إيمانويل أوريبي رئيس
لجنة التحكيم الدولية كتوم جداً .. وصريح جداً
النتائج
عادلة.. والسينما كلها أكاذيب فنية!
حوار: ياسر عزالدين
تلقائي
المشاعر.. مثل كل أبناء الشعوب اللاتينية.. ناجح للغاية في عمله كمخرج
ومنتج اسباني.. رغم انه لم يقدم أي فيلم روائي طويل من قبل إلا انه تم
ترشيحه لرئاسة لجنة التحكيم لمهرجان القاهرة للمسابقة الرسمية للأفلام
الروائية الطويلة وذلك بفضل فوزه بالعديد من الجوائز الدولية
عن أعماله القصيرة وأهمها "الملك المسحوق" الذي حصد ثماني جوائز "جويا" وهي
توازي في الأهمية الأسوكار الأمريكي وإيمي البريطانية وسيزار الفرنسية.
ولأن
إيمانويل أوريبي تلقائي بالفطرة فقد استهل حديثة بابداء إعجابه الشديد
بالأفلام المتنافسة في المسابقة الدولية قائلا: المستوي الذي ظهرت عليه
الأعمال داخل المسابقة عال للغاية ومبهر إلي حد كبير.
·
هل هناك أي مجاملات حدثت لبعض الأفلام علي
حساب أخري قبل إعلان النتيجة؟
** بالطبع
لا ولا يمكن ان يحدث في مهرجان دولي كبير كمهرجان القاهرة.. بل كانت هناك
مناقشات جادة بين كل الأعضاء للوصول إلي نتيجة عادلة ومنطقية.
سري
للغاية
·
من هو الممثل الذي استحق جائزة ولم ينلها..
طبقا لظروف التحكيم ومحدودية الاختيار أمام اللجنة؟
** هذا
سري للغاية وغير قابل للحديث عنه.
·
هل من الممكن الافصاح عن اسم الفيلم الفائز
بالجائزة الكبري؟
** هذا
أيضا يندرج تحت نطاق السرية المطلقة إلي ان يتم الإعلان عنه في حفل الختام
غدا وهناك اتجاه لاعطاء جوائز للمعني الإنساني بجانب القيمة الفنية.
·
بعيدا عن هموم المسابقة ما رأيك في السينما
المصرية والعربية؟
** شاهدت
كثيرا من الأعمال العربية وأيضا المصرية واعذرني نسياني أسماء الأعمال أو
الأبطال لكنها علي أي حال سينما مبهرة وجيدة المستوي.
·
وتوقعاتك لها في المستقبل؟
** بهذا
المستوي الذي لمسته حاليا أتوقع استمرار نجاحها وزيادته
·
وماذا عن السينما الاسبانية وعدم انتشارها
عالميا مثل هوليوود؟
** الأمر
ليس قاصرا علي اسبانيا فالسينما الأوروبية بشكل عام تعاني من سيطرة السينما
الأمريكية علي سوق العرض بسبب قوة الانتاج الضخم الذي يميز هوليوود عن أي
سينما أخري أما نحن فمازلنا نعاني من الانتاج الفقير وعدم وجود تمويل كاف
يسمح لنا بمنافسة الصناعة الهوليوودية علي المستوي المحلي والدولي وهذا هو
سبب عدم انتشارنا رغم المستوي الفني المرتفع لأفلامنا.
نصيب
الأسد
·
بمناسبة ذكر سوق العرض.. ما هو نصيب السينما
الاسبانية في العرض داخل بلادكم؟
** 15%
فقط للأفلام الاسبانية و10% للأعمال الأوروبية و75% من السوق تنتزعه
السينما الأمريكية وهذا أمر لا حيلة لنا في إيقافه أو تعديله.. للأسباب
السابق ذكرها.
·
بصفتك صانع سينما.. هل مشاهد الجنس الساخنة
مطلوبة دوما علي الشاشة الاسبانية؟
** الأمر
يعتمد علي طبيعة الموضوع والأحداث وبالطبع لا يمكن حشد تلك المشاهد لجذب
الجمهور لان طبيعة العلاقات في مجتمعنا تجعل من هذا الأمر شيئا عاديا
وبالتالي ينتفي تعمد مخرجينا الزج بهذه المشاهد بلا داعي باستثناء الضرورة
الدرامية.
·
الكثير من المشاهدين العرب يعتقدون ان تلك
المشاهد حقيقية ولا يوجد بها أي تمثيل؟
** هذا
خطأ لا يمكن ان نقدم جنسا حقيقيا وكل المشاهد مجرد خداع للجمهور وكذب فني
فالسينما في كل عناصرها أكاذيب فنية.. لكن ما نحرص علي الحذر منه هو تقديم
العنف لانه مؤثر شديد التدمير لوجدان المشاهد بمختلف جنسياته.
ممنوع
الإجابة
·
في رأيك من هو أحسن ممثل اسباني؟
** لا
استطيع البوح عمن هو أفضل فهذا قد يؤثر علي عملي معهم وكل ما استطيع قوله
ان كل من عملت معهم من ممثلين ممتازون.
·
أعتقد ان انطونيو باندريس وفيكتوريا ابريل من
ممثليك المفضلين؟
** بالطبع
نعم.. فقد أصبحا عالميين الآن.
·
أخيرا.. هل ستكرر زيارتك للقاهرة..؟
**
بالتأكيد بعد ان شاهدت ولمست مدي كرم شعبكم ورقته وكل هذا التراث العظيم
الذي تمتلكونه لدرجة انني أفكر في إخراج فيلم بجانب الأهرامات الشامخة.
####
في وداع مهرجان القاهرة
السينمائي
هرم
ذهبي وفضي و200 ألف جنيه و16 ألف دولار في الختام غداً
لأول مرة: جائزة مالية لأفضل
سيناريو عربي
يوزع
الفنان فاروق حسني غداً الجمعة. جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
الثاني والثلاثين بدار الأوبرا المصرية.
يبدأ حفل
الختام بعرض فني رفيع تودع فيه كاميرا السينما المصرية الضيوف الأجانب. ثم
يصعد إلي خشبة المسرح رؤساء لجان تحكيم المسابقات الثلاثة علي التوالي:
طارق العريان للأفلام الروائية الرقمية "الديجيتال". وجان خليل شمعون
للأفلام العربية الروائية الطويلة. وإيمانويل أوريبي لأفلام المسابقة
الرسمية الروائية الطويلة.. يقرأ كل رئيس لجنة تقريره عن الأفلام المشتركة
في مسابقته. ثم يعلن عن الأفلام الفائزة.. يقوم خلالها وزير الثقافة ورئيس
المهرجان عزت أبوعوف ومجموعة من الفنانين الأجانب والعرب والمصريين بتسليم
الجوائز علي الفائزين والتي توزع كالتالي:
* الجائزة
الفضية لأفلام الديجيتال وقدرها ستة آلاف دولار تمنح مناصفة بين المنتج
والمخرج.
* الجائزة
الذهبية الديجيتال أيضاً وقدرها عشرة آلاف دولار بين المنتج والمخرج أيضاً.
* مائة
ألف جنيه لجائزة أحسن فيلم عربي مناصفة بين المنتج والمخرج
* مائة
ألف جنيه أخري لأحسن سيناريو عربي. وهي جائزة مستحدثة تمنح لأول مرة هذا
العام والجائزتان مقدمتان من وزارة الثقافة
* جائزة
الابداع الفني لعمل متميز في أحد المجالات التقنية
* جائزة
أفضل عمل أول أو ثان للمخرج باسم "نجيب محفوظ"
* جائزة
أفضل سيناريو وتحمل اسم "سعد الدين وهبة"
* جائزة
أفضل مخرج
* جائزة
أحسن ممثل
* جائزة
أحسن ممثلة
* الهرم
الفضي "وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وتمنح للمخرج"
* الهرم
الذهبي لأفضل فيلم وهي الجائزة الكبري وتمنح للمنتج
أفلام
مرشحة
من بين
مجموعة كبيرة من أفلام المسابقات الثلاثة والتي يصل عددها إلي 43 فيلما "18
رسمياً و14 عربي و11 ديجتال" يرشح لك السينمائيون والنقاد هذه الأفلام
للفوز بجوائز المهرجان:
* الفيلم
الفرنسي "سرافين" اخراج مارتان بروفوست ويتحدث عن مس الجنون!
*
الأرجنتين "مطرب التانجو" اخراج جابريل أدريان عن ارادة مريض لتحدي مرضه
ويصبح مطربا
*
البلجيكي "الضائع" أو المفقود اخراج يان فيرهين وهو من صحفي مثالي في عالم
يفتقد المثالية!
* الفرنسي
"بصمة ملاك" اخراج صافي نيبو عن أم تبحث عن طفلها في حادث اعتداء
*
اليوناني "الجريكو" اخراج يانيس سماراجديس عن بطل تاريخي يسعي الي الحرية
*
الأسباني "العودة إلي حنظلة" اخراج شوس بوتير يز عن أخت تسعي لاسترداد
جثمان شقيقها الذي رحل في مغامرة الهجرة غير الشرعية
* الفيلم
المصري "يوم ما تقابلنا" اخراج اسماعيل مراد عن لقاء حبيبين بعد سنوات
طويلة من الغربة
أما مسابقة الأفلام العربية فبجانب ترشيح نفس فيلم المسابقة "يوم ما
تقابلنا" رشح أيضاً فيلم المخرج أحمد رشوان "بصرة" وفيلم المخرج مجدي أحمد
علي "خلطة فوزية" بطولة الهام شاهين التي صرحت قائلة:
ان سبب
سعادتها ان يشارك فيلمها للمرة الثالثة علي التوالي في مهرجان عربي كبير
بعد "أبوظبي" و"دمشق" وقد حصلت علي جائزة أحسن ممثلة في كلا المهرجانين
وتتمني الجائزة الثالثة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهو أكبر
المهرجانات العربية ويضاهي مهرجان العالم.
وتضيف:
يضاعف من سعادتي أيضا انني لست بطلة الفيلم فقط بل منتجته أيضا. وهذا سيكون
حافزاً كبيراً لي لخوض تجربة الانتاج مرة ثانية وثالثة والبحث عن موضوعات
جيدة ومهمة لانتاجها في الفترة القادمة.
ومن
الأفلام العربية المرشحة أيضا للجوائز يأتي فيلم "عيد ميلاد ليلي" للمخرج
الفلسطيني رشيد مشهراوي. والفيلم السوري "أيام الضجر" اخراج عبداللطيف
عبدالحميد. والجزائري الفرنسي "آذان" اخراج رباح عامر. والفلسطيني أيضاً
"ملح هذا البحر" اخراج آن ماري جاسر.
أما أفلام
الديجيتال فيرشح لها: الايطالي "ثلاث ليرات". واللبناني "خليك معي".
والمصري "قصة الفراشة العذراء". والنيجيري "وجوه قصيرة" والأسباني "أولاد
عاديون".
* ومن
غرائب وطرائف كواليس المهرجان:
* ما
لاحظه الكثيرون من أن رئيس المهرجان لا يظهر إلا في ندوات نجمات هوليوود
وقد تخفي في نظارة شمس سوداء حتي في القاعات المغلقة إلي درجة تعليق بعض
الصحفيين علي ذلك بقولهم "الراجل الغامض بسلامته متخفي بنضارة" وهي أغنية
سعاد حسني الشهيرة التي غنتها لحسين فهمي رئيس المهرجان السابق والذي هاجم
ظهور الدعم المفاجيء للمهرجان بعد ان بح صوته في أهمية دعم مهرجان عالمي
علي هذا المستوي!!
أبوعوف
أخذ يرجو الجميع: اتركوا المهرجان يمر ثم حاسبوني بعدها!!
* تم
الغاء عرض الفيلم الدنماركي "مع السلامة ياجميل" دون ذكر أسباب واضحة
لذلك.. وعرض الفيلم الايطالي "شياطين القديس بطرسبرج" بدلا منه.. ارجع
البعض السبب إلي ان الفيلم الدنماركي يتحدث عن العرب والمسلمين المقيمين في
الدنمارك ومدي الكراهية التي يواجهونها بسبب اختلاف الديانات.
الغريب ان
هذا المنع للفيلم يجري بعد مشاركة الدنمارك لأول مرة في المهرجان بعد غياب
ثلاث سنوات إثر أزمة الرسوم المسيئة.
* رغم
سعادة الفنانة سميرة أحمد بتكريمها في المهرجان الا انها غضبت بعد ما ذهبت
فرحة التكريم وعلقت قائلة: كيف لا يعرضون مشاهد من أفلامي للأجانب الذين لا
يعرفون عنا شيئا.. يشوفوا واحدة بتتكرم وهم لم يشاهدوا لها حتي لقطة أو
صورة من فيلم!!
* فوجيء
الجميع بأكثر من نجمة أجنبية تقول في الندوات: للأسف نحن لا نعرف شيئا عن
مصر وبالتحديد جاءت هذه الكلمات علي لسان برسيلا برسلي وجوليا ارموند التي
قالت: نعرف مصر كبلد للعبيد والرق "!!!"
* اشترط
الموزع جابي خوري موافقة الرقابة أولا قبل عرض الفيلم اللبناني "دخان بلا
نار" بطولة خالد النبوي لعرضه ضمن المسابقة العربية حتي يتمكن من عرضه
تجارياً بعد ذلك.. وعندما تعذر ذلك تم استبعاده من المسابقة!
####
أسرار
غياب نجمة الجماهير عن مهرجان القاهرة السينمائي
نادية
الجندي: 2008 عام التكريم.. وأزمة النصوص تهدد الدراما
أثار غياب
الفنانة نادية الجندي عن حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
تساؤلات عديدة وألقي البعض بتكهنات مختلفة.. لكن "الاسبوعي" قطع الطريق علي
هذه التكهنات وسأل نادية الجندي عن السبب فقالت: نزلة البرد الشديدة التي
أصابتني في حلقي منعتني من أداء أشياء كثيرة منذ عودتي من مهرجان دمشق وهذا
سبب غيابي عن افتتاح مهرجان القاهرة وليس شيئاً آخر.
سألتها عن
تكريمات هذا العام فقالت: فعلاً عام 2008 هو عام التكريم الدولي لنادية
الجندي.. فقد كرمني مهرجان الرباط السينمائي الدولي في المغرب.. وأخيراً
مهرجان دمشق السينمائي.. وقد استقبلتني المهرجانات بحفاوة بالغة تركت أثراً
عاطفياً في نفسي لأنها من دول عربية تقدر الفنانين المصريين حق قدرهم.
وماذا
يشغلك هذه الأيام؟
أجابت:
تشغلني صعوبة العثور علي سيناريوهات ونصوص سينمائية وتليفزيونية تجذبني من
أول لحظة لقراءتها.. وصعوبة ذلك الأمر تؤرقني كثيراً لأنها نذير سييء
للقادم أين سنجد النصوص الجديدة الجيدة لتي تناقش قضية مهمة أو موضوعاً
يتعلق بالناس سواء في السينما أو التليفزيون.
####
مقعد بين الشاشتين
الأفلام
العربية في مهرجان القاهرة السينمائي: ملح هذا البحر.. وبرتقال هذا الوطن
بقلم : ماجدة موريس
عندما
يفكر أحدنا في تلخيص وطنه سوف يتذكر فورا أشياء بعينها.. كبيرة أم صغيرة..
ويصبح الأمر ملحا حين يكون الإنسان محروما من الوطن مثل "ثريا" و"عماد"
و"مروان" أبطال هذا الفيلم السينمائي الذين تسرسبوا في غفلة من الحواجز
والسيارات الإسرائيلية لينطلقوا في رحلة بين حيفا ويافا والقدس.. يستنشقون
هواء الشوارع والحدائق ويفضون في البحر العميق وينعمون بالرمال التي أممها
الإسرائيليون لحسابهم.
في يافا
كانت حبات البرتقال مقصدهم فقد حرموا منها طويلا. برتقال عفي يملأ الاشجار
وأدار رءوسهم بحلاوته قبل ان يقصدوا البيت العتيق الذي كانت تسكنه عائلة
ثريا قبل النكبة وفي البيت عرضت ساكنته عليهم الدخول وقدمت لهم عصير
البرتقال كان داخل البيت قد تغير. لكن المطبخ مازال يحتفظ بأسراره العربية
في أشياء صغيرة أهاجت ذاكرة صاحبته القديمة فتذكرت كل شيء حميم في الماضي
وطلبت من الساكنة ان تشتريه منها فرفضت. قالت انه منزل الدولة يملكه
الصندوق اليهودي ولا يؤجره إلا لليهود فقط انتهي اللقاء بمعركة كلامية لجأت
فيها اليهودية للشرطة لكن "ثريا" انسحبت لتواصل الرحلة مع عماد وليكتشفا
معا وطن فاتن تمت سرقته بالكامل قبل ان يتم اعتقالهما بواسطة سيارة شرطة
جوالة أدرك أحد ضباطها انهما من الممنوعين من دخول هذه المدن. ما بين بداية
الفيلم والرحلة ونهايتهما تغيرت ثريا كثيرا فقد دخلت إسرائيل بباسبور
أمريكي وقالت انها مولودة في بروكلين ولكنها أصرت وهم يرحلونها انها
فلسطينية ولدت في فلسطين وستعود "ملح هذا البحر" هو اسم هذا الفيلم المهم
والجميل والذي يتجاوز الكثير من الأفلام التي قدمت عن القضية نفسها في
اعتماده علي لغة السرد الدرامي أساسا من خلال قصة ثريا الفلسطينية الأصل
التي هاجر أبواها مع جدها بعد نكبة 1948 إلي مخيمات لبنان أولا ثم إلي
أمريكا.. وفي مقابلها قصة عماد الفلسطيني ابن قرية الدوايمة الذي يعيش
وعائلته في رام الله تحت حكم السلطة الفلسطينية ويشعر بالحصار والاختناق
لانه ممنوع من الخروج من المدينة مثل غيره فإسرائيل تمنعهم من الذهاب للمدن
الأخري في الضفة وغيرها إلا بتصاريح لا تتم عادة بيسر وحين تتم يقفون
طوابير أمام الحواجز لاستعراضهم بشكل مهين وهذا ما حدث مع ثريا أيضا في
المطار.. ولذا سرعان ما جمع الهم وجمعت الوجيعة بينهما حين أقامت ثريا في
رام الله لدي صديقة لها معتمدة علي رصيد سابق لجدها في البنك قبل الهجرة
لكنها تكتشف بأن البنك سرق النقود بحجة تغيير النظام كما اكتشف هو ان هجرته
إلي كندا شبه مستحيلة بعد تكرار رفض إعطائه الفيزا واكتشفا معا انهما
محاصران مع اختلاف أوضاعهما فيصبح كل شيء مشكوكا فيه للدرجة التي تدفعهما
لاسترداد أموال الجد من البنك بعملية سطو سريعة ليصبح المال هو الدواء
والوقود للرحلة إلي الداخل ولكنه مجرد مسكن سرعان ما يزول حين يفرض
الاحتلال سطوته باعتقالهما وترحيلهما إلي أمريكا في مشهد يدمي القلوب
والعقول وذلك بعد اختبار سريع لهما باللغة العبرية تأكد منه الضابط انهما
غير يهوديان برغم ادعائهما هذا.
يتمتع
الفيلم بحرفية فنية عالية وبأداء رائع من ممثليه وخاصة البطلة سهير حماد
الفلسطينية لعائلة مهاجرة تعيش في بروكلين مثل "ثريا" التي قامت بدورها
وأيضا صالح بكري الذي قام بدور "عماد" والذي تذكرك ملامحه وقوة حضوره
بالممثل الفلسطيني الكبير محمد بكري والده وكذلك رياض إدريس في دور مروان"
صديق عماد وثريا وثالث رحلتهما.
أما مخرجة
الفيلم آن ماري جاسر فهي من مواليد 1974 في مدينة بيت لحم وقد ترك أبواها
وطنهما وبيتهما بعد النكبة إلي الأردن ومنها إلي أمريكا لكنها لا تنسي عبور
الحدود طفلة وشابة من فلسطين إلي الأردن وعودتها ثم منعها نهائيا بعد هذا
الفيلم الذي حصلت علي المال اللازم لتمويله بعد جهد خمس سنوات حتي اقتنع
بها منتج فرنسي وحينئذ نالت موافقعات عدد من الشركات والصناديق الأوروبية
الداعمة للسينما لمساعدتها وقد استعانت بفريق من الفنينين الأوروبيين بجانب
فريهها الفلسطينيي الصغير رافضة الاستعانة بإسرائيلين للتصوير في حيفا
ويافا في مغامرة محفوفة بالمخاطر ساندها فيها عدد من الإسرائيليين أنصار
السلام ومنهم الممثلة التي قامت بدور ساكنة المنزل اليهودية.. لقد قدمت هذه
المخرجة فيلمها هذا كأول فيلم روائي طويل لها بعد أربعة أفلام تسجيلية
قصيرة أولها هو "ما بعد أوسلو" عام 1998 ليري العالم صورة حية لواقع
الاحتلال الصهيوني علي الأرض التي خرجت منها عائلتها وغيرها من العائلات
مضطرين.. صورة للجرافات تهدم البيوت والطائرات في الجو وجدار الفصل العنصري
يمتد كالثعبان والتفتيش المستمر للفلسطينيين في الشوارع وعلي البوابات
الثابتة والدوارة.. ومع كل هذا القهر والذل والصمت فقد استطاعت المخرجة
الكاتبة ان تقول للعالم ان حق العودة مازال مطروحا وان تهميش الفلسطيني في
الداخل ليهرب يجب ان يظل مرحلة أو فترة يسترد فيها أنفاسه للعودة والمطالبة
بحقه.. مثلما فعلت ثريا بطلة "ملح هذا البحر" الذي يتجاوز كونه فيلما ليصبح
رسالة وشعرا وغزلا في الوطن المفقود الممنوع.
ان جزءاً
من الأهمية التي يمثلها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالنسبة إلينا
يبرز دائما في برنامجه الخاص بالسينما العربية أو السينما التي تقدم وتتعرض
للقضايا العربية وحيث لا تعرض هذه الأفلام أبدا في مصر تجاريا كما لا تعرض
بانتظام من خلال برنامج ما إلا في المهرجان الذي استطاع ان يقدم لنا علي
مدي سنوات بانوراما لأفضل الانتاج السينمائي العربي في عام وفي مهرجان هذا
العام الذي يختتم غدا الجمعة عرض أربعة عشر فيلما عربيا وبالاضافة لهذا
الفيلم الفلسطيني الذي كان الفيلم العربي الوحيد ضمن مختارات مهرجان "كان"
هذا العام عرض فيلم ثان هو "عيد ميلاد ليلي" للمخرج الكبير رشيد مشهراوي
ومن الجزائر عرضت ثلاثة أفلام هي "قضية رجال" لأمين قيس و"مسخرة" إخراج ليث
سالم و"آذان" لرابح عمار ومن سوريا فيلمان هما "حسيبة" لريمون بطرس و"أيام
الضجر" لعبداللطيف عبدالحميد ومن تونس فيلمان هما "الحادثة" لرشيد فرشيوي
و"خمسة" لكريم دريدي ومن البحرين فيلم "أربع بنات" لحسين عباس الحليبي ومن
الأردن "كابتن أبي رائد" إخراج أمين المطالقة ومن المغرب فيلم "رقم واحد"
إخراج ذكية الطاهري والأفلام الثلاثة الأخيرة هي الأولي لمخرجيها والتي
تعني ان صناعة الفيلم الروائي الطويل قد بدأت في الأردن واستأنفت من جديد
في البحرين أما الأفلام المصرية في المسابقة العربية فهي ثلاثة أولها
"بصرة" إخراج أحمد رشوان وهو فيلمه الطويل الأول بعد تاريخ مشرف مع الفيلم
القصير والثاني هو "بلطية العايمة" إخراج علي رجب والثالث هو "خلطة فوزية"
إخراج مجدي أحمد علي والذي حصلت بطلته إلهام شاهين علي جائزة التمثيل
الأولي في مهرجان أبوظبي السينمائي وعلي تنويه في مهرجان دمشق. 14 فيلما
فقط من بين 150 فيلما عرضها المهرجان في دورته تمثل أقل من عشرة بالمائة من
أفلامه لكن أهميتها بالغة.. فشكرا له.
magdamaurice1@yahoo.com
####
ليل ونهار
بيع يا
عواد !!
محمد
صلاح الدين
* أفلام
مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام كشفت في موضوعات كثيرة أوروبية وعربية
عن اهتمامهما البالغ بقضية "الهجرة غير الشرعية" .. معظم هذه الأفلام..
وبينها فيلم الافتتاح "حنظلة" تكشف عن الوجه المأساوي للمسألة.. وأن حياة
الانسان بدت أرخص من علبة سجائر أجنبية يريد ان يدخنها.. لنتساءل جميعاً
أين دور الحكومات في هذه التراجيديا السوداء؟!
مازلت
أبحث عن هذه المشكلة في أفلامنا السعيدة.. فلا أجد لها أي صدي!!
*
بالمناسبة السينما عندنا لها تاريخ لا بأس به مع قضايانا الوطنية
والانسانية.. وآخرها حكاية فيلم هاني رمزي "عايز حقي" الذي كان أغرب من
الخيال.. ثم تحول لواقع موجع.. تكتمل مأساته اذا لم نحدد الشاري والبائع
قبل ان ننظر للودائع.. مازلت أذكر آخر جملة نطق بها الراحل عبدالمنعم
مدبولي: "احنا ما بعناش .. جيلكم عايز يبيع.. بيع ياعواد"!!
* ياما
استنينا واحد زي أوباما.. ياما اتخمينا واكتشفنا انه خالع البيجاما..
المشكلة فينا ولا في حبكة الدراما.. ياما وياما وياما. تعجبنا الهامة
والقامة.. وفجأة يظهر وش البومة وتسيل دموع الندم والملامة!!
صدق من
قال: الطينة هي الطينة.. واللتة من العجينة!!
* بوش
المكروه لم يقدم حسنة واحدة في حياته سوي اهتمام الأمريكان وأوروبا
بالاسلام وباللغة العربية.. ومن رأي حفل افتتاح المهرجان يدرك كيف حرص نجوم
هوليوود علي نطق الكلام العربي وامنياتهم بتعلمه واتقانه.. حتي ولو كان
مكسراً أو "مدشدش كمان"!!
* بمناسبة
يوم الطفل العالمي لم يتذكر أحد أطفال فلسطين المحاصرين في علبة مقفولة بلا
ماء ولا طعام.. وكأن هؤلاء ليس لهم وجود.. مع ان الله خلقهم احرارا وهم
لايزالوا في بطون أمهاتهم.. هذه واحدة من جرائم بوش المعلقة.. تضاف إلي
سجله الحافل بجرائمه ضد الانسانية!
* محمود
ياسين ضرب كرسي في الكلوب عندما أهدي جائزة تكريمه إلي رفيقة عمره ومشواره
الفني شهيرة.. محمود أراد ان يقول ان الزوجة يمكن ان تكرم وهي قاعدة في
بيتها.. أما الفنانة فعليها ان تجري وراء تكريمها وقد تناله أو لا تناله..
أو هناك حل ثالث بأن يجيلها التكريم بقرار وزاري أو بمرسوم من فوق!!
* رغم
انخفاض ايرادات أفلام الموسم السينمائي المنقضي الا ان نجوم السينما من
الصف الأول والثاني قرروا رفع أجورهم إلي الضعف بحجة ارتفاع الأسعار
المتوالي علينا زي قش الرز.. بكده السينما تدخل نفق المغامرة ويمكن
المقامرة أيضا التي ليست في صالح أحد.. وأطبخي بقي يا جارية.. وكلف بقي يا
سيدي.. مع ان الوجبات بقت هفأ ع الآخر!!
* بعد
الغزو الصيني لمنتجاتنا.. هناك غزو خفي للراقصات الإسرائيليات.. مع ان
السوق ملآن بالروسيات.. لا أعرف من أين جاءت أزمة الراقصات والكل بقي بيرقص؟!
فين الرقابة.. فين المصنفات.. فين القوي العاملة.. فين حتي المفتش كرومبو؟!
* مازالت
الصحافة تبحث عن متحفها الغائب في دهاليز الأحلام والأمنيات.. متحف الصحافة
لابد ان يضم كل أمجادنا التي يدعي البعض انها ليست موجودة.. ولابد ايضا ان
يضم البلاوي اللي اتحدفت علينا.. ومنها "كليبات الصحافة" التي أصبحت تنافس
أقرانها علي الفضائيات!!
* الاهمال
والتدهور وتدني الخدمات الطبية في حجرات أشبه بالسجون في مستشفيات
المحافظات يحتاج إلي وقفة حاسمة من وزارة الصحة ونقابة الأطباء المشغولين
بدهان المباني في القاهرة وصور علب السجائر ونقل الأعضاء المتهالكة أصلاً!!
salaheldin-g@hotmail.com
|