياة العادية ، والتي عاد إليها بعد خدمة عسكرية قضاها في الكويت والعراق. هو يضطر في النهاية إلى الموافقة ، ليرافق الجندي الاخر والذي قام بدوره الممثل المتميز ودي هاريسون ، في المهمة ، التي يجب ان تتم ضمن مراسم معينة ، فمن غير المسموح للجنود ، لمس عوائل الجنود المفجوعين. إنها كلمات رسمية فقط ، تنقل تعازي وزارة الدفاع الاميركية وتقدم بعض التفاصيل عن مقتل الجنود ، وتعلم العوائل ، ان هناك مؤسسات مدنية مختصة ، ستتصل بهم لتوفر لهم دعمًا معنويًا ونفسيًا.

كان يمكن لفيلم "الرسول" ، ان يسقط ببساطة في التكرار، او الميولودراما العالية ، فهو قدم ستة مشاهد لست عوائل مختلفة ، وهي تتلقى اخبار مقتل ابناء او ازواج. لكنه كل مرة ، كان يقدم الصدمة ، كفعل لا يمكن السيطرة عليه او ضبطه ، متفجرًا، فطريًا ، قادمًا من اعماق الروح. كل مرة تأتي الصدمة عاصفة ، تحمل معها ادانتها الخاصة للحرب. كفقر العائلة الاولى من الاميركيين من الاصول الافريقية ، والاب من الاصول اللاتنية والذي لا يجيد اللغة الانكليزية ، ولا يعرف على الارجح الكثير عن حرب العراق ودوافعها. او الحزن النبيل للوالدين المسنين.

في مشاهد تبليغ الرسائل ، والتي يرتكز عليها الفيلم ، تتنقل كاميرا المخرج بين "الرسول"، ومستلم الرسالة ، فالجنديان اللذان يعرفان الحرب وما تعنيه ، يوضعان في مواجهة اقسى نتائجها. القتل بصوره العبثية يرتفع بعد دموع الاهل الى مكانة عالية لكنها شديدة الخواء . يرغب البطل الشاب في عناق النفوس المثكولة ، لكنه يخشى رئيسه الذي يرافقه، وهو يبحث بالحقيقة ، عمن يبكي موته هو، الموت الذي تأجل ، وتأجل معه الحزن الذي يعقبه.

فيلم "الرسول" مثل "غريس رحلت" ، هو الاول لمخرجه "اورن موفرمان" ،هذان مخرجان اميركيان ، راقبا لسنوات عودة ابناء بلدهم من حروب نبيلة وحروب بلا معنى ، في الفيلمين ، يهشم الفقد ، الحياة التي نظنها متوازنة ، ويدفع الى مواجهات ربما لا يؤدي الكثير منها الى نهايات حاسمة.

الفيلم هو واحد من افضل افلام حرب العراق الى الآن. الفيلم لا يسقط في الكليشيات الا في في لحظات قليلة جدًا، يحمل ادانته الخاصة القوية للحرب، من دون اي خطاب سياسي، ويقدم  الحياة العبثية المأزومة التي يعيشيها الجنديان ، والتي تنتظم مع كل رسالة جديدة لموت جديد. في العشرين دقيقة الاخيرة من الفيلم، ينكشف جزء يسير من ماضي هذين الجندين، الاهوال التي مرت عليهما، والندوب التي تركتها.

cinema@elaph.com

موقع "إيلاف" في 11 فبراير 2009

 
 

حضور جزائري في المسابقة الرسمية وشبه غياب عربي في مهرجان برلين السينمائي

برلين - الدستور - محمد نبيل

تحولت العاصمة الألمانية برلين إلى عرس سينمائي دولي بامتياز ، فهي تحتضن فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي في دورته الـ 59 . المهرجان انطلق رسميا بأول عرض خاص بالصحافيين لفيلم الإثارة والحركة "ذي إنترناشونال" ، للمخرج الألماني توم تيكوير ، والذي تدور أحداثه حول عالم البنوك وجرائم الفساد. الفيلم يقدم إجابة عن الوضع الفاسد الذي يطبع النظام العالمي. ويقوم ببطولة الفيلم الممثل البريطاني ، "كليف أوين" 44( عاما) الذي يشخص دور العميل في الشرطة الدولية "الانتربول" ، "ليوس سالينر" ، والممثلة الشهيرة "ناعومي واتس" 40( عاما) والتي تقوم بدور "إلينور وايتمان" وتعمل محامية في نيويورك وتحاول متابعة أنشطة أكبر بنك في العالم "إي بي بي سي" بهدف الكشف عن جرائم الفساد التي يرتكبها.

وتشهد الدورة الـ 59 لمهرجان برلين السينمائي الدولي حضورا جزائريا من خلال فيلم "نهر لندن" لمخرجه رشيد بوشارب و المعروف من خلال عمله "بلديون" ."نهر لندن" هو آخر أعماله ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ، ويعد هذا الفيلم ثاني تجربة باللغة الانكليزية ينجزها المخرج الذي اختار كلا من "برندا بليثن" و"ستيغوري كويات" لتأدية ادوار البطولة في عمله الذي أنجز بإنتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا والمملكة المتحدة .

والمشاركة العربية في المهرجان تظل خجولة إذ يسجل المهرجان مشاركة فيلمين لبنانيين ، و هما: "سمعان بالضيعة" ، وفيه يقدم المخرج سيمون الهبر ، حياة عمه الذي رفض مغادرة قريته اللبنانية بعد أن هجرها أهلها ، وبعد حصار كان قد طال القرية في إحدى الأزمات اللبنانية الإسرائيلية ، ليرفضوا بعدها العودة إليها. وسيعرض أيضا الفيلم الروائي الأول للمخرجة اللبنانية سابين الجميل "نيلوفر" ، والذي يقدم قصة بعيدة عن لبنان ، ويذهب إلى مناطق الحدود العراقية الإيرانية ويقدم حلم إحدى الفتيات الإيرانيات في التعلم. وإلى جانب عرض الأفلام ، ينظم مهرجان برلين السينمائي في دورته ال59 ، ندوة حول السينما الفلسطينية.

ويسجل مهرجان برلين السينمائي هذا العام ، تقديم رقم قياسي من الأفلام السينمائية والتي تجاوزت 6 آلاف فيلم ، اختير منها 386 فيلما للعرض وسيتم عرضها 1286 مرة في الأقسام المتنوعة للمهرجان. وهذا يعني أنه سيتم يوميا عرض 32 فيلما كل يوم ، إضافة إلى 679 فيلما إضافيا يشاهدها مشترو الأفلام في سوق الأفلام الأوروبية ، وهو ما يمثل الجانب التجاري من المهرجان الأمر الذي يرفع العدد الإجمالي الذي سيعرض من الأفلام إلى حوالي 89 فيلما يوميا. ويعرف المهرجان مشاركة قوية للأفلام الألمانية ، حيث من المقرر أن يتم عرض نحو 90 فيلما ألمانيا. وتقول التقارير الصحفية ، أنه منذ تولي "ديتر كوسليك" منصب مدير مهرجان برلين ، بدأت تتزايد أعداد الأفلام الألمانية المشاركة.

وبعد مشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين العام المنصرم من خلال فيلم "أغنية العصافير" لمخرجه مجيدي مجيدي ، تؤكد السينما الإيرانية حضورها مرة أخرى في الدورة ال 59 للمهرجان ، من خلال فيلم "كل شيء عن إيلي" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي سيتنافس على الدب الذهبي في المهرجان. و تدور قصة الفيلم حول شخصية وسلوك فتاة تدعى "ايلي" تذهب مع عائلتها في سفرة سياحية إلى شمال إيران ، وتتعرف هناك على عائلات أخرى لم تحصل هي الأخرى على مكان للإقامة ، لكنها تخلق أجواء حميمية مشتركة تتغلب على الظروف . وثمة رصد دقيق للسلوك وردود فعل الأشخاص في تعاملها مع الآخرين. وتؤدي دور ""ايلي" الممثلة الإيرانية "ترانه عليدوستي" ، كما يشارك كل من المخرج "أصغر فرهادي" و"كلشيفته فراهاني" و"رعنا ازادي" و"مريلا زارعي" بأدوار ثانوية.

موقع "دروب" في 12 فبراير 2009

 
 

ينهي دورته يوم الأحد المقبل...

مهرجان برلين: أشباح الإرهاب والحروب تطارد الأفلام

برلين - محمد موسى

وحدهم المدخنون، يقفون في الخارج، وقريباً من مقاهيهم في محيط ساحة بوتسدام في برلين. هم مجبرون على اي حال، فمنذ منع التدخين في المحال العامة في معظم الدول الأوروبية، تحولت الأرصفة الى مكان لتدخين السجائر، على عجل هنا في برلين وفي هذا الوقت من العام، هرباً من موجة برد وعواصف تضرب المدينة منذ أيام.

بني معظم مباني الساحة، التي تتوزع فيها اهم صالات عرض مهرجان برلين السينمائي، خلال العقدين الأخيرين، اي بعد اتحاد المدينة. لا آثار كبيرة لاحتفالات برلين بعشرين عاماً على سقوط الجدار والذي يصادف هذا العام، لكن برلين مدينة شتوية بطبيعتها، ومعظم الأشياء تجري داخل الأبنية الدافئة.

عروض الافلام السينمائية لمهرجان برلين تتوزع على حوالى عشرين مركزاً لعرض الافلام، معظمها يوجد في ساحة بوتسدام نفسها، والتي خطط لها ان تكون المركز الجديد لترفيه المدينة، بسينمات كبيرة، تضم صالات عدة، تعرض عادة الكثير من الافلام الأميركية الشعبية، وتتحول وقت المهرجان الى صالات مكتظة بجمهور لا تعرف كيف وصل الى القاعات على رغم سوء الأحوال الجوية، ليتابع دورة جديدة، تصفها الصحافة الالمانية وغيرها بالأفضل منذ سنوات عدة.

تعكس مواضيع أكثر الافلام جدلاً في هذه الدورة، المناخ السياسي العالمي المتأزم، والذي هيمن على حياتنا في السنوات الاخيرة. بعض المواضيع، مثل العمليات الارهابية في لندن عام 2005، تصل للمرة الأولى الى الشاشة، بفضل مخرج فرنسي من أصول جزائرية. الحرب الأميركية في العراق، حضرت أيضاً بفيلم كبير حقاً، وكذلك ماضي حروب البلقان والتي قدمت في فيلم «العاصفة» من اخراج الالماني هانس كريستيان سخميد، ولعبت الدور الاساس فيه الممثلة اناماريا مارنكيا، وهي نفسها التي قامت ببطولة الفيلم الروماني «4 أشهر، 3 أسابيع، يومان» والذي حاز على جائزة مهرجان «كان» السينمائي قبل عامين.

مهرجان برلين السينمائي، ليس فقط أفلاماً جادة او مجهولة، هو يتمسك كثيراً بهوية المهرجان العالمي والشعبي في الوقت نفسه، والذي يستقطب النجوم، بسجادته الحمراء، وقصر العروض الكبرى، والنجوم ومعجبيهم، والذين انتظروا فترات طويلاً من اجل النجمة الاميركية ميشيل فايفر التي افتتحت العروض الأولى لفيلمها «شيري»، أو الانكليزي الوسيم كليف اون الذي حضر افتتاح فيلمه «الدولي»، والذي افتتحت به أيام عروض المهرجان.

لندن بو شارب

ليس من الصعب تقبل قصة فيلم «نهر لندن» لرشيد بو شارب والذي عرض ضمن المسابقة الرسمية الكبرى من مهرجان برلين: أم إنكليزية عادية تعيش في الريف، تذهب الى لندن للبحث عن ابنتها التي تدرس هناك، في يوم التفجيرات الإرهابية في السابع من تموز (يوليو) عام 2005، وبعد أن تفشل بالاتصال بها هاتفياً. وأب أفريقي مسلم يعيش في باريس، يبحث عن ابنه الذي يدرس في لندن أيضاً.

سريعاً جداً يكتشف الوالدان المفجوعان، ان ابنيهما كانت تربطهما علاقة عاطفية، وأن مصيرهما ربما يكون قد حددته تلك العلاقة وخططها في يوم التفجيرات. لكن الأم الجاهلة بتلك العلاقة، تنزعج من علاقة ابنتها بإفريقي مسلم، وتضايق الاب، الملتاع مثلها، وتشكوه للشرطة، وترفض ان يبحثا معاً عن الابنين. وبعد ان تجمعهما الاوقات الصعبة اثناء البحث عن الشاب والفتاة، تتقرب الشخصيتان الأساسيتان في الفيلم من بعضهما بعضاً، قبل ان يعود كل منهما الى حياته.

لم يشأ فيلم رشيد بو شارب ان يخوض في اي جدل سياسي، عن الارهاب، أو يتساءل لماذا ضرب لندن في ذلك اليوم. هو قدم المسلمين الذين تعيش ابنة السيدة الانكليزية في أحد أحيائهم، بصورة شديدة الايجابية. فكل الذين صادفتهم الأم، لم يتاخروا في مساعدتها، من دون أن ينفروا من محافظتها والتي تصل الى حد الخوف منهم.

القصة المفعمة بالنيات الطيبة، أثرت في واقعية الشخصيات، وأحالتهم الى ما يشبه الممثلين في فيلم دعائي، عن الحياة المشتركة في المدن الكبيرة، وهي أفلام تقوم جهات حكومية رسمية أوروبية بإنتاجها أحياناً. ومن الغريب أيضاً، ان يكون التطور الدرامي الوحيد في الفيلم، هو الذي كان على السيدة الإنكليزية ان تمر به، فهذه السيدة الطيبة (وكما قدمها الفيلم أصلاً، وساعد أداء الممثلة الإنكليزية الرائعة برندا بليثين على تكريسه)، هي التي اختارها المخرج لتحمل عبء الفيلم، وثقل العداء العميق بين الغرب والاسلام!

من المؤكد أن المستوى الانساني لتقديم قصة عن فعل شرير مثل العمل الإرهابي الذي طاول المدنيين في لندن، والذي اختاره المخرج رشيد بو شارب لفيلمه، هو خيار فكري وإنساني، لكن لماذا يجب ان تكون البطلة الإنكليزية، هي التي تمثل الخوف من الآخر؟ ولماذا لم يتم تقديم أي إشارات عن البيئة الاجتماعية التي تحيط بالمهاجرين المسلمين في لندن، مثل المؤسسات الدينية والاجتماعية والتي تحرض على الكره، وتتحمل جزءاً من المسؤولية عما فعله الشبان الأربعة الذين فجّروا انفسهم في القطارات والباصات عام 2005.

المخرج واجه أيضاً مشاكل في إيقاع الفيلم، ونقصه البحث الجيد عن الحياة في بريطانيا، فالأداء والانفعال لم يتصاعدا بطريقة مقنعة مع الزمن او مروره، ولم يعكسا ما يمكن توقعه من ردود فعل على الشخصيات. الفيلم يرتكب أيضاً مجموعة من الاخطاء الكبيرة التي تتعلق بأداء البوليس البريطاني وأخرى بتوقيت بعض احداثه.

استعان الفيلم ببعض الصور التلفزيونية من نشرات الاخبار البريطانية، بعد التفجيرات مباشرة، وقدم أحياناً مشاهد طويلة مستمدة من هذه التقارير التي أظهرت جزءاً من الرعب الذي أصاب الناس هناك، والصدمة على رغم التوقعات القوية لسنوات بأعمال إرهابية ستحدث في لندن، تلك الصور التلفزيونية وصفت تلك الأيام افضل من الفيلم نفسه!

الى هذا، عرض المهرجان خارج تظاهراته فيلماً جديداً، يمكن ان يصنف أنه أحد أفلام الحرب الاميركية في العراق، والتي من غير المتوقع أن يتوقف إنتاجها في المستقبل القريب، وربما ستتحول الى ما يشبه التيار السينمائي، وكما حصل مع أفلام حرب فيتنام، وهو فيلم «الرسول» الذي يقدم في أول إخراج للإسرائيلي الذي يعيش في مدينة نيويوك اورن موفرمان، قصة الجندي الذي يكلف بنقل أخبار مقتل الجنود الأميركيين في العراق الى عوائلهم. الجندي الذي خدم في العراق أيضاً، وعاد منه بجروح دائمة، وعلم عراقي معلق فوق سريره، يبدو الشخص الخطأ تماماً لهذه المهمة، فهو ومنذ عودته من العراق، يجد صعوبة في الانسجام مع الحياة العادية أو التواصل الطبيعي مع الناس، ويتجنب الحديث عن الحرب او الحديث أصلاً.

تعود الحرب بدمارها ولا معناها الى الجندي بطل الفيلم، والذي عليه ان يواجه أقسى نتائجها في أمان المدن الاميركية. هو عليه مع زميله، ان ينقل أخبار الموت لست عوائل مختلفة الإثنيات والطبقات الاجتماعية وعلى طول وقت الفيلم، والذي لا تهرب الكاميرا او تتحفظ عن تصوير ألم تلك اللحظات المروعة، أي بعد ان يتلو الزميل المرافق «الصيغة الرسمية» لنقل خبر مقتل جندي ما.

في العادة، عندما تقدم السينما مشاهد مماثلة لعسكريين أميركيين، ينقلون أخبار الجبهة، يختفي حضور العسكر بعد المشهد تماماً، وتبقى القصة مع العوائل المنكوبة. لكن فيلم «المراسل»، يبقى مع رسولي الموت، يكون معهم قبل أن يصلا الى البيوت، يقف معهما على الباب، يحدق في الوجوه المذعورة، ثم يعود ليصحبهما الى حياتهما الخاوية.

الحياة اللندنية في 13 فبراير 2009

 

السينمائيون الفلسطينيون يطالبون ألمانيا بمعاملة بالمثل!

محمد موسى من برلين 

سريعًا جدًا، تحولت ندوة السينما الفلسطينية والتي نظمتها مؤسسة "دعم سينما العالم" الألمانية، إلى فرصة للسينمائيين الفلسطينين لإظهار غضبهم من مهرجان برلين، والسياسات الثقافية للعديد من الدول الأوروبية، والتي يرون بأنها تنحاز للسينما الإسرائيلية والمثقفين الإسرائيلين، ولا تقوم بمساعدة السينما الفلسطينية بالشكل الكافي. فالذين تحدثوا من الحضور، ومعظمهم فلسطينيون مثقفون، لا يفهمون مثلاً، لماذا قام مهرجان برلين بالتعاون مع مؤسسات ثقافية المانية ، بتوفير ثلاث فرص لمخرجين اسرائيليين شباب، للقدوم إلى برلين والبقاء فيها، لتطوير مشاريعهم السينمائية، ولا تفعل الشيء ذاته مع الفلسطينين!

بعض الفلسطينيون الذين حضروا الندوة شكوا ايضًا، من خلو الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان برلين، من الافلام الفلسطينية، خاصة مع وجود فيلمين روائيين فلسطينين انتجا السنة الماضية، هما فيلم آن ماري جسار "ملح هذا البحر" ، وفيلم "المر والرمان" لنجوى نجار ، في الوقت نفسه الذي يعرض مهرجان برلين السينمائي ما يقارب خمسين فيلمًا اسرائيليًا في برامجه المختلفة في دورته الحالية ، والتي ستختتم يوم الاحد القادم.

ويبدو ان موضوع الندوة ومحاورها، لم يكن واضحًا للكثيرين، وخاصة للمخرجات والمخرجين الفلسطينيين الذين قدموا من المناطق الفلسطينية او من الدول العربية المجاورة، هذا الارتباك الذي تحدثت عنه المخرجة المعروفة مي المصري ، والتي اعربت في مداخلتها عن انزعاجها ، ان يتجه الحديث في الندوة ، إلى تاريخ السينما الفلسطينية، او محاولة لإيجاد تعريفات اكاديمية لها، في الوقت الذي افترضت هي ، ان الندوة ، ستكون فرصة للمخرجيين الفلسطينين الشباب للقاء المنتجين الألمان او غيرهم ، للبحث عن فرص تعاون لمشاريع مستقبلية.

وركز الجزء الاخير من الندوة ، على مشروع سينما مدنية جنين ، وهو المشروع الذي بدأ، بمبادرة من المخرج الالماني ماركوس فيتير ، مخرج فيلم "قلب جنين" ، وهو الفيلم الذي اهتم بوالد احد الاطفال الفلسطينين ، والذين قضوا بنيران القوات الاسرائيلية ، ليقوم الوالد بعدها، ووسط غضب العديد من ابناء المدينة ، بالتبرع باعضاء ولده الى الاطفال الاسرائيلين المرضى.

هذا المخرج الالماني، والذي انتبه الى احد بنيات السينما المتروكة في قلب المدينة ، قرر السعي مع حكومة بلده، للعمل على اعادة الروح الى السينما بعد توقف لأكثر من عشرين عامًا، وتهيئتها لتكون صالة سينما حديثة في المدينة.

المخرج الذي حضر الندوة، مع والد الطفل الفلسطيني، موضوع فيلم "قلب جنين" ، قدم ايضا ، المدير الفلسطيني الجديد للصالة السينمائية التي ستتفح فور انتهاء اعمال الترميم ، هذا المدير القادم من خلفية قانونية، وصف تجربة السينما في قلب المدينة، بأنها ستحمل الكثير من الترفيه لسكان المدينة، اضافة الى الدور الذي يمكن ان تقوم به ، بنشر الثقافة السينمائية والاجتماعية.

مما يذكر ان مؤسسة "صندق دعم السينما" الالماني هو مبادرة من مهرجان برلين السينمائي مع مؤسسة "كلتور ديسبونديز) الثقافية الالمانية ، وان الصندوق يقوم بتقديم دعم لصناع السينما من اسيا وافريقيا واميركا الجنوبية ، ومخرجين من الشرق الاوسط ، حيث وصل عدد الافلام التي تلقت منح من هذا الصندوق الذي بدا عام 2004 ، ما يقارب الاربعين فيلمًا منها افلام ، حققت الكثير من الاهتمام عند عرضها في مهرجانات سينمائية او الصالات ، مثل فيلم هاني ابو اسعد "الجنة الآن" ، وفيلم محمود المساد "اعادة خلق".

موقع "إيلاف" في 13 فبراير 2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)