كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

احتفاء بالسينما الهندية

مهرجان دبي: نجوم غائبة، وروائع حاضرة

دبي ـ من هدى ابراهيم

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 

الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي تحفل بأفلام جيدة عزَّز حضورها من قيمة المهرجان وهويته.

إذا كانت الأزمة المالية العالمية ألقت بظلالها على مهرجان دبي الذي اختزلت ميزانيته على نحو أثر على وهج فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان السينمائي فإن الأفلام الجيدة وبعض الروائع لم تغب عن فضاء المهرجان بل عزَّز حضورها من قيمة المهرجان وهويته.

وجاء تأثر المهرجان الذي تختتم دورته الخميس بالأزمة لاعتماده الكبير على الأموال الخاصة وأموال المستثمرين واستدعى تخفيض الميزانية حضور عدد أقل بكثير من النجوم العالميين والمصريين الذين حضروا العام الماضي والدورات التي سبقته واضفوا على اجوائه ألقاً اكبر.

ومن بين النجوم العالميين هذا العام حضر الاميركي نيكولاس كيج كما حضرت المكسيكية سلمى حايك لساعات الى دبي أمَّت خلالها حفل مؤسسة "امفار" "سينما ضد الايدز" الذي كانت راعيته المعنوية بجانب نجمات مثل غولدي هاون ولورا ليني المرشحة لجائزة الغولدن غلوب.

وشارك في حفل مؤسسة "امفار" ايضاً المخرج اوليفر ستون والممثل والمنتج داني غلوفر والمخرج تييري غيليام.

وأسهم حضور جميع هؤلاء في جمع مبلغ مليون وثمانمئة الف دولار لحساب المؤسسة.

واقيم الحفل بدعم من مؤسسة "لؤلؤة دبي" ودار "كارتييه" وهذه هي المرة الثانية التي يقام فيها الحفل ضمن فعاليات مهرجان دبي وكانت النجمة شارون ستون راعيته في العام الماضي.

ودشَّن المهرجان في دورته الخامسة سوق دبي السينمائي الذي جذب عدداً من المنتجين العرب والعالميين واقيمت في اطاره عروض كثيرة وصفقات لتوزيع الافلام.

كما استحدث المهرجان هذا العام تظاهرة المهر للابداع السينمائي الآسيوي- الافريقي التي ضمت كمسابقة المهر للابداع العربي ثلاثة اقسام في الروائي والوثائقي والقصير وقدمت في اطارها اقوى الافلام التي انتجت في هاتين القارتين.

وضمت مسابقة الفيلم الروائي العربي الافريقي 15 عملاً من الابداعات المتميزة بينها شريط "تيزا" الاثيوبي و"تولبان" الكازاخستاني.

ورغم المزاحمة الشديدة من المهرجانات العربية والدولية التي بات المهرجان عرضة لها فقد نجح في اجتذاب 11 فيلماً عالمياً قدمت في دبي في عرض عالمي أول ضمن مختلف التظاهرات والأنواع لكن في تراجع عما حققه المهرجان في السابق.

ومن بين هذه الافلام التي تقدم في عرض اول شريط المخرج الجزائري احمد راشدي "مصطفى بن بولعيد" الذي رسم سيرة لشخصية قادت واطلقت الثورة الجزائرية.

وقدَّم المهرجان في المسابقة العربية ايضا فيلم "المر والرمان "للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار في اول تجاربها الطويلة التي تروي حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال من خلال معاناة امرأة يسجن الاسرائيليون زوجها.

ومن بين الافلام العربية الاخرى التي قدمت في عرض عالمي اول وكلها شاركت في المهر العربي فيلم المغربي نور الدين لخماري "كازانيغرا" الذي يصور معاناة وحياة العنف التي يتعرض لها شابان في شوارع كازابلانكا وسط عجزهما عن الحصول على عمل كريم يحفظهما من السقوط.

وكما في الروائي تضمن المهرجان عروضاً عالمية اولى في الوثائقي الذي ضمت مسابقته العربية 13 شريطاً جديدها تمثل بشريط "عدسات مفتوحة في العراق" لميسون باجة جي و"هذه الايادي" للمغربي حكيم بلعباس الذي يقارن بين الماضي والحاضر في المغرب الحديث.

وقدم شريط "طفولة محرمة" للايطالية باربرا كوبيستي ضمن الليالي العربية في عرض اول ايضاً وهو يعرض آثار الصراع على الأطفال الفلسطينيين.

أما في برنامج "الجسر الثقافي" فقدم فيلم "النظام" للمخرجين بول سماكزني وماريا ستودتمير الذي يتناول قصة جهاد رجل لانشاء فرقة اوركسترا للشباب في فنزويلا في حين تناول فيلم "امة سوداء" للمخرج ماتس هيلم قضية التفرقة العنصرية في مدينة ديترويت.

وتميزت تظاهرة "المهر للابداع العربي" هذا العام بتنوع الافلام المقدمة في اطارها وبحضور فيلم روائي عراقي فيها وافلام لبنان والمغرب والجزائر وفلسطين جسدت كلها حدة النظرة التي يلقيها المخرجون على مجتمعاتهم ووعيهم بتلك المجتمعات في معالجات تفاوتت في مستوى فنيتها وان ظلت في المستوى.

وقدمت "تظاهرة الليالي العربية" مجدداً عروضاً اكدت على المواهب العربية كما ضمت اليها مخرجين دوليين تناولوا مواضيع عربية وجاءت عروض برنامج "الجسر الثقافي" لتكمل تظاهرة الليالي من حيث مضمونها واتصالها بقضايا انسانية شاملة.

اما عروض "سينما العالم" فقدمت باقة من افضل أفلام العام في العالم مثل فيلم "استراليا" و"تشي" الاميركيين وفيلم "عماء" البرازيلي وفيلم "بين الجدران الفرنسي" الحائز على سعفة مهرجان كان السينمائي وفيلم "جوع" البريطاني و "سلمندر" الارجنتيني و"حب وجرائم اخرى" الصربي.

وتضمَّن المهرجان ايضاً تظاهرة خاصة بالفيلم الايطالي وتظاهرة خاصة بأفلام الأطفال وأخرى لأفلام التحريك فضلاً عن تظاهرة احتفاء بالسينما الهندية وتكريمات.

ميدل إيست أنلاين في 18 ديسمبر 2008

 

دبي تموِّل أفلاماً عربيَّة  

ملتقى دبي السينمائي يقدم 75 ألف دولار لدعم مشاريع أفلام وثائقية وروائية من فلسطين ولبنان والأردن.

دبي ـ منح "ملتقى دبي السينمائي" في نهاية فعالياته التي نظمت للمرة الثانية في اطار الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي مساعدة مالية لإنتاج ثلاثة مشاريع أفلام عربية بعد ان تقدم لهذا القسم من المهرجان هذا العام 21 مشروعاً سينمائياً ووثائقياً.

وبلغت قيمة منح المساعدة على الإنتاج 75 ألف دولار مقدمة من المهرجان اضيفت اليها مبالغ أخرى مقدمة من مساهمين من الامارات والخليج.

وشكلت لجنة تحكيم دولية لاختيار المشاريع الافضل من بين المشاركين في الملتقى لتمنح الجوائز لثلاثة مشاريع من الاردن ولبنان والسعودية حيث حصل الأردني محمود المساد على مساعدة بقيمة 25 ألف دولار عن مشروعه "هذه صورتي عندما كنت ميتاً" الذي سينتج بتمويل اردني- هولندي.

وفاز من لبنان مشروع المخرج الشاب شادي زين الدين الذي قدم العام الماضي في دبي فيلمه الاول "وعلى الأرض السماء".

ويحمل المشروع الذي فاز ايضا بمبلغ 25 ألف دولار عنوان "ثالوث صالون الحلاقة" وسيبدأ تصويره قريباً في عمان.

وكان زين الدين اول مخرج عربي يوقع عقداً للعمل مع "ديزني" الشهر الماضي.

بدورها حصلت المخرجة السعودية هيفاء المنصور التي قدمت شريطين وثائقيين في السابق والتي لها تجربة مقدمة برامج تلفزيونية على مبلغ مماثل عن مشروعها الجديد الذي يحمل عنوان "وجدة".

وفي قسم مساعدة الافلام التي هي قيد الانجاز من هذا البرنامج حصل المخرج المغربي فوزي بن سعيدي على مبلغ 6 آلاف يورو قدمتها قناة آرتي التلفزيوينة الفرنسية- الألمانية وذلك عن مشروعه الجديد الذي يحمل عنوان "موت للبيع" والذي يأتي بعد شريطه "دبليو دبليو دبليو.يا له من عالم جميل".

وسيكون إنتاج هذا الشريط فرنسياً بلجيكياً مشتركاً.

وحصلت اللبنانية ديما الحر وفيلمها الروائي الذي صورته في بيروت ويحمل عنوان "كل يوم عيد" على مساعدة من شركة إنتاج "بوابة الصحراء" الاماراتية بقيمة 25 ألف دولار، والفيلم من إنتاج لبناني فرنسي.

وأخيراً منحت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر التي يعرض فيلمها "ملح هذا البحر" في مسابقة المهر للافلام العربية على مساعدة من "شركة البحرين للإنتاج السينمائي" بقيمة 10 آلاف دولار عن مشروع فيلمها الذي يحمل عنوان "عندما رأيتك" والذي سيصور في الاردن.

وتمت مناقشة المشاريع بحضور عدد من المنتجين العرب والاوروبيين في اطار فعالية الاطلاع على المشاريع الجديدة في السينما العربية في مساحة التفاعل هذه التي يحاول ان يؤمنها مهرجان دبي السينمائي.

وهذه هي المرَّة الثانية التي تنظم فيها مثل هذه الفعالية في مهرجان دبي بينما تعد هذه هي المرة الاولى التي يفتتح فيها سوق للفيلم في دبي بحضور عدد من شركات التوزيع والإنتاج العربية والعالمية.

وضمَّت السوق عشرات الافلام التي كان بامكان الزائر مشاهدتها خلال ايام المهرجان وأعلن خلالها عن صفقات بيع افلام.

واختتمت السوق الثلاثاء فيما يختتم المهرجان فعاليات دورته الخامسة الخميس.

ميدل إيست أنلاين في 18 ديسمبر 2008

 
 

بوشارب وهارك يختلفان حول “شروط السوق

دبي محمد رضا السيد:

ناقش المخرجان العالميان رشيد بوشارب وتشوي هارك أمس قضية “صناعة السينما بين الربح التجاري والإبداع المستقل” في مؤتمر صحافي نظمه المهرجان وأداره سيمون فيلد المدير الفني لبرامج الأفلام العالمية في المهرجان.

وكان مقرراً أن يشارك المخرج العالمي تيري جيليام في المؤتمر لولا مغادرته دبي قبل ثلاثة أيام لظروف خاصة، رغم أن المهرجان يكرمه هذا العام مع بوشارب وهارك تقديراً لمسيرتهم السينمائية.

قال فيلد إن المهرجان عندما يختار شخصيات عالمية ليكرمها، فإنه يضع نصب عينيه شخصيات في أحسن حالاتها السينمائية وفي قمة مجدها وعصرها الذهبي للعطاء الفني وفي نفس الوقت تحافظ على عدة أشياء منها الانتماء الوطني والهوية والتقاليد.

وأشاد فيلد بالمخرجين الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب والصيني تشوي هارك، وأضاف أنهما عبرا بأفلامها الحدود بفضل ما اكتسباه من خبرة على المستوى الفني وصناعة السينما الراقية.

من جانبه أكد تشوي هارك أن تحقيق معادلة تقديم فن مبدع يحافظ على التقاليد والتراث عمل شاق، خاصة أن السوق السينمائي في هونج كونج صعب للغاية، فيبدأ المخرج فترة من حياته في العمل في الأفلام التجارية ومن ثم يكوّن رصيدا جيدا من النجاح التجاري، يستطيع أن يرضي به جيوب التجار وتتأجل قليلا الأفلام التي تحمل فكرا ويرضي بها المخرج ذائقته الفنية، ويكون مقبولا كذلك من الجمهور الذي يتابعه من خلال أفلام تحمل مستوى فكريا عاليا،

وقال: الوضع السينمائي في هونج كونج اختلف عن ذي قبل، خاصة بعد تحسن العلاقات مع الصين، وانفتح سوق الصين الكبير أمام السينما لدينا، لذلك اضطررنا ثانية لتغيير محتوى الأفلام وفقا لحاجة السوق الجديد، وبقي أمامنا خياران أحدهما دخول السوق الصينية والثاني الاكتفاء بالأسواق الأخرى التي كنا نتعامل معها آسيويا.

وكشف المخرج العالمي أن سوق السينما اليوم انكمش بشدة لعدة أسباب، وعن كيفية تحقيق المعادلة بين البحث عن الربح والنجاح التجاري وتقديم الفن شدد على أن المخرج يجب أن يحظى بالابداع من أجل إيجاد فرص ووجوه جديدة بدلا من القديمة التي ملّها، والأخرى التي ما تلبث أن تنجح حتى تستحوذ عليها السينما في هوليوود. ولفت إلى أن عناصر قوية في السوق الصيني استنفدها تماما السوق العالمي وأنهم حاليا في حالة بحث عن عناصر جديدة وتكوين جيل سينمائي جديد.

من ناحيته وقف المخرج الفرنسي رشيد بوشارب موقفاً معارضاً لما طرحه سابقه، وقال: أختلف تماما مع تشوي هارك في نظرته، فمن البداية لا نتعرض مطلقا لضغوط السوق أو غيرها، يكون بمقتضاها التحكم في العمل الفني أو الإبداعي من نصيب التجار أو الجمهور، في فرنسا نصنع فنا من اجل الفن، تعمل الحكومة الفرنسية بشكل مباشر على دعم صناعة السينما وهذا لا ينفي حق الفراد في الإنتاج السينمائي وأنا شخصيا أشارك منتجا فرنسيا في أفلامي، وأنا مهتم جدا بكتابة قصص الأفلام التي أنتجها أو أخرجها، وهذا ليس معناه فقدان الجمهور، ففيلمي الأخير (Days of glory) شاهده قرابة المليون وجنى أرباحا بالملايين.

وأضاف، لست قادرا على صنع قصة أو فيلم وأنا أنظر للجانب المادي البحت من ورائه، أو حتى عدد المشاهدين الذين يرونه، هذه أشياء غير فارقة، كانت هناك أفلام من كلاسيكيات السينما الفرنسية ولكنها ظلت راسخة في عقول محبيها واستطاعت أن تحقق ربحية عالية على مدى 50 عاما، في الوقت الذي ينظر فيه البعض إلى ربحية سريعة تحت أقدامهم.

وأوضح أن فرنسا تنتج سنويا نحو 250 فيلما يحقق 20 منها نجاحا جماهيريا، وإن هذا يصنع جوا جيدا لصناع السينما، الذين لا يخشون السقوط من النواحي التجارية لإمكانية إنتاج أفلام أخرى، فقط تعنيهم الجوانب الفنية والفكرية التي تخدم الهوية والتراث الفني في فرنسا.

وقال: أنا محظوظ بالعمل في فرنسا التي تخدم السينمائيين فنيا ليس أكثر، الفيلم في فرنسا فن بعكس هوليوود، وقبل 4 سنوات حاولت أمريكا أن تعرقل الفيلم الفرنسي، فاقترح الرئيس الأمريكي أن تدخل صناعة السينما بشكل عام ضمن منظمة التجارة العالمية، ولكن لحسن الحظ وقف الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أمام تلك الموجة، وجمع حوله في ذلك إسبانيا وألمانيا وإيطاليا لمواجهة الرغبة الأمريكية، التي كانت بلا شك ستدمر سعادة السينمائيين لدينا.

الخليج الإماراتية في 18 ديسمبر 2008

 
 

كزانكرا” وجه المدينة القاسي

دبي دعاء فاروق:

كزانكرا فيلم مغربي للمخرج نور الدين لخماري تدور أحداثه في الدار البيضاء أو كازابلانكا كما يسميها المغاربة تلك المدينة المهمة ذات الطبيعة الخلابة والعاصمة الاقتصادية التي يتشكل فيها أكثر من 68% من اقتصاد المغرب المزدهرة بالفنادق الكبرى والمشاريع السياحية. ورغم كل هذا، فإن  للمدينة وجهاً آخر تناوله الفيلم، فبعد غياب الشمس يصحو عالم الجريمة، متمثلا في “زريق” البلطجي الذي يفرض الإتاوات على الباعة وأصحاب المحال ويستخدم العنف و الإرهاب لابتزازهم وان كانت الأحداث تكشف أيضاً وجهاً آخر لهذا المجرم الشديد القسوة لا يراه أحد فهو يعرف الرحمة والعطف كما تظهر علاقته بكلبه الصغير الذي لا يفارقه فإنه لا يتورع عن استقطاب شبان من الحي، منهم كريم وعلي مستغلاً فقرهما إلى عالمه الإجرامي ليستغلهما في بعض المهام. وتدور الأحداث لتكشف عن حياة هذين الشابين الفقيرين، فكريم الشاب الرومانسي الذي يحب في صمت نبيلة الفتاة  الارستقراطية التي تدير محلاً لبيع التحف ويراقبها عن بعد، يعيش معاناة الفقر مع أسرته ويعذبه عجز أبيه المريض الذي أفنى عمره يعمل في تنظيف الأسماك ويعيش كريم في حالة رعب أن تنتهي به الحال ليصبح مثل أبيه. وعادل الذي يعيش مأساة أمه مع زوجها البلطجي السكير الذي يقوم بضربها أمام عينه باستمرار ولا يجد مفرا من حياته البائسة إلا في حلم واحد هو أن يجمع ثمن تذكرة السفر إلى السويد التي تمثل منتهى حلمه  وعالمه الخيالي مما يدفعه للضغط على صديقه كريم لقبول عرض زريق والعمل معه من أجل جمع المال، وتدور الأحداث المثيرة لتكشف عن عالم الليل والمشردين و المدمنين.

وفي الندوة التي أعقبت عرض الفيلم امس الأول وحضرها أبطال العمل، أنيس الباز الذي أدى دور كريم و عمر لطفي الذي أدى دور عادل و ريتا تازي التي قامت بدور الحبيبة نبيلة وأوضح المخرج أنها التجربة الأولى في التمثيل للشباب الثلاثة الذين أدوا البطولة و أنه استعان بمشردين حقيقيين من شوارع كازابلانكا.

وعن لغة الحوار المستخدمة على ألسنة الممثلين في الفيلم وهي لغة الشارع والسوقة و التي كانت صادمة أحيانا للمشاهد قال: أقدم فيلماً عن عالم المتشردين و الخارجين على القانون ومن الطبيعي أن أقدمهم كما هم.

وعن سبب تصوير أغلب مشاهد الفيلم في شوارع المدينة وهي  فارغة تماماً إلا من أبطال الفيلم و بعد هذا عن الواقعية قال: هذا الأمر كان مقصوداً ورؤيتي للأمر أن الآخرين يعنون لي شيئاً، ما يعنيني هم شخصيات الفيلم أما الآخرون فوجودهم مفترض سواء رأيناهم أم لا.

الخليج الإماراتية في 18 ديسمبر 2008

 

إنجي واصف: “مارينا الزبالين” أغنية المهمشين

دبي -دعاء فاروق:  

“مارينا الزبالين” فيلم وثائقي يروي قصة عائلة مصرية بسيطة من فئة جامعي القمامة أو “الزبالين” في العامية المصرية، ومن خلال أحداث مدتها 75 دقيقة، يتابع الفيلم بالصورة والصوت حياة أفراد الأسرة، وكيف تعمل الأم على مساعدة رب الأسرة على عمله، وكيف يعيشون داخل بيوتهم الفقيرة الضيقة، وتركز الأحداث على “مارينا” الطفلة التي تبلغ 11 عاماً، وتعيش مع أسرتها في ظل هذه الظروف، ورغم ذلك تذهب إلى المدرسة وتتعلم وتحفظ الأغاني وتستطيع أن تنسج بخيالها عالمها الخاص.

المفارقة في قصة الفيلم وعنوانه أن مارينا اسم أشهر مصيف لأثرياء مصر في الساحل الشمالي.

مخرجة الفيلم، إنجي واصف ولدت بالقاهرة، وتربت في نيويورك، ودرست الفن في باريس ومنهاتن، وأخرجت من قبل عدداً من الأفلام القصيرة والروائية، وبعد عرض الفيلم أمس الأول بإحدى دور عرض سيني سينما بمول الإمارات، حضرت مخرجة الفيلم وهي منتجته أيضاً في حوار مباشر مع الجمهور، ردت خلاله على كل التساؤلات..

في البداية تكلمت إنجي واصف عن فكرة الفيلم قائلة “الفكرة ككل تبلورت لدي بعد مقابلتي مصادفة الطفلة “مارينا” بعد حوالي أسبوعين من البحث في المنطقة العشوائية التي يعيش بها جامعو القمامة، والتي صورت فيها مشاهد الفيلم، وطوال الأسبوعين كنت في حالة بحث عن فكرة تستفزني وتغريني بتنفيذها من داخل هذا العالم المثير، رغم فقره وكانت مقابلتي للطفلة مارينا بمثابة المعجزة، وكأني قلت “وجدتها”، فقد لفت نظري التناقض الغريب بين الوضع الذي تعيش به واسمها وقررت أن تكون محور فيلمي”.

وعن اختيارها لهذه المنطقة بالتحديد، وما الذي جذبها في عالم جامعي القمامة لتخرج فيلماً عنه وتنتجه أيضاً، قالت: هذه الفئة الصورة المثالية للتعبير عن الفئة المطحونة والمهمشة رغم أهميتها الكبيرة، ودورها الذي لا يمكن الاستغناء عنه، لهذا اخترتها لتوصيل الرسالة وهي أن هؤلاء الناس، رغم حياتهم الصعبة، استطاعوا المقاومة والانتصار على ظروفهم والاستمرار، ولديهم القدرة على الفرح في أحلك المواقف.

وعن المدة التي استغرقها تنفيذ الفيلم، قالت: عشت مع مارينا وأسرتها أربعة أشهر، كنت أكون معهم يومياً لمدة لا تقل عن 15 ساعة، لأتابع كل تفاصيل حياتهم وأسجلها، وهكذا بدأت الفيلم من دون أن أحدد كيف ستكون بدايته أو نهايته، فالمشاهد كلها طبيعية، وهذا الأمر لم يكن سهلاً، فهم ناس بسطاء أدهشتهم الكاميرات ولم يستوعبوا في البداية لماذا أريد أن أدخل بيوتهم وأصور حياتهم، كما أن عملية التصوير كانت صعبة لصغر بيوتهم وكثرة الأماكن الضيقة.

الخليج الإماراتية في 17 ديسمبر 2008

 
 

سابينا الجميل: المهجر لم ينسني قضايا المرأة العربية

حوار: محمد هجرس

أكدت سابين الجميل المخرجة الأمريكية لبنانية الأصل أن فيلمها “نيلوفر” الذي عرض في المهرجان لا يساعد على ارتكاب الخطايا، لكنه يركز على الارادة الحرة التي تنبع من داخل الإنسان نفسه. وأشارت إلى أنها من المهمومين بقضايا المرأة العربية التي مازالت تعيش في داخلها.

وقالت في حوار معها انها اعتمدت على الممثلين الايرانيين في الفيلم لأن أحداثه تدور على الحدود العراقية  الايرانية.

·         ألا ترين ان قصة الفيلم فيها نوع من الخروج عن واقع الفتاة العربية؟

اطلاقاً، والموجود في الفيلم يحاكي واقع الفتاة العربية التي تعيش بلا ارادة، لأن أهلها يرسمون لها الحياة فلا تتعلم ولا تحب، بل تتزوج بالرجل الذي يختاره الأهل.

·         هناك من يرى أنك لا تعرفين شيئاً عن واقع الفتاة العربية؟

أنا عربية لبنانية الأصل.

·         لكنك تقيمين في أمريكا، ولم تقدمي شيئاً عن واقع المرأة العربية؟

أنا من العرب المقيمين في الخارج المهمومين بواقع المرأة العربية التي مازالت تعيش كما تريد لها أسرتها، خصوصاً ان قصة الفيلم تدور حول فتاة تدعى نيلوفر تبحث عن تحقيق حلمها في التعليم، لكنها في قرية ممنوع فيها أن تتعلم لاقتصار التعليم على الذكور فقط، لذلك تلتقي بامرأة في السر وتتعلم من خلالها، ولكن والدها يوافق على زواجها من دون أن تنضج من رجل يكبرها في السن، فتقرر مصيرها بنفسها.

·         عن طريق أن تخطئ؟

الخطأ هنا مبرر وموظف فنياً.

·         ما الذي تريدين قوله من خلال الفيلم؟

أشير إلى أهمية الارادة الحرة وضرورة أن تستمد المرأة قوتها من داخل نفسها من دون الاعتماد على الآخر، من خلال التحذير من الزواج المبكر وتسليط الضوء على الأضرار التي يصاب بها المجتمع من “جريمة الشرف”.

·         كيف عثرت على تمويل الفيلم؟

عرضت الفكرة على جين بريهات ورشيد بوشارب فوافقا على الانتاج بعد اقتناعهما بالنص.

·         هل أبطال الفيلم معروفون؟

كل الممثلين ايرانيون، فالبطلة الفنانة فاطيما معتمد ممثلة مهمة ومعروفة في ايران، وأيضاً الفنانة آريا، لكن الجديد في الفيلم تقديم مجموعة من الأطفال الايرانيين ربما يصبحون نجوماً في المستقبل.

·         لماذا اعتمدت على الفنانين الايرانيين؟

لأن الفيلم صور على الحدود الإيرانية  العراقية، لذلك أردت الاعتماد على فناني إيران الذين يعرفون طبيعة المكان.

الخليج الإماراتية في 18 ديسمبر 2008

 

توزيع جوائز “الملتقى” وصفقات عديدة لجذب المزيد من الأعمال

مهرجان دبي السينمائي يختتم فعالياته الليلة

دبي - “الخليج”:  

تختتم الليلة فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته الخامسة بحفل يفترض ان يقام في منتجع باب الشمس الصحراوي بدبي، وذلك بحسب حالة الطقس وسيحضر الحفل عدد من المسؤولين اضافة إلى نخبة من نجوم صناعة السينما والفنانين الخليجيين والعرب. يبدأ الختام بحفل كوكتيل خارج قاعة المسرح الرئيسي في المنتجع الصحراوي، ويفتتح الحفل الفعلي باعلان جوائز المهر للابداع السينمائي فئة الأفلام الآسيوية والإفريقية ثم الأفلام العربية القصيرة ويتوج باعلان جوائز المهر للأفلام الروائية الطويلة.

وأعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان الأسماء الفائزة في ملتقى دبي السينمائي الذي أطلق بمبادرة من المهرجان ليشكل منصة للتعاون بين السينمائيين في الوطن العربي وكبار المنتجين العالميين. وقد تم اختيار 21 مشروعاً من بين 108 وصلت إلى المهرجان من مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم.

وخلال أمسية تكريم خاصة عقدت أمس، وزعت عدة جوائز هي: جائزة المهرجان بقيمة 25 ألف دولار ومنحت لثلاثة مشاريع سيحصل أصحابها على فرصة المشاركة في شبكة المنتجين ضمن مهرجان “كان” السينمائي ،2009 وجائزة “بوابة الصحراء ومهرجان دبي السينمائي الدولي للأعمال قيد الانجاز” بقيمة 25 ألف دولار، وجائزة “العلاقات الدولية من آرتيه” بقيمة 6 آلاف يورو، وجائزة “الشركة البحرينية للانتاج السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي لتطوير المشاريع” بقيمة 10 آلاف دولار.

وقالت شيفاني بانديا المدير التنفيذي للمهرجان “شهدنا هذا العام زيادة في عدد الجوائز بهدف تقديم مزيد من الدعم لهذه المشاريع. وحقق الملتقى نجاحاً منقطع النظير، إذ شهد ابرام العديد من الصفقات وجذب المزيد من الأعمال، الأمر الذي ستظهر نتائجه خلال الشهور القليلة المقبلة”.

وفي ختام أيام المهرجان، سيتمكن الجمهور من مشاهده نخبة من الأفلام العربية والعالمية المهمة التي أنتجت عام 2008. ومن الأفلام المعروضة في اليوم الأخير للمهرجان في كل من “سيني ستار” مول الإمارات و”جراند سينما فيستفال سيتي”:

حياة ما بعد السقوط: (12 ظهراً، مول الإمارات 7): نظرة صادقة توثّق لحياة عائلة عالقة وسط الصراعات والمشاكل التي تكتنف حياة سكان بغداد اليوم. وأمة سوداء: (12 ظهراً، مول الإمارات 9): ماذا يعني أن تكون أسود اللون في أمريكا المعاصرة؟ وملك البنغ بونغ: (12 ظهراً، فيستيفال سيتي 8): مغامرة لمراهق فاشل تدور أحداثها في البراري الشمالية في السويد، حيث يجد الاطمئنان في أحد النوادي المحلية لكرة الطاولة. وجنوة: (30:12 ظهراً، فيستيفال سيتي 9): حكاية الموت والألم والشعور بالذنب لأسرة ترحل إلى مدينة جنوة بشمال إيطاليا لتبدأ حياة جديدة. والنجم: (45:12) ظهراً، مول الإمارات 12): قوة، فساد، وسيطرة. رؤية درامية آسرة على حياة رئيس الحكومة الإيطالي الأسبق “غيولو أندريوتي”. والنظام (15:3) ظهراً، مول الإمارات 6): فيلم وثائقي مؤثّر يروي قصة شبكة من عازفي الأوركسترا للأطفال المحرومين في أفقر المناطق الفنزويلية. وجبل مقفر (45:3) ظهراً، مول الإمارات 7): طفلتان كوريتان تتخلى عنهما أمهما وتتركهما تعانيان مع عمتهما المهملة. وعلاقات شكسبير وفيكتور هوغو (4،00) عصراً، مول الإمارات 8): فيلم وثائقي صور في المكسيك يحاول الكشف عن السر الدفين الذي يخلفه وراءه أحد زوار بيت الجدة. وهذه الأيادي (15:6) مساء، مول الإمارات 6): القديم مقابل الحديث في المجتمع المغربي المعاصر. وما تبقى من الليل (15:6) مساء، مول الإمارات 9): الهجرة والفروقات الاجتماعية في مقدمة هذه الدراما الهادئة للمخرج الإيطالي فرانتشيسكو مونزي. وطفل كابولي (7،00 مساء)، مول الإمارات 8): عن سائق سيارة أجرة في كابول ينقذ طفلاً عثر عليه في سيارته. وحكاية نهر (7،00) مساء، مول الإمارات 12): حكاية مؤثرة عن العلاقة القوية بين أب وابنته في منطقة البنغال. والمطارِد (00:7 مساء)، فيستفال سيتي 9): قصة تحرٍ سابق في سباق مع الزمن لإنقاذ امرأة من براثن قاتل لا يرحم.

الخليج الإماراتية في 18 ديسمبر 2008

 
 

مهرجان دبي الدولي السينمائي الخامس

فضـاء حقيقـي للتواصـل السـينمائي

نديم جرجورة/ دبي :

لا يُمكن التغاضي عن مسألة أساسية، برزت في إطار الأيام الثمانية لـ»مهرجان دبي السينمائي الدولي« في دورته الخامسة: إن هذا المهرجان يعاند التحدّيات كلّها، كي يبلغ مرتبة رفيعة المستوى على الخارطة السينمائية الدولية. إنه يعمل بهدوء، كي يجعل الاحتفال بالسينما مناسبة لتواصل ثقافي/ فني وإنساني بين المدعوين من دول وثقافات وهواجس والتزامات مختلفة أحياناً، ومتناقضة أحياناً أخرى. إنه يرغب في اعتماد خطوات مدروسة ومتواضعة، تمنحه حافزاً جدّياً لتطوير بناه الذاتية وآليات اشتغاله. فمنذ ولادته قبل خمسة أعوام، بدا واضحاً أن منظّميه ومدرائه والعاملين في تنظيم برامجه المتنوّعة، يبحثون عن كل جديد ممكن، للاستعانة به في وظيفتهم الآيلة بالمهرجان إلى مرحلة خصبة بالمعطيات الإبداعية والصناعية والتجارية والثقافية الخاصّة بالنتاج السينمائي. ومنذ تأسيسه في العام ،٢٠٠٤ وجد هؤلاء جميعهم أنفسهم أمام بديهيات أرادوها درباً لهم لبلوغ مكانة ثابتة في المشهد السينمائي الخاصّ بالمهرجانات »الدولية«: تأمين أفضل الوسائل الممكنة لراحة الضيوف، وتسهيل تنقّلاتهم بين الفنادق الفخمة وصالات العرض المجهّزة بتقنيات حديثة، ومبنى إدارة المهرجان وغرفه المتخصّصة بالصحافة/ الإعلام والسوق السينمائية والملتقيات واللـقاءات والنـدوات والضـيوف، إلخ.

غير أن هذا كلّه لم يمنــع المسؤولين عن البحث الدؤوب عن أفلام سينــمائية جدّية، مدركين أن العثور على نتاجات عربية جادّة وواعدة ليس سهلاً، لأن عدد الأفلام العربــية المهمّة (جمالياً وفنياً ودرامياً) قليلٌ، وسط كمّ هائل من العناوين المسطّحة والمخــيّبة لآمال المعنيين بالفن السابع، والمهتمّين بشؤونه كلّها. فأن يختار المهرجان أفلاماً أجنبية أثارت نقاشات نقدية سوية، إثر عروضها الأولى في مهرجانات دولية أو تظاهرات أجنــبية ذات مســتوى عالمي، فهذا يعني أن المهرجان حرّض على التفاتة دولية تجاهه. وأن يزداد إقبال مخرجين وموزّعين ومنتجين عليه، بحثاً عن مشاريع محتاجة إلى تمويل/ إنتاج، أو استكمال الإنتاج؛ وسعياً إلى دعم أصحاب مشاريع أخرى في مجال تطوير الكتابة السينمائية، أو التدريب على كتابة »المقالة النقدية«؛ فهذا يعني أن »مهرجان دبي السينمائي الدولي« لم يعد واجهة لـ»عرض أفلام لا تُعرض في الصالات التجارية المحلية«، كما هو حال غالبــية المهــرجانات العربية المُقامة في مدن متفرّقة في العــالم العربي، بل حيّزاً حقيقياً لتواصل أفــعل وأهــمّ بين المعنيين بالشأن السينمائي، إنتاجــاً وصناعة واستهلاكاً.

تجديد

ليست مبالغــة، لأن واقــع الأمر يكشف الحالة المتقدّمة التي بلغها المهرجان، أقلّه في دورته الخامسة هذه، التي تنتــهي مساء اليوم بإعلان النتائج النهائية للمســابقات الرسمية الخاصّة بالأفلام العربية والآســيوية والأفريقية، الروائية الطويلة والقصيرة والوثــائقية.

وإذا لاحظ متردّدون دائمون على المهرجان منذ تأسيسه قبل خمسة أعوام، تبدّلاً في بعض المسائل العامة (النقل والمــطاعم وغيرهما تحديداً)، معتبرين أن الأزمة المالية العالمية »ضربت« إمارة دبي، وفرضت نوعاً من تقشّف ضروري (وهذا غير صحيح أساساً، لأن التبدّلات شكلية فقط، والتجديد الحقيقي كامنٌ في مضمون المهرجان: ورش عمل، ملتقيات خاصّة بالإنتاج والتوزيع وشراء حقوق العروض التلفزيونية مثلاً)؛ فإن أقساماً وبرامج متفرّقة دفعت المهتمّين بالجماليات السينمائيات إلى التمتّع ببعض العناوين المهمّة، التي أنتجتها السينما مؤخّراً، كـ»غومورا« للإيطالي ماتيو غارّوني (مقتبس عن كتاب بالعنوان نفسه لروبيرتو سافيانو، المتواري عن الأنظار، حالياً، إثر إصدار العائلات المافياوية في نابولي أمراً بتصفيته الجسدية، لأنه فضح أسرارها في كتابه هذا) و»عماء« للبرازيلي فرناندو ميريلس (مقتبس عن رواية بالعنوان نفسه لخوسيه ساراماغو) و»بين الجدران« للفرنسي لوران كانتي (المقتبس، هو أيضاً، عن رواية بالعنوان نفسه لفرنسوا بيغادو) و»أوستراليا« للأوسترالي باز لورمان و»تشي« للأميركي ستيفن سودربيرغ و»جوع« للبريطاني ستيف ماكوين، مثلاً.

هذه أمثــلة لا تخفي عناوين آسيوية وأفريقية وأوروبيــة أخرى، بلغ عددها النهائي ١٨١ فيلماً من ٦٦ بلداً، موزّعة على أقسام وبرامج متفرّقة، إلى جانب المسابقات الرسمية. وإذا شكّلت العناوين المهمّة دولياً تعبيراً عن تقدّم ملحوظ للمهرجان، لقدرته على استقطابها وعرضها في صــالاته المجهّزة بتقنيات حديثة؛ فإن النشـاطات الأخــرى لا تقلّ أهمية عنها: ملتقى دبي السينمائي (يُعنى بتنظيم لقاءات بين أصحاب مشاريع سينمائية محتاجة إلى إنتاج/ تمويل، أو إلى جزء منه لإكمال تنفيذها البصري)، ندوات (التسويق العالمي، أسواق أميركا الشمالية، الكتابة النقدية للشباب، إلخ.)، السوق السينمائية (بالإضافة إلى المكتبة التي تُقدّم نسخ »دي في دي« للنقّاد والصحافيين/ الإعلاميين الراغبين في مشــاهدة فيلم لم تتــسنّ لهم مشــاهدته في الصالة؛ هناك أيضاً تبــادل المشاريع، إذ تردّدت في كواليــس المهــرجان قبل يومين تقريباً أن عمــليات بيع وشراء تمّت بين محطّات تلفــزيونية وشركات توزيع أجنبية من جهة، وأفلام جاهزة للعرض من جهة أخرى، يُتوقّع الإعلان عنها رسمياً في وقت لاحق).

ملاحظات

لا يُخفي هذا كلّه ملاحظات عدّة، لا بُدّ من إثارتها نقدياً. فعلى الرغم من تنظيم عروض خاصّة بالصحافيين في صالات سيــنمائية، مثلاً، يواجه الناقد أو الصحــافي/ الإعلامي مشكلة متعلّقة بالعروض الأخرى، لأنــه لا يستطيع الحصول على أكثر من أربــع بطــاقات دخول في اليوم الواحد، علماً أن العــروض الصحـافية اقتصرت على ثمانية أفلام فقط، من بينها فيلمان اثنان شاركا في المسابقة الرسمية.

بهذا المعنى، يُمكن تحويل الفترة الصباحية كلّها إلى مساحة خاصّة بأفلام المسابقات الرسمية، التي يُسمح للنقّاد والصحــافيـين/الإعلاميين فقط بمشاهدتها، على أن يتفرّغ هؤلاء في فترتي بعد الظهر والمساء، إما إلى مشاهدة أفلام أخرى، وإما إلى القيام بأعمالهم اليومية.

تقود هذه الملاحظة إلى »المكتبة السينمائية«، أي إلى التقليد المتّبع منذ الدورة الأولى في مهرجان دبي: ففي المكتبة، يُمكن للناقد والصحافي/ الإعلامي أن يُشاهد ما طاب له من أفلام منسوخة على أقراص »دي في دي«، وعلى شاشة كمبيوتر صغيرة. من جهة أولى، تُعتبر المكتبة حاجة، لقدرتها على تأمـين أفلام لم يتسنّ للراغب أن يُشــاهدها في الصــالة السينمائية.

لكن، أن تتحوّل هذه الغرفة إلى محجّة لعدد كبير من هؤلاء، فهذا يدعو إلى مناقشــة العــلاقة القائمة بين الناقد والصحافي/ الإعلامي من جهة أولى، والنتاج السينمائي من جــهة ثانــية. إذا بُرِّر للصحافي/ الإعلامي تصــرّفه هذا، لكونه معنــياً بكتابة صحافية أو بتنفــيذ ريبورتــاج تلفزيــوني لا يتطلّبان قراءة نقــدية متكــاملة للصـنيع الإبــداعي، فإن السؤال مطــروح على الــناقد، الـذي يُتوقـّع أن يُشــاهد الأفــلام في صالاتها الخاصّة.

أما النشرة اليومية (يوميات) والـ»كاتالوغ«، فمحتاجان إلى إعادة صوغ، بسبب الأخطاء المتفرّقة التي أساءت إليهما، خصوصاً أنهما لا يحتاجان إلى ميزانيات ضخــمة، بل إلى محرّر يُتقن اللغتين العــربية والإنكليــزية بشكل جيّد، فيُقدّم مادة مشغولة بحرفية صحافية سوية. ذلك أن عدداً لا بأس به من الأخطاء وردت فيهما، أبرزها »الركــاكة« في الكــتابة. غير أن »يوميات« تفرّدت بميــزات إيجــابية أيضاً: فهي عملية للغاية، لأنها تُقدّم معلومات متفرّقة عن أحداث اليوم، واستعادة مختصرة لأحداث الأمس، بالإضافة إلى معطيات سينمائية متنوّعة.

السفير اللبنانية في 18 ديسمبر 2008

كلاكيت

صرخة عادية

نديم جرجورة

لا تقلّ الصفعة السينمائية التي سدّدها أوليفر ستون للرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش الابن، في فيلمه الأخير »دبليو«، حدّة وقسوة وإذلالاً و»عفوية«، تعكس غضباً دفيناً في أعماق أميركيين وغيرهم كثيرين؛ عن ضربة الحذاء العراقي، التي عبّرت عن حقد شعبي عربي على زعيم دوليّ، دمّر العالم كما لم تفعل الحروب الكثيرة والنزاعات المتفرّقة التي شهدتها الدول والمجتمعات طوال القرن العشرين، على الأقلّ. فإذا بدا الحذاء الموجَّه ضد بوش الابن صرخة عراقية في وجه من فتح أبواب الجحيم على العراق (والدنيا)؛ فإن »دبليو« ستون شكّل أداة فنية لاذعة، شرّحت أكثر الرجال كرهاً في الدول قاطبة، جاعلةً منه »مريضاً نفسياً« يعاني عقدة أبيه وأهله. وإذا لم تكن ضربة الحذاء أكثر من تعبير غاضب لعراقيّ مقهور، فإنها تقول انسداد أفق المواجهة العربية/ الإسلامية الفاعلة أيضاً، لأن الفلتان المتنوّع متفشّ، والانهيارات واقعة، والأرض مشتعلة بـ»مجانين الله« في الأمكنة كلّها. وإذا اعتُبر »دبليو« جزءاً من سلسلة أعمال انتقادية قاسية لرجل حكم الولايات المتحدّة ثمانية أعوام، وزرع في العالم حروباً وانهيارات وخبطات عشوائية مدمِّرة؛ فإن افتقار الفيلم إلى مقوّماته الإبداعية/ النقدية/ السجالية، التي اعتاد أوليفر ستون استخدامها، جمالياً، في أفلام سابقة له، جرّده من حيويته الإبداعية، تاركاً إياه في إطار »الشتيمة« المبطّنة، التي لا تختلف كثيراً عن »شتيمة« الحذاء العراقي المتطاير فوق الرؤوس.

بمعنى آخر، فإن »دبليو«، المفرَّغ من لغته السينمائية الانتقادية الخاصّة بأوليفر ستون، لا يؤدّي إلى أي فعل ميداني حقيقي في عالم السينما، لافتقاره إلى الصنعة السينمائية. فهو صرخة عادية وبسيطة، وإن كانت حقيقية ومغلّفة بغطاء سينمائي/ تحليلي ملتبس؛ تماماً كضربة الحذاء، التي لا تخرج من كونها مجرّد »صرخة عادية وبسيطة« أيضاً، لا تفضي إلى أي شيء يُذكر، بقدر ما تؤكّد ثبات الأمّة العربية/ الإسلامية في فراغها وأميّتها وهزائمها المتتالية. ومع أن أفلاماً كـ»دبليو« باتت ضرورة ثقافية واجتماعية، في زمن الخراب العظيم الذي صنعه بوش الابن وأمثاله؛ إلاّ أن عدم استيفاء معظمها شروطه الفنية الإبداعية اللافتة للانتباه والمثيرة للنقاش النقدي، تُخضعها لمنطق الصراخ الشعبي العفوي، المتفلّت من القيود كلّها. تماماً كذاك الصراخ الشعبي، الذي ضجّت به القاعة الرئاسية في بغداد لثوان قليلة، عند سقوط فردتي الحذاء العراقي على رأس جورج بوش الابن. فالفيلم استكمالٌ للانحدار الإبداعي الذي يُخشى على أوليفر ستون الاستمرار فيه، خصوصاً أن فيلمه السابق »المركز العالمي للتجارة« بدا باهتاً ودعائياً ومصوغاً بكمّ من المشاعر الساذجة، التي تعجز عن صناعة فن حقيقي وجدّي. والحذاء العراقي استمرار واضح للحصار المروّع الذي تعانيه الأمّة العربية/ الإسلامية، خارجياً وداخلياً، جرّاء الغياب المدوّي لأي مشروع سياسي/ ثقافي/ فكري قادر على تحرير الأرض والعقل، والبدء بمسيرة إعمار فعلي للحجر والبشر معاً.

السفير اللبنانية في 18 ديسمبر 2008

 

 

مهرجان دبي يرفع سقف الأرقام مجدداً

دبي ــ من هوفيك حبشيان: 

تنتهي اليوم الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي عرض على مدار ثمانية أيام نحواً من 180 فيلماً في أقسام مختلفة (142 في 2007)، وتحت شعار التعددية الثقافية التي تحاول المدينة الجديدة ان تجعل منها أحدى ركائزها. 1600 ضيفاً استقبلهم مهرجان دبي السينمائي رغم الأزمة المالية غير المعلنة التي تواجهها البلاد، ويجري الحديث عنها في كواليس المهرجان. 66 دولة شاركت في دورة يتأمل منظموها ان يصل عدد المشاهدين فيها الى 55 ألفاً، بعدما كان العدد يقتصر على 46 ألفاً في العام الماضي، وهو عدد ضئيل بالنسبة لمهرجان يملك موازنة كبيرة ويستولي على مساحة مكانية مهمة جداً، من قصر للمؤتمرات والعروض، الى الفنادق التي تأوي الضيوف، وهي موزعة بين منطقة الجميرا ومول الامارات الضخم. علماً أن عدد الصالات التي وظفت للمهرجان بلغ الـ14. أياً يكن، هذا مهرجان للأقليات المقيمة هنا، فثمة أفلام تعتمد على الجمهور الهندي لملأ الصالة، وأخرى على الباكستاني والانكليزي والجزائري. ويندرج المهرجان في اطار هوس مدينة تحطم الأرقام القياسية في كل الميادين، اذ ان الدورة الحالية ترفع سقف الأرقام مجدداً، بحيث انه سيكون حجم التحديات أكبر بالنسبة للمهرجانات العربية الأخرى التي تزاحم دبي، وفي مقدمها مهرجان "الشرق الأوسط السينمائي الدولي" الذي يُعقد في أبو ظبي. 11 فيلماً عربياً تسابقت في هذه الدورة على جائزة المهر للابداع، مع اعمال رصينة مثل "أيام الضجر" للسوري عبداللطيف عبدالحميد، و"جنينة الأسماك" ليسري نصرالله، و"مسخرة" للياس سالم. وقد اختار مدير هذه المسابقة عرفان رشيد أكثر من نصف الأفلام المتسابقة في هذه الخانة، من المغرب والجزائر، في حين اعتذر التونسي فاضل الجزيري من ارسال فيلمه "ثلاثون" الى المهرجان، بعدما تلقى وعوداً بالمشاركة في الدورة المقبلة من مهرجان برلين. على رغم مستواها العالي نسبياً، ضمت المسابقة أفلاماً ذات نصوص ضعيفة، وهذه حال الفيلم العراقي.

"فجر العالم" لعباس فاضل، و"فرنسية" لسعاد البوحاتي، و"عقلت على عديل؟" لمحمد زين الدين، و"مصطفى بن بولعيد" للمخرج الجزائري المعروف احمد راشدي الذي جاء برواية رسمية شديدة البهتان والبلادة للثورة الجزائرية، وجرى تأليفه وتصويره واخراجه "تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية السيد عبد العزيز بوتفليقة"، كما جاء في الجنريك.

( hauvick.habechian@annahar.com.lb)

النهار اللبنانية في 18 ديسمبر 2008

 
 

إختتام مهرجان دبي السينمائي اليوم

العراق والجزائر من أبرز المرشحين للفوز بالروائي والتسجيلي

محمد موسى من دبي:

تختم اليوم الخميس الثامن عشر من شهر ديسمبر، الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي، حيث من المنتظر أن تعلن لجان تحكيم مسابقات "المهر" عن الأفلام الفائزة في حفل يبدأ الساعة الثامنة بتوقيت دبي.

التوقعات تشير إلى حظوظ أفلام من الجزائر والعراق بالفوز بإحدى الجوائز الكبيرة في المهرجان، ففي مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة ، يشارك مخرجان عراقيان كبيران بفليمين حصدا على الكثير من الإعجاب من النقاد والجمهور. فيلم المخرج العراقي قاسم عبد "حياة ما بعد السقوط " والذي يسجل فيه يوميات عائلته في بغداد بعد نهاية حكم النظام العراقي السابق سينافس فيلم زميلته العراقية ميسون الباجه جي " عيون مفتوحة على العراق"، والذي ترافق فيه مجموعة من السيدات العراقيات، اثناء اشتراكهن في دورة تدريبية على التصوير الفوتغرافي تقيمها الامم المتحدة في سوريا. وبسبب الموضوع العراقي الحساس وقيمة الأفلام المذكورة، فمن المتوقع أن تذهب إحدى جوائز الأفلام التسجيلية الطويلة إلى أحد هذين الفيلمين.

لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية الطويلة والتي تتألف من المخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد ، والمخرجة المصرية جيهان نجيم، ومدير مهرجان ساندانس جيفري غليمور ربما تميل أيضًا الى التجارب الجديدة ، والى افلام مثل "مدينتين وسجن" للسورية سؤدد كعدان، وترافق فيه إحدى الفرق المسرحية السورية في مدينتين سورتين او فيلم المخرجة المصرية الشابة آنجي واصف "مارينا الزبالين"، والذي تقدم فيه الحياة وسط قرية للزبالين في مصر ، وكيف يمكن للفرح والحب ان يصمد في ظروف اقتصادية صعبة.

وفي مسابقة المهر للافلام الروائية الطويلة ، فمن الصعب تصوّر ان تخرج الأفلام الجزائرية الثلاثة المشاركة من دون اي من الجوائز الثلاث، خاصة ان بعض الافلام المشاركة الاخرى ، قد سبق وان شاركت في مهرجانات سينمائية كثيرة ، ولم تحصل على اي جوائز كبيرة ، مثل افلام اللبنانيين جوانا حاجي توما و خليل جريح "بدي اشوف" ، والذي يرافق رحلة الممثلة الفرنسية الكبيرة كاترين دينوف الى الجنوب اللبناني بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة في صيف عام 2006 ، وفيلم الفلسطينية آن ماري جاسر "ملح هذا الارض" والذي بدأ عروضه الاولى في مهرجان كان السينمائي ، حيث عرض ضمن مسابقة "نظرة ما" ، قبل ان يدور على مجموعة من المهرجانات العربية.

من كل الافلام المشاركة في مسابقة الافلام الطويلة ، يملك الفيلم الجزائري "مسخرة" للجزائري لياس سالم ، الفرص الأكبر بسبب موضوعه الانساني والكوميديا الرفيعة التي يضمها. لكن الفيلم الملحمي الجزائري الملحمي "مصطفى بن بولعيد" عن حياة احد ثوار الجزائر البارزين ، او فيلم "آذان" للجزائري رباح عامر زعميش يملكون ايضا الحظوظ  الكبيرة للفوز باحد الجوائز ، والتي يتولى تحكميها المخرج المغربي احمد المعنوني ، الروائية المصرية التي تقيم في بريطانيا أهداف سويف ، الممثلة المصرية لبلبة ، السينمائي الروسي سيرغي بودروف ، والمنتج المعروف كريستوف ثوك.

وللمرة الاولى يقيم مهرجان دبي السينمائي مسابقة للافلام الاسيوية والافريقية الطويلة ، كجزء من اهتمام المهرجان بسينما هاتين القارتين ، كما ستعلن اليوم ايضًا عن جوائز "المهر" للافلام القصيرة.

موقع "إيلاف" في 18 ديسمبر 2008

 
 

الأوسكار” محطته المقبلة

ريم تاكوشت: “مسخرة” يحصد جوائز أينما ذهب

حوار: عمادالدين إبراهيم

وصفت الممثلة الجزائرية ريم تاكوشت فيلم “مسخرة” الذي عرض في المهرجان بأنه من اروع الافلام التي شاركت في بطولتها، موضحة أنه يجمع مابين التراجيديا والكوميديا ويؤرخ للجزائر في حقبة عصيبة مرت بها ويقدم نموذجاً للمعاناة التي كانت تعيشها المرأة الجزائرية. ونفت في حوار معها أن تكون السينما الجزائرية ذات توجه فرنسي أو بعيدة عن الواقع العربي.

·         ما هي مميزات “مسخرة” التي جعلتكم تشاركون به في المهرجان؟

- “مسخرة” يعد من أروع الأفلام التي أنتجت مؤخراً وتلامس الواقع الجزائري والأسباب التي جعلتنا نشارك به في المهرجان أن الفيلم حصد العشرات من الجوائز المحلية والعالمية منها جائزة أفضل فيلم في فرنسا، وجائزة الجمهور في بلجيكا بجانب جائزة لجنة التحكيم، وجائزة لجنة التحكيم في تونس كأول عرض طويل، وفي مصر نال جائزة أفضل فيلم عربي، بجانب فوزي بجائزة أفضل ممثلة عربية، والآن نتأهب للمشاركة في جوائز الأوسكار العالمية.

·         هل قصة الفيلم من الواقع الجزائري؟

- القصة تمثل الجزائر في فترة ما قبل النهضة وتلامس الواقع العربي وتتشابه مع قصص كثير من الدول العربية في الفترة نفسها بمعنى أن الفيلم عن واقع جزائري عربي مشترك، وهذا هو مكمن نجاحاته. والميزة الأخرى أن الحوار يدور أيضا في إطار جامع بين التراجيديا والكوميديا الساخرة.

·         كيف تقبل المجتمع الجزائري احتراف المرأة للتمثيل السينمائي؟

- في البداية واجهنا بعض العقبات لكن بمرور الوقت تقبلنا المجتمع بعد أن نجحت السينما في حل الكثير من المعضلات الاجتماعية وانتقلت بالجزائر للعالمية وحققت العديد من المكاسب السياسية والاجتماعية. وتبع هذا الواقع فتح معاهد وجامعات متخصصة في الدراما والفنون السينمائية ومعظم الجيل الحالي من السينمائيين دارس لفنون السينما سواء بالجزائر أو فرنسا.

·         لماذا تأخذ السينما والدراما الجزائريتان الطابع الفرنسي مما يجعل البعض يرى أنها بعيدة عن العرب؟

- نحن قريبون جدا من فرنسا التي تدعم وتمول العديد من الأفلام والمشاريع السينمائية الجزائرية، لكن هذا لا يعني أننا بعيدون عن إخوتنا العرب، ولدينا إنتاج مشترك في الدراما التلفزيونية مع سوريا ولبنان والأردن، وفي السينما نطرح القضايا التي تلامس الواقع العربي كما حدث في “مسخرة” ونقدم رسالة هادفة تعمل على تنشئة الأجيال بعيداً عن القول ان هذا عربي وذاك فرنسي.

·         على المستوى العربي لا وجود للمسلسلات الجزائرية فيما تجد السينما حيزاً أكبر من المتابعة.. لماذا؟

- الدراما الجزائرية كما السينما متطورة وتحظى باهتمام عالمي كبير، فهي ليست متأخرة عن السينما بل تكاد في بعض الأحيان تسبقها لكن مشكلة الإخوة العرب أنهم لا يتابعون القنوات الفضائية الجزائرية، وهو ما يجعلهم بعيدين كل البعد عن الدراما التلفزيونية فيما يتابعون السينما الجزائرية عبر الفضائيات العالمية وهو ما يجعلها معروفة لديهم.

·         أيهما أقرب إلى نفسك الدراما أم نجومية السينما؟

- لكل من السينما والتلفزيون والمسرح خصوصيته ولا أستطيع أن أفضل فناً على الآخر، فمهما حققت من شهرة في السينما لا أستطيع الانفصال عن الدراما، كما أن للوقوف على خشبة المسرح سحراً خاصاً وهي فنون مترابطة ومتكاملة تصنع الفنان.

الخليج الإماراتية في 19 ديسمبر 2008

 

كارلوس شاهين: “الطريق إلى الشمال” أعادني للبنان 

يشهد المهرجان في دورته الحالية حضور عدد كبير من فناني المهجر، أغلبهم يحمل جنسيات غربية، لكنهم يحملون هويتهم العربية والدليل حضورهم المهرجانات السينمائية العربية بشكل دائم. ومن بين هؤلاء الممثل الفرنسي من اصل لبناني كارلوس شاهين الذي يشارك بالفيلم الروائي القصير “الطرق إلى الشمال” مؤلفاً وممثلاً، ومخرجاً في باكورة أعماله الإخراجية، ضمن مسابقة المهر للأفلام القصيرة. هاجر كارلوس شاهين من لبنان إلى فرنسا في 1975 بعدما حاز شهادة في طب الأسنان، وقرر أن يدرس المسرح في كلية TNS في ستراسبورغ.

ويعمل بشكل حصري ممثلاً في المسرح الفرنسي منذ 30 عاماً. عن الفيلم ومشاركته في المهرجان حاورناه.

·         ما قصة الطريق إلى الشمال؟

انا ممثل أعيش بفرنسا واشتغل بالمسرح الفرنسي منذ أن هاجرت من لبنان بعد نشوب الحرب الأهلية في ،1975 ومؤخرا قررت التردد على لبنان، وفي قرارة نفسي التعاون مع المخرج اللبناني غسان سلهب من أجل تنفيذ عمل سينمائي. ولذلك كان فيلم “الطريق إلى الشمال” الذي صور بين لبنان وفرنسا ويشارك فيه ممثلون من لبنان منهم عبلة خوري وفادي أبو سمرا ومن فرنسا كاميل فيغوريرو، وماثيو مير. وأشارك بالفيلم كبطل له، فضلاً عن أني كاتب القصة ومخرجها، والقصة تتناول شخصية “كريم”، رجل في منتصف الأربعينات من العمر، يعيش في فرنسا منذ مستهل مراهقته. للمرة الأولى منذ سنوات، يعود إلى لبنان لينقل جثمان والده الذي توفي خلال الحرب، من بيروت إلى قريته الأم، والفيلم يشارك في المهرجان كفيلم فرنسي وليس لبنانياً كون التمويل فرنسياً.

·         القصة التي كتبتها هل كانت تعبيراً ذاتياً عن كارلوس شاهين؟

الفيلم يجمع بين الرواية بمعنى إبداع لا علاقة له بي، بالإضافة إلى أجزاء كثيرة نتجت عن تجربة شخصية، بطل العمل يعود إلى وطنه كما أفعل، ليمنح والده الدفن الذي يليق به، بعد سنوات طويلة على موته خلال الحرب الأهلية. عودة حلوة مرة، مشحونة بالعواطف والحزن، بالإضافة لمادة الفيلم الكوميدية الدرامية الطريفة بسبب قيام “كريم” متطوعاً بتوصيل رجلين فرنسيين لا يعرفهما إلى حيث يريدان وهو في طريقه إلى لبنان.

·         اسم الفيلم كان في الاساس مغايراً للحالي، هل نتوقع تغييراً ثالثاً؟

هذا مستبعد بالتأكيد، الفيلم في الأساس حمل اسم “صحتك يا بابا” التي تكررت في الفيلم عدة مرات ومثلت “لازمة” كوميدية، ثم غيرناه إلى “الطريق إلى الشمال” بحكم أن كل من يسألهم البطل عن ضيعته في لبنان منذ وصوله إلى بيروت يدله إلى اتجاه الشمال.

·         هل أعجبتك السينما في بيروت؟

لنكن صريحين، السينما في بيروت ليست قوية بالقدر الكافي، التصوير هناك أرهقني، فالعمل أخذ مني قرابة السنة ونصف السنة، تأليفا وكتابة وإخراجا وبحثا عن النجوم، ولكني أرى ان هناك محاولات حثيثة للخروج من ذلك من خلال أفلام مثل “كراميل” لكارمن لبس وغيرها.

الخليج الإماراتية في 19 ديسمبر 2008

 
 

الحذف ممنوع والتنويه واجب

مشاهد الكبار معادلة صعبة

تحقيق:محمد رضا السيد

حمل 85 فيلماً من 181 عرضت في الدورة الخامسة تنويهات بتضمنها مشاهد للكبار أو البالغين سواء لاحتوائها على عنف بأنواعه أو لقطات مثيرة أو ألفاظ نابية، وهذه التنويهات تعكس حرص المهرجان على توعية جمهوره بما تحتويه هذه الأعمال، وهو أمر لا يحدث في مهرجانات كثيرة، ليحافظ في الوقت نفسه على طرف المعادلة الآخر وهو مبدعو هذه الأفلام فلا يتعرض لها بالحذف.

هذه الأعمال ليست أمراً خاصاً بمهرجان دبي، إذا ما قورن بالمهرجانات العربية، فناقد مصري شهير يؤكد أن 70% من أفلام الدورة الماضية من مهرجان القاهرة كانت للكبار فقط، ويؤكد مخرج إماراتي أنه شعر بالخجل من نفسه وهو يشاهد بعض الأعمال المعروضة في مهرجانات عربية.

المتفق عليه في هذا الموضوع أن الحذف من الأفلام أمر لا يليق في المهرجانات ما دامت قبلت عرضها من البداية، ونقطة الخلاف في التعامل مع هذه الأفلام.

المخرج الإماراتي وليد الشحي قال: نحن نتحدث عن سينما فيها هذا الزخم من التنوع ويبقى الحكم عليه في النهاية من حق الجمهور، الذي يختار ما يريد أن يشاهده، السينما ككيان إبداعي فيه متسع من الحرية بخلاف الكيانات الإبداعية الأخرى، وهي مجال مهم للتطوير الفني، والشخص الذي يذهب للسينما يعرف جيداً ويتوقع ما يمكن أن يشاهده فهذا معلوم منها بالضرورة وعلى جمهورها تقبل ما يراه.

وأشار إلى أن ما يعرض في الفضائيات أصبح أكثر مما تعرضه هذه الأفلام وغيرها.

وعن أفلام المهرجان قال: شاهدت أغلب الأفلام والعبارات الموجودة فقط في الكتيب تصف الحد الأدنى من المشاهد، وأرى أن الأفلام التي عليها تلك العلامة مقبولة ولا مشكلة فيها وحتى الأفلام المصنفة أرى أن هناك مبالغة في التصنيف ولم أر أي مشهد لا تقبله عيناي أو عاداتي وتقاليدي.

وشدد الشحي على ان معنى كلامه بوجود متسع من الحريات في التناول السينمائي للقضايا لا يعني بالضرورة تبرير وجود متسع من الإباحة والعري، واعتبر أن أبلغ دليل على ذلك فيما يقدمونه من محتوى سينمائي إماراتي يحترم الناس، ولا يجرح مشاعرهم وأذواقهم، بهدف كسب جمهور اوسع يتابع الأعمال الإماراتية.

واتفق المؤلف وكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد مع ما ذكره الشحي، وقال: من المسلمات في المهرجانات إتاحة الحرية للمبدعين في تقديم ما يريدون، ويشكر المهرجان على تنويهه الذي يكون مفتقداً في المهرجانات العالمية، لكني أرى انه لا يجوز أن أحذف من الأفلام أو أفصل في العروض بين النقاد والجمهور، فالمهرجان يعرض أفلامه في عدة صالات والعمل ينبغي أن يكون واحداً في كل العروض، وهو حق أدبي للمخرج الذي يعبر عما يريد من عمله.

ويوضح أنه لا يرى أن على المخرج أن يختزل تجربته الإبداعية من أجل هذا أو ذاك، مؤكداً أنه كمشاهد يتوجه لمشاهدة العمل الفني متكاملاً من الجوانب الفنية، ويحكم عليه من توظيف المخرج لأدواته. ويضيف: بالنسبة للألفاظ النابية لن تضرني في النهاية ولست معنيا بها، ومن سب هم شخوص العمل.

ورأى المخرج سعيد سالمين أن السينما مجال مفتوح بالفعل، ولذلك فمهرجان دبي يعرض كل الأفلام بكل النوعيات عدا تلك التي تسيء إلى الأديان بحكم عاداتنا وتقاليدنا كمسلمين وعرب.

من ناحية ثانية أشار إلى أن العري والعنف في الأفلام المعروضة زائدان على المقبول، بل ينبغي توظيفهما بشكل صحيح، لافتاً إلى أنه شارك مرات في مهرجانات عربية ورأى فيها جنساً بحتاً، لدرجة أن الحاضرين شعروا بالخجل من أنفسهم لرؤية مثل هذه المناظر، بالإضافة إلى أفلام أخرى استطاع مخرجوها أن يوظفوا المشهد بما لا يجرح المشاهد. وتمنى أن تقل نسبة تلك الأعمال في مهرجاناتنا إجمالاً.

وعن تأثر المخرجين لدينا في المنطقة بهذه الموجة قال: لدينا في الإمارات وضع آخر، كسينمائي ليس لي أن أفعل ما أريد، لدينا ثوابت ومبادئ لا يمكن تجاوزها، بفعل ذاتي من دون إملاء، لذلك أغلب أفلامنا لا تتناول الأديان ولا تتحدث في السياسة وليس فيها اغراءات، همنا هو البعد الإنساني.

إيجابية

المخرج الإماراتي التلفزيوني ياسر القرقاوي مدير الفنون الأدائية بهيئة دبي للثقافة والفنون اعتبر أنه من الإيجابي تمييز المهرجان بين الأفلام التي تصلح للعائلة والأخرى التي على الراشدين أن يحذروا منها سواء عند مشاهدتها أو باصطحابهم ذويهم.

ويشير إلى ان التنبيهات تكررت خاصة لطبيعة المجتمع الإماراتي الملتزم بآدابه وسلوكياته العربية، وقال: من باب المسؤولية الاجتماعية تجاه الأسرة وحماية أفرادها بشكل من الأشكال في احترام المهرجان لجمهوره كان ذلك ونتمنى أن تحذو بقية المهرجانات العربية حذو دبي، حتى وإن اعتبر البعض ذلك تخلفاً عن ركب الحياة.

ورأى أن السلبية هي في تصاعد نغمة العنف والعري في كل المناحي الفنية خاصة السينما وأن المهم المحافظة على مستوى من الثوابت التي تحكم المبدعين الإماراتيين حتى لا تتأثر أعمالهم بهذه الموجة.

وقال المخرج الإماراتي ناصر اليعقوبي الزعابي: علينا أن نتقبل ما يعرض في المهرجان، لأننا قبلنا منذ البداية أن نكون مهرجاناً دولياً ينافس، والمعايير الدولية تقتضي إتاحة الحرية في عروض المهرجانات وليس لنا أن نستغرب ذلك، رغم أن بعض الأفلام فيها مبالغة خاصة الأجنبية، وليس معنى هذا أن نتأثر بهم فنحن في الإمارات لنا قضايا أخرى نركز عليها منها العدالة والتسامح، أي الانسانيات المتفق عليها بين البشر.

واقع

يؤكد الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي ان العالم كله يشهد زيادة نسبة العنف في الأفلام بسبب أن العنف في الواقع هو المسيطر، كما توضح نشرات الاخبار. ويقول: لا عجب من هذا العنف والجنس والمخدرات، وبشكل عام السينما تناقش السلبيات، ولا يمكن تجنب مثل هذه النوعية من الأفلام في المهرجانات، إلا في المتخصصة منها مثل مهرجان لسينما البيئة أو آخر متخصص في الوثائقيات، أو حتى في الكوميديا، وأي مهرجان عالمي لابد أن ينفتح على جميع الأنواع بما في ذلك العنف وغيره.

وكشف الشناوي عن متابعته لعدد من الأفلام في مهرجاني دمشق والقاهرة ورأى أنها تحوي كماً كبيراً جداً من تلك النوعية الجنسية والعنيفة والمشاهد العارية ورغم ذلك لا توجد أي تحذيرات إلا انه في مهرجان القاهرة تكتب عبارة “للكبار فقط”.

وأوضح أن 70% من أفلام مهرجان القاهرة في دورته الماضية كانت للكبار فقط، وان مثل تلك العبارة لا توجد في مهرجانات أوروبية فضلا عن السينما التجارية. ويرى أن لكل مجتمع له ثقافته وأن المجتمع الخليجي أكثر تحفظاً على تلك المشاهد.

لسنا جلادين

عن وجهة نظر القائمين على المهرجان قال مسعود أمر الله آل علي مديره الفني: تصنيف الأفلام شيء إضافي يقوم به المهرجان، بحيث يكون الجمهور واعياً بما يحتويه الفيلم قبل دخوله، حتى لا يصطدم بما لا يريده أو يتوقعه، لا سيما إن كان مع عائلته.

وأضاف: في أغلب المهرجانات الدولية لجان تقيم الأفلام التي تود المشاركة وتقسيمها حسب الأعمار، فهناك من لا يرغب في مشاهدة عنف أو سماع كلام خارج أو غيره، وعليه لا يمكن لأي فرد أن يزعم أن المهرجان لم يحذره قبل الدخول.

وعن إمكانية وجود عروض للصحافيين والنقاد وأخرى للجمهور تحذف فيها المشاهد محل الخلاف قال: في المهرجانات لا يحذف أي شيء، في النهاية هناك إبداع ويجب أن نحترم ما يقدمه صاحب الفيلم ولسنا هنا جلادين نقف بالمرصاد للأفلام.

وأضاف: بالنسبة للمبالغة من عدمه في كم الأفلام، نحن لا نعرض أفلاماً نفذت لتوجه معين، الأفلام متاحة للجميع، وهناك بعض المحاذير، ومثل تلك الأفلام وأكثر حدة موجود في صالات السينما التجارية ولكن لا يكتب على الفيلم أنه للبالغين أو غيرهم.

وأشار إلى أن حظر الأفلام التي تعتدي على الأديان من ضمن مبادئ المجتمع الإماراتي.

الخليج الإماراتية في 19 ديسمبر 2008

 

أنجح دورة

دبي - “الخليج”:  أكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أن دورته الخامسة التي انتهت مساء أمس كانت الأنجح منذ انطلاقته قبل خمس سنوات، مشيرة الى أن عدد حضور الأفلام التي عرضت في صالات عدة في دبي وصل إلى 5.47 ألف شاهد. وشهدت غالبية الأفلام، حسب اللجنة، تزاحماً على المقاعد لاسيما تلك المرشحة لجوائز “غولدن غلوب” و”البافتا” مثل “المليونير الفقير” و”بشرة” من جنوب إفريقيا الذي حظي باهتمام وسائل الإعلام قبل انطلاق فعاليات المهرجان نظراً لتناوله قضية التمييز العنصري في جنوب إفريقيا مما جعل تذاكره تنفد بالكامل قبل بدء المهرجان.

وقالت شيفاني بانديا، المدير التنفيذي للمهرجان: “سررنا جداً بحجم الإقبال الذي شهدته دورة هذا العام، سواء من الجمهور أو السينمائيين، الأمر الذي يدل على أن الهدف الذي تبناه المهرجان للنهوض بجودة صناعة السينما يلقى تشجيعاً كبيراً محلياً وعالمياً”. وأضافت: “بدأنا بالفعل الاستعدادات لدورة المهرجان المقبلة منذ اللحظة، ونتطلع إلى استمرار دعم جمهور دبي لهذا الحدث الذي نعتبره مسؤولية كبرى تجاه المجتمع، مما يعني بذل المزيد من الجهود للمساهمة في تعزيز مكانة دبي على الساحة الثقافية الدولية وعلى خريطة صناعة السينما العالمية”.

واستضاف المهرجان خلال دورته الخامسة لفيفاً من نجوم السينما العربية والعالمية منهم سلمى حايك وجولدي هاون وبريتي زينتا، وأبيشك باتشان ونيكولاس كيج، وبن أفليك، ومن العالم العربي النجوم سلاف فواخرجي، وجمال سليمان وتيم حسن (سوريا)، وعبد الحسين عبد الرضا (الكويت)، ومصطفى شعبان، وفتحي عبد الوهاب، وغادة عادل ولبلبة (مصر) ضمن باقة من نجوم من منطقة الخليج ومختلف أنحاء العالم العربي. كما شارك في المهرجان نحو 1000 من أقطاب صناعة الأفلام على مستوى العالم قدموا للمشاركة في ملتقى دبي للأفلام ولحضور عدد من ورشات العمل، والندوات التي نظمها مكتب السينمائيين على هامش المهرجان.

وكانت سلمى حايك وجولدي هاون، وبريتي زينتا، وداني غلوفر وتيري غيليام، ولورا ليني من النجوم الذين شاركوا في المزاد الخيري لدعم مبادرة “السينما ضد الإيدز”، والتي تمكنت، بالرغم من الأزمة المالية العالمية، من جمع ما يقرب من مليوني دولار لمواجهة مرض الإيدز بالتعاون مع مؤسسة “أمفار” للأبحاث.

الخليج الإماراتية في 19 ديسمبر 2008

 
 

«فتاة فرنسية».. من أفضل الأفلام العربية المعروضة في مهرجان دبي السينمائي

شخصية البطل كانت تتطلب انقلابا سريعا في الموقف والمزاج من وقت لآخر

محمد الظاهري

لم يكن من المستغرب أن ينتهي مهرجان دبي السينمائي ولا تخرج سينما المغرب العربي بشقيها الروائي والوثائقي بصورة براقة وجميلة متقدمة على الجميع كما وكيفا. فمن بين الأفلام الخمسة عشر المشاركة في فرع الأفلام الروائية في مسابقة المهر مثلا كان سبعة منها تنتمي بصورة أو أخرى إلى سينما المغرب العربي. تلك السينما التي دائما ما كانت تثبت أنها ناضجة بذاتها وبطاقمها بغض النظر عن وجود شريك أجنبي للإنتاج أم لا، وبغض النظر أيضا عن كون العديد من نتاجها السنوي لا يزال يناقش ذات القضايا الكلاسيكية في السينما المغاربية من قضايا المهاجرين والبحث عن هوية ثقافتها المحلية التي اختفت بين جنبات بين المظاهر الفرانكفونية في الأجيال التالية، فهي بالرغم من تقليديتها تلك ذلك تعرف كيف تعثر على حكاية جديدة وشخصيات مبتكرة ومواطن حديثه لقضاياها.

من بين ابرز تلك الأفلام التي عرضت في المهرجان والتي تستحق إشادة بذاتها هو الفيلم الأول للمخرجة المغربية سعاد البوحاتي «فتاة فرنسية Francaise» كما مترجم في المهرجان، وإن كانت اعتقد أن الاكتفاء بترجمته إلى «فرنسية» سيكون ذا دلالة أكثر عمقا تتوجه بصورة أدق إلى صفة تلك الهوية والمظهر أكثر من كونها تعريفا لها نظرا لما يناقشه الفيلم في حكاية تلك المراهقة التي تتشدق بكونها فرنسية وإن كان ذات أصول مغربية وتتوق دوما إلى استرجاع فرنسيتها المفقودة. إذاً الفيلم يحكي قصة طفلة مغربية الأصل «صوفيا» تضطر عائلتها بسبب الحالة المادية المتردية إلى العودة بصورة دائمة من مقر إقامتها في فرنسا إلى موطن والديها في المغرب، إلا أن الطفلة قاومت في تلك الأثناء وبصورة عنيفة رغبة والديها بالرحيل إلا انه تم أخذها عنوة إلى هناك. بعد ذلك بعشر سنوات ينتقل الفيلم إلى حيث المقر الجديد.

وهناك وللوهلة الأولى تظهر الطفلة التي أصبحت في سن المراهقة الآن سعيدة وتعمل بشكل دؤوب مع والدها وتواظب على دراستها دون أي اثر لحادثة الرحيل التي حدثت قبل عدة سنوات، وترافقها تلك الصورة لقطات طويلة وواسعة وساحرة لمنطقة الأرياف التي تقطنها العائلة بحشائشها وأشجار الزيتون وبيوتها الشعبية الأنيقة. هذه الصورة المثالية توحي للمشاهد بطمأنينة غادرة إلى وضع العائلة المستقر وتحديدا الفتاة الجميلة. إلا أن الوعي لا ينتظر كثيرا حتى يتدارك أن هذه السعادة الظاهرية للفتاة لم يكن إلا لوعد وعدها والدها بأنه سيمنحها جواز سفرها الفرنسي لتعود إلى حيث كانت إن هي اجتازت الامتحانات المدرسية، وذلك بعد أن ألحت عليه لمدة طويلة في العودة إلى هناك. فلم تكن الفتاة إذا بذلك الرضى الذي نتوهمه. في هذه اللحظة وطوال اللحظات اللاحقة تتكون على الشاشة شخصية مكتملة لهذه الفتاة «الفرنسية» الهوى والشخصية. فعلى الرغم من إتقانها للعربية لا تتنازل لحظة واحدة لإطلاق كلمة واحدة بالعربية. كما أنها تتثاقل القيام بأي عمل منزلي منوط عادة بنساء البيت في الوقت الذي تعمل بنشاط لا مثيل له في الحقل مع أبيها وبقية رجال ضيعتها. وعلى العكس من قريناتها فهي لا تتقرب إلى الشبان بصورة مهينة كما لا تحلم بفارس أحلام مغربي يقودها إلى عش الزوجية، بل لا تجد عائقا يعيقها من إهانة حبيبها والسخرية منه عندما باح لها بحلمه بالزواج منها، فهي «فرنسية»، والفرنسية لا بد أن تعيش. هذا على الأقل ما كان يداعب مخيلتها التي امتزجت فيها ذكريات الطفولة البريئة في فرنسا وقراءاتها الفرنسية اللاحقة والتي كونت صور فضائلية حول ذلك البلد المتقدم. كل ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه سعاد البوحاتي في شريطها مرارا ومن خلال العودة المتكررة إلى العائلة على انها تعيش أوضاعا مستقرة وكفافا سعيدا كما أن الفتاة تحظى باهتمام ودلال خاص من عائلتها ووالدها بالذات ومحاطة بمجموعة من الأصدقاء المتميزين. إلا أن كل ذلك لم يفلح في التهوين من رؤيتها المثالية لذلك العالم الذي تتوق له وراء البحر، ولا في التقليل من سخطها على عالمها المحيط بها، وهذا هو في الواقع الحجر الذي ارتكز عليه الفيلم منذ تلك اللحظة وحتى نهايته، فالفيلم يتخذ من سيكولوجية المراهقة بتفرعاتها المعقدة ابتداء من طبيعتها المتمردة، وضبابية منطقها وحدة أفكارها، والتي تجد في المجهول مغامرة لا تخفي وراءها إلا صورا جميلة، بينما لا ترى في واقعها إلا بقع القبح المتناثرة هنا وهناك مستندا لكل تداعياته الدرامية، كل ذلك تمت حكايته بإيقاع كلاسيكي يتصاعد فيه الحدث ويتراكم على أثره التوتر إلى تلك اللحظة التي تفجر كل ما تبقى من ذلك التمرد المكبوت. وأتحدث هنا عن ذلك المشهد الذي واجهت فيه صوفيا صديقتها بكل الم وغضب عليها وعلى عائلتها وعلى مجتمعها كله ثم الهرب خارج مدرستها الداخلية للبحث عن مخرج لذلك، هناك بلغ الفيلم ذروته ولم يكن هناك مبرر لحظي لكل ذلك وهذه أحد الأشياء المهمة التي يشاد بها، فالانفعالات النفسية لا تكاد تجد لها مبررات لحظية إنما هي نتاج تراكمات زمنية تجد في معظم الأحيان لحظة غير مناسبة لتطلق كل ذلك الغضب الكامن. لكن كل ذلك الشغف سيذهب طي الرياح، وستعود العقلانية إلى طبيعتها حينما تتوفر جميع الخيارات لدى صوفيا بعد هذا التوتر، فهذا هو منطق المراهقة المعقد. الممثلة المغربية الشابة حفيصة حرزي التي لقيت شهره سابقة في فلم «أسرار الكسكس» وقدمت في الفيلم العراقي «فجر العالم» الذي عرض في مهرجان دبي دورا رئيسيا هي بلا شك احد أفضل الممثلات المغربيات الصاعدات في الوقت الحالي، وقدمت في هذا العمل احد أجمل أدوارها وأكثرها تعقيدا حيث كانت الشخصية تتطلب انقلابا سريعا في الموقف من وقت لاخر مازجة بين السخرية واللطافة، والهدوء والانفعال، والحب والكره. كنت اكتب هذه المقالة قبل انتهاء المهرجان، إلا أن الفيلم ورغم بساطة موضوعه الذي لا يصل إلى مستويات أممية وقومية كما هي بقية الأفلام إلا انه يبقى احد أفضل الأفلام العربية التي عرضت في مسابقة المهرجان.

M_aldhahri@hotmail.com

الشرق الأوسط في 19 ديسمبر 2008

 
 

على هامش مهرجان دبي السينمائي الدولي ميهرا يكشف لأول مرة عن فيلمه المنتظر 'دلهي 6'

دبي - من محمد جمال المجايدة :

شهدت قاعة المؤتمرات الصحافية في مقر مهرجان دبي السينمائي الدولي اليوم الإطلالة الأولى على الفيلم الهندي المنتظر 'دلهي 6' وهو تعاون مشترك بين شركة 'يو تي في موشن بكتشرز' و'راكيش أومبراكاش ميهرا'. وقد تحدّث خلال المؤتمر الصحافي أبطال وطاقم الفيلم 'أبيشيك باتشان'، 'سونام كابور'، 'راكيش أومبراكاش ميهرا' و'سيدهارت روي كابور'.

تميّز المؤتمر الصحافي بأجوائه الدافئة التي تأتي انعكاساً لروح العمل أثناء تصوير الفيلم، وقد تناول المخرج تجربته مع طاقم العمل التي وصفها بأنها كانت رائعة، كما تناول بشكل مختصر قصة الفيلم معرباً عن صعوبة التحدث بإسهاب قبل عرض الفيلم على الجمهور، وأن الرأي الأخير يجب أن يكون للجمهور في تقييم مغزى الفيلم وتفسير رسالته التي يود إيصالها للمشاهدين.

وقال راكيش: 'كنت محظوظاً بالعمل مع أبطال وطاقم عمل الفيلم الذين أبدوا كثيراً من التعاون. وعلى الرغم من أنهم كانوا أحياناً لا يتبعون تعليماتي حرفياً لكنني كنت على ثقة من النتيجة النهائية بفضل قدراتهم الإبداعية الكبيرة'. وأضاف: 'يتناول الفيلم قصة رحلة حياة غير عادية في قالب درامي اجتماعي، أما رقم ستة في اسم الفيلم فهو مستوحى من الرمز البريدي لمدينة دلهي (110006)، حيث يستعرض الفيلم حياة الشعب الهندي ولا يخلو من الجوانب السياسية التي لا يمكن إهمالها عند استعراض هذا المجتمع'.

من ناحية أخرى، أشاد بطلا الفيلم بالطاقات الإبداعية الكبيرة التي يتمتع بها مخرج العمل 'راكيش أومبراكاش ميهرا' إضافة إلى جميع المشاركين في الفيلم، حيث تحدث 'أبيشيك باتشان' عن علاقة العمل التي جمعته بالمخرج منذ عام 1996 في أول لقاء عمل بينهما، والتي كانت بادرة علاقة تعاون امتدت لأكثر من 12 عاماً.

وقال النجم الهندي الشاب إن فيلم 'دلهي 6' قريب جداً إلى قلبه حيث أن الفيلم يتناول رحلة شاب هندي يعود إلى دلهي وطنه الأم بعد اغترابه لفترة طويلة في الولايات المتحدة. وقال النجم باتشان إنه قضى هو نفسه فترة طويلة من طفولته يدرس خارج الهند قبل العودة إليها مرة أخرى، مما ساعده على أن يعيش الشخصية بكل أبعادها وتفاصيلها.

وأوضح 'باتشان' أن الفيلم يقدم نظرة جديدة على الهند كما لم تظهر في وسائل الإعلام من قبل مستعرضاً لحياة الشعب الهندي من الداخل، فيما أعربت نجمة الفيلم 'سونام كابور' عن سعادتها بالتعاون مع المخرج المميز 'راكيش أومبراكاش ميهرا' مؤكدة امتنانها لجميع العاملين في الفيلم الذين لم يبخلوا عليها بالدعم والمساندة طوال فترة تصوير العمل.

وقالت 'كابور' إن الفيلم يعكس حياتها الشخصية حيث أنها فتاة بنجابية وترتبط كثيراً بمدينة دلهي التي تقع في بؤرة الفيلم، منوهة بإعجابها الشديد بالشخصية التي لعبتها في الفيلم واعتزازها بكونها ضمن فريق العمل.

وقد تسنى لممثلي وسائل الإعلام العربية والعالمية خلال المؤتمر الصحافي مشاهدة مقتطفات من الفيلم لم تعرض من قبل ولم يشاهدها حتى طاقم عمل الفيلم، ومن المنتظر أن يطرح الفيلم في صالات السينما العالمية في العشرين من شهر شباط (فبراير) 2009.

وتدور أحداث الفيلم حول روشان (الذي يلعب دوره النجم باتشان) الأمريكي المولد، والذي يصطحب جدته المريضة عائدين إلى الهند، حيث لم يكن يدرك آنذاك أن هذه الرحلة القصيرة ستكون الأطول في حياته. وتجري أحداث الفيلم على خلفية مدينة دلهي القديمة والتي تلعب دوراً محورياً في الفيلم.

يذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي الخامس قد بدأ فعالياته في 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري وتستمر فعالياته حتى 18 كانون الأول (ديسمبر).

القدس العربي في 19 ديسمبر 2008

 

النجوم غابت لكن الافلام الجميلة حضرت وعززت هوية مهرجان دبي  

دبي ـ (ا ف ب): اذا كانت الازمة المالية العالمية القت بظلالها على مهرجان دبي الذي اختزلت ميزانيته على نحو اثر على وهج فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان السينمائي فان الافلام الجيدة وبعض الروائع لم تغب عن فضاء المهرجان بل عزز حضورها من قيمة المهرجان وهويته. وجاء تأثر المهرجان الذي تختتم دورته مساء الخميس بالأزمة لاعتماده الكبير على الاموال الخاصة واموال المستثمرين واستدعى تخفيض الميزانية حضور عدد اقل بكثير من النجوم العالميين والمصريين الذين حضروا العام الماضي والدورات التي سبقته واضفوا على اجوائه القا اكبر.

ومن بين النجوم العالميين هذا العام حضر الاميركي نيكولاس كيج كما حضرت المكسيكية سلمى حايك لساعات الى دبي امت خلالها حفل مؤسسة "امفار" "سينما ضد الايدز" الذي كانت راعيته المعنوية بجانب نجمات مثل غولدي هاون ولورا ليني المرشحة لجائزة الغولدن غلوب.

وشارك في حفل مؤسسة "امفار" ايضا المخرج اوليفر ستون والممثل والمنتج داني غلوفر والمخرج تييري غيليام. واسهم حضور جميع هؤلاء في جمع مبلغ مليون وثمانمئة الف دولار لحساب المؤسسة.

واقيم الحفل بدعم من مؤسسة "لؤلؤة دبي" ودار "كارتييه" وهذه هي المرة الثانية التي يقام فيها الحفل ضمن فعاليات مهرجان دبي وكانت النجمة شارون ستون راعيته في العام الماضي.

ودشن المهرجان في دورته الخامسة سوق دبي السينمائي الذي جذب عددا من المنتجين العرب والعالميين واقيمت في اطاره عروض كثيرة وصفقات لتوزيع الافلام. كما استحدث المهرجان هذا العام تظاهرة المهر للابداع السينمائي الاسيوي- الافريقي التي ضمت كما مسابقة المهر للابداع العربي ثلاثة اقسام في الروائي والوثائقي والقصير وقدمت في اطارها اقوى الافلام التي انتجت في هاتين القارتين.

وضمت مسابقة الفيلم الروائي العربي الافريقي 15 عملا من الابداعات المتميزة بينها شريط "تيزا" الاثيوبي و"تولبان" الكازاخستاني.

ورغم المزاحمة الشديدة من المهرجانات العربية والدولية التي بات المهرجان عرضة لها فقد نجح في اجتذاب 11 فيلما عالميا قدمت في دبي في عرض عالمي اول ضمن مختلف التظاهرات والانواع لكن في تراجع عما حققه المهرجان في السابق.

ومن بين هذه الافلام التي تقدم في عرض اول شريط المخرج الجزائري احمد راشدي "مصطفى بن بولعيد" الذي رسم سيرة لشخصية قادت واطلقت الثورة الجزائرية. وقدم المهرجان في المسابقة العربية ايضا فيلم "المر والرمان " للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار في اول تجاربها الطويلة التي تروي حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال من خلال معاناة امراة يسجن الاسرائيليون زوجها.

ومن بين الافلام العربية الاخرى التي قدمت في عرض عالمي اول وكلها شاركت في المهر العربي فيلم المغربي نور الدين لخماري "كازانيغرا" الذي يصور معاناة وحياة العنف التي يتعرض لها شابان في شوارع كازابلانكا وسط عجزهما عن الحصول على عمل كريم يحفظهما من السقوط. وكما في الروائي تضمن المهرجان عروضا عالمية اولى في الوثائقي الذي ضمت مسابقته العربية 13 شريطا جديدها تمثل بشريط "عدسات مفتوحة في العراق" لميسون باجة جي و"هذه الايادي" للمغربي حكيم بلعباس الذي يقارن بين الماضي والحاضر في المغرب الحديث.

وقدم شريط "طفولة محرمة" للايطالية باربرا كوبيستي ضمن الليالي العربية في عرض اول ايضا وهو يعرض اثار الصراع على الاطفال الفلسطينيين.

اما في برنامج "الجسر الثقافي" فقدم فيلم "النظام" للمخرجين بول سماكزني وماريا ستودتمير الذي يتناول قصة جهاد رجل لانشاء فرقة اوركسترا للشباب في فنزويلا في حين تناول فيلم "امة سوداء" للمخرج ماتس هيلم قضية التفرقة العنصرية في مدينة ديترويت.

وتميزت تظاهرة "المهر للابداع العربي" هذا العام بتنوع الافلام المقدمة في اطارها وبحضور فيلم روائي عراقي فيها وافلام لبنان والمغرب والجزائر وفلسطين جسدت كلها حدة النظرة التي يلقيها المخرجون على مجتمعاتهم ووعيهم بتلك المجتمعات في معالجات تفاوتت في مستوى فنيتها وان ظلت في المستوى.

وقدمت "تظاهرة الليالي العربية" مجددا عروضا اكدت على المواهب العربية كما ضمت اليها مخرجين دوليين تناولوا مواضيع عربية وجاءت عروض برنامج "الجسر الثقافي" لتكمل تظاهرة الليالي من حيث مضمونها واتصالها بقضايا انسانية شاملة.

اما عروض "سينما العالم" فقدمت باقة من افضل افلام العام في العالم مثل فيلم "استراليا" و"تشي" الاميركيين وفيلم "عماء" البرازيلي وفيلم "بين الجدران الفرنسي" الحائز على سعفة مهرجان كان السينمائي وفيلم "جوع" البريطاني و "سلمندر" الارجنتيني و"حب وجرائم اخرى" الصربي.

وتضمن المهرجان ايضا تظاهرة خاصة بالفيلم الايطالي وتظاهرة خاصة بافلام الاطفال واخرى لافلام التحريك فضلا عن تظاهرة احتفاء بالسينما الهندية وتكريمات.

القدس العربي في 19 ديسمبر 2008

 
 

اختتم دورته الخامسة بنجاح فني ومساوئ تنظيمية ووعود للمستقبل...

مهرجان دبي: السينما الجميلة في عواصف الأزمة المالية العالمية

دبي - فيكي حبيب

شبح الأزمة المالية العالمية ألقى بثقله على مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة التي اختتمت أمس بتوزيع الجوائز على الفائزين. فلا أسراب النجوم الضيوف ظلت أسراباً. ولا السهرات تشبه السهرات التي اعتادها رواد المهرجان. ولا السيارات الفخمة التي كانت تتكفل بالتنقلات بين أماكن العروض، ظلت متاحة للجميع. حتى الملصقات التي كانت تستقبل الزوار منذ ان تطأ أقدامهم أرض مطار دبي لم تزرع في أماكنها المعتادة. والأمر ذاته في «مول الإمارات» الذي استقبل غالبية العروض، حيث افتقد روح المهرجانات، سواء لناحية زحمة الحضور - الا عند عرض أفلام بعض الجاليات - أو لناحية التعريف بالأفلام المشاركة من خلال الملصقات التي اقتصر حضورها على الطابق الثاني من «سيني ستار»، وهو المكان الذي لا يدخله الا حاملو البطاقات، ما لم يقدم دعاية وافية لهذا الحدث السينمائي الذي بدأ سنواته الأربع الأولى ببذخ وترف أثارا حفيظة كثر...

إذاً التقشف سيد الموقف، والفوضى في كل مكان.

فوضى بدأت ملامحها منذ اليوم الأول عند طابور استلام الضيوف بطاقات المهرجان، حيث وقف الضيوف ساعات في انتظار ان تستعيد الآلات الإلكترونية عافيتها، وأيضاً في انتظار ان يأتي دورهم، علماً ان التسجيل تمّ عبر الانترنت قبل أسابيع، ما طرح علامات استفهام حول سبب كل هذا التأخير.

ليس هذا وحسب، فالبطاقة التي انتظرها الصحافي، مثلاً، كل هذه الساعات، لا تؤهله لدخول العروض فوراً، بل عليه ان يقف في طابور جديد لاستبدالها ببطاقات أربعة أفلام في اليوم. وحذار ان يخطئ في اختيار فيلم بدلاً من آخر، فقانون «البضاعة التي تباع لا تستبدل»، مطبق هنا بحذافيره، والخطأ ممنوع. وحذار، أيضاً، ان يخطئ ويستلم بطاقاته من «مول الإمارات» - مركز غالبية العروض - في وقت يسير ووقت عرض فيلم هندي، فالانتظار سيطول، والفيلم سيفوته حتماً.

ولا تقف عملية اختيار الأفلام الاربعة المتاحة في اليوم عند تحديد أولويات المشاهدة، بل على الصحافي ايضاً ان يدرس الأوقات بدقة، لا أوقات الأفلام وحسب واحتمال تضاربها بعضاً ببعض، ولكن أيضاً، أوقات المسافات بين دور عرض وأخرى، وأوقات ذروة الزحمة على طرقات دبي.

ولعل الإيجابي في الموضوع ان الضيوف الذين قضوا اوقاتاً كثيرة على الطرقات، باتوا في آخر يوم من الأيام الثمانية للمهرجان متخصصين بمواعيد الزحمة في هذه المدينة، ودارين بتفاصيلها. ولكن، للأسف، حدث هذا بعدما فات الأوان، وخسروا أفلاماً لم يتمكنوا من مشاهدتها، بسبب ابتعاد دور العرض الواحدة عن الاخرى، وأيضاً بسبب الالتزام بقانون «البضاعة التي تباع لا تستبدل».

«لا أعرف»

امام هذا الواقع تساءل كثر حول سبب عدم تخصيص صالة محددة للعروض الصحافية - علماً ان هناك بعض العروض للصحافة - ما يساعد الصحافي في عمله ولا يعقّد أشغاله، خصوصاً ان صالات مسرح «ارينا» مثلاً، حيث تقدم العروض المسائية غالباً، خالية من اي حركة في غالبية أوقات النهار، الا حركة بعض «المتطوعين» - كما يسميهم المهرجان - الذين لا يفقهون شيئاً الا تكرار عبارة «لا أعرف» عند كل سؤال يأتيهم من احد الضيوف... وهنا سؤال آخر يطرح حول وظيفة هؤلاء في مهرجان كان بدأ يسير على السكة الصحيحة، فإذ به في هذه الدورة تائه، وكأنها المرة الأولى التي يُنظم فيها.

وإذا ابتعدنا من مشاكل التنظيم، تبقى الأفلام المختارة لهذه الدورة شمعة مضيئة في سماء دبي. إذ، كما نقرأ في كاتالوغ المهرجان على لسان المدير الفني الناقد مسعود امرالله، «تحضر الأفلام هنا بمختلف مشاربها: روائية ووثائقية وقصيرة... إنتاجات ضخمة، وأخرى مستقلة، مخرجون مخضرمون، وآخرون يقدمون تجاربهم الاولى... دول منتجة، وأخرى على الطريق».

وعلى هذا النحو، توزعت العروض على 18 تظاهرة، لا مجال هنا لاستعراض كل ما عرض فيها (181 فيلماً من 66 بلداً)، ولكن نظرة الى أفلام «مسابقة المهر للإبداع السينمائي» قد تقدم لمحة عن جديد السينما العربية. وواضح منذ البداية تفوق السينما الآتية من المغرب العربي على سينما المشرق، سواء لناحية عدد الأفلام المشاركة، أو لناحية النوعية. ففي ما يخص النقطة الاولى، تطل ستة أفلام مغاربية من أصل 11 فيلماً عربياً مشاركاً في هذه المسابقة بعد انسحاب فيلم «ثلاثون» للمخرج التونسي فاضل الجزيري، إذ قُبل ترشيحه لمهرجان برلين كما قيل. ثلاثة من هذه الأفلام تأتي من الجزائر، وهي: «مسخرة» للمخرج لياس سالم» و «مصطفى بن بولعيد» للمخرح احمد راشدي، و «آذان» للمخرج رياح عامر زعيمش... وثلاثة من المغرب، هي: «فرانسيس» للمخرجة سعاد البوحاتي، و «كزانكرا» للمخرج نور الدين لخماري، و «هل تذكر عديل» للمخرج محمد زين الدين. أما الأفلام المتبقية فتتوزع على: سورية («أيام الضجر» لعبداللطيف عبدالحميد)، ومصر («جنينة الأسماك» ليسري نصرالله)، وفلسطين («ملح هذا البحر» لآن ماري جاسر)، والعراق («فجر العالم» لعباس فاضل)، ولبنان («بدي شوف» للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج).

ولعل القاسم المشترك بين غالبية الأفلام، هو انغماسها في السياسة والتاريخ. وكما كثير من الأفلام المغربية الراهنة، تطل أزمة المهاجرين المغاربة برأسها في أفلام هذه المسابقة. ففي فيلم «كازانكرا» يدغدغ حلم السفر الى الخارج مخيلة البطل الشاب الذي يتمنى الابتعاد من مدينته الدار البيضاء التي استحالت داراً سوداء لكثرة العنف والجوع والتشرد الذي يتفاقم في أحيائها. وفي فيلم «فرانسيس»، يسيطر حلم العودة الى فرنسا على البطلة الشابة، بعدما سلخت منها وعادت الى مسقط رأسها حين لم يستطع أبواها التأقلم مع الحياة الجديدة. والأمر ذاته بالنسبة الى بطل «هل تذكر عديل» الذي خلافاً لبطلة «فرانسيس» يحالفه الحظ ويترك مسقط رأسه، ولكن من دون أن يعرف ما ينتظره من صعاب.

وإذا كان الفيلم الجزائري «مسخرة» خرج عن هذا الخط بتقديم صورة كاريكاتورية موفقة لكيفية تكوين «البطل الشعبي» الذي يتحول من نكرة في الحارة الى احد «الفتوات»، فإن فيلم «آذان» لا يحيد عن هذا الخط، إذ تدور أحداثه حول تمرد مهاجرين عرب وأفارقة يعملون في مجمع صناعي في إحدى ضواحي باريس. التمرد على الواقع هو ايضاً موضوع فيلم «مصطفى بن بو لعيد»، ولكن، هذه المرة، من خلال استعادة التاريخ، وتحديداً قصة البطل الشعبي مصطفى بن بو لعيد الذي قاوم الاحتلال الفرنسي للجزائر، وقدّم نفسه قرباناً على مذبح الاستقلال.

والى التاريخ ايضاً يعود عبداللطيف عبدالحميد في «أيام الضجر»، وتحديداً الى سنة 1958 حيث كان الجولان السوري لا يزال طليقاً من الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل موضوع فيلمين آخرين عرضا في المسابقة، هما «ملح هذا البحر» الذي تدور أحداثه في فلسطين حول فتاة تأتي من الخارج لتستعيد أرضها، فتحاصر بمشاكل جمة.  وأيضاً، «بدي شوف» الذي بدا اضعف الأفلام المشاركة في المسابقة، إذ اخفق في تصوير معاناة اللبناني بعد حرب تموز (يوليو).

ومن حرب لبنان الى حرب الخليج في الفيلم العراقي «فجر العالم» الذي ابتعد عن كل ما هو عراقي (صُوّر في مصر مع ممثل لبناني، وممثلة مغربية)، الا في الموضوع الذي يدور في اهوار الجنوب العراقي قبيل انفجار حرب الخليج.

وحده الفيلم المصري «جنينة الأسماك» بدا خارج سياق الأزمات السياسية ذات التأثير المباشر في مصائر الشعوب، وإن كان مشبعاً بقصص من الواقع الاجتماعي المصري الراهن. ولعل أهمية هذا الفيلم تكمن في لغته السينمائية الخاصة، وإدارة المخرج لممثليه باحتراف.

هذا كله من دون ان ننسى نجوم السينما العالميين الذين حلّوا في دبي مثل سلمى حايك وغولدي هاون ونيكولا سكايج وبن أفليك... وناهيك عن الأفلام العالمية التي عرضت في هذه الدورة وأثارت إعجاب الحضور، مثل التركي «ثلاثة قرود»، أو الاثيوبي «تيزا» أو الإيطالي «غومورا» أو الجنوب أفريقي «بشرة»، وسواها من الأفلام المختارة بدقة لتروي شغف محبي الفن السابع.

بعد هذا كله، هل يحق للمرء ان يعلّق على الثغرات التنظيمية؟ 

الحياة اللندنية في 19 ديسمبر 2008

 
 

«الوقت» في أروقة مهرجان دبي السينمائي الدولي « 2 »

السينما فـي البحرين .. الوحيدة التي رفضت التصريح بأرقامها

الوقت - دبي - أحمد عنان - خالد الرويعي

منذ العام 1998 استطاع مهرجان ''كان'' السينمائي جس نبض أسواق السينما العالمية من خلال تقديمه كتيب (تحت الضوء - مستجدات سوق السينما العالمية)، والذي كان يقتصر على جميع دور العرض في دول العالم باستثناء الدول العربية، لكن مهرجان دبي السينمائي الدولي جاء هذه المرة بمفاجأة جديدة وهو توسيع نطاق قراء هذا الكتيب مع إصدار نسخته الإنجليزية والعربية، متضمنا ملحقا مهماً عن العالم العربي، ويأتي هذا الإصدار بحسب القائمين على الكتيب ليؤسس معايير جديدة فيما يتعلق بمحتوى المعلومات، حيث قام المهرجان بتكليف شركة ''نيلسن'' بعمل بحث موسع على سوق السينما في العالم العربي ليضاف إلى الكتاب الأصلي. يتناول الملحق الجديد كلاً من الإمارات، البحرين، الأردن، لبنان، فلسطين، مصر، المغرب، وتونس.

المديرون التنفيذيون لمهرجان ''كان'' والمرصد الأوروبي للمواد السمعية - البصرية (جيروم بيلارد ووولفغانغ كلوس) أكدا أن تقديم هذا الإصدار يتيح للمهتمين بقطاع السينما نظرة لا غنى عنها على صناعة السينما التي تشهد تغييرات كبيرة ومستمر، وذلك من أجل مساعدة السينمائيين على فهم الأسواق بشكل أعمق.

أما المدير الفني لمهرجان دبي مسعود أمر الله، فيشير إلى أهمية هذا الكتيب من حيث إن الخارطة العربية ظلت عائمة ومشوشة ومغيبة ومن دون شك سيعد هذا الجهد البحثي مساهمة في فهم حركة السوق العربية وموقعها وسط الأسواق العالمية، لكن مسعود يؤكد ناحية مهمة وهي أنه مازالت السوق العربية تعتمد الإنتاج الهوليوودي أو الإنتاج المصري - باستثناء مصر التي تعتمد على إنتاجها المحلي بسبب القيود الحكومية، والتي من ناحية أخرى تشجع الإنتاج المحلي - وهو سبب مهم لفهم مسألة عدم تصدر أي إنتاج محلي عربي لشباك التذاكر.

ورغم أن الكتيب يحتوي على 69 صفحة، إلا أن المفارقة الغريبة هي حصر تقرير الدول العربية في 12 صفحة فقط، وهو جهد بحثي قامت به شركة نيلسن، لكن هذا القصور لا تتحمله الشركة نهائيا، فمن الواضح أن السوق العربية لم تشهد أي تحسن في أدائها الإنتاجي، وهذا يشمل تحديدا في عدم القدرة على خلق سوق عربية تعتمد على التوزيع بشكل احترافي داخل المنظومة العربية، وربما هذا الرهان هو ما يعتقد به مهرجان دبي السينمائي.

فالمهرجان وعبر تخصيصه سوق الأفلام والدعم وتخصيص فسحة لإنتاج الأفلام إنما يأتي ضمن إعادة هندسة خريطة السوق السينمائي داخل البلدان العربية، ليس مهماً نجاح التجربة؛ لأن هذا النجاح مقرون بمدى تفاعل شركات التوزيع والإنتاج السينمائي وتحرير السوق من التعقيدات الحكومية والدفع باتجاه اتخاذ دور ايجابي ومسؤول من جانب الحكومات.

محليا - تبدو صيغة التصريح الذي قامت به شركة البحرين للسينما مخجلة، فالبحرين هي الدول الوحيدة التي رفضت التصريح بقائمة عدد الجمهور والإيرادات مما يعني أن ثمة خللا في البناء العام للتعاطي مع فهم سوق السينما، وهو مؤشر خطير ضد سياسات الشفافية الحاصلة الآن في دول العالم، وبحسب التقرير الذي يشير إلى أن شركة البحرين للسينما رفضت الإفصاح، فإن الأفلام الأولى لأفضل 10 أفلام في شباك التذاكر البحريني لعامي 2007 و2008 هما من إنتاج مصري، وهذه الجردة رغم سذاجتها، إلا أنها تشير بشكل لافت إلى رواج الفيلم المصري داخل السوق البحرينية، وهي بخلاف دولة الكويت أو الإمارات العربية المتحدة مثلا اللتين يسيطر فيهما الفيلم الأجنبي.  

العرّاب والحوذي أيهما «العرّاب»؟ وأيهما «الحوذي»؟

ليس مهماً..

لكن رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة والمدير الفني مسعود أمرالله قد يتبادلان الأدوار وحدهما من دون الحاجة إلى توصيف آخر، فهاذين الرجلين قد يكونا نجمي المهرجان من دون منازع.. فهما صاحبا الابتسامات العريضة في أي وقت كان، قد تكون ضمن التزاماتهما أن يكونا كذلك، لكن الأروقة والأحاديث الجانبية قد تكون أكثر إثارة إذا ما علمنا بأنهما يتواجدان في المهرجان أكثر من تواجد الأفلام أو النجوم أنفسهم ولو بقدر قليل من المبالغة.

لكن ربما هي عادتهما في صراع الإنجاز، وما يراهن عليه عبدالحميد سيراه مال الله تحدياً، لكن انجازاً كهذا لم يكن ليرى النور لو انهم أغلقوا مكاتبهم وتركوا (القرعة ترعى)، لديهم إجابات لكل شيء.. وإن لم يكن.. فإن الطريق معروف لاستيعاب كل شيء.

الهدوء في انجاز العمل يبدو سمة مهمة في كواليس المهرجان، وهي سمة ربما لا تعرفها إلا القليل من المهرجانات الأخرى، إنهما يعرفان بمن يستعينان ويعرفان كيف يهندسان الضوء.. إذ أن رهانهما على السينما لم يكن ليخيب آمالهم والمنجز خلف جدران المهرجان أهم بكثير من السجادات الحمراء وهي الطريقة المثلى في كيفية صناعة الأحلام.

مسعود أمر الله في أحاديث معلنة وجانبية يتمنى حركة نقدية لواقع السينما، وعبدالحميد يعالج القلق بإمعان العقل والحرص على الاستمرارية.

ولكن أيهما (العراب)؟ وأيهما (الحوذي)؟

بالتأكيد هذا ليس مهماً.

الوقت البحرينية في 22 ديسمبر 2008

 

«الوقت» في أروقة مهرجان دبي السينمائي الدولي « 1 »

كيف تبني الشراكات حلماً واحداً

الوقت - دبي - خالد الرويعي: 

مفردات «الشرق» و«الغرب» لم تعد مهمة الآن في السينما.. ربما سيكون اختصارها الآن يسيراً فتصبح «دبي». لكن ما الذي يجعل من السينما مهمة إلى إمارة دبي؟ فعوضا عن مهرجانها السينمائي الدولي والذي اختتمت أعماله يوم الخميس الماضي، هناك أيضا مهرجان الخليج السينمائي والذي تقام دورته الثانية في شهر أبريل القادم، هذه الأهمية ربما برزت بشكل واضح في هذه الدورة وهي الخامسة في عمر المهرجان، إذ يعول القائمون عليه على فوائد كثيرة ستكون بمثابة شبكة ممتدة تغذي القطاع السياحي من جهة والفني الثقافي من جهة أخرى والأهم من ذلك وجود دبي على خارطة السينما العالمية.

علميا.. تقع دبي في منتصف خارطة العالم تقريباً، وهذا ربما ما يفسر تواجدها كمحطة التقاء بين الشرق والغرب، إذ يستجمع المهرجان جميع أطياف السينما العالمية. فمن الشرق الأقصى والأدنى إلى الغرب بجميع محطاته، كلها موجودة في دبي، فعدد الأفلام ضخم مقارنة بمهرجانات أخرى، وهذا العدد ليس مقصوراً على السينما الأجنبية (آسيا- إفريقيا - الغرب)، بل ثمة أفلام عربية أيضا، أما الخليجية فكان نصيبها مناسبا من حيث تنوعها على الأقل. فإفراد قسم خاص بالأصوات الخليجية يعني الشيء الكثير بالنسبة إلى المهرجان وهو يعتبر امتداداً آخر لمهرجان الخليج السينمائي الذي عقد دورته الأولى أبريل/ نيسان الماضي.

لقد أدرك مهرجان دبي أهمية ما يقوم به، وزاد على ذلك سباقه مع الزمن، إذ يعتبر المهرجان فرصة كبيرة للموزعين بالدرجة الأولى والفنانين والصحافة، فربما هو المهرجان الوحيد في العالم من يضع جميع أطياف السينما العالمية في سلة واحدة. فللغرب غربه.. وللشرق شرقه.. أما دبي فتحتضن هذا كله، موفرة للجميع الجهد والزمن في التقاء جميع الأفلام بجنسياتها المختلفة على أرض واحدة.

لكن ما يهم أيضا في هذا المهرجان هو تنوع فعالياته ومؤتمراته الصحافية وربما خصوصاً الشراكات التي يمد جسورها مع مؤسسات أخرى. فالحملة الثانية من «سينما ضد الإيدز» التي تهدف إلى جمع التبرعات لصالح مؤسسة أمفار لأبحاث الإيدز بحضور النجمة سلمى حايك تعتبر إحدى أهم الشراكات للاستفادة من واقع السينما والنجومية في العالم، وهو تأكيد على دور صناعة السينما في تغيير العالم نحو الأفضل ومد يد العون للمحتاجين، وهو ربما ما أكده الرئيس التنفيذي لأمفار كيفن روبرت في مؤتمره الصحافي عندما قال «إن التأكيد على دور صناعـــــة الترفيه في تسليــــــط الضوء على القضـــايا المهمة، وجمع التبرعـــــات لها يعد امــراً مهماً».

من ناحية أخرى، فللسنة الثانية على التوالي يولي مهرجان دبي عناية فائقة للفعاليات المصاحبة، فـ «ماك» لمستحضرات التجميل واصلت رعايتها للمهرجان للعام الثالث على التوالي، حيث قدمت هذا العام دورات خاصـــة في مكياج الأفلام.

كبير اختصاصيي التجميل فيمي جوشي في ماك الشرق الأوسط والهند، قال «لقد استطاع الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة التأكيد على رؤيته السينمائية الفريدة والمتألقة وذلك بفضل الجهود الكبيرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. لقد حرصنا دائماً على الاحتفاء بالإبداع وهو ما يواصل مهرجان دبي السينمائي الدولي تقديمه للعالم العربي عاماً بعد عام».

من ناحية أخرى، خصصت إدارة المهرجان قسما خاصاً أطلقت عليه «جناح الهدايا» بفندق القصر - جميرا بالتعاون مع «نتالي دوبوا» وهي المتخصصة في تسويق عدد من المنتجات المرافقة للمهرجان، وأكدت مديرة الجناح في تصريح خاص بـ «الوقت» أن (أجنحة المشاهير للهدايا) المرافق للمهرجان يعد الأضخم هذا العام وذلك من أجل تعريف الصحافة والمشاهير بما نقوم به باعتباره قنوات متصلة بعالم السينما. يضم «جناح الهدايا» في أروقته عددا من الماركات العالمية التي جاءت من أجل المهرجان، فـ «ناتورا بيسيه» الماركة الاسبانية المتخصصة في مجال العناية بالبشرة تعد واحدة من أهم المعروضات في «جناح الهدايا»، حيث قدمت علاجات للبشرة تصمم خصيصا للمشاهير من أهمها مجموعة دياموند.

وتعتبر ماركة «ناتورا بيسيه» علامة تجارية فاخرة تشهد حالياً أسرع معدل نمو حول العالم على صعيد فئة المنتجات التي تنتمي إليها. وهذه الماركة رائدة في استخدام العلم في مجال مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، كما أنها تختص في ابتكار منتجات ثورية للعناية بالبشرة، يصدق عليها كبار أطباء الجلد وجرّاحو التجميل واختصاصيو التجميل في العالم.

أما «أجمل للعطورات» فقد أتاحت لعدد من الفنانين والنجوم فرصة التعرف على منتجتها عن قرب باعتبارها إحدى الصناعات العربية والشرقية، زبير حسين وميسن اللذان يقفان بالقرب من معروضات «أجمل» يؤكدان على أن وجود هذا المنتج الشرقي أمر مهم في المهرجان، «وقد نكون الوحيدين ممن يمثلون الشرق في العطورات في أيام المهرجان».

الوقت البحرينية في 21 ديسمبر 2008

 
 

مقعد بين شاشتين

مهرجان دبي الخامس.. إمكانيات كبيرة.. وطموح أكبر

بقلم : ماجدة موريس

* مع كثرة مهرجانات السينما في العالم. إلا أن مهرجان دبي ينفرد عنها بنوع من الاهتمام. الرسمي والشعبي. الذي يتجاوز المناسبة ليجعل من الموضوع فرحة وفرجة. ومحاولات دءوبة لخلق مناخ اجتماعي تسبح فيه السينما.. دبي بلد صغير جدا. لكنه ينظم مهرجاناً متوسعاً. بلغ هذا العام خمس سنوات من عمره فأصبح له تاريخ. وفرحة توازي فرحة المولود الذي يكبر سريعا. ربما بشكل مفرط. لدرجة أن يقوم في هذه الدورة كل ما في العالم من عروض سابقة في هذا العام المنصرم. سواء التي حصلت علي جوائز المهرجانات الأخري. أو التي اختيرت في افتتاحاتها. إلي جانب الجديد من الأفلام الجاهزة للانطلاق. ومنها 19 فيلما في عرضها العالمي الأول و32 فيلما في عرضها الخليجي الأوسط. وأفلام أخري في عروضها الشرق أوسطية. والأرقام من جريدة البيان الاماراتية التي أوردت أيضا إحصائية تقول إن 25% من جمهور مهرجان دبي من جنسيات عربية و12% من أمريكا وأوروبا و13% من شبه الجزيرة العربية والباقي من الأهالي والمقيمين وأنه لوحظ أن حركة السياحة لدبي تزيد خلال المهرجان. وبرغم عدم دقة هذه الأرقام إلا أن ذلك الخليط من الجنسيات يشكل ملمحا واضحا لدي جمهور المهرجان في دور العرض بالمولات التي يقام بها. والتي وصل عددها إلي 14 داراً للعرض بدخول قاعتين في مول جديد إلي عروض المهرجان.. وليس معني هذا أن كل شيء رائع ولا توجد عيوب وإنما يوجد خلل تنظيمي واضح ممثل في كثرة عدد المتطوعين للخدمة في المهرجان. وكثرة عدد الذين لا يدلونك علي شيء لو سألتهم وليس هذا غريبا مع شرف المقصد. فتدريب الشباب والفتيات علي العمل بالمهرجان شيء رائع ولكن جدة التدريب وتوزيع المسئوليات وتحديدها أكثر روعة!.. مع ذلك فإن المهرجان يكتسب روح التجريب حين تتغير ملامحه وتضاف أقسام جديدة له. لكن جزءاً من هذا التجريب يذهب بسبب تضارب البرامج وصعوبة تتبع الأفلام مثل تناول العلاقات السينمائية بين السينما الأمريكية والأوروبية وبين السينما العربية. وحيث اعترف أكبر موزع خليجي في إحدي الندوات بأن توزيع الأفلام المصرية في الخليج مليء بالمشاكل التي تحتاج لحلول عاجلة.. فهل يوجد من يسمع في مصر هذا الكلام؟

كزانكرا.. ملف خاص

* في هذا العام أضاف المهرجان لمسابقاته مسابقة جديدة للابداع السينمائي الأسيوي الأفريقي تتضمن ثلاث مسابقات بداخلها هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة. وهي نفس المسابقات التي تتضمها مسابقة المهرجان للإبداع السينمائي العربي التي شاركت فيها كل الدول العربية وكانت المشاركة المصرية هي الأكبر عددا "تسعة أفلام" ومع ذلك فإن العديدين ممن قابلتهم من جمهور السينما في المهرجان سألني عن الأفلام المصرية ولماذا هي مختفية. لأنهم لم يجدوا فيلما مصريا روائيا طويلا واحدا غير "جنينة الأسماك" ليسري نصر الله. من بين تسعة أفلام طويلة منها ثلاثة أفلام مغربية هي "فرانسيس" إخراج سعاد البوهاتي و"هل تذكر عادل" إخراج محمد زين الدين و"كزانكرا" إخراج نور الدين بوخماري بينما عرض من لبنان فيلم "بدي شوف" لجوانا حاجي توماس وخليل جريح ومن العراق "فجر العالم" إخراج عباس فاضل والذي صور في مصر. ومن الجزائر فيلما "مسخرة" لليث سالم و"أذان" لرباح أمير والاثنان عرضا في مهرجان القاهرة وحصل أولهما علي جائزة الفيلم العربي فيه أما الفيلم الأخير في هذه المسابقة فهو السوري "أيام الضجر" لعبداللطيف عبدالحميد والذي عرض أيضا بالقاهرة. وفي مسابقة الفيلم العربي القصير عرض 12 فيلما منها فيلمان مصريان هما "ساعة عصاري" لشريف البنداري الذي يناقش التغيير داخل الأسرة المصرية حيث يكبر الزمن ويسرق الآباء وفيلم "الشغالة" لمخرجة مصرية تعيش في أمريكا وصورت فيلمها في مصر هايدي سمعان. أما مسابقة الأفلام الوثائقية فقد عرض فيها 18 فيلما منها ثلاثة أفلام مصرية الأول هو "ملف خاص" لسعد هنداوي الذي يناقش في قالب متنوع بين التسجيلي والتعبيري والريبورتاج قضية الشرف بالنسبة للمرأة المصرية والفيلم الثاني لمخرجة مصرية أمريكية هي انجي واصف وهو عن حي الزبالين في الدويقة وعنوانه هو "مارينا الزبالين" وهو عنوان يحمل التباسا بالنسبة لأسم مارينا التي يتضح أنها الفتاة التي يتوقف الفيلم عندها أكثر من غيرها في بحثه عن سكان مدينة القمامة في أعلي جبل المقطم وحياتهم وجذورهم وكيف يعيشون حياتهم. وهو فيلم يستحق العرض في مصر ومناقشته في ضوء ما يقدمه عن جزء من المجتمع القاهري يثير وجوده الغضب. بينما علينا أن نتساءل هل من المفترض أن تطرح السينما القضايا الشائكة.. أم تتغاضي عنها وهل من الأفضل أن نري فيلما نختلف مع مخرجته في بعض أجزائه.. أم لا تراه أصلا.. وهل تستطيع جهة التمويل. مهما كانت قوية. أن تخفي تماما الحقائق. أقول هذا بمناسبة "مارينا الزبالين" وبمناسبة الفيلم المغربي "فرانسيس" الذي يطرح قصة فتاة مغربية رفضت عودتها مع أسرتها للغرب من فرنسا. لأنها تري أن فرنسا هي وطنها الذي تعتز به.

* بعيدا عن المسابقات والجوائز عرض المهرجان في سلسلة عروضه الافتتاحية المسائية سبعة أفلام مهمة بدأها بفيلم الافتتاح عن حياة الرئيس بوش لاوليفرستون "دبليو" وفي اليوم التالي افتتحت عروض برنامج سينما الأطفال بفيلم "أبطال دارن السبعة" الهولندي إخراج لورتس بلوك. ثم فيلم "المر والرمان" الفلسطيني للمخرجة نجوي نجار في افتتاح برنامج الليالي العربية وبعده الفيلم الإيطالي "بارادا" في افتتاح البرنامج التكريمي للسينما الإيطالية وهو من إخراج ماركوبونتيكورفو. ومساء الاثنين عرض الفيلم الإنجليزي "بشرة" للمخرج انطوني فابيا في افتتاح برنامج الجسر الثقافي وبعده "أغنية الطيور" في افتتاح برنامج مخصص لآسيا وأفريقيا وأخيرا عرض أمس الأربعاء فيلم المليونير الفقير وهو انجليزي إخراج دافي بويل في افتتاح برنامج سينما العالم. أحد عشر برنامجا قدمها المهرجان والمسئولون عنه في تظاهرة فرحة بأنه وصل لعامه الخامس. وهو جهد مدهش وجبار ويستحق التقدير. بشرط تحسين النظام. وهناك أيضا تلك النظرة الإيجابية للجمهور من خلال توزيع بطاقات عليه حتي يصوت علي العرض الأفضل من وجهة نظره.. نعم احترام الجمهور هنا ملمح مهم في دبي.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في 18 ديسمبر 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)