كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

في مهرجان دمشق السينمائي

احتفالية سينمائية ثقافية كبري ‏ووجود خاص للسينما العربية

دمشق نــــادر عـــدلـــي

مهرجان دمشق السينمائي الدولي

الدورة السادسة عشرة

   
 
 
 
 

أختتم ليلة أمس ـ الثلاثاء ـ أعمال مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر‏(1‏ ـ‏11‏ نوفمبر‏)‏ والذي يقام تحت رعاية الرئيس السوري بشار الاسد‏,‏ حيث أعلنت جوائز مسابقاته الثلاث‏(‏ الافلام الطويلة ـ الافلام القصيرة والوثائقية ـ الافلام العربية‏)‏ ثم عرض فيلم فرقة النخبة اخراج خوسية باديلها الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الاخير‏,‏ وقد شهد المهرجان احتفالية ضخمة وصل عدد الافلام التي عرضت خلالها الي مايقرب من‏300‏ فيلم‏.‏

تعد هذه الدورة الثانية للمهرجان بعد أن أصبح سنويا‏,‏ حيث كان يقام قبل ذلك مرة كل عامين‏,‏ ومايعطي دمشق خصوصية بين المهرجانات العربية أن شاغله الاكبر هو تقديم ثقافة سينمائية تتضمن الكلاسيكيات المهمة وتشمل التكريمات حتي تصل الي احدث الافلام‏,‏ كما أنه يهتم بشكل خاص بالسينما العربية‏,‏ وقد شهدت المسابقة الرسمية عرض‏21‏ فيلما من بيتها‏8‏ أفلام عربية‏,‏ وكانت لجنة التحكيم برئاسة المخرج الفرنسي ايف بواسية وشاركت فيها الممثلة المصرية داليا البحيري‏,‏ وضمت المسابقة الفيلمين المصريين خلطة فوزية اخراج مجدي أحمد علي وصياد اليمام اخراج اسماعيل مراد‏.‏

كان الوفد المصري هو أكبر الوفود كالعادة‏,‏ وقد شاركت لبلبة في لجنة تحكيم الافلام العربية التي رأسها النجم دريد لحام‏,‏ بينما شاركت الناقدة آمال عثمان في لجنة تحكيم الافلام القصيرة‏,‏ وهذه المسابقة الاخيرة شاركت فيها أفلام مصرية وهي‏:‏ خرج ولم يعد لخالد فارس‏,‏ وساعة العصاري لشريف البنداري‏,‏ وتباعد لاحمد نبيل‏,‏ وأنا عارف هي مين لأيتن أمين‏,‏ أما النجوم الذين حضروا المهرجان فمن الصعب حصرهم ومنهم‏:‏ نبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي والهام شاهين واشرف عبد الباقي وفتحي عبدالوهاب‏,‏ وكان علي رأس النجوم‏:‏ نادية الجندي ونور الشريف‏,‏ حيث تم تكريمهما مع فرانكونيرو وكلوديا كاردينالي‏.‏

وكان من أبرز الافلام العربية الثمانية التي عرضت من‏6‏ دول عربية‏,‏ الفيلم السوري ـ أيام الضجر‏,‏ اخراج عبد اللطيف عبد الحميد‏,‏ والذي تدور احداثه في الجولان أثناء الوحدة المصرية السورية‏1958,‏ ولفت الانظار فيلم خلطة فوزية‏,‏ والفيلم الفلسطيني عيد ميلاد ليلي لرشيد مشهراوي‏,‏ وفيلم حسيبه للسوري ريمون بطرس‏.‏ أما الافلام الاربعة الاخري فهي‏:‏ مال وطني‏(‏ الجزائر‏),‏ قلوب تحترق‏(‏ المغرب‏),‏ صياد اليمام‏(‏ مصر‏),‏ وجنون‏(‏ تونس‏).‏

أما البرامج الاسترجاعية والتكريمية فقد شملت مجموعة هائلة من الافلام الكلاسيكية والمهمة‏,‏ فمثلا في برنامج اوسكار أفضل فيلم عرض‏30‏ فيلما منهما‏:‏ حدث ذات ليلة ـ ذهب مع الريح ـ كازابلانكا ـ جسر علي نهر كواي ـ صوت الموسيقي ـ والاب الروحي وغيرها‏,‏ كما عرضت أفلام برامج التكريم لكل من‏:‏ جريتا جاربو ـ مارتن سكورسيزي ـ اندرية تاركوفسكي ـ رانج ييمو‏,‏ ومن العالم العربي‏:‏ يوسف شاهين‏(6‏ أفلام‏)‏ ـ فيروز‏(3‏ أفلام‏)‏ والمخرج عبد اللطيف عبد الحميد‏,‏ هذا بالاضافة الي البرنامج الرسمي وسوق الفيلم وبرنامجي المدينة في السينما والبحر والسينما لقد كان الامر اشبه بكل ألوان الطيف السينمائية وقد عرضت تحت مسميات عديدة‏,‏ وكانت عروض المهرجان في‏7‏ دور عرض‏.‏

هذه الوليمة السينمائية الثقافية استكملها المهرجان باصدار‏25‏ كتابا تمثل اضافة للمكتبة العربية‏,‏ والحقيقة أن مهرجان دمشق هو صاحب الرصيد المهم والكبير لأهم الكتب السينمائية‏,‏ وهو تقليد حرص استمراره ودعمه د‏.‏ رياض نعسان اغا وزير الثقافة والناقد الكبير محمد الاحمد مدير المهرجان‏,‏ ومدير المؤسسة العامة للسينما وهي كتب تتنوع بين التأليف والترجمة وتشمل كبار السينمائيين العالميين مثل مارتن سكورسيزي ـ هيتشكوك ـ اندرية تاركوفسكي ـ كلارك جيبل ـ زانج ييمو ـ‏,‏ وارسون ويلز‏,‏ كما تتضمن العناوين التالية‏:‏ تأويل النص الشكسبيري في الخطاب السينمائي‏,‏ والسينما الصهيونية بين التجنيد والتطوع‏,‏ وكلاسيكيات السينما الالمانية الصامتة‏,‏ ومعجم المصطلحات السينمائية‏,‏ وسيناريو فيلم ـ الباحثون ـ لجون فورد وغيرهم‏.‏

هذا في عجالة استعراض ورصد لأهم أعمال وفاعليات مهرجان دمشق السينمائي في دورته السادسة عشرة والتي انتهت في ساعة متأخرة من مساء أمس أما جوائزه فلها حديث آخر‏.‏

الأهرام اليومي في 12 نوفمبر 2008

 
 

دمشق تختتم مهرجانها السينمائي

دمشق- العرب أونلاين- وكالات: اختتم الثلاثاء فى دار الأوبرا مهرجان دمشق السينمائى الدولى السادس عشر ونال الفيلم الروائى التشيكى "قوارير مستعادة" للمخرج جان سفيراك الجائزة الذهبية للمهرجان.

ونال الجائزة الفضية فى المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الفيلم الألمانى "براعم الكرز" إخراج دوريس دورى فيما نال البرونزية الفيلم المغربى "قلوب محترقة" للمخرج أحمد المعنوني. 

وفى مسابقة الأفلام القصيرة نال الجائزة الذهبية الفيلم القبرصى "تعليمات" إخراج كوستاس باريتس وفاز بالفضية الفيلم الجزائرى "أختي" إخراج أنيس عاشور فيما ذهبت البرونزية للفيلم الصربى "أرجوحة الدفل" إخراج ميلوش بوليتش. 

ونال جائزة المخرج مصطفى العقاد لأفضل إخراج المخرج الكولومبى كارلوس مورينو عن فيلم "كلب يأكل كلبا". 

ونال الفيلم السورى "أيام الضجر" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد جائزة أفضل فيلم عربي.

كما نال الفيلم الإيرانى "أغنية العصفور الدوري" جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيما نال بطله رضا ناجى جائزة أفضل ممثل فى المهرجان. 

ونالت جائزة أفضل ممثلة الفرنسية كريستين سكوت توماس عن دورها فى فيلم "أحبك منذ زمن بعيد" فيما نوهت لجنة التحكيم بالفيلم السويدى "تومي" من إخراج تورا ماتينز. 

كما نوهت بتمثيل كل من سلاف فواخرجى وزويدك سفيراك وإلما رويبر والهام شاهين. 

أما جائزة لجنة تحكيم الفيلم القصير فنالها الفيلم السورى "خبرنى يا طير" لسوار زركلي. 

وتم فى ختام المهرجان تكريم الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والممثلة سوزان نجم الدين والممثلة الراحلة مها الصالح والسيناريست حسن م يوسف ومدير الانتاج يوسف دك الباب والممثلة فادية خطاب ومدير التصوير المصرى الدكتور ماهر راضي. 

وأكد الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة فى ختام المهرجان أن رسالة السينما رسالة حضارة وعندما تنطلق من سورية أرض الحضارات فإنها تلخص كل الحضارات التى مرت فى أرضها وتتوجه الى الانسانية جمعاء. 

وشكر وزير الثقافة كل من أسهم فى إنجاح هذه الدورة من مهرجان دمشق السينمائى متمنياً لمبدعى السينما مزيداً من النجاح عبر هذا الفن النبيل.

وكانت فرقة المعهد العالى للموسيقا والباليه قدمت فقرات راقصة تترافق مع مشاهد سينمائية لبعض المكرمين فى المهرجان وأغنية وطنية مع رقصة مطورة عن التراث السورى ثم عرض فى ختام حفل توزيع الجوائز فيلم "فرقة النخبة" الذى نال جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين السينمائي. 

وعبر المخرج عبد اللطيف عبد الحميد عن سعادته بحصول فيلمه "أيام الضجر" على جائزة أفضل فيلم عربى فى المهرجان وقال لوكالة "سانا": إن أهم شيء عندى هو الجمهور ولا تعنينى الجائزة بقدر ما يعنينى الحضور أما وقد أتت الجائزة والجمهور معا فهذا شيء عظيم جداً. 

من جانبه قال المخرج المغربى أحمد المعنونى الذى حاز فيلمه "قلوب محترقة" برونزية الأفلام الطويلة إن مجرد مشاركة فيلمى فى مهرجان دمشق هو جائزة مهمة لأنه يشكل نافذة على السينما العربية والعالمية.

وأضاف المعنونى .. إننى أشعر وكأنى فى بلدى فإذا احتفل بك بلدك فمن المؤكد أنك ستعيش سعادة لا مثيل لها. 

من جهته أكد الكاتب والسيناريست حسن م. يوسف أن تكريمه فى مهرجان دمشق يمثل لحظة يرى فيها نفسه فى أهله، وأضاف .. من الصعوبة أن أعبر عن مشاعرى فى التكريم لأن الارتباك حاضر فى هذه اللحظة التى تشكل مسيرة حياتى السابقة. 

فى حين اعتبرت الفنانة فاديا خطاب تكريمها فى المهرجان شرفاً تعتز به وتقدره عالياً. كما أكدت الفنانة سوزان نجم الدين أن تكريمها فى المهرجان يشكل لها محطة مهمة للانطلاق للأمام. 

وأضافت نجم الدين.. إن المسؤولية كبرت بهذا التكريم وأصبحت ملتزمة بالبحث عن الأعمال الجديدة وتطوير امكاناتها وثقافتها ومحبتها للآخرين. 

وقال الدكتور رفيق الصبان إن توزيع الجوائز خلال المهرجان كان فى محله ومع أن تقديم النجوم كان طويلاً قليلاً إلا أنه مميز مضيفاً أن تكريم الشخصيات كان كثيراً ويفضل أن يكون أقل عدداً. 

من جهتها الممثلة المصرية سوسن بدر عبرت عن إعجابها بحفل الاختتام مؤكدة أن الجوائز كانت عادلة ومنصفة. 

وأضافت بدر .. إن هناك الكثير من الأفلام الجيدة المشاركة فى المهرجان ولا يعنى عدم حصولها على الجوائز أنها غير جيدة لكن الأفلام التى حصدت الجوائز هى أحسن منها فى جزئية ما وتفصيل معين.

العرب أنلاين في 12 نوفمبر 2008

 
 

لأول مرة السوريون والمصريون خارج الجوائز وكاترين دونوف تسرق الأضواء

مهرجان دمشق السينمائي يختتم دورته السادسة عشرة والجائزة الذهبية للفيلم التشيكي "قوارير مستعادة" والفضية للألماني "براعم الكرز" والفضية للمغربي "قلوب محترقة"

دمشق محمد احمد طيارة: تصوير: مصطفى سليمان

بحضور عدد كبير من نجوم السينما العربية والأجنبية أسدل الستار مساء أول أمس في دار الأوبرا بدمشق على فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر ونال الفيلم الروائي التشيكي "قوارير مستعادة" للمخرج جان سفيراك الجائزة الذهبية للمهرجان ، فيما نال الجائزة الفضية في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الفيلم الالماني "براعم الكرز" إخراج دوريس دوري ، وذهبت الجائزة البرونزية الفيلم المغربي "قلوب محترقة" للمخرج احمد المعنوني. وفي مسابقة الأفلام القصيرة نال الجائزة الذهبية الفيلم القبرصي "تعليمات" إخراج كوستاس باريتس وفاز بالفضية الفيلم الجزائري "اختي" إخراج أنيس عاشور فيما ذهبت البرونزية للفيلم الصربي "أرجوحة الدفل" إخراج ميلوش بوليتش. ونال جائزة المخرج مصطفى العقاد لأفضل إخراج المخرج الكولومبي "كارلوس مورينو" عن فيلم "كلب يأكل كلبا" ونال الفيلم السوري "أيام الضجر" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد جائزة أفضل فيلم عربي، كما نال الفيلم الايراني "أغنية العصفور الدوري" جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيما نال بطله (رضا ناجي) جائزة أفضل ممثل في المهرجان ، ونالت جائزة أفضل ممثلة الفرنسية "كريستين سكوت توماس" عن دورها في فيلم "احبك منذ زمن بعيد" فيما نوهت لجنة التحكيم بالفيلم السويدي "تومي" من إخراج تورا ماتينز. كما نوهت بتمثيل كل من سلاف فواخرجي وزويدك سفيراك والما رويبر ، والهام شاهين. أما جائزة لجنة تحكيم الفيلم القصير فنالها الفيلم السوري "خبرني يا طير" لسوار زركلي، وتم في ختام المهرجان تكريم الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والممثلة سوزان نجم الدين والممثلة الراحلة مها الصالح والسيناريست حسن م يوسف ومدير الإنتاج يوسف دك الباب والممثلة فادية خطاب ومدير التصوير المصري الدكتور ماهر راضي. وفي ختام المهرجان أكد الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة السوري أن رسالة السينما رسالة حضارة وعندما تنطلق من سورية ارض الحضارات فإنها تلخص كل الحضارات التي مرت في أرضها وتتوجه إلى الإنسانية جمعاء ، وشهد حفل الختام فقرات راقصة لفرقة المعهد العالي للموسيقى والباليه ترافقت مع مشاهد سينمائية لبعض المكرمين في المهرجان وأغنية وطنية مع رقصة مطورة عن التراث السوري ثم عرض في ختام حفل توزيع الجوائز فيلم "فرقة النخبة" الذي نال جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي.

الرياض السعودية في 13 نوفمبر 2008

 

بعد تكريمه في المهرجان

ريتشارد هاريسون: مستعد للعب دور.. في فيلم سوري.. وسياسة بوش لا تعجبني

دمشق - رجا المطيري، محمد طيارة: 

أبدى النجم السينمائي الأمريكي ريتشارد هاريسون امتعاضه من سياسة الرئيس بوش اتجاه مجمل القضايا التي تعصف بالعالم.

وقال في مؤتمر صحفي ضمن فعاليات مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر انه لا يوافق الرئيس الأمريكي جورج بوش بأي شيء يفعله كما أن سياسة الرئيس بوش تقوم على تجاهل العالم، وأكد أن الوضع الكارثي الذي تعيشه أمريكا حالياً بسبب الرئيس بوش وحاشيته وسياسته الحمقاء.

وأشار هاريسون إلى أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما هو الرجل الصحيح الذي جاء في الزمن الصحيح ليرسم مستقبلا مشرقا للشعب الأمريكي.

وفي سياقٍ آخر تحدث هاريسون عن الفيلم الإيراني (السفير) الذي لعب بطولته وتدور أحداثه عن فترة الرئيس ليندون جونسون، وقال إنها تجربة ممتعة، وابدى هاريسون استعداده للعب دور في فيلم سينمائي سوري إذا أعجبه النص بهدف تقريب وجهات النظر بين الشعبين السوري والعربي والأمريكي.

كما أكد بأنه مستعد للإسهام في إنتاجه، وتحدث هاريسون خلال المؤتمر عن بدايته مع شركتي فوكس وأمريكا للإنتاج الفني، لكنه توقف عن التعامل معهما وتوجه للعمل مع الشركات الإيطالية.

ونوه هاريسون إلى أن إشكالية السينما تكمن في أنه يجب أن تعطي المشاهد ما يريده لذلك السينما لا تعطي صورة للتاريخ كما هو.

واستعرض هاريسون رحلته وتاريخه الفني من خلال بطولة أكثر من "120" فيلماً سينمائياً لم تكن كلها كما قال ذو سوية فنية ولكنها كانت جماهيرية.

وفي ختام مؤتمره الصحفي أكد هاريسون على أنه يجب تسويق الأفلام العربية والسورية داخل أوروبا وأمريكا خصوصاً حتى يتمكن الجمهور الغربي (الأوروبي والأمريكي) من مشاهدتها.

الرياض السعودية في 13 نوفمبر 2008

 

كاترين دونوف إيقونة إنسانية لاتحب الأضواء

دمشق - رجا المطيري - محمد طيارة 

يكرم مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر النجمة الفرنسية "كاترين دونوف" في ختام المهرجان وتعتبر دونوف واحدة من أهم النجوم الذين اقتربوا بجوانب حياتهم وإبداعاتهم من القضايا الإنسانية وسجلوا حضورا مميزا على مدار مسيرتهم الفنية، وسيحظى جمهور وعشاق السينما بمشاهدة الفيلم "تريستينا" للمخرج لويس بونويل، ويعتبر هذا الفيلم المنتج في عام 1970من أهم الأفلام الناقدة للكاثوليكية والعالم المعاصر حيث تسرده بطلة الفيلم التي تلعب دورها الممثلة كاترين دونوف "تريستانا" وهي شابة إسبانية تعيش تحت وصاية دون لوبه (فرناندو رأي)، وهو أرستقراطي منافق يوفر لها الحماية بغض النظر عن الفقر الذي يلمّ به حين يبيع كل ممتلكاته كي يتجنب متاعب العمل اليدوي ويتولى قضايا المحرومين والمستضعفين في المجتمع، فيستغل تريستانا الضعيفة التي تهجره بسبب غرامها بشخص يدعى هوراشيو (فرانكو نيرو). عندما تصاب تريستانا بمرض السرطان تشعر بأنها عاجزة عن الاستمرار بعلاقتها مع هوراشيو فتعود إلى دون لوبه الذي يطلب يدها للزواج. توافق تريستانا نتيجة استسلامها للمرض وتفضل البقاء دون علاقة حب على أن تكون عرضة للواقع الاجتماعي المرير الذي يأبى التغيير للاستجابة إلى احتياجات المرأة. لقد اعتاد المخرج لويس بونويل انتقاء الأفكار السياسية والدينية مواضيعاً لأفلامه، وهذا الفيلم المنقول عن رواية للكاتب الشهير بينيتو بيريز غالدوس يُعدّ تكريماً لهذا الكاتب في الذكرى الخمسين لوفاته.

الجدير بالذكر أن إيقونة السينما الفرنسية كاترين دونوف شاركت مؤخرا في فيلم لبناني بعنوان "بدي شوف" وتم عرضه في إطار الدورة 61من مهرجان كان السينمائي الدولي.

الرياض السعودية في 13 نوفمبر 2008

 

"تاج محل" قصة حب خالدة من بوليود الهندية

دمشق - رجا ساير المطيري، محمد طيارة: 

ضمن التظاهرات المرافقة للمسابقة الرسمية في مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر، هناك تظاهرة سوق الفيلم الدولي الذي ضم نحو 13فيلماً حديثاً من إنتاج عامي 7002- 2008عدا فيلم واحد هو "تاج محل" إنتاج 5002وغالبيتها تعرض لأول مرة في دور السينما السورية، ولعل من بين هذه الأفلام اللافتة الفيلم التاريخي الملحمي "تاج محل" للمخرج الهندي المسلم أكبر خان الذي قدم عدة أفلام تعرف بالإسلام ، إيقاعات الفيلم تدور ضمن القصة الغرامية التي جرت خلف أعظم عجائب العالم المعمارية قد نقلت إلى الشاشة في هذا الفيلم من السينما الهندية (بوليوود). يتم أسر شاه جهان (كبير بدي) على يد ابنه أورنجزب (أرباز خان) الذي قتل شقيقه دارا شيكو (فاكار شيخ) في معركة نشبت بينهما حول أي من الشقيقين سيتربع العرش بعد موت الأب شاه جهان. يمضي شاه جهان أيامه الأخيرة مع ابنته جيهان آرا (مانيشا كويرالا) يسترجع ذكريات حبه الكبير في هذه الحياة. ففي فترة شبابه كان شاه جهان معروفاً باسم الأمير خرّام (ذو الفقار سيد) ووقع في غرام ممتاز محل (سونيا جيهان)، الشابة الجميلة التي كان والدها الإمبراطور جهانغير (أرباز علي). لكن الإمبراطور أراد أن تتزوج ابنته من رجل يحقق له مزايا سياسية أفضل من إمكانات الأمير خرّام. وفي تلك الأثناء أصبح الأمير محط اهتمام الإمبراطورة نورجيهان (بوجا باترا) التي كانت تواقة لزواج الأمير من ابنتها لادلي بيغم (كيم شارما). وبما أن

علاقة الحب التي تطورت بين الأمير خرّام وممتاز محل كانت قوية وعميقة جداً، فلم تتأثر بالصراعات الصغيرة التي وقفت حائلاً بينهما بالرغم من المعارك الفعلية والعاطفية التي ثارت للتفريق بين العاشقين. (تاج محل: قصة حب خالدة) كان العمل الإخراجي الثاني للممثل السابق أكبر خان، علماً بأن إنتاج الفيلم الباذخ استغرق ثلاث سنوات بتكلفة إنتاجية بلغت 51مليون دولار.

الرياض السعودية في 13 نوفمبر 2008

 
 

التشيكي والألماني والمغربي والسوري الأفلام الفائزة في مهرجان دمشق

الضجــر لا يصنــع فيلمــاً

راشد عيسى

اختُتم مهرجان دمشق السينمائي أمس الأول بإعلان الجوائز في حفل أقيم في دار الأوبرا السورية. وربما كان الحدث الأبرز في الحفل رفض المستشار الثقافي الإيراني بدمشق مصافحة نجمتين سلّمتاه بالنيابة جائزتين للفيلم الإيراني »أغنية العصفور الدوري« من إخراج مجيد مجيدي، الأولى جائزة أفضل ممثل التي حازها بطل الفيلم رضا ناجي، وأحجم المستشار الثقافي عن مصافحة الممثلة المصرية سوسن بدر التي سلمته الجائزة، أما الثانية فكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإيراني نفسه، وحين همّت النجمة اليونانية كاترينا ديفاسكابل بمصافحة المستشار أخذ الجائزة وأحجم عن مصافحتها، فرفضت بدورها تقديم باقة الورد التي كانت تقدم تلقائياً لكل الفائزين، وظهر أنها تردّ على تصرف المستشار، حين قالت إنها تود أن تحتفظ بالورد لنفسها.

الجائزة الذهبية في مسابقة الفيلم الروائي الطويل حازها الفيلم التشيكي »قوارير مستعادة« لمخرجه جان سفيراك (راجع »السفير« ٨ تشرين الثاني الجاري). أما الجائزة الفضية فقد ذهبت إلى الفيلم الألماني »براعم الكرز« للمخرجة دوريس دوري. والفيلم يحكي عن زوج مسن يكتشف بعد وفاة زوجته أنه لم يتمكن من معرفة زوجته كما يجب، ولم يعبر عن عواطفه نحوها بالطريقة الصحيحة، ولا يلبث أن يشعر بمزيد من المعاناة والألم حين يكتشف حجم التضحيات التي قدمتها الزوجة من أجله. ولذلك يكرس آخر أيام حياته لتحقيق الأحلام التي لم تتمكن زوجته من تحقيقها فيسافر إلى طوكيو للاحتفال بذكراها خلال مهرجان تفتح أزهار الكرز.

الجائزة البرونزية ذهبت للفيلم المغربي »قلوب محترقة« من تأليف وإخراج أحمد المعنوني. الفيلم يحكي عن شاب مغربي مقيم في فرنسا يعود إلى المغرب لزيارة خاله الذي يشرف على الموت، وهو ينوي مساءلة ذلك الشخص الذي تبناه بعد فقدانه لوالدته. إلا أنه يجد نفسه مرغماً على الغوص في ذكريات أليمة، يتلقى إثرها النصيحة بأن يكف عن الحفر في الماضي، وأن يتطلع إلى المستقبل. أما جائزة مصطفى العقاد للفيلم الطويل فحازها الفيلم الكولومبي »كلب يأكل كلباً« سيناريو وإخراج كارلوس مورينو. والفيلم رحلة رهيبة إلى عالم الجريمة المروع في كولومبيا.

اللافت في هذه الدورة من مهرجان دمشق السينمائي ابتكار لجنة خاصة لمسابقة الفيلم العربي، رأسها دريد لحام، وبعضوية كل من فاطمة خير من المغرب، والفنانة لبلبة من مصر، وإلسي فرنيني من لبنان، وبسام الذوادي من البحرين. أما الأفلام العربية في المسابقة فلم تتعد السبعة أفلام، هي »مال وطني« من الجزائر، و»صياد اليمام« و»خلطة فوزية« من مصر، »جنون« من تونس، »عيد ميلاد ليلى« من فلسطين، و»حسيبة« و»أيام الضجر« من سوريا. وفي الوقت الذي اعترف السوريون أنفسهم بسوء مستوى »حسيبة« لريمون بطرس، هو الذي لم ينل سوى تنويه بالممثلة سلاف فواخرجي عن دورها في الفيلم، نقل عن مناقشات اللجنة استماتة رئيسها دريد لحام في انتزاع جائزة لعبد اللطيف عبد الحميد عن فيلمه »أيام الضجر« في مواجهة أقطاب لجنة الأفلام العربية، ومن الواضح أن اللجنة مركبة بحيث تحسم الجائزة لصالح السوريين. الأمر الذي يصعب حدوثه مع لجنة تحكيم الفيلم القصير التي رأسها الألماني رونالد تريش، الذي شغل من قبل منصب مدير مهرجان لايبزغ الدولي للأفلام التسجيلية وأفلام الرسوم المتحركة، وقد شهد زملاؤه في اللجنة أنه كان ألمانياً بالفعل في التحكيم. ذهبية الفيلم القصير ذهبت للقبرصي ـ اليوناني »تعليمات«، والفضية للجزائري »أختي« سيناريو وإخراج ينيس كوسيم، والبرونزية للصربي »الأرجوحة«، كما نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير فيلم »خبرني يا طير« للسوري سوار زركلي.

جوائز بالقوة

جائزة أفضل فيلم عربي إذاً ذهبت لـ»أيام الضجر«. وبحسب مصدر مطلع على مناقشات التحكيم فإن الجائزة انتزعت من الفيلم الفلسطيني »عيد ميلاد ليلى« لرشيد مشهراوي. وإذا كان الفيلم الفلسطيني ذا مقصد واضح ومتماسك، على بساطته، فإن الفيلم السوري، على بساطته أيضاً، غير مفهوم، وقد خرج كثيرون من الفيلم يتساءلون ماذا يريد الفيلم؟ دريد لحام كان نوّه، حين سلّم الجائزة لعبد الحميد، بأن اللجنة لاحظت أن تُوائِم بين ذوق الجمهور وذائقة النخبة والمهرجانات، لكن هذا التنويه بذاته يعكس سجالاً حاداً بين المتحزّبين لسذاجة »أيام الضجر« الجماهيرية ونخبوية غيره. شخصياً رحت أسرد لنفسي، لعلّي أفهم، حكاية »أيام الضجر«: عائلة مساعد في الجيش تسكن على الجبهة، قرب ثكنة عسكرية في العام ،١٩٥٨ أي في بداية عهد الوحدة المصرية السورية. رب الأسرة، المساعد، يمضي في مهمات عسكرية استطلاعية داخل فلسطين، حينذاك وحسب تغدق عليه القيادة ما تحرمه إياه حين يعود. لكن تأزم الأحوال السياسية والعسكرية في المنطقة يدفعها إلى حافة الحرب؛ الرئيس اللبناني كميل شمعون يستدعي الأسطول الأميركي السادس إلى شواطئ لبنان، الولايات المتحدت تدعم الحكومة اللبنانية (من المفروض أن نلاحظ الشبه بين تلك الأيام والمرحلة الراهنة)، الاتحاد الهاشمي، وحلف بغداد الذي يهدد الوحدة السورية المصرية.. كل ذلك، بالإضافة إلى غياب الأب المساعد في مهمة عسكرية، يدفع إلى ترحيل أسرته إلى الضيعة. هناك سيشعر الأبناء بالضجر، وهذا هو معنى الضجر في عنوان الفيلم، إن الاستعمار من شأنه أيضاً أن يصيبنا بالضجر. سوى ذلك سنجد أجواء عبد الحميد نفسها؛ اللهجة، والقفشة الكوميدية المنفصلة عن سياقها (مثلاً رحت أتأمل طويلاً في مشهد مطاردة الدجاج المضحك ولكن الذي بلا معنى). نعرف أن هناك من سيفسر الإجهاض المبكر للمرأة على أنه إجهاض للوحدة وللأحلام (ولا أدري إن كان أربعة أطفال لها نجوا من الإجهاض يمثلون انتصارات أربعة!)، وأن الفيلم عميق في بساطته، وأن التصوير مبهر (مدير التصوير إلزو روك)، ولكن ماذا يعني التصوير الجيد لسيناريو بلا هدف؟

فيلم مشهراوي »عيد ميلاد ليلى« فيلم عادي، لكنه مفهوم، أقرب إلى جولة بانورامية في مدينة رام الله القابعة تحت الاحتلال، وتحت حكم العسكر، والأوضاع الاجتماعية والمعاشية الصعبة. يتخذ الفيلم ذريعة لذلك سائق تاكسي يحاول أن يعود إلى بيته مبكراً ليحتفل بعيد ميلاد ابنته، وفي سبيل ذلك يمرّ بمصاعب عديدة؛ القصف، وغلظة بعض الركاب، وسوء أحوال بعضهم الآخر، ثم مشكلته هو كقاض عاطل عن العمل يشغل نفسه بالعمل كسائق. الفيلم يبدو كوثائقي يرصد أحوال المدينة، وكمرافعة غاضبة ضد احتلال سماء المدينة. يوجه السائق غضبه إلى »فوق، وتحت، وجوّا، وبرّا..«، في محاولة لإدانة العالم بأسره وتحميله مسؤولية ما يجري في المدينة.

لا ينبغي أن تعقد المقارنة فقط بين »أيام الضجر« و»عيد ميلاد ليلى«، فالذين شاهدوا الجزائري »مال وطني«، والتونسي »جنون« تحدثوا عن أفلام عالية السوية. لكن لا ندري ما المغزى من دفع المغربي »قلوب محترقة« إلى مسابقة الفيلم الروائي الطويل، لا إلى مسابقة الأفلام العربية، وهو الحائز برونزية المسابقة، هل لإزاحته من طريق »أيام الضجر«، أم لإزاحة المغرب من الخارطة السينمائية؟!

)دمشق(

السفير اللبنانية في 13 نوفمبر 2008

 
 

مهرجان دمشق السينمائي:

'قوارير مستعادة' أفضل فيلم والعرب اختاروا 'أيام الضجر'

دمشق ـ من أنور بدر

طوى حفل الختام ليل 11 تشرين الثاني (نوفمبر) فعاليات مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر مكرسا لأول مرة سنوية هذا المهرجان التي مازالت محل نقاش وحوارات من قبل بعض الإعلاميين والسينمائيين.

وقد تضمن حفل الختام برنامجا فنيا راقصا أدته فرقة 'سما' للرقص التعبيري، وأخرجه الفنان ماهر صليبي، فيما تألقت في تقديم هذا الحفل وإعلان الجوائز الفنانة سوزان نجم الدين، حيث كرّم من سورية: الفنانة الراحلة مها الصالح والسيناريست والإعلامي حسن م. يوسف مع مدير الإنتاج في المؤسسة العامة للسينما السيد يوسف دك الباب، بينما كرم من مصر الناقد سمير فريد والمصور السينمائي الدكتور ماهر راضي، بالإضافة للنجمة الفرنسية كاترين دونوف ومواطنها المخرج إيف بواسيه رئيس لجنة التحكيم في هذا المهرجان. واقتصرت الكلمات البروتوكولية في هذه المناسبة على شكر معبر ومختصر للسيد محمد الأحمد مدير المهرجان.

وفي إعلان النتائج كانت ذهبية أفضل فيلم طويل من نصيب الفيلم التشيكي 'قوارير مستعادة'من إخراج وإنتاج المخرج 'جاك سفيراك'، بينما ذهبت فضية المهرجان للفيلم الألماني 'براعم الكرز'وهو الذي حمل توقيع المخرجة دوريس دوري في السيناريو والإخراج، واكتفت السينما العربية ببرونزية هذا المهرجان التي أعطيت لفيلم 'قلوب محترقة' من تأليف وإخراج وإنتاج المخرج المغربي أحمد المعنوني.

منحت لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الفرنسي إيف بواسيه جائزتها الخاصة للفيلم الإيراني 'أغنية العصفور الدوري' وهو من سيناريو وإخراج مجيد مجيدي، وقد نال بطل هذا الفيلم رضا ناجي جائزة أفضل ممثل أيضا. بينما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الممثلة الفرنسية كريستين سكوت عن دورها في فيلم 'أحبك منذ زمن بعيد' للمخرج فيليب كلوديل، أما جائزة أفضل إخراج فهي للكولومبي كارلوس مرينو عن فيلمه 'كلب يأكل كلباً'.

من جهتها منحت لجنة تحكيم الأفلام العربية التي يرأسها الفنان دريد لحام جائزتها هذا العام للفيلم السوري 'أيام الضجر' وهو بتوقيع عبد اللطيف عبد الحميد مخرجاً.

لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي يرأسها الألماني 'رونالد تريش' المدير السابق لمهرجان لايبزغ السينمائي فقد منحت ذهبية أفضل فيلم قصير لفيلم 'تعليمات' الذي قدم باسم قبرص ـ اليونان وهو من إخراج 'كوستاس يارايودز'، وفضية أفضل فيلم ذهبت للفيلم الجزائري 'ختي' من إخراج ينيس كوسيم، وكانت البرونزية من نصيب الفيلم الصربي 'أرجوحة الطفل' للمخرج ميلوس ديوسك. كما مُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم السوري 'خبرني يا طير' للمخرج سوار زركلي.

يبقى الإشارة إلى كون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة نوهت بأداء الممثلة السورية سلاف فواخرجي في فيلم 'حسيبة' وأداء الممثلة المصرية إلهام شاهين في فيلم 'خلطة فوزية'.

مع هذا التنويه تبقى الملاحظة في هذا المهرجان تراجع سوية الأفلام العربية عموما والسورية بشكل خاص. إذ اعتبر الكثير من النقاد والمتابعين أن تخصيص جائزة خاصة للفيلم العربي ليست أكثر من جائزة ترضية تتضمن اعترافا بدونية السينما العربية في حقل التقنيات بأقل تقدير، وعجزها عن المنافسة مع السينما العالمية، بينما نلاحظ قدرة السينما الإيرانية أو التركية على المنافسة باستمرار ليس في المهرجانات الإقليمية فقط بل في المهرجانات الدولية أيضا، حيث تحصد وبشكل مستمر الجوائز العالمية.

وإن كانت السينما العربية حصلت في هذا المهرجان على برونزية الأفلام الطويلة للمغربي 'قلوب محترقة' وفضية الأفلام القصيرة للجزائري 'ختي' فإن السينما المصرية وهي الأعرق عربيا 'خرجت من المولد بلا حمص' كما يقول المثل. فيما اقتصرت السينما السورية على جائزة لجنة تحكيم الأفلام العربية مع أخرى للأفلام القصيرة ليست أهم من سابقتها وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة بهذه الأفلام القصيرة.

البعض من السينمائيين والإعلاميين يحاولون الإتكاء على هذه النتائج للنيل من أهمية مهرجان دمشق السينمائي، مع أنني أميل مع الأستاذ محمد الأحمد إلى فصل موضوع المهرجان عن باقي إشكاليات السينما السورية من حيث التمويل والإنتاج وحتى الإدارة. ونكون مخطئين كثيرا لو تجاهلنا نجاح مهرجان دمشق السينمائي في تقديم مجموعة من الأفلام المهمة والجديدة سواء داخل المسابقة أم في تظاهرة الأفلام الحائزة على الأوسكار، مع العلم أن فيلمي الافتتاح والختام الحائزان على جائزة أفضل إخراج في كان وجائزة الدب الذهبي في برلين على التوالي شكلا أول عرض جماهيري للفيلمين خارج إطار المسابقات أو المهرجانات الدولية.

ولن ننسى أهمية الكثير من التظاهرات الاستعادية التي قدمت في هذا المهرجان وصولا إلى تظاهرة سوق الفيلم الدولي، مع أهمية الطقس السينمائي الذي عشناه خلال أحد عشر يوما، ووجود الكثير من نجوم السينما العالمية وأغلبهم كنا نراهم لأول مرة في دمشق، كذلك المطبوعات التي وصـــل عددها في هذه الدورة 25 كتابا مهــــما ضمن سلسلة الفن السابع ، وزعت مجانا على ضيــوف المهرجان والمشاركين في فعالياته.

ونذكر بقول المخرج الفرنسي 'إيف بواسيه' رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة أن هذه الدورة من المهرجان حققت مهنية عالية بمعايير تجعله بمصاف المهرجانات الدولية.

هذا لا ينفي بالطبع الكثير من الملاحظات التي يمكن تقديمها على المهرجان على بعض التظاهرات، على الأفلام السورية المشاركة، على التكريم أو لجان التحكيم كما يحب البعض أن يتحدث، لكن هذا كله لا علاقة له بميزانية المؤسسة العامة للسينما، لا علاقة له بصناعة الفيلم السوري، لا علاقة له بسوية هذه الأفلام وأسماء المخرجين، مع أننا نتمنى أن تنفتح ميزانية المؤسسة للتستوعب كل المشاريع المقدمة من قبل المخرجين السوريين، نتمنى أن يستعيد القطاع الخاص دوره في تطوير السينما السورية ليس من خلال بناء صالات جديدة فقط ولكن من خلال المساهمة بإنتاج أفلام سينمائية جديدة، واستعادة الجمهور إلى ذلك الطقس السينمائي المفقود ليس في أيام المهرجان فقط ولكن عبر أيام السنة كلها.

من الملاحظات التي تسجل دائما على مهرجان دمشق السينمائي مغادرة الكثير من ضيوف المهرجان قبيل إعلان النتائج، حتى أن اغلب الجوائز التي يُعلن عنها تسلم إلى سفراء الدول التي تمثلها هذه الأفلام، وليس إلى صناعها ومخرجيها أو حتى للممثلين فيها، كما حصل مع ذهبية وفضية الأفلام الطويلة ومع ذهبية وبرونزية الأفلام القصيرة وحتى جائزة أفضل ممثلة سلمت للسفير الفرنسي بدمشق، برزت هذه الإشكالية بشكل فاقع مع مدير المستشارية الثقافية في السفارة الإيرانية والذي حضر لتسلم جائزتي لجنة التحكيم الخاصة وأفضل ممثل عن فيلم 'أغنية العصفور الدوري' للمخرج مجيد مجيدي، لكنه اعتذر ولمرتين عن مصافحة النجمة سوزان نجم الدين مقدمة الحفل.

سوء التنظيم هذا انعكس في مسألة أخطر، إذ غاب 12 من أصل 19 مشاركا في الندوة النقدية المركزية التي عُقدت على هامش المهرجان تحت عنوان 'النقد السينمائي العربي ودوره في تطوير السينما العربية' التي ساهم بها وأدارها الناقد رفيق الصبان، وإذا كان تغيب البعض بسبب السفر فإن الطريف في الموضوع أن البعض الآخر تغيب لتعارض وقت الندوة مع توقيت عرض فيلم عبد اللطيف عبد الحميد 'أيام الضجر' وهو من الأفلام السورية المشاركة في المسابقة الرسمية، إلا أن النقاد الذين فضّلوا حضور الفيلم على متابعة أعمال الندوة تجاهلوا أنهم مدعوون للمشاركة في هذه الندوة وليس لترف متابعة أفلام المهرجان فقط.

خيبة أمل الجمهور السوري من الأفلام السورية التي سبقها الكثير من الضجيج لم يوازها إلا خيبته من نشرة المهرجان التي تؤكد تراجعها للعام التالي على التوالي، وقد استغرب الكثير من متابعي المهرجان صدور العدد الأول من النشرة التي حملت اسم 'المهرجان' بحجم مضاعف تقريباً لكنها تقتصر على بيبلوغرافيا لثلثين فيلماً مشاركة في تظاهرة الأفلام الحاصلة على الأوسكار، مع بيبلوغرافيا للجان تحكيم الأفلام الطويلة والقصيرة، إضافة لكلمتي وزير الثقافة ومدير المهرجان التين ألقيتا في حفل الافتتاح، مع حوار مطول نشر في الصحافة الرسمية مع السيد محمد الأحمد مدير المهرجان.

أهم مافي هذه النشرة يكمن في الملفات التي أعدت مسبقا وخارج هيئة التحرير حول التظاهرات السينمائية والمكرمون في المهرجان، بينما كانت التغطيات اليومية لنشاطات المهرجان والعروض و حركة الضيوف شبه معدومة، وهذه الملاحظة تتكرر للعام التالي على التوالي.

الفيلم البرازيلي 'فرقة النخبة' في حفل الختام

بعد الحفل الفني وإعلان النتائج في اختتام مهرجان دمشق السينمائي جرى عرض الفيلم البرازيلي 'فرقة النخبة'الحائز على ذهبية الدب القطبي لمهرجان برلين هذا العام وهذا أول عرض عربي له بعد الفوز.

الفيلم من سيناريو وإخراج خوسيه باديلها الذي قام بإنتاج الفيلم أيضا، وهو يعرض لمشاهد العنف والصراعات الدامية التي اجتاحت العاصمة البرازيلية 'ريو دي جنيرو' لعشرات السنين، حيث كانت عصابات المخدرات تجوب الشوارع زارعة الخوف والرعب في الأحياء السكنية، ويكون الضحايا باستمرار من المدنيين الأبرياء.

تقرر الحكومة البرازيلية تشكيل كتيبة خاصة بعمليات قوى الأمن الداخلي، بهدف قمع العصابات والسيطرة على الأمور، لكنها في النهاية تخضع لقانون الفساد المسيطر على كافة مفاصل الدولة، وبشكل خاص إثر أحداث العنف التي تزامنت مع شائعة حول زيارة محتملة للبابا إلى العاصمة، لنكتشف أن الأجهزة الأمنية ليست بعيدة عن الفساد في المجتمع ولا عن أعمال العنف التي نشاهدها، بل المفاجأة أن قادة هذه الأجهزة متورطون بتزويد العصابات بالأسلحة وصولاً إلى حماية نوادي العري وألعاب القمار وحتى تجارة المخدرات.

الفيلم مأخوذ عن قصص واقعية خبرها كاتب السيناريو رودريغو بيمنتيل الذي عمل لمدة 12 سنة برتبة كابتن في تلك الوحدة الأمنية الخاصة، حتى أن سكان ريو دي جانيرو اعتبروا مشاهد العنف المصورة جزء من فيلم وثائقي أو تسجيلي لأحداث واقعية وحقيقية، وهذا يشي بواقعية الأحداث، لكنه يُنبئ في الوقت ذاته عن مهارة المخرج وعن مشروعه السينمائي، فهذا الفيلم هو الثاني له بعد فيلم تسجيلي باسم 'الحافلة174 ' المقتبس عن قصة واقعية تتناول عملية اختطاف حافلة من قبل شاب لا يتورع عن تهديد حياة الركاب كافة بإطلاق النار. وفيلمه القادم ضمن هذه الثلاثية سيكون عن رجال الساسة في البرازيل، تتميز أفلام باديلها بواقعيتها من حيث المضمون، وقد تصدر فيلمه 'فرقة النخبة' أفلام المغامرات والحركة في السينما البرازيلية.

القدس العربي في 13 نوفمبر 2008

 
 

«قوارير مستعادة» يقطف الذهبية و «عصفور الدوري» جائزة لجنة التحكيم...

مهرجان دمشق: لا جائزة لمصر والأفضل عربياً للبلد المضيف

دمشق - ابراهيم حاج عبدي

أسدل الستار على فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي أقيم في الثلث الأول من الشهر الجاري، والذي حفل بتظاهرات سينمائية قيمة عرض خلالها ما يقرب من ثلاثمئة فيلم من مختلف الاتجاهات والمدارس والتيارات، وسنسمع، خلال الأسابيع المقبلة، الكثير من التقييمات التي ستتراوح بين السخط الشديد والرضا التام. ولن يستطيع أحد أن يفسر هذا الانقسام الحاد في الآراء في شأن مقاربة مهرجان سينمائي بات يحتل مكانة بارزة ضمن خريطة المهرجانات السينمائية العربية والعالمية. ستنصب الانتقادات على خلل في التنظيم هنا، وعلى ترجمة رديئة في فيلم ما، وسيشير البعض إلى غياب النخبة المحلية عن فعاليات المهرجان، وسيشير آخر إلى العدد الكبير للوفد المصري، وسيقول ثالث أن النشرة اليومية اهتمت ببعض السينمائيين وتجاهلت البعض الآخر، وسيعترض البعض على آلية الرقابة على الأفلام، وسيحتج آخر على بعض المظاهر السياحية الدعائية... وغير ذلك من الانتقادات والملاحظات التي باتت معروفة وتتكرر في كل دورة. وإذا كان مدير المهرجان، الناقد السينمائي محمد الأحمد يرى في أن ميزة المهرجان الرئيسة تكمن في قدرته على جمع هذه الكوكبة من النجوم: ريتشارد هاريسون، كلوديا كاردينالي، فرانكو نيرو، ايف بواسيه... وسواهم للتعرف إلى سورية، فإن الأهم، في اعتقادنا، هو أن هذا المهرجان يتيح لعشاق الفن السابع مشاهدة أفلام سينمائية من مختلف سينمات العالم لا يمكن لهم مشاهدتها خارج أيام المهرجان، خصوصاً ان مهرجان دمشق السينمائي يحظى بحضور جماهيري كثيف، وها هنا تكمن خصوصية مهرجان دمشق عن سواه من المهرجانات التي يكاد يقتصر الحضور فيها على الضيوف فحسب، وفق غالبية التقارير الصحافية.

نجمة بامتياز

في حفل الاختتام، الذي عرض خلاله الفيلم البرازيلي «فرقة النخبة» للمخرج خوسيه باديلها، الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الأخير، كانت الممثلة الفرنسية كاترين دونوف نجمة الحفل بامتياز، فقد أضفى حضور «حسناء النهار» على الحفل بريقاً أعاد إلى أذهان محبي السينما أسماء عباقرة الفن السابع الذين وقفت دونوف، ذات يوم، أمام كاميراتهم من أمثال بولانسكي ولوي بونويل، وتروفو وغيرهم، وقد حظيت دونوف بتقدير خاص من وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا، ومن مدير المهرجان. فبعدما تم تكريمها وسط غابة من الكاميرات التي تلتقط حركاتها وسكناتها، اختيرت لتعلن اسم الفيلم الفائز بالجائزة الذهبية في مسابقة الفيلم الروائي الطويل، وكانت من نصيب الفيلم التشيخي «قوارير مستعادة» للمخرج جان سفيراك الذي كان قد كرم في حفل افتتاح المهرجان، لكنه غاب عن حفل الاختتام ليتسلم الجائزة بدلاً منه سفير بلاده لدى دمشق. سفيراك هو أحد ألمع المخرجين التشيخيين، وفيلمه «قوارير مستعادة»، الذي حقق أعلى الإيرادات في تاريخ السينما التشيخية، يكمل ثلاثية كان قد بدأها، مطلع التسعينات، بفيلم «المدرسة الابتدائية» الذي نال ترشيحاً لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، ثم اتبعه بالجزء الثاني «كوليا» منتصف التسعينات. يميل سفيراك إلى البساطة في معالجة المواضيع التي يطرحها في أفلامه، وهو في فيلمه «قوارير مستعادة» يتحدث عن شخصية مدرس في خريف العمر، سريع الغضب، يجسده والد المخرج (زديناك سفيراك) الذي يمل من تعليم طلاب مشاغبين لا يكفون عن التذمر، ومطالبته بأمور كثيرة، ما يدفعه إلى ترك هذه المهنة المتعبة. ومع أن زوجته، التي يخونها في شكل متكرر، تتحمل تصرفاته وتجاهله لها، إلا أن هذا المدرس، الذي تقاعد مبكراً، سرعان ما يشعر بحاجة إلى عمل يعينه على رتابة الحياة وجمودها الذي لا يطاق، فضلاً عن توفير مصدر رزق جديد، فيعمل في وظائف مختلفة، بعيدة من طبيعته وسلوكه، ولعل العمل الذي يستهويه هو جمع القوارير الفارغة، فهذا العمل الذي اكتشفه بالصدفة أتاح له التعرف الى أنماط غريبة من الحياة، وجعله يقترب من قاع المجتمع ليتعرف على نماذج وشخصيات طريفة، وفي غضون ذلك يهمل ابنته لكنه يظل يحلم بإقامة علاقة مع مديرة المدرسة التي كان يعمل فيها سابقاً، وهو ما يحدث اضطراباً في علاقته مع زوجته. تكمن قوة الفيلم في موضوعه المبتكر، وفي قدرة المخرج على ضبط إيقاع الفيلم على نحو متقن أرضى لجنة التحكيم التي منحته جائزتها الذهبية.

بعد الرحيل

وفي حين كان لافتاً أن مصر خرجت من المهرجان بلا أية جائزة على رغم مشاركتها بفيلمين هما «خلطة فوزية»، و «صياد اليمام»، فإن جائزة المهرجان الفضية لم تبتعد، جغرافياً، عن الذهبية إذ قطفها الفيلم الألماني «براعم الكرز» للمخرجة دوريس دوري، والذي يتحدث عن رجل لم يتمكن من معرفة حجم التضحيات التي كانت تقدمها زوجته إلا بعد رحيلها. عندئذ، يشعر برغبة عارمة في التعبير عن عواطفه الجياشة لكن الأوان فات، وما عليه الآن سوى إحياء ذكرى زوجته الراحلة، ومحاولة تحقيق الأحلام التي لم تتمكن زوجته من تحقيقها. فيسافر إلى طوكيو للاحتفال بذكراها خلال مهرجان تفتح أزهار الكرز، وهو مهرجان يرمز إلى الجمال والى البدايات الجديدة. أما الجائزة البرونزية فكانت من نصيب الفيلم المغربي «قلوب محترقة» للمخرج أحمد المعنوني الذي يقدم في هذا الفيلم تحية حارة، بالأبيض والأسود، لمدينة فاس التي يعتبرها إحدى أجمل مدن العالم، فخشي من أن تطغى جمالية المدينة على موضوع الفيلم، فأراد التخفيف من تلك الجمالية عبر اللجوء إلى خيار فني جريء تمثل في تصوير الفيلم بالأبيض والأسود. يسترجع المعنوني في فيلمه الجميل جانباً من سيرته الذاتية عبر رحلة سينمائية تطلعنا على ذاكرة الطفل الذي كان يقفز ذات يوم في حارات المدينة ثم هاجر، وغاب سنوات طويلة في بلاد الغربة ليعود مفعماً بأسئلة مؤلمة؛ مقلقة لا يجد لها جواباً. ويسلط المعنوني الضوء في فيلمه على قضية عمالة الأطفال، كما يوجه عدسته نحو جدران المدينة العتيقة، وشوارعها، وناسها بحميمية نادرة استطاعت أن تستنطق روح المكان بكل بهائه، وقسوته، وحضوره في ذاكرة الطفل ووجدانه، وبدا المعنوني في هذا الفيلم متمكناً من أدواته السينمائية التي نجحت في تأليف (أو توليف) قصيدة بصرية تجمع بين العمق والبساطة في آن، وتذهب إلى أكثر الأماكن عتمة في النفس، وقد أجاد بطل الفيلم (هشام بهلول) في التعبير عن حالات الوجد والمكابدة والحنين التي أراد المخرج إظهارها في فيلمه المهدى إلى أمه الراحلة التي لم يعرفها قط.

شعر من ايران

الفيلم الإيراني «أغنية العصفور الدوري» لمجيد مجيدي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما نال بطل الفيلم رضا ناجي جائزة أفضل ممثل، وكان الممثل ذاته قد نال الجائزة ذاتها في مهرجان برلين السينمائي الدولي الأخير. يذهب مجيدي، صاحب «أطفال الجنة»، و «باران»، يذهب في هذا الفيلم إلى الريف الإيراني البكر ليرصد حكاية أسرة تعيش في ألفة وبساطة، غير أن ثمة أحداثاً تقع لتربك إيقاع تلك الحياة الرخية؛ المتساهلة. مجيدي في هذا الفيلم وفيّ للمدرسة الإيرانية التي نجحت في التركيز على عوالم الطفولة، والنهل من كنز الثقافة الشفاهية الإيرانية العريقة، وهو في هذا الفيلم وفيّ كذلك لرهافته المعهودة، ولحسه السينمائي الشاعري الذي يفلح دوماً في رسم كادر بصري أقرب إلى اللوحة التشكيلية، وعلى رغم أن بعض النقاد حاول تأويل الفيلم سياسياً عبر الإشارة إلى أن طائر النعام يرمز إلى المحافظين، والأسماك الذهبية تشير إلى الإصلاحيين غير أن هذا التأويل لا يخدم الفيلم بقدر ما يفسد عوالمه البسيطة الجذابة، ولعل أقصى ما يقال في هذا الفيلم انه أتى أشبه بأغنية شجية، ليكون بذلك أميناً لعنوانه: «أغنية العصفور الدوري». والواقع أن ثمة مفارقة مريرة ظهرت في حفل الاختتام، إذ كيف تسنى لمجيدي صنع كل هذا الجمال بينما رفض مواطنه، المستشار الثقافي والإعلامي لسفارة إيران بدمشق، مصافحة الفنانة سوسن بدر! كما رفض أن يأخذ باقة ورد من الممثلة اليونانية، لدى اعتلائه المنصة لاستلام جائزتي الفيلم! كان هذا السلوك موضع استهجان من قبل الجمهور الذي غصت به القاعة الرئيسة في دار الأوبرا بدمشق، ذلك أن السينما فن يدعو إلى قيم التسامح والجمال والخير... فكيف يمكن لرجل يأبى أن يقبل وردة من يد فتاة أن يتسلم جائزة تحتفي بالسينما، وتنتصر لها!!.

وكان متوقعاً ألا تخرج سورية من المهرجان من دون جائزة، ولئن أخفق فيلم «حسيبة» لريمون بطرس في نيل أية جائزة، باستثناء التنويه الخاص الذي حظيت به سلاف فواخرجي عن دورها في الفيلم، فإن عبداللطيف عبدالحميد استطاع أن ينتزع جائزة أفضل فيلم عربي، وهي، بالمناسبة، جائزة جديدة في مهرجان دمشق استحدثت لأجلها لجنة تحكيم خاصة برئاسة دريد لحام الذي منح الجائزة لفيلم عبدالحميد بعدما رأى فيه «فيلماً يجمع بين العمق الفكري والبساطة في آن»، أي انه «حقق معادلة الجماهيرية، وأرضى النقاد في الآن ذاته»، ويعد عبداللطيف عبدالحميد (المولود في مدينة حمص سنة 1954 لعائلة تعود أصولها إلى لواء الاسكندرون) صاحب اكبر رصيد من الأفلام قياساً إلى جميع المخرجين السوريين، وهو يجتهد في تقديم سينما غير مكلفة مادياً، ويقول إن لديه سيناريوات يتطلب تصويرها مبالغ باهظة فلا يقترب منها، لكنه يقترح دائماً سيناريوات تتلاءم مع الوضع المادي للمؤسسة، ومن هنا فقد أنجز ثمانية أفلام روائية طويلة، وهو رقم لم يحققه أي مخرج سينمائي سوري. جائزة مصطفى العقاد للإخراج ذهبت إلى الفيلم الكولومبي «كلب يأكل كلباً» للمخرج كارلوس مورينو، بينما حصلت الممثلة كريستين سكوت توماس على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الفرنسي «احبك منذ زمن بعيد» للمخرج فيليب كلوديل الذي طغت شهرته كروائي على شهرته السينمائية.

أما الفيلم القبرصي «تعليمات» نال الجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، بينما ذهبت الفضية إلى الفيلم الجزائري «ختي» للمخرج ينيس كوسيم، في حين حصل الفيلم الصربي «أرجوحة الطفل» على الجائزة البرونزية، بينما حاز المخرج السوري سوار زركلي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام القصيرة عن فيلمه «خبرني يا طير».

الحياة اللندنية في 14 نوفمبر 2008

الإماراتية في

16.11.2008

 
 

حسيبة رسالة حب لنساء دمشق

أحفاد بهيج الخطيب يعترضون على فيلم 'حسيبة'

دمشق - من حسن سلمان

أحفاد الرئيس السوري الاسبق يطلبون عدم التجريح بشخصيته، والمخرج يؤكد أن الفيلم ليس سوى رسالة حب لنساء دمشق.

ناشد أبناء واحفاد الرئيس السوري الأسبق بهيج بك الخطيب القائمين على فيلم "حسيبة" عدم التعرض والتجريح بشخصية الرئيس الراحل.

وقالوا في رسالة موجهة إلى ميدل إيست أونلاين: "نتوجه إلى السيد ريمون بطرس والقيمين على هذا العمل (....) المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب خيري الذهبي بعدم التعرض والتجريح الشخصي والدخول بالأخطاء و المغالطات التاريخية التي تمس بالإساءة لشخص الرئيس الراحل بهيج بك الخطيب، على غرار ما حصل في مسلسل 'ابو كامل'."

ويرصد الفيلم تحولات عدد من النساء الدمشقيات خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 1927 و1950، من خلال الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة.

وأشارت الرسالة إلى الجهود التي قام بها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في تصحيح المغالطة التاريخية مع مخرج مسلسل "أبو كامل" علاء الدين كوكش، مؤكدين أن مقام رئيس الدولة محفوظ ومكانه محترم ومحاط بضمانات أخلاقية وقانونية.

وحكم بهيج بك الخطيب سوريا في الفترة بين 1939 و1941 في ظل الانتداب الفرنسي على سوريا، وتميز حكمه بعدم الاستقرار، فيما اتهمه البعض بأنه أحد الموظفين الأكفاء الموالين للانتداب الفرنسي.

من جانبه لخّص المخرج ريمون بطرس الفيلم بأنه: "رسالة حب من الأديب خيري الذهبي والمخرج ريمون بطرس وجميع العاملين في الفيلم، ونأمل أن نكون قد استطعنا نقل ملامح بعض هذا الحب إلي مدينة دمشق ونسائها."

ويروي الفيلم قصة الفتاة حسيبة (سلاف فواخرجي) التي تقاتل إلى جانب والدها المجاهد صياح (طلحت حمدي) في الجبل ضد الفرنسيين، ولكنهما يضطران للعودة إلى دمشق بعد أن تنتهي الثورة، حيث يلتجئان إلى منزل قريبهما الشيخ حمدان الجوقدار (سليم صبري) الذي يتزوج حسيبة لاحقا.

وتبدأ حسيبة التي ستفقد والدها وزوجها مسيرة البحث عن الذات، بدءا بعملها في حانوت زوجها ودخولها ميدان التجارة، وانتهاء بتمردها على التقاليد البالية التي غرسها زوجها حمدان في داخلها وخاصة الشخصية الوهمية "شيخ البحرة"، لتنتهي حياتها داخل البحرة وهي تحارب شيخها.

ميدل إيست أنلاين في 13 نوفمبر 2008

 

المواءمة بين العناصر الفنية للفيلم وتقبّل جمهور السينما

'قوارير مستعادة' يحصد ذهبية 'دمشق السينمائي'

دمشق ـ من حسن سلمان  

مهرجان دمشق السينمائي يرسِّخ عالميَّته بمنحه جوائز ذهبية للأفلام الأجنبية، وجوائز ترضية للأفلام السورية.

جاءت جوائز مهرجان دمشق السينمائي في نسخته السادسة عشرة مخالفة للتوقعات، حيث نال الفيلم التشيكي "قوارير مستعادة" للمخرج جان سفيراك ذهبية المهرجان للأفلام الطويلة.

وذهبت الجائزة الفضية للأفلام الطويلة للفيلم الألماني "براعم الكرز"، كما نال الفيلم المغربي "قلوب محترقة" الجائزة البرونزية، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإيراني "أغنية العصفور الدوري" للمخرج مجيد مجيدي.

ونال الفيلم القبرصي "تعليمات" للمخرج كوستاس يلريتس ذهبية الأفلام القصيرة، في حين ذهبت الجائزة الفضية للفيلم الجزائري "اختي"، كما ذهبت البرونزية للفيلم الصربي "أرجوحة الطفل"، فيما منحت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة جائزتها الخاصة للفيلم السوري "خبرني يا طير" للمخرج سوار زركلي.

وخلافاً للتوقعات ذهبت جائزة أفضل فيلم عربي للفيلم السوري "أيام الضجر" للمخرج الكبير عبد اللطيف عبد الحميد، رغم أن الفيلم كان مشاركاً في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.

غير أن رئيس لجنة الأفلام العربية الفنان دريد لحام قدم ما يشبه التبرير في قوله "لاحظت لجنة الفيلم العربي أنه أصبح هناك ما يسمى بأفلام المهرجانات، حيث تحظى بجوائز اللجان لحرفيتها وإبداعها ولكن بعضها يبقى بعيداً عن ذوق وفهم الجمهور ويبقى خاصاً بالنخبة، سجيناً في العُلب، لذلك وضعت لجنتنا نصب عينيها أن تحقق المواءمة بين العناصر الفنية للفيلم وتقبّل جمهور السينما".

وذهبت جائزة مصطفى العقاد لأفضل إخراج للفيلم الطويل للمخرج الكولومبي كارلوس مورينو عن فيلم "كلب يأكل كلباً".

ونال الممثل الإيراني رضا ناجي جائزة أفضل ممثل للفيلم الطويل عن دوره في فيلم "أغنية العصفور الدوري"، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثلة للفيلم الطويل للممثلة الفرنسية كريستين سكوت توماس عن دورها في فيلم "أحبك منذ زمن بعيد".

ونوّهت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة لدور النجمة السورية سلاف فواخرجي في فيلم "حسيبة" للمخرج ريمون بطرس، كما نوهت لدور النجمة المصرية إلهام شاهين في فيلم "خلطة فوزية" للمخرج مجدي أحمد علي، إضافة إلى تنويه خاص للنجم التشيكي زفينيك سفيرك عن دوره في فيلم "قوارير مستعادة" للمخرج جان سفيرك، وتنويه آخر للنجم الألماني إليمار درويفال عن دوره في فيلم "براعم الكرز" للمخرج دوريس دوري.

وكرم المهرجان في ختامه عدداً من النجوم أبرزهم الفنانتان سوزان نجم الدين ومها الصالح والكاتب حسن م. يوسف من سوريا، إضافة إلى مدير التصوير ماهر راضي من مصر والمخرج الفرنسي إيف بواسيه والنجمة الفرنسية كاترين دونوف.

وقال مدير المهرجان الناقد محمد الأحمد إن نجاح المهرجان في دورته الأخيرة يعود إلى قدرته على استقطاب "كوكبة من ألمع النجوم الذين شاركوا دمشق احتفالها بثقافتها وياسمينها أبرزهم: كلوديا كاردينالي وكاترين دونوف وريتشارد هاريسون وفرانكو نيرو ونور الشريف ونادية الجندي وغيرهم".

وتشابه حفل الختام الذي لم يتجاوز 20 دقيقة مع حفل الافتتاح، من حيث دمجه بين المسرح والسينما وعرضه لمشاهد من أشهر الأفلام العالمية، مع بعض التجديد الكامن في إدخال فقرة صغيرة للرقص المولوي أضفت إيقاعاً مختلفاً على العرض.

فيما اختتم العرض بمشاهد لمدينة دمشق مع صوت شاعرها الكبير نزار قباني في قصيدة "دمشق أمي وأنا ابنها"، وتلتها أغنية للفنانة السورية ميادة بسيليس "العز بيلبقلك...محروسة ياشام".

وأعقب حفل الختام عرض للفيلم البرازيلي "فرقة النخبة" الذي نال جائزة الدب الذهبي لمهرجان "برلين السينمائي" الأخير، وهو العرض الأول للفيلم في العالم العربي.

ميدل إيست أنلاين في 12 نوفمبر 2008

 
 

بين إحراج فنانات، وهرج الجمهور اختتم مهرجان دمشق

نعمة خالد من دمشق

أخيراً أسدلت ستارة مهرجان دمشق السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة، وكما كان شرف الافتتاح للفنانة سوزان نجم الدين، كان لها شرف الاختتام والتكريم. وكأن الساحة السورية قد خلت من فنانين آخرين كان يمكن لهم أن يكونوا هم من يسدل الستارة.

ولعل متتبع ضيوف حفل الاختتام سيجد أن حاله كحال حفل الافتتاح، حيث تغيب عدد كبير من الفنانين عنه. حتى أولئك الذين كانت لهم مشاركة في الأفلام التي كانت في إطار المسابقة الرسمية.

فقد تغيبت سلافة فواخرجي، وتغيب مخرج فيلم حسيبة السيد ريمون بطرس، ولم يحضر حفل الاختتام سوى الفنانين المكلفين بتوزيع الجوائز على الأفلام الفائزة، والمكرمين في حفل الاختتام.

أما الفقرة الفنية، فلم تخرج عن الافتتاح في شيء، حيث قدمت فرقة سما رقصة سبق وأن قدمتها في الافتتاح مواكبة لأغنية "زينوا المرجة".

أما الفنانون المصريون الذين دعوا إلى المهرجان في إطار جعل المهرجان كرنفاليا، فإننا لم نشهد من هذه الكرنفالية شيئا، فالنجوم كانوا نجوم ليل، لم يتواجدوا في قاعة الفندق طوال النهار، ما خلا مرورهم مثل سهم سريع وهم يغادرون الفندق لحاجة لهم، كما أن هؤلاء الفنانين قد غادروا المهرجان قبل اختتامه: نور الشريف، نبيلة عبيد، حتى الفنانة لبلبة عضو لجنة التحكيم غادرت المهرجان قبل الإعلان عن النتائج.

ولعل مفاجأة المهرجان كانت من الدبلوماسي الإيراني الطابطبائي، الذي حضر لتسلم جوائز السينما الإيرانية.

أنا أحترم عقيدة كل إنسان، وهي مسألة شخصية جداً، لكن أن تقع فنانة في حرج أمام جمهور كبير، وأمام الكاميرات التلفزيونية، فهذا أعتقد أنه لا مبرر له، فإدارة المهرجان تعرف جيداً البعد الديني عند الطابطبائي، وكان عليها أن تضع ذلك في حسبانها، فلا تضع الفنانة سوسن بدر في حرج رفض يدها من الطابطبائي أثناء تسليمه الجائزة، كذلك هو الحال بالنسبة إلى الفنانة الفرنسية، التي أعتقد أن عقلها لا يستوعب رفض مصافحتها، ما جعلها ترفض تقديم باقة الورد له.

كما أن السفارة الإيرانية تعرف جو الفن والفنانين، وتعرف البروتوكولات التي تصاحب ذلك، وكان من الأجدى بها أن ترسل فناناً أو فنانة وما أكثرهم، لا لشيء إلا لدرء الإحراج وإيقاع الجمهور في هرج ومرج، معلقاً وساخراً من الموقف على الملأ.

ولعل ما حصل على خشبة المسرح يناقض ما جاء في كلمة الدكتور رياض نعسان آغا في الاختتام: ما أسعدنا أن تكون الرسالة الحضارية من دمشق أرض الحضارات عاصمة الثقافة الأبدية.

وحتى يكون الكلام متسقاً مع حيثيات الاختتام، كان على المنظمين أن يحسبوا أمرهم، ويتركوا لفنانين أن يقدموا الجوائز الإيرانية.

على كل حال: ثمة أشياء مضيئة في الاختتام، تمثلت في تكريم بعض الفنانين: الفنانة المرحومة مها الصالح، والكاتب حسن.م.يوسف ومدير الأنتاج السينمائي يوسف دك الباب، ومدير التصوير ماهر راضي. والفنانة كاترين دونوف، وآخرين.

كما أن الجوائز كانت في معظمها موضوعية، فلم تخضع للبعد السياسي كما هو الحال في المهرجان الماضي، مع ملاحظة أن أفلاماً أخرى كانت تستحق جائزة أفضل ممثل. التي نالها عن الفيلم الطويل الفنان رضا ناجي عن فيلمه أغنية العصفور الدوري الإيراني.

أما جائزة أفضل فيلم عربي: والتي كانت من نصيب عبد اللطيف عبد الحميد عن فيلمه: "أيام الضجر" فهي جائزة استحقها عبد اللطيف بجدارة.

أما جوائز الأفلام فقد توزعت كالتالي:

الأفلام القصيرة: جائزة لجنة التحكيم ذهبت للفيلم خبرني يا طير للمخرج السوري: سوار زركلي.

البرونزية للفيلم الصربي أرجوحة. الفضية للفيلم الجزائري إختي. أما الذهبية فكانت من نصيب الفيلم القبرصي تعليمات

أما جوائز مسابقة الأفلام الطويلة فقد حاز رضا ناجي على جائزة أفضل ممثل، كما حازت الممثلة كيستين توماس على جائزة أفضل ممثلة عن الفيلم أحبك منذ زمن بعيد.

ولعلي أجرؤ هنا على القول إن ثمة سياسيا قد تدخل في هذه الدائرة، على الرغم من جماليات الفيلم.

أما البرونزية للفيلم الطويل فقد ذهبت لفيلم قلوب محترقة المغربي للمخرج أحمد المعنوني. والفضية لفيلم براعم الكرز الألمانسي، أما الذهبية فكانت للفيلم التشيكي: قوارير مستعادة وجائزة مصطفى العقاد لأفضل إخراج فقد ذهبت للمخرج كارلوس مورينو عن فيلمه: كلب يأكل كلباً من كولومبيا.

وقد نوهت لجنة التحكيم للأفلام الطويلة للفنانة سلافة فواخرجي عن دورها في فيلم حسية، وإلهام شاهين عن دورها في فيلم خلطة فوزية. إضافة لآخرين.

يبقى أخيراً أن نقول قولنا في لجان التحكيم التي لم تسلم من تعليق المختصين والفنانين: فمثلاً المخرج السوري جود الذي نال جائزة عن فيلم قصير له في الدورة الماضية ما هي ثقافته السينمائية التي تراكمت ليكون له حظ تقييم الأفلام السينمائية القصيرة.

وحتى لا يفهم أني ضد مشاركة الشباب في اللجان، ممن يدعون إلى أن تكون فرصهم أكبر سواء في الإنتاج أو في التحكيم، لكن على أن يكون هذا التحكيم مدروساً. ولكي يكون ذلك، وكما هو الحال في معظم لجان التحكيم في العالم: أعتقد أن اللجنة يجب أن يكون فيها: ناقداً سينمائياً محترفاً، وكاتب سيناريو، وكاتب مسرح، وموسيقيا، وفنانا تشكيليا، ومهندس ديكور، ومهندس تصوير، وصحافيا ومخرجا، حتى تتوافر كل الآراء الضرورة لتقييم فيلم ما وهذا ما كان مفقوداً في لجان التحكيم المشكلة.

ومما لا شك فيه أن حضور فرانكو نيرو، وريتشارد هاريسون، وكلوديا كاردينالي كان مهماً في المهرجان: لكني أتساءل: هل لو كان عمر هؤلاء ما زال في الثلاثين أو الأربعين سيحضرون للمشاركة في فعاليات المهرجان؟ أم أن الزمن قد تجاوزهم في بلدانهم، فكان أن لبوا دعوة المهرجان؟

أخيراً أتاح لنا مهرجان دمشق السينمائي رؤية أفلام كان من الصعب أن نراها في الأيام العادية، لأن سوق الفيلم في سوريا، طبعاً أقصد السينما الراقية لا التجارية هي في أسوأ أحوالها، ولئن كانت المتابعة لهذه الأفلام ليست في حجم المتابعات في مهرجانات سابقة، وهذا يؤدي إلى أسئلة جمة على إدارة المهرجان أن تبحث عن إجابات لإحجام الجمهور عن المتابعة.

موقع "إيلاف" في 14 نوفمبر 2008

 
 

مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر.. محطات ومشاهدات

دمشق - من عبد الله شعبان

كان افتتاحاً مبهراً جمع بين الاستعراض الذي يناسب ضخامة الحدث ومسرحته لمضمون المهر جان بتظاهراته وافلامه ومكرميه وأخرجه الفنان ماهر صليبي ونميز بضيوفه العرب والعالميين فقد حضر الافتتاح عدد كبير من النجوم المصريين منهم ناديا الجندي ونبيلة عبيد ونيرمن الفقي ولبلبة وفاروق الفيشاوي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز واشرف عبد الباقي وهاني سلامة وداليا البحيري والهام شاهين·

وكرم المهرجان هذا العام وفي حفل الافتتاح النجمة العالمية كلوديا كاردينالي إلى جانب النجم الإيطالي الشهير فرانكو نيرو والنجم الأميركي ريتشارد هاريسون·

كما احتفى في الختام بالنجمة العالمية كاترين دونوف التي تسلمت جائزة أفضل فيلم للفائز بها· أما التكريم العربي فيتمثل بالنجم العربي نور الشريف والنجمة ناديا الجندي والممثلة المغربية المتألقة على الدوام فاطمة خير والمطرب اللبناني وليد توفيق والممثلة اللبنانية السي فرنيني·

أما التكريم السوري في هذه الدورة فقد احتضن اسماء شهيرة في الدراما السورية منهم النجمة سلاف فواخرجي والمخرج المبدع هيثم حقي والفنان القدير سليم صبري والممثلة القديرة التي رحلت مؤخراً مها الصالح وايمن زيدان· كما كان ليوسف شاهين حضوره كما في مهرجانات ابو ظبي وفينيسيا وباريس وقرطاج في هذه الدورة من خلال تكريمه وعرض مجموعة من أفلامه الهامة مثل باب الحديد والمصير، هي فوضى، المهاجر وغيرها·

رأس لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية الطويلة المخرج الفرنسي الكبير إيف بواسيه في حين أسندت رئاسة لجنة تحكيم الأفلام العربية إلى الفنان السوري الكبير دريد لحام أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة فترأسها رونالد تريش مدير مهرجان لايبزيغ للأفلام القصيرة لعقدين من الزمن·

تمثلت المشاركة السورية في مهرجان هذا العام بأربعة أفلام روائية طويلة، ففي المسابقة الرسمية عرض <حسيبة> لريمون بطرس و<ايام الضجر> لعبد اللطيف عبد الحميد في حين عرض فيلم <دمشق يا بسمة الحزن> لماهر كدو و<سبع دقائق إلى منتصف الليل> لوليد حريب ضمن تظاهرة البرنامج الرسمي·

المشاركة المصرية في المسابقة الرسمية تمثلت بالفيلمين الروائيين <خلطة فوزية> لمدي محمد علي و<الصياد واليمام> لأسامة مراد·

من أهم التظاهرات التي ادرجت في مهرجان دمشق السينمائي الدولي لهذا العام: تظاهرة النجمة غريتا غاربو، تظاهرة المخرج الأميركي ماتن سكورسيزي، تظاهرة المخرج الصيني زائغ ييمو، تظاهرة المخرج الروسي أندرية تاركوفسكي، تظاهرة المدينة في السينما، تظاهرة البحر والسينما، تظاهرة درر السينما الثمينة تظاهرة أوسكار أفضل فيلم، تظاهرة السينما السويسرية، تظاهرة فيروز والسينما تظاهرة الرواية والمسرح في افلام المؤسسة العامة للسينما·

من كواليس المهرجان

حضرت الفنانة المصرية داليا البحيري عضو لجنة تحكيم افلام المسابقة الرسمية مع زوجها حفيد الفنان الكبير الرحل فريد شوقي·

غادر نور الشريف دمشق في اليوم الثاني للمهرجان إلى بروكسل لحضور حفل تكريمه هناك·

أما بوسي فقد حضرت في منتصف ايام المهرجان لأسباب لا زلنا نجهلها حفلات وسهرات عديدة شهدتها ليالي المهرجان وتبارى عدد من الفنانين والمنتجين على دعوة الفنانين الأجانب والعرب منها حفل وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومؤسسة السينما وغرفة صناعة السينما·

تألقت الفنانة السورية سلاف فواخرجي في كل الحفلات والأمسيات وكان يرافقها زوجها وائل رمضان ووالدتها ووالدها وابنها الوحيد·

ظهر الممثل المصري محمود عبد العزيز بلحية طويلة بيضاء ونظارة سوداء وعملت زوجته بوسي شلبي بحرص بالغ على عدم اقتراب المصورين منه·

اما الفنان السوري دريد لحام الذي ترأس لجنة التحكيم للأفلام العربية المشاركة في مهرجان دمشق فقد ظهر بلحية طويلة معلناً انها تتماشى مع الشخصية التي سيلعبها في فيلم <سيلينا> الاستعراضي المأخوذ من مسرحية هالة والملك للرحابنة وفيروز وكان دريد حاضراً مع زوجته هالة في كل الحفلات والمناسبات التي صاحبت مهرجان دمشق السينمائي·

الممثل الاميركي ريتشارد هاريسون أبدى سعادته بفوز اوباما وكان ملفتاً بتواضعه وعشقه للطعام السوري ولأجواء الكرم والحميمية التي تسود بين إدارة المهرجان وضيوفه·

اللواء اللبنانية في 15 نوفمبر 2008

 
 

انسحاب إلهام شاهين وغضب اشرف عبد الباقي في مهرجان دمشق السينمائي

بهية مارديني من دمشق

علمت ايلاف ان فنانين مصريين رأوا ان ادارة مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر والذي اختتم فعالياته الاسبوع الماضي، تعمد ان يتجاوز الفيلم المصري في المهرجان ، وان يضيق الحصار عليه بعدة طرق ، حتى يفوز الفيلم السوري بالجائزة الأولى للافلام العربية ، والتي يعتبرها البعض جائزة دخيلة على جوائز المهرجان ، وانه في الاصل لا وجود لمثل هذه الجائزة ، وقالوا لقد كان لادارة مهرجان دمشق ما أرادت ، حيث فاز الفيلم السوري "أيام الضجر" بالجائزة الأولى في مسابقة الأفلام العربية.

وقال متابعون لمهرجان دمشق السينمائي لإيلاف إن النجمة المصرية الهام شاهين انسحبت باكرا مع شقيقها أمير من مهرجان دمشق "حتى لا تحرج القائمين على المهرجان اثر رؤيتها محاولتهم التغطية على أهمية فيلمها الاخير "خلطة فوزية " ومحاولة ألا يحوز على اية جوائز" ، فيما تركت شقيقها أيمن شاهين وهو منتج الفيلم ، فيما اشاروا الى "غضب النجم المصري اشرف عبد الباقي لتوقيت عرض فيلمه مع توقيت العشاء الذي دعا اليه السيد الرئيس السوري بشار الأسد ضيوف المهرجان"، كما أشاروا  الى ان" النجم نور الشريف حضر الافتتاح وسافر مباشرة دون ذكر الأسباب" ، كما المحوا الى ان ادارة المهرجان كانت تحاول ان تجعل الإعلام تحت سيطرتها والا طريق يمكن ان يمر به الصحافي للضيوف الا من خلالها.

وقال الصحافي عبد الهادي عوض لإيلاف ، وهو رافق الوفد المصري خلال اقامته في دمشق وحضوره لفعاليات مهرجان دمشق السينمائي" ان الوفد المصري كان كبيرا 70 شخصية ، وغير مفهومة طريقة الاختيار ومن بينهم مغمورون".

واكد عوض "ان ضيوف المهرجان الأجانب كانوا سعداء بعكس بعض الضيوف العرب ، واشار الى ان هذا المهرجان كان مختلفا حيث كانت تذاكر السفر والاقامة والرحلات على حساب المهرجان بالاضافة الى هدايا تذكارية للضيوف ، ولكن الوفد المصري اشتكى من ضيق غرف الفندق وخاصة ان بعضهم اصطحب زوجاته ، كما اشتكوا من ضغط المطار وهذا يمكن ان يحصل في كل دول العالم التي تستقبل ضيوفا للمهرجانات"، بحسب عوض.

واشار متابعون إلى ان النجم المصري اشرف عبد الباقي كان غاضبا جدا خلال فترة المهرجان حيث تم وضع عرض فيلمه، رغم انه العرض الاول ، في الوقت ذاته لعشاء كان قد دعا اليه الرئيس السوري ضيوف المهرجان ، وعندما وصلت ادارة المهرجان احتجاجاته غيرت له موعد عرض الفيلم حتى الساعة 12 منتصف ليل اليوم التالي ، ونقلوا عنه انه قال انها المرة الاولى التي اتي الى دمشق ويبدو انها ستكون الاخيرة  .

هذا وفاز الفيلم الروائي السوري  الذي شارك في المسابقة الرسمية  "أيام الضجر" لعبد اللطيف عبد الحميد والذي عرض في الصالة الرئيسة في دار الأسد للثقافة والفنون. وفيلم "أيام الضجر" من إنتاج عام 2008 ، تأليف و إخراج عبد اللطيف عبد الحميد وتدور أحداثه العام 1958 وهذا الفيلم لم تتفق الاراء حوله حتى ان لمخرجه  تصريحات غريبة حول ان الفيلم لم يكن من النوع الذي يستهويه .

وقد نوّهت لجنة التحكيم الخاصة بأداء الفنانة السورية سلاف فواخرجي في فيلم "حسيبة"، وبأداء الفنانة المصرية إلهام شاهين في فيلم "خلطة فوزية" فقط .

مهرجان دمشق السينمائي يكرّم فنانات تليفزيونيات!!

هذا وصدم مهرجان دمشق السينمائي جمهوره حين كرّم فنانات تليفزيونات ، في حين قال المخرج السوري البارز نبيل المالح لايلاف لم انتظر ان تصل السينما السورية الى هذا المستوى ، وتساءل متابعون عن معيار التكريم وعن اثر الفنانات اللواتي تم تكريمهن على السينما ، وعبرّ فنانون عن دهشتهم بالتكريم الذي انهى المهرجان أيامه به.

واعلن مهرجان دمشق السينمائي في حفله الختامي عن تكريمه للفنانة سوزان نجم الدين والفنانة فاديا خطاب من ضمن المكرمين ، وهما "فنانتان لم تعملا سينما " ، كما يقول كاتب سيناريو لايلاف ، فضّل عدم ذكر اسمه ، واضاف ما اثرهما في السينما  وتساءل الجمهور عن الهدف من هذا الاختيار ولماذا يكرم هذا الفنان دون ذاك ، ولماذا المكرمات من الفنانات ولا وجود لاي فنان.

المالح قال لايلاف برأيي لم انتظر ان تصل السينما السورية الى هذا المستوى ، واشار الى ان الامور ملتبسة في هذا المهرجان ، هناك اشياء لن نقولها حتى لانفتح جبهات ، انا لاينقصني ، واضاف هناك اشخاص لايستحقون التكريم وهناك شيء غير واضح في طريقة وكيفية ادارة المهرجان ، وقال "على كل انا مقاطع المهرجان ونشاطاته" .

وقال متابعون ان مجموعة الافلام السورية مؤخرا لاترتقي الى الافلام التي انتجت في السبعينات واستغربوا من طريقة اختيار اعضاء لجان التحكيم في المهرجان ، واكدوا ان بعضهم ظهر في مشهد سينمائي وبعضهم لايمت الى المشهد السينمائي بصلة مطالبين بتطبيق مبدأ المحاسبة ، وكيف وصل مهرجان نريده ان يكون عالميا الى هذا المستوى.

وقد كرّم مهرجان دمشق السينمائي عددا من السينمائيين السوريين والعرب وفي مقدمتهم النجمة الفرنسية كاترين دينوف والفنانة سوزان نجم الدين والراحلة مها الصالح والفنانة فاديا خطاب والمخرج الفرنسي إيف بواسيه والكاتب حسن م.يوسف ومدير الإنتاج يوسف دك الباب ومدير التصوير المصري ماهر راضي.

وكان وفد سوري زار القاهرة الاسبوع الماضي للمشاركة في مهرجان اعلامي قد انسحب ، حيث ُصنّف مسلسل باب المقام للمخرج السوري فهد ميري في سياق الأعمال الكوميدية في مهرجان الإعلام العربي في القاهرة وأدرج مسلسل أسمهان في سياق الأعمال التاريخية ، بينما اعتبر مسلسل أهل الراية مسلسلاً اجتماعياً رغم أن الفترة الزمنية التي تناولها تعدُّ سابقة عن مرحلة أسمهان ، واستبعد مسلسل ليس سراباً بحجة رداءة الصورة رغم انه ُعرض في رمضان الماضي وهو مسلسل جديد ، فاضطرت شركة "سورية الدولية" المنتجة لمسلسلي أهل الراية وليس سراباً لسحب العملين من المسابقة وانسحب وفد الشركة المكّون من الفنانين عباس النوري وسلوم حداد وحسن عويتي والمثنى صبح ومدير الشركة فراس دباس من المهرجان.

موقع "إيلاف" في 18 نوفمبر 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)