كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

برلين السينمائي يعاين العنف والعزلة

عمان - ناجح حسن

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والخمسون

   
 
 
 
 

تنطلق فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي الدولي يوم الخامس من الشهر المقبل وتستمر لمدة اسبوعين ويعد واحدا من أفضل ثلاثة مهرجانات سينمائية عالمية حيث يقترن في الاهمية مع مهرجان كان في فرنسا ومهرجان فينسيا بايطاليا .

يشتمل المهرجان الذي اختار الممثلة الأسكتلندية تيلدا سوتيه كرئيسة للجنة التحكيم في المسابقة الرسمية للمهرجان على محور الدورة الحالية التي تتناول المتغيرات في العالم المعاصر وعلاقة العالم بفكرة العولمة بالاضافة الى تكريم المخرج السينمائي الفرنسي كلود شابرول صاحب  سيرج الجميل  احد ابرز تيار موجة السينما الفرنسية الجديدة التي اثرت في السينما العالمية .

يستهل المهرجان فعالياته بفيلم  العالمي إخراج الألماني توم تيوكر الذي صورت العديد من مناظره في ألمانيا وسيجري تسويق عروضه في الصالات العالمية عقب اختتام المهرجان وهو انتاج بريطاني الماني مشترك من النوع السياسي يؤدي فيه دور البطولة البريطاني كليف أوين وناعومي واتس ، وتدور احداثه حول قصة تعقب أثر صفقات الأعمال الإجرامية التي تمول الحرب والإرهاب يذكر أن تيوكر افتتح المهرجان نفسه عام 2002 بفيلم  الجنة  الذي ادت الدور الرئيسي فيه كيت بلانشيت وانطلقت شهرة المخرج بفيلميه : : اركضي لول اركضي  و  العطر  المستمد عن رواية ادبية شهيرة .

وتناقش اغلبية افلام المهرجان الذي يحضر جانبا من فعالياته وفد من الهيئة الملكية الاردنية للافلام بغية اجراء عقود لتصوير مشاريع سينمائية عالمية في الاردن قضايا ومفاهيم واوضاع عالمية اغلبيتها تتعلق بتلك التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها العالم المعاصر وهناك العديد من الافلام تتعرض لتأثير العولمة على مصائر الافراد من جوانب متباينة كالحالات الرومانسية او في الفقد والضياع والعزلة وانماط من العنف السائد في سعيها البحث عن هويته وكينونته في لجة من التغيرات المتسارعة وهذا ما تفيض به افلام: القارىء لستيفن والدري و النمر الوردي لهارلد زيوارت و ماتوث للوكاس موديسون وجميعها ساهمت شركات المانية في تمويلها بالتعاون مع شركات انتاج سينمائية اميركية.

كما وتتضمن المسابقة الرسمية على احدث انجازات السينما الالمانية الجديدة التي يبدو انها في افضل حالاتها الانتاجية من بينها فيلم الاندرين  و الفيلم الايراني مشياً علي الأقدام  إخراج مزيرون حسن ومن خارج المسابقة هناك فيلم الغضب  لسالي بوتر والفيلم الصيني معجب إلي الأبد للمخرج تشين كيج بالإضافة الى فيلم الحياة الخاصة لربيكا مايلو والذي تضطلع بادائه جوليان مور مع النجم كيانو ريفز.

ومن بين الاقسام اللافتة في المهرجان ركن خاص بأفلام الشباب التي تنتج وتصور باسلوبية السينما المستقلة بعيدا عن هيمنة وشروط الشركات السينمائية العالمية الكبرى حيث يشتمل الركن على الاحتفاء بمجموعة من افلام المخرجين الشباب في اطلالتهم الاولى على صناعة الافلام والقادمين من بلدان : كوريا الجنوبية ورومانيا والولايات المتحدة وهولندا واغلبيتها تطرح جملة من العلاقات والصور وهي تندفع في محاكاة لقصص من بيئات متباينة وتفيض بالاحاسيس والمشاعر الدفينة داخل معالجات درامية وبصرية مبتكرة.

ويشارك في فعاليات الدورة الذي يحتفل بمرور 20 عاما على سقوط سور برلين المخرج الجزائري الفرنسي الاصل رشيد بوشارب الذي جرى الاحتفاء به في مهرجان  دبي  صاحب فيلم  بلديون  وبصحبته احدث انجازاته السينمائية وهناك ايضا النجمة كيت وينسليت والعديد من ابرز الاسماء في فضاءات الفن السابع .

ويهتم المهرجان بتلك الطاقات والمواهب السينمائية الشابة التي ترغب في تعميق وتطوير قدراتها او البحث عن تمويل لمشاريع قادمة حيث سيجري توفير اكثر من ورشة عمل وبرنامج تدريبي خاص بهذه الشريحة المكونة من مئات المواهب الآتية من ارجاء المعمورة وتعريفهم بالعديد من القامات السينمائية الرفيعة وابداعاتهم الكلاسيكية والمعاصرة فضلا عن اطلاعهم على احدث اساليب العمل والرؤى والافكارالمتبعة في السينما المعاصرة.

الرأي الأردنية في 2 فبراير 2009

 
 

الشيوعية تلقي بظلالها على مهرجان برلين السينمائي

برلين- هيلين ماجوري

ثمة سلسلة خاصة من الافلام تعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي تحيي الذكري الـ 20 لسقوط سور برلين.

وتحت شعار " بعد الشتاء يأتي الربيع" تعرض أفلام وثائقية وأخرى للرسوم المتحركة وافلام روائية تقليدية أنتجت في أوروبا الشرقية في السنوات التي سبقت سقوط الشيوعية.

وبحسب متحف السينما والتليفزيون في برلين فإن هذه الافلام وفرت وجهة نظر أمينة عن الحياة في ظل الانظمة الشمولية مبشرة بالتغييرات القادمة.

ويلقي الفيلم الوثائقي "كريستين" للمخرج هيلكه ميسلفيتس بنظرة من الداخل على حياة المرأة في جمهورية المانيا الديمقراطية.

يصور الفيلم عاملة بمصنع للفحم تغتسل مساء كل يوم قبل عودتها إلى بيتها لابنها وابنتها المعاقة. وتتحدث الام - وهي دون زوج- أمام الكاميرا قائلة إن المجتمع يسخر منها ويعتبر ابنتها عالة.

أما فيلم "يادوب اند بويل" للمخرج الالماني الشرقي رينر سيمون وهو فيلم روائي فهو يحكي قصة الرفيق يادوب وهو عمدة احد البلدات الصغيرة في المانيا الشرقية الذي يدرك اخطاء ماضيه ويوجه أسئلة حرجة عن الحاضر.

والفيلم وهو من إنتاج عام 1981 كان آخر ما انتجته ستديوهات السينما في المانيا الشرقية حيث اغلقتها السلطات بعد ذلك بقليل.

وقد أعيد افتتاح الاستديوهات بعد ذلك تحت اسم بيبلسبرج وهو اسم يعرض تحته عدد من الاعمال في مهرجان برلين من بينها فيلم الافتتاح " ذي انترناشيونال"- الدولي.

وتضم قائمة الأعمال الأخرى الفيلم البلغاري " الكونتيس" الذي يصور الاجواء الليبرالية والحرية غير المعتادة التي سادت المهرجان العالمي للشباب والطلاب عام 1968 وتداعيات محاولة سيدة شابة الاستفادة لاقصى حد من هذه الاجواء.

كما يعرض في المهرجان فيلم الرسوم المتحركة " تيل أوف تيلز-أم القصص" الذي أنتج في الاتحاد السوفييتي عام 1979 . كافح مخرج الفيلم يوري نورستين على مدي أربع سنوات كاملة حتى اخرج هذا العمل وهو عبارة عن عملية إعادة فك وتركيب من منظور شخصي لتراجيديات القرن العشرين . وقد رفضت الرقابة الروسية الاسم الاصلي للفيلم " الذئب الرمادى الصغير سيأتى " لاعتقادها انه يتضمن رسائل ضمنية. تشمل السلسلة أيضا افلاما من رومانيا وتشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا وبلغاريا.

يقول ديتر كوسليسك مدير مهرجان برلين السينمائي الدولي أن السلسلة تثبت " كيف أن الفنان يمكن أن يتنبأ بما سيحدث من تغييرات ويستطيع أن يرصدها" في أعماله السينمائية.

وبرلين هي بؤرة الاحتفالات السنوية بنهاية الشيوعية بعد 20 عاما من سقوط سور برلين.

العرب أنلاين في 2 فبراير 2009

 
 

رئيس مهرجان برلين السينمائى يؤكد مكانته كشخصية محبوبة

برلين- كلايف فريمان

متسلحا بابتسامة لاتبعث على الارتياح وبعينين متلألئتين، يجد ديتر كوسليك متعة بالغة فى القيام بدوره كمدير لمهرجان برلين السينمائي الدولى " برلينالى ".

ونجح كوسليك /57 عاما/ الذي تولي المنصب في عام 2001 في تعزيز صورة ومكانة مهرجان برلينالي خلال الأعوام الماضية في ظل تنافس هذا المهرجان مع مهرجاني كان وفينيسيا .

ويتحرك كوسليك بنشاط من موعد لآخر خلال الفترة التى تسبق مهرجان برلينالي الذي سيقام على مدار عشرة أيام اعتبار من يوم الخميس المقبل وهو من أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية في العالم.

ويحظى كوسليك بحب سكان برلين وموزعي الأفلام وكذلك النجوم على حد سواء كما أنه يفتخر بأن علاقته وطيدة بالعديد من أكبر الأسماء في عالم السينما.

وكان كوسليك يرأس مؤسسة سينمائية رسمية في ولاية شمال الراين فستفاليا الألمانية. وقد اكتسب هناك سمعة طيبة تمثلت في الترويح للأفلام الصغيرة حيث كان يرى أنه إذا فشل عالم السينما في تقديم موهبة جديدة "لن يكون هناك أي نجم للقيام بدور البطولة في الأفلام بعد 10 أعوام".

وقد كان واضحا أنه يريد تحقيق شيء إيجابي عندما أصبح مديرا لمهرجان برلين السينمائي الدولى وعمل على استحداث فعالية خاصة برعاية المواهب خلال برلينالي وهو ما أصبح حدثا شهيرا للغاية بين صناع السينما من الشباب في جميع أنحاء العالم.

واستجاب حوالي 3834 من المواهب الشابة الطموحة من 128 دولة للدعوة لتقديم طلبات للمشاركة خلال عام 2009 ومن بينهم مواهب من بوتسوانا وهايتي وقيرغيزستان وليسوتو ومدغشقر ومالاوي ومنغوليا.

ومنذ توليه منصب مدير مهرجان برلين، عمل كوسليك على استغلال المهرجان بصورة ناجحة لعرض افلام السينما الألمانية. ومن المقرر أن يتم عرض نحو 90 فيلما ألمانيا خلال المهرجان هذا العام.

وقد تم تقديم رقم قياسي من الأفلام يتجاوز 6 آلاف فيلم لمهرجان برلينالي هذا العالم اختير منها 386 فيلما للعرض يتم عرضها 1286 مرة في الأقسام المتنوعة للمهرجان.

وهذا يعني أنه سيتم يوميا عرض 32 فيلما كل يوم إضافة إلى 679 فيلما آضافيا يشاهدها مشترو الأفلام في سوق الأفلام الأوروبية وهو ما يمثل الجانب التجاري من المهرجان الأمر الذي يرفع العدد الإجمالي الذي سيعرض من الأفلام إلى حوالي 89 فيلما يوميا.

العرب أنلاين في 2 فبراير 2009

 
 

اليوم افتتاح مهرجان برلين والسينما الجزائرية فى المسابقة

بقلم   سمير فريد

يفتتح اليوم فى العاصمة الألمانية مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ٥٩ الذى يستمر حتى ١٥ فبراير الحالى حيث تعلن جوائزه، وهو أول مهرجانات السينما الدولية الثلاثة الكبرى من حيث تاريخ انعقاده يليه كان «١٣ ـ ٢٤ مايو»، ثم فينسيا «٢ ـ ١٢ سبتمبر».

يعرض المهرجان فى الافتتاح اليوم الفيلم الأمريكى «الدولى» إخراج الألمانى توم تويكر، ويعرض فى الختام الفيلم الفرنسى «عدن فى الغرب» أحدث أفلام فنان السينما الكبير كوستا جافراس.

هناك ٦ أفلام أخرى خارج المسابقة، أربعة أمريكية (القارىء) إخراج ستيفن دالدرى و«سمعة سيئة» إخراج جورج تيلمان الابن و«الفهد الوردى - ٢»، إخراج هاران زوارت و«حيوات بيبالى الخاصة» إخراج ريبيكا ميللر، والفيلم اليونانى «رماد الزمن» أحدث أفلام فنان السينما الكبير ثيو أنجلوبولوس، والفيلم الألمانى «ألمانيا ٢٠٠٩» لـ١٤ مخرجاً ألمانيا يعبرون عن ألمانيا اليوم من خلال ١٤ فيلماً قصيراً.

فى المسابقة ١٨ فيلمًا طويلاً «٣ من الولايات المتحدة و١١ من أوروبا، و٢ من كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وفيلم من كل من إسبانيا والدانمارك والسويد وبولندا ورومانيا و٢ من آسيا من الصين وإيران وفيلم من أمريكا الجنوبية من أوروجواى وفيلم من أفريقيا والعالم العربى من الجزائر، وهو فيلم «نهر لندن» إخراج رشيد بوشارب الجزائرى الفرنسى البريطانى المشترك عن الصراع بين المتطرفين الإسلاميين والغرب بعد تفجيرات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى أمريكا وتفجيرات لندن وغيرها من الأفلام الكبرى المنتظرة فى برلين ٢٠٠٩،

إلى جانب فيلمى كوستا جافراس وأنجلوبولوس أفلام فريراس وفايدا وكايجى وبوتير وتافرنييه التى تعرض فى المسابقة، وفيما يلى القائمة الأولى لأهم أفلام سينما ٢٠٠٩ فى العالم:

- «دموع السعادة» إخراج ميتشيل ليشتينستين «أمريكا»

- «الرسول» إخراج أورين موفرمان «أمريكا»

- «حبى الوحيد» إخراج ريتشارد لونكارنى «أمريكا»

- «كل شخص آخر» إخراج مارين أدى «ألمانيا»

- «عاصفة» إخراج هانز - كرستيان شميد «ألمانيا»

- «فى الضباب الإلكترونى» إخراج برتراند تافرنييه «فرنسا»

- «ريكى» إخراج فرنسوا أوزون «فرنسا»

- «شيرى» إخراج ستيفن فريراس «بريطانيا»

- «غضب» إخراج سالى بوتير «بريطانيا»

- «حليب الأسى» إخراج كلوديا ليوسا «إسبانيا»

- «الجندى الصغير» إخراج أنيت . ك أولسين «الدنمارك»

- «الأفيال البائدة» إخراج لوكاس موديسون «السويد»

- «الاندفاع اللذيذ» إخراج أندريه فايدا «بولندا»

- «كاتالين فارجا» إخراج بيتر ستريكلاند «رومانيا»

- «إلى الأبد» إخراج شين كايجى «الصين»

- «عن إيلى» إخراج أشجار فارهادى «إيران»

- «جيجانتى» إخراج أدريان بينيز «أوروجواى»

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في 5 فبراير 2009

 
 

مهرجان برلين التاسع والخمسين

محمد رضا

إذ ينطلق اليوم مهرجان برلين في دورة جديدة نفحص هنا ما آلت إليه المهرجانات عموماً من حال منذ أن أصبحت تنشد الهالـة الإعلامية أولها، كما نستعرض بعض ما سيعرضه المهرجان من أفلام٠ 

اليوم، الخامس من شهر شباط/ فبراير تنطلق الدورة التاسعة والخمسين وفيها أفلام لا حصر لها كالعادة٠

وبالنسبة لكثيرين فإن افتتاح الدورة بفيلم »العالمي« (او »الدولي«) هو افتتاح مثالي كما أوردت أكثر من مطبوعة. فالفيلم ألماني- ناطق بالإنكليزية من بطولة نجمين معروفين ومن تحقيق مخرج له سمعة معروفة٠ الى ذلك موضوعه يدور -ولو بخطوط عامّة- عن الإرهاب واستخدام المصارف لغسل الأموال والمؤسسات التي لها علاقة بالفساد طول وعرض هذا الكوكب المسكين الذي نعيش فوقه٠

لكن هل هذا هو فن؟

قد يكون الفيلم جيّداً مليئاً بالحسنات التنفيذية. المخرج هو توم تيكوَر الذي أدهش سنة 1999 حين أنجز Run Lola Run وقسّم النقاد سنة 2006 حين حقق Perfume: The Story of a Murderer ومن تصوير مدير تصويره المفضّل Frank Griebe ما يضمن ذلك اللمعان الفني والصورة الجميلة التي تميّز أعماله٠ لكن هذا ليس ضماناً، ولا وجود البريطاني كلايڤ أووَن ولا الأميركية ناوومي واتس ولا الألماني أرمين مولر-شتول فيه كفيل بتقديم أكثر من الإداء الجيّد المتوقّع منهم٠ لكن كل ما في الأمر أن متطلّبات المهرجانات الرئيسية اليوم تختلف عما كانت عليه حتى خمسة عشر سنة ماضية حين كانت الإجادة الفنية لا زالت المحك الأول في الإختيار. الآن لا زال على الفيلم أن يكون جيّداً (بحد أدنى) لكن من هم أبطاله وهل سيحضرون الإفتتاح ويهيّجون الصحافة والإعلام وما هي عناصر الإنتاج التي تزيّن العمل ... هل تبدو كما لو صُنعت خصيصاً للمهرجانات- هي المعايير الرائدة في اختيارات اليوم٠

إن لم يكن هذا صحيحاً، ماذا يفعل فيلم مثل Pink Panther 2 في المهرجان؟ ستيف مارتن، جان رينو، ألفرد مولينا وآندي غارسيا ومخرج بإسم هاراد زوارتس سيتواجدون في حفلة افتتاح الفيلم وسيُحسب وجودهم كبريق اعلامي إضافي٠ لا يهم أن الفيلم ليس أبداً خليقاً بالعرض لا في المسابقة ولا في أطرافها ولا في خارجها أيضاً٠

فيلم الإفتتاح

يشترك خارج المسابقة فيلم ستيفن دولدري »االقاريء«. فيلم متوسّط القيمة الفنّية لكنه على الأقل جاد بالنسبة لما طرحه حول عقدة الذنب لدى الألماني مما حدث خلال الحرب العالمية الثانية وتحديداً الهولوكوست٠

يتعامل المخرج مع رواية وضعها الألماني مستبعداً منها مواقف تعاطفية ومحافظاً بذلك على جدية الطرح ومنتهياً الى ما يشبه القول: كفى هولوكوست. لا أحد يستطيع أن يخرج من تلك المحنة رابحاً٠

في العروض هناك موضوع مشابه سنجد في فيلم The Messenger لمخرج جديد أسمه أورِن موڤرمان. هذا الفيلم المعروض داخل المسابقة يتناول حكاية جندي خلال الحرب العالمية الثانية يقع في حب زوجة ضابط ألماني ولا أدري ما يحدث بعد ذلك او إذا ما كان الفيلم نافذة أخرى على موضوع الهولوكوست او لا. البطولة لمجموعة لبن فوستر (آخر مرّة فيلم الرعب 30 Days of Night ومن قبله فيلم الوسترن 3:10 to Yuma الفيلم الجيّد لجيمس مانغولد) ووودي هارلسون وسامانتا مورتون٠

The Private Life of Pippa Lee وحسب »ذ هوليوود ريبورتر« فإن »الحياة الخاصة لبيبيا لي«٠

هو فيلم من النوع الذي »يشبه مجلات الزينة٠ غلوسي«. هو من إخراج ربيكا ميلر وبطولة وينونا رايدر، مونيكا بيلوتشي وماريا بيلو وجوليان مور وروبن رايت بن والرجل الوحيد في دور أساسي هو كيانو ريڤز٠

طبعاً سيكون هناك أفلام فنيّة داخل وخارج المسابقة، لكن المعيار الثابت لمعظم الإختيارات هي تلك المذكورة أعلاه. لذلك لا زال المرء يجد أن هناك من الأفلام الجيّدة وبل الممتازة ما لا يصل الى المهرجانات الثلاث الرئيسية (وأحياناً لا يصل الى مهرجانات دونها عالمية). أعتقد أنني محظوظاً كوني عضو منتخب لجوائز الغولدن غلوب لأن العديد من هذه الأفلام »المجهولة« تصب في هذه القناة٠

مدونة "ظلال وأشباح" في 5 فبراير 2009

 
 

الدورة الـ٥٩ تنطلق اليوم بفيلم »الدولي« لتوم تايكوير

السينما الفلسطينية في قلب »البرلينالة« والعربية مغفلة.. وخليط أذواق

زياد الخزاعي

خصّص »مهرجان برلين السينمائي الدولي« (البرلينالة)، الذي تنطلق دورته التاسعة والخمسون، مساء الخميس، في الخامس من شباط الجاري، للمرة الأولى في تاريخه، يوماً فلسطينياً بامتياز. إذ قرّرت إدارته، بالتعاون مع »الصندوق الدولي لدعم الفيلم« (جناح إنتاجي ذو وزن متنام في أوساط المؤسّسات الأوروبية الداعمة لمشاريع سينمائيي العالم الثالث، يقترب في استراتيجيته من نظيره الهولندي »صندوق هوبيرت بالز«، المرتبط بمهرجان روتردام، والذي يحتفل بعامه العشرين) و»معهد غوته«، اعتبار يوم الحادي عشر من الشهر الجاري تقديماً دولياً لسينما تشهد اجتهادات إخراجية لمجموعة من السينمائيين الفلسطينيين، الذين يواجهون رهاناً عصياً في إنجاز مشاريعهم، نظراً للحصار الإسرائيلي وحروبه المتكرّرة، وآخرها عدوانه على غزّة.

وتستضيف »البرلينالة« في هذه الجلسة مديرة »مهرجان شاشات لسينما المرأة« عالية أرصغولي، والمخرج جورج خليفة، والمنتجة والموزّعة المتخصّصة بأفلام الشرق الأوسط آريت ناديهارت، والمنتجة أرينا أورسيتش، وممثّلاً عن »الهيئة الملكية الأردنية للفيلم«، للمشاركة في ندوة »السينما في فلسطين«، التي يُتوقّع أن تثير سجالاً كبيراً. وبحسب مسؤولي الصندوق، فإن السعي إلى طرح أساليب العمل مع السينمائيين الفلسطينيين ودعم الإنتاج هناك، يُعدّ أولوية هذا اليوم، إذ إن النتاج السمعي/البصري يشهد هبّة غير مسبوقة. ويسند الصندوق هذه الفعالية إلى السمعة الألمانية لأسماء مخرجين فلسطينيين، كإيليا سليمان (»يد إلهية« و»وقائع اختفاء«، ويُنجز حالياً جديده »الزمن المتبقي«) وصاحب »حيفا« و»عيد ميلاد ليلى« رشيد مشهراوي، ومواطنه هاني أبو أسعد (»زواج رنا« و»الجنة الآن«)، إلى مي المصري (»أطفال جبل النار« و»أحلام المنفى«) وآن ماري جاسر (ملح هذا البحر) ونجوى النجّار (المرّ والرمان)، والممثّلة هيام عباس (يعرفونها في ألمانيا لدورها في »شجرة الليمون« للمخرج الإسرائيلي أيراس ريكليس)، ورائد أنضوني (ارتجال) وغيرهم.

باستثناء هذا الحدث، تكاد الدورة الحالية لـ»البرلينالة« تغفل السينما العربية، لولا مشاركة »نهر لندن« للجزائري الأصل والفرنسي الجنسية رشيد بوشارب، الذي يتنافس على جائزة »الدب الذهبي« في المسابقة الرسمية؛ وفيه، يسرد المخرج علاقة ملتبسة بين رجل مسلم وامرأة مسيحية من ضحايا تفجيرات تموز ٢٠٠٥ (تمثيل بريندا بليثن ورشيد زيم وسامي بوعجيلة). ويطلّ العراق وحربه المعقّدة في باكورة كاتب السيناريو والمخرج الإسرائيلي الأصل أورين موفرمان »الساعي« (داخل المسابقة)، حول الأيام العصيبة التي يقضيها الشاب ويل (بن فوستر) في مشفى إعادة التأهيل، بعد إصابته البالغة في العراق. ومع تخلّي حبيبته عنه، وقبل أن يُغرم بأرملة شابة (سامانثا مورتن)، يجد البطل ضالته في مسؤول رفيع يدعى توني (وودي هارلسون)، ليعزّز أمل عودته إلى الحياة الطبيعية، والاعتراف الحكومي بعاهاته و»بطولاته«.

١٨ دولة

من بين الأفلام الستة والعشرين (من ١٨ دولة) داخل المسابقة، هناك ثمانية عشر فيلماً تتنافس على جائزتي »الدبّين الذهبي والفضي«، منها أربعة عشر عرضاً دولياً أول. وفي العروض الخاصة، يُعرض خمسة عشر عملاً طويلاً، منها عشرة عروض دولية أولى. وكان رئيس المهرجان ديتير كوسليك أعلن، قبل شهر، اختياره جديد المخرج الألماني توم تايكوير (»اركضي لولا اركضي« و»العطر«)، بعنوان »الدولي« لافتتاح الدورة هذه: تدور أحداثه حول عميل »أنتربول« (كليف أوين)، مهووس بتعقّب عصابة دولية للنصب على المصارف. وكلّما تورّط في المطاردة، التفت حول عنقه حبائل التصفيات والفساد. في المقابل، سيختتم العمل الجديد لليوناني الأصل الفرنسي الإقامة والجنسية كوستا غافراس (»زد« و»حالة حصار« و»هانا ك«)، بعنوان »عدن هي الغرب«، الدورة نفسها في الخامس عشر من الشهر الجاري: تدور أحداثه حول الهجرة السرّية للشباب الأفريقيين إلى أوروبا، وتبعات هذه المغامرات، التي تنتهي في »قوارب الموت المغربية«.

من العناوين الأخرى، هناك فيلم »الماموث« للسويدي المميّز لوكاس موديسون: عن زوجين تنقلب حياتهما رأساً على عقب، إثر قرار الزوج تغيير قدره خلال زيارة صيفية لهما إلى تايلاند. وأنجزت البيروفية كلاوديا يوسا (لها سابقاً تحفة صغيرة بعنوان »ميدينوسا«) اختراقاً بفيلمها الأخير »حليب الأسى«، في المنافسة على جائزة الدب البرليني: عن فاجعة أطفال مشوّهين نتيجة حليب رضاعة أمهاتهم اللواتي تعرّضن للاغتصاب أو التعذيب. الصيني الكبير كين كايجي يعود إلى برلين مع أجواء عالم الموسيقى وعروض الأوبرا الشعبية الأخّاذة، التي عجّ بها نصّه الأثير »وداعاً خليلتي« (١٩٩٣)، ليسرد سيرة حياة أشهر مغنية أوبرا صينية تدعى ميي لانغفانغ، في فيلمه الروائي الحادي عشر »مسلوب القلب إلى الأبد«. ويُعرض للفرنسي المخضرم برتران تافرنييه نصّه البوليسي »في الضباب المكهرب«، المقتبس عن رواية الكاتب جيمس لي بيرَك، الذي أدّى تومي لي جونز، الممثل المميّز، دور البطولة: عن مخبر يتعقّب سفّاح صبايا في أجواء نيو أورليانز. زميله البريطاني ستيفن فريرز يأتي إلى برلين مع اقتباسه رواية الفرنسية كوليت »شيري« الرومانسية، حول الفتى الذي يتعلّم الرجولة على جسد امرأة، خبرت حياة مجون باريس في عشرينيات القرن الماضي. وعلى المنوال نفسه، مع تغيير العشّاق، سرد البولندي المخضرم أندره فايدا، في »الاندفاعة العذبة«، عذابات الوحدة والإقصاء التي تعيشها البطلة مارتا (الممثلة البولندية الشهيرة كريستينا ياندا)، تحت وطأة انغماس زوجها في عمله كطبيب، قبل أن تعيش مراهقة متأخّرة مع شاب يدعى بوغوس. وتشارك البريطانية الطليعية سالي بوتر بعملها الأخير »هياج« (المسابقة)، بعد إسقاط مشاركتها في مهرجان »كان« المقبل، حول عوالم دور الأزياء وغرائب أجوائها، التي تورّط طالب المدرسة اليافع (يُصوّر أسبوعاً للموضة في نيويورك) في فضول تقصّي ملابسات جريمة قتل. زميلها الفرنسي فرانسوا أوزون يُقدّم طوراً سينمائياً جديداً، يُتوقّع أن يُثير جدلاً، إذ تعقد بطولة جديده »ريكي« إلى رضيع، هو ثمرة حبّ بين شخصيتين مألوفتين.

روائع عالمية

أما البلد المضيف، فيُشارك بعملين في المسابقة: »عاصفة« للمميّز هانز ـ كريستين شميدت، عن التجربة المرعبة التي يخوضها وكيل قضائي، يتعاون مع محكمة لاهاي في الكشف عن المقابر الجماعية في كرواتيا. وتصوّر مواطنته مارين أدي في »كل الآخرين« حكاية الخراب الذي يصيب علاقة بطلين في الثلاثينيات من العمر، عندما يلتقيان في رحلة استجمام في سردينيا، مع ثنائي غامض. فيما يقدّم الإيراني أصغر فرهادي (أثار اهتماماً نقدياً مُعتَبَراً بفضل نصّه الذكي »ألعاب يوم الأربعاء النارية«)، جديده »عن إيلي«، الذي واجه حملة منع عند عرضه في مهرجان فجر السينمائي في إيران، بسبب اعتراض وزارة الثقافة على بطولة الممثلة غلوشفته فرهاني، لظهورها إلى جانب النجم ليوناردو دي كابريو في »كتلة أكاذيب« لريدلي سكوت، قبل أن يتدخّل الرئيس أحمدي نجاد لنصرته: تتبع حكايته خطوات بطلات فيلميه السابقين »رقص في الغبار« و»مدينة جميلة«، حيث نشاهد رحلة عائلات إيرانية إلى شمال البلاد. وبعد المجد الذي حصل عليه فيلم المخرج الروماني الشاب كريستان مونجيو »أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان« (السعفة الذهبية في »كان«)، والمديح النقدي لأفلام مثل »موت السيد لازاريشكو«، يأتي بيتر سيتركلاند »كاتالاين فرغا«، ليُكمل دورة نجاح معتَبَرة للسينما الرومانية المعاصرة، وتؤدّي فيه نجمة المسرح هيلدا بيتر أول أدوارها السينمائية، بتجسيدها شخصية أم شابة، ترحل إلى جبال كربثيان، بحثاً عن والد رضيعها، فتفتح أكثر فصول حياتها سوداوية.

خليط سينمائي غريب الأذواق وغير مفهوم، يجمع المعلّم السينمائي اليوناني الكبير ثيو أنغولوبولس، والمقطع الثاني من ثلاثيته الرعوية التي بدأها في »مروج النحيب« (٢٠٠٣) ويستكملها هذا العام في »غبار الزمن« (١٢٥ د.)، مع هارفي كيتيل وويليام دافوي وبرونو غانز: عن مخرج سينمائي أميركي من أصول إغريقية، يصوّر شريطاً روائياً ضخماً عن سيرة عائلته خلال الحرب الباردة. هناك فيلم هوليوودي باهت بعنوان »بينك بانثر ٢«، حول النمر الوردي وقفشاته البليدة، للمخرج هارالد زوارتر، الذي ورد اسمه إلى جانب كوستا غافراس، وريبيكا ميللر زوجة الممثل دانيال داي لويس، التي تعرض جديدها »الحياة الخاصة لبيبا لي«، ومواطنها ستيفن دالدري وفيلمه »القارئ« السيئ الدراما والشخصيات، وزميلهما الأميركي جورج تيلمان الإبن »نوتوريوس«، حول أشهر مغنّي موسيقى راب، يُغتال نتيجة تصفية حسابات مافياوية.

أجمل مفاجآت هذه الدورة، تخصيص إدارة »كوسليك« تكريمها بإحدى تقنيات السينما خلال خمسينيات القرن الفائت وستينياته، التي بارت مع مرور الوقت وتغيّر الأذواق: شريط الـ٧٠ ملم (سعة الشريط السيليلوزي)، الذي فاق نظيره الـ٣٥ ملم في جودة الصورة وعمق بانورامية مشهدياتها الملحمية. وسنكون من المحظوظين إزاء إعادة مشاهدة روائع عالمية على شاشات عملاقة، تستعيد ألق إحدى المغامرات التكنولوجية التي لم يدعمها أحد، فذهبت إلى المتاحف. من العروض الخاصّة بهذا الاحتفال: »الحرب والسلم« (١٩٦٢ـ٦٧) للروسي سرغي بوندراتشوك، و»بن هور« (١٩٥٩) لوليم وايلر، و»كيلوباترا« (١٩٦١) لجوزيف ل. مانكيويتش، و»لورنس العرب« (١٩٦١ـ ٦٢) لديفيد لين، و»باتون« (١٩٦٨) لفرانكلين جي. شافنر، وغيرها.

)برلين(

السفير اللبنانية في 5 فبراير 2009

 
 

مهرجان برلين السينمائي في دورته التاسعة والخمسين ينطلق هذا المساء

ساحة بوتزدامر معقل المواهب ما دون الأربعين من البيرو الى ايران

أنغلوبولس في عواصف التاريخ وفريرز يصوّر علاقات باريسية خطرة

برلين ـــ من هوفيك حبشيان

الـ"برليناليه" يفتتح هذا المساء دورة جديدة. انه، بلا شك، المهرجان الذي وحّد الألمان حول مسلّمات العصر الحديث وقيمه. في مدينة تاريخية عظيمة الشأن، هي برلين، تحوي كل الغرائبيات، هذا المهرجان هو الموعد السنوي الأكثر رمزية: ليس من تظاهرة لعبت الى هذا الحد دوراً تاريخياً في مصالحة شعب والخروج من غياهب التاريخ منتصراً على الخراب وفخوراً بإنجازاته. اليوم، ومع حلول الذكرى الـ20 لسقوط جدار برلين، أمسى بعيداً زمن كان فيه الأوروبيون يلجأون الى لغة العنف لمخاطبة بعضهم البعض. وهل غير الفنون الجميلة والأدب والسينما الأكثر قدرة على مراقبة سلوك البشر وتغيراتهم؟

المُسافر من وسط فرنسا (كليرمون فيران) الى برلين، للمشاركة في الدورة التـاسعة والخمسين لـلـ"برليناليه"، لا بد أن يعبر طبيعة أوروبية صافية تغمرها الثلوج في أماكن، فيما الشمس تطل بأشعتها الخجولة في أماكن أخرى. رحلات طويلة في القطار تعبر التلال والوديان والبراري، تحت سماء شبه غائبة لشدة البياض، في حين يلوح في الافق فجر يوم مثمر بلقاءات كثيرة. فالسفر والسينما مصير واحد ومسارهما متلازمان. انهما اشبه بذهاب واياب بين الواقع والمتخيل. من بلد الى آخر يعرّفنا السفر الى أماكن وشعوب تصمد في الذاكرة الى الأبد. وما هي السينما غير هذا؟ تاريخ الشعوب والأمكنة مطبوع على مادة لاصقة...

لسنوات خلت، كانت ساحة بوتزدامر حيث تُعقد معظم تظاهرات المهرجان، خط التماس الذي فصل المانيا الشرقية عن الغربية. لكن، الآن تغيرت الأمور وصار هذا المكان يحتضن ثالث اكبر مهرجان سينمائي في العالم بعد كانّ والبندقية: الـ"برليناليه". الاسم مشتق من مدينة لم يبق منها شيء في سنوات الحرب العالمية الثانية سوى الخراب والدمار والبؤس. اياً يكن، فبعد عقود طويلة من العزلة، تحولت هذه المدينة "الرمزية" الى نموذج للهندسة العصرية يزورها 70 ألف سائح في اليوم. في مطلع شباط من كل عام، يجتاحها عشاق السينما من انحاء ألمانيا وأوروبا والعالم للاحتفاء بفن كبير كان له فضل كبير في لمّ شمل "العائلة" الألمانية.

ليس ثمة ما هو أكثر بداهة من أن تحمل مدينة كوزموبوليتية كبرلين راية السينما القائمة أصلاً على فكرة الاختلاف. فنحو من 40 صالة موجودة في هذه المدينة، لكن هذا العدد يكاد لا يكفي لسد جوع الألمان الى المعرفة والاتصال بالقرية الكونية بعد سنوات من الانغلاق والتقوقع! واذا كانت للألمان رغبة في قلب صفحة الماضي، فكل شيء في برلين يحضهم على تذكر أشباح التاريخ، بدءاً مما يُعرض على الشاشة من حين الى آخر، وعلى علاقة مباشرة بالتاريخ الألماني، وصولاً الى هذا الجدار، الذي لا يسع المهرجان هذه السنة أن يُعقد من دون الالتفات اليه، وخصوصاً في مناسبة مرور عقدين على انهياره.

بعد دورة لم تخلّف ذكريات كبيرة، ها هي الطبعة ما قبل الستين (رئاسة لجنة التحكيم للممثلة البريطانية تيلدا سوينتون) تقترح برنامجاً شائقاً، اقلّه في ظاهره وخطوطه العريضة، وفي الانطباعات الأولى التي يتركها هذا البرنامج لدى متابع الشأن السينمائي. فقائمة الأعمال المعروضة تمنح الاحساس بأنها اختيرت بعناية ودقة من جانب المدير الفني ديتر كوسليك، الذي كان موضع انتقاد شديد في الدورات الماضية. في انتظار أن ننفي هذه الأحاسيس السابقة لأوانها، أو نؤكدها، نستطيع أن نؤكد شيئاً واحداً على الأقل، هو أن الأسماء الكبيرة، الضرورية في كل مهرجان من الفئة "أ"، ستكون حاضرة على مدار الأيام العشرة للمهرجان. في المسابقة مثلاً، التي تضم 19 فيلماً، نجد الانكليزي ستيفن فريرز؛ اليوناني - الفرنسي قسطنطين كوستا - غافراس؛ الصيني تشن كاييغ؛ الفرنسيين برتران تافيرنييه وفرنسوا أوزون؛ البولوني أندره فايدا... في حين أننا نعثر خارج المسابقة، لكن دائماً في الاختيار الرسمي، على كل من المعلم اليوناني تيو أنغلوبولس والأميركي الخارج على القانون بول شرايدر وجهابذة من مثل الايطالي السبعيني أيرمانو أولمي والبرتغالي مانويل دو أوليفيرا الذي تجاوز المئة من العمر، وهو أكبر معمر سينمائي لا يزال ناشطاً على الاطلاق.

التجربة الأولى أو الثانية

هذه الأسماء المكرسة تتجاور مع مَن هم اقل شأناً منها على مستوى التاريخ والتجربة، ويقارب عددهم نحو ربع المسابقة. هؤلاء الذين يبلغون منتصف الثلاثينات من العمر، يشاركون في المسابقة إما بفيلمهم الأول وإما بالثاني. ومَن يعرف؟! فقد تكون جائزة "الدب الذهبي" التي ستُمنح في ختام المهرجان، أي في الخامس عشر من الجاري، من نصيب واحد منهم، كما كانت الحال مع الفيلم البرازيلي "الفرقة النخبة" العام الماضي. من هؤلاء الوافدين حديثاً الى السينما، الألمانية الشابة مارين أديه التي تنجز مع "كل الآخرين" فيلمها الثاني وهي لا تزال في الثانية والثلاثين من عمرها. دراما نفسية عن ثنائي ألماني سيعيد النظر في علاقته بالعيش تحت سقف واحد غداة تعرفه الى ثنائي آخر. أيضاً في المسابقة، شاب آخر من ايران هذه المرة هو أصغر فرحادي (1972) الذي يأتينا بـ"في خصوص ايلي"، المتمحور على أحمد، الايراني الذي يعيش في المانيا منذ زمن بعيد، والذي يقرر زيارة وطنه الأم. علاقات متأزمة وحوادث غامضة في هذا الشريط الذي هو الثاني لمخرج ولد في اصفهان.

دائماً في خانة المواهب الفتية، نجد مخرجاً أرجنتينياً يدعى أدريان بينييز يدخل المسابقة البرلينالية بباكورته "جيغانته"، بعدما عمل موسيقياً ومغنياً وكاتب سيناريو لمسلسل تلفزيوني اسمه "نهاية العالم". انها قصة عزلة في ضواحي مونتيفيديو. شاب في الخامسة والثلاثين (العمر الذي يبلغه المخرج) يعمل حارساً ليلياً في سوبرماركت. ذات يوم، سيتعرف الى خادمة، عبر شاشة المراقبة، ويهتم بمصيرها. مخرج آخر، في الخامسة والثلاثين، هو البريطاني بيتر ستريكلاند، يشارك شريطه "كاتالين فارغا" في المسابقة، وهو الطويل الأول له ايضاً، بعد سلسلة أفلام قصيرة، سبق أن عرض منها "بابلغام" هنا في الـ"برليناليه" عام 1997. فيلمه هذا هو بورتريه عن امرأة معذبة ضحية عالم ذكوري بامتياز اكلها لحماً ورماها عظاماً. أما البيروفية كلوديا ليوسا، المشاركة في المسابقة، فهي الأخرى لا تزال في مطلع الثلاثينات من عمرها، وقد انجزت الى الآن فيلمين، يُعرَض لها الثاني الجديد، "حليب الوجع"، في برلين. طيف الماضي البيروفي يخيم على هذا الشريط. تنتقد ليوسا الممارسات القمعية وأعمال القتل والعنف التي طالت البلاد بين عامي 1980 و2000. ومن ضمن المبتدئين، لكن في عمر أكثر تقدماً (40)، هناك أيضاً الاسرائيلي أورين موفرمان، المشارك في المسابقة بـ"المرسل"، عن جندي أميركي خاض المعارك في العراق والشرق الأوسط، ثم يعود ليصبح ناقل رسائل النعي الى أهالي الجنود الذين يقتلون في الجبهة. يذكر أن موفرمان يعيش ويعمل في الولايات المتحدة، وله تجربة في كتابة السيناريوات، وسبق أن تعاون مع تود هاينس على نص "لستُ هناك".

أصحاب تجربة

أسماء أخرى لها تجربة معينة في الإخراج، تعود هذه السنة الى برلين، في المسابقة، ومنها: الأميركي ميتشل ليشتنشتاين الذي يقدم "دموع سعيدة" بطولة ديمي مور، بعدما خاض التمثيل في مسلسلات وأيضاً في أفلام سينمائية تحت ادارة لوي مال، آنغ لي وروبرت ألتمان. تقدم رجل في السن يجبر شقيقتين على العودة الى المنزل العائلي، مما يشكل مناسبة للتصادم والتأمل في الحياة! هناك أيضاً الدانماركية أنيت أولسن التي اعتادت المجيء الى برلين، وفي جعبتها هذه المرة "جندية صغيرة". قصة مؤثرة عن لوته، العائدة من مهمة عسكرية خارج الدانمارك والتي ترغم على العمل سائقة لدى والدها. لكن الأخير يدير ماخوراً، وذات يوم ستتعرف لوته الى عاهرة نيجيرية تعمل لديه، فتقرر انقاذها، على الرغم منها.

صاحب الفيلم الشهير "فاكينغ آمال"، الأسوجي لوكاس موديسون، يشارك في المسابقة أيضاً بفيلم "ماموث" من بطولة غاييل غارثيا بيرنال، حول تيمة الطفولة المعذبة التي سبق أن تطرق اليها في أعماله. رينيه زيلويغر ستكون حاضرة هي أيضاً في المهرجان من خلال فيلم البريطاني ريتشارد لونكراين My One And Only، وهو "رود موفي" شائق مستوحى من ذكريات طفولة الممثل جورج هاملتون. الفيلم طريف ورومنطيقي على ما يبدو. بعد فيلمها "نعم" المعروض في الدورة السادسة والخمسين من المهرجان، تعود البريطانية سالي بوتر بفيلم "كورال" يشمل 14 شخصية، ويقول عنه الملف الصحافي إنه "تراجيكوميديا عن تداعيات العولمة في زمن المعلومات"! أما الألماني الموهوب هانز ـــ كريستيان شميت، فيقترح علينا "عاصفة"، ومحوره هانا ماينارد، قاضية في محكمة لاهاي الدولية.

جهابذة وتحيات وكنوز

ممّا لا شك فيه أن عرض الفيلم الجديد للمخرج والمؤرخ السينمائي الفرنسي برتران تافيرنييه الجديد، "في الضباب الكهربائي"، سيكون من أبرز محطات الدورة التاسعة والخمسين، ذلك لأنه يشكل، أولاً، عودة تافيرنييه الى الولايات المتحدة لتصوير فيلم، وثانياً لأنه عودة الى اقتباس رواية بوليسية لكاتب (جيمس لي برك) سبق أن اقتبس احدى رواياته في فيلم ناجح جداً، وثالثاً لأن طومي لي جونز هو من يلعب بطولته. أما قسطنطين كوستا - غافراس، الذي أنجز ما يمكن اعتباره تنويعة جديدة لفيلم ايليا كازان "شرق عدن"، وهو "عدن في الغرب"، فيشرح فيلمه بالكلمات الآتية: "لكل قصة. للشحاذ الذي يمد يده قصة. للمرأة السكيرة التي تنام على مدخل المترو قصة. وللرجل الذي يقدم على الهرب، على غرار تشارلي شابلن، بمجرد رؤية الشرطة، قصة ايضاً...". يُذكر ان لغافراس سيرة طويلة مع مهرجان برلين. فهو نال فيه "الدب الذهبي" عام 1990 عن فيلمه "علبة الموسيقى"، ثم شارك في المسابقة مع فيلمه "آمين"، قبل أن يترأس لجنة التحكيم العام الماضي.

مع "شيري"، يعود السينمائي القدير ستيفن فريرز الى دراما الحقبة أو "الفيلم بالأزياء"، بعد سنوات على رائعته "علاقات خطرة". النقطة المشتركة في الفيلم هي ميشيل بفايفر. أما الأجواء فهي أجواء باريس في بداية القرن الفائت: الفن، الموضة، المسرح، الموسيقى، السينما، والنساء اللواتي يتطلب الحصول عليهن الكثير من البذخ والثراء. علاقات خطرة اذاً في برنامج المخرج الانكليزي. أما الفرنسي - الجزائري رشيد بوشارب فيختار برلين دون "مهرجان كانّ" (13 - 24 أيار المقبل) الذي كان أعاد اليه الاعتبار عام 2006، ليطلق عبر منصته فيلمه الجديد "نهر لندن". يتطرق الفيلم الى الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها لندن في تموز 2005 ونتج منها 56 قتيلاً وأكثر من 700 جريح. اب مسلم وأم مسيحية يختفي ولداهما جراء هذه الانفجارات، وعلى رغم فوارقهما العقائدية سيتحدان في الفاجعة والمأساة خلال بحثهما عن المفقودين.

في مسابقة لا تتضمن الا القليل من الأفلام الآسيوية، يأتي الصيني تشن كاييغ بملحمة تاريخية عن حياة الممثل والمغني الصيني الكبير ماي لانفانغ (1894 ــ 1961)، ولا شك أن الفيلم هو احدى اللحظات القوية لهذه الدورة، شأنه شأن الفيلم الجديد للجهبذ اندره فايدا (1926)، "تاتاراك"، الذي يعود الى برلين بعد سنة بالتمام والكمال على عرض فيلمه الأخير هنا. النصّ مستوحى من قصة قصيرة لياروسلاف ايفاتسكيفيتش، لكن المعلم البولوني لا يكتفي بنقلة سينمائية حرفية. هناك اخيراً، في اطار المسابقة، الفيلم الجديد للفرنسي فرنسوا أوزون، "ريكي"، عن قصة للكاتبة البريطانية روز ترايمان. كاتي وباكو يتزوجان. انهما ثنائي عادي، غير انهما سيرزقان بطفل يسميانه ريكي سيكون استثنائياً بكل المقاييس...

أما خارج المسابقة، فالدورة الحالية تشهد عودة المعلم اليوناني تيو أنغلوبولس الى الاخراج، بعد انقطاع 11 عاماً، أي منذ "الأبدية ويوم" الذي اقتنص سعفة كانّ الذهبية عام 1998. ويقال إن "غبار الزمن" هو ثاني جزء من ثلاثيته السينمائية الجديدة، بعد "ثلاثية الحدود" و"ثلاثية الصمت". أربعة بلدان شاركت في انتاج هذا الفيلم: ألمانيا، روسيا، ايطاليا واليونان. ووزعت الأدوار على ممثلين كبار: ميشال بيكولي، برونو غانز، ويليم دافو، ايرين جاكوب. انه قصة مخرج يقرر تصوير فيلم عن والديه، مهاجران يونانيان، تتحكم بمصيرهما الحوادث التاريخية التي تحصل في زمنهما. ختاماً، يلقي المهرجان تحيتين: الأولى موجهة الى المخرج الفرنسي الكبير كلود شابرول، من خلال عرض آخر أفلامه، "بيلامي" (تمثيل جيرار دوبارديو)، والثانية محورها الموسيقي موريس جار، الى جانب استعادات كثيرة لكنوز سينمائية في نسخ مرممة، اهمها "2001، أوديسيا الفضاء" لستانلي كوبريك.

 ( hauvick.habechian@annahar.com.lb) 

توم تيكفر العالمي

في افتتاح الـ"برليناليه"

المخرج الألماني (ذو الانشغالات العالمية) توم تيكفر، صاحب "لولا أركضي" و"العطر"، هو، بلا أدنى شك، احد نجوم هذه الدورة. فهو الذي سيفتتح المهرجان هذا المساء بفيلمه "العالمي" (تمثيل كلايف أون، ناومي واتس). محور الفيلم عميل انتربول يسعى الى وضع اليد على مصرف يموّل عمليات ارهابية في اماكن مختلفة من العالم. من أجل بلوغ الهدف، سيتعاون هذا العميل مع قاضية في محكمة نيويورك، لكن الطريق ستكون محفوفة بالأخطار اذ ان الإرهابيين لا يتوانون عن استخدام أعنف الاساليب! أما الفيلم الآخر الذي يشارك فيه تيكفر فهو العمل الجماعي "المانيا 09 - 13 فيلماً قصيراً عن حال الأمة"، وهو مجموعة أفلام قصيرة أنجزها سينمائيون ألمان لا يزالون في مقتبل تجربتهم أو هم من المكرسين، بينهم: فاتح أكين، ولفغانغ بيكر وتوم تيكفر. المخرجون المشاركون في الفيلم، يرمون نظرة خاصة على "ألمانياهم"، بلا قيد أو شرط، وذلك بعد 20 عاماً على سقوط الجدار.  

المقر "الجديد" ينبض بالحياة والسوق امتلأت بالأفلام حتى آخر ركن فيها !

في أواخر الثمانينات من القرن الفائت، وتحديداً قبل انهيار الجدار بسنوات، لم يكن أحد يتجرأ على الحلم بأن الـ"برليناليه" سينتقل في يوم من الأيام الى ساحة بوتزدامر، التي كانت في يوم من الأيام تعج بالحياة وأصبحت مع الوقت منطقة خالية مهجورة حزينة. لكن المهرجان الذي كان يُعقد في مدينة الجدار استفاد من الذكرى الخمسين لتأسيسه، عام 2000، للانتقال الى مقره الجديد في ساحة بوتزدامر. وكان المهرجان يعتبر نفسه منذ تأسيسه عام 1951، نافذة يعرض العالم نفسه من خلالها، ونقطة تقاطع بين الشرق والغرب. دفعة واحدة أصبح للمهرجان مركز حقيقي بكل ما في الكلمة من معنى ومبنى فخم مخصص للاحتفالات. المدينة الموحدة هدف جذاب لعشاق الفيلم وصنّاعه، وأيضاً لنجومه، كجورج كلوني الذي بات من الضيوف الدائمين. وكانت دعوة مادونا العام الماضي لعرض باكورتها فكرة جذبت آلاف الناس الى الـ"برليناليه".

هنا، وجدت الأفلام كلها موطناً جديداً. وفي أوساط الزوار، كان الـ"برليناليه" يوصف دوماً بأنه مهرجان للعمل مع برنامج واسع جداً من الأفلام والنشاطات. وعندما تولى ديتر كوسليك، عام 2002، منصب مدير المهرجان وتالياً ادارته لمهرجان سينمائي كبير، تغيرت على نحو محسوس. كان كوسليك، المولود في بفورتسهايم، معروفاً في المحافل السينمائية الألمانية بأنه رجل موهوب في مجال الاتصالات والعلاقات. بدأ حياته المهنية في قطاع الإعلانات التجارية، وكان مدير مكتب عمدة هامبورغ للشؤون الثقافية والعامة ثم محرراً ثقافياً. وساهم، عندما تولى رئاسة قسم تشجيع صناعة الفيلم ودعمها، مساهمة جوهرية في جعل ولاية شمال الراين موقعاً جذاباً للانتاج السينمائي. عندما تولى ادارة المهرجان أثبت انه موهوب في القاء الخطب والاستعراض. فهو يدير الاجتماعات والمناقشات ببساطة بارعة وبروح مرحة تتخللها فكاهات عفوية. اما عراكه المزمن مع اللغة الانكليزية، فيغطيه بقدر مناسب من التهكم على نفسه. غير أن كوسليك أثبت أيضاً انه استراتيجي كفوء، اذ أدخل الاصلاح الى قلب المهرجان. وكونه من المؤيدين للفيلم الألماني، ويهتم على نحو خاص بالجيل الناشئ، فقد صنع له وبمنتهى الاصرار منصة مهمة للبروز.

بين المهرجانات الدولية، يحتل الـ"برليناليه" المرتبة الأولى من حيث عدد الزوار. عدد البطاقات المبيعة يتزايد كل عام. وبلغ مستوى حضور الحفلات درجة عالية تحسده عليها المهرجانات المنافسة لها. والأفلام المقدمة الى المهرجان تتزايد بصورة متواصلة. وعلى رغم ان سوق الفيلم الأوروبية قد انتقلت قبل عامين الى مبنى مارتن غروبيوس الكبير فإن المبنى ضاق بها مرة اخرى وامتلأ حتى آخر ركن فيه. على رغم هذا النجاح، فالنقد دائماً موجه الى ادراة المهرجان، اذ هناك من يعتبره "مخزناً لمختلف انواع البضائع". ومن أجل اختيار قائمة الأفلام المشاركة، يتعين على الادارة مشاهدة نحو من 5000 فيلم، وتوجد لجان تشاهد وتختار في كل قسم من اقسام المهرجان. بعد ذلك يشاهد رؤساء الأقسام ما تم اختياره. ويقول كوسليك انه يختار بنفسه نحو 200 فيلم. "التحدي الحقيقي للبرمجة يكمن في اختيار التركيبة الصحيحة. اذ ان برنامج منافسة دولية يجب أن يكون على سوية درامية عالية. ولكن لا بد من مراعاة أذواق الجمهور غير المتجانس المؤلف من صحافيين وممثلي قطاعات سينمائية. وهذه مسألة معقدة وفي غاية الصعوبة". 

خارج الكادر

عن عودة بلموندو: ماذا حل ببريق الاستهتار؟

عماد خشان / نيويورك

(عبر الانترنت)

"(...). شكراً لمقالتك عن جان بول بلموندو وفيلمه الأخير. يقولون تلك حال الدنيا، وربما الإنسان الذكي هو الذي يعرف متى يتوقف. ويقول الأميركيون في أمثالهم الشعبية "توقف وأنت في المقدمة". وقال السيد ان الروح تواقة ولكن الجسد ضعيف. وفي هذه الحال فإن الروح تواقة الى الشهرة والأضواء ولكن الجسد ما عاد يسعف. ومن منا كان يظن ان جسد بلموندو سيخونه. ماذا حلّ اذاً بتلك الإبتسامة الساخرة على شفتيه وبريق الإستهتار بالعالم الذي كان يشع من عينيه؟ وماذا يحل بنا في عمره؟ مَن يدري، فقد يكون فيلمه الأخير قصة رمزية لنهايته فناناً وانساناً في ارذل العمر. وقد تكون حكاية رمزية لما يسميه الأميركيون "أوروبا العجوز". ففي حين يفشل بلموندو الأوروبي الكهل، يشع كلينت ايستوود الكهل الأميركي. "الحيوان" الذي كانه بلموندو مع راكيل ولش روّضته الأيام، أما ايستوود الصامت و"الصالح" فلا يزال يعمل عملاً صالحاً وبصمت. أميركا الشابة وأوروبا العجوز: ايستوود وبلموندو. ونحن في الوسط لسنا شباباً كما كنا ولم نبلغ من العمر عتياً مثلهما. ولكن من يعش يهرم ويسأم، كما قال زهير بن ابي سلمى.

كم أحببنا أفلام بلموندو "المانيفيك" والعاشق والأزعر والفلاّح واللص ومسبّع الكارات. قبل أشهر شاهدت صورة بلموندو وزوجته على غلاف "باري ماتش" في احدى مكتبات نيويورك. لم أتصفح المجلة مثلما لم يهتم الجمهور لفيلمه الجديد، ولكن كل ما كان يهمني معرفته عنوان الغلاف: بلموندو عائد. وهذا يكفي لتعود طفولتنا على الشاشة وفي الاخيلة. لعله لن ينط ويقفز، يحب ويقبل، ولكنه عائد والعود احمد.

لا أعرف إن كان الفيلم سيصل الى هذا الجانب من الأطلسي، وخصوصاً انه قلما اهتمت دور السينما هنا بأفلام "لا تربح". ولكن من يدري، فقد تفعلها نيويورك وتوفر علينا رحلة الى فرنسا. رحلة بحث عن فيلم وعن انفسنا في بطله العجوز الذي فيه شيء من أنفسنا وشبابنا الضائع في انتظار أوطان لم تحدث (...). الفيلم كما وصفته نهاية مناسبة لحياة مرت هكذا. وكم يكون مناسباً ان نراه في صالة فارغة نجلس فيها وحدنا مع بلموندو العجوز الذي لا يتذكره أحد، ونجلس مع أنفسنا التي اتعبها النسيان ونتذكر أياماً خلت ولن تعود؛ نتذكر ونبكي ونضحك على أنفسنا، ونحن نرى من صنعوا ذكرياتنا بالكاد يذكرهم أحد (...). نرى بلموندو العجوز ونتذكر "الحيوان" الذي يتحايل ليقبّل راكيل ولش فيتظاهر بالغرق لتعطيه شفتاها قبلة الحياة ومعه نقبلها حتى نغرق ونغرق. نتذكره يلعب دور البطل والشخصية التي تؤدي اللقطات الخطرة، ويعيد مشهد السقوط عن الدرج مرة بعد مرة حتى يدوخ، وفي كل مرة تصرخ الممثلة في المشهد James!! They killed him!! (جيمس!! لقد قتلوه!!)، لكن بلموندو كان يقفز من خلف الشجيرات بابتسامته الساخرة ونظرة التحدي في عينيه ويقول بصوته الثخين وبهدوء البطل الحقيقي: Non, j'allume ma cigarette! (لا، إنني أشعل سيجارتي). لعل بلموندو قد أشعل سيجارته الأخيرة ولعله لا يزال لديه سيجار كوبي ينتظر أن  يدخنه بهدوء على الشاشة أو بدونها. لكن مهما يحصل، فسنتذكر ذلك "الحيوان" الجميل الذي يحمل ملامح شبابنا وأيام الصبا التي وجدت في السينما متسعاً للهرب من حرب لا مزاح فيها. كنا ندرك ان بلموندو وأصدقاءه وأعداءه على الشاشة سيعودون الى بيوتهم حين ينتهي التصوير حتى ولو ماتوا على الشاشة. تلك المعرفة ساعدتنا كثيراً في تحمل حقيقة ان اصدقاءنا واعداءنا في تلك الحرب لن يعودوا ابداً من موتهم، وإن كانوا في انتظارنا في مكان ليس منه عودة. على الأقل عاد بلموندو ولو بفيلم ضعيف، وشيء قليل خير من لا شيء (...). 

أوليفر ستون وعقدة أوديب

كان أوليفر ستون سينمائياً "خطيراً" في ثمانينات القرن الفائت وتسعيناته. ماذا بقي منه اليوم؟ حفنة من الأفكار الملتبسة لا تجد طريقاً الى الشاشة من دون أن تفقد معناها وتنهار قيمتها. هجمات 11 أيلول غيّرته الى أقصى درجات التغيير. ثم اندلعت حرب العراق. ثم كان بوش. لم يجد التكلم عن أي من الظواهر التي هزّت بلاده. واذا تكلم، إما بسّط الأشياء الى حدّ السذاجة وإما جعلها تراجيديا إغريقية. في حين أن موضوعه لا يستحق لا هذه التراجيديا ولا ذاك التبسيط. "مركز التجارة العالمي" سخّف العملية الارهابية الكبرى في التاريخ. أما "دبليو" فما هو الاّ تعظيم وتضخيم لا ارادي للرئيس الذي يُقال انه لم يبدِ اهتماماً كبيراً حين وصله خبر اصطدام الطائرتين بالبرجين. في هذا الفيلم، لم يقع ستون في الكاريكاتور. لكنه وقع في الأسوأ منه: التفخيم والتضليل. الأسوأ انه اختصر حكاية بوش باعتبارها عقدة أوديبية بين ابن (جورج دبليو) ووالده (جورج بوش)، جاعلاً منه ضحية محيطه غير السليم وأهله الذين لم يروا فيه إلا خاسراً وشاباً غير نافع. انها اذاً محاكمة للمجتمع الأميركي الذي ينتخب الغبي رئيساً، لكن هذا المغزى لا يُقرأ الا ما بين السطور.

ينطلق ستون من قاعدة بسيكولوجية مفادها: كما تعاملوا أولادكم يعاملون أنفسهم. ولم نكن في حاجة الى ستون، لنعلم ذلك. كما لم نكن في حاجة اليه أيضاً، لندرك أن بوش كان كاوبوياً أكثر منه رئيساً، يأخذ من جون واين مثالاً أعلى. أما قوله ان بوش لم يكن كفوءاً وان العالم بالنسبة اليه كان مختبراً والناس فئران تجارب علمية (خدعة الديموقراطية)، فهذا كله لا يصنع فيلماً. الأسباب التخفيفية التي يمنحها ستون لبوش (تمثيل متقن لجوش برولين)، تجعلنا ننسى اننا أمام السينمائي الذي صوّر سيرة لرئيسين أميركيين هما جون كينيدي ونيكسون، وتجرأ قبل كوبريك وبعد كوبولا وتشيمينو على الغوص في مستنقع فيتنام. وكان فيلماً حربياً بارعاً اسمه "بلاتون" بعيداً من الدروس التربوية لنزيل البيت الأبيض التي قادته اليها "بورجوازيته" السينمائية.

الأزمنة تتغير. والسينما كذلك. لكل زمن سينمائيون يفهمونه. واذا سبق لستون أن قال ما يستحق أن يقال في أميركا العقود الماضية، فأميركا ما بعد 11 أيلول لا تجد ضالتها فيه. كما هي الحال مع عالم لا يجد ضالته في رئيس مدمن كحول وليس مصدر اعجاب حتى من أقرب المقربين اليه. شعرت بامتعاض عندما صوّر كوستوريتسا مارادونا. والآن اشعر باستياء حيال "تساهل" ستون مع بوش. كنت أعرف أن لكليهما ذكاء يجعلهما يقفزان فوق أسوار الإدانة السهلة. اذاً لم يكن هذا ما كنت أخشاه. ما جعلني استاء هو اقدام سينمائيين على تخصيص أفلام لمن هم أقل منهم شأناً. لمن لا يستحقون فيلماً. مثلما لا أفهم اصرار ستون على انجاز شريط عن شخص يعتبره ابله، وننتظر تالياً نحو ساعتين لنرى من بلاهته شيئاً، لكننا نخرج من الصالة بسلة فارغة. الشيء الوحيد الذي يعطل نمطية الفيلم هو اعتبار ان غباء بوش أكثر تدميراً وتأثيراً في السياسة الخارجية من أي قنبلة ذرية!

لا يعلّق ستون على ما يريه. يكتفي بعرض وقائع. والمعطيات تتكلم عن نفسها. هذه تقنيته. لكنها تقنية فاشلة غير فاعلة وخصوصاً عندما تأتي من مخرج مسيّس بات عمله، بعد 11 أيلول، رد فعل وليس فعلاً. يتذاكى ستون عبر الاعتقاد بأن في وسعه، كسينمائي، ان يتعالى على صغائر الأمور السياسية، اذا رمى نظرة "موضوعية" (خدعة أخرى) على عهد بوش. لكن بوش لم يكن تفصيلاً، والسينما ليست نشرة أخبار...! 

هـ. ح

النهار اللبنانية في 5 فبراير 2009

 
 

فيلم لرشيد بوشارب في المسابقة وآخر عن الارهاب

انطلاق مهرجان برلين السينمائي الليلة

محمد موسى – إيلاف

يبدو أن التعاون السينمائي الأوروبي والعالمي قد وصل في السنتين الأخريين  إلى افضل مستوياته، فلا أحد كان يتصور الممثلة الإنكليزية الرائعة " Brenda Blethyn" ( برندا بليثين ) ، والتي قامت بدور البطولة في فيلم "أسرار وأكاذيب" للانكليزي مايك لي، أن تكون في بطولة فيلم للفرنسي الجزائري رشيد بو شارب، في قصة تجري أحداثها في لندن. فيلم بو شارب "نهر لندن" سيكون ضمن قائمة الافلام المتسابقة للحصول على الدب الذهبي للدورة التاسعة والخمسين من مهرجان برلين السينمائي والذي تنطلق أيامه اليوم، الخامس من شهر فبراير.

تعاون رشيد بو شارب، ليس الوحيد في المهرجان، فهناك فيلم المخرجة الدنماركية " Rie Rasmussen" (ريا راميسون) "حديقة حيوانات البشر" ستقوم بأحد الأدوار الرئيسة فيه الممثلة الفلسطينية "هيام عباس" ، والتي بدأت في الظهور في افلام اجنبية عديدة كان آخرها الفيلم الاميركي "الزائرون" ، والذي يقدم قصة حياة أمّ فلسطينية تعيش في اميركا ، يواجه ابنها تهديد الابتعاد بسبب اقامته  غير القانونية في اميركا. هذا الفيلم الذي رشح بطله الممثل " Richard Jenkins" (ريشارد ينكيز) لجائزة الاوسكار لافضل ممثل رئيس، لا يتوقع ان يكون الاخير لهيام عباس مع السينما الاميركية المستقلة.

وفيلم الافتتاح لهذه الليلة هو ايضًا احد التعاونات الاوروبية الكبيرة ، فهو من اخراج المخرج الألماني " Tom Tykwer " (توني تويكير) ومن انتاج انكليزي الماني مشترك ، وبطولة ممثلين انكليزيين هما ناومي واتس و كليف أون. فيلم "الدولي" ، والذي يعرض خارج المسابقات الرسمية يقدم قصة عن الإرهاب ، ومراكز قوته العديدة ، فالابطال هم محقّقون دوليون يقومون بالبحث في ثروة احد البنوك الكبيرة ، والتي ترتبط باحدى شبكات الارهاب.

المشاركة العربية

مع فيلم رشيد بو شارب "نهر لندن" ، والذي يقدم قصة اختفاء طفلين في العاصمة الانكليزية لندن ، بعد عام 2005 ، اي بعد العمليات الارهابية التي ضربت المدينة ، تعرض تظاهرة "فورم" ، وهي احدى تظاهرات المهرجان المهمة ، والتي تعنى بالسينما المختلفة والتجريبية ، فيلمين لبنانيين كان مهرجان دبي السينمائي قد عرضهما مسبقًا ، هما: سمعان بالضيعة ، وفيه يقدم المخرج سيمون الهبر ، حياة عمه الذي رفض مغادرة قريته اللبنانية بعد ان هجرها اهلها، وبعد حصار كان قد طال القرية في احدى الازمات اللبنانية الاسرائيلية، ليرفضوا بعدها العودة إليها. وسيعرض ايضًا وضمن التظاهرة نفسها للفيلم الروائي الاول للمخرجة اللبناينة سابين الجميل"نيلوفر" ، والذي يقدم قصة بعيدة عن لبنان ، ويذهب الى مناطق الحدود العراقية الايرانية ويقدم حلم احدى الفتيات الايرانيات في التعلم.

كذلك ينظم مهرجان برلين السينمائي في دورته هذه ، ندوة عن السينما الفلسطينية ، من المنتظر ان تعقد يوم الحادي عشر من شهر فبراير ، الندوة ستتعرض للسينما الفلسطينية الحديثة وأبرز رموزها من المخرجين من امثال هاني ابو اسعد ، ايليا سليمان ، ومي المصري ، كذلك ستهتم الندوة بالسينما الفلسطينية التي انتجت في العام الماضي ، وخاصة العملين الاولين للمخرجتين الفلسطينيتين نجوى نجار وآن ماري جاسر.

برلين تتذكر جدارها

وضمن احتفالات مدينة برلين بالذكرى العشرين لسقوط جدار برلين ، وتوحيد المدينة ، التي قسمتها الحرب العالمية الثانية الى قسمين ، ينظم المهرجان وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية الألمانية ، تظاهرة بعنوان "بعد الشتاء يأتي الربيع ، افلام كانت تنذر بسقوط الجدار" ، الافلام القادمة من الدول الاوروبية الشيوعية السابقة ، اضافة الى الافلام التي صنعت في الألمانيتين قبل اتحادهما ، تقدم بعض التجارب السينمائية ، التي قدمت التغيير الذي كان يحدث في مجتماعات دول اوروبا الشرقية ، من الافلام التي ستعرض في التظاهرة الفيلم الهنغاري "فالنتينو الصغير" للمخرج " András Jeles" ، والفيلم الوثائقي الالماني الشرقي "بعد الشتاء يأتي الربيع" للمخرجة " Helke Misselwitz".

برامج وتظاهرات وتكريمات

برنامج مهرجان برلين السينمائي ، يضم ومنذ اكثر من عقدين ، التظاهرات السينمائية نفسها، وينظم كل عام احتفالات وتكريمات خاصة ، فمع المسابقات الرئيسة للافلام الروائية الطويلة ، ومسابقة الافلام القصيرة ، هناك تظاهرة بانوراما ، والتي تهتم بعرض الافلام الفنية الجديدة ، وتظاهرة "فورم" والتي تعرض الكثير من الافلام من مختلف المدارس الفنية ، تظاهرة" اجيال" ، وتعنى بعرض افلام الاطفال في مسابقة يشرف على تحكيمها اطفال. وتظاهرة "إستعادة" ، والتي ستعرض هذا العام مجموعة من الافلام التي صورت بنظام 70 ميليم ، اضافة الى تظاهرة السينما الالمانية الجديدة ، وتعنى بتسليط الضوء على الاتجاهات السينمائية الالمانية الجديدة.

ومن تكريمات هذه السنة ، تكريم للمؤلف الموسيقي الفرنسي مارسي جاري ، صاحب الموسيقى في عشرات الأفلام السينمائية ، والمخرج الايطالي فرانسيكو روسي.


ومن افلام دورة هذا العام: ضمن المسابقة الرسمية ستعرض افلام : "
Alle Anderen" للمخرجة الالمانية " Maren Ade" ، فيلم " Rage" للمخرجة الاميركية " Sally Potter" ، فيلم " Mei Lanfang " للمخرج الصيني " Chen Kaige"

وضمن برنامج بانوراما ستعرض الأفلام التالية: فيلم " Ander " للمخرج " Roberto Castón " ، فيلم " At Stake " للمخرج " Iwan Setiawan " ، فيلم " Fig Trees " للمخرج " John Greyson " ، فيلم " Fucking Different Tel Aviv " للمخرج " Yair Hochner ".

وسيعرض خارج المسابقات الأفلام التالية: فيلم " The Dust of Time " للمخرج اليوناني " Theo Angelopoulos" ، فيلم " The Private Lives of Pippa Lee" للمخرجة الاميركية " Rebecca Miller" ، فيلم " The Reader " للمخرج الانكليزي " Stephen Daldry".

لجنة التحكيم لهذه الدورة، ستترأسها الممثلة البريطانية تيلدا سوينتن وبعضوية الكاتب السويدي هينغ مانكيل ، المخرج الألماني كريستوف سخليغينسيف ، المخرجة الاسبانية إيزابيل كوكيست ، والناشطة والكاتبة الاميركية أليس ويتيرس ، المخرج الاميركي واين وينغ

موقع "إيلاف" في 5 فبراير 2009

 
 

افتتاح مهرجان برلين السينمائي بعرض «ذا إنترناشونال»

برلين - (د ب أ)

افتتح مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) امس ولمدة 10 أيام ، بعرض فيلم الاثارة والحركة "ذا إنترناشونال" (العالمي) ، للمخرج الالماني توم تيكوير ، تدور أحداثه حول عالم البنوك وجرائم الفساد التي تحدث بها.

ويقوم ببطولة الفيلم الممثل البريطاني كليف أوين ـ 44 عاما ـ الذي يقوم بدور ليوس سالينجر العميل في الشرطة الدولية (الانتربول) ، والممثلة الشهيرة ناعومي واتس ـ 40 عاما ـ التي تقوم بدور إلينور وايتمان التي تعمل محامية في نيويورك. وتدور أحداث الفيلم حول محاولة سالينجر ووايتمان متابعة أنشطة أكبر بنك في العالم بهدف الكشف عن جرائم الفساد التي يرتكبها. وتوقعهم رحلة البحث عن عمليات التلاعب إلى العديد من الاماكن حول العام وسط مغامرة وإثارة تجذب المشاهد.

ويضفي البرليناله الذي هل على برلين في غمرة فصل الشتاء القارس ، سحرا وبريقا على العاصمة الالمانية التي توافد عليها عدد كبير من النجوم العالميين للسير على البساط الاحمر بمناسبة المهرجان التاسع والخمسين.

ومن بين أبرز النجوم الذين شاركوا في المهرجان ، ميشيل فايفر وديمي مور ورينيه زيلويجر وكيت وينسلت وستيف مارتن وكيانو ريفز وجايل جارسيا برنال.

ومن المتوقع أن يصل أيضا النجم الشهير ليوناردو دي كابريو إلى برلين الاسبوع المقبل من أجل المشاركة في احتفالية "السينما من أجل السلام" التي تقام بموازاة مع حدث البرليناله.

ومن بين الافلام التي تم اختيارها ليتم عرضها في المسابقة الرئيسية والبالغ عددها 26 فيلما ، 17 فيلما يتم عرضها للمرة الاولى في العالم ، ومن بينها أفلام من الصين وبريطانيا وإيران وبولندا وأوروجواي والولايات المتحدة.

الدستور الأردنية في 6 فبراير 2009

 

رئيسة تحكيم مهرجان برلين مهتمة بالقضايا السياسية ومنها غزة 

برلين- العرب أونلاين- وكالات: بدت لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" في دورته الـ59 مهتمة بتناول القضايا السياسية والاقتصادية الراهنة.

وقالت الممثلة الانجليزية تيلدا سوينتون رئيس لجنة التحكيم إن أنظار العالم يجب أن تتجه نحو بؤر الازمات في العالم.

وقبل ساعات قليلة من الافتتاح الرسمي للمهرجان ، قالت سوينتون إنه من الخطأ الاعتقاد بأن الازمة المالية هي أكبر أزمات العالم في الوقت الراهن موضحة أن "الازمة المالية تضر بالاغنياء في المقام الأول..ثمة أزمات مختلفة تماما في العالم مثل الصراع في غزة على سبيل المثال".

من جهته، قال الكاتب والمخرج السويدي هانينج مانكيل:"لا يتحدث أحد عن الفقراء المعوزين بالفعل" وأضاف مانكيل الذي عاش لبعض الوقت في موزمبيق:"لا تعجبني تغطية وسائل الاعلام في العالم الغربي فهم يعطونا صورة خاطئة تماما عن أفريقيا..فنحن لا نعرف كيف يعيش الناس هناك".

أما المخرج الالماني كريستوف شلينجنزيف ، عضو لجنة تحكيم المهرجان فقال إن الافلام كوسيلة إعلامية يمكنها استجلاء الامور ، مشيرا إلى أن كاميرا السينما يمكنها رصد الكثير من أمور الحياة.

وتتولى لجنة تحكيم المهرجان المكونة من سبعة أشخاص مهمة اختيار الافلام التي تحصل على جوائز المهرجان وهي عبارة عن دببة ذهبية وفضية.

العرب أنلاين في 5 فبراير 2009

 
 

دورته التاسعة والخمسون انطلقت أمس...

مهرجان برلين يستعيد أفلاماً توقعت انهيار الأنظمة الشيوعية

برلين - محمد موسى

يحقق فيلم الإثارة «الدولي» الذي افتتح مساء أمس الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي بعضاً من اهداف المهرجان الاساسية، فهو من اخراج الألماني  توني تويكير، ومن انتاج الماني انكليزي مشترك، وبطولة نجوم عالميين مثل الانكليزيين كليف أون وناومي واتس. اي إن الافتتاح سيكون المانياً اوروبياً. وهو امر أخذ يكتسب اهمية كبيرة لدى ادارة المهرجان في السنوات الاخيرة، إذ أنه ينسجم مع الدور الألماني الرسمي المهم في تدعيم «لحمة» اوروبا السياسية والاجتماعية والفنية. وهذا الفيلم يضم ايضاً نجوماً اوروبيين، كسبوا شهرة واسعة في هوليوود، واصبح وجودهم اساسياً في الترويج لكل دورة جديدة للمهرجان، وللتذكير باهميتة، وقدرته على استقطاب النجوم والافلام الكبيرة.

تعطي الدورات الاخيرة الناجحة من مهرجان برلين، والذي يقترب من عامه الستين، الانطباع بأنه وجد الهيكلية المناسبة، التي تساعد المنظمين للعمل على اكثر من اتجاه، وتمنح الجمهور وصناع السينما والمهتمين بها، الفرص للاطلاع على العديد من افلام الموازنات الضخمة، جنباً الى جنب مع التجارب السينمائية الصغيرة والمجهولة، فهناك المسابقة الرسمية للحصول على «الدب الذهبي»، والتي تضم بالعادة، العديد من الافلام الاميركية والاوروبية الكبيرة، وبعض الإنتاجات الاسيوية، الاميركية الجنوبية، والافريقية، لمخرجين كبار مكرسين. ومسابقة الافلام القصيرة تتنافس ايضاً على جائزة «الدب الذهبي». وهناك التظاهرات والبرامج الاخرى، التي تركز على سينما اقل شعبية، واكثر تجريبية، فبرنامج «البانوراما»، تحول في السنوات الاخيرة، الى واحدة من اكثر التظاهرات جذباً للافلام المستقلة في اوروبا، والطامحة الى فرص عرض في الصالات الفنية الاوروبية والغربية.

وتقدم تظاهرة «فورم» اكثر الأعمال السينمائية تجريباً،التي تركز على قلق ومقاربة الحدود الفاصلة بين السينما وفنون اخرى مثل الفنون التشكيلية او التصوير الفوتغرافي. اضافة الى تقديمها لسينما تتجرأ على قول اشياء جديدة ضمن الاطار العام لتطور السينما، او حتى ضمن الاطر المحلية والاقليمية للبيئات القادمة منها. وتقدم تظاهرة «اجيال» ومنذ عام 1978، لصانعي سينما الاطفال، الفرصة للتنافس على جوائز هذه المسابقة، والتي يقوم بتحكيمها اطفال ومراهقون.

ويخصص المهرجان تظاهرة سنوية للسينما الالمانية الشابة، ويقوم بعرض اخر إنتاجها واتجاهاتها الجديدة، حيث اختارت الدورة الاخيرة من المهرجان 12 من صانعي الافلام الشباب للمشاركة في هذه الدورة. وتعيد تظاهرة «استعادة» لهذا العام، التذكير بالافلام التي صورت بنظام 70 مليم، وهي الأفلام التي بدأت بالشيوع في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وارتبطت بافلام ذات موازانات كبيرة وقصص ملحمية. ومن المنتظر ان يعرض في هذه التظاهرة اثنان وعشرون فيلماً من اميركا، اوروبا والاتحاد السويفياتي السابق. ومن هذه الافلام: فيلم «لورنس العرب» للمخرج البريطاني ديفيد لين، وفيلم «نجوم هذا اليوم» للمخرج الروسي ايغور تلانيكين.

ويكرم المهرجان في دورته هذه، المخرج الايطالي فرانشسكو روزي، والمؤلف الموسيقي الفرنسي موريس جاري، وهو صاحب الموسيقى لمجموعة من اشهر الأفلام في الستينات  والسبعينات من القرن الماضي مثل، فيلم «دكتور جيفاغو» للمخرج الانكليزي ديفيد لين.

أبو شارب و«نهر لندن»

وبعد ثلاث سنوات على اخراجه للفيلم الكبير «الاصليون»، يعود المخرج والممثل الفرنسي الجزائري رشيد ابو شارب الى المهرجانات السينمائية الكبيرة، حيث يشترك بفيلمه «نهر لندن» في المسابقة الرسمية. الفيلم الذي قيل انه يروي بعضاً من  حياة مهاجري لندن بعد الاعتداءات الارهابية عام 2005 من خلال قصة اختفاء طفلين احدهما انكليزي والآخر من ابناء المهاجرين. هذا الفيلم سينافس مجموعة من الافلام القوية، والتي يعود بعضها لمخرجين ومخرجات مقلين، مثل  المخرجة الانكليزية سالي بوتر التي تعود  بعد خمس سنوات من التوقف بفيلمها «ريج».

قائمة افلام المسابقة الرسمية تضم ايضاً افلاماً مثل : الفيلم الالماني «كل الآخرين» للالمانية مارنين اديه، والفيلم الصيني «مسحور للأبد» للمخرج شين كايج، الفيلم الاميركي «المراسل» للمخرج أورن موفرمان. وفيلم المخرج السويدي لوكاس مودسون «ماموث».

وسيقوم بتحكيم افلام هذه الدورة : المخرجة الاسبانية إيزابيل كوكيست، الكاتب السويدي هينينغ مانكيل، المخرج الألماني كريستوف سخليغينسيف، المخرج الامريكي واين وينغ، والناشطة والكاتبة الامريكية أليس ويتيرس. وستتولى  الممثلة البريطانية تيلدا سوينتن رئاسة تحكيم اللجنة.

ومن الافلام التي ستعرض خارج المسابقات الرسمية  : فيلم المخرج اليوناني تيو انغلوبوس «غبار الزمن»، وفيلم الانكليزي ستيفين دادلي  صاحب فيلم «الساعات» والذي يحمل عنوان «القارئ»، وهو الفيلم الذي رشح لجائزة اوسكار افضل فيلم لهذا العام. والجزء الثاني من الفيلم الكوميدي الهوليودي «بينك بانثير». وفيلم المخرجة الاميركية ربيكا ميلير والتي تعود الى الأخراج بعد اربع سنوات من التوقف، ويعرض لها خارج المسابقة فيلمها الجديد «الحياة الخاصة لبيبا لي».

ومن الافلام التي ستعرض في تظاهرة «بانوراما»، فيلم الامريكي إيلي لوميل «شر بالكامل»، الفيلم الكندي «حياة راقية» للمخرج غاري غيت، فيلم المخرجة والممثلة الكندية ريا راميسون «حديقة حيوانات البشر»، وهو من انتاج فرنسي وتقوم الممثلة الفلسطينية هيام عباس بأحد ادوار البطولة فيه. الفيلم الاسرائيلي «الطفل غير الخطأ» للاسرائيلية ناتي براتاس. الفيلم الياباني «كل شي حولنا» للمخرج هاشيكوسي روسكي.

عرب برلين

عربياً، سيعرض في تظاهرة «فورم» فيلمان لبنانيان هما : «نيلوفر»  هو  الفيلم الروائي الاول للبنانية التي تعيش في لـوس انجليس سابين الجميل، وتدور احداثه على الحدود العراقية الإيرانية ويروي قصة فـتاة ايرانية تحلم بالتعلم. والفيلم التسجيلي «سمعان بالضيعة» للمخرج اللبناني سيمون الهبر، وفيه يـقـدم المخـرج حيـاة عمه الطاعـن بالعمر، والـذي يـصر على البقاء في قريته المهجـورة، بعد ان تـركـها سكانـها، بعد واحـدة مـن الحروب المحلية، ولم يعودوا اليها بعد ذلك.

وتخصص احدى الندوات الكبيرة للمهرجــــــان موضـوعـــــها  للـــــسيــنما الفلسطينية، حيث من المنتظر ان يشارك فيها مجموعة من المخرجين والمهتمين بالسينما الفلسطينية، للحديث عما وصلت اليه هذه السينما، خاصة مع نشاط كبير لمخرجات من فلسطين قدمن اعمالهن الروائية الاولى في العام الماضي.

وأخيراً بمناسبة مرور عشرين عاماً على انهيار جدار برلين، ينظم المهرجان تظاهرة سينمائية خاصة باسم «بعد الشتاء ياتي الربيع.. افلام كانت تنذر بسقوط الجدار»، التظاهرة تضم افلاماً من دول اوروبا الشرقية السابقة اضافة الى افلام من المانيا الغربية والشرقية قبل عام 1989، والاتحاد السوفياتي السابق. هذه الافلام، التي يعرض بعضها لاول مرة في المانيا، تقدم  ما يشبه النبؤات على نهاية زمن الحكومات الشيوعية، وكيف كان التغيير يتشكل ببطء، قبل ان يبدأ في منتصف الثمانينات ويغير المنطقة كلها في سنوات قليلة.

أفلام التظاهرة الثلاثون تتنوع من افلام استديوات كبيرة في ذلك الزمن، الى افلام هواة، وهي تختلف في الشكل الفني، فهناك الأفلام الطويلة مثل فيلم المخرج الهنغاري غابور بودي «اغنية كلب الليل»، والفيلم البولندي «حرب العالم، القرن القادم» للمخرج بويتر سكولين، وايضاً العديد من الافلام القصيرة وافلام رسوم الأطفال.

الحياة اللندنية في 6 فبراير 2009

 
 

ذكريات لاتنسي في مهرجان برلين

بقلم : إيريس نظمي

مع برودة الجو.. وشدة الرياح.. وسقوط الثلج الذي يحول العربات إلي جبال بيضاء.. يفتتح اليوم مهرجان برلين السينمائي الدولي دورته الـ٩٥، وللمهرجان في نفسي ذكريات لا تنسي.. فقد حضرته منذ ٩٢ عاماً أي قبل وبعد سقوط النظام الشيوعي.. كان لايزال محدوداً بالرغم من أهمية الأفلام التي كان معظمها عن الحرب العالمية والدول الشيوعية وعلي الأخص ألمانيا الشرقية وكفاح الشعب للخروج من هذا السجن البغيض.. وقتل من يحاول الهروب عن طريق السور الفاصل بين البرلينيين.. بل ان البعض منهم كانوا يهربون عن طريق الصرف الصحي.

لقد عاصرت إزالة سور برلين بعد سقوط النظام، وكم كانت سعادة سكان ألمانيا الشرقية الذين حكموا بالنظام الديكتاتوري.. ولقاءاتهم مع أقاربهم في برلين الغربية، وكنت بصحبة صديقتي الكاتبة الصحفية حُسن شاه.. هناك أخذنا صوراً تذكارية.. وحملنا معنا بعض الأحجار.. كما أمسكنا بالمنجل لهدم السور.. وقد اصطف الأهالي في طوابير طويلة للخروج من هذا السجن إلي برلين الغربية.. وكان ذلك نكبة علي سكان برلين الغربية الذين كانوا يعرفونهم من الحذاء وكيس البلاستيك الذي يستعملونه بدلاً من الحقيبة.. فقد قبلوا العمل هناك بأرخص الأجور.. وانتعشت أحوالهم حينما باعوا منازلهم بأسعار فلكية خاصة بعد إقامة الحكومة في منطقة ألمانيا الشرقية وإقامة الجامعات هناك.

لقد تغيرت برلين تماماً.. فبعد أن كان المهرجان يعرض في ميدان »ذو بالاس« القريب من حديقة الحيوانات.. بين المحلات المضيئة والمطاعم الفاخرة.. فقد انتقل إلي منطقة برلين الشرقية في بناء خاص بالمهرجان أطلق عليه »قصر بوستدامر« كما أطلق علي الشارع اسم مارلين ديترتش وهي من أصل ألماني.. ويعتز بها الألمان، وتغيرت نوعية الأفلام التي كانت معظمها تدور حول الحرب العالمية.. وتعاطف الألمان مع اليهود الذين احترقوا في معسكرات »الهولوكوست« وهو ما جعل المخرجين الكبار يخرجون أفلاماً عن هذه الحقبة من الزمن.. من منطلق إحساسهم بالذنب ومنهم آلان وود، وستفين سبيلبرج الذي أخرج فيلم »قائمة شيندلر«.. كما أنتج أفلاماً تسجيلية عن هذه الحقبة.

وبعد أن كان عدد الصحفيين محدوداً.. وكنا نعرف بعضنا البعض.. فقد كبر المهرجان وأصبح يحضره الآن أكثر من ثلاثة آلاف صحفي من مصوري الصحف والتليفزيون.. وذلك بوجود جيل من الشباب ربما لم يكن قد وُلد.. هؤلاء الشباب الذين يعيشون الآن عصر الاتصالات الحديثة التي سهلت لهم كل شيء ولم تكلفهم شيئاً.. أما عن جيلنا فقد كنا نكافح من أجل وصول رسائلنا إلي صحفنا في موعدها.. أيضاً الجهد للحصول علي صور الأفلام من شركات الإنتاج.. أما الرسالة فقد كانت الوسيلة الوحيدة لإرسالها عن طريق الـDHL باهظة التكاليف.

وقد كان المهرجان زمان يدعوننا ٢١ يوماً مع بونات الأكل في أحسن المطاعم.. وقد ألغي كل ذلك ولم يبق بالنسبة للنقاد القدامي إلا دعوة ٥ أيام فقط.. وضغط عدد الأيام إلي ٠١ بدلا من ٢١.. ويرجع هذا إلي ركود الأحوال الاقتصادية في ألمانيا بل في العالم كله.. لقد أصبح المهرجان الآن الثاني بعد »كان« فضلاً لأنه يعقد في بداية السنة.. فهو يجلب أهم الأفلام.. كما تعرض فيه أيضاً الأفلام المرشحة للأوسكار.

كان المهرجان زمان يقام في الصيف أجمل موسم في السنة، وحدث أن تغير موعده ليقام في عز الشتاء وذلك كنوع من الرواج الاقتصادي والسياحي الذي تفتقده برلين في ذلك الوقت.. حيث البرد والكآبة.. ولولا حبي للسينما ما واصلت الحضور ٩٢ عاماً متواصلة، وأذكر مرة أن صديقي الفنان الراحل يوسف فرنسيس دعي للمهرجان في إحدي دوراته.. ولم يتحمل برد الشتاء فعاد في اليوم التالي دون حتي أن يبلغ المركز الصحفي.

وأذكر حينما تظاهر جنود الأمن المركزي في القاهرة، وحرق بعض الكازينوهات الليلية والفنادق.. أن شاهدنا صديقتي حُسن شاه وأنا ما يجري في القاهرة بالتليفزيون الألماني، وانقطع الاتصال بيننا وبين القاهرة.. أن أخذنا نبكي لأننا لم نستطع الاطمئنان علي أولادنا وأسرنا.

لم يعد من الأصدقاء القدامي من يحضرون المهرجان الآن، فقد كنا كتيبة كثيرة العدد فمنهم من رحل عن حياتنا، ومنهم من لم يستطع توفير المصاريف الباهظة من إقامة ومواصلات.. ومنهم من تجنب برد الشتاء القارس.

وأذكر حدثاً من أهم الأحداث في إحدي دوراته، وذلك حينما عرض فيلم »صائد الغزلان« للنجم الأمريكي روبرت دي نيرو والذي يتناول حقيقة الدول الشيوعية وما تفعله بالأسري أثناء الحرب.. وهي طريقة بشعة كانوا يستخدمونها علي موائد القمار حيث كانوا يقامرون علي قتلهم بإطلاق الرصاص.

كان ذلك علي ما أذكر في عام ٥٧٩١، وهو نفس العام الذي حصل فيه مخرجنا الكبير يوسف شاهين علي جائزة الدب الفضي كأحسن إخراج، وذلك عن فيلم »اسكندرية ليه« وكم كانت سعادتنا نحن الجالية المصرية، ونحن نحتفل به في أحد المقاهي.

الأفلام المتنافسة علي الجوائز

وتمر السنين حتي يبلغ المهرجان عمره الـ٩٥.. حيث يقام في »قصر بوستدامر« في شارع مارلين ديتريتش، وقد فرشت السجادة الحمراء من الشارع لإستقبال نجوم السينما العالمية، واحتشد المصورون علي الجانبين لالتقاط الصور.. كما أقيمت شاشة كبيرة ترصد ما يحدث بالداخل، والتي يتابعها الجمهور.

أما فيلم الافتتاح فهو ألماني »الدولي« للمخرج الألماني توم تيكوير، ويشارك في بطولته كليف اوين وناعومي وانسي.. وينتمي لسينما الأكشن، وتدور أحداثه حول جرائم غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والحروب في العالم.

٦٢ فيلماً تتنافس علي جوائز الدب الذهبي والفضي في المسابقة الرسمية للمهرجان من ٥١ دولة هي الأرجنتين والدانمارك وألمانيا وفرنسا واليونان وبريطانيا وإيطاليا وإيران وبيرو وبولندا ورومانيا واسبانيا والمجر وأورجواي والولايات المتحدة الأمريكية.. وهي أفلام تتميز بأساليبها الفنية وتعكس أحوال العالم.. ولأول مرة تشارك بعض الدول في المسابقة، ومعظم الأفلام إنتاج مشترك مع دولة أودولتين وذلك لخفض ميزانية الفيلم، ومعظمها أفلام إنسانية سياسية تتناول تأثير الحروب والإرهاب علي الشعوب، ونوعية الجرائم التي تحدث والتفكك الأسري.

والمعروف أن الفيلم الإيراني أصبح يشارك في معظم المهرجانات الدولية ويحصل علي جوائز مهمة.. وذلك لأنه يعكس الواقع وسلبياته وحقيقة المجتمع الإيراني.

ويعرض في المسابقة فيلم »عن إيلي« About Elly للمخرج ازجار فارهادي.. وتدور أحداثه حول رجل إيراني يعود إلي وطنه بعد سنوات عديدة في ألمانيا فيجد كل شيء قد تغير تماماً.. يشارك في بطولة الفيلم شهاب حسني وماني حتيتي.

كما يعرض أيضاً فيلم Mammoth ذو الإنتاج السويدي الألماني الدانماركي المشترك للمخرج السويدي لوكاس موديسون، وبطولة الممثل المكسيكي جايل جارسيا برنال والممثلة الأمريكية الشابة ميشيل ويليامز والممثلة الفلبينية ماريف نيسيستو.

وتدور أحداث الفيلم حول زوجين يعيشان علاقة زوجية ناجحة.. فالزوج مبتكر موقع اليكتروني ذائع الصيت، بينما تعمل الزوجة طبيبة جراحة ولديهما ابنة تبلغ من العمر ثماني سنوات تقضي معظم وقتها مع مربيتها الفلبينية.. يسافر الزوج إلي تايلاند لقضاء بعض الأعمال، وهناك ينخرط دون قصد في سلسلة من الأحداث يترتب عليها نتائج مأساوية علي الجميع.

كما يتنافس أيضاً فيلم »في الضباب الكهربائي« للمخرج الفرنسي برتراند تافرينه.. بطولة النجم الأمريكي تومي لي جونز وجون جودمان.. تدور أحداثه حول شرطي يمسك بمجرم يقوم بجرائم قتل متسلسلة في أعماق الجنوب الأمريكي.

أيضاً يعرض في المسابقة فيلم شيري »Cheriå للمخرج الإنجليزي ستيفين فريرز، وتدور أحداثه في إطار رومانسي حول قصة حب بين امرأة في منتصف العمر وشاب من عائلة ثرية، ويقوم ببطولة النجمة الأمريكية ميشيل فايفر والممثل الشاب روبرت فريند.. الفيلم مأخوذ عن رواية صدرت في عشرينيات القرن الماضي للكاتبة الفرنسية كوليت.

وتعود النجمة ديمي مور بعد غياب في فيلم »دموع سعيدة« وهو عمل ذو ميزانية ضئيلة من إخراج ميتشل لشتنشن، ويشارك في بطولته الين باركيه وريب تورن، وهو دراما أسرية تدور أحداثه في إطار كوميدي.

ويشارك أيضاً فيلم »عاصفة« للمخرج الألماني حول جرائم الحرب الصربية في البوسنة.. ويقوم ببطولته الممثل النيوزيلاندي كيري فوكس والنجمة الرومانية آنا ماريا مارينكا بطلة فيلم »أربعة شهور وثلاثة أسابيع ويومان«.

ويشارك المخرج الألماني الكبير اندريا فايدا بفيلم Tatarak خارج المسابقة.

ويقدم المخرج الفرنسي فرانسوا اوزون فيلمه الرومانسي ريكي Ricky.

أما الفيلم الاسباني Latera Asustada فتدور أحداثه حول فتاة في العشرينيات من عمرها تعيش في مدينة ليما، وتواجه الكثير من مصاعب الحياة وتعتني بوالدتها مما يولد بداخلها الشعور بالخوف من الحياة والناس.

والمعروف أن الصين تقدم أفلاماً مميزة ذات إنتاج ضخم وغالباً ما تحصل علي جوائز وذلك منذ فيلم »حقل الدماء« الذي عرض في القرن الماضي.. تشارك في الدورة ٩٥ بفيلم »معبود للأبد« للمخرج كايج شين.. ويروي قصة حياة أسطورة الغناء الأوبرالي مي لانفانج.

وتشارك إيطاليا بفيلم »غبار الزمن« بطولة ويليام دافوس.. وتدور أحداثه حول مخرج سينمائي أمريكي له أصول يونانية يعود إلي الاستوديوهات في روما من أجل استكمال تصوير عمل كان قد توقف عن تصويره لأسباب مجهولة.

أيضاً الفيلم الإنجليزي »نهر لندن« للمخرج الجزائري رشيد بوشارب.. وتدور أحداثه حول أبوين يسافران إلي لندن للبحث عن طفليهما المفقودين في الهجمات الإرهابية التي ضربت المدينة في عام ٥٠٠٢.

ويعرض في القسم الرسمي الفيلم الأمريكي »الثعلب الوردي« للمخرج الهولندي هارالد زوارت وبطولة ايسواريا راي وجون رينو واندي جارسيا.. تدور أحداث الفيلم حول تولي المفتش كلاسو- الذي يجسد دوره ستيف مارتن- مهمة القبض علي اللص الذي قام بسرقة أهم الكنوز الثمينة في العالم ومن بينها ماسة الثعلب الوردي.

أما أمريكا فتشارك بثلاثة أفلام هي »الحياة الخاصة لييبالي« اخراج المخرجة ريبكا ميللر، ويشارك في بطولته كيانو ريفز وروبين رايت بين ومونيكا بيلوتشي ووينونا رايدر وجوليان مور.. الفيلم مأخوذ عن رواية لمخرجته »ريبيكا« ويدور حول زوجة تكتشف وقوع زوجها في حب امرأة شابة بعد علاقة زوجية طويلة ناجحة مما يدفعها إلي العودة لاكتشاف أنوثتها المدفونة وبدء مرحلة جديدة في حياتها.

و»الرسول« فيلم أمريكي أيضاً يعرض في القسم الرسمي للمخرج »اورين موفرمان« بطولة بين فوستر ووودي هاريلسون.

أما فيلم »القارئ« الحائز علي جائزة الكرة الذهبية والمرشح لخمس جوائز أوسكار، والمقتبس عن رواية ألمانية صدرت عام ٥٩٩١ تحمل نفس الاسم.. فهو من إخراج الإنجليزي ستيفين دالدري، وشارك في بطولته رالف فينيس وكيت وينسلت والممثل الشاب دافيد كروس.. تدور أحداث الفيلم حول امرأة ألمانية لها ماض مجهول ومتهمة بجرائم في الحرب العالمية الثانية.

أخبار النجوم المصرية في 5 فبراير 2009

الإماراتية في

16.02.2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)